-
مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
الحمد لله وبعد
إنها ضرورة تستقيم مع روح الشريعة بمجموع نصوصها ،
بل لا يُكاد يُتصور الفهم الصحيح لمقتضى أسماء الله وصفاته إلا باعتبارها أصلاً ، وكم استراح من لم يعتبرها فَكَفَّر الواقِعَ في الكفرِ دون النظر إلى حاله والواقِعِ المتَلبس فيه ، بدعوى أن كل من وقع في مظهر من مظاهر الكفر أو الشرك وقع اسم الكفر أو الشرك عليه ، وما علم القائل بهذه المقولة البتراء أن قوله هذا يستطيع المخالف المحق أن يسحب من كلامه وتأصيله تكفير جمع من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان ، وما عَرَفَ لازِمُ قوله ، وما فيه من تجني على مقتضى عدل الله ورحمته وعلمه وإحاطته ، وقد اتهم غير المعتبر لها الآخذون فيها بالإرجاء والتجهم ، ولا ننفي غلو بعض من اعتبرها بالرد على المخالف ونعته بالخارجي ، والحق الذي تطمئن إليه النفس ويتلائم مع مجموع النصوص وإجماع الأمة أن المسألة ليست مبنية على قاعدة مطردة ، يُحكم فيها بالحكم نفسه على مختلف الأعيان مع اختلاف الواقع والأزمان ، لا بل الحق أن كل مسألة تتعلق بمعين يُحكم فيها على حدة ، فقد تكون الحالة هي هي بين رجلين ، ويختلف الحكم بينهما ، لذا تحتاج إلى مدارك راقية وحَكَم عدْل يحكمُ بالحق ويرحمُ الخلق ، فهذه بعضٌ من سمات أهل السنة والجماعة .
وقد نقلت لكم بعضاً من نقولات العدول من أهل العلم لتنظروا بدقة في المسألة وتتريثوا في الحكم على الأعيان دون النظر إلى المعين مع العلم بالقرائن والواقع المتلبس به ،
اللهم إنا نسألك فهماً يبلغنا أعلى المنازل ونعوذ بك من فهم نوافق فيه الملة الغضبية أو ملة الضلال .
قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
وقال جل وعلا " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة
وقال سبحانه : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء
وقال سبحانه :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ 4 إبراهيم
فالصحيح في تكفير المعين ونسبته إلى الشرك: أنه لا ينسب إليه الشرك إلا بعد إزالة الشبهة الموجودة عنده، وإقامة الحجة عليه ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الجهمية (الذين وقعوا في شرك التعطيل) :
(ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراً ؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون ؛ لأنكم جهال)
يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة " اهـ من الفتاوى (12/466) .
وقال في الرد على البكري (2/492): .. فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر.
ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماءالصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا به جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يتبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا ا.هـ
-وقال في الرد على البكري (1/413):" ومن أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.
قال في مجموع الفتاوى (11/401) وقد سئل عمن يزعم سقوط التكاليف الشرعية عنه :" لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه . وهو شر من قول اليهود والنصارى " وذكر رحمه الله تعالى ألوانا من الموبقات التي يستبيحها هؤلاء الناس ثم قال (11/406):"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه ؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا ؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"
-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):" أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر ؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له ؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت ؛ لعدم بلوغ الحجة له ؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ؛ فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع ".
يقول شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى : " فمن كان قد آمن بالله ورسوله ، ولم يعلم بعض ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤمن به تفصيلاً : إما أنه لم يسمعه ، أو سمعه من طريق لا يجب التصديق بها ، أو اعتقد معنى آخر لنوع من التأويل الذي يعذر به ، فهذا قد جعل فيه من الإيمان بالله وبرسوله ما يوجب أن يثيبه الله عليه ، وما لم يؤمن به فلم تقم عليه الحجة التي يكفر مخالفها" "مجموع فتاوى"(12/494)
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 12/500 ) :
« . . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار ؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل ؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
وهكذا الكلام في تكفير جميع المُعيّنين . . . » انتهى .
وقال ابن القيم في طريق الهجرتين في الصفحة نفسها (ص611): وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل ا.ه
وقال الإمام المجدد – الشيخ محمد بن عبد الوهاب -: (القصة تفيد أن المسلم – بل العالم – قد يقع في أنواع من الشرك وهو لا يدري عنها، فتفيد لزوم التعلم والتحرز،... وتفيد أيضاً: أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كذب هو لا يدري، فنبه على ذلك فتاب من ساعته، أنه لا يكفر..)
وفي موضع آخر: (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)
وقال الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن بعض من يعمل الشرك أنه لا يكفر: ( لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه ، وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ، ولا وضحت له المحجة..)
وقال (10/113):" وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله".
وقال (10/128):" وكذلك تمويه الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول : الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر ، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم ، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة، على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه، دون هذه المشاهد، التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها، وسعى في إزالتها؛ والله المستعان".
قال الشيخ العثيمين معلقا على نص كشف الشبهات (46-47) :" لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل ، اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم ، فهذا لا يعذر بالجهل ، وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاما آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب : وذكر الشيخ رسالة ابن عبد الوهاب كاملة الذي يصرح فيها بالعذر بالجهل وأنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية".
مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة.
إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
الشيخ : بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى.
بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .
الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف ]) يذبح لغير الله ؟
السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .
الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون ) يذبح لغير الله ، كيف ؟
السائل : يذبح لغير الله .
الشيخ : يعني، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟
السائل : اي ، نعم .
الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير ) مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة[ السعودية] في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .
الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
الشيخ : الخفية تُبيَّن .
السائل : مثل ايش ؟
الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .
السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .
الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ،وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .
السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس ؟
الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ،
هل يستوي الناس فيه ؟
هل يستوي الناس فيه أو لا ؟
السائل : لا ، ما يستون .
الشيخ : ما يستون ،قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر
، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه .
الكلام بس على بلوغه للإنسان .
السائل : بلوغ الحجة .
الشيخ : الحجة .
السائل : يعني أن القران وصل؟
الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .
السائل :يعني يعرَّف ؟ .
الشيخ :اي، لازم ، لازم أن يُعرَّف .
الشيخ : نعم
السائل : هذه مسألة ، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .
السائل : ألم تقم عليه الحجة ؟ يعني بلغه القران .
الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان؟
والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ، أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر! ، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي ما يصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟
السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟
الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .
السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
السائل : كيف يعني؟
الشيخ : أفرض أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟
السائل : يعني ما بلغته؟
الشيخ : لا بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .
السائل : كيف شيخ؟
الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .
السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].
الشيخ : لا ، ما قال هذا .
السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .
الشيخ : المهم ، شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .
السائل: لا ، ما هو تكفير ، نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف ؟
الشيخ : لازم يُعَّرَف؟
السائل : لانها مسائل ظاهرة .
الشيخ : ما هي بظاهرة .
السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوْت هذا القران عَرَف .
السائل : ممكن يا شيخ؟.
الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ما هي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك .
إنما الآن الفائدة للجميع .
إنه لا يكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها .
لأنه لو فرضنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟
" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" .. انتهى كلام الشيخ رحمه الله
" لقاء الباب المفتوح شريط رقم 48 الوجه ب "
ويقول ابن عثيمين رحمه الله :
ولكن هل تقبل دعوى الجهل من كل أحد؟
الجواب؛ لا، فإن من عاش بين المسلمين، وجحد الصلاة، أو الزكاة، أو الصوم، أو الحج، وقال: لا أعلم، فلا يقبل قوله؛ لأن هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام؛ إذ يعرفه العالم والعامي، لكن لو كان حديث عهد بالإسلام، أو كان ناشئاً ببادية بعيدة عن القرى والمدن، فيقبل منه دعوى الجهل ولا يكفر، ولكن نعلمه فإذا أصر بعد التَّبيين حكمنا بكفره، وهذه المسألة ـ أعني مسألة العذر بالجهل ـ مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً.
فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}} [الإسراء: 15] فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب.
على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع أنكره شيخ الإسلام، وهذا التقسيم لم يحدث إلا بعد القرون المفضلة في آخر القرن الثالث، وقال شيخ الإسلام: كيف نقول: إن الصلاة من الفروع؟! ـ لأن الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع يجعلون الصلاة من الفروع ـ وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وكذا الزكاة، والصوم، والحج، كيف يقال: إنها من الفروع؟!
ولكن قد لا يعذر الإنسان بالجهل، وذلك إذا كان بإمكانه أن يتعلم ولم يفعل، مع قيام الشبهة عنده، كرجل قيل له: هذا محرم، وكان يعتقد الحل، فسوف تكون عنده شبهة على الأقل، فعندئذٍ يلزمه أن يتعلم ليصل إلى الحكم بيقين.
فهذا ربما لا نعذره بجهله ؛ لأنه فرط في التعليم ، والتفريط يسقط العذر ، لكن من كان جاهلاً ، ولم يكن عنده أي شبهة ، ويعتقد أن ما هو عليه حق ، أو يقول هذا على أنه الحق، فهذا لا شك أنه لا يريد المخالفة ولم يرد المعصية والكفر، فلا يمكن أن نكفره حتى ولو كان جاهلاً بأصل من أصول الدين، فالإيمان بالزكاة وفرضيتها أصل من أصول الدين، ومع ذلك لا يكفر الجاهل.
وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء: هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي، فإن حكم هذا الأخير حكم من قال الله تعالى فيهم: {{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}} [الزخرف: 22] .
فإن قيل: كيف يعذر هؤلاء ولم يعذر أهل الفترة، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «أبي وأبوك في النار» (2) ؟ فيقال: أهل الفترة ليس لنا أن نتجاوز ما جاءت به النصوص، ولولا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: إن أباه في النار، لكان مقتضى القاعدة الشرعية أنه لا يعذب، وأن يكون أمره إلى الله، كسائر أصحاب الفترة، فإن القول الراجح أن أصحاب الفترة يمتحنون يوم القيامة بما شاء الله، أما هؤلاء فإنهم يعتقدون أنهم على الإسلام ولم يأتهم من يعلمهم، بل قد يكون عندهم من علماء الضلالة من يقول: إنَّ ما هم عليه هو الحق.
إذاً لا بد أن يكون الجاحد لوجوب الزكاة عارفاً بالحكم، فإن جحدها وهو عارف بالحكم صار كافراً، وإن كان جاهلاً وعلمناه وبينا له النصوص وأصر على ما هو عليه، فحينئذٍ يكون كافراً؛ لأنه عالم بالحكم.
وعلى هذا يتبين لنا أنه لا يشترط الإقرار بالحكم، فإذا بلغه الحكم على وجه واضح بين، فقد قامت عليه الحجة سواء أقر أم أنكر، حتى ولو أنكر فإن ذلك لا ينفعه، ولا يرفع عنه الحكم؛ وإلا لكان فرعون ـ الذي أنكر رسالة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع إقراره بها في باطن نفسه ـ مؤمناً محقاً، ولكنه ليس كذلك، فالشرط هو بلوغ الحجة على وجه يتبين به الأمر، فإذا بلغ الإنسان ذلك، فإن إقراره بها ليس بشرط، فيحكم بكفره ولو لم يقر بها.
وإذا أخبرناه فأصر على أنها ليست واجبة، ولكنه يخرجها على أنها تطوع، فإنه يكفر وعلى هذا فإن قول المؤلف: «ومن منعها جحداً لوجوبها» ليس قيداً في الحكم؛ لأن المدار على الجحود، فإذا جحد الوجوب وهو عارف بالحكم، كفر سواء أخرجها أم لم يخرجها.
وقد قيل للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: إن فلاناً يقول في قوله تعالى: {{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا *}}: «إن ذلك فيمن استحل قتل المؤمن»، فتبسم الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقال: «إذا استحل قتل المؤمن فهو كافر، سواء قتله، أم لم يقتله»!! فتبقى الآية لا فائدة منها؛ لأن الآية علقت الحكم على وصف دون هذا الوصف الذي ذكره هذا القائل وهو الجحود.
. الشرح الممتع على زاد المستقنع الجزء 6 الصفحة 65
الشيخ صالحِ الفوْزانِ - حفظه الله -
السائل : ما الفرقُ بينَ الوَصْفِ بالكُفْر ِ والحُكمِ على المُعينِ بالكفر ِ والإعتقادِ بكفرِ المُعينِ ؟
الشيخ : أمَّا الحُكمِ على الأَعْمَال ِ كدعاءِ غَيْرِ اللهِ ، والذَّبحِ لغيْرِ الله والإستِغاثَةِ بغيرِ الله ِوالإستهزاء بالدّينِ ومسبَّةِ الدِّينِ ؛ هذا كُفْرٌ بالإجمَاعِ بلا شك ، لكنِ الشَّخْصِ الذَّي يصدُر منه هذا يُتأَمَلُ فيهِ؛ فإِن كان جاهلاً أَوْ كانَ مُتأَوِلاً أوْ مُقَلِداً فيُدرأُ عنهُ الكُفْرُ حتى يُبيّن لهُ، حتى يُبيّن لهُ الحق ، لأنّ قد تكون عندهُ شبهةٌ أو عندهُ جهل ما يُتسَرعُ في إِطلاق ِ الكفرُ عليهِ حتى تُقامُ عليهِ الحجةُ ، فإذا أُقيمت عليهِ الحجةُ واستمر عليه ؛ فيحكمُ عليهِ بالكُفرِ لأنَّهُ ليسَ لهُ عذر""
المصدر : شرح رسالة "الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك" للشيخ سليمان بن عبد الوهاب - رحمه الله-
الشيخ الألباني -رحمه الله-
السائل : هل هناك فرق في الشريعة في مسألة الإنذار أو قيام الحجة ،وبين قيام الحجة وفهمها ،حتى يعني تكون سبب من أسباب قيام حجة الله على عباده ؟
جواب الشيخ : هل تقصد فهمها أو إفهامها ( قال السائل : فهمها ) يعني فيه فرق، فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجل أعجمي لا يفقه اللغة العربية ، أوأو،احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منه ، أولا: هل تكون الحجة قائمة ؟ طبعا لا. جوابي هذا على سؤالك هذا ، يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما كنت جئت للتدريس في الجامعة الإسلامية ، وقبل أن تفتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل ، فأثير هذا الموضوع فقال بعضهم بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا ، وأتبع كلامه بقوله أي : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية ، إلى كل أقطار الدنيا ، وأنا أجبت بما خلاصته ، يا أستاذ أنت تقول القرآن و أنا أقول معك كما قلت ، لكن العرب كشعب أو كأمة ، فيهم الآن من لا يفهم القرآن ، فكيف تريد من الأعجام ، الألمان والبريطان و الأمريكان ، أن يفهموا القرآن بلغة القرآن، وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل كيف تقوم الحجة على هؤلاء . بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن ، هذا لا يعني أنه قد أقيمت الحجة عليهم، ولذلك فأنا أقول : لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة، أن يفهمها ، وأنا أضيف شيئا آخر . ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها ولذلك فقيام الحجة على شخص ما ، ليس من السهل نحن أن نقول : أقيمت الحجة على فلان ، ولذلك أنا كثيرا ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب، من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح والمتحمسين ، فيقول أحدهم : أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ فلان أو الدكتور الفلاني ، وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك وقلت : هذا لا يجوز و هذا حرام وهذا شرك وإلى آخره ، وهو يصلي بنا إماما، فأنا أقمت الحجة عليه ، فهل تجوز صلاتي خلفه ؟ أنا أقول أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه ، وأنت بعد لا تزال في التعبير السوري في الرقراق، يعني في الضحضاح يعني في أول العلم ، ما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال ، فضلا عن الكافر المشرك ، لكن كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع ، أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم ، هذا علمه عند ربي ، ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أفهم الحجة ، وبالتالي قامت عليه الحجة ، لكن أنا أقول من علم الله عز وجل منه أنه قامت الحجة عليه ، و تبينت له وجحدها ، فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة ، ولذلك كما تعلمون جميعا ، أن الكفر مشتق من معنى التغطية فيعني حينما نقول فلان كافر ،يعني تبين له الحق ثم حاد عنه ، ولذلك قال تعالى ( وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ) فأي كافر بلغته حجة الله عز و جل وفهمها جيدا ثم جحد ، فهذا الذي يعذب ، ولذلك ربنا عز وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام : ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) فهم يعرفون أن محمدا عليه السلام رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة ، وليس إلى العرب فقط كما قالت بعض الطوائف من اليهود ، لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه أن يبعث منهم وفيهم، هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا .
المصدر :سلسلة الهدى والنور رقم الشريط 616 .
سؤال: هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوراج، والمعتزلة، والرافضة وغيرهم، بعد إقامة الحجة عليهم؟
الشيخ الألباني: إذا كان السؤال مقيداً بما جاء في آخره بعد قيام الحجة عليهم، الجواب: نعم!! .
ولكن لا بد هنا من القول: هل كل من ادعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف؟
لأننا نشاهد اليوم -مع الأسف أن كثيراً من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل واختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلاً بما يسمونه بعلوم الآلة، يعني بعلم النحو والصرف والبيان ....... وإلخ، والأصولين: أصول الحديث، وأصول الفقه، ولكن ما طبقوا ذلك -فيأتي أحد إخوانَّا المبتدئين في العلم، ويكون تعلم مسألة أو مسألتين، واختلف مع ذلك العالم، فيقول: أنا أقمت الحجة عليه!
وما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أقيمت عليه، ولذلك فأنا أقول: إذا أقيمت الحجة عليه فعلاً فقد سبق الجواب في هذا تماماً، لكن من يقيم الحجة؟
هم أهل العلم، وأهل المعرفة بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم
إذا كان الإنسان لا يصلي مطلقًا هل يقال هذا كافر بعينه؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي:
لا ينبغي تكفير المعين لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم؛ ولأنه قد تكون ما قامت عليه الحجة و قد يكون عنده شبهة .
قال ابن باز في رده على من سأله في المسلم الذي ارتكب مكفراً فأجاب رحمه الله : ": إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم ؛ فلا بد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة ، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.
س : ما الراجح في تكفير المعين ؟
ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره ، ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر .
لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً ، ولا يعرف الحقيقة فلا يكفره ، حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال ، وأن هذا عمل المشركين الأولين ، وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
المصدر من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 )ط الرسالة عام 1430هـ .
وفي الختام نقول لكل من تسول له نفسه رمينا بالإرجاء :
وسئل الشيخ رحمه الله :
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
فأجاب :
وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .
والحمد لله أولاً وآخراً
كتبه أخوكم :
مصباح الحنون
الأربعاء
28 رجب 1432
طرابلس الشام حرسها الله
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي محمد بارك الله فيك, هل الموانع معتبرة في عدم تنزيل الأحكام الشرعية على المعينين وان كانوا في بلاد الأسلام.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
أخي محمد بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا
اقتباس:
أخي محمد بارك الله فيك, هل الموانع معتبرة في عدم تنزيل الأحكام الشرعية على المعينين وان كانوا في بلاد الأسلام
نعم معتبرة ولكن بدون تفريط أو إفراط فليس كل إنسان يعذر بجهله وليس كل تأويل معتبر ......... إلخ .
وقد توقف أناس فى الحكم بالكفر على من إستحق هذا الوصف ولقد بالغ أناس فى تكفير آخرين بأدنى شبهة وبموانع معتبرة والحق بين هؤلاء وهؤلاء .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
السلام عليكم
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي الكريم أنا أفهم ما تقصد ولكن الأصل أنا الناس لاتؤاخذ بأعمالها حتي يبين لهم قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا), فكثير من المسائل لايحيط بها كثير من طلاب العلم فضلا عن الناس وبالتالي كيف يآخذون من غير بيان وتوضيح وصبر عليهم بالتالي بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل ليس وحده حجة على الناس, تحتاج الناس الى دعوة وبيان لأظهار أنوار الدين خصوصا مع البعدعن زمن النبوة, وأرجو من أخي محمد أن لايجعل مناقشة المشاركة فيها شخصانية بل تطرح الأمور على سبيل الفائدة وبيان الحق والله أعلم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
بارك الله فيك
بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل حجة فى المسائل التى لا تخفى كعبادة الله وحده لا شريك له ( كالصلاة والدعاء والذبح وما علم من الدين بالضرورة ) .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي بارك الله بك يلزمك التأمل بكلام الأئمة رحمهم الله ، ولا يجوز أن تحمل كلامهم على ما استقر في قلبك من شبه المكفرة ، فالواجب عليك أن تطرح الخلفيات وتقرأ بتأمل وإن أشكل عليك أمر ولم تفهمه راجع أهل العلم المعتبرين فإنهم أعرف بأقوال الأئمة والمراد منها ، أما أن تأول كلام الأئمة على حسب ما تذهب إليه من تبنيك لفكر مخالف لهم فليس هذا بسبيل طلاب الحق والهدى .
والسلام عليكم
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصباح الحنون
أخي بارك الله بك يلزمك التأمل بكلام الأئمة رحمهم الله ، ولا يجوز أن تحمل كلامهم على ما استقر في قلبك من شبه المكفرة ، فالواجب عليك أن تطرح الخلفيات وتقرأ بتأمل وإن أشكل عليك أمر ولم تفهمه راجع أهل العلم المعتبرين فإنهم أعرف بأقوال الأئمة والمراد منها ، أما أن تأول كلام الأئمة على حسب ما تذهب إليه من تبنيك لفكر مخالف لهم فليس هذا بسبيل طلاب الحق والهدى .
والسلام عليكم
أنت تطلب منى أن أقرأ بتأمل وتعتقد أنى عندى شبه تكفيرية وأيضاً أعتبرتنى أتأول كلام الأئمة على غير مرادهم وأن تأولى ناتج عن تبنى فكر مخالف .
أولاً : جزاكم الله خيراً على هذه الإتهامات ووأنت فى حل من حقى دائماً وأبداً إن شاء الله .
لكنك لو طلبت منى الدليل على ما أقول لكان أفضل .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.
بارك الله بك هذا هذا الكلام لا ينفي ما نقلته لك من كلامهم رحمهم الله بل هو متمم له ، وأكرر دعوتك إلى التأمل لتفرق بين الكلام المطلق والكلام المقيد ، وأنا لم أتهمك بعد بأنك تكفيري لكن الذي يبدو أنك متأثر بكلامهم ، ولا يعني هذا جواز نفي جنس التكفير معاذ الله بل نكفر ما دل الكتاب والسنة على تكفيرهم .
أكرر عليك أن تعاود التأمل حتى لا تضرب المحكم من كلامهم بالمتشابه ،
أسأل الله أن يهديني وإياك إلى الهدى ودين الحق
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
وإليك هذا التحرير فهو اللبنة الأولى قبل هذا المقال :
الحمد لله وبعد :
هذه كلمات مختصرة موجزة في المسألة ،
بينةٌ جلية لطلاب الحق ،
الرُحماء بالخلق ،
توصلت لها بعد سبر كتب العلماء الفحول ،
من مشايخ الإسلام كابن تيمية وتلميذه وغيرهم من أئمة التفسير ، وأئمة الدعوة النجدية ،
سقتها لك باختصار ،
فإن أعياك فهمُ شيء منها ،
بسطت ما بوسعي في بيان ذلك على قدر الحاجة ،
وأُذكر الجميع خطورة المسألة فلإن يخطئ الحاكم في عدم التكفير أهدى له أن يُخطئ في التكفير ،
لأنَّ خطأ التكفير يجرُّ استحلال الدم والمال والفروج .
فمهلاً يا شباب الإسلام في هذي المسائل رحمكم الله .
لذا أقول وبه أستعين :
ألا وإنَّ من أفرى الفِرى على الله ورسوله وشريعته إبطالُ العذر بالجهل ،
وعدم اعتباره واستئصاله ، فهذا مذهب الخوارج الغلاة ،
كما لا يجوز أن يبقى هذا الحكم وصفاً ثبوتياً لا يرتفع ولا ينتفي البتة ، فهذا مذهب المرجئة الجفاة .
فلا بد من التوسط بين هذا وذاك .
فأهل السنة هم الوسط في ذلك بين المرجئة والخوارج ،
وسطيتهم كوسطية الإسلام بين اليهودية والنصرانية .
فهل كلُّ من وقع في الكفر يُعذر بالجهل ؟
وهل كلُّ من وقع في الكفر وقع الكفر عليه من غير اعتبار العذر بالجهل ولا الالتفات له أصلا ؟
وهل يُفرق في المسائل فمنها ما يُعتد بالعذر بالجهل ومنها ما لا يُعتد به بتاتاً ؟
نقول وبالله التوفيق :
يُفرَّق في الحكم بالتكفير بين المسائل الخفية والمسائل الجلية ،
فالمسائل الجلية هي مايُطلق عليها بالمعلوم من دين الله ضرورة ،
والمسائل الخفية هي التي يعلمها العالم وهو الذي يُجليها ليُحذر منها .
الذي يلزمنا هو المسألة الأولى :
فالمعلوم من الدين بالضرورة والذي لا يسع أن يجهل به أحد ، ويستوي فيه الجاهل والعالم ،
فمثله لا عذر لأحد بالجهل به إذا كان عاقلاً ،
ويُحكم على صاحبه بالردة والكفر ولو كان ممن ينطق بالشهادة ويصوم ويصلي ويزعم أنه مسلم .
أما المسائل الخفية فقد اتفق العلماء المنع من التكفير إلا بتحقيق شروط التكفير وانتفاء موانعه ،
ولا بد من رسوخ في العلم للتفريق بين ماهو معلوم ضرورة مما هو غير ذلك ،
ويُفرَّق في ذلك بين واقع وآخر ، أو بين بلد وآخر ،
مثال ذلك : الطواف بالقبور والإستغاثة بالأموات عمل شركي ،
لنفترض أن رجلاً من أهل مكة تربى وهو يسمع علماء نجد وكيف يُكثرون من تعليم هذه المسائل ،
وبعد هذا كله وُجد يطوف بقبر في ضواحي مكة ويستغيث ويَذل لها خاشعاً وكأنه بين يدي رب العالمين ،
ورجل وُلد في أرياف مصر ونشأ وأهله في البلدة يعكفون على القبور فظن هذا أنما يقوم به هو من دين الله أصالة ،
فهل يستويان مثلا ! ؟
الجواب : طبعاً لا ،
فالأول : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الشرك ،
والثاني : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الدين .
