-
ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
ضرورة التمييز بين:
الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
لا شكّ أنّ كلمة (التعصُّب) ليست غَرِيبة على طالب العلم...
فهي لَفظَة تَداوَلها العام والخاص...
وتحضُر بِقوَّة في المحاورات الفِقهية، والفضاءات العِلمية...
حتّى أنّ بعضهم مِمَّن ضَعُفت حُجَّته، اختارها سِلاحاً، يُشهِره في وجه مُناظِره، وخاتمة يُنهي بها رُدوده الهزيلة.
وقد عدَّها بعضهم بأنّها (بِدعة)...وأنّها الاِبن المشؤوم للمذاهب الفقهية..
وألّف كتاباً..انتهى فيه أنّ: الوسيلة الناجعة للقضاء على التعصُّب المذهبي هي:
التخلُّص...والتح ر من المذاهب الفقهية (!)، وأعطى بديلا..هو: الأخذ مباشرة من الكتاب والسنَّة !!
ولا شكَّ أنّ هذه النتيجة عليها جُملَة ملاحظات..
ومناقشَتُها تتطلَّب الوُقوف على مقدِّماتها التّي كَوَّنتها..
.........
ويُعتبر تعريف (التعصُّب)/ المقدِّمة الأولى التي انطلق منها للوصول إلى نتيجته.
فمن ينظر إلى التعصب على أساس أنَّه: (مخالفة الدليل).
لا شك أنّه سيربط بينه وبين التمذهب...خصوصاً وأنَّه علِم بما لا يدع شك أن التمذهب يؤدي إلى مخالفة الكثير من الأحاديث.
ومن أجل ذلك...أصبح بعض من يشتَغِل بالعلم الشرعي يعتقد أنّ ثمَة ارتباط بين الأمرين، لذلك تجد أكثرهم إذا أراد أن يقول أنّه من مذهب فلان، راح يضيف بأنّه ليس من المتعصبين له !!.
......
وجدت لأحدهم خُطبة مُفرَغة في بعض المنتديات في مناقب الإمام مالك رحمه الله استفتحها بقوله:
"حديثنا عن العلماء ليس تعصبًا لأحد منهم !!، فكل إنسان يُؤخذ منهويُردّ إلا المعصوم".
ولأنّي - والحمد لله- جُبِلت على حبِّ التطلع والفضول...
فإنّي حاولت أن أُسطِّر بحثاً أُقرِّر فيه بعض الفروق القائمة بين اللفظين
عسى أن أستفيد به وإخواني في تحديد الاصطلاح...
وأحببت بدايةً أن أَضَع تعريفاً لمصطلح التعصُّب..
ثم تعريفا آخر لـ: (الصلابة في المذهب)
بعدها أَضَع الفروق التي تمَّ جمعها
ثم:
أحببت أن أذّيِّل البحث بذكر بعض التصرفات التّي لا يصلح أن يُوصف صاحبها بالتعصب.
راجيا من الله عز وجل التوفيق والسداد.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
التعصُّب لغة: الاستقواء، والمحاماة، والمدافعة.
قال ابن منظور في (لسان العرب):
التعصب: من العصبية، وهي: "أن يدعو الرجل إلى نُصرَة عَصبتِه، والتألُّب معهم، على من يُنَاوِءهم، ظالمين كانوا أو مظلومين".
أما في الاصطلاح فهو:
"انحياز لشيءٍ، والدفاع عنه دون مبرر معقول".
ويُعبِّر عنه علماء النفس بأنّه:
" نوع من الانحياز، والدفاع عن مسألة تحت تأثير العواطف".
ويصفونه بأنَّه وضع غير طبيعي، يتكوَّن ويتَرَاكم، فيتحكَّم في سلوك الإنسان كنوع من الانتقام وإشاعة الأذى للطرف المخالف.
.........
أمّا الصلابة في المذهب
فهي وصف لمن كان تابعاً لمذهب إمام معين، وأصبح صلبا فيه، ثابتاً على قواعده، منافحا عن اختياراته.
فهي: انحياز لشيء والدفاع عنه انطلاقاً من مُعطيات موضوعية واقعية.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الفرق الأوّل:
أنّ الصَلابة في المذهب/ تحمل صَاحِبها أن يعتقد أنّ:
قوله صحيح يحتمل الخطأ، وأنّ قول غيره خطأ يحتمل الصواب.
أمّا المتعصِّب/ فإنّه يرى:
أنّ قوله حقٌُّ وصواب، وقول غيره خطأ وباطل.
.......
-والفرق واضح بينهما-:
إذ من يعتقد صِحَّة قوله، ويحتمل وجود الخطأ فيه يكون مستعِدًا لمناقشة غيره.
من أجل ذلك كان الشّافعي وهو صاحب هذه المقولة يُنَاظِر أقرانه، ويبحث عن الحق عِندهم.
فقد ثبت عنه كما في الفقيه والمتفقه (2/ 26) أنّه كان يقول:
"ما كلَّمت أحداً قطُّ، إلاّ ولم أُبال/ بيَّن الله الحقَّ على لساني أو لِسانه".
فتأمل، واعتبر:
يُنقَل عنه أنّه/ كان: يرى أنّ قوله صواب، ثمّ ينتظر أن يُظهِر الله الصواب على لسان مخالفه
وهذا وجه احتمال وجود الخطأ الذّي قيَّد به قوله.
وقد بلغ في هذا الباب مبلغاً، حُقَّ لكل من تَبِعه وانتسب إليه أن يفتخر به.
قال الإمام ابن عبد الحكم كما في أعلام النبلاء (10/ 50):
"ما رأيت الشّافعي يُناظِر أحداً إلاّ رَحمته، ولو رأيت الشّافعي يناظرك لظننت أنّه سبع يأكلك، وهو الذّي عَلَّم النّاس الحجج".
هذا بالنسبة لمن كان صلباً في مذهبه
أمّا من كان متعصبا، فإنّه لا يعطي فرصة لمن خالفه..لأنّه ببساطة تعلَّم أن قوله وفعله حقّ...لا يقبل النقاش
والأمثلة في ذلك كثيرة:
فقد روى شمس الدّين الراعي في انتصار الفقير السالك (ص: 304):
أنّه سافر مع قاضي الشَّام الذّي كان شافعيا، ومعه عبدٌ صغير يؤذِّن لهم في الصلاة.
قال:
"فأذّن يوماً فلَحَن في آذانه، فدَعَوته، وأصلحت له اللحن، فلمّا أَذَّن ثانية لم يُربِّع، فدَعَاه وأنكر عليه إِنكاراً عظيماً، وقال له:
لِمَ أذَّنت مالكياً ؟!!!، ولم يقل له: لِم لا رَبَّعت التكبير ؟
ثمّ التفت إليَّ منكِراً وقال:
أنت يا سيِّدنا علَّمته ؟، فقلت له: إنّما أصلحت له اللحن...".
......
فقَارِن !:
بين من كان صلبًا في مذهبِه في المثال الأوّل، وبين متعصِّب لا يملك إلاّ أن يُخطِّأ النّاس بغير حُجَّة.
فهذا فرق أوّل فاحفظَه.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أنّ الصلابة في المذهب تجعل صاحبها يعتقد أنّ أتباع المذاهب السُنيِّة الأخرى، التّي خالفته في بعض المسائل الظنية إخواناً له، خالفوه في حُكمِها لأنّهم نَظَروا إلى هذه المسائل من زوايا أخرى، وصَحَّت عندهم بتطبيق قواعد وأصول لها حظٌّ من النظر.
يبلغ به الأمر أن يرى أنّ أتباع المذاهب الأخرى في الأقوال المخالفة له (هلكى)، و(على ضلال)، و(أصحاب بِدع)، وربما أخرجهم من المِلَّة.
وقد وقع هذا في الأمة الإسلامية كثيراً
ما جاء في تذكرة الحفاظ (3 / 375)أنّ ابن حاتم الحنبلي قال:
"من لم يكن حنبليا فليس بمسلم !".
و روى صاحب مرآة الزمان (8 / 44) أنّ المظفر الطوسي من الشّافعية قال:
"لو كان لي من الأمر شيء لأَخذت على الحنابلة الجِزية".
وروى شمس الدين الراعي في انتصاره للإمام مالك، ص: 297.
أنّ واحدا من قضاة الشافعية كان يقول:
"لو قَطَع الله أثر مذهب مالك استراحت النّاس مِنه".
وقال نجم الدّين الطوفي في شرحه على الأربعين، (ص: 260):
أهل جيلان من الحنابلة إذا دخل إليهم حنفي قَتَلوه، وجعلوا ماله فيئاً كحُكمِهم في الكفّار".
"وبلغنا أنّ بعض بلاد ما وراء النهر من بلاد الحنفية كان فيه مسجد واحد للشّافعية، فكان والي البلد يخرج كلّ يوم لصلاة الصبح فيرى ذلك المسجد فيقول:
أَمَا آااان لهذه الكنيسة أن تُغلَق !
فلم يَزَل كذلك حتّى أصبح يوماً وقد سُدَّ باب ذلك المسجد بالطين واللبن، فأُعجِب بذلك".
"الحنابلة أحرقوا مسجدا للشّافعية
وقام خطباء الحنفية يلعنون الحنابلة والشوافع على المنابر، ووقعت فتنة بين الحنفية والشّافعية فحُرِّقت الأسواق والمدارس".
هذا...، وأنصحك إن أردت الاستزادة من مثل هذه الروايات أن تنظر الذّي حكاه ياقوت الحموي في معجم البلدان (1 / 209)، وغيره
فإنّي لا أحب أن أطيل وأُغرِق.
إن كان إلحاق المخالف بأهل الكتاب في طريقة التعامل من آثار التعصب
فإنّ إلحاقه - أيضا- بأهل البِدع لمخالفته في مسائل ظنِّية: أثر من آثار التعصُّب أيضاً.
ومثاله، ما يقوله بعض الدُعاة أنّ:
"الدرس الراتب قبل خطبة الجمعة لا يفعله من أئمة المساجد عندنا إلاّ أهل البِدع منهم !!".
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أنّ الصَلب في المذهب، يكون متعبِّدا بقول إمامه في المسألة مع:
عِلمه بدليل الإمام، وبِطريقة استدلاله
فيكون بعدها مستعِدًا أن يدافع، وينافح عمَّا اعتقده، كما يفعل إِمَامه.
فيكتفي بتقليده دون بحثٍ عن دليله، فلا يعرف دليل القول الذّي انتحله، فضلاً عن أن يعرف قول مخالفه.
فلا يكن همك أخي الحبيب أن ترمي مناظِرك بالتعصُّب فَورَ أن تسمع أنّه قال بقول خالف فيه حديثًا (في اعتقادك طبعا !!)، قبل أن تعلم طريقة عرضِه للدليل، لأنّك قد تقع في التعصُّب وأنت تنهى عنه.
أنّ أحدهم كَتَب فقرة مَلأَها بعلامات التعجُّب (!)، يُشنِّع على المالكية في إنكارهم لخيار المسجد، قال فيها:
"مازال!! المالكية!! المتأخرون(!) يتعصبون!!! لهذا القول (!) ولو كان مالكاً رحمه الله حيًّا وَوَصله الحديث لرجع عن قوله إلى قول النبي (ص)!!!....".
وجواب هذا المتعجب، ما رواه الراعي شمس الدِّين في انتصار السالك (ص: 225) أنّ:
"يا أبا عبد الله هل عرفت حديث البيِّعان بالخيار !!! ؟
قال له: نعم، وأنت تلعب مع الصبيان في البقيع".
"لِم رَويت حديث (البيعان بالخيار) في الموطأ ولم تعمل به ؟
لِيعلم الجاهل مِثلك أنّي على عِلم تركته".
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أنّ الصَلب في مذهبه يرى أنّ إمامه بلغ درجة الاجتهاد المطلق، وفتح الله عليه، إلاّ أنّ الخطأ والزلل قد يقع منه، سواء كان ذلك:
سهواً منه، أو لانفلات قاعدة فقهية، أو أصولية، أو لغوية أثناء تعامله مع النصوص التي يريد تنزيلها على الحوادث.
فلا يعتقد الخطأ من إمامه إطلاقاً.
إلاّ أنّه ينبغي أن يفهم أخي القارئ أنّ التخطئة مسألة نِسبية، تختلف من إمام إلى إمام، وكلٌّ ينطلِق من قواعده الخاصَّة، فيرجِّح ما قَوِي عنده، ويضعِّف قول المخالف
من أجل ذلك يجب أن تكون عندك قواعد.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
تصرفات لا يصلح أن يُوصف صاحبها بالتعصب
إذا فَهِمت أخي الفاضل ما قُلت لك، وميَّزت الفوارق بين الصلابة في المذهب والتعصُّب المذهبي، يجب أن تفهم أيضا أمورا أخرى، شاعت في كتب بعض أهل العلم، يَصِفون فيها أقرانهم أو مناظريهم، أو من يحكون حالهم بـ: (التعصُّب)، إلاّ أنّك إذا تأملت هذه الصِفات وجدت أن أصحابها لم يفعلوا الشّيء الذّي يستحق أن يوصفوا مِن أَجلِه بالتعصُّب.
............
من ذلك:
........
1. من أُعجِب بمذهبه الفِقهي، ووصَّى النّاس به.
فإن اعتقد إمام من الأئمة: ترجيح مذهبه على غيره من المذاهب، وتقديمها عليها، بالأدلة الواضحة والبراهين، ثمّ نصح النّاس أن يكونوا على مذهبه
فلا أظنّ – والله أعلم- أنّه يَصِح لطالب العلم أن يُنكِر عليه.
فقد وقع من بعض الفضلاء ممن يُعدِّد أخطاء المتعصبين هذا الأمر.
فإذا قال القاضي عياض مثلاً:
"ومالك المرتضى لا شك أفضلهم *** إمام دار الهدى والوحي والسنن"
أو:
قال محمّد بن إبراهيم البوشنجي الشّافعي:
"إنّي حياتي شافعي فإن أَمُت *** فوصيتي بعدي بأن يتشفعوا".
ومثله قول أبو إسماعيل الأنصاري الهروي:
"أنا حنبلي ما حييت وإن أَمت *** فوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا".
فلا أظنّ أنّ ذلك عيب من العيوب التّي تجوِّز وصف صاحبها بالتعصُّب....
......
فلما رأى الإمام أنّ هذه الطريق أفضل الطرق، وتُرضِي الله عز وجلَّ على أكمل وجه، فما المانع من الوصية.
بخلاف: ما إذا ادَّعى العِصمة لإمامه، كمن قال:
"فلعنة ربنا أعداد رمل *** على من ردَّ قول أبي حنيفة".
فهذا -لا شك- قبيح.
.............
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
2. أن يستعمل لفظاً قد لا يروق لِمُخالِفه، فيَصِفه بالتعصب.
فهذا بعض الشّافعية انتقد على القاضي عياض، ونسبه إلى التعصب، وكان يقول: إنّه لم ينصف الشّافعي.
فسأله بعض المالكية: ما رأيت في كلام القاضي الذّي لم يُنصِف فيه الشَّافعي ؟
"لم يُنصِفه بقوله في (الشِفا):
وشذَّ الشّافعي في وجوب الصلاة على النبي (ص) !!".
فهذه لفظة قد تكون من الألفاظ المعتادة لمن عوَّد نفسه على كتب الخلاف، ويوجد ما هو أشنع منها، ولم يوصف أصحابها بالتعصب.
أن يراجعوا الأسباب التّي جَعلت البعض يرمي بعض الشيوخ والأئمة، فربما كانت الأسباب من هذا النوع...
فَعَوِّد نفسك الإنصاف، فقد تحتاج يوماً لمن يُنصِفك..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
3. بعض الأقوال التّي قالها أصحابها، فَفهِمَها غيرهم على غير مرادها.
مثالها: مقولة الإمام أبي الحسن الكرخي
حيث ثَبت عنه في كتابه (الأصول) أنّه قال:
"الأصل أنّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنهّا تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق!".
وهذه العبارة يذكرها كلّ من أراد أن يتحدَّث عن التعصُّب، يُقلِّد من تكلَّم قبله، وتعلّمها الصِغار فأصبحوا يتناقلونها فَكِهين.
يقولون: ما به هذا الإمام المتعصب ؟؟!...
"ترأس مذهب أبي حنيفة في زمانه، وترك طلبةً كانوا عُمدةً للمذهب بعده.
قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 168).
"ولو ذكرنا ما عندنا من أخبار أبي الحسن وأخبار أبي خازم لاحتجنا إلى كتاب مفرد"..
ولا يكاد يخلو كتاب أصولي من آرائه
كان نظَّاراً، مولعا بالجدل، يناظر أقرانه فيغلِبهم
أَتُراه كان يُواجِه خصمه بقول أبي حنيفة الذّي نسخ القرآن !!...
عجيب أمر من لا يبذل أدنى جهد ليُحسِن الظنَّ في حملة هذا الدّين.
ومقولة الإمام الكرخي هذه...
صاحبها أَجلُّ أن يَقصِد بها/ أنّ:
قول إِمامه هو الأصل، والقرآن والسنَّة هما الفرع
كما يقول ذلك من لا يحسن إلاَّ ترديد ما سَمِع..
وإنّما هي مقولة يُروَّض بها الناشئة والمبتدئون الذّين يقرأون المتون الفقهية
حتىّ إذا عَلِم حديثا أو آية ظهر له منها أنّها تخالف ما ذهب إليه صاحب المتن، قيل له:
إنّ هذه الآية أو الحديث منسوخ، أو مؤول
حتىّ يُلقِ في قلبه طمأنينة لما يقرأه
فإذا تعلم كيفية استنباط الأحكام أُخبِر بالطريقة.
فهي مقولة للتدريب و الترويض.
وإن أردت أن تدرك فائدة هذه المقولة، فانظر في حال من أُخبِر في بِداية تفقهه أنّ الإمام الذّي يقرأ متنه الفقهي يخالف آيات صريحة، وأحاديث صحيحة لا تُعدُّ ولا تستقصى...!!
نسأل الله أن يوفق معلِّمينا إلى منهجيةالطلب قبل الطلب.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
في الأخير:
أدعوك أخي أن تنفض الغبار عن جسدك، فإن أردت أن تكون فقيهاً فابتعد عن هذه الاتهامات.
.............
فما أثنى الله على الفقهاء خير ثناء،
وما قال نبيه (ص): "من يُرِد الله به خيراً يفقه في الدين"، إلاَّ لمنزلة هذا الفنّ.
