-
* القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
سنعرض عليكم في هذه الصفحات - إن شاء الله تعالى - ما يسره الله لنا
من تفريغ (1) لأشرطة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى -
شرح لبعض أبواب من كتاب : (( الأدب المفرد )) للإمام البخاري .
علما بأن : الشيخ - رحمه الله - بريء من أية تجاوزات في اللفظ أو الرسم
أو المعنى قد حدثت خطأً أو نسيانًا أثناء التفريغ .
ونحن الذين قمنا بهذا التفريغ - بعض طلبة العلم المهتمين بمثل هذه الدراسات النافعة -
نبرأ إلى الله - عز وجل - من أيِّة تجاوزات قد حدثت دون قصد منا ..
توطئة لا بد منها بين يدي عرض التفريغ
- أولا : قد تم تفريغ هذه الأشرطة منذ ما يقرب من خمس عشرة سنة تقريبا
-ثانيا : كانت الأشرطة المتاحة آنذاك - مع ندرتها الشديدة - والتي قمنا بتفريغها تتصف بما يلي :
1- إنها غير مسلسلة أي أنه قد حدث -أحيانا - فقد شريط أو أكثر من التسلسل
؛ مما تسبب في حدوث سقط لشرح بعض أبواب الكتاب .
2- كذلك غلب على تلكم الأشرطة : إما رداءة الصوت لكامل الشريط ،
أوانخفاضه في بعض أجزاء من الشريط بشكل شق معه -بشدة - تحقيق الاستماع
الواضح لكلام شيخنا -رحمه الله تعالى- ، مما اضطرنا لكتابة ما غلب على ظننا أنه قاله.
3- كذلك تكرر حدوث فراغ صوتي - انقطاع - لمدة دقائق قد تطول أو تقصر
في بعض الأشرطة مما تسبب في بتر الكلام ، وعدم تمام المعلومة التي كان الشيخ بصدد
الحديث عنها ؛ مما نتج عنه تفكك في الكلام و الشعور بعدم ترابطه في السياق أحيانا.
4- كذا حدث - أحيانا- أن ينتهي الشريط ولما ينتهي الشيخ من شرح الباب أو الحديث
بعدُ ، ثم نجد - قدرا - تتمة لشرح هذا الباب أو الحديث بعد عدة أشرطة
في التسلسل ؛ مما اضطرنا إلى استكمال شرح الباب من الشريط المتأخر
و إلحاق ذلك الشرح بالشريط الذي تقدم فيه شرح هذا الباب أو
الحديث ؛ لتكتمل المعلومة و يمكن الاستفاد منها ، وهذا - كما لا يخفى -
أحدث خللا متعمدا في تسلسل التفريغ الحرفي للأشرطة .
5- كما أنه وبطريقة ما أحتوت الأشرطة الأخيرة على شرح
بعض أبواب من كتاب : ( الترغيب والترهيب ) للمنذري .
** وبسبب كل ما سبق بسطه نتج ما يمكن أن نطلق عليه - و بأمانة -
شبه تفريغ أو تفريغ بتصرف لا نستطيع وسمه باليسير، إلا أننا - يعلم الله -
لم نضع على لسان الشيخ ما لم يقل ، ولا نسبنا له ما لم ينسبه لنفسه
فقد حاولنا قدر الطوق ومع كل تلكم الظروف المحيطة أن يكون
هذا التفريغ محض نسخ لكلام الشيخ - رحمه الله تعالى- .
وفي الأخير :
هذه الصفحات ستحوي تسجيلا لكلمات قالها الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى-
في شرح بعض أبواب متفرقة من كتاب جبل الحفظ وإمام الدنيا الإمام البخاري
- رحمه الله تعالى - ( الأدب المفرد ) علما بأن هذا الشرح قد خصّ به الشيخ
الألباني - رحمه الله - مجلس خاص بالنساء ...
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم :
- أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم و أن يتقبله و ينفع به آمــــــــــــي ن .
- كما نسأله تعالى :
أن يغفر لكاتبه وكل من شارك بجهد أو نصح أو توجيه أو حتى أتاح مكانا
لعرضه إنه جواد كريم .
--------------------------------------
(1)- نطلق عليه تفريغا تجاوزا ؛ للأسباب المبسوطة في التوطئة
والتي منعتنا من الترجمة للموضوع بـ ( تفريغ أشرطة الأدب المفرد للألباني ).
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشــريط الأول
قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - :
75- باب : مَنْ ختم على خادمه مخافة سوء الظن
روى المصنف[1] بسنده الصحيح عن أبى العالية قال:
"كنانُؤمر أن نختم على الخادم, ونكيل,ونعدّها,كر اهية أن يتعودوا خُلٌق سوء أو يَظنَ أحَدُنا ظنَّ سوء"
يقول أبو العالية:
كان أصحاب النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- أو بعضهم يأمرونا أن نختم على الخادم,
والظاهر والله أعلم أن المقصود من هذا الختم : هو أنه كان السيدفى ذلك الزمن إذا أعطى
كيسا فيه فلوس للخادم ختم لكى لايطمع الخادم بفتحه أو أخذ شىء مما فيه.
ويٌؤكد هذا المعنى قوله:"ونكيل" يعنى : إذا أعطيناه قمحاً وقلنا له انزل إلى السوق وبعْه ؛
فنُعطيه بالكيل لانعتمد عليه.
وكذلك قوله:"ونعدها"الض ير يعود-والله أعلم- للفلوس.
فهذه ثلاث أشياء كان أصحاب الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- يأمرون الأسياد
أن يحتاطوا فيها مع خوادمهم.
لمـــــــــاذا أمِرُوابمثل هذه الأمور الثلاثة ؟
قال:"كراهية أن يتعودوا خُلق سوء, أو يظن أحدنا ظن سوء".
فبطريقة العدّ والكيل والختم سدَّ السيد على نفسه الطريق بأن يسئ الظن بخادمه .
هذا من الآداب المُتعلقة بالأسياد مع العبيد,ولكن يمكن نقل هذا الأدب إلى مجال الوالد مع الولد
,أو الأم مع ولدها إذا كان يُخشى على الولد أن يتخلق بخلق سوء ؛ فينبغى أن يُسلّم له المالَ مُعدَّاً.
هذا مما نستفيده نحن اليوم وإلا فالعبيد انقرض أمرهم والخدم من الأحرار الذين يخدمون فى البيوت
وهم قلة و لأن العبيد يومئذ كان لهم حُكم المخالطة من أهل البيت كما لو كان ولداً من
أولاد أهل البيت؛ ومن أجل ذلك اقتضت حكمة التشريع ويسره أن يكون العبد مع سيدته
كالولد مع أمه ؛ بمعنى يجوز للعبد أن يَطلع على شعر سيدته وعنقها وذراعيها كما لو كان
ولداً من بطنها لكثرة المخالطة .
هذا بالنسبة للعبيد أما بالنسبة للخدم؛ فلا, فهو أجنبى.
--------------------------------------
(1)- الإمام البخاري رحمه الله تعالى .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
موضوع قيم. وفوائد جليلة.
واصلوا، وصلكم الله برحمته؛ ونفع بكم.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة
موضوع قيم. وفوائد جليلة.
واصلوا، وصلكم الله برحمته؛ ونفع بكم.
آمين و جزاكم الله خيرا..
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
بـــاب : (( من عدّ على خادمه مخافة سوء الظن ))
** يقول الشيخ الألباني :
روى المصنف - أي البخاري - بسند صحيح عن سلمان قال :
[ إني لأعد العُرّاق على خادمي مخافة الظن ّ] و في رواية : [ خشية الظنّ ]
نفس الحكمة السابقة لكنه ما ذكر الكيل ولا الفلوس ولكنه ذكر العُرّاق وهو جمع عرق
وهي العظمة التي أخذ منها اللحم وما بقي فيها شيء له قيمة من اللحم
يظهر أن هذه العظام كان لها قيمة يومئذ فتباع. وكان سلمان عنده خادم يسلمه
هذه العظام يعدها عليه مخافة الظن أيضا .
وسلمان هنا هو: سلمان الفارسى وهو أحد أصحاب الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-
الذين آمنوا به حينما هاجر –عليه الصلاة والسلام-إلى المدينة وأصله من فارس,فهو آمن بالرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-
وكان عبداً مملوكاً ثم جرت له قصة طويلة فيها عبرة بالغة:
ذلك أن سلمان كما ذكرنا كان من فارس وكان أبوه من رجال الدين يوقد النار
لعُبَّادِ النار في فارس، وبحكم كونه ابن هذا الوالد الذي يخدم النار لعبادها
كان يتردد مع أبيه على مكان النار لإشعالها وإيقادها في الأوقات المقدسة عندهم ,
ثم أراد الله-عزوجل- هداية سلمان فمرَّ ذات يوم فى طريقه برجل راهب نصراني ،
فمال إليه وسمع إليه فدخل كلامُه إلى قلبه
والحقيقة أن النصرانية ولو أنها كانت قد طرأ عليها التغيير والتبديل ولكنها
مع ذلك بقى فيها بقايا من شريعة عيسى -عليه السلام الأولى - فكانت بسبب هذه البقايا
الصادقة الصالحة كانت مُتميزة فى صلاحها وفي قربها من قلوب المخلصين أكثر من دين المجوس
والوثنية ، فحينما سمع سلمان كلام ذلك الراهب ومواعظه تبيَّن له أن دين أبيه دينٌ باطلٌ
ولذلك آمن بالنصرانية دين عيسى - عليه السلام- وكفر بدين أبيه ومنذ ذلك اليوم
بدأ النزاع بينه وبين أبيه شأن كل حق وباطل فى كل زمانٍ ومكان ،
لابد أن يظهر الخلاف بين أهل الحق والباطل ولذلك اضطر سلمان أن يهجربلاد أبيه
ومجوسيته ويُهاجر إلى بلاد أخرى لكي يتفقه فى الدين الذي تبناه من جديد ألا وهو دين النصارى.
-فجاء إلى العراق واتصل برجل من كبار أحبار النصارى كان ذلك الراهب الذى
أسلم على يديه, أقول أسلم لأن الدين عند الله الإسلام سواء الدين الإسلامى اليوم
أو دين عيسى أو دين موسى؛ فكلها إسلام ولكن بشرط قبل أن يُصاب بشىء من الانحراف
، فذلك الراهب الذى أسلم سلمان على يديه دله على حبر من أحبار النصارى
وعلمائهم فى العراق فذهب إليه وجلس عنده أياماً طويلة يتفقه ويتعلم من دين
النصارى ثم دله هذا العالم النصرانى على عالم آخر ، فانتقل إليه فلم يزل
ينتقل من مكان إلى مكان حتى دُلَّ على عالم - هنا- فى الشام فهاجر إلى الشام
ثم جلس إليه والذي اكتشفه أن هذا العالم النصراني الشامي يختلف كل الاختلاف
عن ما كان اطلع عليه من هؤلاء القسيسين الذين تعلم على يديهم ،
فقد وجد منهم الزهد والإخلاص لدينهم وربهم بخلاف هذا العالم النصراني الشامي
فقد تكشف له أنه يجمع المال من أتباعه باسم توزيعه على الفقراء ومع ذلك فهو
يدخره فى جرارٍ من فخار لديه وهو يتظاهر بأنه زاهد وهو يجمع المال ،ثم كتب الله
الموت على هذا الراهب المزعوم الموت ، فمات فكشف سلمان حقيقة أمره للناس.
فقال هذا الرجل كان يُدَجِّل عليكم وهذه أموالكم التي خلفها فخذوا هذه الأموال .
–ثم إنه هاجر وكان قد أُخْبِر من كل علماء النصارى هؤلاء من واحد إلى آخر
بأن هذا الزمن يا سلمان الذي تعيش أنت فيه هو زمن بِعْثَة آخر نبي من الأنبياء
وهو محمد أو أحمد-عليه الصلاة والسلام-جاء عندهم فى كتبهم أو زبرهم أنَّه
سيُهاجر إلى أرضٍ ذات نخيل ، فحضوه على أن يتتبع هذه البلدة التي تتحقق فيها
الصفات التي ذُكرت للبلد مهجر الرسول صلى الله عليه وسلم وهي :
"ذات نخيلٍ وبين حرتين":يعنى بين ساحتين كبيرتين لا زرع فيها ولا نبات،
وإنما فيها الحصباء والحجارة السوداء.
وفى سبيل هذا هاجر سلمان من دمشق فى طريقه إلى الحجاز بحثاً عن المكان الذي
سيخرج الرسول صلى الله عليه وسلم أو يُهاجر إليه ، وفي الطريق استعبده
بعض القبائل العربية ، يعني فرضوا عليه الأسر والاسترقاق ، وهو رجل حر
ما عرف الرق في حياته كلها ، هذه القبيلة التي استعبدته جاءت به إلى المدينة
فباعوه لرجل هناك صاحب نخيل ..
**وهذه القصة في الواقع مثال تفسيري لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ،
مثال من أمثلة كثيرة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إن ربك ليعجب من أقوام يُجرون إلى الجنة بالسلاسل".
فسلمان هذا حرٌ اُستُرِق ووُضِعَت الأغلال فى يده - رغما عنه - وبيعَ بيعة العبيد
لسيدٍ فى المدينة . ماذا فعل هذا السيد؟ ألقاه فى حقله في نخيله
وأمره أن يعمل هناك ليلا نهاراً في حقل ذلك السيد عبد,وانتهى الأمر.
لكنَّ الله –عزوجل- أراد له الهداية ، فبينما هوذات يومٍ على نخلةٍ يعمل فيها إذا به
يسمع سيده وهو على الأرض وسلمان فوق ، فوق الشجرة، يتحدث مع بعض أصحابه
عن الرجل الذى هاجر إلى المدينة وهو يدعو إلى دينٍ جديدٍ وإلى عبادة الله وحده ..
فما كاد سلمان يسمع مثل هذا الخبر حتى لهث قلبه وقذف نفسه من النخلة إلى الأرض
وقال:أصحيحٌ أنه جاء هذا؟
فضربه سيده ؛ لأنه شعر من لهفته بأنهُ يُحبه بالغيب ...
وهذا الذى كان سلمان يسعى إليه قد يسَّرَهُ اللهُ له دون أن يُفكِّر
ولكن من طريق الاسترقاق والاستعباد, ثم أخذ يترقب الفرصة المناسبة
حتى يتمكن من زيارة الرسول-عليه الصلاة والسلام- والتعرف عليه
وعنده مما أخبره علماء النصارى الذين كان اتصل بهم من علاماتِ
ذلك المبعوث فى آخر الزمان أشياء منها:
1- أنَّ بين كتفيه خاتم النبوة,
2- وأنَّ منها أنه يقبلُ الهدية ولايأكل الصدقة .
فلما سمع سلمان ذلك الخبر تهيأ للذهاب إلى الرسول-عليه الصلاة والسلام-
فذهب ومعه تمرات فلما رأى الرسول-عليه الصلاة والسلام-أُلقِى فى نفسه أنه هو النبي
صلى الله عليه وسلم ؛ فقدَمَ إليه التمرات وقال له: هذه صدقة فوزّعها النبي صلى الله عليه وسلم
على بعض مَنْ حوله فأسرها سلمان فى نفسه وقال: هذه هى الأولى .
وسَمِعَهُ يعظ الناس وهو يأمرهم بأن يقوموا فى الليل والناس نيام ؛
المواعظ التى تدل على أن دعوة الرسول-عليه الصلاة والسلام-دعوةٌ صالحة
فرجع إلى سيده يعمل حتى توفر لديه شىء من التمر فعاد إليه مرة أخرى
فقال للنبى-عليه الصلاة والسلام- هذه هدية فأخذ منها-عليه الصلاة والسلام-
فأكل ووزّع على مَنْ حوله, قال: هذه الثانية
,ثم قام سلمان لايتمالك نفسه وقام خلف الرسول-عليه الصلاة والسلام-
وشعر الرسول -صلى الله عليه وسلم - ماذا يُريد فكان الثوب هكذا فعمله هكذا
كشف له عن الخاتم فرآه فقال:
أشهدُ أن لاإله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله,أسلَمَ من ذلك اليوم.
فكانت القصة والعبرة في هذه الحادثة العجيبة أن سلمان كاتب سيده
ومعنى المُكاتبة فى لغة الإسلام: هو أن يكون للسيد عبد فيتفق هذا العبدُ مع سيده
على أن يفك أسره ورِقِّه من سيده بمالٍ يُقدمه إلى سيده .
فيتفق مع السيد فيُقدم هذا المال لمدة طالت أو قصُرت وعندما يُقدم آخر قرش منه
ويسلمه إلى سيده يُصبح السيد مُضطراً إلى اعتاقه من عبوديته .
- وكان سلمان قد كاتب سيده على مالٍ معين يعطيه لسيده حتى يعتق رقبته منه
، فجاءَ إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-وذكر له أمر المكاتبة فساعده الرسول
-عليه الصلاة والسلام- على زرع نخيلٍ من الفسيل ,والفسيل: هو الشتل الخاص
فيُرَبَّى فى أراضٍ معينة ثم يُنقل إلى الأرض التى يُراد زرعها إلى الأبد.
فأخذ سلمان ما شاء من هذا الفسيل وزرعه وكان الرسول-عليه الصلاة والسلام-
قد ساعده على زرع قسم من هذا الفسيل فكان هذا الفسيل الذى غرسه الرسول
-عليه الصلاة والسلام- بيده يطرح فى السنة مرتين من بركة وضع الرسول وغرسه إياه.
هذا سلمان الذى رفع الله شأنه بالإسلام ،
وأعتقه من الرق صار بعد ذلك بفضل الإسلام سيداً ، وصار عنده خادم يعدّ
عليه ما يسلمه من العظام التي يريد أن يأكلها أو يبعها ؛ حتى يحفظ نفسه من أن
يسيء الظن بخادمه ، هذا هو فضل الإسلام في توجيه الأسياد وتعليمهم كيف يعاملون خدامهم أو عبيدهم .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
77- بــاب : أدب الخــادم
يقول الشيخ الألباني :
بمعنى: تأديب الخادم .
يروي المصنف - البخاري - بإسناده الحسن عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط قال:
" أرسل عبد الله بن عمر غلاما له بذهب أو بِوَرِق فصرفه فأَنْظِر بالصرف فرجع إليه
فجلده جلدا وَجِعًا ، فقال : اذهب فخذ الذي لي ولا تصرفه."
أرسل عبد الله بن عمر غلاما له بذهب أو بوَرِق - يعني فضة - فصرفه
فَأَنْظَرَ بالصرف أى صرفه إلى أجل وهذا حرام , يُشير فى ذلك إلى قول الرسول
-عليه الصلاة والسلام-: (الذهب بالذهب يداً بيد, ها بها) مِثْلاً بمِثْل ,
يعني : واحد يصرف ذهب بذهب يساوي الأول ما يصير فيه مفاضلة
كذلك الفضة ما يكون فيها مفاضلة يعني مثلا :
- ما بيجوز عشر ليرات فضة على عشرة شهور كل شهر ليرة ما يجوز (1)
كذا ما بيجوز تأخذ عليهم زيادة من "الصرافة ". (2)
أنا مثلا بحاجة إلى صرافة فأعطيت عشرة ليرات فضة فأعطيتني عشرة إلا ربع ليرة
صرافة هذا ما بيجوز شرعا هذا ربا .أين الربا هنا ؟
يستفيد أحد الطرفين من الصرافة حتى يسلمها، صار فيه ربا
- فعبد الله بن عمر بن الخطاب أرسل خادمه يصرف له ذهب أو ورِق
أي : فضة فصرفه فانظر بالصرف يعني أجّل لما صرف
فرجع الغلام إلى سيده عبد الله بن عمر فجلده جلداً وجيعاً,
يعني فضربه ضربا موجعا وقال: اذهب فخذ الذى لي ولاتصرفه".
يعني : الذي تسلمته على أساس أنك ستستلم فيما بعد ، هذا ما يجوز
الشاهد: أن ابن عمر ضرب خادمه هنا ، فنستفيد من هذا الأثر -
وابن عمر من أصحاب الرسول-عليه الصلاة والسلام-المشهورين-
بأنه يجوز للسيد أن يضرب خادمه أو عبده بحق ،
مثل ما فعل هنا عبد الله بن عمر مع خادمه عندما ارتكب مُخالفة للشريعة
وهو أنه أنظر بالصرف.
فاستفدنا منه أنه يجوزللسيد أن يضرب عبده أو خادمه إذا ارتكب مُخالفة في الشريعة.
وعلى العكس من ذلك الحديث الآتى يدل على أنه لايجوز للسيد أن يضرب عبده بغير حق.
** وروى المصنف بإسناده الصحيح عن أبي مسعود - رضي الله عنه - :
( كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود :
لله أقدر عليك منك عليه فالتفتُّ ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : يا رسول الله : هو حر لوجه الله ، فقال : " أما لو لم تفعل لمستك النار " أو (للفحتك النار) .
*- وأبو مسعود هذا هو البدرى واسمه عقبة بن عامر من أصحاب الرسول
-عليه الصلاة والسلام- ومن الذين شَهِدُوا معه وقعة بدر الكبرى ، هذا هو الذى
يروى لنا القصة الآتية. قال: (كُنتُ أضربُ غلاماً لى فسَمِعتُ من خلفى صوتاً:
ماذا يقول هذا الصوت ؟ "اعلم أبا مسعود للهُ أقدرُ عليك منك عليه"
يسمع صوتا من خلفه بأن الله عز وجل أقدر على تعذيب أبي مسعود من
تعذيب أبي مسعود لغلامه ، فالتفتُّ فإذا هو رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -
قلتُ يارسول الله فهو حرٌ لوجه الله...). هذه طبيعة الإنسان الكامل, فليس الإنسان الكامل
هو الذى لايُخطئ؛ لكن هو الذى يُخطئ ثم يتراجع عن خطئه ولا يُسَوِّف ولا يُماطل
فيفسح المجال للشيطان أن يَحوُل بينه وبين أوبته وتوبته إلى ربه.
هذا أبو مسعود رجلٌ مؤمنٌ فما كاد ينتبه إلى أنه أخطأ مع ربه حينما ضرب غُلامه
ضربا ظالما له فناداه الرسول-عليه الصلاة والسلام- فذكره أنك تضربه والله أقدر
على تعذيبك له ينبهّه بأنك تظلمه ،....إذا هو حر لوجه الله ،
هذه التوبة النصوح على الإنسان أن يُعجّل بها لأنه ما يدري ما يُصيبه إذا
ما ماطل وسَوَّف بالتوبة.قال : (هو حر لوجه الله ) ، فقال-عليه الصلاة والسلام-:
"أما إن لو لم تفعل لمَسَتكَ النارُ"(ص85).
لو ما بادرتَ إلى إطلاقه وجعله حراً لوجه الله-عزوجل- لمسَكَ اللهُ بعذاب من عنده
لقاء أنك بغيت واعتديت عليه. أما لو لم تفعل لمستك النار أو للفحتك النار والمعنى واحد.
ففى هذا شيئان:
- أنه لايجوز للسيد أن يظلم عبده
-وأنه إن وقع فى شىء من مثل هذا الظلم ، فتبرئة ذمته أن يخلي سبيله
ويجعله حرا لوجه الله عز وجل.
والإنسان حينما يقرأ مثل هذه الأحاديث والتوجيهات النبوية للأسياد مع عبيدهم ؛
يتذكر أن الاسترقاق فى الإسلام كما كنت شرحت هو نعمة للمسترقِّين ،
واتخذت ذلك وسيلة للتنبيه على خطأ بعض الكتاب الإسلاميين اليوم الذين
يتجاوبون مع الأمم المتحدة ومجالسها التى قررت -بزعمها - تحريم الاسترقاق ،
فيتجاوب كثير من الكتّاب الإسلاميين مع هذا الاتجاه فيُعلِن أن الإسلام
لايُمانع فى تحريم الاسترقاق, فقلتُ إن هؤلاء الكتّاب لايتنبهون إلى الفرق
بين استرقاق المسلمين لأعدائهم واسترقاق أعدائهم للمسلمين ،
فاسترقاق المسلمين لأعدائهم إنما هي نِعمة يقدمونها إلى هؤلاء الأعداء
كما ذكرتُ آنفًا قول الرسول-عليه الصلاة والسلام-:
"إن ربك يعجبُ من أقوام يُجرون إلى الجنة بالسلاسل".
فهؤلاء الأسرى الذين يقعون عند المسلمين يرون الإسلام عن قرب
فيتعرفون على الحقيقة التي يدعو إليها الإسلام فيُؤمنون ويُسلمون
ويكون أسرهم نعمة عليهم .
فالذين يدعون اليوم إلى تحريم الاسترقاق معنى هذا أنهم لايُفرقون بين
استرقاق المسلم للكافر والكافر للمسلم ..
وهذه نماذج نقرأها في كتاب : ( الأدب المفرد )للبخاري
حيث يعود هذا المسلم مع الزمن أو على الأقل أولاده فيصبحون
وثنيين وكفاراً و مشركين ، بينما إن لم يُسلم ذلك الأسير الكافر
بنفسه كما وقع فى أوَّل الإسلام ، فعلى الأقل النسل الذى سيتناسل منه
سيعيش فى جو إسلامى وسيخرج مسلماً هذا لا شك فيه .
فهذه آداب من آداب الإسلام في توجيه الأسياد إلى حسن معاملتهم
للعبيد ومنها هذا الأدب الآتي ...
-----------------------------------------
(1)- ربا النسيئة = الإنظار بالصرف ، ويعارض الأمر الوارد شرعا : ( يدا بيد )
2)- ربا الفضل = اختلاف الكم ، ويعارض الأمر الوارد في الحديث :
( الذهب بالذهب والفضة بالفضة .... )
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاكِ الله خيرًا أيتها الكريمة الموقرة ، وأحسن إليكِ ..
واصلي ، واصلكِ الله برحمةٍ منه ، وواسع فضلٍ ، وكريم عطاءٍ ..
* ( لعلكِ أخيتي لا تعيدي الكتابة بالخط الأوّل في المشاركات الأُوَل أعلاه ؛
فالخطّ الافتراضي جيدٌ وأفضل وفقكِ الله ) ..
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربوع الاسـلام
جزاكِ الله خيرًا أيتها الكريمة الموقرة ، وأحسن إليكِ ..
واصلي ، واصلكِ الله برحمةٍ منه ، وواسع فضلٍ ، وكريم عطاءٍ ..
* ( لعلكِ أخيتي لا تعيدي الكتابة بالخط الأوّل في المشاركات الأُوَل أعلاه ؛
فالخطّ الافتراضي جيدٌ وأفضل وفقكِ الله ) ..
وجزاك ربي خيرا أختنا الكريمة وإليك أحسن
على عطر مرورك وطيب دعائك .
* أما بالنسبة للخط فالله المستعان سنحاول
علما بأننا ننقله من المكان الذي أنزلنا فيه
الموضوع أولا وهناك قد نضطر أحيانا لاختيار
خط ما .... القصد إن شاء الله نفعل بوركت أختنا.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
- باب لا تقل: قبَّحَ اللهُ وجهه
روى المصنف بإسناده الحسن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا تقل قبَّح الله وجهه "
نقول هذه الكلمة بعضنا لبعض اليوم ، ونحن أحرار والإسلام ينهى السيد
أن يقول لعبده:"قبَّحَ اللهُ وجهك" , هذا أدب من آداب الإسلام،
فنحنُ لبُعدنا عن الإسلام ، عن التأدب بالإسلام ، نستعمل مثل هذه الكلمة فلا
نحس بأقل وخز أو مسئولية أو مخالفة للشريعة الإسلامية حينما نقولها :
لأحد أبنائنا : "قبح اللهُ وجهك "
( لا تقل قبح الله وجهك ) يعني هذا العبد ...
* وفي الحديث الثاني روى المصنف بإسناده الحسن عن أبى هريرة -رضي الله عنه -
قال:"لاتقولن قبح اللهُ وجهك ووجه مَنْ أشبه وجهك فإن الله-عزوجل-
خلق آدم-عليه السلام-على صورته" (1)
يعنى أن المسلم حين يسب إنساناً فى وجهه يكون فى وجهه سواد
أو دمامة قباحة فيفعل صاحب هذا الوجه فعلاً قبيحاً ؛ فلا يجد مسبة له
إلا فى وجهه ، ثم لايكتفى أن يسبه فى خصوص وجهه بل يتعداه إلى وجهٍ يُشبه
وجهه فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لا يقولن أحد أي لعبده (لغلامه) قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك لان الله خلق آدم على صورته "
.فكلنا لآدمَ وآدم من تراب ,فكل هذه الوجوه ، وما كان منها من بيضاء أو سمراء
أو سوداء وحمراء أو صفراء ، هى تعود إلى أبينا الأول إلى آدم
-عليه الصلاة والسلام-, هنا المقصود في تمام كلامه أن هذه الوجوه الحمراء
والبيضاء والصفراء والسوداء والسمراء والحمراء والصفراء كلها وجوه تنتمي
إلى أب واحد وهو آدم عليه السلام، فحينما يقول الشاتم:
" ووجه مَنْ شابه وجهك"
معناه: أنه عاد بالسب إلى أبيه لأن الله خلق آدم عليه السلام على
هذه الصورة ، هذا الوجه الذي أنت تقبحه ،فلا تقل قبح الله
وجهك لأن الله خلق آدم على صورته، وبصورة أخرى ووجه من أشبه وجهك ؛
لأن الله خلق هذا الوجه على صورة مَنْ تقبّحه ؛ ولذلك أيضا جاء فى أحاديث
أخرى : أنك إذا احتجتَ إلى ضرب غلامك أو لولدك فلا تضربه فى وجهه
؛ لأن اللهَ كرَّمَ آدمَ فخلق آدم على هذه الصورة الجميلة التى مَيَّزه بها على
سائر خلقه فقال ربُنا-تبارك وتعالى في القرآن الكريم -:
" ولقد كرمنا بنى آدمَ وحملناهم في البر والبحر "
فلا يجوز أن يضرب الوجه ، اضرب في أي مكان أخر ،
لكن الوجه هو أكرم شيء في هذا الإنسان الذي كرمه الله عز وجل
على سائر مخلوقاته ... ؛ لذلك بعد أن بوَّب المصنف :
(لا تقل قبح الله وجهك) أتبعه بباب (ليجتنب الوجه بالضرب) ...
----------------------
1- جاء في حاشية كتاب صحيح الأدب المفرد ص 86:
أي على صورة آدم عليه السلام ، وقد جاء ذلك صراحة
في حديث آخر لأبي هريرة بلفظ : (خلق الله آدم على صورته
وطوله ستون ذراعا ) متفق عليه ، فإذا شتم المسلم أخاه وقال
له :" قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك )
شمل الشتم آدم أيضا فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم ،
والله خلق آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته ،
إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله بيده ، ولم يمر بالأدوار والأطوار
التي يمر به بنوه ، وإنما خلقه من تراب قال تعالى في أول
سورة المؤمنون :" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ،
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا
ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" المؤمنون 12 - 14
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاكم الله خيرا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ
* أما بالنسبة للخط فالله المستعان سنحاول
علما بأننا ننقله من المكان الذي أنزلنا فيه
الموضوع أولا وهناك قد نضطر أحيانا لاختيار
خط ما ....
إذا أردتم أن يظهر الخط الافتراضي، فيمكنكم نسخ المشاركات من أي مكان حتى ولو من ملف وورد (لأن غالب ما يحصل من التغيير يكون بسبب النسخ من الوورد) = إلى ملف tex t (تكست) وبعد ذلك ينسخ منه مرة أخرى وينقل إلى نافذة الرد في المتصفح.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
نعم ، شيخنا الحمراني .. أحسن الله إليك ..
وهذا أخيتي ما أفعله في الغالب ـ وفقكِ الله وأحسن إليكِ ـ ..
* (عذرًا أخية إن كنتُ خرجتُ عن سياق موضوعكِ ، بارك الله في جهدكِ ونفع به)
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
المشرف الفاضل ، والأخت الكريمة : جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما في الدنيا والآخرة
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
- باب ليجتنب الضرب فى الوجه
روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة عن النبى-صلى الله عليه وسلم-
قال: "إذا ضَرَبَ أحدُكُم فليجتنب الوجه"
وهذا من ذكاء المصنف في ترتيب الأبواب في كتابه ، وسبق بيان سبب النهي عن ضرب الوجه .
* روى المصنف بإسناده الصحيح عن جابر قال :
" مر النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ، قال وُسم يدخن منخاره ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لَعَنَ اللهُ مَنْ فعَلَ هذالا يَسِمَنَّ أحدٌ الوجه ولا يضربنه "
لصاحب المواشى مصلحة فى هذا الوسم حتى لاتختلط بمواشى غير هو
لكن نص الشارع وبالغ فى النهى عن وسم الدابة فى وجهها ؛ لذلك لما
مر الرسول-عليه الصلاة والسلام- بدابة قد وُسِم-يعنى فى الوجه-
لم يذكرفى الحديث أنه فى الوجه ولكن تمام الحديث يدل على أنه فى الوجه ,
والوجه أحسنُ شىء من بدن الحيوان ولذلك تضايق هذا الحيوان حتى
ظهر الدخان من منخريه من شدة مالقى من أثر النار
فقال-عليه الصلاة والسلام-:"لَعَنَ اللهُ مَنْ فعَلَ هذا"
يعنى:أبعده اللهُ عن رحمته هذا الذى وسم هذه الدابة فى وجهها ،
ثم توجه إلى جميع الناس بأدب الوسم فقال:
"لايَسِمَنَّ أحدٌ الوجه - أي خط في الوجه - ولا يضربنه أيضا "
حتى الحيوان ما يجوز ضربه فى الوجه ؛ فيجب إكرام ذلك الوجه ،
وإنما يضرب فى مكان آخر ؛ لأن هذا الوجه هو أيضاً مما يتميز به الحيوان عن سائر أعضائه وبدنه .
لذلك إذا كان الشارع الحنيف ترَفّعَ بالمسلمين عن إهانة الحيوان
بضربه فى وجهه ؛ فأولى وأولى بالمسلم أن يترفع عن ضرب الإنسان فى وجهه
حتى ولو كان مملوكاً ,حتى ولو كان كافراً ذلك من آداب الإسلام .
نسأل الله - عز وجل - : أن يفقهنا في الدين ، ويرزقنا العمل والحمد لله رب العالمين ( اهـ الدرس).
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
أسئلة في نهاية الشريط الأول و التي وجهتها بعض الحاضرات للشيخ رحمه الله تعالى :
س1 :- قالت السائلة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
"مَنْ أعْرَضَ عن ذكرى فإن له معيشة ًضنك" ما تفسير هذه الآية ؟
ج: قبل التفسيرأريد التنبيه,جرت عادة كثير من الناس أنهم إذاقرءوا آية
ابتدءوها بالبسملة أو بالاستعاذة , المسلم إذا قرأ آية للاستشهاد أو للسؤال عنها
فليس من الشرع أن نقول:" بسم الله الرحمن الرحيم * ومَنْ أعرض عن ذكرى..."
أو أن نقول : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومَنْ أعرض عن ذكرى"
- والاستعاذة بين يدى الآية أشهر من البسملة بين يديها عند الناس
يعنى تجد الخطيب وهو يخطب فى الناس ويُريد أن يذكر آية يقول :
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا.وكذا"
وبعضهم يُخطئ حتى فى الترتيب العربى فيقول:" قال الله تعالى
"بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا خطأ فى التعبير بل خطأ فى هذا النسبة
؛ لأن الله ما قال : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....
فيجب أن نكون دقيقين فيما نعزوا إلى الله بل حتى إلى رسوله-صلى الله عليه وسلم-
من أين جاء هذا الخطأ ؟
من سوء فهمٍ لقول الله-عزوجل-: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله"
سوء الفهم هو أن يظن الناس أن هذه الآية معناها: إذا قرأت القرآن سواء للتلاوة
أوللاستشهاد فاستعذ بالله ...
وإنما معنى الآية فإذا قرأت القرآن للتلاوة لا للستشهاد؛ فاستعذ بالله.
مالفرق بين القصتين ومن أين عرفنا هذا الفرق؟
أولا ً: الفرق بين القصتين هذه السائلة تسأل عن الآية وما هو تفسيرها؟
لمَّا تجلس لتقرأ القرآن للاعتبار والتذكر لابد أن تستعيذ بالله-عزوجل-
لكن إذا أرادت أن تسأل عن الآية ما هو معناها؛ فلا ينبغى أن تبدأ الآية بالاستعاذة.
ثانيا: دليل التفريق هو السنة العملية, فهناك عشرات الأحاديث كان الرسول
-عليه الصلاة والسلام- يخطب فى الناس يُعلمهم فيأتى إلى آية ، فنجده لايقول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويتلو الآية رأسا يبتدئ بالآية , مثلا :
لما جاء الأعراب الفقراء وتغير وجهه حزنا عليهم فوعظ الناس وعلمهم وقال :
قال الله تعالى:"ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدَكم الموتُ فيقول.."
ماقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
تفسير الآية:-
"ومَنْ أعرَضَ عن ذِكرى" أى: كتابى وقرآنى أعرض عنه مُستكبراً,
والذكرأوَّل ما يُذكر هو القرآن كما قال تعالى:
"إنا نحنُ نزلنا الذِكرَوإنا لهُ لحافظون"فالله-عزوجل-يُخبر بحال من أعرض
عن اتباع كتابه فى الدنيا وفى الآخرة.
"ومَنْ أعرضَ عن ذكرى":عن كتابى وعن اتباعه والعمل به فجزاؤه :
أنَّ له معيشة ضنكاً: أى له حياة شديدة تعيسة فى الحياة الدنيا ،
وبالإضافة إلى ذلك يقول تعالى:"ونحْشرَهُ يومَ القيامةِ أعمى" :
يعنى أن الله يُعذب الكافر فى الدنيا قبل الآخرة بسبب إعراضه
عن ذكره واتباع كتابه ...
ولا يُشكل على هذا أننا نرى كثيرا من الكفار والفساق يتمتعون فى الدنيا
كما تتمتع الأنعام ؛ فنظن أنهم مسرورون ، وأنهم فى رغد من العيش يُغبطون عليه..
لاينبغى للمسلم أن يظن هذا الظن بهؤلاء الكفارأو الفساق ؛ لأن الحقيقة أن هؤلاء
الناس الذين يعيشون على مخالفة كتاب الله وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-
إنما يعيشون كما قال تعالى:"عيشة ضنكا"وإن كنا نراهم يتلهون لكن هذا
السرور ليس هو إلا السرور الظاهرى.
المسلم لايعيش الحياة الضنك؛ لأن حديثا واحدا فقط يتذكره يجعل حياته حياة رغيدة
ولوكان يأكل الخبز اليابس ويشرب الماء العكر ؛لأن المهم ليس المادة والجسد بقدر
استقرار النفس والقلب.حديث واحد يجعل المسلم سعيدا فى حياته فى الدنيا قبل الآخرة
كقوله-عليه الصلاة والسلام-:
" عَجَبٌ أمرُ المؤمن كله إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكله خيراً له وإن أصابتهُ
ضراء صبر فكان خيرا له فأمرُ المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن" .
إذا كان الضر يُساوى عند المسلم السرور؛ إذاً فحياته كلها خير له فهو
يعيش فى حياة سعيدة أما الكافر فعلى العكس من ذلك فهو يكد ويشقى فى
سبيل جمع المال ثم تتاح له الفرصة ليأكل شيئا لذيذا لكن هذه اللقيمات التى يأكلها
لايشعر بسعادته فيها لأنه مُحاط قبلها وبعدها بأن يكد ويتعب.
"ونحشره يوم القيامة أعمى"يعنى :لايهتدى سبيلا يوصله إلى الطمأنينة ،
وإلى الحياة ؛ لأن الله-عزوجل- إنما يهدى سبيل مَنْ أناب إليه فى الدنيا
فهناك فى الآخرة أمامهم نور وخلفهم نور, يمشون فى نور ويؤديهم ذلك النور إلى الجنة.
أما الكافر فيُبعث أعمى فيقول : "ربى لم حشرتنى أعمى وقد كنتُ بصيراً"
أى فى الدنيافيُجيبه ربنا-تبارك وتعالى-: أن الجزاء من جنس العمل
"قال كذلك أتتك آتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى".
- خلقتُكَ بصيراً لتتبصرطريق الحق فتتبعه ؛ لتُرضينى أما وأنت
لم تفعل ذلك"أتتك آياتتنا فنسيتها" النسيان هنا ليس بمعنى ذهاب
الآيات من الذاكرة وأنه الترك والإعراض"فنسيته "أى : أعرضت عنها
تركت العمل بها."وكذلك اليوم تُنسى"
اللهُ لاينسى؛ لذلك فهذه قرينة على أن النسيان المقصود فى الموضعين من الآية
إنما هو الترك والإعراض.
الجزاء من جنس العمل فكما أعرض هذا الأعمى عن ذكر الله فى الدنياو
العمل به؛كذلك ربنا يُجازيه يُعرض عنه ويُلقيه فى جهنم.
هناك حديث :"أن مَنْ حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه جاء يوم القيامة وهو أجذر"
والحديث ضعيف السند والمقصود بالآية النسيان ترك العمل.
س2:- إذا ظهر لمصلٍ بعد أن انتهى من صلاته نجاسة ٌفى الثوب أو المكان فهل يُعيدصلاته أم صلاته صحيحة؟
ج:- صلاته صحيحة بدليل أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-صلَّى يوما
فى نعليه ثم خلعهما فخلع أصحابه نعالهم ,بعد أن سلم قال لهم
-عليه الصلاة والسلام-:"لِمَ نزعتم نعالكم؟"
قالوا: رأيناك نزعت فنزعنا قال:"إن جبريل-عليه السلام-
أخبرنى أن فى نعلى أذى".
ومعنى هذا أنه اعتبر ما مضى من صلاته صحيحا ؛
فإذا كان تبين له فى آخر الصلاة أنه توجد نجاسة فى الثوب أو المكان
، فذلك لايضُر فى صلاته فهى صحيحة.
س3:- عن عمر بن أبى سلمة قال:(رأيتُ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يُصلى فى ثوبٍ واحدٍ مشتملا به فى بيت أم سلمة وواضعا طرفيه على عاتقيه"(متفق عليه). وعن ابن عمر-رضى الله عنهما-عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-قال:" إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تُزين له فإن لم يكن له ثوبان فليتزرإذا صلى ولايشتمل أحدكم فى صلاته اشتمال اليهود" هل نفهم من الحديثين فى كلمة"الاشتمال"ال قاعدة الفقهية القول مُقدم على الفعل؟أم أن اشتمال الرسول-صلى الله عليه وسلم-غير اشتمال اليهود؟
ج:- اشتمال الرسول-عليه الصلاة والسلام- غيراشتمال اليهود
هو مفسر فى نفس الحديث "واضعا طرفيه على عاتقيه":
يعنى كالإضباع فى الحج فليس هذا اشتمال اليهود.
اشتمال اليهود:يرمى البطانية على كتافه ويضمها
وهذا معرض لأى حركة أن ينكشف وقد يبدو شىء من عورته
فاشتمال اليهود ليس فيه الحيطة فى ستر العورة.
س4:- اختلف العلماء والفقهاء فى التسليم من الصلاة فمنهم
من يوجب التسليم من اليمين واليسار ومنهم من يقول:
بأن السنة تسليمتين والواجب واحدة ؟
ج:- التسليمتان لاتجبان معا وإنما الواجب منها التسليمة الأولى
أما التسليمة الثانية فهى سُنة ؛ لأنه ثبت عن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
أنه فى بعض الأحيان كان يقول:"السلام عليكم ورحمة الله"
فقط فهذا هو الركن ولا تصح الصلاة إلا بهذه التسليمة أما
التسليمة الثانية فهى سُنة والأفضل الإتيان بها ولو أحيانا.
س5:- ماهو المقدار الذى يفتح المُصلى به قدمه؟
ج:- ليس فى هذا السؤال سُنة والمسلم إذا صلى وحده أو إماماً؛
وقف الوقفة التى يرتاح لها سواء فرج بين قدميه خمس أصابع كما تقول
بعض المذاهب بدون حُجة أوأكثر من ذلك أو أقل.
أما إذا كان يُصلى فى الصف فهناك وقفة متكلفة لابد منها؛
لابد من التفريج بين القدمين بحيث يلتصق القدم اليمنى بقدم جاره
اليسرى ويكون الصف كما قال تعالى: "كالبنيان المرصوص".
تسوية الصفوف مع تسوية الأقدام والمناكب هذا من واجبات الصلاة
كما قال-عليه الصلاة والسلام-:
"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة"
وفى رواية"من تمام الصلاة"
فالصلاة لاتسوى فيها الصفوف ناقصة بدليل هذا الحديث
؛ فلابد من التراص وهذا التراص يتطلب فرجة تختلف من إنسان لآخر.
وينبغى أن يُلاحظ -الرجال فضلا عن النساء-أن التفريج بين القدمين
لاينبغى المبالغة فيه بحيث يكون فيه فرجة بين المناكب.
بعض السلفيين ينقل رجله إلى الذى بجواره مجرد ما يشعرأنه مست قدم
جاره قدمه يهرب عنه ؛ فينقلها نقلة ثانية "!!!
أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" مجرد ما تنقل قدمك
وفهمت أنه ليس على السُنة اتركه. وبالعقل لصق المنكب
بالمنكب أحسن من لصق القدم بالقدم والتفريج بين المنكبين.
عندنا صورعديدة:-
*الصورة الكاملة: لصق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب.
*صورة ثانية:لصق المنكب بالمنكب وعدم لصق القدم بالقدم.
*صورة ثالثة:لصق القدم بالقدم والتفريج بين المناكب.
*المرتبة الأخيرة:التفريج بين الأقدام والمناكب فهذا صفٌ مُهلك.
(اهـ . الشريط : الأول ) .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريط الثاني
85- باب نفقة الرجل على عبده وخادمه صدقة
روى المصنف بإسناده الحسن عن أبى هريرة قال :
( أمر النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-بصدقة فقال رجلٌ: عندى دينار
فقال: أنفقه على نفسك, قال:عندى آخر .
قال: أنفقه على زوجتك قال:عندى آخر قال: أنفقه على خادمك ثم أنت أبصر.)
هذا الحديث كالشرح لحديث أبى هريرة :
"ابدأ بنفسك ثم مَنْ تعول " فهو هاهنا يشرح هذا الحديث بقصة واقعية.
وذلك حينما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بصدقة ،
فقال أحد الحاضرين عندي دينار فقال عليه السلام انفقه على نفسك
فهذا معنى ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ، قال عندي آخر ، قال : فأنفقه على زوجتك ،
قال : عندي آخر ، قال: أنفقه على خادمك ، ثم أنت أبْصَر وأعلم بإنفاق بقية
ما قد يكون عندك من دراهم.
فالحديث إذن : توضيح واقعي لقوله - صلى الله عليه وسلم -
المتقدم ، ابدأ بنفسك ثم بمن تعول.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
باب : إذا كره أن يأكل مع عبده
روى المصنف بإسناده الصحيح عن ابن جريج قال:
"أخبرنى أبو الزبيرأنه سمع رجلا يسأل جابراً عن خادم الرجل إذا كفاه
المشقة والحر؛ أمر النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-أن يدعوه ؟
قال:نعم فإن كره أحدكم أن يطعم معه فليُطعمه اُكْلة فى يده".
هنا عندي ابن الزبير والصواب هو أبو الزبير ، وجابر هو بن عبد الله الأنصارى،
يُحَدِث عنه أبو الزبير ، وابن جريج هذا من التابعين الذين يُكثرون من الرواية عن أبى الزبير.
سُئل جابر عن الخادم - أي العبد - الذى يطبخ الطعام لسيده فيكفيه مؤنة طبخه والنفخ في ناره ،
فيكفيه المشقة ودخان الطبخ يومئذ ، فهل الرسول-عليه الصلاة والسلام-
أمر السيد أن يدعو عبده ليأكل معه من هذا الطعام الذى حَضَّرَهُ له ؟
أجاب جابربـ (نعم) أى أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
أمَر بذلك ، قال: "فإن كَرِه أحدكم أن يطعم معه فليُطعمه أُكْلَة فى يده".
- إذا كان هذا السيد عنده نفس شوية عزيزة عليه ، أكثر من اللازم ، بحيث يأنف
في أن يشاركه في طعامه عبده ، وخادمه الذي هيأ له هذا الطعام ، مثاله : أن الطباخ
يُشارك رب البيت فى أن يأكل معه ، فهذا قد يشق على بعض الناس
ويكره ذلك ، و هذا يدل على شىء من العنجهية ومن التكبر فى نفس هذا
السيد ، ولكن ليس هذا من المنكر الكبير ؛ لأن بعض النفوس تتقزز من مثل
هذه الأمور فالرسول-عليه الصلاة والسلام- عالج هذا الأمر وهذه الأنفة
من أن يشارك الخادم سيده فى طعامه . عالج ذلك بأنه إن كان لابد ،
فليُسلمه شيئا من ذلك الطعام ؛ ترضية لذلك العبد أو الخادم.
أما أن يطبخ الخادم الطعام ولايذوق منه شيئاً لأنه طُبخ خاصة للسيد
فهذا لايجوز ، بل الأفضل لهذا السيد أن يُجلس عبده معه فيُشاركه فى
طعامه فإن كانت نفسه تأنف فلا أقل من أن يُسلمه أُكْلة ، لقمة لقمتين
؛ لتطمئن نفس الخادم على سيده .
*وهذا فى الواقع من جملة الأساليب التى قضى بها رسول الله- صلى الله عليه
وآله وسلم-على المشاكل التى قد تقع بين الأغنياء والفقراء وبين الأسياد والعبيد.
تلطف شقة الخلاف والتباين بين السيد وعبده : بأن أمر بمثل هذه المواساة
والمشاركة في الطعام بين السيد وعبده ، وجعل ذلك كما أفاد الحديث على مرتبتين :
الأولى : وهي العليا أن يجلس السيد مع العبد على مائدة واحدة ،
فإن أبت ذلك عليه نفسه فلا أقل من أن يطعمه من هذا الطعام الذي حضّره له .
المرتبة الثانية: رواية أخرى في الباب التالي عن جابربن عبد الله .
باب ليطعم العبد مما يأكل
روى المصنف بإسناده الصحيح عن جابر ابن عبد الله قال:
(كان النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-يوصى بالمملوكين خيراً
ويقول:"أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم من لبوسكم ولا تُعذبوا خلق الله") (صحيح)
ثم الحديث الذي بعده وهو يجمع في المعنى بين ما تضمنه حديث جابر الأول
والثاني وهو في باب : هل يجلس خادمه معه إذا أكل .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
87 -باب : هل يُجْلِس معه خادمه إذا أكل ؟
روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة-رضى الله عنه - عن النبى
- صلى الله عليه وآله وسلم-قال:
"إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه فإن لم يقبل فليناوله منه".
وفي الحديث الثاني روى المصنف بإسنادٍ صحيح أثراً عن ابن أبى مُلَيكة قال:
( قال أبو محذورة كنت جالسا عند عمر - رضي الله عنه - إذ جاء صفوان بن أمية
بجفنة يحملها نفر في عباءة فوضعوها بين يدي عمر ، فدعا عمر ناسا مساكين وأرقاء
من أرقاء الناس حوله ، فأكلوا معه ، ثم قال عند ذلك :
فعل الله بقوم ، أو قال لحا الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم .
فقال صفوان : أما والله ما نرغب عنهم ولكنا نستأثر عليهم ؛
لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم. )
أبو محذورة من أصحاب الرسول-عليه الصلاة والسلام-
بل هو أحد مؤذنيه ، هذا كان يؤذن بعد أن تعلم الأذان من النبي - صلى الله عليه وسلم -
، كان يؤذن فى مكة فى حياته -عليه الصلاة والسلام- وبعد وفاته،
وتوارث بنوه الأذان منه ، وكان فى أذانه سُنة لاتُعرف فى كثير من البلاد
الإسلامية وبصورة خاصة اليوم : هذه السُنة في الأذان التى علّمها الرسول
-عليه الصلاة والسلام-لأبى محذورة وهى ما يُسمى عند الفقهاء بالترجيع
، والترجيع فى الأذان هو : أن يهلل أو أن يتشهد المؤذن بالشهادتين سرًا فى نفسه ، ثم يجهر بعد ذلك .
الأذان المعروف اليوم هو أن يُكبر أربعا فى أول الأذان رافعا صوته فإذا جاء عند الشهادتين
خفض صوته بهما فقال مُسْمِعَا نفسه :
"أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله
، أشهد أن محمدا رسول الله " ثم يرجع فيرفع بها صوته : ( أشهد ألا إله إلا الله ..
، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله )
هذا اسمه الترجيع هذا سُنة فى الأذان ولكن ليس سُنة مؤكدة ؛
لأن بلالا لم يكن يُرجّع مثل هذا الترجيع.
إذن السُنة بالنسبة لنا اليوم :
أن نرّجع تارة..ولا نرّجع تارة لنجمع بذلك بين تعليم الرسول
-عليه الصلاة والسلام- لبلال الأذان حسب ماهو معروف
اليوم وبين تعليمه أبا محذورة الأذان كما سمعنا الآن وفيه الترجيع.
أبو محذورة هذا الصحابي المؤذن للنبي -صلى الله عليه وسلم -
يروى لنا القصة الآتية التى جرت بين عمر وبين صحابى آخر.
عن أبى محذورة قال: "كنتُ جالسا عند عمر-رضى الله عنه-إذ جاء صفوان بن أمية,
{وصفوان هذا صحابي أيضا والقصة تدور بين هؤلاء الثلاثة :أبو محذورة
(الراوى) وعمر بن الخطاب (المُوَجِّه) وصفوان بن أمية (الذى حضر هذه القصة)}
كنت جالسا عند عمرإذ جاء صفوان بن أمية بجفنة -
والجفنة هي القصعة أو بالمعنى العام المعروف اليوم الطنجرة الكبيرة
- يحملها نفر فى عباءة - من ضخامتها أنه لا يمكن أن يحملها اثنان
وإنما يفرشون العباءة الضخمة ويمسكوا الجفنة من أربعة أركان ويرفعوا الجفنة
وينقلوها للمكان المطلوب. فوضعوها بين يدى عمر ، فدعا عمر ناسا مساكين
وأرقاء من أرقاء الناس حوله يعني : عبيدا كما هو معلوم فأكلوا معه ،
أمير المؤمنين يجلس فيأكل مع المساكين من تلك القصعة الكبيرة وهي الجفنة
، ثم قال عند ذلك عمر :" فعل الله بقوم أوقال:" لحا اللهُ قوما" فعل الله بقوم بمعنى :
انتقم منهم أو قال لحا الله قوما أي استأصلهم وقضى عليهم ،
والخلاصة عمر يدعو على هؤلاء القوم ، ما وصفهم ؟؟ يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم
- فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يستنكر على الأسياد الذين لايُجالسون العبيد
ليُؤاكلوهم ، وصفوان هذا ابن أمية كان من كرام العرب المشهورين بإطعام الطعام ،
فالظاهر أن عمر لاحظ أن صفوان جاء بتلك الجفنة الضخمة وفيها الطعام
كان هذا فعله تكرما منه وإطعام للفقراء والمساكين والعبيد لم يُجالس الجماعة
كما فعل عمر فدعا عمر على الأسياد الذين لا يؤاكلون العبيد ولا يأكلون معهم
فقال : فعل الله بقوم أو لحا الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم .
فقال صفوان مُعتذراً:"أما والله مانرغب عنهم ولكنَّا نستأثر عليهم لانجد
والله من الطعام الطيب ما نأكله ونُطعمهم".
هذا فى الواقع سمو من صفوان خلافا لما قد يبدوا لبعض الأذهان
أنه اعتذار عن خطأ لما بدر منه ، ليس كذلك فهو يقول ما مفداه :
أنه لا يتيسر له من الطعام الطيب ما يتسع له ولآل بيته ولعبيده أيضا
، والآن قد تيسر له هذه الجفنة من الطعام فجاء بها خالصة للفقراء والمساكين
فهو لم يُجالسهم ولم يطعم معهم لا أنفة وكبرياءً ، وإنما إفراداً لهم بهذا الطعام الطيب
وعدم مشاركة منه لهم فيه .
وهذا في الواقع يدل على نفسٍ كريمة وسخية منتهى السخاء ؛ لأنه حض العبيد
ليأكلوا من هذا الطعام الطيب ، ولم يشاركهم فيه ليأكلوا ويشبعوا ويكتفوا منه.
إذن أفادنا هذا الأثر من عمر-رضى الله عنه -أنه يكره أشد الكراهة أن يترفع السيد
أن يشارك عبيده فضلا عن خادمه الحر ، فى الطعام والشراب .
هذا في الواقع من سمو الإسلام فى الربط بين أفراد المسلمين فى مجتمعهم
حيث لا يُفرق بين سيدٍ ومسود في الإسلام ، بين حر وعبد ، فكلهم
يجلسون على مائدةٍ واحدة، وهذا منتهى العدل بين المسلمين جميعا.
فهم يجلسون على مائدة واحدة ويطعمون من طعام واحد ،
هذا منتهى العدل بين المسلمين جميعا .
فنبهنا في الحديث السابق على الإنفاق قال : عندي درهم .
قال : أنفقه على نفسك .
قال : عندي آخر .
قال أنفقه على زوجتك .
قال : عندي آخر .
قال : أنفقه على خادمك ، ثم ما بقي أنت أبصر. يجوز طبعا
لكن عندنا قضيتين في قصة عمر :
1- الأولى أن عمر يحض على مشاركة الأسياد في الطعام
2- الثانية أن صفوان بن أمية هذا لم يستنكف عن مشاركتهم في الطعام أنفا
واستكبارا ، لأنه وجد طعاما جيدا فخصّه بهؤلاء ، هذا هو الصواب.
أما إذا كان السيد ما عنده غير ما يكفي نفسه وعياله ، ويطعم عبده ما دون ذلك من الطعام ، فهذا لا يجوز.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
بارك الله فيكم ونفع بكم
وأرى لو توضع في ملف واحد في المرفقات ليحسن الاستفادة منها .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالشيماء
بارك الله فيكم ونفع بكم
وأرى لو توضع في ملف واحد في المرفقات ليحسن الاستفادة منها .
جزاكم الله خيرا ..
إن شاء الله نفعل عند تمام المادة العلمية .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
88- باب : إذا نصح العبد لسيده
أى : بيان ما له من الأجر
* روى المصنف بإسناده الصحيح عن عبد الله بن عمر أن رسول الله
- صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
"إن العبدَ إذا نَصَحَ لسيده وأحْسَنَ عبادة ربه فلهُ أجْرهُ مرتين"
هذا من توجيه الشارع للعبيد على النصح لأسيادهم فى خدمتهم إياهم
حيث يجعل للعبد الذى ينصح لسيده ويعبد ربه أجرين : أجر العبادة لله وحده ، وأجر النصح لسيده .
أي أنه يقول للعبيد إن قيامكم بخدمة أسيادكم ليس هكذا يذهب هباءً منثورا ،
بل لكم أجر عند الله - عزّ وجل - إذا ما نصحتم في خدمتكم لأسيادكم :
"إن العبدَ إذا نَصَحَ لسيده وأحْسَنَ عبادة ربه فلهُ أجْرهُ مرتين"
1- مرة لعبادة ربه وحده لا شريك له .
2- والمرة الأخرى لنصحه لسيده في قيامه بخدمته .
-------------------------------------------------
** الحديث التالي يرويه عن صالح بن حي قال : قال رجل لعامر الشعبي :
يا أبا عمر إنا نتحدث عندنا : إن الرجل إذا اعتق أم ولده ، ثم تزوجها كان كالراكب بدنته ؟
فقال عامر : حدثني أبو بَرْدة عن أبيه قال : قال لهم رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
"ثلاثة لهم أجران :رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد-صلى الله عليه وآله وسلم-
فله أجران,والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ، ورجلٌ عِندَهُ أمَة يطؤها
فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"
أبو بردة هو : تابعي ابن أبي موسى الأشعري ، فقوله هنا عن أبيه : يعني أبا موسى الأشعري .
قال أبو موسى الأشعري قال : قال لهم رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
"ثلاثة لهم أجران :رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد-
صلى الله عليه وآله وسلم-فله أجران,والعبد المملوك إذا أدى حق
الله وحق مواليه ، ورجلٌ عِندَهُ أمَة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها
وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"
نعود إلى شرح الحديث :
( قوله يا أبا عمر ) كُنية: عامر الشُعبى وهو تابعى مشهور,
قال الرجل له:"إنا نتحدث عندنا" السائل كما فى بعض الروايات من خُراسان فقوله:
"عندنا" أى فى خُرسان فقوله : (عندنا ) أي في خراسان هناك يتحدثون وكانت
تلك البلاد من المواطن التى يُرابط فيها المسلمون ويغيرون منها على البلاد الشرقية نحو الهند والصين .
هناك يقول السائل:"نتحدث عندنا أنَّ الرجلَ إذا أعتقَ أمَّ ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته".
"أمَّ ولده" هذه كناية عن عبدة الرجل الحُرإذا كان
يستمتع بها ثم رُزق منها بولد فهى أم ولده.وأم ولده من حيث أصل الكلمة تُقال لكل زوجة
فكل زوج له زوجة وله منها ولد أو أكثر فهى أم ولده ، ولكن اصْطُلِحَ فى هذه الكلمة
"أم الولد" أنها خاصة بالإماء أى بالعبيدات.
فحين يَرد هذا السؤال فيقول السائل:" إن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته"
هو كما يأتي في نفس الحديث من المستحب فى الإسلام أن الرجل إذا جاءت
إليه أمة عن طريق الحرب- كما شرحنا ذلك في درس مضى -
أى بتقسيم قائد الجيش للسبايا؛ فخرج للرجل امرأة فهى أمته وهي جاريته
سواء كان بهذا الطريق أو بطريق الشراء الشرعى .
فحينما يحوى الرجل أمة من الإماء تُصبح حلالا له كما لو تزوجها بالكتاب
والسُنة , لكن هنا لا عقد مجرد أن تُصبح أمة له بطريق من الطريقين
المذكورين؛تحل له هذه الأمة .
ولكن متى تسمَّى أم ولد؟ إذا رُزق منها ولدا تُصبح أم ولده.
لذلك فى هذا الحديث الآن من الناحية الحديثية إشكال لأنه يقول:
" إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها" الإعتاق يصير
قبل أن تحمل منه لأنه مجرد أن تحمل الأمة وتلد من السيد؛
تُعتق تُصبح حرة فحينما يُرزق السيد من أمته ولداً يُقال: أعتقها ولدها,
فكيف تبقى أمة بعد أن رزق منها بولد ؟! فيقال هنا : أعتقها ولدها .
فكيف تبقى أمة بعد ما رزق منها ولدا ، ويعتقها ويتزوجها بعد الولد وهي معتوقة بولدها ؟
*- لذلك بعد أن تتبعتُ طرق الحديث تبين أن أحد الرواة أخطأ فى لفظة : "أم ولد"
والصواب "أمته" الرجل إذا أعتق أمته يعنى السائل لما سأل ماقال: "أم ولده"إنما قال:"أمته"
( الرجل إذا أعتق أمته ) يعني السائل حينما سأل ما قال :
( إذا أعتق الرجل أم ولده ) وإنما قال : ( أمته )
- لأنه كما ذكرنا الرجل إذا رُزق من أمته ولداً فولدها يُعتقها فلم يبقَ هناك
مجال ليكسب هو فضل الله فيعتقها ويجعل عتقها صداقها ؛
لأن هذا ليس له مكان حينئذ من العتق لأنها أصبحت عتيقة .
هذه الرواية فى مصطلح الحديث تُسمى شاذة: أى لفظة "أم ولده" والصواب:"أمته".
وعلى الصواب روى الإمام مسلم فى "صحيحه" يعني هذا هو الصواب ،
ومن دقة الإمام البخارى فى صحيحه- وهو نفسه صاحب الكتاب الذي نقرأه
- أنه روى هذا الحديث بنفس السند المذكور هاهنا رواه فى الصحيح ،
لكن ماذكر السؤال والجواب وإنما ذكر الحديث المرفوع إلى الرسول
-عليه الصلاة والسلام- لأنه فيما يبدو لى – والله أعلم -
أنه لاحظ هذه النكارة ؛ فماأحب أن يُوضع فى كتابه الذى سماه"بالمسند الصحيح"
مثل هذه النكارة فحذف السؤال والجواب وذكر الحديث:"ثلاثة يُؤتون أجرهم مرتين..
"في صحيح البخاري هكذا فعل مع أن السند الذي رواه في هذا الكتاب هو نفسه
الذى رواه فى الصحيح ، لكن في هذا الكتاب يتحمل من الروايات والألفاظ
مالايتحمله كتابه المُسمى (بالمُسند الصحيح ) خصَّه بالصحيح أما (الأدب المفرد )
فماخصه بالصحيح ؛ ولذلك تَرين أنني في كثير من الأحيان لا أقرأ بعض الأحاديث ،
وقليل جدا من علماء الحديث الذين أفردو للحديث الصحيح كتب خاصة
وفي مقدمة هؤلاء البخاري ومسلم ، فهو في ( الأدب المفرد ) لا يتقيد بالصحيح هذا
مذهب ومشرب في التحديث يشاركه فيه جماهير معدودون أما في الصحيح
وكذلك مسلم فإنما يوردان فيهما ما صح عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -
صحة السؤال إذن :
"إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها كان كالراكب بدنته"
هذا عُرف فى خرسان - كما يفيده هذا السؤال من هذا الرجل للشعبي -
أن عرفهم أو كان عرفا عندهم أنه من القبيح أن يكون الرجل عنده جارية ثم يعتقها
ثم يتزوجها ويضربون لذلك مثلا"كالراكب بدنته" يعني : ناقته.
فكأن العُرف عندهم تشبيه الجارية العبدة بالحيوان"الناقة" فكأنه عارٌ عندهم .
فأجابه عامر الشعبى بما يردعليهم تلك العادة ويُبثت أن هذا أمر مشكور
ويُؤجرعليه صاحبه أجرين قال عامر : حدثني أبو بَرْدة عن أبيه – أبي موسى
كما قلنا- قال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "ثلاثة لهم أجران":
1- النوع الأول :
( رجلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد – صلى الله عليه وسلم )
وهذا واضح كون له أجران الأجر الأول أنه لم يكن مُلحداً زنديقاً طوال حياته
حتى بعث اللهُ نبيه-عليه الصلاة والسلام-فآمن به بل عاش مؤمنا بالله وبعيسى-عليه السلام-
وبما جاء به من عند الله إلى ما قبل إيمانه بمحمد بن عبد الله-صلوات الله وسلامه عليه-
فهذا رجل من أهل الكتاب إذا آمن بالرسول-عليه الصلاة والسلام-
فهذا رجل من أهل الكتاب آمن بمحمد كتب الله له أجرين
1- أجر إيمانه بعيسى عليه السلام
2- وأجر إيمانه بمحمد
لا غرابة كما قلنا ؛ لأن الرجل الذى عاش فى الإلحاد والزندقة عاش كالبهائم
ليس له أجر ، بخلاف ذلك الذي كان مؤمنا بعيسى وشريعته فكان مأجورا
عند ربه ولما بلغته دعوة الرسول . – صلى الله عليه وسلم –آمن بها أيضا ،
فكتب له أجر آخر بالإضافة إلى أجره السابق
وهذا النص- طبعا - نص عام ليس كما يقول بعض الشراح أنه خاص بأهل الكتاب
الذين كانوا فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام- فكذا يقول بعضهم
والحديث ليس فيه هذا التخصيص ثم هناك تخصيص آخر لانرى له وجها أيضا
يقولون: هذا الأجرللذى كان من أهل الكتاب فيما إذا كان إيمانه بعيسى لم يكن شابه
شىء من الانحراف أو الزيغ أو الضلال هذا أيضا لايصح تقييد الحديث به ؛
لأن الحديث مطلق لاسيما ونحن نعلم أن الذين كانوا فى عهد الرسول
-عليه الصلاة والسلام-من أهل الكتاب وآمنوا به-عليه الصلاة والسلام-
ماكانوا مؤمنين بعيسى وبشريعة عيسى كما أنزلها الله هذا شبه مُستحيل فى مثل هذه الأيام،
ولكن المقصود أن الكتابى الذى أدرك رسالة الرسول-عليه الصلاة والسلام-
سواء بشخصه أو بالرواية كما هو شائع عند أهل الكتاب اليوم ثم آمن وصدق
فهذا له أجره مرتين ولو كان إيمانه الأول مشوبا بشىءٍ من الانحراف
كما هي طبيعة أهل الكتاب جميعاً .
وعلى كل حال هو خير من الوثنيين وخير من المشركين الذين ليس عندهم شىء
من العلوم شيء من الأخلاق التى تأتى الناس عادة مما ورثوه من النبوات
والرسالات التى كانت قبل بعثة الرسول-عليه الصلاة والسلام-
2- النوع الثاني :
"والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه".
أى أسياده : هذا أيضا له أجره مرتين كما تقدم في الحديث الذي قبله .
3- النوع الثالث :
"ورجل عنده أمة كان يطأها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران".
الشاهد من الحديث:- هو الفقرة الأخيرة فبها يَرُدُ الشعبى على ذلك الخرسانى الذي يحكي
أن قومه كانوا يستقبحون من السيد أن يعتق أمته ثم يتزوجها ، ويعتبرون ذلك كالراكب بدنته .
فروى له الشعبي هذا الحديث ، وفيه أن الذي يكون عنده أمة فيؤدبها فيحسن تأديبها ويعلمها
فيحسن تعليمها ثم يعتقها ثم يتزوجها فله أجره مرتين ففيه حض كبير للرجل
السيد إذا كان تحته جارية عبدة مملوكة أن يعتقها ، ويجعل عتقها صداقها
ويتزوجها مقابل تحريره إياها من العبودية وهذا ما فعله الرسول-عليه الصلاة
والسلام- بصفية, وصفية – معلوم لديكن جميعا – أن أصلها أنها كانت امرأة
لأحد اليهود هي يهودية بنت يهودية من خيبر,فتحَ رسول الله-صلى الله
عليه وآله وسلم-خيبر فلما فتح الرسول – صلى الله عليه وسلم – خيبر
ووقع السبى الكثير في يد الرسول – صلى الله عليه وسلم -
ووقعت صفية فى قسمة دُحية ودحية من أصحاب الرسول-عليه الصلاة والسلام-
فجاء رجل وأخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأن عند دُحية جارية أو
عبدة لاتليق إلا لك فأرسل الرسول-عليه الصلاة والسلام-وراء دحية وأخذها منه
بسبعة رءوس .. يعني مقابل صفية اشتراها منه بسبعة رءوس من العبيد ،
ثم أعتقها الرسول-عليه الصلاة والسلام-وجعل عتقها صداقها ؛
فكان فى فعله هذا-عليه الصلاة والسلام- تأييدا لقوله فى هذا الحديث
أن من الأشخاص الثلاثة الذين لهم أجرهم مرتين الرجل عنده عبدة جارية
فيعتقها فله على ذلك أجران .
- وفى هذا الحديث التصريح باستحباب تعليم الرجل لأمته لحاريته لعبدته
أليس أولى للرجل أن يُعلم زوجته الحرة؟ لاشك أن الجواب أولى وأولى.
و إذا كان ذلك هو الجواب :
فينبغى أن لا يشك أحد وإن كان هذا الشك قد قُضِى عليه فى الوقت الحاضر
وأقول- آسفا - : ليس لأن المسلمين تفقهوا فى دينهم وإنما لأن الأمواج الصاخبة التى
تجرف كل شىء وتأتى من بلاد أوربا هى التى جعلت العالم الإسلامى اليوم يجعل
النساء يُقبلن على العلم كالرجال ولا فرق فهم لم يتوجهوا هذا الاتجاه بتوجيه
مثل هذا الحديث ، وإنما اتجهوا هذا الاتجاه تجاوبا مع هذه الموجات الواصلة
إلينا من أوربا وإلا لوكان انصراف المسلمين اليوم إلى الاهتمام بتعليم النساء العلم ؛
لأن الشارع الحكيم حَضَ على ذلك فى أحاديث هذا أحدها
لكانوا تجاوبوا مع الشارع أيضا فى تحديد درجات العلم وفى تحديد
نوعية الوسائل التى ينبغى على النساء أن يلتزمنها ،
فيما إذا أردن أن يتعلمن العلم لأن الشارع الحكيم رَغَّب فيه
وعدم تقيد النساء في العصر الحاضر بهذه الوسائل والحدود التي يفرضها
الشارع هذا دليل لما قلت من أن هذا الاتجاه للعلم من النساء اليوم ليس
لأن الشارع حضهن على ذلك بل لأنه الموضة التيار .
- هكذا يقول هذا الحديث فيه الحض الصريح لتعليم الرجل أهل بيته حتى
ولو كانت أمته يحسن به أن يُعلمها وهكذا نرى الرسول
-عليه الصلاة والسلام-قد صدّق الفقرة الأخيرة فاعتق أمته – صفية –
وتزوجها وقد باشر الحض لنسائه على أن يتعلمن, في حديث آخر :
فقد دخل عليه-صلى الله عليه وآله وسلم-يوما امرأة صحابية جليلة اسمها الشفاء
وكانت من النساء القليلات التى يمكن أن يعبر عنهم بالمثقفات يحسن القراءة والكتابة
أقول : قليلات ؛ لأن الرجال فى ذلك العهد كان يقل فيهم المتعلمون بحكم كون العرب يومئذ
أمة أمية كما جاء ذلك فى صحيح الكتاب والسنة.
لما دخلت على النبى-صلى الله عليه وسلم- قال لها وهو يشير إلى زوجته حفصة :
ألا تعلمينها الكتابة كما علمتها رقية النملة؟ .
. ....................
*** ليس للرجل حد ينتهى إليه فى العلم أما المرأة فلها حدود
فالعلم الذي يحسن للمرأة أن تباشره وتتعاطاه وتتعلمه هو العلم الذي
يصحح عقيدتها وما يثقفها ويفهمها أمور دينبها وأحكامه ،
ما تستعين به على إصلاح خلقها ونفسها وأخيرا على تربية أولادها
في هذه الحدود يحسن للمرأة أن تتعلم وتتثقف .
وأما هذه العلوم التي يتعلمها الرجال وهي من طبيعتهم فلايليق بها أن تتعلم أى
علم يدرسه الرجل مثل هندسة البناء والحقوق إلى غير ذلك من علوم لايجوز للمرأة
أن تقترب منها مطلقا لأن هذا يُنافى أمر الله لها بأن يكون الأصل فيها
أن تلتزم عقر دارها ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
العلم الذى يحسن بالمرأة أن تتعلمه وتتثقف فيه هو ما يُصلح عقيدتها
وما يُفهمها أحكام دينها وما تستعين به على إصلاح خلقها ودينها وعلى تربية أولادها
وفى هذه الحدود يُحسن للمرأة أن تتعلم. أما أن تتعلم العلوم التى يتعلمها الرجال تتعلم
مثلا لتُصبح نائبة - اسما بمعناه اللغوى لا بالمعنى الاصطلاحى - هذا لايجوز لأن هذا العلم
يستدعيها أن تخرج لأدنى مناسبة وأن تُخالط الرجال ، وأخيرا أن تستحق لعنة الله حينما
قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
" لَعَنَ اللهُ المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"
وفى لفظ آخر"لعن الله الرَّجِلة من النساء".
فامرأة ورَجِلة لا يجتمعان ،و الشرع نبّه على هذا فلعن الرجلة من النساء من هى؟
هى التى تمشى فى الطريق في صدر الطريق بينما فى الإسلام كانت المرأة فى العهد الأول
تمشى مع الجدار جلبابها يمس الجدار يمينا أو يسارا أما اليوم فإذا كان صف من الرجال
وامرأة واحدة تشق هذا الصف ولا تبالي لجرأتها وقلة حيائها هذا هو الترجل
وأنا آسف أن أقول : إن كثيرا من النساء المسلمات قد خالطهن
قد خالطهن هذا الترجل بنيب متفاوتة طبعا ؛ ولذلك فعلى النساء والفتيات
المسلمات أن يجاهدن من جملة ما يجاهدن فيه أن يبتعدن عن الترجل - ما
استطعن إلى ذلك سبيلا - هذا الزمن كما نرى جميعا الرجال يتشبهون
بالنساء والعكس والكل لعنة الله عليهم بنص الحديث .
ومن ذلك العلم الذي يحاول المسلمات تعلمه ما يؤهلها للدعوة ،
وتحت هذا المسمى تخرج كثير من المسلمات من بلدها بدون محرم في سبيل ماذا ؟
الدعوة للإسلام – الله أكبر - هذا مثله كمن يبني قصرا ويهدم مصرا .
# جاءنى شاب اليوم يستشيرني فى المكتبة الظاهرية : أنه خطب فتاة وهى سافرة
وكماأعرف كلمة سافرة كلمة مطاطة فسألته ،
فقال: لاتستر شعرها ولاعنقها .
قلتُ: الله يحفظك هذه التى خطبتها؟
فقال: ماذا أفعل يا أستاذ لاأجد؟
ويزعم أنه سلفى فقلتُ له: يظهر أن لك شروط؟
قال: طبعا.
قلتُ : من شروطك؟
قال: أن تكون مُثقفة .
قلتُ : له لماذا؟
قال: حتى تكون داعية .
قلتُ له: هل أنت داعية ؟ -أنا أعرف أن معلوماته فى الإسلام سطحية
لكنه غيور فعلا ككثير من الشباب والشابات-
فأجاب: لأ ، لكن نُحاول .
قلتُ له: إذا كانت زوجتك تعرف تقرأ وتكتب كفاية وبركة ، فلابد أن تتزوج امرأة :
أولا: تحصنك عن الفاحشة,
ثانيا: تقوم بواجب البيت وتربية الأولاد, شو داعية ماداعية ؟
هذا زمن قلّ فيه الدُعاه من الرجال فضلا عن النساء فباسم الدعاة تخرج
المرأة من بلدها لامحرم معها فى سبيل الدعوة إلى الإسلام هذا مثلهم
كمن يبنى قصرا ويهدم مصراً أو كمثل الحديث الصحيح :
"مثل العالم لايعمل بعلمه كمثل الشمعة تحرق نفسها وتضئ لغيرها"
فهذه المرأة تُسافر سفرامُحرما لايجوز لها أن تُسافرإلى الكعبة إلا ومعها مَحْرَم
فما بالها تسافر مستدبرة الكعبة دون محرم تدعو للإسلام ودعوتها أن تلتزم أحكام دينها
فلم يكن فى الإسلام الأول دُعاة من النساء وقد تُحاضر الرجال لم يكن مثل هذا
فى زمن الصحابة ولا التابعين ولا ولا ...,
نعم موجود امرأة أنعم الله عليها بالعلم الصحيح تلزم بيتها يأتى إليها بنات جنسها
يتعلمن منها هذا لازم وواجب .
- أما أن تعارض الأحاديث تنطلق هكذا كأنها رجل وقد قال
رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- :
"لايحل لامرأة تُؤمن بالله وباليوم الآخرأن تُسافر ثلاثة أيام"
وفى رواية"يومين"وفى رواية ( يوما وليلة ) وفي أخرى"يوماً",
"أن تُسافر يوما إلا ومعها أبوها أو أخوهاأو ذومحرم لها".
فلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا أي "سفر":مطلقا :
طويلا أو قصيراً قريبا أو بعيدا فى طاعة الله أو في الاستمتاع بما أباح اللهُ لها
لا يحل لها السفر إلا مع ذي محرم لها .
فإذا كانت المرأة داعية فلتلزم نفسها بذلك أولا وإلا انطبق عليها قول الشاعر:
تعْصي الإلهَ وأنت تزْعُمَ حُبَهُ *** هذا لعَمْرك فى القياس بديعُ
لو كان حُبُكَ صادقا لأطعْتهُ *** إنَّ المُحِبَ لمَنْ يُحِبُ مُطيعُ .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
يرعاك ربي اختاه....رحم الله شامة الشام...بانتظار مدادكم....
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم
يرعاك ربي اختاه....رحم الله شامة الشام...بانتظار مدادكم....
جزاكم الله خيرا ...
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئلة :-
هذه الأسئلة في نهاية الشريط الثاني ، وجهتها بعض الحاضرات للشيخ رحمه الله تعالى :
س1-:ماهو الفرق بين الكلمات الآتية:حدثنا فلان,أو أخبرنا أو أنبأنا أو ذكر لنا أو قال لنا ؟
ج:- هناك بعض الاصطلاحات متفق عليها والبعض فيه خلاف, فمثلا:
"حدثنا أو أخبرنا" لافرق بينهما إلا أن حدثنا أنص وأصرح فى البيان أنَّ هذا
التلميذ الذى يقول:"حدثنافلان" سمع منه الحديث مباشرة
بينما "أخبرنا" يتضمن أنه قد يكون إخبارا بالتحديث وهو الوجه الأول
ويحتمل أن يكون الإخبار بالكتابة.
"أنبأنا" أقرب فى الدلالة على المعنى الثانى من الأول.
صار عندنا ثلاث مراتب:-
1-حدثنا :نص صريح فى السماع.
2-أخبرنا:نص راجح فى السماع يحتمل أنه بالكتابة حيث لاسماع.
3-أنبانا:نص فى الكتابة لافى السماع.
أما "ذكر لنا" فقد يكون ما ذكِِرَ له إما تحديثا وإما كتابة.
كذلك"قال لنا"فليس فى كلٍ من قوله ,"ذكرأوقال"
مايشعر بأن ذلك كان بطريق التحديث أو بطريق الكتابة.
إذا كان التحديث بلفظ السماع أو الكتابة أو أى طريقة كان كالإجازة مثلا؛
كل ذلك لايخدش فى صحة الرواية إذا توفرت فيها شروط الصحة.
س2:-هل يجوز اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل بينهما؟
ج:-إذا كان الحائل لضيق المسجد فجائز سواء للرجل أو المرأة.
*بالنسبة للرجل:-إذا صلى فى المسجد ليس بينه وبين الإمام حائل؛
لكن بينه وبين الصف فرجة ممكن أن يُصلى فيها لكنه ما فعل وصلى وحده
فلا صلاة له فإن صلى معه آخرون والفرجة لاتزال ؛فالصلاة صحيحة لكنه
آثم هو ومَنْ عقد الصف معه ؛ لأنه من الواجب على كلٍ منهم أن يسد الفرجة.
*بالنسبة للنساء:-إذا صلت المرأة وراء حائل لأن المسجد ضاق
وإذا صلت فيه تختلط مع الرجال فصلت وراء حائل؛ فصلاتها جائزة.
أما أن يكون المسجد واسعا والرجال يعقدون صفا أو صفين وهى تستطيع أن تُصلى
وراءهم بصف أو صفين بكل راحة ، و تُصلى خارج المسجد وهى تسمع صوت
الإمام فى هذه الحالة لاتصح صلاتها أيضا.
وهذا التفصيل لابد من مُراعاته والحائل تارة يُعتبر وتارة لايُعتبر أى تارة يضر وتارة لايضر والتفصيل ما سبق.
س3:- ماحُكم البكاء فى الصلاة الذى لايمكن دفعه إذا كان من ألم أو وجع أو مُصيبة ؟
ج:- الصلاة صحيحة.
س4:-المطلقة التى تقضى عدتها فى بيت زوجهاهل هي مُلْزَمَة بخدمة زوجها كما لو كانت غير مطلقة ؟
ج:- نعم له عليها كل الحقوق لأنها لم تصبح حرة إلا بعد مُضِى العدة
فإذا انقضت عدتها؛ أصبحت حرة ولا يجوز للرجل أن يُعيدها إليه إلا كما يأتى بامرأة جديدة بعقد شرعى.
المطلقة طلاق رجعى غير المطلقة ثلاثا, المطلقة ثلاثا لاتحل له من بعدُ حتى تنكِحَ زوجا غيره
فلم يبق له عليها من الحقوق مطلقاوالأصل فى المطلقة ثلاثالابد أن تخرج إلى بيت أهلهاولاتبقى
فى بيت الرجل؛ لأنها حرمت عليه .
أماالمطلقة طلاق رجعى فلا تزال فى عصمته. ومن حِكَم أمر الشارع الحكيم ببقاء المطلقة
طلاقا رجعيا فى بيت الزوج هو كما قال فى القرآن :
"لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً" بَيَّن لعله يميل إليها وتميل إليه.
فالمطلقة طلاقا رجعيا يجب عليها أن تظل فى بيت الزوج ، إلا لأمرٍعارض هذا
يعود معالجته للقاضى الشرعى إنما الأصل أنها تبقى فى بيت الزوج لاسيما إذا
كان الزوج حاضرا فلا يجوز أن تخرج أبداًولا يجوز له نفسه أن يُخرجها فضلا
عن أنه لايجوز لأبيهاولا لأخيها أن يفرضوا إرادتهم على زوجها ويأخذو نها من بيته
رغما عنه هذا خلاف الإسلام.
هل تُحجب عنه ؟
لأ ليس شرطا أن تحتجب عنه, تحتجب لما تنقضى عدتها تُصبح حرة
يجوز هو وغيره أن يتزوجها, أما قبل انقضاء العدة فهي لاتزال فى عصمته.
س5:- يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام-:
"المرأة ناقصة عقل ودين" فما معنى ذلك مع الشرح؟
ج:- لمَّا قال الرسول-عليه الصلاة والسلام-:" المرأة ناقصة.."
قال:"نقصان عقلها" أن شهادتها على النصف من شهادة الرجل
"ونقصان دينها"أنها تقضى شطراً من حياتها لاتُصلى.
كأن معنى هذا الحديث أن الله-عزوجل-بحكمته فاوت بين الرجال والنساءفى العقل
والدين وفى غير ذلك من القدرات والطاقات كما فاوت بين الإنس والجن فى القوة
كل هذه الحكَم يعرفها ربنا-تبارك وتعالى-فالحديث ليس فيه ذم للنساء
بقلة العقل والدين لكن فيه بيان الواقع.
طبيعة المرأة أن الله-عزوجل- خلقها كل شهر لابد أن تتعطل عن الصلاة
هذا نقص لاشك بالنسبة للرجال لكن ليس نقصا تترتب عليه مُؤاخذة وتترتب عليه
نقصان الدرجات فى الآخرة, يجوز المرأة على هذاالنقص الذى فُطرت عليه أن تكون
فى منازل من الإيمان أعلى بكثير من درجات كثير من الرجال.
إذاً هذا نقص طبيعى لا تُعاب المرأة عليه.
( أ. هـ الشريط / 2) .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريـــط الثالــث
88 - تابع باب إذا نصح العبد لسيده
روى المصنف بسند صحيح عن أبى موسى الأشعرى أنه قال:
قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
"المملوك الذى يُحسن عبادة ربه ويُؤدى إلى سيده الذى فرض عليه من الطاعة والنصيحة؛ له أجران"
وهذا الحديث كالأحاديث السابقة التي تبين فضل المملوك الذى
يؤدي حق ربّه -عزوجل- وطاعة سيده من جهة أخرى فله أجران.
ويبدو من هذا الحديث أن العبد يكون ناجيا عند الله-عزوجل-
بمجرد القيام بهاتين الطاعتين : طاعة الله من جهة ، وطاعة السيد من جهة أخرى.
ويأتى فى بعض الأحاديث أن أبا هريرة الحر تمنى أن يكون مملوكا ؛
فيتفرغ للطاعة الله وطاعة سيده ويأخذ الأجرين .
هذا الحديث يفيدنا أن عملية نجاة العبد فى الإسلام سهلة
بخلاف السيد لذلك تمنى أبو هريرة ما سبق .
وروى المصنف من حديث أبي بردة عن أبيه قال:
قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
( المملوك له أجران : إذا أدى حق الله في عبادته
[ أو قال في حسن عبادته ] وحق مليكه الذي يملكه ) .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
89-باب العبد راعٍ
روى المصنف بإسناده عن ابن عمر أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- قال:
" ألا كلكم راع وكلكم مسئُولٌ عن رعيته , فالأميرُ راع وهو مسئولٌ عن رعيته والرجلُ
راع على أهل بيته وهو مسئولٌ عن رعيته وعبدُ الرجل راع على مال سيده وهو
مسئولٌ عن رعيته ألا كلكم راع وكلكم مسئولٌ عن رعيته"
واضح أن المصنف ساق هذا الحديث الطويل للفقرة أخيرة :
( وعبدُ الرجل راع على مال سيده وهو مسئولٌ عن رعيته )إلى آخره .
- وكما ذكرت في درس مضى أنه لمَّا لم يبق الآن عبيد وأسياد بسبب إعراض
المسلمين عن الجهاد فى سبيل الله-عزوجل- فطبيعة الحال لم يبق هناك عبيد
حتى ندندن حول أحكام هؤلاء العبيد مع الأسياد ، ولولا أننا فى صدد قراءة كتاب
فى السُنة في الحديث النبوي للإمام البخارى- لم يكن ثمة فائدة كبرى من قراءة
هذه الأحاديث المُتعلقة بالعبيد ؛ لأنه كما يُقال اليوم هذا البحث غير ذى موضوع
لكن لابد من المرور على هذه الأحاديث وأخذ فكرة عامة لكى يكون المسلم على
بيِّنة مما جاءت به السُنة فيما يتعلق بالعبيد.
ولذلك لا نقف كثيرا على هذه الفقرة الخاصة بالعبيد بقدر ما ينبغي أن نتوقف
على الفقرات التي قبلها فإنها مما لها علاقة بحياة المسلمين في كل عصر ومصر .
- هاهو رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يُجْمِل :
"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ثم يُفصل هذا الإجمال ببعض الأمثلة:
- قال:"فالأمير الذى على الناس راع و هو مسئول عن رعيته "
المقصود بالأمير هُنا:
إما الإمارة العامة وهو الخليفة
وإما الإمارة الخاصة وهو المأمور الذي أمّره الخليفة المسلم .
و هذا المعنى الثانى للأمير وهو الولي الذي أمّره الخليفة هو الذى عناه رسول الله-
صلى الله عليه وآله وسلم- فى بعض الأحاديث الصحيحة مثل حديث العرباض بن سارية
قال: (وعظنا رسول الله-صلى اله عليه وآله وسلم- موعظة
ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يارسول الله أوصنا قال :
"أوصيكم بتقوى الله بالسمع والطاعة وإن وُلِّي عليكم عبدٌ حبشى")
هذا الوالى ليس هوالخليفة وإنما هوالذى ولاه الخليفة على الناس"عبد حبشى".
من أين عرِفنا أنَّ المُوَلّى فى هذا الحديث ليس هو الخليفة ؟
-عرفنا ذلك من استحضارنا شرطا من شروط الخليفة فمن شروط الخليفة :
أن يكون حُراً وليس هذا فقط بل من شروطه أيضا أن يكون عربيا قرشياً.
فقوله:"فالأمير الذى على الناس راع" المقصود به كل أمير سواء
كانت إمارته وولايته ولاية عامة وهو الخليفة المسلم الذي ليس فوقه حاكم
أو كانت ولايته خاصة وهو المُوَلى من قِبَل الخليفة, فكل منهما راعٍ وهو مسئول عن رعيته.
ومن هنا يأتى أنَّ القاضى مثله ، أن المؤذن ، والإمام ... هؤلاء رُعاه و وُلاة على الأمة,
مَنْ الذى ولاهم ؟
- المفروض الخليفة المسلم ، فهؤلاء ولايتهم ولاية خاصة والذى ولاَّهم؛ ولايته عامة.
فكما يجب على الوالى ولاية عامة أن يرعى شئون الأمة ،وأن ينصح لهم
ومن ذلك ألا يُولى عليهم إلا مَنْ يعلم أنَّه ينصح للأمة ، كذلك هؤلاء الولاة الذين ولاهم
الحاكم المسلم على الناس فى أى شأن من شئون المسلمين على هؤلاء أيضا أن ينصحوا فى ولايتهم لأمتهم.
الخليفة لايستطيع عادة أن يقوم بكل واجبات الدولة فلابد له والحالة هذه أن يُنيب عنه من يتولى بعض شئون الأمة.
ففي الواقع أن هذا الحديث من جوامع كلم النبى-عليه الصلاة والسلام- ؛
لأنه لايكاد يخرج منه مُكَلف إلا وله رعاية خاصة على بعض شئون فرد أو جماعة من جماعة الأمة ،
حتى العبد. فالعبدُ راع في مال سيد و هو مسئول عن مال سيده ،
و كذلك فالرجل راع وهو مسئولٌ عن رعيته والمرأة راعٍ ومسئولة عن رعيتها عن زوجها عن أبنائها.
* فما هى رعاية الرجل وماهى رعاية المرأة ؟
رعاية الرجل أن يقوم بكل مايجب عليه تِجاه زوجته وتِجاه أولاده من إنفاق
ومن تربية ومن تثقيف بالثقافة الإسلامية الواجبة أى المقدار الذى يعرف
به الولد كيف يعبد الله وكيف يؤمن به الإيمان الذى ينجو به من عذاب الله .
إذن هذه الرعايات المتنوعة أهم ما يهمنا نحن كأفراد إنما هو الرجل والمرأة
أما الحكام اليوم فلسنا نُطَالهم ولا سيما أن الحاكم الأول قد ذهب منذ ذهبت الخلافة
الراشدة ؛ فبقي على الولاة أصحاب الولايات الخاصة أن يقوموا بالنصح لأمتهم
وهذا في الواقع أمر واسع وقلّ من يقوم بأمر تحقيق الرعاية في منصبه على الوجه الواجب .
مثال :
القضاة قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ) لماذا ؟
- لأن القاضي أول كل شيء لابد أن يحكم بالحق ، والحق ليس هو إلا ما جاء في الكتاب
والسنة فما حال القضاة اليوم ومنذ مئات السنين لا ينظرون في الكتاب والسنة
( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول )
-والمخرج : أن يتعرف الرجل على الكتاب والسنة ثم يتولى القضاء ويحكم بهما ،
فإن لم يستطع اعتزل القضاء وترك الأمر لغيره حتى لا يكون هو كبش الفداء ويدخل النار .
-وكذلك المفتي وإن لم يكن مكلفا بقانون ليس من الشرع
ولكنه يُستفتَى في اليوم الواحد في الكثير وعليه ألا يُفتي إلا بما جاء في الكتاب والسنة .
- هذا كله داخل في مثل قوله – عليه الصلاة والسلام –
( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )
فلايجوز للرجل أن يتهاون فى تربية أهل بيته نساءً أورجالا ؛ فهو راع مسئول عنهم
ولو أن المسلمين جميعا قاموا بواجب الرعاية على أهاليهم ؛
لما وُجِدَ هذا الفساد الذى استشرى بين الشباب والشابات :
من التَّرّجل والتأنت والتفرنج و التبرج والتشبه....
فعلينا إذن أن نأخذ من هذا الحديث ذكرى لما قد نكون قصرنا فيه من القيام ببعض الواجبات تجاه أهل البيت .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
90 - باب مَنْ أحَبَّ أن يكون عبدًا
روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة- رضى الله عنه - :
أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم قال: "العبدُ المُسلم إذا أدى حق الله وحق سيده له أجران"
والذى نفسُ أبى هريرة بيده لولا الجهادُ فى سبيل الله والحج وبر أمى لأحببتُ أن أكونَ مملوكا)
وهذا لما ذكرناه آنفا من أن نجاة المملوك مربوط بطاعتين :
طاعة لسيده ، وطاعة لربه .
فتمنى أبو هريرة أن يكون مملوكا لكنه لا يستطيع ذلك
من حيث إنه عليه واجبات وهي :
الجهاد في سبيل الله ، والحج ، و القيام ببر أمه .
وعلى كل حال فإن هذا التمنى يبدو أنه ليس حقيقة ؛ فالحُر لا يجوز أن يَسْتعبد
نفسه لغيره .
ولكن غرضه من مثل هذا الكلام :
هو بيان أن هذا المملوك حينما ربنا-عزوجل- ابتلاه بالرق فلا ينبغي
أن ينقم بسبب ذلك على ربه ، بل يتخذ ذلك وسيلة تُقربه من ربه ،
وتُنجيه من عذابه : وذلك طريقه سهل بأن يطيع سيده ، وأن يعبد ربه
حتى يأتيه اليقين هذا هو مقصود أبي هريرة من هذا الكلام ..
*سُئل الشيخ :" الجهاد, الحج, البر " هذه الأشياء ليست واجبة على العبد ؟
-العبد مملوك لسيده فلا يجب عليه شىء إطلاقا إلا أن يأذن له سيده.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
91 - باب لا يقول عبدى
من الآداب التى فرضها الله على الأسياد أن لا يُنادي عبده بعبدى
ذلك لأن التعبد ولو باللفظ إنما هو من حق الله على عباده.
كما لا ينبغي أن ينادي العبد سيده ( بربِّى ) ؛ لأن هذين الاسمين:
"الرب"هو خاص بالله -عزوجل- وكذلك : "العبد" يُتعبد بالانتساب
لله-عزوجل-.
عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال:
"لايَقل أحدُكُم:عبدى أمتى,كُلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله,
وليقل: غلامى,جاريتى,وفت اى وفتاتى"
هكذا يُعلم الرسول-عليه الصلاة والسلام- الأسياد
أن يلتزموا الأدب مع الله-عزوجل- فلا يُنادون رقيقا
من أرقائهم بلفظ"عبدي"؛ [ كلكم عبيد الله ]
ولا يُنادى جاريته "بأمتى"؛ [ كل نسائكم إماء الله ]
ثم يُعلمنا الألفاظ التى يجب أن نُنادى بها العبيد :
غلامى للذكر ، و جاريتى إذا كانت أنثى , أو فتاى, أو فتاتى.
هذا الأدب في الواقع ليس هو الأدب الفريد ،
فإن هناك آداب أخرى في السنة المطهرة كلها تدور حول
الآداب في الألفاظ وفي الكلام هذه الآداب - مع الأسف الشديد -
قلّ من يرعاها اليوم من المسلمين حق رعايتها .
ولا نعني هذا الأدب ؛ لانقراض العبيد والاسترقاق الذي أصبح في خبر كان
ولكن هناك آداب أخرى جاءت بها أحاديث أخرى
لايزال موضوعها موضوعا واقعيا ويجب علينا نحن أن نُراعي ذلك.
مثــال :
فى كثير من الأحيان يطرق سمعنا فلان يُنادى بـ"ياعبد النبى"
وهو اسم شائع .
و إذا كان النبى-عليه الصلاة والسلام- نهى فى هذا الحديث
والذي بعده أن يقول السيد لعبده" يا عبدى"
معللا بقوله: "فكلكم عبيد الله" ، فما بال المسلمين اليوم
ينتسبون فى العبودية إلى غير الله ولو إلى النبى فيقولون:
"عبد النبى"وهذا لايجوز في الإسلام .
ومثله الكثير والكثير فى الشيعة فعندهم : "عبد الحسين, وعبد علىّ"
وعندهم التعبد إلى غير الله الكثير و الكثير .
ولعل اسم : "عبد النبى"سرى إلى المسلمين من أهل
السنة من عدوى تأثرهم من آداب الشيعة .
نحن نأخذ من هذا الحديث أن نُعالج به خطأً قائماً
ومستمراً إلى اليوم وهو التعبد إلى النبى
وكذلك عبد الرسول وهذا لا يجوز ؛
كلنا عبيد الله فلا ننتسب لعبد من عبيد الله
.
ومن هذه الآداب التى أعرض عنها المسلمون كثيراً
بسبب جهلهم أولا : بالسُنة ، و ثانيا : إهمالهم لأحكام الشريعة
فهناك تعابير نهى الشارع الحكيم عنها مثلا :
حينما رأى أحد الصحابة فى منامه أنَّه كان يمشى فى بعض طرق المدينة
فيلقى رجلا من اليهود فقال له المسلم: نِعْمَ القوم أنتم معشر يهود
لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون: (عزيرٌ ابن الله )
فقال اليهودى : ونِعْمَ القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم
تُشركون بالله وتقولون: ( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد )
قال:ثم انطلق يمشى فلقي رجلا من النصارى فقال له المسلم:
نِعْمَ القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون:
(عيسى ابنُ الله ) فقال ذلك النصرانى للمسلم: ونِعْمَ القوم أنتم
معشرالمسلمين لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون :
( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد ) فلما استيقظ الرجل سار
إلى النبى- عليه الصلاة والسلام - وقصَ له الرؤيا فوقف
رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - فيهم خطيباً وقال:
"لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد ولكن ليَقُلْ
ما شاءَ اللهُ وحده أو ما شاءَ اللهُ ثم شاءَ محمد"
هذا الأدب قد أخلَّ به جماهير المسلمين اليوم فما أكثر ما نقع
في هذا الخطأ دون أن ننتبه فيأتي الرجل إلى عميله فيقول له :
مالى غيرك وغير الله ،
أو مالي غير الله وغيرك
هذا الذي أنكره الرسول – صلى الله عليه وسلم –
في النص السابق (لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد )
وإن كان ولابد ذكر محمد مع الله - سبحانه وتعالى -
فيكون بعده ويذكر ذلك ليس بواو العطف التي تجمع
وتقرن الرسول مع الله وإنما بـ(ثم ) التي تعطي التراخي
وأن المعنى دون الله بمراتب .
و لذلك فقول الناس اليوم : ( ما لي غير الله وأنت )
مما يُسميه العلماء شرك لفظى. فالذى يقول هذا لا يعتقد أن
هذا الإنسان يملك له نفعا ولا ضراً و إلا لو اعتقد ذلك كفر
وارتد عن دينه و لكنه يُريد أن يستعين به على قضاء حاجته
كوسيلة و سبب ، و هذا أمر مشروع لكنه أساء التعبير عن
ذلك الذي يقصده فقال : ( مالي غير الله وأنت )
إن كان لابد أن يقول فليقل : مالي غير الله ثم أنت واعتمد على الله ثم عليك .
كذلك يأتي رجل آخر يتفق معه على عمل ينهي العملية
ويقول : "توكلنا على الله وعليك" الله أكبر , الله يقول فى القرآن:
"وعلى الله فليتوكل المؤمنون" ، "وعلى الله فليتوكل المتوكلون"
فإذا جعلوا لله شريكا في التوكل فهذا شرك لفظي ؛
لأنهم لا يعنون ما يقولون ، فلا يجوز لمسلم أن يقول :
توكلت على الله وعليك ، أو مالي غير الله وغيرك
- إما ألا يذكر مع الله أحدا مطلقا وهذا أقطع لدابر الشرك اللفظي
- وإما إذا ذكر فبلفظ وحرف ( ثم ) لا بحرف ( الواو ) الجامعة .
*سُئل الشيخ عن الذى يقع فى الشرك اللفظى هل يُعاقب؟
فقال : يعاقب القائل لذلك بعد أن ينبه و يبين له
ويُعلم بأن الرسول- عليه الصلاة والسلام - نهى عن
هذا فإن لم ينته حتما يُعاقب.
وكثيرا ما نقع في هذا الخطأ دون أن ننتبه أو نُنَبّه والأحاديث في ذلك كثيرة جدا
لما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-
يخطب يوما قام رجلٌ من الصحابة فقال: ماشاءَ اللهُ وشِئتَ يارسول الله فقال:
" أجعلتنى لله نِداً قل : ماشاءَ اللهُ وحده"
وأكثر من هذا جاء فى صحيح مسلم :
أن رجلا خَطبَ فقال في خطبته :
"مَنْ يُطع الله ورسوله فقد رشد ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى"
فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم -
"بئس الخطيب أنت , قل:"ومَنْ يعصى الله ورسوله فقد غوى"
فهو أخطأ حين قال : :" ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى"
يعنى لاتجمع بينهما بضمير واحد ؛ فهذا من الشرك اللفظي.
وكل ما سبق من الآداب اللفظية التى يجهلها كثير من المسلمين اليوم
ومن هذا القبيل الحديث الذي نحن بصدده
( كل رجالكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ).
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
92- باب : هل يقول سيدى ؟
روى المصنف بإسناده الصحيح :
عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- قال:
"لايقولنَّ أحدكم عبدى وأمتى ولايقولنَّ المملوك ربى وربتى
وليقل فتاى وفتاتى وسيدى وسيدتى,كلكم مملوك
والرب الله-عزوجل-"
هذا الحديث أفاد جواز إطلاق العبد أو العبدة لفظة السيد
والسيدة على مولاه أو مولاها .
أى أن لفظة السيد ليست خاصة بالله-عزوجل-.
وإن كان الأصل أن لفظة السيد - السيد الحق
هو الله ، لكن الله أجاز للمسلمين على لسان نبيه
أن يستعملوا كلمة السيد لغير الله- عزوجل- كما سبق
وهذا الحديث صريح.
وحينما جاء سعد بن مُعاذ إلى النبى- صلى الله عليه
وآله وسلم- وهو راكب على دابته وكان مريضا
مُصابا فى أكحله كان مريضا لايستطيع أن يُنزل
بنفسه عن دابته لما جاء إلى الرسول- عليه الصلاة
والسلام- وكان عنده قوم سعد بن معاذ فقال-
عليه الصلاة والسلام- لهم أى للأنصار:
"قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" فسماهُ سيداً
كذلك قال-عليه الصلاة والسلام-فى حديث صحيح
رواه الإمام مسلم فى "صحيحه" :
"أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون فيم ذلك ؟..
" ثم ذكر- عليه الصلاة والسلام- حديث الشفاعة وهو حديث طويل جداً.
*عن مطرف قال: قال أبى: (انطلقتُ فى وفد بنى عامر إلى النبى
- صلى الله عليه وآله وسلم -فقالوا: أنتَ سيدُنا قال:السيد الله).
هذا الوفد إما جاء ليُؤمن أو كان قد آمن فجاء ليسلم
على النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- فبادروه بقولهم:
"أنتَ سيدنا" قال: "السيد الله"
فكيف هذا وقد عرفنا مما سبق أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- فعلا سيد
بل هو نفسه قال لمثل سعد بن معاذ :"قوموا لسيدكم"
فلماذا قال – عليه الصلاة والسلام - : "السيد الله"؟ ّ
** ذلك ليُلفت النظر أن السيادة الحقيقية إنما هي لله-عزوجل-.
و قد جاء فى سنن أبى داود أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
مَرِضَ ذات يوم فقيل له: ألا نأتى لك بالطبيب ؟
قال:"الطبيبُ اللهُ"
هو- طبعا - لا يُريد بهذه العبارة إنكار الطب والأطباء
من أصله لا... لأنه هو الذى قال:
"ياعباد الله تداووا فإن الله لم يُنزل داءً إلا وأنزل له دواءً"
وقال فى حديث آخر:"علمه من علمه وجهله من جهله".
لذلك لايمكن للرسول- عليه الصلاة والسلام- والحالة هذه
أن ينكر الطب من أصله أو الأطباء الذين يتعاطون مهنة الطب.
إذن ما الذي عناه عندما قالوا له : هل نأتي لك بطبيب ؟
قال : ( إنما الطبيب الله ) ؟
-* إنما عنى بقوله : "الطبيب الله" أن يلفت النظر إلى أن الطبيب
الحق الذى يُداوي الناس ويشفيهم بأمره إنما هو الله ,
والأطباء إنما هم أسباب – فقط – ووسطاء ,
فكأنه -عليه الصلاة والسلام-أراد أن يُذكّر الناس
أن لايقفوا عند الأسباب – فقط - فينسوا ربَّ
الأرباب الذي خلق الطب والأطباء والأسباب والمسببات ..
على هذا النحو حينما قالوا له : أنتَ سيدنا قال:"السيد الله"
يُريد أن يَذكرأن السيادة الحق إنما هى لله-عزوجل-
فكأنه يقول: إذا أطلقتم لفظة السيد علىَّ فلا تُغالوا فى هذا
الإطلاق وإنما قفوا عند الحقوق التي أعطاها الله – عز وجل -
لي ولا تزيدوا فيها .
, وجاء هذا المعنى في حديث آخر يقول -عليه الصلاة والسلام- فيه :
"لاترفعونى فوق منزلتى التى أنزلنى الله فيها".
لما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( السيد هو الله ) عادوا
فقالوا:(وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولا فقال:"قولوا بقولكم ولايَسْتجْريَنّ َكُمُ الشيطان")
- لم يُنكرعليهم هذا القول السابق و لكنه-عليه الصلاة والسلام-
أيضا نبههم إلى ضرورة عدم الغلو فيما يُخاطبون به الرسول
-عليه الصلاة والسلام- من مدح وتزكية لا يغالوا في ذلك فقال :
. "لايستجرينكم الشيطان"
أى لايجركم بسبب مبالغتكم فى الثناء على الرسول
-عليه الصلاة والسلام- ولعل هذا تفسيره فيما
وقع فيه بعض الناس اليوم من مُخاطبتهم فى بعض
أناشيدهم بقولهم للنبى-عليه الصلاة والسلام-:
فإنَّ من جُودِكَ الدنيا ودرتها ***** ومن علومك عِلمُ اللوح والقلم
فإن هذا الكلام هو الذي أشار إليه النبي قولوا بقولكم
هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان حتى تقولوا
ما ليس بحق لأنه يقول
فى القرآن:"ولو كُنْتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثرتُ من الخير وما مسنى السوء".
فكيف يخاطب بهذا الشعر السابق نسب علم الغيب إلى
أنه بعض علم الرسول-عليه الصلاة والسلام-!!!
وهذا غلو من القوم.
وعلم الله القلم هذا ما وصفه في القرآن :
( ما فرطنا في الكتاب من شيء )
وهو اللوح على الأصح .
- إذن ما من شيء إلا علمه الرسول وهذا غلو في القول .
وفي السنة يقول الرسول : ( أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب
قال : وما أكتب ؟ قال له : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيام )
فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله أنه عالم ما هو كائن إلى يوم القيامة !!!
هذا بالنسبة للشطرة الثانية من البيت .
أما الشطر الأول من البيت كلام لا يكاد يعقله عاقل
: فإن من جودك الدنيا ودرتها
ودرة الدنيا هي الآخرة ، فكيف يكون الرسول جاد بالآخرة أيضا ؟
طبعا نستطيع أن نؤول جوده بالدنيا لما جاءه الملك وعرض
عليه أن يجعل له الجبل فضة أو ذهب فقال لا إنما أرضى
أن أكون : عبدا رسولا فأعرض عن الدنيا .
لكن كيف بالآخرة !!!
فهل يعقل بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض
عن النعيم في الآخرة إلا لمن يعلم !!!
( فيها ما لا عين رأت ولا أظن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
فيها كما قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )
- الحسنى : للذين أحسنوا في الدنيا الجنة ،
- والزيادة : هي رؤية الله في الآخرة وفي الجنة .
هذه الرؤية كما جاء في الأحاديث الصحيحة
( يرى المؤمنون ربهم ينسون كل ماهم فيه من نعيم الجنة )
فهل يعقل أن يقال على الرسول أنها جاد بالدنيا وبالآخرة !!!
هذا الكلام الذي خشيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أمته فقال :
( ولا يستجرينكم الشيطان )
نسأل الله عز وجل :
أن يعرفنا بكلام نبينا – عليه الصلاة والسلام –
وأن يؤدبنا بأدبه إنه سميع مجيب . آمين
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئــلة
س1:-سُئل الشيخ - رحمه الله تعالى- عن لفظة"سيدنا محمد"فى الصلاة الإبراهيمية ؟
ج:- السيادة فى الصلوات الإبراهيمية موضع خلاف بين الحنفية والشافعية.
- فالحنفية يقولون: أنَّ لفظة السيادة لم تأت فى التعليم النبوى لأصحابه بالصلاة عليه.
- والشافعية يعترفون بهذا لكن يقولون: إنه من الأدب مع الرسول -
عليه الصلاة والسلام-نأتى بلفظة "السيِّد" .
ونحن نرى أن الصواب مع الحنفية طبعا ، لا لأنى نشأتُ على المذهب الحنفى
فلا تعصُب عندي. الصواب مع الحنفية : لأن بعض العلماء الأذكياء حينما
تعَرّضَ لبيان الخلاف فى هذه المسألة بين الحنفية والشافعية :
فالأحناف آثروا الاتباع على الأدب الذى يأتى به الإنسان من عند نفسه,
والشافعية آثروا الأدب على الاتباع.
الاتباع ساقه الحنفية بالامتثال ويشيرون بذلك إلى أن الله-عزوجل-
حينما أنزلَ قوله فى القرآن: " إنَّ اللهَ وملائكته يُصلون على النبى يا أيها
الذين آمنوا صَلوا عليه وسلموا تسليما"
قال أصحاب النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-:"يارسول الله هذا السلام
قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟" قال : قولوا:
"اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد.." فهذا هو الأمر.
فقال الأحناف :الامتثال خيرٌ من الأدب وهو زيادة لفظة سيِّد.
بينما الشافعية قالوا: الأدب خيرٌ من الامتثال.
فجاءَ بعضُ أذكياء العلماء حينما تعرض لمثل هذا الخلاف فقال:
"بل الامتثال هو الأدب"
فقضى على الخلاف بكلمة مُختصرة مفيدة.
أضرب مثلا على أن الامتثال هو الأدب ومخالفة الامتثال هو قلة الأدب:
إذا كان من الأدب تعظيم الرسول-عليه الصلاة والسلام- بلفظة مُضافة
إذن أولى وأولى أن نعظم الله- عزوجل - وأن نتأدب معه بلفظ نضفه
نحن من عند أنفسنا فى التعليم النبوى.
لا مانع أن نقول أحيانا:"سيدنا رسول الله" ؛ لبيان أنه سيدنا فعلا
أما فى الأوراد التى جاءت عن الرسول-عليه الصلاة والسلام- محفوظة
بالحرف الواحد فلا يجوز فيها الزيادة كما لايجوز فيها النقص.
س2:- يجوز للسيد أن يتمتع بالجارية التى تعيش بين أفراد أسرته
والتى جاءت إما بسبى أو شراء وإذا صارت أمَّ ولده له حسنة إذا أعتقها
ثم تزوجها,كيف يتمتع بها وهى جاريته ولايوجد عقد زواج بينهما ؟
ج:-يقول الله : "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو
ماملكت أيمانهم فإنهم غيرَ مَلومين" ومِلْك اليمين عند المسلمين جميعا
هو خلاف الزواج المعروف فالزواج المعروف لابد له من شروط
وأركان منها موافقة ولي البنت والشهود ، أما ملك اليمين فليس فيه
هذه الشروط. وقائد الجيش المسلم حينما يقع فى يده أسرى يوزعها على الجند
فالذى يقع له رجلا فهو مملوك له يخدمه والذى يقع له جارية فهو يستمتع بها
بدون عقد شرعى هذه طريقة التملك فى الإسلام .
ولهذا شروط مثلا:
إذا كانت المملوكة التى وقعت فى يد رجل من الجند ثيبا يعني:
كانت متزوجة ثم أسرت فصارت رقيقة فلا يجوز والحالة هذه أن
يتمتع بها سيدها المسلم إلا بعد أن تُستبرئ بحيضة خشية أن تكون
حاملا من زوجها الكافر.
الحكمة من الأسر أن يعيش الأسرى فى جو إسلامى ويتعلموا الإسلام
عن قرب فالإسلام الذى يظنه المسلمون أنفسهم هضما لحق الإنسان
الذى خلقه الله حرا هؤلاء يغفلون عن هذه الحقيقة .
والرسول-عليه الصلاة والسلام- يقول:
"إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل".
فكبار علماء التابعين مثل الحسن البصرى وعطاء بن أبى رباح
إما كانوا عبيدا أصالة أو أبناء عبيد فلما اضطروا بطريق الأسر
إلى بلاد الإسلام وعاشوا فيها عرفوا دين الله - عزوجل -
واتعلموا بل صاروا من كبار علماء المسلمين صرنا نحن اليوم
نعيش على علمهم يجب أن يكون الإنسان نظرته بعيدة فلا
ينظر لظاهر الأمر : لماذا أُسر هؤلاء ؟
مائة جواب على مثل هذا السؤال : أُسِروا لأنهم وقفوا فى طريق
الدعوة ألا يكفي هذا السبب ؟
والله حينما سمح باسترقاقهم ليس عقوبة لهم بل خطوة
ثانية لفتح طريق الهداية لهم , فالحِكَم كثيرة.
س3:-يقولون:"مهر متقدم ومُتاخر"ما هو اللفظ الصحيح فى السُنَّة
وهل يوجد مُؤجل ومُعجل فى الزواج؟
ج:-الذى ورد فى السُنة أنه لابد من مهر لكل زواج شرعي,
لكن لم يرد فى السُنة أنَّ من نظام هذا المهر أن يكون نصفين :
معجل ومؤجل هذا التقسيم الذى اصطلحوا عليه فى الأزمنة المتأخرة
وأصبح أمرا لازما عُرفاً بحيث أن المهر المؤجل لابد منه - لا أصلَ له فى الإسلام -
وإنما ممكن أن يقع المهر كله مؤجلا أو نصفه أو ثلاثة أرباعه أو رُبعه حسب
وضع الزوج فالأصل أنه إذا كان قادرا على أن يدفع المهر الذى طلبه ولي أمر
البنت دفعه نقداً وإن كان لايستطيع ؛ بقي هذا الدين في الذمة ويجوز له أن يدخل
بزوجته ولم يدفع قرشاواحداً ، ولكن فى ذمته هذا المهرحينما يتيسر له الوفاء به.
أما أن يُلتزم إلتزام لابد أن يكون هناك مهر مؤجل؛ هذا من محدثات
الأمور فى الدين وهذا لايجوز وقد تبين علميا أن هذا المهر المؤجل
فى كثير من الأحيان يكون طوقاً بل غلاً فى عُنق الزوج.
الله شَرَع الطلاق لما قد يحدث من قلة الوفاق فإذا شرع الزوج
الذى لم يجد فى زوجته السكن المقصود فى التزاوج "ليسكن إليها"
فحين لايجد الزوج السكن فليس له سبيل إلا أن يفك
عقد الزواج بالطلاق الذى ملّكه الله إياه فيريد أن يُطلق لكنه
لايطلق لأن عليه مهرا مؤجلا فيظل يعيش هو وزوجته فى جحيم من الحياة.
ويجوز فى الإسلام أن يتزوج الرجل المرأة بدون أن يبحثوا موضوع المهر
إطلاقا لكن فيما بعد لها"مهر المثل" يقول الفقهاء:
مهر المثل أى المعروف عند الناس فى القبيلة أو البلدة ما هو
مهر مثيلاتها من النساء ؛ فهو مفروض عليه أن يدفعه.
س4:- هل هناك نهىٌ فى السُنَّة عن تغميض العين فى الصلاة ؟
ج:- أما نهي صريح فلا يوجد فى السنة ولكن فى السُنة ما يدل
على أن الرسول- عليه الصلاة والسلام -كان إذا قامت الصلاة
مفتوح العين وهذا يُغنينا عن حديث ينهى عن تغميض العين فى الصلاة.
الرسول-عليه الصلاة والسلام- حينما ندرس سيرته نجده يَنظر فى الصلاة
إلى محل السجود وقد قال:"صلوا كما رأيتمونى أصلى"
بل الرسول-عليه الصلاة والسلام-كان له مُعجزة فى الصلاة
كأنها ضرب فى مقصد الذين يتعمدون إغماض العين فى الصلاة.
يقول-عليه الصلاة والسلام-:"لاتسبَقونى بالركوع والسجود فإنى أراكم من أمامى"
فإذا كان -عليه الصلاة والسلام- يُصلى مفتوح العين وهو أسوتنا فلا ينبغى أن نُخالفه.
فتقصد تغميض العينين فى الصلاة وهو بدعة فى الصلاة
ولاسيما وأنه لايتبع السُنَّة العامة فقط بل يؤدي إلى إضاعة سُنن خاصة .
مثلا: قبل نزول قوله تعالى:"قد أفلح المؤمنون"
كان -عليه الصلاة والسلام- يقف فى الصلاة ويلمح دون أن يلتفت ببدنه
"ينظر بطرف عينه" فلما أنزل اللهُ هذه الآية رمى ببصره إلى موضع سجوده.
فإذا صَليتَ مُغمِضاً أضعتَ سُنَّة النظر إلى موضع السجود فى حالة القيام.
ثانيا: السُنَّة فى الجالس للتشهد أن يرمى ببصره إلى السَبابة
وهو يُحركها فقد جاء فى الحديث: "أن تحريك الأصبع أشد على الشيطان من السنان"
إذا أغمضتَ عينكَ أضعتَ هذه السنة وخير الهدى هدى محمد-عليه الصلاة والسلام-.
س5:- ماحُكْم الحركة المُتعمدة فى الصلاة؟ وماهو اقلها وأكثرها ؟
ج:- الحركة المتعمدة فى الصلاة إما أن تكون متعمدة لحاجة المُصلى إليها؛
فلا بأس فيها. أما إن كانت من باب العبث فهذا حرام لايجوز
لقوله -عليه الصلاة والسلام -: "اسكنوا فى الصلاة" .
أما الحركات التى تُبطل الصلاة ففيها خلاف بين الفقهاء
والقول المُعتمد عند علماء الحنفية وهو الصواب:
أن الحركات التى تصدر من المُصَلي وهي بحيث إذا نظر إليه الناظر
غلبَ على ظنه أنه ليس فى صلاة فهذا النوع من الحركات يُبطل الصلاة.
أما إذا كانت الحركات قلت أو كثرت لاتوحي إلى الناظر بأنه لا يصلي؛ فلا بأس فيها.
روى الإمام البخارى فى"صحيحه ": أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
دخل يوما فى الصلاة وعلا عاتقيه أمامة بنت زينب بنت رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم-فما ركع وضعها على الأرض وهو يُصلي
بالناس إماما صلاة فريضة.
كذلك حينما صلي ذات يوم وسَجَدَ سجدة أطالها بين ظهراني صلاته
حتى خطر فى بال أحد أصحابه أنَّه -عليه الصلاة والسلام- لعله مات وهو ساجد..
حتى دفع أحدهم رأسه وإذا به يرى الرسول-عليه الصلاة والسلام-
على ظهره الحسن أوالحسين ففهم أن سبب إطالته السجود من أجل خاطر
الحسن أو الحسين فلما اطمأن رجع للسجود كما كان,
فلمَّاسَلمَ الرسول-عليه الصلاة والسلام- من صلاته قالوا له:
يا رسول الله رأيناك سجدتَ سجدة بين ظهرانى صلاتك ما كنتَ تسجدها ؟
فقال: "إنَّ ابنى هذا قد ارتحلنى فكرهْتُ أن أعجله".
وفى"صحيح البخارى"أن رجلا من الصحابة فى بعض الغزوات قام يُصلي
ومقود الفرس فى يده فرآه رجلٌ من التابعين لايعرف أنه صحابي فقال :
ما أظنه إلا رجلا خرف, وإذا بالصحابي يسمع ما يٌقال فيه فبعد
الصلاة قال له: مابى من خرف ولقد شهدتُ مع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-كذا وكذا غزوة ولكن خفتُ على فرسي
أن تضيع ؛ فمشى خطوات عديدة جدا وهو فى الصلاة.
س6:- هل على المُصلي الذى صلى لغير القبلة خطأ أو ناسيا إعادة الصلاة ؟
ج:- لا,وقد صلى بعضُ الصحابة فى يوم غائم ومن شدة الضباب
لم يتميزوا وجه القبلة ؛ فصلى كل منهم باجتهاده ولما انجلى الضباب
تبين أنهم كانوا مختلفين أشدَ الاختلاف وأن كثير منهم كانوا منحرفين عن القبلة
فلما ذكروا ذلك لرسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم -
لم يأمرهم بالإعادة وإنما المهم فى المسألة أن يجتهد الإنسان
وهذا من معاني قوله تعالى:"ربنالا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".
س7:- مامعنى الحديث المُتواتر؟
ج:- يقول العلماء:الحديث المتواتر: هو ما رواه جمعٌ عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب
يعني الطبقات التى تبدأ من الصحابي يكونون رواة الحديث عن الرسول
-عليه الصلاة والسلام- ثم يتلقاه عنه طبقة أخرى.
واختلفوا اختلافا كثيراً فى تحديد عدد التواتر والصحيح أنه لاعدد محدود للتواتر
لأن المسألة نسبية فرُبَّ خمسة من الثقاة الحُفاظ يتفقون على رواية حديث؛
فيقطع الإنسان ....
س8:-حديث:"إذا نام العبدُ فى صلاته باهى اللهُ به ملائكتة يقول :
عبدي روحه عندي وجسده ساجد بين يدي " ؟
ج:-هذا حديث ضعيف ولا يوجد حديث بهذا المعنى وصلاة مَنْ نام فى صلاته باطلة
بل إن نام خارج صلاته؛ انتقض وضوءُه لحديث: "مَنْ نامَ فليتوضأ".
س9:-إذا مات الزوج قبل أن يدفع المهر؟
ج:- خير البر عاجله فإذا مات الزوج بقيت فى ذمته وعلى الورثة
أن يُخرجوا قبل أى شىء هذا المهر.
أ . هــ الشريط الثالث .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
للرفع رفع الله من نشر علم شامة الشام....
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم
للرفع رفع الله من نشر علم شامة الشام....
جزاكم الله خيرا
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريط الرابع
93- باب الرجل راع فى أهله
روى المصنف بإسناده الصحيح عن ابن عمر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، فأمين راع وهو مسئول ،
والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول ، والمرأة راعية على بيت زوجها
وهي مسئولة ، ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
سبق هذا الحديث ، ولكن هذه الرواية خاصة لم ترد في الحديث الماضي
وهي فقرة : ( فالأمين راعٍ وهو مسئول )
والمقصود بهذه الفقرة خاصة :
إما الخادم الـمُوَكّل على مال سيده ،
أو غير الخادم ممن وُكِّل من صاحب المال عليه
كالولد – مثلا – الذي يعتمد عليه والده فيؤمنه على ماله ،
فهذا الولد مسئول ويجب عليه أن يحافظ عليه وينميه له
وأن يختار لأبيه من التجارة ما يغلب على ظنه أنه ينمي لوالده هذا المال .
فإن قصر في شيء من ذلك فقد قصر في الواجب
الذي هو مسئول عن مراعاته .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
تابع 93- باب الرجل راع فى أهله
روى المصنف بإسناد صحيح عن أبى سُليمان مالك بن الحُويرث قال:
( أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم- ونحنُ شببة مُتقاربون فأقمنا عنده
عشرين ليلة فظن أنَّا اشتهينا أهلينا فسألنا عمَّن تركنا من أهلينا
فأخبرناهُ فكان رفيقا رحيما فقال:"ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم
و امُرُوهم وصلوا كما رأيتمونى أصلى فإذا حضرت الصلاة
فليُؤذن لكم أحدكم وليَؤمكم أكبركم" .
وهذا الحديث متفق عليه و فيه فوائد عديدة وإنما ساقه المُصنف ها
هنا لأجل هذه الفقرة فى أوله ألا وهى قوله-عليه الصلاة والسلام-:
"ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومُرُوهم"
فهذا مما يدخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام"الرجلُ راعٍ في أهله وهو مسئولٌ عن رعيته"
فما هى المسئولية التى تعلقت بالرجل تجاه أهله ؟
أهى مسئوليه الانفاق والإطعام والشراب والإسكان فقط ؟
لا ليس هذا فقط بل هناك مسئوليات قد تكون فى وزن المسئوليات السابقة
أو أهم منها. وقد ساق المصنف- رحمه الله- تحت هذا الباب هذا الحديث ؛
ليُبيِّن أن المسئولية الموكل عليها الرجلُ تجاه أهله ليست محصورة - فقط -
فى الأمور المادية ، بل هناك أيضا أمور أخرى تتعلق بتربية أهل الرجل.
يجب على الرجل من باب أنَّهُ راع على أهله أن يتولى تعليم أهله ماهم
جاهلون به ويجب على الرجل أن يأمر أهله بالقيام بما هم مُقصرون به,
وإن لم يفعل الرجل ذلك واقتصر على ما يقتصر عليه كثير من الآباء
على القيام بواجب الكسوة و الإطعام و الشراب والإسكان فقط
و كذا التعليم المعاصر المادى الذى لا يُوجِد الشاب المسلم .
إن اقتصر فقط على هذا النحو؛ فهو مُقصِّروتارك واجبا هاما سيُسأل
عنه من الله تبارك وتعالى كما أشار إلى ذلك ربنا-عزوجل-
فى قوله : "قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناسُ والحجارة"
فهذه الآية تأمر الرجال أن يحافظوا على أنفسهم وعلى أهليهم
أن يكون مصيرهم النار ، وذلك يكون بأمرهم ما أوجب الله عليهم،
وبتعليمهم ما هم جاهلون له ؛ لذلك ساق المصنف هذه القصة التى فيها:
أن مالك بن الحويرث صحابى من أصحاب رسول الله-عليه الصلاة والسلام-
وَفِدَ إلى النبى-عليه الصلاة والسلام- ليتعلم منه العلم ومعه نحو عشرين من الرفاق.
يصف هؤلاء بأنهم شببة ماكانوا رجالا كباراً بل شبابا فأقاموا
ضيوفا عند الرسول-عليه الصلاة والسلام-عشرين يوما.
قال مالك:"فظن أنَّا اشتهينا أهلينا"
يعنى : أنهم اشتاقوا إلى أهليهم ونسائهم وأولادهم وبناتهم ، ف
سألهم عمن تركوا في أهليهم ، وهذا من لطف الرسول -عليه الصلاة والسلام-
من جهة ، واهتمامه بمصالح أصحابه حيث إنه سألهم عمَّن تركوا خلفهم ؟
هل تركوا رجالا يستطيعون أن يقوموا بالمسئولية بدلا عنهم ؛
فلا بأس من أن يتأخروا لديه فهناك فى قومهم من ينوب عنهم ،
أم تركوا نساءً وأطفالاً وهم بحاجة إلى هؤلاء الشباب؟
يسألهم ليطمئن على أحوالهم ، فيقول مالك: "فأخبرناه"
والظاهر أنَّ الخبر كان مما أشعر الرسول-عليه الصلاة والسلام-
بأن هؤلاء النفر لابد أن يعودوا إلى أهليهم لأن هناك من هم مسئولون عنهم.
قال:"وكان رفيقا رحيما" يعنى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
يعنى كان شفوقا على أصحابه رحيما يهتم بشئونهم وبمراعاة عواطفهم
فقال لهم مؤذنا بالانصراف: "إرجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم"
هذه الفقرة هى موضع الشاهد من هذا الحديث.
فإن الرسول –عليه الصلاة والسلام-على الرغم من علمه أن بقاء هؤلاء النفر
عنده مما هو أمر ضروري، لهم ؛ لأنهم يتعلمون الفقة من رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-، على الرغم من ذلك لما تبين له اشتياق هؤلاء
النفر إلى الرجوع إلى أهاليهم أذِن لهم الرسول-عليه الصلاة والسلام-
بالانطلاق والعودة إلى أهلهم ولكنه ذكرهم مما ذكرهم
بأنه يجب عليهم تجاه أهليهم شيئان اثنان :-
الأول:- أن يأمرهم بما أمرهم الله ورسوله والمقصود بهذا أن ينصحوا
أهليهم ولا يسكتوا عن إهمالهم أو عن كسلهم عن القيام بما فرضه الله عليهم ونحو ذلك.
والشيء الثانى:- أن يُعلموهم الحلال والحرام ولا يَدَعوا أهاليهم فى جهل
بحيث إنهم يقعون فى مُخالفة الشارع وهم لايشعرون .
"فعلموهم وأمروهم"
العلم شىء والأمر شىء فعلى الوالد أن يُعلم الأولاد ،
ثم عليه أن يُراقبهم هل هم يُطبقون ما تعلموا من الواجبات والأوامر ؟
مثل القيام بالصلاة والصدق وهل ....وهل ....
فلا يكفي للوالد أن يعلم الولد بل عليه أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ،
ولذلك حينما تسمع هذا الحديث يتبين مبلغ تقصير الآباء مع الأولاد ،
حيث إن جماهير هؤلاء الآباء يهتمون بتعليم أولادهم فيدخلونهم المدارس
وينفقون عليهم أموالا طائلة ولا سيما إذا بلغوا الدراسة العليا ..
ولكن (ينتشر) فيما بعد هذا الاهتمام التعليمي لم يكن لوجه الله - عز وجل-
والدليل أن الولد يتعلم ويتخرج فيصبح طبيبا أو دكتور في الفلك ،
ولكنه لا يفقه من الإسلام شيئا ، والوالد والوالدة لا يأمرونهم بالصلاة والقيام
بالآداب الإسلامية فحين ذاك يكونون قد قصروا في القيام بهذه الواجبات
التي يلفت النظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في الحديث (علموهم ومروهم)
فلا يكفى أن نقنع بتعليم الأولاد- فقط- بل لابد من أمرهم أن يكونوا
على الاستقامة كما قال تعالى:" واستقم كما أمِرتَ".
هكذا يجب العناية بالأهل حتى نكون قد قمنا بالواجب في الرعاية
عليهم والمحافظة عليهم أن يكونوا هم وأهليهم وقودا في النار - لا سمح الله -
من أجل هذه الفقرة أورد المصنف-رحمه الله-هذا الحديث تحت باب
"الرجل راع فى أهله"
فيشرح بذلك نوعا من أنواع الرعاية غير المادية ،
الأوجه من كل هذا أن تعلمهم أمور دينهم ثم تربيتهم على ذلك العلم
وذلك يستدعي أمرهم بما قد يقصرون فيه من الواجبات الدينية .
وفى تمام الحديث فوائد فقهية .... يتبـــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
وفى تمام الحديث فوائد فقهية:-
حيث يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- لهؤلاء النفر العشرين: "صلوا كما رأيتمونى أصلى"
*بعد أن أمَرهم بأن يقوموا بواجب تعليمهم لأولادهم وأمرهم بما يجب عليهم أمرهم هم أنفسهم بأن يُصلوا كما رأوا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يُصلى فقال:"وصلوا كما رأيتمونى أصلي"
ولاشك أن هذا يتضمن أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-إذا أمر هؤلاء الشباب بأن يُصلوا كما رأوه يُصلي فمعنى هذا أنه يلزم عليهم أن يأمروا من هم رعاة عليهم أن يُصلوا كما رأوا رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم -يُصلي ، وهذا فيه تنبيه أيضا أن راعى هذا البيت إذا تعلم مسألة فقهية فلا ينبغي أن ينطوى هو عليها فقط ، ثم لا يُبالى بصلاة عياله وزوجته.
فهذا يدل على التقصير في تعليم الأولاد وفي أمرهم بما يجب عليهم ومن ذلك أن يقال لهم : (صلوا كما رأيتموني أصلي)
وهذا بالطبع يتعلق بأن حياة المسلمين اليوم العامة فيما يتعلق بهذه العبادة خاصة وهي الصلاة وفي سائر العبادات ؛ هم جميعا مُقصرون فى تنفيذ هذا الأمر النبوي الكريم ، كلهم مقصرون إلا أفرادا قليلين جدا فى المجتمع الإسلامي
- لأن أحدهم – أولا – فى واقع أمره لايُصلي كما كان الرسول-عليه الصلاة والسلام- يُصلي فالأول يصلي على المذهب الحنفي ، والثاني على المذهب المالكي ، والثالث على المذهب الحنبلي ، والرابع يصلي على المذهب الشافعي .
أمَّا أنَّ أحداً يُصلى على ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فهذا ما لا يهتم به جماهير المسلمين اليوم بسبب :
- جهلهم بالسُنَّة أولا
- وبسبب غلبة التعصب المذهبى على جماهير المسلمين ثانيا
لذلك ففي هذا الحديث تنبيه هام على أنه يجب على الآباء والأمهات :
أولا : أن يتعلموا كيف كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يُصلي
و ثانيا : أن يُعلموا أولادهم ما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عليه من الهدي فى الصلاة .
وهذا يتطلب التفقه فى السُنة لأن الذى لم يتفقه على طريقة الكتاب والسُنة؛ فهو لايستطيع- أبدا- أن يُحقق هذا الأمر النبوي الكريم: "صلوا كما رأيتمونى أصلي".
اسأل أي طالب علم :
أرني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي ؟
يقول : لا أدري ، ولكني أروي الصلاة على المذهب الحنفي هذا إذا كان حنفيا ، وكذلك باقي المذاهب ولا ترى إلا نادرا جدا رجلا يجيبك :
( كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ويكبر... ) لا نجد هذا البيان إطلاقا ؛ لأنهم لا يعلمون السنة
فهو يقول : أقوم أستقبل القبلة وأقول :
نويت أصلى العصر أربع ركعات فرضا عليّ لله العلي العظيم منفردا مبتدئا ... فيفتتح الصلاة بخلاف السُنة ، لأن السنة افتتاح الصلاة بـ"الله أكبر"
وهؤلاء جميعا بكلام ما أنزل الله به من سلطان !!!
هل يصدق في هؤلاء أنهم حققوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ؟!! لا ، لا
وهذا البيت – كما نقول : نعرفه من عنوانه
فأول ما يبدءون الصلاة بمخالفة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فما بال ما سيكون الحال من أمور بعد ذلك !!!
في وسطها في آخرها في كل ذلك يخالفون هدي وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-.
ومن أمثلة مُخالفة السُنَّة فى الصلاة:-
أن جماهيرهم حينما يسجدون ينزلون على ركبهم ثم اليدين
وهذا خلاف فعل الرسول-عليه الصلاة والسلام- وخلاف أمره لأنه قال:"إذا سجد أحدكم-وهذا ليس خاصا بالرجال فقط- فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" والناس اليوم يضعون ركبهم قبل أيديهم
( أحدكم ) : نساءً ورجالا ، معشر المسلمين
فكان يصلي هكذا وأمر بذلك
فهل نصلي كما يصلي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- لماذا لا يفعل الناس هذا الأمر الذي هو في البخاري ومسلم ؟!
أيفعلون ذلك مخالفة للسنة ؟
حاشا لله أن يتعمد مسلم مخالفة ومعارضة السنة وإلا هذا كفر ؛
ولذلك قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) فلا يُتصور أن مسلما يعرف السنة ويعرف أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بوضع اليدين قبل الركبتين عند السجود ثم هو يخالف مانهى عنه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم-
هذا لا يتصور إلا في حالة واحدة وهو جهله بالسنة الفعلية والقولية :
فعله : ( كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه )
قوله : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
** سؤال وجهته إحدى الحاضرات للشيخ :
هل على الجاهل ذنب إذا لم يصل كما أمر رسول الله - - صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
. ج - لا عذر لجاهل والسبب أنه أمر بالصلاة في قوله :
( وأقيموا الصلاة ) فهو يصلي في اليوم مرارا وتكرارا والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- يؤكد ذلك ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم هو لا يبالي ولا يهتم بذلك مطلقا ؛ فهو لا شك مسئول ومؤاخذ عن هذا التقصير، بخلاف أمر آخر يعرض له لا يعلم حكمه شرعا فيسأل :
أيجوز أم لا يجوز ..؟
المقصود من هذا الحديث :
( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) أنه يجب علينا أمران اثنان الثاني مرتبط بالأول لا يمكن تحقيق الثاني إلا بالأول :-
- أن نتعلم صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- من كتاب صفة الصلاة – يقصد له – فكثير من نساء ورجال الأمة يقتنون هذا الكتاب وفي نفس الوقت كثير منهم لا يقرءونه قراءة تدبر وتفهّم ، فلابد من دراسة هذا الكتاب حتى لنكاد نحفظه غيبا لأنه يتعلق بعبادة نكررها في اليوم خمس مرات على الأقل ، وهذا التكرار مما يرسخ في الذهن ما نقرأه في هذا الكتاب بخلاف صفة حج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- التي هي في العمر مرة ؛ ولذلك قد يُنسى ولا حرج
فمن اهتم ذلك الاهتمام أصبحت صلاته كأنها قالب لابد أن يصيب السنة فيها مثال : أتوماتيكيا يشير بالإصبع ، وينزل على يديه فالعادة طبيعة ثانية
فإن كان للإنسان عادة سيئة فلابد أن يجاهدها حتى يكتسب طبيعته الثانية ولذلك أشار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- إلى ذلك بقوله : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) فليس بالضروري أن يخلق الإنسان عالما بل هو يخلق جاهلا لايدري شيئا ولكنه بالتعلم يصبح عالما ، كذلك ليس من الضروري أن يخلق الإنسان حليما ، فكثير من الناس لا حلم عندهم فيأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بالتخلق بالحلم أي : أن يصبر فلا يؤاخذ الإنسان بالخطأ بل يصبر عليه .
والشاهد أن هذا الحديث : ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) يوجب علينا :
1- أن نتعلم صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وهديه فيها .
2- ثم نجعلها منهاجا وبرنامجا في صلاتنا كلها .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
# ثم علمهم الرسول-عليه الصلاة والسلام- وهم خارجين من عنده لسفرهم مودعين له قائلا لهم:
"فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم"
*فى هذه الفقرة حُكم شرعي أخلَّ به جماهير الناس ،
وهو وجوب الأذان للصلاة ، فإذا كانوا اثنين فلابد أن يُؤذن أحدهما ولابد
فليس الأذان فى المسجد فقط هو الواجب.
لم يُشرع الأذان من أجل إعلام الناس بحضور وقت الصلاة فقط لا ،
بل شُرِع من أجل مقاصد أخرى منها العبادة والتقرب إلى الله-عزوجل-
بهذا الأذان الذى فيه الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة.
أي : ما هو المقصود من نفس الصلاة هو الخضوع لله والتعبد له كذلك .
من مقاصد الأذان : التعبد لله والخضوع له ، لكن الأذان فيه مقصد آخر
ألا وهو الإعلان وهذا المقصد يجب أن نعلم أنه لا يتحقق فقط في المساجد
كيــف ؟
أكرر ما أقول : أنه ليس المقصود من الأذان الإعلان فقط
بل المقصود به – أيضا – التعبد بذكر الله وتوحيده ، ثم ليس
المقصود بالأذان إعلام الناس فقط ؛ بل يقصد به إعلام
خلقا قد لانراهم نحن وقد أشار الرسول-عليه الصلاة والسلام-
إلى هذه الحقيقة فى حديث رواه عبد الرزاق فى"مصنفه" :
عن النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-أنه قال مامعناه:
"ما من رجل يكون فى أرض طيًًّ- فى أى أرض فلاة-
تحضره الصلاة فيُؤذن ويُقيم ويُصلي إلا صَلى من خلفه من خلق الله مالا يُرى طرفاه"إما ملائكة وإما من الجن المسلمين أو هما معا.
إذن ينبغي ألا يُتوهم أن الأذان مشروع - فقط- من أجل إعلام الناس
الذين هم حول المسجد بدخول الوقت ... لا ، بــل
*يُشرع الأذان حتى فى الصحراءحيث لاترى بعينك إنسانا
فقد يقول جاهل : لمن يؤذن في هذه الصحراء؟
يأتيك البيان في حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- السابق .
الأذان جزء من الصلاة أي مشروع فكما أنه لا يجوز
لنا أن نصلي ونترك الواجبات التي أمرنا بها في الصلاة كذلك
لا ينبغي لنا أن نصلي بدون أذان فكل صلاة لابد لها من أذان
( للفريضة فقط.)
و يُروي عن بعض السلف خطأً أنه حين صلى فى بيته إماما؛
صلى أو هَمَّ أن يُصلي بدون أذان
فقيل له: ألا تؤذن ؟
قال :أذانُ الحي يكفينا.
هذا ليس صحيحا بل الصحيح هو أنه لابد لكل مَنْ يُصلي
الفرض أن يؤذن له كما أنه لابد أن يُقيم له
وهذا عام لايختص به الرجال دون النساء.
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- لمالك بن الحويرث :
"فإذا حضرت الصلاة فليُؤذن لكم أحدكم":
*واحد ليس على التعيين بينما يُشترط فى الإمامة تعيين واحد
فلا يشترط في المؤذن أن يكون أعلم الحاضرين ، أفقههم ، أقرأهم
مما يشترط للإمام .
إنما يُستحسن ويُستحب أن يكون المؤذن صَيتا,
يكون صوته رفيعا نديا ؛ بحيث أنه يبلغ صوته إلى أبعد مدى ممكن
فهو من هذه الناحية يُرجح على غيره ،
وهذا مما دلَّ عليه حديث مشروعية الأذان الذى خلاصته
أن الصحابة فى العهد الأول مع الرسول-عليه الصلاة والسلام-
كانوا يجتمعون للصلاة بدون أذان ثم جمعهم الرسول-عليه الصلاة والسلام -
وشاورهم في أن يتخذوا شعاراً للإعلام بدخول وقت الصلاة:
فاقترح أحدهم أن يتخذوا ناراًعظيمة يوقدونها حينما يدخل
وقت الصلاة فأبى ذلك الرسول-عليه الصلاة والسلام-
وقال:"النار شعار المجوس" ، فاقترح ثان الضرب بالبوق
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-:"هذا صنيع اليهود"
، واقترح ثالث الضرب على الناقوس فقال-عليه الصلاة والسلام-:
"هذا شعار النصارى" وتفرقوا على لا شيء، وفى الليل
رأى أحد الصحابة واسمه : عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري
رؤيا خلاصتها : أنه كان يمشي فى المدينة وإذا به يرى
رجلا بيده ناقوسا فقال له عبد الله بن زيد:
يا عبد الله أتبيعني هذا الناقوس؟
قال: لِمَ ؟
قال:لنضرب عليه وقت الصلاة.
قال: أفلا أدلك على ماهو خير من ذلك؟
وقام على جذر جدْر"أي : على بقية جدار متهدم
– نعرف من الواقع أنه عند انهدام جدار أنه يبقى به جزء بارز -
بحيث ارتفع قليلا"ووضع يديه على أذنيه وأذن الأذان المعروف اليوم
– بدون طبعا زيادة في المقدمة وفي المؤخرة -
ثم نزل إلى الأرض وأقامَ الصلاة.
فقصَ هذه الرؤيا على رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
فقال له:"إنها رؤيا حق فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك" وهنا الشاهد : أندى أي : أرفع
لذلك فلا يشترط في المؤذن أن يكون له شروط أو أوصاف
يتميز بها عن غيره وإنما يستحب أن يكون صيّتا
رفيع الصوت لأجل التبليغ ؛ لذلك قال رسول الله
- صلى الله عليه وآله وسلم-( فليؤذن لكم أحدكم )
لا على التعيين .
أما فى الإمامة فقال: "فليَؤمكم أكبَرُكُم"
يُشترط فى الإمام إذا كانوا اثنين فصاعدا أن يكون الإمام
هو أكبر الجماعة.
هل المقصود بالأكبرهنا سنا أم جاها و منزلة؟
أكبركم يعني سِناً ؛ لأنه قد جاء التصريح بذلك فى بعض
الأحاديث الصحيحة مع جملة شروط أخرى لابد أن تُراعى
فى تقديم الإمام أو أحد الجماعة على الآخرين
ذلك هو قوله-عليه الصلاة والسلام-:
"يَؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا فى القراءة سواء
فأعلمهم بالسُنَّة فإن كانوا فى السُنَّة سواء فأكبرهم سنا
- هنا صرح رسول الله - فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة".
هذا الحديث زاد على حديثنا,فحديثنا ذكر منقبة واحدة فقط
فى الإمام إذا وُجدت فيه فهو أحق من غيره وهى كبر السن
أما الحديث الثانى فقد وضع المنهج بتمامه.
حيث قال عليه الصلاة والسلام :
"يَؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"
والمقصود هو ظاهر الحديث,ليس المقصود بـ "أقرؤهم":
هو أعلمهم وإنما أحفظهم للقرآن بدليل أنه عقب على ذلك
"فإن كانوا فى القراءة سواء فأعلمهم بالسُنَّة فإن كانوا فى السُنَّة
سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة"
يعني إذا جماعة فى ذاك الزمان هاجروا من مكة إلى المدينة
فأقيمت الصلاة فيؤمهم أقرؤهم لكتاب الله....فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة.
** لكن الظاهر أن الهجرة فى الحديث ليست
مخصوصة بالهجرة من مكة إلى المدينة فقط بل هذا حُكم عام
بمعنى: لو فرضنا أن جماعة هاجروا من بلادهم مثل
الصرب و الألبان و اليوغسلاف تركوا بلادهم هناك
وهاجروا إلى البلاد الشام أو نحو ذلك من البلاد التى لايزال
الإسلام فيها قائما أكثر من البلاد التى هاجروا منها فحَضَرَت الصلاة
مَنْ يَؤم؟
على الترتيب السابق : فمن هاجر أولا أحق بالإمامة إذا استووا في الثلاث نقاط الأولى .
- فى هذا الحديث ذكر الرسول-عليه الصلاة والسلام-
خصلة واحدة والظاهر فى اقتصاره على هذه الخصلة
؛ أنهم كانوا شببة مُتقاربين ، وكانوا فى الفقه والقراءة
سواء ولذلك نبههم - فقط - على هذه الخصلة
فقال : ( وليؤمكم أكبركم ) أي : سنا.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئــلة:-
س1:- لقد ثبتَ عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-
مواصلته للصيام فهل هذه سُنَّة لمن يستطيع أم أنها حُكم خاص ؟ وماالدليل؟
ج:- المواصلة فى الصيام حُكم خاص بالرسول-عليه الصلاة والسلام-
فلا يجوز للمسلم أن يواصل صيام الليل بالنهار ذلك لأن النبي
- صلى الله عليه وآله وسلم- قد صرَّح بالإنكار على الصحابة
الذين قلدوه في مواصلة الصيام فقد جاء فى "الصحيح"
أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- واصل يوما-
أى صوم النهار بالليل فواصل بعض الصحابة معه ثم واصل
الرسول-عليه الصلاة والسلام- اليوم الثاني وهكذا الثالث
وبعض الصحابة مُستمرون فنهاهم الرسول
-عليه الصلاة والسلام- وقال لهم:"إياكم والوصال"
قالوا:يارسول الله إنك لتواصل,قال:"إنى لستُ مثلكم"
أو قال: "لستُ كأحدكم إنى أبيتُ عند ربي يُطعمنى ويسقينى"
فهذا نصٌ صريحٌ أن المواصلة في الصيام حُكمٌ خاصٌ
بالرسول-عليه الصلاة والسلام- فلا يجوز لغيره
أن يواصل بعد نهيه أمته نهياً عاماً عن ذلك.
س2:- عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم:
"مَنْ كانت له حاجة إلى الله أو أحد من بني آدم
فليتوضأ وليُحسن الوضوء وليصل ركعتين ..."
الحديث ضعيف ولكن هل هناك حديث صحيح بمعناه؟
ج:- لا.
س3:- لقد علمنا أهمية صلاة الجماعة ووجوبها بالنسبة
للرجال في المساجد والتحذير من مخالفة ذلك فهل هناك
إثم على النساء إذا اجتمعن ولم يصلين جماعة ؟
ج:-لا إثم ولكن فيه إضاعة الأجر والفضل في الاجتماع.
س4:-تقول الحنفية والشافعية أن المؤتم يسجد لسهو
الإمام ولا يسجد لسهو نفسه فهل هذا صحيح ؟
ج:- نعم لايسجد المقتدى لسهوه فى نفسه لأن الإمام
ضامن فيحتمل ما قد يسهو عنه المقتدي خلفه فلا ينبغي
للمقتدي إذا سلمَ الإمام أن يسجد لسهو وقع منه في صلاته وراء الإمام.
س5:-هل يجوز انتقال الإمام مأموماً إذا جاء الإمام المخصص للمسجد؟
أم أن هذا كان خاصا بالرسول- صلى الله عليه وآله وسلم-عندما أمَّ أبو بكر
الناس ثم تراجع إلى الصف بعد حضور الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم-؟
ج:- ليس هناك ما يدل على خصوصية هذا الأمر بالرسول
-عليه الصلاة والسلام-,الذى ينبغي أن يُراعى
فقط أن الإمام الثانى لايكون هو الأحق بالإمامة
بمعنى أن للمسجد إمام راتب فتأخر هذا الإمام فقدموا رجلا
آخر وبينما هو يُصلي جاء الإمام الأصيل فهو الأحق
بهذه الإمامة فيجوز للإمام الثاني الذى ناب عن الإمام
الأول أن يتأخر وذلك اعترافا منه بإعطائه الحق لصاحبه .
س6:- شرح حديث "إنما الأعمالُ بالنيات"
ج:- كأن السائلة تريد أن تسأل عن قضية يُخطئ فيها
كثيرٌ من المسلمين وذلك حينما يأتى أحدهم بعمل غير
مشروع وإذا نُبئ ونُبه عن عمله هذا أنه غير مشروع بادر بقوله:
إنما الأعمال بالنيات.
فهذا الاستدلال بالحديث فى هذا المقام خطأ .
ويحتج بعضهم لبالغ جهله بحديث يُحرفه بسبب جهله
بالحديث فيقول: العبرة بما فى القلب والرسول-عليه الصلاة والسلام-يقول:
"إنَّ اللهَ لاينظرإلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا
إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم"فيحتج بكلمة القلب.
إذاً الرد على حديث "إنَّ الله لاينظر إلى صوركم "له تتمة
إذا استحضرنا هذه التتمة ؛ بيَّنا خطأ المستدل بالحديث فالتتمة :
"ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
إذن الأعمال يجب أن تكون طاهرة كالقلوب
فلا يشفع للأعمال الفاسدة صلاح القلب فلابد من صلاح الأمرين:
القلب والعمل, ولذلك قال-عليه الصلاة والسلام-
فى الحديث المشهور:
" ألا وإن فى الجسد مُضغة إذا صَلُحَت صَلحَ الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"
أما حديث"إنما الأعمال بالنيات" فمعني الحديث:
إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة.
هذ الحديث كالتأييد لقول الله تعالى:
" قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إلهٌ واحد
فمَنْ كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايُشرك بعبادة ربه أحداً" .
قال علماء التفسير: فى هذه الآية دليلٌ على أن العمل لايُقبل إلا إذا توفر فيه شرطان:
الأول:- أن يكون صالحا.
والصالح لايكون صالحا إلا بموافقة السُنَّة .
والآخر:- أن يكون خالصاً لوجه الله.
هذا الحديث"إنما الأعمالُ بالنيات" هو دعم للآية فإذا اختل أحدُ الشرطين؛
لم يكن العمل صالحاً.
"فمَنْ كانت هجرته إلى الله ورسوله":
المقصود بالهجرة السفر إلى الرسول للجهاد فى سبيل الله كأنه يقول:
فمن كان جهاده فى سبيل الله فهو كذلك فالجهاد عمل صالح.
"ومَنْ كانت هجرته لدنيا يصيبها-أى فساد النية -
فهجرته إلى ما هاجر إليه". فالحديث دل على ضرورة توفر الشرطين:
العمل الصالح والنية الصالحة.
أ. هــ الشريط الرابع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
هل من مزيد يرعاك الله اختنا....
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم
هل من مزيد يرعاك الله اختنا....
إن شاء الله جزاكم الله خيرا ...
الحق : إن عدد الأشرطة ثلاثون تقريبا ، إلا إنها تحتاج لمراجعة
وإعادة تنسيق مما يتطلب بعض الوقت والجهد نسأل الله الإعانة
و التيسر .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريط الخامس
الشريط أوله غير واضح .....
فبلغ ذلك الفقراء ، وذهب رسولهم إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
قال يا رسول الله : بلغ الأغنياء ماذكرت لنا وما قلت لنا ففعلوا مثل ما فعلنا
فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -
: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
الغرض من هذا وهذا ليس ما يزينه دعاة الاشتراكية
من التسوية التامة بين الناس هذا أمر مستحيل
؛ ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
ولكن الفقير المسلم الذي يجد حسرة في نفسه ألا يجد ما يتصدق به ،
يجد من الوسائل ومن التشريعات الكثيرة التي شرعها الرسول –
صلى الله عليه وآله وسلم – ما لو مقام بها لاستغنى غناءً أكثر من
غناء كثير من الأغنياء والذين يكسبون الأجور بالأموال
ففي هذا الحديث بين رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
أن هذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات (لو فعلتم ذلك سبقتم من
قبلكم ولم يدرككم من بعدكم إلا من فعل مثل فعلكم )
وفي حديث آخر قال لهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - :
( إن لكم في كل تسبيحة صدقة وفي كل تحميدة صدقة وفي كل تكبيرة صدقة
وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة )
إذن الذي لا يجد قروشا يتصدق بها يجد مجالا بِأن يذكر الله ويسبحه ويكبره
فيكسب بذلك ما شاء الله من الصدقات في الوقت الذي نجد أكثر الأغنياء
قد تفرغوا بكليتهم لكسب المال ولذلك تجد منهم الأقل من القليلين الذي
يتفرغ للطاعة خاصة الإكثار من النوافل لأنهم لا يجدون ذلك الوقت في سبيل جمع
المال فاصرفه أنت في سبيل ذكر الله -عز وجل- وتسبيحه وتكبيره وتحميده
فتكسب بذلك من الصدقات ما يعجز عن مثلها هؤلاء الأغنياء
94-باب : مَنْ صُنِعَ إليه معروف فليُكافئه
روى المصنف بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال:
قال النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-:"مَنْ صُنع إليه معروف فليَجْزِه فإن لم
يجد ما يجزه به فليَثن عليه فإنه من أثنى عليه فقد شكره وإن كتمه فقد كفره
ومَنْ تحلى بما لم يُعْطَ فكأنما لبس ثوبى زور"
فى هذا الحديث أدب من الآداب الإسلامية التى يجب على كل مسلم
أن يتخلق بها حيث يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ صُنع إليه معروف فليُجْزه"
يعنى أيما مسلم أحسَنَ إليه مُحسنٌ فكافاهُ فعلى المُكافئ أن يُقابل المُكافأة بمُكافأة
مثلها فإن جزاه مالا؛جزاه مالا وإن جزاه خدمة جزاه خدمة أى يُقابل الحسنة
بالحسنة ولا يكون أنانيا يتطلب من الناس أن يخدموه وأن يجزوه خيراً
أما هو فلا يُقابل إحسانهم بإحسان مثله, ليس هذا من أدب الإسلام.
قال-عليه الصلاة والسلام-:"مَنْ صنع إليكم معروفا فكافئوه"
ثم يتحدث الرسول-عليه الصلاة والسلام- فى حالة إذا كان المُكَافأ لايجد ما يُكافئ به مَنْ أحسَنَ إليه
فيقول: "فليجزه فإن لم يجد فليُثن عليه"
هذا طريق لمقابلة المُكافأة بمكافأة مثلها فيما إذا كان المُكافأ لا يستطع
أن يُقابل المكافأة بمثلها؛ فحينذاك يجب أن يُثني خيراً
وقد جاء بيان هذا الإثناء كيف يكون فى حديث آخر فقال-
عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صُنِعَ إليه معروف فقال:جزاك الله خيراً فقد أبلغ الثناء".
** هنا مرحلتان إحداهما أحسن من الأخرى:
الأولى:-أن تُقابل المكافاة بمثلها سواء كانت معنوية أم مادية
فإن عجزت فتُثني خيرا على مَنْ قدَمَ إليك تلك المكافأة.
أى كلام حسن يُشعر الرجل المُكافئ بأنك قبلت هذه المكافأة بنفس طيبة رضية,
لكن أحسن ما يقول المُثني على المُكافئ خيرا هو كلمة:"جزاك الله خيراً"
ونذكر بهذه المناسبة أنه قد جرى عرف حادث, الآن يُعتبر من الآداب الاجتماعية
وهو أن المُحسن إليه يُقابل المُحسن بكلمة"شكرا" فالذى أريد التنبيه عليه هو
أن هذه الكلمة لابأس بها لأنه-عليه الصلاة والسلام-قال:"لايشكر اللهُ مَنْ لايشكر الناس"
فمن أحسنَ إليك فقلتَ له: شكرافقد طبقت هذا الحديث ، ولكن استعمال هذه الكلمة
هى بديل ماعلمنا الرسول-عليه الصلاة والسلام-من الدعاء بالخير:
"جزاك اللهُ خيراً" فهذه الكلمة خير من كلمة شكرا وذلك من وجهين:
1 -* أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- قد ذكرأن قول القائل:
"جزاك الله خيرا"أبلغ الثناء فإذا قال القائل:شكرا؛ماأ لغ الثناء.
إذن يجب عليك أن تستعمل هذه الكلمة:"جزاك الله خيرا"
بديل شكرا مادام أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-قد ذكرها
ووصفها بأنها أبلغ الثناء فمن قال شكرا لم يتبع الهدي
2 - *وكلمة شكرًا كأنها مُترجمة عن لفظة أجنبية فنفهم من ذلك
أن استعمال هذه اللفظة المختصرة هو استعمال أجنبى ترجمناه نحن إلى اللغة
العربية فكان من ذلك لفظة شكراً لكن هذه اللفظة التقت مع قول الرسول
-عليه الصلاة والسلام-:"لايشكر الله.."
ولكن مادام أن هذه الكلمة لم تنبع من الإسلام ولم يوجه الرسول-عليه الصلاة
والسلام- إليها الأنظار؛فعلينا أن نستخدم كلمة"جزاك اللهُ خيراً".
وإن كان ولابد من استعمال كلمة شكراً لأنه لايجد الإنسان المناسبة
أو الوقت الواسع ليقول كلما أحسن إليه : ( أحسن الله إليك )
أو "جزاك اللهُ خيرا"فيقول هذه الكلمة من باب الإيجاز والإسراع
فلا بأس من استعمال كلمة شكراً فى بعض الأحوال الضيقة
لكن الأصل أن نقول:"جزاك اللهُ خيرا"لأن هذه التجزية هى فى الحقيقة تُقابل كلمة"السلام عليكم". فكما أنَّ كلمة "السلام عليكم"هى تحية الإسلام؛فكلمةجز اك اللهُ خيراً هى تجزية الإسلام.
"فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره"
كأنه يربط-عليه الصلاة والسلام-هذا الأمربالحديث "لايشكر الله من لايشكر الناس"
فمَنْ أثنى على المُحسن خيراً فقد شكره.
"وإن كتمَهُ فقد كفره"
الرسول-عليه الصلاة والسلام-يُعالج بعض النفوس المريضة التى تغلب
عليها الأنانية و حب الذات وهى التى إن أحسنت إليها سكتت ولم تذكر المُحسن بخير
وذلك من كِبَر النفس الأمارة بالسوء. لذلك يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
( ومن كتمه فقد كفره )
إن لم تُثن عليه خيرا كتمت ذلك فقد كفرت هذه النعمة التى قدمها إليك ربنا-تبارك وتعالى-
على يد ذلك المُحسن إليك و إن كان كفرا لكنه كفر نعمة فالكفر درجات
ومنه كفر النعمة كما جاء في الحديث .
فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله أنه إن أحسن إليه مُحسنٌ أن يكتم هذا الإحسان
لأن أقل مراتب الشكر أن تذكرالمحسن بخير ولاتكتم هذا الخير عن الناس
بل تذيع هذا الخير بين الناس : إن فلانا فعل معي كذا وكذا
فهذا هو شكره إياه وذلك عندما تعجز عن مقابلة إحسانه بإحسان مثله يعني ..
فالمرتبة الأولى: أن تُكافئه المُكافأة بمثلها بمثل ما عاملك تعامله
والثانية: وإن لم تجد ما تكافئه به أثنيت عليه خيرا مُقابلتها بالثناء والشكر.
إن الإنسان إذا أهدي إليه هدية مثلا : كتاب وأنت تستطيع أن تقابل هذه
الهدية بهدية مثلها هذا هو الواجب والمرتبة الأولى ، فإن لم تكن عندك الطاقة
والقدرة أن تقابل ذا للمهدي إليك الكتاب – لأن الناس متفاوتون من ناحية المادة –
فلو أن رجلا مرموقا يتوجه إليه الناس بمختلف الهدايا وكان من الناحية
المادية وسطا أو دون الوسط لا يستطيع أن يقابل كل هدية بمثلها
فعلى الأقل يقابل مثل هذه الهدية بالثناء والشكر هذه هي المرتبة الثانية
فالأولى أهداك كتابا تهديه كتابا ، أهداك ثوبا تهديه ثوبا
كل شيء بالمثل هذا إن استطعت
وهناك مرتبة عُليا أعلى من هذه بكثير
وهى التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
حيث جاء فى شمائله-عليه الصلاة والسلام-أنه كان يقبل الهدية
إذا أُهديت إليه لا يرفضها ولا يردها وإنما يقبلها ويرد الهدية ويُثيب عليها بخير منها,
هذا شأن النفوس الكريمة الطيبة أن تقبل الهدية وتثيب عليها بخير منها.
هذه المرتبة العليا التي ليس فوقها مرتبة .
الآن صار عندنا ثلاث مراتب :
1- المرتبة العليا التي ليس فوقها مرتبة والتي كان عليها
رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وهي المكافأة بخير مما كوفئ به
2- المرتبة الثانية وهي أن تكافئ بمثل ما كوفئت به
3- المرتبة الثالثة والأخيرة : أن تذكر المكافئ لك بالخير والدعاء
الحسن وخير الدعاء هو قول الرسول –صلى الله عليه وسلم – ( جزاك الله خيرا )
فإن لم يقابل المكافأة بمثلها أولم يقابل المكافأة بأحسن منها
أو لم يذكر المكافئ بخير ولا أثنى عليه خيرا لم يبق هناك إلا كفر هذه النعمة وهي كتمانها
فبعض من نفوسهم ضعيفة تأتيه الهدية فلا يحس بها أحد وهذا لا يجوز
وفى هذا الأدب الذى أدبنا به رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
من أن نذكر المُهدي بخير فى أقل المراتب مُعالجة لنفس المُهْدِي ونفس المُهْدَى إليه .
- أما المُهدِي فتطيب نفسه ويروق له أن يهدي المهدى
إليه مرة أخرى بمثل ذلك أويزيد بأكثر من ذلك هذا نفس المهدي
- وفي هذا الأدب معالجة نفس المهدى إليه بحجزها
وإخضاعها لحُكم الشارع وهو أن يذكر أن فلانا قد أحسن إليه
لأن فى هذا ملاحظة –لما كان قد سبق معنا في بعض الدروس -
من قوله-عليه الصلاة والسلام-:"اليد العليا هى المُعْطِية واليد السفلى هى الآخذة"
فحينما يرضى المُهدى إليه أن يقول:فلان أعطانى كذا؛ فلاشك أن
فى هذا القول و الإخبار من ناحية المتحدث هضم لنفسه لأنه يُشعر
السامعين بأنه قبل هذه الهدية ورضي بها فكانت يده هى السفلى ففى
هذا ترويض للنفوس أن لا تكون مستكبرة ولا مستعلية على الحق
و في المقابل فيه تطييب لنفس المهدي لأن الإنسان المهدي حينما
يشعر أن هديته لا يشكر عليها ولا يقابل بالثناء الحسن فتضعف
نفسه ولا تتشجع مرة أخرى على إعادة مثل تلك الهدية لابد
من مقابلة الهدية بأقل المراتب وهي الثناء بالخير والدعاء
للمهدي بقوله : ( جزاك الله خيرا )
وإن لو لم يفعل ذلك فقد كتمه وكفره .
ثم ذكر-عليه الصلاة والسلام- فى هذا الحديث أدب آخر ......... يتبع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاك الله خيرا
واصلي احسن الله اليك
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورثةالانبياء
جزاك الله خيرا
واصلي احسن الله اليك
وجزاكم وبارك فيكم نسأل الله التيسير .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
ثم ذكر-عليه الصلاة والسلام- فى هذا الحديث أدبا آخرا:
وهو ما نحن بحاجة إلى معرفته أيضا حتى نبتعد عنه لأنه ليس من أخلاق
المسلمين حيث قال – عليه الصلاة والسلام - :
"ومَنْ تحلى بما لم يُعط كأنما لبس ثوبى زور"
"تحلى بما لم يُعْطَ"
أى من ادعى أن عنده كذا وكذا وليس عنده شىء من ذلك فهذا تحلى بما لم يُُعط
وهذا لا فرق بين أن يكون الله أنعم عليه مثلا ببستان وهو صادق في ذلك
وإنما هو يتظاهر به أمام الناس بأنه غني فهو يتحلى بما لم يُعط
أو قال فلان أعطاني وهو في الحقيقة لم يعطه ولكل محله
مثلا : يخطبها خاطب ويدعي أن عنده كذا وكذا
لماذا يتظاهر بأنه غني ؟!
فهذا يصفه النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه كلابس ثوبي زور
مثلا : لو امرأة متزوجة لاسيما لو كانت درة أو لها جارة
فهي تقول لها : أنا زوجي أعطاني كذا وكذا تفعل ذلك و
هي كاذبة لتستعلي على درتها أو جارتها
فسواء كان من النوع الأول أو الثاني فالنبي – صلى الله عليه وسلم –
ينسبه إلى أنه كلابس ثوبي زور ليس كلابس ثوبا واحدا من الزور
أو الكذب وإنما هو كلابس ثوبي زور
. وهذه كناية على أنه مُتلبس بالزور والكذب من رأسه
إلى أخمص قدمه ذلك أن عادة العرب أن يلبسوا
عادة ثوبين – الموسع عليه منهم والغني - :إزاراً ورداءً.
الإزار:فوطة ما يستر به القسم الأدنى من البدن وهذا أقل ما يجب عليه لباسه .
والرداء:هو الثوب الآخر الذى يستر به القسم الأعلى من البدن
يعني تماما كما يفعل الحجاج حينما يحجون.
فالرسول-عليه الصلاة والسلام- يقول:"مَنْ تحلى بما لم يُعْط.."
وفى حديث آخر فى صحيح البخارى ومسلم: "المتشبع بما لم يُعْط كلابس ثوبى زور"
المتشبع أي : المتحلي بما لم يعط
رجل مثلا : يدعي أنه نائم ليلا ونهارا في بيته وعنده مأكل من أحسن
المآكل وأطيبها والحقيقة أنه ليس عنده شيء من ذلك إطلاقا
فالحقيقة أنه يدعي ويتحلى بما لم يعط
و هذا لايجوز لأنه كذب في حد ذاته ولكنه كذب يريد أن يستعلي به
على غيره سواء أكان هذا المتشبع رجل أو امرأة فهو لا يجوز
لأنه كذب ومن أفحش الكذب لقوله-عليه الصلاة والسلام-:
"كأنما لبس ثوبي زور"
* وكذلك إذا تحلى بثياب مستعارة و ادعى أنها ثيابه
سُئل الشيخ إذا تزينت المرأة بما لاتملك هل تدخل فى الحديث؟
فأجاب لأ..المقصود هنا إذا تحلى بثياب مُستعارة وادعى أنها ثيابه فهو مقصود هاهنا,
أما مجرد لبس ثياب الغيروهذا معروف بين النساء خاصة فى العرف
حتى فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام- كانت العروس تستعير
من زينة جارتها؛ هذا لابأس فيه لكن البأس يأتى من ادعائها أنه
لها أن تقول زوجي اشترى لي هذا ... أخي أهدى لي ..
والحال كذب والمستنكر من التحلى والتشبع ليس مقتصراً
على الفعل فقط ؛ بل فعل مقرون بالقول الذى يوهم الآخرين
أن هذا الذى لبسه هو مِلكه أو مهدي إليه من غيره .
يؤكد بعض الذي جاء في الحديث السابق الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالحديث الذي بعده
وهو من حديث ابن عمر-رضى الله عنهما- قال:قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-:
"مَنْ استعاذ بالله فأعيذوه ومَنْ سأل بالله فأعطوه ومَن أتى إليكم معروفا
فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه"
فى هذا الحديث آداب أخرى بالإضافة إلى الأدب السابق
وهو ذكر مَنْ أحْسَنَ إلينا بالخير والثناء إذا عجزنا عن مُكافأته
بمثل ما أعطانا لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم –
قد أضاف فوائد أخرى فقال – عليه الصلاة والسلام - :
**"مَنْ استعاذ بالله فأعيذوه"
كلنا يعلم أنه لا تجوز الاستعاذة بغير الله-عزوجل-لأنه لايعيذ من شر
ومن خير إلا الله-تبارك وتعالى- لذلك أمرنا فى القرآن الكريم
بأننا إذا تلونا كلام الله-تبارك وتعالى- أن نقول:
"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه".
فلما كانت الاستعاذة لاتكون إلا من الله فإذا استعاذ أحدنا من غيره
فينبغى أن نُعيذه لأنه استعاذ بعظيم ألا وهو الله-تبارك وتعالى-.
فالرسول-عليه الصلاة والسلام- يأمرنا أنَّ مَنْ استعاذ
منا بالله-عزوجل- أن نعيذه ولعل خير مثال عملي مما ثبت فى السُنَّة
الصحيحة يفسر لنا هذه الفقرة "من استعاذكم بالله فأعيذوه "
ذلك مارواه البخارى فى"صحيحه"
عن السيدة عائشة وغيرها من أصحاب النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-
أنَّ النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- تزوج امرأة تُعرف بابنة الجوين
أو بالمرأة الجونية فلما دخل عليها اقترب منها قال-عليه الصلاة والسلام-:
"هبى نفسك لى" فقالت:"وهل تهب الملوك للسوقة أعوذ بالله منك فقال له
ا لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك ".
كانت هذه المرأة فيما يبدو من سلالة تنتسب إلى الملوك
فكانت تنظر إلى نفسها على أنها ذات شرف وذات حسب
فهى غمزت من رسول-عليه الصلاة والسلام- بأنه لا يعرف
لأنه ليس من أبناء الملوك فقالت : ( هل تهب الملكة نفسها للسوقة )
يعني لعامة الناس الذين هم عادة مساقون من قبل الملوك فقالت :
( أعوذ بالله منك )
فما كان من رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-إلا أن قال لها:
" لقد عُذتِ بعظيم" وفى رواية أخرى"لقد عُذتِ بمُعَاذ إلحقى بأهلك"
فصرفها وفارقها لمجرد أن استعاذت بالله لأنها استعاذت بعظيم
كما قال-عليه الصلاة والسلام- فصرفها مع أنها كانت من أجمل النساء فى زمانها.
( من استعاذكم بالله فأعيذوه )
لازم أن أي إنسان استعاذ بالله من شىء فيجب أن نساعده ونعيذه
مما استعاذ منه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .
- وفي قصة مريم – عليها السلام – قالت لجبريل – عليه السلام - :
( أعوذ بالله منك إن كنت تقيا ) لأن جبيرل جاء مريم في صورة بشر :
( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا )
وهي كانت في خلوتها بعيدا عن الناس جميعا نساءً ورجالا فحينما
تفاجأت ببشر وهي شريفة وصالحة تظن أنه ما جاء إلا بشر فقالت له :
( إني أعوذ بالله منك إن كنت تقيا )
فالمحظور أن يكون المستعاذ منه شخصا عاديا ينبغي عليه أن يحقق
هذا الحديث ( ومن استعاذكم بالله فأعيذوه )
فإذا أراد أن يحقق هذه الاستعاذة وجاء هو بنية سيئة فينبغي
عليه حينها أن ينصرف عنها لكن الحقيقة أن جبريل عليه السلام
بل من رؤساء الملائكة الذين وصفهم الله عز وجل بقوله :
( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )
لذلك أجابها بقوله عليه السلام : ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )
فحينئذ عرفت مريم أنه رسول الله وملك من عنده جاءها ليبشرها بعيسى عليه الصلاة والسلام .
قضية استعاذة مريم ليس لها تعلق بهذا الموضوع
لأن الحديث إنما يتحدث عن موقف المستعاذ منه
لازم يعيذ يعني يحقق رغبة المستعِذ كما جاء في تتمة الحديث
فمريم استعاذت من جبريل ظنا منها أنه بشر أولا وأنه بشر سيء
القصد ثانيا لكن جبريل بشرها خلاف ما دار في ذهنها بأن الله
أرسله إليها ليخبرها أن الله سيرزقها غلاما بلا أب .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
** قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "ومَنْ سأل بالله فأعطوه"
يعنى لما إنسان يسأل ... سائل يسأل بحق؛ فيجب على المسئول أن يُحقق
للسائل سُؤله, و إنما قلتُ :" إذا جاء السائل يسأل بحق"
لأن السؤال اليوم يعنى صار مهنة شحاذة, وصار سؤالهم بالله-عزوجل-
أسهل شىء, يعنى لايُعظمون اسم الله-عزوجل-لأنهم لوعظموه؛ لما جعلوه
عرضة بأن يسألوا باسمه-عزوجل- ولو فلسا واحدا قرشا واحدا .
الله العظيم لاينبغى أن نسأل به إلا عن شىء عظيم لانستغني
عنه لذلك نقول في تفسير هذه الجملة من الحديث :
"ومَنْ سأل الله-أى بحق- فأعطوه لأنه سأل حقا"
وذلك حينما نستطيع أن نُعطيه.أما مَنْ سأل بالله غير معظم لله
ولا مراعياً لعظمته-تبارك وتعالى-؛فهذا لو استطعنا لأدبناه ليس فقط لمنعناه
وإنما لجازيناه شراً لأنه اتخذ السؤال بالله-عزوجل- مهنة,
و هذا مما لا يجوز و لاينبغى.
لكن من سأل بالله سؤال محق فينبغي علينا أن نعطيه .
ثم قال – عليه الصلاة والسلام :"ومَنْ أتى إليكم معروفا فكافئوه "
هذا كما جاء في الحديث السابق مَنْ صُنِعَ إليه معروف فليجز به .
( فإن لم تجدوا فادعوا له ) هذا كنحو الحديث السابق فإن
لم يجد ما يجزه فليثن عليه وهنا يقول ( فلتدعوا له ) وفى هذا الحديث فائدة
كأنها جواب على سائل يسأل : إلى متى ندعو له؟
واحد قضى لنا حاجة أو كا فأنا أو أهدى لنا هدية فالرسول يأمرنا أن ندعو له
إلى متى ؟ نظل ندعو له ؟ مرة أم مرتين أم ثلاث ؟
يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه ) أمرنا أن ندعو له حتى يصيرالرجل المُكافئ لكم فى راحة وطمأنينة لنفسه أنكم قد قمتم بالواجب تجاهه
والأصل في الواجب كما ذكرنا أن يكافئ بمثله ، ولكن هذا لا يستطيعه كل أحد فمن
عجز فليثن خيرا كما في الحديث السابق ، بعد أن يذكره أمام الناس بالخير وبالإحسان
وبالكرم والجود وفي هذا الحديث يأمرنا بشيء آخر ألا وهو أن ندعو له
وكم مرة ندعو له ؟ ندعو له كثيرا وكثيرا حتى يتبين لنا أنه علم أننا قد كافأناه
يعني دعونا دعاءً كثيرا يطغى على هديته لنا فيقابل الحسنة بالحسنة
ولا يكون أنانيا يتطلب من الناس أن يخدموه وأن يجزوه خيرا
أما هو فلا يقابل إحسانهم بإحسان مثله وليس هذا من الأدب في الإسلام .
انتـهــــــــــ ى الشريط الخامس .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
بارك الله في جهودكم وأعان على اتمام الباقي
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورثةالانبياء
بارك الله في جهودكم وأعان على اتمام الباقي
آمين وفيكم بارك الله
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئلة الشريط الخامس
س1:- ما شرح حديث تميم الدارى ؟
ج:- حديث صحيح جاء فى صحيح الجامع الصغير ولفظه:
"إنى والله ماقمتُ مقامى لأمر ينفعكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ".
الرسول-عليه الصلاة والسلام- يقول فى مطلع هذا الحديث
وهو خطبة خطبها الرسول-عليه الصلاة والسلام- بمناسبة
عودة تميم الدارى من رحلة بحرية رأى فيها من عجائب خلق الله
مما خبأهُ اللهُ –عزوجل-إلى آخر الساعة.رأى الدجال والجساسة.
وقد كان-عليه الصلاة والسلام-حدثهم عن الجساسة والدجال
قبل قصة تميم التى تحكيها فيقول:
"إنى والله ماقمتُ مقامى لأمر ينفعكم لرغبةٍ ولالرهبةٍ"
أى أن عادة الرسول-عليه الصلاة والسلام-يَعِظهم يُرغبهم
فيما عند الله ويرهبهم من عذاب فيقول:أنا لم أجمعكم لشىء من هذا ؛
وإنما جمعهم ليقص عليهم قصة حدثه بها أحد أصحابه.والمفروض
أن الصحابة يتحدثون عن الرسول وهنا فى هذه الخطبة الرسول
-عليه الصلاة والسلام- يُحدث عن أحد أصحابه يقول:"ولكنَّ تميم الدارى
أتانى فأخبرنى خبراً منعنى القيلولة من الفرح وقرَّة العين
فأحببتُ أن أنشر عليكم فرح نبيكم".
القيلولة:هى نوم الظهيرة
و تميم الدارى:كان رجلا نصرانيا ثم أسلم .فمن شدة ما فرح الرسول
-عليه الصلاة والسلام- بخبره لم يأخذه النوم وهذا شىء طبيعى.
الإنسان حينما يكون فى حالة نفسية طبيعية وكان فى حاجة إلى النوم
ينام لكن لما تكون نفسه مضطربة لفرح أو ترح !!لاياخذه النوم
وهكذا رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-هو بشر بنص الكتاب والسُنَّة
فمن شدة فرحه بخبر تميم منعه هذا الفرح من القيلولة
"وقرة العين" كناية عن شدة الفرح
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين"
قال:"فأحببتُ أن أنشرَ عليكم" يعنى من أجل هذا جمعتكم
قال-عليه الصلاة والسلام-:"ألا إن تميما الدارى أخبرنى أن الريحَ
ألجأتهم إلى جزيرة لايعرفونها فقعدوا فى قوارب السفينة حتى
خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشىءٍ أهلب كثير الشعر قالوا له من أنت؟
قالت:أنا الجساسة, قالوا:أخبرينا قالت:ما أنا بمخبرتكم شيئا
ولاسائلتكم شيئاًولكن هذا الدَّير قد رمقتموه-رأيتموه-
فأتوه فإنَّ فيه رجلاًبالأشواق إلى أن تخبروه ويُخبركم..."
الحديث فى: (صحيح الجامع الصغير/ج4/ص170 )
وهذا الحديث صحيح لغيره ذلك لأن فى الإسناد ضعفاً.
س2:- سُئل عن حديث"يا عمار إنما تغسل ثوبك من الغائط والبول والمني والدم والقئ"
وعن حديث"لايقرأ الجُنب والحائض شيئا من القرآن"؟
ج:- كلاهما ضعيف.
انتهى الشريط الخامس
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريط السادس
96- باب مَنْ لا يشكر الناس
عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- قال:
"لايشكر اللهَ مَنْ لايشكر الناس"
شُكر المُحسِن من الواجب شرعاً ويكون:-
1- بالثناء عليه .
2- والدعاء له بالخير.
وأن الشارع يعتبر هذا الشكر من المُنْعَم عليه للمُنعِم
يعتبره شكراً لله-عزوجل-. فكما يجب على المسلم أن يشكر الله
- تبارك وتعالى- على كل ما أنعمَ اللهُ به عليه من نعم ؛
فكذلك يجب على المسلم أن يشكر كل مَنْ كان سبباً فى هذه النعم عليه .
فإذا سخرَالله-عزوجل- لك أيها المسلم شخصاً سَخَرَهُ لك
ليُقدم لك نعمة ًمن نعم الله-عزوجل- فيجب عليك هاهنا أمران:
1-أن تشكر الله الذى هو الأصل فى هذه النعمة.
2-أن تشكر هذا الوسيط هذا العبد الذى سخره الله لك فقدَمَ إليك تلك النعمة
فشُكرِكَ لهذا الوسيط؛ من تمام شكرك لله-عزوجل-,
فإن أنت لم تقم بشكرك للوسيط فهذا الحديث يدل
على أنك لم تشكر الله أصلاً لذلك قال-عليه الصلاة والسلام-:
"لايشكر الله من لايشكر الناس".
** عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم-:
" قال اللهُ تعالى للنفس:أخرجى قالت:لاأخرج إلاكارهة"
هذا الحديث لاعلاقة له بالباب؛ لذلك ذهب بعض العلماء
إلى القول بأن هذا الحديث الثانى رواه المصنف بنفس
الحديث الأول فليس هو المقصود وإنما جاء تبعاً للحديث الأول
وهو حديث صحيح والمقصود منه:"قال الله-عزوجل للنفس:أخرجى": يعنى للروح
فأجابت: "لا أخرج إلا كارهة"
وفى هذا إشارة إلى تعلق الإنسان بهذه الحياة
بحيث إن الروح لاتخرج من جسدها إلا مكرهة .
ولذلك جاء فى بعض الأحاديث الصحيحة:
"مَنْ أحَبَ لقاءَ الله أحبَ اللهُ لقاءه ومَنْ كَره لقاء الله كره اللهُ لقاءه"
فقالت عائشة –رضى الله عنها- كيف هذا وما منَّا من أحد
إلا ويجد نفسه كارها للموت؟
- فأجاب - عليه الصلاة والسلام-:
"إنما ذلك حينما يحضر الأجل وحينما يعرض الإنسان للموت
فحينذاك تنجلى له الحقيقة فيرى منزله فى الجنة أوالنار
فمن كان من أهل الجنة ورأى منزله فى الجنة؛حينذاك
يحب لقاء الله ومن كان العكس من ذلك؛ يكره أن يلقى الله
" والرسول - عليه الصلاة والسلام - أقر السيدة عائشة
أنه ما منا أحد إلا ويكره الموت.
يتبع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
97-باب معونة الرجل أخاه
عن أبى ذر - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قيل:
(أى الأعمال خير؟ قال:"إيمان بالله وجهاد فى سبيله"
قيل:فأى الرقاب أفضل؟ قال:" أغلاها ثمناًوأنفسها عند أهلها
"قال:أفرأيت إن لم أستطع بعض العمل؟
قال:" فتعين صانعاً أو تصنع لأخرق"
قال: أفرأيت إن ضعفت؟ قال:"تدع الناس من الشر
فإنها صدقة تصدق بها على نفسك" )
**هذا الحديث جمع خصالا من خصال الخير وأهمها الإيمان بالله
-عزوجل- ولكن هاهنا دقيقة من دقائق الشرع طالما غفل عنها
كبار أهل العلم فنتج بسبب هذه الغفلة خلاف كبير بينهم
ذلك أننا نجد الرسول-عليه الصلاة والسلام-يُسأل في هذا الحديث
أىُ الأعمال خير؟
فأجاب:"إيمانٌ بالله وجهادٌ فى سبيله"
فجعل الإيمان من العمل وهُنا النُكتة : المعروف عند الناس أن الإيمان
عقيدة فقط بينما نجد الرسول-عليه الصلاة والسلام-في هذا الحديث
يذكر جوابا لمن سأله: أيُّ الأعمال خير؟ وفى أحاديث أخرى:
أىُّ الأعمال أفضل؟ فيُجيب أول مايُجيب بقوله:"إيمانٌ بالله"
فمعنى هذا أن الإيمان بالله عمل فهل الإيمان بالله عمل أم عقيدة؟
هذه هي النكتة التى يجب أن نقف عندها لنوضحها.
*الإيمان بالله-عزوجل- هو عمل كما قال الرسول
-عليه الصلاة والسلام- فى هذا الحديث وفى غيره
ولكنه من أعمال القلب أما الجهاد فى سبيل الله
وغيره مما ذكر في أحاديث أخرى فهو من أعمال الجوارح.
فالإيمان هو من أعمال القلب.هذه هي الحقيقة الشرعية
التى يجب أن ننتبه لها وهي أن القلب له عمل وأن الإيمان
الذى مقره القلب - أيضا - من أعمال القلب, ومن هنا يسهل
على المسلم أن يفهم العقيدة السلفية التى تقول وتُصرح
بأن الإيمان يزيد وينقص وهذه العقيدة مُستقاه من كتاب الله
ومن سُنَّة نبيه-عليه الصلاة والسلام-.ففي كتاب الله غيرُما آية
تُصرح بأن الإيمان يزيد :
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوالكم فاخشوهم فزادهم إيماناً}
هذا نصٌ بأن الإيمان يزيد.كما قال:
{ليزداد الذين آمنوا إيماناً } إذاً الإيمان يقبل الزيادة
وكل شىء يقبل الزيادة فهو على العكس - أيضاً - يقبل النقصان.
من هنا جاءت العقيدة السلفية"أن الإيمان يزيد وينقص"
ودليل زيادته العمل الصالح ودليل نُقصانه العمل الطالح.
فلا يذهبن ذهن أحد إلى أن الإيمان كعقيدة مقرها القلب
لايقبل الزيادة مطلقا؛ هذا خطأ فاحش وقع فيه فيما مضى
كبار أهل العلم وجماهير المسلمين اليوم الذين ينتمون إلى
المذهب الحنفي وإلى العقيدة الماترودية كلهم يذهبون
هذا المذهب الخاطئ فيقولون: إن الإيمان لايزيد ولاينقص ,
الإيمان حقيقة جامدة لايقبل الزيادة ولايقبل النقص
هذا سببه أنهم غفلوا عن هذه الحقيقة التى ألمح إليها
الرسول-عليه الصلاة السلام-في هذا الحديث وغيره
فجعل الإيمان عملا فإذا كان عملا فالعمل قابل للزيادة وقابل للنقصان
واضطروا بناءً على هذه الغفلة إلى تأويل عشرات النصوص :
من الكتاب والسُنَّة التى تُصرح بأن الإيمان يزيد وينقص ,
كما قال-صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح :
"للإيمان بضعٌ وسبعون "وفي رواية"بضعٌ وستون شعبة"
الشارع الحكيم يُقسم الإيمان إلى مراحل ودرجات,
فيقول:"الإيمان بضعٌ وسبعون"وستون" شعبة أعلاها
شهادة أن لاإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"
فجعل أعلى مراتب الإيمان عمل القلب وهو شهادة أن لاإله إلا الله
وجعل أدنى هذه المراتب والشُعب؛إماطة الأذى عن الطريق وهو عمل الجوارح.
إذن فالإيمان يقبل الزيادة والنقص ولهذا فعلى المسلم حين يحيا
فى هذه الحياة أن يضع نصب عينيه هذه الحقيقة
فإذا عرفناها جعلتنا نسعى سعياً حثيثاً لتنمية هذا الإيمان القابل
للزيادة لأن الشيء بطبيعة أمره إذا لم يُحْرَص على تقويته وإنمائه؛
رجع إلى الوراء وإلى النقص ...
وهذا يجرنا إلى أن نقع فى خطيئة وقع فيها بعض الكبار
الذين قالوا معبرين عن كل فردٍ من أفراد المؤمنين لافرق
عندهم بين كبيرهم وصغيرهم قالوا:
"إيماني كإيمان جبريل".
فأحقر وأفسق إنسان عند هؤلاء الذين يقولون الإيمان لايقبل
الزيادة والنقص كأعظم إنسان وأفضل موجود عابد لله-عزوجل-
كل هؤلاءعندهم إيمانٌ سواء ولذلك يجوز لأحدهم أن يقول:
إيمانى كإيمان جبريل. فالذى يقوم الليل ويصوم النهار
والذى لايُصلي الصلوات الخمس ويرتكب الفواحش والمنكرات
إيمانهما سواء عند هؤلاء الذين تورطوا وقالوا:
الإيمان لايزيد ولاينقص
يتبع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
مع أن الله-عزوجل-مما وصَفَ به عباده المؤمنين فقال:
{قد أفلح المُؤمنون الذين هُم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغوِ مُعرضون}
وفي آيات أخرى ذكر مثل هذه الصفات للمؤمنين وختمها-تبارك وتعالى- بقوله:
{أولئك هُمُ المؤمنون حقاً}.
إذن فهناك مؤمنون حقا وهناك مؤمنون بغير حق.
هذه من الأخطاء التى نجدها مصرحة في كتب العقائد,
وقد نتجَ من وراء هذا الاختلاف بين الحنفية وغيرهم خلاف خطير
ذلك أن السلف فيهم الشافعية والمالكية والحنابلة الذين يذهبون
إلى أن الإيمان يزيد وينقص زيادته الطاعة ونُقصانه المعصية,
هؤلاء إذا سُئل أحدهم هل أنت مؤمن؟
أجاب خائفاً: أنا مؤمن إن شاء الله
لأن لا أحد يستطيع أن يقول أنا مؤمن حقاً.
أما الذين يقولون : إن الإيمان حقيقة لاتقبل الزيادة والنقص
فليس هناك إيمان جامد أو كفر فهؤلاء إذا سُئل أحدهم:
هل أنت مؤمن؟
- قال:أنا مؤمن حقاً لافرق فى ذلك بين من يرتكب الفواحش
والمنكرات وبين الذى يُحافظ على الفرائض بل وجميع الطاعات.
*فائدة السُنة تقويم المفاهيم المعوجة, فالله حينما يذكر الإيمان
يذكره مقروناً بالعمل الصالح لأننا لانستطيع أن نتصور إيماناً بدون عمل
صالح إلا لإنسان نتخيله خيالاً آمن من هنا ومات من هنا
لكن إنسان يقول :لاإله إلا الله ويعيش ما شاء الله ولا يعمل صالحاً ؛
فعدم عمله الصالح هو كدليل أنه يقولها بلسانه ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه,
فذِكْر الأعمال الصالحة بعد الإيمان هو الذى يدل أن الإيمان النافع
هو الذى يكون مقرونا بالعمل الصالح.
ونحن نُفرق بين الإيمان الذى هو مقره القلب
وبين الأعمال التى هى للجوارح:
فأعمال الجوارح هى أجزاء مكملة للإيمان ماهى أجزاء أصيلة للإيمان
إنما كلما ازداد الإنسان عملاً صالحاً؛كلما قوي هذا الإيمان الذي
مقره القلب. وإلى هذه الحقيقة أشار الرسول-عليه الصلاة والسلام-
فى الحديث الصحيح :
"ألا وإن في الجسد مُضغةإذا صَلحَت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب".
فالقلب كما أنه من الناحية الطبية المادية صلاحه يعني صلاح ظاهر البدن
كذلك الأعمال الصالحة والطالحة مع الإيمان الذى مقره القلب فكلما
كثرت أعمال الجوارح الصالحة كلما نما الإيمان في القلب.
فهؤلاء الذين يذهبون إلى أن الإيمان لايزيد و لاينقص
إذا سُئل أحدهم هل أنت مؤمن؟ قال:أنا مؤمن حقاً
أما الذين يقولون : إن الإيمان يزيد وينقص فكانوا لا يجرءون
على أن يقولوا :أنا مؤمن حقاً
لأن كلً منَّا يعتقد أنه مُقصر فى أعماله الصالحة
وهذا معناه أن الأعمال الصالحة من الإيمان.
ونَتجَ من ذلك أن الأحناف غالوا فقالوا: مَنْ قال أنا مؤمن إن شاء الله فقد كفر
لأنه شكَ فى إيمانه ؛ بنوا حكمهم هذا على حكمهم السابق
" إن الإيمان جامد لايزيد ولا ينقص وليس له علاقة بالعمل الصالح"
وهو خطا بُني على خطأ.
إذن عقيدة السلف إن سُئل أحدهم :هل أنت مؤمن؟
يقول:أنا مؤمن إن شاء الله لأنه يعتقد أن العمل الصالح
من تمام الإيمان الكامل.
وترتب من وراء الخطأ السابق خطأ أفحش منه و هو فتوى
صدرت منذ مئات السنين من الحنفية أنه لايجوز للحنفي
أن يتزوج بالشافعية لأنهم يَشُكّون فى إيمانهم
فحكموا على الشافعية بالكفرو الحقيقة أن الشافعية
لايَشكّون في الإيمان المستقرفى قلوبهم.
ومن هنا نتج هذا الخلاف و أوصل المُخالفين إلى هذه الفتوى
الجائرة التى حكمت على نصف الأمة المحمدية بالكفر والضلال
.ثم بعد ذلك عُدِّلت هذه الفتوى بعد زمن بعض الشيء
ولا أقول كل الشيءعلى يد مفتي حنفي لاحق
فأفتى بأنه يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية تنزيلا لها
منزلة أهل الكتاب .
بمعنى:يجوز للحنفي أن يأخذ من الشافعية زوجة
ولايجوز للحنفي أن يعطي ابنته زوجة لشافعي
تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب فالمسلم يجوز له أن يتزوج بالكتابية
لكنه لايجوز له أن يزوج ابنته بكتابي وهذا نتج من سوء الفهم
لمسألة الإيمان من أن الإيمان يتعدد ويتنوع وأكبر دليل على ذلك حديث:
"الإيمان بضع وسبعون شعبة".
**نعود للحديث حيث سُئل الرسول-عليه الصلاة والسلام- عن خير الأعمال؟
فأجاب:"إيمانٌ بالله" فدل على أن الإيمان الذى مقره القلب هو عمل
وإذا كان عملاً فمعناه:يقبل الزيادة والنقصان.
جاء في القرآن الكريم حينما طلب إبراهيم-عليه السلام-
من رب العالمين آية قال:{ أرنى كيف تُحْي الموتى قال أو لم تُؤمن
قال بلى ولكن ليطمَئِن قلبي}
فهذا الاطمئنان ليس لشك إبراهيم-عليه السلام- في قدرة الله
-عزوجل-على الإحياء وإنما ليزداد استيقاناً واطمئناناً
وإيماناً فهذا الذى يقول به الجمهور:أن الإيمان يقبل الزيادة .
* سُئل عن تكفير الأحناف للشوافع؟
فأجاب:نحكم عليهم بأنهم مُخطئون ولانُكفرهم لأن التكفير
إذا صدر خطأً من شخص اجتهاد وهذا الاجتهاد خاطئ
فحسبُنا أن نحكم بخطئه ولانُقابل التكفير بتكفير مثله
إذن ما الفرق بيننا وبينهم؟
هم تَسَرَعوا وكفروا الشافعية وغيرهم بسبب خطأ فى فهمهم لمعنى الإيمان.
يتبع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
*إتمام الحديث:-
"أىُّ الأعمال خير؟إيمانٌ بالله وجهاد فى سبيله".
وجاء في بعض الأحاديث أن الرسول-عليه الصلاة والسلام
- ذكر بعد الإيمان بالله- تبارك وتعالى-أشياء أخرى
قبل أن يذكر الجهاد في سبيله ذكر مثلا الحج أما هنا
فلم يذكر الحج وإنما أتبع الإيمان بالله بقوله:"وجهادٌ فى سبيله".
يقول العلماء بهذه المناسبة:
إن الجواب يختلف من الرسول-عليه الصلاة والسلام-
باختلاف السائل,فإذا وجد السائل مُقصراً في ناحية
وقائماً بناحية أخرى فهذه الناحية الأخرى
لا يتعرض لذكرها وإنما يذكر الناحية التى يحتاجها السائل.
فهنا ذكر الجهاد بعد الإيمان كأن السائل عَلِمَ منه الرسول
-عليه الصلاة والسلام أو شَعَرَ أنهُ بحاجةٍ إلى حَثٍ على
الجهاد بينما هو يعلم أنه حج؛ فلم يذكر الحج بعد الإيمان
وإنما اقتصر على ذكرالجهاد لهذا السبب.
*جاء السؤال عن شىء آخر فقال السائل:"أىُّ الرقاب أفضل؟"
أى أفضل عِتقاً أىْ:أىُّ نوع من أنواع العبيد أفضلُ عتقاً؟
فأجاب -عليه الصلاة والسلام-:"أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها"
يعني كلما كان العبد الذى يريد سيده أن يعتقه أغلى وأحب إليه؛
فهو الأفضل أن يتصدق به.
هذا مثل ما وقع لأحد الصحابة من الأنصار المعروف بأبي طلحة
حيث جاء يوما إلى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-
فقال:يارسول الله إني أسمع ربنا- تبارك وتعالى- يقول:
{لن تنالوا البرَّ حتى تُنفِقوا مما تُحِبون}
قال أبو طلحة:(وعندي بَيْرحاء - وهو اسم بستان له-
وهو أحب شىء لدي فهو صدقة لله فضعهُ يا رسول الله حيثُ أراك الله)
فقال-عليه الصلاة والسلام-: "تصَدَق به على أقاربك"
فوزعه أبو طلحة على أقاربه وبعد وفاة أبى طلحة بيعت هذه الأقسام بأثمانٍ باهظةٍ .
فهذا يوضح "لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تُحبون"
الرسول-عليه الصلاة والسلام- يُدندن حول الآية حينما سُئل عن أفضل الرقاب؟ .
قال السائل: أفرأيتَ إن لم أستطع بعض العمل؟
يعني بعد أن ذكر الرسول-عليه الصلاة والسلام-
من الأعمال الفاضلة سأل السائل:إذا كنتُ لا أستطيع أن أجاهد؟
لا لأنه لا يرغب فى الجهاد وإنما له ظروف خاصة مثل ذلك
الرجل الذى جاء إلى الرسول-عليه الصلاة والسلام-
من اليمن قال: هاجرتُ لأجاهد معك وتركتُ أبواي يبكيان فقال:
"ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما"
إذن هذا معذور لا يستطيع أن يُجاهد.السائل يُفتش عن أعمال
في استطاعته فيسأل: أفرأيتَ إن لم أستطع بعض العمل؛
أىُّ الصالح الذى تحُضنا عليه يارسول الله؟
فسَهَلَ له-عليه الصلاة والسلام- السبيل فقال له:
"فتعين صانعاً" أى رجلا صاحب صنعة باستطاعتك تعينه
فمعونتك له تكون صدقة لك.
"أو تصنع لأخرق" أى أنت تصنع لإنسان لامهنة له فالأخرق
هنا هو الذى ليس في يده مهنة.يعني الرسول
-عليه الصلاة والسلام- يُنوِّع طُرق الخير
والصدقة فإما أن تعين صانعاً أو تصنع لأخرق
.كما جاء فى بعض الأحاديث ضعيفة السند لكن
هى تصلح كمثال للجملة الأخيرة وهى:"أو تصنع لأخرق"
جاء رجل إلى الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- يسأله
- يشحت منه - فقال له عليه الصلاة والسلام-:
"ماعندك فى البيت؟" قال:ماعندى إلا حِلْس
-يعنى بساط مُستعمل-فأحضَرَهُ وباعه بدرهمين
واشترى بهما قدوما واحتطب به ثم عاد بعد أيام
وقد استغنى عن السؤال فقال-عليه الصلاة والسلام-:
"هذا خيرٌ لك من أن تسأل الناس أعطوك أومنعوك".
فالشاهد:-أن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-
أعان هذا الأخرق الذى ليس بيده مهنة فطرق الخير كثيرة .
ثم قال السائل:أفرأيتَ إن ضعفت؟
هذا سائلٌ حريص لأنه كلما جاوبه الرسول-عليه الصلاة والسلام-
بجواب؛يطمع في أن يأخذ جواباً ثانياً.أجابه-عليه الصلاة والسلام-
: "تدع الناس من الشر فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك"
إذا كُنتَ ضعيفاً سَلِم الناس من شَرك فسلامتهم من شرك صدقة تتصدق بها على نفسك.
وهذا من يُسر الله وتفضله على عباده حيث
جعل نهاية مطاف الإنسان العاجز أن يسلم
الناس من شره فيكون ذلك صدقة منه على نفسه.
يتبع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
ما شاء الله تبارك الله ... جزاكِ الله خيراً اختنا ورفع قدركِ
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
واصلي أختي الكريمة،،جزاك الله خيرا
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
.
الأسئــــــــــ ـلة
س1:- يقول ابن القيم فى"زاد المعاد":
(والصواب أن يقال:إن كان تفتيح العين لايخل بالخشوع فهو أفضل
وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لِمَا فى قبلته من الزخرفة والتزويق
أو غيره مما يُشوش على قلبه فهناك لايكره التغميض قطعاً
والقول باستحبابه فى هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع
ومقاصده من القول بالكراهة؟)
ج:- أقول تعليقاً:هذا الكلام في نفسه صحيح ولكن لابد من تقييده
بما دلت عليه السُنَّة وبما تقتضيه الأحوال والظروف التى يكون فيها
هذا المُصَلى فنجد فى السُنَّة أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
قال للسيدة عائشة:"أميطى عنَّا قرامك هذا فإن تصاويره ألهتني عن صلاتي"
القرام:هى الستارة وفيها زخارف
إن كان ما أمامه لايستطيع أن يتصرف فيه وشعر بأن الزخارف
والنقوش التى بين يديه تشغله وتصرفه عن الخشوع؛ فها هنا لابأس
كما قال ابن القيم من تغميض العين لاستجماع نفسه واستحضار قلبه
في الصلاة لكن هذا يكون عرضاً لاسُنَّة مُتبعة لديه.
كلام ابن القيم حيث قال:" والصواب أن يُقال..الخ"
صوابٌ بهذا القيد: إن كان فى مكان له فيه زخارف فإبقائه
هذه الزخارف لايُبرر له أن يتخذ تغميض العين سُنَّة بل يُزيل
الزخارف أو يُصلى في مكان ليس فيه زخارف كما كان
-عليه الصلاة والسلام-يُصلي ,أما إذا كان فى مكان لايملكه
وكانت الزخارف تُشغل قلبه فهناك يرد كلام ابن القيم.
س2:- بناءً على حديث القِرام نقلب السجادة؟
ج:- نعم.
س 3:- ماهي الطريقة التى ترشدنا بها لدراسة الفقه الإسلامي؟
ج:- الطريقة هي أن ندرس الكتب التي تُعرف بأحاديث الأحكام
وهي كثيرة وندرس معها الشروح التى كُتبت عليها وإذا استطاع
الإنسان أن يتوسع فيدرس الكتب الفقهية وأدلتهم ومناهجهم
ومذاهبهم ليتبيَّن له الأصح مما اختلف فيه العلماء.
س 4:- عن ابن عباس قال:(أقبلتُ راكباً على أتان وأنا يومئذٍ قد
ناهزتُ الاحتلام والنبي-عليه الصلاة والسلام-يُصلي بالناس بمِنى
فمَرَرتُ بين يدى بعض الصف فأرسلتُ الإتان ترتع ودخلتُ فى
الصف فلم يُنكر ذلك عليّ أحد"رواه الجماعة")
فهل فى هذا الحديث ما يدل على جواز المرور بين يدى المأموم
وأن السُترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد؟
ج:- لاشك أن سُترة الإمام ؛سُترة لمَنْ خلفه ولكن هذاالحديث
لايدل على جواز مرور المار بين يدى الصف عبثا بدون عذر
لأن هذه الحادثة كما يقول الأحناف:حادثة عين ليس فى الحديث
بيان السبب الذى من أجله دخل ابن عباس والأتان فى الصف
أى:مَرَّ بين يدى الصف لعله كان لايستطيع النزول من مكان بعيد
فاضطرَ إلى أن يقترب من الصف فينزل من الدابة وينضم هو إلى الصف,
هذا ممكن أن يُقال وليس فى الحديث مطلقاً أنَّ ابن عباس فعل هذا عبثاً
حتى يُتخذ دليلاً على جواز المرور بين يدى المُصلين الواقفين
فى الصف بدون سبب وبدون عذر شرعى. وكون الإمام سُترة لمَنْ
خلفه هذا يُسقط عن المقتدين وراءه أن يتخذوا سُترة كالإمام
ولكن هذا لايسوغ للناس أن يَمروا بين يدى الصفوف عبثاً لغير عذر شرعى
وهذا مما نراهُ في الحرمين يقع تارة بعذر وتارة بغير عذر فيجب
أن نُلاحظ أن المرور بين يدي الصف عبثاً فيه إشغال للمصلين.
لايجوز المرور بين يدي المصلين إلا لعذر هذا العذر نلتمسه
في مثل المسجد النبوى والمكي فالمسجد النبوي مثلا له
أبواب فيأتي الآتي للصلاة فيجد الناس قياماً يأتي مثلاً
من باب السلام الباب الغربى للمسجد النبوي فلو أراد أن يدور
حتى يُصلي وراء الصفوف؛ لسَلمَ الإمام وانتهت الصلاة
فهو يدخل من أقرب باب إليه فيجد الناس قياماً؛ فيمر بين
الصفين إما حتى يجد فرجة فيسدها أو أن يعقد مع بعض الشخاص صفاً.
أما المرور بين يدي المُصلى وهناك مجال للمرور من خلفه ؛
فهذا لايجوز ومما اعتبره الشارع الحكيم شيطاناً
فأفاد بأن المار إذا أراد أن يمر بين يدى المُصلي فعلى
المُصلي أن يُقاتله فإن أبى فليدفعه فإنما هو شيطان.
س 5:- عن أبى الجُهين عبد الله بن الحارث بن الصمَّة الأنصارى
– رضي الله عنه - قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
"لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا كان عليه لكان يقف
أربعين خيراً له من أن يمر بين يدييه"(متفق عليه)
هل نفهم من كلمة"المُصلي" فى الحديث هو الذى
وضع سُتْرة أمامه أم تشمل الذى وضع والذي لم يضع سُترته؟
ج:-الحديث هذا بإطلاقه يمنع من الصورتين سواء كان واضعا سترته
أو غير واضع.الحديث يمنع المارأن يمر بين يدي المصلي أي:
بين موقفه وبين موضع سجوده ، فإذا مر خلف موضع السجود
فهذا ليس فيه شىء.إنما وجود السترة وعدمها يختلف فى شىء آخر وهو:
إذا مر المار بين يدى المُصلِّى ولم يضع سُترته بين يديه
فليس للمصلي أن يدفعه وأن يُقاتله ؛ لأن هذا الدفع وهذه
المقاتلة مشروطة بما إذا كان المصلي يُصلي إلى سُترته
لأن هذه السُترة حينذاك كإشارة عدم المرور, فإذا لم يتخذ السُترة
ومرَّ فالإثم على المُصلي الذى لم يضع سترة بين يديه فليس له أن يُقاتله.
ولكن المار نفسه إذا كان انتبه لكونه يُصلي ولو لم يتخذ سُترته
فلايجوز له المرور إلا من وراء موضع سجوده.
- كذلك وجود السترة وعدمها له تأثير فى حُكم آخر ذلك أن الرسول
-عليه الصلاة والسلام-قال: "إذا صلى أحدكم إلى غير سُترة فإنما
يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود".
فهذه الأشياء الثلاثة إذ امرت بين يدى المصلى ولم يكن يُصلى إلى سُترة؛
تقطع صلاته, أما إذا كان يُصلى إلى سُترة فصلاته صحيحة
.فإن كان مكلفاً كالمرأة فهى آثمة بسبب هذا المرور ، أى أنه إنما أنها
انتبهت بسبب السُترة أو انتبهت أن الرجل واقف يُصلى ومع ذلك مرت
فهى آثمة لكن صلاة المصلي تكون صحيحة إذا كان يُصلي
إلى سُترة وإلا فصلاته باطلة.
س 6:- سُئل عن السُترة؟
ج:- السُترة جاء تعينها في الحديث, لابد أن تكون شيئا مرتفعا بمقدار
شبر فصاعدا ًولايُشترط سماكة معينة, لوعصاية بارتفاع شبر ماشى الحال,
فأى شىء مرتفع بين يدي المصلي والرسول-عليه الصلاة والسلام-
عبَّر في بعض الأحاديث"مثل مؤخرة الرَحل" وهذا يعرفه أهل الإبل.
س 7:- سُئل لماذا تقطع المرأة الصلاة؟
ج:- فقال للسائلة: غِرْت للمرأة هذا حُكم شرعي لايُسأل لماذا؟
الرسول-عليه الصلاة والسلام -يُخبر عن الله -عزوجل-
فيقول:إذا مَرَت المرأة البالغة بين يدي المصلي ولايُصلي إلى سُترة
فهذه المرأة مرورها يقطع الصلاة كمرور الحمار ومرورالكلب.
وعائشة -رضي الله عنها -لمَّا لم يبغلها هذا الحديث استغربت
وقالت:"عدلتمونا بالكلاب والحمير" لكن نحن مُكلفون باتباع
الرسول-عليه الصلاة والسلام-وندع الأمور العاطفية جانباً.
ولماذا كَلفَ اللهُ الرجال بالإنفاق ولم يُكلف النساء؟
كالطريقة الأوروبية يُنفقوا على أنفسهم وأحياناً على أزواجهم.
اللهُ خلق النساء والرجال فهو أعلمُ بما يُصلح حالهم .هنا يقال:
{فلا وربكَ لايُؤمنون حتى يُحَكِمُوكَ فيما شَجَرَ بينهم ثم لايَجدوا
فى أنفُسِهم حَرَجاً مما قضَيْتَ وَيُسَلِموا تسليماً} .
س 8:- سُئل عن الإقعاء؟
ج:- الإقعاء:إقعاءان أحدهما مشروع والآخر منهى عنه.
- أما الإقعاء المشروع:- فهو الانتصاب بين السجدتين فقط.
الانتصاب على رؤوس القدمين والجلوس على العقبين.
السُنة المعروفة أن الجلسة التي بين السجدتينأن يفترشوا
اليُسرى وينصبوا اليُمنى ويقعدوا على اليسرى,
أما الإقعاء فبدلا من أن ينصب اليُمنى فقط ينصب اليسرى مع اليمنى
ويقعد مرتفعاً,هذا سُنَّة لكن تارة وتارة لأن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
بين السجدتين تارة كان يفترش وتارة كان يَقعى.
- أما الإقعاء غير المشروع:- فهو كما جاء فى بعض الأحاديث:
"نهى عن إقعاء كإقعاء الكلب". وإقعاء الكلب هو أن يضع مقعدتيه
على الأرض ويجلس على آليتيه وينصب يديه وهذه الصورة للإنسان
من أندر الصور لايفعلها إلا أحمق أو......
انتهت الأسئلة .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
بارك الله فيكم على المجهود الطيب النافع
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي
بارك الله فيكم على المجهود الطيب النافع
وفيكم بارك الله جزاكم الله خيرا
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
98-باب أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة
عن قُبيصة بن برمة الأسدي قال:كنتُ عند النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم-فسمعته يقول:
" أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة
وأهل المُنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الأخرة"
المقصود من هذا الحديث واضح وهو كالتفسير لقوله
-تبارك وتعالى- {فمَنْ يَعْمَل مِثقال ذرةٍ خيراً يَره ومَنْ يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره}
فأهل المعروف الذين كانو يتعاطونه فى الدنيا؛
فالله يُثيبهم في الآخرة معروفا أي خيراً وكذلك أهل المنكر
في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة أي يُجزيهم
ربنا-تبارك وتعالى-على تعاطيهم في المنكر في الدنيا شراً
في الآخرة.فالحديث تفنن فى التعبير يوضح الآية السابقة.
حديث موقوف قال سلمان:"إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"
مثل هذا الحديث الموقوف يُقال:إنه في حُكم المرفوع لأنه :
أولا:لايُقال بمجرد الرأي .
ثانياً أنه قد ثبت مرفوعاً كما قدم.
99-باب إن كل معروفٍ صدقة
عن جابر بن عبد الله عن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-
قال: " كل معروف صدقة".
تقدم في الحديث السابق قوله -عليه الصلاة والسلام-:
"أهل المعروف في الدنيا" في هذا الحديث يوضح
لنا ان معنى المعروف يشمل كل خير فكل خير يقدمه
الإنسان لنفسه في هذه الحياة الدنيا يلقاهُ خيراً
وثواباً في الآخرةلأنه -عليه الصلاة والسلام- يقول:
" كل معروف صدقة".
انتهى الشريط السادس .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشريط السابع
يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :
100-باب إماطة الأذى
*عن أبي برزة الأسلمى قال:
(قُلتُ يارسول الله! دلني على عملٍ يُدخلني الجنة قال: "أمِط الأذى عن طريق الناس")
أمِط:بمعنى أزِل ,الأذى:هو كل مايؤذي الناس فى الطريق
سواء مما كان يُعرقل السير بالنسبة لوضع اليوم فإن بعض أصحاب
السيارات يوقفون السيارة في عرض الطريق فيُعطلون السير
فهذا لاينبغي . الواجب أن لا يُعرقل المسلم الطريق.
بل هذا الحديث يأمر بإزالة كل ما يُعرقل السير في الطريق
ولومن أشياء بسيطة كالأشياء التي يتعثر بها الناس في الطريق
كالشوك والحجر وقشر الموز ونحو ذلك مما يؤذي الناس.
إماطة الأذى عن طريق الناس من الأعمال التى يستحق صاحبها دخول الجنة.
*عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
"مَرَّ رجلٌ بشوكٍ في الطريق فقال :لأميطن هذا الشوك لايضر رجلاً مسلماً فغُفِرَ له".
الظاهر أنه وقع فيما قبل الرسول -عليه الصلاة والسلام- فهذا الرجل
بمجرد أنه أزال الشوك من الطريق قاصداً بذلك دفع الأذى عن المسلمين؛
استحق مغفرة الله.
ومن هذا الحديث وأمثاله نأخذ فائدة هامة ألا وهي أن المسلم
ليست عبادته وتقربه إلى الله-تبارك وتعالى- محصورة فى القيام
بما فرض اللهُ عليه من عبادات أو شرع له من طاعات بل هناك
أمور تتعلق بالأوضاع الاجتماعية التي للمسلم بها علاقة يكتسب
بها رضا الله -تبارك وتعالى- ومغفرته وهي ليست من العبادات
الواضحة الصريحة الله-تبارك وتعالى-جمع في الإسلام كل الفضائل
والمحاسن وجعل من العبادات التى يكسب المسلم بها مغفرة الله
أن يُميط الأذى عن الطريق.
وجاء في بعض الأحاديث أن الله غفر لمومس"بغي"
لأنها كانت تمشي في الطريق فأصابها العطش فنزلت
فى بئر فشربت منه فلما صعدت إلى ظهر الأرض فإذا
بها ترى كلبا يأكل الثرى من العطش "أى التراب"
فقالت فى نفسها: لقد أصاب هذا الكلب من العطش ما أصابنى
ثم وضعت نعلها في فمها ونزلت إلى البئر فملأته ثم قدمت الماء
الباقى في النعل فشرب الكلب حتى ارتوى.
قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:" فشَكَرَ اللهُ لها فغفر لها".
فمجال المسلم ليحظى بمغفرة الله -عزوجل- مجال واسع,
وذلك من فضل الله . الغرض من مثل هذه الأحاديث ؛الحَض على
فضائل الأعمال لكن ليس كل مَنْ أماط الأذى غُفرت له ذنوبه
يقيناً بل ليس كل مَنْ حج خرج من ذنوبه.
هذه الفضائل هي :
أولا: لحض المسلم على القيام بهذه الأعمال.
ثانيا: الحصول على ثوابها ليس أمراً مقطوعاً به بالنسبة لكل فرد من أفراد المسلمين.
نحن لولا هذه الحديث الصحيح الذى يُحدثنا بأن ذلك الرجل لما أزال الشوك
عن الطريق غفر الله له , ما يدرينا أن اللهَ غفر له!!.
ثم إذا أزال مسلم آخر شوكاً من الطريق تُرى هل غفر الله له أم لا؟
كل ما علينا أن نأمل ونرجو من فضل الله أن يغفر للذي أماط الأذى
عن الطريق فليس عندنا يقين أنَّ مَنْ فَعَلَ كذا؛ غُفر
له لأنه ليحصل على المغفرة يجب أن يفعل ما فعل بشروط أهمها:
- الإخلاص لله-تعالى- والإخلاص درجات لايعلمها إلا الله -تبارك وتعالى-.
مثلا يُقال: فلان يطلب العلم للعلم هذا ماقيل يطلبه للمال والجاه؛
إنما يطلبه للعلم هذا كلام لاقيمة له إطلاقاً في ميزان الشرع الذي
قال:{وما أُمِرُواإلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخلصين له الدين}
لذلك فمناط استحقاق هذه الفضائل يعود بعد العمل الصالح إلى الإخلاص فيه
والإخلاص على حسب نوعية الناس.
لذك فالمسلم يعتبر هذه الأحاديث من الدوافع له على العمل الصالح
ثم يرجو من الله-تبارك وتعالى- أن يحظى على مثل هذه المغفرة.
يتبــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
*عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-:
"عُرِضَت عليّ أعمالُ أمتي حسنها وسيئها, فوجدتُ في محاسن
أعمالها أن الأذى يُماط عن الطريق ووجدتُ أن من مساوئ
أعمالها النخامة في المسجد لا تُدفن"
في هذا الحديث يُحدثنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
عن بعض ما شاهده من الطريق الذى يُعرف عن الصوفية
بطريق الكشف وهذا الكشف إنما يختص بالرسول
-عليه الصلاة والسلام- أما ما يُقال أنه من صفات
المتصوفة أو البارزين منهم فهذا مما لم يثبت إنما ثبت
هذا للرسول-صلى الله عليه وآله وسلم -في حوادث
عدة منها:في هذا الحديث فأنه -عليه الصلاة والسلام-
يقـــــــــــــ ول:
"عُرضت علي أعمالُ أمتي" هذا العرض هوعرض بطريق الكشف .
وقد وقع للرسول-عليه الصلاة والسلام- من مثل هذا الشيء الكثير مثلاً:
كان-عليه الصلاة والسلام- يُصلي صلاة الكسوف وهو واقفٌ
إماماً بالناس فدُهِشَ أصحابه حينما رأوا الرسول -عليه الصلاة والسلام-
يتقدم يَمد يده كأنه يُريد أن يأخذ شيئاً ثم سرعان ما تقهقر-عليه الصلاة
والسلام- خلفه حتى تقهقر الصف من خلفه فتداخلت الصفوف بعضها
في بعض لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- تقهقر فلما قضى
-عليه الصلاةُ والسلام- الصلاة سألوه فقال لهم -عليه الصلاة والسلام-:
"لقد عُرضت علىَّ الجنة والنار في حائطكم هذا"
هذا هو الكشف والتمثيل للرسول-عليه الصلاة والسلام-
فقد وُصفت له الجنة في حائط المسجد فرأى الجنة ورأى من عِنبها فَهَمَّ
-عليه الصلاة والسلام- بأن يقطف منها عنقوداً ثم ترك لأنه سبق في
علم الله -عزوجل- ألا يأكل أحدٌ من ثمار الجنة في هذه الدنيا الفانية .
ثم قال: " ثم عرضت على النار فأحسستُ بلهيبها وحرارتها فتقهقرتُ"
.فهذا عرض من نوع عرض الحسنات والسيئات على النبى
-عليه الصلاة والسلام- ومن هذا القبيل أيضاً قوله
-عليه الصلاة والسلام-: "زُويت لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها
ومغاربها ورأيتُ مبلغَ مُلك أمتي فيها"
فمن هذا الباب كمعجزة وكرامة للرسول-عليه الصلاة والسلام-عُرضت
عليه حسنات الأمة المسلمة وسيئاتها, فرأى في تلك الحسنات
أنَّ الأذى يُماط عن الطريق فهو حسنة ، وعلى العكس من ذلك رأى
-عليه الصلاة والسلام- مساوئ الأمة النخامة فى المسجد لا تُدفن.
قد يُستغرب هذا التعبير بالنسبة لمساجدنا اليوم المفروشة بالسجاجيد
فكيف يُذكر في هذا الحديث أن من المساوئ النخامة في المسجد لا تُدفن.
ومعنى هذا أنها إن دُفنت لم تكن سيئة فكيف يتضمن هذاالحديث جواز
البصق في المسجد مع الدفن والنهى عن البصق في المسجد
واعتباره سيئة بدون دفن ؟
ذلك بأن المساجد يومئذ كانت مفروشة بالحصباء والرمل الناعم كما هو
الشأنُ تماماً في القسم الخارجى حتى اليوم في المسجد النبوي فالأرض
هناك مفروشة بالرمل فإذا بَصَقَ باصقٌ مُضطراً يحفر حفيرة صغيرة ثم يطمرها.
فالبصق سيئة وطمرها حسنة وهذا تفسيره {واتبع السيئة الحسنة تَمْحُها}
فإذا بُصِقَ في المسجد المفروش بالتراب فكفارة ذلك أن يدفنها
أما مساجدنا اليوم فهي مما لا يجوز للمسلم أن يبصق فيها
لأنه لاسبيل إلى طمرها أو دفنها.
فهذا الحُكم الذى اعتبره-عليه الصلاة والسلام-سيئة لا تُكفر بالدفن
إنما هو في المساجد التي ليست مفروشة بالرمل أما إذا كانت
مفروشة بالرمل فدفن هذه النخامة هو حسنة تمحو تلك السيئة.
بيت القصيد من هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث هو ضرورة
المحافظة على نظافة المساجد وصيانتها مما يُقذرها ولهذا كان
من أدب المساجد في الزمن النبوى الأول ولايزال هذا مثابرا
عليه في الحرمين المكي والنبوي ألا وهي تطيبها بالطيب وتجميلها
بالورود. وهذا من الآداب التي أهْمِلت في كثير من مساجدنا اليوم
تزيين المساجد وتطيبها فتجميرها وتطيبها من تعظيم شعائر الله
والله يقول:
{ومَنْ يُعَظِم شعائرَاللهِ فإنها من تقوى القلوب}.
يتبـــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
101-باب قول المعروف
*عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم-:"كُلُ معروفٍ صدقة"
*عن أنس قال:" كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
إذا أ ُتِى بالشيء يقول:"اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت
صديقة خديجة,اذهبوا إلى بيت فلانة فإنها كانت تُحب خديجة"
هذا من مكارم أخلاق الرسول-عليه الصلاة والسلام-
حيث كان يذكُر خديجة زوجته الأولى يذكرها بخير ، بل ويتتبع صواحب
خديجة بالخير والهبة والهدية. فكان إذا أُتي بالشيء مما يُهدى يقول:
اذهبوا إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة هذا بعد وفاة السيدة خديجة
كان-عليه الصلاة والسلام- يتتبع بالهدايا صديقاتها.
كذلك إذا جاء بعض الناس بالشيء- صلى الله عليه وسلم- قال:
اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تُحب خديجة.
الفرق بين أن الشخص قد يُحب آخر وليس صديقا له,
ولهذا تفنن أنس هنا في الرواية فمرة يقول كانت صديقة خديجة
وتارة يقول كانت تُحب خديجة لم تكن صديقة ولكن يكفيه أنها
كانت تُحب خديجة .
ومن ذِكْر خديجة بالخير؛ الإحسان إلى صديقاتها ومُحبيها.
وهذا من الأمثلة العالية من أخلاق الرسول
-عليه الصلاة والسلام- في حُسن معاملته لأهله حتى ولوبعد وفاتها.
الشاهد من هذاالحديث :
أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-قال: "كل معروف صدقة"
فإرسال الرسول الهدية التي جاءته إلى فلانة لأنها صديقة خديجة أومحبتها
هو قولٌ لكن قول معروف فهو يكتب أيضاً صدقة لصاحب هذا القول
وهوهاهنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-.
أعاد الحديث الأول فى هذا الباب من رواية صحابى آخر هو حُذيفة
*عن حُذيفة قال:قال نبيكم- صلى الله عليه وآله وسلم-:
"كل معروف صدقة".
يتبــــــــــــ ـــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
102 - باب الخروج إلى المَبْقلة وحمل الشيء
على عاتقه إلي أهله بالزبيل
الزبيل:هو الزنبيل يعنى"القفة"
يُتخذ من ماينبت من النباتات من النخيل أو نحوه.
فيقول هنا:باب جواز خروج الرجل إلى المبقلة:
وهي المزرعة التي تُزرع فيها البقول.
وجواز حمله الزبيل مما توضع فيه البقول على عاتقه ليخدم بذلك أهله.
*عن عمرو بن أبي قرََّة الكِنْدِي قال:(عَرَضَ أبي على سلمان أخته
فأبى سلمان وتزوج مولاة ًله يُقال لها"بُقيرة"فبلغ أبا قرة
أنه كان بين حُذيفة وسلمان شيءٌ فآتاه يطلبه فأخْبرَأنه في
مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زبيلٌ فيه بقل قد أدخل عصاهُ
في عروة الزبيل فهو على عاتقه فقال :يا أبا عبد الله ماكان
بينك وبين حُذيفة ؟ قال:يقول سلمان: "وكان الإنسانُ عجولاً"
فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال:
السلام عليكم ثم أذن لأبي قرَّة فدخل فإذا نمَطٌ"ضرب من بساط"
موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط "السرج
والشىء اليسير"فقال:اجلس على فراش مولاتك التي تمهد
لنفسها ثم أنشأ يُحدثه فقال:
إن حذيفة كان يُحَدِّث بأشياء كان يقولها رسول الله
- صلى الله عليه وآله وسلم- في غضَبه لأقوام فأوتى فأُسأل
عنها فأقول حذيفة أعلمُ بما يقول وأكره أن تكون ضغائن بين
أقوام فأُتي حذيفة فقيل له:إن سلمان لايصدقك ولايكذبك بما تقول
فجاءنى حذيفة فقال:يا سلمان ابن أم سلمان
فقلتُ:ياحذيفة ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر
فلما خوفته بعمر تركني وقال: قال سلمان هذا الحديث:
قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-:
"مِنْ وِلْد آدم أنا فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أو
سببته سُبة فى غير كُنهه فاجعلها عليه صلاة")
الحديث فيه قصة مما كان يجري بين السلف الصالح أصحاب
النبي -عليه الصلاة والسلام- مما ينبغي أن نحذو حذوهم ونحرص
حرصهم على التباعد عن الكلام الذى يجرح بعض النفوس فيولد
الحقد والضغائن بينها.
يقول راوي هذا الحديث وهوتابعي معروف اسمه عمرو بن أبى قرَّة
"عرض أبي على سلمان أخته" وهذا نوع من الصفاء النفسى
حيث يَهم الرجلُ المسلمُ بأن يعرض ابنته أو أخته على رجل صالح ,
فإذا فعلها فاعل اليوم يقول:يا فضيحة الدهر, لكن هذا لم يكن يُذكر
بالعار في الزمن الأول بل هو من عقل العارِض لأن المسلم
يحرص أن يضع ابنته في المكان الأمين فلماذا لايفعل؟!
يجب أن نعلم أن عَرض الرجل ابنته أو أخته على رجل صالح
هذا أمرٌ مشكور ومرغوبٌ فيه وهذا ما فعله هذا الرجل العاقل
وهو أبو قرة ومع ذلك ، فلم يجد عند سلمان رغبة فى أخته
وتزوج مولاة له.
ثم بَلَغَ أبا قرَّةأنَّ بين حذيفة وسلمان شيء من فتورفأتاهُ يطلبه
الذى يلفت النظر في هذه القصة أن أبا قرَّة الذى عَرَضَ أخته
على سلمان ولم يقبل سلمان المفروض لو وقعت مثل هذه القصة
اليوم أن يحدث في نفس العارض شيءٌ تجاه المعروض عليه
وهو شيء من الفتورفلا يعود يزوره لكن الأمر لم يكن كذلك
بل لم تزل المودة بين أبي قرَّة وبين سلمان كما كانت قبل
العرض...
لذلك لما بلغ أبا قرة أن بين سلمان وحذيفة شيء
من الفتور حتى جاء إلى سلمان فأتاهُ يطلبه أي في بيته. فأُخْبِرَ أنه في مبقلة له أي في مزرعة فتوجه إليه فلقيه معه
زبيل هذا مناسبة الباب الذى عقدهُ المُصنف أن سلمان
خرج من بيته إلى مبقلته فحَمل في الزنبيل ما تيسر من
بقول ووضعها في عصا وألقاها وراء ظهره ثم خرج
يمشي من مبقلِهِ إلى بيته ثم لقيه أبوقرة.
فقال:"يا أبا عبد الله"كُنية سلمان. ماكان بينك وبين حذيفة؟
لم يَصبر أبو قرة على سلمان حتى يدخل بيته بل بادرهُ أول
ما لقيه فى الطريق. فقال سلمان: "خُلِقَ الإنسانُ عَجُولاً"
بادره بهذه الآية الكريمة ليلفت نظره إلى أنه مستعجل.
فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال:
"السلامُ عليكم" وهذا أدب إسلامى ثم أذن لأبى قرة بعد مادخل
يعني أخلي الطريق أذن لأبي قرة بالدخول فدخل.
"فإذا نمطٌ موضوعٌ على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط"
الغرض من هذه العبارة هو أن أبا قرة يصف بيت سلمان
المُتواضع فلما يرى سُرر ولا فرش وإنما رأى نمط يعني
بساط عادي ولبنات يعني آجُر من طين وقرطاط هو ما
يوضع على الدابة مثل السرج.
فقال سلمان لأبي قرة:اجلس على فراش مولاتك
لأنها كانت عبدة له وتزوجها - التى تُمهد لنفسها
أي تعمل لنفسها بيدها.
ثم أنشأ يُحدثه عن الخلاف الناشئ بينه وبين حذيفة فقال:
"إن حذيفة كان يُحدث بأشياءعن النبي- صلى الله عليه
وآله وسلم- كان النبي يقولها في غضبه لأقوام"
من هنا يأخذ سلمان على خذيفة. فسلمان كان يغلب عليه الفقه
وحذيفة يغلب عليه الرواية ولاعجب فحذيفة هو صاحب
رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فكانت عنده أسماء
المنافقين فهو معروف بذلك ، لكن سلمان كان يأخذ عليه
أنه يُحَدِث أحياناً ببعض الأحاديث التي سمعها عن الرسول
-عليه الصلاة والسلام -لايُكذبه فيها ولكن يُخطِؤه فى أنه
يضعها في غير مواضعها.
يقول سلمان لأبي قرة ليُبَيِّن سبب الجفوة:
"إن حذيفة يُحدث بأشياء فأوتى فأسأل عنها فأقول"
وهذا من أدب سلمان مع أخيه فى الصحبة حذيفة ؛
لأنه حينما يأتيه الآتي من الناس يقول:حُذيفة يروي عن
الرسول- عليه الصلاة والسلام- كذا وكذا كأنه يقول له:
ما رأيك ياسلمان؟ لايقول أخطأ حذيفة أو ما أحسَنَ الرواية
وإنما يقول: "هو أعلمُ بما يقول"
لكن من جهة أخرى سلمان يعزّ عليه أن يتحدث حذيفة
بأشياء تكون سبباً فى أحقاد وضغائن بين الناس لذلك يقول:
حذيفة أعلمُ بما يقول وأكرَهُ أن تكون ضغائن بين أقوام.
فأُتيَ حذيفة فقيل له:"إن سلمان لايُصدقك ولايُكذبك بما تقوله"
وهذا مما يقع في التاريخ دائم اًوأبداً أن الناس ينقلون من فلان
إلى فلان فتثورالنفوس وتتحقق البغضاء بسبب هذه النقول.
قال سلمان:جاءني حذيفة فقال: يا سلمان يا ابن أم سلمان
نَسَبَ الرجل لأمه لا إلى أبيه هذا من السب الناعم
فلم يجد إلا أن يرد عليه و هو لا يزيد عليه فيقول:
"ياحذيفة يا ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر".
عمر- رضي الله عنه الفاروق كان يخشاهُ الشيطان فضلاً عن
المؤمنين الذين يعرفون منزلته عند الله- تبارك وتعالى-
ولذلك حينما عينه حذيفة بهذه المُناداة الناعمة:
يا سلمان يا ابن أم سلمان قال له: يا حذيفة يا ابن أم حذيفة
لتنتهين أي من تحديثك بأحاديث تكون سبباً لإيقاع البغضاء
والعداوة بين الناس أو لأكتبن إلى عمر أي بخصوصك
ليوقفك عند حدك ويؤدبك. قال:فلما خوفته بعمر تركني.
والشاهد من موقف سلمان تجاه حذيفة يأتي فى قول سلمان:
وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-:
"من وِلد آدم أنا فأيَّما عبد من أمتي لعنته لعنة ًأوسببته سُبة
في غير كُنهه فاجعلها عليه صلاة"
في غير كنهه:أي في غير استحقاقه.أي صدقة ورحمة وزكاة.
الرسول-عليه الصلاة والسلام- الذي اصطفاه الله
- تبارك وتعالى- لم يخرج بهذا الاصطفاء عن كونه بشرًا
لذلك يُعرض له أحياناً ما يُعرض للبشر فيعرض
أحيانا من إنسان لسبب فيسبه ويشتمه لكن هذا الإنسان
الذى صدر منه ما أزعج الرسول-عليه الصلاة والسلام-
لايستحق اللعنة لذلك هي عليه رحمة .
يتبـــــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئلة
س1:-قال تعالى في الحديث القدسي:"ياابن آدم خلقتُكَ
وجعلتُ لك قراراً فى بطن أمك وغشيتُ وجهك بغشاء لأجل
أن لاتنزعج من الرحم وجعلتُ وجهك إلى ظهر أمك.."
هل هذا حديث ؟
ج:- هذا من الإسرائيليات ليس بحديث.
س2:- عن أبي سعيد الخدري أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-
قال:"مَنْ قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور
ما بين الجمعتين"هل هذا الحديث صحيح؟
ج:-نعم حديث صحيح.
س3:- عن أبى هريرة-رضى الله عنه-أن رسول الله-صلى الله
عليه وآله وسلم- قال:" مَنْ اغتسل يوم الجمعة غُسل
الجنابة ثم راح فكأنما قربَ بُدنة ومن راح في الساعة
الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة
فكأنما قربَ كبشاً أقرن.."ماهي هذه الساعات المذكورة في الحديث؟
ج:- هي هذه الساعات الزمنية المعروفة اليوم التي
هي في اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة فالمقصود
في الساعة الأولى يعني الساعة واحدة والساعة
الثالثة هي وسط النهار والساعة12هي آخر النهار.
س4:-ماحُكم الاستماع إلى خطبة الجمعة؟
ج:- الظاهر فى قوله-تبارك وتعالى-: {يا أيُّها الذين آمنوا
إذا نودِيَ للصلاةِ من يوم الجُمُعةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله}
أي إلى خطبته والصلاة الظاهر من هذا أن المقصود هو
حضور الخطبة ولكن حضور الخُطبة ليس شرطاً من شروط
صحة صلاة الجمعة فمن حضر فقد أدى هذا الواجب ومن فاتهُ
شىءٌ من هذه الخُطبة أو الخطبة كلها فصلاته صحيحة
كما ثبتَ أنَّ "مَنْ أدْرَكَ ركعة من صلاة الجمعة فقد أدْرَكَ
الجمعة ومَنْ فاتهُ ركعة فليُصلها ظهرا"ً.
س5:-ماهو العدد المشروع للأذان يوم الجمعة؟
ومتى يكون كل أذان؟
ج:- الظاهر من السؤال أن السائلة تعني هل يشرع
للجمعة أكثر من أذان واحد؟ والجواب لايشرع إلا أذان
واحد وهذا الأذان وقته حين يصعد الخطيب على المنبر
فقد ثبت في"صحيح البخاري"أن النبي-عليه الصلاة والسلام-
كان إذا خرج من بيته وصعد على المنبر فجلس قام بلال
وأذن فإذا انتهى بلال من الأذان قام-عليه الصلاة والسلام-
فشرع في الخُطبة فإذا انتهى من الخُطبة أقام الصلاة
ولم يكن يومئذٍ إلا أذانٌ واحد أما الأذان الثاني فهو مما أوجدهُ
عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ولكن ليس هو الذى يفعلونه
اليوم فهناك فرق بين الأذان العثماني والأذان الموجود اليوم.
أذان عثمان كان على الزوراء-أي مكان خارج المسجد النبوي
من أطراف المدينة في مكان يتعاطى فيه الناس يوم الجمعة
البيع والشراء-يعنى على النحو الذى يُسمى اليوم بسوق الجمعة
فكان الناس يجتمعون هناك يوم الجمعة فلا يبلغهم أذان المؤذن
على المسجد النبوي فجعل عثمان أذاناً هناك ليعلموهم ب
حضور وقت الصلاة.
ومعنى هذا لو كان فى زمن عثمان مكبر للصوت لما كان فعل ..
لذلك اضطر لتحقيق تسميع الأذان لإيجاد ذلك الأذان في ذلك
المكان .... لكن مع الزمن تغير هذا الأذان فأدخل إلى المسجد
النبوي فالأذان الأول على المنارة والثانى في المسجد
وهذا قَلْبٌ للسُنَّة فليس في يوم الجمعة إلا أذانٌ واحد
حين يصعد الخطيب المنبر والأذان على ظهر المسجد
ليس في المسجد هذا هو الأذان المشروع.
س6:- صلاة الفرائض التي يجب فيها الجهر مثل
المغرب والعشاء هل حُكم النساء مثل حكم الرجال بالجهر؟
ج:- نعم لقوله-عليه الصلاة والسلام-:"إنما النساء شقائق الرجال"
فما فرض اللهُ على الرجال فرض على النساء إلامااستثنى,
ولم تستثن النساء في حكم الجهر في الصلوات الجهرية
ولكن تجهر بقدر ما تُسمع من خلفها أو إذا كانت تُصلي وحدها مع نفسها.
س7:-عن جابر- رضي الله عنه- قال:
(حضرنا عُرس علي وفاطمة- رضي الله عنهما-
فما رأينا عُرساً أحسنَ منه وقد حشونا الفراش
وأوتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهابُ كبش)
هل هذا الحديث صحيح؟
ج:- لايحضرني وسأراجع وليس هذا غريباً عن حالتهم المادية
يومئذ أن يكون فراشها جلد كبش. ومن الواجب علينا في
هذا الزمان أن لاتغرنا الحياة الدنيا ومتاعها وأن نتذكر سيرة السلف
الصالح من النساء والرجال ونحاول الاقتداء ما استطعنا سبيلاً.
س8:- توفي رجلٌ في حياة والديه وعندهُ أولاد كبار
و كان قبل وفاته قد أوصى والدته بأن تتنازل عما
ترثه منه وكان هذا فهل عليه إثم في هذا؟
ج:- هل المقصود بالوصية كتابة ولا مُشافهة؟
لا حَقَ له بهذه الوصية لأنه لاوصية لوارث ولكن إذا كان
الوارث هى الأم مثلا و تنازلت عن حقها بطيب نفسها ماشى
فالأم إذا رضيت بوصية ابنها تنازلت عن حقها وانتهى الأمر
أماهو فلا حق له وعفا اللهُ لنا وله.
س9:-وضع رجلٌ بعض المال في البنك وقدِمَ له فائدة المال
لينفقها على الفقراء وكان أن وقع له حادث فى سيارته
فتحطمت بسبب خطأ مِن مَنْ يقود السيارة الأخرى
والذي حطم السيارة فقير جدا فهل يُنفق على إصلاح
سيارته من مال الفائدة عن هذاالرجل الفقير ويُسامحهِ؟
أو أنه يأخذ منه ماسيُكتب له؟
ج:- لايجوز أن آخذ الفائدة وأعطيها للفقير.
أولاً:لاتضع مالك في البنك مطلقا إلا عن طريق صندوق
الأمانة بتحُط أجرة عِوض ، ما تقبض فائدة هذا جائز
أما أن تضع المال في البنك بلا فائدة لايكون لأنك لم
تستفد بينما يستفيد البنك.
