لا حظت على إحدى القنوات الإسلامية أنّهم غالباً يختمون كل حلقة من أي برنامج وعظي أو شرعي بالدعاء ويطلب الشيخ المحاضر من المشاهدين التأمين ؟
فهل تعلمون لهذا أصلاً ؟
عرض للطباعة
لا حظت على إحدى القنوات الإسلامية أنّهم غالباً يختمون كل حلقة من أي برنامج وعظي أو شرعي بالدعاء ويطلب الشيخ المحاضر من المشاهدين التأمين ؟
فهل تعلمون لهذا أصلاً ؟
لعل أصله حديث ابن عمر - رضي الله عنه - :
- كان ابن عمر إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات وزعم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكثر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا . النسائي .
- وعند الترمذي : أن ابن عمرقال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا . حسنه الألباني .
بارك الله فيكم ، وهل صح الأثر عن ان عمر؟ والحديث الذي صححه الألباني هل ضعفه أحد من أهل العلم ؟
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب :
– بعد حلقة الدرس . لا أرى به بأساً ، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة .
موقع المشكاة
حياك الله شيخ سليمان :
أثر ابن عمر لو قلنا بثبوته فلا يصلح لأنه لا يدل على الالتزام ، ولو كانت تلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مجالسه لنقل نقلاً أكثر .
ثم إن الأثر لم يفرق بين مجلس علم أو غيره وهذا يزيد الأمر إشكالاً ..
وشيء آخر أن الواقع غير المذكور في حديث ابن عمر ، فالدعاء طويل غالبا وفيه ابتهال وخشوع ، وأثر ابن عمر دعاء قصير أشبه ما يكون بكفارة المجلس فهذا غير ذاك .
الأخ سراج الجزائري : في العبادات لا يُقال جائز أو سنة ، بل إما مشروع أو غير مشروع ، فالسؤال هل له أصل فيكون مشروعاً أم لا فيكون محدثاً ؟
من معرفتي لكلام الفقهاء علمت بأنّه يقال عن تأدية عبادة في زمن معيّن أهو جائز أو واجب أو سنّة أو مكروه، كتحية المسجد : فمنهم من يقول بأنّه يحرم تأديّتها ما بين العصر و المغرب و منهم من يقول بأنّه يستحب فعلها و منهم من يقول بأنّها يجب و منهم من يقول بأنّه يكره . و لا شك أنّ القائلين بكراهية تأديتها أو إستحبابها أو وجوبها هم قائلين بجواز تأديّتها.
و الدعاء عبادة مشروعة و الدليل على مشروعيته الكتاب و السّنة و الإجماع و الأصل أنّه يجوز في أي وقت ما دام لا يوجد تحديد لذلك من حيث الأصل. و لا يوجد ما يدلّ على أنّ الدعاء في آخر الحصّة من البرنامج التلفزيوني و التأمين على ذلك بأنّه بدعة إلا إن كان يفعل ذلك من منطلق بأنّه يندب الدعاء في آخر الحصّة، أو بدعة فعل ذلك مع تصوير ذوات الأرواح من غير حاجة، فيحرم فعل ذلك الدعاء أمام الكاميرات.
وفقك الله أخي :
هناك لبس ، أنا أقصد السؤال المبدئي عن العبادة هو المشروعية من عدمها ، ثم بعد ذلك إن كانت مشروعة فهي بعد ذلك تأخذ حكمها من حيث الوجوب أو الاستحباب ، أما ما ذكرته من أحكام فليس عن أصل العبادة وإنما عن أحوالها ، فصلاة تحية المسجد مشروعة ثم اختلف العلماء بين الاستحباب والوجوب ، وصلاتها في أوقات النهي فيه خلاف بين المشروعية فيكون حكمها الوجوب أو الاستحباب حسب قول الباحث ، أ أو عدم المشروعية فتكون .
والدعاء أخي مشروع في الأصل هذا متفق عليه ، لكنّ التزامه في وقت معين أو حالة معينة أو بصيغة معينة لم يرد بها الشرع يدخل في البدعة الإضافية .
إلا إن جاءنا أحد الإخوة بأصل لهذا الفعل ، فإن المشايخ الذين يفعلونه من أهل السنة وأستبعد أن يداومون عليه بلا أصل ولو لم نوافقهم عليه .
إلتزام العبادة في وقت معيّن (جائز تأديّة هذه العبادة فيه في غير حالة الإلتزام) أو بحالة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) أو بصيغة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) لا يدخل في البدعة إن لم يكن يظن أنّه جاء في الشرع أفضلية هذا الإلتزام (فيما لم يرد الشرع فيه بذلك).
و الدليل على هذا ما يلي : بعث النبي محمد صلى الله عليه و سلّم رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ "قل هو الله أحد" . فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة و السلام ، فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال عليه الصلاة و السلام :"أخبروه أن الله يحبه". فيلاحظ بأنّ الرّجل هنا التزم فعل شيئ في عبادة من غير أن ينقل لنا بأنّه كان مؤذونا له بهذا الإلتزام قبل إقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم له و مع ذلك لم ينكر عليه النّبي صلى الله عليه و سلّم هذا الإلتزام.
و قد التزم جمع من العلماء من الآوائل و المعاصرين صيغ من الدعاء في آخر خطبة الجمعة لم يرد الشرع بإستحباب إلتزامها و التزام تأديّتها في آخر الجمعة
فالبدعة في إلتزام هيئة أو وقت في عبادة (لم يأتي في الشرع أفضلية هذا الإلتزام) إنّما يكون إذا كان يظن أنّ الشرع في الأصل يحث على هذا الإلتزام.
