أخي الفاضل اللبيب (صدى الذكريات)، يعلم الله أني أحبك في الله، ولكنني أعيب عليك – وأخوك من نصحك – مسارعتك بالخوض في بعض المسائل دون استيفاء ما يلزم لذلك من التحقيق والتأني والدراسة..
اعلم – رحمني الله وإياك – أن لفظة (مكان) أسوأ أحوالها أن تكون لفظة مشتبهة تحتمل حقا أو باطلا، فلا يجوز نفيها ولا إثباتها لله تعالى إلا بعد الاستفصال عن مراد صاحبها منها (كما هو مذهب شيخ الإسلام رحمه الله وسيأتي النقل عنه).
فإذا قال قائل إن نفي المكان عن الله تعالى يلزم منه نفي وجوده لأنه لا موجود إلا وله مكان، هذا لا يقال له إنك جئت فرية من القول كبيرة وعليك أن تتوب إلى الله وتكف عن هذا وكأنما جاء ببدعة ضلالة! وإنما يُنظر فيما يقصد بمعنى المكان أولا! وأراك تقبل هذا المعنى في حال وجود السماوات والأرض بعد خلقهما، فتشهد بأنه لا موجود الآن إلا وهو موصوف بإحدى خصلتين لا ثالث لهما: إما أنه في داخل الكون المخلوق أو في خارجه، أما ما ليس في داخله ولا في خارجه فليس بموجود. فإذا قلنا إن ما في خارج السماوات والأرض (أيا كان) يصح أن يوصف بالمكان – من حيث المعنى اللغوي المجرد – فهل يلزمنا أن نثبت وجود السماوات والأرض أولا حتى نقبل أن نصف هذا الذي في خارجها بأنه مكان؟ أو بعبارة أخرى: هل يمتنع شرعا أو عقلا أن نسأل عن مكان الله تعالى فيما قبل الخلق؟
الجواب لا! فهذا أبو رزين رضي الله عنه يسأل النبي عليه السلام يقول (أين كان ربنا قبل أن تخلق السماوات والأرض)، فيجيبه (كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء) كما أورده أصحاب السنن.
يقول ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين، معلقا على هذا الحديث:
"وصح عنه صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أين كان ربنا قبل أن تخلق السموات والأرض فلم ينكر على السائل وقال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ذكره أحمد"
فانظر معي الآن، عن أي معنى يسأل السائل بقوله (أين كان ربنا)؟ لا أظنك تخالف في أنه يسأل عن المكان! أين كان = المكان. فهل تفرق أنت – لغة - بين السؤال عن مكان الشيء، والسؤال عنه بأين كان (أيا كانت حقيقة ذلك الشيء)؟ ما دليلك على هذا التفريق ومن سبقك إليه؟؟
كلمة مكان في اللغة إنما هي لفظة مشتقة من (كان)، تفيد الجواب عن السؤال (أين)! وكل ما ثبت له معنى الوجود، أيا كانت حقيقته وكيفيته، صح السؤال عنه بأين.. وأظهر دليل على ذلك أنك لا تنكر على من يسأل عن ذات الله بهذا السؤال، وتجيبه بل وتشير إلى جهة السماء في جوابك.. فهذا الذي فيه الله تعالى، من حيث المعنى اللغوي مكان أم ليس بمكان؟ فلو كان صحيحا ما تقوله من أن المكان لا يكون إلا مخلوقا، لامتنع أن يسأل النبي عليه السلام الجارية (أين الله)، ولوجب أن ينكر على الصحابي هذا السؤال ولا يجيبه!
المكان هذا إطلاق معنوي مجرد عن الهيئات والكيفيات: أي شيء يصح أن يوصف في اللغة بأنه كائن (موجود) = يصح بالتبعية أن يُسأل عنه بأين، وأن يكون الجواب بتعيين مكانه! هذا هو الأصل الذي يطرده العقل على جميع الموجودات بلا توقف، أيا كانت حقيقتها، ولا يصح - على هذا المعنى للمكان - أن نستثني ذات الله تعالى منه لا قبل الخلق ولا بعده. فالمكان ليس شيئا مخلوقا ننفيه عن الله تحرزا من إحلاله في خلقه! نقول: من أطلق هذه اللفظة وأراد بهذا ذلك المعنى (الذي هو قياس على أمكنة المخلوقين وأحوالهم فيها) فإننا نمنعه، ونقول لا يصح أن نثبت المكان (بهذا المعنى) لله جل وعلا! ولو أننا تكلمنا عن حال من أحوال الوجود ليس فيه إلا الله وحده جل وعلا، لا سماء ولا ماء ولا عرش ولا شيء معه البتة، لم يصح أن نقول إنه ليس في مكان!! وإنما يقال إنه سبحانه كان في تلك الحال لا يوجد أي كائن غيره في أي مكان، أو لا مكان لشيء في الوجود سواه.
أما وقد خلق الله الخلق واستوى على العرش، فقد صار ثمّ الآن ما يوصف بأنه مكان داخل الخلق (أو مكان المخلوقات)، ومكان خارجه (مكان ما ليس بمخلوق).. فنحن ننزه الله عن الأول (ولا مشاحة في أن نسمي هذا بالمكان المخلوق أو مكان المخلوقات ما دام المعنى مفهوما) ونثبت له الثاني. أما أن نقول إن معنى المكان يتعطل فيما قبل خلق الخلق، لأن الأين لم يتأين إلا بعدما خلق الله ما خلق، فهذا عين صنيع المعطلة في قولهم إنه لا يُسأل بأين عن الذي أيَّن الأين، ومن ثمّ قولهم إن معنى المكان يتعطل فيما هو خارج السماوات والأرض، فلذا تراهم إذا ما سألتهم أين الله قالوا لا داخل العالم (لأنه لا يجوز أن يكون داخل خلقه) ولا خارجه (لأن ما خارج العالم ليس بمكان أصلا إذ المكان عندهم مخلوق)!! فتأمل بارك الله فيك.
إن الإشكال يأتي في تلك المسائل الدقيقة من الخلط بين المعنى اللغوي المجرد المستعمل في الكلام عن الله تعالى – سواء في وصف ثابت أو في إخبار وبيان - والمعنى الإضافي المتعلق بالكيفية، أي كيفية تحقق ذلك المعنى المجرد. فقولنا ينزل ربنا = هذا معنى مجرد، يفهمه العاقل على لسان العرب دونما التزام لكيفية مخصوصة، إذ الكيفية معنى إضافي، يصح لنا السؤال عنه وتصوره قياسا في حالة المخلوق ولا يصح بل يحرم في حالة الكلام عن الخالق جل وعلا. فالحاصل أن من أثبت معنى المكان ونظائره (كالجهة) لله تعالى – وقد كان ذلك من كثير من أئمة السلف وأهل السنة كما يأتي في كلام شيخ الإسلام – فإنه لا يُعترض عليه بتقرير أن المكان مخلوق، وقبل خلق المخلوقات لم يكن للمكان وجود! فإن هذا الاعتراض من جملة أقوال المخالفين التي ردها أئمة السنة.
يقول الرازي في الاستدلال لنفي الجهة عن الله تعالى: (إن الشرف الحاصل بسبب الجهة لها بالذات وللحاصل فيها بالعرض).. فيفرق الرازي تفريقا عقليا وهميا بين الجهة وما هو كائن فيها من حيث شرف هذا وذاك، لينفي الجهة عن الله لكونها في حقه – على هذا المعنى - حصولا بالعرض لا بالذات! فكأنما جعل الجهة كائنا مستقلا عن المتجه فيها، (أو الصفة عموما كائنا مستقلا عن الموصوف بها) يلزم أن يكون في منزلة دونها لمجرد هذا! وقد أجاب عن هذا التصور شيخ الإسلام رحمه الله في درء التعارض جوابا ماتعا، بدأه بنفي معنى (الوجودية) عن معنى الجهة أو المكان، بمعنى أن الجهة ليست شيئا له وجود مستقل في الخارج وإنما هي صفة معنوية، ثم راح يفصل في أوجه تلك الصفة المعنوية ليبطل كلام الرازي من ستة وجوه.
فهذا جوابه أنقله إليك بتمامه – على طوله – وأرجو منك أن تقرأه بروية، بارك الله فيك.
يقول رحمه الله:
" فجوابه من وجوه :
إن هذا إنما يمكن أن يقال إذا كانت الجهة أمرا وجوديا فأما إذا كانت أمرا عدميا - والمراد بذلك أنه فوق العالم مباين له ليس معه هناك موجود غيره - لم يكن هناك شيء موجود غيره يستحق العلو لا جهة ولا غيرها فضلا عن أن يستحق غيره العلو والشرف والذات. وهؤلاء يتكلمون بلفظ الجهة والحيز والمكان ويعنون بها تارة أمرا معدوما وتارة أمرا موجودا ولهذا كان أهل الإثبات من أهل الحديث والسلفية من جميع الطوائف فمنهم من يطلق لفظ ( الجهة ) ومنهم من لا يطلقه وهما قولان لأصحاب أحمد و الشافعي و مالك و أبي حنيفة وغيرهم من أهل الحديث والرأي.
