وأزيد على ترجمة أخينا .. أنَّ أتاتورك حين ظهر للناس تلقَّوه واستقْبلوه على أنه المجاهد الغازي في سبيل الله!!!
وهذه مقتطفات من كتابات الناس عنه، وعن خديعة الناس به، خصوصًا الشاعر أحمد شوقي:
= وكان من أبرز طواغيت تلك العنصرية التورانيَّة مصطفى كمال؛ الذي ظلَّ في أوّل أمرِه فترةً يتمسَّح بمسوح الإسلام، ولقّب نفسه بـ "الغازي في سبيل الله"، وأعلن الجهاد ليخدع المسلمين، ولتنطلي حيلتَه على السذّج، ولقد انطلت حيلتُه فعلاً حتَّى مدحه أحمد شوقي في قوله:
اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
وانخدع به وظنّه فعلاً مجاهدًا غازيًا في سبيل الله، وما لبث ذلك الطاغوت العنصري اليهودي التوراني أنْ كشَّر عن أنيابه فإذا هو عدو للّه ورسوله.
- - -
= وفق التّحليل المجتزئ و الآني للأحْداث كان أتاتورك بطلا إسلاميًّا ومجاهدًا عظيمًا و فاتحًا جديدًا، يجدد زمن الخلافة ويُقيم دعائم الشريعة، ويهزم الغرْب وأعوانه من الصَّليبيين واليهود، وقد انساق لهذا التحليل خلْقٌ كبير من النّاس ومن المثقفين، مثلا أمير الشعراء أحْمد شوقي الذي شبّهه بخالد بن الوليد، وبصلاح الدين، وشبّه معاركه بمعارك الإسلام الكبرى كبدر، وشبّه منهجَه بمنهج الشَّرع، فقال في شعره:
اللهُ أكبر كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
حذَوْت حرب الصَّلاحيّين في زمنٍ * * فيه القتال بِلا شرْعٍ ولا أدَب
يومٌ كبدْرٍ فخيْلُ الحقّ راقصةٌ * * على الصعيد وخيْل الله في السُّحُب
تحيَّة أيّها الغازي وتهنئة * * بآية الفتح تبْقَى آيةَ الحِقَب
- - -
= فقد بالغت الدّعاية الواسعة بإظْهار أتاتورك بصورةِ البطل المغوار الذي هزم
الحلفاء، وخاصة الإنجليز واليونان، حتّى تسابق الشعراءُ في الثّناء عليه وعلى
انتصاراته، فأنشد أحمد شوقي مخاطبًا أتاتورك قبل أن تتّضح له حقيقته:
اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
- - -
= وكان المسلمون يظنّونه في بداية الأمر مُجاهدًا غازيًا؛ لما حصل من التراجع الوهْمي من جيوش الحلفاء أمامه, حتى سماه بعضهم "الغازي مصطفى كمال" وشاعت أخبارُه في البداية, حتى إنّ أحمد شوقي الشّاعر اغترّ به وكتب قصيدةً بعد انتصارٍ مزعومٍ لذلك الرجل على الحلفاء، يقول:
اللهُ أكبرُ كم في الفتحِ من عجَبِ * * يا خالدَ التُّركِ جدِّد خالدَ العرَبِ
- - -
= فقد ضعُفت هذه الخلافة، حتّى أصبحت تُسمّى بالرّجُل المريض، واحتلّ أعداء الإسلام من الصليبيّين الأوروبيين عاصمةَ الخلافة (الآستانة)، وقد أخرجوا صنمًا أحاطوه بهالة من العظمة والانتصارات - وكان الخليفة سجينًا في دار الخلافة - حتى انتعشتْ آمالُ المسلمين الذين ظنّوا ذلك الصنم مُجدّدًا لمعركة بدر، وجهاد صلاح الدين، وتخيَّلوا الملائكة وهي تحفُّه بالنصر في السماء وكتائب الجهاد ترفع رايتَه في الأرض، فمدحه الشعراء وأثنَوا عليه ثناءً عطرًا، كما قال فيه شوقي:
اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
يومٌ كبدر فخيْلُ الحقّ راقصةٌ * * على الصعيد وخيْل الله في السُّحُب