ما الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يئس" أو "يأس"؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الزيادة في المبنى يتبعها زيادة في المعنى، فأين الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يأس" أو يئس"؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد: ما الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يئس" أو "يأس"؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الزيادة في المبنى يتبعها زيادة في المعنى، فأين الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يأس" أو يئس"؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال الإمام أبو حيّان في البحر المحيط عند تفسيره لقوله تعالى: ( فلمّا استيأسوا منه خلصوا نجيًّا)
استفعل هنا بمعنى المجرّد، يئس واستيأس بمعنى واحد نحو سخر واستسخر، وعجب واستعجب. وزعم الزمخشري أن زيادة السين والتاء في المبالغة، قال نحو ما مرّ في استعصم. انتهى
وهذا الذي حكاه أبو حيّان عن الزمخشري هو ما قاله صاحب التحرير والتنوير عند قوله تعالى:" حتّى إذا استيأس الرسل." قال: "واستيأس مبالغة في يئس." انتهى.
فائدة:
زعم بعض البصريين-فيما حكاه الإمام أبو جرير رحمه الله في تفسيره أن " يئس" جاءت في القرآن بمعنى علم، وذلك عند قوله تعالى: " أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا" وقال: وقد أنكر بعض الكوفيين ذلك، يقصد الفرّاء رحمه الله.
واستشهدوا لهذا بقول سحيم بن وثيل الرياحيأقول لهم بالشعب إذ يأسرونني *** ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
وأنشدوا قول قول رباح بن عديألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه *** وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وقال القاسم بن معن- وهو كوفي- هي لغة هوازن، وقال ابن الكلبي هي لغة حي من النَّخَع.
والله تعالى أعلم.
رد: ما الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يئس" أو "يأس"؟
وقول أبي حيان ، هو قول ابن عطية . حيث قال رحمه الله في تفسيره : وقوله: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ الآية، يقال: يئس واستيأس بمعنى واحد، كما يقال: سخر واستسخر، ومنه قوله تعالى: يَسْتَسْخِرُونَ [الصافات: 14] وكما يقال: عجب واستعجب، ومنه قول أوس بن حجر: ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ومنه نوك واستنوك- وعلى هذا يجيء قول الشاعر في بعض التأويلات: واستنوكت وللشباب نوك.
وهذه قراءة الجمهور، وقرأ ابن كثير: «استأيسوا» و «لا تأيسوا» و «لا يأيس» و «حتى إذا استأيس الرسل» أصله استأيسوا- استفعلوا- ومن أيس- على قلب الفعل من يئس إلى أيس، وليس هذا كجذب وجبذ بل هذان أصلان والأول قلب، دل على ذلك أن المصدر من يئس وأيس واحد، وهو اليأس، ولجذب وجبذ مصدران.
رد: ما الزيادة في المعنى في كلمة "استيأس" عن كلمة "يئس" أو "يأس"؟
ماذكره أساتذتي الكرام يؤيد قول من قال :إن القاعدة المشهورة وهي قولنا الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى ليست على إطلاقها وإنما هي في الغالب ،ومن غير الغالب هذا المثال الذي بين أيدينا ،ويمكن استبدال هذه العبارة بقولنا :الاختلاف في المبنى يفيد الاختلاف في المعنى والله أعلم.