بارك الله فيكم .. ونفع بكم
صحيح كتاب (التحبير شرح التحرير في أصول الفقه) حنبلي، لكني أريد أن أعرف المذهب (رأي أحمد) أو الصحيح عند الحنابلة
ومثلهم الحنفية.
عرض للطباعة
بارك الله فيكم .. ونفع بكم
صحيح كتاب (التحبير شرح التحرير في أصول الفقه) حنبلي، لكني أريد أن أعرف المذهب (رأي أحمد) أو الصحيح عند الحنابلة
ومثلهم الحنفية.
قال ابن قدامة رحمه الله في ((المغني)) (10/ 45):
((وَفِي مَعْنَى الْغَضَبِ كُلُّ مَا شَغَلَ فِكْرَهُ مِنْ الْجُوعِ الْمُفْرِطِ، وَالْعَطَشِ الشَّدِيدِ، وَالْوَجَعِ الْمُزْعِجِ، وَمُدَافَعَةِ أَحَدِ الْأَخْبَثَيْنِ ، وَشِدَّةِ النُّعَاسِ، وَالْهَمِّ، وَالْغَمِّ، وَالْحُزْنِ، وَالْفَرَحِ، فَهَذِهِ كُلُّهَا تَمْنَعُ الْحَاكِمَ؛ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ حُضُورَ الْقَلْبِ، وَاسْتِيفَاءَ الْفِكْرِ، الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى إصَابَةِ الْحَقِّ فِي الْغَالِبِ، فَهِيَ فِي مَعْنَى الْغَضَبِ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ، فَتَجْرِي مَجْرَاهُ))اهـ.
وقال الكاساني الحنفي في ((بدائع الصنائع)) (7/ 9):
((وَمِنْهَا: أَنْ لَا يَكُونَ ضَجِرًا عِنْدَ الْقَضَاءِ؛ إذَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الْأُمُورُ فَضَاقَ صَدْرُهُ؛ لِقَوْلِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إيَّاكَ وَالضَّجَرَ وَمِنْهَا أَنْ لَا يَكُونَ غَضْبَانَ وَقْتَ الْقَضَاءِ؛ لِقَوْلِ سَيِّدِنَا عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إيَّاكَ وَالْغَضَبَ وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لَا يَقْضِي الْقَاضِي وَهُوَ غَضْبَانُ» ؛ وَلِأَنَّهُ يُدْهِشُهُ عَنْ التَّأَمُّلِ، وَمِنْهَا: أَنْ لَا يَكُونَ جَائِعًا وَلَا عَطْشَانَ وَلَا مُمْتَلِئًا؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْعَوَارِضَ مِنْ الْقَلَقِ، وَالضَّجَرِ وَالْغَضَبِ، وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالِامْتِلَاءِ ، مِمَّا يَشْغَلُهُ عَنْ الْحَقِّ))اهـ.
بارك الله فيكم .
وكذا ابن مفلح في المبدع شرح المقنع ، قال :
"ولا حاقن ولا في شدة العطش والجوع والهم والوجع والنعاس والبرد المؤلم والحر المزعج" قياسا على المنصوص عليه ..".
وكذا منصور البهوتي مفتي الحنابلة في زمانه ، قال في الروض المربع - وكذا في دقائق أولي النهى - :
ويحرم القضاء وهو غضبان كثيرا" لخبر أبي بكرة مرفوعا: "لا يقضين حاكم بين اثنين وهو غضبان" متفق عليه
"أو" وهو " حاقن أو في شدة جوع أو" في شدة " عطش أو" في شدة " هم أو ملل أو كسل أو نعاس أو برد مؤلم أو حر مزعج" لأن ذلك كله يشغل الفكر الذي يتوصل به إلى إصابة الحق في الغالب فهو في معنى الغضب ..أهـ
وأقره ابن قاسم في حاشية الروض ، وابن عوض المرداوي في فتح وهاب المآرب على دليل الطالب.
الأخوان الفاضلان:
محمد طه شعبان- أبو مالك المديني
نفع الله بكما .. وبارك فيكما.. وزادكما علما..