إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل..

إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل.

الإمام مالك لما كان يقرأ في المسجد يروي أحاديث النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وكان عنده يحيى بن يحيى الليثي -راوي الموطأ عنه-، والطلاب حول الإمام مالك.

فصاح صائح: جاء للمدينة فيل عظيم!

لم يكن أهل المدينة رأوا فيلا؛ لأن الفيل ليس موطن هذه البلاد، فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل، وتركوا مالكا!!

إلا يحيى بن يجيى الليثي فقط.

فقال له مالك: لم؟ هل رأيت الفيل قبل ذلك؟

قال: إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل.

وبهذا أثابه الله جل وعلا بأن الرواية التي تُروى الآن في شرق الأرض وغربها المعتمدة لموطأ الإمام مالك هي رواية يحيى بن يحيى الليثي، مع أنه من صغار طلبته هناك روايات أناس أكبر منه لم يكتب لها القبول، ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
الاعتصام بالكتاب والسنة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ[شريط مفرّغ]

ما صحة هذه القصة ؟

قال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" (ص: 152-153) (ترجمة يحيى بن يحيى): روي أنه كان يوماً عند مالك في جملة أصحابه إذ قال قائل: قد حضر الفيل، فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه غيره. فقال له مالك: ما لك لم تخرج، فترى الفيل؟ لأنه لا يكون بالأندلس، فقال له يحيى: إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أجئ لأنظر إلى الفيل، فأعجب به مالك وسماه عاقل أهل الأندلس". وذكرها عنه جماعة.
وذكرها أيضًا الذهبي في "السير"، و"التاريخ" (ترجمة يحيى الليثي) فقال: "وبلغنا: أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس -رحمه الله- فمر على باب مالك الفيل، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل، سوى يحيى بن يحيى، فلم يقم. فأعجب به مالك، وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ثم لم يزل بعد مكرما له".
والقصة-كما يظهر-، تروى بغير إسناد، ومثلها يتساهل فيه الناس!

ذكرها محمد بن فتوح الحميدي في: (جذوة المقتبس في ولاة الأندلس): (1/ 383)، وأبو جعفر الضبي في: (بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس): (1/ 510)، وأبو الحسن الأندلسي في كتاب: (المغرب في حلى المغرب): (1/ 163)، والذهبي في: (سير أعلام النبلاء): (1/ 318)، وغيرهم، قال الحميدي: ( وكان مالك يسميه عاقل الأندلس، وكان سبب ذلك فيما روى أنه كان في مجلس مالك مع جماعة من أصحابه، فقال قائل: قد خطر الفيل، فخرجوا ولم يخرج، فقال له مالك: مالك لم تخرج لتنظر الفيل وهو لا يكون في بلادك؟ فقال له: لم أرحل لأبصر الفيل، وإنما رحلت لأشاهدك وأتعلم من علمك وهديك، فأعجبه ذلك منه، وسماه عاقل الأندلس).

ولم أجد من طعن في ثبوتها، والله أعلم.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
الاعتصام بالكتاب والسنة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ[شريط مفرّغ]

---

نفع الله بكم .
لم يرو مسلم رحمه الله - ولا غيره من أصحاب الستة - ليحيى الليثي هذا ، إنما يروون ليحيى بن يحيى التيمي النيسابوري .
علما بأن التيمي النيسابوري روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .

أما القصة فهي حسنة جدا .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

نفع الله بكم .
لم يرو مسلم رحمه الله - ولا غيره من أصحاب الستة - ليحيى الليثي هذا ، إنما يروون ليحيى بن يحيى التيمي النيسابوري .
علما بأن التيمي النيسابوري روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .

---

نفع الله بكم شيخنا الفاضل.
أتيمَ الله أم تيم مرّة أم تيم الرّباب؟ إن تضف ميمًا يبدُ بها الصواب، مولى بني منقرٍ ليوث الغاب ( ابتسامة)

أعلم أنه سبق قلم أو ذهول، وأن مثلكم لايخفى عليه مثل هذا، ولكن أردت تنبيه من دخل من القرّاء.
وجزاكم الله خيرًا.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي

نفع الله بكم شيخنا الفاضل.
أتيمَ الله أم تيم مرّة أم تيم الرّباب؟ إن تضف ميمًا يبدُ بها الصواب، مولى بني منقرٍ ليوث الغاب ( ابتسامة)

أعلم أنه سبق قلم

---

أحسن الله إليكم حبيبنا الغالي المفيد.
بل هو سبق زر ( ابتسامة )
هو التميمي الحنظلي أبو زكريا النيسابوري.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

أما القصة فهي حسنة جدا .

---

بارك الله فيك مولانا
لعلك تقصد حسن معناها ومبناها، إذ لا إسناد لها (ابتسامة).

وكلا من الليثي والنيسابوري يروي عن مالك!
وقد وجدتُ البعض، كلما وجد (يحيى بن يحيى عن مالك) ظنه (الليثي)، من غير بحث أو تثبت!

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة

لعلك تقصد حسن معناها ومبناها،

---

هذا ما أردت ، نفع الله بك حبيبنا أبا عاصم .

جزاكم الله خيرا