بعض المتساهلين أفتوا بجواز وضع المال فى البنك بدون
أخذ الفائدة. والبعض يقول:خذ الفائدة وتصدق بها.
نقول: لأ, هذه الصدقة لايجوز أن تتصرف فيها لأنك
لا تملكها هي حرام. بعض الناس لايستطيع تحصين
ماله إلا عن هذا الطريق فإن كان هذه الفائدة لايتصدق
بها وإنما يصرفها فى مشاريع عامة لا يعطيها لإنسان معين,
إنما مرافق عامة مثلا:سبيل,مدرسة .
انتهى الشريط السابع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جزاك الله خيرا
ونفع بك وبما تخطين.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن طالبة علم
جزاك الله خيرا
ونفع بك وبما تخطين.
آمين وجزاك أختنا الكريمة وأحسن إليك
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الشـــريــــط الثامــــــــــ ن
103-باب الخروج إلى الضيعة
الضيعة في الأصل هي كل سبب يتعطاه الإنسان للحصول على
ما يتعايش به فسواء كانت مهنة أو زراعة أو نحو ذلك ثم غلب
استعمال هذه الكلمة على القرية التى هي موضع للحرث و الزرع.
والمقصود هنا بالضيعة هي النخيل و المزرعة.
*عن أبي سلمة قال: أتيتُ أبا سعيد الخدري وكان لي
صديقاً فقلتُ : ألا تخرج بنا إلى النخيل؟
فخرجَ وعليه خميصة ٌله .
قد يتسأل المتسائل ماهي الحكمة من إيراد المصنف
لهذا الحديث الذي ليس فيه إلا أن أبا سعيد الخدري خرج مع
صاحبهِ أبي سلمة إلى الضيعة يعني إلى النخيل ؟
الذى يبدو لي-واللهُ أعلم- أنه يُشير بهذا الباب الذي
عقدهُ-وهو الخروج إلى الضيعة-إلى جواز اتخاذ مابه
يتعايش المسلم من الزرع والنخيل ولهذا ساق هذا الحديث
الذي يتضمن خروج هذا الصحابى الجليل أبي سعيد الخدرى
إلى نخيله وضيعته التي يتخذها سبباً لمعاشه.
كيف التوفيق بين هذا الذي دلَّ عليه هذا الأثر
من جواز اتخاذ الضيعة وبين الحديث المشهور ألا وهو
قول الرسول-عليه الصلاة والسلام-: "لاتتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"؟
قد يبدو هذا الحديث المرفوع إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام-
منافي تعاطي مهنة الزراعة ليتعايش بها كما دل عليه تبويب
المصنف بباب الخروج للضيعة واستدلاله على ذلك بأثر
أبي سلمة مع صديقه أبي سعيد.
التوفيق فيما يبدو-والله أعلم-أن النهي عن اتخاذ الضيعة
هو كمثل قوله-عليه الصلاة والسلام-:
"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع
وتركتم الجهاد فى سبيل الله؛سَلطَ اللهُ عليكم ذلاً
لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" .
هذا الحديث يُفسر" لاتتخذوا الضيعة "و وجه التفسير
أن نفهم الحديث هكذا: لاتتخذوا الضيعة بحيث أنها تلهيكم عن
القيام بما فرض اللهُ عليكم من الواجبات والحقوق التي من
أبرزها الجهاد فى سبيل الله-تبارك وتعالى- فهذا الاتخاذ الذي
يؤدى إلى إهمال ما يجب على المسلم أي واجب كان
هذا هو الذى نهى عنه الرسول-عليه الصلاة والسلام-
و هو الذى عناهُ بقوله:"لاتتخذوا الضيعة" أي لاتتخذوا الضيعة
فتتكالبوا عليها و تهتموا بها اهتماماً يُصْرفكم عن القيام بما
أوجب الله عليكم هذا هو المنهي عنه و بهذا المعنى
يفسرحديث آخر يُشْكل على كثير من الناس وفعلاً اتخذهُ
بعض المستشرقين الألمان مطعنًا فى المسلمين بل فى دينهم.
ذلك الحديث هو مارواه البخارى فى"صحيحه"
أنه-صلى الله عليه وآله وسلم-رأى سِكَّة"يعني المحراث الذي
يشق به الأرض"في أرض أو في نخيل فقال-عليه الصلاة
والسلام:"مادَخَلَ هذا بيتَ قومٍ إلا ذلوا"
أو كما قال. فاتخذ هذا الحديث بعض المستشرقين الألمان
فقالوا:هذا هو الإسلام يُريد من المسلمين أن لايعملوا
لدنياهم فهو يجعل اتخاذ السِكة-آلة الحرث- سبباً للذل
فكيف تتفاخرون بهذا الإسلام وتقولون: الإسلام يأمر بالعمل
حتى يُبالغ بعض الناس فيروي حديثاً لاأصل له في سبيل
إظهار الإسلام أنه يحضُ على العمل حضاً بالغاً فيقول:
" اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبداً واعمل لآخرتكَ كأنكَ تموتُ غداً"
هذا الحديث لاأصل له يجب أن نعرف هذا حتى لاننسب للنبي
-عليه الصلاة والسلام- مالم يَقلهُ لأنه قال-عليه الصلاة والسلام-:
"مَنْ قال عليَّ مالم أقلْ فليتبوأ مِقعَدَهُ من النار".
يتبــــــــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
وليس الإسلام في حاجة إلى أن يُظهر كماله وفضله على الناس بمثل هذا الحديث الضعيف الذي لا
أصل له, وتأويل حديث البخاري بأنه ينهى عن العمل وعن كسب القوت بالوسائل المشروعة تأويلٌ
باطلٌ ، فالمقصود منه هو المقصود من حديث"لاتتخذوا الضيعة.."أى لاتتكالبوا وراء الوسائل المادية
فقد تُصرفكم عن القيام بالواجبات الشرعية وكأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان ينظر
ورآءالحُجُب من وراء الغيب حينما قال هذا وذاك.
فنحن نرى اليوم أن المسلمين الذين كانت شكاوى المصلحين منهم والدعاة الإسلاميين أصواتهم تعلوا
في سبيل حض المسلمين على الأخذ بوسائل الحياة وسائل النهوض والانتعاش الاقتصادى كانوا قبل
ذلك - من نصف قرن من الزمان - يُحضون المسلمين على أن يعملوا كما يعمل هؤلاء الكفار حتى
يعزو كما عزوا وإذا بنتيجة هذه الصيحات تُعطي رد فعل فقد أصبح المسلمون اليوم لا يهتمون لشيء
اهتمامهم بدنياهم بتأمين وسائل العيش لهم وفي سبيل ذلك يُعرضون عما فرَضَ اللهُ عليهم مما يجمعه
كلمة التقوى فهم لايتقون الله -عزوجل- فى طرق مكاسبهم لمعايشهم وأبرز ذلك أننا لانكاد نجد تاجراً
ولا مزارعا ولاصاحب مهنة ؛ إلا ويتعاطى الربا وحين نُجادله ونُذكره بالأحاديث الواردة فى النهى عن
الربا يقول معتذرا:ماذا نعمل؟ إذا لم نتعامل بالربا ضاعت تجارتنا.
والله يقول: {ومَنْ يتقى اللهَ يجعل لهُ مخرجاً ويرزقه من حيثُ لايحتسب}.
خلاصة القول:-
إن الإسلام لاينهى عن تعاطى أسباب المعاش لكن بشرطين:
1-أن لا يتكالب عليها المسلم فتصرفه عن القيام بواجبات أخرى .
2- أن يكون سعيه في حدود الشرع فلا يبيع مالايجوز بيعه.
يكفي في الحض على العمل بالشرطين السابقين وعلى الزرع بوجه خاص قوله -عليه الصلاة
والسلام-: "إذا قامت الساعة وفى يدِ أحدكم فسيلة فلا يدعها حتى يزرعها"
فالإسلام لا ينهى عن تعاطي أسباب الرزق ولكنه يُريد أن يكون ذلك بعدلٍ وتوسطٍ فلا يُضيع أهله
بسبب إهماله لتعاطى أسباب الرزق ولا يُغرق أهله بالرزق بسبب تكالبه عليه فينسى وينسى أهله معه
ما أوجبَ اللهُ عليه من الواجبات.
وحديث"..وتركتم الجهاد.." فيه تصريح بأن الأخذ بأذناب البقر والرضى بالزرع الذي يؤدي إلى ترك
الجهاد في سبيل الله إذا فعل المسلمون ذلك ؛ سَلَطَ اللهُ عليهم ذلاً لاينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم.
وهذا هو الواقع أكبر دليل على صدق الرسول-عليه الصلاة والسلام- فيما أخبر به فقد سلط اللهُ على
المسلمين ذل اليهود فى بلاد المسلمين {ومارَبُكَ بظلاَّمٍ للعبيد}.
ومن الأمثلة التي وقعت في نفس أرض فلسطين هو مبادرة كبار أصحاب الأراضىي في فلسطين
على بيع أراضيهم لليهود أنفسهم هذا البيع الذي كان من أقوى أسباب التمكين لليهود في أرض
فلسطين فأخذوا يشترونها بأعلى الأثمان فكان أولئك الأغنياء أصحاب الأراضى يبيعونها لهم طمعاً
فيما لديهم من المال فكان عاقبة ذلك أن طُرِدوا من أموالهم وأراضيهم ولم يبق لهم إلا الخزي والعار
نسألُ اللهَ السلامة.
يتبــــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
أما قوله:"فخرج وعليه خميصة له"
فالخميصة:هي ثوب مخطط مُعَلم. وقد جاء ذكر هذه اللفظة في حديث في "صحيح البخارى
" حيث صلى ذاتَ يومٍ رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في خميصة له فما كاد يُصلي حتى قال لأهله:
"خذوا خميصتى هذه وآتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتى"
هذه الخميصة أى: الثوب المعلم ألهت الرسول -عليه الصلاة والسلام- ؛ فقال :"اصرفوها عني وآتوني بأبنجانية"
ثوب ساذج"سادة" لأنها ألهته عن صلاته. وروايةالموطأ"فإ ها كادت تُلهيني عن صلاتي"
ومن هذا نأخذ حُكماً شرعياً وهوأنَّ المسلم إذا قام يُصلي في مكان ما فيجب أن يكون ذلك المكان خلوًا من أي نقش أو زخرفة قد تعرضه للالتهاء عن صلاته.
ومن هنا جاء أيضا حديث آخر في "صحيح البخارى" : أنَّ النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى يوما فقال للسيدة
عائشة:"أميطي عني قِرَامِكِ هذا فإن تصاويره تُلهيني عن صلاتي " القِرام: الستارة.
فلا ينبغي للمسلم أن يُصلي في مكان فيه صور لأن المقصود من وقوفه بين يدي الله -تبارك وتعالى- هو أن ينصرف عن الدنيا وعن زخرفها في حدود الاستطاعة.
ولذلك ذهب العلماء إلى أن المساجد لا ينبغي أن تُزخرف ولا أن تُنقش لأنها مواطن عبادة
وثبت فى "صحيح البخارى"عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه لمَّا جدد المسجد النبوي أو زاد فيه قال للبناء المعمارى:"أكِن الناس من الحر والقر ولاتُحَمِر ولاتُصَفِر"
ابنِ بناءً يأوي الناس من الحر والبرد لأن هذا هو المقصود من بناء المسجد ، ولاتحمر ولاتصفر لأن الحمرة والصفرة من الزخرف. وقد نهى الرسول-عليه الصلاة والسلام- نهياً لطيفاً ليس صريحاً عن بناء المساجد مزخرفة
فقال-عليه الصلاة والسلام-:"لاتقوم الساعة حتى يتباهى الناسُ بالمساجد"رَوى هذا الحديث عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-عبدُ الله بن عباس-رضي الله عنهما - وعَلَّقَ على الحديث بقوله:"لتُزخرفون ّها كما زخرفت اليهود والنصارى"ابن عباس بعد أن روى الحديث يقول استنباطا لتزخرفونها.
قال -عليه الصلاة والسلام- :"لتتبِعَنَّ سُنن مَنْ كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحرَ ضَبٍ
لدخلتموه" قالوا مَنْ هم يا رسول الله؟ اليهود والنصارى؟ قال:" فمن الناس!! ".
لايجوز قياس المساجد على الكنائس أو البيوت فالمساجد كما قال-عليه الصلاة والسلام:"إنما بُنيت لذكرالله والصلاة والتسبيح والتكبير" ولا يجوز للمسلم أن يقيس إسلامه على دين النصارى واليهود لأنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
اليوم الزوار من الكفار يأتون إلى مسجد بني أمية ليتفرجوا على زخارفه ولو كان مسجد الرسول -عليه الصلاة
والسلام -الذى بناهُ هو بيده ثم وسعه الخلفاء الراشدون لما دخلوه بل ولفروا منه لأنه بُني على التواضع وعلى أساس كلمة عمر -رضي الله عنه- فمجئ الكفار للاطلاع على آثار الزخارف فى المسجد الإسلامي مما يحط المسلمين ولذلك فإن الداخل للمسجد الأموي لا يدري في كثير من الأيام أهذا المسجد مسجدٌ أم كنيسة!! لكثرة الغرباء من الرجال والنساء الذين يدخلون هذا المسجد بأزياء وبحالات فيها كشف عن العورات سواء كانوا رجالا أو نساءً هذا كله أثر من آثار الانصراف عن السُنة فى مساجدنا وعبادتنا.
يتبـــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
*عن علي -رضي الله عنه - قال: (أمَرَ النبىُ-صلى الله عليه وسلم-عبدَ الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:"ماتضحكون؟لرِِج ْل عبد الله أثقل فى الميزان من أحُد").
رجل عبد الله بن مسعود أثقل من أحد عند الله -تبارك وتعالى- وما ذاك إلا لأنه من المهاجرين السابقين الأولين وكان أوتى حظا كبيرا من العلم والفقه في الإسلام ولذلك جاء ذكره في غير ما حديث صحيح قال:
"لو كنتُ مُؤمِراً أحداً بغير مشورة لأمرتُ ابن أم عبد" وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ أحَبَ أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءةِ ابن أم عبد". فعبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- من الصحابة الذين أوتوا حظا وافراً من المناقب والفضائل والعلم.
والشاهد من إيراد هذا الحديث تحت هذا الباب:
هو إثبات الخروج إلى خارج البلدة إما للمهنة والصنعة كما في أثر أبي سعيد ، وإما للنزهة كما يمكن أن يكون
حديث ابن مسعود لأن على - رضى الله عنه -يقول فى أوله:(أمَرَ النبى-عليه الصلاة والسلام -عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة) والغالب أن مثل هذا الشجر لايكون في وسط المدينة وإنما في خارجها, وقد روى الإمام البخارى أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- كان يُحب الخروج إلى هذه التلاع يعني الهضاب المشرفة فها هنا لما أمر ابن مسعود قد يكون خرج في سبيل النزهة أو في سبيل العمل. فلما صعد ابن مسعود إلى الشجرة ونظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود ضحكوامن حموشة ساقيه أي من دقتها يعني يبدو من هذا الحديث أن ابن مسعود كان شخصا نحيلاً ضئيل الجسم لما طلع على الشجرة وكانوا يلبسون الأ ُزر -كانوا متواضعين فى لباسهم -إنما هو ثوب يستر به أحدهم عورته وهو الإزار فإن زاد شيئا على ذلك فإنما هوالرداء يعني فوطتين فحينما يصعد أحدهم إلى مرتفع من مكان ينكشف الساق أكثر مما لو كان يمشي على الأرض؛ ذلك لأن هنا سُنَّة أن الثوب الذى يستر به المسلم نصفه الأدنى من بدنه وهو المعروف قديما بالإزار وما يقوم مقامه اليوم هذا الأفضل في حقه أن لا يكون طويلاً الأفضل أن يبلغ إلى نصف الساق هذه الدرجة العُليا في الفضلة فإن طال فإلى الكعبين فإن زاد عن الكعبين ففي النار.
والنساء على العكس كلما أطالت ذيلها كلما كانت أرضَى لها عند ربها.
أما البنطلون الذى في أصله لا يُشرع لباسه لما فيه من تشبه بالكفار وتجسيد للعورة ولا يجوز لأنه طويل إلى ما تحت الكعبين بصريح الحديث قال-عليه الصلاة والسلام-: "أزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار" ولذلك قال-عليه الصلاة والسلام-: "لاينظر اللهُ إلى مَنْ يَجُر إزاره خيلاءً يوم القيامة" .
فالشاهد : أن الصحابة كانوا يقتدون بسُنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويأخذون بأفضلها اتباعاً لأمر
الله:{اتبعوا أحسن ما أنزِلَ إليكم من ربكم} فالصحابة كانوا يتبعون أحسن ما أنزل إليهم فالأحسن أن يكون الثوب إلى نصف الساق.
فالمفروض في عبد الله بن مسعود أن يكون ثوبه إلى نصف الساق فإذا صعد على الشجرة انكشف الساق كله فظهرت دقته فضحكوا ليس ضحك استهزاء وإنما هذا الضحك يأتى فجاة على بعض الناس حينما يرى أمرًا غريباً
فيُريد الرسول-عليه الصلاة والسلام- أن يلفت أنظار أولئك الناس أن هذا الذي تتعجبون من دقة ساقه وزنها عند الله -عزوجل-إلى درجة أنها يزن جبل أحد.
يتبـــع .
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
104-باب المُسْلِم مِرآة أخيه
*عن أبى هريرة -رضى الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -قال:
"المؤمن مرآة أخيه, المؤمنُ أخو المؤمن يكف عليه ضَيْعَته ويَحُوطُه من ورائه"
هذا حديث عظيم سواء في مطلعه أو في التفصيل الآتي بعده، فمعنى المؤمن مرآة أخيه يعني يجب أن تكون علاقة المسلم مع أخيه المسلم بحيث أنه يستعين به على أن يرتقي إلى درجات الكمال إلى أخيه المسلم وكيف ذلك؟
-لأن من طبيعة الإنسان وطبيعة النفس الأمارة بالسوء أنها لاترى عيوبها وإنما ترى عيوب غيرها لسببين:
1-لسوء طويتها.
2-ولو كان صالحا لا يشعر بعيبه .
ولذلك يجب أن يرى عيوبه بمرآته وهي أخوه المسلم ، وكيف يكون الأخ المسلم مرآة لأخيه المسلم؟ النصيحة.
واقعنا اليوم بدلاً من أن يتخذ بعضنا بعضاً مرآة يكشف فيها عيوبه التى لاسبيل إلى أن يطلع عليها بنفسه.
تُصبح هذه الحقيقة معكوسة فإذا أنا نصحتُ أحداً قال:عليك بنفسك.
أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً للأحقاد والشحناء هذا من جهة مَن ْنَصَحَ بسبب مرآة أخيه المسلم الذي رأى عيبه فنصحه. ومن جهة أخرى يحدث النقد لا للنصيحة بل للنقد والتجريح وهذا لا يجوز.
بدل أن يهرب أحدنا من النصيحة يجب أن يقول كلمة الخليفة الراشد حين خطب الناس فقال مامعناه:رَحِمَ اللهُ امرأً
أهدى لى عيوبى".
"المؤمن أخو المؤمن" يعني صاحبه وصديقه.
"يكف عليه ضيعته" يحفظ عليه معاشه وماله
"ويحوطه من ورائه" أي إذا كان أخوه غائباً يحفظه في غيبته.
* عن أبي المستورد عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ أكل بمسلم أكلة فإن الله يُطعمه مثلها من جهنم ومَنْ كُسي برجلٍ مسلمٍ فإن الله -عزوجل- يكسوه من جهنم ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقامَ رياءٍ وسُمْعَة فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسُمعةٍ يومَ القيامة"
"مَنْ أكلَ بمسلمٍ أكلة" أى مَنْ تعاطى هذا السبب المحرم ليتوصل إلى هذا الشيء الحقير من حُطام الدنيا فجزاؤه أن اللهَ يُطعمه مثلها من جهنم يوم القيامة. كذلك "مَنْ كُسي برجُلٍ مسلمٍ" حَصَلَ على كسيه بسبب نيله من عرض أخيه المسلم وطعنه فيه فإن الله يكسوه من جهنم.
"ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقام" يعني يقوم يتكلم بين الناس علناً يشهره بخلاف ما فيه "فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسمعة يوم القيامة" أى يُشَهِر بمثل ما شهَّرَهو بذاك المسلم فيُجازيه على ذلك شراً ويُعذبه عذاباً أليماً. مثل هذا المقام مقام الرياء والسمعة ما رواه الإمام البخارى فى صحيحه عن سعد بن أبي و قاص أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - أرسل خلفه. سعد كان والياً فى الكوفة من قِبَل عمر فجاء بعضُ الناس وشكوه إلى عمر قالوا:لا يُحسن الصلاة بنا.
سعد بن أبى وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة تأتي شكوى جائرة كاذبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأنه لايعرف يُصلي بهم. جاء عمر-رضي الله عنه - يقول: الناس يقولون هكذا فقال سعد:(واللهِ يا أمير المؤمنين لاآلو-يعني لاأقصر -أن أصلي بهم صلاةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأطيل في الأولين وأقصر في الأخرين). وزيادة من عمر-رضي الله عنه -فى التحري أرسلَ رجالاً من عنده إلى مقر ولاية سعد يتحسس رأى هؤلاء الناس فالجماهير أثنت عليه خيراً إلا شخص واحد قال:لايعدل. نِسَبَةً إلى الظلم في العطاء فلما سمع هذا سعد قال:(اللهم إن كان كاذباً فإني أدعو عليه بثلاثِ دعواتٍ اللهم أطل عمره وافقره في كبره ولا تُمته حتى يُفتن في دينه) يقول راوي الحديث: فلقد رأيته شيخاً كبيراً قد نزل حاجبه على عينه وهو فى الطرقات يمشى يغمز الجواري مما استجاب الله - عزوجل- دعاء سعد على ذلك الإنسان لأنه رفع صوته بشهادة زور أمام الناس فهو قام مقام سمعة ورياء فدعا عليه سعد واستجاب اللهُ دعاءه.
يتبع ...
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
الأسئلة:-
س1:- عن جابر قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يُصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنُريحها حتى تزول الشمس) رواه أحمد ومسلم والنسائي. استدل المذهب الحنبلي بهذا الحديث وغيره على أن وقت صلاة الجمعة من أول وقت صلاة العيد إلى آخر وقت الظهر فما هو تعليقكم على ذلك؟
ج:-مذهب الإمام أحمد هو الصواب في هذه المسالة وهذا الحديث دليلٌ واضحٌ في ذلك لأنهم إذا كانوا يُصلون الجمعة ثم يذهبون فيريحون جمالهم حتى تزول الشمس فمتى كانت الخطبة والصلاة؟
طبعا قبل زوال الشمس وهناك نصوص صريحة بأنهم كانوا يُصلون "الرسول-عليه الصلاة والسلام- والخلفاء الراشدون من بعده "يُصَلون الجمعة قبل زوال الشمس وليس هذا بالحتم اللازم وإنما هو بالأمر الجائز فتجوز صلاة الجمعة قبل الزوال والتفصيل في رسالتي الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة.
س2:- عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليُجَوِز فيهما" (رواه مسلم) الركعتان المذكورتان فى الحديث هى تحية المسجد أم سُنَّة صلاة الجمعة القبلية و البعدية؟
ج:- ليس لصلاة الجمعة سُنَّة قبلية مطلقاً وإنما هناك تنفل مطلق كل مَنْ دخل المسجد يوم الجمعة فعليه أن يُصلي ما تيسر له كما جاء في بعض الأحاديث:"مَنْ غَسَلَ-اغتسل - وبَكَرَ و ابتكر ثم أتى المسجد فصلى ما كتب للهُ له أو ما قدر له ثم جَلسَ يصغي إلى الإمام ؛ غفَرَ اللهُ له مابينه وبين الجمعة التي تليها". فالشاهد:- أن وظيفة الداخل إلى المسجد يوم الجمعة سواء دخل قبل الأذان بزمان طويل أو قصير؛ يُصلي ما تيسر له فإذا صَعَدَ الخطيب المنبر أنهى الصلاة واستعد للإصغاء للخطبة.
أما المقصود بالحديث فهو تحية المسجد وفقه الحديث أن تحية المسجد لا تسقط ولو كان الخطيب يخطب يوم الجمعة أما بالنسبة للبعدية فهي ثابتة صحيحة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام -ثبت عنه أنه كان يُصلي ركعتين بعد الجمعة في بيته وقال عليه الصلاة والسلام:"مَنْ كان منكم مُصلِياً بعد الجمعة فليُصل أربعة". فإذن المسلم يوم الجمعة مخيرٌبين أن يُصلي بعد فرض الجمعة ركعتين أو أربع ركعات وكلٌ الأفضل أن يصليها فى البيت لكن إذا صلاها في المسجد ؛ جاز ولا فرق بين الركعتين والأربع في الأفضلية
س3:- عن زيد بن أرقم قال:(صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- العيد ثم رَخَصَ في الجمعة فقال:"مَنْ شاء أن يُصلي فليُصل")رواه الخمسة ماهو الفقه المُستخلص من الحديث؟
ج:- هذا يؤخذ منه حُكم غريب بالنسبة لجماهير الناس وصحيح ٌ ثابتٌ فى السُنَّة وهو إذا اجتمع يوم الجمعة وعيد الضحى أوالفطر فمَنْ صلى العيد يسقط عنه فريضة صلاة الجمعة لا لا يجوز له أن يُصلى الجمعة وإنما فريضة صلاة الجمعة تسقط عنه مادام أنه صلى العيد.هذا الحُكم لغير الإمام أما الإمام فلابد أن يُصلي العيد والجمعة.
س4:-يقول أبو حنيفة:(مَنْ أدْرَكَ التشهد مع الإمام فقد أدركَ الجمعة فيُصلي ركعتين بعد سلام الإمام و تمت جُمعته).مارأيك بهذا الكلام؟
ج:- هذا الكلام غير صحيح والصحيح في هذا ما ذهَبَ إليه الإمام الشافعي وغيره:(أن مَنْ أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدركَ الجمعة وإلا فليُصلها ظهراً ).
س5:-سَمِعنا أن الخاتم والكحل من الزينة التى يجوز إظهارها فما هو الدليل؟
ج:- فإن قول ابن عباس فهذا لايُعتبر نصاً شرعياً أما الآية: {ولايُبدين زينتهُن إلا ما ظهَرَ منها} هناك أمور تؤخذ من واقع حياة الصحابة وحياة الصحابة هي من جملة الموارد أو المصادرالتي يلجأ إليها الفقيه ليستدل على ما يجوز وما لا يجوز .ونحن حينما ذهبنا في كتاب"حجاب المرأة المسلمة" إلى إثبات أن وجه المرأة ليس بعورة مع تفضيل ستر هذا الوجه إنما ذهبنا إلى ذلك لأدلة كثيرة منها:أن الصحابيات كان فيهن قسم كبير كاشف عن وجهه فحينما نرى هذا الكشف ورسول الله يُقِرهُ نعتبر هذا دليلاً على جواز الكشف.
أريد أن أقول:إن من الواقع الذى كان عليه النساء فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام-أن الكحل كان أمرًا مرغوباً فيه سواء للرجال أوالنساء فقد جاء فى"صحيح البخارى:أن امرأة مات زوجها عنها وهي حامل ثم وضعت حملها بعد عشرة أوخمسة عشرة يوماً فتجملت وتزينت وتكحلت للخُطاب وكان هناك رجل قد خطبها اسمه أبو السنابل فحينما رآها قد تهيأت للخُطاب أخذته الغيرة فقال لها: لا يجوز لكِ حتى تنقضي العدة أربعة أشهرٍ وعشراً وكان فيما يبدو أنها فقيهة أو بلغها أن مَنْ مات زوجها وهي حامل ثم وضعت فقد انتهت عدتها فلما سمعت من أبى السنابل ذلك الإنكار توجهت إلى النبى -عليه الصلاة والسلام- فقالت له:إن أبا السنابل يقول: كذا,فقال-عليه الصلاة والسلام-:"كَذِبَ أبو السنابل فقد حَللتِ فتزوجي بمَنْ شِئتِ".
الشاهد:-أن أبا السنابل رأى الكحل في عيني تلك المرأة مما يدل أن ذلك كان أمراً مُعتاداً في ذلك الزمن ومُقررًا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإذا انضمَ إلى ذلك أن بعض الصحابة فسروا قوله تعالى: {ولا يُبدين زينتهن} بالكحل والخاتم فأيَّدَ ذلك الواقع بمثل هذا التفسير وليس يهمنا أن يكون هذا التفسير تفسيراً صحيحاً لهذه الآية لكن نستفيد من هذا التفسير بأن هذا الصحابي يقصد بهذه الآية أمراً واقعاً في مجتمع الصحابة . هذا التفسير كواقع صحيح أما كتفسير للآية فيمكن أن يكون صحيحاً وممكن يكون غير صحيح.
الراجح عندنا إلا ما ظهر منها بدون قصد لكن الصحابة الذين فسروا الآية مثل الخاتم والكحل هذا التفسير منهم للواقع وتأييد للواقع بهذه الآية .
س6:- نُصلى وقد يكون فى المكان الذى نُصلي فيه مجلات فيها تصاوير هل صلاتنا صحيحة؟
ج:- الصلاة صحيحة مع الكراهة.
س7:-ماحُكم معاملة الجار القريب وخاصة النساء إذا كُنَّ يرتدين الجلباب والآن خُلِع فهل هذا العمل يوجب المُقاطعة؟
ج:- المُقاطعة بالنسبة لأفراد المجتمع الإسلامي كالكي بالنسبة للفرد للمريض فالكي كما قيل في الأمثال وقد رُوي حديثً وليس بصحيح : "آخرالدواء الكي"فالمقاطعة هي آخر العلاج فلا يجوز لمسلم أو مسلمة المُبادرة إلى مقاطعة المسلم الذى انحرف عن إسلامه بل علينا أن نُتابعه بزيارته وبتذكيره لعله يرجع و يتوب. فإن يئسنا ومللنا وضاعت أوقاتنا وخشينا أن ينتقل هذا الداء إلى غير مصدره حينئذٍ قلنا:سلام عليكم لانبتغي الجاهلين.
س8:- سُئل كان الكحل عندهن عادة وضعهم غير و ضعنا؟
ج:- أجاب: عادة و أقرها الشارع الحكيم وما أقره الشارع فأراد إنسان أن يتخذ ذلك عادة فلا بأس مِثاله: تربية الشعر بالنسبة للرجال هذه عادة نبوية فقد كان للرسول -عليه الصلاة والسلام -جمة ولمَّة إذا قصُرت بلغت شحمتي الأذنين وغذا طالت بلغت رؤوس المنكبين فإذا أراد مسلم أن يُطيل شعره اقتداءً بالرسول -عليه الصلاة والسلام- لابالكفار فليس لنا أن نقول له لا تفعل هذا لأن مادام الرسول فَعَلَ هذا فأقل ما نقول فيه:أنه جائز.
وقد جاء في"صحيح مسلم"أن أزواج النبي - صلى آله عليه وآله وسلم - كُنَّ يأخذنَّ من شعورهن حتى تكون كالفروة فإذا وُجِدَ بعضُ النساء قصَت شعرها فنحن لانُبادر بالإنكار عليها وإنما ننظر إلى القصد فإن كان الترخيص مثل ما ترخص به نساءُ النبى-عليه الصلاة والسلام- فالأمر جائز وإن كان القصد استغلال هذه الرخصة لتتظاهر أما الناس أننا سلفيات لكن تقدُميات لارجعيات فهذا عملٌ سيئ.أما الكحل فالتي تكتحل ترخصا وتزيناً بما جاز للصحابيات فليس لنا عليهن من سبيل.أما التي تكتحل وتُكمل الكحل بالحمرة والبودرة ؛ فظهر المقصود.
بالنسبة لإطالة الشعر للرجال أو تقصيره من أمور العادة أما إعفاء اللحية فمن الواجبات في العبادة.
لذلك أهل العلم يحرصون على إعفاء اللحية لأنه فرض وحلقها فسق قالت إحداهن:ربماالرس ل -عليه الصلاة والسلام- تركَ شعره ماكان فاضي كان مشغول بالجهاد؟
أجاب:أظنك واهمة الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:"اتركوا كله أو احلقوا كله"
هذا نص بالخيار وقد دخل الرسول-عليه الصلاة والسلام-مكة وله أربع غدائر أى ضفائر.
السنن تنقسم إلى قسمين: سُنن عبادة، و سنن عادة.
يعني ليس كل شيء فعَلهُ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُستحب في حقنا أن نفعله إلا إذا كانت من سُنن العبادة. مثلا:سُنن العبادة: صلاة الليل والناس نيام صلاة الضُحى.
لكن من الثابت في السُنَّة أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان أحياناً يُربي شعره لا أحد من العلماء يقول: السُنَّة التعبدية أن الرجل العالم يُطيل شعره ولا أحد يقول: يعمل ضفاير لأن هذه سُنن عادة وليست سُنن عبادة. من أين عرفنا؟ من أشياء كثيرة منها:-
1-أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-عربي الأصل والمجتمع الذي وُلِدَ وعاش فيه عربي أيضاً ومن عادة العرب قبل ولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام-فضلاً عما قبل بعثته أنهم كانوا يُطيلون شعورهم ويضفرونها حتى اليوم يوجد بعض البدو وأنا رأيت في سجن الحسكة شباب بدو لهم ضفائر صغيرة فهذه العادة لاتزال موروثة. فالرسول-عليه الصلاة والسلام- بحكم عادة البلاد التى كان يعيش فيها طَوَلَ شعره هذه سُنن عادة.
2-مثال آخر: كان قميص الرسول-عليه الصلاة والسلام- إلى نصف الفخذين نحن اليوم قمصاننا إن طالت تصل إلى الخصر,لا أحد يقول أن هذا مُخالفة للسُنَّة وإذا اتخذنا القميص للركبتين لاأحد يقول أن هذا مُخالفة للسُنَّة لأنها سُنة عادة لا عبادة.
3-أغرب من هذا يقول أنس بن مالك كما في"صحيح البخارى": ( كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم نعلان لهما قبلان )-القِبَال:السير- يعني الإبهام له بيت والأربعة أصابع لها بيت هذا نعل الرسول-عليه الصلاة والسلام - فهل لو لبسنا غيره نكون خالفنا السُنة؟
لأ هذه من سُنن العادة فإطالة الشعرمن سنن العادة .
انتهى - بفضل الله - الشريط الثامن .
يتبع
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
جُزيتِ خيرا على هذا الجهد أختنا أم هانئ.
-
رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي
جُزيتِ خيرا على هذا الجهد أختنا أم هانئ.
و جزيتم مثله آمين