فالأول يُكَفَّر ،
والثاني يُعَلَّم تعليماً حليماً وحكيماً ،
وقد أخطأ من زعم أن مجرد تلاوة الآيات القرآنية عليه هي إقامة للحجة ،
مع العلم أن القرآن بين يديه ويتلوه من سنين !
ومع ذلك لم يكفره العلماء ،
إلا بعد إزالة الشبهة وإقامة الحجة ،
فإن تبين بالقرائن أن الشبهة أُزيلت والحجة أُقيمت ،
وهذا يُعرف بالقرائن والمماحكة والمحاججة ،
لأن الكثير قد يظن أنه قد أقام الحجة بالفظاظة والغلظة فحسب ،
من غير صبر ومحاججة وتبيان وإيضاح .
بل حال الكثيرين أنهم بدعوى إقامة الحجة يصدون عن الحجة ،
من أجل ذلك ذكرت لك أن يكون التعليم حكيماً حليماً ورحيماً .
عندها وبعد ذلك يُجتهد إما أن يُنظر بأمره ،
وإما أن يُحكم بتكفيره ردة ،
هذا بالنسبة لأحكام الدنيا أما في الأُخرى فالأمر فيها لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى .
فقد نحكم على أناس بالردة بما ظهر لنا من الأدلة على ذلك ،
ويوم القيامة يكونون من أهل الإسلام ،
وقد أخطأ الحاكم بالحكم عليهم ،
والعكس بالعكس .
المهم أن المسألة ليست بالهوى إنما هي من أخطر المسائل ، لذا فإني أنصح أن لا يخوض بها من كان غير محيط ومدرك بمسائلها ،
وأن يترك الأمر إلى أهله .
والله الموفق
كتبه : أخوكم مصباح الحنون
الإثنين
27 جمادى الثانية 1432
طرابلس الشام
حرسها الله
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
الأخ مصباح أنت تقول
اقتباس:
فالمعلوم من الدين بالضرورة والذي لا يسع أن يجهل به أحد ، ويستوي فيه الجاهل والعالم ،
فمثله لا عذر لأحد بالجهل به إذا كان عاقلاً ،
ويُحكم على صاحبه بالردة والكفر ولو كان ممن ينطق بالشهادة ويصوم ويصلي ويزعم أنه مسلم
أقول لك صدقت
وأنا قلت من قبل
اقتباس:
بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل حجة فى المسائل التى لا تخفى كعبادة الله وحده لا شريك له ( كالصلاة والدعاء والذبح وما علم من الدين بالضرورة
)
.
وأود أن أنبه أن مسألة العذر فى المسائل الخفية هذا مما لم أعرف فيه خلافاً وهل من أهل السنة من لا يعذر فى مثل هذا ؟
أما تفريقك بين البلد الذى انتشر فيه العلم والبلد الذى قل فيه العلم وهذا يتضح بالمثال الذى دونته فهذا مما لم أقف على دليل عليه وكلام ابن تيمية وابن القيم ليس فيه إنتشار العلم ولكن وجوده والتمكن منه فالإنتشار والقلة لا دخل لهما فى المسألة ولكن الوجود والتمكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
ورجل وُلد في أرياف مصر ونشأ وأهله في البلدة يعكفون على القبور فظن هذا أنما يقوم به هو من دين الله أصالة ،
فهل يستويان مثلا ! ؟
الجواب : طبعاً لا ،
فالأول : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الشرك ،
والثاني : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الدين .
أولاً : فلتعلم أننا فى مصر ( علماء وطلبة ) نقف على قدم وساق ضد الشرك والكفر بأنواعه والحرب العلمية علناً على الفضائيات وفى الجرائد حتى فى حكاوى الناس وأيضاً فإن أهل السنة أكثر بكثير جداً من المتصوفة .
ثانياً : حجتك أنه يعذر بجهله لأنه وجد أهله أو بيئته تفعل ذلك لم أقف للعلماء القدامى على القول بمثلها بل هذه حجة الكفار فى التدين بالكفر قال الله (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
الأخ مصباح أنت تقول
أقول لك صدقت
وأنا قلت من قبل )
.
وأود أن أنبه أن مسألة العذر فى المسائل الخفية هذا مما لم أعرف فيه خلافاً وهل من أهل السنة من لا يعذر فى مثل هذا ؟
أما تفريقك بين البلد الذى انتشر فيه العلم والبلد الذى قل فيه العلم وهذا يتضح بالمثال الذى دونته فهذا مما لم أقف على دليل عليه وكلام ابن تيمية وابن القيم ليس فيه إنتشار العلم ولكن وجوده والتمكن منه فالإنتشار والقلة لا دخل لهما فى المسألة ولكن الوجود والتمكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به .
عدم علمك بدليل من كلام شيخي الإسلام لا يلزم منه نفي الأدلة ،
فقد يكون وقف عليه غيرك :
وانظر إلى بعضه بارك الله بك :
-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):" أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر ؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له ؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت ؛ لعدم بلوغ الحجة له ؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ؛ فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع ".
قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص611):قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما ا.هـ
مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
أولاً : فلتعلم أننا فى مصر ( علماء وطلبة ) نقف على قدم وساق ضد الشرك والكفر بأنواعه والحرب العلمية علناً على الفضائيات وفى الجرائد حتى فى حكاوى الناس وأيضاً فإن أهل السنة أكثر بكثير جداً من المتصوفة .
ثانياً : حجتك أنه يعذر بجهله لأنه وجد أهله أو بيئته تفعل ذلك لم أقف للعلماء القدامى على القول بمثلها بل هذه حجة الكفار فى التدين بالكفر قال الله (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) .
أخي الكريم محمد بارك الله فيك, الأخ ضرب لك مثلا وقد يكون مثلا غير مقصود وبارك الله فيكم على ماتقومون به من جهد لنشر دين الله سبحانه وتعالى, أخي الكريم كثير من الناس يتعبد بأمور مخالفة لدين الله بل أمور كفرية وهو يظن أنها من دين الله وأن فعلها يقرب الى الله مثل الطواف حول الأضرحة والذبح لها, لكن عندما يبين لهم دين الله بما يرضي الله يرجعون الى الحق ويحسن ايمانهم, الآية التي ذكرت انما رد الله عليهم حجتهم لأن الله قد أرسل لهم الرسل التي تبين لهم أما قبل ارسال الرسل فانهم معذورون حتى تقام عليهم الحجة لذلك أرسل الله اليهم الرسل وأنزل الآيات الدالة على ذلك, وقد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), ولكن عندما تبين لها الحق رجعت اليه (قالت رب اني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين), الأمر منك أخي المبارك أن تتأنى ولاتستعجل وأظنك بارك الله فيك تبغي الحق أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته والله أعلم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي
الآية التي ذكرت انما رد الله عليهم حجتهم لأن الله قد أرسل لهم الرسل التي تبين لهم أما قبل ارسال الرسل فانهم معذورون حتى تقام عليهم الحجة لذلك أرسل الله اليهم الرسل وأنزل الآيات الدالة على ذلك, .
وأعلم أخى الحبيب أن العلماء تقام بوجودهم الحجة فهم بمثابة الرسل فى قيام الحجة ( مع الفرق طبعاً )وإن مشركى قريش كان آباؤهم على ملة إبراهيم ثم حرفوا وبدلوا وإنتقل التبديل والتحريف إلى آجيال أخرى ومع ندرة العلم لم يعذرهم الله فى الفترة التى لم يكن بين أظهرهم رسول بل إن الله لم يعذر أهل النبى أنفسهم وذلك لوجود الحق بين أظهرهم ( مع قلة القائلين به ) .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
الأخ مصباح السلام عليكم
الكلام الذى نقلته أنت من كلام شيخ الإسلام وإبن القيم حجة عليك لا لك وإذا أردت منى أن أبين بينت .
ثانياً نقلك عن الشيخ العثيمين رحمه الله من قال به من كبار العلماء قبله ؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
وقد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), ولكن عندما تبين لها الحق رجعت اليه
ومع ذلك حكم بكفرها فقال (كانت من قوم كافرين ) .
الأمر منك أخي المبارك أن تتأنى ولاتستعجل وأظنك بارك الله فيك تبغي الحق أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته والله أعلم.
بارك الله فيك على النصيحة ولكنى لست متعجلاً وأشكرك على أدبك فى النقاش زادك الله أدباً هكذا تكون الأخوة .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
أخ ثروت بارك الله فيك لا بد أن تفرق بين الكافر الأصلي وبين المسلم الذي طرأ عليه الكفر فكلامنا متعلق بالنوع الثاني ،
وبالنسبة لدعواك واعتراضك على فهم ابن عثيمين ومطالبتك بسلف له فاعذرني أن أقول لك أن هذا سوء أدب مع مثل فقيه عصره وزمانه ابن عثيمين رحمه الله ،
فإذا كان التقاش سيصل إلى الاستخفاف بالعلماء وأن يتجرأ من لا يحسن التفريق بين النصوص المطلقة والمقيدة وبين نصوص الوعد والوعيد وفقه ذلك على بصيرة وبين الأحكام المتعلقة بالكافر الأصلي والمسلم الذي وقع في الكفر ، حينها سيصبح الجدال عقيما
ولا ندري ربما آتيك بكلام لابن تيمية فلا يعجبك فتقول : من سلف ابن تيمية في هذا الكلام
واسمح لي أن أقول لك أن ابن عثيمين في عصرنا كابن تيمية في عصره
والسلام عليكم ورحمة الله
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
جزاكم الله خيرا
عندي سؤال اذا تسمحون ما دام فرقتم بين الكافر الاصلي و بين المسلم الذي طرا عليه الكفر
ارجو توضوح الفرق بدقة و لما يتغير الحكم ؟
ثم ما حدود دائرة العذر بالجهل و حدود قيام الحجة ؟ هل هو قبوله للحجة بعقله فحسب كيف بعد ذلك نعلم عدم بلوغها من مجرد حجوده؟
و كيف نسقط عامل البيئة في قيام هذه الحجة.. ألم تختلف بيئات البشر في صدر الاسلام رغم ذلك كانت الرسالة واحدة بقالب واحد ؟
و بوركتم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
أخ ثروت بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا
اقتباس:
وبالنسبة لدعواك واعتراضك على فهم ابن عثيمين ومطالبتك بسلف له فاعذرني أن أقول لك أن هذا سوء أدب مع مثل فقيه عصره
هذا ليس من سوء الأدب وإنما هو طلب للحق فالقاعدة أخى أن أقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها وهذا ما تعلمناه من الشيخ نفسه ( عن طريق كتبه ) .
اقتباس:
فإذا كان التقاش سيصل إلى الاستخفاف بالعلماء
ليس فى كلامى إستخفاف لأى عالم بارك الله فيك ولعل الشيخ العثيمين أحب علماء المملكة إلى قلبى ولعل الفرح قد ملأ قلبى حين وجدت له درساً مرئياً فرحاً برؤية وجهه رحمه الله .
اقتباس:
ولا ندري ربما آتيك بكلام لابن تيمية فلا يعجبك فتقول : من سلف ابن تيمية في هذا الكلام
لو أحسنت الظن لكان خيراً لك ومع ذلك فأنت فى حل من حقى .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
وأعلم أن ملخص كلامى هو أنه لا عذر بالجهل فى عبادة غير الله كالذبح لغيره ودعاء غيره إذا كان العبد فى بلاد إسلام يعش فيها المسلمون معهم كتاب الله وفيهم العلماء ولو قليل أما المسائل الخفية ففيها العذر وفيها الخطأ والصواب وأنت تنقل كلام إبن تيمية مجملاً وأنا آتيك به مفسراً كنقلك هذا الذى يوهم العذر فى المسائل الظاهرة والخفية
اقتباس:
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.
وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لنا أنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا ؟
وهذا كلام إمام الدعوة فى عصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب يوضح التفريق بين الأمور الظاهرة والخفية يقول: (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة).
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة.
وسوف ترى لى مواضيع بهذا الشأن فإن من الرحمة بالناس أن يعرفوا الحق ليتبعوه وأن يعرفوا الباطل فيجتنبوه وأن الخطر عظيم هذه هى الرحمة بالناس حقاً
وأعتذر عن الرد مجدداً لشئ فى نفسى والسلام عليكم
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
عندي سؤال اذا تسمحون ما دام فرقتم بين الكافر الاصلي و بين المسلم الذي طرا عليه الكفر
أنا لم أفرق .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
(... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)
هذا قول ابن عبد الوهاب رحمه الله
فهل عذرهم بجهلهم في مسألة خفية أم أنها من أصول الدين ؟!!
لا أدري لماذا هذا الحيد عن حقيقة كلام أهل العلم وهو ظاهر بين لا يحتمل التأويل
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
سئل ابن باز رحمه الله :
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبدالله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عبادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛
لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك .
ماذا تقول في هذا الكلام بارك الله بك ؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
أما عن حصرك العذر في المسائل الخفية ففيه نظر ويحتاج إلى تفصيل وتفريق ، ولعل الكتابة أحياناً تطول المسافات ، فحصرك هذا يخالف أقوال الأئمة ويستحيل به الجمع بين نصوصهم
وإليك من كلام شيخ الإسلام ما يرد كلامك ويوضح مشكله :
قال شيخ الإسلام: إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى التكفير أو تفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية
أنظر رحمك الله كيف عمم في المسائل القولية والخبرية
والأمر معك يحتاج إلى مناقشة مقالي : تحرير مسألة العذر بالجهل بالتسلسل
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصباح الحنون
(... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)
هذا قول ابن عبد الوهاب رحمه الله
فهل عذرهم بجهلهم في مسألة خفية أم أنها من أصول الدين ؟!!
