اختبر نفسك ، هل أنت تبحث عن تزكية نفسك وأنت لا تزيكها؟؟
اختبر نفسك في عدة مواضع :
عند دخولك لمجلس فيه ضيوف ويوجد مجموعة من صغار السن في أول المجلس أو أي مكان فهل تسلم عليهم ( مصافحة) كباقي الجالسين أم تفقز الحواجز إلى غيرهم؟؟
عند تدريسك لمتن معين أو كتاب أو في غرفة الفصل الدراسي وغلطت في مسألة فهل تبين للطلاب أم تسكت وتجعلها تمضي بسلام كما تنظن .
عندما تُسأل عن مسألة ولا تعرف جوابها بالضبط فهل تذكر أخواتها التي تشبهها وترشد السائل إلى ما ينبغي أن يهتم به - كعادته الأساتذة والمفتين - أم أنك تكون صريحاً معه وتذلل كلامك بأنك لا تعرف الآن جوابه هذه المسألة بالتحديد وإن طفت حولها .
عند سماعك لكلام أقرانك في العلم أو السن، فيما أنت تظن نفسك أنك مبرِّز فيه، فما رأيك في كلامهم ، غالباً لا يعجبك الكلام - ولو كان صحيحاً عندك - وذلك لأمور سخيفة لست وثيقة الصلة بصلب المسألة مثل تقديم وتأخير في الكلام أو مثال لا تعرفه أو مثال لا يعجبك وعندك مثال أحسن منه - فيما تظن - أو عبارات غير دقيقة. مع أنك لو تكلمت لم تخرج عن كلام قرينك، وقد تقع فيما يقع فيه .
هذا ما حضرني الآن ومن محيط حياتي - غفر الله لي وللمسلمين - ولو تتبع الإنسان لوجد أمثلة كثيرة تدل على أنه يجامل نفسه في كثير من أموره، ويدعي تزكيتها وهو لا يجدُّ في ذلك .
فعلى الإنسان إذا عثر على شيء من تلك الأخلاق المنكرة أن يسارع بالتصحيح ، ويدعو الله عز وجل بالثبات ، فقد يضل وتسوء خاتمته بدخيلة في نفسه لم يعالجها بل يجادل عنها.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .