-
** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
1- الشــر ليس إليـــــــك
سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .
(( ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا
ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .))
سورة النجم / الآية 31
** سمعت يوما تلك الآية ، تُتلى بصوت رخيم يدعو إلى التدبر و الهداية :
- فقد صرح تعالى في تلكم الآية أنه يجزي عباده المحسنين بالحسنى
، بينما أسند جزاء المسيئين إلى أعمالهم السيئة الدنيـــا
، فنزّه نفسه - سبحانه وتعالى وعزّ وجلّ - عن نسبة الجزاء بالسوء إلى ذاته العليا .
______________________________ ________
** السَّمِطُ هو الخيط الذي يجمع حبات العُقد .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
جزاك الله خير الجزاء بارك الله فيك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
السلام عليكم
أم هانئ
بارك الله فيك خواطر لامعة وسمط ثمين
ننتظر بشغف
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلبة مغربية
جزاك الله خير الجزاء بارك الله فيك
وجزاك أختنا الكريمة وفيك بارك سعدت بعطر مرورك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن السلفية
السلام عليكم
أم هانئ
بارك الله فيك خواطر لامعة وسمط ثمين
ننتظر بشغف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أختنا الكريمة
سعدت بعطر مرورك .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
2- اللهم : اغننا بفضلك عن جميع خلقك .
ألفتني في اطّراد ضعفٍ منذ أمد ليس طويلا ، أجهد ويشق عليّ
عملٌ ولو كان سهلا يسيرا ، وقد كنتُ قبلا أرى مثله هيّنا ويسيرا
العين ضعفت وصار بصري كليلا ، يشق علي مضغ قاسي الطعام قليلا
يضطرني جسدي إلى الدعة أمدا طويلا طويلا
فراعني تغيير حالي وصار بالي كسيفا كسيرا
أََسَيَطَّرِدُ حالي حتى أصير على الأنام كليلة ؟
ففزعت أدعو الرحمن ربي بتضرّعٍ و كثيرا :
( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا )
فَدُمْتُ على تكرار سؤالي ؛ آملة من الكريم قََـبُلا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
رائع يا أم هانئ
وليس بغريبٍ عليكِ تلك اللامعات !
بوركتِ ووفقتِ وسددتِ
سعيدة أنا كثيرًا لوجودكِ هنا (:
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البررة
رائع يا أم هانئ
وليس بغريبٍ عليكِ تلك اللامعات !
بوركتِ ووفقتِ وسددتِ
سعيدة أنا كثيرًا لوجودكِ هنا (:
أسعدك الله في الدارين أختنا الكريمة أم البررة
وجزاك الله عن عطر مرورك وطيب تعليقك
خير الجزاء ، بُوركتِ أخية .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
3- إن الله واسع عليم
حان وقت الرحيل لأداء حجة الفريضة ، و تحتم ترك الصغار في
تلكم السفرة الوحيدة ، فركبني هم وغم و صيّرني فكري شريدة :
- من للصغار مثل أم حانية ودودة ؟
- من يطعمهم ، ويرعاهم ، و يحفظهم من كل حادثة جديدة ؟
- من يتعهد وقايتهم من برّد ليلة شديدة ؟
- من يرقيهم صباحَ مساء! برقية محيطة حميدة ؟
** فــاتصل دمع العين سيلاً طويلاً مديدا ،
و انخلع قلبي حال الفراق فصار مني بعيدا ؛
فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا ،
وصبّرتُ النفسَ أردد دعاء سفري ؛ لفضل ربي مريدة ،
فرزقني الرحمن فهمًا عجيبًا رائقًا وفريدا !!!
كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة :
((.... اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...))
يصحبني في سفري ، ويخلفني في أهلي ، يكلأنا حافظا و شهيدا .
فهدأ رُوعي و سكن قلبي لما جاء في الحديث سعيدة
وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا .
و كان أمري بفضل من الرحمن ميسرًا و وسديدا .
ودام سفري شهـــــــــــرً ا وعدتُ عودًا حميدا .
و عجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظًا كريمًا محيطًا و ودودا
فقلت لنفسي :
لِـمَ العجب ؟ ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي
في أهلي ربًّا قيّومًا واسعًا وحميدا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
بوركتِ يا أمّ هانئ ..
قيدَ المتابعة ..
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم تميم
بوركتِ يا أمّ هانئ ..
قيدَ المتابعة ..
جزاك الله خيرا وبارك فيكِ أختنا الكريمة
متابعتك شرف لنا أحسن الله إليك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
4- وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها
تأملتُ يوما كيف يذوب الملح في الطعام .
ينتشر بقدر متساوٍ يمازج جميعه في تمام .
بقدرة تخللت جزيئات الملح جزيئات الطعام .
تخللا عجيبا يسوّغ مذاق القوت للطاعمين من الأنام .
هَبْ : أن الله لم يأذن للملح بالذوبان ؟ !
أو جعل امتزاجه في طعامنا غير متساوٍ في تمام ؟!
فما كان يسوغ لطاعمٍ -أبدا- طعام !!!
فالحمد لله على نعمه التي تترى، وعلى أنبيائه منا السلام .
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نرفعه بقلوبنا إلى مولنا البرّ السلام .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
5- الطهور شطر الإيمان
قرأت يوما قوله تعالى : (( إن الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين ))سورة البقرة / الآية 222 -
فعجبت من لطف جمعه تعالى بين التوابين والمتطهرين .
وسبّحت الله على كمال بيانه في كتابه الهادي المبين .
فالتوبة طهور لسرائر و قلوب عباد الله المذنبين .
والماء والتراب طهور لأبدان عباد الله المتطهّرين .
فسبحان من يحب الطهارة لعباده ظاهرين ومبطنين .
ينزههم عن : الأنجاس والأرجاز والأحداث و سيءِ خلقٍ مشين .
شرع تكرار الدعاء بذا على لسان نبيه الهادي الأمين ،
يردده -بعد كل وضوء - من كان راغبا في فضله من المتسننين :
(( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .))
اللهم تقبل دعاءنا وأدخلنا برحمتك في من تحب من عبادك
اللهم آمــــــــــــي ن آمـــــــــين آمــــــــــين .
و الحمد لله على نعمائه- دوما - الملك القدّوس ربّ العالمـــــــــ ـــــــــــين .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
6-لا يكن حبّك كلفًا ، ولا بغضك تلفًا
*هـــــــــــــ ــونا مــــــــــــــ ـا!!
هل أحبك أحدهم -يوما - في الله ؟
وأخذ يقسم لك : إن قربك ورضاك عنه غاية أمله و مناه
وكلما لقيك فَدّاك بالنفس وفاضت بالحبّ عيناه
وقد حُزتَ على خالص ودّه ورضاه
وعند أول تعرّوضك لسخطه وجفاه .............................. ..............