لا أدري لماذا هذا الحيد عن حقيقة كلام أهل العلم وهو ظاهر بين لا يحتمل التأويل
أعلم أن مثل هذا فى حديث العهد بالإسلام وما شابهه لذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة).
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
ثم أنت أتيت بفتوى العلامة إبن باز رحمه الله مستدلاً بها على الإعذار فى عبادة غير الله وها هى مشاركتك
اقتباس:
سئل ابن باز رحمه الله :
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبدالله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عبادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛
لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك
وهذا لابد أن يحمل أيضاً على حديث العهد بالإسلام والتوضيح هو من كلام الشيخ إبن باز رحمه الله
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟
الأخ: م . ص من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر؟
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذر بالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم، وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها، وشرح لها كل شيء، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب، فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين؛ لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقد عُلِمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه شرك أكبر، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم، وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[1]، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[2]، وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[3]، وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4]، وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[5]، وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[6]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[7]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[8]، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل؛ لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[9].
...... إلى أن قال الشيخ رحمه الله أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك))، ولم يأمره بفدية لجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال: ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر؛ لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لا يعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أن الزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاشٍ بينهم، فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة، والله المستعان.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
هذا وأسأل الله أن يجمعنى بك فى الفردوس الأعلى وفى ساحات الجهاد قريباً إن شاء الله .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي محمد بارك الله فيك, أرى أن الموضوع تشعب وأنت والأخ مصباح بارك الله فيكم كل يدعي فهمه لكلام أهل العلم وأنه صاحب الحق في المسألة, لو رجعنا الى أول الموضوع وهو لو سألنا عن الصحابة الذين كانوا مع النبي (ص) بعد فتح مكة وكانوا خارجين الى حنين ومروا على سدرة كانت للمشركين يعلقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصحابة يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال النبي (ص) الله أكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة, هل كفر النبي (ص) هؤلاء الأصحاب وطلب منهم تجديد اسلامهم أم بين أن قولهم كفر يلزمهم التوبة منه وعذرهم لقرب عهدهم من الاسلام مع وجود النبي (ص) وظهور الاسلام وتمكنه, أخي الكريم قد يخفى على البعض بعض المسائل التي هي من الأصول لأن التمكن من العلم يحتاج الى فترة قد تختلف من شخص لآخر بحسب طلبه للعلم وتمكنه من ذلك وحسب الوقت المتيسر له وبالتالي كل هذه الأمور يجب أن تأخذ بالحساب ويتأنى في تنزيل الأحكام على المعينين, أسأل الله أن يعيننا على فهم دينه واتباع سنة نبيه والله أعلم وبارك الله فيكم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
[/quote]
اقتباس:
أخي محمد بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا
اقتباس:
كل يدعي فهمه لكلام أهل العلم وأنه صاحب الحق في المسألة
بارك الله فيك هذا ليس إدعاء إرجع إلى المشاركات ترى أننى جئت من كلام إبن تيمية ما يفسر مجمل كلامه .
اقتباس:
لو رجعنا الى أول الموضوع وهو لو سألنا عن الصحابة الذين كانوا مع النبي (ص) بعد فتح مكة وكانوا خارجين الى حنين ومروا على سدرة كانت للمشركين يعلقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصحابة يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال النبي (ص) الله أكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة, هل كفر النبي (ص) هؤلاء الأصحاب وطلب منهم تجديد اسلامهم أم بين أن قولهم كفر يلزمهم التوبة منه وعذرهم لقرب عهدهم من الاسلام مع وجود النبي (ص) وظهور الاسلام وتمكنه
وأنا لا أختلف معك فى هذا مطلقاً فهؤلاء حدثاء عهد بإسلام
اقتباس:
أخي الكريم قد يخفى على البعض بعض المسائل التي هي من الأصول لأن التمكن من العلم يحتاج الى فترة قد تختلف من شخص لآخر بحسب طلبه للعلم وتمكنه من ذلك وحسب الوقت المتيسر له وبالتالي كل هذه الأمور يجب أن تأخذ بالحساب ويتأنى في تنزيل الأحكام على المعينين,
لكن لا يظل سنين بيننا ويقال معذور .
اقتباس:
أسأل الله أن يعيننا على فهم دينه واتباع سنة نبيه والله أعلم وبارك الله فيكم.
آمين
رفعك الله فى الآخرة وزادك أدباً
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
أردت أن أخبركم بشئ إنى أحبكم فى الله .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
أردت أن أخبركم بشئ إنى أحبكم فى الله .
الأخ محمد أحبك الله الذي فيه أحببتنا, الأختلاف في الرأي ان شاء الله لايفسد أخوتنا في الله وأظن أنه لااختلاف, وأذكر نفسي وأخوتي أن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق وأطوعهم وأصبرهم على الحق.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
سؤال إلى الأخ ثروت
هل المعلوم من الدين بالضرورة هو على حدٍ سواء في كل مكان ؟
بمعنى هل يكون هناك حكم في بلد معلوم من الدين بالضرورة وفي بلد ليس كذلك ؟
أرجو أن تكون الإجابة بنعم أو لا
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
الاخ الفاضل صاحب الموضوع
ليتكم تكرمتم بالرد على سؤال وجهته اليكم قبل الاستمرار في هذا الحوار الانفرادي بينكم و بين الاخ ثروت ..
أو وضحوا سبب عدم الرد .. أقل ما عليكم في إجابة السائل ..
و الله يوفقكم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة القادر
الاخ الفاضل صاحب الموضوع
ليتكم تكرمتم بالرد على سؤال وجهته اليكم قبل الاستمرار في هذا الحوار الانفرادي بينكم و بين الاخ ثروت ..
أو وضحوا سبب عدم الرد .. أقل ما عليكم في إجابة السائل ..
و الله يوفقكم.
لقد فهمت من الأسئلة التى تقدمتى بها أنك دارسة جيدة لهذه المسائل وفهمت أيضاً أننا على نفس المنهج لذلك لم أرد
أما بالنسبة للرد مرة أخرى على الأخ الفاضل مصباح فأعتذر عنه فأنا أرى أن ما مضى فى بيان أقوال العلماء .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
لقد فهمت من الأسئلة التى تقدمتى بها أنك دارسة جيدة لهذه المسائل وفهمت أيضاً أننا على نفس المنهج لذلك لم أرد
جزاكم الله خيرا حسن ردكم و فتح عليكم بخيري الدنيا و الاخرة.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
لو تحرر محل النزاع لذهب الخلاف .
وفي ظني أن المسألة متفق عليها جملة, والخلاف إنما في التطبيق .
فلا أعلم خلافًا بين أهل العلم في عدم عذر المعرض والمعاند ممن يصرفون العبادات للقبور وأهلها .
ولا أعلم خلافًا بين أهل العلم في الإعذار بالجهل لسواهما , ويبقى بينهم خلاف معتبر في توصيف كنه هذا الجهل والمتلبس به.
ففريق من أهل العلم ضبط ذلك بحديث عهد بكفر ومن كان في بادية بعيدًا عن العلم والعلماء وحصر الجهل في هاتين الحالتين.
وفريق أخر قال : بل يتصور وجود الجهل والجهال في غير هاتين الحالتين, مع تأكيدهم على إخراج المعرض والمعاند من هذه الصور.
وفي ظني أن ما يسع الجميع ما يلي : إن الخلاف في ذلك اجتهادي ومعتبر, لأنه من الخلاف في تحقيق مناط المستحق للحكم الشرعي بالتكفير أو الإعذار, وهذا الأمر يختلف بحسب الحاكم المجتهد وتكامل التصور لكل حالة معينة, والله أعلم
وأما الباطل في الجهتين وأهل العلم منه براء :
1- نفي الإعذار بالجهل مطلقًا في مسائل الدين الظاهرة .
2- إعذار المعرضين والمعاندين في مسائل الدين الظاهرة .
والله الموفق.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو طارق النهدي
لو تحرر محل النزاع لذهب الخلاف .
وفي ظني أن المسألة متفق عليها جملة, والخلاف إنما في التطبيق .
فلا أعلم خلافًا بين أهل العلم في عدم عذر المعرض والمعاند ممن يصرفون العبادات للقبور وأهلها .
ولا أعلم خلافًا بين أهل العلم في الإعذار بالجهل لسواهما , ويبقى بينهم خلاف معتبر في توصيف كنه هذا الجهل والمتلبس به.
ففريق من أهل العلم ضبط ذلك بحديث عهد بكفر ومن كان في بادية بعيدًا عن العلم والعلماء وحصر الجهل في هاتين الحالتين.
وفريق أخر قال : بل يتصور وجود الجهل والجهال في غير هاتين الحالتين, مع تأكيدهم على إخراج المعرض والمعاند من هذه الصور.
وفي ظني أن ما يسع الجميع ما يلي : إن الخلاف في ذلك اجتهادي ومعتبر, لأنه من الخلاف في تحقيق مناط المستحق للحكم الشرعي بالتكفير أو الإعذار, وهذا الأمر يختلف بحسب الحاكم المجتهد وتكامل التصور لكل حالة معينة, والله أعلم
وأما الباطل في الجهتين وأهل العلم منه براء :
1- نفي الإعذار بالجهل مطلقًا في مسائل الدين الظاهرة .
2- إعذار المعرضين والمعاندين في مسائل الدين الظاهرة .
والله الموفق.
رضي الله عنك حول كلامك أدندن بارك الله بك ، فلو قرأت مقالاً لي بعنوان : تحرير مسألة العذر بالجهل ، يدور حول كلامك
جزاك الله خيرا
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ محمد ثروت خليفة فقد أجاد وأفاد.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم معاذة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ محمد ثروت خليفة فقد أجاد وأفاد.
وعليكم السلام ورحة الله وبركاته
وفيكم بارك ربنا
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
السلام عليكم ورحمة الله :
أتابع مشاركاتكم وألحظ فيها شيئاً :
1- عدم تحرير أقوال الأئمة ووقوف كل طرف علي ما يناسبه وإعراضه عن غيره
2- تقسيم الدين إلى مسائل ظاهرة وأخرى خفية لا أصل له في الشرع ، فإن ما يخفى في زمان قد يظهر في آخر [ مثال مانعي الزكاة ، وانظر كلام الخطابي والنووي وابن عبد البر ]
3- عدم التفريق بين الإعراض والجهل الذي هو نتيجة لهذا الإعراض وليس هو نفسه
4- يحصل خلط بين نفي العذاب وبين نفي التكفير أو إثباته
5- عدم التفريق بين الكافر الأصلي الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فلا نحكم بإسلامه لإنعدامه منه ، وبين المسلم الجاهل الذي ثبت له الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
تنبيهات ضرورية :
أول الإعراض:
قال ابن القيم رحمه الله : " وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : والله أقول لك كلمة ، إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك "مدارج السالكين1/337
وقال كذلك "وكفر إعراض محض لا ينظر فيما جاء به الرسول ، ولا يحبه ولا يبغضه
، ولا يواليه ولا يعاديه ، بل هو معرض عن متابعته ومعاداته" مفتاح دار السعادة 1/94
قال ابن القيم رحمه الله " وكل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلابد أن يقول هذا يوم القيامة، فإن قيل :فهل لذلكعذر في ضلاله إذ كان يحسب أنه على هدى كما قال تعالى ﴿ ويحسبون أنهم مهتدون﴾قيل: لا عذر لهذا ، ولا لأمثاله من الضلال الذين منشأ ضلالهم الإعراض عن الوحي الذي جاء به رسول الله ولو ظن أنه مهتد ، فإنه مفرط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى ، فإذا ضل فإنما أتي من تفريطه وإعراضه ،وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها فذاك له حكم آخر،والوعيد في القرأن إنما يتناول الأول"التفسيرالقيم3 59
ثانيا الجهل :
التنبيه على أن الجهل وإن كان عذراً – كما سيأتي – إلا أن بقاءه ليس مراداً ، بل نحن مأمورون برفعه حسب الاستطاعة ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " أن بيان الحكم سبب لزوال الشبهة المانعة من لحوق العقاب ؛ فإن العذر الحاصل بالاعتقاد ليس المقصود بقاءه بل المطلوب زواله بحسب الإمكان ولولا هذا لما وجب بيان العلم ولكان ترك الناس على جهلهم خيرا لهم ولكان ترك دلائل المسائل المشتبهة خيرا من بيانها " مجموع فتاوى20/279
ثالثا الظاهر والخفي :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الإستدلال والناس يختلفون في هذا وهذا ، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فاعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس "منهاج السنة النبوية 5/91
قال شيخ الإسلام :" وأيضا : فكونالشيءمعلومامنالدينضرورةأمرإضافيفحديثالعهدبالإسلامومننشأبباديةبعيدةقدلايعلمهذابالكليةفضلاعنكونهيعلمهبالضرورة ، وكثيرمنالعلماءيعلمبالضرورةأنالنبي r سجدللسهووقضىبالديةعلىالعاقلةوقضىأنالولدللفراشوغيرذلكممايعلمهالخاصةبالضرورةوأكثرالناسلايعلمهألبتة " مجموعفتاوىابنتيمية 3/162
يقول شيخ الإسلام: " فمن جحد وجوبها بجهله عرف ذلك و إن جحدها عنادا كفر هذا اصل مضطرد في مباني الإسلام الخمسة و في الأحكام الظاهرة المجمع عليها من مكلف إن كان الجاحد لذلك معذورا مثل إن يكون حديث عهد بالإسلام أو قد نشأ ببادية هي مظنة الجهل بذلك ،لم يكفر حتى يعرف أن هذا دين الإسلام ، لأن أحكام الكفر و التأديب لا تثبت إلا بعد بلوغ الرسالة لا سيما فيما لا يعلم بمجرد العقل شرح العمدة 4/51
يستكمل
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
رابعا : صحة إسلام العبد مع جهله ببعض صور الشرك :
قال القرطبي رحمه الله :" ﴿قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾نظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط يعظمونها في كل سنة يوما: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.فقال : (الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن في قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه ) وكان هذا في مخرجه إلى حنين " تفسيرالقرطبي7/273
قال الشيخحامدالفقيرحمهالله معلقاً علىالمسألةالثانية من مسائل حديث ذات أنواط في كتاب التوحيد " فبينلهمأنماطلبوا منالتبركولولميكنصلاةولاصياماولاصدقةهوالشركبعينه " .
