هل كان فعلا في الصحابة منافقون
هل كان فعلا في الصحابة منافقون
قال الشيعة الروافض: لقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافقون، وأنتم جعلتم الجميع صحابة عدولا، وقد أسر النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة بأسماء المنافقين والله تعالى يقول: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ).
الجواب من وجوه:
أولا: بالنسبة للآية: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلمهم فكيف علمتموهم أنتم، وبالنسبة للحديث: إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد أسر بأسمائهم لحذيفة فكيف بلغتكم أسماؤهم حتى جعلتموهم من المنافقين؟
الوجه الثاني: إن النفاق كان ساريا في أهل المدينة بنص القرآن، ولم يكن في أهل مكة ولا في المهاجرين، وأبوبكر الصديق وعمر وعثمان، جميعهم مكيون، ومن المهاجرين أيضا.
الوجه الثالث: نحن لا نسلم لكم أننا عددنا المنافقين من جملة الصحابة، فإن المنافقين عرفوا من عدة وجوه:
فمنهم من يعرف في لحن القول كما قال تعالى: (ولتعرفنهم في لحن القول)، ومنهم من أظهر ما في باطنه، وإن اتخذ بعد ذلك يمينه جنة كما حصل للمتخلفين يوم غزوة تبوك، باستثناء الثلاثة الصادقين.
ومنهم من نص العلماء على اسمه بما ظهر من كلامه أومواقفه.
ومنهم من كان حذيفة يترك الصلاة عليه إذا مات، ويترك الصحابة الصلاة عليه أسوة بحذيفة.
الوجه الرابع: أنتم جعلتم خيار الصحابة من المنافقين وقد برأ حذيفة رضي الله عنه عمر رضي الله عنه وقال: لست منهم (1) وهوعندكم من رؤوس النفاق، فخالفتم حديث حذيفة الذي تحتجون به.
نحن جعلنا في جملة الصحابة من عرف بالجهاد بالنفس والمال في سبيل الله والمنافقون ليسوا كذلك، وجعلنا في جملتهم أهل الصنف الحسن والفقه في الدين، والمنافق لا تجتمع فيه هاتان الخصلتان، وجعلنا المهاجرين والأنصار الذين آووا ونصروا وأحوالهم هذه تنافي النفاق.
فهل لكم أن تسموا واحدا ممن عددناهم من الصحابة وتثبتوا عليه ما يدل على النفاق؟ فإذا عجزتم فدعواكم باطلة.
لوسلمنا أننا أخطأنا في عد بعض المنافقين في الصحابة، والمنافقون لم يعرفوا بتحمل العلم ونشره في الناس، فلا يضر حيث أنهم ليست لهم رواية.
الوجه الأخير: لوسلمنا أننا أخطأنا في عد من ليس بصحابي صحابيا وذلك في نطاق ضيق جدا، فأين خطؤنا هذا من تكفيركم وتفسيقكم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلا نفرا يسيرا؟ أين هذا من ذاك؟ ولوسلمنا بخطئنا في ذلك فالخطأ في العفوخير من الخطأ في العقوبة.
والخلاصة: البينة على المدعي، عليهم أن يثبتوا من سميناهم من الصحابة أن يثبتوا أنه منافق ويأتوا بالأدلة على أنه فعل أفعال المنافقين أوسلك مسلك المنافقين، وأنا لهم ذلك؟
ثم إن الواقع والتاريخ يثبتان قلَّةَ المنافقين وضعْفَهُم هذا له وجه من وجاهة، في زمن الصحابة، على مذهب الروافض في زمن المنافقين، ولوكان الأمر كما يزعم الروافض لكانوا هم أهل الشوكة والقوة والكثرة ولاستطاعوا أن يسفكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالفئة القليلة المؤمنة الذين لا يتعدون تسعة على رأي الروافض، أوبضعة عشر على رأي بعضهم.
ويقال لهم على سبيل الإلزام: بأي شيء أخرجتم من ترضون عنهم من الصحابة من جملة المنافقين، أوبأي دليل؟ وما يستدل به غيركم على عدالة من تكفرونه أوتفسقونه؟
يقال: وأنتم بموقفكم هذا خالفتم ما جاء عن بعض أئمتكم في بعض مراجعكم ورواياتكم بالثناء على الصحابة إما عموما أوبأوصاف معينة كمن بايع تحت الشجرة إلى غير ذلك.
