-
مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فإنّ العالم البشري كله يشهد في هذا العصر من الاضطراب والضياع والفوضى، وسواد المستقبل، وتجهّم المصير ما يُرعب القلوب، ويُزلزل الأفكار، فهو أشبه ما يكون بسفينة مهترئةٍ تتقاذفها أمواج متلاطمة في غمرات بحر لجّي لا تجد من اجتيازها مناصاً، ولا من سطوته خلاصاً.
وقد أمسك بزمامها أمم كافرة عملاقة "تستعمل قوة العفاريت بعقول الأطفال" – كما قال جود -، ويحفزها التنافس الضاري إلى مزيد من الصراع والتهور والاندفاع، وتأتي أمم الكفر الأقلّ شأناً، فتحاول أن تثب وثبات كبرى؛ لتصل إلى مستوى الصراع مع العمالقة المسيطرين، وتبحث لنفسها عن موضع قدم في هذه السفينة الهائجة، وأصبح التفكير في هذا الواقع الأسود والمصير الكالح، هو الشغل الشاغل للمفكّرين والمتعلقين في الغرب وغيره، بل أصبح بفعل التدفّق الإعلامي الهائل من الهموم اليومية لرجل الشارع – كما يسمونه -، إذ ما من نشرة أخبار يسمعها، أو صحيفة يُطالعها، إلا ويجد فيها النذر الصارخة بهذا المصير، فأخبار الحروب والفتن، والانفجارات، والانهيارات، والزلازل، والانقلابات، والجفاف، والفيضانات، والكوارث، والانتحارات... إلخ.
أصبحت من كثرة ما ترددت في ذهنه مثل: أخبار الرياضة، وأحوال الطقس!
ومع سباق التسليح الرهيب، والتنافس في نشر أسلحة الفتك المبيد، أحسّ الناس حقيقة بالهلع الذي يقض المضاجع، وهرع الفلاسفة والمفكرون إلى التنقيب عن حل للمعضلة الإنسانية الكبرى، وتلمّسوا أيّ مخرج للانعتاق من الظلمة الكثيفة التي غطّت وجه الأرض وردمت الإنسان في المفاوز المهلكة، والأحراج الشائكة.
ووصل الأمر بكثير منهم إلى الاقتناع المطلق بأنّ خلاص هذا العالم - إن قُدّر له الخلاص - لن يكون من داخله، وأن السفينة الهاوية إلى أعماق المحيط لن ينتشلها من هو قابع في داخلها.
ومع هذا لم يظهر - مع الأسف الشديد - ما يدل على أوبة صادقة إلى الله، واستجابة لدينه الحقّ الوحيد الذي ما زال غضّاً طريّاً في مسمع الدنيا ومرآها.
بل دفعت عوامل أخرى – ولا مجال هنا لتفصيلها، ولبيان ذنبنا نحن المسلمين فيها – إلى أن قامت كل أمةٍ من الأمم تشحذ همتها، وتقدح زناد فكرها، وتستلهم من عتيق حضارتها وماضي أسلافها؛ فمع إفلاس المذاهب الوضعيّة الحديثة ارتد الناس قروناً إلى الوراء، وبدأوا يستعرضون الذاكرة البشرية على ما فيها من قتم وغبش وإسفاف، لعل في متاهات الماضي ما يقيهم شر غوائل المستقبل، ولعل في خبايا القرون الخوالي كوة صغيرة ينفذ فيها اللاهثون العصريون إلى بَرّ الأمان.
لقد كانت أوروبا القرون التاسع عشر تدين بالعقلانية، والإطلاق بعقلانية لا تتردد في تفسير أي شيء، وإطلاق لا يستثني من قواعده الصارمة شيئاً، فلما صدمتها السنن الربانية الثابتة، وعصفت بها التحولات الخطيرة حتى أشرفت على الهاوية، عادت إلى مذاهب "اللامعقول"(1)، الذي يرفض أن يضبطه شيء، والنسبية التي تأبى كل أحكام العموم والإطلاق، حتى أن مذهباً إطلاقياً حتماً – كالشيوعية – تراجع من الحلم بالسيطرة على معظم العالم في الستينيات، يُصبح في نهاية الثمانينات رأسمالية حمراء.
وبتبني اللامعقول، والنسبية انتكست أوروبا من جديد، وأعلنت – وهي في قمة السيادة الحضارية – إفلاسها وانهيارها، واختبأ رواتها وشعراؤها وعامة أبطال فكرها وفنّها في أقبية الجاهلية اليونانية الهالكة، يحتمون بظلامها وظلالها من لظى الأفكار المادية المهترئة، والشعارات المجدبة، وسعير التطبيقات الرعناء لآراء وضعها في القرن الماضي جهلاء ارتدوا زيّ الحكماء.
ومع عودة سيدة الحضارة العجوز وانتكاستها عادت الأمم التابعة تلهث في الطريق نفسه.
فانتفضت الصين على "ماو"، وحطمت تماثيله على يد الجماهير الكادحة التي كانت تصرخ منذ سنوات ليست بالكثيرة: "ماو ماو، رب الكادحين"، وعادت بلهفة وشوق إلى "كونفشيوس" الدفين منذ آلاف السنين في أعماق الذاكرة الصينية.
وبدأت الهند في ترميم أصنامها العتيقة بعد أن أصبحت تستقبل من الغربيين اللاهثين بحثاً عن "بوذا"، و"كرشنا" أكثر مما تستقبل من الإرساليين الكنسيين الطامعين في إدخال الهند إلى دين "بولس"(2) وبابواته.
وتفوّقت اليابان على أمريكا في كثير من مجالات التكنولوجيا – أو نافستها – في حين أنه ما يزال الإمبراطور منسوباً إلى سلالة الآلهة، وكأن اليابانيين قد اقتنعوا – أمام عودة الغرب الحائرة – بأن التقدم التكنولوجي لا يزيد هذا النسب الإلهي إلا عراقة ورسوخاً.
وظهرت أمريكا الجنوبية وأستراليا دعاوى عريضة بأن لها حضارات ماضية، وأمجاداً وطنية غابرة.
ومهما قيل عن عدم مطابقتها للحقيقة؛ فالغرض المهم هو أنها إعلان للعودة وللتوقف عن السير وراء الضائعين في الغرب المفلس.
لقد أخذت كل أمة من الأمم تبحث في مجاهل تاريخها عن فيلسوف قديم، أو شاعر غابر، أو مصلح سالف؛ لتقدمه للبشرية على أنه منقذ جديد، وأن في "إلهاماته" ما ينير الطريق لإنسان القرن العشرين الحائر المضطرب، وأصبحت الميادين الكبرى في عواصم هذه الأمم معابد عصرية تتوسطها تماثيل أولئك الغابرين.
وهكذا برزت ظاهرة إنسانية كبرى هي ظاهرة "العودة إلى الماضي"، التي هي تعبير صارخ عن عدم الثقة في الحاضر، والتي لا تعدو في مقاييسنا الإسلامية أن تكون عرضاً من أعراض الخسران الأكبر، والإفلاس الماحق لقوم كفروا بالله ورسوله {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ} *النمل: 66*.
ومع بروز هذه الظاهرة - عالمياً - بدأ التيار التغريبي العلماني في العالم الإسلامي يتردد، بل ينحسر ويندحر، وبدأت جمع جمة من القطيع السائر خلفه تتوقف وترعوع، وانكسرت حدة الانبهار بالغرب الكافر لدى عدد لا يستهان به، وتنادوا – لا سيما الشباب منهم – بالعودة لماضينا الذي ليس ماضي سائر الأمم بأولى منه.
وفي وسط طريق العودة التقى هذا الرافد العالمي العصري بالرافد الأصلي الذي ظل في غمرات القرون مستقيماً، لم يشذ مستعلياً، ولم ينبهر، ألا وهو بقايا الخير في هذه الأمة من رجال ما تزعزع يقينهم لحظة واحدة في أنه لا يصلح هذا العالم إلا بهذه الأمة، وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وبدأ هذان الرافدان في تشكيل نهر لا بد أن يصبح في يوم من الأيام تياراً، ومن ثَمَّ يجتاح ما على هذه الأرض من الشرور والأدران والأوثان، كما وعد الله وبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم!
لكن الشيطان الذي تعهد بإضلال بني آدم إلى يوم يبعثون، وأعوانه بل أقرانه الذين ما فتئ الشيطان يتعلم منهم فنون المكر والتآمر، عمدوا إلى إحباط هذا الأمل العظيم من طريقين:
الأولى: تضخيم هذه العودة الإسلامية البريئة – بل الساذجة في كثير من مظاهرها – وتسميتها "يقظة العملاق"، و"قوة الغد"، و"صحوة الإسلام"، ونحو ذلك مما هو إغراءٌ صارخٌ للقوى العالمية ووكلائها المحليين باستئصال هذه النبتات الغضة في مهدها، مع أن الحقيقة أنه حتى هذه اللحظة ما تزال ظاهرة العودة في العالم الإسلامي متأخرة عملياً عما وصلت إليه في البلاد الأخرى، حيث وصلت هناك إلى دفّة الحكم أو قاربت!!
إن الإعلام الغربي لا يستكثر على "الدالاي لاما" المطالبة بدولة بوذية مستقلة عن الصين، بل لم يستكثر على الهندوس المتعصبين أن يحكموا الهند، وإنما يستكثر على أمة الإسلام العظيمة الممتدة من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي أن يكون في بعض جامعاتها شباب متدينون، ويستغرب وجود جامعات غير مختلطة، أو جامعيات غير متبرجات، مع أن ذلك لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من الانتشار السكاني الهائل للأمة.
يستكثرون ذلك ويستغربونه، ويتابعهم عليه في بلاد الإسلام من يتابعهم، مع أن الأصل في الأمة الإسلامية ألا تنحرف ولا تنبهر، مع أن الأصل في المسلم إذا انحرف وعصى أن يتوب ويستقيم.
إن الأصنام العصرية الكبرى تعرضت لنسف تماثيل "لينين"، و"ستالين"، وتماثيل "ماو"، وتماثيل "شاوسكو" بمباركة الغرب إلا صنماً واحداً يحرسه الإعلام الغربي أكثر مما يحرس تماثيل المسيح عليه السلام، ذلك هو صنم "أتاتورك"!!
تماماً مثلما ضاقت باريس – عاصمة النور والحرية عند كثير من المخدوعين – بغطاء رأس فتاة مسلمة من بين ألوف الأزياء والموضات!!
ومثلما ضاقت دولة الحياء والكرامة الإنسانية و.. "سويسرا"!!
في نظر الغرب لا ضير في عودة الملايين إلى أسفار "فيدا"، وتعاليم "بوذا"، أما عودة بعض أمة الإسلام إلى نور القرآن وهدي محمد صلى الله عليه وسلم فهي وحدها نذير الشؤم، وداعية الويل والثبور، وعظائم الأمور!!
وليس أعجب حالاً من هؤلاء إلا من يصدقهم ويجاريهم من أبناء جلدتنا المستغربين، أو من يأخذه الغرور بقولهم من التائبين العائدين.
نعم إن إفلاس المذاهب الأرضية في العالم الإسلامي وسقوط ممثليها أصبح حقيقة ثابتة وقد جرى ذلك وفق سنة إلهية ثابتة.
ولكن رجوع المسلمين إلى الإسلام ما يزال في أول بشائره، وأمامه عقبات كبرى ذاتية خارجية، كما أن له سنته الإلهية الأخرى التي ما لم يرعاها ويسير بمقتضاها فلن نصل أبداً.
الثاني: استنفار أفاعي "الطابور الخامس" من قطّاع الطريق إلى الله الذين عملوا منذ عهد عبدالله بن سبأ، والجعد بن درهم، وبشر المريسي، والنظام(3).... إلخ، لنسف القلعة الإسلامية من داخلها، وإجهاض كل محاولة لرفع هذه الأمة إلى القمة التي أراد الله أن تكون عليها.
فأما العدو الخارجي: فللحديث عنه مواضعه الأخرى، وما عداؤه لنا، واستعداؤه علينا بجديد، وما هو بالذي يُحسب له كل هذا الحساب لو كنا في أنفسنا أمةً تعيش وتسير كما أمر الله، فالله تعالى يقول: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} *آل عمران: 120*. ونحن قد فقدنا الخصلتين كلتيهما إلا من رحم الله.
وأما قُطّاع الطريق فهم لعمر الله آفة هذه الأمة قديماً وحديثاً، وهم "حصان طروادة" الذي ما دخلت إلينا الأفكار الغربية قديمها وحديثها إلا من خلاله وبآثاره.
ولن نستعرض تاريخهم القديم، وهل في الإمكان استعراض المحيط الزاخر؟ ولكننا نشير بإجمال إلى دورهم في ركوب موجة التوبة الجماعية التي نسميها – ولو على سبيل التفاؤل – "الصحوة الإسلامية"!!
لقد أراد كل كمين من هذه السبل المتفرقة التي نهى الله عن أتباعها أن يستغل بواكير هذه الصحوة، ويستغفل شبابها الغض، فيلقي عليهم ثوب بدعته، ويقنعهم بقناع مذهبه حتى تصبح الأمة العائدة – وهي التي أراد الله لها، ونريد لها أن تكون أمة واحدة على المنهج الأبلج النقي – تصبح شيعاً وأحزاباً، كما كان حالها أيام الزحف التتري أو الصليبي.
فأحدهم "صوفي" لا يعرف من التدين إلا الطبل والمزمار، والحضرة والتواجد... يندس في الصفوف العائدة رافعاً راية التصوف، - أو خرقته -، ساعياً بأقصى جهده إلى تصويف المسيرة كلها.
وذاك رافضي خبيث يتقمص شخصية الدجال تحت عمامة المجدد، ويلوّح للجموح الباحثة عن الطريق: أن تعالوا إلى الإسلام، وما غايته إلا ترفيض القافلة بأجمعها.
وذلك مستشرق عربي! غذّاه المستشرقون الغربيون بما استطاعت عقولهم الضحلة أن تلتقطه من فتات أفكار الفرق البائدة، وأظهروا أمامه التباكي على تراثها الإسلامي المفقود، وكنوزه الضائعة، واستحثوه أن يشتغل بالتنقيب عنها ونشرها(4)، فجاء المخدوع أو المتآمر ينبش رميم الباطنية والحلولية، وينفض الغبار عن هرطقة الفلاسفة والمعتزلة، ويحقق كتب البدع والفرقة، تحت ستار إحياء التراث والتحقيق العلمي النزيه.. وما الغرض إلا تمزيق طريق العودة، وتشتيته ذات اليمين وذات الشمال، وإذكاء القروح الميتة في كبد الأمة الجريحة، وأقل ما فيه صرف النظر عن الكنوز الحقيقية التي ليست مجرد تراث!! بل هي منبع الحياة الفكرية، ومعالم على طريق المنهج القويم. وجاءت سبل وطوائف أخرى... وتكدست في المكتبة الإسلامية.
وفي أخطر ركن فيها - وهو ركن العقيدة - صحائف سود، لا أعني سواد مدادها ولكن سواد فكرها، واستشرت ظلمات بدعتها حتى ظهرت على صفحات المجلات والجرائد، فأخرجوها من دوائر المتخصصين إلى متناول العوام المساكين.
وهذه الكتب والمقالات قد تبدوا للناظر أولّ وهلة وكأنها هي مجرد امتداد للفرق المنحرفة القديمة، ولا دافع لها إلاّ التعصب لتلك الفرق والمذاهب. والواقع أن وراء تلك الأكمة ما وراءها، وأن هذه النظرة إن صدقت على بعضهم لا تصدق على كلهم، فهي لا تهدف للتعصب للماضي بقدر ما هي تخطط وتبرمج للمستقبل، مستغلة سذاجة غالب شباب الصحوة كما أسلفنا.
ومن الأدلة على ذلك: ما يفتعله أصحاب هذا الاتجاه البدعي المقنع حين ينشرون أفكارهم وكتبهم على الملأ، ويحثون الشباب على قراءتها، ثم لا يفوتهم أن يقرنوا ذلك بالتباكي على ما تعيشه أمة الإسلام من تفرق وتمزق، وأنها ما تزال تبحث مسألة "أين الله؟"، ومسألة "القرآن مخلوق أم قديم؟"، و "قضايا الفلاسفة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة... إلخ".
في حين أن العدو يحتل أراضيها ويهدد كيانها، ولا يفرق بين أحد منها، فهلا انصرف المسلمون لمحاربة الشيوعية، ومقاومة الخطط الصهيونية، وتركوا هذه الخلافات.
يتباكون على هذا، وهم يقدمون للشباب مؤلفات كلها تفلسف وتجهّم واعتزال وتصوف وتشعر... إلخ.
وأشهد أن بعضهم - إن لم أقل كثيراً منهم - قد كتب الكثير من المؤلفات في الطعن على السلف، والنيل من عقيدتهم، والدعوة الصريحة إلى البدعة التي هي أصل الانقسام والفرقة، وما كتب حرفاً واحداً قطّ عن الشيوعية والصهيونية، بل إنّ واقع حاله يدل على أن تضليل - أو تكفير - أئمة عقيدة السلف أولى عنده وأهم من محاربة الشيوعية والصهيونية.
وأخطر من هؤلاء طائفة من القطّاع هالها كساد سوقها، وتكدّس مصنفاتها البدعية، فعمدت إلى أسلوب أمكر وأخبث، وهو انتحال مذهب السلف الصالح ظاهراً، وادعاء أنه ومذهبها سواء، وزعمت أنها بذلك تخدم مصلحة الإسلام، وتسعى لجمع المسلمين، فبعثروا المعالم والمعايير أمام الشباب الحائر، فلم يعد يدري كيف يسير؟!
هذا الأسلوب بدأه الرافضة منذ مطلع القرن العشرين بما أسموه "التقريب بين المذاهب الإسلامية"، ثم تبعتهم الفرق البدعية الأخرى تحت شعار "توحيد الصفوف"، فقدموا للشباب الذهب مع البهرج والحجارة والنحاس، وقالوا: لا بد من صهر الجميع في بوتقة واحدة، ولا عليك إن اخترت منها ما شئت، فالكل يسمى معدناً.
وإن مما يدمي القلب أن كثيراً من شباب الصحوة خدعته هذه الدعاوى الزائفة، وعصبت عينيه عن رؤية الحق الصراح، فتطوعوا بخدمة قطّاع الطريق الماكرين، حتى أن بعض المراكز الإسلامية في الغرب وغيره أصبحت أوكاراً للرافضة وغيرها، وانتعشت البدع والشركيات حتى صرح بعض سدنة الأضرحة أن إقبال الشباب عليهم في زيادة مستمرة، وأن المريدين أخذت أعدادهم في السنوات الأخيرة تتضاعف، وكلما سمعت أو رأيت شيئاً من هذه الظواهر المرعبة أسأل نفسي بحق، هذه الصحوة الإسلامية التي نبتهج ببشائرها، ونتطلع إلى بواكيرها، أهي صحوة فعلاً، أم هي - عياذاً بالله - انتكاسة جديدة إلى موروثات الوثنية الإغريقية، والصوفية الهندية؟
أم أن الخمر المسكرة الوحيدة في نظر بعضنا، هي خمرة الافتتان بالغرب، وأفكاره ونظمه ومن صحا منها، فلا عليه أن يسكر بخمرة الوجد والفناء، أو نبيذ البدع والأهواء، فلا يصحو إلى يوم يبعثون؟!
وأسأل نفسي أيضاً لماذا يرفض الشباب الإسلام الفكرة الواحدة نفسها إن كان سندها - مثلاً -: ماركس عن هيجل عن أرسطو، ويعدها كفراً وإلحاداً، ويقبلها ويتعصب لها - بذاتها - إذا كان سندها: الرازي عن ابن سينا عن أرسطو؟!
أم أن عداوتنا أصبحت كعداوة الثور للون الأحمر فقط، فنعادي الباطل؛ لأنه منقول عن الغرب وأذنابه، لا لأنه باطل يجب معاداته أينما وجد في واقع أنفسنا، أو في صفحات تاريخنا، أو موروثات مجتمعاتنا ومذاهبنا.
واسم الإسلام يطلق على:
1- المنتحلون لمذهب السلف اسماً، والمخالفون له سلوكاً وفهماً.
2- عموم الاسم لكل مسلم لم ينتسب لعقيدة بدعية، وظل على الإيمان المجمل الصحيح، أو أيّاً كان تخصصه العلمي؛ فقيها، محدثاً، لغويا، مؤرخاً، شاعراً، بل العامي من المسلمين يطلق عليه ذلك.
وأما كلمة "أهل السنة والجماعة" فهو مصطلح عزيز، وشعار عظيم، وكيف لا وهو يعبر عن حقيقة الإسلام الصافية النقية التي لا شائبة فيها ولا زيغ، وهو منار وعلم على الفرقة الناجية من أمة الإجابة، تلك الفرقة التي تمسكت بما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وصبرت عليه، وجاهدت في سبيله، فكانوا كما قال بعض السلف: "أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في سائر الملل".
والتفرق والاختلاف من البلاء الذي لم يرفعه الله عن هذه الأمة منذ أن قتلت خليفتها الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً، كما أشار حديث حذيفة في الفتن التي تموج موج البحر(5).
فهو في حقيقته عقوبة جرى بها القدر المحكم، تحقيقا لقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} *الأنعام: 65*.
على ما فسرتها به الأحاديث الصحيحة(6)، ولله في ذلك الحكمة البالغة، وما أصاب المسلمين عامة من مصيبة فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير، وليس بخارج عن سنة الله أن يبتليهم بما لم يبتل به أمم الكفر، أو يذيقهم من البأس ما لم يذقها.
وليس عجيباً في سنة الله أن يأتي عصر يقل فيه أهل السنة والجماعة ويستضعفون، ويعلو فيه أهل البدعة والفرقة ويسيطرون، فهذا أيضاً من الابتلاء - ابتلاء التمحيص والرفع - الذي هو سنة الله في الأنبياء من قبل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} *الفرقان: 31*.
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } *الأنعام: 53*.
ولكن العجب المستنكر أن تطغى البدع حتى يبلغ من جرأة أصحابها أن يدعوا أنهم هم أهل السنة والجماعة، وأن أهل السنة والجماعة هم أهل الضلالة والفرقة!
أو يضيع الحق بين تفريط أهل السنة والجماعة، وتلبيس أهل الضلالة والفرقة؛ فيقال: إن هؤلاء من هؤلاء، وأن الفرقتين سواء - دون نكير ولا اعتراض -.
فهذا - حسب التشبيه المأثور في حال أهل السنة بين أهل الإسلام - مثلما لو ادعى عدو للإسلام أن أهل الإسلام بين أهل الأديان قليل؛ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ورتب على هذا أنهم شذّاذ لا اعتداد بخلافهم، ولا اعتبار لدينهم الذي خالفوا به سائر أمم الأرض.
فهذا ادعاء لا يستحق كبير اهتمام، ولا يبعث كثير عجب، ولكن لو ادعى هذا العدو أن اليهود والنصارى هم المسلمون المتمسكون بما كان عليه الأنبياء جميعاً، وأنهم هم الأمة المصطفاة التي أورثها الله الكتاب، وأن المسلمين هم المخالفون لمنهج الأنبياء، وهم أولى أن يسموا بكل اسم سمي به أعداء الأنبياء ومخالفوهم، وسماهم هذا العدو "المشركين أو الصابئين"(6)، أو نحو ذلك.
فهذا ما لا يملك أي مسلم يعرف حقيقة دينه أن يسكت عليه؛ لأنه قلب للحقائق، ومكابرة للعقول، ولو شاع مثل هذا الادعاء وسكت عليه المسلمون أو أقروه – كلهم أو بعضهم – حتى أصبح مصطلح "المشركين" أو "الصابئين" يعنيهم عند الإطلاق، ومصطلح "المسلمين" يعني اليهود أو النصارى أو المشركين... لكان هذا خرقاً فظيعاً لما استقرت عليه الأفهام، وأجمعت عليه العقول، وتعارف عليه التاريخ المتواتر.
والمؤلم حقاً أن هذا الذي لا يصدقه العقل بالنسبة للإسلام مع الملل قد أصبح - إلى حد ما - حقيقة واقعة بالنسبة لأهل السنة والجماعة مع الفِرَق!
وقد يكون سبب ذلك أن بعض أهل السنة والجماعة لا يعرفون المضمون الكامل، والمنهج الشامل الذي يحويه مدلول "أهل السنة والجماعة"، ولا يدركون حقيقة مناهج الفرق البدعية وأصولها، ومن ثَمَّ كانت الخسارة الكبرى لأهل السنة والجماعة، لا أعني خسارة الأتباع، ولكن اضمحلال الشعار، وضياع الحقيقة في ركام الزيف، وفقدان المنهج المتميز في زحمة المناهج.
وقد ركب الله تعالى في نفوس بني آدم كافة من معرفة العدل ما ينكرون به أن يتقمص اللص شخص الحارس، وأن ينتحل الفاجر شخصية التقي، وأن يدعي الشيطان حقيقة الملك.
وعن هذا عبر شاعر المعرة بقوله:
فوا عجباً كم يدّعي الفضل ناقصٌ
ووا أسفا كم يُظهر النقص فاضلُ
إذا وصف الطائي بالبخل مادرٌ
وعير قسًّا بالفهاهة باقلُ
وقال السهي: يا شمسُ أنتِ خفيةٌ
وقال الدجي: يا صُبح لونك حائلُ
وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةٌ
وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ
فيا موت زُرْ إن الحياة ذميمةٌ
ويا نفس جدِّي إن دهرك هازلُ
إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن أصحاب جهنم أنهم يقولون: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} *الملك: 10*. فنفهم من هذا: أن الكفار لا سمع لهم ولا عقل، وأن المؤمنين أهل السنة والجماعة هم أصحاب السمع الصحيح، والعقل الكامل؛ من جهة أنهم يتلقون عن القرآن والسنة الصحيحة، ويستخدمون قوة العقل، وملكة الفهم للتمييز بين الحق والباطل، وأن أصحاب البدع أصحاب فساد في السمع وخلل في العقل.
ومن فساد السمع التلقي عن الدجالين والكهان والمشعوذين، أو الفلاسفة والملاحدة والصابئين، والاستشهاد بالروايات الموضوعة والواهية.
ومن فساد العقل عندهم تحريف معاني النصوص الصحيحة، والتأويلات الباطلة، وضرب الوحي بعضه ببعض من أجل تغيير البدعة التي لا أصل لها فيه.
فللمعرفة إذن مصدران لا ثالث لهما:
1- إما الوحي، والعقل السليم، والفطرة المستقيمة، كل منها يصدق الآخر، وهذا من نصيب أهل السنة والجماعة دون سائر الفرق والملل.
2- وإما الأساطير والأوهام والتخرّصات والخيالات والوساوس، وهذه تسمّيها كل ملة منحرفة باسم تزعمه:
فالكفار أصحاب النظريات الكونية والنفسية المخالفة للوحي يسمونها "حقائق علمية"، وهؤلاء كذّبهم الله تعالى وهدم منهجهم بآية واحدة من كتابه: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } *الكهف: 51*.
والفلاسفة ومن حذا حذوهم من المتكلمين المنتسبين للإسلام يسمونها "البراهين" أو "القواطع العقلية"، وهؤلاء ساروا على المنهج الإبليسي في معارضة الوحي بالرأي {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} *الأعراف: 12*.
والمشعوذون والدجّالون وغلاة الصوفية المنتسبون للإسلام يسمونها "كشفاً وفيضاً ووجداً وذوقاً..."، وهؤلاء اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما ورثوه من تعاليم هاروت وماروت، وسحرة الفراعنة، وكهّان الهندوس، وأصحاب البدود(8)، كما كانوا يسمونهم.
-----------------
(1) أو "اللاعقلي"، ومن مذاهبه: الروحية (برجسون)، والوجودية (سارتر)، والبعثية (ألبير كامو)، واتجاهات أخرى كالرمزية والسوريالية، وكثير من المدارس النفسية والاجتماعية.
(2) المؤسس للدين المعروف حالياً باسم "المسيحية"، واسمه الأصلي "شاؤل" اليهودي، وهو النموذج الذي احتذا حذوه عبدالله بن سبأ اليهودي لإفساد الإسلام، فأسس دين التشيع وفروعه. انظر: مقدمة منهاج السنة.
(3) ذكر الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (10/542) أنه كان برهميا، فأراد أن يبرهم الإسلام عن طريق الاعتزال، كما أراد عبدالله بن سبأ أن يهوده عن طريق التشيع!!.
(4) انظر على سبيل المثال: تقديم المستشرق "ألفرد جيوم" لكتاب المعتزلة لزهدي جار الله، وكلام المستشرق "اربري" في مقدمة كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي، تحقيق فتح الله خليفة. أما جهد "ماسينيون" و"نيكلسون" لإحياء الفكر الصوفي، وما بذله تلامذتهم الشرقيون، فلا تحتاج إلى تمثيل.
(5) أخرجه مسلم (144).
(6) وهي أحاديث كثيرة، جمعها الحافظ ابن كثير رحمه الله، انظر: الطبعة المحققة من تفسيره (3/264-272).
(7) كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه "الصباة".
(8) وهم البوذيون، فأصل الكلمة واحد (بوذا) أو (بذ) ومعناها: العارف.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
ليت أنّ أحد المقربين من الشيخ ينقل له ردود بعض المثقفين الأشاعرة على كتابه
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
فيه رد متهافت بيع في بعض المكتبات , لكنه لم يسم الشيخ ولا كتابه ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جذيل
فيه رد متهافت بيع في بعض المكتبات , لكنه لم يسم الشيخ ولا كتابه ..
الرد الذي أقصده هو كتاب (عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين) للشيخ صلاح الدين الإدلبي
وكتاب (دررالألفاظ العوالي في الرد على الموجان ) تأليف غيث بن عبدالله الغالبي
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين
هذا الذي اعنيه بارك الله فيك .. ولعل ما يبين هذا قول الادلبي :
فنحن امة أغنانا الله تعالى بالطرق القرآنية في اثبات العقائد , ولا حاجة لنا الى غيرها .. !!
طيب أين - على الاقل - المتواتر من السنة ..!؟
مع انه قال قبل هذا بقليل انه يحب الكتاب والسنة منذ نعومة اظفاره ..
فياليته اخبرنا عن نوعية هذه المحبة ...!
هذا الكلام شيء من بعض ما في مقدمته ..
والله المستعان ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
ولا يكفي هنا إدعاء أخونا (جذيل) فهو استخفاف باهت بخصم قوي ومن كان هذا حاله سهل قطعه عند الكلام فاحذر من الإستخفاف فالشبهات تغزوا المنتديات وكثرت التساؤلات عند العوام وصغار الطلبة وبعض كبار طلاب العلم غير مدرب على فنون المناظرة والأخذ والرد فاحذر من الإستخفاف فإنه قاتل
نعم اخي الكريم
جزيت خيرا على حرصك , ولكن الحقيقة ما ذكرته لك , وتاثر بعض الناس في مثل هذه الامور حاصة ما يتعلق بمنهج الشاعرة اظنه في غير محله لو تسمح لي , هل من الممكن ان تذكر لنا عددا قليلا ممن تأثر بالمنهج الاشعري ..؟
نعم قد يتأثر البعض ببعض المسائل او الفروع العقدية , لكن ان يكون التأثير بهذه الصورة التي ذكرت فأنا استبعد مع المعذرة ..
اما المنهج الاشعري ذاته فالاشاعرة والمتحمسون من شبابهم يرون ان العالم الاسلامي اكثره اشاعرة , وهم مع هذا القول من اكثر الناس خوفا على منهجهم وعقيدتهم , وهم يرون الجموع تتجه الى المنهج السلفي .. إن لم نقل ان تلك الجموع ان لم تتحول فهي في اضمحلال , اما بسبب وفيات جيل سابق حارب من اجل الاشعرية .. او بسبب نشأة شباب الامة في عصر الصحوة الاسلامية , والتي هي صحوة سلفية , بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .
أما كون الخصم قوي فلا اظن المسألة بهذه الصورة .. ولعل ما يتناقله البعض عن مقولة تلك العجوز من اوضح ما يبين ضعفهم وشكوكهم , وقد رات الرازي فلما سألت عنه قيل هذا الذي يحفظ مائة دليل على وجود الله أجابت قائلة : لو لم يكن عنده مائة شبهة او شك ما احتاج الى مائة برهان ..
بل ان طريقة الاشاعرة من اضعف المناهج وقد عدهم الهروي او غيره من المخانيث لضعف استدلالهم وبرهانهم ..
وما تلك المراحل التي مرت بالاشعرية الا اوضح دليل على ما اقوله لك بارك الله فيك ..
