شَرْحُ حَدِيثِ: إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
الحمدلله
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ : إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ . وَفِي رِوَايَةٍ : وَإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ . رواه مسلم
قال الإمام النووي رحمه الله : قَوْلُهُ ﷺ : ( إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ ) إِلَى آخِرِهِ . فِيهِ : الْحَثُّ عَلَى تَعَاهُدِ الْقُرْآنِ وَتِلَاوَتِهِ وَالْحَذَرِ مِنْ تَعْرِيضِهِ لِلنِّسْيَانِ . قَالَ الْقَاضِي : وَمَعْنَى ( صَاحِبِ الْقُرْآنِ ) أَيِ الَّذِي أَلِفَهُ ، وَالْمُصَاحَبَة ُ : الْمُؤَالَفَةُ ، وَمِنْهُ فُلَانٌ صَاحِبُ فُلَانٍ ، وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ وَأَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ ، وَأَصْحَابُ الصُّفَّةِ ، وَأَصْحَابُ إِبِلٍ وَغَنَمٍ ، وَصَاحِبُ كَنْزٍ وَصَاحِبُ عِبَادَةٍ .[١]
قال الشيخ د.محمد إسماعيل المقدم : فما هو السبيل للمحافظة على القرآن؟ هو تعهد القرآن، وكثرة المراجعة والتلاوة. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قام صاحب القرآن فقرأ بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه)، فهذا هو الداء، وهذا هو الدواء، يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا قام صاحب القرآن فقرأ بالليل والنهار ذكره) أي: إذا واظب عليه بالليل والنهار فإنه يذكره: (وإن لم يقم به نسيه) .[٢]
والله أعلم
______________________________
[١] شرح النووي على مسلم » كتاب صلاة المسافرين وقصرها » باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا وجواز قول أنسيتها
[٢] سلسلة علو الهمة » ١٨ (تفريغ الشبكة الإسلامية)