وكذلك لفظ ( المكان ) منهم من يطلقه ومنهم من يمنع منه
وأما لفظ ( المتحيز ) فمنهم من ينفيه وأكثرهم لا يطلقه ولا ينفيه لأن هذه ألفاظ مجملة تحتمل حقا وباطلا
وإذا كان كذلك فيقال : قول القائل ( إن الله في جهة أو حيز أو مكان ) إن أراد به شيئا موجودا غير الله فذلك من جملة مخلوقاته ومصنوعاته فإذا قالوا : إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه امتنع أن يكون محصورا أو محاطا بشيء موجود غيره سواء سمى مكانا أو جهة أو حيزا أو غير ذلك ويمتنع أيضا أن يكون محتاجا إلى شيء من مخلوقاته : لا عرش ولا غيره بل هو بقدرته الحامل للعرش ولحملته فإن البائن عن المخلوقات العالي عليها يمتنع أن يكون في جوف شيء منها
إذا قيل : إنه في السماء كان المعنى إنه في العلو وهو مع ذلك فوق كل شيء ليس في جوف السماوات فإن السماء هو العلو وكل ما علا فهو سماء. يقال : سما يسمو سموا أي علا يعلو علوا وهذا اللفظ يعم كل ما يعلو لم يخص بعض أنواعه بسبب القرينة.
فإذا قيل : فليمدد بسبب إلى السماء فقد يراد به السقف وإذا قيل : نزل المطر من السماء كان نزوله من السحاب وإذا قيل : العرش في السماء فالمراد به ما فوق الأفلاك وإذا قيل : الله في السماء فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها أو يراد : أنه فوق السماء وعليها فأما أن يكون في جوف السماوات فليس هذا قول أهل الإثبات أهل العلم والسنة ومن قال بذلك فهو جاهل كمن يقول : إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه أو يقول : إنه يحصره شيء من مخلوقاته فهؤلاء ضلال كما أن أهل النفي ضلال. وإن أراد بمسمي الجهة والحيز والمكان أمرا معدوما فالمعدوم ليس شيئا فإذا سمى المسمى ما فوق المخلوقات كلها حيزا وجهة ومكانا كان المعنى : أن الله وحده هناك ليس هناك غيره من الموجودات : لا جهة ولا حيز ولا مكان بل هو فوق كل موجود من الأحياز والجهات والأمكنة وغيرها سبحانه وتعالى.
الوجه الثاني
إن يقال : لو عارضكم معارض وقال : الجهة وإن كانت موجودة فهي مخلوقة له مصنوعة وهي مفتقرة إليه وهو مستغن عنها فإن العرش مثلا إذا سمي جهة ومكانا وحيزا فالله تعالى هو ربه وخالقه والعرش مفتقر إلى الله افتقار المخلوق إلى خالقه والله غني عنه من كل وجه فليس في كونه فوق العرش وفوق ما يقال له جهة ومكان وحيز - وإن كان موجودا - إثبات شرف لذلك المخلوق أعظم من شرف الله تعالى، وهذا قد يجيب به من يثبت الخلاء ويجعله مبدعا لله تعالى
الوجه الثالث
إنه إذ كان عاليا على ما يسمى جهة ومكانا كان هو أعلى منه فأي شرف وعلو كان لذلك الموجود بالذات أو بالعرض فعلو فعلو الله أكمل منه
الوجه الرابع
أن يقال : لا نسلم أن العلو الحاصل بسبب الجهة هو لها بالذات ولغيرها بالعرض إذ الجهة تابعة لغيرها سواء كانت موجودة أو معدومة وعلوها تبع لعلو العالي بها فكيف يكون العلو للتابع بالذات وللمتبوع بالعرض ؟ !
وقولنا : ( عال بالجهة ) مثل قولنا : عال بالعلو وعالم بالعلم وقادر بالقدرة أو عال علو المكانة أو عال القهر فليس في ذلك ما يوجب أن تكون المكانة والقهر والعلو والعلم أكمل من القاهر العالم العالي ذي المكانة العالية ومهما قدر أنه يسمى جهة فإما أن يكون عدما فلا شرف له أصلا وإما أن يقدر موجودا : إما صفة لله وإما مخلوقا لله وعلى التقديرين فالموصوف أكمل من الصفة والخالق أكمل من المخلوق فكيف تكون الصفات والمخلوقات أكمل من الموصوف الخالق سبحانه وتعالى ؟ !