والسلام عليكم
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
كونه قويا في الجدل لا يعني قوة الأصول التي يبني عليها أخي الفاضل فنحن لا نتحدث عجزا ولا قهرا بل نريد إسكات الباطل بقذائف الحق حتى تنهار تلك السقف الهشة على رؤوس أصحابها فقد أضحت لسكوتنا ذات أضواء تسلب العقول وتجري مدامع السذج فخرا أمّا عن الإحصائيات التي تطالب بها رغم عدم جدية هذا الطلب فالجواب عليه هو مقارنة حجم المؤلفات والرسائل الجامعية التي بدأت تطفوا على الساحة من سنين وبين مثيلاتها قبل خمسة عشر إلى عشرين سنة فأنا أتحدّث عن واقع أعيشه في بلدي لا عن السعودية فالواقع غير الواقع والحال غير الحال أمّا حديثك عن (صحوة سلفية) فالواقع يرده بل هي (صحوة أشعرية ماتريدية صوفية) بوجه علمي جديد يحاول استخدام وتوظيف نفس آليات المنهج السلفي وهذا هو الواقع
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
السلام عليكم.
أستحلفكم بالله أن توضحوا لي هذا الأمر:
هل تعتقدون أن الله عز وجل وفق أماجد من أمثال النووي وابن حجر وابن العربي والقاضي عياض ولمازري والرامهرمزي والبيهقي والسرخسي ـ وفقهم في الفروع الفقهية، وفي علوم السنة والتفسير، وخذلهم في الأصول وفي العقيدة، فلم يتبينوا الحق من الباطل، ولم يعرفوا الصواب من ضده، فكانوا ـ بزعم بعض الناس ـ متذبذبين في العقيدة؟
هل لي بمن يوضح هذا توضيحا سهلا بينا؟
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل تقول ان هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم - او غيرهم - معصومين من الخطأ ..؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جذيل
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل تقول ان هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم - او غيرهم - معصومين من الخطأ ..؟
وعليكم السلام أخي الكريم، وأشكرك على دماثة الخلق.
لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
وعليكم السلام أخي الكريم، وأشكرك على دماثة الخلق.
لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
والسلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وما ذا عن مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين مما لا يحصيهم إلاّ الله عزّ وجل؟؟؟؟ ولم لم تفكّر الأشعرية بهذه المنهجية يوم لم يكن منها غير الأشعري ؟؟؟ لم لم تكن الأمور مطروحة بهذه الطريقة يومها أخي الفاضل ؟؟؟ جوابك سهل ميسور أخي الفاضل ( ... وقليل من الآخرين )
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
والسلام عليكم.
اخي الكريم
الجواب على كلام على عدة فروع
الاول : على قولك ان غالب اماجد الامة كانوا ما تذكر
الثاني : ان التقوى والورع يستحيل معها ان يجانب معها الصواب
الثالث : الاستدلال على تصويبهم بتوفيقهم وتوضيحهم مفردات الشريعة .
الرابع : ان فهمي وفهمك وفهم غيرنا كان متكئا على توضيحهم وتبيينهم .
فالجواب عن الاول :
أن غالب الامة اشاعرة , والسؤال : اين القرون الأولى المفضلة وما يليها بقليل .. أين موقعهم من حساباتك رعاك الله , وأين المخالفين لهم من معتزلة وقدرية وبقية السبعين فرقة , ثم الاشاعرة انفسهم يرون ان من سبقهم من القرون الاولى ليسوا على طريقتهم , ولهم الكلمة المشهورة : طريقة السلف اسلم وطريقتهم اعلم ..!
الجواب عن الثاني :
التقوى لا علاقة لها بالصواب والخطا , ولا اظنه يخفى عليك تقوى ابي حنيفة وورعه - احسبه كذلك ولا ازكيه على الله - ومع ذلك ذكر بعض اهل العلم الاتفاق على ضعفه في الحديث , بل ليس له ولا حديث واحد في الكتب الستة , بينما هناك من رجالات البخاري او مسلم اقل بكثير من مستوى فهم وعلم بل وورع ابي حنيفة ومع ذلك تجده معدود من الثقات الاثبات .
الجواب عن الثالث :
وهو الاستدلال بتوفيقهم وتوضيحهم مفردات الشريعة , فلعله لا يخفاك انه ليس كل من اصاب في مسألة فيلزم ان يصيب في أخرى , ثم يقال : غالب الحنابلة وغيرهم من الفرق من المخالفين للاشاعرة , فكيف تخطئ الحنابلة ومن يخالف الاشاعرة مع توفيقهم وتوضيحهم لمفردات الشريعة ..!
الجواب عن الرابع :
اتكاء فهمي وفهكم عليهم , وهذا في الحقيقة اجحاف لغيرهم .. والسؤال : اين فهم الصحابة وتفسيرهم لنا , وأين فهم الطبقة الاولى من التابعين والطبقة الثانية منهم , بل والقرن الثاني , ثم الثالث , ثم الرابع .. ثم الذين يلونهم ممن هم مخالفون للاشاعرة - عن هذا الاتكاء ..
ثم نحن لم نقل ان من ذكرت مخطئون في كل شيء .. بل فيما نعلمه من خطأ سواء في التاويل او ما يماثله .. ولسنا في مزايدة حتى نذكر لك حبنا لهم وتقديرنا ودعائنا لهم , بل والاشادة بجهودهم .. اما ما اخطاوا فيهم فيبين ولا يعني اسقاط حقهم او جحد فضلهم ..
نعم نحن نقول ان الاشاعرة كثرة .. لكن ليست كل كثرة تعني الصواب .. ولو تتبعت لفظ الكثرة في القرآن لوجدت الذم له , على العكس من القلة ..
وفقك الله ورعاك
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وما ذا عن مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين مما لا يحصيهم إلاّ الله عزّ وجل؟؟؟؟
وعليكم السلام.
الأخ الفاضل: هذه دعوى تحتاج منك لدليل يثبتها، ولازم كلامك يقتضي أن أمثال النووي وابن حجر والمازري وعياض وابن رشد والباقلاني والبيهقي والرامهرمزي والسرخسي وابن الجوزي وابن عقيل ... إلى آخر من هو على شاكلتهم هم إما فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين ثم خالفوهم عمدا، وإما لم يفهموا ولم يعوا مذهبهم، فإن كانت الأولى فالواجب طرح كلامهم والإعراض بالكلية عنهم، بل وتبديعهم وتفسيقهم والتحذير منهم ومن كتاباتهم، كيف وقد خالفوا عمدا أهل القرون المفضلة!! وإن كانت الأخرى فكيف نثق بما سطروه في كتبهم مما هو من أساسيات الشريعة؟!! وكيف تأتى لنا نحن أن يكون فهمنا أصوب من فهمهم؟!! ولماذا فهموا مذاهب السلف في الفروع، ولم يفهموا مذاهبهم في الأصول؟
لا يخفى ما في هذين الطرحين من خطر، لأن أيا من الإجابات على الأسئلة المطروحة سينتج عنه نقض لعرى المعرفة الإسلامية، فقليل غير هؤلاء الأعلام ساهموا في إقامة صرحها.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(كلامك مردود عليك)
أخي الكريم :
لا يجاب عن سؤال بسؤال ... وجميع ما أوردته يرد على شيخك الأشعري !! فإمّا أن يكون جماهير الأئمة السابقين (= قبل الأشعري ) فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين ثم خالفوهم عمدا .... وإما لم يفهموا ولم يعوا مذهبهم ؟!!!
فإن كانت الأولى فالواجب طرح كلامهم والإعراض بالكلية عنهم، بل وتبديعهم وتفسيقهم والتحذير منهم ومن كتاباتهم، كيف وقد خالفوا عمدا أهل القرون المفضلة!! وإن كانت الأخرى فكيف نثق بما سطروه في كتبهم مما هو من أساسيات الشريعة؟!! وكيف تأتى لنا نحن أن يكون فهمنا أصوب من فهمهم؟!! ولماذا فهموا مذاهب السلف في الفروع، ولم يفهموا مذاهبهم في الأصول؟ حتى قال قائل القوم : أشعرية في الأصول مالكية في الفروع !!!
لا يخفى ما في هذين الطرحين من خطر، لأن أيا من الإجابات على الأسئلة المطروحة سينتج عنه نقض لعرى المعرفة الإسلامية، فقليل غير هؤلاء الأعلام ساهموا في إقامة صرحها.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(كلامك مردود عليك)
أخي الكريم :
لا يجاب عن سؤال بسؤال ... وجميع ما أوردته يرد على شيخك الأشعري !! فإمّا أن يكون جماهير الأئمة السابقين (= قبل الأشعري ) فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين ثم خالفوهم عمدا .....
الأخ الفاضل
السلام عليكم
هذا هروب منك للأمام، وعجز واضح عن الإجابة، فأنا لم أجب عن سؤالك بسؤال، لأني أجبتك عن سؤالك بقولي: هذه دعوى تحتاج منك لإثبات، يعني أن دعوى مخالفة الأعلام النبلاء الذين ذكرتهم وأمثالهم {ومن بينهم الإمام الأشعري}لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين تحتاج منك لإقامة الأدلة على صحتها، فإن لم تفعل فما وجه النقد لهم وتخطئتهم، وإن فعلت فعند ذلك ترد عليك الأسئلة الأخرى التي ذكرتها آنفا.
والله المستعان.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أما مخالفة المتكلمين للسلف الصالح؛ فإنه معروف مشهور لا يرده إلا مكابر ..
بل يوجد من المنتسبين للأشعرية (معدودين في الأئمة) اعترفوا بتلكم المباينة ..
فما أدري ما سبب إصرار بعضهم على رد هاتيك المباينة، وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!
والله المستعان لا رب سواه ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
هذه دعوى تحتاج منك لإثبات،
فما رأيك أن نثبتها بقولِ إمام أشعري ..
لكن أخشى ما أخشاه ..
عند انقطاع المخالف ..
نسمع نفس الشريط الذي سمعناه ..
من مثل قولهم :
-كلام مدسوس
-ألم تر قوله في كيت وكيت
الخ هذه الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
والتي هي أولى باستحقاق قولهم : "هذه دعوى تحتاج منك لإثبات"
والله المستعان ..
-فهل أنت مستعدٌ لردِّ إثبات الدعوى بالدليل دون الكلام الإنشائي والمهاترات؟!
في انتظار الجواب على السؤال الأخير
بعدها أنقل ما يثبت تلكم الدعوى!
والله الموفق ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس الفَلاَحي
فما رأيك أن نثبتها بقولِ إمام أشعري ..
لكن أخشى ما أخشاه ..
عند انقطاع المخالف ..
نسمع نفس الشريط الذي سمعناه ..
من مثل قولهم :
-كلام مدسوس
-ألم تر قوله في كيت وكيت
الخ هذه الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
والتي هي أولى باستحقاق قولهم : "هذه دعوى تحتاج منك لإثبات"
والله المستعان ..
-فهل أنت مستعدٌ لردِّ إثبات الدعوى بالدليل دون الكلام الإنشائي والمهاترات؟!
في انتظار الجواب على السؤال الأخير
بعدها أنقل ما يثبت تلكم الدعوى!
والله الموفق ..
الأخ الفاضل
السلام عليكم
هات ما عندك أخي، مع علمي مسبقا بما ستذكر، ومن ستذكر، لكن رجائي المواصلة والثبات بعدذلك، فسنحتاج بعد نقولاتك لتحرير محل النزاع، وعلى أساسه تكون المناظرة حتى يستبين الأمر وينجلي.
أما قولك أن البعض من المخالفين عندما ينقطع ـ على حد تعبيرك ـ يتعذر بمثل قوله: كلام مدسوس، وغير ذلك، فاعلم أخي أن الأمر فيه من ذلك شيء كثير، ولا أدل على ذلك من كتاب الإمام الأشعري الإبانة، فإن المتداول بين الناس في السعودية وغيرها فيه سقط وحذف وزيادة، وأن أصح النسخ هو ما طبع محققا من قبل دكتورة اسمها (فوقية) التي قامت بعملها معتمدة على ست نسخ للكتاب بالإضافة للمطبوعة، بحيث استدركت فيه ووضحت الزيادة والنقص والسقط وغير ذلك، فلا تظنن أن مثل تلك المقولة مهرب من قبل بعض من ينقطع ـ زعمت.
ورجائي من المشرفين عدم حذف الموضوع، كما فعل ببعض مداخلاتي في السابق، فإن الغرض إنما هو إجلاء للأمر، ودفاع عن أهل العلم والحلم والورع.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
الأخ الفاضل
السلام عليكم
هذا هروب منك للأمام، وعجز واضح عن الإجابة، فأنا لم أجب عن سؤالك بسؤال، لأني أجبتك عن سؤالك بقولي: هذه دعوى تحتاج منك لإثبات، يعني أن دعوى مخالفة الأعلام النبلاء الذين ذكرتهم وأمثالهم {ومن بينهم الإمام الأشعري}لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين تحتاج منك لإقامة الأدلة على صحتها، فإن لم تفعل فما وجه النقد لهم وتخطئتهم، وإن فعلت فعند ذلك ترد عليك الأسئلة الأخرى التي ذكرتها آنفا.
والله المستعان.
والسلام عليكم.
أخي الكريم !! بل أنت أولى بوصف الهروب منّي ذلك أنّي من سأل أوّلا فاخترت أنت تجاهل الجواب ثمّ رحت تقرر إلزاماتك الباهتة ظنا منك غفلة محاوريك عن أساليبكم في تحوير الكلام وتفضيل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح فحفرت حفرة أراك تعلق في شراكها التي نصبتها بيديك ولن يخرجك منها أحد أمّا عن طلبك فهو مجاب بإذن الله وفوق ما تتصور وحسبي أنّه سؤال مضحك جاء في ثنايا موضوع يدور حول كتاب يردّ على الأشعرية وينقض أصولها ويبين مجانبتها لمنهج أهل السنة في العديد من أبواب الإعتقاد بدء من مسائل التوحيد إلى مسائل الإيمان إلى القضاء القدر والحكمة والتعليل إلى النبوات وغيرها فهلاّ قرأ المخالف الكتاب وأتحفنا بملاحظاته أم تراه إطّلع عليه وأقرّ بما جاء فيه !! ثمّ الأشعرية نفسها تعترف بمباينتها للسلف وإلاّ فما الذي دفعهم لقول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) كما هو معروف في مؤلفاتهم وما الدافع لقولهم إذا ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فإن لم يكن هذا إقرارا منهم بمخالفتهم للسلف فماذا يكون ؟!! ولكن لي طلب بسيط قبل أن أثبت لك المباينة تفصيلا وهو أن تقرني في كل مرة أنسب فيها قولا ما للأشعرية بأنّه قولهم حتى لا تأتي في الأخير وتتهمني بما تعلم قبل غيرك براءتي منه وهو شرط نتج عن تجربة سابقة في الحوار مع -بعض-الأشعرية - دفعت إليها دفعا - لانعدام من يكفيني ذلك من طلاّب العلم حينها أمّا الآن فلن أسوق لك شيئا حتى تخبرني :
هل القول بأنّ ظاهر الصفات - ما عدا سبعا منها كالسمع والبصر والحياة ... - يقتضي التشبيه هو قول الأشعرية أم هذا إفتراء عليهم ؟؟؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
أخي الكريم !! بل أنت أولى بوصف الهروب منّي ذلك أنّي من سأل أوّلا فاخترت أنت تجاهل الجواب ثمّ رحت تقرر إلزاماتك الباهتة ظنا منك غفلة محاوريك عن أساليبكم في تحوير الكلام وتفضيل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح فحفرت حفرة أراك تعلق في شراكها التي نصبتها بيديك ولن يخرجك منها أحد
السلام عليكم.
هذا والله العجب، لقد أجبتك أيها الفاضل وقلت لك ما مؤداه أن من ذكرت لم يخالفوا السلف فيما ذهبوا إليه، وطلبت منك أن تثبت مخالفتهم للسلف؛ لأن المطالب بالدليل والإثبات إنما هو النافي لاتفاقهم مع السلف ـ الذي هو أنت، لا المثبت ـ الذي هو أنا، فتعقل.
والتي سميتها إلزامات باهتة هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها، ولم تأت لي بشيء يثبت أن من ذكرت من أعلام ومن هو على شاكلتهم خالفوا السلف عموما، وفي مسائل الصفات على وجه الخصوص، بل رحت تراوغ وتصفني بأني أفضل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح، فلا أدري عن أي سياقات جدلية تتحدث، فكلامي وسؤالاتي هي من الوضوح والصراحة بحيث يفهمها كل عربي أو ناطق بالعربية من غير العرب، ومع ذلك فإنني أتحداك مرة أخرى أن تجيب عليها إجابة بكلام واضح وصريح ـ على حد تعبيرك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
أمّا عن طلبك فهو مجاب بإذن الله وفوق ما تتصور
هات ما عندك أخي فأنا في الانتظار.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر
ثمّ الأشعرية نفسها تعترف بمباينتها للسلف وإلاّ فما الذي دفعهم لقول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) كما هو معروف في مؤلفاتهم وما الدافع لقولهم إذا ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فإن لم يكن هذا إقرارا منهم بمخالفتهم للسلف فماذا يكون ؟!!
أما القول الأول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) فهو مبني على ما ذكرت لك أعلاه أننا نريد تحرير محل النزاع أولا، لنستبين رأي السلف الصحيح في هذه المباحث حتى نتبين الفرق بين الرأيين، وإلى أي مدى يصدق هذا القول، وهل كان رأي السلف دائما على منوال واحد، أم أيضا ثبت عنهم ما يظن كثيرون أنه مقصور على خلفهم؟
وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر، فالجصاص هو من الأئمة المعتبرين في المذهب الحنفي، وهومع ذلك معتزلي، والقاضي عبد الجبار كان شافعيا مع أنه رئيس المعتزلة، وابن الجوزي حنبلي أشعري.
فأجب على تساؤلاتي أولا ثم أنا أرد على كل ما أردته.
ولك الشكر.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله بالاسلام
ممكن نعيد النظر في كل الكلام و نبحث هل كلام الرجال يستدل به ام له ؟
فاذا كان يستدل به فباي الكلام نأخذ أ بكلام اهل الكلام، ام بمن قال فيهم عز و جل ففففان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق قققهذا من جهة
و من جهة اخرى اذا كان كلام الرجال يستدل له فما علينا الا الالتزام بنصوص الوحيين و نمرها كما جاءت و لا يلزمنا كل قول خالف النصوص سواء كان من عالم من اهل السنة مثل النووي او بن حجر العسقلاني او من غيرهم مثل الباقلاني و بن العربي ...
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
[quote=سفينة الصحراء;308203]الأخ العاصمي
أعجبتني طريقتك في هذا الموضوع
ولكن عندي استفسار:
متى تهتم أخي الكريم بردود الأشاعرة، ومتى تنبه القراء إلى ردودهم على أهل السنة !!؟
أخي الكريم : عندما يهاجم الشيخ لأنّه دافع عن السنة يكون خذلانه خذلانا للسنة وعندما يهاجم الشيخ علي لأنّه دافع عن السنة يكون خذلانه خذلانا للسنة .... فالعبرة بالسنة التي يدافع عنها لا بشخصه ... أتمنى أن يفهم أخي الكلام على وجهه ولا أخالني غامضا إلى الدرجة التي أضطر فيها كلّ مرة إلى شرح أقوالي فإن كان الخلل في الأسلوب الذي يسيل به قلمي فأرجوا من الإخوة المعذرة إذ لو كنت أعتقد بأنني مع غير إخوتي ما بقيت بينكم وما أنست برفقتكم وكوني أخالف بعضكم في كثير من تصوراته التي يظنها حقا وأظنها باطلا إلا أنّ هذا لم يدفعني يوما إلى حمل الغلّ أو الحقد على أحد بل تعلمت من استماعي لمحاضرات العلامة الألباني رحمه الله النافعة ومجالسه الماتعة وحفظت عنه قوله ( قل كلمتك وامشي ) أرجوا أن يكون جوابي صريحا وأن يكون فهم أخي صحيحا فإن كان له إشكال فليراسلني على الخاص ولن يجد من أخيه إلا الصدق والصراحة وأنا في الإنتظار ....
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اخي العاصمي غفر الله لك و لوالديك و لمحبيك امين و الحاضرين
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
السلام عليكم.
هذا والله العجب، لقد أجبتك أيها الفاضل وقلت لك ما مؤداه أن من ذكرت لم يخالفوا السلف فيما ذهبوا إليه، وطلبت منك أن تثبت مخالفتهم للسلف؛ لأن المطالب بالدليل والإثبات إنما هو النافي لاتفاقهم مع السلف ـ الذي هو أنت، لا المثبت ـ الذي هو أنا، فتعقل.
والتي سميتها إلزامات باهتة هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها، ولم تأت لي بشيء يثبت أن من ذكرت من أعلام ومن هو على شاكلتهم خالفوا السلف عموما، وفي مسائل الصفات على وجه الخصوص، بل رحت تراوغ وتصفني بأني أفضل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح، فلا أدري عن أي سياقات جدلية تتحدث، فكلامي وسؤالاتي هي من الوضوح والصراحة بحيث يفهمها كل عربي أو ناطق بالعربية من غير العرب، ومع ذلك فإنني أتحداك مرة أخرى أن تجيب عليها إجابة بكلام واضح وصريح ـ على حد تعبيرك. .
وعليكم السلام
بل هي تساؤلات باهتة وفاسدة خرجت من عقل مكابر ينكر الشمس المشرقة في اليوم الصافي وقد تأمّلت في قولك ( هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها ) فعلت محياي ابتسامة عريضة وحمدت الله على نعمة العقل ثمّ قلت في نفسي ترى أي نوع من الأشخاص هو فوزي فإذا بي وقد حملتني الذكرى إلى أيام الصبى فتذكرت روايات الأدب الغربي وأبطاله الخياليين وقد شدني كلامك إلى شخصية حالمة تدعى ( الدونكيشوت دي لا مانشا ) فقد كان مثلك غارقا في أوهامه يظنّ حماره الصغير حصانا فيراه القوم مارا بمجالسهم وهو يلوّح بسيفه الخشبي فيعجبون من حاله ويستغربون من جرأته وخياله فأنت كذلك أخي فوزي تظن تلك الأعجاز الخاوية أدلة قاهرة وبراهين تسلب العقول لكنها سرعان ما تنهار عند أول هبوب للرياح وحسبي من غفلتك أنك لم تنتبه لما أوردته عليك أو لعلك لم تدركه ولم تستطع استيعابه فالعتب علي لأنني وثقت في ذكائك إلاّ أنّ الأمر على خلاف ما اشتهيت فلا بأس بالإعادة ولا أظننا نختلف بأن لا أشعرية قبل الأشعري ومن إدعى ذلك فعليه الدليل !! فإذا كان الأمر كذلك -وهو كذلك- علم الجميع بأنّ الحق مستغن عن الأشعري لأن الحق كان ولم يكن الأشعري موجودا فإذا كان الأمر كذلك حينها فهو كذلك إلى يوم القيامة إذ لم تكن الأمة يوما ضالة تائهة ضائعة تنتظر توبة معتزلي من بدعته حتى يبين لها الحق ويخرجها من التيه وهذا ما لا سبيل لك لدفعه بل هو سيف مسلط على رأسك والعجيب أنني قد أشرت عليك بقراءة كتاب لأحد المشايخ إلا أنّك قد تجاهلت الأمر غفلة أو مكرا وهذه الثانية عليك إذ في كتاب الشيخ ما تطالبني بنقله فقد تتبعأهل نحلتك في جميع الأبواب التي بان فيها فساد نهجهم واضطراب تصورهم ومباينتهم للسلف ولم يترك منها شيئا فيما أظنّ إلاّ أنّك لم تعر تلك الإشارة اهتماما مثلما هو المفروض لكنك فضّلت الشغب والاستنسار والصراخ وإثارة الغبار وقد توقعت هذا منك لسابق عهدي بأمثالك فطلبت منك طلبا بسيطا حتى لا تتهمني بما هو حالك الآن بأن تقرّ في كلّ مرة أسوق لك فيها قولا من أقوال قومك بأنّه قولهم حتى لا تقول بعد أن ننقضه ونبين مخالفته للسلف بأنّنا نفتري عليك وعلى قومك إلاّ أنّك وللمرة الثانية فضلت التجاهل والمضي قدما فيما تريد إقناع نفسك به فهل تريد فعلا برهانا آخر على تهافت ( القوة التي لا يستطيع أحد الإجابة عنها ) ؟ !!! أظن بأنّ الأمر واضح وواضح جدا واضح إلى الدرجة التي صرت معها لا تبصر إلاّ نفسك فإليك هدية ولتجعلها فوق الحساب فقط فليس البخل من شيم العرب فقد جاء في كتاب (رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة ) للقاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس (ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس) بعد ثنائه على أبي الحسن الأشعري رحمه الله وإثبات رجوعه إلى عقيدة السلف من خلال تأليفه للإبانة هذا الكتاب الذي تقشعر من ذكره قلوب أمثال فوزي رغم كونه رجوعا غير تام لم تزل تشوبه بقايا ورواسب الكلابية قال في فضح أسلاف فوزي
((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.
هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى
وهذا النص مفيد جدا لمن أراد دراسة أطوار المذهب الأشعري ودرجات إنحرافه عن منهج أهل الحديث المهم هو أنّ هذا النص هو من أبلغ الأدلة على انحراف القوم وكما قلت ليس هذا سوى هدية فوق الحساب ولا يزال أمامه أمور للجواب عنها ستأتي في وقتها إن شاء الله ومنها منابذة أئمة أهل السنة للأشعرية وعدم رضاهم عنهم وعن نهجهم وقد اعترف الحافظ ابن عساكر وهو من الاشاعرة بهذه الحقيقة الصارخة اذ يقول في التبيين ص 331
(فان قيل ان الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان
لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. )
وعلق ابن المبرد على هذا الكلام بقوله :
(وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا وانه في ذلك العصر وما بعده كانت الغلبة عليهم وبعد لم يظهر
شانهم) ص 2283 ورحم الله شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) إذ يقول : ( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
أما القول الأول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) فهو مبني على ما ذكرت لك أعلاه أننا نريد تحرير محل النزاع أولا، لنستبين رأي السلف الصحيح في هذه المباحث حتى نتبين الفرق بين الرأيين، وإلى أي مدى يصدق هذا القول، وهل كان رأي السلف دائما على منوال واحد، أم أيضا ثبت عنهم ما يظن كثيرون أنه مقصور على خلفهم؟.
بل هو اعتراف صريح من قومك على مخالفتهم لمنهج السلف وإلاّ فما معنى تفريقهم بين المنهجين ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر، .
بل هذا من اعترافات قومك !! فلو كانوا موافقين لمالك رحمه الله لقالوا نحن مالكية وكفى وإلاّ فما معنى تفريقهم بين أصول وفروع مالك رحمه الله ؟!! ما الذي أقلقهم في أصول مالك حتى تبرؤوا منه وانتسبوا لغيره ؟!! هذا ما أردت تنبيهك إليه فافهمه فإنه بسيط
ختاما أعيد عليك طلبي وأرجوا أن لا تخيبني هذه المرة :
هل القول بأنّ ظاهر الصفات - ما عدا سبعا منها كالسمع والبصر والحياة ... - يقتضي التشبيه هو قول الأشعرية أم هذا إفتراء عليهم ؟؟؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الأخ الفاضل/ تحية طيبة وبعد ـ
كلا يا أخي فليست تساؤلاتي تساؤلات باهتة وفاسدة خرجت ـ على رأيك ـ من عقل مكابر ينكر الشمس المشرقة في اليوم الصافي، ولا هي بأعجاز خاوية كما وصفتها، بل هي غصص في حلقك وحلوق من هو على شاكلتك، كيف لا، وأنتم ترون أن غالب أئمة أهل الحديث والأثر شراح الصحيحين والسنن، والجمهور الأعظم من الفقهاء والمفسرين واللغويين ليسوا على طريقتكم، فأنى لك ولأمثالك أن تجيب عن هذه (الكارثة الشنعاء والورطة الدهياء التيأصابتكم)، فرحت تراوغ وتراوغ، وتتهمني بنقص العقل، وأنني غارق في أوهامي، مشبها إياي بدونكيشوت، ثم عتبت على نفسك أنك وثقت في ذكائي، فحسبي وحسبك الله، واعلم أن كلامك في وفي غيري من طلاب العلم هو منك متوقع، فمن يتهم أماجد الأمة وأعلامها بالابتداع فلأن يجرؤ على من هو دونهم أولى، كيف وقد قسا القلب، وإني لأرجو أن تعود لنفسك فتنظر كيف أن حالك تغير إلى سوء بعد أن انضممت لمن يلغون في أعراض العلماء، وينهشون لحومهم، وأنا أعتقد جازما أن ذلك حصل، ولو حاولت إخفاءه، أو إقناع نفسك أنه لا علاقة، فالله آذن بالحرب من يعادي أولياءه، ولا أظنك تنكر أن أمثال النووي وابن حجر والبيهقي والرامهرمزي وعياض والمازري والأشعري وغيرهم ممن اتهمتهم ومن على شاكلتك في عقيدتهم، وأن بعضهم متذبذبون في العقيدة ـ ولا أظن أنك تنكر أنهم من أولياء الله وخاصته، ولا نزكيهم على الله، وعموما فأنا أدعوك لفتح الرابط المرفق ففيه مفاجأة لك؛ فإن نفرا من قومك الجدد يرون في جماهير علماء الأمة غير ما ترى أنت ومن على شاكلتك، (أقول قومك الجدد لأنني أعلم أن علماء الجزائر المجاهدة ليسوا على ما أنت عليه عدا نفر ممن تمسلفوا، والله المستعان).
أما إشارتك علي بأن أقرأ أحد الكتب ـ فقد فعلت منذ سنوات، وقد وجدته جانب الصواب فيه، فلم يكن منصفا البتة، ولم يتبع فيه المنهج العلمي في تتبع أقوال القوم من كتبهم في أكثر مباحثه، بل نقله عن كتب مناوئيهم من أمثال الشيخين الإمامين ابن تيمية وابن القيم ـ رحمهما الله. وحتى ما نقله عن كتبهم لم يعرضه على الكتاب والسنة فيعلم هل هو موافق أم مخالف، بل فيه من الإيهام والتدليس على القراء الشيء الكثير، صحيح أن في بعض كتب المطولات عندهم مباحث فلسفية وكلامية ليست وثيقة الصلة بموضوعات العقيدة، وإنما أوردوها من باب الترف العلمي، وتأثرا ببعض المناهج الفلسلفية، وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها. وأنا أدعوك في هذا المقام لمعاودة الاطلاع على رد الدكتور صلاح الدين الأدلبي ، وكتاب درر الألفاظ العوالي في الرد على الموجان للشيخ غيث الغالبي، وتأمل مباحثهما والردود التي فيهما جيدا، وابتعد عافاك الله عن التقليد الأعمى تنج، وإن كنت تريد ردا لحسن السقاف ـ هداه الله من تشيعه ـ فسأرسله لك، وأسجل هنا ملاحظة وهي أنني تعلوني ابتسامة عريضة كلما قرأت : "ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً "، فأنا وأنت وهو نعلم يقينا أنه لو كان الأمر كذلك فإنه والله لن يتوانى لحظة واحدة في سرد تلك القائمة، لكن هيهات فالعدد لا يسعفه بغير النزر من العلماء، يغفر الله لنا ولهم.
أما قولك بأن لا أشعرية قبل الأشعريفأنا متفق معك تماما، وأزيدك بأن لا مالكية قبل مالك!!! ولا شافعية قبل الشافعي!!! ولا حنبلية قبل أحمد!!! ـ رحمة الله على الجميع. وأتفق معك تماما أيضا بأنّ الحق مستغن عن الأشعريلكن لو قام غيره ببيان الحق كما بينه هو، وقولك هذا ينبئ عن جهل بما كانت عليه أحوال الأمة وقت خروج الأشعري من انتشار للفتن في جانب العقيدة، وظهور للفرق البدعية التي نفثت سمومها في الأمة، كالمعتزلة والمرجئة والجهمية والرافضة والخوارج. نعم كان لجهود كثير من الفقهاء والمحدثين أثر كبير في دفع هذه الفتن، ولكن مجهوداتهم لم تكن كافية مع تعاظم الشبهات، التي استعمل فيها أصحابها ما ظنوه حججا عقلية، أثرت تأثيرا واقعيا في عوام الأمة، بل وفي بعض فقهائها وأمرائها، ولك فيما وقع للإمام أحمد وكثير غيره من فقهاء وعلماء الأمةـ رحمهم الله جميعا ـ من محنة من خلفاء بني العباس الذين تبنوا رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن ـ لك في ذلك المثال الواضح والأوفى، فلم يبق لقولك: "إذ لم تكن الأمة يوما ضالة تائهة ضائعة تنتظر توبة معتزلي من بدعته حتى يبين لها الحق ويخرجها من التيه" والذي وصفته بأنه "ما لا سبيل لك لدفعه بل هو سيف مسلط على رأسك" ـ أقول: لم يبق له وزن، والذي أخشاه عليك أن يمسك الله بتذكير من عنده أنك تتهجم على أوليائه بلمزك إياهم بكلام فاحش.
هل تعلم ما هي مشكلتك ومن هو على شاكلتك؟ إنكم لا تقرؤون ومع ذلك تتعالمون، وإذا قرأتم لا تنصفون، يعمد أحدكم إلى كتب فئة معينة من المؤلفين فيشربها نفسه، ويعتنق الأفكار التي فيها دون عرضها على ميزان الكتاب والسنة، وميزان أهل العلم القائم على التحقق من الأخبار والدعاوى، والمؤسس على تلك القاعدة الذهبية: "إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل". إن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام من أئمة المسلمين، ساهم في بناء صرح هذا العلم، وفي تشييد أسس الثقافة الإسلامية العامرة، وبحوثه وكتاباته فيها من الاجتهاد والعلم غير المسبوق ما لا يخفى على كل منصف، لكن ابن تيمية بشر يصيب ويخطأ، ومن ثم فهو داخل قسرا في قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر"، (ومن المجانبة للإنصاف تقديره لدرجة التقديس، ورفعه إلى مرتبة تكاد تصل به إلى العصمة، التي لا يستحقها مَن سوى الأنبياء والمرسلين؛ حتى إن أقوال سابقيه ولاحقيه من العلماء توزن ـ عند كثير ممن فُتنوا به لحد التقديس ـ بالعرض على كلامه، لا على نصوص الكتاب والسنة، وأساليب اللغة وموازين العقول)، ولك أن تستعرض كتب كثير من مؤلفي الدراسات الفقهية والحديثية والعقدية في هذا العصر وستجد صدق ما ذكرته، مع الادعاء دائما أن الكل يؤخذ منه ويرد، ولكن الواقع يكذبه، فهل رأيت أحدا انتقد رأيا لابن تيمية، ولو كان عكس ما عليه الأمة، بل عكس ما هو واضح وصريح في القرآن والسنة!! وإن وقع فيعدون قوله من الأقوال الاجتهادية في المسألة المعروضة، فلا يتعرضون له بتخطئة مهما قال، ولك في مسألة فناء النار أوضح مثال على ذلك، حيث وصل الحد بأحدهم إلى المباهلة على أن النار تفنى، وما ذلك إلا لأنه رأي لابن تيمية ـ رحمه الله تعالى. فهل رأيت تقديسا أكثر من هذا التقديس، ثم يرمون الغير بما هو فيهم، بحيث ينطبق عليهم المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت.
والآن ما هو برأيكم الأمر الذي خرج به الأشاعرة عن دائرة أهل السنة والجماعة بالمعنى الخاص، وإن كانوا هم من أهل السنة بالمعنى العام ؟
إن أهم مسألة تلوكونها وتدعون فيها أن الأشاعرة خالفوا فيها السلف هي مسألة تأويل الصفات، فالمعروف أن الأشاعرة لهم في ذلك منهجان: منهج تفويض المعنى، ومنهج التأويل. فهل يا ترى حقا لم يرد عن السلف أنهم فوضوا معاني هذه الصفات؟ وهل ترى حقا كذلك أنه لم يرد عن بعضهم تأويل؟
والجواب: كلا، وألف كلا. فقد ورد عنهم كل ذلك، وهاك البيان، ولنبدأ بالتأويل:
1.تأويل ابن عباس وغيره للساق بالشدة :
روى ابنأبي حاتم في تفسيره عند قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " من طريق عكرمة، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل عن قولهتعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر؛ فإنهديوان العرب... ثم قال ابن عباس:" هذا يوم كرب وشدة".
وعنابن عباس في قوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة".
وفي تفسير عبد الرزاق: روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى "يوم يكشف عنساق" قال: "يكشف عن شدة الأمر"
وفي تفسير الطبري:قال الإمام الطبري عليه رحمة الله:
حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان عن المغيرةعن إبراهيم عن ابن عباس: "يوم يكشف عن ساق" قال: "عن أمر عظيم"، كقول الشاعر:وقامت الحرب بنا على ساق.
وحدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس :قوله: "يوم يكشف عن ساق"هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وحدثني الحارث،قال: شدة الأمر، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
قوله" يوم يكشف عن ساق" قال: "شدة الأمر".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بنجبير، قال:"عن شدة الأمر".
2. تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الإتيان بإتيان الأمر:
قال القرطبي في تفسيره: عند قوله تعالى: "أو يأتي ربك"، قال ابن عباس و الضحاك:أمر ربك فيهم بالقتل أو غيره، قال: وقد يذكر المضاف إليهوالمراد به المضاف، كقوله تعالى: "واسأل القرية" (يوسف : 82 ) يعني أهل القرية، وقوله: "وأشربوا في قلوبهم العجل" (البقرة : 93) أي حب العجل، كذلك هنا:يأتي أمر ربك، أي: عقوبة ربك وعذاب ربك. اهـ
3.تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الكرسي بالعلم :
في تفسير ابن أبي حاتم عند تفسير قوله تعالى: "وسع كرسيه السموات والأرض" قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير عنابن عباس، قوله: "وسع كرسيه السموات والأرض" قال: علمه.
وفي تفسير ابن جرير
حدثنا أبو كريب ومسلم بن جنادة،قالا: حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنابن عباس :"وسع كرسيه" قال: كرسيه علمه.
ثم قال ابن جريربعد ذلك :وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس الذي رواه جعفربن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال: هو علمه؛ وذلك لدلالة قولهتعالى ذكره: "ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علموأحاط به مما في السماوات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم:"ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما".قال أبو جعفر: وأصل الكرسي العلم،ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة ، ومنه قول الراجز في صفة قانص:حتى إذا ما احتازها تكرسا
يعني علم، ومنه يقال للعلماء الكراسي ، لأنهمالمعتمد عليهم...
4. تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الأيدي بالقوة :
في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: "والسماءبنيناها بأيد وإنا لموسعون"يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفاً بقوة، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
حدثني علي،قال: ثنا أبو صالح، قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس :قوله "والسماء بنيناهابأيد" يقول: بقوة.حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى،وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد :قوله "بأيد" قال : بقوة .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة :"والسماء بنيناها بأيد" أي بقوة .
حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بنجعفر قال: ثنا شعبة عن منصور :أنه قال في هذه الآية: "والسماء بنيناها بأيد" قال:بقوة .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان: "والسماء بنيناها بأيد قال بقوة. اهـ
5. تأويل الامام أحمد للمجئ بمجئ القدرة:
جاء في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ( 10 / 327نقلا عن البيهقي في كتابه (مناقب أحمد)قوله: وأنبأنا الحاكم، قال حدثنا أبو عمرو السماك، قال حدثنا حنبل بنإسحاق، قال: سمعت عمي أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ يقول: احتجوا علي يومئذ (يعني يومنوظر) في دار أمير المؤمنين، فقالوا تجئ سورة البقرة يوم القيامة وتجئ سورة تباركفقلت لهم إنما هو الثواب قال تعالى وجاء ربك إنما تأتي قدرته وإنما القرآن أمثالومواعظ .
قال البيهقي:هذا إسناد صحيح لا غبار عليه، وفيه دليل على أنه كانلا يعتقد في المجيء الذي ورد به الكتاب و النزول الذي وردت به السنة انتقالا منمكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها وإنما هو عبارة عن ظهور آيات قدرته، ... وهذا الجواب الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذاق من أهل العلمالمنزهون عن التشبيه. اهـ
وأعلم أن هناك من رد هذه الرواية عن الإمام أحمد بأنها من رواية حنبل عنه، وروايات حنبل فيها ما فيها، وادعى بأنها لو صدقت فإن مراد أحمد كذا وكذا، وروى تأويلات تعسفية لا تمت للوارد بصلة، ولكنه التعصب.
6. تأويلالإمام البخاري الضحك بالرحمة :
في الأسماء والصفات للبيهقي، ص 470عنالبخاري قال: "معنى الضحك الرحمة" اهـ .
وفيه في الصفحة رقم 298: روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى أنه قال :"معنى الضحك فيه - أي حديث الضحك – الرحمة. اهـ
7. تأويل الحسن البصريوالنضر بن شميل القدم بمن سبق بهم العلم :
في الأسماء والصفات للبيهقي ص 352أن النضر بن شميل قالفي حديث "حتى يضع الجبار فيها قدمه" أي: منسبق في علمه أنه من أهل النار .
وفي دفع شبه التشبيه لابن الجوزي:وقدحكي أبو عبيد الهروي - صاحب كتاب غريب القرآن والحديث - عن الحسن البصري أنه قال :القدم هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها. اهـ
8 . تأويل ابن جرير الطبري للاستواء بعلو السلطان :
في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء"قال: والعجب ممن أنكر المعنىالمفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلكأن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويلهالمستنكر، ثم لم يبج مما هرب منه ، فيقال له :زعمت أن تأويل قوله: "استوى:أقبل ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعلولكنه إقبال تدبير، قيل له : فكذلك فقل : علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقالوزوال ) اهـ
9 . تأويل ابن حبان القدم بالموضع :
في صحيح ابن حبان 1 / 502 :في حديث "حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم"قال :
" هذاالخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النارمن الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلاموضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي ، حسبي،لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا : ( لهم قدمصدق عند ربهم ) يريد موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربناوتعالى عن مثل هذا وأشباهه )اهـ
10. تأويل الإمام مالك ويحي بن بكير النزولبنزول الأمر :
في التمهيد لابن عبد البر 7 / 143وسير أعلام النبلاء 8 105 /
قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوبحدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هوفدائم لا يزول"
قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولمأسمعه من مالك ) اهـ
11 . تأويل الحسن المجيء بمجيء الأمر والقضاء، وتأويلهالكلبي بنزول الحكم :
في تفسير الإمام البغوي 4/454 عند قوله تعالى: "وجاءربك والملك صفا"وجاء ربك، قال الحسن: جاء أمره وقضاؤه، وقال الكلبي : ينزل حكمه.
12. تأويل الأعمش و الترمذي الهرولة بالمغفرة والرحمة :
في سنن الترمذي 5/581 :عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإنذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا، وإن اقتربإلي ذراعا اقتربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" قال أبو عيسى هذا حديث حسنصحيح، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا" يعنيبالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول: إذاتقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرعت إليه بمغفرتي ورحمتي. قال: وروي عن سعيد ابن جبير أنهقال في هذه الآية: " فاذكروني أذكركم" قال: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي. حدثنا عبدبن حميد، قال حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرملي عن بن لهيعة عن عطاء بن يسارعن سعيد بن جبير بهذا.
13 . تأويل ابن المبارك الكنف بالستر :
في خلقأفعال العباد ص 78 :
عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: بينما أناأمشي معه إذ جاءه رجل فقال يا بن عمر كيف سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكرفي النجوى؟ قال سمعته يقول: "يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه، قال: فذكر صحيفة،فيقرره بذنوبه هل تعرف؟ فيقول رب أعرف، حتى يبلغ به ما شاء أن يبلغ، فيقول إني سترتهاعليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر فينادي علىرؤوس الأشهاد، قال الله: "ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله علىالظالمين"، قال بن المبارك كنفه يعني ستره.
فما رأيك الآن يا عاصمي يابن الجزائر المجاهدة.
لنا لقاء آخر إن شاء الله لأنقل لك بعض ما ورد عن السلف في تفويض المعنى، وأطلب من السادة المشرفين عدم حذف مشاركاتي.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أرجو عفو القراء؛ فقد التصقت بعض الكلمات بعضها ببعض في مشاركتي السابقة، مما هو ليس مسؤوليتي؛ فإن النص الذي كتبته على الوورد سليم مائة بالمائة، وعلى كل فإن السياق مفهوم.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أود التنبيه الى أمر مهم ..أن محك التفرقة بين السلف و الأشاعرة المتأخرين-لكون المتقدمين على أصول أهل السنة في الغالب و ان خالفوا في بعض التطبيقات -... ليس هو نفس التأويل...فهذه مغالطة قد بينها شيخ الاسلام حين احتجوا عليه بنفس هذه النقول عن السلف و أمهلهم ثلاث سنين فلم يأتوا بشيء..بل المحك هو في بيان غرض التأويل و هو الذي يفرق بين معنى التأويل عند السلف و معناه عند الجهمية و المعتزلة و الباطنية و متأخري الأشاعرة من المتكلمين..فغرض السلف فيما سموه تأويلا هو التفسير من داخل الوحي سواء بعضه ببعض او بما يقتضيه الراجح من اللغة..لا بشيء من خارج الوحي و ما أقره الوحي كأداة لتفسيره... أي عند السلف التأويل عندهم تأويل من الداخل و هو معنى التفسير و تأويلاتهم و تفسيراتهم هي بهدف بيان النص و الظاهر بما فيها التأويلات المذكورة...بخلاف المتكلمين الذين يقرون أنهم يعدلون عن الظاهر الى المعنى المرجوح ..فجعل التأويلين في سلة واحدة و ردهما الى جنس واحد سفسطة ...و الذي يفرق بين معنى التأويل عند المتكلمين و عند السلف أن المتكلمين تأويلهم لغرض خارجي عن مابين الشارع من وسائل التفسير..فالمتكل مون في تأويلاتهم لا يقومون ببحث قرائن التفسير من داخل منظومة الوحي ..بل يصلون أولا الى قناعات من مجادلاتهم مع بعضهم و مع الملاحدة مبنية على أساس المنطق اليوناني الذي ارتضوه حكما معهم..و حين يتناولون تفسير الوحي يحاولون مطابقة نصوصه مع هذه النتائج المنطقية ..أي استخدام معطى تفسيري خارج غريب عن منظومة الوحي..و لهذا في تأويلاتهم لا يرون بأسا بالقول أنهم لا يبحثون عن الظاهر و أنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..بينما السلف لم يقولوا قط أن تأويلاتهم ليست من ظاهر النص و لا أنهم يعدلون عنه ..بل يقولون انه هو الظاهر لقرائن داخلية ..و لهذا صح عنهم في مواضع أخرى في القرآن و السنة القول بالصفة و انها هي الظاهر لانعدام القرائن الموجودة في المواضع المسماة مأولة...بينما تجد قول المتكلمين فيها قولا واحدا لا يختلف ..لوجود القرينة دائما كونها قرينة خارجية..و لهذا حين تنبه الى هذا الخلل الكبير في مناهج المتكلمين الامام العبقري الفذ حجة الاسلام ابو حامد الغزالي أيام ثقته في مناهج الكلام ..صرح بما لم يجرؤ قبله من المتكلمين أن يصرحوا به..من ضرورة ادماج هذه القرينة الخارجية المنطق اليوناني في ادوات المعرفة الاسلامية وجعلها قرينة داخلية و ان لا ثقة بمعرفة لا تقوم عليه.. و معروف اطباق الكبار على انكارها عليه
المقصود أن الضابط لمعرفة الفرق بين التأويلين هو الغرض منهما ..اذ الغرض عند السلف يبقى دائما بيان الظاهر و عند غيرهم من المتاخرين هو العدول عنه..و آية ذلك الدالة على كون القرينة داخلية او خارجية ان الآخرين يصرحون دائما ان العلة الأساسية للتأويل هو منع التشبيه الذي يفيده ظاهر الآية بينما الآولون لم يقولوا قط هذا..و البيان أن يقال...
المطلوب أن يؤتى بما يسمى تأويلا لأحد من السلف يقول فيه أنه لمنع التشبيه او ان الاعتقاد بأن الله له ساق او أنه يجيء او ان له كرسيا يفيد التشبيه...فلن تجده الا لهؤلاء المتكلمين و ان مددت المهلة الى أكثر من ثلاث سنوات
و ختاما اوصي نفسي و اخوتي بالابتعاد عن الشخصنة و التركيز على دحض المقالات و لو بشدة ..كفاني الله و اياكم شرور انفسنا
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
سبحان الله، عنزا ولو طارت يابن الرومية.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
أود التنبيه الى أمر مهم ..أن محك التفرقة بين السلف و الأشاعرة المتأخرين-لكون المتقدمين على أصول أهل السنة في الغالب و ان خالفوا في بعض التطبيقات -... ليس هو نفس التأويل...فهذه مغالطة قد بينها شيخ الاسلام حين احتجوا عليه بنفس هذه النقول عن السلف و أمهلهم ثلاث سنين فلم يأتوا بشيء
من هم هؤلاء الذين أمهلهم شيخ الإسلام ثلاث سنوات، هلا ذكرتهم لنا، أم هي مجرد دعوى عارية عن أي دليل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
بل المحك هو في بيان غرض التأويل و هو الذي يفرق بين معنى التأويل عند السلف و معناه عند الجهمية و المعتزلة و الباطنية و متأخري الأشاعرة من المتكلمين..فغرض السلف فيما سموه تأويلا هو التفسير من داخل الوحي سواء بعضه ببعض او بما يقتضيه الراجح من اللغة..لا بشيء من خارج الوحي و ما أقره الوحي كأداة لتفسيره... أي عند السلف التأويل عندهم تأويل من الداخل و هو معنى التفسير و تأويلاتهم و تفسيراتهم هي بهدف بيان النص و الظاهر بما فيها التأويلات المذكورة.
الحمد لله، فأنت ـ نقلا عن شيخ الإسلام ـ تقر بأن هذه النقولات عن هؤلاء الأئمة من السلف هي تأويلات، فلا يسعفك بعد ذلك ما ذكرته من أنها من داخل الوحي، أو أنها بما يقتضيه الراجح من اللغة، فذلك لا يغير من الأمر شيئا لأنها مجرد هروب من واقع مرير؛ وإلا فأين تجد صريحا في الوحي أن الضحك هو الرحمة، أو أن الأيدي هي القوة، أو أن الساق هي الكرب والشدة، لو كان ذلك موجودا لما أرشد ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أصحابه للتعرف عما أشكل عليهم معرفته من معاني القرآن لشعر العرب. ثم لو سلمنا جدلا أن ما ذكرته صحيح ألا ترى أن قولكم أن هذه التأويلات هي من داخل الوحي هو أرقى أنواع التفسير ألا وهو تفسير القرآن بالقرآن، أو السنة بالسنة؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
بخلاف المتكلمين الذين يقرون أنهم يعدلون عن الظاهر الى المعنى المرجوح ..فجعل التأويلين في سلة واحدة و ردهما الى جنس واحد سفسطة
عجبا؟!!! كلامك هو السفسطة يابن الرومية، لأنه لف ودوران.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
و الذي يفرق بين معنى التأويل عند المتكلمين و عند السلف أن المتكلمين تأويلهم لغرض خارجي عن مابين الشارع من وسائل التفسير..فالمتكل مون في تأويلاتهم لا يقومون ببحث قرائن التفسير من داخل منظومة الوحي ..بل يصلون أولا الى قناعات من مجادلاتهم مع بعضهم و مع الملاحدة مبنية على أساس المنطق اليوناني الذي ارتضوه حكما معهم..و حين يتناولون تفسير الوحي يحاولون مطابقة نصوصه مع هذه النتائج المنطقية ..أي استخدام معطى تفسيري خارج غريب عن منظومة الوحي..و لهذا في تأويلاتهم لا يرون بأسا بالقول أنهم لا يبحثون عن الظاهر و أنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..
دعاوى عارية عن الدليل، واستمرار للسفسطة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
بينما السلف لم يقولوا قط أن تأويلاتهم ليست من ظاهر النص و لا أنهم يعدلون عنه ..بل يقولون انه هو الظاهر لقرائن داخلية ..و لهذا صح عنهم في مواضع أخرى في القرآن و السنة القول بالصفة و انها هي الظاهر لانعدام القرائن الموجودة في المواضع المسماة مأولة
من أصل لهذا من السلف يابن الرومية، هلا ذكرت لنا؟
أما قولك أنهم {صح عنهم في مواضع أخرى من القرآن والسنة القول بالصفة وأنها هي الظاهر لانعدام القرائن في المواضع المسماة مؤولة} هلا أسعفتنا بتلك المواضع التي صح عنهم القول بالصفة وأنها هي الظواهر لانعدام القرائن؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
المقصود أن الضابط لمعرفة الفرق بين التأويلين هو الغرض منهما ..اذ الغرض عند السلف يبقى دائما بيان الظاهر و عند غيرهم من المتاخرين هو العدول عنه..و آية ذلك الدالة على كون القرينة داخلية او خارجية ان الآخرين يصرحون دائما ان العلة الأساسية للتأويل هو منع التشبيه الذي يفيده ظاهر الآية بينما الآولون لم يقولوا قط هذا..و البيان أن يقال...
المطلوب أن يؤتى بما يسمى تأويلا لأحد من السلف يقول فيه أنه لمنع التشبيه او ان الاعتقاد بأن الله له ساق او أنه يجيء او ان له كرسيا يفيد التشبيه...فلن تجده الا لهؤلاء المتكلمين و ان مددت المهلة الى أكثر من ثلاث سنوات
يا سبحان الله!! ما الذي ألجأ من ذكرت من السلف أن يؤولوا هذه الصفات إلا لأنها قد توهم التشبيه!! ومع ذلك فإليك ما أردته، ولا حاجة لك لأن تمد المهلة:
في صحيح ابن حبان 1 / 502 :في حديث "حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم"قال :
" هذاالخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النارمن الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلاموضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي ، حسبي،لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا : ( لهم قدمصدق عند ربهم ) يريد موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربناوتعالى عن مثل هذا وأشباهه )اهـ
في التمهيد لابن عبد البر 7 / 143وسير أعلام النبلاء 8 105 /
قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوبحدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هوفدائم لا يزول"
تأويل ابن جرير الطبري للاستواء بعلو السلطان :
في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء"قال: والعجب ممن أنكر المعنىالمفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلكأن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويلهالمستنكر، ثم لم يبج مما هرب منه ، فيقال له :زعمت أن تأويل قوله: "استوى:أقبل ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعلولكنه إقبال تدبير، قيل له : فكذلك فقل : علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال ) اهـ
وفي الختام أود أن أستفسر لماذا يا ترى حاول الإمام ابن ابن تيمية رد ما ورد عن الإمام أحمد ـ رحمة الله على الجميع ـ في قوله تعالى: "وجاء ربك" أن المراد أن تأتي قدرته؟ ألا ترى أن ذلك إنما كان لأن هذه الرواية كانت على غير ما عليه ابن تيمية رحمه الله؟
والسلام عليكم
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
المكابرة في كلام الأخ فوزي واضحة فهو يطلب إثبات الشمس في رابعة النهار
والنقول عن السلف سواء في منهجهم في الأسماء والصفات أو غيرها من عقائد الأشاعرة الضالة
كما في القدر والإيمان والنبوات وغيرها تجعل المطالبة بإثبات ذلك نوع دعابة يستخف بنا عن طريقها
ثم يقول :وأين تحداهم ابن تيمية, فإما أنك تكذّب ابن تيمية في كلامه عن الواسطية وما جرى له بسببها
وإما أنك تجهل فبئس الأمران
ولولم يكن للأشاعرة سوى عقيدتهم الإرجائية الغالية لكفى بهم ضلالاً
وأما زعمك أن المؤلف أخذ كلامه عن ابن تيمية دون كلام الأشاعرة فوالله إنه لباطل
بل قد قرأ كلامهم من مظانه سواء في تفسير الرازي أو المواقف للإيجي أو كتب الباقلاني وانتهاء يالأشعري
كما قرأ كتاباتهم في العصر الحديث فأي تجن هذا الذي تنتهجه؟
وبين لنا أخطاء الإمام ابن تيمية في الواسطية أو التدمرية أو الحموية
وما نقلته عن ابن حبان لا يشهد لك بشيء فابن حبان منهجه في العقيدة متأثر بالأشاعرة كما لايخفى
رحمه الله وغفر له
وأما سؤال أيعقل أن هؤلاء الأكابر يوفقون في الفروع..إلخ؟
فنقول هؤلاء لهم أخطاء في الأصول وفي الفروع, ولما كان الفروع أمرها يسيرا إذ هي تقبل الخلاف
ركزنا على الأخطاء التي في الأصول, كما نقول -على طريقتك في السؤال-أيعقل أن ابن مسعود وهو فقيه الصحابة الكبير (وهو على التحقيق أفقه من ابن عباس)
أن يذهل عن كون المعوذتين من القرآن؟..وقس عليها
ولمعرفة مباينة منهج الصحابة والسلف عن الأشاعرة طرق
-استقراء كلام السلف في عموم الصفات وغيرها من مباحث العقيدة وهو واضح جدا (انظر مثلا ذم الكلام للهروي وطبع منه أجزاء) ويكفي مثالا صفة العلو
-إقرار الأشاعرة أنفسهم بهذه المباينة كما في قول أبي حامد الغزالي في الإحياء ففيه اعتراف واضح
-رجوع أعيان منهم لعقيدة السلف قديما وحديثاً, وعلى رأسهم الأشعري رحمه الله تعالى
-مشابهة كلامهم لكلام المعتزلة والفلاسفة من حيث التأصيل وكذلك النتيجة في أحيان كثيرة وهذا يخالف طريقة أهل السنة
وغير ذلك ..إلخ
والله المستعان
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
بخصوص ما نقلته من بعض التأويلات, فبعضها ليس من باب الصفات أصلاً أو هو مما وقع فيه الخلاف في كونه يدخل في الباب من عدمه
كالهرولة مثلاً,,والترمذي نفسه ممن نقل الإجماع على إمرار الصفات كما جاءت دون تأويل كما نقله الحافظ ابن عبدالبر وغيرهما
وأما الكلام عن صفة معينة وكونها من باب الصفات أو لا, فهذا خارج محل النزاع
وأما تأويل المجيء, فلأن آية أخرى جاءت وفيها النص على ذلك فكان كلامهم فيها من باب تفسير القرآن بالقرآن -حسب اجتهادهم- كقوله تعالى مثلا"فإذا جاء أمرنا" , وإن شئت استقصاء أقوال السلف في هذا ومعرفة تأصيل أقوالهم بالاستقراء
فعليك مثلا باجتماع الجيوش الإسلامية مثالاً على صفة العلو وحدها, أو ذم الكلام للهروي, أو عقيدة أصحاب الحديث للصابوني
أو اللالكائي, أو السنة لابن أبي عاصم
أو درء تعارض العقل والنقل للإمام الفحل ابن تيمية, أو مختصر الصواعق المرسلة
أما أن تمثل بمثال مبتور ثم تبني عليه عقيدة باطلة في منهج متكامل محدث فمعاذ الله أن يكون من الحق في شيء
لاعلميا ولا شرعاً
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
مرة أخرى .. يتجاهل فوزي ما يورده محاوره عليه ويفضل الشغب بعيدا مسلطا براعته في المؤثرات الصوتية فيضع رأسه في التراب ثمّ يصرّ على غيه قائلا : ( بل هي غصص في حلقك وحلوق من هو على شاكلتك ) ترى !! أيعقل فوزي ما يكتب؟!! أم تراه يكتب ما لا يعقل ؟!! وهل يشك عاقل في أنّ شبهته الهزيلة تحتاج كلّ هذا الكلام ؟ تراه يعتقد العصمة في أقوال أشياخه المتأخرين مع بعدها ومناقضتها حتى لمنهج أشياخه المتقدمين فضلا عن جماهير السلف قبل الأشعري - والذين اعترف شيخه ابن عساكر بمناوأتهم لإمامه وعدم رضاهم عن طريقته - فقال في تبيينه ص 331
(فإن قيل أن الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. ) أهناك اعتراف أكبر من هذا الإعتراف ؟!!! .. فحين يعترف أكبر مدافع عن الأشعري بمخالفة الأشعري لجماهير السلف قبله لم يعد لمثل فوزي كلام بل عليه أن يمسح دمعته ويعالج حرقة قلبه لا أن يصرخ قائلا (وأين الدليل ؟) فيستدل على دعوى صحة مذهبه الفاسد بما ليس بدليل ويالها .. من حجة هزيلة ( كثرة المتأخرين) تك التي يهيم في عشقها فوزي حتى أنسته ما هو فيه وهل كانت ( كثرة المتأخرين) يوما دليلا ؟!! وماذا لو ألزم النصارى أهل الإسلام بهذا الإلزام الباطل ؟!! وماذا لو ألزمهم به عبّاد البقر من الهنود وعبّاد النار من المجوس ؟!! أكان فوزي سيستمر في اعتبار ( كثرة المتأخرين) دليلا ؟؟ ربما فقد صار عندي شك في عقله فيا لهذا الدليل الغريب !! حقا إنها (الكارثة الشنعاء والورطة الدهياء ) لكنها (التي أصابت عقلك يا فوزي ) !! أما التباكي على رمي من تسميهم بأماجد الأمة بالإبتداع فلا يصدر إلاّ من مفتر كاذب وإلاّ فأين رأيت في كلامي أنّي أبدّع أمثال الووي وابن حجر ؟!! أرجوا أن تسعفني بالدليل وإلاّ فأنت مفتر لا ترعى الله فيما تقول وتكتب أو جاهل متجاهل لا يفرق بين تخطئة الأئمة وبين تبديعهم أوتكفيرهم ولن أخوض معك كثيرا في هذا فالمسألة أظهر من أن يكثر فيها الكلام يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة ) .
ويقول( إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع ) .
ويقول: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : (قد فعلت)، وبسط هذا له موضع آخر)[معارج الوصول ص:43].
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
فأجابوا :
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241)
وما أثار استغرابي أكثر هو قولك ( وإني لأرجو أن تعود لنفسك فتنظر كيف أن حالك تغير إلى سوء بعد أن انضممت لمن يلغون في أعراض العلماء ) إذ لست أدري متى تحولت إلى مذهب الولوغ في العلماء وهل بإمكانك أن تحدد لي تاريخ هذا الإنتماء !!! وهل العلماء والأئمة الذين أنا على نهجهم ومن استفدت أقوالي هم أيضا على هذا النهج أم الأمر متعلّق بشخصي ؟!! أظنّ بأنّ التناقض هو سمت أمثالك ففي الوقت الذي تدعي فيه تبجيل ابن تيمية وتقديره وأنه ممن ( إن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام من أئمة المسلمين، ساهم في بناء صرح هذا العلم، وفي تشييد أسس الثقافة الإسلامية العامرة، وبحوثه وكتاباته فيها من الاجتهاد والعلم غير المسبوق ما لا يخفى على كل منصف ) وتقول ( لكن ابن تيمية بشر يصيب ويخطأ، ومن ثم فهو داخل قسرا في قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر ) وهو الحق فهلاّ عملة مخالفك بمثل ما تدعيه في نفسك ؟!! لم لم نراك فهمت أقوالنا بمثل ما تريدنا أن نصدّقك فيه ؟ لم لم تقل بأنّ أمثال النووي والمازري والبيهقي وغيرهم (بشر يصيب ويخطأ) !!! لم اتهمت من يخطؤهم بهدم العلم وقسوة القلب ورمي الأماجد بالفواقر ؟!!
كثرة تناقضاتك يا فوزي بل كثر سقطك !!
وقد أعجبني اعترافك بأن (لا أشعرية قبل الأشعري) لكن ساءني خلطك بين هذا وبين المذاهب الفقهية ألست أنت من قال : (وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر ) فلم هي هناك شيء آخر بينما هي هنا نفس الشيء!! أليس هذا دليل على أنك انتقائي في أحكامك بينك وبين الموضوعية مفاوز وأحقابا أما عن وصفك للمؤلف بأنه جانب الصواب وأنه فلم يكن منصفا البتة ولم يتبع فيه المنهج العلمي في تتبع أقوال القوم من كتبهم في أكثر مباحثه وأنه ينقل من كتب مناوئيهم وبغض النظر عن تهافت هذه الدعاوى وافتقارها للدليل فقد فهمت من قولك أنك ترمي الإمامين ابن تيمية وابن القيم بالخيانة العلمية وأنهما يكذبان على القوم فأنا أتحدّاك أن تثبت هذا وأمهلك فيه عشر سنين ونحن في الإنتظار إن شاء الله فإن عجزت فقد سقط إدّعاؤك على رأسك ولزمك الإعتذار من الشيخ والحق أنّ الشيخ قد استقرأ مخالفات قومك والعجيب أنّك تعترف بهذا وتقول ( وإنما أوردوها من باب الترف العلمي وتأثرا ببعض المناهج الفلسلفية، وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) فهل كان الرازي والإيجي و البيجوري أصحاب ترف علمي ؟ وهل تبحث عن دليل آخر لمخالفتهم السلف وأنت تعترف بذلك قائلا ( وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) فلم تنكر على من أنكر عليهم إذا ؟ فإن كانت هذه الأمور مخالفة لمذهب السلف فقد اعترفت بذلك وانتهى البحث وإن كانت موافقة لمذهب السلف فلم قلت ( وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) ؟؟؟ أعتقد بأن الحق واضح وهذا إسقاط منك لما ادعيته في حق المؤلف فقد بين هذه الأمور وأصولها وعرى حقائقها وما بنيت عليه فهل يقال بعد هذا الإعتراف (وقد وجدته جانب الصواب فيه) أما عن قولك ( وأسجل هنا ملاحظة وهي أنني تعلوني ابتسامة عريضة كلما قرأت قول المؤلف في كتابه هذا: "ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً " ) فأقول كلام الشيخ لا يثير إبتسام الأشعرية بل يحرق كبدها جاء في كتاب جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر لابن المبرد ( منقولا عن الشيخ العاصمي من ملتقى أهل الحديث ) :
( فصل ) : و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشـاعرة ، و مجانبة الأشعري و أصحـابه ، من زمنه ، و إلى اليوم ، على طريق الاختصار ، لا على بـاب التطويل فـي التراجم ـ كما فعل(١)ـ و الاتّساع ، و لو فعلتُ ذلك ؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب .
منهم :
١ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري(٢)، الفقيه القدوة ، شيخ العراق قالا و حالا ، و كـان له صيت عظيم ، و حرمة تـامّة ، أخذ عن المرّوذي(٣)، و صحب سهل بن عبد الله التستري(٤)، و صنّف التصانيف(٥).
جاء إليه الأشعري ، فجعل يقول لـه : رددت على الجُبَّائيّ(٦)، و المعتزلة ، و فعلتُ ، و قلتُ ، فقال له : لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا ، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل(٧).
و كـان المخالفون يغلظون(٨) قلب الدولة عليه ، فـقُبِض على جماعة من
أصحابـه ، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين(١)، ثم تغيّرت الدولة ، و زادت حرمة البربهاري ، ثم سَعَت المبتدعة به ، فـنُودي بأمر الراضي(٢) فـي بغداد : لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري ، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى(٣) و عشرين و ثلاثمئة ، رحمة الله عليه .
و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم ، مُعظّما ، مجانبا للأشعري ، لا يرى شيئا من كلامه ، و لا يقبل له قولا .
٢ ـ و منهم : أبـو زيـد(٤)، قد ذكره هو(٥) من أصحابه / و ذكـر
ترجمته ، و يَـرُدّ قــولـه فـيـه ، مـا : أخـبـرنــا جــمـاعـة مــن شيـوخـنا ، أنـا ابـن الـزعـبـوب(٦) ، أنـا الـحـجـّار(٧)،
أنا ابن اللتي(١)، أنا السجزي(٢)، أنا الأنصاري(٣) : سمعتُ غير واحد من مشايخنا ـ منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٤) ـ ، قـال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم(٥) يقول : سمعت أبا زيد = قـال شيخ الإسلام : و كتب به إليَّ أحمد بن الفضل البخاري : سمعت أبـا زيد الـفقيه المروزي يقـول : أتيتُ الأشعري بالبصرة ، فأخذت عنه شيئا من الكلام ، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عَمِيتُ ، فـقصصتُها على المعبّر ، فـقال : إنك تأخذ علما تضلّ بـه ؛ فـأمسكتُ عن الأشعري ، فـرآني بعدُ يوما في الطريق فقال لي : يا أبا زيد ، أما تأنَف ترجع إلى خراسان ، عاما بـالفروع ، جاهلا بالأصول ؟! فـقصصتُ عليه الرؤيا ، فقال : اكتُمْها عليَّ ههنا .
٣ ـ و منهم : زاهر(٦) بن أحمد ، كان إماما مُقدَّما ، قـال شيخ الإسلام الأنصاري(٧) : " كان للمسلمين إماما " ، رُوِي(٨) عنه ثلب الأشعري .
٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بـن أحمد البغدادي الجريري ، كان من المقدَّمين المبرّزين في العلم ، روي(١) عنه مجانبة أصحاب الكلام .
٥ ـ و منهم : أبو علي الرفاء(٢)، كـان من أئمة الحديث ، روي(٣) عنه مجانبتهم و لعنهم ! /
[ ٨٢/ب ] ٦ ـ و منهم : أبو حامد الـشاركي(٤)، كان إماما محدّثا ، متّبعا للسنة ،
و كان شديداً عليهم(٥).
٧ ـ و منهم : أبو يعقوب(٦) بن زُوران ، الـفقيه الفارسي المجاور ، مفتي الحرم بمكة ، كان إماما عالما ، مجانبا لهم(٧).
٨ ـ و منهم : الإمام أبـو مـحمد عـبد الله(٨) بـن عدي الصابوني ، كان إمـامـا جـلـيـلا ، لـمّـا حُـمِـل إلـى بُـخـارا ، أحْـضِـر
أبو بكر القفّال(١)، ليكلّمه ، فقال لا أكلمه ؛ إنه متكلم(٢).
٩ ـ و منهم : يحيى(٣) بن عمار ، كان إماما مُقدَّما ، مجانبا لهم ، قال شيخ الإسلام الأنصاري(٤): رأيـتُه مـا لا أُحصي مـن مرّة ، على منبره ، يكفّرهم ، و يلعنهم ، و يشهد على الأشعري بالزندقة !!
ـ و منهم : أبو إسحاق القراب(٥)، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٦)، ينهى الناس عنهم .
١١ ـ و مـنـهم : أبـو الـعـبـاس أحـمـد بـن مـحـمـد
النهاوندي(١)، كان إماما جليلا .
ذكر أبو بكر الحداد(٢)عِظم شأنه ، و أنـه كـان منكرا على أهل الكلام ، و تكفير الأشعرية(٣) !
و هجر أبا الفوارس على حرف واحد(٤).
قال الدينوري(٥): لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي . /
[ ٨٣/أ ]
١٢ ـ و منهم : أبو علي الحدّاد ، كان إماما مُعظّما ، تابعا للسنة ، مجانبا
لهم(٦).
١٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله الـدينوري(٧)،كـا ن إمـامـا مُعظّما ، مجانبا لهم(٨).
١٤ ـ و منهم: الإمام أحمد بن حمزة(٩)، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(١٠).
١٥ ـ و منهم : أبو ( سعيد )(١) الزاهد الهروي ، كان إماما محدّثا نبيلا ، معظما للسنة ، يلعنهم !
قال أبو الحسن(٢) المـاليني : قيل له : إن أبا الحسن الديناري ناضل عنك ، فقال : و إيَّـاه فلعن الله ؛ لأنه كلَّابيّ(٣) !
١٦ ـ و منهم : أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي(٤)، خلافا لمَا ذكره عنه(٥)، و قد قدَّمنا عنه طرفا من ذلك(٦).
( و )(٧) ذكر عنه عدّة من أهل العلم أنه كان مجانبا لهم(٨). /
١٧ ـ و منهم أبو حامد الإسفراييني(٩)، ذكر عنه جماعة أنه كان مجانبا [ ٨٣/ب ]
لهم ، خلافاً لمَا ذكره(١).
١٨ ـ و منهم : أبو بكر القفال(٢)، ذكر بعضهم(٣) ذمَّه للكلام و أهله .
١٩ ـ و منهم : أبو منصور الحاكم(٤)، ذكر الأنصاري(٥) و غيرُه مجانبته لهم ، و ذمَّه .
قال ابن دبّاس(٦): ذُكر بين يديه شيء من الكلام ، فأدخل أصبعيه في أذنيه .
٢٠ ـ و منهم : أبو عمر البسطامي(٧)، كان ذامّا لهم ، مشنّعا عليهم(٨).
٢١ ـ و منهم : أبو المظفر الترمذي حبال بن أحمد ، إمـام أهل ترمذ ، كان مجانبا لهم ، يشهد عليهم بالزندقة(١).
٢٢ ـ و منهم : أبو القاسم العالمي ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(٢).
٢٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله(٣)، محمد بن الحسين السلمي ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم(٤).
٢٤ ـ و منهم : هيصم بن محمد بن إبراهيم بن هيصم ، كـان إمـامـا محدّثا ، مجانبا لهم . /
٢٥ ـ و منهم : أبو نصر ابن الصابوني ، كان إماما جليلا ، كبير القدر ، [ ٨٤/أ ]
و ذكر عنه جماعة مجانبته لهم .
قال عبد الله بن أبي نصر : ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه ؛ للمذهب(٥).
٢٦ ـ و منهم : الحـس
ـن بـن أبـي أسـامة المكي(٦)، و كـان(٧)
يلعن أبا ذر(١)، يقول : هو أول من حمل الكلام إلى الحرم ، و بثّه في المغاربة .
٢٧ ـ و منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٢)، كان مجانبا لهم .
٢٨ ـ و منهم : زيـد بن محمد الأصبهاني ، كـان إماما مُعظَّما ، مجانبا لهم(٣).
٢٩ ـ و منهم : أحمد بن نصر الماليني ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٤).
٣٠ ـ و منهم : الجنيد بن محمد الخطيب ، كان إمـاما ، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة(١) !
٣١ ـ و منهم : أبو سعيد الطالقاني ، كان إماما ، مجانبا لهم ، يلعنهم(٢)!
٣٢ ـ و منهم أبو نصر الزراد ، كان يذمّهم و يجانبهم(٣). /
٣٣ ـ و منهم : أحمد بن الحسن الخاموشي(٤)، الفقيه الرازي ، كان إماماً [ ٨٤/ب ]
محدّثاً ، مجانبا لهم ، يلعنهم ، و يُطري الحنابلة(٥).
ـ و منهم : أبو العباس القصّاب الآملي ، كان إماما ، يذمّهم(٦).
٣٥ ـ و منهم : أبو عبد الله محمد بن منده(٧) الحـافظ ، كان إماما كبيرا حافظا ، مجانبا لهم ، رادّاً عليهم(٨).
٣٦ ـ و منهم : أبـو سعيد بـن أبي سهل ، الفقيه الحنبلي ، كان إماما كبيرا .
قـال أبـو بكر المقرئ(١): كـان يلعنهم كل يوم ، بعد صلاة الغداة ، في المحراب ، في الجَمْع ، و هم يُؤمّنون(٢)!
٣٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحمراني ، كان إماما في النحو ، و اللغة ، و العربية ، و غير ذلك !
كان ذامّا لهم ، مشنعا عليهم(٣).
٣٨ ـ و منهم : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة(٤)، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٣٩ ـ و منهم : أبو الحسن الشعراني ، إسماعيل بن محمد بن الفضل ، كان إماما كبيراً محدّثا ، مجانبا لهم . /
[ ٨٥/أ ] ٤٠ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد بن ( سليمان )(٥) بن الحسن ، الـفقيه
الحافظ ، شيخ العراق ، و صاحب التصانيف و » الـسنن «(١)، و كانت لـه حلقتان ، حلقة الفتوى ، و حلقة الإمـلاء ، و كـان رأسا في الفقه ، رأسا في الحديث ، يصوم الدهر(٢)، و يُفطر على رغيف ، و يترك منه لقمة ، فإذا كان ليلة الجمعة ، أكل تلك اللُّقَم ، و تصدّق بالرغيف .
كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم .
٤١ ـ و منهم : أبو علي بن جامع القاضي ، مِنْ فضلاء أهل البصرة(٣)، و هو إمام كبير ، له مدح كبير ، كان مجانبا له(٤)، ( ذمّا )(٥) له .
٤٢ ـ و منهم : أبـو الفضل ابن النعال ، كان إماما محدّثا ، كان مجانبا لهم ، ذامّا لهم(٦).
٤٣ ـ و منهم أبو الحسن محمد بـن أحمد الأهوازي العدل ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .
٤٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بن محمد العسكري الأهوازي ، و كان من المخلصين ، كان ذامّا لهم ، مجانبا .
٤٥ ـ و منهم : أبو عَمْرو(٢) بن مطر النيسابوري ، شيخ السنة ، كـان قانعا متعفّفا ، مجانبا لهم ، رحمه الله . /
[ ٨٥/ب ] ٤٦ ـ و منهم : العميد(٣) الوزير أبو الفضل الكاتب ، كـان مجانبا لهم ،
و هو الذي أمر بلعنهم على المنابر ، مع جملة أهل البدع .
٤٧ ـ و منها أبو بكر الآجري البغدادي ، المحدّث ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم(٤).
٤٨ ـ و منهم : أبو حامد أحمد(١) بن محمد بن شارك ، الفقيه الشافعي ، مفتي هراة ، كان مجانبا لهم .
٤٩ ـ و منهم : أبو علي النجاد ، الحسن(٢) بن عبد الله البغدادي ، تلميذ أبي محمد البربهاري ، صنّف فـي الأصول و الـفروع ، و كان مجانبا لهم ، رادّاً عليهم ، كشيخه .
٥٠ ـ و منهم : أبـو حامد الـمروروذي ، أحمد(٣) بن عامر الشافعي ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم .
٥١ ـ و منهم : أبـو إسحاق الـمزكي ، إبراهيم(٤) بن محمد بن يحيى النيسابوري ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .
٥٢ ـ و منهم : أبـو بكر عبد العزيز(٥) بـن جعفر ، صاحب الخلال ، و شيخ الحنابلة و عالمهم المشهور ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .
٥٣ ـ و منهم : أبـو بكر ابن السُّـنِّـيّ ، الإمـام الكبير(١) صاحب » عمل اليوم و الليلة « ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم . /
[ ٨٦/أ ] ٥٤ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد(٢) بـن جعفر القطيعي ، مسند العراق ،
صاحب عبد الله ابن الإمام أحمد ، و راوي » المسند « عنه ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم .
٥٥ ـ و منهم : أبـو أحمد الجلودي(٣)، راوي » مسلم « ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم .
٥٦ ـ و منهم : أبـو القاسم الآبنودي(٤) الحافظ ، كـان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .
٥٧ ـ و منهم : أبـو إسحاق إبراهيم(٥) بن أحمد ، المعروف بـ ( ابن شاقلا ) ، البغدادي ، كان لـه حلقة فُتْيا و إِشْغال(٦)، و هو تلميذ أبـي بكـر عبد العزيز بن جعفر ، توفي كهلا ، و كان مجانبا لهم ، كشيخه .
٥٨ ـ و منهم : أبـو الشيخ(٧) الحافظ ، أبـو محمد بن حيّان ، الإمـام
الكبير ، كان مجانبا لهم .
٥٩ ـ و منهم : أبو إسحاق إبراهيم(١) بن أحمد المستملي ، الإمام الثقة ، كان مجانبا لهم .
٦٠ ـ و منهم : أبو أحمد الغطريفي(٢)، الإمـام الكبير المحدّث ، كـان مجانبا لهم .
٦١ ـ و منهم : أبو أحمد الحاكم(٣)، الإمام الحافظ ، ذكر شيخ الإسلام الأنصاري و غيرُه مجانبتَه لهم . /
٦٢ ـ و منهم : أبو عمر بن حيويه(٤) الخراز ، الإمـام الكبير المحدّث ، [ ٨٦/ب ]
صاحب الرواية الكثيرة ، كان مجانبا لهم .
٦٣ ـ و منهم : أبـو بكر بن شاذان(٥)، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٦٤ ـ و منهم : الإمام أبو الحسن الدارقطني(١)، كان مجانبا لهم ، و لـه كلام في ذمهم .
٦٥ ـ و منهم : أبـو حفص(٢) عمر بن أحمد بن شاهين ، أحـد أوعية العلم ، كان مجانبا لهم ، و رأيتُ في مصنفاته ذمَّهم .
٦٦ ـ و منهم : أبـو حامد النعيمي(٣)، أحمد بن عبد الله بن نعيم ، نزيل هراة ، كان مجانبا لهم .
٦٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله ، عبيد الله(٤) بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري ، الإمام الفقيه ، العبد الصالح ، و كان مستجاب الدعوة ، كان
مجانبا لهم .
٦٨ ـ و منهم : أبـو الحسين(١) بن سمعون ، الواعظ الحنبلي ، صاحب الأحوال و المقامات ، و وهم ابن عساكر(٢) في ذكره إيّاه من أصحابه .
ـ و منهم : أبـو سليمان الخطّابيّ(٣)، الشافعيّ ، كـان إماما محدّثا شافعيّا ، مجانبا لهم ، و صنّف في ذمّ الكلام .
٧٠ ـ و منهم : أبـو بكر الجوزقي الشيباني الحافظ(٤)، كان مجانبا لهم ، ذامّا ، ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام الأنصاري(٥) و غيرُه . /
٧١ ـ و منهم : أبو محمد المخلدي(٦) المحدّث ، شيخ العدالة ، كان مجانبا [ ٨٧/أ ]
لهم .
٧٢ ـ و منهم : أبو علي زاهر(١) بن أحمد السرخسي ، الفقيه الشافعي ، له ذمّ فيهم ، ذكره شيخ الإسلام، و غيرُه ، خلافا لِمَا ذكره عنه ابن عساكر(٣) من أنه من أصحابـه ، مع أن الذهبيَّ و غيرَه ذكـروا أنه أخذ علم الكلام عن الأشعري ، فكأنه رجع عن ذلك .
٧٣ ـ و منهم : عبد الرحمن(٥) بـن أبي شريح ، أبـو محمد الأنصاري ، محدّث هراة ، كان مجانبا لهم(٦) .
٧٤ ـ و منهم : أبو طاهر المخلّص(٧)، مسند وقته ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٧٥ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي(٨)، الإمام الفقيه المحدّث ، شيخ وقته ، كان مجانبا لهم ، و له أمور و أخبار في ذمّهم .
٧٦ ـ و منهم : الـقاضي أبـو عـبد الله الحـلـيمي(٩) الـشافعي ، كـان مـن الأئـمـة الـكـبـار ، و أصـحـاب الـوجـوه ، و كـان
مجانبا لهم(١) !!!
٧٧ ـ و منهم : أبو الفرج النهرواني(٢)، كان من الأئمة ، مجانبا لهم .
٧٨ ـ و منهم : أبو عبد الله الحـاكم ، محمد(٣) بن عبد الله ، المـعروف بـ ( ابن البيّع ) ، الإمام الكبير الحافظ ، كان مجانبا لهم .
٧٩ ـ و منهم : أبـو الحسين(٤) المحاملي ، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم . /
٨٠ ـ و منهم : الحافظ أبو بكر(٥) بن مردويه ، الإمـام الكبير ، المحدّث [ ٨٧/ب ]
الحافظ ، كان مجانباً لهم .
٨١ ـ و منهم : القاضي أبو منصور(١)محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي الهروي الفقيه ، شيخ الشافعية بهراة ، و مسند البلد ، كان مجانبا لهم ، ذكره شيخ الإسلام الأنصاري .
٨٢ ـ و منهم : أبـو طاهر محمد(٢) بن محمد بن محمش الزيادي ، الفقيه الشافعي ، عالم نيسابور و مُسنِدها ، كان مجانبا لهم .
٨٣ ـ و منهم : هبة الله(٣) بن سلامة ، أبـو القاسم البغداديّ ، المفسّر ، كان مجانبا لهم .
٨٤ ـ و منهم : أبـو نصر(٤) أحمد بن محمد بن أحمد الـنرسي ، كـان مجانبا لهم .
٨٥ ـ و منهم : أبو سعد المـاليني ، أحمد(٥) بن محمد بن أحمد الهروي ، الصوفي ، الحافظ ، كان مجانبا لهم .
٨٦ ـ و منهم : الحـافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه(١)، الإمام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٨٧ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفتح ابن أبي الفوارس(٢)، الإمـام الحافظ الكبير ، كان مجانبا لهم .
٨٨ ـ و منهم : أبو عبد الرحمن(٣) السلمي ، الحافظ الصوفي ، كان مجانبا لهم ، رُوي عنه حكايات في اجتنابهم . /
٨٩ ـ و منهم : أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي الهرويّ الحافظ ، قال [ ٨٨/أ ]
شيخ الإسلام(٤): » إمام أهل المشرق « ، و قال غيره(٥):» كـان عديم النَّظِير في العلوم « . كان مجانبا لهم .
٩٠ ـ و منهم : أبـو القاسم تمّام(٦) بن محمد الرازيّ الحافظ ، الإمـام الكبير ، كان مجانبا لهم .
٩١ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسين(١) بن الحسن الغضائري ، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٩٢ ـ و منهم أبـو سعيد(٢) النقاش الأصبهاني ، الحافظ الحنبلي ، كـان مجانبا لهم .
٩٣ ـ و منهم : أبو الحسن المحاملي(٣)، شيخ الشافعية ، الضّـبّيّ ، كان فقيها نَزِهاً(٤)، محدّثا ، مجانباً لهم .
٩٤ ـ و منهم : أبو الحسين(٥) بن بشران ، الإمام المحدّث الكبير ، كـان مجانبا لهم .
٩٥ ـ و منهم : أبو الحسن(٦) الحمامي ، مُقْرِئ العراق ، كان مجانبا لهم .
٩٦ ـ و منهم : أبو محمد(٧) السكري ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٩٧ ـ و منهم : أبـو بكر الأردستاني ، محمد بن إبـراهيم(١) الحافـظ الصالح ، كان مجانبا لهم .
٩٨ ـ و منهم : أبـو علي(٢) بن شاذان ، الإمـام الكبير ، كـان مجانبا لهم(٣) ، ذكره بعضهم ، و ذكر ابن عساكر(٤) أنه من أصحابه ، و كذلك ذكر الذهبي(٥) أنه يفهم الكلام على مذهب الأشعري . /
٩٩ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفضل علي بن الحسين الفلكي(٦)، رجـل [ ٨٨/ب ]
كبير ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » ما رأيتُ أحداً أحفظ منه « . و كـان مجانبا لهم .
١٠٠ ـ و منهم : أبو بكر أحمد بن علي بن ( فنجويه )(٧) الحافظ ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » هو أحفظ من رأيتُ من البَشَر « . كان مجانبا لهم .
١٠١ ـ و منهم : عـثمان بـن محمد بـن يـوسف بـن دوسـت ( الحلاق )(١) ، كان إماما صدوقا ، مجانبا لهم .
١٠٢ ـ و منهم : أبـو الحسن(٢) الحـنّائيّ ، الإمـام المحدّث المقرئ ، الحافظ الزاهد ، كان مجانبا لهم .
١٠٣ ـ و منهم : أبـو علي محمد بن أحمد بن أبـي موسى الهاشمي(٣)، صاحب التصانيف ، و انتهت إليه رئاسة مذهب أحمد ، كان مجانبا لهم .
١٠٤ ـ و منهم : الإمـام أبـو عبد الله(٤)محمد بن عبد الله بن باكويه الصوفي ، أحد المشايخ الكبار ، كان مجانبا لهم .
١٠٥ ـ و منهم : أبو عمر الطلمنكيّ الحافظ ، صاحب التصانيف ، كان سيفا عليهم ، و على غيرهم(٥).
١٠٦ ـ و منهم : أبـو يعقوب الـقرَّاب(١) السرخسي الهرويّ الحافظ ، محدّث هراة ، كان زاهدا صالحا مصنفا ، و كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم ، لـه كلام في ذمّهم .
فذكر ما يقارب من 400 امام أثري مجانبين للأشاعرة و مما قاله عند انتهاء سرده للائمة الأثريين :
( و والله ثم و الله ثم والله من تركنا اكثر ممن ذكرنا , و لو ذهبنا نستقصي كل من جانبهم من يومهم الى الان لزادوا على عشرة الالاف نفس ) اهـ ...
فهل يثير هذا ضحك الأشعرية ؟!! ما أرى إلاّ أنّ صاحبنا قد فقد عقله
أمّا عن حال الأمة قبل الأشعرية فهو قطعا أحسن منه حالا بعدها فلم يكن ثمة إلا سني أو مبتدع فلما ظهر هؤلاء خفيت محنتهم على الكثير من الناس قال الإمام الإمام أبو نصر السجزي رحمه الله ( :(فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي، وقال الجبائي...ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبار الآحاد، وهي لا توجب علماً، وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً ، مخالفاً، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهلة، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنا دوننا) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص100-101) .
-ثم قال ص222- 223 -: (ثم بلي أهل السنة بعد هؤلاء؛ بقوم يدعون أنهم من أهل الاتباع، وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم وهم أبو محمد بن كلاب وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري ...وفي وقتنا أبو بكر الباقلاني ببغداد وأبو إسحاق الإسفرائني وأبوبكر بن فورك بخراسان فهؤلاء يردون على المعتزلة بعض أقاويلهم ويردون على أهل الأثر أكثر مما ردوه على المعتزلة - ثم قال : وكلّهم أئمّةُ ضَلالة يدعونَ النّاسَ إلى مخالفةِ السّنةِ وتركِ الحديث »....) وبين - رحمه الله- وجه كونهم أشد من المعتزلة فقال ص177-178: ( لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف ولم تُمَوِّه.بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع له ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا قوة ... فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء. والكلابية، والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة والذب عن السنة وأهلها، وقالوا في القرآن وسائر الصفات ما ذكرنا بعضه ) ا.هـ .
يتبع إن شاء الله
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
غفر الله لي و لك...
اقتباس:
تأويلات، فلا يسعفك بعد ذلك ما ذكرته من أنها من داخل الوحي، أو أنها بما يقتضيه الراجح من اللغة، فذلك لا يغير من الأمر شيئا لأنها مجرد هروب من واقع مرير؛
أنا يكفيني ..لأن غرضي هو تحقيق غرض السلف من اتباث أن منظومة الوحي كاملة لا تحتاج الى شيء من خارجها لبيانها..و الواقع الذي يبدو لي مريرا هو احتياج هذه المنظومة الى عنصر خارجي عنها لبيانها لم يبينه لا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا صحابته و لا التابعين باحسان...لأن في هذا الواقع مرارة الاذعان لكلام الملحدين قديما و حديثا أن الوحي المحمدي غير كامل بل و كما يقول الحداثيون..لولا المنطق اليوناني لما حققت المعرفة الاسلامية ما حققت من الازدهار..فكان بحسبهم -و هو ما أصله لهم المتكلمون للأسف- أن المعرفة الاسلامية بقيت ناقصة الى حين دخول الرواسب الهيلينية و اليونانية عليها و هي التي جعلتها منطقية و عقلانية..و بالتالي التفوق دائما و أبدا هو للحضارة الغربية قديما و حديثا..و أننا دونهم لا نساوي شيئا و لن نساوي قط شيئا...
اقتباس:
وإلا فأين تجد صريحا في الوحي أن الضحك هو الرحمة، أو أن الأيدي هي القوة، أو أن الساق هي الكرب والشدة، لو كان ذلك موجودا لما أرشد ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أصحابه للتعرف عما أشكل عليهم معرفته من معاني القرآن لشعر العرب. ثم لو سلمنا جدلا أن ما ذكرته صحيح ألا ترى أن قولكم أن هذه التأويلات هي من داخل الوحي هو أرقى أنواع التفسير ألا وهو تفسير القرآن بالقرآن، أو السنة بالسنة؟
لأن أجد ذلك أنا صريحا أو لا أجده ..لا يغير شيئا من محل النزاع..انما هو رأي الصحابي او التابعي..في هذه الآية او الحديث ..و قد يراه غيره من السلف-و قد رأوا- أنه غير واضح في هذا الموضع او ذاك و لم تتبث عندهم القرائن ..فيقولون بأنها صفة أيضا في هذا الموضع..و لكن لا أحد منهم ينشد العدول عن الظاهر و لا يصرح أنه عدل عن الظاهر لافادته التشبيه...و المقصود هنا افادة التشبيه بشيء من خارج الوحي..أما ما نص الشرع انه منفي عن الله كالنوم و الزوال و العدم و غيره..فهذه قرينة داخلية من داخل المنظومة..فما دلت عليه القرائن بما فيها نحو العرب في كلامها الذي حث عليه ابن عباس أصحابه هو الظاهر عندهم..و هم في ذلك يبحثون عن الظاهر لا عن المعنى المرجوح...أما المتكلمين فهم يصرحون أصلا ان معاني الصفات هي من الظاهر و يقرون بأنه بحسب القرائن الداخلية هي ظاهر..و لكن يعدلون عنه الى معنى آخر لقرينة..و حين تبحث تجد ان القرينة هي منع التشبيه بدلالة مستفادة من المنطق اليوناني...لا بقرينة من الوحي..و هذا ما يجعله مناقضا لتأويل السلف و ليسا من جنس واحد..فالأول يقر بمعاكسته للظاهر و الثاني يعلن ابتغاءه الظاهر...فيكون الجواب على سؤالك نعم...تأويل السلف من أرقى انواع التأويلات و تأويل الخلف من أبشعها.
أما قول الامام ابن حبان فلا حاجة فيما أظن أن أذكر بترجمته و لا الى وجوده في غير القرون المحتج بها و لا الى انكار الناس عليه مخالفته لشيخه في تاُثره بمذاهب الامام ابي علي الثقفي و غيره ممن تأثروا بالكلابية..و أما قول الامام مالك فلم يتكلم عن ان الظاهر لوحده يفيد التشبيه بل نفى الزوال و اتبث الدوام و هو مما نفي في الكتاب و السنة بعينه كما نفي النوم و الموت ..فكلامه حجة لنا..اذ هذا يبين انه من تأويل السلف الذي هو بمعنى التفسير من داخل الوحي..لا من تأويل الخلف الذين لا يبتغون الظاهر و يبتغون ما وراء الوحي.فقد أتيت بشاهد على ما نقول بتعليله بقرينة خاصة من الكتاب و السنة فلن تجد أحدا يقول في تأويله لآي من الصفات انه اولها الى خلاف ظاهرها و لا لأن مجرد ظاهرها يفيد التشبيه (أي بدون ان يشير الى قرينة من نفس الوحي) كما يفعل المتكلمون.
اقتباس:
من أصل لهذا من السلف يابن الرومية، هلا ذكرت لنا؟
هي كثيرة نقول السلف في هذا و نقلها قد يقودنا الى صفحات و لا يخلو منها كتاب من كتب اهل الحديث...و هذا بعض منها قد يفيد ان شاء الله في الدلالة علي ما وراءه جمع كثيرا منها صاحب كتاب الأشاعرة في ميزان اهل السنة
"قال عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي: سمعت محمد بن الحسن يقول: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في صفة الرب عز وجل من غير تغيير، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه قد وصفه بصفة لا شيء)"
فهذا تفريق واضح من امام اهل الرأي بين منهج السلف من الاكتفاء بما في داخل الوحي لاعتقادهم بكماله و بين منهج امام المتكلمين من اللجوء الى ما وراء الوحي لتفسيره..ففرق بذلك بين التفسيرين...و بيان التفسير السلفي يزيد من ايضاحه اهل هذه الطبقة كقول الامام ابو عبيد القاسم ابن سلام
قال العباس بن محمد الدوري: (سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي، وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)
انظر كيف لم يفرق رحمه الله بين الرؤية و غيرها من الضفات كما يفعله متأخرو المتكلمين .ما دل ان القول عندهم في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر..ثم انظر كيف بين ان التفسير الممنوع عندهم هو تفسير الكيفية ..و هو منطقي لقول الامام الشيباني قبلا أن الشرع سكت عنه..فلا سبيل الى ايجاد قرائن داخلية لتفسيره..الا ان يدعي احد وجود قرينة خارجية..وهو ما ادعاه المتكلمون في نفيهم...
و قد زاد من بيانه الامام ابن سريج أحببت ان اورده ايضا و ان لم يكن من شرطنا(اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابه في القرآن أن نقبلها، ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية، ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهر تنزيلها)
و هو هنا رحمه الله بين الفرق بين تفسير السلف و تفسير المخالفين من المشبهة و المعطلة على السواء..و بين المحك في ذلك و هو الظاهر..اذ المشبهة يظنون ان مجرد الآية بنفسها او الحديث بنفسه يبين ظاهره بنفسه..فالظاهر بالنسبة لهم هو كل ما تبادر من الآية وحدها او الحديث وحده..دون الالتفات الى بقية القرائن الداخلية من الآيات و الأحاديث الأخرى..كأن تقول بالنسيان لله سبحانه تعالى الله عن ذلك او بالبداء له ...كما فعلته المشبهة و ظنت ان هذا هو اتباع الظاهر...و المعطلة و ان كانوا على النقيض و لكن اتفقوا معهم في نفس الخطأ من حسبان الظاهر كل ما تبادر الى الذهن دائما...فأقروا بأنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..مع ان الظاهر عند السلف لا مع هؤلاء و لا مع اولئك...انما الظاهر هو ما أفاده مجموع الكتاب و السنة في المسألة بما أقره الوحي من وسائل التفسير.و لهذا ترى امام التفسير الطبري حتى فيما حسبته تأويلا من تأويلات المتكلمين يقول..وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، ...و الظاهر من الآية....الخ
أما ان المتكلمين قاموا بذلك من جراء تسليمهم بقليل او كثير من نتائج منطق الملاحدة و محاولة تطويع ظواهر الكتاب و السنة لهذه النتائج...فيكفي بيان انه ما وقع لامامهم الأول جهم بن صفوان والدافع الى ما حاوله ..نقله و بينه السلف كخالد بن سليمان و الامام احمد و غيرهم..و ان تأملت عامة كتب المتكلمين المتأخرين من الأشاعرة و المعتزلة تجدها للأسف ملأى بشواهد هذا..تجدهم يعقتدون استحالة اليد والعينين لله و كون الله فوق عرشه دون أرضه ..بسبب ما يسمونه الدليل العقلي القاطع الذي استمدوه من مسلمات المنطق اليوناني..ثم ينتقلون بعدها الى ما يسمونه صرف الظاهر عن المراد..أما السلف فما يمكن لأحد قط أن ينقل عن واحد منهم في أي تفسير من تفسيراتهم ما يدل لا نصا ولا ظاهرا أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش، ولا أن الله ليس له سمع وبصر ويد حقيقة..و بالتالي ان تفسيرهم هو لصرف المعنى عن الظاهر لأنه يقتضي التشبيه.
اقتباس:
أما قولك أنهم {صح عنهم في مواضع أخرى من القرآن والسنة القول بالصفة وأنها هي الظاهر لانعدام القرائن في المواضع المسماة مؤولة} هلا أسعفتنا بتلك المواضع التي صح عنهم القول بالصفة وأنها هي الظواهر لانعدام القرائن؟
كلام السلف كثير في اتباث هذه الصفات المؤولة و انظر فقط على سبيل المثال النقول المتكاثرة عنهم في صفة اليد مثلا ...مع عدم انكارهم على من أولها بالتأويل الداخلي في بعض المواضع التي لم يعدها من آيات الصفات ..و في نفس الوقت انكارهم الشديد على من تأولها التأويل الكلامي الخارجي..
و لهذا أختم بسؤالين راجيا من الله أن يعيننا على الخروج من هذا التخلف في التعايش و المدافعة بيننا..و ان يحسن أخلاقنا جميعا :
ان كان حقا أن التأويل الكلامي هو هو نفسه التأويل السلفي و أنه لهذا السلف كان فيهم التأويل الكلامي و التفويض ..فما معنى اذن انكار السلف الشديد على تأويلات الجهمية و المعتزلة و هجرهم و الغلظة عليهم حتى درجة الافتاء بكفرهم و استتابتهم..وهم ما فعلوا الا نفس ما قام به متأخرو الأشاعرة من استخدام هذه التأويلات للصفات عينها..اذ هي هي نفس التأويلات حذو القذة بالقذة..حتى جزم كبار المتعصبين للأشاعرة المتأخرين بأن كبارا من السلف كانوا حشوية و مشبهة؟؟؟ ما معنى هذا الانكار الا ان يكون السلف كمايتهمهم القوم بأنهم لا يفهمون ما ينقلون و أنهم منافقون حاشاهم..و أن أول من يتوجه له التهمة بالتشدد في انكار التأويلات للصفات هم نفس السلف لا السجزي و لا ابن خزيمة و لا ابن تيمية و بن عبد الوهاب؟...و لم يجبهم الجاحظ و لا النظام و لا بشر و لا الامام ابن كلاب أن فيكم أنتم أيضا من هو على قولنا في التأويل كما يدعيه المتأخرون من الزمخشري و عبد الجبار الى اللقاني..فكيف ينكرون عليهم ما هم واقعون بالضرورة فيه ان كان فعلا كما يزعم من تطابق التأويلين؟؟
و السؤال الثاني :فلنفرض جدلا صحة المقولة بتطابقهما..او عدم قدرة البعض على التمييز بينهما..طيب.. لم لا يجتمع الجميع على المرجعية المتفق عليها بيننا جميعا...و لا نتجاوزها الى غيرهم كائنا من كان...و نكتفي فقط بهذه الآيات و الأحاديث التي أولت بحسب المعترضين و لانتجاوزها...و لننشر ما صخ من أقوال السلف و نبثها بين الناس...فان جاءنا الامام الرازي و قال بأن الله لا داخل العالم و لا خارجه..قلنا له عفوا نحبك و لكن لم يصح عن السلف و نكتفي بالمعاني التي صرحوا بها دون ان نزيد عليها قطميرا..و ان جاءنا الامام ابن تيمية بان النار تفنى لمقتضى صفة الرحمة .....قلنا له عفوا نحبك و لكن لم يصح عن السلف و نكتفي بالمعاني التي صرحوا بها دون ان نزيد عليها قطميرا...ونسكت جميعا و نسد علينا هذا الباب الذي أغلبه دقائق و مضايق لا يفهمها عامة الناس والذي طالما جرنا الى الخلاف و الشقاق والتكفير في الأمة ...و نفتح الباب فقط للاختلاف الذي فعلا يثمر و يورث المزيد من العمل و يقال لك فيه فقط أخطأت...و رحم الله الامام الشافعي
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
عود على بدء ..
قولك : ( نعم كان لجهود كثير من الفقهاء والمحدثين أثر كبير في دفع هذه الفتن، ولكن مجهوداتهم لم تكن كافية مع تعاظم الشبهات، التي استعمل فيها أصحابها ما ظنوه حججا عقلية، أثرت تأثيرا واقعيا في عوام الأمة، بل وفي بعض فقهائها وأمرائها ) هو تماما الحدّ الفاصل بين المنهجين منهج أهل الحديث ومنهج المتكلمين فقد بلغ من افتتان المتكلمين بأساليب اليونان حتى زعموا أنّ الحقّ مفتقر إلى عناصر من خارجية أسموها عقليات وهي في حقيقتها تخرّصات وأوهام وافترضوا لفساد عقولهم تعارضها مع مقررات الوحي والتي أسموها سمعيات وزعموا أنّ كلّ دليل خالف أهواءهم فهو إما مؤوّل أو مكذوب
يقول الرازي في كتابه (أساس التقديس في علم الكلام) :
( اعلم أن الدلائل القطعية إذا قامت على ثبوت شئ ثمّ وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لايخلوا الحال من أحد أمور أربعة:
إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهومحال
وإما أن يبطل فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال
وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل
لأنه لا يمكننا معرفة صحة الظواهرالنقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على محمد صلى الله عليه وسلم ولوجوّزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهما غير مقبول ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معا وأنه باطل
ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا القطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال إنها غير صحيحة أو يقال إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها
ثم إن جوزنا التأويل واشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى
فهذا هوالقانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق )
ويقول في المطالب العالية (مخطوط رقم 45 توحيد (م) بدار الكتب ص 310 :
( الثامن : ويتوقف على سلامتها عن المعارض العقلي وأن آيات التشبيه كثيرة ولكنها لما كانت معارضة بالدلائل العقلية لاجرم أوجبنا صرفها عن ظواهرها فكذا هاهنا
وأيا كان عند حصول التعارض بين ظواهر النقل وقواطع العقل : لا يمكن تصديقهما معا وإلا لزم تصديق النقيضين .
ولا ترجيح النقل على القواطع العقلية لأن النقل لا يمكن التصديق به إلا بالدلائل العقلية فترجحالنقل على العقل يقتضي الطعن في العقل
ولما كان العقل أصلا للنقل كان الطعن في العقل موجبا للطعن في العقل والنقل معا وإنه محال
فلم يبق إلا القسم الرابع وهو القطع لمقتضيات الدلائل العقلية وحمل الظواهر النقلية على التأويل
فثبت بهذا أن الدلائل النقلية يتوقف الحكم بمقتضياتها على عدم المعارض العقلي إلا أن ذلك مظنون لا معلوم)
ويقول في كتابه (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين) ص31 (ط الحسينية القاهرة 1323):
(مسألة : الدليل اللفظي لا يفيد اليقين إلا عند تيقن أمور عشرة : *عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ وإعرابها وتصريفها وعدم الإشتراك والمجاز والنقل والتخصيص بالأشخاص والأزمنة وعدم الإضمار
والتأخير والتقديم والنسخ وعدم المعارض العقلي الذيلو كان لرجح عليه
.إذ ترجيح النقل على العقل يقتضي القدح فيالعقلالمستلزم القدح في النقل لافتقاره إليهوإذا كان المنتج ظنيا فماظنك بالنتيحة)
وهذا الذي قرره الرازي رحمه الله هو ما يطلق عليه العلماء مصدر التلقي فقد ثبت باعتراف صاحبنا مخالفة قومه لمنهج السلف في التلقي وأنّ منهج السلف لم يكن كافيا في دفع شبه المعتزلة بل هو مفتقر إلى منطق اليونان وأساليبهم ثم راح تستدل على دعواه تلك بحال بعض خلفاء بني العباس مع أنّ هذه الحجة تنقض دعواه من أساسها فليس تبني المأمون وغيره لمذهب المعتزلة ناتجا عن دراسة المذاهب والنظر في الأدلة بل هو ناتج عن تعاظم نفوذ العناصر الأجنبية في الدولة وتربيتهم لأبناء الخلفاء على المناهج الغريبة عن الثقافة الإسلامية فالعامل كان عامل (السياسة) لا عامل (الدليل) ففي أوّل فرصة حصل فيها احتكاك بين الحق ممثلا في الإمام أحمد والباطل ممثلا في ابن أبي داوود ظهرت فيها الحجة مع الحق وأهله فالعامل هو عامل القمع والإرهاب الفكري لا عامل الإقناع وحرية التفكير قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كما في الفرقان بين أهل السنة وأهل البدعة : ( فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل فهذا أصل أهل السنة
وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول بل على ما رأوه أوذاقوه ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلاّ لم يبالوا بذلك فإن وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرّفوها تأويلا
فهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة وأهل النفاق والبدعة )
ويقول الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله الحجة في بيان المحجة 2/223-227 : ( إنّ الله أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلاّ مع أهل الحديث والآثار لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف وقرنا عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين وأخذه التابعون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأخذه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من محمد صلى الله عليه وسلم ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلاّ هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث
وأما سائر الفرق فطلبوا الدين لا بطريقه لأنهم رجعوا إلى معقولهم وخواطرهم وآرائهم فطلبوا الدين من قبله فإذا سمعوا شيئا من الكتاب والسنة عرضوه على معيار عقولهم فإن استقام قبلوه وإن لم يستقم في ميزان عقولهم ردوه فإن اضطرّوا إلى قبوله حرّفوه بالتأويلات البعيدة والمعاني المستكرهة فحادوا عن الحق وزاغوا عنه ونبذوا الدين وراء ظهورهم وجعلوا السنة تحت أقدامهم تعالى الله عما يصفون
وأما أهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم وطلبوا الدين من قبلهما وما وقع لهم من معقولهم وخواطرهم عرضوه على الكتاب والسنة فإن وجدوه موافقا لهما قبلوه وشكروا الله حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه وإن وجدوه مخالفا لهم تركوا ما وقع لهم وأقبلوا على الكتاب والسنة ورجعوا بالتهمة على أنفسهم فإنّ الكتاب والسنة لا يهديان إلاّ إلى الحق ورأي الإنسان قد يرى الحقّ وقد يرى الباطل ...
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين أو شيعا وأحزابا لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الإعتقاد يبدع بعضهم بعضا بل يرتقون إلى التكفير ..
وكان السبب فياتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والإئتلاف وأهل البدعة أخذوا الدين من المعقولات والآراء فأورثهم الإفتراق والاختلاف فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما يختلف وإن اختلف في لفظ أو كلمة فذلك اختلاف لا يضر في الدين ولا يقدح فيه
وأما دلائل العقل فقلما تتفق بل عقل كل واحد يري صاحبه غير ما يرى الآخر وهذا بين والحمد لله )
ويقول أيضا : ( واعلم أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول
وأما أهل السنة قالوا : الأصل في الدين الاتباع والعقول تبع ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي وعن الأنبياء صلوات الله عليهم ولبطل معنى الأمر والنهي ولقال من شاء ما شاء ولو كان الدين مبني على المعقول وجب أن لا يجوز للمؤمنين أن يقبلوا أشياء حتى يعقلوا
ونحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله عزّ وجلّ وما تعبد الناس من اعتقاده وكذلك ما ظهر بين المسلمين وتداولوه بينهم ونقلوه عن سلفهم إلى أن أسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر عذاب القبر وسؤال الملكين والحوض والميزان والصراط وصفات الجنة وصفات النار وتخليد الفريقين فيهما أمور لا تدرك حقائقها بعقولنا وإنما ورد الأمر بقبولها وال،يمان بها فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين وعقلناه وفهمناه فلله الحمد في ذلك والشكر ومنه التوفيق وما لم يمكننا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا آمنا به وصدقنا واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته ) انتهى
فها أنت ترى بأمّ عينك التباين بين المنهجين بل وباعترافك !!
أما تمثيلك لدعوى قصور منهج أهل الحديث بمحنة الإمام أحمد رحمه الله فهي والله سقطة مدوية إقشعرّ لها شعري فما كنت أظنّ بأن منتسبا للسنة سيقع فيها فلتهنئ المعتزلة إذا إذ لم يكسر شوكتها الإمام أحمد وانتظرت الأمة كلّها توبة الأشعري ليتم ذلك !!! لا بارك الله في التعصب والهوى ثمّ تدعي زورا بأنّ مخالفيك متعصبون لابن تيمية !! ألم أقل بأنّ ذلك سيف مسلط على رأسك ورأس أمثالك لن تتحرروا منه إلا بمزيد مما يكشف حقدكم ومخالفتكم للسلف فحق لي أن أقول ( والذي أخشاه عليك أن يمسك الله بتذكير من عنده أنك تتهجم على أوليائه بلمزك إياهم ) فأي لمز أكبر من دعوى أنّ الإمام أحمدا لم يكسر المعتزلة وبقت الأمة في اضطراب إلى غاية توبة معتزلي من اعتزاله بل أي (فحش) أكبر من هذه الدعوى ؟!!! بل الحق أن الإمام أحمدا قد كسر شوكة المبتدعة جميعا ورفع لاء السنة عاليا فها هي ذي أقواله كشهب حارقة في وجه كلّ مبطل وسنأتي على التأويلات المزعومة في حلقة قادمة إن شاء الله
يتبع إن شاء الله
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
بارك الله فيكم على التوضيح..الا أنه قد يلزم التنبيه و الله أعلم الى أن قول الامام
اقتباس:
واعلم أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول
انما يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
اقتباس:
أهل السنة. قالوا : الأصل في الدين الاتباع والعقول تبع
الا أنه قد يقع لهم كما يقع لغيرهم من الطوائف المنتسبة الى السنة و اهل الحديث تقديم جزئي للعقل على النقل في فروع التطبيقات ..و هو ما قد أصاب منه أغلبية الطوائف و العلماء بعد انصرام القرون الثلاثة..فمن مقل و من مستكثر..الا انهم كانوا مجمعين على هذا الأصل و منتسبين جميعا الى السنة ...و لهذا كانوا يدا واحدة على المعتزلة و الباطنية و القرامطة و الرافضة.. و مؤتلفين ائتلافا لا تفسده بعض المناوشات الناتجة عن تقديم جزئي لهؤلاء لفاسد العقل او تقديم جزئي لأولئك لفاسد النقل..حتى بدأت بوادر تفريخ بقايا المفاهيم الاعتزالية في المنهج الأشعري و بدأت تظهر بوادر الأخذ بالعقل أولا و الاقتراب أكثر فأكثر الى حظيرة الاعتزال..فوقعت الفتنة الكبرى و افترق الناس و أخذ المنهج الأشعري يأخذ ملامح اعتزالية أكثر فأكثر
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أحسن الله إليكم أستاذي الفاضل .. ومنكم نستفيد.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
انما يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
ومع ذلك فقد اتفقوا على أدلة سموها عقلية والتي كان لها التأثير في النتيجة (=نفيهم للصفات) سواء المتقدمين أو المتأخرين ..
مثل دليل الأعراض ودليل الاختصاص .. وهذان الدليلان مركبان من كليات شرعية وكليات عقلية ومفصلات فلسفية
ونتيجة الدليل إنما تتغير بتلكم المفصلات الفلسفية، وليس للشرع ولا صحيح العقل أي تأثير في النتيجة ..
ولهذا ترى أن الأشعري ومتقدمي أصحابه أثبتوا الصفات الخبرية = لأنها ليست أعراضا -على حد زعمهم-
وبدليل الأعراض نفوا الصفات الفعلية ..
وإن كانت المقدمات الفلسفية لهذين الدليلين -أعني الأعراض والاختصاص- كثرت في المتأخرين، الأمر الذي أدى بهم إلى إثبات سبع صفات فقط!
والله أعلم ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
الباقلاني من أوائل من أسس لهيمنة العقل على النص , وليس هو من المتأخرين
وكذلك الجويني, ولهما في ذلك نصوص معروفة
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
ومع ذلك فقد اتفقوا على أدلة سموها عقلية والتي كان لها التأثير في النتيجة (=نفيهم للصفات) سواء المتقدمين أو المتأخرين ..
مثل دليل الأعراض ودليل الاختصاص .. وهذان الدليلان مركبان من كليات شرعية وكليات عقلية ومفصلات فلسفية
ونتيجة الدليل إنما تتغير بتلكم المفصلات الفلسفية، وليس للشرع ولا صحيح العقل أي تأثير في النتيجة ..
ولهذا ترى أن الأشعري ومتقدمي أصحابه أثبتوا الصفات الخبرية = لأنها ليست أعراضا -على حد زعمهم-
وبدليل الأعراض نفوا الصفات الفعلية ..
وإن كانت المقدمات الفلسفية لهذين الدليلين -أعني الأعراض والاختصاص- كثرت في المتأخرين، الأمر الذي أدى بهم إلى إثبات سبع صفات فقط!
والله أعلم ..
قد بينته حفظك الله بعد ذلك في قولي
اقتباس:
الا أنه قد يقع لهم كما يقع لغيرهم من الطوائف المنتسبة الى السنة و اهل الحديث تقديم جزئي للعقل على النقل في فروع التطبيقات ..و هو ما قد أصاب منه أغلبية الطوائف و العلماء بعد انصرام القرون الثلاثة..فمن مقل و من مستكثر
وهو شيء لم يختص به الأشاعرة المتقدمون-خاصة هذا الدليل العقلي اليوناني الخاص الذي تشير اليه- بل دخل عليهم و على غيرهم و أصاب رذاذه أغلب الطوائف و العلماء المنتسبين الى السنة بعد انصرام القرون الثلاثة و كثرة الاختلاف ..الا من رحم ربك من كبار الآخذين بقوة بمذاهب السلف..الا ان الجميع كان يجمعهم هذا الأصل من جعل النقل مؤسسا و العقل عاضدا..ما جعلهم- رغم انكار و تناصح و مناظرات بينهم أدت أحيانا الى بعض شنآن و في كثير من الأحيان ادت الى حسن تقويم و تدافع - يدا واحدة .
اقتباس:
الباقلاني من أوائل من أسس لهيمنة العقل على النص , وليس هو من المتأخرين
وكذلك الجويني, ولهما في ذلك نصوص معروفة
حفظك الله ..أنا محتاج أكثر لتوضيح رؤيتي أكثر عن هذه الحقب ..فلو أكرمتني بايراد نصوص للباقلاني يؤصل فيها هيمنة العقل على النص كليا كما فعله المتأخرون...أكن لك شاكرا حسن افادتك ...و ان كان ما انطبع لدي مما قرأته من كتبه أنه اكثر ايغالا في الاثبات و تحكيم النقل و تعظيمه و تطويع مقتضيات العقل له من كثير من حنابلة عصره بل و من الأشعري نفسه...حتى ترك في انطباعا انه يخالفه في مسألة الكلام و هي من المسائل الرئيسية التي تشترك مع صفات الأفعال في نفس الجذور العقلية..
أما امام الحرمين فهو الباب و المنظر له فكيف لا يكون من المتأخرين؟؟:):):) و ان كانت هناك قبله بقليل بوادر و محاولات الا انه هو رحمه الله من وضع و بلور و أكمل التنظير..ليأتي الامام الرازي ليؤصل و يفرع ويطور التطبيق ...
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أخي الفاضل :ابن الرومية..سدده الله لإصابة الحق
أتعجب في الحقيقة من طول نفسك في تقريرات أنت في غنى عنها وهي مع هذا خارجة عن الموضوع
فإن تقديم العقل على النقل عند الأشاعرة سمة فارقة تميزهم ولا معنى للتفصيل في هذا, وقد لحظ هذا كل من درس مذهبهم
وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية وكلامه في هذا أشهر من أن يذكر
كما أعجب من محاولة إقحام أهل السنة في تقديم العقل على النقل.. , فنحن نتحدث عن منهج عام له معالم مؤسَسة
ويبقى بيان معنى المتقدم والمتأخر في عرفك, حتى نفهم
وأما أقوالهما فلعي آتيك بها إن فسح الله في العمر إن شاء الله تعالى
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
و اياك اخي الكريم..
انما أنا باحث و أطمع في مزيد من توضيح الصورة عن هذه الحقب من حقب أمتنا و لست عالما ليكون كلامي مرجعا مستقرا...لهذا رجوت أن تكون وقفت فعلا على كتب الباقلاني فتفيدني...و أنا في انتظار افادتك الغالية لأني أحب أن أقف على كلام أهل الدار أنفسهم لا من تكلم عنهم و درس مذهبهم و لو كان شيخ الاسلام..لأن أخي العزيز ما ذكرته من الاختلاف بين جيلي الأشاعرة في علاقة النقل و العقل و بيان ان الأولين كانوا يجعلون السمع أصلا و المتأخرين يجعلون العقل أصلا ليس من كيسي و انما هو من كلام دارسي المذهب و على رأسهم شيخ الاسلام نفسه..يعرف ذلك من له أدنى معرفة بكتبه...:) و لكن كما قلت لك الأفضل الرجوع الى المصادر الأصلية لمن أراد التأكد من صحة تحليل الدارسين و مزيدا من وضوح الرؤية...
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العباس
فإن تقديم العقل على النقل عند الأشاعرة
بارك الله فيك على هذا التلخيص المفيد.
طامة الأشاعرة... في منهج التلقي والاستدلال. فإذا فسد الأصل فسد الفرع.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
ويبقى بيان معنى المتقدم والمتأخر في عرفك, حتى نفهم
المعنى الذي يقصده الأخ ابن الرومية وفقه الله .. هو ما تعارف عليه العلماء .. نصل إلى هذا من خلال مشاركاته ..
والجويني معدود في المتأخرين بلا شك!
والله أعلم ..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الأخ العاصمي من الجزائر السلام عليكم
#حرره الإشراف #
##########################
ولكني هنا أسجل ملاحظاتي على ما نقلته من كتاب المبرد من أسماء، فاستمع:
أولا: أقول لك النووي وابن حجر والرامهرمزي والبيهقي والمزي والمازري والزركشي والبيضاوي وابن رشد والسيوطي والعراقي والبغدادي والسرخسي وابن جماعة والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد والشاطبي وابن العربي وعياض والسبكي والقرافي وابن نجيم والآمدي والبغدادي والحاكم وابن عساكر والرازي والمقري والتلمساني والباقلاني والغزالي والجويني والهيتمي وابن الجوزي وابن عطية والألوسي وابن الصلاح وابن عقيل والقاري وابن منظور والزبيدي والفيروزابادي والنسفي والجرجاني والكفوي والمسعودي وابن خلدون وابن شاس وزروق والدردير والدسوقي والأمير وابن عاشور وغيرهم وغيرهم من أعلام الأمة وأقطابها ونجومها الزاهرة الذين تملأ مؤلفاتهم المكتبات والذين لا غنى لك عن كتبهم وعلومهم، ولولاهم ما قامت للأمة قائمة، ولا بلغنا نور النبوة، وأنت تقول لي: الهاشمي والقراب وابن باكويه والحنائي وابن دوست والفلكي والأردستاني والسكري والحمامي وابن بشران والغضائري وابن رزقويه والنرسي والمحاملي وابن سمعون والنعيمي والغطريفي والجلودي والآبنودي وابن شارك وابن مطر وابن النعال والحمراني والآملي والخاروشي والزراد والطالقاني والماليني وابن هيصم والعالمي والبسطامي والشاركي وابن زوران وغيرهم من النكرات في دنيا العلم والمعرفة والتأليف، ـ وإن كانوا ربما فيهم الصالحون. وأنا أستحلفك وأستحلف القراء بالله إن كان أحد منهم سمع بهذه الأسماء من قبل أو وقف لهم على كتاب؟ عجبا لك ثم عجبا.
ثانيا بعض ممن ذكرتهم ممن لهم في عالم العلم والمعرفة والكتاب ذكر لا يسلم لك ولا لمؤلف هذا الكتاب أنهم كذلك، كالحاكم وابن الجوزي وابن عقيل وابن هشام النحوي، كما أن الخطابي صاحب معالم السنن يعرف الكل أنه كان ممن يؤول الصفات، وأما كتابه الغنية فهو انتهج فيه مذهب السلف في تفويض معاني النصوص المتشابهة ورد معرفة حقيقتها إلى قائلها.
ثالثا إن بعضا ممن ذكرتهم للعلماء فيهم مقال فابن بطة ـ رحمه الله مثلا ـ رمي بالتجسيم، وقال فيه ابن حجر في "لسان الميزان" (4/145) في ترجمة له "وقد وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه".
رابعا: لو سلمنا جدلا أن هؤلاء كلهم أعلام فإنه لم يرد في كثير من النقولات عن هؤلاء المذكورين إلا أنهم جانبوهم، وتلك لها محامل، وبعضهم نقلت عنهم المجانبة بلفظ رُوي، وهي فيها ما فيها من الضعف والغموض.
خامسا: لو سلمنا جدلا أيضا أنهم أعلام، أفلا تنظر إلى كمهم مقارنة بأهل السنة، فأنت ذكرت منهم 100، وصاحب الكتاب عد منهم 400، وادعى أن لو أراد لأوصل العدد إلى 10000، وهو تدليس كما لا يخفى، لأنه لو كان في استطاعته عد من هو أكثر منهم لم يتوانى لحظة في ذكرهم، بينما تعال إلى أهل السنة فأعدادهم بالألوف على الحقيقة، ويكفيك أن ترجع إلى كتب التراجم وتنظر، ونسبة عظمى منهم لهم مشاركات في العلم والمعرفة بشتى مجالاتها، منها ما هو منشور، والأغلب ما زال مخطوطا حبيس المكتبات ودور الأوقاف والمؤسسات المتخصصة، ولا تقل لي بأن العدد هنا ليس معيارا للتفاضل، بل إنه لكذلك هنا لأن فريق الكثرة أفراده أئمة عظام ومشايخ أجلاء تركوا بصماتهم في شتى فروع المعرفة، فاجتمع إذن الكم والكيف، فتعقل يا هذا، فإنه لا يستقيم القياس الذي ذكرته على النصارى والبوذيين أو الهندوس.
سادسا: ألا ترى أن بعضا من المذكورين قد وصف بأنه صوفي، وهذا منك كيل بمكيالين، فمن جهة لا نرى منك ومن أمثالك إلا القدح في الصوفية وأنهم على غير منهج أهل السنة في العقيدة، ومن جهة ها أنت تستكثر بهم العدد في مقابلة علماء أهل السنة، وكفى بذلك عجزا.
أما قولك أنك لم تبدع النووي وابن حجر فيكفي أنك تعتقد وأمثالك أن من يؤول ما ورد في النصوص المتشابهة أنهم مبتدعة وضلال، بل تسمونهم مخانيث، وابن حجر والنووي منهم وإن لم تذكروهم بالاسم، فإنهم رضوا التأويل وانتهجوه في كتبهم، والنووي كثيرا ما يقول في كتبه: قال أصحابنا المتكلمون، فدعوى إخراجهم من زمرة هؤلاء هي في الحقيقة باطلة.
أما أنت فيا أخ ابن الرومية فأشكرك على دماثة خلقك وطيب أسلوبك، وأشهد أنك قارئ جيد لكتابات ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، لكن أود منك الإجابة على هذه التساؤلات:
1. ما الذي ألجأ ابن عباس وقتادة ومجاهد ومالك والطبري وأحمد لتأويل تلك النصوص، حتى لو سلمنا جدلا أنهم كما ذكرت ما خرجوا بعملهم هذا عن منظومة الوحي ـ على حد تعبيرك؟
2. ما الذي ألجأ الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إلى محاولة رد تأويل الإمام أحمد لقوله تعالى : "وجاء ربك" أنها : وجاء أمر ربك؟
3. ألا ترى معي أنه لما انتهج الكثرة الكاثرة من علماء المسلمين على مر العصور منهجا غير المنهج الذي انتهجه ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ممن حدا حدوهما ـ ألا ترى في ذلك أمرا لا يساعد على ما ذكرته؟ وهل فهمكم لمراد السلف أصح من فهمهم، بحيث غاب عنهم ما وضح لكم، وأنتم ـ ونحن معكم ـ من نكون أمامهم علما وفهما ودراية، ناهيك عن التقوى والإخلاص؟
أنا في انتظار إجابة شافية، والمتوقع منك أن لا تصف ما أوردته من تساؤلات من قبل بالباهتة كما فعل العاصمي من الجزائر.
وللحديث بقية، والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أخي فوزي... بارك الله فيك.
أربأ بنفسي وبك وبجميع الإخوة عن الجدال والخصومة في دين الله، فقط انتهاجًا لأقوال الرجال.
فحتى لا يبقى الجدل في هذا النطاق الضيق الأفق والأبعد عن الشرع.
فعود جميل للقرآن والسنة... ومناقشة المسائل المتعلقة. كل مسألة ودليلها من القرآن والسنة.
والإجماع إن وُجد.
بداية من الأصول.... ثم الفروع.
فتفضل بما عندك.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
إخواني الأحبة في هذا المنتدى المبارك السلام عليكم،
أسأل الله ان يجنبنا الزلل فيما نكتب. هل الامة الآن بحاجة إلى ثقافة التسامح أم الكراهية؟! يعني التراث الاسلامي جله كتب بايدي اقوام نريد ان نقول عنهم مبتدعة؟ والله هذا لايقبله عقل عاقل! ارى انه لو ركز على مواضيع تهم المسلمين لكان خيرا له.. صحيح الكلام ولا لا؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة
أخي فوزي... بارك الله فيك.
أربأ بنفسي وبك وبجميع الإخوة عن الجدال والخصومة في دين الله، فقط انتهاجًا لأقوال الرجال.
فحتى لا يبقى الجدل في هذا النطاق الضيق الأفق والأبعد عن الشرع.
فعود جميل للقرآن والسنة... ومناقشة المسائل المتعلقة. كل مسألة ودليلها من القرآن والسنة.
والإجماع إن وُجد.
بداية من الأصول.... ثم الفروع.
فتفضل بما عندك.
الأستاذ أسامة
جزاك الله خيرا على كلماتك النيرات، ويعلم الله أنني من أبعد الناس عن الجدل والخصومة، ولا أحب ذلك، لكن والله هي الغيرة على أهل الله وعلماء الأمة من أن تطالهم الألسنة، وينال منهم من لا يعرف قدرهم، ولا والله ما عندي وقت زائد، و إن الوقت الذي أقضيه في الردود والردود المضادة لهي مما كان يجب أن أقضيه في دراستي لتحضير ماابتعثت من قبل بلدي له، ولكن ما العمل، ومنتداكم ـ على كثرة ما فيه من خير ونشر للعلم ـ هو كثير المواضيع التي فيها الحط من أقدار العلماء والثقات من أكابر الناس على مر العصور، والطعن في عقائدهم، ولو لم يسموهم بأسمائهم، فيكفي أن يذكروا ضمنا على أنهم مبتدعة وضالون، والحال أنهم هم من أنار للأمة طريقها، وأزال عنها غشاوة الجهل، وإن كان من أخطاء فليس ذلك إلا لأنهم بشر، ومما زاد المشاركين في هذه المجالس تطاولا أن لا أحد يرد عليهم، فظنوا أنهم أصحاب حق، وأن حقهم أبلج، ولكن الله غالب على أمره. وكم قدمت النصح لشباب على هؤلاء الشاكلة، بدل أن يعملوا على رفعة أمتهم والرقي بها إذا هم ينزلون إلى مثل هذه الدركات، ويظنون أنهم يحسنون صنعا، فيزعمون أنهم يدافعون عن العقيدة الصافية، حتى غدت العقيدة كلاما يقال، وجدلا وهياما به، وأنت تعرف أن العقيدة ثمرتها أن تنعكس على السلوك فتهذبه، فإذا لم يتهذب السلوك ففي الأمر خطأ ما.
أشكرك على نصجك مرة أخرى، وأناشد عبر هذه النافذة القائمين على هذا الموقع أن يكفوا عن عرض مثل هذه المواضيع التي تثير الحزن في النفوس وتعمق الهوة.
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالأخ الكريم / محمد الدجوي - في المجلس العلمي.
- الشيخ يقوم بالدعوة إلى العودة إلى القرآن والسنة ونبذ الحيد عنهما.
- وأما السكوت على الخطأ فهو من أشد أنواع الباطل، كما لا يخفى عليكم.
- والمسألة ليست في عالم أو مجموعة من العلماء... المشكلة في المنهجية... وما ينتج عنها في القول على الله بقول عظيم... والخوض في صفات الله تعالى، فلا يمروها كما جاءت ولا يثبتوها أصلاً.... بل يثبتوا غير ما أثبته الله وينفوا ما أثبته الله.
فهذه ليست دعوة للتفرقة بين المسلمين أو الكراهية... بل دعوة للاجتماع على القرآن والسنة.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
بارك الله فيك أخي فوزي...
المجلس العلمي أحد الأماكن التي أراد الله لها أن تكون منبرًا للدعوة... نسأل الله أن يجزي القائمين عليه خيرًا، وأن يجعل فيه الخير لنا ولهم وللمسلمين أجمعين.
حقيقة الأمر...
توجد إشكالات عظيمة مع منهج الأشاعرة عمومًا... وليس في أحد العلماء تحديدًا.
- ومن ناحية أخرى، ليس موافقة أحد العلماء مذهب الأشاعرة في مسألة أو بعض المسائل أنه أشعري صرف، بل وقع بعض أهل العلم في تأويل ما أشكل عليهم.
وهذه اجتهادات أصحابها، ولكن ليس معنى ذلك أن يُترك الناس ليتتبعوا هذه الأخطاء ليتخذوها معتقدًا.
فنحن لا ندعو إلا للقرآن والسنة... ولا نقدس الأشخاص... بل كل قول نعرضه على القرآن والسنة... إن قبلاه قبلناه... وإلا فلا.
وهذا هو الحق... الذي نجتمع عليه ونتفرق عليه.
وهذا ليس من باب التعريض ولا التعدي على أحد الأشخاص، بل لرد المنهجية التي حادت عن القرآن والسنة.
لا شك بأن صاحبها يخزى بأقواله في هذه المسألة، ولكن أهل السنة أهل إنصاف، ولا يتخذ أحدهم مثل هذه الأمور حجِّة للطعن في أحد بعينه.... للنيل منه أو التعرض له.
بل لدحض ما خالف القرآن والسنة... وإن كان كائنًا من كان.
والنور الحقيقي في الهدى النبوي.. لا أحد من العلماء ولا مجموعة منهم بعينهم... بل من المعين الصافي... ( القرآن والسنة النبوية ).
وأخيرًا..
إن كنت ترى أن مذهب الأشاعرة فيه من الصواب فيما خالفوا فيه أهل السنة والجماعة... فتفضل بطرحه لنناقشه سويًا ونعرضه على القرآن والسنة.
جزاك الله خيرًا.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أرجو من جميع الإخوة بدون استثناء الالتزام بتقوى الله عز وجل و بمنهج السلف في المحاورة وعدم الخروج عن الكتاب والسنة..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الأخ أسامة جزاك الله خيرا على اسلوبك الجميل في المحاورة. لكن الكتاب المشار إليه فيه تحامل و### مع أئمة نحن جميعا متفقون على أنهم حاملوا راية العلوم الشرعية على مر العصور. فلو فتحنا هذا الباب لما نجا ### أحد بما في ذلك ابن تيمية وابن القيم..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
وجزاك ربي خيرًا أخي محمد الدجوي
لسنا بحاجة للخروج عن الأصل للفرع.
فالإشكالية ليست في المؤلف ولا أحد من العلماء بعينه كما قد توهم البعض.
الإشكالية في المنهجية.
إن لم توجد هذه المنهجية... ما خرج المؤلف بهذا الكتاب.
فلعلنا نركز على المنهجية والمسائل تفصيليًا.
بارك الله فيك... وفي جميع الإخوة الأفاضل.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة
وجزاك ربي خيرًا أخي محمد الدجوي
لسنا بحاجة للخروج عن الأصل للفرع.
فالإشكالية ليست في المؤلف ولا أحد من العلماء بعينه كما قد توهم البعض.
الإشكالية في المنهجية.
إن لم توجد هذه المنهجية... ما خرج المؤلف بهذا الكتاب.
فلعلنا نركز على المنهجية والمسائل تفصيليًا.
بارك الله فيك... وفي جميع الإخوة الأفاضل.
الأخ أسامة
أحسن الله إليك.
أما وقد دعيت إلى المنهجية فدعنا ننظر إلى السبب الرئيسي لمشاركتنا في هذا الموضوع، ودعنا نقتطف منه بعض المسائل التي طرحها، ونرى مدى مطابقتها للمنهجية العلمية، ومن ثم ننطلق إن شاء الله، لو توفر الوقت الكافي، والمقصود ليس المؤلف في شخصه، فللرجل إسهاماته العلمية التي لا تنكر، لعل أبرزها كتاب العلمانية.
لقد كان من أوائل المسائل التي طرحها في كتابه هي حكم الأشاعرة عند أئمة المذاهب الأربعة، (وهو لا شك يقصد حكم منهجهم أو طريقتهم أو عقائدهم؛ لأن الحكم لا يكون على الذوات كما هو مقرر)، وأعتقد أنه إنما قصد حكم المذاهب الأربعة، لا أئمة المذاهب، لأن آخرهم موتا ـ وهو الإمام أحمد ـ رحمة الله على الجميع ـ مات قبل مولد الأشعري بتسع عشرة سنة، وذكر في ذلك شهادات لبعض رجال المذهب بذم الأشاعرة ومنهجهم وعقائدهم، والآن لننظر ما إذا كان المؤلف التزم المنهجية العلمية أم لا.
المنهجية يا سادة تقتضي أن يختار من المذهب رجلا من اللذين إذا قيل (فلان) عرفت مكانته فيه، ويكون قوله في الغالب معتبرا، حتى يمكن أن يكون هو رأي المذهب عموما، وهو من القوة بحيث حتى لو انفرد برأيه يجعل لرأيه وزن ولا يطرح بالكلية إلا لمعارض قوي، أو ينقل كلام عدة رجال لهم وزنهم في المذهب بحيث يتكون من آرائهم ما يمكن أن يعتبر رأي المذهب ككل. والمنهجية العلمية تقتضي كذلك التثبت من المنقول ما وسع الباحث الجهد، ويلتزم أن ينقل الآراء من كتب أصحابها أو على الأقل ممن لا يظن أنه بينه وبين المنقول عنه اختلاف أو خلاف، حتى لا يتطرق الشك إلى المنقول.
والآن لننظر إلى صنيع المؤلف، ونرى هل يصدق عليه ما ذكر، والكلام ليس لي، بل لمن رد على المؤلف كالشيخ الأدلبي والسقاف، ولي منه أحيانا إعادة الصياغة.
اختار من المالكية ابن خويزمنداد ـ رحمه الله ـ ووصفه بأنه فقيه المالكية بالمشرق، ولعل للرجل إسهاماته العلمية، لا ندري، لكن المؤكد أنه ليس من الرجال المعتمد على أقوالهم في المذهب، بحيث لا يعرفه إلا القليل من طلاب العلم، فاسمه لا يكاد يذكر في كتابات المؤلفين فيه. ولننظر ماذا قال فيه الإمام ابن حجر في [color=window****](لسان[/color][color=window****][/color][color=window****]الميزان) (5 / 291 من الطبعة الهند ية) و (5 / 329 من طبعة دار الفكر)[/color]، قال ما نصه: "[color=window****]عنده شواذ عن مالك ،[/color][color=window****][/color][color=window****]واختيارات وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب[/color]،[color=window****] كقوله إن العبيد لا يدخلون في خطاب[/color][color=window****][/color]الأ[color=window****]حرار[/color]،[color=window****] وأن خبر الواحد مفيد العلم . . [/color]. وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي،[color=window****] ولم يكن[/color][color=window****][/color][color=window****]بالجيد النظر[/color]،[color=window****] ولا بالقوي في الفقه[/color]،[color=window****] وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم[/color]،[color=window****][/color][color=window****]ولا يجوز شهادتهم[/color]،[color=window****] ولا منا كحتهم[/color]، ولا أماناتهم[color=window****]، وطعن ابن عبد البر فيه أيضا[/color]"، فهو إذن بشهادة ابن حجر والباجي وابن عبد البر ليس من المعولين عليهم في المذهب، فلا أدري ماذا يسمى هذا الصنيع في مجال البحث العلمي؟ [color=window****][/color]
[color=window****]أما من الشافعية فقد ذكر قولاً منسوباً لأبي العباس ابن سريج، الفقيه المعروف، ناقلا إياه من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم رحمه الله، وفي هذا ما يكفي للحكم عليه بأنه مشكوك فيه؛ لأن المعاداة والمنافرة قد تحول بين المرء وبين دقة التحري، لا للتهمة بالكذب، ولكن للتسرع في قبول ما ينقل دون تمحيص رغبة في انتصار الكاتب لقوله، فيتساهل في قبول الرواية عن المنقول عنه ، دون نقد ولا تمحيص. ويبدو أن ابن القيم ـ رحمه الله وغفر له ـ قد وقع في ذلك التساهل ، إذ نقل شيئاً من العقيدة المنسوبة لابن سريج ، دون أن ينقد الرواية ، لا سنداً ، ولا متناً، ونقلها عنه المؤلف دون نقد أيضا، فأما السند فهو منقطع ، لأن الذي ذكرها عن ابن سريج ـ كما قال ابن القيم ـ هو أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني ، وهذا قد ولد سـنة (380هـ) تقريباً ، وتوفي سـنة (471هـ). أي إنه ولد بعد وفاة ابن سريج بخمسة وسبعين عاماً تقريباً ، ولم يذكر من الذي بلغه إياها ، وكل سند منقطع فهو ضعيف. [/color][color=window****]ثم إن ابن سريج لا يمكن أن يصح عنه هذا القول؛ لان ابن سريج مات قبل الأشعري ب* (21) سنة ، وأبو الحسن الأشعري عاش[/color][color=window****] (64) [/color][color=window****]سنة، يعني لما مات ابن سريج كان عمره (43) سنة، ولم يظهر إذ ذاك مذهب، فقد توفي ابن سريج سنة (303) كما في (سير أعلام النبلاء) وولد الأشعري سنة (260) وقيل (270) كما في (سير أعلام النبلاء)[/color][color=window****][/color][color=window****]أيضا، فيكون عمره عند موت ابن سريج على القول الأول (43) وعلى الثاني (33) وهذا مما يؤكد[/color][color=window****][/color][color=window****]عدم إدراك ابن سريج للأشعرية تأكيدا مبرما،[/color][color=window****]لأنه كما تواتر عنه أنه صحب الجبائي[/color][color=window****][/color][color=window****]يدرس عليه ويتعلم ويأخذ عنه (40) سنة، وكم كان عمره لما بدأ بالاخذ[/color][color=window****][/color][color=window****]عنه؟ ربما كان عشر سنوات أو ثمانية مثلا، فيستحيل إذ ذاك أن يدرك ابن سريج الأشاعرة[/color][color=window****][/color][color=window****]حتى يقول ما نقله، ولذلك فإنه حتى على فرض صحة نسبة هذا القول لابن سريج [/color][color=window****]فالواضح أن كلمة [ والأشعرية ] ليست من كلامه، وإنما هي مقحمة فيه.[/color]
[color=window****]ثم ذكر قولاً منسوباً لأبي الحسن الكرجي، وهو فقيه توفى سنة (532هـ) ناقلاً إياه من كتب ابن تيمية وابن القيم ، وهما مخالفان ومخاصمان للأشاعرة، ويجران بذلك النقل لنفسيهما نفعاً ، فهذا النقل لا يصح أن يعتمد عليه. وقد أشار السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" إلى وقوفه على قصيدة تنسب إليه في العقيدة ، وأبدى شكه في جزء منها على الأقل ، وهو المشتمل على ما يقتضي التجسيم وعلى مخالفة الأشاعرة والطعن في الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله، ومن أهم الأسباب التي دعته للشك في ذلك الجزء منها هو قول ابن السمعاني: [وله قصيدة بائية في السُّنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف ، تزيد على مئتي بيت ، قرأتها عليه في داره بالكرج]. وابن السمعاني كان أشعري العقيدة ، فلو كان فيها ما اشتمل عليه ذلك الجزء لما أثنى عليها . ومن ذلك عنده كذلك أن بعض أبيات القصيدة شعر مقبول ، بينما بعضها الآخر في غاية الرداءة ، وهو الجزء المشتمل على تلك القبائح ، ثم إن فيها الطعن في الأشعري وأنه لم يك ذا علم ودين !!! والحال هو أنه قد اتفق الجميع على علمه ودينه وزهده وورعه. هذا وقد نقل ابن تيمية الكلام المنسوب إلى أبي الحسن الكرجي من الكتاب المسمى بـ "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول" ، ونسب الكتاب للكرجي ، وقد قال الإسنوي في ترجمة الكرجي في "طبقات الشافعية": [ وله تصانيف في الفقه والتفسير ، وله تصنيف يقال له الذرائع في علم الشرائع ] . ولم يذكر أن له كتاباً في العقيدة أو الأصول ، فربما كان هذا الكتاب منحولاً مكذوباً ، أو مقحماً فيه مثل ذلك الطعن في الأشعري والأشاعرة. وابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ينقل ما يجده في الكتب دون أن يتحقق من صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف الذي نسب إليه ، ولما كانت حاله كذلك ووجدنا ابن السمعاني وابن السـبكي ـ وهما من كبار الأشاعرة ـ يثنيان على الكرجي ؛ تبين لنا أنه لم يثبت من الطعن في الأشاعرة عن الكرجي شيء.[/color]
[color=window****]ثم ذكر هذا الدكتور ما يدل على نفور الفقيهين الشافعيين الكبيرين أبي حامد الإسفراييني وأبي إسحاق الشيرازي من مذهب الأشاعرة ، وهذا منقول من كلام ابن تيمية، وهو قد نقله عن الكرجي ، فرجع الأمر إلى ما ذكر في الفقرة السابقة، يؤكد ذلك أن أبا إسحاق الشيرازي أشعري العقيدة ، واقرأ إن شئت معتقده المطبوع في مقدمة شرح اللمع له، وفيه قوله في اعتقادات أهل الحق: [ فمن ذلك أنهم يعتقدون أن أول ما يجب على العاقل البالغ: القصد إلى النظر والاستدلال المؤديين إلى معرفة الله عز وجل] [ ثم يعتقدون أن التقليد في معرفة الله عز وجل لا يجوز ، لأن التقليد قبول قول الغير من غير حجة ] [ ثم يعتقدون أن الله تعالى ليس بجسم ]. وقوله [ العقل عند أهل الحق لا يوجب ولا يحسن ولا يقبح ] [ ولا يقال إن كلام الله لغات مختلفة ، لأن اللغات صفة المخلوقين ] . وقوله [ ثم يعتقدون أن الله تعالى مستو على العرش ، ... وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة ، لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، والرب عز وجل قديم أزلي ، فدل على أنه كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو على ما عليه كان ]. ثم قال عن المخالفين للأشاعرة: [فإظهارهم لما هم عليه من التشبيه ولعنة المسلمين وتكفيرهم لا يدل على أنهم على الحق ، ... ومن شرهم: لعنهم لأهل الحق وغيبتهم لهم وتقبيح اسمهم عند العامة وتلقيبهم لهم بالأشعرية]. فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي ، أشعري محض ، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة ، بخلاف قول المؤلف عنه ، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون !!! [/color]
وللحديث بقية.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أخي فوزي...
حفظك الله
لستُ هنا لتقييم أو نقد كتاب المؤلف أو ماذا قاله... أو غيره من العلماء أو الشيوخ.
فالعبرة ليست بالقائل... ولكن بقوله.
وكما قال الإمام مالك: كلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فدعنا بارك الله فيك من الأشخاص وندخل في المهم... المنهج والمسائل المترتبة عليه.
(أقصد بالمنهج: منهج الأشاعرة فيما يخالفون فيه أهل السنة والجماعة في العقيدة - أصول الدين) وليس منهج المؤلف في كتابه.
بارك الله فيك.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أرى والله أعلم أن النقاش لابد أن يكون محصوراً في الكتاب الذي هو أصل الموضوع وليس في الطوائف والفرق لأن ذلك سيكون حيدة.. ناقشوا الكتاب بارك الله فيكم ولكن بمنهج السلف رحمهم الله. أما مناقشة طوائف المبتدعة فهذا موضوع قد يمتد لسنوات وسنوات. أخي أسامة أرى أن مطلبك فيه تطويل مخل بأصل النقاش. أرجو أن ترد على الكاتب فوزي حتى لا يعتبر خروجك عن الموضوع هروبا من المحاورة.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
للأخ فوزي أقول :التكثر من ذكر أسماء العلماء ليس منهجاً علميا في نصرة الحق
بل هي طريق أهل الرفض, مع أنك لم تجب على ما أورده عليك الإخوة
على أن من ذكرتهم كل واحد مدرسة قائمة تحتاج التفصيل في أمره وليسوا سواء كما أوهمت
فيكفي في رد كلامك أن الأشاعرة أنفسهم يقرون أن طريقتهم مغايرة للسلف قولا واحداً
بل بعضهم يصدر عنه سخرية بعقول أئمة السلف ولا حاجة بنا لنقل ذلك كله
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
و اياك اخي الكريم..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
انما أنا باحث و أطمع في مزيد من توضيح الصورة عن هذه الحقب من حقب أمتنا و لست عالما ليكون كلامي مرجعا مستقرا...لهذا رجوت أن تكون وقفت فعلا على كتب الباقلاني فتفيدني...و أنا في انتظار افادتك الغالية لأني أحب أن أقف على كلام أهل الدار أنفسهم لا من تكلم عنهم و درس مذهبهم و لو كان شيخ الاسلام..لأن أخي العزيز ما ذكرته من الاختلاف بين جيلي الأشاعرة في علاقة النقل و العقل و بيان ان الأولين كانوا يجعلون السمع أصلا و المتأخرين يجعلون العقل أصلا ليس من كيسي و انما هو من كلام دارسي المذهب و على رأسهم شيخ الاسلام نفسه..يعرف ذلك من له أدنى معرفة بكتبه...:) و لكن كما قلت لك الأفضل الرجوع الى المصادر الأصلية لمن أراد التأكد من صحة تحليل الدارسين و مزيدا من وضوح الرؤية...
أخي الحبيب ابن الروميّة ..سدده الله لإصابة الحق
أشكرك على التشكيك في أهليتي وقراءتي, بارك الله فيك
ابن تيمية فرق بين المتقدمين والمتأخرين في كل شيء
وبين أن المتأخرين أبعدوا النجعة أكثر بالنسبة للمتقدمين
أما تقديم العقل على النقل فهو من لب المنهج الأشعري والمتكلمين عموما
ولولاه لما وجد شيء اسمه الأشاعرة , وكذا عند المتصوفة ما يقابله من تقديم إملاءات القلب والوجد والخيالات والمنامات..إلخ على الشرع
واستمع لقول الباقلاني كمثال عاجل إذ إني بعيد عن مكتبتي:"ويجب أن يعلم أن كل ماورد به الشرع من عذاب القبر وسؤال منكر ونكير..والحوض والشفاعة..يجب الإيمان به والقطع به لأن جميع ذلك غير مستحيل في العقل" الإنصاف ص 51
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الحلقة الثالثة في الردّ على المشاركة رقم "28" لفوزي :
أمّا قولك : ( هل تعلم ما هي مشكلتك ومن هو على شاكلتك؟ إنكم لا تقرؤون ومع ذلك تتعالمون، وإذا قرأتم لا تنصفون، يعمد أحدكم إلى كتب فئة معينة من المؤلفين فيشربها نفسه، ويعتنق الأفكار التي فيها دون عرضها على ميزان الكتاب والسنة، وميزان أهل العلم القائم على التحقق من الأخبار والدعاوى، والمؤسس على تلك القاعدة الذهبية: "إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل" ) فلا يزيد عن كونه كلاما إنشائيا باستطاعة أيّ أحد سبك مثله أو ردّه على صاحبه ف ( هل تعلم ما هي مشكلتك ومن هو على شاكلتك؟ إنكم لا تقرؤون ومع ذلك تتعالمون، وإذا قرأتم لا تنصفون، يعمد أحدكم إلى كتب فئة معينة من المؤلفين فيشربها نفسه، ويعتنق الأفكار التي فيها دون عرضها على ميزان الكتاب والسنة، وميزان أهل العلم القائم على التحقق من الأخبار والدعاوى، والمؤسس على تلك القاعدة الذهبية: "إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل" ) والعجيب أن يدعي فوزي التحقيق وجلّ اعتماده في تقرير معتقده هو على أسانيد واهية لا يصح منها شيء عند التحقيق وما صحّ منها لا يخدم ما يحاول فوزي قوله والأعجب من هذا أنّه وقومه يردّون ما صحّ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم بدعوى أنها أحاديث آحاد فإذا جاؤوا لتقرير مذهبهم ومحاولة وصل سلسلتهم المنقطعة اضطرّوا إلى كلّ ما أظلم سنده أو شذّ فهمه من الأقوال ولا يرون في ذلك حرحا ولا يقطر وجههم حياء فرغم توالي المتناقضات لم يزل فوزي يردد دعواه التي لم يستطع أن يثبتها بنقل صحيح فإن صحّ نقله انحرف فهمه فهو يتخبط بين الأمرين لا تكاد تنفك إيراداته عن أحدهما وسيأتي البيان إن شاء الله ..
أمّا قولك : ( ومن المجانبة للإنصاف تقديره لدرجة التقديس، ورفعه إلى مرتبة تكاد تصل به إلى العصمة، التي لا يستحقها مَن سوى الأنبياء والمرسلين؛ حتى إن أقوال سابقيه ولاحقيه من العلماء توزن ـ عند كثير ممن فُتنوا به لحد التقديس ـ بالعرض على كلامه، لا على نصوص الكتاب والسنة، وأساليب اللغة وموازين العقول) فهو صحيح إلاّ أنّ حصر هذا الكلام بشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وبعض من تعصب له هو الإجحاف بعينه ذلك أنّه من المجانبة للإنصاف تقدير أيّ عالم لدرجة التقديس، ورفعه إلى مرتبة تكاد تصل به إلى العصمة، التي لا يستحقها مَن سوى الأنبياء والمرسلين بما في ذلك علماء الأشعرية ومن تزعم الأشعرية أنّه منها من بعض أهل الحديث أما أن يعمد أشعري إلى كلام أهل العلم في الإنتصار لمذهب السلف الذي بيّنه ابن تيمية ويحاول جهده ثنيهم عن الإنتصار للحق ورد مخالفات الأشعرية للسلف بدعوى عدم التعصب وتقديس الأشخاص ثمّ لا يجد ما يستدل به على دعواه غير تكرار الدعاوى وشتم المخالفين فهذا هو الظلال بعينه أما الإستدلال بما يدعيه من حال بعض ممن يسميهم المتعصبة فهذا مردود عليه أيضا إذ لا يعرف متعصب أكبر من الأشعرية وما انتشر مذهبهم إلاّ بحد السيف فهم غلاة في التكفير منحرفون في الأسماء والأحكام وقد شهد بهذه الحقيقة التاريخية العلامة المقريزي في"المواعظ" (4\160) فقال : «وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري. وصار يحفّظها صغار أولاده. فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه. فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك (يقصد المماليك). واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ. فلما عاد إلى بلاد المغرب وقّام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم. ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ الميسيّ وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين! فلذلك صارتّ دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت. إذ هو عندهم الإمام المعلوم المهديّ المعصوم. فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلاّ اللّه خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ. فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب وجُهِلَ، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه. إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف: لا يرون تأويل ما ورد من الصفات. إلى أن كان بعد السبعمئة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ. فتصدّى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصَدَعَ بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية».
فها أنت ترى سرّ ( كثرة المتأخرين) التي تباهي بها اليوم مخالفيك وسرّ تغير عقيدة قومي الذين تسميهم أنت وأمثالك بالمتسلفة والذين قلت فيهم (أقول قومك الجدد لأنني أعلم أن علماء الجزائر المجاهدة ليسوا على ما أنت عليه عدا نفر ممن تمسلفوا، والله المستعان ) أعرفت الآن السرّ ؟!! قتل وتعذيب وإجرام وسفك دماء فبماذا تفخر يا فوزي !!!!!!
أما قولك ( فهل رأيت أحدا انتقد رأيا لابن تيمية ) فهو والله عجيب ولست أدري إن كنت حقا جاهلا أو متجاهلا أم تريد من محاورك أن يجمع لك مخالفات العلماء لشيخ الإسلام رحمه الله في فروع العقيدة والأحكام وحسبك أن تقرأ ردّ العلامة الألباني رحمه الله على مسألة فناء النار وغيرها وبغض النظر عن تحقيق قول شيخ الإسلام رحمه الله في المسألة فالمعلوم أنّ من أشياخك المعاصرين من يستأنس بمثل هذه الردود للطعن على أئمة الإسلام وما حال السقاف عنا ببعيد فكيف تزعم الجهل بذلك بل الشيخ العثيمين نفسه وهو حنبلي كما نعلم قد خالف شيخ الإسلام في عشرات المسائل وكتبه مليئة بذلك فنحن لسنا تيميين أخي الفاضل بل سلفيين وهذه أمة مرحومة لا تجتمع على ضلالة وأخطاء العلماء مغفورة بإذن الله في بحر حسناتهم قال الإمام الذهبي - رحمه الله - : " ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة " السير 14/40
ويقول الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله :
" ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على من أفتى أو عمل حتى يتبين لكم خطأه ، بل الواجب السكوت والتوقف ، فإذا تحققتم بينتموه ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن فإني لا أدعي العصمة " تاريخ نجد 2/161
ومن هنا يظهر مدى مصداقية قولك (فلا يتعرضون له بتخطئة مهما قال) وقولك ( ولك في مسألة فناء النار أوضح مثال على ذلك ) بل في هذا المثال نفسه حجة عليك خصوصا وقد رد فيها على شيخ الإسلام رحمه الله علم معاصر في حجم العلامة الألباني أقول وبغض النظر عن تحقيق قول شيخ الإسلام رحمه الله فيها فمجرّد اطّلاعك على ردّ العلامة الألباني كاف في رد مشاغباتك أما قولك ( رمتني بدائها وانسلت ) فقد ذكّرني بقول العرب ( وتلك شكاة ظاهر عنك عارها ) بل المثل الذي سقته ينطبق عليك تماما فالمعلوم بأنّ التأويل والتفويض منهجان مختلفان والأشاعرة أنفسهم مختلفون إختلافا كبيرا فيما بينهم حتى قسمهم المهتمون بالشأن الأشعري إلى أقسام عدة متقدمين ومتأخرين مؤولة ومفوضة وهكذا كما أن الأشاعرة ومن وافقهم لا يوجد فيهم إلا من قال بالإثبات أو من قال بالتأويل أو قال بالتفويض أما وجود من يقول بكل هذا كما هو حال فوزي ومحاولة جعل ذلك في إطار منهجي واحد مع إختلاف أصول المثبتة عن أصول المعطلة وأصول المفوضة عن أصول المؤولة فهذا تناقض كبير و تعصب مقيت وهو إن دلّ على شيء فإنّما يدل على أنّ صاحبنا ليس بباحث عن الحق بل هو صاحب منهج جدلي سبيله إبطال الحقائق لا إقرارها مستعملا كل ما يقع تحت يديه من عبارات مجملة أو مطلقة ولو خالفت عشرات العبارات الصريحة ومما يدلك على افتقاده إلى منهج علمي متكامل يمكن طرده في جميع مسالك الكلام أنّه حاول إثبات أنّ السلف كانوا يقولون بالتأويل فهو أولا لم يفرق بين التأويل الكلامي الذي هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى المرجوح بدعوى دلالة النصوص على ما لا يليق بجلال الله وبين التأويل عند السلف والذي معناه تفسير اللفظ وبيان معناه وهذا هو ما نبه عليه الأستاذ بن الرومية جزاه الله خيرا وكون السلف كانوا مثبتة ينفرون من التأويل البدعي و يذمونه أمر متواتر عندهم وعند خصومهم بحيث هو منقول في كتبهم بألفاظهم قال الذهبي في" السير"{505/10}: ( قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم و ما أبقوا ممكنا و آيات الصفات و أحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا، وهي أهم الدين فلو كان تأويلها سائغا أو حتما لبادروا إليه فعلم قطعا أن قراءتها و إمرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك )
كما أنه يعتقد انه بمجرد ثبوت التأويل عند إمام ما لمسألة واحدة ولو لم تكن من أمهات المسائل العقدية بل من فروعها يدعي عليه مذهب التأويل ولا يهمه في منهجه هذا أن هذا الإمام يثبت عشرات الصفات
كما فعل مع الإمام ابن عبد البر في حديث النزول مع أنّ هذا لهذا الإمام قولا آخر ومن نفس الموضع الذي ينقل منه فوزي إلاّ أنّه أخفاه
ولو كان محقا لنقل ما له وما عليه أما محاولة نقض مذهب الخصوم باعتماد الأسانيد المظلمة وإجتزاء الأقوال فهذا ما لا سبيل لقبوله وسنبدأ بإذن الله بالرد على التأويلات المزعومة ..
يتبع إن شاء الله ( ملاحظة : آسف لبطئي الشديد في تحرير المشاركات فأنا أكتب على ال google arabic key board وليس في الإمكان غيره على الأقل حاليا ومع هذا فسأستمر في التعقيب على المشاركة 28 إلى نهايتها ثمّ أنتقل إلى غيرها بإذن الله )
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الأخ العاصمي من الجزائر السلام عليكم
قلت فيما سبق بأنكم تنتهجون التدليس على القراء، و أنت هنا ما زلت على ما أنت عليه، فما نقلته عن المقريزي باطل كما سنرى، والغريب أنك بنيت عليه حكما هو في غاية الشناعة والاتهام لعلماء المسلمين بالتخاذل، ولأبطال كبار كصلاح الدين بإرغام الناس أن يعتقدوا غير الاعتقاد الصحيح، وهاك البيان:
توفي صلاح الدين رحمه الله سنة 589 هـ وهو قد ولد سنة 532 هـ، ومعلوم أن من أكابر العلماء الذين برزوا في مذهب أهل السنة الباقلاني والجويني والغزالي والرازي، وهؤلاء إما ماتوا قبل أن يولد كالباقلاني {ت 403}والجويني {478} أو عاصروه وتوفوا حال حياته أو بعده بقليل وليس له بعد نفوذ، أو عاشوا بعيدا عن سلطان نفوذه، كما هو الحال مع الغزالي {555} والرازي {606}، وكذلك الحال مع ابن تومرت الذي مات سنة 524، وكان المذهب قبله منتشرا في بلاد المغرب والأندلس، ومن أبرز أعلامه: القاضي عياض {544 } الباجي {474} المرادي الحضرمي القيرواني {489} أبو الحسن القابسي {430} ابن العربي {514} ابن عطية {546}، فهل هؤلاء يا ترى كانوا مجبرين على انتهاجهم هذا المنهج؟ كلام فارغ. بل هو لأنه المذهب الحق قيض الله له من ينشره من العلماء والحكام.قبل صلاح الدين وابن تومرت.
ولو كان ما حكاه المقريزي صحيحا فلماذا لم يذكر لنا التاريخ مقاومة المشايخ له، وهل تراهم نكصوا عن رد الباطل، وسلفهم كان الإمام أحمد؟
عجبا لكم ثم عجبا؟ إذا قلنا ورد التأويل عن سلف الأمة ونقلنا لكم نقولات عنهم، قلتم لا إنما هو تفسير للألفاظ، فليكن فلا مشاحة في الاصطلاح، ما دام المؤدى واحد.
والآن أود منك الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها عن الأخ ابن الرومية، واعتبرها إن شئت تافهة أو ما شئت من الأوصاف، فقط أجب عليها دون لف ولا دوران.
1. ما الذي ألجأ ابن عباس وقتادة ومجاهد ومالك والطبري وأحمد لتأويل تلك النصوص، حتى لو سلمنا جدلا أنهم كما ذكرت ما خرجوا بعملهم هذا عن منظومة الوحي ـ على حد تعبيرك؟
2. ما الذي ألجأ الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إلى محاولة رد تأويل الإمام أحمد لقوله تعالى : "وجاء ربك" أنها : وجاء أمر ربك؟
3. ألا ترى معي أنه لما انتهج الكثرة الكاثرة من علماء المسلمين على مر العصور منهجا غير المنهج الذي انتهجه ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ممن حدا حدوهما ـ ألا ترى في ذلك أمرا لا يساعد على ما ذكرته؟ وهل فهمكم لمراد السلف أصح من فهمهم، بحيث غاب عنهم ما وضح لكم، وأنتم ـ ونحن معكم ـ من نكون أمامهم علما وفهما ودراية، ناهيك عن التقوى والإخلاص؟
والسلام عليكم.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
قبل أن يجيبك أحد على هذه الأسئلة الغريبة
هل ترى أن ابن تيمية وابن القيم افتريا على السلف فجاءوا بعقيدة جديدة؟
نرجو الجواب :بنعم..أو لا..دون تطويل
والسؤال بشكل أوضح هل افترى ابن تيمية على السلف في هذا النقل الآتي:
وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة لا يمكن أن نذكر هنا إلا قليلا منه، مثل كتاب (السنن) للالكائي، و(الإبانة) لابن بطة، و(السنة) لأبي ذر الهروي، و(الأصول) لأبي عمرو الطلمنكي، وكلام أبي عمر بن عبد البر، والأسماء والصفات للبيهقي، وقبل ذلك (السنة) للطبراني ولأبي الشيخ الأصبهاني ولأبي عبد الله بن منده ولأبي أحمد العسال الأصبهاني.وقبل ذلك (السنة) للخلال، و(التوحيد) لابن خزيمة، وكلام أبي العباس بن سريج، (والرد على الجهمية) لجماعة، وقبل ذلك (السنة) لعبد الله بن أحمد، و(السنة) لأبي بكر بن الأثرم، و(السنة) لحنبل وللمروزي ولأبي داود السجستاني ولابن أبي شيبة، و(السنة) لأبي بكر بن أبي عاصم، وكتاب (الرد على الجهمية) لعبد الله بن محمد الجعفي شيخ البخاري، وكتاب (خلق أفعال العباد) لأبي عبد الله البخاري، وكتاب (الرد على الجهمية) لعثمان بن سعيد الدارمي، وكلام عبد العزيز المكي صاحب (الحيدة في الرد على الجهمية) وكلام نُعيم بن حماد الخزاعي، وكلام الإمام أحمد بن حنبل، وكلام إسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى النيسابوري وأمثالهم. وقبل هؤلاء عبد الله بن المبارك وأمثاله وأشياء كثيرة.
؟؟
السؤال الثاني: هل ترى أن هناك فرقاً بين عقيدة الأشاعرة وبين عقيدة السلف من أئمة الحديث أم هما متحدان؟
السؤال الثالث:هل تفرق بين المنهج العام وبين آحاد المسائل الجزئية أم عندك الأمران مستويان..ولن أخوض معك في مناقشة ما مثّلت به
من بعض التأويلات هنا وهناك مما هو تارة ليس داخلا في باب الصفات,وتارة لايصح سنده,وتارة يكون محتملاً ,..إلخ
والسلام عليكم
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
السؤال الرابع : ما معنى اسم الله "الظاهر" عندك؟
وفقك الله لحسن الجواب على جميع الأسئلة
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
سؤال للأخ العاصمي: هل الشيخ محمد الهاشمي رقم 103 هو نفسه الشيخ صاحب قناة المستقلة من الجزائر؟ أرجو التوضيح والإجابة..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
و لم لا تتوجه الى من طرحت عليه الأسئلة و اجابك عليها أخي الكريم الا ان تكون اجاباته تافهة....:)
على أي حال سأحاول تلخيص ما سبق ممافيه اجابة
1-ما الذي ألجأ ابن عباس وقتادة ومجاهد ومالك والطبري وأحمد لتأويل تلك النصوص، حتى لو سلمنا جدلا أنهم كما ذكرت ما خرجوا بعملهم هذا عن منظومة الوحي ـ على حد تعبيرك؟
هذا هو نفسه الذي يبين الفارق بين التأويلين..فالسل ف دائما ما يصرحون أن غرضهم..او ما يلجؤهم هو البحث عن الظاهر...ظاهر الكتاب و السنة...كما حين تلقي على عامي قول الله سبحانه و ما كان ربك نسيا...ثم تلقي على مسامعه اليوم ننساهم ...فتلقائيا بفهمه البياني البسيط سيعرف ان النسيان في الآية الثانية ليس بمعنى النسيان نسيان الغفلة...و لا له معرفة بالجوهر و لا العرض و لا بالمقولات العشر ...فدافعه هو البحث في كلا الآيتين عن الظاهر لا غيره..أما المتكلمين فهم مصرحون أصلا انهم لا يلجؤهم لذلك البحث عن الظاهر بل هم مصرحون بالعكس..أن الذي يلجؤهم هو افادة الظاهر للتجسيم بحسب المقولات العشر و الجوهر و العرض ..اي أن ما يلجؤهم هو الحقيقة المنطقية اليونانية لمعنى التشبيه...و هي قرينة خارجية...أما العامي البسيط الذي يسر له الذكر قبل ان يعرف المسلمون حتى ما هي المقولات العشر..فدافعه هو ابتغاء الظاهر من الخطاب..و لهذا لن تجد ممن ذكرت من قال انه أول الآية الفلانية لأن ظاهرها يفيد التشبيه..و التحدي مرفوع حتى قبل شيخ الاسلام و لاأحد استطاع ان يأتي بشيء لا الشيخ السقاف و لا غيره
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أخي ابن الرومية أسئلتي ليست موجهة لك..وأظنني وفيت بأصل مطلبك
والله الموفق
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
2. ما الذي ألجأ الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إلى محاولة رد تأويل الإمام أحمد لقوله تعالى : "وجاء ربك" أنها : وجاء أمر ربك؟
نفس الذي ألجأ العلماء الى محاولة رد قول صاحب كتاب الحيدة في نفيه أن يكون الله سميع بسمع بصير ببصر مما أجمعت عليه الأمة و بالتالي تناقض ما هو معروف من أقواله ...و ردوها كما رد ابن تيمية رحمه الله قول الامام احمد الى انها من باب الزام الخصم في المناظرة ...فان كان ما علل به شيخ الاسلام من التأويل البارد المتعسف ..فليكن نفس الأمر في تأويل العلماء لقول صاحب الحيدة و لنتسرع بسبب ذلك فنجازف و نجزم أن السلف كان فيهم من هو على خط الامام احمد و منهم من هو على خط المعتزلة في نفي الصفات...لمجرد كلمة مجملة قيلت في مناظرة و تحت الاستضعاف الزاما..فلما زال قال بالحق تفصيلا..فنترك التفصيل المستفيض و نأخذ بالمجمل الشاذ و تجعله قاعدة..بل حالة اجتماعية علمية بأسرها في مجتمع العلماء..أين هذا من التحقيق العلمي؟؟؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
-3. ألا ترى معي أنه لما انتهج الكثرة الكاثرة من علماء المسلمين على مر العصور منهجا غير المنهج الذي انتهجه ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ممن حدا حدوهما ـ ألا ترى في ذلك أمرا لا يساعد على ما ذكرته؟ وهل فهمكم لمراد السلف أصح من فهمهم، بحيث غاب عنهم ما وضح لكم، وأنتم ـ ونحن معكم ـ من نكون أمامهم علما وفهما ودراية، ناهيك عن التقوى والإخلاص؟
والسلام عليكم
هذا ما يسمى بالمصادرة على المطلوب...لأن أصلا المذاكرة بين الجميع بدأت بسؤال :كيف وفق امثال النووي و ابن حجر و وابن العربي والقاضي عياض ولمازري والرامهرمزي والبيهقي والسرخسي و ابن الجوزي ..وفقوا في الفروع و لم يوفقوا في العقائد...- مع أن لا أحد قال هذا اذ قد انتقدوا في الفروع كما انتقدوا في الأصول كحال جميع علماء الأمة و لم يسكت عن أخطائهم و لا عن أخطاء غيرهم غيرهم الا من ضاقت حويصلته عن تقبل معنى النقد ..كما ان من جهة أخرى بعض المذكورين ليسوا أشاعرة-..و المقصود أن الأصل الذي يجيب عن هذا السؤال هو ما قد بيناه طول الخط في بيان الفرق بين المتقدمين و المتأخرين..( وان لم ينتبه لذلك الأخ ابن العباس فظنه خارج الموضوع -ابتسامة محيلة-)و هو أن حال أغلب هؤلاء الأئمة ان لم يكن كلهم كحال متقدمي الأشاعرة ..كان عندهم المعظم و المقصود الأول بالاستدلال و مصدر التلقي الأول و المؤسس للمعرفة هو النقل و السمع..أما العقل عندهم فلا يتجاوز كونه عاضدا...و هذا من أثر توجههم بالأساس الى الاشتغال بالنقل فأصابتهم بركة الحديث. و لهذا ما تجد لهم تأصيلات المتأخرين الكلامية و لا تجد أصلا لهم هوى في الاشتغال بمسائل علم الكلام كما تجده عند معاصريهم من المتأخرين....و هذا كان التيار المقدم للسمع كان هو السائد في المتكلمين المتقدمين المنتسبين للسنة من الأشاعرة و الماتريدية و الكلابية ..و الذين كانوا يجعلون العقل فيهم مؤسسا ضمنيا او حتى صراحة كانوا قلة فيهم. ..و لهذا كانوا على تآلف في الغالب مع الحنابلة و من قال بالسنة المحضة من العلماء..و لكن بعد ذلك بعد قرن قلة العلم القرن الخامس ..بدأ التيار الأقل بالانتشار و اخذ الريادة و هو ما أدى الى فتنة القشيري و امثالها من الفتن ثم التقعيد النهائي للجويني حيث بدأت المفاصلة ...و أصبحت الكلمة لمن يجعلون العقل مؤسسا على غرار المعتزلة...و أصبح من كان على نهج الأقدمين كابن عساكر و النووي و ابن دقيق العيد و غيره من القلة و جلهم من المشتغلين بالحديث قلة من جهة انتشار منهجهم ...و لهذا السائل تجنب ذكر الرازي أو الآمدي او الجويني او غيرهم...لأن أمرهم أقل اختلاطا..و أكثر وضوحا فهم مصرحون بقلب مصدر التلقي..و جعل الصحة أقوى في العقليات اليونانية منها في السمعيات المحمدية...و هو ما لن تجده أيضا لأحد من هؤلاء الأئمة الأكارم من سادة الأشاعرة من المتحدثين قديما او حديثا ولو اعطيت مهلة ثلاث سنين أخرى..
و هذا ما يرد على سؤال أن الكثرة الكاثرة لم تتبع منهج ابن تيمية ..بل هؤلاء الكثرة الكاثرة على منهج الامام ابن تيمية الذي رد فيه على أساس التقديس في تقديم العقل اليوناني على السمع المحمدي..بل ان كثيرا مما رده على الامام الرازي انما استفاده من هؤلاء الأئمة من الأشاعرة المعظمين للنقل حتى أحيانا ما ابكاني انأ يرد بكلام احدهم على بعض من طائفته من الحنابلة...فكل من كان منهم اكثر تعظيما للنقل ومقدما له على العقل اليوناني الا تجده أقرب لفهم السلف و ادرى بهم..و قلت أخطاؤه التي لم تفلت من الانكار...فليس الأمر كما قال الاخ ان لم يكن هناك انكار...بل في كل طبقة من طبقات علماء اهل الاسلام الا و هناك من انكر على من أتى بقول مبتدع.. و لن تأتي بعالم بقول ببدعة في عصر الا امكن الاتيان بعالم مثله في عصره ينكرها ان لم بنكر على هذا العالم بعينه... و في عهد الأيوبيين اشتد انكار الحنابلة لبدعة تقديم العقل هذه خاصة من المقدسيين و ان كانوا يلتزمون الصفوف الأولى في حروب الامام ضد الصليبيين ...فماكانوا قوما قليلي العقل مثلنا لا يقدرون الأمور بقدرها..فما كان خير يمنعهم من خير...و في كل ما كانوا يبغون الا الخير بصدق لأمتهم و نجحوا فيما أردوا على اخطاءهم ..و ما ذلك الا ببركة الصدق..و الحمد لله رب العالمين
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
سؤال للأخ العاصمي: هل الشيخ محمد الهاشمي رقم 103 هو نفسه الشيخ صاحب قناة المستقلة من الجزائر؟ أرجو التوضيح والإجابة..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدجوي
سؤال للأخ العاصمي: هل الشيخ محمد الهاشمي رقم 103 هو نفسه الشيخ صاحب قناة المستقلة من الجزائر؟ أرجو التوضيح والإجابة..
محمد الهاشمي صاحب قناة المستقلة تونسي الأصل ...
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
جزاكم الله خيرا أخي ابن الزهراء.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
السلام عليكم
والآن نرى أن مذهب السلف في النصوص الموهمة للتشبيه هو الإمرار والسكوت وترك التفسير {الذي هو البحث عن المعنى} وتفويض المعنى إلى الله، وهو أحد مذهبي الأشاعرة حيال هذه النصوص، حتى من ورد عنهم الرجوع ‘لى مذهب السلف فإنما رجع إلى هذا المذهب.
تأملوا هذه النقولات:
1. قال الإمام أحمد فقد جاء في كتاب الورع له ص 199:
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار ازدجر واعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر والرؤية حق لأهل الجنة من غير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو كما قال ومعناه على ما أراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام ورد ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم ومن رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإنكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا .أ.هـ.
2. سئل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية قدس الله روحهما قولكم في مذهب السلففي الاعتقاد ومذهب غيرهم من المتأخرين؟ ماالصواب منهما؟ وما تنتحلونه أنتم من المذهبين؟ وفي أهل الحديث: هل هم أولىبالصواب من غيرهم؟ وهل هم المرادون بالفرقة الناجية؟ وهل حدث بعدهم علوم جهلوهاوعلمها غيرهم؟.
فأجاب: -
الحمد لله. هذه المسائل بسطها يحتمل مجلدات لكن نشير إلى المهممنها والله الموفق. قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِالرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِالْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْمَصِيراً} [النساء:115] . وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى اللهعليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان. فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة فقالتعالى: {وَالسَّابِقُو َ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَوَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْوَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:100].وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِيقُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاًقَرِيباً} [الفتح:18].فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاهالله ما تولى وأصلاه جهنم. فمن سبيلهم في الاعتقاد: [الإيمان بصفات اللهتعالى وأسمائه] التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله أو على لسانرسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها ولا تفسير لها ولا تأويل لهابما يخالف ظاهرها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين; ولا سمات المحدثين بل أمروهاكما جاءت وردوا علمها إلى قائلها؛ ومعناها إلى المتكلم بها. وقال بعضهم - ويروىعن الشافعي: [آمنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى مراد رسول الله]. وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ولميعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه. وأخذ ذلك الآخر عن الأول ووصى بعضهمبعضا بحسن الاتباع والوقوف حيث وقف أولهم وحذروا من التجاوز لهم والعدول عن طريقتهموبينوا لنا سبيلهم ومذهبهم ونرجو أن يجعلنا الله تعالى ممن اقتدى بهم في بيان مابينوه؛ وسلوك الطريق الذي سلكوه.
مجموع فتاوى ابن تيمية – 04 – الجزء الرابع
3. قال الإمام "الذهبي""فقولنا في ذلك وبابه : الإقرار ، والإمرار ، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم " اهـ السير 8/105
4. وقد علّق الذهبي رحمه الله على قول الله تعالى : " الرحمنُ على العرشِ استوى " قائلاً : من أقرّ بذلك تصديقاً لكتاب الله ولأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلّم وآمن به مفوّضاً معناه الى الله ولم يخض في التأويل ولا عمق فهو المسلم المتبع ( السير 14 / 373 ).
-الإمام مرعي بن يوسف الكرمي في كتابه "أقاويل الثقات" لمذهب السلف فقد قال ما لفظه أن منهج السلف هو"تفويض معناها" .
6- يقول الإمام الصنعاني في "إجابة السائل شرح بغية الآمل" ص 114:
(الأحوط الإيمان بما ورد وتفويض بيان معناه إلى الله وهذا لا بد منه في كل صفة له تعالى ثابتة بالنصوص القرآنية والأحاديث الثابتة فإن صفة القادر والعالم وغيرهما كلها لا يعرفها من خوطب بها إلا في الأجسام وقد آمنوا بها وأطلقوها عليه تعالى من غير تشبيه فليطلق عليه ما ثبت وروده وصح سنده وتفوض كيفية معناه إلى الرب تعالى.
7. - قول الإمام إسحاق بن راهويه في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه (( السنة )) بسند صحيح :
(( و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى ، فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد .
8. - وقال الإمام أبو عبيد : نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني (أي لا نطلب لها المعاني).
انظر الأسماء والصفات للبيهقي 2/192
9-قال ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة بعد أن سرد كثيرا من هذه النصوص:
(فكل هذه الأحاديث وما شاكلها تمر كما جاءت لا تعارض ولا تضرب لها الأمثال ولا يواضع فيها القول فقد رواها العلماء وتلقاها الأكابر منهم بالقبول لها وتركوا المسألة عن تفسيرها ورأوا أن العلم بها ترك الكلام في معانيها).
أقول: والتأويل المنهي عنه إنما هو التفسير الذي هو بيان وتوضيح المعنى
يقول الإمام الذهبي في السير(8/163):
(قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ-يقصد القاسم بن سلام- كِتَابَ (غَرِيْبِ الحَدِيْثِ)، وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً.وَقَدْ أَخَبَرَ بِأَنَّهُ مَا لَحِقَ أَحَداً يُفَسِّرُهَا، فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ، فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ، وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عَنْهُ).
والسلام عليكم
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
أخي فوزي، هل تريد أن تثبت لنا أن عقيدة أهل السنة في الصفات هي التفويض ؟!
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
بل السؤال الأولى بالاجابة أخي أسامة و أحرى أن يجيب عنه الأخ فوزي ان لم يرد الاجابة عن ما تلقى من الأسئلة..أن يقول لنا الأخ فوزي
حتى ان غضضنا الطرف عن ما يبين بيانا شافيا من نفس النقول التي ينقلها ان المقصود بالنفي نفي العلم بتفسير الكيفية ومعنى الكيفية لا نفي تفسير الظاهر و لا نفي المعنى الظاهر كقوله من غير إحاطة ولا كيفية أو قوله ولا تفسير لها ولا تأويل لهابما يخالف ظاهرها أو قوله وتفوض كيفية معناه إلى الرب تعالى...والذي أمثاله من بيان ان السلف يقصدو نفي معنى الكيفية لا المعنى الظاهر مستفيض في كلامهم نصا و ظاهرا دع عنك تضمنا.كقول الامام ابي عبيد الذي نقلناه آنفا :سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي، وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره....
المهم ...ان غضضنا الطرف عن هذه البينات في نفس نقول الأخ فوزي التي استدل بها دع عنك غيرها..و سلمنا أن المراد عندهم نفي العلم بالمعنى الظاهر...فالآن السؤال :
هل تلتزم يا أخ فوزي القول بهذافي الصفات التي ذكروها في نقولك التي استدللت بها...اذ هم قالوا ماقالوا اثناء كلامهم عن صفات امثال القدرة و العلم و الرؤية..(و الحقيقة انهم عمموا ذلك على كل الصفات دون استثناء)هل تلتزم ان صفة العلم مثلا لا يدرى ما المقصود بها و ان الواجب قراء ان الله عليم و ان لا احد يعرف ما معنى عليم و فوق ذلك ان ظاهرها غير مراد و فوق ذلك ان لامعنى مفهوم لصفة العلم يستفاد من قراءتها الا كالمعنى المستفاد من قراءة كهيعص...هل تلتزم بهذا؟؟ ان التزمت...فقد خرجت الى اتباث قول المعتزلة عند السلف...اذ هذا ليس حتى من أقوال الأشاعرة...وفوق ذلك يلزمك كما قلنا اتباث ان السلف كانوا منافقين وحاشاهم يحرمون على الناس ما يحلونه لأنفسهم و يأمرون الناس بالبر و ينسون انفسهم...و لا أدري ما سيبقى لمن أراد اسقاط سلطة السلف من الحداثيين الذين يدخلون من هذا الباب الذي فتحتموه لهم دون ان تشعروا فينعتون السلف بالتناقض و السطحية و انعدام الانسجام المنطقي عندهم كما وصفهم بذلك الجابري واحمد امين و غيرهم و حجتهم هي نفس حجتكم م السفسطة في بيان مراد السف من كلامهم ...
و النكتة في ذلك ن كل من سعى مصدر خارجي عن منظومة الوحي لبيان امر الوحي..فهذا يأتي بالمنظق اليوناني وذاك بالعصمة الفارسية و ذاك بالغنويصي الهندية كل من هؤلاء يبحث في منظومة الوحي ما يؤيد ما عنده و لهذا لا يهمه بقية كلام السلف و الوحيين ...فتراه يأتي الى 1 % من كلام السلف يبدو انه يؤيد كلامه و يعض عليه و يريدان يجعله القاعدة و المحكم و يضرب بالحائط كل 90 % التي تفسره على وجهه وتبينه..و من هنا يدخل الملحدون و الحداثيون...فيلع ون على هذه التناقضات و لهذا يكثر اعتمادم على كتبهم و لا ترى فيها أثرا لشرح كلام اهل الحديث من كافة الطوائف بل يكتفغون بنعتهم انهم سذج منغلقون..
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد
1.تأويل ابن عباس وغيره للساق بالشدة :
روى ابنأبي حاتم في تفسيره عند قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " من طريق عكرمة، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل عن قولهتعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر؛ فإنهديوان العرب... ثم قال ابن عباس:" هذا يوم كرب وشدة".
وعنابن عباس في قوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة".
وفي تفسير عبد الرزاق: روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى "يوم يكشف عنساق" قال: "يكشف عن شدة الأمر"
وفي تفسير الطبري:قال الإمام الطبري عليه رحمة الله:
حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان عن المغيرةعن إبراهيم عن ابن عباس: "يوم يكشف عن ساق" قال: "عن أمر عظيم"، كقول الشاعر:وقامت الحرب بنا على ساق.
وحدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس :قوله: "يوم يكشف عن ساق"هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وحدثني الحارث،قال: شدة الأمر، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
قوله" يوم يكشف عن ساق" قال: "شدة الأمر".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بنجبير، قال:"عن شدة الأمر".
.
الحلقة الرابعة من الرد على المشاركة 28 لفوزي :
يزعم فوزي فيما يزعم أنّ التأويل ثابت عن السلف الصالح رضوان الله عليهم وحيث أنّ هذه الدعوى لا يمكن أن تقبل بغير دليل حشد فوزي النقول التي ضنها تخدم ما يدّعيه في حق السلف وقد كنت أضنّه أعقل من أن يعتمد على مثل تلك النقول ذات الأسانيد المظلمة إلاّ أنه ليس باليد حيلة فالقوم مجمعون على تكرار الشبهات وترديد التناقضات
وليس لآخرهم من حظ غير ما كان لأولهم حيرة وشك واضطراب وتناقض - ولاعجب - فعجز القوم عن الظفر بأثر صحيح من حيث السند صريح من حيث الدلالة هو الذي أوقعهم في مثل ما وقعوا فيه ففي الوقت الذي يزعمون فيه عدم حجيّة الأحاديث الصحيحة التي هي دون شرط التواتر في تقرير العقائد بدعوى أنْها أحاديث آحاد نجدهم يتعلّقون بالأسانيد الساقطة والعبارات المجملة والنقول المجتزأة في البرهنة على عقائدهم وتقريراتهم المحدثة وهذا المنهج الذي يسير عليه القوم قد أوقعهم في العديد من الأخطاء والتناقضات ونسبة أقوال للسلف لم يقولوا بها ولم تخطر على بالهم وقد لاحظت بأنّ المحاور :
1- لم يتأكد من صحة وثبوت ما نسبه للسلف بل اكتفى بالدعوى المجردة
2- أنه ينقل ما يوافق هواه من كلام لبعض السلف من غير أن يجمع كل كلامه في المسألة ليتبين معنى كلامه ومراده ومن المعلوم أنه لا بد من جمع كلام الإمام أو الصاحب في الباب حتى يمكن التحقق من رأيه كما يفعله أتباع الأئمة الفقهاء من جمع كلام أئمتهم كله في كل باب
3- أنه ينقل كلاما لبعض السلف في غير موضعه كأن ينقلا بعض كلامهم في غير آيات الصفات، أو في آية مختلف على كونها من آيات الصفات
وأما طريقة أهل العلم في مثل هذه المسائل فعلى خطوات:
الخطوة الأولى: التحقق من كون الآية المستدل على كلام السلف فيها أنها مما اتُّفق على كونها من آيات الصفات وكذا الأحاديث.
الخطوة الثانية: جمع كلام السلف في الآية أو الحديث من الكتب المسندة حتى يُتحقق من وجود أصل لها.
الخطوة الثالثة: جمع قول كل إمام على حدة.
الخطوة الرابعة: نخل هذه الآثار وتمييز الصحيح والثابت منها من الضعيف.
الخطوة الخامسة: محاولة الجمع بين ما صح عن كل إمام إن كان ثمة شيء من التعارض.
الخطوة السادسة: التوصل إلى الصحيح من قول كل إمام والجمع بينه وبين كلام غيره من الأئمة.
وبهذه الخطوات يمكن الوصول إلى نتيجة علمية صحيحة في كل دعوى وإلا كان الجدال عبثاً وسفها
وبالنظر إلى ما استدلّ به فوزي من كلام زاعما أنه يدل على صحة ورود التأويل عن السلف يتبين أنه لا يخرج عن أحد أمرين:
الأول : عدم ثبوته عمن نقل عنه إما لكونه :
1- لا أصل له
2-ضعف سنده
3-لمعارضته لما هو أصح وأشهر من كلامه.
الثاني : أنه في غير موضعه كأن يكون :
1-في غير آيات الصفات
2- مختلفاً فيه
وسنبدأ بمناقشة دعواه نقلا نقلا بإذن الله :
1- دعوى تأويل ابن عباس رضي الله عنه للفظ (الساق):
من حيث الرواية ( وأنا هنا أنقل من كتاب : لا دفاعا عن الألباني بل دفاعا عن السلفية للشيخ الفاضل عمرو عبد المنعم سليم ) :
خبر ابن عباس رضي الله عنه في ذلك في ذلك(2) :
وقد ورد عنه من طرق :
*- الأول : ما رواه ابن جرير في (( التفسير ))(29/24) ، والحاكم في (( المستدرك )) (2/499) ، والبيهقي في (( الأسماء والصفات )) (746) من طريق : ابن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { يوم يكشف عن ساق } . قال : (( هو يوم كرب وشدة )) . ولفظه عند البيهقي : (( هذا يوم كرب وشدة )) وصححه الحاكم .
*- قلت : بل هذا سند ضعيف ، ففيه أسامة بن زيد ، وهو وإن كان ابن أسلم أو الليثى فكلاهما ضعيف لا يحتج به ، إلا أن ابن أسلم ضعيف جداً . وأما الليثى : فقال أحمد : (( ليس بشىء )) ، وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : (( روى عن نافع أحاديث مناكير )) ، فقلت له : (( أُراه حسن الحديث )) ، فقال :(( إن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة )) . وقال ابن معين في بعض الروايات : (( ثقة )) ، وزاد في رواية الدورى : (( غير حجة )) ، أى أنه ثقة من حيث العدالة ، إلا أنه ضعيف من حيث الضبط ، وبسط الكلام في حاله يطول.
*- الثاني : ما رواه ابن جرير في (( تفسيره )) (29/24) ، والبيهقى في (( الأسماء والصفات )) من طريق : محمد بن سعد بن الحسين بن عطية ، حدثني أبي ، حدثني الحسين ين الحسن بن عطية ، حدثني أبي ، عن جدي عطية ابن سعد ، عن ابن عباس : في قوله : { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود } يقول :((يكشف الأمر ، وتبدو الأعمال ، كشفه دخول الآخرة ، وكشف الأمر عنه)).
*- قلت : أما محمد بن سعد فهو ابن محمد الحسين ، قال الخطيب – كما في (( الميزان )) (3/560) - : (( كان ليناً في الحديث )) . وأما أبوه سعد بن محمد بن الحسين العوفى فله ترجمة في (( تاريخ بغداد ))(9/127) ، وفيه نقل الخطيب البغدادى عن الأثرم قوله : قلت لأبي عبد الله – ( أي الإمام أحمد ) – أخبرني اليوم إنسان بشيء عجب ، زعم أن فلانا أمر بالكتابة عن سعد بن العوفى ، وقال: هو أوثق الناس في الحديث ، فاستعظم ذاك أبو عبدالله جداً ، وقال : لا إله إلا الله ، سبحان الله ، ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يُخَوّفوا ، وقبل أن يكون ترهيب ، فأجابهم ؟! قلت لأبي عبدالله : فهذا جهمي إذاً ؟ فقال : فأي شيء ؟! ، ثم قال أبو عبدالله : (( لو لم يكن هذا أيضاً لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ، ولا كان موضعاً لذلك )) . والحسين بن الحسن العوفى له ترجمة في (( تاريخ بغداد ))(8/29) ، وقد ضعفه ابن معين النسائي . والحسن بن عطية بن سعد العوفى وأبوه كلاهما من رجال التهذيب ، وهما ضعيفان، والأخير مدلس .
*- الثالث : ما رواه ابن جرير في (( تفسيره ))(29/24) : حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سيفان ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن ابن عباس : { يوم يكشف عن ساق } قال : (( عن أمر عظيم ، كقول الشاعر : وقامت الحرب بنا على ساق )) .
*- وسنده ضعيف ، فيه شيخ ابن جرير ، وهو محمد بن حميد وهو ضعيف الحديث ، وإبراهيم النخعى لم يدرك ابن عباس ومهران بن أبي عمر شيئ الحفظ . وقد اختلف فيه على مهران : فرواه ابن جرير عن ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن سعيد بن جبير ، قال : عن شدة الأمر . وهذا يدل على الاضطراب فيه .
*-الرابع : ما رواه ابن جرير في (( تفسيره ))(29/24) ، والبيهقى في (( الأسماء والصفات )) من طريق : أبى صالح ، قال : حدثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : قوله :{ يوم يكشف عن ساق } قال : (( هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة )) .
*-قلت : فيه أبو صالح عبدالله بن صالح – كاتب الليث – وهو ضعيف من قبل حفظه ، وعلى هو ابن أبي طلحة ، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه ، فهو منقطع .
*- الخامس : ما رواه ابن جرير الطبري في (( تفسيره ))(29/24) : حُدَّثت عن الحسين ، قال سمعت أبا معاذ ، يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : في قوله :{ يوم يكشف عن ساق } – وكان ابن عباس يقول : (( كان أهل الجاهلية يقولون : شمرت الحرب عن ساق )) - : (( يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا )) .
*-وسنده ضعيف لجهالة شيخ ابن جرير، ورواية الضحاك عن ابن عباس منقطعة، ثم ليس هو من مسند ابن عباس ، وإنما هو من قول الضحاك .
*-السادس : ما رواه الطستى في (( مسائله عن ابن عباس )) – كما في (( الدر المنثور ))(8/254) – أن نافع بن الأزرق سأله عنم قوله : { يوم يكشف عن ساق } قال : (( عن شدة الآخرة )) . وقد أورده السيوطى في (( الإتقان ))(1/120) من طريق الطستى : حدثنا أبو سهل السرى بن سهل الجند يسابورى ، حدثنا يحيى بن أبي عبيدة بحر بن فروخ الملكى ، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد ، أخبرنا عيسى بن داب ، عن حميد الأعرج ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد ، عن أبيه ، عن نافع به ، وفيه قصة .
*-قلت : وهذه القصة موضوعة ، فإن حميداً الأعرج ضعيف جداً ، وله ترجمة في ((التهذيب )) ، وعيسى بن داب ، هو ابن يزيد بن داب ، قال الذهبي في ((الميزان))(33/328) : (( كان أخبارياً علامة نسابة ، لكن حديثه واه ، قال خلف الأحمر : كان يضع الحديث ، وقال البخاري وغيره : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث )) . وفي الإسناد لم أعرفه .
*-السابع : وأخرج ابن جرير (24/29) : حدثنى الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { يوم يكشف عن ساق } قال : شدة الأمر . وقال ابن عباس : (( هي شر ساعة تكون في يوم القيامة )) .
*-قلت : وهذا سند ضعيف ، ورقاء ضعفه أحمد في التفسير ، وابن أبي نجيح مدلس وقد عنعن ، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد بن جبر .
*-الثامن : ما رواه اللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة))(724) : أخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الصمد بن علي ، قال : حدثنا الحسين بن سعيد السلمي ، قال : حدثنى أحمد بن الحسن بن علي بن أربان البصرى المرادى ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن دياب ،عن أبان بن ثعلب ، عن سعيد بن جبير : أن ابن عباس - في قوله تعالى : { يوم يكشف عن ساق } – قال : (( عن بلاء عظيم )) .
*-قلت : وآفة هذا الإسناد جهالة رواته ، فإني اجتهدت في البحث لهم عن تراجم ، فلم أقف على من ترجمهم ، أو ذكرهم بجرح أو تعديل .
*-التاسع : وأخرج ابن منده في (( الرد على الجهمية )) : حدثنا عمرو بن الربيع بن سلمان ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : وعن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : في قوله : { يوم يكشف عن ساق } ، قال : (( شدة الآخرة )) .
*-قلت :وهذا إسناد موضوع ، والمتهم به موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعانى، قال ابن حبان : (( دجال ، وضع على ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس كتاباً في التفسير )) ، وقال ابن عدى : (( منكر الحديث )) وذكر له جملة من الأخبار ، ثم قال : (( هذه الأحاديث بواطيل )) . وعبد الغني بن سعيد أورده الذهبي في (( الميزان ))(2/642) ، وقال : (( ضعفه ابن يونس )) ، وبكر بن سهل هو الدمياطى ، ضعفه النسائي ، وقال الذهبي (1/346) في (( الميزان )) : (( حمل الناس عنه وهو مقارب الحال )) ، ومقاتل في السند الثاني هو ابن سليمان ، قال الحافظ في (( التقريب )) (6868) : (( كذَّبوه وهجروه ورمى بالتجسيم )) . والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس .
*-العاشر : وروى البيهقي في (( الأسماء والصفات )) .من طريق : محمد بن الجهم، حدثنا يحيى بن زياد الفراء ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس أنه قرأ : { يوم يكشف عن ساق } . يريد : يوم القيامة لشدتها .
*-قلت : وهذا سند صحيح لاعلة فيه (3) . إلا أنه ورد في (( المطبوعة )) ( يكشف ) بالياء ، وهو تصحيف ، وإنما هي ( تكشف ) فقد أورد السيوطي هذا الخبر في (( الدر المنثور ))(6/255) وقال : (( وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن منده من طريق : عمرو ابن دينار ، قال : كان ابن عباس يقرأ : { يوم يكشف عن ساق } – بفتح التاء - . قال أبو حاتم السجستاني : أي تكشف الآخرة عن ساقها ، يستبين منها ما كان غائباً. قلت : وهذا الوجه هو الثابت عن ابن عباس ، وليس فيه على ما يدل على التأويل ، فإن قراءته على بناء الفعل للمعلوم المؤنث ثم إنه لم يفسر قراءته بالشدة – وإن حدث وفعل على هذه القراءة لم يقع في التأويل – بل الذي فسرها هو عمرو بن دينار ، وليس هو متأول بل مبين لبناء الفعل ، وصفة الفاعل . وقد ذهب ابن جرير إلى إثبات هذا القول عن ابن عباس ، فقال في (( التفسير )) (29/27) . (( وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك { يوم يكشف عن ساق } بمعنى يوم تكشف عن شدة شديدة ، والعرب تقول : كشف هذا الأمر عن ساق إذا صار إلى شدة ومنه قول الشاعر : كشف لهم عن ساقها وبدا من الشعر الصراح )) فقول ابن عباس هذا تبعاً لهذه القراءة لا يعد تأويلاً للنص . وسوف يأتي ذكر من قال بالساق من الصحابة وأئمة السلف في باب : إثبات صفة الساق للرب جل وعلا – إن شاء الله تعالى - .
جواب آخر ( إعتمادا على كتاب الأشاعرة للشيخ فيصل قزار الجاسم وفتوى للشيخ الفقيه أبي عبد المعز فركوس )
أولاً: أن الصحابة متنازعون في هذه الآية، فابن عباس وطائفة يفسرون الآية بالشدة، وأبو سعيد وابن مسعود وطائفة يعدونها من الصفات، وليس هذا تنازعاً في إثبات الصفة، وإنما تنازع في كونها من آيات الصفات؟
ولا ريب أن ظاهر الآية لا يدل على أنها من الصفات، لأن الساق فيها جاءت نكرة في سياق الإثبات، لم يضفها سبحانه لنفسه، فلم يقل (ساقه)، فلما لم يعرّفها بالإضافة، لم تكن دالة على صفة لله، ولذلك لم يعدها ابن عباس من آيات الصفات.
والذين جعلوها من آيات الصفات، إنما عدوها للحديث الذي في الصحيحين، لا لظاهر الآية. ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال أن ابن عباس تأول الآية!
ثانياً: أن صفة الساق لله تعالى ثابتة في السنة:
فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً) رواه البخاري (4/1871) واللفظ له، ومسلم (183)
وقد جاء في فتوى للشيخ الفقيه أبي عبد المعز فركوس حفظه الله مناقشة هذه الدعوى بشيء من التفصيل فقال :
إنَّ مِن أهل العلم من ضعَّف ما ورد عن ابن عباس من تفسير الآية بشدَّة الأمر والهَوْلِ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد». [«الردُّ على البكري»: (293)].
*- إنه ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ هذه الآية: ﴿يَوْمَ تُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ بالتاء المثناة الفوقية من «تكشف».
وإذا كان كذلك فلا إشكال في تفسيرها بالشِّدة والكرب كما هو ظاهر، قال ابن جرير: «وذُكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك: «يوم تكشف عن ساق»، بمعنى: تكشف القيامة عن شدَّة شديدة». [«جامع البيان» لابن جرير (29/42)، وانظر: «معاني القرآن» للفرّاء: (3/177)].
***-على فرض ثبوت هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، فليس من باب التأويل لصفة من صفات الله تعالى؛ لأنَّ كلمة «الساق» في الآية نكرةٌ غير مضافة إلى الله تعالى، فلا يلزم من تفسير «الساق» في الآية بالشدَّة تفسيرها كذلك إذا وردت مضافة إلى الله تعالى، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البخاري (4919) بلفظ: «يكشف ربُّنا عن ساقه»، وهذا المعنى الذي قرّره الشيخ محمّد علي فركوس في فتواه.
قال القاضي أبو يعلى: «والذي رُوي عن ابن عباس والحسن فالكلام عليه من وجهين: أحدهما: أنه يحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة، وأنَّ الساق في اللغة هو الشِّدَّة، ولم يقصدَا بذلك تفسيره في صفات الله تعالى بموجب الشرع، والثاني: أنه يعارض ما قاله قول عبد الله بن مسعود...». [«إبطال التأويلات» للقاضي أبي يعلى: (1/160)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ليس في ظاهر القرآن أنَّ ذلك صفة لله تعالى؛ لأنه قال: «يوم يكشف عن ساق»، ولم يقل: عن ساق الله، ولا قال: يكشف الرب عن ساقه، وإنما ذكر ساقًا منكَّرة غير معرفة ولا مضافة، وهذا اللفظ بمجرَّده لا يدلُّ على أنها ساق الله، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسِّر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرَّج في الصحيحين الذي قال فيه: «فيكشف الرب عن ساقه». [«بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (5/473)، وانظر: «مجموع الفتاوى» له: (6/394-395)].
****-إنه قد ثبت عن طائفة من السلف كأبي سعيد الخدري وابن مسعود تفسير «الساق» في الآية بساق الله تعالى. [انظر: «إبطال التأويلات» لأبي يعلى: (1/160-161)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/394)].
وتفسير الآية بذلك أولى موافقة لحديث أبي سعيد عند البخاري.
قال ابن القيم: «ومن حمل الآية على ذلك، [أي: على أنها من آيات الصفات] قال: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ مطابق لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فيكشف عن ساقه»، وتنكيره للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة» [«مختصر الصواعق المرسلة» لأحمد الموصلي: (1/23)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد يقال: إنَّ ظاهر القرآن يدلُّ على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلاَّ لله، فعلم أنَّه هو الكاشف عن ساقه، وأيضًا فحمل ذلك على الشدة لا يصح؛ لأنَّ المستعمل في الشدة أن يقال: كشف الله الشدة، أي: أزالها كما قال: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾ [الزخرف: 50]، وقال: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ﴾ [الأعراف: 135]، وقال: ﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [المؤمنون: 75]، وإذا كان المعروف من ذلك في اللغة أنه يقال: كشف الشدّة، أي: أزالها، فلفظ الآية: ﴿يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾، وهذا يراد به الإظهار والإبانة، كما قال: ﴿كَشَفْنَا عَنْهُمُ﴾، وأيضًا فهناك تحدث الشدَّة لا يُزِيلها، فلا يكشف الشدَّة يوم القيامة، لكنَّ هذا الظاهر ليس ظاهرًا من مجرَّد لفظ ساق، بل بالتركيب والسياق وتدبُّر المعنى المقصود». [«بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (5/473-474)، وانظر: «الرَّد على البكري» له: (293)].
فإن قيل: قد رجَّح الحافظ الإسماعيلي في حديث أبي سعيد الخدري روايةَ حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ «يكشف عن ساق» على لفظة عن «ساقه» [انظر: «الفتح» لابن حجر: (8/664)]، وبذلك يكون لفظ الحديث موافقًا للفظ الآية، أي: ليس فيه إضافة الساق لله تعالى فلا يكون الحديث دالاًّ على الصفة أيضًا!
فالجواب من وجهين:
- الأوَّل: أنَّ سياق الحديث دالٌّ على أنَّ المقصود ساق الله تعالى.
قال القاضي أبو يعلى عن تفسير الساق في الحديث بشدَّة الأمر:
«هذا غلط لوجوه:
أحدها: أنَّه قال: «فيتمثَّل لهم الرَّب وقد كشف عن ساقه»، والشدائد لا تسمَّى ربًّا.
والثاني: أنَّهم التمسوه ليتَّبعوه فينجوا من الأهوال والشدائد التي وقع فيها من كان يعبد غيره، وإذا كان كذلك لم يجز أن يلتمسوه على صفة تلحقهم فيها الشدَّة والأهوال.
الثالث: أنَّه قال: «فيخرون سُجَّدًا»، والسجود لا يكون للشدائد، وهذا جواب أبي بكر رأيته في تعاليق أبي إسحاق عنه.
الرابع: إن جاز تأويل هذا على الشدَّة جاز تأويل قوله: «ترون ربَّكم» على رؤية أفعاله وكراماته، وقد امتنع مثبتوا الصفات من ذلك». [«إبطال التأويلات» لأبي يعلى: (1/159-160)].
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: «وأنا وإن كنت أرى من حيث الرواية أنَّ لفظ: «ساق» أصحُّ من لفظ «ساقه» فإنَّه لا فرق بينهما عندي من حيث الدِّراية؛ لأنَّ سياق الحديث يدلُّ على أنَّ المعنى هو ساق الله تبارك وتعالى، وأصرح الروايات في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ: «هَل بينكم وبين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، فيكشف عن ساق...»، قلت: فهذا صريح أو كالصريح بأنَّ المعنى إنَّما هو ساق ذي الجلالة تبارك وتعالى، فالظاهر أنَّ سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حيث كان يقول: «عن ساقه»، ولا بأس عليه من ذلك ما دام أنَّه أصاب الحقَّ». [«السلسلة الصحيحة» للألباني: (2/128)].
- الوجه الثاني:
أنَّ لحديث أبي سعيد الخدري بلفظ «ساقه» شاهدًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ «فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودًا، وذلك قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]. [رواه الدارمي في «سننه» (2/327) بإسناد جيِّد كما قال العلاَّمة الألباني رحمه الله تعالى في «السلسلة الصحيحة» (2/129)].
يتبع إن شاء الله ( هذه المشاركة ليست من كيسي وليس لي فيها غير النقل ذلك أني قد وقفت على كتابين فيهما مناقشات تفصيلية لما أورده فوزي من تأويلات والكتابان هما : (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفضيلة الشيخ فيصل بن قزار الجاسم حفظه الله وكتاب ( لا دفاعا عن الألباني ... فحسب بل دفاعا عن السلفية ) لفضيلة الشيخ عمرو عبد المنعم سليم حفظه الله فليراجعهما من شاء مع ملاحظة أني قد أدرجت شيئا من كلام الشيخين في كلامي فالفضل لله عزّ وجل ثمْ لهذين الفاضلين وأأكد مرة أخرى أن ليس للعاصمي من الجزائر غير النقل )
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
الأخ العاصمي السلام عليكم:
قولك إن استدلال الأخ فوزي بآيات مختلف في أنها من آيات الصفات ـ لم أفهمه! أحتاج إلى سؤالك هنا: ما الميزان الذي نعرف به أن هذه الآية من آيات الصفات أم لا؟! وهل كل آية نُقِلَ فيها عن السلف قول يخالف ما تعتقده تأتي لتقول لنا : إنها ليست من آيات الصفات؟! أظن أن هذا تلاعب بالعقيدة لايليق بمن ينتهج منهج السلف. ما رأيك أخي الكريم؟
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
السلام عليكم
أرجو من الإخوة قراءة ما يلي بتمعن وروية، وإعمال للعقل والفكر، وبعيدا عن التعصب، وهو منقول من كتاب أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم لحمد السنان وفوزي العنجري
التفويض: مأخوذ من قولهم فوض إليه الأمر. أي ردّه إليه.
والمعنى الشرعي لا يخرج عن المعنى اللغوي، فهو شرعاً: ردُّ العلم بهذه المتشابهات إلى الله تعالى وعدم الخوض في معناها وذلك بعد تنزيه الله تعالى عن ظواهرها غير المرادة للشارع.
والتأويل: أصله من الأَوْلِ وهو الرجوع.
وهو شرعاً: صرف اللفظ عن الظاهر بقرينة تقتضي ذلك.
وهذان المذهبان كما أسلفنا هما المذهبان المعتبران المأثوران عن أهل السنة والجماعة في أبواب المتشابه، ولا اعتبار لمن جنح إلى التعطيل أو التشبيه من المذاهب الأخرى التي رفضتها الأمة ولفظتها.
·انحصار الحق في التفويض والتأويل:
هذه النصوص المتشابهة في الصفات إما أن تُثبت أو تُنفى، ونفيها تعطيل ظاهر، لأنه نفيٌ لما أثبت الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإثبات إما أن يكون معه حمل الكلام على ظاهره وحقيقته التي يعهدها البشر، أو يصرف الكلام معه عن هذا الظاهر وهذه الحقيقة، والأول نعني حملَ الكلام على الظاهر والحقيقة يفضي قطعاً إلى التشبيه، لأن حقائق وظواهر هذه الألفاظ أجسام وكيفيات مخلوقة، والله تعالى منزه عنها.
ولا يقال: نحملها على الظاهر ونفوض العلم بالكيفية إلى الله تعالى.
لأن هذا القول تناقض صريح أوقعت فيه الغفلة، إذ ليس من ظاهر ولا حقيـقة هنـا إلا الجسم، وهذا لا يصح قطعاً وصف الله تعالى به.
بقي القسم الأخير الذي هو صرف الكلام عن الحقيقة والظاهر، ثم بعد صرفه عن الظاهر إما أن يُتوقفَ عن التماس معنى له ويوكلَ العلمُ به إلى الله تعالى، وهذا هو التفويض الذي عليه جماهير السلف الصالح، أو يلتمسَ له معنى لائقٌ بالله تعالى حسب مناحي الكلام عند العرب وما تسيغه لغتهم، وهذا هو التأويل الذي عليه خلف الأمة وجماعات من سلفها الصالح.
بهذين المذهبين تنحصر القسمة الصحيحة في هذه القضية.
لهذا نرى العلماء ينصّون عندما يعرض لهم شيء من هذه المتشابهات على أنه (إما تفويض وإما تأويل) إذ ليس بعدهما إلا التشبيه أو التعطيل.
قال الإمام الأبّي رحمه الله تعالى (شرح صحيح مسلم للأبي 7 / 190) أثناء شرحه لحديث " إن الله يمسك السموات على أصبع ":
(والحديث من أحاديث الصفات فيصرف الكلام عن ظاهره المحال الموهم للجارحة، ويكون فيه المذهبان المتقدمان، إما الإمساك عن التأويل والإيمان به على ما يليق، ويصرف علمه إلى الله تعالى، أو يتأول) اهـ.
وقال الإمام العلامة بدر الدين بن جماعة (إيضاح الدليل ص/103):
(واتفق السلف وأهل التأويل على أن ما لا يليق من ذلك بجلال الرب تعالى غير مراد... واختلفوا في تعيين ما يليق بجلاله من المعاني المحتملة... فسكت السلف عنه، وأوله المتأولون) اهـ.
وقال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في حديث النزول (دفع شبه التشبيه 194):
(روى حديث النزول عشرون صحابياً، وقد تقدم أنه يستحيل على الله عز وجل الحركة والنقلة والتغير، فيبقى الناس رجلين: أحدهما، المتأول بمعنى أنه يقرب برحمته... والثاني، الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنزيه) اهـ.
وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرحه على صحيح مسلم (5 / 24) أثناء الكلام على حديث الجارية، ما نصه:
(هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيها مذهبان، أحدهما، الإيمان به من غير خوض في معناه مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وتنزيهه عن سمات المخلوقات، والثاني، تأويله بما يليق)’اهـ.
وقـال أيضـاً أثنـاء الكلام على حديث إمساك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع (17 / 129) ما نصه: (هذا من أحاديث الصفات، وقد سبق فيها المذهبان، التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها ومع اعتقاد أن الظاهر منها غير مراد) اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر قول ابن دقيق العيد مؤيداً له وموافقاً عليه في حديث " لا شخص أغير من الله " (الفتح 13 / 411): (قال ابن دقيق العيد: المنزهون لله إما ساكت عن التأويل، وإما مؤول) اهـ.
وعلى الجملة فإن أقوال العلماء في حصر الحق في هذين المذهبين لا تحصى كثرة، وبما نقلناه من نصوصهم مقنع
قال الإمام التـرمذي - رحمه الله - (سنن الترمذي 4 / 492) مثبتاً للسلف الصالح مذهب التفويض:
(والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه) اهـ.
وقوله (يؤمن بها) إثبات لها، وبه يفارقون أصحاب التعطيل، وقوله (ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف) تفويض لله تعالى في معانيها، وقوله (ولا يقال كيف) أي بلا استفسار عن معانيها، أو تعيين المراد بها، وبه يفارقون أصحاب التشبيه.
وروى الخلال بسند صحيح عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال في مثل هذه النصوص: (نؤمن بها ونصدق ولا كيف ولا معنى) اهـ.
وروى الإمـام الحـافظ البيهقي رحمه الله تعالى بسنده عن الإمام والأوزاعي ـ رحمه الله (الاعتقاد ص / 93) قال:
(كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه) اهـ.
والنصوص في هذا المعنى عن السلف كثيرة جدّاً كلها يفيد إيمانهم بها وإمرارها وعدم الخوض في تفسير معناها.
ولقد نقـل الحـافظ ابن حجر (الفتح 6 / 48) عن الحافظ ابن الجوزي معنى قولهم: أمـروهـا كمـا جاءت. قال:
(قال ابن الجوزي: أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ـ يشير إلى حديث يضحك الله إلى رجلين ـ ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد([1]) منه مع اعتقاد التنزيه)’اهـ.
قال الإمام عدي بن مسافر([2]) رحمه الله تعالى (اعتقاد أهل السنة والجماعة ص / 26):
(وتقرير مذهب السلف كما جاء من غير تمثيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا حمل على الظاهر) اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن المنير (الفتح 13 / 190) قوله:
(لأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال... والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضاً معناها إلى الله تعالى، وقال الشيخ السهروردي في كتاب العقيدة له: أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى. قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح) اهـ.
وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - (المجموع 1 / 25):
(اختلفوا في آيات الصفات وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟ فقال قائلون تتأول على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلمين، وقال آخرون: لا تتأول بل يمسك عن الكلام في معناها ويوكل علمها إلى الله تعالى ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى وانتفاء صفات الحوادث عنه، فيقال مثلاً: نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك والمراد به، مع أنا نعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن الحلول وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم وهي أسلم) اهـ.
قال الإمام الجلال السيوطي - رحمه الله تعالى - (الإتقان في علوم القرآن 2 / 10):
(من المتشابه آيات الصفات... وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له - تعالى - عن حقيقتها) اهـ.
هذه نصوص صريحة في إثبات التفويض للسلف الصالح لا سبيل إلى إنكارها أو حملها على معاني أخرى لا تتفق وجلالة أقدارهم وتنزيههم للباري سبحانه، كمن ينسب لهم إثبات الحقائق الظاهرة المتعارف عليها بين البشر وتفويض كيفياتها لله تعالى، فيقول إنهم يثبتون المعنى الحقيقي ويفوضـون الكيف، وقائل هذا لا يدري ما يقول، وقد جره إلى هذا الفهم عبـارة (بلا كيف) التي كثيراً ما ترد على ألسنة السلف عند الكلام على النصوص المتشابهة، ففهم منها أنهم يثبتون المعنى الحقيقي ويفوضون الكيف، وهذا فهم باطل، بل هي عبارةٌ المقصودُ منها زجرُ السائل عن البحث والتقصِّي، لا إثبات المعنى الحقيقي وتفويض الكيف!!
فإن أي لفظ يدلُّ في حقيقته على شيء من الجسمانيات والكيفيات متى ما جُهِل معناه كان السؤال عن المراد منه بكلمة (كيف)، وفي حديث فضل عيادة المريض الذي أخرجه مسلم ما يدل على هذا، وذلك حين يقول الله تعالى لعبده (مرضت فلم تعدني.. استطعمتك فلم تطعمني.. استسقيتك فلم تسقني..) كل ذلك والعبد يقول: (رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟!.. رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟!.. رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟!) فهو لم يفهم المعنى المراد من اللفظ بعد أن استحالت حقيقته في عقله، فسأل بـ (كيف؟) عن المعنى المراد، لا أنه أثبت حقيقة المرض والاستطعام والاستسقاء لله تعالى لكنه لم يعلم كيفياتها!!
فعندما يقال في جواب السائل (بلا كيف) يفهم منه أنه (بلا معنى) لأن لفظ الـ (كيف) هنا مستفهم به عن المعنى، وبنفيه ينتـفي المعنى المستفهم عنه به، فهو من قبيل نفي الملزوم عن طريق نفي اللازم، فالكيف لازم للمعنى الظاهر، وبنفيه نفيٌ للمعنى الظاهر، وذلك كمن يقول لك: إن هذا العدد ليس بزوج. فتفهم منه أنه ليس اثنين ولا أربعة ولا ستة... الخ لأن الزوجية لازم غير قابل للانفكاك عن الاثنين والأربعة والستة.. الخ.
من هنا يتبين مراد السلف بقولهم (بلا كيف)، ومنه تعلم أن من ينسب للسلف إثبات المعاني الحقيقية لهذه الألفاظ والتفويض في كيفياتها ينسب لهم التشبيه من حيث لا يدري.
هل كان السلف يدركون أي معنى لهذه النصوص المتشابهة؟ أم أنها بالنسبة لهم كالحروف التي في أوائل السور؟
وإذا كانوا يدركون لها معنى، كيف يُوفَّق بين إدراكهم هذا وبين ما مرَّ من تفسير الإمرار بأنه عدم العلم بالمراد؟
يبدو للوهلة الأولى أن ثمة تعارض بين إدراك معاني هذا النصوص وبين إمرارها الذي هو عدم العلم بالمراد منها، وفي الحقيقة ليس ثمة أي تعارض بين الأمرين، فالمقصود بعدم العلم بالمراد الذي فُسِّر به الإمرار هو عدم العلم بالمراد تفصيلاً وعلى سبيل القطع والتحديد، وهذا لا يقتضي عدم علمهم بالمراد إجمالاً.
مثال على هذا قوله تعالى ( بل يداه مبسوطتان ) يفهم منه على سبيل الإجمال معنى الكرم والجود المطلق والعطاء الذي لا ينقطع اللائق بصفة الرب تعالى، أما لفظ اليدين المضاف لله تعالى في الآية فبعد استبعاد المعنى الظاهر المتبادر من إطلاقه وهو الحقيقة اللغوية التي وضع اللفظ ليدلَّ عليها بين المخلوقين وهي الجارحة، نقول بعد استبعاد هذه الحقيقة احتمل اللفظ عدة معانٍ مجازية، ولهذا الاحتمال توقف جمهور السلف عن التعيين والقطع بأحدها، وهذا هو معنى عدم علمهم بالمراد لا أنهم لا يفهمون لهذه النصوص أي معنى، تعالى الله أن يخاطب الناس بما لا يُفهم.
هذا هو اللائق بمقامات السلف في العلم، إذ لا يعقل أنهم كانوا يسمعون مثلاً قول الله تعالـى ( يد الله فوق أيديهم ) أو ( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) أو ( الرحمن على العرش استوى ) أو ( ثم استوى إلى السماء ) أو ( يوم يكشف عن ساق ) ، أو قول رسول الله‘(يضحك ربنا) أو (ينزل ربنا) أو (يعجب ربنا) الخ، ثم لا يفهمون من كل ذلك أي معنى، كما هو الحال مع الحروف التي في فواتح السور، كلا، فإن هذه الألفاظ لها في لغة العرب معانٍ مجازيةٌ معروفةٌ ومشهورةٌ لا شك أن السلف فهموها إجمالاً، ولكنهم لفرط تقواهم وخشيتهم لله تعالى وتهيبهم لذلك المقام الأقدس ثم لعدم الاضطرار إلى التعيين لأحد المعاني لخلو عصرهم من المبطلين الذين يحملون كلام الله تعالى وكلام رسوله‘ على وجوه فاسدة لا تحتملها لغة العرب وتتنافى مع التقديس والتنزيه، لهذا ولذاك أحجموا عن التعيين والتصريح، واكتفوا بهذا الفهم الإجمالي لها، وصرح بها الخلف بعدهم لطروِّ ما اقتضى ذلك وحتّمه عليهم.
قـال الشيـخ العلامـة العزامـي القضـاعي (فرقان القرآن مطبوع في ذيل الأسماء والصفات للبيهقي ص / 104):
(وقال تعالى: ( الله نور السموات والأرض ) هل فهم أحد من السلف أنه هو ذلك النور الفائض على الحيطان والجدران المنتشر في الجو؟ جل مقام العلماء بالله وكتابه أن يفهموا هذا المعنى الظـاهر العامي. قال حبر الأمة ابن عباس فيما رواه عنه الطبري بالسند الصحيح: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض. وروى نحوه عن أنس بن مالك. وروى عن مجاهد أن معناه المدبر. ورجح الإمامُ الأوّلَ وزيف ما عداه … تعالى الله عن صفات الأجسام وسمات الحدوث. وهكذا لو استقريت أقوال السلف من مظانها لرأيت الكثير الطيب من بيان المعاني اللائقة بالله تعالى على سبيل التعيين، فمن نقل عدم التعيين مطلقاً عن السلف فما دقق البحث ولا اتسع اطلاعه) اهـ.
وقال أيضاً مُوضّحاً هذا المعنى:
(تنبيه مهم: إذا سمعت في عبارات بعض السلف " إننا نؤمن بأن له - تعالى - وجها لا كالوجوه ويداً لا كالأيدي " فلا تظن أنهم أرادوا أن ذاته العلية منقسمة إلى أجزاء وأبعاض، فجزءٌ منها يدٌ وجزءٌ منها وجهٌ غير أنه لا يشابه الأيدي والوجوه التي للخلق!! حاشاهم من ذلك، وما هذا إلا التشبيه بعينه، وإنما أرادوا بذلك أن لفظ الوجه واليد قد استعمل في معنى من المعاني، وصفة من الصفات التي تليق بالذات العلية كالعظمة والقدرة، غير أنهم يتورعون عن تعيين تلك الصفة تهيباً من التهجم على ذلك المقام الأقدس) اهـ.
وجاء في كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - (1 / 237) ما نصه:
(فهل يتصور أن الذين يبايعون النبي ‘تحت الشجرة عندما يتلون قوله تعالى ( إنّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما ) يفهمون أن اليد هنـا يد ليست كيد المخلوقات – يعني يدا حقيقية كما يقول أصحاب الظاهر ولكنها ليست كيد المخلوقات – ولا يفهمون أن المراد سلطان الله تعالى وقدرته، بدليل ما فيها من تهديد لمن ينكث بأن مغبة النكث تعود عليه. ولذلك نحن نرجح منهاج الماتريدي ومنهاج ابن الجوزي ومنهاج الغزالي، ونرى أن الصحابة كانوا يفسرون بالمجاز إن تعذر إطلاق الحقيقة، كما يفسرون بالحقيقة في ذاتها) اهـ.
يؤيد هذا ما نقل عن جماعات منهم من التصريح بذكر هذه المعاني المجازية مثل سيدنا ابن عباس وابن مسعود وعلي رضي الله عنهم والحسن البصري ومالك والأوزاعي وقتادة والثوري ومجاهد وعكرمة رحمهم الله وغيرهم ممن تزخر بنصوصهم كتب التفسير والحديث وغيرها.
-
رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة
و الله لو مضى الاخوان من الطرفين في سرد نقليات عن هذا الباحث او ذاك ..فلن ننتهي الا ان تناقش الحجج لا المقالات المطولة ...
و مع ذلك فالمقال لا يسمن و لايغني من جوع و لا يرد على الأسئلة و لا أصحابه فهموا موضع النزاع و المشكلة فعلا:
فمن بابه و عنوانه يبدأ بتعريف للتفويض و التأويل الكلامي و ينسبه للسلف و يعتبره مسلما فقوله -وذلك بعد تنزيه الله تعالى عن ظواهرها غير المرادة للشارع- و- صرف اللفظ عن الظاهر بقرينة تقتضي ذلك-. أين دليله؟؟؟مع ان السلف مصرحون دائما ان الظاهر مقصود؟؟؟و سواء في تأويلهم او تفويضهم انما يقصدون الظاهر؟؟؟
و ما أداهم الى ذلك هو تعظيمهم اللاواعي لنتائج علم المنطق اليوناني المبثوثة في ثنايا علم الكلام..فقبل ان يقدموا على الدين و اقوال يقومون بوضع تقسيمات من عندهم ما لها وجود في الدين و يزعمون ان الدين هكذا يبينها لاعتقادهم ان الدين لن يخالف ما صح عندهم عقلا..لا ان ذلك هو ما وجدوه في الدين بعد البحث..و من ذلك تقسيمهم للاتباث و النفي :
و يجعلون الاتباث لاظاهر له الا ما افادالتجسيم...وا إثبات إما أن يكون معه حمل الكلام على ظاهره وحقيقته التي يعهدها البشر، ...و لا يشعرون انهم يسقطون انفسهم في الفخ الاعتزالي دون ان يشعروا...اذ هذا ليس من بنات أفكارهم بل هو تقسيم للمعتزلة اصلا...و المعتزلة و الحق يقال أدرى بهذه الصنعة اليونانية و فرسان هذا الميدان ..فان وضعوا تقسيما و بلعته ..فاعلم انك لا محالة اما ستتبعهم في نتائج التقسيم...او ستتناقض تناقضا بينا...و هو الحاصل...اذ ان كان فعلا هذه هي القسمة الجامعة المانعة.. فهذا يلزم منه صحة قول المعتزلة بنفي كافة الصفات اذ اننا التزمنا ان لامنزلة بين المنزلتين..فابقا ؤها على ظاهرها يفيد التجسيم...فالسمع و البصر و الحياة و الكلام و غيرها لا ظاهر لها بحسب هذا التقسيم الا ما عهده البشر فوجب صرفها عن ظواهرها و تأويلها أيضا...لأن حملَ الكلام على الظاهر والحقيقة يفضي قطعاً إلى التشبيه، لأن حقائق وظواهر هذه الألفاظ أجسام وكيفيات مخلوقة، والله تعالى منزه عنها
ولا يقال: نحملها على الظاهر ونفوض العلم بالكيفية إلى الله تعالى.
لأن هذا القول تناقض صريح أوقعت فيه الغفلة، إذ ليس من ظاهر ولا حقيـقة هنـا إلا الجسم، وهذا لا يصح قطعاً وصف الله تعالى به.....:):):)...
و سر على ذلك الى آخر المقال يصبح المقال اعتزاليا بامتياز...:):) اذ لا السلف فرقوا بين صفات و صفات و لا المعتزلة فرقوا و لا الجهمية فرقوا و لاالفلاسفة فرقوا بل و لا حتى متقدمي الأشاعرة فرقوا ...فتحمل المنهجية المذكورة في المقال على جميع الصفات بلا استثاء..فيصبح المقال على ما خططت له المعتزلة منافحا عنهم ...و هذا الخلل المنهجي يبين لك السر في توجه متأخري الأشاعرة الى الاعتزال...اذ لا دليل لا عقلا و لا شرعا و لا في اقوال السلف يدل على هذه التفرقة...
و الطريف انه حين اورد عليه الايراد الشهير بأن الصفات ستصبح من جنس الحروف المقطعة ....عاد و فسر ان عدم العلم عند المفوض انما هو عدم العلم بالتفصيل و ان العلم عنده هو على الاجمال....و هو طريف..اذ ما العلم عند المأول الا العلم الاجمالي؟؟؟ اذ المأول لا يعين على سبيل التفصيل اي المعاني هو المقصود...فهو يفهم من يداه مبسوطتان أيضا انها على سبيل الإجمال معنى الكرم والجود المطلق والعطاء ...فما بقي للمفوض حتى يصير مؤولا؟؟؟ فعاد امر التفويض الى التأويل..اذ هو لازم قسمتهم التي لا تعترف للظاهر الا بمعنى واحد وهو الجارحة...فان نفيت للظاهر معنى لم يبق لك الا ان تأول..او ان تقر بجهلك التام كجهلك معنى الحروف المقطعة...فان قلت لالالا أنا اعلم معنى...فهذا المعنى حسب تقسيمك ليس الا احد معنيين ..معنى الظاهر الجارحة...او معنى المؤول ...و ليس بينهما الا الجهل ...و الطريف ان الباحث ارادالهرب من اتباث معنى متوسط بين معنى الظاهر الجارحة و بين المعنى المؤول..فوقع في شر هذا التقسيم فحاول اتباث معنى متوسط بين الجهل و العلم بالمعنى...وهو من سنن الله في كلامه كما هو من سننه في كونه...اذ علماء الفيزياء يدركون انك ان نزعت قيمة صحيحة من موضع فلا بد ان يظهر الاحتياج اليها من موضع آخر..فكلام الله متناسق مبين احسن بيان كتناسق مواقع النجوم ...ما أن تنفي منها حقا حتى يظهر الخلل في موضع آخر...
أما كلام الترمذي و بقية كلامه فقد بين ايما بيان كيف انهم يقرنون المعنى المعروف بالظاهر و يقرنون المعنى الغير معروف بالكيف في جحافل من أقوالهم و لا يستثنون من ذلك أية صفة بل يقرنون نصا بين الصفات المعنوية و الخبرية و صفات الأفعال و يشملونها جميعا بنفس المنهج...و يقولون انهم يبحثون عن الظاهر و يؤمنون بالظاهر.و لا يقولون قط انهم عدلوا عنه و لاأنهم أولوا لأن الظاهر يفيد التشبيه هذا ما لا يقدر أحد ان ينقل عنهم حرفا ...