-------------------
روى وكيع بن الجراح في "الزهد" (477) قال: حدثنا ابن أبي خالد، قال: سمعت زيد بن وهب الجهني، عن حذيفة، قال: مر بي عمر بن الخطاب، وأنا جالس في المسجد، فقال لي: يا حذيفة، إن فلانا قد مات، فاشهد قال: ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد، التفت إلي، فرآني، وأنا جالس فعرف، فرجع إلي، فقال: يا حذيفة أنشدك بالله أمن القوم أنا؟ قال: قلت: «اللهم لا»، ولن أبري أحدا بعدك «قال: فرأيت عيني عمر جادتا».
هذا إسناد كوفي صحيح رجال ثقات رجال الصحيحين.
المصدر: شبكة الزهراء الإسلامية
الآيات التي تتكلم عن المنافقين
تقول الشيعه صحيح أن في القرآن آيات في مدح الصحابة، لكن فيه، في مقابل ذلك، آيات عديدة أيضاً تدل على أنه كان من بينهم كثير من المنافقين وذلك كالآيات التالية: في سورة النساء/61:
? ... رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ?، وفي أول سورة "المنافقون": ? إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ? إلى آخر السورة،وفي سورة الحشر/11 وما بعدها: ? أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .. ?، وفي سورة الأحزاب/12: ? وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا ?ثم الآية 6.: ? لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .. ?.وأوضح ذلك ما جاء في سورة التوبة التي من أسمائها الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، ففي الآية 64 منها يقول الحق عز وجل: ? يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ .. ?وفي الآية 1.1: ? وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ? ونحوها كثير في السورة
والجواب:
إن هذا الاعتراض منشؤه إما عدم الاطلاع الصحيح أوتعمّد تحريف الحقائق.
أجل لا شك أنه كان يوجد بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منافقون لكنهم كانوا متميِّزين بصفات خاصة يبرأ منها بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن لمن تتبَّع آيات القرآن الكريم أن يُميِّز المنافقين عن غيرهم منعدّة وجوه:
اولا قسم كبير من المنافقين الذين جاء ذمهم في القرآن الكريم، هم المنافقون الذين امتنعوا عن السفر والخروج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى غزوة تبوك وقد نزل قسم كبير من آيات سورة التوبة (من الآية 38 إلى آخر السورة) في ذمهم وكشف أحوالهم وأقوالهم وأعمالهم، ولكن جاء خلال ذلك أيضاً، في السورة نفسها، مدح صادقي الصحابة وذكر أوصافهم العالية التي تميزهم عن المنافقين
. مثلا في قوله تعالى: ? إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا .... (إلى قوله): إلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله .... (إلى قوله): عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ?
يذمّ تعالى المنافقين بعدم نصرتهم للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم نفرهم معه للجهاد واعتذارهم الكاذب بأنهم لواستطاعوا لخرجوا معه، ويعاتب الله تعالى ويعفوعن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لإذنه للمنافقين بعدم الخروج معه.
لكنه تعالى يقول بعد ذلك: ? لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ? [التوبة:44]،مما يبين أن الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في تلك الغزوة هم غير أولئك المنافقين القاعدين ولا تنطبق عليهم آيات الذم تلك والآن لِنَنْظر من هم أولئك الذين اعتذروا عن الخروج للجهاد واستأذنوا للقعود؟
هل كانوا هم أصحاب القرار في بيعة السقيفة؟ أبداً،
إن أدنى من له معرفة بالسيرة وتاريخ صدر الإسلام وأسباب النزول، يعلم أن هؤلاء المنافقين والمتخلفين والقاعدين وكذلك الذين ذمَّهم الله تعالى على لمزهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشأن الصدقات،كما قال عز شأنه: ? وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ? [التوبة:58]،لم يكونوا أبداً في سقيفة بني ساعدة ولا كان لهم فيها حلٌّ ولا عقد.
وأما الآية الكريمة التي تذكر وجود منافقين في أهل المدينة وفيمن حولها:
? وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ? ? [التوبة:1.1]
فقد جاء قبلها تماماً قوله تعالى: ? وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?
