-
إضافة الظل إلى الله تعالى.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فقد ثبت في أحاديث كثيرة صحيحة إضافة الظل إلى الله تعالى، فمنها:
- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الأذان، ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» الحديث، متفق على صحته أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، برقم (620)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم (1712).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، رواه مسلم في البر والصلة والآداب باب في فضل الحب في الله برقم (2566).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله»، رواه مسلم في الزهد والرقائق باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر برقم (3014)، والإمام أحمد في مسند المكيين حديث أبى اليسر الأنصاري كعب بن عمرو رضي الله عنه برقم (15095).
فهل إضافة الظل إلى الله تعالى في مثل هذه الأحاديث الصحيحة، من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، أم من باب إضافة الشيء إلى خالقه على وجه التكريم والتشريف؟، وما معنى ذلك؟.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (اعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «في ظله»، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، يعني: ظلٌ يخلقه الله، لا يبنيه الآدميون بالسقوف والعروش وما أشبه ذلك، في الدنيا يبني الناس فيها ما يظلهم، لكن في الآخرة ما فيه إلا ظل الله عز وجل الذي خلقه فهو ظل مخلوق وليس ظل الخالق عز وجل).
وقال: (فلو قدِّر أن هذا هو ظل الله نفسه لزم من هذا أن يكون هناك شيء فوق، يكون الله تعالى ظلالاً دونه، ودون الخلائق، وهذا لا شك أنه منكر، فالحديث لا يدل على هذا أصلاً).المصدر: شرح باب البكاء من خشية الله عز وجل من كتاب الرقاق من صحيح البخاري للشيخ رحمه الله.
أرجوا من الأخوة إثراء هذا الموضوع بمشاركاتهم، ونقولاتهم عن علماء أهل السنة والجماعة.
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى من أي باب؟.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في تعليقاته على المخالفات العقدية في فتح الباري: (قوله: "سبعة يظلهم الله في ظله": المتبادر أن المراد بالظل هنا ما يستظل به ويتقى به من الحر، وهو أثر الحائل المانع من شعاع الشمس، والظاهر أن المراد بالظل المضاف إلى الله عز وجل في الحديث هو ما يظل به عباده الصالحين يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، وهو أثر أعمالهم الصالحة كما في الحديث: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس...". [انفرد به أحمد وسنده متصل ورجاله ثقات].
وعلى هذا فهذا الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث ، وهل هو صفة او مخلوق ، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
وسأل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود عن حديث (سبعة يظلهم الله في ظله) هل فيه إثبات صفة الظل لله تعالى؟
فأجاب: ليس فيه إثبات أن الظل من صفات الله، ولكنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله)، وليس معنى ذلك أن الظل مضاف إلى الله عز وجل إضافة الصفة إلى الموصوف، ولكنه مخلوق لله، وهو من إضافة المخلوق إلى الخالق، والله تعالى أعلم.
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في شرحه لبلوغ المرام: (لا نستطيع أن نتصور للمولى جرماً وظلاً -حاشا لله- ولكن يقولون: في ظله، أي: في عنايته، ورعايته، ورحمته، كما يقولون: فلان يعيش في ظل فلان وفي كنفه، وحملوا ذلك على المجاز بعداً عن التشبيه أو الوقوع في محظور بالنسبة للمولى سبحانه).
وقال رحمه الله: (الأولى لنا أن نترك تعمق البحث في مدلول قوله: (في ظله)، ونفوض ذلك إلى ما يعلمه المولى سبحانه).
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
أنا أرى أن هذا تأويل وفسلفة المعطلة
وما دام النص أثبت الظل، ولا مانع له من كلام العرب
و لايخالف العقل
فما الفرق بين الظل؟
واليد؟
والقدم؟
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
أخي الكريم يزيد الموسوي حفظه الله ورعاه كان الواجب عليك احترام أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم وآرائهم المؤيدة بالنقل والعقل الصريح، وعدم وسمهم بأنهم معطلة أو متفلسفة، وكان عليك الرد بالحجة والبرهان.
وأما قولك: (هذا تأويل)، فأقول: إن أردت بالتأويل التحريف الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره وإن لم يدل عليه دليل فهذا خطأ بيّن منك، وإن أردت الصرف الذي دل عليه دليل فهذا صحيح، وليس تأويلاً، ولكنه تفسير.
وأما قولك: (وما دام النص أثبت الظل)، فأقول: كذلك النص أثبت الناقة والبيت وأضافها إلى الله تعالى، فهل يمكن عن البيت أن نقول أنه بيت الله الذي يسكنه، كلا وحاشا، فالله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته، بل هو في سمائه مستوياً على عرشه، وكذلك الناقة ليس المعنى أنها ناقة الله التي يركبها، كلا وحاشا، ومثلهما الظل ليس المراد ظل الله، كلا وحاشا، لأننا إن قلنا بذلك لزم أن الشمس تكون فوق الله تعالى، والله أسفل منها، يستر الخلق من أشعتها، فقد جاء في المعجم الوسيط، الظل: ضوء شعاع الشمس إذا استتر عنك بحاجز.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (وقد توهم بعض الناس -من باب التمسك بظاهر السنة فيما يضيفه الله إلى نفسه- وادعى أننا إذا قلنا: "إنه ظل مخلوق"، أن ذلك تحريف للكلم عن مواضعه، ولكن هذا من جهله، وذلك لأن الظل يكون تحت المُظلَل عنه، الظلال دون الشيء لا بد أن يكون ظلاً، وهل يمكن أن يكون هذا شيء ذو نور فوق الله عز وجل يكون الله تعالى مُظَلِّلاً عنه؟، لا يمكن، لو أن أحداً قال هذا لهوى إلى الهاوية، لصار كالذي ينكر علو الله عز وجل، لا يمكن أن يكون شيء فوقه). شرح باب البكاء من خشية الله عز وجل، من كتاب الرقاق، من صحيح البخاري للشيخ رحمه الله.
وقال رحمه الله تعالى: (ولا يمكن أن يكون الله ظلاً من الشمس، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق، ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شيء من مخلوقاته ، فهو العلي الأعلى ، ثم هو نور السموات والأرض.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (حجابه) يعني: حجاب الله (النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)، يعني لو كشف هذا الحجاب ـ والحجب أيضاً من نور، لكنها نور دون نور البارئ عز وجل. لو كشف الله هذا النور لأحرقت سبحات وجهه أي بهاؤه وعظمته ونوره، ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبصره ينتهي إلى كل شيء.
والمعنى لو كشفه لأحرق هذا النور كل شيء، كيف يكون المراد بالظل ظل الرب عز وجل؟! لكن كما قلت : بعض الناس أجهل من الحمار، لا يدري ما يترتب على قوله الذي يقوله في تفسير كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يريد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا). شرح رياض الصالحين (3/347).
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم المحمادي
كان الواجب عليك احترام أهل العلم
وهل يلزم من هذا ألا نخطئهم، ولا نرد عليهم؟
اقتباس:
وإن لم يدل عليه دليل فهذا خطأ بيّن منك، وإن أردت الصرف الذي دل عليه دليل فهذا صحيح، وليس تأويلاً، ولكنه تفسير.
فأين الدليل عافاك الله؟
اقتباس:
وأما قولك: (وما دام النص أثبت الظل)، فأقول: كذلك النص أثبت الناقة والبيت وأضافها إلى الله تعالى
فهل هذا كذاك غفر الله لك؟
اقتباس:
الظل ليس المراد ظل الله، كلا وحاشا، لأننا إن قلنا بذلك لزم أن الشمس تكون فوق الله تعالى، والله أسفل منها، يستر الخلق من أشعتها، فقد جاء في المعجم الوسيط، الظل: ضوء شعاع الشمس إذا استتر عنك بحاجز.
هذا تفسير المجسمة؛ لأنك جسمت فلما لم يستقم عطلت
كما فعل الغزالي رحمه الله، حينما أنكر النزول، وقال في أي توقيت؟
أمريكا أم أوربا أم الشرق الأوسط
فانتبه
فهذا القياس فاسد
وإن قاله ابن عثيمين رحمه الله
فهذا يجري على المخلوقات لا على الخالق؟
بالقوانين الأرضية، لا السماوية
انتبه وتنبه وانتبه
من هنا أتي الأشاعرة
لما قالوا: هل يخلو العرش من الله؟
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
أنتظر الجواب
قال الألباني رحمه الله، ولعله منقول
إن المعطل ما عطل إلا وقد شبه
فلما رأى تشبيهه فاسدا أول
ثم عطل
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
على أية حال القضية ليست ردود، وأنا لم أقل ليس لله ظلاً، فلا تقولني رحمني الله وإياك ما لم أقل، فقد وصفتني بالمعطل، وبالمشبه، ولكن لا أزيد أن استغفر الله لك، غفر الله لي ولك.
وبعد، فلا شك أن هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، وأنا أشرت في أثناء عرضي للموضوع إلى أحد الأقوال وبعض القائلين به.
والقول الآخر: أن المراد به ظل العرش، وهذا قولٌ أُثر عن جماعة من السلف رحمهم الله، وقالوا: نحمل المطلق في الأحاديث على المقيَّد، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى فالمقصود به ما قُيِّد في الأحاديث الأخرى بظل العرش، وهي رواية في سنن سعيد بن منصور من حديث سلمان- رضي الله عنه - بلفظ: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ...) وذكر الحديث، وهي رواية حسَّن إسنادها ابن حجر (في فتح الباري حديث660)، وجزم بها القرطبي (في المفهم حديث 899)، وكذلك النووي (في شرحه لمسلم حديث (1031))، واستشهد بها شيخ الإسلام ابن تيمية (في الفتاوى 17/25) ونسبها للصحيحين، واستدل بها ابن القيم (في طريق الهجرتين 525)، وكذلك الشيخ السعدي في تفسيره ص(409).
وهذا القول هو اختيار: الحافظ ابن منده (في كتاب التوحيد 3/190)، و الطحاوي (في مشكل الآثار 15/73)، وابن عبد البر (في التمهيد 2/ 282)، و البغوي (في شرح السنة 2/355) ، وابن القيم (في أكثر من موضع منها طريق الهجرتين ص525)، و ابن رجب (في كتابه فتح الباري 6/51)، والسيوطي (في كتابه: تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش) وغيرهم- رحمهم الله -.
والقول الآخر: أنه ظل الله أعلم بكيفيته يُمرُّ كما جاء في النصوص، ونثبته من غير تأويل وتفسير وتكييف له، وهذا اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ عبد الكريم الخضير، وغيرهم.
والله اسأل أن يظلنا جميعاً مع علمائنا وأحبابنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
رواية ظل العرش ليس فيها إشكال
الإشكال في رواية
في ظله مضافا إلى ضمير يعود على الله تبارك وتعالى
فهنا إما أن تثبت الظل كما تثبت غيره من الصفات
وإما أن تؤول ثم
تعطل
هكذا ببساطة
لأن الأصل هو الحقيقة و لايحمل على المجاز إلا لقرينة وصارف
ولا وجود لأحدهما هنا
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اعتقد ان الشيخ ابن باز اثبت صفة الظل ولكن لايحضرني المرجع
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
الأمر كما قلت أخي "الصلابي"، فقد جاء في مجموع فتاويه السؤال التالي:
في حديث السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم كما جاء في الحديث ، وفي بعض الروايات «في ظل عرشه» لكن في الصحيحين "في ظله" ، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات ، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق .
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
تصحيح:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الأذان، ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» الحديث،
والصواب:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله، في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» الحديث،
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي
أنا أرى أن هذا تأويل وفسلفة المعطلة
وما دام النص أثبت الظل، ولا مانع له من كلام العرب
و لايخالف العقل
فما الفرق بين الظل؟
واليد؟
والقدم؟
الاستاذ يزيد بكل صدق والله يعلم كنت اتمنى لو كنت في صفك في هذه المسألة لأني ببساطة اريد ايقاف النصوص على ظاهرها بدون تكلف معانٍ اخرى لم نتعبد بها
لكن ان استطعت ان تخلصني من أمر معين صدقني سأكون اول من يهلل لهذه المسألة
اذا كان لله ظل فهل تقول ان مسبب الظل جرم غير الله بائن عنه فوق الله ؟ وبالتالي سيكون الله سبحانه وتعالى سبب للظل
صدقني لا اريد مجادلتك بل اتمنى ان يجرى الله على لسانك مايقنعني
دعنا من العلماء رحمهم الله ودعنا الآن من جميع النصوص
هل تقوى على استساغة هذا المعنى ؟! كيف ؟
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي
رواية ظل العرش ليس فيها إشكال
الإشكال في رواية
في ظله مضافا إلى ضمير يعود على الله تبارك وتعالى
فهنا إما أن تثبت الظل كما تثبت غيره من الصفات
وإما أن تؤول ثم
تعطل
هكذا ببساطة
لأن الأصل هو الحقيقة و لايحمل على المجاز إلا لقرينة وصارف
ولا وجود لأحدهما هنا
القرينة التي تصرفها هي الرواية الأخرى التي فيها ((في ظل عرشه)). فالتأويل بدليل هو الذي عليه أهل السنة
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
قال الإمام النووي رحمه الله: ((قَالَ الْقَاضِي: إضافة الظِّلِّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِضَافَةُ مِلْكٍ؛ وَكُلُّ ظِلٍّ فَهُوَ لِلَّهِ وَمِلْكِهِ وَخَلْقِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَالْمُرَادُ هُنَا: ظِلُّ الْعَرْشِ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مُبَيَّنًا، وَالْمُرَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا قَامَ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَدَنَتْ مِنْهُمُ الشَّمْسُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ حَرُّهَا وَأَخَذَهُمُ الْعَرَقُ وَلَا ظِلَّ هُنَاكَ لِشَيْءٍ إِلَّا لِلْعَرْشِ([1])))اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((قَالَ عِيَاضٌ إِضَافَةُ الظِّلِّ إِلَى اللَّهِ إِضَافَةُ مِلْكٍ وَكُلُّ ظِلٍّ فَهُوَ مِلْكُهُ، كَذَا قَالَ؛ وَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ: إِضَافَةُ تَشْرِيفٍ؛ لِيَحْصُلَ امْتِيَازُ هَذَا عَلَى غَيْرِهِ؛ كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ: بَيْتُ اللَّهِ، مَعَ أَنَّ الْمَسَاجِدَ كُلَّهَا مِلْكُهُ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِظِلِّهِ: كَرَامَتُهُ وَحِمَايَتُهُ؛ كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ فِي ظِلِّ الْمَلِكِ، وَهُوَ قَوْلُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ وَقَوَّاهُ عِيَاضٌ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ ظِلُّ عَرْشِهِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ سَلْمَانَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ([2])» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ؛ وَإِذَا كَانَ الْمُرَادُ ظِلَّ الْعَرْشِ اسْتَلْزَمَ مَا ذُكِرَ مِنْ كَوْنِهِمْ فِي كَنَفِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ فَهُوَ أَرْجَحُ، وَبِهِ جَزَمَ الْقُرْطُبِيُّ، وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا تَقْيِيدُ ذَلِكَ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: الْمُرَادُ ظِلُّ طُوبَى أَوْ ظِلُّ الْجَنَّةِ؛ لِأَنَّ ظِلَّهُمَا إِنَّمَا يحصل لَهُم بَعْدَ الِاسْتِقْرَارِ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ مُشْتَرَكٌ لِجَمِيعِ مَنْ يَدْخُلُهَا، وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَى امْتِيَازِ أَصْحَابِ الْخِصَالِ الْمَذْكُورَةِ، فَيُرَجَّحُ أَنَّ الْمُرَادَ: ظِلُّ الْعَرْشِ([3])))اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((نتكلم على مسألة ضل فيها كثير من الجهال، وهي قوله: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» حيث توهموا جهلًا منهم أن هذا هو ظل الله نفسه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ منكر، يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها فيقال أين الظاهر؟! وأين يكون ظاهر الحديث وأن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس؟!
فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل، وهذا شيء منكر لا أحد يقول به من أهل السنة، لكن مشكلات الناس ولاسيما في هذا العصر؛ أن الإنسان إذا فهم؛ لم يعرف التطبيق، وإذا فهم مسألة؛ ظن أنه أحاط بكل شيء علمًا.
والواجب على الإنسان أن يعرف قدر نفسه، وألا يتكلم - لا سيما في باب الصفات - إلا بما يعلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة.
فمعنى «يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ» أو«يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت؛ لأنه في ذلك الوقت لا بناء يبنى، ولا شجر يغرس، ولا رمال تقام، ولا أحجار تصفف، ولا شيء من هذا؛ قال الله عز وجل: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه: 105، 107].
ولا يظل الخلائق من الشمس شيء، لا بناء ولا شجر، ولا حجر، ولا غير ذلك؛ لكن الله عز وجل يخلق شيئًا يظلل به من شاء من عباده، يوم لا ظل إلا ظله، هذا هو معنى الحديث، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا([4])))اهـ.
([1]) ((شرح مسلم)) (7/ 121).
([2]) وأخرج أحمد والترمذي، وصححه الألباني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ».
([3]) ((فتح الباري)) (2/ 144).
([4]) ((شرح رياض الصالحين)) (3/ 252).
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
هذا، ومن العلماء مَنْ قال بأن الظل هو صفة من صفات الله تعالى، نثبتها كما هي من غير تكييف ولا تمثيل، مَثَلُها كَمثَل بقية الصفات، وممن قال بذلك العلامة ابن باز رحمه الله؛ حيث سئل رحمه الله: هل يُوصف الله تعالى بأن له ظلا؟
فأجاب: نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات «فِي ظِلِّ عَرْشِهِ» لكن في الصحيحين «فِي ظِلِّهِ»، فهو له ظل يليق به سبحانه، لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات؛ الباب واحد عند أهل السنة والجماعة. والله ولي التوفيق([1]).
ولكن الصواب أن يقال: هو ظل العرش؛ كما صحت بذلك بعض الروايات؛ فيُحمل المطلق على المقيد، كما ذُكر ذلك في كلام أهل العلم المتقدم، وإنما أضيف الظل إلى الله إضافة تشريف. والله أعلم.
([1]) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (28/ 402).
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
بسم الله :
الحديث خرجه البخاري (660) حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله..."، بهذا اللفظ، وقد بوب عليه ابن حبان :" ذكر الخصال التي يرتجى لمن فعلها أو أخذ بها أن يظله الله يوم القيامة في ظل عرشه "، وهذا هو فهم السلف، وهو الصواب لتواتر الأدلة بذلك، فقد قال الذهبي في "العلو": وقد بلغ في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر "، وهل تُفسر السنة إلا بالسنة يا عباد الله :
فقد رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري أو غيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ..".، وهو حفص لا المقبري .
وخرجه البيهقي في الصفات (2/228) عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله تعالى تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد ...".
ورواه هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله
ورواه عوف عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة في ظل الله تبارك وتعالى يوم لا ظل إلا ظله:.."،
ورواه موسى بن يسار: أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء: " أن في ظل العرش إماما مقسطا وذا مال تصدق أخفى يمينه عن شماله، ورجلا دعته امرأة ذات حسب ومنصب إلى نفسها فقال: أخاف الله رب العالمين، ورجلا نشأ فكانت صحبته وشبابه وقوته فيما يحب الله ويرضاه من العمل، ورجلا كان قلبه معلقا في المساجد من حبها، ورجلا ذكر الله ففاضت عيناه من الدمع من خشية الله، ورجلين التقيا فقال أحدهما لصاحبه: إني لأحبك في الله "،
وكذلك خرجه البيهقي في الصفات (2/228) عن عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة قال: إن سلمان قال: التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة. ثم ذكر السبعة المذكورين في الخبر المرفوع ".
وعليه : فالمضافات إلى الله نوعان: إضافة صفة إلى موصوف كسمع الله وبصر الله، وإضافة مخلوق إلى مالكه ك :" جنته ، أسرى بعبده ، في ظله "، وحمْل الظل هنا على الملك ليس بتأويل، بل هو حقيقة لغوية، وأكدتها أدلة وحقائق شرعية وروايات أخرى ،
ولذلك قال البغوي في شرح السنة (2/355) :" قيل في قوله: «يظلهم الله في ظله» معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش".
وقال البيهقي في الصفات :" ومعناه عند أهل النظر إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، كما يقال أسبل الأمير، أو الوزير ظله على فلان؛ بمعنى الرعاية ".
وهذا معنى يصححه حديث :" فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير»
ثم قال البيهقي:" وقد قيل: المراد بالخبر ظل العرش، وإنما الإضافة إلى الله تعالى وقعت على معنى الملك".
وقال ابن القيم في اجتماع الجيوش :" ... ومنها استظلاله بظل العرش أو ضحاؤه للحر والشمس إن كان له من الأعمال الصالحة الخالصة والايمان مما يظله في هذه الدار من حر الشرك والمعاصي والظلم استظل هناك في ظل أعماله تحت عرش الرحمن وإن كان ضاحيا هنا للمعاصي والمخالفات والبدع والفجور ضحى هناك للحر الشديد ".
قال القرطبي في التذكرة :" معنى في ظله أي في ظل عرشه وقد جاء هكذا تفسيراً في الحديث"، وعليه فلفظة " في ظله "، من باب إضافة مخلوق إلى مالكه وهي حقيقة شرعية فيها عدة أدلة تقيد معنى الدليل الأول وتفسره :
وقد صح من حديث أبي إدريس قال: جئت إلى حمص في طلب حاجة أردتها، قال: فدخلت المسجد مع العشاء، فنظرت فإذا الحلقة فيها ثلاثون رجلا أو أقل أو أكثر يتحدثون، كلهم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أشكل عليهم أمر واختلفوا فيه ردوه إلى فتى منهم شاب وضيء أقنى براق الثنايا، فرضوا به وانتهوا إلى ما يقول، قال: فقلت: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، ... فقلت: والله لقد أحببتك لله، قال: فأبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المتحابين في الله في ظل العرش» فقال عبادة بن الصامت: صدق معاذ ..."،
وخرج أحمد (5236) عن أبي مسلم قال: قلت لمعاذ: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها، ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلأي شيء؟. قلت: لله. قال فجذب حبوتي، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "المتحابون في الله، في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله "،
وعن محدوج بن زيد : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين المسلمين ثم قال يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي أما علمت يا علي انه أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فاقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ... فتسير - علي- باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ..".
وعن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة».
وفي لفظ : « من أحب أن يستظل في ظل العرش ...
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ..".
وقال الوليد بن مسلم: عن أبي بكر بن سعيد عن مغيث بن سمي قال: "تركد الشمس فوق رؤوسهم على أذرع وتفتح أبواب جهنم فتهب عليهم رياحها وسمومها، وتجري عليهم نفحاتها حتى تجري الأنهار من عرقهم، أنتن من الجيف والصائمون في خيامهم في ظل العرش ".
ولا يُعلم عن أحد من السلف أنه قال بأن الظل المخلوق من صفات الله، لا والله لأنه منفصل عن ذات الله، وما كان منفصلا بائنا منه فهو مخلوق .
وأما التفسير التالي فهو صحيح أيضا : فقد قال القرطبي :" وكذلك ما جاء أن المرء في ظل صدقته وكذلك الأعمال الصالحة أصحابها في ظلها إن شاء الله، وكل ذلك من ظل العرش والله أعلم".
ويستدل له بما خرج ابن حبان في صحيحه (817) عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".
وقد بوب عليه ابن خزيمة في صحيحه (4/94) :" باب إظلال الصدقة صاحبها يوم القيامة إلى الفراغ من الحكم بين العباد ". وهذا أمر بين نصت عليه النصوص وتواتر عليه كتفسير السلف .
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
-
-
المراد بكلمة ( ظل ) في حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله ... الحديث )
السؤال:
في الحديث الشريف ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) ما هو الشيء الذي يسبب الظل ؟ ، هل هي الشمس ؟ ، وكلنا نعرف أن الشمس في السماء الدنيا ، والسماء الدنيا كحلقة في صحراء من السماء الثانية ، والسماوات السبع كحلقة في صحراء بالنسبة للعرش فما هو مسبب الظل ؟ وما هو ذلك الظل ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
من الأهوال التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة أن الشمس تدنو من الخلائق قدر ميل ، فقد روى مسلم (2864) عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ ) .
فالناس في ذلك اليوم أحوج ما يكونون لشيء يقيهم حر الشمس ، ولهذا يختص الله بعض خلقه فيظلهم تحت ظله .
روى البخاري (1423) ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) .
قال النووي رحمه الله : " قَالَ الْقَاضِي : ظَاهِره أَنَّهُ فِي ظِلّه مِنْ الْحَرّ وَالشَّمْس , وَوَهَج الْمَوْقِف وَأَنْفَاس الْخَلْق " انتهى من " شرح النووي لمسلم " .
وروى أحمد (16707) عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّون َ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " .
وروى أحمد (16882) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " .
ثانياً :
اختلف العلماء رحمهم في معنى " الظل " في قوله عليه الصلاة والسلام : ( في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالظل : ظل العرش ، فيحمل المطلق في الأحاديث على المقيد ، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى ، فالمقصود به ما قيد في الأحاديث الأخرى بظل العرش.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : " صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) خرَّجه مسلم من حديث أبي اليسر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نفس عن غريمه ، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) ، وهذا يدل على أن المراد بظل الله : ظل عرشه " انتهى من " فتح الباري لابن رجب " ( 4 / 63 ) .
واختار آخرون أن المراد بالظل : شيء يخلقه تعالى في ذلك اليوم ، يظلل به من يشاء من عباده .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " قوله : ( لا ظل إلا ظله ) يعني : إلا الظل الذي يخلقه ، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل ، فإن هذا باطل ؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل " انتهى من " مجموع فتاوى " ( 8 / 497 ) .
وأقرب الأقوال – والعلم عند الله – القول الأول ، وهو الذي عليه أكثر الشرّاح .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الحديث .
فأجابت : " المراد بالظل في الحديث : هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ، كما جاء مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في " سنن سعيد بن منصور " ، وفيه : ( سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ) الحديث . حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (الفتح 2/ 144) ..... ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء – المجموعة الثانية - " ( 2 / 487 ) .
ثالثاً :
الوارد في النصوص أنه يظلهم بظل العرش ، فليس لنا أن نتكلف في التشقيق والبحث عن لوازم ذلك : يلزم من ذلك : كذا ، أو يلزم منه كذا ، وعن أي شيء يكون الظل ؟ إلى آخر ما قد يطرأ على الأذهان في ذلك ، مما لا حاجة إليه ، ولا نفع يرتجى من ورائه ؛ وبحسب المسلم أن يصدق بالخبر الوارد في ذلك ، ويأخذ نفسه بالتزام الأعمال التي توجب له تلك الفضيلة الجليلة ، يوم تدنو الشمس من الرؤوس ، ولا ظل هناك ، إلا لمن يكرمه الله بتلك الكرامة .
والله أعلم
http://islamqa.info/ar/183933
-
- الظل:
اعلم رحمني الله وإياك أنَّ الظل جاء تارة مضافًا إلى الله تعالى ، وتارة مضافًا إلى العرش.
فقد روى : البخاري، ومسلم؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) (1)
وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) (2).
وروى مسلم أيضًا من حديث أبي اليسر رضي الله عنه مرفوعًا: ((من أنظر معسرًا أو وضع عنه؛ أظله الله في ظله)) (3)
وستأتي الإضافة مفسرة بـ (ظل العرش) في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الإمام أحمد والترمذي .
وروى الإمام أحمد، والحاكم، والطبراني، وابن حبان من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه : ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)) (4)
وروى الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا؛ من حديث عبادة بن الصامت : ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)) (5)
وقال الألباني في (صحيح الجامع) : (صحيح) (6)
وروى الإمام أحمد، والدارمي، والبغوي؛ من حديث أبي قتادة رضي الله عنه: ((من نَفَّسَ عن غريمه أو محا عنه؛ كان في ظل العرش يوم القيامة)) (7)
وصححه الألباني في (صحيح الجامع) (8)
وروى الإمام أحمد في (المسند 8696 - شاكر)، والترمذي (صحيح سنن الترمذي 1052) واللفظ له؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((من أنظر معسرًا، أو وضع له؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه)) (9) وأورده الشيخ مقبل الوادعي في (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) (10).
(1) رواه البخاري (660)، ومسلم (1031).
(2) صحيح مسلم (2566).
(3) صحيح مسلم (3006).
(4) رواه أحمد في (5/ 328) (22834)، وابن حبان في (2/ 338)، والطبراني (20/ 79)، والحاكم في (4/ 187). وقال: هذا إسناد صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الألباني في ((صحيح الجامع)): صحيح.
(5) رواه أحمد في (5/ 236) (22117)، وابن أبي الدنيا في ((الأخوان)) (ص9).
(6) ((صحيح الجامع)) (4320).
(7) رواه أحمد (5/ 300) (22612)، والدارمي (2/ 340)، والبغوي في ((شرح السنة)) (4/ 349) وقال: هذا حديث حسن. وصححه الألباني كما سيأتي.
(8) ((صحيح الجامع)) (6576).
(9) رواه الترمذي (1306)، وأحمد (2/ 359). وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(10) ((الصحيح المسند)) (1307) قال الوادعي بعد أن أورد حديث أحمد: هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح. و (1461) قال الوادعي بعد أن أورد حديث الترمذي: هو صحيح على شرط مسلم.
معنى (الظل) الوارد في الأحاديث :
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده : بيان آخر يدل على أن العرش ظل يستظل فيه من يشاء الله من عباده، ثم ذكر بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي)) (1)، ثم أورد حديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) (2)،
وكأنه رحمه الله يشير إلى أنَّ الظل في حديث السبعة هو ظل العرش الوارد في حديث المتحابين في الله وقال ابن عبد البر في (التمهيد) بعد أن أورد حديث ((سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله)): والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة، والله أعلم، ومن رحمة الله الجنة، قال الله عَزَّ وجلَّ: أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا [الرعد:35]، وقال: وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:30]، وقال: فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ [المرسلات:41] اهـ
وقال البغوي في (شرح السنة 2/ 355) في شرح حديث السبعة: قيل: في قوله: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش اهـ (3).
وقال الشيخ حافظ الحكمي في (معارج القبول) عند كلامه على عُلُو الله فوق عرشه ووصف العرش؛ قال: ومن ذلك النصوص الواردة في ذكر العرش وصفته، وإضافته غالباً إلى خالقه تبارك وتعالى فوقه، ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث، إلى أن قال: وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) اهـ (4)
فأنت ترى أنَّ سياق الكلام يدل على أنَّ الظل عنده من صفات العرش وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح) عند شرح حديث السبعة: قوله: ((في ظله))؛ قال عياض: إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل؛ فهو ملكه كذا قال، وكان حقه أن يقول: إضافة تشريف؛ ليحصل امتياز هذا على غيره؛ كما قيل للكعبة: بيت الله، مع أنَّ المساجد كلها ملكه وقيل: المراد بظله: كرامته وحمايته؛ كما يقال: فلان في ظل الملك وهو قول عيسى بن دينار، وقوَّاه عياض وقيل: المراد ظل عرشه ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن: سبعة يظلهم الله في ظل عرشه (فذكر الحديث)، وإذا كان المراد ظل العرش؛ استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس؛ فهو أرجح، وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضًا تقييد ذلك بيوم القيامة؛ كما صرح به ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر، وهو عند المصنف في كتاب الحدود، وبهذا يندفع قول من قال: المراد ظل طوبى أو ظل الجنة؛ لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة، ثم إنَّ ذلك مشترك لجميع من يدخلها، والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فيرجح أنَّ المراد ظل العرش اهـ (5).
صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص205
قلت: ( أبو البراء ) ما أضيف إلى الله نوعان: ( أعيان – معاني ):
أما الأعيان فهي الأشياء الحسية (فهي عين قائمة بذاتها )، مثل ناقة الله وبيت الله وعبد الله، فهي مخلوقة.
أما المعاني فهي: (ليست عينًا قائمة بذاتها)، مثل كلام الله وحكمة الله وخلق الله ، فهي ليست مخلوقة.
_________
(1) ((التوحيد)) (3/ 190).
(2) رواه البخاري (660)، ومسلم (1031).
(3) ((التمهيد)) (2/ 282).
(4) ((معارج القبول)) (1/ 170).
(5) ((فتح الباري)) (2/ 144).
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي
رواية ظل العرش ليس فيها إشكال
الإشكال في رواية
في ظله مضافا إلى ضمير يعود على الله تبارك وتعالى
لا إشكال ، بل يحمل المطلق على المقيد .
-
-
( كل شيء هالك الا وجهه . و كل ملك زائل الا ملكه . و كل ظل قالص الا ظله . و كل فضل منقطع الا فضله )
الوابل الصيب
لعل ابن قيم رحمه الله يجعل المضاف من باب الصفات
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشابٌّ نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه مُعلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات مَنصِب وجمال؛ فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذَكَر الله خاليًا ففاضت عيناه)) (1).
واختلف الناس في المراد بالظل في هذا الحديث على أقوال ثلاثة:
الأول: أنه ظل الله، صفة له تليق بجلاله؛ كما في سائر الصفات، وممن قال بهذا ابن باز - رحمه الله - (2)، وحجتهم لفظ «الصحيحين» في هذا الحديث، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظِلُّهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) (3)، وعن أبي اليَسَر - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((من أنظَر مُعْسِراً أو وضع عنه، أظله الله في ظله)) (4).
الثاني: أنه ظل العرش، والإضافة هاهنا من باب إضافة التشريف = إضافة المخلوق إلى خالقه، وهذا القول رأي الجمهور (5)، ودليلهم: ما ورد شاهدًا لحديث الباب عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - بلفظ: ((التاجر الصادق مع السبعة في ظل عرش الله يوم القيامة، والسبعة ... )) (6)، وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)) (7)، وعن عُبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في الحديث القدسي: ((حَقَّت (8) محبتي للمتحابين فيَّ، والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)) (9)، وعن أبي قتادة - رضي الله عنه -: ((مَن نَفَّسَ عن غريمه أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة)) (10)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((من أَنظَر مُعْسِراً، أو وضع له، أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه)) (11).
تنبيه: يمكن أن يُعَدَّ من هذا القول: إن هذا الظل مخلوق غير مقيَّد بظل العرش، وهو خير من عَدِّه قولاً ثالثًا؛ بجامع أنَّ ظِلَّ العرش مخلوق، والظل في هذا القول مخلوق، وهو قول ابن عثيمين، والنجمي، وعبد الرحمن البرّاك (12)، - رحمهم الله -، واحتجوا بحديث عُقبة بن عامر - رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كُلُّ امرئ في ظِلِّ صدقته حتى يُقضى بين الناس، أو قال: حتى يُحكَم بين الناس)) (13)، وعن النَّوّاس بن سَمعان الكِلابي، يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ((يُؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهلِه الذين كانوا يعملون به تَقْدَمه سورة البقرة، وآل عمران، وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعدُ، قال: كأنهما غَمَامتان، أو ظُلَّتان سوداوان بينهما شَرْق (14)، أو كأنهما حِزْقان (15) من طير صَوافَّ، تُحاجان عن صاحبهما)) (16).
القول الثالث الأخير: أنه كناية ومجاز مُؤوَّل بسَتْرِ الله، وكنفه، ورحمته، وكرامته، وظل جنته ونعيمها، وظل طوبى، وأن الله منزَّه عن الظل؛ لأنه ليس جسمًا .... (17).
وسبب الخلاف بين العلماء في المسألة:
هل يُحمَل مطْلَق الظل في الروايات على مقيَّده بالعرش، أم لا؟
فمن حمل المطلق على المقيَّد، فسَّر كُلَّ حديث أضيف الظل فيه إلى الله - عز وجل - بما قُيِّد في حديث آخر بظل عرشه، ومن لم يحمِل المطلق على المقيَّد، اعتذر عن الحمل، وأثبت لله - عز وجل - ظِلًا يليق بجلاله، وللعرش ظِلًّا (18).
هل صحَّت الروايات التي فيها تقييد الظل بالعرش، أم لا؟
فمن صح عنده الروايات التي فيها إضافة الظل إلى العرش، أثبت للعرش ظِلًّا، ومن لم تصح عنده، فمنهم من ضعَّف الروايات المقيِّدة رأسًا (19)، ومنهم من لم يستحضر الروايات المقيِّدة أو خفي عليه صحتها؛ فأوَّل.
وختامًا: يظهر أن المراد بالظل - والله أعلم -: ظل العرش، وهو مخلوق ليس صفة لله - عز وجل -، وإضافته إلى الله تشريف له؛ وذلك بحمْل المطلق على المقيَّد لما يأتي من أوجه ثلاثة:
- ثبت تقييد الظل بالعرش في رواية سلمان الفارسي - رضي الله عنه - للحديث شاهدًا لما ورد في «الصحيحين» (20)، فالخصال نفسها، والظل واحد؛ فيتعَّين أن يكون الظل للعرش حملًا للمطلَق على المقيَّد.
- ذَكَر بعض الحُفّاظ رواية «الصحيحين» مقيَّدة بظل العرش (21)؛ فإما أنه كذلك في نُسَخ رأوه، وإما أنه المعنى الذي ارتضوه.
- ورد من الخصال الموجِبة للظلال: ((ورجلان تحابّا في الله ... ))، وورد في أحاديث أخرى: ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله))، والخصلة واحدة والظل واحد؛ فلا مناص من حمل المطلَق على المقيَّد (22).
ومما يظهر به رجحان القول الثاني: أنه قول السلف، أما القول الأول، فليس لهم فيه نص من فَهْم الأولين، اللهم إلا إعمال قواعد باب الصفات؛ لهذا لا يوجد من نص عليه من المتقدمين، وأما القول: إنه ظِلٌّ يخلقه الله - عز وجل - ليس مضافًا إلى العرش، فراجِع إلى القول الثاني للاتفاق بينهما في كون الظل مخلوقًا، إلا أنه يؤخذ عليه أمور ثلاثة:
- إهمال حمل الروايات المطلَقة على الروايات الصحيحة المقيَّدة بظِلِّ العرش، وعدولهم عنها إلى الاستدلال بحديث: ((كُلُّ امرئ في ظِلِّ صدقته))، ويجاب عن هذا بأَحَد جوابين:.
أحدهما: أن الظلال تتعدَّد بحسَب الأعمال، وظِلُّ العرش يومئذ أعظم الظلال؛ فعلى هذا يكون ظِلُّ الصدقة مستقلًّا عن ظِلِّ العرش، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: ((الشمس فوق رءوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تُظِلُّهم وتصحَبهم)) (23)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: ((يشتد كَرْب ذلك اليوم، حتى يُلجِم الكافرَ العرقُ، فقيل له: فأين المؤمنون؟ فقال: على كراسيَّ من ذهب، ويُظَلَّل عليهم الغمام)) (24).
آخِرهما: أن ظِلَّ الصدقة من ظِلِّ العرش؛ لأنه ما نيِلَ إلا بخصال، وأعمال أكرم الله ذويها بالظلال، فعلى هذا يكون الظِّلُّ واحدًا هو ظِلُّ العرش، ويحصل لِكُلِّ ذي خصلة ظِلٌّ من العرش يخُصُّه (25).
- الخطأ في رد صحة تقييد الظل بالعرش؛ بأن العرش أكبر المخلوقات؛ فكيف يكون تحت الشمس يُظِلُّ ذوي الخصال الموجِبة للظلال، ويُمْكِن أن يُجاب عن هذا من ناحيتين:
أولاهما: أن الروايات صَحَّت بإثبات أَنَّ العرش أعظم مخلوقات الله - عز وجل -، وبأَنَّ له ظِلًّا - كما مَرَّ -، وأَنَّ جمهور أهل العلم نقلوها وَقَبِلوها، بل والأحاديث الواردة في ظِلِّ العرش تبلغ التواتر (26)، وإذا جاء نهر الله، بطَل نهر مَعْقِل.
أخراهما: لا يَلزَم من إثبات الظل للعرش العظيم الكريم المجيد بالأحاديث الصحيحة أن يكون العرش تحت الشمس؛ لأن الله على كُلِّ شيء قدير، فالعرش له ظِلٌّ دون تكييف ولا تأويل.
- الخطأ في تعليل نفْيِ أن يكون الظل صفة لله باستلزام أن تكون الشمس فوق الله - عز وجل -، وذلك من ناحيتين:
الأولى: لا يلزم من إثبات الظل لله - عز وجل - تمثيل الخالق بالمخلوق، بحيث تكون الشمس فوقه، وربنا - عز وجل - العلي الأعلى المتعالي، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، بل لو لم تَرِدِ الأحاديث الصحيحة المضيفة الظل إلى العرش، لأثبتنا ظِلًّا يليق بالله - عز وجل - بعد ثبوت فَهْم السلف لذلك كذلك.
الأخرى: لا ينحصر الظل في لغة العرب ببما حجز بيننا وبين الشمس؛ إذ كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم رَبَّ السماوات السَّبْعِ وما أظْلَلْنَ ... )) (27)، ومعلوم أن السماوات أرفع من الشمس، فهي تظلها، أي: ترتفع عليها وتكتنفها، وقال - عز وجل -: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا} [الإنسان: 12 - 14]، ومع ذلك قال في آية أخرى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57]، فالظل في الجَنة كائن مع أنه لا شمس يرونها، كذلك يُظَلُّ أهل الخصال الموجِبة للظلال من حر الشمس يوم القيامة دون تمثيل ولا تأويل؛ فعن المقداد بن الأسود قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ((تُدنَى الشمس يوم القيامة من الخَلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل. قال سُلَيْم بن عامر: فوالله! ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض، أم الميل الذي تُكتحَل به العين. قال: فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كَعْبَيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقويه، ومنهم من يُلجِمه العرق إلجامًا. قال: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه)) (28).
أما القول الثالث الأخير، فهو قول - في الأصل - لا يُلتفَت إليه، ولا يُعوَّل عليه؛ لأنه عارٍ عن دليل، مخالف للسبيل، وبخاصة من أوَّله بظلِّ الجَنة أو بظلِّ طوبى، أمّا التأويلات الأخرى، ففيها إثبات اللوازم دون ملزوماتها؛ حيث أثبتوا ستر الله - عز وجل - وحمايته ورحمته وكنفه وكرامته لذوي الخصال الموجِبة للظلال مع نَفْيِهم أن يكون لله - عز وجل - ظِلٌّ،، وهذا حَقٌّ، لكنهم نفوا - أيضًا - ملزومًا صحيحًا هو إثبات ظِّلِّ العرش، وهذا باطل، والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
__________
(1) البخاري: (660)، ومسلم: (1031).
(2) «مجموع فتاواه»: (28/ 402).
(3) مسلم: (2566).
(4) مسلم: (3006).
(5) يُنظَر: «شرح مشكل الآثار» للطحاوي: (15/ 72)، و «صحيح ابن حبان»: (8/ 194)، و «التوحيد» لابن منده: (3/ 191)، و «التمهيد» لابن عبد البر: (17/ 431)، و «إكمال المعلم» لعياض: (3/ 562)، و «المفهم» للقرطبي: (3/ 75)، و «التذكرة» للقرطبي: (2/ 580،591)، و «شرح مسلم» للنووي: (7/ 120 - 121)، و «مجموع فتاوى ابن تيمية «: (17/ 25)، و «طريق الهجرتين» لابن القيم: (2/ 637، 773)، و «الوابل الصيب» له: (ص: 81، 99)، و «روضة المحبين» له: (ص: 648)، و «الكواكب الدراري» للكرماني: (5/ 46)، و «فتح الباري» لابن رجب: (4/ 64)، و «التوضيح» لابن المُلَقِّن: (6/ 445 - 446)، و «إتحاف الخِيَرة» للبوصيري: (8/ 182)، و «فتح الباري» لابن حجر: (2/ 144)، و «عمدة القاري» للعيني: (23/ 287)، و «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش» للسيوطي: (ص:132)، و «فيض القدير» للمناوي: (2/ 309)، و «دليل الفالحين» لابن علّان: (3/ 247)، و «البدر التمام» للمغربي: (4/ 364)، و «شرح الموطأ» للزرقاني: (4/ 541، 543)، و «سبل السلام» للصنعاني: (2/ 371 - العاصمة)، و «تحفة الأحوذي» للمباركفوري: (7/ 57)، و «تيسير الكريم المنان» للسعدي: (ص:407)، و «معارج القبول» للحَكَمي: (1/ 217)، و «مختصر العلو» للألباني: (105)، و «توضيح الأحكام» للبسّام: (3/ 385)، و «فتاوى اللجنة الدائمة»: (2/ 486 - المجموعة الثانية)، و «الكوكب الوهّاج» للهَرَري: (24/ 319 - 320)، و «البحر المحيط الثجّاج» للإثيوبي: (19/ 551)، و «ذخيرة العقبى» له: (39/ 204)، و «شرح جامع الترمذي» لعبد المحسن العَبّاد: (شريط: 153)، و «شرح بلوغ المرام» للشِّثْري: (2/ 103)، و «منحة العلّام» لعبد الله الفوزان: (4/ 468). وتُنظَر رسالة ربيع بن هادي: «القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين» ط/مجالس الهدى - الجزائر.
(6) «مصنَّف عبد الرزاق»: (21244 - التأصيل)، ومن طريقه البيهقي في «الأسماء والصفات»: (799)، وهو منقطع؛ قتادة لم يدرك سلمان - رضي الله عنه -، وفي «سنن سعيد بن منصور» موقوفًا، وفي إسناده إبراهيم الهَجَري كما في «إتحاف الخِيَرة» للبوصيري: (8/ 183)، والهَجَري هذا ضعيف كما في «التقريب» لابن حَجَر: (252)، وحَسَّن إسناده ابن حَجَر في «فتح الباري»: (2/ 144)، والعيني في «عمدة القاري»: (5/ 177)، و «إرواء الغليل» للألباني: (3/ 396)، وهو في «العرش» لابن أبي شيبة: (56) من طريق محمد بن عبيد المحاربي، وضعَّف إسناده الذهبي في «العلو»: (190).
(7) أحمد: (22455 - المكنز)، وابن حبان: (574 - التأصيل)، والطبراني (20/ 79)، والحاكم في (7394 - الحرمين)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (4320)، و «مختصر العلو»: (74)، و «صحيح الترغيب»: (3019)، و «التعليقات الحِسان»: (576)، و «صحيح موارد الظمآن»: (2129).
(8) بفتح الحاء وضمها، يُنظَر: «صحيح الترغيب والترهيب» للألباني: (3/ 161 - حاشية: 2).
(9) أحمد: (22489)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان»: (1/ 54)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الترغيب»: (3019)، و «صحيح الجامع»: (6843).
(10) أحمد: (22997)، والدارمي: (2608 - الزهراني)، والبغوي في «شرح السُّنَّة»: (2143)، وحسَّنه، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (6576)،، و «صحيح الترغيب»: (911).
(11) الترمذي: (1306)، واللفظ له، وأحمد: (8832)، وصحَّحه الألباني في «صحيح سنن الترمذي»: (1052) و «مختصر العلو»: (88)،.
(12) يُنظَر: «شرح العقيدة الواسطية»: (2/ 136)، و «التعليق على صحيح مسلم» له: (5/ 141)، و «شرح الأربعين» له: (ص:300)، و «شرح رياض الصالحين» له: (1/ 466 - 467، و 3/ 346 - 349)، و «فتح ذي الجلال والإكرام» له: (6/ 210)، و «التعليق على السياسة الشرعية» له: (ص: 73)، و «فتح الباري - طيبة» لابن حجر: (2/ 503 - حاشية)، وتُنظَر رسالة ربيع بن هادي: «دفع بهت وكَيد الخائنين عن العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-»، ط/مجالس الهدى - الجزائر.
(13) ابن خزيمة: (2485 - التأصيل)، وأحمد: (17606)، وابن حبان: (3313)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (771)، والحاكم: (1517)، وأبو نعيم في «الحلية»: (8/ 181)، والبيهقي في «الشُّعَب»: (3076)، وحسَّنه الألباني في «المشكاة»: (1925)، و «تخريج مشكلة الفقر»: (118)، و «صحيح الجامع»: (4510)، و «التعليقات الحسان»: (3299)، و «صحيح الترغيب»: (872، 873)، وفي «السلسلة الصحيحة»: (3484)، و «صحيح موارد الظمآن»: (680)، وتُنظَر: «السلسلة الضعيفة»: (3021).
(14) الشَّرْق والشَّرَق: مُطْلَق النور والضوء، أو هما ما يدخل من الشق. يُنظَر: «مشارق الأنوار» لعياض: (2/ 249)، و «مطالع الأنوار» لابن قُرْقُول: (6/ 38)، و «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير: (5/ 2138 - المكتبة المكية).
(15) مُثنّى حِزْق أي: مطلَق جماعة، وخصَّها بعضهم بجماعة الطير والجراد، وبمعناه: الحازقة، والحَزِيق، والحَزِيقة. يُنظَر: «مشارق الأنوار» لعياض: (1/ 191)، و «مطالع الأنوار» لابن قُرْقُول: (2/ 269)، و «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير: (3/ 888).
(16) مسلم: (253).
(17) يُنظَر: «تفسير الموطأ» للقُنازعي: (2/ 765)، و «شرح صحيح البخاري» لابن بطّال: (8/ 456)، و «الأسماء والصفات» للبيهقي: (3/ 955)، و «التمهيد» لابن عبد البر: (2/ 282 - 283)، و «المنتقى» للباجي: (7/ 273)، و «شرح السنة» للبغوي: (2/ 355)، و «المسالك» لابن العربي: (7/ 496)، و «إكمال المعلم» لعياض: (3/ 562)، و «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير: (6/ 2609)، و «شرح مسلم» للنووي: (7/ 120 - 121)، و «بهجة النفوس» لابن أبي جمرة: (1/ 224 - 225)، و «الكاشف عن حقائق السُّنَن» للطِّيبي: (3/ 933)، و «الكواكب الدراري» للكرماني: (5/ 46)، و «فتح الباري» لابن حجر: (2/ 144)، و «عمدة القاري» للعيني: (23/ 287)، و «مرقاة المفاتيح» للقاري: (2/ 593 - 594)، و «فيض القدير» للمناوي: (4/ 88)، و «التنوير» للصَّنعاني: (6/ 361).
(18) يُراجَع: «شريط فتاوى متنوعة كانت بالطائف» لابن باز: (منتصف الوجه الأول) و «سلسلة لقاء مع إخوة في الله» له: (الشريط السابع: الوجه الثاني).
(19) يُنظَر: «الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار» لمحمد خلَف سلامة: (ص: 29 - حاشية 2): قال: "ولكن التحقيق أن هذه الرواية ضعيفة -أي: في ظل العرش-، بل جميع الروايات التي ورد فيها إضافة الظل إلى العرش لا تخلو واحدة منها من مطعن أو مَغْمَز أو شذوذ، وهذه المسألة غيبية لا ينبغي أن يقول أحد فيها ما لا دليل عليه. وأقرب الروايات التي ورد فيها ذكر ظل العرش إلى الصحة هي رواية معاذ بن جبل عند أحمد (5/ 236 - 237) وغيره، ولكنها مُعَلَّةٌ بالانقطاع كما يأتي تحقيقه، ومع ذلك وقع اضطراب في لفظها".
(20) كما مر في أدلة أصحاب القول الثاني -، وتُنظَر: الحاشية (6)، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بإضافة الظِّلِّ إلى العرش في «المسند» للبزّار: (8182)، بإسناد جيد: "حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وعمرو بن علي، قَالاَ: حَدَّثنَا يحيى بن سَعِيد ... "، وفي «العلل» لابن أبي حاتم: (2729) بإسناد أعلَّه أبو حاتم بالشذوذ؛ إذ لم يضبط حمّاد: "حمّاد بن سَلَمة، عن عُبيد الله بن عُمر، عن سعيد المَقبُري، أَو غيره، عن أَبي هُرَيرة ... "، وفي «المعجم الأوسط» للطبراني: (9131) وفي «تاريخ بغداد» للخطيب: (10/ 351)، لكن في الإسناد عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف كما في «التهذيب» لابن حَجَر: (2/ 363)، وقال عنه في «الفتح»: (2/ 147): "هو ضعيف لكنه ليس بمتروك، وحديثه حَسَن في المتابعات"، وفي «فضيلة العادلين من الولاة» لأبي نُعَيم: (35)، وهو في «جزء بِيبَى»: (111) من طريق عثمان بن هيثم المؤذِّن، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وحسَّنه ابن حَجَر في «الأمالي المُطْلَقة»: (98 - 99)، وهو في «تاريخ دمشق» لابن عساكر: (8510) من طريق أبي روق الدمشقي، عن محمد بن غالب، عن عمر بن القاسم، عن هشام بن حسّان به، وفي» الأسماء والصفات» للبيهقي: (800)، وفي سنده جعفر بن محمد بن الليث، وضَعَّفه الدارقطني كما في «لسان الميزان» لابن حَجَر: (1901)، وفي «التمهيد»: لابن عبد البر: (2/ 281) فيه سعيد بن أحمد بن زكريا، قال فيه ابن يونس المصري في «تاريخه»: (536): "تَعْرِف، وتُنْكِر"، وفيه الجزم بإسناد الحديث إلى أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وهو غلط، والصواب أنه من مُسنَد أبي هريرة رضي الله عنه.
(21) يُنظَر: «مجموع فتاوى ابن تيمية «: (17/ 25)، و «طريق الهجرتين» لابن القيم: (2/ 773)، و «تفسير ابن كثير»: (8/ 179)، وأورده في مواضع قبل هذا: (1/ 702، و 4/ 387، و 6/ 418) مطلَقًا مضافًا إلى الله تعالى، وفي «البداية والنهاية» (19/ 476 - عالم الكتب) أورد حديث السبعة معزوًّا إلى «الصحيحين» بالروايتين.
(22) وكذلك ورد من الخصال: ((ورجل قلبه معلَّق بالمساجد))، وورد أن سلمان - رضي الله عنه - كتب إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه -: ((إنَّ في ظِلِّ العرش رَجلًا قلبه معلَّق في المساجد من حُبِّها)) رواه ابن أبي شيبة في «المصنَّف»: (37337 - الشِّثْري)، وهو منقطع؛ موسى بن يسار لم يدرك سلمان - رضي الله عنه -، وفي سياق أتَمَّ: (37392)، وفيه العلة نفسها.
(23) ابن أبي شيبة في «مصنفه»: (37545)، وهَنّاد في «الزهد»: (331)، واللفظ له، و «العلل» للدارقطني: (1325) مرفوعًا، وصوَّب وقفه، لكن هو في حُكم المرفوع؛ لأنه مما لا يُدرَك بالقياس، ولا يُعرَف أبو موسى - رضي الله عنه - بالتحديث عن أهل الكتاب، وهو في «البعث والنشور» للبيهقي: (300)، وقوى إسناده ابن حَجَر في «فتح الباري»: (11/ 394).
(24) البيهقي في «البعث والنشور»: (299)، وحسَّن إسناده ابن حَجَر في «الفتح»: (11/ 294).
(25) يُنظَر: «المفهم» للقرطبي: (3/ 75)، و «شرح الموطأ» للزُّرقاني: (4/ 542)، و «الكوكب الوهّاج» للهَرَري: (24/ 319 - 320)، و «شرح بلوغ المرام» للشِّثْري: (2/ 104)، و «منحة العلّام» لعبد الله الفوزان: (4/ 473).
(26) يُنظَر: «العلو» للذهبي: (ص:84)، و «مختصر العلو» للألباني: (ص 105).
(27) النسائي في «السُّنَن الكبرى - التأصيل»: (8774، 8775، 10486، 10487، 10489)، والحاكم في «المستدرك»: (1636، 2543)، وصحَّحه الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»: (2759)، و «صحيح موارد الظمآن» له: (2017)، و «تخريج الكَلِم الطيب» له: (179).
(28) مسلم: (2864).
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
..............................
( يوم لا ظل الا ظله )
لو قال لنا قائل . اذا كان في ذلك اليوم لا ظل الا ظله و قلنا ان الظل مخلوق
فسائر ايام الدنيا لا ظل الا ظله . لان الظل مخلوق
فما الفائدة في تخصيص ذلك اليوم ؟
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
..............................
( يوم لا ظل الا ظله )
لو قال لنا قائل . اذا كان في ذلك اليوم لا ظل الا ظله و قلنا ان الظل مخلوق
فسائر ايام الدنيا لا ظل الا ظله . لان الظل مخلوق
فما الفائدة في تخصيص ذلك اليوم ؟
لفظ الظِّل جاء تارة مضافاً إلى الله تعالى، وتارة مضافاً إلى العرش.
أولاً: الظل مضافاً إلى الله تعالى
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا .
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((... أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) .
3- حديث أبي اليسر رضي الله عنه مرفوعاً: ((من أنظر معسراً أو وضع عنه؛ أظله الله في ظله)) .
ثانياً: الظل مضافاً إلى العرش
1- حديث: ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله...)) .
2- حديث أبي قتادة رضـي الله عنه: ((من نَفَّسَ عن غريمه أو محا عنه؛ كان في ظل العرش يوم القيامة)) .
3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((من أنظر معسراً، أو وضع له؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه))
معنى (الظل) الوارد في الأحاديث:
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: (بيان آخر يدل على أن للعرش ظلاً يستظل فيه من يشاء الله من عباده) ، ثم ذكر بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي))، ثم أورد حديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وكأنه رحمه الله يشير إلى أنَّ الظل في حديث السبعة هو ظل العرش الوارد في حديث المتحابين في الله.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: (صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن ((من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، خرَّجه مسلم من حديث أبي اليسر الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن غريمه، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة))، وهذا يدل على أن المراد بظل الله: ظل عرشه) .
وقال البغوي في شرح حديث السبعة: (قيل: في قولـه: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش) .
وقال الحافظ ابن حجر عند شرح حديث السبعة: (قيل: المراد ظل عرشه. ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن: ((سبعة يظلهم الله في ظل عرشه...)) (فذكر الحديث)، وإذا كان المراد ظل العرش؛ استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس؛ فهو أرجح، وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضاً تقييد ذلك بيوم القيامة؛ كما صرح به ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر، وهو عند المصنف في كتاب الحدود، وبهذا يندفع قول من قال: المراد ظل طوبى أو ظل الجنة؛ لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة، ثم إنَّ ذلك مشترك لجميع من يدخلها، والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فَيُرَجَّحُ أنَّ المراد ظل العرش)
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية السؤال التالي:
(ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) الحديث؟.
فأجابت: المراد بالظل في الحديث: هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى، كما جاء مفسراً في حديث سلمان رضي الله عنه في (سنن سعيد بن منصور)، وفيه: ((سبعة يظلهم الله في ظل عرشه)) الحديث. حسَّن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ... وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في (الوابل الصيب) وفي آخر كتابه (روضة المحبين) إلى هذا المعنى)
قال الشيخ عبدالرحمن البراك: (الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق)
إلا أن الشيخ عبدالعزيز بن باز أثبت صفة الظل لله تعالى، وفي هذا نظر!
سئل رحمه الله:
حديث السبعة الذين يظلهم الله عزَّ وجلَّ في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلا؟
فأجاب: (نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات (في ظل عرشه) لكن في الصحيحين (في ظله)، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق)
الموسوعة العفدية
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
..............................
( يوم لا ظل الا ظله )
لو قال لنا قائل . اذا كان في ذلك اليوم لا ظل الا ظله و قلنا ان الظل مخلوق
فسائر ايام الدنيا لا ظل الا ظله . لان الظل مخلوق
فما الفائدة في تخصيص ذلك اليوم ؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
((وقوله: "لا ظل إلا ظله"؛ يعني: إلا الظل الذي يخلقه، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل؛ فإن هذا باطل؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل.
ففي الدنيا؛ نحن نبني الظل لنا،
لكن يوم القيامة؛ لا ظل إلا الظل الذي يخلقه سبحانه وتعالى
ليستظل به من شاء من عباده)). أ.هـ
شرح العقيدة الواسطية (2/136) ط / دار ابن الجوزي:
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
الوابل الصيب
لعل ابن قيم رحمه الله يجعل المضاف من باب الصفات
قال الامام ابن القيم فى
الوابل الصيب(ص/54-55 )
جاء في الحديث "من ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة ، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه ، ومن أقال نادما أقال الله تعالى عثرته ، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه " .
لأنه لما جعله في ظل الإنظار والصبر ونجاه من حر المطالبة وحرارة تكلف الأداء مع عسرته وعجزه نجّاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش " اهـ.
- وقال رحمه الله في الوابل الصيب (ص65):
التاسعة والعشرون : أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل. اهـ
قال رحمه الله في طريق الهجرتين :
"لا ريب أن الحب والأنس المجرد عن التعظيم والإجلال يبسط النفس، ويحملها على بعض الدعاوى والرعونات والأماني الباطلة وإساءَة الأدب والجناية على حق المحبة.
فإذا قارن المحبة مهابة المحبوب وإجلاله وتعظيمه وشهود عز جلاله وعظيم سلطانه، انكسرت نفسه له وذلت لعظمته واستكانت لعزته وتصاغرت لجلاله وصفت من رعونات النفس وحماقاتها ودعاويها الباطلة وأمانيها الكاذبة، ولهذا في الحديث: (يقول الله عَزَّ وجَلَّ: أين المتحابون بجلالى؟ اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) ، فقال: (أين المتحابون بجلالي)، فهو حب بجلاله سبحانه وتعظيمه ومهابته ليس حباً لمجرد جماله، فإنه سبحانه الجليل الجميل.
والحب الناشئ عن شهود هذين الوصفين هو الحب النافع الموجب لكونهم في ظل عرشه يوم القيامة. فشهود الجلال وحده يوجب خوفاً وخشية وانكساراً، وشهود الجمال وحده يوجب حباً بانبساط وإدلال ورعونة. وشهود الوصفين معاً يوجب حباً مقروناً بتعظيم وإجلال ومهابة. وهذا هو غاية كمال العبد.1هـ.
وقال -رحمه الله- (ص354) :
"الطبقة الخامسة: أئمة العدل وولاته الذين تؤمَّن بهم السبل ، ويستقيم بهم العالم ويستنصر بهم الضعيف ، ويذل بهم الظالم ويأْمن بهم الخائف ، وتقام بهم الحدود ويدفع بهم الفساد ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقام بهم حكم الكتاب والسنة وتطفأُ بهم نيران البدع والضلالة .
وهؤلاء الذين تنصب لهم المنابر من النور عن يمين الرحمن عز وجل يوم القيامة فيكونون عليها .
والولاة الظلمة قد صهرهم حر الشمس وقد بلغ منهم العرق مبلغه وهم يحملون أثقال مظالمهم العظيمة على ظهورهم الضعيفة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يُرى سبيل أحدهم إما إلى الجنة وإما إلى النار.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المقسطون على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن تبارك وتعالى وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا))، وعنه: ((إن أحب الخلق إلى الله وأقربهم منه منـزلة يوم القيامة إمام عادل، وإن أبغض الخلق إلى الله وأبعدهم منه منـزلة يوم القيامة إمام جائر)) أو كما قال. وهم أحد السبعة الأصناف الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وكما كان الناس في ظل عدلهم في الدنيا كانوا في ظل عرش الرحمن يوم القيامة ظلاً بظل جزاءً وفاقاً". 1هـ.ّ
وقال رحمه الله في روضة المحبين (ص/379-380) :
التاسع والأربعون: أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة ، وعز الظاهر وعز الباطن ، ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن ، وإذا جمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد ليعلمن أهل الجمع من أهل الكرم اليوم ألا ليقم المتقون فيقومون إلى محل الكرامة .
وأتباع الهوى ناكسو رؤوسهم في الموقف في حر الهوى وعرقه وألمه وأولئك في ظل العرش اهـ
- ثم قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
الخمسون: أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى فإن الإمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه والشاب المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك ، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات ، والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه .
فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة .
وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ وهم ينتظرون بعد هذا دخول سجن الهوى فالله سبحانه وتعالى المسؤول أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. اهـ
-
رد: إضافة الظل إلى الله تعالى.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية السؤال التالي:
(ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) الحديث؟.
فأجابت: المراد بالظل في الحديث: هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى، كما جاء مفسراً في حديث سلمان رضي الله عنه في (سنن سعيد بن منصور)، وفيه: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه) الحديث. حسَّن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ... وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في (الوابل الصيب) وفي آخر كتابه (روضة المحبين) إلى هذا المعنى). [فتوى رقم (19939)]
قال الشيخ عبدالرحمن البراك: (الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق). [تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري: (ص12)]
إلا أن الشيخ عبدالعزيز بن باز أثبت صفة الظل لله تعالى، وفي هذا نظر!
سئل رحمه الله:
حديث السبعة الذين يظلهم الله عزَّ وجلَّ في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلا؟
فأجاب: (نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات (في ظل عرشه) لكن في الصحيحين (في ظله)، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق). [عليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري: (ص12)]