تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
ورد هذا الحديث عن ابن عمر من ثلاث طرق فيما وقفت عليه :
1/ بكر بن عبد الله
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/187) ناه الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن الحجاج النبلي ثنا عبيس بن ميمون قال سمعت بكر بن عبد الله المزني يحدث عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتتبع المساجد
إسناده منكر
عبيس بن ميمون هو أبو عبيدة التيمي متروك الحديث عامة ما يرويه غير محفوظ وهذا الحديث من منكراته عده فيها الحافظ ابن حبان
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
2/ إبراهيم التيمي
أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/432) ثناه محمد بن زكريا البلخي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حبيب بن غالب عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليصل أحدكم في مسجده ولا يتبع المساجد »
وإسناده منكر
غالب بن حبيب هو أبو غالب اليشكري قال البخاري والدولابي منكر الحديث وقال أبو حاتم مجهول وقال ابن حبان كان ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى كثر ذلك في روايته فبطل الاحتجاج بما يرويه وذكره ابن عدي في الكامل لم أر له كثير حديث وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء وساق له العقيلي هذا الحديث في مناكيره
تنبيه نبيه :
غالب بن حبيب هذا ترجمه بهذا الاسم البخاري في التاريخ الكبير (7/101) وفي الأوسط (3/583) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/49) نقلا عن أبيه وابن حبان في المجروحين (2/201) وابن عدي في الكامل (7/110) وترجمه العقيلي بحبيب بن غالب وذكر له من طريق قتيبة حديثين وقال : وقد حدثنا عن قتيبة هذان الشيخان ما منهما إلا صاحب حديث ضابط فكلاهما قالا عنه حبيب بن غالب ولا أحسب الخطأ إلا من البخاري وقد روي هذان الحديثان بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا اهـ
أقول : في توهيم البخاري نظر فإن أبا حاتم كالبخاري من تلاميذ قتيبة وقد سماه كما سماه البخاري غالب بن حبيب فالله أعلم
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
3/ نافع مولاه ورواه عنه عبيد الله بن عمر وقد ورود عنه من طريقين
1/ منصور بن أبي الأسود
رواه بقية بن الوليد واختلف عنه فرواه ابن المصفى وكثير بن عبيد عن بقية عن مجاشع بن عمرو عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد
أخرجه ابن عدي في الكامل (8/218) حدثنا ابن سلم ثنا ابن مصفى (ح) وحدثنا ابن أبي زينب ثنا كثير بن عبيد قالا ثنا بقية عن مجاشع به
وخالفهما محمد بن عمرو بن حنان فرواه عن بقية عن مجاشع عن منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه ابن عدي في الكامل (8/218) ثنا أحمد بن يحيى بن زهير وجماعة قالوا ثنا محمد بن عمرو بن حنان[1] ثنا بقية عن مجاشع به
وأخرجه أبو الحسن السكري في مشيخته (18) ثنا الهيثم بن خلف ثنا [ابن حنان][2] ثنا بقية عن منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر به ليس فيه مجاشع
قال الشيخ رحمه الله تعالى في الصحيحة (5/234) : وقد دلسه بقية مرة فقد رواه أبو الحسن الحربي في جزء من حديثه ( 39/ 1 ) عن بقية عن منصور بن أبي الأسود به فأسقط مجاشعا من بينه وبين منصور ثم عنعنه
أقول : قد رواه جماعة عن ابن حنان فذكروا مجاشعا ويحتمل عندي أنه سقط في نسخة السكري وليس اختلافا على بقية ويوكده أن ابن حنان توبع على هذا الوجه
أخرجه تمام في الفوائد (1416) نا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي القطان ثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن رئاب بجبلة ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا بقية عن مجاشع بن عمرو ثني منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر به
قال ابن عدي : هكذا رواه ابن مصفى وكثير بن عبيد عن بقية عن مجاشع عن عبيد الله وغيرهما جعلا بين مجاشع [وعبيد الله][3] منصور بن أبي الأسود
الخلاصة أن مدار هذا الحديث على مجاشع بن عمرو وهو واهي الحديث قال يحيى بن معين قد رأيته أحد الكذابين وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن مجاشع هذا فقال متروك الحديث ضعيف ليس بشيء وقال العقيلي حديثه منكر غير محفوظ وقال ابن حبان كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص وذكره ابن عدي في الضعفاء وأورد له مناكير وقال أبو أحمد الحاكم منكر الحديث وقال الدارقطني بقية بن الوليد يروي عن قوم متروكين مثل مجاشع بن عمرو
[1] في المطبوع حبان بالباء الموحدة وهو تصحيف
[2] نقلت الحديث من مخطوطه الذي نسخه أصحاب جوامع الكلب وورد " أبو حيان " موضع " ابن حنان " في موضعين وأراه تصحيفا ورسم الكلمتين واحد والدوري يروي عن ابن حنان
[3] سقطت من المطبوع واستدركتها من ذخيرة الحفاظ وشرح مسلم لمغلطاي
يتبع برواية زهير بن معاوية إن شاء الله تعالى
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
2/ زهير بن معاوية
أخرجه الطبراني في الكبير (13373) والأوسط (5176) ثنا محمد بن أحمد بن نصر أبو جعفر الترمذي ثنا عبادة بن زياد الأسدي ثنا زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليصل أحدكم في مسجده ولا يتتبع المساجد
قال الطبراني في الأوسط : لم يرو هذا الحديث عن زهير إلا عبادة بن زياد
وهذا إسناد منكر
أقول : وههنا مقامان :
1/ أما زهير بن معاويه فشيخ الكوفيين وأحد حفاظهم ومتقنيهم وحديثه ملأ دواوين الإسلام مبسوط مشترك بين أصحابه العراقيين كوفيهم وبصريهم وبغداديهم وجزريهم كأبي نعيم ويحيى بن آدم وأحمد بن يونس ومالك بن إسماعيل وإسحاق بن منصور وحميد بن عبد الرحمن وعبيد الله بن موسى وأبي أحمد الزبيري ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني والنفيلي وعبد الرحمن بن عمرو وهاشم بن النضر وعلي بن الجعد والحسن بن موسى وأبي داود الطيالسي وغيرهم
2/ وعبادة بن زياد الأسدي الكوفي قال أبو داود صدوق أراه كان يتهم بالقدر وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال هو كوفي من رؤساء الشيعة أدركته ولم أكتب عنه ومحله الصدق وقال أيضا سألت موسى بن إسحاق قلت هو صدوق ؟ قال قد روى عنه الناس مطين وغيره وذكره ابن عدي في الكامل وقال سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول سمعت موسى بن هارون الحمال يقول عبادة بن زياد الكوفي تركت حديثه وقال ابن عدي هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة وله أحاديث مناكير في الفضائل وقال محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري الحافظ عبادة بن زياد مجمع على كذبه
أقول : لم يرد في عبادة توثيق وأحسن أحواله أن يكون صدوقا وهذه الطبقة من الرواة الذين نزلت رتبتهم عن الرتبة الثقات الحفاظ ووجد في حديثهم الوهم والخطأ لا يقبل حديثهم إلا بعد النظر في روايتهم وحديثهم فقد قال ابن أبي حاتم : وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى ... وإذا قيل له إنه صدوق فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه
أقول : بعد النظر في هذا الحديث ظهر أن رواية عبادة هذه غير محفوظة لأمور :
1/ تفرده بهذا الحديث عن زهير دون أصحابه وحفاظ حديثه ولا تعرف له رواية[1] عنه والتفرد مظنة الغلط وشر الحديث الغريب
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/5) : فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله أعلم
2/ تأخر طبقة عبادة والتفرد في مثل طبقة يكاد يكون نادرا ولا يحتمل إلا من الأيمة الحفاظ قال الحافظ الذهبي في الموقظة (ص 77) : فهؤلاء الحفاظ الثقات إذا انفرد الواحد منهم من التابعين فحديثه صحيح وإن كان من الأتباع قيل صحيح غريب وإن كان من أصحاب الأتباع قيل غريب فرد ويندر تفردهم فتجد الإمام منهم عنده مئتا ألف حديث لا يكاد ينفرد بحديثين أو ثلاثة ومن كان بعدهم فأين ما ينفرد به ؟! ما علمته وقد يوجد
وقال الذهبي أيضا في الميزان (3/140) : وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكرا
3/ غرابة متن هذا الحديث فإنه قد تفرد بمعنى هذا الحديث ولم يرد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشهد لهذا المعنى ولم يبوب عليه أحد من أصحاب المصنفات فأين حفاظ الأمة عن الحكم الوارد في هذا الحديث حتى يتفرد به عبادة وقد عقد ابن أبي شيبة في المصنف (2/205) بابين لمسألة أخرى الرجل تفوته الصلاة في مسجده هل يصلي فيه أو يتبع المساجد وحديث زهير بين عينيه ملأ منه كتابه فلو كان محفوظا ما أغفله وهو أرفع ما في الباب وقد اقتصر على الآثار
4/ هذا الحديث أغفله أهل العلم إذ لم يذكره أحد من أصحاب الدواوين المشهورة صحاحها وسننها ومسانيدها بل تفردت به كتب الغريب
أقول : فهذه قرائن قوية يدل مجموعها على نكارة حديث عبادة هذا والله أعلم
الخلاصة أن هذا الحديث ليس بمحفوظ وأمثل طرقه طريق عبادة بن زياد الأسدي عن زهير بن معاوية وقد تفرد به عنه وقد علمت ما فيه ومثله لا يحتمل منه هذا التفرد ومتن حديثه أيضا لا أعلم ما يشهد له في السنة والله أعلم
[1]قد وقفت على حديث آخر له عن زهير في العطاس خالفه فيه علي بن الجعد ولا يقارن به ولم أجد له بعد التفتيش والتنقيب غيرهما
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
وقال الذهبي عن عَبادة بن زياد : لا بأس به غير التشيع .
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
فائدة: ذكر هذا الحديث ابن عبد الهادي الحنبلي في كتابه "جملة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة" حديث 175.
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
أجدت وأفدتَ بتخريح هذا الحديث ، بارك الله فيك .
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم يا أهل الحديث الكرام ،
ومن باب الفائدة سأنقل وجهة الذين قالوا بتحسينه .
في السلسة الصحيحة المختصرة للألباني :
( صحيح )
[ ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد ] . ( صحيح بطرقه ]
.............................. .............................. .............
2200 - " ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 234 :رواه تمام الرازي ( 217 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنيمنصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر . قلت : و هذاإسناد مقطوع و آفته من مجاشع ، قال فيه ابن معين : " أحد الكذابين " . و قددلسه بقية مرة ، فقد رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " ( 39 / 1 ) عنبقية عن منصور بن أبي الأسود به . فأسقط مجاشعا من بينه و بين منصور ، ثم عنعنه. لكن روي من غير طريقه ، فقال الطبراني ( 3 / 199 / 2 ) : حدثنا محمد بن أحمدبن نصر الترمذي حدثنا عبادة بن زياد الأسدي أخبرنا زهير بن معاوية عن عبيد اللهبن عمر به . و بهذا الإسناد أخرجه في " الأوسط " ( 22 / 2 من ترتيبه ) و قال :" لم يروه عن زهير إلا عبادة " . قلت : و هو صدوق ، لكن ابن نصر الترمذي ثقةاختلط اختلاطا عظيما ، له ترجمة في " التاريخ " ( 1 / 365 - 366 ) و " اللسان "و لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 24 ) و في كلام الطبراني ما يشير إلى أنه لم يتفرد به، فالسند جيد : و أما قول عبد الحق في " الأحكام " ( 33 / 2 ) : " و لا أعلمقيل في مجاشع إلا صالح الحديث " . فلا أدري كيف وقع له هذا ؟ فإنه خطأ محض ! ثموجدت له طريق آخر عن ابن عمر أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 348 ) : حدثنامحمد بن زكريا البلخي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حبيب بن غالب ( كذا الأصل ) عنالعوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر به . و قال : " قال البخاري :غالب بن حبيب أبو غالب اليشكري عن العوام بن حوشب ، منكر الحديث . قلت : و كذاأورده البخاري في " التاريخ الصغير " ( 184 ) لكنه وقع في سند هذا الحديث و فيحديث آخر ساقه العقيلي عن شيخ آخر له عن قتيبة : " حبيب بن غالب " على القلب ،قال العقيلي : " هكذا ترجمة البخاري بـ " غالب بن حبيب " ، و قد حدثنا عن قتيبةهذان الشيخان - ما منهما إلا صاحب حديث ضابط - فكلاهما قالا عنه : " حبيب بنغالب " و لا أحسب الخطأ إلا من البخاري و قد روي هذان الحديثان بغير هذا
الإسناد من وجه أصلح من هذا " . و قال الذهبي : " هو مجهول " .