وجاء بعدها بعدة آيات أيضاً: ? لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِين َ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ? ? [التوبة:117]،
وعليه فلا يمكن لأحد مهما كان مغرضاً أوجاهلاً أن يجعل المهاجرين والأنصار في عداد المنافقين،لأن القرآن فرَّق بين الفريقين وقابل بينهما مقابلة النور والظلام والإيمان والكفر، فكيف يسوِّي بينهما إلا مجنون أورجل أعمى التعصب بصيرته؟!
إن الذين مدحهم القرآن لم يُبْتَلَوْا أبداً بالنفاق أوالردّة وهذا أمر في غاية الوضوح والظهور، علاوة على أن آيات القرآن لا يناقض بعضها بعضا، وأن العقل والوجدان لا يمكنهما أن يصدِّقا أبداً اجتماع حالة (الإيمان الكامل ومدح القرآن مع الردة والنفاق) بحق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم (لقد شهد الله تعالى بالإيمان القلبي الصادق لأهل بيعة الرضوان الذين يشكلون عمدة أهل الحل والعقد في بيعة السقيفة، وذلك في قوله سبحانه: ((لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) الفتح/18).
ثانيا الطائفة الثانية من المنافقين المذمومين في القرآن: هم الذين آمنوا أو بالأحرى تظاهروا بالإسلام مكرهين مجبرين لما رأوا راية الإسلام ارتفعت فوق رؤوسهم، وهؤلاء عدةٌ معروفةٌ من أمثال عبد الله بن أُبَيِّ بن سَلُول. وقد وصف القرآن الكريم أفعالهم وأقوالهم
كقوله عنهم: ? يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... ? [النساء:6.]
، وقوله في سورة: المنافقون/5 - 7: ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ... (ثم يقول): هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ... ?
أي كانوا يحرّضون الأنصار على عدم إيواء ومساعدة من هاجر إليهم من المهاجرين وفقراء الصحابة،ثم يقول عنهم: ? يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ... ? [المنافقون:8]
ثالثا ومن الواضح أن أحداً من هؤلاء المنافقين لم يكن له حضورٌ في سقيفة بني ساعدة ولا طلب أحدٌ رأيَه في مسألة تعيين الخليفة والإمام، حيث أن بعضهم كان قد مات قبل ذلك والبعض الآخر كان خارج المدينة أوكان على درجة من افتضاح نفاقه لا يتمكَّن معها من حضور مثل تلك الاجتماعات.
رابعا من المنافقين الذين ذمّهم القرآن هم الذين كانوا يوالون أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ويتحالفون معهم خُفيةً، أويَعِدُونَهم بالنصرة والعون ضدّ المسلمين وصفتهم هذه كانت تظهر للعيان كلَّما واجه المسلمون عداوةَ أهل الكتاب أووقعوا في حرب معهم، وكان من الطائفتين السابقتين من يشارك هؤلاء في هذه الصفة الخبيثة وقد جاء ذكر أمر هؤلاء النمط في عدة سور كقوله تعالى في سورة المائدة:
? فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ .. ? الآية 52،
وفي سورة النساء: ? بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعَاً ? الآيتان 138 - 139
وفي سورة الحشر: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُ مْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ? الآية 11،
فإذا دقَّقنا النظر في هذه الآيات (وأسباب نزولها) اتضح لنا مراد الله تعالى من المنافقين لتبين أنه لا يمكن أن نجد أحداً من الأنصار والمهاجرين وسائر الصحابة الكرام الممدوحين في القرآن مبتلىً بتلك الصفات المذكورة، أوحضر، متلبِّساً بالنفاق، في السقيفة ليعارض خلافة عليٍّ على الرغم من نص الله ووصية رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
وعلاوة على كل ما سبق، فإن المنافقين كانوا أشخاصاً أمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بمجاهدتهم والغلظة عليهم، فأيُّ واحد من الذين حضروا السقيفة كان ممن كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجاهده ويغلظ عليه؟
هل عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الله تعالى: ? يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالمُنَافِقِين َ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ? أم لا؟
فإن عمل فأي واحد من المهاجرين أوالأنصار الحاضرين في السقيفة والذين ساعدوا في البيعة لأبي بكر رضي الله عنه كان من الذين جاهدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغلظ عليهم؟!
http://www.fnoor.com/main/articles.aspx?article_no=13286 #.V5Duy_loOko