.........
وأنصحك أخي الحبيب، وأقبل منه التعقيب (مهما كانت صِفته):
إذا فَهِمت أنّ التعصب أمر قبيح، وآثاره وخيمة على الأمة، وعلى دين الله
وأردت أن تُحاربه، فلتحرر معناه أوّلاً....
ولتُفرِّق بينه وبين بعض المصطلحات القريبة إليه
ثمّ:
اُسلك طريق أئمتنا في محاربته.
فقد حاربه الإمام الشّاطبي رحمه الله، وقال في أصحابه أشنع الأقاويل في أواخر كتابه الاعتصام، ولكنّه -رحمه الله- لم ينصح النّاس بترك إتّباع المذاهب مطلقاً.
وأقرَّ أنّ الحجة في كلام الشّارع (كما يقول كلّ مسلم)، إلاّ أنّه قال في خاتمة كتابه الاعتصام:
"إذا ثَبَت أنّ الحقَّ هو المعتبر دون الرجال، فالحقَّ أيضاً: لا يُعرَف دون وسائطهم، بل بهم يُتوَّصل إليه، وهم الأدلاء على طريقه".
..................
وهذا الإمام ابن العربي عيَّر المتعصبة في كتبه، إلاّ أنّه كان يفتخر بأنّه ناصر مذهب مالك.
..........
وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم: عُلِم من كتبهما (إنكار التعصب)، ويستدل بعضهم بأقوالهما للتحرر من المذاهب جميعاً، وقد كانا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ررر.
......
وأمّا من يقول لك، إنّهما لم يكونا مقلدين للإمام أحمد، بل كانا يتبعان الدليل
...........
فقل له:
"وهل الإمام أحمد كان على غير الدليل !!!".
............
اِفهم أخي....اِفهم...وار ق بنفسك
فإنّ بين التمذهب والتعصُّب الذّي فرَّق المسلمين فارق، فلا تُخلِط.
..............
قال الإمام البشير الإبراهيمي في الآثار (ص: 1/ 165):
"المذاهب الفقهية في حدِّ ذاتها ليست هي التّي فرَّقت المسلمين...".
...............
انتهى من كتابته: أبو سعيد بن المبارك بوعزة.
يوم: 23 ذي الحجة 1430هـ.
بالجزائر الحبيبة بلاد الإمام البشير الإبراهيمي.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
جزاكم الله خيرا
على هذا البحث الدقيق
والمهم جدا
اقترح ان يطبع في مجلة علمية محكمة
و بعد ذلك في كتيب مستقل
فهو ينطلق من عمق و نضج
بوركت جهودكم
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
قرأت المقال الذي تفضل به أبو سعيد الباتني ، و أعجبتني طريقته في العرض و المحاورة ، غير أني لا أستطيع الجزم بأنه مخطئ في رأيه الذي يراه ، و تفريقه بين " الصلابة " و بين " التعصب " صحيح نظريا ، متصور عقليا ، إلا أنه غير واقعي ، بل لم يأت بمثال واحد يوصف فيه عالم أو فقيه بأنه " كان صلبا في مذهب أبي حنيفة أو في مذهب مالك " مثلا ، لأن هذا هو البرهان على التفريق بين المصطلحين ، و ذلك حتى لا نتهم المشاهير الأعلام بأنهم متعصبون على مذاهب أيمتهم ، و إنما نعتقد فيهم أنهم ذوو صلابة فيها فحسب ، و الجاري عادةً في التراجم أن يذكروا كون فلان صلبا في دينه صلبا في السنة شديدا على المبتدعة و الروافض مثلا ، ثم يذكروا أنه كان شافعيا أو حنبليا و أنه كان متخيرا أو واقفا على حدود مذهبه ، و أرجو إن كانت هناك عبارات تصف المترجَم بأنه كان صلبا في مالكيته و حنفيته و تحنبله و تشفعه أرجو أن أحظى بمطلاعتها حتى أستفيد - بارك الله فيكم - ،
إن العودة إلى عصور التمذهب يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية ، إذ المذاهب كالقبائل و الأقاليم تورث العصبية و الانحياز خاصة عند الشباب ، لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين ، و ذلك بحفظ النصوص القرآنية و النبوية في أبواب الفقه و شرحها شرحا ميسرا سهلا على الطلاب أول الطلب ، ثم لا يزالون يتدرجون في مراقي العلم و درجات الكمال حتى يوفقهم الله للتوسع و الاطلاع على اختلافات العلماء و أقاويلهم حسب مذاهبهم فيتخير المجتهد منها ما تيقن أنه الصواب عنده ، و بهذا يكون التأسيس الصحيح لنفسية طالب العلم بإذن الله ، و لم يكن شيخنا أبو عبد المعز محمد فركوس - أعزه الله تعالى - إلا ناصحا لنا بهذا الطريقة و لم يكن ينصح لا بالرسالة و لا بمتن ابن عاشر و لا بغيرهما ، نعم و لست أحذر منهما و لا من غيرهما من الكتب المذهبية ، و قد سألت شيخنا أبا أحمد محمد ابن مكِّيٍّ العاصمي - حفظه الله - عن دراسة الفقه فنصحني بـ"التلقين" للقاضي عبد الوهاب الغدادي - رحمه الله تعالى - ، فلم أتذمر من نصحه بل فرحت به بل و ها أنا أعمل به و أدرس التلقين - أسأل الله أن يعينني على إتقانه - ، و بالله التوفيق ...
أخوكم : الطيب بن محمد العامري الجزائري ،،،
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
ملاحظة الطيب صياد
لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين
تنا قش بسؤال
الا تمثل المذاهب طريقة السلف
اليست نتاج زمن السلف
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني
3. بعض الأقوال التّي قالها أصحابها، فَفهِمَها غيرهم على غير مرادها.
مثالها: مقولة الإمام أبي الحسن الكرخي
حيث ثَبت عنه في كتابه (الأصول) أنّه قال:
"الأصل أنّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنهّا تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق!".
............
وهذه العبارة يذكرها كلّ من أراد أن يتحدَّث عن التعصُّب، يُقلِّد من تكلَّم قبله، وتعلّمها الصِغار فأصبحوا يتناقلونها فَكِهين.
يقولون: ما به هذا الإمام المتعصب ؟؟!...
.............
فقلت واعجباه ! إمام:
"ترأس مذهب أبي حنيفة في زمانه، وترك طلبةً كانوا عُمدةً للمذهب بعده.
قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 168).
"ولو ذكرنا ما عندنا من أخبار أبي الحسن وأخبار أبي خازم لاحتجنا إلى كتاب مفرد"..
ولا يكاد يخلو كتاب أصولي من آرائه
كان نظَّاراً، مولعا بالجدل، يناظر أقرانه فيغلِبهم
..............
أَتُراه كان يُواجِه خصمه بقول أبي حنيفة الذّي نسخ القرآن !!...
عجيب أمر من لا يبذل أدنى جهد ليُحسِن الظنَّ في حملة هذا الدّين.
..................
ومقولة الإمام الكرخي هذه...
صاحبها أَجلُّ أن يَقصِد بها/ أنّ:
قول إِمامه هو الأصل، والقرآن والسنَّة هما الفرع
كما يقول ذلك من لا يحسن إلاَّ ترديد ما سَمِع..
وإنّما هي مقولة يُروَّض بها الناشئة والمبتدئون الذّين يقرأون المتون الفقهية
حتىّ إذا عَلِم حديثا أو آية ظهر له منها أنّها تخالف ما ذهب إليه صاحب المتن، قيل له:
إنّ هذه الآية أو الحديث منسوخ، أو مؤول
حتىّ يُلقِ في قلبه طمأنينة لما يقرأه
فإذا تعلم كيفية استنباط الأحكام أُخبِر بالطريقة.
فهي مقولة للتدريب و الترويض.
.............
وإن أردت أن تدرك فائدة هذه المقولة، فانظر في حال من أُخبِر في بِداية تفقهه أنّ الإمام الذّي يقرأ متنه الفقهي يخالف آيات صريحة، وأحاديث صحيحة لا تُعدُّ ولا تستقصى...!!
.............
نسأل الله أن يوفق معلِّمينا إلى منهجيةالطلب قبل الطلب.
هذا التأويل بعيد بارك الله فيك ...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
حقيقة موضوع جيد.
وإني أعتبره ابداع.
وأما قول الأخ الطيب بن صياد أن الأخ أبا سعيد لم يذكر مثالاً على من كان صلبا في مذهبه غير متعصب فالأمثلة كثيرة:
خذ منها:
الإمام النووي فهل يقول أحد ممن عرفه بأنه متعصب؟!
ابن حجر الهيتمي.
الإمام ابن عبدالبر.
ابن عابدين الحنفي صاحب حاشية رد المحتار.
كل هؤلاء نصروا مذاهبهم ولم يحيدوا عنها طرفة عين, ومع ذلك لم يرمهم أحد بالتعصب.
أما إذا توقفنا عن مدح الأشخاص حتى نجد مدحهم قس كتب التراجم فهذا قول من لم يخبر أحوال العلماء وهو قول من السجاذة بمكان.
لأن كثيرا من الأمور تعرف بتتبع كلام الإمام في مؤلفاته, في وصل القارئ إلى نتجية معينة عند طريق الاستقراء فلا مانع من أن يحكم بها وإن لم يجدها منصوصة في كتب التراجم.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني
............
فإنّ بين التمذهب والتعصُّب الذّي فرَّق المسلمين فارق، فلا تُخلِط.
..............
ذكًرني قولك هذا بمقولة للعلامة الألباني رحمه الله يرد فيها بعضا من إدعاءات في كتاب عن السلفية فكان مما جاء فيها : ( نحن لا ننكر التقليد بل ننكر التديُن بالتقليد ) ولعلّها توضح الفارق المشار إليه والله أعلم
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب، والصديق القريب أبو سعيد**
عودة ميمونة، شفاك الله
قرأت شيئا من موضوعكم، وأصارحكم القول أني أعجبت بطريقة طرحكم وربطكم للجزئيات وتوضيفكم لأخبار السلف
وسأعود لقراءة باقي ما ورد فيه
وننتظر منكم المزيد، فعندكم ما نستفيد منه
وأنتظركم على الياهو، فلا تنسى أحبابك.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل
وأشكر لكم حسن ظنكم بي.
ولا شك أن بعض الكلام يحتاج إلى تعليق.
اقتباس:
المشاركة الأصلية: الطيب صياد
اقتباس:
إن العودة إلى عصور التمذهب يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية ، إذ المذاهب كالقبائل و الأقاليم تورث العصبية و الانحياز خاصة عند الشباب ، لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين
قولكم أخي الفاضل أن التمذهب "مرتع وخيم" لا يصلح أخي الكريم
فالتمذهب ليس فترة، وإنما هو طريقة وسبيل أئمتنا مذ عهد الصحابة رضي الله عنهم.
وأما قولكم أن المذاهب تورث العصبية، فمنه بدأت موضوعي هذا...
والإنسان مجبول على العصبية، فإن لم يرثها من التمذهب ورثها من غيره.
وعلى ذكر الشباب، فإن كثيرا منهم اليوم لا يعرف شيئا عن التمذهب، وانظر إلى مظاهر العصبية بينهم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية: أسامة بن الزهراء
اقتباس:
هذا التأويل بعيد بارك الله فيك ....
لا أظن أخي أنه تأويل بعيد، بل أراه أقرب التفاسير التي تليق بإمام قرأت ترجمته، فوجدت أنه شديد الورع، كثير العبادة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية: العاصمي من الجزائر
اقتباس:
ذكًرني قولك هذا بمقولة للعلامة الألباني رحمه الله يرد فيها على كتاب السلفية فكان مما جاء فيها : ( نحن لا ننكر التقليد بل ننكر التديُن بالتقليد ) ولعلّها توضح الفارق المشار إليه والله أعلم
أرجو أخي أن توضح لنا الفارق بين التقليد، والتدين بالتقليد ؟.
هذا وإن الشكر موصول لإخواني: أبا المظفر الشافعي، وأسامة ضيف الله، وجمانة أنس...
وبارك الله في الجميع.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
لا أظن أخي أنه تأويل بعيد، بل أراه أقرب التفاسير التي تليق بإمام قرأت ترجمته، فوجدت أنه شديد الورع، كثير العبادة.
وما علاقة الزهد والورع بما نحن فيه ؟!
وهل القاضي عياض - رضي الله عنه - ما كان شديد الورع كثير العبادة ؟!
وقد قال : ومالك المرتضى لا شك أَفضلهم ... إِمام دار الهدى والوحي والسنن
وهل شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي عليه رحمة الله ما كان زاهداً ؟!
فقد قال : أَنا حنبليٌّ ما حييت واِن أَمت ... فوصيتي للناس أَن يتحنبلوا
التأويل الذي ذكرته فاسد فساد مقولة الكرخي - رحمه الله - نفسها، والرد عليها وبيان بطلانها لايعني الطعن في صلاحه وعلمه وعبادته ...
وأنت تعلم أن نسبة مذهب من المذاهب إلى إمام من الأئمة لا يخلو من تسامح، فلم يكن مالك، أو الشافعي، أو غيرهم من الأئمة يدعون أحدهم إلى التمسك بأقوالهم، ولهم في ذلك كلمات نيرة، رحمهم الله أجمعين ...
وقد فصل كل هذا العلامة بكر القضاعي - رحمه الله - في كتابه الماتع : المدخل المفصل، انظر : 1 / 31 وما بعدها ...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
وقد صدق ابن حزم رحمه الله تعالى : " وَلَوْ حَقَّقَ كُلُّ ذِي قَوْلٍ قَوْلَهُ، وَحَاسَبَ نَفْسَهُ بِأَنْ لا يَقُولَ فِي الدِّينِ إلا مَا جَاءَ بِهِ قُرْآنٌ أَوْ سُنَّةً؛ لَقَلَّ الْخَطَأُ، وَلَكَانَ أَسْلَمَ لِكُلِّ قَائِلٍ، وَمَا تَوْفِيقُنَا إلا بِاَللَّهِ الْعَظِيمِ " .
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني
[size=5][color=#0000ff]أرجو أخي أن توضح لنا الفارق بين التقليد، والتدين بالتقليد ؟.
.
سأشفي غليلك يا شيخ فلا تعجل ...
سئل الإمام الألباني رحمه الله ما يلي :
سـؤال : يا شيخنا -بارك الله فيك- بالنسبة لمسألة يتذرع فيها المقلدة في الرد على من يدعوا إلى الكتاب والسنَّة والعناية بالحديث ، وهي قولهم : أن قبول تصحيح الحديث وتضعيفه هو من نفس الباب الذي يقبل فيه قول عالم في مسائل الفقه ، فرد لذلك الإمام الصنعاني في رسالته المعروفة بـ ( إرشـاد النقـاد ) ، في التفريق بين قبول قول العالم في مسائل الفقه وبين قبول قول المحدث في تصحيح الحديث وتضعيفه بأن تصحيح الحديث وتضعيفه مبني [ على ] قَبول لخبر الواحد العدل الثقة الذي أتفِقَ على قبوله ، وأن تصحيح الحديث وتضعيفه هو مبني على وفرة المعلومات المتعلقة بالإسناد المعين حول الرجال وما شابهه ، وأن الاختلاف في التصحيح والتضعيف هو مبني على الاختلاف في حصول هذه المعلومات أو عدمها .
فهل هذا الكلام صحيح ؟ ، وما قولكم في من أورد على ذلك في تصحيح الحديث أو تضعيفه أن هناك نقاط قد يختلف نظر المحدث الـمُصحِّح والـمُضعِّف فيها بناءًا على تعلقها بباب اجتهادي ؟ ، فما رأي فضيلتكم بالنسبة لهذه النقطة ؟ .(1)
الـجواب : يا أخي أنا أرى أن المشكلة ليست أن الحديث قائم على الإتباع المأمورين به وهذا يخالف التقليد المنهي عنه ، ليست هذه هي المشكلة ، لأني أنا شخصيا لست مقتـنعا في ذات نفسي بهذا التفريق ، أولا -كقناعة شخصية- لا فرق عندي بين أن يتبع المسلم مجتهداً في قوله عن شيء ما ( هذا حرام ) ، وهذا التحريم -بلا شك- قام على آية وإما على حديث صحيح عنده ، وبـين إتباعنا له أو تقليدنا إياه في قوله هذا الحديث الذي أنا بنيت عليه ذاك الحكم من التحريم هو حديث صحيح عندي ، -يعني- أظن أن المسألة هنا إذا وجّهناها بهذه الصورة من التفريق بـين التقليد في الفقه والإتباع في الحديث لا ننجح في الجواب -على الأقل أنا شخصيا- لأني أنا لست مقتـنعا بالفرق بين الأمرين ، ولعلَّ المثال السابق يوضِّح لكم ذلك : أي حينما يقول المجتهد آلات المعازف حرام ، نقول له ما الدليل ؟ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليكونن في أمتي أقوام .. الخ )) ، فإتباعنا وأنا أُرَاجِح بين الإتباع والتقليد لأنه في النهاية -بدنا نحط- على أحد التعبـيرين لأن تسميتنا -لإتباعنا لقول الإمام بالتحريم في أمر ما- : هو إتباع ليس تقليداً أو العكس نسميه تقليدا ليس إتباعا ، التسمية -كما هو لا يخفاكم في اعتقادي جميعا- لا يغير من حقائق المسميات ، صح ! ، إذن نحن إذا اتبعنا أمر الله عز وجل سواء في التصحيح للحديث أو التضعيف أو في التحريم أو التحليل فنحن اتبعنا أمر الله ، فسمُّوه ما شئتـم تقليدا أو إتباعا ، أنا أقول هذا وأنا من أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد والإتباع والتقليد حتى ما يذهب عن بالكم أنني مع أولئك الذين لا يفرقون بين الاجتهاد وبين الإتباع وبين التقليد ، لكن الآن نحن في مناقشة جزئية طُرِحَ السؤال حولها آنفا ، فأنا لا أريد أن أدِيـر البحث : هل أنا إذا اتبعت الإمام البخاري في تصحيحه لحديث ما أو تضعيفه لحديث آخر ، هذا إتباع أم تقليد ؟ ، ما يهمنا هذا الآن ، إنما يهمنا : هل يجب عليَّ أنا -وأنا لست عالـمًا بالتصحيح والتضعيف- هل يجب عليَّ أن أحُكِّمَ عقلي ورأيي فضلا عن هواي أن أصحّح وأن أضعف بجهلي أم عليَّ أن أتبع هذا العالم ، ما قال قلت ، قال : صَحَّ قُلت صَحَّ ، قال : ضَعُفَ قُلت ضَعُفَ ، كذلك بالمقابل إذا قال الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة هذا حرام أو هذا جائز فأنا تبنيّت قوله ، لست الآن في صدد التحقيق أن هذا التبني هو : إتباع أم تقليد ؟ ، لكن لا أظن أن هناك خلافًا في أن هذا الحكم لا خِلاف فيه ، أي أني أنا باعتباري لست عالـمًا وإنما أنا مخاطب بمثل قوله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، فأنا سألت عالـمًا : هذا حلال أم حرام ؟ ، قال لي : حرام ، فتبنيت ، لا أقول الآن اتبعت ، ولا أقول الآن قلدت ، لأنه لا نريد أن نخوض في هذه القضية بالذات ، فهل أنا اتبعت الشرع في هذه الحالة أم لا ؟ ، لا شك أن الجواب : نعم ، فعلت ما يجب عليَّ لأنني ائتمرت بقول الله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، الإمام بخاري أو مثله سألته عن حديث فقال صحيح ، فاتبعته وقال في حديث آخر ضعيف فتبنيته ، ندخل في صمام الجواب ودون العدول إلى التفريق بين الإتبـاع والتقليد هذا لعله يأتي البحث فيه قريـبا -إن شاء الله- .
إذا كان كلٌ ممن تبنّى قول الإمام المحدث المصحّح أو المضعّف ، ومن تبنّى قول الإمام المحرّم أو المحلّل وهو جاهل يكون قد نفذ الحكم الشرعي ، نحن نسأل الآن أولئك الذين أوردوا هذا السؤال : هل أنتم معنا في أن الواجب على كل مسلم غير عالم أن يتبع الفقيه في فقهه والمحدث في حديثه أم لا ؟ ، فما هو جوابهم فيما تظن باتصالك بهم واستماعك لشبهاتهم ؟؟؟؟ ، أمَّا أنا فأقول ليس لهم جواب وحينئذ سيلتقون معنا رغم أنوفهم هذا الالتقاء الذي يُلزمهم بأن يكونوا معنا وليس علينا ، ذلك لأننا نحن في الوقت الذي لا نفرِّق بين وجوب إتباع -لنقل الآن العامي الجاهل- لا نفرق بين وجوب إتباعه أو تبنيه لقول المحدث وبين تبنيه لقول الفقيه كذلك هم عليهم بالمقابل بناءا على هذا الاستظهار الذي استظهرته آنفا عليهم أيضا أن لا يفرقوا بين تبنيهم -أو نسميه تـقليدهم- لأنهم يتبنون هذه اللفظة ولا ينكرونها مطلقا ، حينئذ عليهم أن يتبنوا معنا كما يقلدون فقهائهم عليهم أن يقلدوا محدثيم ، فهم يلتقون معنا في وجوب العمل بالأمرين كما قُلت مستظهرا ويختلفون عنا عملا فإنهم لا يُعرِّجُون إطلاقا إلى أقوال المحدثين وبذلك يَخسرون جهود الألوف المؤلفة من علماء الحديث طيلة هذه القرون الطويلة ثم يجمدون على إتباع العشرات أو المئات من الفقهاء لمجرد التقليد ، فنحن الآن نعكس عليهم السؤال ، وإذا استظهرت مستوجسا خيفة فما عليك إلا أن تعكس عليهم السؤال : قولوا لنا ما هو الفرق بيننا وبينكم ؟ ، ما الذي تنكرونه علينا ؟ ، نحن نقلد الأئمة في التصحيح والتضعيف !! ، سيكون جوابهم هكذا ، أليس كذلك ؟! ، هـا !! ، هنا ما فيه استظهار ، هنا الجواب يقينا ، طيب ! إذن نحن نقلد علماء الحديث على حد تعبيرهم في التصحيح والتضعيف عملا لقول الله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، { واسأل به خبـيرا } ، فأنتم ما موقفكم من هذا الجيل العظيم الضخم من علماء المسلمين المحدثين الذين لا يستغني فقهائكم عن إتباعهم وإن شئتم قلتم : عن تقليدهم ، إنهم لا يقيمون لجهودهم وزنا ولذلك فهُم في جَهَالة يعمهون ، فلا يُميزون بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف علما بأن كثيرا من فقهائهم المتأخرين المقلدين يأخذون على من تقدمهم من الفقهاء الكبار عندهم في المذهب يأخذون عليهم عشرات الأحاديث الضعيفة بل كثير منها من الأحاديث الموضوعة ، إذن الفقهاء أنفسهم مقلدون ، هم معنا في وجوب الرجوع إلى علماء الحديث في التصحيح والتضعيف فما بال هؤلاء المقلدين يريدون أن يقيموا الحجة علينا بزعمهم أننا نحن ننكر التقليد ونقع في التقليد ، الآن نحن ندخل في ذاك الموضوع الذي أجلته آنفا ، هل نحن مثلهم في التقليد ؟ ، الجواب : شتان ما بيننا وبينهم ، ماذا يقول الشاعر :
فإن الثريا من الثرا وأين معاوية من علي
نحن أولا نختلف عنهم تماما ، نحن لا ندين الله تبارك وتعالى بالتقليد ، أما هم فيتدينون بالتقليد ، واضح ؟! ، نحن نفترق عنهم تماما ، نحن لا نتدين بالتقليد أما هم فيتدينون بالتقليد أي هؤلاء الملايـين من المقلدين أحدهم يقول أنا حنفي ، الآخر يقول أنا شافعي والثالث يقول مالكي والرابع حنبلي ، لا يوجد في الفريق المخالف لهم وأعني بهم نحن معشر من نسميهم أهل الحديث ، أهل السنَّة ، أهل السلف الصالح المنتمين لإتباعهم ، نحن السلفيين لسنا مثلهم لأنه لا يجود فينا من يقول : أنا بخاري ، فلا أقبل إلا ما صححَّه البخاري وما ضعفَّه البخاري ، وعلى ذلك فلا تجد فينا من يقول : أنا مسلميٌ -إذا صح التعبير- أو أحمديٌ أو .. أو .. الخ ، ولذلك فتجد كعَلاَمةٍ ومِثال واقعي تمامًا هذا الرجل الألباني الذي أبتليَ بِبعض أصحابه الصالحين والمعينين له على الخير والبحث والتحقيق .. الخ ، فقد أبتلي بناس آخرين سلكوا طريقه لكنهم خالفوه في عشرات من الأحاديث ، لـماذا ؟ ، لأنهم يلتقون معنا في الأصل أنه لا تـقليد عندنا لشخص معين ، وإنما نحن نتبع الدليل مع من كان وحيثما كان(2) ، أما المقلدون فليسوا كذلك ، هنا يأتي الشعر السابق الذي بدأ آنفا أوله :
فحسبكموا هذا التفاوت بيننا وكل إنـاء بـما فيه ينضح
إذن نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى نحن لا ننكر مجرد التقليد ، وهذه أرجو أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعا ، نحن لا ننكر مبدأ التقليد وإنما ننكر التدين بالتقليد وجعله مذهبا ودينا لا يُحاذ عنه قيد شعرة ، هذا الذي ننكره ، أما الإتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليدا -على الرأس والعين- هذا واجب ، ما يهمنا الآن التسمية تقليد أو إتباع ، نحن نسميه إتباعا ، لماذا ؟ ، للفرق الذي بيننا وبينهم أي إذا ما ظهر لنا خطأ هذا العالم تركناه ونبذنا قوله نبذ النواة بينما هم يتدينون به على قاعدة المثل العامي : ( عنـزت ولو طارت ) ، أو على الحكاية التي قيلت : أعطني جمل ، قال له ناقة ، قال له جمل ، هي ناقة وهو يقول أعطني جمل .. الخ .
فإذن ننكر التدين بالتقليد ولا ننكر التقليد كضرورة لا بد أن يصير إليها أكبر عالم في الدنيا ، أكبر عالم في الدنيا لا يستطيع أن ينجو من التقليد ، لأننا إذا سألنا عالـما عن مسألة ما فيها دقة ، لا شك أن هذا العالم حينما يسأل عن مثل هذه المسألة الدقيقة عقله الباطني يعمل أحسن من الكمبيوتر الذي وصل إليه البشر اليوم ، في لحظات مثل البرق يستحضر الآيات والأحاديث التي تدندن حول ما سئل فيخرج بجواب ، هذه الصورة السريعة التي جالت في ذهن هذا العالم المسئول لا يستطيع أن يظهرها على الشاشة مجسدة واضحة المعالم لجميع الناس حتى العامة فيقتنعون تماما ويتبعون هذا الإمام إتباعًا على بصيرة وبينة .. لا ! ، ليس هنا إلا أن يقول العالم الفلاني قال كذا ونحن مأمورون بإتباعه ، ألا تشعرون معي أنه في الإسلام مثل هذه المسائل الدقيقة !! ، ولابد .
إذن فما واجب العامة : أن يقولوا سألنا فلانا فأجابنا بكذا ، ونحن نعتقد أنه رجـل عـالم فـاضل .. و .. الخ ، لكن إذا بَدَى لهذا السائل أن هذا جواب خطأ ما يتشبث به ، لأنه ليس مقلدا متدينا بالتقليد كما يفعل جماهير الناس ، لعل في هذا نهاية الجواب . أهـ
.............................. ..
(1) شريط رقم 331/1 من ( سلسلة الهدى والنور ) ، تسجيلات الرغائب والنفائس ، القبة - الجزائر .
(2) طبعا لمن هو أهل لإدراك الدليل وفهمه !! ، وإلا فمهمة المسلم كما أمره ربه عز وجل هو سؤال أهل الذكر وإتباعهم .
(3) يقصد العامي
ليست من نسخي بل هي متوفرة على الشبكة
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس
....
هؤلاء الملايـين من المقلدين أحدهم يقول أنا حنفي ، الآخر يقول أنا شافعي والثالث يقول مالكي والرابع حنبلي ، لا يوجد في الفريق المخالف لهم وأعني بهم نحن معشر من نسميهم أهل الحديث ، أهل السنَّة ، أهل السلف
...
سؤال
هل يعتبر المذاهب الا ربعة و اتباعهم خارج السلف الصالح
سبحانك هذا بهتان عظيم
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الحنابلة أقرب المذاهب الأربعة للحق يليهم الشافعية
والباقون مخالفون في أكثر مسائلهم
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
شكر الله لك أستاذنا الكريم الباتني على مقالكم الماتع
فقد قرأت كل ما جاء فيه
واسمح لي بمشاركة:
والتي أحب أن أصيغها في شكل مثال:
فإن الملاحظ اليوم:
أن هناك فوضى عارمة في طريقة التفقه، وما أظن أن ذلك نشأ إلا بعد انفلات منهج الطلب.
وقد كشفتم عن بعض الأسباب
وأنا أرى أن السبب الذي جعل كثيرا من المتأخرين يمنعون الخروج عن المذاهب الأربعة كان احتياطا ومنعا من وقوع هذه الفوضى.
ومثل من يريد طلب الفقه بعيدا عن التزام مذهب معين أيام الطلب كمثل من عرض عليه قصر كبير، فقيل له ادخل وطف به، وتفسح فيه.
فقال: لا أدخل، وإنما أبني قصرا وحدي، وآخذ من حيث أخذ هذا الصانع.
وراح يبني كوخا باليا، جهد نفسه أن يظهره بمظهر جذاب
وراح يدعو الناس إلى دخول هذا الكوخ، بل الكارثة أنه صار ينهى الناس عن دخول ذلك القصر.
فاغتر به الدهماء، فدخلوا، فمنهم من تفطن إلى رداءة هذا الكوخ، فهرب، وعاد إلى منهج السلف.
ومنهم من راح يطل برأسه من نافذة من نوافذ هذا الكوخ، يصرخ في الناس، يحذرهم من دخول القصر.
لا لشيء إلا لأنه لا حظ أن الخدم في هذا القصر متعصبون.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
أخوكم المحب لمواضيعكم.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسنات المصرى
الحنابلة أقرب المذاهب الأربعة للحق يليهم الشافعية
والباقون مخالفون في أكثر مسائلهم
ما شاء الله عليك
أما أنا فأرى أن أقربهم: المالكية، ثم الحنفية
ولكني لا أقول أن الآخرين مخالفون في أكثر مسائلهم.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأخت جمانة ..
الشيخ يقصد المقلدين ..
وليس في كلامه إشارة إلى أتباعهم من الأئمة والعلماء وغيرهم ..
والله المستعان ..
اقتباس:
هؤلاء الملايـين من المقلدين ...
فلا يحمل الكلام على غير ما عناه ..
فإن كلامه حول المقلدين من المعاصرين! ..
رحمة الله على الشيخ الألباني ..
وأما مقال الأستاذ أبي سعيد الباتني؛ فهو مقال جيد في مجمله، ولقد استفدت منه الكثير ..
ولم يسلم من هفوات، نبه عليها أسامة بن الزهراء ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن الزهراء
وأنت تعلم أن نسبة مذهب من المذاهب إلى إمام من الأئمة لا يخلو من تسامح، فلم يكن مالك، أو الشافعي، أو غيرهم من الأئمة يدعون أحدهم إلى التمسك بأقوالهم، ولهم في ذلك كلمات نيرة، رحمهم الله أجمعين ...
وقد فصل كل هذا العلامة بكر القضاعي - رحمه الله - في كتابه الماتع : المدخل المفصل، انظر : 1 / 31 وما بعدها ...
المشرف الكريم أسامة بن الزهراء
ما هو التفسير الذي ترتضيه لعبارة الكرخي ؟
ثم هل بإمكانك أن تبين لنا طريقة الفصل التي فصل بها الشيخ بكر القضاعي في كتابه، في أن الأئمة كانوا لا يرضون تقليدهم ؟
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
قال ابن عابدين في العقود الدرية (2/ 333):
"قال فخر الإٍسلام لما سئل عن التعصب:
الصلابة في المذهب واجبة، والتعصب لا يجوز، والصلابة أن يعمل بما هو مذهبه، ويراه حقا وصواباً، والتعصب السفاهة، والجفاء في صاحب المذهب الآخر، وما يرجع إلى نقصه، ولا يجوز ذلك، فإنّ أئمة المسلمين كانوا في طلب الحق وهم على الصواب".
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
قلتَ يا أبا سعيد - رعاك الله تعالى - : " فالتمذهب ليس فترة، وإنما هو طريقة وسبيل أئمتنا مذ عهد الصحابة رضي الله عنهم." ، هذا كلام خطير والله ، هل تقصد أن الصحابة كانوا مذهبيين ؟ على مذهب من كانوا ؟ ألم تعلم أن معاوية سأل ابن عباس : أنت على مذهب علي ؟ فقال ابن عباس : و لا على مذهب عثمان ، أنا على مذهل محمد صلى الله عليه و سلم " أو كما قال ، و هذا الأثر رواه ابن حزم أظنه من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة ، ما عرف الصحابة شيئا من المذهبية التي تتحدث عنها يا صديقي ، و إنما كان دينهم الفتيا بالقرآن و السنة إلزاما لأنفسهم و للناس بها و إن كان شيء من آرائهم فما التزموا بها و لا ألزموا بها أحدا ، و هكذا الحال في عصور الفضيلة و الخيرية ، حتى ظهر الإمام أبو حنيفة - و هو أول من قال بالقياس رحمه الله تعالى - ظهر بالعراق و فشت الآراء هنالك ، و لا زال أهل الحجاز و غيرهم إنما يتتبعون السنن من أفواه الرواة الثقات، و يعملون بها ، و ظهر مالك فأعجب به طوائف من المصريين و المغاربة ، و نشروا في بلدانهم أقواله دون أقوال غيره ، حتى إن يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي راوي الموطإ لم يعرف عنه أنه روى عن غير مالك - و للأسف - و قد كان في زمن أهل الحديث فيه مشهورون متوافرون ، فمن ذلك الحين بدأ التقليد و التعصب يفشوان في الأمة الإسلامية - و الله المستعان - ، و اتخذ الناس الأئمة الأربعة مراجع لا تجوز مخالفتها ، و هكذا حتى ازداد اتباع المذاهب و اطراح السنن و تمكن ذلك من قلوب المسلمين ،،،،
و لا أدري حتى الآن كيف عرف الصحابة المذهبية و التمذهب ؟؟؟
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأخ الطيب أظن أنك لم تستوعب مفهوم المذهبية
ألا ترى أنك تستشهد برواية معاوية وابن عباس رضي الله عنهما
وإنما يسأله في هذه الحادثة عن مذهبه في الفتنة التي وقعت بينه وبين الإمام علي رضي الله عنهم أجمعين، فاختار هو طريق النبي (ص) التي أرشدهم فيها إلى اعتزال الفتن.
فليس في روايتك هذه علاقة بالتمذهب الذي تحدث عنه صاحب الموضوع.
ثم إنك تربط التمذهب بالتعصب، وكأن القضاء على التعصب يستوجب اجتثاث المذاهب
ثم قلت أن الصحابة يأخذون من الكتاب والسنة
فهل أئمة المذاهب يأخذون من التوراة والإنجيل
خطأنا أخي أننا نجعل المذهبية قسيمة للكتاب والسنة
وكأن الأئمة لا علاقة لهم بالكتاب والسنة
واسمع حكاية حدثت لي عندما التقيت منذ أيام إمام مسجد، وهو صديق لي.
يدرس متنا فقهيا في المسجد، وقد استمعت لطريقته من قبل، فوجدته كلما تكلم عن مسألة معينة، يقول: ولكن الراجح كذا.
فقلت له: أنت تدرس الناس فقه صاحب المتن أم فقهك الخاص بك ؟
فقال لي: بل أدرس فقه الدليل.
فقلت له: الدليل عند من ؟
قال لي: الدليل الذي يوافق القواعد.
قلت له: أي قواعد ؟
قال لي: القواعد الصحيحة
قلت له: الصحيحة عند من ؟
قال لي: القواعد الصحيحة التي توافق الدليل.
فرجعنا من حيث بدأنا....
ثم صارحته، وقلت له أنت تدرس متنا فقهيا، فإذا وجدت فيه ما يخالف الشيخ الفلاني أوهمت الناس أنك تتبع الراجح.
فسَكَت، وسكتُ.....
ثم أصبح يقول عني أني متعصب
المذهبية أخي ليست مجرد أراء لأئمة.
المذهبية قواعد لاستنباط الأحكام...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : جزى الله الأخ الفاضل صاحب هذا الموضوع القيم خير الجزاء
نسأل الله له القبول ، وأن ينفع بما كتب آمين
ثانيا : سمعت قولا لشيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في شريط ما من شرائط : (مسائل الشيخ
أبي إسحاق الحويني مع شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - ):
كان المعنى الذي دندن حوله شيخنا رحمه الله تعالى فيه هو : (( أنه لا بأس بالتمذهب ، ولكن البأس كل البأس
في التعصب ، ففارق بين التمذهب والتعصب.. )) وكان هذا الكلام في معرض إجابته عن سؤال وجهه له الشيخ الحويني - حفظه الله تعالى -
هل يجوز التمذهب بمذهب ؟ وبخاصة أن الشيخ الألباني صرح في سياق الكلام السابق لهذا السؤال
بأنه حنفي المذهب ..
هذا هو السياق الذي ورد فيه الكلام -على ما أذكر -
وإلا فإني بعيدة عهد بسماع ذلك الكلام ، غير أني موقنة
من صحة ما أنقل والله على ما أقول شهيد .
ثالثا : هل قال أحدٌ عن شيخ الإسلام ابن تيمية : إنه متعصب لمذهب الحنابلة ؟
أو قال أحد عن الشيخ العثيمين - رحمه الله - : إنه متعصب لمذهب الحنابلة ؟
** أم أن كليهما ضرب مثالا يحُتذى به للعالم المتمذهب غير المتعصب .
- فكم كان الأخير يكثر من ترديد القول بمثل : ( من خالفني بمقتضى الدليل فقد وافقني )
و ( ... في هذه المسألة أقول بقول فلان لأنه يوافق الدليل ) أو ما شبهها ....
اللهم : اهدنا لما أُختلف فيه من الحق بإذنك ؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس الفَلاَحي
الأخت جمانة ..
الشيخ يقصد المقلدين ..
وليس في كلامه إشارة إلى أتباعهم من الأئمة والعلماء وغيرهم ..
والله المستعان ..
فلا يحمل الكلام على غير ما عناه ..
فإن كلامه حول المقلدين من المعاصرين! ..
..
لو تكرمتم -مادام المعنى الذي يقصده الشيخ واضحا لديكم-
ببيان المقصود بالمقلدين المعاصرين الذي عناهم الشيخ
و ما الفرق بينهم و بين اتباع الا ئمة الا ربعة
(أتباعهم من الأئمة والعلماء )
الذين لم يقصدهم
ليبين للقارىء حقيقة المحمود و المذموم
وليبين للقارىء ايضا
الفرق بين التقليد و الا تباع ان كنتم قصدتم فر قا
او انه مجرد تنوع في التعبير
و شكرا
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس
لو تكرمتم -مادام المعنى الذي يقصده الشيخ واضحا لديكم-
ببيان المقصود بالمقلدين المعاصرين الذي عناهم الشيخ
و ما الفرق بينهم و بين اتباع الا ئمة الا ربعة
(أتباعهم من الأئمة والعلماء )
الذين لم يقصدهم
ليبين للقارىء حقيقة المحمود و المذموم
وليبين للقارىء ايضا
الفرق بين التقليد و الا تباع ان كنتم قصدتم فر قا
او انه مجرد تنوع في التعبير
و شكرا
أختي الفاضلة أرجوا أن تقرئي جواب الشيخ من ألفه إلى يائه حينها فقط ستفهمين قصده وهو تماما ما بيّنه الأخ الفاضل أبا أويس جزاه الله خيرا
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
احببت ان اضيف مثالا اخراذكره كثيرا لطالباتي
وذلك لتشبيه من يريد طلب الفقه بعيدا عن التزام مذهب معين أيام الطلب
كانسان راى الطائرة فاعجب بها و تاكد له ضرورتها
فقال اريد ان اصنع طائرة جديدة من الالمنيوم و النحاس
و بدأ يعدد ذكر المواد الا ولية التي تصنع منها الطائرات
ولا اريد ان اقلد هؤلاء الذين صنعوا الطائرة
انما ارجع الى المواد الا صلية و اصنع منها طا ئرة من المواد
الا صلية
و لا علاقة لي بخبرات وتجارب و جهود السابقين
اريد الر جوع للا صول
--و المسكين ربما غير قادر حتى على تحد يد كافة انواع المواد
الخام التي تحتاجها الطائرة--
و هذا قول لا يحتاج للتعليق و التبيين
لمدى صواب قائله وحدود ذكائه
----
بينما الصواب دراسة الكيفية التي و صل لها العلماء في صنع الطا ئرات
و اتقانها بدقة
ثم سيفتح الله عليه بالتطو ير و التعديل
و سيسهم كما يسهم العلماء المجدون في استمرار تطو ير الطائرة
اما عامة الناس
فليس امامهم سوى ركوب الطائرة
و حمد الله
و شكر العلماء الذين تعبوا حتى او صلوا تصميمها الى ما و صلت اليه
اما ان نقول كل فرد عليه الر جوع للمواد الخام
و صنع طيارة حسب ما يتو صل فهمه
فهو قول و فهم لا يحتاج للتعليق
اللهم فقهنا في الدين
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أما استشهادي بأثر ابن عباس فهو استشهاد الإمام ابن حزم به على نفس موضوعنا ، و اقرأ كتابه الإحكام أظنه في أواخر المجلد الأول أي في الجزء الرابع من هذا المجلد حتى تتيقن من صحة استشهادي ، و نفيي للمذهبية في عهد الصحابة هو الذي لا يجوز غيره ، و من ادعى وجودها في عصر الصحابة فهو ينقل نقلا مؤتفكا ، لا وجود له في العالم ، ثم هناك فرق بين التمذهب و المذهبية التي يعاني من مفاسدها المسلمون قديما و حديثا ، و بين الاقتداء بالأئمة في سبيلهم - و هم السلف الصالحون رحمهم الله - و تلخيص ذلك في قولة لأحدهم :" و خذ من حيث أخذوا " ، ... أجل ، يستعان بفهومهم لفهم الكتاب و السنة و الإجماع ، و لا يجوز الاحتجاج به إطلاقا ، لأنه لا حجة إلا في الوحي المتلو و الوحي النبوي و قد قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا " و هذا نص واضح بين شديد البيان و الوضوح و لله الحمد ...
أما تدريس المتون الفقهية المذهبية فالأولى تركه و لا بأس به ما دام أن المعلم يوضح عند كل مسألة الصواب الموافق للكتاب و السنة سواء وافق رأي صاحب المتن أم خالفه ، و المقصود بتدريس تلك المتون هو القدرة على تصور المسائل و إمكانية استحضارها ، ثم الانطلاق منها إلى التوسع شيئا فشيئا كما مر ذكـــره آنفا و لله الحمد ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أجدتم وأفدتم ..
باركَ الله فيكم وأجزلَ لكم الأجر والمثوبة ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس
احببت ان اضيف مثالا اخراذكره كثيرا لطالباتي
وذلك لتشبيه من يريد طلب الفقه بعيدا عن التزام مذهب معين أيام الطلب
كانسان راى الطائرة فاعجب بها و تاكد له ضرورتها
فقال اريد ان اصنع طائرة جديدة من الالمنيوم و النحاس
و بدأ يعدد ذكر المواد الا ولية التي تصنع منها الطائرات
ولا اريد ان اقلد هؤلاء الذين صنعوا الطائرة
انما ارجع الى المواد الا صلية و اصنع منها طا ئرة من المواد
الا صلية
و لا علاقة لي بخبرات وتجارب و جهود السابقين
اريد الر جوع للا صول
--و المسكين ربما غير قادر حتى على تحد يد كافة انواع المواد
الخام التي تحتاجها الطائرة--
و هذا قول لا يحتاج للتعليق و التبيين
لمدى صواب قائله وحدود ذكائه
----
بينما الصواب دراسة الكيفية التي و صل لها العلماء في صنع الطا ئرات
و اتقانها بدقة
ثم سيفتح الله عليه بالتطو ير و التعديل
و سيسهم كما يسهم العلماء المجدون في استمرار تطو ير الطائرة
اما عامة الناس
فليس امامهم سوى ركوب الطائرة
و حمد الله
و شكر العلماء الذين تعبوا حتى او صلوا تصميمها الى ما و صلت اليه
اما ان نقول كل فرد عليه الر جوع للمواد الخام
و صنع طيارة حسب ما يتو صل فهمه
فهو قول و فهم لا يحتاج للتعليق
اللهم فقهنا في الدين
أختى الفاضلة !! إذا لم تستطع أختي تبين وجه الصواب في قول الشيخ رحمه الله فليس لها أن تحاكمه إلى (تصورها) أو (فهمها) لقوله خصوصا إذا كان الشيخ يتحدث ب(وضوح) و(صراحة) العلامة الألباني رحمه الله وقد سبق ترديد هذه الخرافة في كتاب السلفية حتى دعاه الشيخ رحمه الله لمناظرة فاصلة لعلّ أحد الإخوة هو الآن بصدد رفعها وعليه فالزعم بأنّ الشيخ رحمه الله كان يدعوا العوام إلى ترك الفقهاء والأخذ من كتب الحديث مباشرة هو زعم فاسد ودعوى كاذبة تسقط عند أوّل امتحان بل كلام الشيخ كلّه موجه إلى هؤلاء المتصدرين لأزمّة التوجيه والإرشاد المحصّلين لأدوات الترجيح أن لا يتعصّبوا ولا يزعم أحدهم بأنّ الحنفية لا تتزوج شافعيا على سبيل المثال وأن لا يقدّم أحدهم قول مشيخة المذهب على أقوال المجتهدين من غيرهم إذا تبيّن له مخالفة تلك المشيخة للدليل وبطلان ما هم عليه يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله : (( ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين ، وكثر تفرقهم ، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم ، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله ، وقد يكون في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً ، بل يكون متبعاً لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيراً من البغض إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق ، وهذا الظن خطأ قطعاً ، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه . وهذا الظن قد يخطئ ويصيب . وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرّد الهوى والألفة، أو العبادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله .فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ، ويتحرز في هذا غاية التحرز . وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرّم. وههنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ، ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه . موضوعاً عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ، ولا انتصر له، ولا والى من يوافقه ، ولا عادى من يخالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه . وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق، وإن أخطأ في اجتهاده . وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه أنه الحق، إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنه لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق ، فافهم هذا فإنه مهم عظيم ))
وقد بين الشيخ الألباني رحمه الله موقفه من مسألة التقليد في موطن آخر في نقاش أخوي مع فضيلة الشيخ على الطنطاوي رحمه الله في مقال بعنوان (عودة إلى السنة) فقال :
تعريف التقليد وبيان ما يحرم منه وما يجب:
من المقرر عند العلماء أن التقليد هو " أخذ القول من غير معرفة دليله " ومعنى ذلك أن التقليد ليس بعلم ، ولذلك جزم العلماء بأن المقلد لا يسمى عالماً(12) ، بل نقل الاتفاق على ذلك ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2 / 36 ، 117) وابن القيم في " إعلام الموقعين " (3/293) والسيوطي وغيرهم من المحققين ، حتى بالغ بعضهم فقال : " لا فرق بين يهيمة تقلد وإنسان يقلد " ! وأطلق بعض الحنفية عليه اسم الجاهل ! فقال صاحب الهداية في صدد الكلام على تولية المقلد على القضاء : " فأما تقليد الجاهل فصحيح عندنا ، خلافاً للشافعي "(13) .
ولذلك قالوا : إن المقلد لا يجوز له الإفتاء.
فإذا عرف هذا يظهر السبب الذي من أجله حمل السلف على التقيلد والمقلدين وصرحوا بذمه وتحريمه(14) . ذلك لأنه يؤدي بصاحبه إلى الإعراض عن الكتاب والسنة في سبيل التمسك بآراء الأئمة وتقليدهم فيها ، كما هو الواقع بين المقلدين ، مما هو مشهور عنهم ، بل هو ما قرره بعض متأخريهم من الحنفية ، فقال الشيخ محمد الخضري في صدد الكلام عن دور التقليد وأهله :
" . . . ولا يستجيز الواحد منهم لنفسه أن يقول في مسألة من المسائل قولا يخالف ما أفتى به إمامه ، كأن الحق كله نزل على لسان إمامه وقلبه ! حتى قال طليعة فقهاء الحنفية في هذا الدور وامامهم غير منازع وهو أبو الحسن عبيد الله الكرخي : " كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة ، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ " وبمثل هذا أحكموا دونهم إرتاج باب الاختيار "(15) .
وقد استولى هذا التوجيه الخاطئ على قلوب كثير من المقلدة، لا سيما في الأزمنة المتأخرة ، بحيث صار من المعروف المشهور ردهم السنن الصحيحة اتباعاً للمذهب فإذا قيل لأحدهم : هذه المسألة التي ذكرتها خلاف السنة ، بادرك بقوله : أأنت أعلم بالسنة من علماء المذهب ؟! لا يجوز العمل بالحديث لغير المجتهد ! هذا جوابهم جميعاً لا فرق في ذلك بين عاميهم وعالمهم !
وهم حين يجيبونك بهذا الجواب الذي لا يمكن أن يصدر ممن عرف قدر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأدب معه ، يجهلوم أو يتجاهلون أن الحديث الذي لم يأخذ به مذهبهم قد قال به مذهب آخر أو إمام آخر ليس هو دون مذهبهم أو إمامهم ، فالذي ذهب إلى الحديث يكون قد أخذ به وبالمذهب الذي عمل به ، بينما مخالفه إنما يعمل بالمذهب فقط !
قد يقال : إن المذهب لابد له من دليل ولكنا لا نعلمه ، فنقول :إذا كان الأمر كما تقول فكيف يجوز لمسلم أن يترك الدليل الذي عرفه وهوحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لدليل لا يعلمه ، وقد يكون لو علمناه قياساً أو استنباطاً من عمومات أو كليات الشريعة لا ينهض تجاه الحديث إذ لا اجتهاد في مورد النص ، واذا ورد الأثر بطل النظر ، واذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ؟
هذا التقليد الذي هو رد الحديث انتصاراً للمذهب ونحوه هو الذي يحرمه دعاة السنة ، ويدعون المسلمين جميعاً إلى الخلاص منه ، بالرجوع إلى اتباع السنة أينما كانت ، وفي أي مذهب وجدت.
وأما تقليد المسلم من هو أعلم منه حين لا يجد نصاً عن الله ورسوله ، أو حين لا يمكن الفهم عنهما فليس مما نحن فيه ، بل لا يتصور أن يقول بتحريمه مسلم ، لأنه مضطر إليه ، والضرورات تبيح المحظورات ، ولولا ذلك لصار الدين هوى متبعاً -والعياذ بالله تعالى-. ولهذا ذكر العلماء : " إن التقليد إنما يباح للمضطر ، وأما من عدل عن الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعن معرفة الحق بالدليل مع تمكنه منه إلى التقليد ، فهو كمن عدل إلى الميتة مع قدرته على المذكى ، فإن الأصل أن لا يقبل قول الغير إلا بدليل إلا عند الضرورة "(16) . . انتهى التقل
..............................
(11) ابن عبد البر ( 2 / 34، 35 ).
(12) انظر "الموافقات" للإمام الشاطبي ( 4 / 293 ) ، و " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " للمحقق محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ( 1 / 36 - 38).
(13) ومع الشافعي في هذا جمهور العلماء كمالك وأحمد ، قال ابن الهمام في " شرح الهداية " (5/456): " وقولهم رواية عن علمائنا نص محمد في الأصل أن المقلد لا يجوز أن يكون قاضياً، ولكن المختار خلافه " كذا قال وأنا أتساءل : هل الذي اختار خلاف ما عليه الأئمة المجتهدون مجتهد أم مقلد ؟ فإ كان مجتهداً فمن هو وما دليله ؟ وإن كان مقلداً فكيف جاز له أن يترك تقليد الأئمة وهو خلاف مذهبه؟ ثم قال ان الهمام : " واعلم أن ما ذكر في القاضي ذكر في المفتي فلا يفتي إلا المجتهد وقد استقر رأي الأصوليين على أن المفتي هو المجتهد ، وأما غير المجتهد ممن حفظ أقوال المجتهد فليس بمفت " !
(14) وقد عقد الحافظ ابن عبد البر باباً خاصاً بين فيه فساد التقليد وبطلانه، والفرق بين التقليد والاتباع ، وقد كنت أود نقله لولا أنني رأيت المقال يطول فمن شاء فليراجعه في " جامع بيان العلم " (2 / 109 – 120) ، ولابن القيم في ذلك كلام في غاية التحقيق في "الإعلام" .
(15) تاريخ التشريع الإسلامي (338).
(16) إعلام الموقعين (2 / 344).
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
، و نفيي للمذهبية في عهد الصحابة هو الذي لا يجوز غيره ، و من ادعى وجودها في عصر الصحابة فهو ينقل نقلا مؤتفكا ، لا وجود له في العالم ،
من العجيب حقا ما تقوله عن عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
فمن الثابت قطعا انه لم يكن كل الصحابة فقهاء
فكان بعضهم يسأل بعضا
والمسؤول من الصحابة يصبح اماما متبعا وشيخامقلدا لمن سأله
و كل من سار على سيره ممن بعده فقد تمذهب بهذا المذهب
هذا تحليل بسيط جدا لتنبيهك الى التامل اكثر
في فهمك لعالم الصحابة و حياة الفقه في عصرهم
وارجو ان يتسع صدرك لدراسة ملاحظتي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
،
أما تدريس المتون الفقهية المذهبية فالأولى تركه و لا بأس به ما دام أن المعلم يوضح عند كل مسألة الصواب الموافق للكتاب و السنة سواء وافق رأي صاحب المتن أم خالفه ، و المقصود بتدريس تلك المتون هو القدرة على تصور المسائل و إمكانية استحضارها ، ثم الانطلاق منها إلى التوسع شيئا فشيئا كما مر ذكـــره آنفا و لله الحمد ..
ان الدعوة لترك تدريس المتون الفقهية يدل في تقديري على عدم فهم حقيقة هذه المتون
فهذه المتون تمثل خلاصة وعصارة مركزة لجهد علماء المذهب
مسخلصة من مصادر استنباط الفقه التي في مقدمتها الكتاب و السنة
و هي عصارة جهد تتابعت اجيال من العلماء الجها بذة على درسه و تمحيصه
---
اما ماذكرته من ان يعلق المعلم بالتصو يب لكل مسالة بما يو افق الكتاب و السنة
فابسط وصف له انه كلام سريع غير نا ضج
لانك تطالب من المعلم ان يصبح مجتهدا و يكون له فقها مقابلا لفقه المتن منا قشا له
وهنا اطرح عليك سؤالا
من الذي سيرجح الصواب المو افق للكتاب و السنة
بحيث يكون مع علماء المذهب
او مع المعلم
لان المعلم سيقدم ما يراه موافقا للكتاب و السنة
حسب علمه و فهمه
و الجزم بصواب قوله يحتاج لدراسات
--
اظن سنجعل الطلبة فقيها مرجحا بين المعلم و بين المتن
و سيخرج عندنا فقهاء بعدد المعلمين و الطلاب
و ليس لا حد ان يجبر الناس على
اتباع فهم احد من المعلمين او فقهاء المذاهب او الطلبة للكتاب و السنة
لان فهم الفقهاء الا ربعة لا يلزم
فمن بعدهم اولى
----
اظن الا مر سيتسع و يصبح ...........
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أشكر الأخت (جمانة أنس)
وأعتقد من خلال ما كتبته أنها استوعبت جيدا مفهوم المذهبية، ومفهوم التمذهب
ولا أدري لماذا يصر بعض الإخوة على نقل أقوال للشيخ الألباني
فإن كنتم في قرارة أنفسكم تعتقدون أنه يجوز التمذهب، فلماذا تصرون، رغم أنه لا يوجد من يهاجم شخصه.
أما عن قول الأخ الطيب صياد بترك دراسة المتون الفقهية فلا أدري من أين أتى به ؟
والعجيب أنه قال بأنه يدرس متن التلقين !!!
ارجع أخي الكريم إلى المشاركة رقم: 30، واقرأها جيدا فقد حكيت لك ما حصل لي مع واحد من الذين يتكلمون نفس الكلام الذي أنت تردده.
هذا وإن الكثير كان يقول بترك المتون، إلا أنه عاد ليدرسها في المساجد والمدارس، لكن بطريقة خالفوا فيها سلفهم الصالح.
أما نسبتك الاستشهاد للإمام ابن حزم فلا يعني أنه صحيح، فالرد عليك هو رد على كل من استشهد بهذا الكلام.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
وأعتقد من خلال ما كتبته أنها استوعبت جيدا مفهوم المذهبية، ومفهوم التمذهب
ولا أدري لماذا يصر بعض الإخوة على نقل أقوال للشيخ الألباني
لا أرى قولك إلا ردة فعل من فئة معينة أنجبت حساسية زائدة لبعض إخوانك ..
وردنا على الأخت جمانة كان إما لعدم قراءة كلام الشيخ الألباني كاملاً، أو لعدم فهمه لكلامه أو لغير ذلك من الأسباب
وسواءً هذا من جهتي أو من جهة العاصمي وفقه الله ..
وإنكارنا عليها في مسألة لا يعني أننا لا نقبل الحق الذي معها أو الذي معك كما سيأتيك إن شاء الله
اقتباس:
فإن كنتم في قرارة أنفسكم تعتقدون أنه يجوز التمذهب، فلماذا تصرون، رغم أنه لا يوجد من يهاجم شخصه.
إن كنت علمت أن نقل الاخوة كلام الشيخ الألباني لا يخالف ما في قرارة أنفسهم!
فاسمح لي يا أخي؛ فإن صنيعك = تحامل على من نقل كلام الشيخ ناصر الألباني رحمه الله ..
مع أنه لو قرأتم كلام الشيخ الألباني رحمه الله المنقول وسبب نقله لعلمت حول ماذا يحوم الناقل!
ولا أحد ينكر عليك ولا على الأخت جمانة مسألة التمذهبمن حيث أصلها وكذلك مسألة التقليد، ولا أظن الناقل حاله كذلك!
لكن إن كان هذا مذهبك وتعلم أننا نقول به، وتعلمون ونعلم أن ثمة شبابا أو طلبة علم ما يفهم من كلامه إنكار المذهبية من أصلها وفصلها ويريدون أن يستقلوا بأنفسهم، وخطأهم معلومٌ لنا ولكم ..
أفلا تتفقون معنا أن ثمة متعصبين يدعون إلى التعصب ووجوب المذهبية على العالم وطالب العلم والعامي ..
ولا أرى قولك وقول من مثلك أخي الكريم ما هو إلا ردة فعل تجاه فئة معينة كما أن تلك الفئة ما مذهبها إلا ردة فعل تولدت مما حدث من التعصب للمذاهب على مر التاريخ ولا ينكره إلا مكابر ..
وأما الحق -الذي نراكم أصبتم بعض جزئياته أو أكثر جزئياته وكذلك الفئة التي تقابلكم من كل وجه- فلا يؤخذ من ردود الأفعال، لأن الحق كان قبل حدوث المذاهب وقبل ظهور المتعصبة وغيرهم ..
وفيما ذكرتُ، جوابٌ على الأخت جمانة -وفقها الله-..
دمت موفقًا أخي/ سفينة الصحراء
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفينة الصحراء
ولا أدري لماذا يصر بعض الإخوة على نقل أقوال للشيخ الألباني
فإن كنتم في قرارة أنفسكم تعتقدون أنه يجوز التمذهب، فلماذا تصرون، رغم أنه لا يوجد من يهاجم شخصه..
أخي الفاضل .. نقلي لكلام العلامة الألباني رحمه الله كان لدفع تلك الصورة السيئة التي انطبعت في عقل الأخت الفاضلة فدفعتها لضرب مثال لا يصدق على حقيقة قول هذا الإمام فكان ولابد من البيان بالنقل عنه وما أردت قوله سبقني إليه الأخ الفاضل أبا أويس وللمرّة الثالثة في يوم واحد فجزاه الله عن أخيه كلّ خير . ولو راجع -أخي الفاضل- التدرّج المنطقي في الحوار لعلّم بأنه متعلّق بما ضربته الأخت من مثال واضح الدلالة حسن التوظيف في رسم الصورة التي انطبعت في ذهنها من بعض السلفيين إلاّ أنّها أخطأت بجعل هذا الرأي قاعدة منهجية يسير عليها كل سلفي اقتنع بأفضلية الإتباع على التقليد وأخطأت أكثر في محاولتها إسقاط تلك الصورة السلبية على أقوال العلامة الألباني رحمه الله فكان ما كان .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفينة الصحراء
أما عن قول الأخ الطيب صياد بترك دراسة المتون الفقهية فلا أدري من أين أتى به ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفينة الصحراء
والعجيب أنه قال بأنه يدرس متن التلقين !!!
ارجع أخي الكريم إلى المشاركة رقم: 30، واقرأها جيدا فقد حكيت لك ما حصل لي مع واحد من الذين يتكلمون نفس الكلام الذي أنت تردده.
هذا وإن الكثير كان يقول بترك المتون، إلا أنه عاد ليدرسها في المساجد والمدارس، لكن بطريقة خالفوا فيها سلفهم الصالح.
أما نسبتك الاستشهاد للإمام ابن حزم فلا يعني أنه صحيح، فالرد عليك هو رد على كل من استشهد بهذا الكلام.
أخي الفاضل لعلّ في هذه الكلمة الوجيزة للعلامة عبد الحميد بن باديس المالكي الجزائري رحمه الله ما يبيّن وجهة نظر الأخ الكريم -الطيب صياد- إذ يقول رحمه الله (أي ابن باديس):
«كما أُدخِلت على مذهب أهل العلم بدعة التقليد العامّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السنّة والكتاب، وصيّرتها -في زعم قومٍ- غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا في استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاّب عن التفقّه في الكتاب والسنّة وكتب الأئمّة، وصارت معانيها الظاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولة حتى عند كبار المتصدّرين»(٢- بسم الله الرحمن الرحيم)۲- الآثار (5/38).
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
كلما قرأت مشاركة رجعت إلى الموضوع اقرأ ما جاء فيه وكأنه استوعب كل ما ذكره الإخوة
لكن الغريب أيها الإخوة: العاصمي، والفلاحي
وأريد أن نتناقش لكن ارفقوا بأخيكم
لماذا ننكر أن الشيخ الألباني كان ينكر التمذهب والنقولات عنه كثيرة في هذا الباب
من أجل ذلك راح صاحب الموضوع (وهو مشكور) يفرق ين التمذهب والتعصب، وهو عين النقاش العلمي البعيد عن التعصب والذي أتمنى أن لا يقع فيه إخواني
اليوم الشباب يسألونك في مسألة، فإذا أجبتهم بما تراه صحيحا إن شاء الله، يقولون لك ما هو دليلك ؟
وبعضهم مهنته لا تساعده أن يعرف معنى دليل (مع احترامي)
ثم إذا أخبرته بالدليل، عاد إليك بعد فترة يذكر لك قول المخالف
فإذا أردت أن توضح له أن المسألة خلافية
يقول لك أعطني الراجح
وأنت أصلا أفتيته في البداية بالراجح
لابد أن نقر بعيوبنا حتى نحاول تصحيحها
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
[/size]
[size=5]أخي الفاضل لعلّ في هذه الكلمة الوجيزة للعلامة عبد الحميد بن باديس المالكي الجزائري رحمه الله ما يبيّن وجهة نظر الأخ الكريم -الطيب صياد- إذ يقول رحمه الله (أي ابن باديس):
«كما أُدخِلت على مذهب أهل العلم بدعة التقليد العامّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السنّة والكتاب، وصيّرتها -في زعم قومٍ- غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا في استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاّب عن التفقّه في الكتاب والسنّة وكتب الأئمّة، وصارت معانيها الظاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولة حتى عند كبار المتصدّرين»(٢- بسم الله الرحمن الرحيم)۲- الآثار (5/38).
نحن نقر أن التعصب والتقليد الجامد دخل على التمذهب
وفي الموضوع أمثلة كثيرة عن التعصب المقيت.
ولكن هل المشكلة أن نحارب التمذهب ؟
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
بوركت أخي الكريم أسامة ضيف الله.
ومرحبا بك بيننا.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأخ أسامة ضيف الله ..
هل ترى فيما نقل عن الألباني أعلاه إنكارًا للمذهبية جملةً وتفصيلاً ..
إن كان نعم فضع عليه اصبعك
فيكون الحال كما قلتَ :
وإن كان لا ..
فما قصة إقحام الألباني، ولا أحد استدل به على إنكار المذهبية في هذا الموضوع!
ألم يقل أحدكم بأننا لا ننكر المذهبية في قرارة أنفسنا؟!
اتفقنا على هذا القدر ووافقتمونا على رد التعصب كما قال الأخ سفينة الصحراء وفقه الله
غير أنه قال فهل يعني ذلك أن نرد المذهبية ؟
الجواب : لا
اتفقنا ..
فنقول :
هل يعني ذلك أننا نقبل التعصب المذهبي والتقليد الأعمى؟!
الجواب : قد سبق
إذا يجب علينا أن نتفق على أمرين : رد من رد المذهبية جملة وتفصيلا، ورد من يريد نشر التعصب والتقليد الأعمى ..
والحق بينهما ..!!
يرجى مراجعة كلام الأخ العاصمي الأخير حتى يقع تصور للمسألة ويفهم تسلسل الردود كيف جاء ..
والله المستعان ..
ولازلت أرى أن بعض الردود كتبتَ بسبب تصور مسبق وهو ما سميته بردود الأفعال ..
فكان ما كان !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس
من العجيب حقا ما تقوله عن عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
فمن الثابت قطعا انه لم يكن كل الصحابة فقهاء
فكان بعضهم يسأل بعضا
والمسؤول من الصحابة يصبح اماما متبعا وشيخامقلدا لمن سأله
و كل من سار على سيره ممن بعده فقد تمذهب بهذا المذهب
هذا تحليل بسيط جدا لتنبيهك الى التامل اكثر
في فهمك لعالم الصحابة و حياة الفقه في عصرهم
وارجو ان يتسع صدرك لدراسة ملاحظتي
ان الدعوة لترك تدريس المتون الفقهية يدل في تقديري على عدم فهم حقيقة هذه المتون
فهذه المتون تمثل خلاصة وعصارة مركزة لجهد علماء المذهب
مسخلصة من مصادر استنباط الفقه التي في مقدمتها الكتاب و السنة
و هي عصارة جهد تتابعت اجيال من العلماء الجها بذة على درسه و تمحيصه
---
اما ماذكرته من ان يعلق المعلم بالتصو يب لكل مسالة بما يو افق الكتاب و السنة
فابسط وصف له انه كلام سريع غير نا ضج
لانك تطالب من المعلم ان يصبح مجتهدا و يكون له فقها مقابلا لفقه المتن منا قشا له
وهنا اطرح عليك سؤالا
من الذي سيرجح الصواب المو افق للكتاب و السنة
بحيث يكون مع علماء المذهب
او مع المعلم
لان المعلم سيقدم ما يراه موافقا للكتاب و السنة
حسب علمه و فهمه
و الجزم بصواب قوله يحتاج لدراسات
--
اظن سنجعل الطلبة فقيها مرجحا بين المعلم و بين المتن
و سيخرج عندنا فقهاء بعدد المعلمين و الطلاب
و ليس لا حد ان يجبر الناس على
اتباع فهم احد من المعلمين او فقهاء المذاهب او الطلبة للكتاب و السنة
لان فهم الفقهاء الا ربعة لا يلزم
فمن بعدهم اولى
----
اظن الا مر سيتسع و يصبح ...........
أختي :
قطعك بأن الصحابة لم يكونوا كلهم فقهاء لا يقتضي أنهم مقلدون ألبتة ، بل أجمع الصحابة على الالتزام بالكتاب و السنة دون آراء الرجال و هذا إجماع معروف منقول قطعي ، فإذا سأل بعضهم من هو أعلم منه - منهم - فليس يدل أصلا على التزامه بقوله إلا في حالة واحدة و هي ظهور الدليل للسائل ، و قد كان الأعراب في زمن النبوة يقطعون المفاوز ليتفقهوا في الدين من في رسول الله (ص) ، فكيف يرضى أحدهم بالنزول غن تلك الدرجة ، نعم أكثرهم لم يرووا السنن و كثير ممن رووا مقلون بل منهم من لم يرو إلا الحديث و الحديثين ، كما في مقدمة مسند بقي بن مخلد القرطبي و ذكر نحوه أبو محمد ابن حزم - رحمهما الله تعالى - و ليس كل ذلك أنهم لم يسمعوا شيئا من النبي عليه السلام ، و لا شك أن جميع المسلمين حضروا خطبة الوداع و سمعوا من النبي الحديث النافع الأصيل و هذا أقل شيء تحملوه ، فإذا لا بد من أنهم إنما يتتبعون أخبار النبوة دون آراء الرجال حاشا كما قلتُ آنفا ما ظهر لهم دليله فيه ، فادعاء التقليد في الصحابة رمي لبعضهم بالنقص الظاهر ، بل بارتكاب المحرم الشنيع ألا و هو التقليد ...
ثم لستُ أهزأ بالمتون ، إلا متنا ظهر تعصبه و عمق تقليده للإمام ، فهذا مطروح و لا كرامة و لا أضرب لذلك أمثلة حفاظا على الأخُوَّة ، و كل عاقل يعرف أن حفظ متن كبلوغ المرام أفضل من شغل الذاكرة بغيره من كلام من دون رسول الله عليه السلام .
أما أن المعلم يقدم على الترجيح فأين المؤاخذة في هذا بشرط تكوين شخصيته العلمية بحيث يقوى على توضيح الصواب في المسألة ، و لتأخذي بعين الاعتبار الدرج في التكوين ، و لستُ أنكر دراسة المتون جميعها في أي مرحلة و من ظن ذلك فقد أخطأ في حقي ، بل أنا - الآن - أدرس التلقين الذي تعجب منه بعض الإخوة هنا ، و لا أدري أين العجب ؟؟؟
ثم فوق كل ذلك - ما دام جميعنا من أهل السنة و نسعى إلى الحق - فليدرس كلٌ كما هو مقتنع ، و لا شك أن كل واحد منا - مهما كان مذهبه الفقهي - لا شك أنه لا يأخذ إلا بما هو موافق للكتاب و السنة حسب القدرة على إيجاد ذلك ، و بالله الاستعانة .
أخوكم : الطيب بن محمد العامري الجزائري .
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
شكر الله لكم أيها الأفاضل
ورفع الله قدركم
لم يكن عندي الوقت الكافي لقراءة جميع المشاركات
لذلك أعتذر، أحتاج بعض الوقت رعاكم الله.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
خطأ بعض المنتسبين للسلف في إنكار التمذهب مطلقاً
للشيخ يوسف الغفيص
قال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله:
"..ولو أن شخصاً أراد أن يعكس المسألة لأمكنه أن يعكسها، فلو قال: إن السنة السلفية مضت بإقرار التمذهب؛ لما استطاع أحد أن ينكر عليه.. فهناك فرق بين أن تقول: إن السنة السلفية مضت بإقرار التمذهب، وبين أن تقول: إن السنة السلفية مضت بقصده أو تشريعه أو الحث عليه، والذي نتكلم عنه هو الإقرار فقط. ووجه هذا الإقرار: أن التمذهب بمذاهب الفقهاء الأربعة بدأ من القرون المتقدمة، ولو أبعدت قلت: بدأ من القرن الرابع، مع أنه بدأ قبل ذلك، لكن انضبطت هذه المذاهب وبدأ الانتساب الصريح لها من القرن الرابع؛ بل من قبل، فالحقيقة أنه حتى في زمن التابعين قبل الأئمة الأربعة كان يعرف أن فلاناً له أصحاب، بل حتى الصحابة كان ابن مسعود له أصحاب ويرجحون قوله وينتصرون له؛ لأنهم رأوا أن منهجه هو الأقوى، وكان هناك أصحاب ينتسبون لفقه ابن عباس، فهذا لم يكن غريباً زمن السلف وما كان منكراً، ومما كان يعلم أن أتباع ابن مسعود كانوا يوافقونه على مسائل هي خلاف الدليل، كمسألة التطبيق، ومسألة إذا كان إماماً وائتم به اثنان وقف وسطهم. والمقصود من هذا: أن مسألة الأتباع والأصحاب مسألة معروفة، ثم انضبطت أكثر في المدارس الفقهية الأربع.. نعم هناك التعصب، لكن هذا التعصب مذموم؛ سواء كان لأحد الأمة الأربعة، أو كان لـأبي بكر أو كان لـعمر، أو كان لأي شخص لعينه، لأنه لا يجوز التعصب -أي: الاجتماع على قول واحد بإطلاق- إلا أن يكون الرسول - عليه الصلاة والسلام -. إذاً: من يحتج على إبطال التمذهب بكلام المتعصبين من الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة فهذا لا حجة فيه. البعض يقول: " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" [النساء: 59] هاتوا دليلاً يدل على جواز التمذهب. وهذا جهل؛ فإن العلم لا يناقش بهذا الأسلوب، هذه سطحية في العلم. " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ " [النساء: 59] لا جدل في هذه القاعدة، لكن كيف الرد إلى الله والرسول؟ هذا ليس من باب التعبد حتى تقول: هات لي دليلاً من القرآن والسنة يقول: تمذهب لـأحمد بن حنبل أو للشافعي. ولو رددنا هذه المسألة إلى الله والرسول، فلن نجد في القرآن أو في السنة دليلاً على منع الاقتداء بأولي العلم، لأن الله يقول: " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " [النحل: 43] وإذا كان سؤالهم ممكناً، فهذا الاتباع هو من نفس هذه المادة: مادة السؤال.
التمذهب المحمود والتمذهب المذموم
حقيقة التمذهب: أنه من باب التراتيب العلمية، ليس من باب التعبد، من انتسب للإمام أحمد تعبداً؛ كما يفعل مثلاً بعض الشيعة وبعض الصوفية حين ينتسبون على جهة التعبد لأعيان؛ فهذا لا شك أنه بدعة، لكن من انتسب للإمام أحمد لأنه أخذ من علمه ما لم يأخذ من علم الشافعي، أو قرأ من كتبه ما لم يقرأه من كتب الشافعي، أو رأى أن الإمام أحمد أعلم بالسنن والآثار، أو رأى أنه أقرب. وآخر عرف من حال الشافعي وما عنده من الأخذ عن المحدثين والفقهاء وسعة علمه باللغة، فناسبه فقه الشافعي، ورأى بنظره أنه أقرب، فصار شافعياً، وصار هذا حنفياً، لأنه لم يلق المحدثين، إنما تقلد فقه أبي حنيفة كحال أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، فقد كان على فقه أبي حنيفة، ولما لقي من لقي من أهل الحديث ترك كثيراً من قول أبي حنيفة. إذاً: المسألة مسألة تراتيب علمية، مثل قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (فإن يطيعوا أبا بكر و عمر يرشدوا)لماذا يطيعون أبا بكر و عمر؟ هل أبو بكر مشرع؟ لا، ولكن هذه تراتيب علمية: أن المفضول في العلم يقتدي بالفاضل، وإذا تعصب متعصب لـأحمد أو للشافعي قلنا: أخطأ، لكن أن يقال: إن السلفي هو الذي لا يتمذهب، فهذا ليس صحيح، وإلا للزم من كونك لا تقلد أحداً في مسألة، أن لا يكون لك سلف في كل المسائل، وهذه ليست طريقة السلف،
الإمام أحمد يقول: لا تقل في مسألة إلا ولك فيها إمام، ويقول: من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريك لعلهم اختلفوا. إذاً لا بد من هذا الاتباع، وهذا من سنن المرسلين: أن يقتدي المفضول بالفاضل. أما إذا صار التمذهب تعصباً أو صار الانتصار من أجله ليس من أجل الدليل، أو صار على جهة التعبد أو نحو ذلك.. فلا شك أن هذه موجبات يعلم بطلانها من الشريعة وهي من البدع المنكرة. إذاً:
التمذهب فيه طرفان ووسط؛ فإذا غلا بعض المتمذهبين بتعصبهم للمذاهب، وصاروا يقلدون الأقوال ولا يعتبرون النظر في الدليل، وكان همهم الانتصار للمذهب، فهذا لا شك أنه بدعة وجدت في قرون من الأمة على يد بعض الفقهاء. وقد أنكره قوم ولا سيما من المعاصرين الذين بالغوا في رده وجعلوا السلفية مرتبطةً بعدمه،
والحق أن المحققين من السلفيين كـابن عبد البر و شيخ الإسلام و ابن كثير ومن قبل هؤلاء أو من بعدهم، والمعاصرين الذين قرب عصرهم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب وشيوخ الدعوة، كل هؤلاء كانوا على التمذهب البعيد عن التعصب، إنما اختاروا أصولاً فقهيةً عند أحمد أو أصولاً عند الشافعي أو أصولاً عند أبي حنيفة. ولا أحد يجادل في أنك لو اخترت قول أبي حنيفة في مسألة لما أنكر عليك أحد، وإذا اختار أحد قول أبي حنيفة في ترجيح القياس على قول الصحابي.. هذه مسألة وهذه مسألة، فهو اختار اجتهادات أبي حنيفة؛ لأنه عند الأئمة الأربعة: الكتاب والسنة والإجماع عندهم حجة، بعد ذلك تأتي الأدلة المختلف فيها، هذه فيها تراتيب بينهم -أي: بين الأئمة الأربعة- فبعض الناس من الناظرين بحسب درجة نظره وقوته يقدم قول أحمد أو قول الشافعي أو قول أبي حنيفة، فهذا من تقليدهم في اجتهادهم كتقليدهم في آحاد فروع الشريعة. فالمقصود: أن التمذهب لا بد أن يكون القول فيه معتدلاً، لا يجوز الانتساب للمذاهب على التعصب، ولكن لا يجوز إنكار ذلك. وليس المقصود من هذا أن التمذهب سنة لازمة لا بد أن تبقى في المسلمين، بل ينبغي ذكر الاجتهاد، فالأمة الآن بحاجة إلى اجتهاد، لأن هناك مسائل نزلت لم يتكلم عنها الفقهاء من قبل، لكن المقصود أن الأمور تؤتى من أبواها، فتحصل الاجتهاد ليس بإنكار المذاهب، وتحصل السلفية ليس بإنكار المذاهب، فإن أئمة هؤلاء المذاهب هم أئمة السلف، وكثير من أتباعهم المحققين كانوا على عقيدة السلف، خاصة أن من ينكر هذا تجد أنه يأخذ بأقوال ابن حزم أو أقوال الشوكاني، فرجعوا إلى قول عالم من علماء السنة والجماعة على أحسن تقدير. "ا.هــ
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظفر الشافعي
حقيقة موضوع جيد.
وإني أعتبره ابداع.
وأما قول الأخ الطيب بن صياد أن الأخ أبا سعيد لم يذكر مثالاً على من كان صلبا في مذهبه غير متعصب فالأمثلة كثيرة:
خذ منها:
الإمام النووي فهل يقول أحد ممن عرفه بأنه متعصب؟!
ابن حجر الهيتمي.
الإمام ابن عبدالبر.
ابن عابدين الحنفي صاحب حاشية رد المحتار.
كل هؤلاء نصروا مذاهبهم ولم يحيدوا عنها طرفة عين, ومع ذلك لم يرمهم أحد بالتعصب.
قولك المشار إليه باطل.. فلا حاجة للرد عليه.
...
ويكفيك مثالا أن تعرف أن كثيرا من متأخري المالكية إن لم نقل أكثرهم لا يعتدون بترجيحات ابن عبد البر ... بل يقول بغضهم أنه كثيرا ما يميل الى المذهب الشافعي.
...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
خطأ بعض المنتسبين للسلف في إنكار التمذهب مطلقاً
للشيخ يوسف الغفيص
قال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله:
"..ولو أن شخصاً أراد أن يعكس المسألة لأمكنه أن يعكسها، فلو قال: إن السنة السلفية مضت بإقرار التمذهب؛ لما استطاع أحد أن ينكر عليه.. فهناك فرق بين أن تقول: إن السنة السلفية مضت بإقرار التمذهب، وبين أن تقول: إن السنة السلفية مضت بقصده أو تشريعه أو الحث عليه، والذي نتكلم عنه هو الإقرار فقط. ووجه هذا الإقرار: أن التمذهب بمذاهب الفقهاء الأربعة بدأ من القرون المتقدمة، ولو أبعدت قلت: بدأ من القرن الرابع، مع أنه بدأ قبل ذلك، لكن انضبطت هذه المذاهب وبدأ الانتساب الصريح لها من القرن الرابع؛ بل من قبل، فالحقيقة أنه حتى في زمن التابعين قبل الأئمة الأربعة كان يعرف أن فلاناً له أصحاب، بل حتى الصحابة كان ابن مسعود له أصحاب ويرجحون قوله وينتصرون له؛ لأنهم رأوا أن منهجه هو الأقوى، وكان هناك أصحاب ينتسبون لفقه ابن عباس، فهذا لم يكن غريباً زمن السلف وما كان منكراً، ومما كان يعلم أن أتباع ابن مسعود كانوا يوافقونه على مسائل هي خلاف الدليل، كمسألة التطبيق، ومسألة إذا كان إماماً وائتم به اثنان وقف وسطهم. والمقصود من هذا: أن مسألة الأتباع والأصحاب مسألة معروفة، ثم انضبطت أكثر في المدارس الفقهية الأربع.. نعم هناك التعصب، لكن هذا التعصب مذموم؛ سواء كان لأحد الأمة الأربعة، أو كان لـأبي بكر أو كان لـعمر، أو كان لأي شخص لعينه، لأنه لا يجوز التعصب -أي: الاجتماع على قول واحد بإطلاق- إلا أن يكون الرسول - عليه الصلاة والسلام -. إذاً: من يحتج على إبطال التمذهب بكلام المتعصبين من الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة فهذا لا حجة فيه. البعض يقول: " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" [النساء: 59] هاتوا دليلاً يدل على جواز التمذهب. وهذا جهل؛ فإن العلم لا يناقش بهذا الأسلوب، هذه سطحية في العلم. " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ " [النساء: 59] لا جدل في هذه القاعدة، لكن كيف الرد إلى الله والرسول؟ هذا ليس من باب التعبد حتى تقول: هات لي دليلاً من القرآن والسنة يقول: تمذهب لـأحمد بن حنبل أو للشافعي. ولو رددنا هذه المسألة إلى الله والرسول، فلن نجد في القرآن أو في السنة دليلاً على منع الاقتداء بأولي العلم، لأن الله يقول: " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " [النحل: 43] وإذا كان سؤالهم ممكناً، فهذا الاتباع هو من نفس هذه المادة: مادة السؤال.
التمذهب المحمود والتمذهب المذموم
حقيقة التمذهب: أنه من باب التراتيب العلمية، ليس من باب التعبد، من انتسب للإمام أحمد تعبداً؛ كما يفعل مثلاً بعض الشيعة وبعض الصوفية حين ينتسبون على جهة التعبد لأعيان؛ فهذا لا شك أنه بدعة، لكن من انتسب للإمام أحمد لأنه أخذ من علمه ما لم يأخذ من علم الشافعي، أو قرأ من كتبه ما لم يقرأه من كتب الشافعي، أو رأى أن الإمام أحمد أعلم بالسنن والآثار، أو رأى أنه أقرب. وآخر عرف من حال الشافعي وما عنده من الأخذ عن المحدثين والفقهاء وسعة علمه باللغة، فناسبه فقه الشافعي، ورأى بنظره أنه أقرب، فصار شافعياً، وصار هذا حنفياً، لأنه لم يلق المحدثين، إنما تقلد فقه أبي حنيفة كحال أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، فقد كان على فقه أبي حنيفة، ولما لقي من لقي من أهل الحديث ترك كثيراً من قول أبي حنيفة. إذاً: المسألة مسألة تراتيب علمية، مثل قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (فإن يطيعوا أبا بكر و عمر يرشدوا)لماذا يطيعون أبا بكر و عمر؟ هل أبو بكر مشرع؟ لا، ولكن هذه تراتيب علمية: أن المفضول في العلم يقتدي بالفاضل، وإذا تعصب متعصب لـأحمد أو للشافعي قلنا: أخطأ، لكن أن يقال: إن السلفي هو الذي لا يتمذهب، فهذا ليس صحيح، وإلا للزم من كونك لا تقلد أحداً في مسألة، أن لا يكون لك سلف في كل المسائل، وهذه ليست طريقة السلف،
الإمام أحمد يقول: لا تقل في مسألة إلا ولك فيها إمام، ويقول: من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريك لعلهم اختلفوا. إذاً لا بد من هذا الاتباع، وهذا من سنن المرسلين: أن يقتدي المفضول بالفاضل. أما إذا صار التمذهب تعصباً أو صار الانتصار من أجله ليس من أجل الدليل، أو صار على جهة التعبد أو نحو ذلك.. فلا شك أن هذه موجبات يعلم بطلانها من الشريعة وهي من البدع المنكرة. إذاً:
التمذهب فيه طرفان ووسط؛ فإذا غلا بعض المتمذهبين بتعصبهم للمذاهب، وصاروا يقلدون الأقوال ولا يعتبرون النظر في الدليل، وكان همهم الانتصار للمذهب، فهذا لا شك أنه بدعة وجدت في قرون من الأمة على يد بعض الفقهاء. وقد أنكره قوم ولا سيما من المعاصرين الذين بالغوا في رده وجعلوا السلفية مرتبطةً بعدمه،
والحق أن المحققين من السلفيين كـابن عبد البر و شيخ الإسلام و ابن كثير ومن قبل هؤلاء أو من بعدهم، والمعاصرين الذين قرب عصرهم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب وشيوخ الدعوة، كل هؤلاء كانوا على التمذهب البعيد عن التعصب، إنما اختاروا أصولاً فقهيةً عند أحمد أو أصولاً عند الشافعي أو أصولاً عند أبي حنيفة. ولا أحد يجادل في أنك لو اخترت قول أبي حنيفة في مسألة لما أنكر عليك أحد، وإذا اختار أحد قول أبي حنيفة في ترجيح القياس على قول الصحابي.. هذه مسألة وهذه مسألة، فهو اختار اجتهادات أبي حنيفة؛ لأنه عند الأئمة الأربعة: الكتاب والسنة والإجماع عندهم حجة، بعد ذلك تأتي الأدلة المختلف فيها، هذه فيها تراتيب بينهم -أي: بين الأئمة الأربعة- فبعض الناس من الناظرين بحسب درجة نظره وقوته يقدم قول أحمد أو قول الشافعي أو قول أبي حنيفة، فهذا من تقليدهم في اجتهادهم كتقليدهم في آحاد فروع الشريعة. فالمقصود: أن التمذهب لا بد أن يكون القول فيه معتدلاً، لا يجوز الانتساب للمذاهب على التعصب، ولكن لا يجوز إنكار ذلك. وليس المقصود من هذا أن التمذهب سنة لازمة لا بد أن تبقى في المسلمين، بل ينبغي ذكر الاجتهاد، فالأمة الآن بحاجة إلى اجتهاد، لأن هناك مسائل نزلت لم يتكلم عنها الفقهاء من قبل، لكن المقصود أن الأمور تؤتى من أبواها، فتحصل الاجتهاد ليس بإنكار المذاهب، وتحصل السلفية ليس بإنكار المذاهب، فإن أئمة هؤلاء المذاهب هم أئمة السلف، وكثير من أتباعهم المحققين كانوا على عقيدة السلف، خاصة أن من ينكر هذا تجد أنه يأخذ بأقوال ابن حزم أو أقوال الشوكاني، فرجعوا إلى قول عالم من علماء السنة والجماعة على أحسن تقدير. "ا.هــ
حتى أنت أخي أمجد !
ليتك رددت الباطل الذي في الموضوع من أصله وهي بدعة (الصلابة في المذهب ) أما التمذهب كما يقول الشيخ الغفيص فلا ينكره السلفيون
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أخونا الباتني وفقه الله خلط في هذا الباب وجاء باصطلاح (الصلابة في المذهب ) ! ولله الحمد يكفي على بطلانه أنه لم يأت بقول أحد من السلف لا التابعين ولا اتباعهم و لا الأئمة الأربعة .
ثم عرف الصلابة ( أمّاالصلابةفي المذهب فهي وصف لمن كان تابعاً لمذهب إمام معين، وأصبح صلبا فيه، ثابتاً على قواعده، منافحا عن اختياراته. (
وهل المنافحة عن اختيارات المذهب إلا تعصبا ! بل ليته قال و إن ظهر له الحق في خلاف مذهبه أخذ به !
ثم جاء بأمر عجيب و غريب !
وهو زعمه أن الشافعي كان صلبا في مذهبه ! وهذه فرية على الشافعي ! - رحمه الله - فقد اتفق أهل العلم بالحديث على أن الشافعي (ناصر الحديث ) و أنه كان (صلبا في السنة ) و أنه متى ما صح عنده الحديث أخذ به بل علق بعض الأحكام على الصحة
وقد انتقد في بداية حديثه كتاب الشيخ عباسي (بدعة التعصب المذهبي ) وكتاب الشيخ كتاب جيد وأثنى عليه العلماء ومن ضمنهم العلامة المحقق بكر أبو زيد الحنبلي على أنه أشار إلى بعض الملاحظات عليه .
ثانيا : الإمام الألباني لم يحارب التمذهب في حياته قط و إنما حارب التعصب المذهبي وكتابه في الرد على أبي غدة( كشف النقاب ) بين هذا الأمر جيدا و جليا
ثالثا: الألباني حارب البدع المذهبية
فمن ذلك إنكاره على تعيين أربعة أئمة في المسجد الأموي ( حنفي ، وشافعي و ...) ثم يأتي كل اصحاب مذهب ويصلون خلف إمامهم ! هذا كان موجود في الحرم المكي حتى زمن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهدم المحاريب الأربعة وجمع الناس على إمام واحد وهذا من حسناته العظيمة - رحمه الله -
الألباني حارب قراءة كتب الحديث للتبرك لا للعمل .
جاء في تاريخ الجبرتي ( عجائب الآثار - (ج 2 / ص 483)
(واستهل شهر ذي القعدة سنة 1232وفي أواخره، حصل الأمر للفقهاء بأزهر بقراءة صحيح البخارى فاجتمع الكثير من الفقهاء والمجاورين وفرقوا بينهم أجزاء وكراريس من البخارى يقرؤون فيها في مقدار ساعتين من النهار بعد الشروق فاستمروا على ذلك خمسة أيام، وذلك بقصد حصول النصر لإبراهيم باشا على الوهابية، وقد طالت مدة انقطاع الأخبار عنه وحصل لأبيه قلق زائد، ولما انقضت أيام قراءة البخاري نزل للفقهاء عشرون كيساً فرقت عليهم وكذلك على أطفال المكاتب. )
الألباني حارب تعدد القضاة كل أهل مذهب يتقاضون عند قاضيهم !
جاء في النجوم الزاهرة ( (ثم ولى الملك الظاهر في سنة ثلاث وستين وستمائة في كل مذهب قاضياً مستقلاً بذاته، فصارت قضاة القضاة أربعة، )
و أخيرا لو كان الألباني يحارب المذهبية لما قام بخدمة مذهب الحنابلة في كتابه العظيم ( الإرواء ) وهو تخريج لكتاب (منار السبيل )
وليت أخونا الباتني ذكر نماذج من تعصب المالكية فليس هناك أكثر تعصبا منهم لمذهبهم
وتعصبهم من قديم لمذهبهم وليس حادثا
فقد قاموا على الإمام الكبير (بقي بن مخلد ) لما دخل الأندلس بمسنده العظيم !
و قاموا على الشافعي لما دخل مصر و كانوا يقول أشهب في دعائه (اللهم أمت الشافعي و إلا ضاع علم مالك )
بخلاف المذاهب الأخرى فلم ينشأ التعصب عندهم إلا متأخرا ولذلك تجد مخالفة محمد بن الحسن يعقوب كثيرة لأبي حنيفة و كذلك تلاميذ الشافعي كالمزني و أما أحمد فمعلوم ذلك من حاله!
و أسأل الله أن يرزقنا الصلابة في السنة تبعا لصحابته والتابعين والأئمة الأربعة
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله النعيمي
أخونا الباتني وفقه الله خلط في هذا الباب وجاء باصطلاح (الصلابة في المذهب ) ! ولله الحمد يكفي على بطلانه أنه لم يأت بقول أحد من السلف لا التابعين ولا اتباعهم و لا الأئمة الأربعة .
ثم عرف الصلابة (
أمّاالصلابةفي المذهب فهي وصف لمن كان تابعاً لمذهب إمام معين، وأصبح صلبا فيه، ثابتاً على قواعده، منافحا عن اختياراته. (
وهل المنافحة عن اختيارات المذهب إلا تعصبا ! بل ليته قال و إن ظهر له الحق في خلاف مذهبه أخذ به !
ثم جاء بأمر عجيب و غريب !
وهو زعمه أن الشافعي كان صلبا في مذهبه ! وهذه فرية على الشافعي ! - رحمه الله - فقد اتفق أهل العلم بالحديث على أن الشافعي (ناصر الحديث ) و أنه كان (صلبا في السنة ) و أنه متى ما صح عنده الحديث أخذ به بل علق بعض الأحكام على الصحة
وقد انتقد في بداية حديثه كتاب الشيخ عباسي (بدعة التعصب المذهبي ) وكتاب الشيخ كتاب جيد وأثنى عليه العلماء ومن ضمنهم العلامة المحقق بكر أبو زيد الحنبلي على أنه أشار إلى بعض الملاحظات عليه .
ثانيا : الإمام الألباني لم يحارب التمذهب في حياته قط و إنما حارب التعصب المذهبي وكتابه في الرد على أبي غدة( كشف النقاب ) بين هذا الأمر جيدا و جليا
ثالثا: الألباني حارب البدع المذهبية
فمن ذلك إنكاره على تعيين أربعة أئمة في المسجد الأموي ( حنفي ، وشافعي و ...) ثم يأتي كل اصحاب مذهب ويصلون خلف إمامهم ! هذا كان موجود في الحرم المكي حتى زمن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهدم المحاريب الأربعة وجمع الناس على إمام واحد وهذا من حسناته العظيمة - رحمه الله -
الألباني حارب قراءة كتب الحديث للتبرك لا للعمل .
جاء في تاريخ الجبرتي ( عجائب الآثار - (ج 2 / ص 483)
(واستهل شهر ذي القعدة سنة 1232وفي أواخره، حصل الأمر للفقهاء بأزهر بقراءة صحيح البخارى فاجتمع الكثير من الفقهاء والمجاورين وفرقوا بينهم أجزاء وكراريس من البخارى يقرؤون فيها في مقدار ساعتين من النهار بعد الشروق فاستمروا على ذلك خمسة أيام، وذلك بقصد حصول النصر لإبراهيم باشا على الوهابية، وقد طالت مدة انقطاع الأخبار عنه وحصل لأبيه قلق زائد، ولما انقضت أيام قراءة البخاري نزل للفقهاء عشرون كيساً فرقت عليهم وكذلك على أطفال المكاتب. )
الألباني حارب تعدد القضاة كل أهل مذهب يتقاضون عند قاضيهم !
جاء في النجوم الزاهرة ( (ثم ولى الملك الظاهر في سنة ثلاث وستين وستمائة في كل مذهب قاضياً مستقلاً بذاته، فصارت قضاة القضاة أربعة، )
و أخيرا لو كان الألباني يحارب المذهبية لما قام بخدمة مذهب الحنابلة في كتابه العظيم ( الإرواء ) وهو تخريج لكتاب (منار السبيل )
وليت أخونا الباتني ذكر نماذج من تعصب المالكية فليس هناك أكثر تعصبا منهم لمذهبهم
وتعصبهم من قديم لمذهبهم وليس حادثا
فقد قاموا على الإمام الكبير (بقي بن مخلد ) لما دخل الأندلس بمسنده العظيم !
و قاموا على الشافعي لما دخل مصر و كانوا يقول أشهب في دعائه (اللهم أمت الشافعي و إلا ضاع علم مالك )
بخلاف المذاهب الأخرى فلم ينشأ التعصب عندهم إلا متأخرا ولذلك تجد مخالفة محمد بن الحسن يعقوب كثيرة لأبي حنيفة و كذلك تلاميذ الشافعي كالمزني و أما أحمد فمعلوم ذلك من حاله!
و أسأل الله أن يرزقنا الصلابة في السنة تبعا لصحابته والتابعين والأئمة الأربعة
بارك الله فيك أخي الكريم كأن كلامي يخرج من فمك سبحان الله كلمة بكلمة و قد تركت التعليق على مقالات الأخ لكثرة الخلط فيها و قلة الفائدة إذ لا يغيب على النبيه أن جميع مقالاته لا ترمي إلا لأمر واحد تشجيع التعصب المذهبي فما عليكم إلا تتبعها لملاحظة ذلك بل لا تجد من يشجعه عليها إلا المنافحين عن مذهابهم ، الطيور على أشكالها تقع.
جميع ما جاء به من الأمثلة هي فرية نعم إذ دفاع الامام الشافعي و الامام مالك عن مذاهبهم دفاع عن أدلتهم و الحق عندهم لا دفاع عن تقليد أما من ينطلق من إختيارات مذهب للدفاع عليها فهذا متعصب و لا شك ، إبحث ثم إعتقد و ليس العكس و ما هو التعصب إن لم يكن اعتقاد الصواب في جميع إختيارات مذهب واحد دون غيره.
أما مصطلح الصلابة الذي خلط فيه الأخ إنما أطلقه صاحب القول السديد في بعض مسائل الاجتهاد والتقليد على صاحب المذهب او المدافع عن بعض أقواله بأدلتها لا في جميع إختيارات مذهب معين.
فمن اعتقد الصواب في جميع أقوال مذهب معين فهو متعصب ولا شك ، قد تدافع عن أصول مذهب لكن ليس عن جميع اختيارات إمام واحد.
و كما قلت أخي الكريم لتكن الصلابة في الحق لا في مذهب واحد ، نعم الحق عادة لا يخرج عن المذاهب الأربعة ، قد تختار قولا من مذهب معين فتدافع عنه لكن لا يمكن أن يكون كل المذهب حق فمن اعتقد صواب كل اختيارات الامام ابي حنيفة او الامام مالك او الامام الشافعي او الامام احمد او شيخ الاسلام ابن تيمية او الشيخ العثيمين او الشيخ الالباني رحمهم الله فهو متعصب كل ذلك سواء لكن كلهم أئمة رحمهم الله نختار من أقوالهم ما نراه حقا و نرد غيره و الله الموفق إلى الصواب.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم بن عبد الرحمن
بارك الله فيك أخي الكريم كأن كلامي يخرج من فمك سبحان الله كلمة بكلمة و قد تركت التعليق على مقالات الأخ لكثرة الخلط فيها و قلة الفائدة إذ لا يغيب على النبيه أن جميع مقالاته لا ترمي إلا لأمر واحد تشجيع التعصب المذهبي فما عليكم إلا تتبعها لملاحظة ذلك بل لا تجد من يشجعه عليها إلا المنافحين عن مذهابهم ، الطيور على أشكالها تقع.
جميع ما جاء به من الأمثلة هي فرية نعم إذ دفاع الامام الشافعي و الامام مالك عن مذاهبهم دفاع عن أدلتهم و الحق عندهم لا دفاع عن تقليد أما من ينطلق من إختيارات مذهب للدفاع عليها فهذا متعصب و لا شك ، إبحث ثم إعتقد و ليس العكس و ما هو التعصب إن لم يكن اعتقاد الصواب في جميع إختيارات مذهب واحد دون غيره.
أما مصطلح الصلابة الذي خلط فيه الأخ إنما أطلقه صاحب القول السديد في بعض مسائل الاجتهاد والتقليد على صاحب المذهب او المدافع عن بعض أقواله بأدلتها لا في جميع إختيارات مذهب معين.
فمن اعتقد الصواب في جميع أقوال مذهب معين فهو متعصب ولا شك ، قد تدافع عن أصول مذهب لكن ليس عن جميع اختيارات إمام واحد.
و كما قلت أخي الكريم لتكن الصلابة في الحق لا في مذهب واحد ، نعم الحق عادة لا يخرج عن المذاهب الأربعة ، قد تختار قولا من مذهب معين فتدافع عنه لكن لا يمكن أن يكون كل المذهب حق فمن اعتقد صواب كل اختيارات الامام ابي حنيفة او الامام مالك او الامام الشافعي او الامام احمد او شيخ الاسلام ابن تيمية او الشيخ العثيمين او الشيخ الالباني رحمهم الله فهو متعصب كل ذلك سواء لكن كلهم أئمة رحمهم الله نختار من أقوالهم ما نراه حقا و نرد غيره و الله الموفق إلى الصواب.
هل ما يختاره باحث ما من اختيارات المذاهب الا ربعة ويراه انه الحق يلزم غيره به
او يجوز له ان يلزم غيره بهذا الا ختيار
مهما حشد له من ادلة من الكتاب و السنة معتقدا انها تؤيد اختياره دون سواه
ام في الا مر سعة
في هذا السؤال اجا بات
لملاحظات كثيرة سبق سردها في عدة مداخلات
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
بوركتَ يا شيخ أمجد ...
وحفظ الله الشيخ الغفيص ...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الصلابة في المذهب، ما ضابطها ؟
هل يصح أن نقول : ابن عبد البر رحمه الله كان صلبا في مذهبه ؟
بمعنى أنه كان عالما بأصول المذهب وفروعه ...
أو كشيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً ...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
وجواب هذا المتعجب، ما رواه الراعي شمس الدِّين في انتصار السالك (ص: 225) أنّ:
رجلاً قال لمالك:
"يا أبا عبد الله هل عرفت حديث البيِّعان بالخيار !!! ؟
قال له: نعم، وأنت تلعب مع الصبيان في البقيع".
وقال له آخر:
"لِم رَويت حديث (البيعان بالخيار) في الموطأ ولم تعمل به ؟
قال له مالك:
لِيعلم الجاهل مِثلك أنّي على عِلم تركته".
وما ومدى ثبوت هذا الكلام عن الإمام مالك ؟!
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
بارك الله في الجميع
لا أخفيك أخي النعيمي أني لم أقرأ جميع مشاركة الأصل وما تلاها من مشاركات
لكني قرأت بعضا من هاهنا وهاهنا فوجدت كلاما في التحذير من التمذهب وأنه: يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية
فنقلت ما قرأتم
/// والإجماع على إقرار وجواز هذه المذاهب الفقهية الأربعة وغيرها من مذاهب أهل السنة قائم من قبل أن يخلق من يحرمها
نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم
واختلفوا بعد ذلك في لزوم التمذهب على مذهب واحد على أقوال مبسوطة في كتب الأصول وآداب الفتوى
/// أما رأيي في أصل الموضوع
فلا خلاف عند المنصفين وأهل العلم في حرمة التعصب مطلقا للمذهب وللأشخاص دون النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا كان المقصود بالصلابة المذكورة الدفاع عن المذهب بذكر الأدلة عليه ودفع المعارض عنه كما وقع ذلك من فقهاء الإسلام في كتب الخلاف
فلا حرج في ذلك إذا كان يرى أن مذهبه هو الحق
فإذا انتصر لمذهبه فقد انتصر للحق في اجتهاده
وهذا لا حرج فيه بل هو مطلوب
وقد يرجح العالم أصولا فيضطر إلى دفع ما يشكل عليها ويرد من المخالف
فينصر بعض الفروع لردها إلى تلك الأصول
لأنه إن لم يفعل ناقض أصوله
فإذا كان ذلك خاليا من التأويل السمج البعيد للنصوص فلا حرج فيه
لأن الأصل أقوى من الفرع
/// وإذا كان المقصود بالصلابة التعصب والتشدد في التقليد والحط على المخالف فهو أمر غير مرضي وسبب الفرقة والخلاف المنهي عنه
والله أعلم
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
بارك الله في الجميع
لا أخفيك أخي النعيمي أني لم أقرأ جميع مشاركة الأصل وما تلاها من مشاركات
لكني قرأت بعضا من هاهنا وهاهنا فوجدت كلاما في التحذير من التمذهب وأنه: يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية
فنقلت ما قرأتم
/// والإجماع على إقرار وجواز هذه المذاهب الفقهية الأربعة وغيرها من مذاهب أهل السنة قائم من قبل أن يخلق من يحرمها
نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم
واختلفوا بعد ذلك في لزوم التمذهب على مذهب واحد على أقوال مبسوطة في كتب الأصول وآداب الفتوى
/// أما رأيي في أصل الموضوع
فلا خلاف عند المنصفين وأهل العلم في حرمة التعصب مطلقا للمذهب وللأشخاص دون النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا كان المقصود بالصلابة المذكورة الدفاع عن المذهب بذكر الأدلة عليه ودفع المعارض عنه كما وقع ذلك من فقهاء الإسلام في كتب الخلاف
فلا حرج في ذلك إذا كان يرى أن مذهبه هو الحق
فإذا انتصر لمذهبه فقد انتصر للحق في اجتهاده
وهذا لا حرج فيه بل هو مطلوب
وقد يرجح العالم أصولا فيضطر إلى دفع ما يشكل عليها ويرد من المخالف
فينصر بعض الفروع لردها إلى تلك الأصول
لأنه إن لم يفعل ناقض أصوله
فإذا كان ذلك خاليا من التأويل السمج البعيد للنصوص فلا حرج فيه
لأن الأصل أقوى من الفرع
/// وإذا كان المقصود بالصلابة التعصب والتشدد في التقليد والحط على المخالف فهو أمر غير مرضي وسبب الفرقة والخلاف المنهي عنه
والله أعلم
جزاكم الله خيرا
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
/// عن حميد بن أحمد البصري، قال: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة. فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال : إن لم يصح فيه حديث، ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه.
/// قال العلامة الألباني رحمه الله: "إن الانتساب إلى أحد من الأئمة كوسيلة للتعرف على ما قد يفوت طالب العلم من الفقه بالكتاب والسنة أمر لا بد منه شرعا وقدرا، فإن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب، وعلى هذا جرى السلف والخلف جميعا.."
كشف النقاب 52.
وقال رحمه الله تعالى كذلك: "الواجب على الناس في زماننا هذا أن يبدؤوا تعلم الفقه عن طريق أحد المذاهب الأربعة ويدرسوا الدين من كتبها.."
بدعة التعصب المذهبي محمد عيد عباسي 1/339.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
أما رأيي في أصل الموضوع
فلا خلاف عند المنصفين وأهل العلم في حرمة التعصب مطلقا للمذهب وللأشخاص دون النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا كان المقصود بالصلابة المذكورة الدفاع عن المذهب بذكر الأدلة عليه ودفع المعارض عنه كما وقع ذلك من فقهاء الإسلام في كتب الخلاف
فلا حرج في ذلك إذا كان يرى أن مذهبه هو الحق
فإذا انتصر لمذهبه فقد انتصر للحق في اجتهاده
وهذا لا حرج فيه بل هو مطلوب
-أما هذا القول = كأصل؛
فما أحسب أحدًا يخالفك فيه ..
لكني أحسب أن ثمة خلافًا في تحقيق مناطه ..
فياليتك يا شيخ أمجد تتكرم؛ فتنظر في أصل الموضوع وفي بعض الأمثلة التي أوردها صاحبه، وعدها من باب الصلابة وليست من التعصب في شيء = فتعطي رأيك فيها
فإننا نحسبك على علم في هذا الباب ..
والله الموفق ..
-لا تتركنا معلقين يا شيخ أمجد - ابتسامة-
بارك الله فيكم ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل
أحسب نفسي والحمد لله قرأت كل كلمة جاءت في الموضوع
ولم أكن لأسمح لنفسي أن أضع مشاركة إلا بعد قراءتها جميعا
وهذا الذي أحب وأتمنى أن يفعله إخواني الأفاضل
لأني أرى أن بعضهم يكتفي بالجملة الواحدة ويعلق عليها
والبعض يستل كلمة من العنوان ويعلق بكلام نقرأه في جميع مشاركته، حتى لو أن الواحد قرأ له مشاركة واحدة فقط، أو اثنين كَفَتَاه ليعرف المستوى الذي ينطلق منه صاحبه.
ولو راح الواحد يحركه قليلا لفضح ما يخبأه في صدره.
ومن دخل ليهاجم، فإني أذكره أنه عندما سجل أول مرة في هذا المجلس، قرأ في البنود التي ينطلق منها هذا المجلس: تذكر قول الله تعالى (( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
ومن كان قادرا على أن يجمع كلاما طيبا يناقشنا به "بعلم وحلم"، فنحن لها، وما كتبنا لفظا في مقالنا هذا إلا ونحن نتحمل مسؤوليته.
وإلى حين أن نرى: كلاما يستحق النقاش سنشارك....
كما لا يفوتنا أن أشكر بعض الإخوة حتى لا يعتقد أن كلامي فيه تعميم.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
كيف تقول هذا يا شيخ سعيد !! والله لولا أهمية وروعة وتميز ما تطرحه من مواضيع حسنة السبك متينة الصنع ما قرأنا لك مرّات ومرات فإن كنت تتحسس من التعقيبات الجزئية وهو ما أفضله عندما لا يكون عندي الوقت الكافي لكتابة موضوع ما فأضطر إلى التعقيب على جزئية لا تنسجم وتصوري للصواب فأستفسر من صاحبها عن معناها حتى لا يختلط الأمر وأنسب إليه غير قوله فأقع في الظلم وهذا لا يعني أنّي لم أقرأ مقاله ولم أستفد منه فالحق أنّ مقالاتك قد نبّهتني إلى أمر لطالما غفلت عنه وهو أهمية المنهج المنطقي في عرض المسائل ومراعات الوحدة الموضوعية للنقول فالحقيقة أني أعاني كثيرا من إحكام اللغة العلمية وأحيانا كثيرة يكون لنقولاتي طابع العشوائية فلا تغضب يا شيخ فمنا الكبير ومنا الصغير ومنا المعلم ومنا المتعلم فلو كل صاحب موضوع أو معلم أو مدرس أو محاور خلص إلى نتيجة كهذه ( وإلى حين أن نرى: كلاما يستحق النقاش سنشارك ) فلن يستفيد أحد وعليه فالأولوية في ظني يجب أن تعطى لتلك المشاركات التي نرى بأنها لا ترقى لمستوى النقاش لأنك حينها ستكون متأكدا من إفادة المتدخل ..
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
بوركت أخي الكريم العاصمي من الجزائر، فهكذا يطيب خاطر الشيخ أبو سعيد
مع أني أوافقه على أن بعض المشاركات لا يصلح أن تقرأ فضلا أن يشتغل بها الواحد
وأقترح على الإخوة المشاركين أن يهتموا بالموضوع لإثراء النقاش، لأن الخروج عنه قد يصد عن الانتفاع به، وما ينكر النفع فيه إلا جاحد حسود.
ومن رأى أن الأخ أبو سعيد ينتقد عيد عباسي في بدعة التعصب، فلا يكتفي بالاتهام، وإنما عليه أن يقول ما عنده، لأني اطلعت على بعض ما جاء في هذا الكتاب فوجدت فيه مغالطات لا يمكن لمتعصب له أن يخفيها، أو يؤول معناها، أو يقول لم يقصد الشيخ كذا.
كما أتمنى من الأستاذ أبو سعيد أن يعذرني إن بدى مني في المشاركات التي كتبتها ما ساءه.
أخوكم/ أسامة ضيف الله.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
قال إبراهيم بن أدهم، رحمه الله:
"ما يمنعني من طلب العلم أني لا أعلم ما فيه من الفضل، ولكن أكره أن أَطلبه مع من لا يعرف حَقَّه".
وروي عنه أيضا:
كان إبراهيم بنُ أدهم إذا سئل عن العِلم جاء بالأدب.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
إن بعض إخواننا ممن يصحح لفظ الصلابة في المذهب، ويقول أن الأصل أن نقول الصحيح: الصلابة في السنة
لم يفهموا معنى التمذهب، ومازلنا نعاني كي نقول لهم: إن التمذهب ليس مقابلا للسنة، ولا للكتاب
وإنما التمذهب هو ثمرة الكتاب والسنة، وتعلم طرق الاستناط منهما
والتمذهب هو معرفة طريقة استخدام القواعد الفقهية واللغوية والأصولية للوصول إلى حكم من خلال دليل من الكتاب أو السنة.
أرجو ممن أراد أن يتعلم فيهم أن يقرأ شيئا من كتب تاريخ التشريع، ككتاب الفكر السامي في تاريخ التشريع الإسلامي
ولا يقتصروا على شريط اختزل لهم الجهود المبذولة في 15 قرنا في جملة، أو شبه جملة
أما الذي خاطب أحد الإخوة من مشرفي هذا المجلس، وقال له:
اقتباس:
ليتك رددت الباطل الذي في الموضوع من أصله وهي بدعة (الصلابة في المذهب ) أما التمذهب كما يقول الشيخ الغفيص فلا ينكره السلفيون
فأقول له:
إذهب .....تعلم معنى البدعة....بعدها نتحدث
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأمثلة على بعض من كان صلبا في مذهبه:
/// من الحنفية:
* من المتقدمين: أو يوسف، ومحمد بن الحسن الشياني
* ومن المتأخرين: الإمام الطحاوي، والجصاص، أبو الحسن الكرخي، والعيني، وابن عابدين
* ومن المعاصرين: عبد الفتاح أو غدة، وحبيب الرحمن الأعظمي
/// من المالكية:
* ابن القاسم، وابن وهب، من المتقدمين
* وابن أبي زيد القيرواني والباجي، وابن العربي الإشبيلي من المتأخرين
* والطاهر بن عاشور، والصادق الغرياني، وحبيب بن طاهر من المعاصرين
/// من الشافعية:
* المزني، والبويطي من المتقدمين
* والنووي، وان حجر من المتأخرين
* ومن المعاصرين: أبو زهرة
/// أما الحنابلة:
* فأعرف من المتأخرين: المقادسة الثلاثة
* ومن المعاصرين: الشيخ السعدي، ومحمد بن إبراهيم، وعبد الله بن جبرين
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل
أحسب نفسي والحمد لله قرأت كل كلمة جاءت في الموضوع
ولم أكن لأسمح لنفسي أن أضع مشاركة إلا بعد قراءتها جميعا
وهذا الذي أحب وأتمنى أن يفعله إخواني الأفاضل
لأني أرى أن بعضهم يكتفي بالجملة الواحدة ويعلق عليها
والبعض يستل كلمة من العنوان ويعلق بكلام نقرأه في جميع مشاركته، حتى لو أن الواحد قرأ له مشاركة واحدة فقط، أو اثنين كَفَتَاه ليعرف المستوى الذي ينطلق منه صاحبه.
ولو راح الواحد يحركه قليلا لفضح ما يخبأه في صدره.
ومن دخل ليهاجم، فإني أذكره أنه عندما سجل أول مرة في هذا المجلس، قرأ في البنود التي ينطلق منها هذا المجلس: تذكر قول الله تعالى (( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
ومن كان قادرا على أن يجمع كلاما طيبا يناقشنا به "بعلم وحلم"، فنحن لها، وما كتبنا لفظا في مقالنا هذا إلا ونحن نتحمل مسؤوليته.
وإلى حين أن نرى: كلاما يستحق النقاش سنشارك....
كما لا يفوتنا أن أشكر بعض الإخوة حتى لا يعتقد أن كلامي فيه تعميم.
نلا حظ في تعليق البا حث الدقيق
انه ار تقى في الحوارالى درجات عالية تليق بمجلسنا العلمي
من خلال رفعه لشعار المو ضوعية و الدقة والعلمية في الحوار و البحث العلمي
وبمثل هذه الر وح العلمية يكون منهج الر اسخين في البحث
و بمثل هذا يتحقق التعاون على البر و التقوى في البحث العلمي
و صولا الى الحقيقة النا صعة كالشمس
و ليس بمجرد كلام لا سنده له من التحقيق العلمي او النظر النا ضج
فالترامي بالاحكام السريعة يجيده الكثيرون
اما الحوارالعلمي المثمر
فله مقو مات ويحتاج لخبرة و كفاءات وقدرات و امكانات
و صبر على الا قل لفهم وجهة النظر المقابلة
ودقة في النقاش
و علم
وحلم
وتقوى و اخلاص
و قداجاد البعض
و ربما كاد ان يخفق اخرون
نسال الله السداد للجميع
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأخ الفاضل* أبو أويس الفلاحي، تأخرت في جواكم.
أما قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس الفَلاَحي
هل ترى فيما نقل عن الألباني أعلاه إنكارًا للمذهبية جملةً وتفصيلاً .
فجوابه: لم أقصد الكلام المنقول أعلاه، وإنما قلت: أن النقول كثيرة عن الشيخ الألباني في إنكار التمذهب، ويستدل لكلامه بنفس كلام الإمام ابن حزم الظاهري.
أما عن الكلام المنقول أعلاه، فما رأيك ايها الكريم في هذه الفقرة:
اقتباس:
نحن أولا نختلف عنهم تماما ، نحن لا ندين الله تبارك وتعالى بالتقليد ، أما هم فيتدينون بالتقليد ، واضح ؟! ، نحن نفترق عنهم تماما ، نحن لا نتدين بالتقليد أما هم فيتدينون بالتقليد
لقد حاولت أن أنبهك باللون المخالف لكلمة *نحن*، وأسألك:
من نحن (هؤلاء) ؟
أجاب الشيخ الألباني بعدها:
اقتباس:
وأعني بهم، نحن معشر من نسميهم أهل الحديث، أهل السنَّة، أهل السلف الصالح المنتمين لإتباعهم، نحن السلفيين لسنا مثلهم
ما رأيك في هذا الكلام ؟
ثم من يقصد بالخالفين ؟
أجاب رحمه الله عن المخالفين بقوله:
اقتباس:
أي: هؤلاء الملايـين من المقلدين، أحدهم يقول أنا حنفي، الآخر يقول أنا شافعي والثالث يقول مالكي والرابع حنبلي
إن قلت أنه يقصد المعاصرين، كما كان جوابك للأخت *أنس*
نقول لك هل المعاصرين ملايين ؟
فإن كانوا ملايين، فاذكر لنا عشرة على سبيل التمثيل.
ثم خاطبت الأخ الكريم سفينة الصحراء بقولك:
اقتباس:
هل يعني ذلك أننا نقبل التعصب المذهبي والتقليد الأعمى؟!الجواب : قد سبق
فنقول لك: هل يوجد في رأيكم من يقبل التعصب المذهبي ؟
أرجو أن تجيبني على هذه الأسئلة ؟.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
يبدو أن بعض المشاركين في هذا الموضوع يحاولون الرجع بالسلفيين إلى عصور التقليد و التعصب المذهبي اللذين غادرا الأمة الإسلامية بفضل الله ثم على أيدي العلماء السلفيين المحققين ، و الذي دعاني إلى هذا الظن هو الدفاع القوي على المذهبية و تأصيلها ، و محاولة إلصاقها بالأئمة الكرام النبلاء ، و هذا شيء مؤسف للغاية ، أسأل الله الهداية لي و لجميع إخواني و أخواتي من أهل السنة السلفيين ، أعوذ به سبحانه و تعالى من الزيغ بعد الهدى ،،، اللهم عافنا و اعف عنا ..
قولوا : آميــــــــــــ ــــــــن ،،
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
يبدو أن بعض المشاركين في هذا الموضوع يحاولون الرجع بالسلفيين إلى عصور التقليد و التعصب المذهبي اللذين غادرا الأمة الإسلامية بفضل الله ثم على أيدي العلماء السلفيين المحققين ، و الذي دعاني إلى هذا الظن هو الدفاع القوي على المذهبية و تأصيلها ، و محاولة إلصاقها بالأئمة الكرام النبلاء ، و هذا شيء مؤسف للغاية ، أسأل الله الهداية لي و لجميع إخواني و أخواتي من أهل السنة السلفيين ، أعوذ به سبحانه و تعالى من الزيغ بعد الهدى ،،، اللهم عافنا و اعف عنا ..
قولوا : آميــــــــــــ ــــــــن ،،
هل تستطيع ان تبين للقراءكيف وصلت الى هذا الا ستنتاج
و هل تستطيع ابراز ادلتك على هذه الدعوى
كي يكون كلاما علميا
نفهمه و نستفيد منه
ام هو مجرد خاطر و ...
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
يبدو أن بعض المشاركين في هذا الموضوع يحاولون الرجع بالسلفيين إلى عصور التقليد و التعصب المذهبي اللذين غادرا الأمة الإسلامية بفضل الله ثم على أيدي العلماء السلفيين المحققين ، و الذي دعاني إلى هذا الظن هو الدفاع القوي على المذهبية و تأصيلها ، و محاولة إلصاقها بالأئمة الكرام النبلاء ، و هذا شيء مؤسف للغاية ، أسأل الله الهداية لي و لجميع إخواني و أخواتي من أهل السنة السلفيين ، أعوذ به سبحانه و تعالى من الزيغ بعد الهدى ،،، اللهم عافنا و اعف عنا ..
قولوا : آميــــــــــــ ــــــــن ،،
إن الظن لا يغني من الحق شيئا .عن أي عصر التقليد تتحدث ففي كل عصر هناك علماء مجتهدين نفع الله بهم .
أما الهروب فلا . و هذا هو منهاج السلف في كل عصر .
أنت تنكر التقليد وهذا شيئ جميل لكن الشيئ الغير جميل هو التعصب و إنكار القول المخالف.
أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
يبدو أن بعض المشاركين في هذا الموضوع يحاولون الرجع بالسلفيين إلى عصور التقليد و التعصب المذهبي اللذين غادرا الأمة الإسلامية بفضل الله ثم على أيدي العلماء السلفيين المحققين ، و الذي دعاني إلى هذا الظن هو الدفاع القوي على المذهبية و تأصيلها ، و محاولة إلصاقها بالأئمة الكرام النبلاء ، و هذا شيء مؤسف للغاية ، أسأل الله الهداية لي و لجميع إخواني و أخواتي من أهل السنة السلفيين ، أعوذ به سبحانه و تعالى من الزيغ بعد الهدى ،،، اللهم عافنا و اعف عنا ..
قولوا : آميــــــــــــ ــــــــن ،،
ارجو ان تسمح بسؤال آخر
أهل السنة السلفيون _حسب فهمك_
هل كلهم مجتهدون مستنبطون للاحكام من مصادرها الا صلية
علماء باصول الا ستنباط و مصادره وكيفيته
وطبعا لكل اصوله التي يستنبطها وكيفيات ير جحها
و كلما ولد او جاء سلفي جديد
عليه ان يعيد درس و استنباط الا حكام من مصادرها
فلا يقلد من سبق
و لا ياخذ ممن سبقه الا ما يراه مو افقا لفقهه الشخصي
و كل واحد له اجتهاد يخصه ويلتزم به لنفسه
و لا يقلده احد و لايجوز له ان يلزم به احد
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
عند تفكيرك بالا جابة سترى
ان المذهبية
ضرورة منطقية عقلية و اقعية
باتقان و مهارة وصلابة
دون تعصب لا ير ضاه الله تعالى
و لا يخدم الحق الذي
يجب ان يكون هدفا لكل مسلم
فضلا عن كل فقيه
-----------
على انه يلا حظ ببساطة بعد و فاة الر سول (ص)
الى قيام الساعة
لن يخلو حال مسلم بالنسبة للفقه بصورة عامة((تقريبية)) بين كونه
1- مقلد مع معرفة دليل امامه
2-مقلد بدون معر فة دليل امامه
3-مجتهد مستنبط غير مقلد
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
الأخت جمانة في تعليقها الأول تسأل عن دعواي أن بعض المشاركين يريدون الرجوع إلى عصور التقليد ، فجواب دعواي هذه عندها و عند المشاركين الذين يوافقونها في وجهة نظرها تلك ، وهم معروفون ،،،
أما عن الأخ فيصل عبد الجلال وهويسأل عن عصور التقليد فأعني بها تلك الأزمنة المشؤومة التي ورثنا عن أصحابها تلك المتون التي بلغت النهاية في التعصب و تقليد الأولين من الأيمة الأربعة ، خاصة في الفقه المالكي المطرز - بدءا - بمقدمات في عقد الأشعري التعطيلي التقليدي ، وأنت تعرف مجموعة لا بأس بها من هذا النوع الرديء ، فإن لم تكن تلك العصور عصور تقليد فليس هناك تقليد ألبتة ...أما التحديد الزمني المضبوط لها فقد يبدأ من القرن الرابع للهجرة و يتناهى مع القرن العاشر ، و لا شك أن خلال هذه المدة المديدة إلماعات و إشراقات سلفية متوالية طيبة النشر زاكية العرف ، وإنما الحديث عن الأجواء العامة السائدة آنذاك ، وأيضا في أعصارنا هذه مع انتشار السلفية الحقة - بحمد الله تعالى - فإنه لا تزال مجموعات ممن يدعي العلم و المعرفة حريصة على البقاء على التعصب .. حنينا ..وشوقا ...
أما قول جمانة : إن المذهبية ضرورة منطقية عقلية واقعية ، فما أعجبه كلامًا !!! ورحم الله سلفنا الصالح حيث كانوا يقطعون المفاوز و المهامه القفرة لطلب الحديث و الحديثين متزودين قبل ذلك باللغة الصحيحة و شيء من كلام الله تعالى - رحمهم الله و جعلني ممن يقتفي آثارهم - آمين ،،،
غير أنه من باب المشاكلة أقول : إن المذهبية ليست ضرورة و إنما هي للضرورة أي : لا يستعملها إلا المضطر دون غيره ، كما قال البغوي ي التقليد :" التقليد كالميتة لا تؤكل إلا عند الضرورة "اهـ
قال ربنا عز و جل :ففف و قد فصَّل لكم ما حرَّم عليكم إلاَّ ما اضْطُرِرْنُمْ إليه ققق،،،
أخوكم : الطيب بن محمد العامري الجزائري
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
جزاك الله خيرا
اما بالنسبة لملا حظاتك فهي غير كافية
لانها لم تقدم اجوبة
فلا نريد كلاما انشائيا خطا بيا
فذلك له مكانه
انما نرجو ان تقوم بتحليل علمي
عسى ان يا خذ الله بمسار البحث الى تمام التو فيق و السداد
فبالحوار الدقيق تتجلى الا مور و تنجلي الحقائق
فنحن في مجلس علمي
-
رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.
أستغفر الله ،،،
إذا كان الحوار الدقيق في مجلس علمي يلزم منه رضى فلان على كلام علان ، و يلزم منه إباحة تجميد العقول في إطارات مذهبية فلا كان الحوار ...ثم شكرا جزيلا لكلمة :" كلام إنشائي " فقد ساعدت الكثيرين للتخلص من النقاشات العلمية الهادئة ، فكلما عجز أحدهم عن المقاومة قال : هذا كلام إنشائي ليس من باب الحوار العلمي الدقيق ....اهـ