النصوص الساقطة من الكتب المطبوعة

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:

فهذه سلسلة لكثير من النصوص التي نسبها عدة علماء لأصحابها في كتبهم ،لكنها غير موجودة في المطبوع منها

1- كتاب البعث والنشور للبيهقي.

هناك نص نقل كثير من العلماء ونسبوه له ولكنه غير موجود في المطبوع بتحقيق عامر أحمد حيدر .

وسأكتفي فقط بذكر ثلاثة علماء وهم على التوالي:

أ- الامام القرطبي (المتوفى: 671هـ)

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ: لِأَنَّ رَاوِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُنْدِيُّ وَهُوَ مَجْهُولٌ، يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ- وَهُوَ مَتْرُوكٌ- عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ. وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي قَبْلَهُ فِي التَّنْصِيصِ عَلَى خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ، وَفِيهَا بَيَانُ كَوْنِ الْمَهْدِيِّ مِنْ عِتْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَحُّ إِسْنَادًا.
تفسير القرطبي ج 8ص122

ب- الامام ابن القيم (المتوفى: 751هـ)

وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: "تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ هَذَا" وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ: "أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هو مجهول وقد اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ فَرَوَى عَنْهُ عَنْ أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" قال: "فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وهو متروك عن الحسن عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَالأَحَادِيثُ عَلَى خُرُوجِ الْمَهْدِيُّ أَصَحُّ إِسْنَادًا".
المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص 142-143

ج-الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)

قال البيهقي فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا .
تهذيب التهذيب ج9 ص144


وأضيف أن هناك عدة أبواب ناقصة من المطبوع وهي تحوي عشرات الأحاديث التي عزاها كثير من العلماء للكتاب:

باب نزول عيسى عليه السلام والمهدي
باب الدجال
باب خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم
باب قيام الساعة

وهذا يؤكده ما قاله البيهقي في كتاب الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث ص 215:
وَقَدْ رُوِّينَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ قِصَّةَ الدَّجَّالِ وَنُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهَلَاكِهِمْ، وَقِيَامِ السَّاعَةِ .

خلاصة القول : أن المطبوع من كتاب البعث والنشور للبيهقي غير كامل.

2- المعجم الكبير للطبراني:

و عدد الأحاديث الناقصة من المطبوع منه كثيرة جدا ،وسأكتفي بذكر مثال واحد.

هناك حديث نقله عنه الكثير من العلماء وعزوه اليه وسأكتفي بأربعة ولكنه غير موجود في المطبوع .
والحديث هو :
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَلَكًا يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا وَلِمُمْسِكِ مَالِهِ تَلَفًا ".

فقد نقله عنه وعزاه له كل من :
أ- نور الدين الهيثمي (المتوفى: 807هـ)
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: «دَخَلْتُ أَنَا، وَأَبِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِأَبِي: " هَذَا ابْنُكَ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا اسْمُهُ؟ ". قَالَ: الْحُبَابُ. قَالَ: " لَا تُسَمِّهِ الْحُبَابَ فَإِنَّ الْحُبَابَ شَيْطَانٌ وَلَكِنْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ". ثُمَّ قَالَ لِأَبِي: " مَاذَا لَكَ مِنَ الْمَالِ؟ ". قَالَ: لِي مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ أَتَصَدَّقُ بِهِ، وَأُعْتِقُ، وَأَحْمِلُ وَلَكِنْ أُنْفِقُهُ فِيهِ فَيَذْهَبُ، ثُمَّ أُقَيِّدُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَلَكًا يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا وَلِمُمْسِكِ مَالِهِ تَلَفًا؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَا أُوتِرُ؟ قَالَ: " بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج3 ص122

ب- جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
وأخرج الطبراني عن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أما علمت أن ملكا ينادي في السماء يقول:( اللهم اجعل لمال منفق خلفا، واجعل لمال ممسك تلفا) .
الحبائك في أخبار الملائك ص137-138

ج-ابن حجر الهيتمي (المتوفى: 974هـ)
أخرج الطبراني عن عبد الرحمن بن سبرة: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: (أما علمت أن ملكا ينادي في السماء، يقول اللهم اجعل لمال منفق خلفا، واجعل لمال ممسك تلفا).
اتحاف ذوي المروءة و الإنافة فيما جاء في الصدقة والضيافة ص107-108

د-المتقي الهندي (المتوفى: 975هـ)
أما علمت أن ملكا ينادي في السماء اللهم اجعل لمال منفق خلفا واجعل لمال ممسك تلفا.
(طب) عن عبد الرحمن بن سبرة.
كنز العمال ج6 ص351 ح16017

خلاصة القول : أن المطبوع من كتاب معجم الطبراني الكبير غير كامل.

3- مستخرج أبي عوانة الإسفراييني

هناك نص نقله العلماء ونسبوه له ولكنه غير موجود في المطبوع بتحقيق أيمن بن عارف الدمشقي .

وسأكتفي فقط بذكر أربعة علماء وهم على التوالي:

أ- الامام النووي:
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ الْإِسْفَرَايِن ِيِّ فِي كتابه المخرج على صحيح مسلم وشرطه عَكْسَ مَا وَقَعَ فِي مُسْلِمٍ مِنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِابْنِ عُمَرَ قَدَّمَ الْحَجَّ فَوَقَعَ فِيهِ أن ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لِلرَّجُلِ اجْعَلْ صِيَامَ رَمَضَانَ آخِرَهُنَّ كَمَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم .المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ج 1 ص 179

ب- الامام تاج الدين السبكي :
وَخرج أَبُو عوَانَة فِي كِتَابه الْمخْرج عَلَى صَحِيح مُسلم ذَلِك مُصَرحًا فِيهِ بِالْعَكْسِ مِمَّا صرح بِهِ فِي صَحِيح مُسلم وَهُوَ أَن ابْن عمر رَوَاهُ بِتَقْدِيم الْحَج عَلَى الصَّوْم فَأَعَادَهُ رجل بِتَقْدِيم الصّيام عَلَى الْحَج فَقَالَ لَهُ ابْن عمر لَا اجْعَل صِيَام رَمَضَان آخِرهنَّ هَكَذَا سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . طبقات الشافعية الكبرى ج1 ص 86

ج- الامام ابن الملقن:
على أن في رواية لأبي عوانة في مستخرجه على مسلم أَن بن عمر قَالَ للرجل اجْعَل صِيَام رَمَضَان آخِرهنَّ كَمَا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . المعين على تفهم الأربعين ص 109

د- الامام السيوطي:
وَقع فِي مستخرج أبي عوَانَة عكس ذَلِك وَهُوَ أَن بن عمر قَالَ للرجل اجْعَل صِيَام رَمَضَان آخِرهنَّ كَمَا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ج 1ص19


خلاصة القول : أن المطبوع من كتاب مستخرج أبي عوانة الإسفراييني غير كامل.