ينقلب حاله إلى شديد العداوة ...
يقسى قلبه ويخلو من الحب و النداوة ..
و تجد الحب- المزعوم – قد طــار ..
وبعد الود والأشعار يكون أول من يصليك -إن استطاع- بالنار!!!
فكيف –بالله- تحول ذاك الحب و الكلف إلى دعاء عليك بالهلاك والتلـــف ؟!!!
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أرحب بك في الموقع الطيب وأقول حللتي اهلا ووطئتي سهلا ..أبتسامه
ثانيا:ماشاء الله موفقه وأنطلاقه مميزه.وفقك الله
أكملي بارك الله فيك وزادكي علما وعملا خالصا لوجهه الكريم
وأحسنتي بذكر تلك العقد الطيبه
موفقه أختي الكريمه
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أرحب بك في الموقع الطيب وأقول حللتي اهلا ووطئتي سهلا ..أبتسامه
ثانيا:ماشاء الله موفقه وأنطلاقه مميزه.وفقك الله
أكملي بارك الله فيك وزادكي علما وعملا خالصا لوجهه الكريم
وأحسنتي بذكر تلك العقد الطيبه
موفقه أختي الكريمه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وأحسن إليكِ أختنا الفاضلة ؛ على رائق تعليقك
وكريم ترحيبك بشخصي الضعيف بوركت وبورك هذا المكان الطيب
بكل من فيه آمين .
إطلالتك العطرة على متصفحي المتواضع شرف لي .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
7- عبــاد الرحمن ...
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا * وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
قَالُوا سَلَامًا *وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبهِِّم سُجَّدًا وَقِيَامًا ))
62- 64 سورة الفرقان
سألت نفس يوما : لِمَ عبَّد الله الموصوفين في هذه الآيات لاسمه الرحمن دون سواه ؟
فعجبتُ من لطف مناسبة ما ذُكر من وصفهم لهذا الاسم وتضمن تلك الصفات معناه !
- يحيا أحدهم في الأرض هونًا ، لينا حليما رفيقا ، هكذا سمته مادام في الأرض محياه .
- وإذا خاطبه الجاهلون ، ردّ سالما من إثمٍ ، دافعا برفقٍ ؛ فلا يقابل جهلهم بجهلٍ ، حاشاه ثم حاشاه .
- ثم يبيت للرحمن : قائما ساجدا ؛ راجيا طامعا في رحمته ورضاه .
فتعبّد الرحماء باسم الرحمن عاملين في الحياة بمقتضاه ، فسبحان من وسع برحمته كل شيء وبها حواه .
وسبحان من استوى بأوسع صفاته على أوسع مخلوقاته ، جلّ الرحمن في علاه .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
ما شاء الله درر منثورة ...سلمت أناملك وصح عقلك أخيتي ...لا عدمناك
أعجبت بسلاسة أسلوبك ..وروعته..وفقك الله لما يحبه ويرضاه
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمنة كالغيث
ما شاء الله درر منثورة ...سلمت أناملك وصح عقلك أخيتي ...لا عدمناك
أعجبت بسلاسة أسلوبك ..وروعته..وفقك الله لما يحبه ويرضاه
آمين آمين آمين وإياك
جزاكِ الله خيرا أختنا الكريمة على عطر مرورك وطيب دعائك بوركت .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
8- ياتُرى كيف سيكون النداء ؟(1)
كلما سمعت بوفاة أحد الخلق فضلا عن أحد أكابر العلماء
طفقتُ أُفكر : يا تُرى بأي الأسماء نادته ملائكة السماء ؟
فمثلا : عند وفاة شيخنا الألباني :
تملك هذا السؤال خاطري و جناني :
أتُراه نُودي : بياناصر الدين ؟ أم بيا أبا عبد الرحمن ؟
أم بيا محدث بلاد الشام ؟
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من الأنام .
ثم يهمني بعدُ حالي :
يحدوني الأمل والرجاء ، وأخشى عاقبة عملي الذي ساء .
يـاتُرى كيـف سيكـون النـداء ؟
_----------------------------------------------
(1)- [ كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي ، فقعد وقعدنا حوله ، كان على رؤوسنا الطير ، وهو يلحد له ، فقال : أعوذ بالله من عذاب القبر ، ثلاث مرات ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزلت إليه الملائكة ، كأن على وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، فجلسوا منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : يا أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، قال : فيصعدون بها ، فلا يمرون بها ، يعني على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان ابن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير ، فيقول ، أنا عملك الصالح ، فيقول : يا رب ، أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله ( لا تفتح لهم أبواب السماء ، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف : 40 ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) الحج : 31 ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ، فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول رب لا تقم الساعة ]
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 396
خلاصة الدرجة: صحيح .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
9- هل نعبد الله باسمه الغني ؟
قرأت يوما قوله تعالى :
(( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )) سورة البقرة / الآية 127
فعجبت : لِمَ يدعو النبيّان بقبول البناء والعمـل !
وقد أُمرا برفع بناء البيت فأجابا بكل حبّ على عجل !
كأنما يخشون ردّ العمل ، ويرجون أن يكون عند الإله قد قُبِل !
وزاد عجبي بجواب رسولنا عائشة عن أهل الخير و الوجل !
-* [ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون .]
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175 / خلاصة الدرجة: صحيح
عجبا : يسارعون في الخيرات وقلوبهم بين الخوف والأمل
و يرجون ربّ السماوات ألا يردّ طيب العمل
وهُديتُ إلى جماع الأمر في قول ربنا سبحانه وتعالى و عزّ وجلّ :
- *(( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ))سورة فاطر / الآية 15- 16
*- [عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . ]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577 / خلاصة الدرجة: صحيح .
حينها علمت : لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلى الإله و الوجلّ
ودوام تساؤل : بين خشية و رجاء وأمل : هل يا تُرى يُنعِم الغني بقبول ذا العمل ؟
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
حياك ربي اخية
جزاك الله خيرا الجزاء على هذا الكلام الطيب والعبارات الذهبية
أحسن الله اليك
في المتابعة ان شاء الله فأتحفينا بالمزيد حفظك ربي
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلبة مغربية
حياك ربي اخية
جزاك الله خيرا الجزاء على هذا الكلام الطيب والعبارات الذهبية
أحسن الله اليك
في المتابعة ان شاء الله فأتحفينا بالمزيد حفظك ربي
جزاك الله خيرا أختنا الكريمة ، وأحسن إليك :
على عطر مرورك ، وكريم متابعتك ، وطيب تعليقك ... بوركت .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
10- تصبّري يا نفس : ( أجمل ما في الدنيا أنها فانية ).
تفكّرتُ يومًا :
ماذا لو كان بقاؤنا في هذه الدنيـا دواما سرمدا ؟
واحسرتاه إن دامت حياتنا في هذه الدنيا كذا أبـدا!
وطفقت أحمدُ ربّنا أن جعـل لكبـدنا فيهـا حـدا .
رحمنـا ولم يجعلها لعباده مستقـرا دائما وخلــدا .
فالحمد لله على نعمائه حمدا كثيرا طيبـــا ممتـدا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
11- لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله .(1)
لا غنى لبشرٍ عن رطوبة فيه و نداوة رضابـه.
فلا يكاد يطيق بشرٌ جفاف حلقه ولسانــه.
كذا وصف الشارع الحكيم حال الذاكر لربه.
دائم مقيم على ذكره دوام تلازم لعابه للسانه.
____________________________
(1 )- { أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله }
الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375
خلاصة الدرجة: صحيح
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
موضوع مميز من فاه أخت مميزة لاأملك إلا أن أقول أنت رائعة أختي بكل معنى الكلمة حفظك الله ورعاك ورضي عنك ورفع قدرك وأقر عينك بما تأملين ..
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
أعجبني جدًا كلامكِ (التوابين) + (المتطهِّرين) ..
كلام دُرر معقود ..
يُكتب بماء دمعِ العينِ الخاشعة ..
وُفقتِ إلى المزيد المزيد ..
بإذن الرحمن ..
* لاتنسني من دعواتكِ يا أخية ، فإني قد أحببتكِ في الله ..!
أختك ..
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحافظة
موضوع مميز من فاه أخت مميزة لاأملك إلا أن أقول أنت رائعة أختي بكل معنى الكلمة حفظك الله ورعاك ورضي عنك ورفع قدرك وأقر عينك بما تأملين ..
آمين وإياك أختنا الكريمة ... غفر الله لك علام كل هذا الثناء
لا أملك إلا أن أقول : وما توفيقي إلا بالله نسأل الله الإخلاص والقبول
أحسن الله إليك أختنا الكريمة على عطر مرورك و رائق دعائك بوركت .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربوع الاسـلام
أعجبني جدًا كلامكِ (التوابين) + (المتطهِّرين) ..
كلام دُرر معقود ..
يُكتب بماء دمعِ العينِ الخاشعة ..
وُفقتِ إلى المزيد المزيد ..
بإذن الرحمن ..
* لاتنسني من دعواتكِ يا أخية ، فإني قد أحببتكِ في الله ..!
أختك ..
أحبك الله الذي أحببتني فيه أحسن الله إليك أختنا الكريمة شرفت بك
جزاك الله خيرا على كريم مرورك وطيب تعليقك بوركت يا غالية .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
12- لا إمامة مع عافية ودوام سلامة .
كم رفعت كفيّ بالدعاء لباسط الأرض ورافع السمــــــاء
أسأله : أن يجعلني وذريتي أئمة للأتقياء وألا يحرمنا أجر هذا الاصطفاء
أكرره غافلة عن سنة لله ماضية بتلازم الإمامة للفتن وعظيم البـلاء
فما أدراني : أأثبت في البلاء ؟ أم تزل قدمي إلى درك فتنة ظلمـاء ؟
فلما خشيت الفتن آثرت السلامة والعافية وتركت ذاك الدعــاء
واستبدلتُ به : (( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيتَ ... ))
فليدعُ -غيري- بالإمامة من يشاء مع دعائي الخالص له :
أن يثبته الله على شديد الفتن وعظيم البــــــــــلا ء .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
13- اللهم ارزقنا كلمة الحق في الغضب والرضا.
الإنسان إمّا مادحٌ أو ذامٌ و قليلٌ عن كليهما ساكــت
فإن أحبّ غالى في محبوبه فلا يُرى له في مدحه ضابــط
وإن أبغض غالى في ذمّه فهو لكل حسن في خصمه جاحد
وبعضهم يرى أنه تقي نقي مادام لـذمّ خصمـه تارك
وقليل من يذكر خصمه بخير قوّامًا بالحق لربّه و بعدله شاهد
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
14- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( 1 )
- تنقسم أعمال العبد إلى أعمال ظاهرة بالجوارح ، وأعمال يؤديها بالقلوب
- ومن أهم ما يطالب به عبد أن يحبّ لأخيه كل نعمة و أمر عنده مرغوب
- فعلقّ الشارع الحكيم كمال إيمان العبد الواجب فجعله لازما من قلب كل مربوب
-فـإذا خلا منه قلب عبد تُوُعِد بتأخر دخوله جنة الخلد عن السبق صار محجـوب
- ولو شاء الإله أن يحاسبه على ذلك بعدله صيّره في جهنم لأجلٍ عن الصراط مقلوب
- فلينتبه اللبيب : إن فرضه وكمال واجب إيمانه المطلوب : محض عمل منوط بالقلوب
- فلا يحلّ لعادم الطمع فيما عند صاحبه ، مستشرفا عطاءً - بزعمه - حق له مسلوب
- فجلّ حقّه أن يحبّ صاحبه له أن يحوذ مثل ما عنده مخلصا من قلبه غير كاره ولا مكروب
- ولا يلزمه قسم ملكه على أخيه محبة ، فمثل ذلك العطاء غير واجب ولا حتما منه مطلوب
- فالحمد لله الذي حكم فخفف على خلقه - سبحانه -عليم خبير بذات القلوب
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :
ماذا يقول أه ** ل العلم في رجل
آتاه ذو العرش مالا ** حج واعتمرا
فهزه الشوق ** نحو المصطفى طربا
أترون الحج أفض ** ل أم إيثاره الفقرا
أم حجه عن ** أبيه ذاك أفضل أم
ماذا الذي يا ** سادتي ظهرا
فأفتوا محبا لك ** م فديتكمو
وذكركم دأبه إن ** غاب أو حضرا
فأجاب رحمه الله :
نقول فيه : بأن ** الحج أفضل من
فعل التصدق ** والإعطاء للفقرا
والحج عن وال ** ديه فيه برهما
والأم أسبق في ** البر الذي ذكرا
لكن إذا الفرض خ ** ص الأب كان إذًا
هو المقدم في ** ما يمنع الضررا
كما إذا كان ** محتاجًا إلى صلة
وأمه قد كفاها ** من برى البشرا
هذا جوابك ** يا هذا موازنة
وليس مفتيك ** معدودًا من الشعرا
------------------------
(1)- (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13
خلاصة الدرجة: [صحيح]
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
سلمت أناملك _أختنا الكريمة_لله ذره من سمط قد نظمت به درر،فأتحفينا وزيدينا من معين ما وهبك الله.
سخر الله يراعك لخدمة هذا الدين.
متابعة بشغف.
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الستير
سلمت أناملك _أختنا الكريمة_لله ذره من سمط قد نظمت به درر،فأتحفينا وزيدينا من معين ما وهبك الله.
سخر الله يراعك لخدمة هذا الدين.
متابعة بشغف.
نسأل الله الإخلاص والقبول وأن ينفع به آمين
شكر الله لك عطر مرورك و رائق تعليقك
غفر الله لي ولك ......متابعتك شرف لنا بوركت
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
15- سلامٌ على موسى في العالمـين .
من صنع إليكم معروفا فكافئوه .
خطر لي يوما بعـد فراغي من أداء الصـلاة :-
أن لكليم الله موسى يدًا على المصلين دون سواه
فقد وُفِّق لنبينا عليه السلام يوم الإسراء لقيـاه
فسأله عما فرض على عباده سيده ومـولاه ؟
فلماعلم أن الله فرض خمسين صلاة على مصطفاه
أشفق الكليم أواه ، وأسّر إلى نبينا نصحه ونجواه :
ارجع فسل ربّ العالمين تخفيفا اسأله تنزيل رحماه
فأطاعه نبينا.. وامتن بوضع شطر الصلاة الملك الإله
نصحه الكليم : ارجع لعل الكريم يخفف عن خلقه عساه
ومازال به يراجعه حتى استحى المصطفى من كثرة سؤاله جلّ في علاه
وبقي أجر الخمسين صلاة لمن التزم بفرض خمسه وأدّاه
فما من أحد يقدر على مجازاة الكليم عنا خيرا غير الشكور مولاه
نسأل الله بأسمائه الحسنى و جميل صفاته جلّ في علاه :
أن يرزقنا حسن أداء مافرض علينا من الصلاة
وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقى كليمه ومصطفاه
وأن يبيض بحسن الاتباع وجوهنا يوم الجمع يوم نلقـاه .
آمين آمين آمين
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
ماشاء الله يا أم هانىء زادكـ
الله من فضله
وجزيت ِ خيرا
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إشراقة فجر
ماشاء الله يا أم هانىء زادكـ
الله من فضله
وجزيت ِ خيرا
آمين آمين آمين
وجزاك أختنا الكريمة على عطر مرورك وطيب تعليقك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
16-* تزوجوا الودود الولود...
-** خيركم خيركم لأهله ..
* قد تُعذر المرأة إذا فقدت نعت الولود .
* ولكنْ هل يا تُرى تُعذر إذا فقدت نعت الودود !!!
** الكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ..
** وفي الأخـــير : النســاء شقــائق الرجــال !!!
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
17- إن المرء يحب القوم ولـمّا يلحق بهم ..
يحقـر أحـدنا عمـله مقـارنة بالصـالحـين مـن السلــف ..
ويكاد اليأس من مقاربتهم يجـلل النفـس ،و يصيبها بالإعيـاء والتلـف.
لولا أن مــنّ الرحمـن عليـنا سبحـانه أعلم بحالـنا وما نصـف ؛
فوعدنا صحبتهم إذا تحقـق في قلوبنا للصالحـين من المحبّة و الكلـف .
نسأل الله : أن يمتعنا بصحبة نبيه عليه من الله السلام ، وصحبه الغّرِّ الكرام،
وكذا صحبة الصالحين من السلف ، ومن تبعهم بإحسان من الخلـف ،
وألاّ يحرمنا بذنوبنا تحقيـق ذلك الهدف ، ونــوال ذلك الشــرف .
آميــــــــن .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
18- وعجلتُ إليك ربِّ لترضى .
يومـــــــــًا :
تأملتُ حالي ودوام تقصيري وسوء مــآلي
وكان خير ما يعبر به قـــالي :
( شغلتنا أموالنا وأهلينا فاستفغر لنا )
فكمدت حسرة وزاد مــــراري
وقرّعت نفسي ألومــها بسـؤالي :
متى يا نفس يصبح قالي : ( وعجلتُ إليك ربِّ لترضى ) ؟!
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
19- سلامة نفسي أَوْلَى ...
[ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.. ] التحريم / آية :6
ألفتُ نفسي محبة حريصة على نجاة من حولي من الناس
أبذل النصح مهما كلفني ذلك من جهد بــإخلاص
وأهمني حالهم كأني على أعمال الخلق مكلفة من الحراس
و تعديت الحد أحصي عليهم أخطاءهم بلا وعي ولا إحساس
يحدوني الأمل في إصلاحهم ؛ لعلي أصل بالقوم من المعاصي إلى خلاص
زاعمة ذلك قربة للإله تلازمني تلكم النية تلازم الروح و الأنفاس
وشُغلتُ عن سلامة نفسي بحرصي على نجــاة العصاة من الناس
وزاد نكيري على العصاة من القوم بكل حب لهم و إخلاص
أتوعدهم بعذاب من الإله ليس لهم منه فكاك ولا مناص
وأفرطتُ حتى نفر القوم مني وأصبحتُ رمزًا للقنوط والياس
حتى منّ الله عليّ يوما بفهم حديث رُوِيناه عن عاطر الأنفاس :-
(( كانا رجلان في بني إسرائيل متواخيين ، فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة . فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب ، فيقول : أقصر ، فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة . فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي . وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار . قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه آخرته . ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1318
خلاصة الدرجة: حسن
غفر الإله لمن عصاه وأحبط عمل عابد شديد قاس
تألى على الإله فقنّط عبدًا وكان لرحمة الرحمن ناس
فاحذري يا نفس : فما بعثك الرحمن رقيبة على الناس
وكوني عونا ما استطعت تدلي العاص بالحسنى على الخلاص
فإن أطاعكِ فاحمدي الإله ، وإلا فرحمة الله واسعة لكل دانٍ وقاص .
اللهم استر عيوبنا واغفر لنا زللنا و إسرافنا في أمرنا إنك غفور رحيم .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
20- أليس خيرًا أكيدا : أن أُظْلَم ولا أَظْلِم للإله عبيدا ؟
ظُلِمتُ يومًا ظلمًا أليمًـا طاغيًا وشـديـدا
فكِدتُ أُقْتَلُ كمدًا لولا ثباتٌ من الإله حميـدا
فصبّرتُ نفسي : أليس الإله حاضرًا وشهيدا ؟
يعلم السّرّ وأخفى رقيبًا حسيبًا عتيدا
وأن القيامة آتية فليس يومًا بعيـدا
يحكم العدل بين الخلائق حكمًا سريعًا سديدا
يُذهِب غيظ قلبٍ فيعود فرحًا سعيـدا
فهدأ روعي وذهب وجـدي بعيـدا
ولهج قلــبي : حمدًا للإله مجيدا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
21- من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحســــنى فقط .
إذا عاملت الخلق على العصمــة
كانت معاملتك خالية عن الحكمـة
فكل ابن آدم خاطئ -حتما- تفارق بعض أحواله الحسنى
فلمَ العجب من تظالم العبيد وقد صيرها الربّ في كونه سنة (1)! ! !
فإذا لم ترض بتلكم الحقيقة المرَّة ؛ زاد شقاؤك وكانت حياتك من حسرة إلى حسرة .
فاصبر على الأذى ؛ فلستَ بلا معصية ولا جريرة ولا زلة ! ! !
فاليوم صالوا عليك ؛ وغدا لك عليهم أو غيرهم صولة
وأفضل الخلق من رزقه الإله على الإقرار بخطئه قـوة
وحرص على محو زلاّته ، ساعيًا إلى المغفرة والتوبــة .
قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ((كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين : التوابون ))
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2499
خلاصة الدرجة: حسن .
______________________________ _____
(1)- نقصد أن وقوع الظلم بين العباد من أقدار الله سبحانه الكونية .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
نفع المولى بك وزادك
احسنتي يـــا أم هـ نئ ــا
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
نفع المولى بك وزادك
احسنتِ يـــ أم هـ نئ ــا
آمين آمين آمين
جزاكِ الله خيرا وأحسن إليك أختنا الكريمة على كريم مرورك وطيب تعليقك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
22- من الفقه في الدين تقديم ما حقه التقديم ...
كنت أبحث يومًا عن فتوى في مسألة وإجابة لجد سؤال :
هل يعاود من حــج الفريضة إلى بيت الله المــآل ؟
أم : يتصدق على فقير محتاج بما رزقه الله من فضلة المال ؟
فوجدتُ فتوى لشيخ الإسلام فيها تفصيل المقال على مقتضى تلكم الحال
ورزقني الله نوال جواب السؤال ، وزاد بفضله عليّ سبحانه ذي الجلال
ووهبني الكريم فقهًا رائقًا لطيفًا كماءٍ عذب زلال :
** قد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :
ماذا يقول أهـ ** ل العلم في رجل
آتاه ذو العرش مالا ** حج واعتمرا
فهزّه الشوق ** نحو المصطفى طربا
أترون الحج أفضـ ** ل أم إيثاره الفقرا ؟
أم حجه عن ** أبيه ذاك أفضل ؟ أم
ماذا الذي يا ** سادتي ظهــرا ؟
فأفتـوا محبا لكـ ** م فديتكمـو
وذكركم دأبه إن ** غاب أو حضرا
فأجاب رحمه الله :
نقول فيه : بأن ** الحج أفضل من
فعل التصدق ** والإعطاء للفقرا
والحج عن والـ ** ديه فيه برهما
والأم أسبق في ** البر الذي ذكرا (1)
لكن إذا الفرض خـ ** ـص الأب كان إذن
هو المقدم فيـ ** ما يمنع الضررا
كما إذا كان ** محتاجًا إلى صلة
وأمه قد كفاها ** من برى البشرا
هذا جوابك ** يا هذا موازنــة
وليس مفتيك ** معدودًا من الشعرا
** أما جواب السؤال : فكان ترجيح أن يعاود سائله للبيت المآل
** وأما الفقه العذب الزلال : فكان في اطراد جواب السؤال :
- الحج عن الوالدين من البّر الحـلال
- ولكن ينبغي تقديم الأم إذا تساوت بين الوالدين الحال ؛
لأمر الشارع بتقديم برّها ... هذا الأصل : لمن أراد في الاتباع الكمال
-ويمكن تقديم الأب لانشغال ذمته بحجة فرضه دونها لعجز كان في الحال .
**فائدة عامة أي : ليست بخصوص هذه المسألة خاصة :-
فتفكرت طويلا في تفصيل كلام شيخ الإسلام
وتعجبت من فقهه في توضوح جواب سائله في تمام !!!
وتعلمت : تقديم ما حقه التقديم ، عملا بما جاء به رسولنا عليه من الله السلام
فكم قدمت مَن ( أو ما ) حقه التأخير- دون عذر - من باري الأنام !!!
فهل : تُــراني سالمة لغفلتي من مُساءلة أو عقاب أو مَــلام ؟؟؟
اللهم : فقهنا في ديننا ، وعلمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا اللهم من لدنك علما .
آمين آمين آمين .
------------------------------------
(1)جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ،
من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال :
( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟
قال : ( ثم أبوك ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5971
خلاصة الدرجة: [صحيح ]
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
سابقا ،،
حجزت لي مقعدا
مازلت ،،
أحتفظ هنا بمقعدي ،،،
وما بين الأمس واليوم وكلما حضرت وجلست ،، قرأت ما كتب وتمعنت ،،
لا أجدني إلا في دعاء لكِ (طويل عريض) أسأل الله أن يستجيب
أدعو الله أن يمدك بخير الدارين
حفظكِ الله أخية
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة
سابقا ،،
حجزت لي مقعدا
مازلت ،،
أحتفظ هنا بمقعدي ،،،
وما بين الأمس واليوم وكلما حضرت وجلست ،، قرأت ما كتب وتمعنت ،،
لا أجدني إلا في دعاء لكِ (طويل عريض) أسأل الله أن يستجيب
أدعو الله أن يمدك بخير الدارين
حفظكِ الله أخية
جزاك الله خيرا وأحسن إليك على عطر مرورك وطيب تعليقك
وكريم دعائك ... الله استجب وارزقها أفضل منه آمين آمين آمين
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
23- ســلام على إبراهيـــم ...
قال تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * )) سورة الصافات / الآيات من : 102 - 107 .
** كلما قرأت هذه الآيات ، تملكني شعور تعجز عن وصفه الكلمات :
- عجبت من : قبول الخليل أمر ربه في سرعة وثبات !!!
- عجبت كيف صرّح لابنه : بأنه سيذبحه تلبية لمنام من المنامات !!!
-وعجبت من قبول الولد أمر ذبحه بلا تردد ولو لحظات !!!
- لم يطلب من الخليل تثبّتا ولا سأله شيئا من الرحمات !!!
-ولا توجها للإله أن يعفيهما من ذلك الكرب بخالص الدعوات !!!
-ولا أرجآه إلى حين نزول وحي يؤكد أن ذلك للإله مراد !!!
- بل علما أن رؤيا الأنبياء حق كوحي منزّل من السموات .
- فأسلما طائعين عليهما من الإله سلام و أعظم الصلوات .
- ففرج الرحمن كربهما بفداء جعله للخلق سنة من أعظم القربات .
** وحق للخليل أن يمدحه ربّه بتلكم الآيات :
(( وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * ))
سورة الصافات / الآيات من : 108 -111.
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
24- يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ...
سألت نفسي وقد أخذتْ بجماعها الحيرة :
من منا يستطيع أن يتقي ربّه حـق التقوى ؟
فتلك درجة لابد وأنها عليــا !!!
فأنى يستطيعها مثلي في درجاته الدنيا ؟!
فذهبت أبحث عما خفي عليّ من معنى .
ورُزِقتُ بقول لأهل العلم في تلكم التقوى .
قالوا : إن تقوى الله حق التقوى : استفراغ المرء وسعه
وبذل أقصى ما يستطيعه جهدا .
فحق تقاة كل فرد تختلف عن غيره وسعا .
** ومثلـــوا :
- بأن المرء إذا مرض وصلى فرضه قاعدا عجزا
فقد حقق بفعله هذا كمال ما أُمِر به من تلكم التقوى
- وكذا المتيمم لعذر مبيح حقق تقوى ربّه الكبرى .
- ففهمت أن العمل بالمستطاع هو المراد بحقيقة التقوى .
فالحمد لله على نعمائه التي لا نستطيعها حصرا ؛ ففي يسر شرعه رحمات على عباده تترى .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
خاطرٌ لامع ....
وفقكم الله
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة القادر
خاطرٌ لامع ....
وفقكم الله
آمين ... وجزاك الله خيرا على كريم مرورك
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
- يـا نفسي : هـلاّ إرثًـا من الصلاح والتقـوى ؟
كم أهمني حال الصغار أخشى عليهم تعاقب الفتن
وتقلب الأحوال وسوء الناس و الـبلاءات والمحن
ودعوت الإله : أن يحفظهم من شرّ ذي شرّ على مرّ الزمن
-وقرأت يوما قوله تعالى :
(( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ))
سورة : النساء ، آية :9
_ فدعوت ربّي دعاءً شديدا : أن يرزقني من لدنه قولا سديدا
فانحسر همي في إصلاح نفسي ، وداومت - ضارعة - على سؤال ربّي :
اللهم ارزقني : البرّ والتقوى ، ومن والعمل ما تحب وترضى .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
بارك الله فيك أكملي
وفيك بارك الله أختنا الكريمة
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
26- محـــض ســــؤال ؟
** سألت نفسي يوما : يا تُرى أيّ الحالين أفضل :
- أن يحبَ المرءُ أحدًا من أصحابهِ ، وقد عَميَ بكلفهِ عن كل عيّبٍ قائمٍ بــهِ ؟
- أم أن يحبَ أحدَ ذويهِ وهو أبصر الناس بكل عيبٍ ظاهرٍ فيـهِ ، وما حتى عن الخلقِ يخفيــهِ ؟
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
حبيبتي في الله ( أم هانيء )
سعدت بقراءت موضوعكـ الأكثر من رآئع ومفيد ..
فتقبليني قارئه لما تكتبيه من درر ثمينه وغالية ..
باركـ الله فيكـ أخيه ونفع بكـ ..
دمتي في حفظ المولى ورعايته ..
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الغامدي
حبيبتي في الله ( أم هانيء )
سعدت بقراءت موضوعكـ الأكثر من رآئع ومفيد ..
فتقبليني قارئه لما تكتبيه من درر ثمينه وغالية ..
باركـ الله فيكـ أخيه ونفع بكـ ..
دمتي في حفظ المولى ورعايته ..
أحسن الله إليك أختنا الكريمة وجزاك الله خيرا
على عطر مرورك و رائق تعليقك
نسأل الله : الإخلاص والقبول .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
27- بصفته أم بشخصه
ألا لكل مقام مقال .
قرأت يوما خبرا كان مفداه :
( رفع فلان بن فلان لهيئة قضائية شكواه ، ضد الوزير فلان بن فلان
يشكو شخصه ليس وصفًا قامًا يرعاه ... ) انتهى .
تـأملــوا :
- لكثير من الناس وصف اكتسب سمته و معناه من عمل قد تولاه :
*فكثير- إلا من رحم الإله - يخالق من سواه بوصفه لا ينفك ينساه
* و قليل يقصر وصف ما تولاه على موضعه يحذر إن تعداه ؛
للطيف دقّ معناه وفقه الله وهداه .
فهاكم رسول الله – صلى عليه مولاه -
لمّا قبض إبراهيم َ الله كأب رقّ وبكاه .
كزوج طاب محياه بسبقٍ تشهد فـلاة .
كابن يبكي أماه بدمع يغشى محيــاه .
كجد يلهو سبطاه ببشر فاض لقيـاه .
كعبد كلّ قدماه يبغي شكر مــولاه .
اللهم : ارزقنا حسن اقتفاءٍ لخطاه .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
28 - مستــور الحــــال ؟
- هو : راوٍ قدح في سنده علم جرح وتعديل الرجــال .
- هو : ميت محروم من ثناء الخلق مسكوت عن ذكره بجمال .
- هو : عاصٍ ستره الله في الدنيا وعند البعث وحين السؤال .
- هو : من استغنى عن التكفف والسؤال بكفاف رزق من حلال .
- هو : من سعد بخلاصه من إفراط ذمّ أو مدحٍ أو قيل في حقه أو قال .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
29- مــــــا أطــــــــــول المســـــــير!!!
قرأت يوما في صحيح مسلم حديث الشفاعة الطويل
فهالني ما ذُكر فيه عن الصراط من خطب جليل !!!
وكأنما لم أنتبه- قبلا- لما فيه من معنىً مرعبٍ وخطير !!!
(( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام . مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ..))
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2842
خلاصة حكم المحدث: صحيح
- فكم عدد الملائكة الحاملين- عفوا الجارين فقط - لها ؟ يالــه من جمع غفير !!!
ففارق- لا يخفى - بين من يحمل شيئا ومن يجر ؛ لأنه متعذر الحمل !!!
70000x70000= 4900000000
أي أن حملة - عذرا بل الجارون - لجهنم من الملائكة يُقَدّر بـ : أربعة مليارات و تسعمائة مليون من الملائكة
ذوي خَلــق هائل و كبــــير.
فانخلع قلبي لما حاولت تصور ما قُدّر على أحدنا أن يسر !!!
وحدثت نفسي متكدرة حزينة دامعة :
هـبي يا نفس - مع كثير من الرجاء والأمل - هبي :
أن لي الكثير من صالح العمل ، و أن الكريم لما قدمتُ قد قَبل
ثم تفضل عليّ بالكثير من الحسنات و الخـــير ؛ ما يخولني سرعة على
الصراط كأجاويد أجاويد الركاب و الخيل .......
تُرى كم من الزمان سأحتاج للعبور فوق ذلك المكان ؟!!
فلما لم أجد جوابا على السؤال ... ألححت بعد قليل من السكات : يا نفسي :
فقط هبي - فهو محض افتراض مع حسن ظن شديد بالذات - ؟
- فأجابتي نفسي صادقة تنبهني وقد كنت في سماء الخيال محلقة :
يـا أنــا : دعي عنك الأماني فقد شط بك الخيال
أين هاتيكِ الأعمال التي تخولك نوال ذلك الحـال !!!
لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعــــــون ...
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
30- المعادلة الصعبة !!!
حدثت نفسي يوما بعد القيام بعمل ثقل على نفسي أداؤه :
كم من الواجبات يشق على النفس أداؤها ؛ لأننا نقوم بها
خشية المحاسبة على تركها !!!
كطاعة زوجٍ ، أو صلة رحمٍ ، أو بر أبٍ أو ...
بينما لو تم عملها وقد كلفنا(1) بأصحابها ؛ لهان على النفس التكليف بأدائها
وفاض قلب العامل لها بالــود والحنان والإحسان لأربابها !!!
**- ولكن مهلا أهمتني أمــور : -
-* هل محبة المعمول تنقص نوال الأجــور ؟!
_*ومن ثَمَّ يفزِّعني سؤال : يا ترى ماذا سيكون الحال:
إن أحسن إليّ زوجٌ ، أو وصلني رحمٌ ، أو برني ولدٌ
- فقط- ؛ خشية عقاب أوسوء في المآل !!!
______________________________ _____
(1)- الكلف : الحب الشديد .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
31- مؤتمر المائدة المستديرة ! (1)
اعترضني يوما اسم هذا المؤتمر في كتاب من كتب التأريخ
فاستوقفني كثيرا : هل ينطوي هذا المسمى على شيء من التلميح ؟
و ماعسى يكون فارق بين الاستدارة والاستطالة في المعنى وفي التصريح !!!
ثم مرت سنوات وسنوات طوال..
إذ عنّ لي يوما أن هذا الاسم بالذات معنيُّ مقصود مراد ...
فكان التعبير عن مائدة المؤتمر بالاستدارة من منشئيه رمية سداد ؛
أرادوا : تساوي المشاركين فيه من دول كذا أفــــراد .
فتبسمت متعجبة من غرابة مقصدهم ، ولطافة إشارتهم بتفوق التعبير والإعداد !!!
------------------------------
(1)- تنبيه هام :
يعلم الله أنني لا أهتم بل وقد نسيت ألبتة :
علام كان المؤتمر؟ ومتى وأين كان ؟ و من شارك فيه ؟
و ما توصياته ؟
فغير الحديث عن دلالة الاسم ليس مراد ...
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
32- إن شاء الله تحقيقا أم تعليقا ؟!
*انتبهت يوما لمفارقة أواقعها كثيرا ، وفيما يلي نفصّل ذا تفصيلا :
- كنت - أحيانا- أقول : إن شاء الله بعزم أكيد على أداء عمل ما .
- وكنت أحيانا أقولها تخلصا من إلحاح بعضهم ، و في نيتي أنها عوض عن إجابته بلا .
- وكلما قالها أمامي أحدهم حدثت نفسي : تُرى ماذا بها يعني ؟
** إلى أن رزقني الله بجواب امتلأت نفسي بمعناه ، وسكن عقلي إليه وارتضاه :
روى أحدهم عن شيخ الإسلام ابن تيمية مقتطف من الأخبار
وحدث أنه كان يحث الناس في الشام على قتال جيش التتار
قائلا لهم : ستنتصرون عليهم حتى تضطروهم إلى الإدبار والفرار
قال ذلك بصيغة الجزم كأنه إخبار .
فقالوا : يا إمام ألا تستثني ؛ عَلّ الانتصار وهمي !!!
فقال رحمه الله : ستنتصرون - إن شاء الله - تحقيقا وليس تعليقا .
الحق أنني لم أنشغل كثيرا بالتحقق من صحة تلكم الرواية ،
وقصرتُ في سؤال أهل الفن والدراية ؛ فما حوته من المعاني كأنما يا قومنا كفـــاني :
-* إن شاء الله + العزم الأكيد = تقال و يقصد بها التحقيق
-* إن شاء الله - العزم الأكيد = تقال و يقصد بها التعليق .
** فقلت لنفس إياكِ إياكِ أن تنسي :
فعلى كل حال ، ورغم فارق المعنى واتحاد القال
ما تشائين يا نفسي إلا أن يشاء ربي : تحقيقا كان أم تعليقــا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
ماشاء الله ياأم هاني نفع الله بما كتبتي
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
ماشاء الله ياأم هاني نفع الله بما كتبتِ
آمين أخيتي ... بوركتِ و جزاكِ الله خيرا .
-
رد: ** السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
33- شيء من التلطف لن يضر!(1)
- زوج يأمر زوجه بكل صلف أو تعسف !
- و زوجة تأبى طاعته دون عذر أو تأسف !
- ابن يعصي والديه كحمل عن كاهله يخفف !
- وجار لا يجيب- بقسوة - حاجة جاره المتلهف !
- مسئول ينهر سائليه بكل غلظة وتكثف !
- قرين يعيب زلة أقرانه وهو مستهزئ متأفف !
لمــــــــــاذا ؟!!!
- يضن بعض الخلق على بعض بيسير شيء من تلطف !!!
- وإن هان أو احتاج فعله ليسير أمر من تكلف !!!
- فقط لو زين رفضه بلمحة وداد ، أو قليل من حسن التصرّف !!!
لمــــــــــاذا ؟!!!
- هو عن مراعاة شعور غيره متورع مترفع متعفف !!!!!
- لماذا يرد حاجة غيره بقسوة وغلظة وتعسف !!!
- فقط لو ردّ حاجته بلطيف قول قد يخفف !!!
- فقط لو تكلف بسمة توحي بشيء من تأسف !!!
- فقط لو تكلف إظهار نوع من شعور أو تعطّف !!!
فما - ياتُرى - يُضِيرُنا يسير شيء من تلطف ؟!!!
-------------------------------------
(1)- تطبيق حديث : الكلمة الطيبة صدقة و تبسمك في وجه أخيك صدقة .
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
34-كُسيرٌ و عُويرٌ و ثالثٌ ما فيه خير
روي عن أبي الدرداء أنه قال : ( لأن أستيقن أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من الدنيا وما فيها إن الله يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " )
تفسير : ابن كثير / سورة : المائدة / آية : 27 .
فعجبت من شديد ، حرصه و لطيف طلبه - رضي الله عنه - !
وحضرني قوله تعالى :
( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ . ) سورة العصر .
فقلت في نفسي : أين هو صالح العمل ، الذي أطمع أن يكون عند ربي قد قُبل ؟!
وقلبتُ النظر فيما قد عَمِلت ، فوجدت عملي و بكل صدق :
ما بيـن : كسير و عوير و ثالث ما فيه خير !!!
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
- نحن من المصطفَين الوارثين !!!
( وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ
مِنْ ذَهِبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ فاطر: 31 ‑33
أن يصطفي الله السابق بالخيرات ، فهذا ما يُتوقع .
أن يصطفي الله المقتصد ؛ فلأنه عن الذنوب تَرَفَّع .
أما أن يُصطفى الظالم لنفسه وإلى هؤلاء يُجمع !!!
فسبحان الذي لا يُسأل عمّا يفعل ، و على من يشاء من عباده يتفضل !!!
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
36- الحمد لله على أسمائه الحسنى وصفاته العليا ...
حدثت نفسي يوما :
ماذا لو لم يحرّم الله على نفسه الظلمَ ؟
ماذا لو لم يكتب على نفسه الرحمة ؟
ماذا لو لم يكن : قيوما على جميع خلقه واسعا ؟
ماذا لو أخذته سِنَة حين اضطر إليه عباده أو كان - حاشاه - نائما
أو عن دعائهم وشديد حاجتهم غافلا ؟
ماذا لو لم يكن : حكيما خبيرا قادرا ؟
ماذا لو لم يكن : سميعا بصيرا عالما ؟
ماذا لو لم يكن : قريبا قويّا عليّا قاهرا ؟
ماذا لو لم يكن : ودودا غنيا كريما جوادا باذلا ؟
ماذا لو لم يكن : مريدا فعّالا حفيظا عادلا ؟
ماذا لو لم يكن : بالتوبة فرحا ولها قابلا ، ولذنوب عباده عفوّا غافرا ؟
ماذا لو لم يكن : طيبا جميلا عن كل نقص وعيب منزها سالما ؟
فكأنما جميل أسمائه وعظيم أفعاله وعليّ صفاته
مقصورة النفع وبالخير تترى على عباده .
حينها سمعت وجيبا في القلب :
الحمد لله أنني شُرِّفت كأَمَةٍ لمثل هــذا الــرّبّ .
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
37- ليس كلُ نهيٍ عن أمرٍ يعني التعبدَ بفعلِ الضدّ .
إن من الأخطاء الشائعة عند بعض القوم
فهم أن المراد من النهي عن أمرٍ ما : هو التعبد بفعل الضدّ
نعم قد يكون ذلك مراد الشارع لكن - فقط - في البعض
فينبغي لمن أراد صحيح التعبد معرفة مراد الشرع .
تنبهتُ لهذا المعنى عندما كنتُ وصديقتي يوما في سيارةٍ خاصة .
فإذا بها تدل السائق على الطريق بقسوة وغلظة !
فتعجبتُ من فعلها بشدة !!!
ثم توقفتْ لتشتري حاجة من بائعٍ ثمـة ،
فخاطبتْه وقد غلّفتْ صوتها بقسوة وغلظة !
فعاتبتُها حين أصبحنا عن القوم في خلوة .
فاندهشتْ ودافعتْ : ألم تسمعي النهي في قوله تعالى :
(( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )) الأحزاب: 32
فقلتُ لها أتمي - فضلا - ما أمر بعدُ :
(( وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً )) الأحزاب: 32
المحصّلة يا أخيّة : النهي عن الخضوع + الأمر بالمعروف
( لا تخضعن ، وقلن قولا معروفا .)
** وهذا لا يعني أنه لا تشرع الغلظة والقسوة حين وجود المسوّغ أو المقتضَى لمثل تلكم الفعلة .
نسأل الله البصيرة في الأمر والعزيمة على الرشد آمين .
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ام هانئ على هده اللفتة الطيبة في تطبيق بعض الامور الشرعية على وجه خاطىء دون معرفة المقصود منها
انا معك فيما قلتيه [ الكلام على حسب الحاجة وفق ضوابط الشرعية لا افراط ولا تفريط ]*
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ام هانئ على هده اللفتة الطيبة في تطبيق بعض الامور الشرعية على وجه خاطىء دون معرفة المقصود منها
انا معك فيما قلتيه [ الكلام على حسب الحاجة وفق ضوابط الشرعية لا افراط ولا تفريط ]*
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك أختنا وبارك فيك على كريم مرورك آمين
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
38- أضنّ بمنحهم مكان لأحقق في القلب السلام....
الناس نوعان :-
(1) من يشغل حيزا في القلب والوجدان
وهؤلاء صنفان :
(أ)- صنف تحبّه فيشغل حبّه في قلبك مكان .
(ب)- وصنف تبغضه فيشغل بغضه في قلبك مكان .
فالحب والبغض في الشعور قسيمان .
(2) وهناك نوع ثان :
من قتل ببغيض أفعاله في قلبك أي شعور بالمودة والحنان
فضنّ قلبك عليه بيسير حيز من مكان
وحتى من بغضك كان حظه الحرمان
كأنه من سقط المتاع لا يُذكر لقلة رجاء الانتفاع
فلا وجود له إلا العدم ؛ هكذا يُعامل من قد أساء وتعدى وظلم .
-
رد: ** السِّمْطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد
39- التكاليف منوطة باستطاعة العبد وحده .
ذهبت يوما لمريضة *(1) في المشفى أعودها ، فوجدت أمها رفيقة لها
حتى إذا مكثت قليلا باشرت بسؤالها :
- هل تصلين الصلاة على وقتها ؟
لا أشك بجوابها ؛ فعلمي بها أنها كانت من أحرص الخلق على أدائها .
- قالت باكية لا أصلي ، وأتمت تشكو لي حالها :
أمي تأبى عليّ الذهاب لأتطهر لأدائها ...
- فدافعت أمها : مهلا أخيتي لا تسمعي لها ....
كلما ذهبتْ للطهارة سقطت وغابت عن وعيها ؛
فأضطر لطلب العون من بعض الرجال على حملها ...
فهل بعد ذلك أخيتي آذن لها ......!!!
-قالت البنت : سليها لِمَ لا تتفضل عليّ و تأتيني بالماء توضؤني لأدائها ؟!!
- أجابت الأم وقد فاضت بالدمع عيونها : يشق عليّ كل صلاة توضئتها ...
- فقلت : وأين الصعيد الذي شُرع بدلا لها ؟
- قالت البنت ترثى لحالها : فضلا فضلا قولي لها ؟
- قالت الأم وهي تجفف ما بقي من دمعها : و أنَّى لي بفعل مثل ذلك لهــا ؟!!
فقلت : إذن فلتصلِّ على حالها ، فلم تكوني
بنيتي يوما مفرطة في صلاة أو تاركة لها ، أفتتركينها
وأنت أحوج ما تكونين لبركاتها .....!!!
**وانصرفتُ شاردة مهمومة كسيفة البال من عندها....
وساعتها انتبهت لرحمة الله وسعتها :
إذ جعل التكاليف منوطة باستطاعة العبد وحدها ،
فإن عجز فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها
ومن حكمته سبحانه ولطفه أنه لم يجعل تكاليفه منوطة
بمن يساعد من العباد على إتمامها.
-----------------------------
*(1) -علما بأن هذه المريضة ماتت في هذا المرض ولما تبلغ الثانية والعشرين
رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها آمين .