وقالفيتعليقهعلىالمسألةالحاديةعشرة :" ليسماطلبوهمنالشركالأصغر(1)ولوكانمنهلماجعلهالنبي صلى الله عليه وسلم نظيرقولبنياسرائيل "اجعللناإلهاً" وأقسمعلىذلك،بلهو منالشركالأكبركماأنماطلبهبنوإسرائيلمنالأكبر،وإنما لميكفروابطلبهملأنهمحدثاءعهدبالإسلام "
قال الإمام محمد بن عبد الوهابرحمه الله :
" الخامسة : أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل .
التاسعة : أن نفى هذا معنى لا إله إلا الله مع دقته وخفائه على أولئك ، ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ، ومعرفة أن قول الجاهل (التوحيد فهمناه) أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان .وتفيد أيضا أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل ، والذين سألوا النبيصلى الله عليه وسلم ، تفيد أيضا أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول اللهصلى الله عليه وسلم " كتاب التوحيد .
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :" وهذا يفيد -يعني قصة قوم موسى وقصة ذات أنواط- تفيد أنّ الموحد قد يخفى عليه بعض أفراد التوحيد، وهذا يفيده الخوف؛ لأن قوم موسى وهم خاصّة أصحاب موسى منهم من قال تلك الكلمة، وأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ممن أسلم حديثا منهم من قال تلك الكلمة، مع أنهم يعلمون معنى لا إله إلا الله ويعلمون ما يدخل تحتها من الأفراد، لكن جهلوا بعض الأفراد، هذا يفيد أن من دونهم لا بد أن يخاف الخوف الشديد؛ لأن جهله ببعض الأفراد أولى من جهل أولئك " شرح كشف الشبهات " أشرطة مفرغة "
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة "الرد على الإخنائي61،62
يستكمل
( 1 ) حيثجعلهالشيخمحمدبنعبدالوهابفيالمسألةالحاديةعشرةمنالشركالأصغر،
بخلافماصنعهفي المسألة التاسعة وما صنعه فيكتابكشفالشبهاتفقدجعلهمن
الكفر الأكبرالمخرجمنالملة .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
نأتي _ حتى لا نطيل _ إلى تطبيقات الأئمة في هذا الباب :
قال الإمام القاسمي رحمه الله :" قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرحه : مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً كذلك المعاصي تسمى كفراً لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد عليه الكفر المخرج عن الملة ، فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جلياً قطعياً يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل ،كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع " محاسن التأويل للقاسمي 3/168
وقال رحمه الله : وإذا عُرِفَ هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إِلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول ، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر ، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين " مجموعة الرسائل والمسائل3/348
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293
ويقول أيضاً بما لا يدع مجالاً لمتأول : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
وسئل أيضاً الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد ، رحمهما الله تعالى ، عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولا، أو فعلا ، أوتوسلاً ؟ فأجاب : إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ، ما يكون فعله كفرا، أواعتقاده كفرا ، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها،فإذا قامت عليه الحجة، وبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر، وذلك لأن الكفر يكون بمخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة ( 1 ) " حكم المرتد ص 239
وقال أيضاً ً: " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته . ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه ، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر ولوكان يشهد أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله ،ويصلي ويزكي ويؤمن بالأصول الستة " الدرر السنية ،حكم المرتد 274
وأعتذر للإطالة ، ولدي المزيد .
(1) وهذا نقل صريح للإجماع
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الغالى خالد
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )
ثانياً : حاول توضيح الخط
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
ثانياً : حاول توضيح الخط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من خالد الدمياطي قراءة ما نقله بتمعن أكثر ، بارك الله في الجميع .
النص الأوّل
وقد قال البخاريّ «2» : باب كفران العشير وكفر دون كفر.
قال القاضي أبو بكر ابن العربيّ في (شرحه) : مراده أن يبيّن أن الطاعات، كما تسمى إيمانا، كذلك المعاصي تسمى كفرا. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد عليه الكفر المخرج عن الملة. فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا، فإنه يعذر بالجهل والخطأ،حتى تتبين له الحجة، الذي يكفر تاركها، بيانا واضحا ما يلتبس على مثله. وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليّا قطعيا. يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل. كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع. قال الشيخ تقيّ الدين في (كتاب الإيمان) : لم يكفّر الإمام أحمد الخوارج ولا المرجئة ولا القدرية. وإنما المنقول عنه وعن أمثاله تكفير الجهمية.
النّص الثّاني
وإذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين، مع أن بعض هذه البدع أشد من بعض، وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان والعمل الصالح ما ليس في بعض، والله أعلم.
النّص الخامس
قال رحمه الله: وهذه العبادات التي صرفها المشركون لآلهتهم، هي أفعال العباد الصادرة منهم: كالحب، والخضوع، والإنابة، والتوكل والدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، والخوف، والرجاء، والنسك، والتقوى، والطواف ببيته رغبة ورجاء، وتعلق القلوب والآمال بفيضه، ومده، وإحسانه، وكرمه، فهذه الأنواع: أشرف أنواع العبادة وأجلها; بل هي: لب سائر الأعمال الإسلامية، وخلاصتها; وكل عمل يخلو منها فهو خداج، مردود على صاحبه.
وإنما أشرك، وكفر من كفر من المشركين، بقصد غير الله بهذا، وتأليهه غير الله بذلك، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ مَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل آية: 17] ، وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} [سورة الأنبياء آية: 43] ، وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [سورة الفرقان آية: 3] الآية. وحكى عن أهل النار، أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدوها مع الله: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة آية: 97-98] ، ومعلوم: أنهم ما ساووهم به، في الخلق، والتدبير، والتأثير، وإنما كانت التسوية، في الحب، والخضوع، والتعظيم، والدعاء ونحو ذلك من العبادات.
قال رحمه الله: فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء والصالحين، نحكم بأنهم مشركون; ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية; وما عدا هذا من الذنوب، التي هي دونه في المرتبة والمفسدة، لا نكفر بها.
النّص السادس
[حال من صدر منه الكفر من غير قصد]
وسئل أيضا، الشيخ عبد الله بن الشيخ، رحمهما الله تعالى، عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولا، أو فعلا، أو توسلا؟
فأجاب: إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله، ما يكون فعله كفرا، أو اعتقاده كفرا، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها.
فإذا قامت عليه الحجة، وبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر، وذلك لأن الكفر: إما يكون بمخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة.
واستدلوا بقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} 1، وبقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً} 2 إلى قوله: {بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} 3.
واستدلوا أيضا: بما ثبت في الصحيحين والسنن، وغيرها من كتب الإسلام، من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا ممن كان قبلكم، قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم ذروا نصفي في البر، ونصفي في البحر؛ فوالله لئن قدر الله علي، ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال له: كن، فإذا الرجل قائم. قال الله: ما حملك على ذلك؟ قال خشيتك ومخافتك، فما تلافاه أن رحمه "
فهذا الرجل اعتقد أنه إذا فعل به ذلك، لا يقدر الله على بعثه، جهلا منه لا كفرا ولا عنادا، فشك في قدرة الله على بعثه، ومع هذا غفر له ورحمه، وكل من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم، والله أعلم.
/// يبقى النّقل الثالث والرابع والأخير لا علاقه لها بالموضوع إذ أنّها تتحدث عن أهل الفترة وهم لا يكفرون حكما ولكنّهم مشركون اسما. والله أعلم
ولمزيد من الفائدة أنصح بهذه الدروس، وهي شرح لكتاب الحقائق في التوحيد
http://www.archive.org/details/7aqa2q_tawheed
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل
1 - أنا أقول ليست هناك مسائل بعينها جلية في كل وقت وأخرى خفية في كل وقت وعند كل أحد ،فما خفي عن أهل البوادي ظهر لأهل العلم .........( هذا مثال فقط ) ، وإلا لطلبت منك عدها ، ووضع حد واضح بينها ، ولن تستطيع إلى ذلك سبيلاً ،
2 - إذا اتفقنا في اشتراط إقامة الحجة قبل التكفير بالشرك الأكبر ، عندها نناقش معنى إقامة الحجة
3 - ليس المهم أن تأتي من أقوالهم ما يخالف ما جئت به ، ولكن الأهم هو أن توجه هذا الكلام الذي جئتك به
4 - ما رأيك بأن نترك كلام أهل العلم حتى يأتي دوره ، ونرجع سويا إلى الكتاب والسنة ، لنرى ضوابط هذه المسألة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الثلاثة الفاضلة : ثم بعد ذلك نأخذ من كلام العلماء مايوافقه ونرد سوياً ما يخالفه
5 - مازلت أنتظر توجيهك لكلام أهل العلم الذي سبق ، فهم سلفي وسلفك ..... أم ؟؟؟؟؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك
اقتباس:
وهذه العبادات التي صرفها المشركون لآلهتهم،
وكل من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم، والله أعلم.
لا أفهم وضعك للخط تحت بعض الكلام دون بعض ، وهل تقصد أن كل من وقع في الشرك وقع اسم الشرك عليه بدون إقامة حجة ولا بلوغ القرآن ؟؟
وأنا أسأل جميع الحاضرين :
هل من بلغه القرآن بغير لسانه ولم يفهمه ، تكون قد قامت عليه الحجة ؟
وهل من بلغه القرآن وهو لم يعرف معناه ولا المقصود منه _ كحالنا مع بعض الآيات _ تكون قد قامت عليه الحجة ؟
وهل الصحابة الكرام الذين قالوا اجعل لنا ذات أنواط وقد بلغهم القرآن وكانوا في زمان ومكان التمكن من العلم ، قد قامت عليهم الحجة ؟ فلماذا إذاً دام لهم الإسلام ؟؟
وهل من بلغه القرآن وفسره له أهل العلم في بلده على وجه تعظيم الصالحين بالتوسل بهم ودعائهم ، وهو لا يعرف أن يكتب اسمه تكون قد قامت عليه الحجة ؟؟
أخي ....................... ما أرحمك بخلق الله تعالى
يقول صلى الله عليه وسلم " ما أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين " خ
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الغالى خالد
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )
ثانياً : حاول توضيح الخط
بارك الله فيك أخى : أين الإجابة فإنى أراك ترد بأسئلة .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد الدمياطي
لا أفهم وضعك للخط تحت بعض الكلام دون بعض ، وهل تقصد أن كل من وقع في الشرك وقع اسم الشرك عليه بدون إقامة حجة ولا بلوغ القرآن ؟؟
ما قصدته من وضع خطّ تحت بعض الكلام هو أنّ ما نقلته لا علاقة له بما ذهبت إليه، فالشيخ في الفقرة الأولى التي نقلتها يتكلّم عمّا تنفي وجوده ، وهي المسائل الخفية التي لا يكفر المتلبس بها إلا بعد إقامة الحجة عليه وكلامه بيّن واضح، ثمّ عرّج على المعلوم من الدين بالضرورة وكفّر منكره من دون ذكر قيام الحجة،وأوّل الكلام وآخره يدلّ على هذا، ولذلك أتيتك به ، حتى يتضح المعنى .
وقبل نقل كلام العلماء يجب علينا أن نفهمه أوّلا ونفهم مرادهم منه .
أمّا إطلاق اسم المشرك على المتلبّس بالشرك فهذا ليس كلامي وإنّما هو قول الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،وإلاّ فهل يعقل أن تقول عن عابد غير الله ـ بغضّ النظر عن قيام الحجة من عدمه ـ موحّد ؟!!
