-
* فوائد متنوعة متجددة :
1 ـ "أخلاق الكبار" :
جاء في السير للذهبي ١١/٣١٧ :
"قال عبدالله الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه رجل صالح، فقلنا:إنه يطعن عليك
قال: فأي شيء حيلتي؟ شيخ
صالح قد بلي بي "
فما أعظم هذه النفس، إنها والله أخلاق الكبار!
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاك الله خيراً
رحمم الله تعالى علماء المسلمين
وليتنا نتأدب بهذا الأدب الرفيع.
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاك الله خيرا أخي محمد ، و السلف ـ رحمهم الله ـ قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التعامل مع العلماء ، و على رأسهم إمام أهل السنة : أحمد بن حنبل ، حتى إنه عفا عن كل من آذاه في الفتنة ـ فتنة القول بخلق القرآن ـ من أولياء الأمر على الرغم مما أصابه من قبلهم .
رحم الله الجميع ، و جمع لنا بين العلم والعمل والخلق الحسن .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
2 ـ أيوه !!
في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
(وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
3 ـ كلمة حق أصابت محلاً خصباً فأثمرت :
في العبر في خبر من غبر للذهبي [5/3] في أخبار سنة ثمان وأربعين وخمسمائة :
(وفيها توفي ابن الطلاية أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن أحمد البغدادي ، الوراق الزاهد العابد ، سمع من عبدالعزيز الأنماطي وغيره .. وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية وتشاغل عنه بالصلاة ، وما زاده على أن قال : "يامسعود اعدل وادعُ لي ، الله أكبر" وأحرم بالصلاة ، فبكى السلطان وأبطل المكوس والضرائب وتاب ..)
-
فوائد متنوعة متجددة :
4 ـ فضل الصدقة :
في الترغيب و الترهيب للإمام المنذري : (2/74) :
سأل رجل الإمام أبا عبدالرحمن عبدالله فقال له :
-يا أبا عبدالرحمن قَرحَة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء فلم أنتفع ؟!
فقال ـ له ابن المبارك ـ : اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء , فاحفر هناك بئراً , فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ , ويمسك عنك الدم .
ففعل الرجل فبرأ .
قال البيهقي : وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبدالله رحمه الله : فإنه قرح وجهه , وعاجه بأنواع المعالجة , فلم يذهب , وبقي قريبا من سنة , فسأل الأستاذ أبا عثمان الصابوني ,أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة , فدعا له و أكثر الناسُ التأمينَ .
فلما كان يوم الجمعة ألقت امرأة في المجلس رقعة : بأنها عادت إلى بيتها , واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة , فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولي لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين .
فجئ بالرقعة إلى الحاكم , فأمر بسقاية بُنيت على باب داره , وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجَمد [الثلج] في الماء , و أخذ الناس في الشرب , فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء , وزالت القروح , وعاش بعد ذلك سنين ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري
2 ـ أيوه !!
في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
(وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .
............
اقتباس:
• قال محمد العدناني في : معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة (41) : (( 118- إيْوَهْ : حين تسأل الناس : هل تصدَّقتم على الفقراء ؟ يجيبون : أَيْوَه ، والصواب : إيوه ، وهي مؤلفة من :
(أ): من حرف الجواب (إي)؛ ومعناه : نعم .
(ب): ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح : إِيوَ .
(ج) : وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت؛ فتصير: إيوهْ.
وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون)) انتهى نقل المراد منه.
• قلت: الذي غلَّطه العدناني ، وهو ( أيوه ) بفتح الهمزة = هي لغة أهل مصر اليوم ، وأما كسر الهمزة فيها – وهي المصوَّبة – فهي لغة أهل مكة إلى الآن ؛ لكنهم على طريقتين ؛ فمنهم من ينطق هاء السكت ؛ فيقول ( إيوه ) ، ومنهم من يحذفها ؛ فيقول ( إيوَ ).
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.ph...1&postcount=15
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
أحسن الله إليكم ـ شيخنا الفاضل ـ ورفع قدركم ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
* فوائد متنوعة متجددة :
5 ـ يحتاج ما تحتاجه "الذي" :
في الكشكول للبهاء العاملي : (مرض ابن عنين ، فكتب إلى السلطان هذين البيتين :
انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلافَ قبل تلافي
أنا كـ"الذي" أحتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي
فحضر السلطان إلى عيادته ، وأتى إليه بألف دينار وقال له : أنت "الذي" , وهذه الصلة , وأنا العايد...)
-
* فوائد متنوعة متجددة :
6 ـ قال البنوري في معارف السنن [2/387] :
(بحث دقيق من قواعد العربية :
"القراءة" و "المسح" و "الإيتار" كلها ألفاظ متعدية بنفسها في متعارف اللغة ، فإذا نقلتها الشريعة إلى عرفها وصارت ألقابا خاصة لمفهومات شرعية صارت لازمة ، فإذا أريد تعلقها بشئ خاص عديت بالباء ، ومن ههنا بحثهم في قوله تعالى : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" هل العلم هنا لازم أو متعد ؟ ، فإذن يحصل الفرق بين قولهم : "قرأها" وقولهم : "قرأ بها" فالأول على ما تعورف ، والثاني بمعنى أتى بها في جملة القراءة ، وكذا إذا ورد في الشرع "قرأ" فمعناه على هذا فَعَل فِعْل القراءة ، وبعبارة أوضح منه لك أن تقول : إن "قرأ" إذا عديته بنفسه فقلت : "قرأت سورة كذا" اقتضى اقتصارك عليها لتخصيصها بالذكر ، وأما إذا عديته بالباء فقلت : "قرأت بسورة كذا" أي قرأته في جملة ما قرأت ، فلا يقتضي الاقتصارَ عليها بل يشعر بقراءة غيرها معها ، وعلى ذلك فقوله صلى الله عليه وسلم : "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" نفسه من غير قوله "فصاعدا" إشارة قراءة ما عدا الفاتحة وهو السورة .) وأطال البحث في المسألة .. فراجعه ـ إن أحببت ـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
7 ـ قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (84/4) :
(قال ابن الحاجب فيما قرأت بخطه : حدثني زين الأمناء قال: حدثني ابن القزويني عن والده مدرس النظامية أبي الخير قال : حكى لنا الفراوي قال: قدم ابن عساكر فقرأ عليً ثلاثة أيام , فأكثر وأضجرني , وآليت على نفسي أن أغلق بابي , فلما أصبحنا قدم عليً شخص فقال : أنا رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إليك ؛ قلت: مرحبًا بك ، فقال: قال لي في النوم: "امضِ إلى الفراوي وقل له : قدم بلدكم رجل شاميٌ أسمر اللون يطلب حديثي , فلا تملًََََ منه".
قال القزويني : فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ ـ ابن عساكر ـ . ) اهـ
-
* فوائد متنوعة متجددة :
8 ـ "نصيحة طالب الحديث"
- قال المعلمي في مقدمته لكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (صفحة ب - صفحة ج): (ليس نقد الرواة بالأمر الهين , فإن الناقد لا بد أن يكون واسع الاطلاع على الأخبار المروية ، عارفاً بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية ، خبيراً بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم ، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب والموقعة في الخطأ والغلط ، ثم يحتاج إلى أن يعرف أحوال الراوي متى ولد؟ وبأي بلد؟ وكيف هو في الدين والأمانة والعقل والمروءة والتحفظ؟ ومتى شرع في الطلب؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع وكيف كتابه؟ ؛ ثم يعرف أحوال الشيوخ الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم وأوقات تحديثهم وعادتهم في التحديث ، ثم يعرف مرويات الناس عنهم ، ويعرض عليها مرويات هذا الراوي ويعتبرها بها ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ، ويكون مع ذلك متيقظاً ، مرهف الفهم ، دقيق الفطنة مالكاً لنفسه ، لا يستميله الهوى ولا يستفزه الغضب ، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفي النظر ويبلغ المقر ، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز ولا يقصر.
وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها إلا الأفذاذ ..
وقد كان من أكابر المحدثين وأجلتهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه ولا يلتفت إليه . قال الإمام علي بن المديني وهو من أئمة هذا الشان : (أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال ، هؤلاء لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه).
وأبو نعيم وعفان من الأجلة ، والكلمة المذكورة تدل على كثرة كلامهما في الرجال ، ومع ذلك لا تكاد تجد في كتب الفن نقل شيء من كلامهما).
انتهى كلام المعلمي .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
9 ـ "العمل بالعلم" - قال حبيب بن عبيد الرحبي: (تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ، ولا تعلموه لتجملوا به ، فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه .) (اقتضاء العلم العمل ص33-34 وأخلاق العلماء 80) - قال الحسن : (تعلموا ما شئتم أن تعلموا ؛ فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعملوا ؛ فإن السفهاء همتهم الرواية وان العلماء همتهم الرعاية.) (جامع الخطيب 1/91) - قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر الآجري ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال: حدثنا الحسن بن عرفلة ، قال: حدثنا المبارك بن سعيد ، عن عباد بن كثير ، عن مالك بن دينار ، قال : (كنت مولعاً بالكتب أنظر فيها فدخلت ديراً من الديارات ليالي الحجاج فأخرجوا كتاباً من كتبهم فنظرت فيه ، فإذا فيه : يا ابن آدم لم تطلب علم ما لم تعلم وأنت لا تعمل بما تعلم.) (حلية الأولياء 3/166) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاك الله خيرا أيها المبارك .
ومن باب المشاركة : ـ
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب و رافع الكلم الطيب ( ص 14 / 15 ـ ط دار عالم الفوائد ) : ـ
( فاستقامة القلب بشيئين :
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره :سبق حب الله تعالى حب ما سواه فرتب على ذلك مقتضاه .
وما أسهل هذا بالدعوى وما أصعبه بالفعل !فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ، وما أكثر ما يقدِّم العبد ما يحبه هو ويهواه ، أو يحبه كبيره أو أميره أو شيخه أو أهله على ما يحبه الله تعالى .
فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب ولا كانت هي الحاكمة عليها ، المؤمرة عليها .
وسنة الله تعالى فيمن هذا شأنه : أن ينكد عليه محابه ، وينغصها عليه ، فلا ينال شيئا منها إلا بنكد وتنغيص ؛ جزاء له على إيثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى .
وقد قضى الله عز وجل قضاء لا يُرَدُّ ولا يُدفع : أن من أحب شيئا سِواه عُذِّبَ به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك له فيه،ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد.
الأمر الثاني : الذي يستقيم به القلب : تعظيم الأمر والنهى ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي ، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه .قال الله سبحانه وتعالى : { ما لكم لا ترجون لله وقارا } .
قالوا في تفسيرها : ما لكم لا تخافون لله تعالى عظمة .
وما أحسن ما قال شيخ الإسلام[ أي أبو إسماعيل الهروي في منازل السائرين ] في تعظيم الأمر والنهي : هو أن لا يعارضا بترخص جاف ، ولا يعرضا لتشديد غال ، ولا يحملا على علة توهن الانقياد ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
أحسن الله إليك على المشاركة الطيبة , و أجزل لك الأجر و المثوبة ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
10 ـ أخذ العلم من الأكابر :
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم , فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا." (مصنف عبد الرزاق 20446)
وقال أيضاً: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في ذوي أسنانكم ، فإذا كان العلم في الشباب أنف ذو السن أن يتعلم من الشباب." (العلم لأبي خيثمة ص35)
-
* فوائد متنوعة متجددة :
ـ استعمال العام في بعض أفراده :
قال في حاشية العطار :
(اسْتِعْمَالِ الْعَامِّ فِي الْخَاصِّ هُوَ حَقِيقَةٌ ، كَاسْتِعْمَالُ الدَّابَّةِ فِي ذَاتِ الْحَوَافِرِ أَوْ الْفَرَسِ فَلَا يَكُونُ مَجَازًا لُغَةً .
وَذلك أَنَّهُ اُسْتُعْمِالَ فِيهِ مِنْ حَيْثُ تَحَقُّقُ الْعَامِّ فِيهِ لَا مِنْ حَيْثُ خُصُوصُهُ كَمَا هُوَ مَشْهُورٌ .
- وَقَدْ قَالَ التَّفْتَازَانِ يُّ فِي شَرْحِ التَّلْخِيصِ : إذَا أُطْلِقَ لَفْظُ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ لَا بِاعْتِبَارِ خُصُوصِهِ بَلْ بِاعْتِبَارِ عُمُومِهِ ؛ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ الْمَجَازِ فِي شَيْءٍ ، كَمَا إذَا رَأَيْت زَيْدًا فَقُلْت : رَأَيْت إنْسَانًا أَوْ رَأَيْت رَجُلًا ؛ فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" لَمْ يُسْتَعْمَلْ إلَّا فِيمَا وُضِعَ لَهُ ، لَكِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي الْخَارِجِ عَلَى زَيْدٍ ، قَالَ : وَهَذَا بَحْثٌ يَشْتَبِهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُحَصِّلِينَ حَتَّى يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ مَجَازٌ بِاعْتِبَارِ ذِكْرِ الْعَامِّ وَأَرَادَ الْخَاصَّ ، وَيَعْتَرِضُونَ أَيْضًا بِأَنَّهُ لَا دَلَالَةَ لِلْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ ، وَمَنْشَؤُهُ عَدَمُ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ مَا يُقْصَدُ بِاللَّفْظِ مِنْ الْإِطْلَاقِ وَالِاسْتِعْمَا لِ ؛ وَبَيْنَ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ بِاعْتِبَارِ الْخَارِجِ ا هـ .
قَالَ ابْنُ كَمَالٍ بَاشَا فِي حَاشِيَةِ التَّلْوِيحِ : وَفِيهِ بَحْثٌ وَهُوَ أَنَّك إذَا قُلْت رَأَيْت إنْسَانًا تُرِيدُ بِالْإِنْسَانِ مَا تَعَلَّقَ بِهِ رُؤْيَتُك وَمُتَعَلَّقُ الرُّؤْيَةِ هُوَ الْفَرْدُ الْمَوْجُودُ فِي الْخَارِجِ ؛ فَإِنَّ الْمَفْهُومَ تَتَعَلَّقَ بِهِ الرُّؤْيَةُ ، فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" فِي الْمِثَالِ الْمَذْكُورِ مُسْتَعْمَلٌ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ بِلَا شُبْهَةٍ ، بَقِيَ هَاهُنَا مَوْضِعُ بَحْثٍ آخَرُ ، وَهُوَ أَنَّ زَيْدًا إذَا اُعْتُبِرَ لَا بِخُصُوصِهِ لَا يَصِحُّ عِنْدَ سَلْبِ الْإِنْسَانِ لَا لُغَةً وَلَا بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَلَا يَكُونُ مَجَازًا بِلَا اشْتِبَاهٍ .
وَأَمَّا إذَا اُعْتُبِرَ بِخُصُوصِهِ ؛ فَيَصِحُّ حِينَئِذٍ سَلْبُهُ عَنْهُ لُغَةً وَلَكِنْ لَا يَصِحُّ سَلْبُهُ عَنْهُ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ مَجَازًا أَيْضًا ؛ لِأَنَّ مِنْ خَصَائِصِهِ صِحَّةَ السَّلْبِ لَا بِحَسَبِ اللُّغَةِ فَقَطْ بَلْ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ أَيْضًا ؛ عَلَى مَا حَقَّقَهُ الْقَاضِي عَضُدُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْمُخْتَصَرِ .
وَمُوجِبُ هَذَا التَّحْقِيقِ : أَنْ لَا يَكُونَ ذِكْرُ الْعَامِّ وَإِرَادَةُ الْخَاصِّ مِنْ قَبِيلِ الْمَجَازِ وَالْمَشْهُورُ خِلَافُ ذَلِكَ اهـ .
قال العطار : وَهِيَ فَائِدَةٌ نَفِيسَةٌ فَاحْفَظْهَا .) اهـ بتصرف .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
12 ـ :
- قال الذهبي في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في (تذكرة الحفاظ) [3,4/1] وهي أول تراجم الكتاب:
(إن الكذب أس النفاق وآية المنافق ، والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية ، لا على الخيانة والكذب ، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه ، وهو القائل : "إن كذباً عليّ ليس ككذب على غيري ، من يكذب عليَّ بني له بيت في النار ، ومن قال عليَّ ما لم أقل "، الحديث . فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه [صلى الله عليه وسلم] ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله ، فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعمد عليه الكذب ، وقوَّله ما لم يقل ؛ وقد قال عليه السلام : "من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". فإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ما ذي إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروي الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب .
فحقٌّ على المحدث أن يتورع فيما يؤديه ، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته.
ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً ؛ إلا بإدمان الطلب ، والفحص عن هذا الشأن ، وكثرة المذاكرة والسهر ، والتيقظ والفهم ، مع التقوى والدين المتين والإنصاف ، والتردد إلى مجالس العلماء ، والتحري والإتقان ؛ وإلا تفعل :
فدع عنك الكتابة ؛ لست منها ولو سودت وجهك بالمداد ؛ قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً ، وإلا فلا تتعنَّ ؛ وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب ، فبالله لا تُتْعِب ؛ وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله ، فأرحنا منك ، فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
فقد نصحتك ، فعلم الحديث صلف ، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب). انتهى كلام الذهبي.
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
13 ـ " إن التعليم في الصغر أشد رسوخا ، وهو أصل لما بعده " قاله ابن خلدون في مقدمته ط دار الباز ص 538 .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
14 ـ "علم .. شدة .. وفقر .. !!"
ـ قال الذهبي في العبر في أخبار من غبر :
"و في حوادث سنة تسع وخمسين ومائة :
…وفيها توفي الإمام أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب : هشام بن شعبة القرشي العامري المدني الفقيه ، ومولده سنة ثمانين ، روى عن عكرمة ونافع وخلقٍ .
…قال أحمد بن حنبل: "كان يشبَّه بسعيد بن المسيب ، وما خلَّف مثله ، كان أفضل من مالك ، إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال" .… وقال الواقدي: "كان ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، فلو قيل : إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الاجتهاد!! ، وأخبرني أخوه أنه كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً ، ثم سردَه ، وكان شديد الحال ، يتعشى بالخبز والزيت ، وكان من رجال العالم صرامة وقولاً بالحق ، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب ".
…وقال أحمد : "دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر - يعني المنصور - فلم يؤهّله أن قال: الظلم ببابك فاشٍ !! ، وأبو جعفر أبو جعفر !! (أي مشهور في شدته وبطشه)" انتهى .
قلت : رحم الله أئمة الأمة , فقدد جمعوا بين العلم الغزير , والعمل الصالح الدؤوب , والشدة في الصدع بالحق الذي هو من آثار مراقبة الله عزَّوجلَّ ..
رحمهم الله أجمعين .. رحمهم الله أجمعين ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
15 ـ "المذاكرة" :
(ينبغي أن يتذاكر مواظبو مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك ، فإن في المذاكرة نفعا عظيما ، [وتكون المذاكرة] عند القيام من مجلسه قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم .
قال الخطيب : وأفضل المذاكرة مذاكرة الليل , فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه ، وكرَّر معنى ما سمعه , ولَفَظَه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره , فإن تَكرار المعنى على القلب كتَكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء ، "وقلَّ أن يفلح من يقتصر على الفكر والتعقل!!".)
[تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
16 ـ "الحكمة ضالة المؤمن" :
- خطب الحجاج بن يوسف فقال : "أما بعد فإن الله قد كفانا مؤنة الدنيا وأمرنا بطلب الآخرة ، فليت الله كفانا مؤنة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا!" فقال الحسن: ضالة مؤمن عند فاسق ؛ فلنأخذها. (فيض القدير 5/65)
- سمع الشعبيُّ الحجاجَ بن يوسف وهو على المنبر يقول: "أما بعد فإن الله كتب على الدنيا الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ؛ فلا فناء لما كتب عليه البقاء ، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء ؛ فلا يغرنَّكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة ، وأقصروا من الأمل لقصر الأجل" ؛ فقال: كلام حكمة خرج من قلب خراب ! وأخرج ألواحه فكتب . (زهر الآداب 1/182) .
والمستغرب أن الشعبي ما كان يكتب !! فعن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي. (صفة الصفوة 3/75) .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
17 ـ "ابن المبارك البغدادي"
- قال الذهبي في ترجمة الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي البغدادي (462-538) في (التذكرة) (4/1282-1283) : (الحافظ العالم محدث بغداد ... قال السمعاني: هو حافظ ثقة متقن ، واسع الرواية ، دائم البشر ، سريع الدمعة عند الذكر ، حسن المعاشرة ، جمع الفوائد وخرج التخاريج ، لعلّه ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته ، ونسخ الكتب الكبار ، مثل الطبقات لابن سعد ، وتاريخ الخطيب ؛ وكان متفرغاً للحديث : إما أن يقرأ عليه ، أو ينسخ شيئاً ... وقال ابن ناصر: ... ولم يتزوج قط ، وقال ابن الجوزي : "كنت أقرأ عليه وهو يبكي ، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته ، وكان على طريقة السلف ، انتفعت به ما لم أنتفع بغيره"). انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
18 ـ "ما طلبُ الحديث؟؟"
ـ قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/204-205):
(قال الخريبي : سمعت الثوري يقول : "ليس شيء أنفع للناس من الحديث" ؛ وقال أبو أسامة : سمعت سفيان يقول : "ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل" ؛ قلت [القائل هو الذهبي]: صدق والله ؛ إن طلب الحديث [شيء غير] الحديث ؛ فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث ؛ وكثير منها مراق إلى العلم ؛ وأكثرها أمور يشغف بها المحدث ، من تحصيل النسخ المليحة ، وتطلُّب الإسناد العالي ، وتكثير الشيوخ ، والفرح بالألقاب والثناء ، وتمني العمر الطويل ليروي ، وحب التفرد ؛ إلى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية.
فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفاً بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص؟!) . انتهى.
-
* فوائد متنوعة متجددة :
19 ـ "ودع" :
قال الفيومي :
(قال بعض المتقدمين : وزعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي "يدع" ومصدره واسم الفاعل ، وقد قرأ مجاهد وعروة ومقاتل وابن أبي عبلة ويزيد النحوي "ما وَدَعَكَ ربك" بالتخفيف ، وفي الحديث : "لينتهين قوم عن ودْعِهم الجمعات" - بسكون الدال - أي عن تركهم ، فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب ، ونقلت من طريق القرَّاء ، فكيف يكون إماتة ؟
وقد جاء الماضي في بعض الأشعار ، وما هذه سبيله ، فيجوز القول بقلة الاستعمال ولا يجوز القول بالإماتة ) اهـ
[المصباح المنير صـ٣٣٧ـ مادة : "ودع" ]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
20 ـ "الإنصاف في العلم"
يقول ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع العلم 1/530) : "من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم . " أ.هـ
ذكر ابن عبد البر بسنده في (جامع العلم 1/531)
عن محمد بن كعب القرظي قال: سأل رجل علياً رضي الله عنه عن مسألة ، فقال فيها ،
فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ؛ ولكن كذا وكذا . فقال علي رضي الله عنه:
أصبتَ وأخطأتُ !!.
-
* فوائد متنوعة متجددة :
21 ـ قال الذهبي في العبر في أخبار من غبر :
(في حوادث سنة عشرين ومائة :
…وفيها (توفي) فقيه الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشقري مولاهم (شيخ الإمام أبي حنيفة) صاحب إبراهيم النخعي ، روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة ، وكان سرياً محتشماً ، "يفطِّر كل ليلة في رمضان خمسمائة إنسان" ) .
وفقنا الله للطاعات ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
22 ـ قال ابن بشكوال في الصلة (170) :
(قال أبو الوليد : أنا أبو الحسن جهضم بمكة قال : نا أبو بكر أحمد بن علي قال : نا أحمد بن مروان قال : نا صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : "ما الناس إلا من قال حدثنا وأخبرنا وسائر الناس لا خير فيهم" ، ولقد التفت المعتصم إلى أبي فقال له : "كلم ابن دؤاد" , فأعرض عنه أبي بوجهه وقال : "كيف أكلم من لم أره على باب عالمٍ قط !!" .) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري
أحسن الله إليكم ورفع قدركم..
/// وفيك بارك الله وبك نفع.
/// وما تسطِّره من الفوائد في هذا الموضوع مما ينتقى ويصطفى، فسدد الله قلمك وفكرك.
-
* فوائد متنوعة متجددة :
23 ـ "متى يفتي؟" أسند الخطيب في (الجامع) (2/174) ( .. سئل يحي ابن معين - رحمه الله - : "أيفتي الرجل من مئة ألف حديث؟ قال : لا ؛ قيل: ومن مئتي ألف؟ قال : لا ؛ قيل: ثلاثمئة؟ قال: لا ، قيل : خمس مئة ألف؟ قال: أرجو" - ثم قال الخطيب عقبه - : وليس يكفيه إذا نصب نفسه للفتيا أن يجمع في الكتب ما ذكره يحيى دون معرفته به ، ونظره فيه ، وإتقانه له ، فإن العلم هو الفهم والدِّراية ، وليس بالإكثار والتوسع في الرواية). ثم روى عن مالك بن أنس قال: (إن العلم ليس بكثرة الرواية ؛ إنما العلم نور يجعله الله في القلب) وروى عقبه عن أبي همام قال: (سمعت شريكاً سئل عن قوله تعالى "يؤتي الحكمة من يشاءُ"، قال: الفهم). [آمين .. جزاكم الله الجنة ـ شيخنا الفاضل : عدنان ـ وقد سعدت بردِّكم , وشرُفْتُ بمتابعتكم , وعَلَت الهمة بتشجيعكم ..]
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاكم الله خيرا اخي ابا معاذ على هذه الفوائد وقد تتبعتها واحدة واحدة ولازلت بانتظار المزيد
ولو تكرمت اخي ابو معاذ ان تتفضل علي بكتاب العبر في اخبار من غبر للامام الذهبي رحمه الله واين اجده
-
* فوائد متنوعة متجددة :
24 ـ أطيب الناس عيشاً :
" ... وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط , مع ما كان فيه من ضيق العيش , وخلاف الرفاهية والنعيم , بل ضدها, ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف , وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا , وأشرحهم صدرا , وأقواهم قلبا , وأسرهم نفسا , تلوح نضرة النعيم على وجهه ..
وكنا إذا اشتد بنا الخوف , وساءت منا الظنون , وضاقت بنا الأرض , أتيناه فما هو إلا أن نراه , ونسمع كلامه , فيذهب ذلك كله , وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة ..
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه , وفتح لهم أبوابها في دار العمل , فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها , ما استفرغ قواهم لطلبها , والمسابقة إليها " .
[ابن القيم يصف شيخه ابن تيمية في الوابل الصيب ] .
(أخي الفاضل : أبا قتادة ـ وفقك ربي وسددك ـ أشكرك على متابعتك , تولَّى ربي إيفاءك مثوبةً تكافئ وفاءك , وبالنسبة لكتاب "العبر" فهو عندي مصور على صيغة pdf بتحقيق محمد بسيوني زغلول , من مطبوعات دار الكتب العلمية , ولا أعرف كيفية التحميل , أخوك : محمد )
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
25 ـ قال شيخ الاسلام ابن تيمية في درء التعارض(5 /64 , 65 ) :
(وهل وجد في العالم أمّة أجهل وأضل وأبعد عن العقل والعلم من أمة يكون رؤوسها فلاسفة ؟........ وهل رأيت فيلسوفا أقام مصلحة قرية من القرى ، فضلا عن مدينة من المدائن ؟ وهل يصلح دينه ودنياه إلا بأن يكون من غمار أهل الشرائع ؟) .
(أشكرك أخي الفاضل "صوت الخير" على المبادرة الطيبة ..)
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء اشهد الله على حبك اخي ابا معاذ
-
* فوائد متنوعة متجددة :
26 ـ "نسب إلى الكذب من وفرة محفوظه" :
في بغية الوعاة - [1/164] : (قال التَّنوخي : لم أر أحفظ من محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب (345 هـ) أملى مِنْ حفظه ثلاثين ألف ورقة ، ولِسعة حِفْظه نُسب إلى الكذب .. وبلغ من شدة حفظه : أنه حضر ابن دريد ، وابن الأنباري ، وابن مِقْسَم عند القاضي ، فعرض عليهم تلك المسائل – ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها ـ ، وختمها ببيتين من الشعر .
فما عرفوا منها شيئاً ، وأنكروا الشعر ، فقال لهم القاضي : ما تقولون فيها ؟ فقال ابن الأنباري : أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ، ولا أقول شيئاً , وقال ابن مِقسْم كذلك ، وقال : أنا مشغول بالقراءات .
وقال ابن دريد : هذه المسائل من مصنوعات أبي عُمر ـ يريد غلام ثعلب ـ ، ولا أصل لها في اللغة ؛ فبلغه ذلك ، فاجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء سمّاهم ، ففتح القاضي خزانته ، وأخرج له تلك الدواوين ، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ، ويخرج لها شاهداً من كلام العرب ، ويعرضه على القاضي ، حتى استوفاها ، ثم قال : وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخِّطهِ على ظهر الكتاب الفلانيّ ، فأحضر الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما قال .) انتهى .
(أخي الفاضل : أبا قتادة السلفي :أحبك الله الذي أحببتني فيه) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
27 ـ "حفظ القرآن وهو ابن أربع" :
- في اختصار علوم الحديث ص_120 : قال اَلشَّيخ أبو عمرٍو وبَلَغَنَا عن إبراهِيم بن سعِيد الجوهري أَنّه قال : "رأيتُ صبيًّا ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون قد قَرَأَ القرآن وَنظر في الرأي ، غير أنَّه إذا جاع بكى ." انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
28 ـ قال الشاطبي في الإفادات والإنشادات :
"إفادة :
-تأويل (فأقبل بهما وأدبر) من حديث الوضوء :
سمعت من الشيخ الفقيه الشريف الجليل قاضي الجماعة محمد بن أحمد بن محمد الحسيني رضي الله عنه , فيما جاء في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "فأقبل بهما وأدبر" الحديث إلى آخره :
أنَّ أحسن الوجوه في تأويله أن يكون قدَّم الإقبال تفاؤلا ، ثم فسر بعد ذلك على معنى أدبر وأقبل .
قال : والعرب تقدم في كلامها ألفاظا على ألفاظ أخر , وتلتزمه في بعض المواضع , كقولهم :قام وقعد ، ولاتقول : قعد وقام ، وكذلك : أكل وشرب ودخل وخرج ، على هذا كلام العرب ، فتكون هذه المسألة من هذا .
قال : ويؤيِّد ما ذكرناه - وهو موضع النكتة - تفسيره لأقبل وأدبر في باقي الحديث على معنى أدبر ثم أقبل ، ولو كان اللفظ على ظاهره لم يحتج إلى تفسير " انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
29 ـ "كنية أبي حيان سبب شهرته" :
- في البحر المحيط عند قوله تعالى :{ولا تنابزوا بِالألقاب} : (اللَّقب إن دلَّ على ما يكرهه المدعوُّ به ، كان منهياً ، وأما إذا كان حسناً ، فلا ينهى عنه. وما زالت الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير. وروي أن بني سلمة كانوا قد كثرت فيهم الألقاب ، فنزلت الآية بسبب ذلك . وفي الحديث : "كَنُّوا أولادكم". قال عطاء : مخافة الألقاب . وعن عمر : "أشيعوا الكنى فإنها سنة". انتهى . ولا سيما إذا كانت الكنية غريبة ، لا يكاد يشترك فيها أحد مع من تكنَّى بها في عصره ، فإنه يطير بها ذكره في الآفاق ، وتتهادى أخباره الرفاق ، كما جرى في كنيتي بـ"أبي حيان" ، واسمي محمد . فلو كانت كنيتي" أبا عبد الله" أو "أبا بكر" ، ممَّا يقع فيه الاشتراك ، لم أشتهر تلك الشهرة ) انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
30 ـ "تتبع الرخص" :
ـ قال سليمان التيمي: "لو أخذتَ برخصة كل عالم ، أو زلة كل عالم ، اجتمع فيك الشر كله ."
- قال ابن عبد البر عقب إخراجه : "هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً ." انتهى .
[جامع بيان العلم وفضله 2/91]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
31 ـ "أبو طلحة"
قال ابن أبي حاتم عند تفسير قوله تعالى : "انفروا خفافاً وثقالاً" [10393] :
- حدَّثنا أبو زرعة ، ثنا موسى بن إسماعِيل، ثنا حمَّاد بن سلمة ، ثنا ثَابِت ، وعلي بن زيدٍ ، عن أنس بن مالكٍ : أنَّ أبا طلحَة قرأ سورة براءَةَ فأَتَى على هذه الآيَة " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " قَال : "أرى ربنَا يستنفِرنَا شيوخًا وَشُبَّانًا ، جَهِّزوني بَنيَّ ، قال بنوه: يرحَمكَ اللَّه ، قد غزوتَ مع النَّبِي صلى اللّه عليه وسلَّم حتَّى مات، وغزوت مع أَبي بكرٍ حتَّى مات ، وغزوتَ مع عمر حتَّى مات، فنحن نَغْزُو عنك ، فأبى فركب البحر فماتَ ، فلم يَجدوا له جزيرَةً يدفنوهُ فيها إِلا بَعد تسعة أَيَّامٍ!! ، فلم يتغَيَّر فدفنوه فيها".
-
* فوائد متنوعة متجددة :
32 ـ "من المحبرة إلى المقبرة" :
في بغية الوعاة [1/51] :- (وكان عبد الله بن إبراهيم الخَبْرِيّ (476 هـ) مع المحبرة إلى المقبرة ، فقد ذكر أنه كان يكتب يوماً وهو مستند فوضع القلم من يده ، وقال : إن هذا موتٌ مهنأ طيب ، ثم مات ـ رحمه الله تعالى ـ ) انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
ـ 33 :"الكلام في الصحابة" :
ـ روى الخطيب البغدادي من طريق الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبدُ الله بن مصعب قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينتقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: زنادقة، قال: ما سمعت أحداً قال هذا قبلك! قال: قلت: هم أرادوا رسول الله بنقص، فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء وما اقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء فقال: ما أراه إلا كما قلت. (تاريخ بغداد 10/174)
وقال الإمام أحمد: "إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 7/1252 وتاريخ ابن عساكر 59/209)
وقال الإمام أبو زرعة: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة." (الكفاية ص97 وتاريخ ابن عساكر 38/32).
-
* فوائد متنوعة متجددة :
34 ـ
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في حديث ابن عمر : "كان الرجال والنساء يتوضؤون زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً" :
(قوله : "جميعا" أي حال كونهم مجتمعين ، و"ال" في قوله "الرجال والنساء" المراد بها الحقيقة لا الاستغراق وليس المراد منها العموم ، وإن كان المتبادر العموم ، لأن القرينة خصصته بالبعض ، ولذا قال بعض العلماء : إن الجمع المتناول للعموم إذا عرف بأل كان دلالته على الجنس مجازية ، وهو في حكم النكرة يعم في النفي ويخص في الإثبات ، فلو قلت : فلان يركب الخيل ؛ صح أنه يركب بعضها ، ويعلم قطعا أنه لم يركب الكل ، وأما لو قال : والله لا أركب الخيل ، ولا أتزوج النساء ؛ فإنه يحنث في كل ما يركبه ، أو يتزوجه لأنه حينئذ عمَّ .
ذكر معناه العيني رحمه الله )
[شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية ، بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية : ٢/٤٠]
وثم جواب مشهور على قاعدة "الجمع المقابَل بالجمع يقتضي الإفراد في كل جمع وعدم التشريك"
-
* فوائد متنوعة متجددة :
ثبتنا الله و إياكم على الحق والطاعة , وجعلنا وإياكم من المقبولين ..
35 ـ "قيام الليل"
أخرج النسائي والترمذي وابن خزيمة وابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله , فأما الذين يحبهم الله : فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم , فمنعوه فتخلف رجل فأعطاهم سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه , وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رءوسهم , فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي , ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا وأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له , والثلاثة الذين يبغضهم الله : الشيخ الزاني , والفقير المختال, والغني الظلوم ) .
وأخرج الطبراني في الكبير والبيهقي عن مطرف رضي الله عنه قال : (كان يبلغني عن أبي ذر حديثا وكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت : يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك فقال : لله أبوك قد لقيتني فهات قال : قلت حديثا بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثك قال : ( إن الله عز و جل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ) قال : فلا أخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فقلت : من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز و جل ؟ قال : ( ... رجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى أو النعاس فنزلوا فضربوا برؤوسهم ثم قام فتطهر وصلى رغبة لله عز و جل ورغبة فيما عنده ) ..
وفي الحلية (1/364) حدثنا أبو بكر بن مالك ن قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، قال : كان يقال : قلما ساهر الليل منافق . [أي للصلاة]
وفي معرفة الثقات للعجلي (1/17)
(الحسن بن صالح بن صالح بن حُيَيّ كوفى ثقة متعبد رجل صالح .. وباع حسن جارية , فلما صارت عند الذي اشتراها قامت في جوف الليل فقالت : يا أيتها الدار الصلاة الصلاة !! قالوا : طلع الفجر ؟ قالت : وليس تصلون إلا المكتوبة ؟!! قالوا : نعم , ليس نصلى إلا المكتوبة , فرجعت إلى حسن فقالت : بعتنى من قوم سوء ليس يصلون بالليل فرُدَّني , فردَّها ..) اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
36 ـ "خطأ العالم لا يُنْسي فضله"
قال الذهبي في السير في ترجمة قتادة بن دعامة السدوسي :
"وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القدر ـ نسأل الله العفو ـ ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه , ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبَّس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه ، وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل .
ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له زَللُه ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه .
نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك ." [5-271]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
37 ـ "الابتلاء" :
- قال الشوكاني في تفسير قوله تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" :
(وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ما نزل إليهم ، وقال لهم في غير موطن : "هل بلغت؟" فيشهدون له بالبيان ، فجزاه الله عن أمته خيراً ؛ ثم إن الله سبحانه وعده بالعصمة من الناس دفعاً لما يظنّ أنه حامل على كتم البيان ، وهو خوف لحوق الضرر من الناس ، وقد كان ذلك بحمد الله ، فإنه بين لعباد الله ما نزل إليهم على وجه التمام ، ثم حمل من أبى من الدخول في الدين على الدخول فيه طوعاً أو كرهاً ، وقتل صناديد الشرك وفرّق جموعهم وبدّد شملهم ، وكانت كلمة الله هي العليا ، فأسلم كل من نازعه ممن لم يسبق فيه السيف العذل ، حتى قال يوم الفتح لصناديد قريش وأكابرهم : " ما تظنون أني فاعل بكم؟ " فقالوا : أخ كريم وابن أخ كريم فقال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
وهكذا من سبقت له العناية من علماء هذه الأمة يعصمه الله من الناس ، إن قام ببيان حجج الله ، وإيضاح براهينه ، وصرخ بين ظهراني من ضادَّ الله وعانده ولم يمتثل لشرعه كطوائف المبتدعة ، وقد رأينا من هذا في أنفسنا وسمعنا منه في غيرنا ما يزيد المؤمن إيماناً وصلابة في دين الله وشدّة شكيمة في القيام بحجة الله ، وكل ما يظنه متزلزلوا الأقدام ، ومضطربوا القلوب ، من نزول الضرر بهم وحصول المحن عليهم فهو خيالات مختلة وتوهمات باطلة ، فإن كل محنة في الظاهر هي منحة في الحقيقة ، لأنها لا تأتي إلا بخير في الأولى والأخرى .) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
38 ـ
قال صلى الله عليه وسلم : (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أوراح) متفق عليه .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :[183/2] "والنزل بضم النون والزاي: المكان الذي يهيأ للنزول فيه ، وبسكون الزاي : مايهيأ للقادم من الضيافة ونحوها"
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :"وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح سواء غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلا"
-
* فوائد متنوعة متجددة :
39 ـ
قال البنوري في أول كتابه "معارف السنن" [2/1] :
ـ ( وحديث "كل أمر ذي بالٍ لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع" اضطرب لفظه , ففي لفظ : "بحمد الله" , وفي لفظ : "ببسم الله" , وفي لفظ : "بذكر الله" , وقد ضعفه بعض , وصححه بعض , ... وبالجملة الحديث واحدٌ ولفظه متعدد , ومفاده ـ بعد ثبوته ـ البداءة بذكر الله , سواء كان في صورة البسملة , أو الحمدلة , أو غيرهما .
وتوهم كثير من المصنفين تعدد الحديث , لاختلاف ألفاظه , فاضطربوا في جمع العمل بهما , فاخترعوا للإبتداء أقساماً من الحقيقي , والإضافي , والعرفي , فحملوا بعض الألفاظ على الحقيقي والبعض على الإضافي , كما هو معروفٌ , كل ذلك تكلفٌ وتنطع وغفلة عن الفن وقواعده , ومدار تحقيقهم وعنائهم على ظنهم تعدُّد الأحاديث , ولم يدروا أن الحديث واحد , وإنما الاختلاف في اللفظ ..) اهـ
-
* فوائد متنوعة متجددة :
40 ـ "زيادة كبد الحوت" :
في الصحيحين أن أول طعام أهل الجنة : زيادة كبد الحوت , أو النون , وهو تحفتهم .
قال العلامة ابن القيم - في التبيان في أقسام القرآن ، فصل في الكبد - :
(والكبد عضو لحمي تتخلله عروق رقاق وغلاظ ، وعلى الكبد غشاء عصبي حساس يحيط بها ، وينثني إلى غلافه ، والكبد هي الأصل في الغذاء ، وآلات الغذاء خدم لها ومعينات ، فإن الإنسان لما كان كالشجرة المستقلة جعل له ما يقوم مقام النهر الجاري في أصول الشجرة يسقيها ، وهو الأمعاء والمعدة بمنزلة العين وتجري منها العروق مجرى السواقي ، وعروق الكبد المتصلة بالأمعاء بمنزلة عروق الشجرة المتصلة بأرض الساقية تمتص الماء منها وتؤديه إلى الشجرة وأغصانها وورقها وثمارها ، وهذه العروق تمص الماء من الطين والثرى ، وكذلك عروق الكبد تمتص صفو الماء وخالصه من كليتيه وتحيله إلى طبيعة الأعضاء ، كما تفعل عروق الشجرة ، وشكل الكبد شكل هلالي محدب من ظاهره مقعر من باطنه وهي تحت الأضلاع الخمس ، ولها خمس شعب يقال لها الزوائد تحتوي على المعدة كما تحتوي الكف بأصابعها على الشيء المقبوض ، ويقال للشعبة الصغيرة منها خاصة زائد الكبد ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم [إن سبعين ألفا من أهل الجنة يأكلون من زيادة كبد الحوت الذي هو طعامهم] وهذا يدل على عظم قدر هذه الزائدة فما الظن بالكبد التي هي زائدته فكيف بالحوت الذي حواها ؟) >>> انتهى من التبيان في أقسام القرآن [1-240]
قال العلامة العيني :
(قوله "فزيادة كبد الحوت" الزيادة : هي القطعة المنفردة المعلقة بالكبد ، وهي في الطعم في غاية اللذة ، ويقال أنها أهنأ طعام وأمرؤه ، ووقع في حديث ثوبان أن تحفتهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون ، والنون هو الحوت الذي عليه الأرض ، والإشارة بذلك إلى نفاذ الدنيا ، وفي حديث ثوبان بزيادة وهي أنه ينحر لهم عقيب ذلك نون الجنة الذي كان يأكل من أطرافها وشرابهم عليه من عين.. ) انتهى من عمدة القاري [1-181]
- وفي هدي الساري ص 135 فصل الزاي :
(زيادة كبد : الحوت هي القطعة المنفردة المتعلقة من الكبد)
- وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار ، باب مسائل عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم [7-320] رقم الحديث : [3938] :
(قوله : "وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت" الزيادة : هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد ، وهي في المطعم في غاية اللذة ، ويقال إنها أهنأ طعام وأمراه ، ووقع في حديث ثوبان أن تحفتهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون ، والنون هو الحوت ، ويقال هو الحوت الذي عليه الأرض ، والإشارة بذلك إلى نفاذ الدنيا) انتهى .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
41 ـ قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" : (وفي هذا دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض ، وأن ذلك لا يقدح في الرضا ، ولا في التسليم للقضاء , لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .) اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
* فوائد متنوعة متجددة :
42 ـ "الصبر الجميل"
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى [183/10] :
(وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ "الْهَجْرَ الْجَمِيلَ" و "الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" و "الصَّبْرَ الْجَمِيلَ" ، وَقَدْ قِيلَ : إنَّ "الْهَجْرَ الْجَمِيلَ" هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى ..
وَ "الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ ..
وَ "الصَّبْرَ الْجَمِيلَ" صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ ..
وَلِهَذَا قُرِئَ عَلَى أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي مَرَضِهِ أَنَّ طاوسا كَانَ يَكْرَهُ أَنِينَ الْمَرِيضِ وَيَقُولُ : إنَّهُ شَكْوَى , فَمَا أَنَّ أَحْمَد حَتَّى مَاتَ .) اهـ .
[الأخ الفاضل : محمد أحمد محمود , أشكرك , وثبتنا الله و إياك على الحق .. أخوك : محمد .. ]
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
أحسن الله إليكم ورفع قدركم ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
43 ـ "كلام المتكلم يحمل مطلقه على مقيده و .."
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح [288/2] :
(.. فإنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعضه , ويؤخذ كلامه من ههنا وههنا , وتعرف ما عادته بعينه ويريده بذلك اللفظ , فإذا عرف عُرْفه وعادته في معانيه وألفاظه , كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده .
وأما إذا استعمل لفظاً في معنىً لم تجر عادته باستعماله فيه , وترك استعماله في المعنى الذي جرتت عادته باستعماله فيه , وحمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عرف أنه يريده بذلك اللفظ ـ بجعل كلامه متناقضاً ـ وترك حمله على ما يناسب سائر كلامه , كان ذلك تحريفاً لكلامه عن موضعه , وتبديلاً لمقاصده وكذباً عليه) اهـ .
[أشكرك أخي الفاضل : "سال" على الدعوات الطيبات .. بارك الله فيك ..]
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
موضوع جميل أخي محمد، زدنا زادك الله من فضله ونعيمه.
-
* فوائد متنوعة متجددة :
44 ـ من الطرائف قول زين الدين ابن الوردي (ثمرات الأوراق للحموي) [ 39/1 ] :
(وشادن يسألني
ما المبتدا و[ما] الخبر
مثلهما لي مسرعا
فقلت[له]: أنت القمر) . اهـ .
ـ وما بين المعقوفتين ليست في الكتاب , زدتها للوزن ..
[الأخ الفاضل : كمال أحمد , شكر الله لك كلمات الطيبة , طابت أيامك , وأشكرك لك تشجيعك .. أخوك : محمد ..]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
45 ـ قال الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز [55/1] :
(أَمَّا التفسير فمن طريق اللغة : الإِيضاح والتَّبيين , يقال: فسَّرت الحديث أَى بيَّنته وأَوضحته.
واختلف فى اشتقاقه :
فقيل: من لفظ التَفْسِره ، وهو نظر الطبيب فى البول لكشف العلَّة والدواءِ ، واستخراج ذلك , فَكذلك المفسِّر ينظر فى الآية لاستخراج حكمها ومعناها.