الوجه الخامس
أن الجهة قد نعني بها نسبة وإضافة كاليمين واليسار والأمام والوراء فالعلو إذا سمي جهة بهذا الاعتبار كان العالي بالجهة معناه : أن بينه وبين ما هو عال عليه نسبة وإضافة أوجبت أن يكون هذا فوق هذا فهل يقال : إن هذه النسبة والإضافة التي بها وصف العالي بأنه عال أكمل من ذاته العالية الموصوفة بهذا العلو والنسبة
الوجه السادس
أن يقال : هذا الذي قاله إنما يتوجه في المخلوق إذا علا على سقف أو منبر أو عرش أو كرسي أو نحو ذلك فإن ذلك المكان كان عاليا بنفسه وهذا صار عاليا لما صار فوقه بسبب علو ذلك فالعلو لذلك السقف والسرير والمنبر بالذات ولهذا الذي صعد عليه بالعرض
فكلامهم يتوجه في مثل هذا وهذا في حق الله وهم وخيال فاسد وتمثيل لله بخلقه وتشبيه له بهم من صفات النقص التي يتعالى عنها
وهؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام والخيالات الفاسدة ويصفون الله بالنقائص والآفات ويمثلونه بالمخلوقات بل بالناقصات بل بالمعدومات بل بالممتنعات فكل ما يضيفونه إلى أهل الإثبات الذين يصفونه بصفات الكمال وينزهونه عن النقائص والعيوب وأن يكون له في شيء من صفاته كفوا أو سمي فما يضيفونه إلى هؤلاء من زعمهم أنهم يحكمون بموجب الوهم والخيال الفاسد أو أنهم يصفون الله بالنقائص والعيوب أو أنهم يشبهونه بالمخلوقات هو بهم أخلق وهو بهم أعلق وهم به أحق فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال إلا وقواه يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولمثيله بالمخلوقات وتجده قد توهم وتخيل أوهاما وخيالات فاسدة غير مطابقة بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش كان محتاجا إلى العرش كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه
وهذا عين التشبيه الباطل والقياس الفاسد ووصف الله بالعجز والفقر إلى الخلق وتوهم أن استواءه مثل استواء المخلوق أو لا يعلمون أن الله يجب أن نثبت له صفات الكمال وننفي عنه مماثلة المخلوقات ؟ وأنه : { ليس كمثله شيء } [ الشورى : 11 ] لا في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله ؟ فلا بد من تنزيهه عن النقائص والآفات ومماثلة شيء من المخلوقات وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال والتمام التي ليس فيها كفو لذي الجلال والإكرام
وبيان ذلك هنا أن الله مستغن عن كل ما سواه وهو خالق كل مخلوق ولم يصر عاليا على الخلق بشيء من المخلوقات بل هو سبحانه خلق المخلوقات وهو بنفسه عال عليها لا يفتقر إلى علوه عليها إلى شيء منها كما يفتقر المخلوق إلى ما يعلو عليه من المخلوقات وهو سبحانه حامل بقدرته للعرش ولحملة العرش
وفي الأثر : أن الله لما خلق العرش أمر الملائكة بحمله قالوا : ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك ؟ فقال : قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله
فإنما أطاقوا حمل العرش بقوته تعالى والله إذا جعل في مخلوق قوة أطاق المخلوق حمل ما شاء أن يحمله من عظمته وغيرها فهو بقوته وقدرته الحامل للحامل والمحمول فكيف يكون مفتقرا إلى شيء ؟ وأيضا فالمحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العالي سقط هو والله أغنى وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك
وأيضا فهو سبحانه خلق ذلك المكان العالي والجهة العالية والحيز العالي إذا قدر شيئا موجودا كما لو جعل ذلك اسما للعرش وجعل العرش هو المكان العالي كما في شعر حسان :
( تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما )
فالمقصود أنه خلق المكان وعلاه وبقوته صار عاليا والشرف الذي حصل لذلك المكان العالي منه ومن فعله وقدرته ومشيئته فإذا كان هو عاليا على ذلك وهو الخالق له وذلك مفتقر إليه من كل وجه وهو مستغن عنه من كل وجه فكيف يكون قد استفاد العلو منه ويكون ذلك المكان أشرف منه
وإنما صار له الشرف به والله مستحق للعلو والشرف بنفسه لا بسبب سواه فهل هذا وأمثاله إلا من الخيالات والأوهام الباطلة التي تعارض بها فطرة الله التي فطر الناس عليها والعلوم الضرورية والقصود الضرورية والعلوم البرهانية القياسية والكتب الإلهية والسنن النبوية وإجماع أهل العلم والإيمان من سائر البرية ؟"
انتهى المقصود من النقل، ومعه المقصود من الرد،
والحمد لله رب العالمين.