الإنسان إمّا مسلم أو كافر ، وعابد غير الله إمّا أن يكون مشركا أو مسلما ، فأيّهما تختار؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد الدمياطي
وأنا أسأل جميع الحاضرين :
هل من بلغه القرآن بغير لسانه ولم يفهمه ، تكون قد قامت عليه الحجة ؟
قبل الجواب عن هذا السؤال ، ما هو حكم الأعجمي عابد الصليب عندك؟!مع العلم أنّ القرآن جاء بغير لسانه وربما لم يسمع به أصلا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد الدمياطي
وهل من بلغه القرآن وهو لم يعرف معناه ولا المقصود منه _ كحالنا مع بعض الآيات _ تكون قد قامت عليه الحجة ؟
نحن نتكلم عن أمور التوحيد ، والآيات في هذا الأمر محكمة بيّنة واضحة،والحجّة قائمة على الجميع،وما أشكل علينا نسأل عنه ونبحث، ولا نركن إلى حجة العذر.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد الدمياطي
أخي ....................... ما أرحمك بخلق الله تعالى
يقول صلى الله عليه وسلم " ما أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين " خ
عموما الجنّة والنّار ليستا بيد أحد من الخلق، فنحن نعذر من عذره الله والعكس صحيح، فالمسألة لا علاقة لها بالرحمة ، بل من تمام الرحمة بالخلق أن تحذرهم من مغبّة ما هم عليه حتى يجتنبوه ، أمّا الورع الكاذب والشفقة الزائفة فمالنا ولها !
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
بارك الله فيك أخى : أين الإجابة فإنى أراك ترد بأسئلة .
كل هذه النقولات وتقول ليس هناك رد !!!!!!
ومع ذلك فهاكه :
اقتباس:
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )
أولاً :
بالنسبة للكافر الأصلي ومن ثبت له الإسلام ، فكلاهما تقوم عليه الحجة بأن يعلم أن ما يفعله يخالف دين النبي صلى الله عليه وسلم { لا حظ أمرين : ( يعلم ) ، ( يخالف ) }
لكن الفرق بينهما أن الكافر الأصلي قبل قيام الحجة يبقى على كفره ، وإن كان له حكم آخر في الآخرة ، وأما المسلم الذي يقع في الشرك قبل قيام الحجة فيبقى على إسلامه
ثانياً :
من ذكر من العلماء الخفي والظاهر من المسائل يعنون بها بالنسبة للناس وليس بالنظر إلى تقسيم شرعي للمسائل ، فكما سلف الخفي هنا قد يكون ظاهراً هناك وما كان معلوما بالضرورة لكبار الصحابة ربما خفي على حديث العهد بالإسلام ممن جاء بعدهم """ وذات أنواط "" شاهد ............... وإلا خالفنا المنقول في السنة من جانب ، والمعقول المحسوس من حال الناس من جانب آخر .
أما ثالثا ورابعا فهل هذا تهديد بأن تأتي بالنقولات ........... !!!!
فما تريد نقله عن الأئمة أزعم أني أعلمه
وأريد منك - تفضلاً - أن توجه كلام الأئمة السابق قبل أن تأتي بالمزيد ............................ والسلام
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
فالشيخ في الفقرة الأولى التي نقلتها يتكلّم عمّا تنفي وجوده ، وهي المسائل الخفية التي لا يكفر المتلبس بها إلا بعد إقامة الحجة عليه وكلامه بيّن واضح، ثمّ عرّج على المعلوم من الدين بالضرورة وكفّر منكره من دون ذكر قيام الحجة،
هل تقصدين كلام أبي بكر بن العربي "
فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جلياً قطعياً يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل ،كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع " محاسن التأويل للقاسمي 3/168
أم تقصدين كلام شيخ الإسلام في الدعاء والسجود للأموات حين يقول "
" فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731
أم تقصدين كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب عندما لم يكفرمن عبد الصنم الذي على قبة الكواز لأجل جهلهم وعدم من ينبههم
....!!!!!!!أم أن هذاالشرك الأكبر كان عند هؤلاء من المسائل الخفية التي تحتاج إلى إقامة حجة
أما بالنسبة لعابد الصليب وتقسيم الناس إلى مشرك وكافر فقد جاء واضحا في تضاعيف مشاركاتي وأقول :
الكافر الأصلي الذي لم يتكلم بالشهادتين هو كافر قبل قيام الحجة وبعده ، أما من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين وبعد قيام الحجة وزوال الشبهة ، قال شيخ الإسلام :
" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة( [1]) مجموع الفتاوى12/466
[1] قال رحمه الله : " وقد تقدم أن غيبة العقل تكون عذرا في رفع القلم وكذلك الشبهة التي ترفع معها قيام الحجة : قد تكون عذرا في الظاهر " مجموع الفتاوى 1/202
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
إسمع أخى الكريم الغالى أنت تحتج بكلام شيخ الإسلام إبن تيمية
فلتعلم أن الحجة عنده تكون قد قامت على الشخص بشرطين التمكن من العلم والقدرة على العمل .
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.
فإذا فهمت ذلك عنه فلا تحمل كلامه ما لا يحتمل
والخلط يحدث بأن بعض الناس يعتقدون أن الحجة تقام بأن يأتيه رجل من أهل العلم فيقول له أنت عبدت بذلك غير الله والدليل كذا وكذا إلى آخر ذلك وهذا خطأ وإنما يكون ذلك فى المسائل التى تخفى على الناس كإستحلال بعض صور أنواع الربا ونحن إذا كنا نتكلم فليحمل كلامنا على الواقع الذى نعيشه ولا تتعدى به لغيره فإذا إنقطع العلم عن زمن من الأزمان فهنا سيكون كلام آخر .
لكن الذى لابد من الإنتباه إليه أنه إذا كان العبد ليس معذوراً بجهله فقد يعذر بالخطأ المعتبر كالذى سجد لصنم بدون أن يراه فصورته الكفر ولكنه لا يكفر للخطأ المعتبر .
وقد يكون عالماً بأن الفعل شرك ثم يفعله مكرهاً .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
فإذا فهمت ذلك عنه فلا تحمل كلامه ما لا يحتمل
جزاك الله خيرا : أنا ماع علقت على كلام الأئمة بشيء ولا استخرجت لكم منه بفهمي ، ولكن يبدوا أنكم فهمتم منه ما فهمت أنا ................. فأسألكم :
كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، ،،،،،،،،، حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل،
أما كلام شيخ الإسلام فهو ليس في التمكن من العلم بمعنى القدرة على تحصيله ، وإنما أن يكون جعل الله فيه آلة الفهم وهي العقل مما يجعله أهلا لتلقي الخطاب عن الله فيكون مكلفاً
أما كلام ابن القيم فيحتاج إلى توجيهكم له ، لأنه يذكر إرسال الرسول وإنزال الكتب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به
وما زلت أحتاج منكم إلى توجيه كلام الأئمة السابق في نفي التكفير عن المسلم الذي يقع في الشرك جهلاً ..... وما هو سبب امتناعهم عن تكفيره في أزمنة الفترات
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
وإنما يكون ذلك فى المسائل التى تخفى على الناس كإستحلال بعض صور أنواع الربا
هذه المسائل التي مثلت بها هي عند بعض الناس من المعلوم من الدين بالضرور ، وبعض أمور الشرك الأكبر لا يعلمها بعض الناس فتكون من الأمور الخفية عليه ..............
راجع متكرماً ماذكرته في مشاركة سابقة عن الخفي والظاهر
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب " فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له :يلزم من تقريركم وقطعكم في أن من قال : يارسول الله أسألك الشفاعة - أنه مشرك مهدر الدم - أن يقال بكفر غالب الأمة ، ولا سيما المتأخرين لتصريح علمائهم المعتبرين أن ذلك مندوب.......إلى أن قال : ونحن نقول فيمن مات ﴿ تلك أمة قد خلت ﴾ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق ، ووضحت له المحجة ، وقامت عليه الحجة ، وأصر مستكبراً معانداً كغالب من نقاتلهم اليوم يصرون على ذلك الإشراك، ويمتنعون من فعل الواجبات ، ويتظاهرون بأفعال الكبائر المحرمات...... إلى أن قال : فإن قلت : هذا فيمن ذهل فلما نبه انتبه ، فما القول فيمن حرر الأدلة واطلع على كلام الأئمة القدوة واستمر مصراً على ذلك حتى مات ؟قلت : ولا مانع من أن نعتذر لمن ذكر ، ولا نقول إنه كافر لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ولا وضحت له المحجة "الهدية السنية 46،47
فهل بعد هذا من قول
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
فلتعلم أن الحجة عنده تكون قد قامت على الشخص بشرطين التمكن من العلم والقدرة على العمل .
وأعود فأقول :
هل ترى ضرورة إقامة الحجة كما يراه شيخ الإسلام ؟
فلنتفق أولا على اشتراط إقامة الحجة ، ثم بعد ذلك نتكلم عن كيفيتها عنده أو عندك
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
جزاك الله خيرا : أنا ماع علقت على كلام الأئمة بشيء ولا استخرجت لكم منه بفهمي ، ولكن يبدوا أنكم فهمتم منه ما فهمت أنا ................. فأسألكم :
كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟
لقد شرعت فى الرد على سؤالك هنا ثم نظرت فى الموضوع فرأيت المشاركات تزيد والأسئلة أيضاً وهذا التشعب ليس فى الصالح العام وليس من ورائه نفع .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
ملحوظة لا تنسانى من دعائك فإنى قد دعوت لك
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
وجزاكم الله مثله وبارك لك فى أهلك ومالك .
اقتباس:
كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه .
ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .
ما مضى هى الضوابط
والآن التطبيق
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله
أولاً : هذا نص عام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ
ثانياً : النص المقيد
وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لناأنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا؟
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه
فمثلاً قول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)
هذا كلام عام يقيده قول الشيخ نفسه قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة )
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليهالحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناسوأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لايتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدةالممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
أما ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس.
فالتطبيق على هذه القاعدة يتضح من نفس كلامهم السابق فى هذه المشاركة .
وأعتذر عن الرد بعد ذلك
وأسأل الله لى ولك الجنة
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة
أحبكم جميعاً _ نقاوة الناس _ في الله
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه .
ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .
ما مضى هى الضوابط
والآن التطبيق
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله
أولاً : هذا نص عام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ
ثانياً : النص المقيد
وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لناأنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا؟
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه
فمثلاً قول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)
هذا كلام عام يقيده قول الشيخ نفسه قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة )
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليهالحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناسوأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لايتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدةالممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
أما ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس.
فالتطبيق على هذه القاعدة يتضح من نفس كلامهم السابق فى هذه المشاركة .
وأعتذر عن الرد بعد ذلك
وأسأل الله لى ولك الجنة
جزاكم الله خيرا .
نرجو منكم الاستمرار و لو جمعت هذه الردود و رتبت كان مما ينفع باذن الله.
وفقكم الله و سددكم.
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
[/]جزاكم الله خيرا
وجزاكم الله مثله
اقتباس:
نرجو منكم الاستمرار و لو جمعت هذه الردود و رتبت كان مما ينفع باذن الله
قريباً إن شاء الله
اقتباس:
وفقكم الله و سددكم.
وإياكم
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه . ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .
أما وقد جاء من يستزيد ....... فلابد من التعليق ، فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : كلامهم الذي تزعم أنه في المعاصي فقد جئتك بكلامهم الصريح في العذر في الشرك الأكبر : وهذا جاء صريحا في كلام شيخ الإسلام وابن عبد الوهاب وابنه وابن العربي رحم الله الجميع ، وسآتيك بالمزيد
ثانيا : حمل كلامهم في العذر في الشرك الأكبر تزعم في حديث العهد بالإسلام ، فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي والاستغاثة به بعد موته ، وهم يمثلون فقط بحديث العهد بالإسلام على مظنة الجهل بالتوحيد ، وإلا فهم ينصون أيضاً على أزمنة الفترات وقلة العلم بآثار الرسالة .