وقيل: اشتقاقه من قول العرب: فسَرت الفرس وفسَّرته أَى أَجريته وأَعديته إِذا كان به حُصْر، ليستطلِق بطنُه , وكأَن المفسِّر يجرى فرس فكره فى ميادين المعانى ليستخرج شرح الآية، وَيُحلَّ عقْد إِشكالها.
وقيل: هو مأْخوذ من مقلوبه , تقول العرب: سفَرت المرأَةُ إِذا كشفت قِناعها عن وجهها، وسفرتُ إِذ كَنَسته ويقال للسَّفَر سفَر لأَنه يَسِفر ويكشف عن أَخلاق الرجال , ويقال للسُّفرة سُفْرة لأَنها تُسفَر فيظهر ما فيها ؛ قال تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ} أَى أَضاءَ. فعلى هذا يكون أَصل التفسير التسفير على قياس صعق وصقع، وجذب وجبذ، وما أَطيبه وأَيطبه، ونظائِره .
ونقلوه من الثلاثىّ إلى باب التفعيل للمبالغة , وكأَنَّ المفسِّر يتتبع سورة سورة، وآية آية، وكلمة كلمة، لاستخراج المعنى . ) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
46 ـ في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى [لُعِن الَّذين كفروا من بني إسْرائيل] :
(قال الإمام أحمد : حدثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن جندب ، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاينبغي لمسلم أن يذل نفسه" , قيل : وكيف يذل نفسه ؟ , قال : يتعرَّض من البلاء لما لايطيق") اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
في الدرر الكامنة [177/1] :
قال الشهاب ابن فضل الله : " لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبعمائة : نزل عند عمي شرف الدين ، وحض أهل المملكة على الجهاد ، فأغلظ القول للسلطان والأمراء .
ورتبوا له في مقر إقامته في كل يوم دينارا ومخفقة طعام ، فلم يقبل شيئا من ذلك ، وأرسل له السلطان بقجة قماش فردها .
قال : ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال :( ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ) ، ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديها وأنشده إياها : ـ
لما أتانا تقي الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ما له وزر
على محياه من سيما الأولى صحبوا *** خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبرا *** بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست *** وأخمد الشر إذ طارت له شرر
كنا نحدث عن حبر يجيء بها *** أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
قال : ثم دار بينهما كلام ، فجرى ذكر سيبويه ، فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه ، فنافره أبو حيان وقطعه بسببه ، ثم عاد ذاما له وصير ذلك ذنبا لا يغفر.
قال : وحج ابن المحب سنة ( 34 ) فسمع من أبي حيان أناشيد ، فقرأ عليه هذه الأبيات ، فقال : ( قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير ) ، فسأله عن السبب في ذلك فقال : ( ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه ، فقال : ( يفشر سيبويه ) .
قال أبو حيان : ( وهذا لا يستحق الخطاب ) .
ويقال : إن ابن تيمية قال له ( ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما ، بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت ) ، فكان ذلك سبب مقاطعته إياه ، وذكره في تفسيره البحر بكل سوء ، وكذلك في مختصره النهر .. " .
قال شيخ الإسلام في النبوات [11/1] : ـ
( والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما لا يقدر عليه أحد في زمنه ، وليس هذا دليلا على النبوة .
فكتاب سيبويه مثلا مما لا يقدر على مثله عامة الخلق ، وليس بمعجز إذ كان ليس مختصا بالأنبياء بل هو موجود لغيرهم ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
غفر الله لهما ورحمهما
نستفيد من القصة حفظ اللسان وما قد تؤدي اليه الكلمة
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
48 ـ قال مصطفى لطفي المنفلوطي : ( لا يزور العلم قلبا مشغولا بترقب المناصب ، وحساب الرواتب ، وسَوْقِ الآمال وراء الأموال ، كما لا يزور قلبا مقسما بين تصفيف الطرة ، وصقل الغرة ، وحسن القوام ، وجمال الهندام ، وطول الهيام بالكأسين : كأس المدام ، وكأس الغرام ) .
[ العبرات / ص 241 ] .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاك الله خيرا وزادك لنفسك وللمسلمين نفعا
واصل شيخنا أبا معاذ إتحافنا بفوائدك القيمة والمنتقاة كما ينتقى الدر
إستفدت منها وجمعتها مع فوائدي ... مع إذنك
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزاك الله خيرا ما أحوجنا الى هذه الاخلاق السامية والرفيعة
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
49 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصبهانية [ ص 467 ] : ـ
( طرق السلف والأئمة الموافِقة للطرق التي دل القرآن عليها و أرشد إليها : هي أكمل الطرق و أصحها .
و أكثر الناس صوابا في العقليات أقربهم إليهم ، كما أن أكثرهم صوابا في السمعيات أقربهم إليهم ... ) .
قال أحد مشايخنا : ثم يأتي من يقول : إن السلف قصروا في العقليات و ابن تيمية تدارك الأمر .
{ المشايخ : أبو قتادة السلفي ، رضا الحملاوي ، أبو أنس الكردي : شكر الله لكم مشاركتكم ، ونفعنا وإياكم بما نسمع ونكتب } .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
50 ـ قال في لسان العرب [ مادة / ث م ر ] : (وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب ، وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن .
قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم .
وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ ،قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة ( فَعُلَةٍ ) في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره... .
والثُّمُرُ الذهب والفضة ، حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل: ( وكان له ثُمُر )؛ فيمن قرأَ به،
قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة.
التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: ( وكان له ثُمُر )؛ قال: ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.
وروى الأَزهري بسنده قال: قال سلَّام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: ( وكان له ثَمَر )؛ مفتوح جمع ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء.
قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول : ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق ) ا هـ
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
* فوائد متنوعة متجددة :
51 ـ التكبير عقب الصلاة ثلاثاً :
ـ في فتح الباري للحافظ ابن رجب [284/5] :
حدثنا عليٌ : ثنا سفيان : ثنا عمرو : أخبرني أبو معبدٍ ، عن ابن عباسٍ ، قال : كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله بالتكبير ...قال حنبلٌ : سمعت أبا عبد الله يقول : ثنا عليٌ بن ثابتٍ : ثنا واصلٌ ، قال : رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا . قلت له : حديث عمرو ، عن أبي معبد ، عن ابن عباسٍ : كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله "بالتكبير" ، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟ . قال نعم .
ذكره أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه الشافي .
فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله عقب الصلاة المكتوبة : هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ .
ويشهد لذلك : ما روي عن مسعرٍ ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن طيسلة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله : "من قال في دبر الصلوات ، وإذا أخذ مضجعه : الله أكبر كبيراً ، عدد الشفع والوتر ، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً - ، ولا إله إلا الله - مثل ذلك - كن له في القبر نوراً ، وعلى الحشر نوراً ، وعلى الصراط نوراً ، حتى يدخل الجنة" ... وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب إلى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) وقوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) ، ولقول النَّبيّ (لمن جهر بالذكر من أصحابه : (إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً) .
قال شيخنا العلامة محمد علي آدم ـ حفظه الله ـ في ذخيرة العقبى [340/15] بعد أن نقل كلام الحافظ ابن رجب :
(قد تلخص مما ذكر في كلام الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ ، وكذا ما تقدم من كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ أن الصواب هو الذي ذهب إليه أحمد وبعض السلف من أن رفع الذكر مستحب ... وأنه لادليل لمن حمل حديث ابن عباس على أن الجهر كان وقتا يسيرا للتعليم ، كما لا دليل لمن ادعى أن الجهر بالتأمين كان لأجل التعليم .
وهذا ابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الناس بالسنة يخبرنا إخبارا مطلقا ، دون أن يقيده بوقت دون وقت ، وأيضا فإن فيه لفظة "كان" المشعرة بالمداومة والمواظبة .
والحاصل أن أكثر عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد كان على رفع الصوت بالتكبير عقب المكتوبة .
فتبصر بالإنصاف ، ولا تتحير بالاعتساف .
والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ..
"وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
-
* فوائد متنوعة متجددة :
52 ـ عجيبة من ابن حزم ـ رحمه الله ـ :
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في التقريب لحد المنطق [134] :
(واعلم أنك لا تورث العلو إلا من يكسبك الحسنات وأنت ميت ، والذكرَّ الطيب وأنت رميم ، ولا يذكرك إلا بكل جميل , ولا تورثه بعدك ولا تصحب في حياتك في طريقه إلا كل فاضل ، ولست تصحب في طلب المال والجاه إلا اشباه الثعالب والذئاب.
و أحدثك في ذلك بما نرجو أن ينتفع به قارئه إن شاء الله تعالى ، ذلك أني كنت معتقلا ... في مطبق [ سجن تحت الأرض ] وكنت لا أؤمن [الـ]ـقتل ... وكنت مفكرا في مسألة عويصة ... فطالت فكرتي فيها أياما وليالي , إلى أن لاح لي وجه البيان فيها , وصح لي وحق يقينا في حكمها وانبلج ، وأنا في الحال الذي وصفتُ , فبالله الذي لا إله إلا هو الخالق مدبر الأمور كلها أقسم ، الذي لا يجوز القسم بسواه ، لقد كان سروري يومئذ وأنا في تلك الحال بظفري بالحق فيما كنت مشغول البال به وإشراق الصواب لي = أشد من سروري بإطلاقي مما كنت فيه !! ، وما ألفنا كتابنا هذا وكثيرا مما ألفنا إلا ونحن مغربون مبعدون عن الوطن والأهل والولد ، مخافون مع ذلك في أنفسنا ظلما وعدوانا ، لا نستر هذا بل نعلنه ، ولا نمكن الطالب إبطال قولنا في ذلك ، إلى الله نشكو ، واياه نستحكم لا سواه ، لا إله الا هو ...)
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
أدخلت السرور على قلبي بعودة فوائدك الرائعة أخي محمد أبا معاذ البخاري
واصل جزاك الله خيرا
-
* فوائد متنوعة متجددة :
53 ـ من آداب المعلمين :
نقل ابن سحنون [ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام (سحنون) بن سعيد بن حبيب التنوخي (202- 256هـ ) فقيه مالكي مناظر، كثير التصانيف. انظر: الزركلي: الأعلام 6/204.] في كتابه : "آداب المعلمين" صـ 362 [وهو ملحق بكتاب التربية في الإسلام ، للدكتور أحمد الأهواني ] عن والده الإمام سحنون ، قوله : -
(... وإذا أجدب الناس , واستسقى الإمام , فأُحِبَّ للمعلم أن يخرج بمن يعرف الصلاة من طلابه ، وليبتهلوا إلى الله بالدعاء ويرغبوا إليه ، فإنه بلغني أن قوم يونس -صلى الله على نبينا وعليه السلام- لما عاينوا العذاب خرجوا بصبيانهم, فتضرعوا إلى الله بهم ...) .
في سياق كلام جميل جدا .
[أفادنيها أحد الأحبة وفقه المولى وسدده , وأشكرك أخي الفاضل رضا متابعتك الطيبة وتشجيعك ..]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
54 ـ "عدم الزيادة على الفرائض"
- قال العلامة أنور الكشميري في فيض الباري بشرح صحيح البخاري في حديث الأعرابي :
"قوله : (والله لا أزيد على هذا ولا أنقص) قيل في توجيهه : إنه محاروةٌ لتحفظ الأمور ، وقيل معناه : لا أزيدُ عددَ الفرائض ولا أنقُص منها ؛ وهو مهمل ، والأول ينتقض بما أخرجه البخاري في الصيام من طريق إسماعيل بن جعفر: "والله لا أتطوع" فإنه صريحٌ في نفي التطوع والقصْرِ على الفرائض ، فسقط ما أجاب به المجيبون ..
والوجه عندي : أن هذا الرجل جاء إلى صاحب الشريعةَ واسترخَص منه بلا وَاسطة ، فرخَّصَ له الشارع خاصة ، فيصير مستثنى من القواعد العامة ، كما في الأضحية «ولا تجزىء عن أحد بعدك». وهذا أيضاً باب يعلمه أهل العرف، فلا أثر له على القانون العام ، فمن أراد أن يترخصَ برخصتِهِ فليسترخَّص من الشارع ، وإذ ليس فليس" اهـ .
[204/1]
-
* فوائد متنوعة متجددة :
55 ـ "شطحة من ابن حزم" :
قال ابن حزم في الفصل (2/283) : [مطلب : إطلاق الصفات] :
(قال أبو محمد : وأما إطلاق لفظ الصفة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ، لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ، ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات ، نعم ، ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ، ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ، ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا ، فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده ، بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى : "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى" .
قال أبو محمد : وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة ، وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه .
وربما أطلق هذه اللفظة من متأخري الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر فيها ، فهي وهلة من فاضل وزلة عالم ، وإنما الحق في الدين ما جاء عن الله تعالى نصاً أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك أو صح إجماع الأمة كلها عليه ، وما عدا هذا فضلال ، وكل محدثة بدعة ، فإن اعترضوا بالحديث الذي رويناه من طرق عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجاء محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة رضي الله عنها في الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يسأل عن ذلك فقال : "هي صفة الرحمن فأنا أحبها" فأخبره عليه السلام أن الله يحبه ، فالجواب وبالله تعالى التوفيق :
- إن هذه اللفظة انفرد بها سعيد بن أبي هلال وليس بالقوي قد ذكره بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل .
- وأيضاً فإن احتجاج خصومنا بهذا لا يسوغ على أصولهم ، لأنه خبر واحد لا يوجب عندهم العلم
- وأيضاً فلو صح لما كان مخالفاً لقولنا ، لأننا إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاته ، فأطلق لذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ، وعلى من أطلق إرادة وسمعاً وبصراً وحياة وأطلق أنها صفات ، فهذا الذي أنكرناه غاية الإنكار ، وليس في الحديث المذكور ولا في غيره شيء من هذا أصلاً ، وإنما فيه أن قل هو الله أحد خاصة صفة الرحمن ، ولم ننكر هذا نحن بل هو خلاف لقولهم وحجة عليهم ، لأنهم لا يخصون قل هو الله أحد بذلك دون القرآن ودون الكلام والعلم وغير ذلك ، وفي هذا الخبر تخصيص لقوله قل هو الله أحد وحدها بذلك ، وقل هو الله أحد خبر عن الله تعالى بما هو الحق ، فنحن نقول فيها هي صفة الرحمن لمعنى أنها خبر عنه تعالى حق ، فظهر أن هذا الخبر حجة عليهم لنا .
- وأيضاً فمن أعجب الباطل أن يحتج بهذا الخبر فيما ليس فيه منه شيءٌ من يخالفه ويعصيه في الحكم الذي ورد فيه من استحسان قراءة قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى فلهذه الفضائح فلتعجب أهل العقول وأما الصفة التي يطلقون هم فإنما هي في اللغة واقعة على عرض في جوهر لا على غير ذلك أصلاً وقد قال تعالى : "سبحان ربك رب العزة عما يصفون " فأنكر تعالى إطلاق الصفات جملة ، فبطل تمويه من موه بالحديث المذكور ليستحل بذلك ما لا يحل من إطلاق لفظة الصفات ، حيث لم يأت بإطلاقها فيه نص ولا إجماع أصلاً ولا أثر عن السلف ، والعجب من اقتصارهم على لفظة الصفات ومنعهم من القول بأنها نعوت وسمات ، ولا فرق بين هذه الألفاظ لا في لغة ولا في معنى ولا في نص ولا في إجماع ..) انتهى .
قلت : رحم الله الإمام ابن حزم ، فقد صدقت فيه مقولة ابن عبدالهادي أنه جامد في الفروع ، هارس في الأصول ، فهو ذا ينكر جواز إطلاق لفظ "الصفة أو الصفات" ويلوي لمذهبه في التعطيل الآية والحديث ، ويصرح بأن صفاته ليست متعلقة بذاته جل وعلا ، فهو سميع بلا سمع .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..