فن إدارة الخلافات الزوجية

فن إدارة الخلافات الزوجية
سليمان خالد الرومي


تمثل الخلافات الأسرية ملح السعادة الزوجية إلاّ أنه عندما لا يستطيع الزوجان التحكم في الألفاظ والعبارات التي تنطلق من الأفواه قاصدة مسامع الطرف الآخر الزوج أو الزوجة تصبح العلاقة الزوجية في مهب الريح· لذا لا بد للزوجين من لغة مشتركة لتجنب الوقوع في هذا الفخ·
وأول تلك الأمور أن يستبدل الزوجان بعض العبارات التي تثير الخلاف بأخرى ترتدي ثياب التلطف واللباقة· قال تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) الحج:24، وقال أيضاً: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) الإسراء: 35·
وقال ـ صلى الله عليه وسلم: >إن الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه، ولا ينزع من شيء إلاّ شانه<· رواه مسلم·
ومن الممكن أن يتخير الزوجان بعض العبارات اللطيفة مثل: لقد تصرفت تصرفاً خطأ، وكان يجب عليَّ أن أخبرك لكنني نسيت فأرجو المعذرة· بدلاً من القول: لم أرتكب خطأ ولا أفهم سبب غضبك· وعندما يجد الزوجان أن المناقشة قد تصل إلى طريق مسدود فليس من الصعب عليهما الالتزام باللباقة والذكاء في تعاملهما مع بعضهما مع بعض وهذا أسهل من سكبهما الزيت على النار· فمثلاً تقول الزوجة لزوجها: >من فضلك انتظر قليلاً أو سأحدثك في هذا الأمر فيما بعد<، حتى تجد الفرصة المناسبة التي يتمتع فيها الطرفان بالصفاء النفسي والروحي·
فانتقاء الكلمات عامل مهم في حل الخلافات الزوجية، وبيوتنا المسلمة بيوت منضبطة يجب أن يراعي فيها الزوجان الأخلاق الإسلامية في تعاملهما بعضهما مع بعض حتى تنشأ بين جوانحهما الذرية الصالح تنشئة إسلامية تواصل المسيرة على الطريق، وترث أمانة حمل رسالة الإسلام من الآباء لتورثها إلى الأجيال التالية بالأصالة والقوة نفسها، ولن يتم ذلك إلاّ إذا اهتم كل منا بتكوين البيت المسلم وحمل كل منا أهله على احترام غايته وهدفه وفكرته وحافظ على آداب الإسلام في كل مظاهر حياته المنزلية·
فبيوتنا الإسلامية منازل يسكن فيها نور الوحي بتلاوة القرآن وتدارسه ويشع منها النور بإقامة الصلاة· قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عنه سيدنا عمر رضي الله عنه عن صلاة الرجل في بيته من النوافل والسنن والرواتب: >أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بيوتكم< رواه ابن ماجه، وجماع ذلك كله بتدقيق كل من الرجل والمرأة عند اختيار الزوج فيكون الاختيار على أساس حسن الالتزام بالإسلام· فيكون ذلك أدعى للحب وحل الخلافات التي قد تنشأ في بيوتنا·