ثالثاً : تزعم أنهم يشترطون إقامة الحجة في المسائل الخفية فقط وليس في المسائل الظاهرة ، فقد سبق من كلامهم اشتراطها في الشرك الأكبر ، فتبرأ الشيخ ابن عبد الوهاب من تكفير الجاهل الذي يعبد البدوي والجيلاني _ ولم يكن حديث عهد بإسلام _ وتبرأ من تكفير الناس بالعموم عالمهم وجاهلهم ، وكذلك ولده عبد الله اعتذر للأئمة من المذاهب الأربعة الذين أجازوا عند زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسألونه الشفاعة والدعاء _ استنادا إلى حديث العتبي وهو ضعيف _ فعذرهم مع اعتفاده أن ذلك من الشرك الأكبر
وإليك البيان :
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل ، هل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟
فقال رحمه الله :" الخفية تُبيَّن ، مثل هذه المسألة ،لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام : فهذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ"لقاءات الباب المفتوح ( 48 ) السؤال رقم 15
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى } فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون { وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبيrأنه قال" الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكرy:يا رسول الله كيف ننجو منه؟ قال: قل اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"وكذلك كثير من الداخلين في الإسلام يعتقدون أن الحج إلى قبر بعض الأئمة والشيوخ أفضل من الحج أو مثله، ولا يعلمون أن ذلك محرم ولا بلغهم أحد أن هذا شرك محرم لا يجوز، وقد بسطنا الكلام في هذا في مواضع"الرد على الإخنائي61،62
وقال أيضا ً رحمه الله : " وخلق كثير من المسلمين باطنا وظاهرا معهم هذا الاسلام بلوازمه من الايمان ولم يصلوا الى اليقين والجهاد فهؤلاء يثابون على اسلامهم واقرارهم بالرسول مجملا وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك ولا أنه اخبر بكذا واذا لم يبلغهم أن الرسول أخبر بذلك لم يكن عليهم الاقرار المفصل به لكن لابد من الإقرار بأنه رسول الله وأنه صادق فى كل ما يخبر به عن الله"مجموع الفتاوى7/270
وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد : " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته ، ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويزكي، ويؤمن بالأصول الستة " حكم المرتد ص 274
وقال ابن تيمية رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293
وقال : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم
بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731
" وليس ذلك مختصا بهم بل كل من كان من المتنسكة والمتفقهة والمتعبدة والمتفقرة والمتزهدة والمتكلمة والمتفلسفة ومن وافقهم من الملوك والاغنياء والكتاب والحساب والاطباء واهل الديوان والعامة خارجا عن الهدى ودين الحق الذى بعث الله به رسوله لا يقر بجميع ما اخبر الله به على لسان رسوله ولا يحرم ما حرمه الله ورسوله او يدين بدين يخالف الدين الذى بعث الله به رسوله باطنا وظاهرا مثل من يعتقد ان شيخه يرزقه او ينصره او يهديه او يغيثه او يعينه او كان يعبد شيخه او يدعوه ويسجد له او كان يفضله على النبى تفضيلا مطلقا او مقيدا فى شىء من الفضل الذى يقرب الى الله تعالى او كان يرى أنه هو أو شيخه مستغن عن متابعة الرسول فكل هؤلاء كفار ان اظهروا ذلك ومنافقون ان لم يظهروه وهؤلاء الاجناس وان كانوا قد كثروا فى هذا الزمان فلقلة دعاة العلم والايمان وفتور آثار الرسالة فى اكثر البلدان وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى وكثير منهم لم يبلغهم ذلك ، وفى أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الايمان القليل ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه مالا يغفر به لمن قامت الحجة عليه كما فى الحديث المعروف ياتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولاصياما ولاحجا ولا عمرة......... حتى قال : فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى﴿ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأوالنسيان " مجموع الفتاوى35/164
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " الثالثة تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهارا ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم وأما ما ذكر الأعداء عن أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " مؤلفات ابن عبد الوهاب 1/24
وقال أيضاً:"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
قال رحمه الله :" وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله،وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟ إذا لم يهاجر إلينا ، أولم يكفِّر ويقاتل ﴿ سبحانك هذا بهتان عظيم ﴾ " الدرر السنية- حكم المرتد - 104
واكتفي بهذه الإشارات عن طويل العبارات ، والمتأمل في هذه النقولات يجد اتساقا مع أصول الشريعة ، ولا أعلم كيف يدفع هذا الكلام البين الواضح في نفي التكفير قبل البلاغ والبيان عمن وقع في الشرك الكبر الصراح ممن يعيش في عصر شيخي الإسلام بسبب قلة العلم بآثار الرسالة كما قيل ....................!!!!!!!!!! !
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
الحمد لله وبعد :
يا أخ ثروت تحميلك لكلام مشايخ الإسلام على أن الكفر الذي يُعذر به بالجهل هو ما خفي على الناس فحسب ، وما علم من دين الله بالضرورة .
وهذا حق لا لبس فيه ، لكن الذي يصعب عليك فهمه من كلامهم مما يبدو من مجادلاتك أنهم رحمهم الله يفرقون في المعلوم من الدين بالضرورة بحسب الظهور والخفاء ، فإن كان المعلوم من الدين بالضرورة ظاهر جلي في موطن الواقع فيه لم يعذروه للتمكن من بلوغه وتعلمه فمثل هذا الحجة عليه قائمة ،
أما ما كان معلوم من الدين بالضرورة وهو من المسائل الظاهرة الجلية عند أهل التوحيد غير أن هذا الجلي والظاهر كان خافياً على أهل البلدة بسبب غياب نور الوحي وظهور شمس الرسالة ، فمثلهم يُعذرون ويُشترط لتكفيرهم إقامة الحجة وإزالة الشبهة كما قرره العلماء جملة ، وقد دعوتك من قبل للتأمل في كلام أهل العلم .
وإذا ما ضبطت هذه القاعدة المذكورة آنفاً أرحت نفسك من العناء واستطعت بأريحية أن تفرق بين كلام أهل العلم ، وتنجو من أن تضرب كلامهم بعضه ببعض ، ويمن الله عليك من حمل متشابه كلامهم على محكمه ، وتفرق بين الكلام المطلق الذي يحمل نصوص الوعيد ، وبين الكلام المقيد في الحكم على المعين والمرفق ببعض نصوص الوعد ، فتنجو من أن تكون غالياً كالخوارج ، أو جافياً كالمرجئة .
هدانا الله وإياك لما فيه رضاه
والسلام عليكم ورحمة الله
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
وإذا ما ضبطت هذه القاعدة المذكورة آنفاً أرحت نفسك من العناء واستطعت بأريحية أن تفرق بين كلام أهل العلم ، وتنجو من أن تضرب كلامهم بعضه ببعض ، ويمن الله عليك من حمل متشابه كلامهم على محكمه
أخى الغالى مصباح أود تنبيهك أن فى كلامك شدة
اقتباس:
أما ما كان معلوم من الدين بالضرورة وهو من المسائل الظاهرة الجلية عند أهل التوحيد غير أن هذا الجلي والظاهر كان خافياً على أهل البلدة بسبب غياب نور الوحي وظهور شمس الرسالة ، فمثلهم يُعذرون ويُشترط لتكفيرهم إقامة الحجة وإزالة الشبهة كما قرره العلماء جملة
والسبب فى ذلك كما قررت أنت إنقطاع شمس النبوة وأنت لو راجعت كلامى لعلمت أننا على نفس القول فى هذه المسألة فالذى لا يتمكن من العلم معذور وهؤلاء تماماً كالذين ذكروا فى هذا الحديث
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا( هذا لفظ ابن ماجه وصححه الألبانى )
يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟
اقتباس:
والسلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
أما وقد جاء من يستزيد ....... فلابد من التعليق ، فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : كلامهم الذي تزعم أنه في المعاصي فقد جئتك بكلامهم الصريح في العذر في الشرك الأكبر : وهذا جاء صريحا في كلام شيخ الإسلام وابن عبد الوهاب وابنه وابن العربي رحم الله الجميع ، وسآتيك بالمزيد
ثانيا : حمل كلامهم في العذر في الشرك الأكبر تزعم في حديث العهد بالإسلام ، فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي والاستغاثة به بعد موته ، وهم يمثلون فقط بحديث العهد بالإسلام على مظنة الجهل بالتوحيد ، وإلا فهم ينصون أيضاً على أزمنة الفترات وقلة العلم بآثار الرسالة .
ثالثاً : تزعم أنهم يشترطون إقامة الحجة في المسائل الخفية فقط وليس في المسائل الظاهرة ، فقد سبق من كلامهم اشتراطها في الشرك الأكبر ، فتبرأ الشيخ ابن عبد الوهاب من تكفير الجاهل الذي يعبد البدوي والجيلاني _ ولم يكن حديث عهد بإسلام _ وتبرأ من تكفير الناس بالعموم عالمهم وجاهلهم ، وكذلك ولده عبد الله اعتذر للأئمة من المذاهب الأربعة الذين أجازوا عند زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسألونه الشفاعة والدعاء _ استنادا إلى حديث العتبي وهو ضعيف _ فعذرهم مع اعتفاده أن ذلك من الشرك الأكبر
وإليك البيان :
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل ، هل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟
فقال رحمه الله :" الخفية تُبيَّن ، مثل هذه المسألة ،لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام : فهذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ"لقاءات الباب المفتوح ( 48 ) السؤال رقم 15
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى } فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون { وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبيrأنه قال" الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكرy:يا رسول الله كيف ننجو منه؟ قال: قل اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"وكذلك كثير من الداخلين في الإسلام يعتقدون أن الحج إلى قبر بعض الأئمة والشيوخ أفضل من الحج أو مثله، ولا يعلمون أن ذلك محرم ولا بلغهم أحد أن هذا شرك محرم لا يجوز، وقد بسطنا الكلام في هذا في مواضع"الرد على الإخنائي61،62
وقال أيضا ً رحمه الله : " وخلق كثير من المسلمين باطنا وظاهرا معهم هذا الاسلام بلوازمه من الايمان ولم يصلوا الى اليقين والجهاد فهؤلاء يثابون على اسلامهم واقرارهم بالرسول مجملا وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك ولا أنه اخبر بكذا واذا لم يبلغهم أن الرسول أخبر بذلك لم يكن عليهم الاقرار المفصل به لكن لابد من الإقرار بأنه رسول الله وأنه صادق فى كل ما يخبر به عن الله"مجموع الفتاوى7/270
وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد : " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته ، ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويزكي، ويؤمن بالأصول الستة " حكم المرتد ص 274
وقال ابن تيمية رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293
وقال : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم
بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731
" وليس ذلك مختصا بهم بل كل من كان من المتنسكة والمتفقهة والمتعبدة والمتفقرة والمتزهدة والمتكلمة والمتفلسفة ومن وافقهم من الملوك والاغنياء والكتاب والحساب والاطباء واهل الديوان والعامة خارجا عن الهدى ودين الحق الذى بعث الله به رسوله لا يقر بجميع ما اخبر الله به على لسان رسوله ولا يحرم ما حرمه الله ورسوله او يدين بدين يخالف الدين الذى بعث الله به رسوله باطنا وظاهرا مثل من يعتقد ان شيخه يرزقه او ينصره او يهديه او يغيثه او يعينه او كان يعبد شيخه او يدعوه ويسجد له او كان يفضله على النبى تفضيلا مطلقا او مقيدا فى شىء من الفضل الذى يقرب الى الله تعالى او كان يرى أنه هو أو شيخه مستغن عن متابعة الرسول فكل هؤلاء كفار ان اظهروا ذلك ومنافقون ان لم يظهروه وهؤلاء الاجناس وان كانوا قد كثروا فى هذا الزمان فلقلة دعاة العلم والايمان وفتور آثار الرسالة فى اكثر البلدان وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى وكثير منهم لم يبلغهم ذلك ، وفى أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الايمان القليل ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه مالا يغفر به لمن قامت الحجة عليه كما فى الحديث المعروف ياتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولاصياما ولاحجا ولا عمرة......... حتى قال : فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى﴿ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأوالنسيان " مجموع الفتاوى35/164
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " الثالثة تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهارا ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم وأما ما ذكر الأعداء عن أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " مؤلفات ابن عبد الوهاب 1/24
وقال أيضاً:"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
قال رحمه الله :" وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله،وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟ إذا لم يهاجر إلينا ، أولم يكفِّر ويقاتل ﴿ سبحانك هذا بهتان عظيم ﴾ " الدرر السنية- حكم المرتد - 104
واكتفي بهذه الإشارات عن طويل العبارات ، والمتأمل في هذه النقولات يجد اتساقا مع أصول الشريعة ، ولا أعلم كيف يدفع هذا الكلام البين الواضح في نفي التكفير قبل البلاغ والبيان عمن وقع في الشرك الكبر الصراح ممن يعيش في عصر شيخي الإسلام بسبب قلة العلم بآثار الرسالة كما قيل ....................!!!!!!!!!! !
الأخ الكريم خالد ارجع إلى أقوالهم التى يتضح فيها عدم إعذارهم لمن تلبس بالشرك الأكبر ثم إجمع بينها وبين الذى تنقله عنهم .
ثانياً : إعذار إبن تيمية من توسل بالنبى فلأن توسلهم به ناتج عن شبهة عظيمة بل ورد فى كلام بعض كبار أهل العلم ما يوهم ذلك فلا تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
تذكرة طيبة
قال الشافعي : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف ؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين ؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل ) [ المنثور في القواعد ، للزركشي : 2 / 17 ] .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
قال الشافعي : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف
اقتباس:
تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .
وبعد الرجوع والجمع وجدت : أن من تلبس بالشرك ممن ثبت له الإسلام وكان في مظنة الجهل وليس مدعياً أنه يعذر بالجهل بالإجماع ، ولو شئت لنقلت لك وأتيتك بمن نقل الإجماع على ذلك
ثانيا بالنسبة لقول الشافعي رحمه الله ، فالجاهل يعذر برحمة الله تعالى أولاً ، وقوله هذا يشمل الأصول والفروع والخفي والظاهر وأنت لا تقول به ولا يقول به احد من المسلمين ، وقد جئتك بقول شيخ الإسلام آنفاً "" أن بيان الحكم سبب لزوال الشبهة المانعة من لحوق العقاب ؛ فإن العذر الحاصل بالاعتقاد ليس المقصود بقاءه بل المطلوب زواله بحسب الإمكان ولولا هذا لما وجب بيان العلم ولكان ترك الناس على جهلهم خيرا لهم ولكان ترك دلائل المسائل المشتبهة خيرا من بيانها " مجموع فتاوى20/279
واتمنى من أخي محمد أن يناقش ما نقلته عن الأئمة ويؤلف بينه بإنصاف .
وأخيراً ....... فعن نفسي لا اجد بداً _ بعد كلام الأئمة المتكاثر في عذر الجاهل _ من أن أكون تابعاً متبعاً ، بل متسنناً بالعذر بالجهل ، فإنها طريقة النبي الكريم ، والعذر حبيب إلى الرحمن الرحيم ، وهي سبيل الشريعة في كل شعيرة اندرس بين الناس علمها ...... والتبس بين المسلمين حكمها
وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل ، وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .
نسيت أن أنبه أنك بدأت ثفرق بين أنواع من الشرك الأكبر فتعذر بالجهل في والتوسل { وهو عند أصحابه الدعاء والاستغاثة } ، وتمنعه في الدعاء والذبح وغير ذلك ، وهذا تفريق عجيب ، بل _ ولله الحمد _ هو تقدم في الحوار والنقاش ، عسى الله أن يجمعنا جميعاً على هداه
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
بارك الله فيك تقول
اقتباس:
وبعد الرجوع والجمع وجدت : أن من تلبس بالشرك ممن ثبت له الإسلام وكان في مظنة الجهل وليس مدعياً أنه يعذر بالجهل بالإجماع
وأنا أريد منك أن توضح لى معنى كلامك وكان فى مظنة الجهل .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
يا أخ خالد أنت تقول
اقتباس:
نسيت أن أنبه أنك بدأت ثفرق بين أنواع من الشرك الأكبر فتعذر بالجهل في والتوسل { وهو عند أصحابه الدعاء والاستغاثة } ، وتمنعه في الدعاء والذبح وغير ذلك ، وهذا تفريق عجيب ، بل _ ولله الحمد _ هو تقدم في الحوار والنقاش ، عسى الله أن يجمعنا جميعاً على هداه
يا أخى مسألة التوسل بالنبى ليست كالتوسل بغيره وليست كالذبح لغير الله والسجود لغيره وبدلاً من أن تقول أن هذا تفريق عجيب كان من الممكن أن تسأل لما التفريق وحينها أقول لك لأن مسألة التوسل بالنبى حصل فيها شبهات كبيرة ولبس عظيم وأجازها بعض كبار الأئمة وجاء عن أحمد ما يوهم ذلك وجاء حديث عن النبى حدث عند بعض الناس خلط فى فهمه فى مسألة الإستشفاع
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ : أَنَّ رَجُلاً ، أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : بَلْ أَدَعُكَ قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : تَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلاَنٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي.
فهل علمت اللآن لماذا فرقت .
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟
هذه بعض النقول أنقلها لكم لعل الله أن يصلح بها الأمر ويزيل بها الشبهة
فتوى رقم ( 9260 ) :
س: فقد كثر الاختلاف بين الجماعات الإسلامية في جمهورية مصر العربية في مسألة من مسائل الإيمان، وهي: حكم الجاهل المخالف للعقيدة الإسلامية وحكم تارك بعض الشريعة، حتى وصل الأمر إلى العداء بين الإخوة بعضهم البعض، وزادت المناظرات والأبحاث لكلا الفريقين الذي يعذر بالجهل والذي لا يعذر بالجهل - فمنهم من يقول: العذر في الفروع ولا يعذر في الأصول، ومنهم من يقول: يعذر في الفروع والأصول. ومنهم من يقول: قد أقيمت الحجة. فهذا الذي يعذر بالجهل يدعو الناس ولا يحكم عليهم بالكفر حتى يبلغهم، فإن رفضوا هذا الهدي فهم كفار. والذي لا يعذر بالجهل حكم عليهم أنهم كفار لمجرد أنهم يفعلون فعل الكفر ودعوهم على أنهم كفار خرجوا من الإسلام بفعل الشرك، ولكونهم يأتون بالأدلة على ما يعتقدون، وأنا حائر بينهؤلاء وهؤلاء من أتبع، وقد أصبح فريق من هذا يبدع الآخر وكذلك العكس، وكل منهما يعتبر نفسه على حق والآخر على ضلال، ولا أدري من هو على حق ومن هو على ضلال، فقد عمت البلوى بين المسلمين، في هذا البلية بسبب الاختلاف على هذا الأمر، فمن هو الذي على حق ومن هو الذي على باطل. وأريد أن أتبع الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين؟
ج: لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة، فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل؛ لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار » (1) ،فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به، من يعيش في بلاد إسلامية قد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر، وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا، فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم
__________(1) صحيح مسلم الإيمان (153),مسند أحمد بن حنبل (2/350).
بما يدل على أنهم لو فعلوا ما طلبوا كفروا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
فتوى رقم ( 4144 ) :
س: هنا شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ كما يحدث في مصر ، فهل يعذر بجهله أم لا يعذر بجهل؟ وإذا كان لا عذر بجهل فما الرد على قصة ذات أنواط؟ أفتونا مأجورينج: لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل، لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار » (1) فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به، ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع، وقد أنكره عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) الإمام أحمد (4 / 396)، والإمام مسلم في صحيحه [مسلم بشرح النووي] (2 / 186)، واللفظ له.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
ج3: لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم، فمثلا الأول: يعتبر مرتدا عن الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل لردته، وماله لبيت المال لا لزوجه وأهله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من بدل دينه فاقتلوه » (1) .
والثاني: يدعى إلى الإسلام فإن استجاب فبها، وإلا شرع جهاده وقتاله كسائر الكافرين، وماله فيء أو غنيمة للمسلمين إن أخذوه في جهاد، ولورثته من أهل دينه إن مات في غير جهاد، إلا أن يكون المشرك من أهل الكتاب والمجوس فإنهم يقرون بالجزية إذا التزموا بها عن يد وهم صاغرون، وإلا قوتلوا عند القدرة على ذلك؛ لقوله سبحانه: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (2) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوسي هجر .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (2854),سنن الترمذي الحدود (1458),سنن النسائي تحريم الدم (4060),سنن أبو داود الحدود (4351),سنن ابن ماجه الحدود (2535),مسند أحمد بن حنبل (1/282).(2) سورة التوبة الآية 29
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
فتوى العلامة ابن باز
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟
الأخ: م . ص منجمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسانبجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحوهذا الأمر؟
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذربالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب اللهوانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصلالدين، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم،وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها، وشرح لها كل شيء، وتركها علىالمحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناسالجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهلبالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غيرواجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب، فهذا وأمثاله لاتقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين؛ لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقدعُلِمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك،وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوةالأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أوالأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أوالجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه شركأكبر، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم، وبقيثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضحلهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاإِيَّاهُ[1]، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَنَسْتَعِينُ[2]، وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوااللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[3]، وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُالدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4]، وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيوَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَأُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[5]، وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَوَانْحَرْ[6]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّالْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِأَحَدًا[7]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لابُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُالْكَافِرُونَ[8]، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسبكل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل؛ لأنه معلوم من الدينبالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذاالاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْتَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَإِيمَانِكُمْ[9].
...... إلى أنقال الشيخ رحمه الله أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤونالصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ كما عذر النبي صلى الله عليه وسلمالذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخلع عنك الجبةواغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع فيحجتك))، ولم يأمره بفديةلجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصولالعقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحدبين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر،أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال: ما أعرف أناللواط حرام فلا يعذر؛ لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عنالإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهلوإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، والصحيح أنهميمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أماالذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لايعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أنالزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاشٍبينهم، فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة، والله المستعان.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
فتوى العلامة صالح الفوزان .
السائل : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول : ما قولكم في منيزعم من المعاصرين في أن تكفير المعين من عباد القبور مسألة خلافية، ويزعم أنهم غيركفار أصليين؟
الشيخ : هذا قول فاسد نتيجته الجهل بهذا ... وأنا أقول و أكرر: لا يجوزلأحد أن يتكلم في هذه المسائل الخطرة إلا بعد أن يتعلم ويتبصر ويدرس العقائد دراسةصحيحة على أهل العلم، ثم بعد ذلك إذا اضطره الحال إلى الكلام تكلم، فإن لم يُضطرإلى هذا فلا يتكلم، هذا الذي أقوله وأكرره أن هذا الأمر خطير جداً، والذي يفعلالشرك يُحكم عليه بالردة ، والذي يفعل الكفر يُحكم عليه بالكفر في ما يظهر لنا ،ونطبق عليه أحكام الكفار، فإذا مات لم ندفنه في مقابر المسلمين ولا يرثه أقاربهالمسلمون، نُطبق عليه أحكام الكفار بموجب فعله وقوله ... نحن ما لنا إلا الظواهر،نحكم على الظاهر، وأما في ما بينه وبين الله فالله أبصر به وأعلم، إن كان معذوراً ... فهذا أمره إلى الله، نحن لا نحكم على القلوب وإنما نحكم على ما يظهر لنا، فمنأظهر الكفر والشرك حكمنا عليه بالكفر والشرك وطبقنا عليه أحكام الشرك وأحكام الكفرسواءً كان معيناً أو غير معين، نعم. ( من شريط صوتى)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
فتوى الشيخ ابن جبرين رحمه الله من موقعه الرسمى .
س: العذر بالجهل متى يعذر الجاهل ومتى لا يعذر؟ وما هو الضابط في المسألة لأن القضية متعلقة بالتوحيد والشرك الأكبر والعياذ بالله؟
لا يعذر بالجهل إلا من عجز عن إدراك المعلومات ولم يجد وسيلة للتعلم، فالمسلم الذي يعرف أن الله فرض عليه عبادته وأوجب عليه أن يدين بالإسلام عليه في هذه الحال أن يبحث عن تعاليم دينه ويسأل أهل العلم عن كل واجبٍ ليفعله وكل حرامٍ ليتركه، فإذا تعذر عليه ذلك مع بذل جهده فهو معذور وذلك أمثال أهل الفترات الذين لم تبلغهم رسالة الرسل وأمثال من نشأوا في أطراف الأرض بعيدين عن الناس لا يستطيعون قطع المسافة الطويلة إلى بلاد العلماء وليس لهم قدرة على تحصيل العلوم ولا على المكاتبة والاتصال هاتفيًا ولا على معرفة اللغة العربية، فهم في هذه الحال يلحقون بأهل الفترات الذين يختبرون في الآخرة فيسألهم الله فيقولون ما جاءنا من يعلمنا.
وفي الآخرة يعلم الله من هو من أهل الجنة أو من أهل النار، أما في هذه الأزمنة فالظاهر أنه لا عذر لأحدٍ في بقاءه على الجهل بالعقائد وبالتوحيد وبالعبادات وبالمحرمات لوجود وسائل النقل التي تقرب البعيد وبواسطتها يسافر بعض أهل البلاد النائية ليتعلموا، لقوله تعالى: فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فإن البلاد الإسلامية تتلقى من هاجر إليها للتعلم وتعطيه منحًا دراسية ثم بعد تعلمه تعيده إلى بلده ليبلغ قومه وهكذا أيضًا يزول الجهل بوجود الكتب المتنوعة والمترجمة إلى عدة لغات وبوجود المراسلات السريعة والمكالمات الهاتفية والإذاعات الإسلامية ونحو ذلك، فاللذين يبقون على جهلهم مع وجود هذه الوسائل لا عذر لهم فإذا بقوا على جهلهم ووقعوا في الشرك أو في الفواحش استحقوا عليها من الله العقوبة. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
صاحب الفضيلة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
السؤال : هل يعذر جاهل التوحيد بجهله في مسألة دعاء غير الله ، وعبادة القبور !؟
الجواب : لا يعذر بذلك ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) . [ الإسراء : 15 ] ، وقد بعث الرسول ، وقال : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) . [ الأنعام : 19 ] ، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة .
والعذر إنما يكون في أهل الفترات قبل بعثة الرسول ، فقد بعث الله الرسول بالتوحيد والقرآن وكان يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك ، فلا عذر لأحد في ذلك ، لكن يعذر الإنسان في الأمور الدقيقة الخفية التي يجهلها مثله ؛ كأهل الفترات البعيدين الذين لم يسمعوا القرآن .
[ شرح كتاب السنة للبربهاري : 10 ]
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
وأما الجاهل فإن اعتقد أنه يعلم الغيب فالجهل بهذا ليس بعذر؛ ولكن إن كان في الغيب النسبي فيعذر بالجهل لوجود الخلاف بين العلماء ولأنها مسألة خفية.
الجهل ليس عذرًا في الأمور الظاهرة المجمع عليها المعلومة من الدين بالضرورة، أما الأمور الخفية فإنه يُعذر بالجهل فيها(المعتصر شرح كتاب التوحيد )
ـــــــــــــــ ــــــــ
-
رد: مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية
اقتباس:
يا أخى مسألة التوسل بالنبى ليست كالتوسل بغيره وليست كالذبح لغير الله والسجود لغيره وبدلاً من أن تقول أن هذا تفريق عجيب كان من الممكن أن تسأل لما التفريق وحينها أقول لك لأن مسألة التوسل بالنبى حصل فيها شبهات كبيرة ولبس عظيم وأجازها بعض كبار الأئمة وجاء عن أحمد ما يوهم ذلك وجاء حديث عن النبى حدث عند بعض الناس خلط فى فهمه فى مسألة الإستشفاع
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ : أَنَّ رَجُلاً ، أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : بَلْ أَدَعُكَ قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : تَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلاَنٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي.
فهل علمت اللآن لماذا فرقت
لذلك كان لابد من إلتماس العذر فيها لبعض الناس أكثر من غيرها