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
قال الإمام المناوي رحمه الله في
التيسير بشرح الجامع الصغير :
( ليصل ) بكسر اللام ( الرجل في المسجد الذي يليه ) أي بقربه ( ولا يتبع المساجد ) أي لا يصلي في هذا مرة وهذا مرة على وجه التنقل فيها فإنه خلاف الأولى ( طب عن ابن عمر ) باسناد حسن ،
قال الإمام المناوي رحمه الله في
فيض القدير شرح الجامع الصغير :
( ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ) أي بقرب مسكنه ( ولا يتتبع المساجد ) أي لا يصلي في هذه مرة وفي هذه مرة على وجه التنقل فيها فإنه خلاف الأولى
( طب عن ابن عمر ) قال الهيثمي : رجاله موثوقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد بن النضر الترمذي ولم أجد من ترجمه وذكر ابن حبان محمد بن أحمد بن النضر بن معاوية عن عمرو ولا أدري هو أم لا
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
منقول من السمحي
تخريج حديث : " ليُصلِّ الرجلُ في المسجد الذي يليهِ ، ولا يتَّبع المساجد"
--------------------------------------------------------------------------------
* قال الطبراني في " الكبير " (12/ 370) رقم (13373) : حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي ، ثنا عبادة بن زياد الأسدي ، ثنا زهير بن معاوية ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليصل أحدكم في مسجده ولا يتتبع المساجد " .
وهذا إسناد جيد ، وهاك البيان :
1ـ ابن عمر هو : عبدُالله بن عمر بن الخطاب العَدَوِي ، أبو عبدالرحمن ، وُلِدَ بعد المَبْعَث بيسير ، واستُصْغِر يوم أحد ، وهو ابن أربع عشرة ، وهو أحدُ المكثرين من الصحابة والعبادلة ، وكان من أشدِّ الناس اتباعاً للأثر ، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول التي تليها . ع .
2ـ نافع هو : أبو عبدالله المدني ، مولى ابن عمر : ثقةٌ ثَبْتٌ فقيهٌ ، مشهورٌ ، من الثالثة ، مات سنة سبع عشرة ومئة ، أو بعد ذلك . ع .
3ـ عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري ، المدني ، أبو عثمان : ثقةٌ ثَبْتٌ قدمه أحمدُ بن صالح على : مالك في نافع ، وقدمه ابنُ معين في : القاسم عن عائشة ، على الزهري غ=عن عُروة ، عنها ، من الخامسة ، مات سنة بضع وأربعين . ع .
4ـ زُهير بن معاوية بن حُدَيْج ، أبو خَيْثَمة الجُعْفي الكوفي ، نزيل الجزيرة : ثقةٌ ثَبْتٌ ، من السابعة ، مات سنة اثنتين ـ أو ثلاث أو أربع ـ وسبعين ، وكان مولدُه سنة مئة . ع .
5ـ عبادة بن زياد بن موسى الْأَسَديُّ السَّاجيُّ وقيل عباد، من العاشرة ، توفي بالكوفة سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
قال أبو حاتم : هو كوُفي من رؤساء الشيعة أدركته ولم أكتب عنه ، ومحله الصدق .
وقال أبو داود : صدوق ، أراه كان يُتَّهَمُ بالقدَرَ .
