" كان إذا رجع أكل من كبد أضحيته " مختلف في تحسينه وتضعيفه

قال الإمام البيهقي رحمه الله في معرفة السنن والآثار :

6846 - وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ النَّحْرِ شَيْئًا حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ»

6847 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوَابُ بْنُ عُتْبَةَ الْمَهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ.

6848 - وَرَوَاهُ عُقْبَةُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَقَالَ: فَكَانَ إِذَا رَجَعَ أَكَلَ مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَّتِهِ اهـ .
وقال أيضا في السنن الكبرى : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَهْوَازِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ شَيْئًا، وَإِذَا كَانَ الأَضْحَى لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا حَتَّى يَرْجِعَ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ أَكَلَ مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَّتِهِ اهـ .
قلت :
في الحديث : فَكَانَ إِذَا رَجَعَ أَكَلَ مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَّتِهِ هذه الزيادة بهذا السند ضعيفة ؛ لأنها من رواية عقبة بن الأصم عن ابن بريدة ، وعقبة بن عبدالله الأصم ضعيف ربما دلس كما في التقريب .
وفي فضائل الأوقات للبيهقي :
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا أبو مسلم حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا ثواب بن عتبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من كبد أضحيته .
قلت : هذا السند قابل للتحسين ، وثواب مختلف في توثيقه وتضعيفة ، واعتمد مصنفوا تحرير تقريب التهذيب عدم تضعيفه فقالوا : صدوق حسن الحديث ، له حديث واحد .
​وقال الإمام الزيعلي في نصب الراية : وعن الحاكم رواه البيهقي في " المعرفة " ورواه الدارقطني في " سننه " وزاد : حتى يرجع فيأكل من أضحيته قال ابن القطان في " كتابه " : وهذا الحديث عندي صحيح فإن ثواب بن عتبة المهري بصري ثقة وثقه ابن معين روى عنه عباس وإسحاق ابن منصور ، وزيادة الدارقطني أيضا صحيحة انتهى كلامه.

ولذلك الحافظ قال البيهقي : والسنة في عيد الأضحى أن لا يأكل حتى يذبح أضحيته بعد الصلاة ثم يرجع فيأكل من كبد أضحيته ، وقال الإمام المناوي في الفيض : وقد كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يأكل من كبد أضحيته .

أرجو من طلاب العلم أن ينظروا في هذه المقالة الصغيرة التي كتبتها على عجل بسبب يوم عرفة ، فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وأنا معترف بالخطأ والزلل على من خلقه الله من عجل .

في الموسوعة الفقهية الكويتية :
فَمَنْ كَانَتْ لَهُ أُضْحِيَّةٌ فَقَدِ اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يُسَنُّ لَهُ تَأْخِيرُ الْفِطْرِ يَوْمَ النَّحْرِ وَالإْمْسَاكُ عَنِ الأْكْل لِيُفْطِرَ عَلَى كَبِدِ أُضْحِيَّتِهِ ........... وَالأْوْلَى لِلْمُضَحِّي أَنْ يَأْكُل مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَّتِهِ لِحَدِيثِ : أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُل مِنْ كَبِدِ أُضْحَيَّتِهِ وَلأِنَّ الْكَبِدَ أَسْرَعُ تَنَاوُلاً مِنْ غَيْرِهِ .

الشيخ خالد الشافعي - سدد الله رميك - .
هلا نظرت في رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه - نفع الله بكم - مِنْ باب المُدراسة ! .

شكرا لك يا أبا زرعة ، والذي أعرفه بأنه يروي عن أبيه .

منقول من مبارك اليجري

جاء في كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير لابن الملقن :
الحَدِيث الثَّالِث بعد الْعشْرين
عَن بُرَيْدَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: «كَانَ رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - لَا يخرج يَوْم الْفطر حَتَّى يطعم، وَلَا يطعم يَوْم الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّي» .
هَذَا الحَدِيث حسن (صَحِيح) .
رَوَاهُ أَحْمد فِي «مُسْنده» ، وَالتِّرْمِذِيّ فِي «جَامعه» ، وَابْن مَاجَه (وَالدَّارَقُطْ� �ِيّ فِي «سُنَنهمَا» ، وَأَبُو حَاتِم بن حبَان فِي «صَحِيحه» وَالْحَاكِم فِي «مُسْتَدْركه» ، وَالْبَيْهَقِيّ ) فِي «سنَنه» بأسانيد صَحِيحَة من رِوَايَة ثوّاب - بتَشْديد الْوَاو - ابْن عتبَة الْمهرِي، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه، وَاللَّفْظ الْمَذْكُور لفظ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه.
وَلَفظ أَحْمد: «كَانَ إِذا كَانَ يَوْم الْفطر (لم) يخرج حَتَّى يَأْكُل، وَإِذا كَانَ يَوْم النَّحْر لم يَأْكُل حَتَّى يذبح» .
وَلَفظ الدَّارَقُطْنِي ّ: «لَا يَأْكُل يَوْم النَّحْر حَتَّى يرجع فيأكل من أضحيته» .
وَلَفظ ابْن حبَان: «كَانَ لَا يخرج يَوْم الْفطر حَتَّى (يفْطر) وَلَا يطعم يَوْم النَّحْر حَتَّى ينْحَر» وَلَفظ الْحَاكِم «حَتَّى يرجع» وَفِي رِوَايَة (للبيهقي) : «كَانَ إِذا رَجَعَ أكل من كبد أضحيته» .
قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث غَرِيب. قَالَ: وَفِي الْبَاب عَن عَلّي وَأنس. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد - يَعْنِي البُخَارِيّ -: لَا أعرف لثوّاب بن عتبَة غير هَذَا الحَدِيث.
وَقَالَ الْحَاكِم: هَذَا حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ. قَالَ: وثوّاب هَذَا قَلِيل الحَدِيث (وَلم يجرح) بِنَوْع يسْقط بِهِ حَدِيثه، وَهَذِه (سنة عزيزة) من طَرِيق الرِّوَايَة مستفيضة فِي بِلَاد الْمُسلمين.
وَقَالَ ابْن الْقطَّان: هَذَا الحَدِيث عِنْدِي صَحِيح؛ لِأَن ثوّابًا هَذَا بَصرِي ثِقَة، وَثَّقَهُ ابْن معِين رَوَاهُ عَنهُ عَبَّاس وَإِسْحَاق بن مَنْصُور. قَالَ: وَزِيَادَة الدَّارَقُطْنِي ّ أَيْضا صَحِيحَة (إِلَى) ثوّاب الْمَذْكُور وَيَرْوِيه عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه.
قلت: وثواب أنكر أَبُو حَاتِم (وَأَبُو زرْعَة) توثيقه كَمَا حَكَاهُ صَاحب (التَّهْذِيب) عَنْهُمَا، (لَكِن) قَالَ ابْن معِين: صَدُوق. قَالَ عَبَّاس الدوري: إِن كنت قد كتبت عَنهُ الضعْف (فَهَذَا) آخر قوليه. وَرَوَى هَذَا الحَدِيث عَن ثوّاب أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وَتَابعه أَبُو عُبَيْدَة الْحداد، وَرَوَاهُ عقبَة عَن (ابْن) بُرَيْدَة.

الشيخ الكريم خالد الشافعي - سلمك الله - .
بالنسبة لرواية عبد الله بن بريدة عن أبيه قد ذكرتُ مسألة السماع مِنْ أبيه لما ورد عن البخاري وابراهيم الحربي - رضي الله عنهما - وكنت وددت لو أن بحثكم حاز البحث مِنْ رواية عبد الله عن أبيه وأنتم مصيبون - سددكم الله - فقد صرح عبد الله بن بريدة بالسماع من أبيه في غير موضع مِنْ كُتب السنة ، ولأزيد البحث هُنا قوةً حفظك الله تعالى حول سماع عبد الله بن بريدة كما وأؤيدُ ما ذهبت إليه إلي إختلاف التصحيح والتضعيف حول الحديث فبارك الله فيكم جهودكم ونفع بكم .

ويرجع حفظكم الله تعالى إلي ما قاله الشيخ المحدث حاتم بن عارف الشريف العوني في كتابه النفيس _ إجماع المحدثين _ كما وأن عبد الله بن بريدة قد صرح بالسماع من أبيه في سنن أبي داود ولعل ما ورد عن الإمام البخاري رحمه الله تعالى فيمن لم يرد عنهُ صيغة التحديث عن أبيه ولذلك فإن الرواية عن أبيه مقبولة مِنْ باب زيادة الفائدة في بحثكم الكريم . والله اعلم .

مليح وجيّد ، أحسنتم ..

بارك الله فيكم

للرفع والتذكير بمناسبة قرب عيد الأضحى المبارك لعام 1434هـ ( 2013م ) .

بارك الله فيكم ونفع بكم .