و لعلك تعلم بوجود الإختلاف بين العلماء في البدعة الإضافية و أنّه ليس كل العلماء على التأصيل الذي أصّله الشاطبي (رحمه الله) في هذا الأمر.
وفقك الله أخي
الأخ سراج وفقه الله
إذا لم يقر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي الذي كان يقرأ سورة الإخلاص فما يكون حكم عمله في ظنك ؟!!
فالزيادة يا أخي في زمن التشريع بدون نكير من المبلغ عليه الصلاة والسلام هي تشريع فاعلم هذا وفقك الله.
ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بقوله:
من رأىٰ النكير من النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجةً، لامن غير الرسول.
وأما قولك حفظك الله بأن هناك من خالف الشاطبي رحمه الله
أقول لك الحجة ليس في كلام الشاطبي وإنما الحجة في الأدلة التي تؤيد قول الشاطبي رحمه الله
أرجو ألا يغفل الأخوة قول الراوي وهو ابن عمر رضي الله عنهما " يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه " وقوله " كان يدعو بهن لجلسائه " ولم يُذكر التأمين أو طلبه في الروايتين
والشيخ المحدث محمد علي الأثيوبي حفظه الله يعمل بهذا الحديث في دروسه وبطريقة موافقه للحديث بحيث يسرد الدعاء بعد الدرس بصوت خافت وسريع ولعله يفعل ذلك حتى يتحاشي أن يؤمن أحداً خلفه.
وأما ما يفعل في بعض المحطات الفضائية فلا يمت للسنة بصلة والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
10416 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن غريب - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
87535 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك ، و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا ، و أبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، و اجعله الوارث منا ، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، و انصرنا على من عادانا ، و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: الكلم الطيب - الصفحة أو الرقم: 226
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
47408 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
هذا والله أعلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة لست أعرف عالما أفتى بجواز إلتزام هيئة من الدعاء و التأمين عليه في آخر البرنامج التلفزيوني فما قلته كان عن اجتهاد مني و لكن ما قلته كان مبنيا على أصول أراها صحيحة و قد استأنست بأقوال للعلماء في مسائل أخرى تشبه هذه الحالة فمثلا :
- قد أجاز علماء إلتزام الترضي على الصحابة في آخر خطبة الجمعة
- و نحن في المغرب العربي عندنا علماء يفتون بجواز التزام قراءة القرآن بعد صلاة الصبح و بعد صلاة العصر من أجل المراجعة و لكن من غير نيّة التعبّد في هذا التخصيص
- و أيضا أجاز العلماء التزام الترضي على الصحابة عند ذكر اسمهم أو اسم آحادهم رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
- و أيضا أجاز العلماء التزام الترحم على علماء المسلمين الميتين عند ذكر اسمهم أو اسم آحادهم رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
- و أيضا أجاز العلماء التزام ذكر حفظه الله عند ذكر عالم من العلماء الأحياء رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
فهذه الأربعة الأشياء الأخيرة هي إلتزام لهيئة و صيغة من الدعاء في وقت ما لم يرد في الشرع إستحباب إلتزام هذه الصيغة و كذا استحباب ذكرها في تلك الأوقات و هي معروفة متواترة عن العلماء
فما ذكرته أختي الكريمة له ما يشبهه في كلام العلماء
و أيضا أختي الكريمة لا أعرف في نصوص الكتاب و السّنة شيء يحرّم إلتزام عبادة في وقت يجوز تأديتها فيه و من عنده دليل فاليتفضل مشكورا و يقدّمه لنا ؟
أخي سراج وفقه الله
إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو على فعل الصحابي وحده ولا يكون إقراراً لكل من يزيد عبادة محدثة في أصلها أو وصفها.
وأما الدليل على وجود البدعة الإضافية فهو ما خرجه الدارمي في سننه من حديث عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا : لاَ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ : فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ - رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً ، فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِائَةً ، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ : أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه القائل فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد .
فهذا العالم رضي الله عنه أنكر على هولاء المتعبدون فعلهم وهم في المسجد والإنكار تسلط على الوصف وهو محدث لا على أصل العبادة وهي مشروعة. والله أعلم
البدعة هي ابتداع أمر في الدين لم يكن له أصلا مشروعا ، مثال على ذلك :من الامور التي لها أصلا في الشرع صلاة التروايح ،
فلذلك لم تكن بدعة ، ولكن لو نظرنا إلى الدعاء بعد الدرس والتزام هذا الامر ، هل ورد عن النبي فعل مثل هذا الأمر؟ المشروع أن يدعو المسلم ربه في كل وقت ولكن بمفرده وليس دعاء جماعيا ، فالأصل المشروع يكون بنفس الهيئة ، فلو التزم المسلم الدعاء بعد الدرس ولم يعتقد مشروعيته فهل يكون هذا جائزا ؟ ألا يدخل هذا في الزيادة في الدين؟أليس الأولى تركه؟
أسئلة تحتاج إلى أجوبة
الأخ ابن عقيل بارك الله فيك
بالنسبة لقولك :
إلتزام دعاء ما في وقت معيّن بصيغة معيّنة لا هو زيادة في أصل عبادة أو لا زيادة في وصفهااقتباس:
ولا يكون إقراراً لكل من يزيد عبادة محدثة في أصلها أو وصفها
و بالنسبة لقولك :
فأقول : النّبي صلى الله عليه و سلّم أقرّ التزام الصحابي بهيئة من هيئات العبادة دون أن يوجد نص على استحباب إلتزام تلك الهيئة من هيئات العبادة و الأصل أن لا تحمل على الخصوصية لذلك الصحابياقتباس:
إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو على فعل الصحابي وحده
و بالنسبة لقولك :
هؤولاء الذين أنكر عليهم عبد الله بن مسعود ما الذي حملهم على التسبيح و التكبير بالحصى ؟اقتباس:
وأما الدليل على وجود البدعة الإضافية فهو ما خرجه الدارمي في سننه من حديث عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا : لاَ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ : فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ - رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً ، فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِائَةً ، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ : أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه القائل فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد .
فهذا العالم رضي الله عنه أنكر على هولاء المتعبدون فعلهم وهم في المسجد والإنكار تسلط على الوصف وهو محدث لا على أصل العبادة وهي مشروعة. والله أعلم
الجواب : هو خوفهم أن تضيع حسناتهم و إلا فما معنى قول عبد الله بن مسعود التالي : "وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ"، و أيضا ما معنى قوله رضيّ الله عنه : "فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ " فالإنكار كان على هذا.
ثم عبد الله بن مسعود رضيّ الله عنه لم ينكر عليهم التسبيح بالحصى إذ لا يوجد هذا في الأثر
و قد أجاز علماء التسبيح بالمسبحة و من جملة هؤولاء العلماء عبد العزيز بن باز رحمه الله
فلا يوجد أي دليل في الأثر الذي نقلت في خصوص مسألة هذا الموضوع على ما ذكرت أخي الكريم.
ثم أنت يا أخي أنت لا تلتزم تأصيلك فمن خلال متباعتي لمشاركاتك و من جملتها هذه المشاركة وجدت أنّك تلتزم ذكر رضيّ الله عنه عند ذكر إسم صحابي ؟! فأين هذا من تأصيلك للبدعة الإضافية أما قرأت ما ذكرت أعلاه
و فقك الله
تعريفك للبدعة تعريف لا أتبناه فالذي ذكرتي هو جزء من البدعة
و بالنسبة للجواب على سؤالك فقد علمت إجابتي على سؤالك و قلت بأنّه كلام مقنع و جميل أم أنّه بالنسبة لك لا تعملين بما تقتنعين به حتى تجدي عالما يفتى بخصوص المسألة بعينها ؟!
بقي هل الأولى تركه ؟ فأقول : و إن كنت مبدئيا عندي نوع التوقف في هذه المسألة و لكن مبدئيا أرى أنّ الأولى عدم المواظبة لأنّ النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يواظب على هذا الإلتزام و المسألة تحتاج هنا إلى مزيد تحرير مني في المستقبل -إن شاء الله-و لكن المقطوع به عندي أنّ هذا الأمر جائز.
ثم من قال لك بأنّ الدعاء الجماعي غير مشروع ؟! مع التنبيه أنّ كلمة مشروع هذه ينبغي أن يكون تحتها خط و أن يوضّح من قالها ما المقصود منها ؟
أختي الكريمة المذهب الذي أتبناه في المسألة هو مذهب جماهير المسلمين من سلف الأمّة و خلفها و لو كنت مثل بعض النّاس لرميت من يخالفني في هذه القضية بالشذوذ و ما ذكرته من أمثلة في مشاركتي ما قبل القبل أخيرة في الموضوع يوضّح الأمر بجلاء
و فقك الله
دون أن أنسى تنبيه الأخ ابن عقيل على أن لا يلتزم ذكر : "وفقك الله" في كل مشاركة يريد أن يناقشني فيها ؟! إذ النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يلتزم قول : "وفقك الله" عند مناقشته لمن يخالفه.
أم أنّه بالنسبة لك لا تعملين بما تقتنعين به حتى تجدي عالما يفتى بخصوص المسألة بعينها ؟!
أخي الكريم ، أنا اخذ الفتوى من كبار العلماء ،أما هنا فالكلام للمدارسة وتعلم كيفية الاستدلال للمسائل
من قال لك بأنّ الدعاء الجماعي غير مشروع ؟
س1 : نحن جماعة في السودان نجلس في حلقة في المسجد لتلاوة القرآن الكريم يوميا بعد صلاة الفجر ، وفي نهاية التلاوة يدعو رجل مخصص ويرفع يديه ، ونحن نرفع أيدينا معه ونؤمن على ذلك . هل يجوز هذا العمل أم لا يجوز ؟
ج1 : هذا الدعاء الجماعي بعد انتهاء الحلقة المذكورة من قراءة القرآن - بدعة يجب تركها ، ولا مانع أن كل إنسان يدعو لنفسه منفردا بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم ، أو في غير ذلك من الأحوال ؛ لأن الدعاء عبادة ، وهو مطلوب كل وقت ، لا سيما بعد الفراغ من العبادة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هذه الفتوى لا دليل عليها و يخالفها كثير من العلماء عندنا في المغربو بالنسبة لقولك :
ثم من نقلت قولهم هم يلتزمون قول رضيّ الله عنه عند ذكر إسم كل صحابي فما موقفك أنت ؟
فأقول : الإنسان يأخذ الفتوى من العلماء عند الجهل أما إذا اقتنع بقول و قال أنّه كلام جميل و مقنع فهذا مطالب بأن يعمل بما اقتنع به حتى و إن لم يعرف قول عالم كبير في المسألة، يقول الله تعالى : "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، فعند العلم لا يشترط سؤال أهل الذكر.اقتباس:
أخي الكريم ، أنا اخذ الفتوى من كبار العلماء ،أما هنا فالكلام للمدارسة وتعلم كيفية الاستدلال للمسائل
و كي لا أطيل في المسألة أكثر أقول كخلاصة :
- من يرى أنّ إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بدعة فيلزمه بأنّ إلتزام قول : "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي بدعة و بالتالي يخالف جماهير المسلمين.
- و من يرى جواز إلتزام "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي كما عليه جماهير المسلمين فيلزمه عدم إعتبار إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بأنّها بدعة و العكس بالعكس، و بالتالي فلا يكون شاذا.
أخي الكريم انتبه الى الفتوى(ولا مانع أن كل إنسان (يدعو لنفسه منفردا) بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم ، أو في غير ذلك من الأحوال ؛( لأن الدعاء عبادة ، وهو مطلوب كل وقت )، لا سيما بعد الفراغ من العبادة ).
الدعاء الفردي في كل وقت مشروع،أما الجماعي فلايشرع إلا ماثبت في السنة كما في صلاة الاستسقاء أو صلاة الكسوف ، وفقك الله
أخي الكريم ،عندما قلت لك أن هذا الكلام مقنع وجميل طلبت منك ذكر من قاله من أهل العلم ، فنحن نفهم الدين بفهم السلف وليس بأفهامنا القاصرة ، فلانقول بقول لم يقل به السلف الصالح وهذا منهج أهل السنة والجماعة ،ونحن هنا نناقش المسألة وتعليقي على كلامك لايعني التزام هذا الرأي ورد الحق ان ظهر لنا والا لكان تعصبا ، بل نتبع الدليل ان ظهر لنا ، والحديث الذي ذكرته ان رجلااقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;36420
كان يقرأ سورة (قل هو الله احد )يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة ،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة ، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى ، والله أعلم
الأخ سراج هدانا الله وإياه للصواب
قياسك هذا قياس مع الفارق يا أخي
فالدعاء للمسلمين مشروع مطلقاً والأدلة على هذا كثيرة وأما الترضي على الأصحاب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم فهو تأسي بمن ترضى عنهم من فوق سبع سماوات ولا يحتاج النهار دليل قال تعالى { وَٱلسَّـٰبِقُون ٱلاْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِ نَ وَٱلانْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } وقال سبحانه {وَٱلَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ } فمن ترضى عنهم من باب الدعاء فهو مشروع ومن ترضى عنهم من باب الإخبار كذلك مشروع.
وأما فهمك لحديث ابن مسعود رضي الله عنه بما ذكرت فهذا الفهم خاطئ وسبب الخطأ هو الأصل الخطير الذي تسير عليه في فهم النصوص وعدم الإعتداد بمن سبقك من المؤمنين وسبيلهم المستقيم.
ففهم السلف واجب على من طلب الحق بل لا يجوز الخروج عن فهمهم إذا تيقنا من وصوله إلينا لقوله تعالى { ويتبع غير سبيل المؤمنين }
وفقك الله
الأخ سراج جزاك الله خيرا و لكن رفقا بالقوارير
الأخ ابن عقيل لم تجب على ما أورده الأخ سراج وفقك الله ؟! و ما ألزمك إياه
فما رأيك في التسبيح بالمسبحة ؟ و كما ذكر الأخ سراج الشيخ عبد العزيز بن باز أجاز التسبيح بالمسبحة إذا كان بغير نية التعبد كما في فتاويه
فهل مذهب عبد العزيز بن باز مخالف لمذهب السلف و هل فهمه كان مبني على أصل خطير ؟!
و هل يمكن أن تأتينا بأصل عن الصحابة أنّهم التزموا ذكر رضيّ الله عنه عند ذكرهم لبعضهم ؟ الله عزّوجل ترضى عنهم و لكن هل في الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التزام بالترضي عند ذكر كل صحابي ؟! - فما تتحدث عنه خارج عن محل النزاع-
الأخت سارة بالنسبة لقولك :
أختي الحديث الذي ذكره الأخ سراج كان لإثبات جواز التزام الدعاء في آخر الدرس و لم يتكلم آنذاك عن الدعاء الجماعي فهو لم يستدل به على جواز الدعاء الجماعي، فكيف فهمت ذلك ؟!اقتباس:
والحديث الذي ذكرته ان رجلا كان يقرأ سورة (قل هو الله احد )يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة ،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة ، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى ، والله أعلم
أما عن الدعاء الجماعي فقد ذكر علماء التفسير عند آية : "قد أجيبت دعوتكما" قصّة و هي أنّ موسى عليه السلام كان يدعو و أخوه هارون عليه السلام كان يؤمّن و هذا دعاء جماعي، فللدعاء الجماعي عدّة صور بعضها ممنوع و بعضها غير ممنوع
أما إذا دعى شخص و من يستمع لدعائه يؤمّن فهذا دعاء جماعي مشروع و أذكر أني اطّلعت على فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين يفتي فيها بجواز التأمين سرّا لمن يستمع لخطبة الإمام عند دعاء الإمام و هذا يا أختي دعاء جماعي
ثم يا أخت سارة صحيح الدّين يفهم بفهم السلف الصالح و لكن هناك أمور لم تكن موجودة في عهد السلف الصالح كالتلفاز و الدعاء في برنامج تلفزيوني مثلا فهنا نسير على أصول السلف الصالح لإستنباط حكم في الأمور النازلة
ثم يا أخت سارة ألم تنقلي ما يلي :
فأنت قد ذكرت بأنّ الشيخ السحيم لا يرى بأسا عن ما ذكر في سؤال الموضوع بشرط أن لا يلتزم بحيث يظن سنّة يعني أهو يجيز ما ذكر في السؤال من الدعاء الجماعي ؟! أم أنّك اخطأت في النقل ؟اقتباس:
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب :
– بعد حلقة الدرس . لا أرى به بأساً ، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة .
موقع المشكاة
ثم أيفهم من كلام الشيخ السحيم أنّه إذا التزم ذلك و لم يظن بأنّه سنّة أنّه لا بأس به ؟
يا أخت سارة الدّين يفهم بفهم الصحابة و العلماء أدلاء إلى الحق فإذا عرفت الحقّ في مسألة ما من غير الإطّلاع على فتوى عالم فلابأس و لا تتركي الحق حتى تعرفي قولا لعالم بحجّة أنّ الدين يفهم على حسب فهم العلماء ثم يا أختي واضح هنا بأنّ العلماء مختلفين و عند الإختلاف يردّ إلى الكتاب و السّنة فما أدلتك ؟! اللهم إلا إذا كنت مقلّدة فهذا أمر آخر
أختي الكريمة أنا لا أمنع من الدعاء الفردي و كذا لا أمنع من الدعاء الجماعي
يعني أسألك : لما شخص يدعو و الآخرين يقولون آمين أين الحرام هنا ؟!
أيضا من السّنة عندما يدعو إنسان يرفع يديه فما الحرام عند رفعهما عند الدعاء الجماعي ؟! و ما الدليل على أنّ هذا حرام
أنت تريدين أن نتناقش طيّب قدّمي لي أدلّتك كي نستطيع النقاش ؟
أما تأتيني بكلام عالم دون أدلّته فهذا ما ينفع ؟
الأخت هالة
شكرا على تنبيهك و أعتذر إن كان في كلامي شيئا من الغلظة اتجاه القوارير
و جزاك الله خيرا على مشاركتك
الأخ ابن عقيل أرجو أن تعيد قراءة كلامي فأظن أنّك لم تعيه
الأخت سارة بالنسبة لقولك :
اقتباس:
والحديث الذي ذكرته ان رجلا كان يقرأ سورة (قل هو الله احد )يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة ،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة ، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى ، والله أعلم
أختي الحديث الذي ذكره الأخ سراج كان لإثبات جواز التزام الدعاء في آخر الدرس و لم يتكلمآنذاك عن الدعاء الجماعي فهو لم يستدل به على جواز الدعاء الجماعي، فكيف فهمت ذلك ؟!
أختي الكريمة ، التزام الدعاء في اخر الدرس بحيث يدعو الشيخ ويؤمن الحضور من بعده ألا يسمى هذا دعاء جماعيا ؟
أما عن الدعاء الجماعي فقد ذكر علماء التفسير عند آية : "قد أجيبت دعوتكما" قصّة و هي أنّ موسى عليه السلام كان يدعو و أخوه هارون عليه السلام كان يؤمّن و هذا دعاء جماعي، فللدعاء الجماعي عدّة صور بعضها ممنوع و بعضها غير ممنوع
نحن هنا نناقش مسألة التزام دعاء الشيخ بعد الدرس وتأمين الناس على دعائه ،وليس مسألة دعاء شخص ويؤمن عليه اخر
أما إذا دعى شخص و من يستمع لدعائه يؤمّن فهذا دعاء جماعي مشروع و أذكر أني اطّلعت على فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين يفتي فيها بجواز التأمين سرّا لمن يستمع لخطبة الإمام عند دعاء الإمام و هذا يا أختي دعاء جماعي
أختي بارك الله فيك الدعاء في صلاة الجمعة ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
ثم يا أخت سارة صحيح الدّين يفهم بفهم السلف الصالح و لكن هناك أمور لم تكن موجودة في عهد السلف الصالح كالتلفاز و الدعاء في برنامج تلفزيوني مثلا فهنا نسير على أصول السلف الصالح لإستنباط حكم في الأمور النازلة
بارك الله فيك ، عندما قلت أننا نفهم الدين بفهم السلف أي أن طالب العلم عندما يبحث في مسألة ما (وكان قادرا على الاجتهاد) يبحث في نصوص القران والسنة فان لم يجد يبحث في أقوال السلف فان لم يجد لجأ إلى القياس والإجتهاد ،أما إذا لم يكن قادرا على الإجتهاد -أمثالنا- وكان لديه بعض العلم بحث في الادلة التي استدل بها العلماء فاذا تبين له الصواب في قول ما اخذ به ، وما نفعله هنا ليس الإفتاء في المسائل وإنما نحن نناقش الادلة لكي نتعلم طريقة استدلال العلماء بالأحاديث وطرق استنباط الأحكام ،أما حكم الامور النازلة فان العلماء يجتهدون في بحثها وفق فهمهم لقواعد الشريعة ، فاذا لم يجدوا في كلام السلف لجأوا إلى القياس وطرق استنباط الأحكام
ثم يا أخت سارة ألم تنقلي ما يلي :
اقتباس:
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب :
– بعد حلقة الدرس . لا أرى به بأساً ، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة .
موقع المشكاة
فأنت قد ذكرت بأنّ الشيخ السحيم لا يرى بأسا عن ما ذكر في سؤال الموضوع بشرط أن لا يلتزم بحيث يظن سنّة يعني أهو يجيز ما ذكر في السؤال من الدعاء الجماعي ؟! أم أنّك اخطأت في النقل ؟
عندما أنقل كلام العلماء لايعني أنني ساخذ به ، وإنما هي مدارسة للعلم
ثم أيفهم من كلام الشيخ السحيم أنّه إذا التزم ذلك و لم يظن بأنّه سنّة أنّه لا بأس به ؟لا ، بل يقول الشيخ لايلتزم بذلك ،وهو يرى أنه جائز
يا أخت سارة الدّين يفهم بفهم الصحابة و العلماء أدلاء إلى الحق فإذا عرفت الحقّ في مسألة ما من غير الإطّلاع على فتوى عالم فلابأس و لا تتركي الحق حتى تعرفي قولا لعالم بحجّة أنّ الدين يفهم على حسب فهم العلماء ثم يا أختي واضح هنا بأنّ العلماء مختلفين و عند الإختلاف يردّ إلى الكتاب و السّنة فما أدلتك ؟! اللهم إلا إذا كنت مقلّدة فهذا أمر آخر
وكما قلت لك نحن هنا نناقش الأدلة وكلام العلماء ونبحث في اختلاف العلماء لنقوي ملكة الاستنباط ، والله الموفق للصواب
«
الأخت سارة -وفقك الله- نفيك الإجتهاد عنا بالجملة غير صواب، ثم الإجتهاد يتبعض.
و بالنسبة لإلتزام الدعاء في وقت معيّن سواء أكان ذلك من فرد أو جماعة فما الدليل على أنّه بدعة ؟
و قد سبق التنبيه بأنّ أثر عبد الله بن مسعود السابق الذكر ليس فيه منع لا من الدعاء الجماعي و لا من التسبيح بالحصى سواء أكان ذلك عن انفراد أو جماعة إلا إن كان ذلك بدافع الخوف من ضياع الحسنات فطبعا فعل ذلك بدافع الخوف من ضياع الحسنات بدعة لأنّه عدم ثقة في الله عزّوجل و أنّه عليم و شك في عدالة الله، فهل يوجد عندكم دليل آخر أو هل لديكم ردّ على كلامي هذا ؟
الأخ سراج والأخت هالة
حتى لا تضيع الفائدة من النقاش وحتى لا يكون حوارنا حوار طراشان ؟!!
دعونا نتفق على المرجعية
هل تتفقوا معنا على وجوب فهم الدين على فهم السلف الصالحين وهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؟
أي لا يجوز لنا أن نخالفهم إذا أتفقوا في أمر من أمور الدين وخصوصاً في فهمهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
أنتظر الجواب
أوافق على فهم الدّين بحسب ما يدل عليه الكتاب و السّنة و الإجماع
أي أوافق على هذا الكلام :
اقتباس:
لا يجوز لنا أن نخالفهم إذا أتفقوا في أمر من أمور الدين وخصوصاً في فهمهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
تطبيق القاعدة التي ذكرها الإمام الشاطبي في الاعتصام لتمييز البدعة تقتضي الحكم على عدد من الأمور بالبدعة منها:
تلحين خطبة الجمعة، وقد كان سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يفعله،
تلحين خطبة الاستسقاء، وقد فعل ذلك سماحة المفتي حفظه الله
تلحين قراء الكتب العلمية
الدعاء في خطبة الجمعة لولاة الأمر،
وقد سبق أن كتبت بحثا في خطبة الجمعة، ثم سمعت شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ ينتقد الإمام الشاطبي في تطبيقه وأحكامه بالبدعة...
وطرد قاعدته رحمه الله:
أن الفاصل بين الرجال والنساء في المسجد بدعة
والمكبر للإقامة بدعة
والتزام ذكر الصلاة على الصحابة بعد الصلاة على النبي (ص)
وقراءة القرآن بداية الندوات، وقد كان يفعل بين يدي الإمام ابن باز رحمه الله بلا نكير
وغيرها كثير مما هو موجود بلا نكير من علمائنا حفظهم الله
ولو رجعنا إلى موقف أئمة السلف من المحدثات لبان لنا الطريق الصواب
فعكرمة رضي الله عنه يضع المصحف على عينيه ويقبله ويقول: كلام ربي كلام ربي
وعمرو بن العاص ررر يأمر ابنه -كما في البخاري - بأن يقف على قبره قدر ما ينحر جزور- للدعاء له والله أعلم
وابن عمر رضي الله عنهما له رأي في تتبع خطو النبي (ص) ولا أعلم حكم عليه بالابتداع
وسئل الإمام أحمد عن عمرة رجب فقال: أهل الشام يفعلونه، ولم يذكر أنه بدعة
والمسألة تحتاج إلى تتبع موقف الأئمة الكبار من السلف كالإمام أحمد ونحوه من أئمة الحديث
والشيخ أحمد صاحب الموضوع أهل لذلك
وموارد موقف الإمام أحمد موجودة مبثوثة في:
مسائل ابنه عبدالله
ومسائل صالح
ومسائل ابن هانئ
ومسائل الكوسج
ومسائل حنبل بن إسحاق
ومسائل الحربي
وغيرها مما هو مطبوع متداول
وإليكم ما كنت كتبت قبل عشر سنوات، مع التسليم بأن بعضها مسلم به، وبعضها يحتاج إلى تأنٍّ
فهذا بحث في بدع خطبة الجمعة، من كلام العلماء والمصنفين في البدع رحمهم الله. فمن أهم ما ذكره العلماء المصنفون في البدع:
• البدعة الأولى : التزام السجع والتثليث والتربيع والتخميس في دواوين الخطب والسجع قد ورد النهي عنه في الصحيح . الشقيري 19
ويستدرك على البدعة الأولى وهي الالتزام بالسجع في الخطبة ما قاله ابن عبد السلام في فتاويه : ولا يسجع الخطيب إلا بالفواصل الحساسة التي يرجى من مثلها التذكير والاتعاظ دون الرياء والسمعة وإظهار البلاغة والفصاحة ".
• قال ابن عبد السلام في جواب له على سؤال عن جواز ذكر شعر يتضمن موعظة في الخطبة في عيد أو جمعة ، أو شعر ينبه على رحيل شيء ودخول آخر وما يشعر بالفرقة أو ذكر حاجر والعقيدة وما أشبه ذلك أم .
فأجاب : لا تذكر الأشعار في الخطبة لأنه من أقبح البدع ، ثم تكلم عن ذكر هذه
المواضيع التي تذر بالفراق وأنها تذكر بالفسق . فتاواه / 486
• الثانية : جعل الخطبة الثانية عارية من الوعظ والإرشادات والتذكير والترغيب والترهيب والأمر والنهي – بل صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء للسلطان بدعة . والخطب النبوية ليست كذلك . الشقيري 90
• الثالثة : التزام ختم الخطبة الثانية بآية : اذكروا الله يذكركم أو ( إن الله يأمركم بالعدل والإحسان ) بدعة وقد كانت الخطب تختم في القرون الثلاثة بقولهم : أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ".
• الرابعة : مواظبتهم على قراءة حديث في آخر الخطبة الأولى دائماً بدعة ، إذ صار عند الناس كفرض ينكرون على تاركه ، ومواظبتهم في آخر الخطبة الأولى أيضاً على حديث " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " أو ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " لا شك أنه جهل وبدعة . الشقيري 89
• الخامسة : العدول عن السنة في القراءة لصلاة الجمعة من قراءة ما يراه الإمام من آيات أو سوراً متناسبة مع موضوع الخطبة . بدع القراءة لبكر أبو زيد ( 59 )
• السادسة : ذكر الأشعار في الخطبة . فتاوى ابن عبد السلام ( 79 ).
• السابعة : الترنم بالخطبة . قال علي محفوظ : والترنم وقت الخطبة ... إلى غير ذلك من البدع التي حدثت ولم تفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين مع وجود مقتضيها في زمن التشريع وعدم المانع منها . الإبداع / 45
• الثامنة : افتتاحهم خطبتي العيدين : الأولى بالتكبير تسعاً والثانية بالتكبير سبعاً وختمها بآية ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام ).
• التاسعة : ذكر الصحابة رضي الله عنهم في الخطبة : قال ابن عبد السلام في جواب له : ذكر الصحابة والخلفاء رضي الله عنهم والسلاطين بدعة غير محبوبة ولا يذكر في الخطبة إلا ما يوافق مقاصدها من الثناء والدعاء والترغيب والترهيب وتلاوة القرآن ... ثم قال : والأولى أن يقتصر في الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام على ما صح في الحديث ولا يزيد عليه بذكر الصحابة رضي الله عنهم ولا غيرهم .. " فتاوى ابن عبد السلام ط. الرسالة / 394
ولشيخ الإسلام رأي آخر في منهاج السنة فليراجع.
• العاشرة : ذكر الحكام في الخطب :
أجمع الفقهاء على تحريم ذكر الحكام بما ليس منهم وتملقهم ومنافقتهم في الخطبة ،
وقال الأحناف والحنابلة : يندب ذكر الخلفاء الراشدين والعمّين ( حمزة والعباس ) رضي الله عنهما في الخطبة ، ولا يندب الدعاء للسلطان عند بعض الأحناف وجوزه بعضهم وندب إليه الحنابلة واستدلوا على استحبابه بأن أبو موسى الأشعري دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الخطبة .
وقالوا : الدعاء للسلطان مستحب لأن سلطان المسلمين إذا صلح كان فيه صلاح لهم "
ينظر : التعليق على فتاوى العز بن عبد السلام ط. الرسالة ( 395 )
والمغني 2 / 304 وما بعدها ، الأم 1 / 201 ، الدر المختار 1 / 758 وما بعدها نيل الاوطار 3 / 329 ، الفقه وأدلته 2 / 288 فقه السنة 1 / 309
فتاوى ابن تيمية 1 / 129 والاختيارات العلمية ( ص 148 )
• الحادية عشرة : رفع الإمام يديه حال الدعاء في الخطبة – قال ابن تيمية : ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة وهو أصح الوجهين لأصحابنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعيه إذا دعا ، وأما في الاستسقاء فيرفع يديه لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما استقى على المنبر.
وقال السيوطي : ورفع أيديهم عند الدعاء بدعة قبيحة . الأمر بالاتباع / 247
ويدل عليه حديث عمارة بن رؤيبة في إنكاره على بشر بن مروان – أخرجه مسلم عن
حصين بن عبد الرحمن . ونص على بدعيته أبو شامة في الباعث . ص 284 .
وابن عابدين في الحاشية ( 1 / 768 ) وذكر أنهم يأثمون على الصحيح . عن تعليق
مشهور على الأمر بالاتباع . / 248
• الثانية عشر : الالتفات يميناً وشمالاً .
قال السيوطي : السنة الإقبال على الناس من أول الخطبة إلى آخرها.
قال الشافعي رضي الله عنه : ويقبل الخطيب بوجهه على الناس ولا يلتفت يميناً
وشمالاً " الأم ( 1 / 230 ) الأمر بالاتباع / 248
وينظر الباعث ( ص 85 ) وحاشية ابن عابدين ( 1 / 759 )
وروضة الطالبين ( 2 / 32 ) وإصلاح المساجد ( ص 48 )
لا حرج من الدعاء الجماعي بعد إلقاء المحاضرةهل يجوز الدعاء بشكل جماعي كأن يدعو الإمام بعد إلقاء المحاضرة مثلاً ؟ .
الجواب:
الحمد لله
الدعاء من أفضل العبادات التي يتعبد المسلم فيها ربه ؛ قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60 .
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ، (قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) رواه الترمذي (2969) وصححه ، وأبو داود (1479) وابن ماجه (3828) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وننبه هنا إلى أمرٍ مهم ، يختلط على كثير من الناس ، وهو التفريق بين "الذِّكر الجماعي" ، و "الدعاء الجماعي" ، فالأول : ليس له وجود في الشرع ، فلم يثبت أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه مع أصحابه بصوتٍ واحد ، ولا أنه كان يذكر ربَّه ويردد خلفه أصحابه رضي الله عنهم.
وأما الدعاء الجماعي : فله أصل في الشرع ، وصوره كثيرة ، ففي قنوت النوازل ، وقنوت الوتر كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ، ويؤمن أصحابه على دعائه من خلفه ، وجمهور العلماء يرون تأمين المصلين على دعاء الخطيب يوم الجمعة ، وكذا في الاستسقاء ، وهكذا في صور مختلفة متعددة .
وأما الدعاء الجماعي البدعي فمن صوره :
1. أن يَجمع المسلمُ طائفة من الناس من أجل الدعاء فقط .
فعن أبي عثمان قال : كتب عاملٌ لعمر بن الخطاب إليه : أن ها هنا قوماً يجتمعون ، فيدعون للمسلمين ، وللأمير ، فكتب إليه عمر : "أقبل ، وأقبل بهم معك" ، فأقبل ، وقال عمر للبواب : أعِدَّ لي سوطاً ، فلمَّا دخلوا على عمر : أقبل على أميرهم ضرباً بالسوط .
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (13/360) وسنده حسن .
2. ومنه : اجتماع الناس للدعاء بصوت واحد .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
الذِّكر الجماعي بصوت واحدٍ سرّاً ، أو جهراً ، لترديد ذكر معين وارد ، أو غير وارد ، سواءً كان من الكل ، أو يتلقونه من أحدهم ، مع رفع الأيدي ، أو بلا رفع لها : كل هذا وصف يحتاج إلى أصلٍ شرعيٍّ يدل عليه من الكتاب والسنَّة ؛ لأنه داخل في عبادة ، والعبادات مبناها على التوقيف ، والاتباع ، لا على الإحداث والاختراع ؛ ولهذا نظرنا في الأدلة في الكتاب والسنَّة : فلم نجد دليلاً يدلُّ على هذه الهيئة المضافة ، فتحقق أنه لا أصل له في الشرع المطهر ، وما لا أصل له في الشرع : فهو بدعة ، إذاً فيكون الذِّكر ، والدعاء الجماعي بدعة ، يجب على كل مسلم مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم تركها ، والحذر منها ، وأن يلتزم بالمشروع .
وعليه : فالدعاء الجماعي بصوت واحدٍ ، سواءً كان دعاءً مطلقاً ، أو مرتَّبا ، كأن يكون بعد قراءة القرآن ، أو الموعظة ، والدرس : كل ذلك بدعة .
"تصحيح الدعاء" (ص 134 ، 135) .
وأما دعاء المحاضِر ، أو المعلِّم ، في آخر درسه ، وتأمين الحاضرين على دعائه ، فالظاهر لنا من سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم : جواز ذلك ، بل استحبابه .
فعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ : (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا ، وَأَبْصَارِنَا ، وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا) . رواه الترمذي (3502) ، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وبوَّب عليه النووي في كتابه " الأذكار " بقوله : " باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه " .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
أحياناً بعد إلقاء محاضرة ، أو درس من الدروس : يدعو المحاضر ، ويرفع يديه ، فهل نجلس معه أثناء الدعاء الجماعي ، أم ننصرف بعد المحاضرة قبل بدء الدعاء ؟ .
فأجاب :
"لا بأس بالدعاء بعد المحاضرة ، أو بعد الموعظة ، أو الذكرى ، لا بأس بالدعاء ، يدعو الله للحاضرين بالتوفيق ، والهداية ، وصلاح النية ، والعمل ، لكن رفع اليدين في مثل هذا لا أعلم فيه دليلاً ، ولا أعلم أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا العموم ، عموم رفع اليدين بالدعاء ، وأنه من أسباب الإجابة ، لكن لم أحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان بعدما يعظ الناس ، ويذكِّرهم ، كان يرفع يديه ، ويدعو ، فلو كان هذا يفعله : لنقله الصحابة رضي الله عنهم ؛ فإنهم ما تركوا شيئاً إلا نقلوه ، رضي الله عنهم ، فالأولى ، والأحوط : عدم الرفع في مثل هذا ، إلا لدليل يدل على ذلك ، أما كونه يدعو لهم بعدما يفرغ ، غفر الله لنا ولكم ، أو وقفنا الله وإياكم ، أو نفعنا الله وإياكم بما سمعنا ، أو ما أشبه ذلك : فهذا لا بأس به ، وإن أمَّنوا : فلا بأس بذلك" انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (شريط رقم 610) .
http://www.islam-qa.com/ar/ref/132538