وقال ابن أبي حاتم : سألت موسى بن إسحاق ـ وهو الأنصاري ـ قلت : هو صدوق ؟ قال : قد روى عنه الناس مطين وغيره .
وقال ابن عدي : هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة وله أحاديث مناكير في الفضائل .
وقال الحافظ : صدوقٌ ، رُمِيَ بالقَدَر وبالتشيَّع .
قال مبارك : نعتهم له بالقَدَر وبالتشيَّع لا يضر في الرواية ؛ لأن العمدة فيها إنما هو الصدق كما حرره الحافظ في " شرح النخبة " ( ص : 136 ـ 138 ) .
قول ابن عدي : ( وله أحاديث مناكير في الفضائل ) لا يفهم منه الإكثار من المناكير ، وإنما معناه أنَّه ، وإن كان في الأصل صدوقاً إلا أنه ربما جاء بالمنكر في الشيء بعد الشيء ، وهذا لا يقدح في صدقه كما لا يخفى ، زد على ذلك أن كلام ابن عدي ـ رحمه الله ـ مقيد بالفضائل ( ولعله يقصد فضائل آل البيت ) وما نحن بصدد الكلام عنه ليس له علاقة بالفضائل .
وقال موسى بن اهارون الحَمَّال : تركت حديثه .
قلتُ : مجرد الترك لا يُخرج الراوي من حيّز الاحتجاج به مطلقاً ، لا سيما بعد وصفه بالصدق من قبل إمامي الجرح والتعديل أبي حاتم وأبي داود . ولعل شبهة ترك الحديث عنه بسبب ما وصف به من التشيع والقدر .
وقال محمد بن عمرو ، النَّيْسَابورِي الحافظ : عَباد بن زياد مُجْمَعٌ على كَذِبِهِ .
وقد تعقبه الذهبي في " الميزان " بقوله :
" قلتُ : هذا قول مردودٌ ، وعَبادة لا بأس به غير التشيع " .
وعبادة هذا أظنه هو المذكور في كتاب " الثقات " لا بن حبان ( 8/ 521 ) .
خلاصة القول : أنه صدوق كما قال الحافظ ، فمثله حسن الحديث إن شاء الله ـ تعالى ـ ، ويحتج به ، لا يُردّ من أخباره إلاّ ما قام الدليل على ردِّه .
( الجرح والتعديل 6/ 97 ، سُؤالات أبي عبيد الآجري 2/ 80 ، الكامل 4/ 1654 ، تهذيب الكمال 14/ 122ـ 123 ، ميزان الاعتدال 2/ 381 ، لسان الميزان 3/ 679ـ 680 ، تقريب التهذيب ص 301 ) .
6ـ مُحمدُ بنُ أحمد بن نصر الترمذي ، أبو جعفر الفقيه .
قال الدارقطني : ثقةٌ مأمونٌ ناسكٌ .
وقال الخطيب الغدادي : وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا .
وقال السمعاني : كان فقيهاً فاضلاً ورعاً سديد السيرة .
وقال الذهبي : وكان زاهداً ناسكاً قانعاً باليسير متعففاً ... وكان ثقة .
وقال الحافظ : وكان ثقةً ، مُتْقِناً ، فَقِيهاً ، وَرِعاً .
قال مبارك : يضاف إلى ذلك سلفي العقيدة .
( تاريخ بغداد 1/ 365 ـ 366 ، الأنساب 1/ 460 ، سير أعلام النبلاء 13/ 545 ـ 546 ، العبر 1/ 428 ـ 429 ، لسان الميزان 5/ 659 ـ 660 ) .
وقد أعل بعضهم هذا الحديث بثلاث علل :
الأولى : تفرد عبادة به ، عن زهير بن معاوية .
الثانية : عدم ذكر زهير بن معاوية في شيوخ عبادة .
الثالثة : قول أحمد بن كامل الشجري : " وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطاً عظيماً " .
أما عن الجواب عن الأولى فهو أن تفرد الثقة أو الصدوق في حد ذاته لا يضر للحكم بخطأ ما تفرد به ، بل يُحتاج إلى شيء إضافي يقوي الحكم بالوهم والخطأ وهو المخالفة لمن هو أوثق منه وأحفظ ، أو الأكثر منه عدداً ، وكل ذلك منفيٌ هاهنا .
