عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله
قال الطبراني: حدثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا زكريا بن يحيى زحمويه، ثنا سيف بن هارون، عن الحسن بن عمرو، حدثني أبو الزبير، قال: سمعت عبدالله بن عمرو يقول: قال رسول الله r: إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك ظالم فقد تودع منهم
هذا الإسناد لا يصح، فيه: سيف بن هارون، أبو الورقاء الكوفي، قال الحافظ: "ضعيف، أفحش ابن حبان القول فيه".
قلتُ: وقد قال ابن معين وأبو حاتم: "لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص". انظر "جامع التحصيل".
أحسنت يا أبا عاصم وجزاك الله خيرًا.
وإن مما يتأكد به صحة كلامك أن الثقات من أصحاب "الحسن بن عمرو الفقيمي" قد خالفوا سيف بن هارون؛ فرووه بالعنعنة بين أبي الزبير وعبدالله بن عمرو.
بل لقد وقع في جزء "ما رواه أبو الزبير عن غير جابر" تصريح أبي الزبير بذكر واسطة بينه وبين عبد الله بن عمرو في هذا الحديث بعينه.... بيد أن سند هذه الرواية يحتاج إلى دراسة لا يتسع وقتي لها الآن.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الجيزي
قال أبو الشيخ الأصبهاني في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" ( 63 ): أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا شبابة حدثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ( إذا رأيت أمتي ترى الظالم فهابت أن تقول أنت ظالم فقد تودع منهم ) . وهو ضعيف .
قال ابن عدي رحمه الله في الكامل : .. وهذا رواه جماعة عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو وأبو الزبير عن عبد الله بن عمرو يكون مرسلا وقد رواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو وهذا أيضا مرسل لأن عمرو لم يلق عبد الله بن عمرو. أهـ
وأبو شهاب تكلم فيه أيضا .
بارك الله في الجميع .. عندي ملحوظتين
الاولى : بخصوص حديث ( اذا رايت امتي تهاب ان تقول للظالم .......)
فالسند ذاته مختلف فيه على وجهين
فرواه جماعة من الثقات عن ابي الزبير عن ابن عمرو ..
وخالفهم بعض الضعفاء والمتكلم فيهم ، فاثبتوا الواسطة بين ابي الزبير وابن عمرو
والصحيح تقديم رواية الجماعة من سقوط الواسطة ... وان الصحيح عدم ذكر واسطة في الرواية
والحديث بوجه عام اسناده صحيح باذن الله من الطريق المروية عند احمد ..
الثانية : هي فائدة هامة بخصوص سماع ابي الزبير من ابن عمرو ..
و من انفس ما وجدته للامام احمد شاكر انه استنبط مما روى بالسند الجيد عن ابن لهيعة انه روى عن ابي الزبير المكي انه قال : "رأيت العبادلة يرجعون على صدور أقدامهم في الصلاة: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وعبد الله بن عمرو " أهـ
فاستنبط من هذا الشيخ احمد شاكر ان ابي الزبير قد ادرك عبد الله بن عمرو .. وهو استنباط جيد ، وفيه اثبات يقدم على نفي عدد من الائمة ممن انكروا اللقاء اصلاً !
لكن الامام الالباني رد استدلال الشيخ احمد شاكر بان ابن لهيعة ضعيف لا يعول عليه ، لكن الحق كل الحق ان الرواية صحيحة وان ماذهب اليه امامنا الالباني هو تعسف .. فيحيى بن بكير الناقل عن ابن لهيعة هو ثقة ،
والعلماء يمشّون رواية العدول عموماً عن ابن لهيعة ، كما قال الحافظ المزي : -
" ابن لهيعة من الأئمة الحفاظ لا يكاد يخفى عليه مثل هذا : وإنما تكلم فيه من تكلم بسبب الرواة عنه فمنهم من هو عدل كابن المبارك ونحوه ومنهم من هو غير عدل ، فإن كان الذي روى عنه عدل فهو جيد ، وإن كان غير عدل فالبلاء ممن أخذه عنه " أهـوالله عز وجل اعلى واعلم ..
سَبق وأن قُمت بدِراسة سَماع أبي الزُبير مُحمد بن مسلم بن تدرس من عبد الله بن عمرو بن العاص في دِراستي :
الإيضاح والتبيين بأن أبي الزبير ليس من المدلسين ، وهي منشورة على المجلس.
بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم
جزاك الله خيرا أبا زرعة ، ونفع بك .
ولكن تبقى مسألة عدم سماع أبي الزبير من عبد الله بن عمرو ، والصحيح أنه لم يسمعه ، كما قال ابن معين وأبو حاتم ـ وأقرهما العلائي وأبو زرعة العراقي ـ وابن عدي ، وغيرهم .