السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الفرق بين المكروه وترك المستحب??
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الفرق بين المكروه وترك المستحب??
حد المكروه هو ما نهى عنه الشرع نهيا غير جازم أي للحكم على أمر بأنه مكروه ينبغي توافر شرطين : الأول :- أن ينهى عنه الشرع الثاني:- أن يكون النهي غير جازم إخراجا للمحرم
مثال: النهي عن الشرب قائما فتحقق الشرط الاول و هو نهي الشرع المتمثل في نهي النبي صلى الله عليه و سلم والشرط الثاني أن يكون النهي غير جازم ودليل عدم الجزم فعل النبي صلى الله عليه و سلم حيث صح عنه انه شرب قائما .
أثر الكراهة : الإثابة على الترك لذلك الأمر و لا يأثم على فعله للمكروه .
أما ترك المستحب مثلا ترك سنة الظهر فلم يرد الشرع بالنهي عن ترك هذه السنه فلا يكون تركها مكروها و إنما نسميه خلاف الأولى
وأثره يماثل أثر المكروه .
فيكون كلا من المكروه و ترك المستحب او خلاف الأولى متماثلين اثرا مختلفين حدا
يتبع
ممكن يتبادر لاذهاننا سؤال؟
هل يلزم من قولنا أن الشرب واقفا مكروه أن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل المكروه ؟!
وهل يصح في بعض المسائل أن النهي انتقل من التحريم إلى الكراهة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم للذي نهى عنه ؟
ترجع في هذه النقطة لكتاب افعال الرسول للاشقر
و الذي اذكره مفاده ان النبي صلى الله عليه و سلم قد يفعل المكروه للدلالة على عدم التحريم و الجواز في الجملة الا انه بالنظر الى هذه الجهة و هي جهة الدلالة على عدم التحريم لا يكون الفعل مكروها في حق النبي صلى الله عليه و سلم لانه المبلغ عن ربه أحكام شرعه و دينه و هذا بخلاف النظر الى جهة فعل المكروه في حق عموم الامة فحكم الكراهة فيهم ثابت
و قد اشار الامام ابن دقيق العيد في الاحكام الى انه لا يسمى ترك المستحب مكروها و مثل على ذلك بصلاة الضحى
و الخلاصة ان العلافة بين المستحب و المكروه علاقة تضاد و ليس علاقة تناقض فهما لا يجتمعان و لكن قد يرتفعان و يعرو محل الحكم من كليهما لما بينهما من الحد الاوسط الذي هو الاباحة
يتبع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نبين الفرق من حيث الترك
فالمكروه تركه فعل لما هو أولى
والمستحب تركه ترك للمستحب
بيان هذا الكلام كالآتي:
أن المستحب دل الدليل على الاتيان به وان كان الأمر غير جازم فكان تركه تركا لما أُمر به
بينما المكروه فلم يأمر الشرع بفعل خلافه ابتداء بل النهي ـ غير الجازم ـ مُوجه إلى فعله فتبين أن ترك الفعل فعل لما هو اولى
أما أوجه الاتفاق فمن حيث ترتب الأثر
ففعل المكروه وترك المستحب تفويت للأجر والمثوبة ولا يحصل بذلك وزر ان شاء الله
والله اعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم على هذا الايضاح