وينبغي أن يُعلم أن القرائن والحكم بها هي في الواقع محل نظر واجتهاد وليست يقينية بالضرورة ، فالقرائن التي اعتمدها ناقدٌ مّا لرد حديث ربما لا تصلح عند آخر لرده ، وقد اختلف السابقون في أحاديث قبلها البعض وردها البعض بسبب اختلافهم في النظر لتفرد الرواة .
وأما الثانية فهي ليست بشيء ؛ لأن المصنفين في " الجرح والتعديل " و " السير " و " التراجم " و " الطبقات " لم يَدَّعُوا التقصي والإحاطة في ذكر الشيوخ والتلاميذ بل يمكن أن يستدرك عليهم في ذلك الشيء الكثير وهذا واقع فعلاً . وقد ذكروا في شيوخه عمرو بن أبي المِقدام ثابت بن هُرُمزَ الكوفي وقد مات في السنة التي مات فيها زهير بن معاوية ويمكن قبله . وهذا يعني أنه عاصره ، ومن المعلوم أن المعاصرة مع إمكان اللقاء مع السلامة من التدليس كاف في قبول الرواية كما هو مذهب الجمهور . هذا في الإسناد المعنعن ـ وهو فلان عن فلان ـ أما الرواية التي عندنا فقد صرح عبادة بالتحديث من زهير .
وأما الثالثة فيجاب عنها بأن يقال : يوم مات ابن نصر كان عمر تلميذه الطبراني خمسة وثلاثين عاماً ، لأن الطبراني من المعمرين ولد سنة 260ه والأصل أنه روى عنه قبل اختلاطه لأن الأئمة يتحامون الرواية عن المختلط ، وإذا فعلوا بينوا ، ودعوى أن الرواية عنه كانت حال الاختلاط تحتاج إلى دليل .
قلتُ : فيظهر مما تقدم أن الحديث محفوظ عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زد على ذلك كونه لا يخالف نصاً صحيحاً .
وينبغي أن يُعلم أن مسألة الكلام في التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادي ، فلا ينبغي أن يشغَّب على المخالف لك في الحكم ، والله المستعان .
وقد صححه شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع " برقم ( 5456) ، وهو مخرج في " سلسلته الصحيحة " (الذهبية ) (5/ 234ـ 235) برقم (2200) .
وقال العالم الموسوعي العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ :
" والذي تيقنته من تتبعي أن الحديث صحيح بمجرد إسناد الطبراني لو لم يرد غيره ، ولا عذر للمسلم في إهماله بغير بيّنه . هذا هو الأصل وإنما يُستثنى من تجاوز مسجده إلى مسجد تشد إليه الرحال من المساجد الثلاثة " .
منقول من منتديات شبكة الاستقامة
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
ما صحة حديث: (ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد)، وعلى ماذا يحمل ؟
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ: بعض الناس في شهر رمضان يترك المسجد القريب منه ويصلي في مسجد آخر لكونه أخشع لقلبه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد» أفتونا مغفوراً لكم؟
الجواب:
هذا الحديث فيما أعرفه مختلف في صحته وعلى تقدير ثبوته فإنه يحمل على ما إذا كان في ذلك تفريق للمصلين عن المسجد الذي حولهم، وإلا فمن المعلوم أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يرتادون المسجد النبوي ليصلوا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان معاذ - رضي الله عنه - يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء الآخرة ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم مع تأخر الزمن.
وارتياد الإنسان المسجد من أجل حسن القراءة، واستعانته بحسن قراءة إمامه على القيام لا بأس به، اللهم إلا إذا خشي من ذلك فتنة، أو خشي من ذلك إهانة للإمام الذي حوله، مثل أن يكون هذا الرجل من كبراء القوم وانصرافه عن مسجده إلى مسجد آخر يكون فيه شيء من القدح في الإمام، فهنا قد نقول: إنه ينبغي أن يراعي هذه المفسدة فيتجنبها.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(14/241- 242)
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه
رد: تخريج حديث ابن عمر ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه