-
في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
أحسن الله إليكم
إذا عزمت على كتب مقدمة لبحث أو إنشاء رسالة لصاحب أو نحو هذا ذهبت عني ألفاظ المعاني _ أقصد المعاني الموجودة في ذهني _ كل مذهب وتشردت مني وتفرقت عليّ
فتراني أجلس في كتابة مقدمة بحث مدة تزيد على كتابة البحث نفسه بعد عصر للذهن وتكلف شديد
وإذا كتبت رسالة أو قمت بتحضير كلمة ألقيها في المسجد كان الأمر كذلك
البحث أمره سهل لأنه في الغالب علمي بحت ما عليك إلا جمع المعلومات وتنقيحها وتربط بينها بكلمة أو كلمتين حتي يستقيم المعني ويتم المبني
ولم أجرب كتابة أبحاث غير علمية
أما المقدمة أو الرسالة فتحتاج إلى ثروة لغوية
فلما رأيت حالي كذلك ورأيت حال غيري يجول في ميادين الفصاحة ويختار من الألفاظ ما يشاء ويدع منها ما يشاء ويتفنن في الأساليب والبلاغة
عزمت على إثراء لغتي وحل عقدتي
وكنت قد قرأت في ترجمة الأديب البشير الإبراهيمي أن سبب ما يتمتع به من فصاحة وثروة لغوية هو حفظه :
لكتاب عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الموسوم بالألفاظ
وكتاب الفصيح وإصلاح المنطق على ما أظن
فما رأيكم أريد أن أحفظ كتاب الهمذاني
مبدئيا
أم أحفظ تهذيبة لقدامة البغدادي
وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فبما تنصحون لحل عقدة الألسنة وإثراء اللغة ؟؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
وفقكم الله
من أعظم ما يثري لغة الكاتب كثرة قراءته في كتب البلغاء، فاجعل لك نظرا في كتبهم = فستجد أنك مع الوقت تحاكيهم وأنت لا تشعر.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بعض أهل العلم ينصح بحفظ مقامات الحريري
وبعضهم ينصح بحفظ ديوان المتنبي
وعلى غرار ما تفضلتَ بذكره كان أحد الأدباء المصريين فصيحا بليغا منطلق اللسان، وذكروا أن السبب في ذلك حفظه للعقد الفريد.
ويحكون عن أحمد شوقي أنه كان يحفظ معظم صحاح الجوهري!
وعن المتنبي أنه كان يحفظ الجمهرة لابن دريد
وقد نصح ( الرافعي ) أبا رية في رسالة بأن يقرأ عشرين سنة ( ابتسامة ) حتى ترسخ عنده الملكة الأدبية والأسلوب الفريد.
أظن - والله تعالى أعلم - أنك لو قرأت مطولات شيخ الإسلام فستنحل عقدة لسانك؛ مثل ( درء التعارض ) و( بيان تلبيس الجهمية ) و( مجموع الفتاوى )، و( منهاج السنة ).
( تذييل )
كتب أبي محمد بن حزم أيضا تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان، ولكنها لها تعقيدات أخرى ( ابتسامة ).
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
أخي الفاضل لحل هذه المشكلة خطوتان :
الأولى : تنمية الثروة اللغوية لديك وذلك بإدمان القراءة في كتب أهل العلم الذين ملكوا ناصية البيان ، وهم كثرٌ والحمد لله ، وكلما مر بكم تعبير رائق أو تصوير بديع يمكنك تسجيله وحفظه. وأيضًا ليس أفضل من حفظ القرآن واستحضاره ، وحفظ ألفاظ الحديث النبوي فهي أعلى درجات البيان .
الثانية : التدريب على الإلقاء والكتابة ، تكتب كثيرًا كلما عنت لك فكرة عبر عنها بالكتابة ثم انظر وعدل وحدد مواطن الخلل وحاول تحاشيها فيما بعد ، أحسب أنك مع الوقت ستكون في الخطابة (قس بن ساعدة) ، وفي حسن التصنيف وروعة البيان الجاحظ أو أبا حيان أو حتى أقل شيء ، تكون مثل عبد القاهر الجرجاني صاحب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز . (ابتسامة).
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بارك الله في كاتب الموضوع وفي المداخلين...
لكن فضلا لا أمرا ...
ما هو الكتاب الذي ترونه نافعا لمثل هذه المعضلة ؟
كتاب واحد فقط (ابتسامة).
لا أشك بأن كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم هي في أعلى درجات البيان.
لكن لابد أن هناك كتب تدلك على طريقة الاستفادة منهما.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
جزاكم الله خيرا جميعا
اقتباس:
من أعظم ما يثري لغة الكاتب كثرة قراءته في كتب البلغاء، فاجعل لك نظرا في كتبهم = فستجد أنك مع الوقت تحاكيهم وأنت لا تشعر
صحيح وكذا هو في باقي العلوم فمن أكثر من قراءة كتب الأصوليين تكلم بلغتهم وشابههم في تفكيرهم وكذا في الفقه ونحو ذلك
لكن هذا لا يصلح لي في هذه المرحلة فأنا غير متفرغ للقراءة في كتب الأدب وفنون البلاغة
سأتفرغ لها في يوم من الأيام وأخصص لها خمسة أشهر أو أقل أو أكثر وإن كنت أقرأ فيها قراءة خفيفة غير منهجية متقطعة
فأنا الآن متفرغ لبعض العلوم فأريد كتاب يسعفني في هذه المرحلة يثري لغتي ويحل عقدتي
بارك الله فيكم
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
أظن - والله تعالى أعلم - أنك لو قرأت مطولات شيخ الإسلام فستنحل عقدة لسانك؛ مثل ( درء التعارض ) و( بيان تلبيس الجهمية ) و( مجموع الفتاوى )، و( منهاج السنة ).
لم يظهر لي وجهه
فكلام أبي العباس علمي بحت بخلاف تلميذه ابن القيم وكذا التاج السبكي وغيرهما فقد مزجوا بين المادة العلمية وجملوها بالأسلوب الأدبي وهو مما يزيد في إقناع القاريء بأفكار الكاتب
وأبو العباس كان قادرا على هذا الفعل لا شك في ذلك
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
قال الصاحب بن عباد في الهمذاني وكتابه الألفاظ الكتابية " لو أدركته لأمرت بقطع يده ولسانه لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب ورفع عن المتأدبين تعب الدرس والحفظ والمطالعة"
وقال عنه ألوسي زاده " الكتاب الجليل الذي ليس في بابه مثله ويحتاج إليه كل كاتب نبيل وأديب يطلب التفنن في الأقاويل"
وجاء في تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان : " وهو مما يستعان به في تنميق العبارة وضبط معناها لاحتوائه على مترادفات بين الجمل الفصيحة كل منها مجموع في باب خاص..."
وفي رأي أن من أكثر ما يعين على الفصاحة وحل عقد الألسنة وإثراء اللغة حفظ المترادف من كلام العرب
قال السيوطي في المزهر وهو يتكلم عن المترادف :
"وله فوائد منها: أن تكثر الوسائل - أي الطرق - إلى الإخْبارِ عما في النفس فإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطقُ به وقد كان بعضُ الأذكياء في الزمن السالف ألْثَغ فلم يُحْفظ عنه أنه نطَق بحرف الراء، ولولا المَترادِفات تعينُه على قَصْده لما قدَر على ذلك
ومنها: التوسُّع في سلوك طرُقِ الفصاحة، وأساليب البلاغة في النَّظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحدَ قد يتأتَّى باستعماله مع لفظ آخر السَّجْعُ والقافيةُ والتَّجْنِيسُ والتَّرصِيعُ، وغير ذلك من أصناف البديع، ولا يتأتَّى ذلك باستعمال مُرادفه مع ذلك اللَّفظ"
وكتاب عبد الرحمن بن عيسى أفضل ما ألف في المترادف والله أعلم
والمقامات للحريري من هذا القبيل
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
هذا الموضوع يحتاج إلى كتابة من نوع خاص.
لكن في الجملة فإن كتابي الهمداني الألفاظ الكتابية واليازجي نجعة الرائد يفيدانك في نوع خاص من أنواع الإنشاء وهو التفريع والتنويع، وأما المرسل أو المسجوع وغيرها فإنها لن تقوي ملكتك، بل تجعلك أسيراً للمتردافات.
لهذا فإن أفضل كتاب يُنصح فيه لتغذية ملكة الفصاحة والبيان كتاب البيان والتبيين للجاحظ، فهو بحق معلمة فريدة ومدرسة فذة لكل من أراد امتلاك ناصية البيان والبلاغة والفصاحة، ولو زدت عليه المثل السائر لابن الأثير فقد أصبت خيراً عظيماً، لأنه يعلمك أصول البيان وطرق الفصاحة، المهم في هذا الباب عدم استعجال الثمرة مع الحرص على الصبر والمصابرة وضبط النفس وحسن التأسي بأولئك الأعلام والسير على نهجهم في الكتابة والحديث إلى أن تستقل بأسلوب خاص بك وحدك.
ومن وجهة نظري فإن أعظم ناثرين في مسيرة النثر العربي هما الجاحظ وأبو حيان التوحيدي، وكتب ذين لا مزيد عليهما في الفصاحة والبلاغة، فاحرص على إدمان النظر فيهما وحفظ ما أمكن منهما.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
أبو حماد
ملخص الكلام :
1-البيان والتبيين للجاحظ.
2-المثل السائر لابن الأثير.
أليس كذلك؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
ما شاء الله يا أخي أمجد
ما دام هذا أسلوبك فأنت غير محتاج إلى الدرس والحفظ إلا كحاجة سائر الإخوان :)
أنصح نفسي وإخواني بالقراءة لمن جمع سلاسة الأسلوب وجزالة الألفاظ وهم كثر :
فمن المتقدمين : الإمام الشافعي والجاحظ وابن حزم وابن رشيق صاحب زهر الآداب وابن القيم
ومن المعاصرين : الرافعي والإبراهيمي وأحمد شاكر والطنطاوي والطناحي ، وغيرهم ، رحمهم الله
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
.......
كتب أبي محمد بن حزم أيضا تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان، ولكنها لها تعقيدات أخرى ( ابتسامة ).
صدقت أيها الشيخ الفاضل في قولك (( تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان ))
أما ((ولكنها لها تعقيدات أخرى)) فهذا غير صحيح فكتاباته تُعَلم كيف يكون الدفاع عن الحق والاستماتة في ذلك مهما كلفنا ..فالإمام ابن حزم لم يكن يكتب في منتديات حوار ينسخ ويلصق من أقراص وبرامج الكتب ولا يعي ما يقوله ! بل كتب كتبه وراجعها واستدرك عليها ..ولم يطعن في إمام من أئمة الاجتهاد أو غيرهم ..ومن ادعى غير هذا فليذكر الموضع الذي طعن به في أحد من هؤلاء لنراه ونكشف ما فيه إن كان حقاً هو طعن وشتم وسب أو غيره ..وهناك فرق بين أن أصف القول بأنه باطل أو فاسد أو جنون أو هوى ..وبين أن أصف قائله بذلك ..ومن أدرك هذا ارتاح وأمن من هذه التهمة الباطلة وحفظ لسانه وصحيفته .
راجع مشكوراً http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1361
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
إن معقود اللسان يصبح بالنية ومراعاة الإخلاص ناثراً من فيه جواهر البلاغة الآسرة للناس كما قال أحدهم "كن صحيحاً في السر تكن فصيحاً في العلانية"
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
أنصحك بحفظ كتاب الله ففيه اللغة والحكمة والحكم والفائدة العظماء بلا ريب فإن كنت حفظته فعليك بكلام أفصح العرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم فهو كذلك .
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
علاوةً على ما ذكره الإخوة أعلاه :
فالسماع - أيضًا - أخي الكريم / أمجد له فوائد كثيرة .
وهناك من الدعاة والعلماء من يُحسن صياغة الشعر ، أو حتى نقله ، ويُعارضه ، ويُحسن - أيضًا - سجع النثر في المُقدِّمات وغيرها .
ومن أفضل الدعاة الذين استفدتُ منهم في مجال الأدب عمومًا ، والشِّعر والنثر على وجه الخصوص ، وحبَّبني في النظر لكتب الأدب ؛ فلو سمعتَ أشرطتَه كلَّها = تجدُ هذا الأمر مُتمثِّلًا فيه ، عجيبٌ في سرعة إلقاءه واستحضاره الأبيات الشِّعرية ، مع اعتقادي أنَّه ينظم الشِّعر مثل قسيمه - ولعلَّ بينهما قرابة - ، وهذا كتبه في الشِّعر معروفة ، ومنشورة .
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بارك الله فيكم جميعا على هذه الفوائد
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
من المتأخرين
جزالة الألفاظ ووعورتها ( الرافعي )
سلاسة الألفاظ وحسن التصوير ( الطنطاوي )
وبينهما وسط وااااسع ( أبوفهر ، المنفلوطي ، البشير الإبراهيمي ، محمد الخضر حسين ،الطاهر بن عاشور ، أحمد أمين ....إلخ )
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
وما رأي الأخوة الأفاضل في: المخصص لابن سِيْدَه ،وفقه اللغة للثعالبي
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
ومن أحلى المعاصرين أسلوباً - على ضلال وعمى - طه حسين ، لا سيما في مذكراته : الأيام
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
عليك بكتابي الجاحظ ( الحيوان ، والبيان والتبيّن )وكتابي محمود شاكر (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ، والمتنبي )، وأضف إليهما أباطيل وأسمار
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
[quote=رمضان أبو مالك;44891]، وحبَّبني في النظر لكتب الأدب / - ؛ فلو سمعتَ أشرطتَه كلَّها = تجدُ هذا الأمر مُتمثِّلًا فيه ، عجيبٌ في سرعة إلقاءه واستحضاره الأبيات الشِّعرية ،quote]
صدقت في فصاحة الشيخ وروعة كلامه
وللمعلومية الشيخ لايلقي ارتجالا بل يقرأ من الأوراق ، وهذا ليس بعيب أبدا
حفظه الله
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
وعلى غرار ما تفضلتَ بذكره كان أحد الأدباء المصريين فصيحا بليغا منطلق اللسان، وذكروا أن السبب في ذلك حفظه للعقد الفريد.
ويحكون عن أحمد شوقي أنه كان يحفظ معظم صحاح الجوهري!........
ومثله : إبراهيم عبد القادر المازني أديب معاصر متوفى
حفظ في صباه (الكامل لابن المبرد) غيباً وكان ذلك سر الغنى في لغته
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
لابن خلدون تقرير ماتع يفيدنا جميعا، ذكره في مقدمته. أنقله بتمامه لنفاسته قال :
حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ وجودتها بجودة المحفوظ
قد قدمنا أنه لا بد من كثرة الحفظ، لمن يروم تعلم اللسان العربي، وعلى قدر جودة المحفوظ وطبقته في جنسه وكثرته من قلته، تكون جودة الملكة الحاصلة عنه للحافظ. فمن كان محفوظه من أشعار العرب الإسلاميين شعر حبيب أو العتابي أو ابن المعتز أو ابن هانىء أو الشريف الرضي، أو رسائل ابن المقفع أو سهل ابن هارون أو ابن الزيات أو البديع أو الصابىء، تكون ملكته أجود وأعلى مقاماً ورتبة في البلاغة، ممن يحفظ أشعار المتأخرين مثل شعر ابن سهل أو ابن النبيه أو ترسل البيساني أو العماد لأصبهاني، لنزول طبقة هؤلا عن أولئك. يظهر ذلك للبصير الناقد صاحب الذوق. وعلى مقدار جودة المحفوظ أو المسموع، تكون جودة الاستعمال من بعده، ثم إجادة الملكة من بعدهما. فبارتقاء المحفوظ فى طبقته من الكلام، ترتقي الملكة الحاصلة لأن الطبع إنما ينسج على منوالها، وتنمو قوى الملكة بتغذيتها. وذلك أن النفس، وإن كانت في جبلتها واحدة بالنوع، فهي تختلف في البشر بالقوة والضعف في الإدراكات.
واختلافها إنما هو باختلاف ما يرد عليها من الإدراكات والملكات والألوان التي تكيفها من خارج. فبهذه يتم وجودها، وتخرج من القوة إلى الفعل صورتها. والملكات التي تحصل لها إنما تحصل على التدريج كما قدمناه. فالملكة الشعرية تنشأ بحفظ الشعر، وملكة الكتابة بحفظ الأسجاع والترسيل، والعلمية بمخالطة العلوم والإدراكات والأبحاث والأنظار، والفقهية بمخالطة الفقه وتنظير المسائل وتفريعها وتخريج الفروع على الأصول، والتصوفية الربانية بالعبادات والأذكار وتعطيل الحواس الظاهرة بالخلوة والانفراد عن الخلق ما استطاع، حتى تحصل له ملكة الرجوع إلى حسه الباطن وروحه، وينقلب ربانياً وكذا سائرها. وللنفس في كل واحد منها لون تتكيف به، وعلى حسب ما نشأت الملكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك الملكة في نفسها، فملكة البلاغة العالية الطبقة في جنسها إنما تحصل بحفظ العالي في طبقته من الكلام، ولهذا كان الفقهاء وأهل العلوم كلهم قاصرين في البلاغة، وما ذلك إلا ما يسبق إلى محفوظهم، ويمتلىء به من القوانين العلمية والعبارات الفقهية الخارجة عن أسلوب البلاغة والنازلة عن الطبقة، لأن العبارات عن القوانين والعلوم لا حظ لها في البلاغة، فإذا سبق ذلك المحفوظ إلى الفكر وكثر وتلونت به النفس جاءت الملكة الناشئة عنه في غاية القصور وانحرفت عباراته عن أساليب العرب في كلامهم. وهكذا نجد شعر الفقهاء والنحاة والمتكلمين والنظار وغيرهم ممن لم يمتلئ من حفظ النقي الحر من كلام العرب.
أخبرني صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلامة بالدولة المرينية قال: ذاكرت يوماً صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أبي الحسن، وكان المقدم في البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي ولم أنسبها له وهو هذا:
لم أدر حين وقفت بالأطلال ... ما الفرق بين جديدها والبالي
فقال لي على البديهة: هذا شعر فقيه، فقلت له ومن أين لك ذلك؟ قال من قوله: ما الفرق؟ إذ هي من عبارات الفقهاء، وليست من أساليب كلام العرب، فقلت له: لله أبوك، إنه ابن النحوي.
وأما الكتاب والشعراء فليسوا كذلك، لتخيرهم في محفوظهم ومخالطتهم كلام العرب وأساليبهم في الترسل، وانتقائهم له الجيد من الكلام.
ذاكرت يوماً صاحبنا أبا عبد الله بن الخطيب، وزير الملوك بالأندلس من بني الأحمر، وكان الصدر المقدم في الشعر والكتابة فقلت له: أجد استصعاباً علي في نظم الشعر متى رمته، مع بصري به وحفظي للجيد من الكلام، من القرآن والحديث وفنون من كلام العرب، وإن كان محفوظي قليلاً. وإنما أتيت، والله أعلم بحقيقة الحال، من قبل ما حصل في حفظي من الأشعار العلمية والقوانين التأليفية. فإني حفظت قصيدتي الشاطبي الكبرى والصغرى في القراآت والرسم واستظهرتهما، وتدارست كتابي ابن الحاجب في الفقه والأصول وجمل الخونجي في المنطق وبعض كتاب التسهيل وكثيراً من قوانين التعليم في المجالس، فامتلأ محفوظي من ذلك، وخدش وجه الملكة التي استدعيت لها بالمحفوظ الجيد من القرآن والحديث وكلام العرب، فعاق القريحة عن بلوغها، فنظر إلي ساعة متعجباً ثم قال: لله أنت، وهل يقول هذا إلا مثلك؟.
ويظهر لك من هذا الفصل، وما تقرر فيه سر آخر، وهو إعطاء السبب في أن كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية، في منثورهم ومنظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ونصيب وغيلان في الرمة والأحوص وبشار، ثم كلام السلف من العرب في الدولة الأموية وصدراً من الدولة العباسية، في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم للفلوك أرفع طبقة في البلاغة بكثير من شعر النابغة وعنترة وابن كلثوم وزهير وعلقمة بن عبدة وطرفة بن العبد، ومن كلام الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم. والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة.
والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث، اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثليهما، لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم، فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة عن ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية، ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها، فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة وأصفى رونقاً من أولئك، وأصفى مبنى وأعدل تثقيفاً بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلاغة.
ولقد سألت يوماً شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا، وكان شيخ هذه الصناعة، أخذ بسبتة عن جماعة من مشيختها من تلاميذ الشلوبين، واستبحر في علم اللسان وجاء من وراء الغاية فيه، فسألته يوماً: ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين، ولم يكن ليستنكر ذلك بذوقه، فسكت طويلاً ثم قال لي: والله ما أدري! فقلت له: أعرض عليك شيئاً ظهر لي في ذلك، ولعله السبب فيه. وذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجباً، ثم قال لي: يا فقيه هذا كلام من حقه أن يكتب بالذهب. وكان من بعدها يؤثر محلي ويصيخ في مجالس التعليم إلى قولي ويشهد لي بالنباهة في العلوم. والله خلق الإنسان وعلمه البيان.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
نصحني أحد المهتمين باللغة بكتاب " الصاهل والشاحج" للمعري .
فما رأيكم؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بارك الله فيكم على هذه النصائح الثمينة
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
لا تجزع أخي الفاضل أمجد، فقد اشتكى بنحو مما اشتكيت منه شيخ الإسلام مصطفي صبري، تجده في "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" ..
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
قال العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي:
ثم نظرت في الكتب التالية وحفظتها من أجل معرفة المفردات اللغوية:
كفاية المتحفظ
فقه اللغة للثعالبي
الألفاظ الكتابية للهمذاني
نظام الغريب....وغير ذلك ثم بعدها:
إصلاح المنطق
تهذيب الألفاظ....وغيرها
وقد حفظت في تلك الأيام المعلقات العشر وعدة قصائد أخرى تعد من أجود القصائد العرببية وتبلغ في رتبتها مرتبة المعلقات أما المجاميع الأدبية والدواوين الشعرية التي حفظت معظمها فهي:
ديوان المتنبي
ديوان الحماسة (كلاهما كاملا)
جمهرة أشعار العرب
المفضليات
نوادر أبي زيد
الكامل لابن المُبَرِّد
البيان والتبين
أدب الكاتب مع شرحه الاقتضاب. ا.هـ من كتاب محمد عُزَير الذي جمع فيه أغلب مقالات الميمني (22/1)
وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري
رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية
وهكذا فلتكن الهمم....
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ :
الغريب المصنف لأبي عبيد
وإصلاح المنطق
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ :
الغريب المصنف لأبي عبيد
وإصلاح المنطق
كان أبو بكر الأبيض يحفظ الغريب المصنف، ولما سئل عن ذلك ذكر أنه قيد نفسه بالحديد حتى حفظه!! وأنشد لنفسه:
ريعت عجوزي إذ رأتني لابسا ............ حلق الحديد وإنه ليروعُ
شدت على حيزومها وتمثلت ............ أمثالها وفؤادها مصدوعُ
قالت هبلت؟! فقلت لا بل همةٌ ............ هي عنصر العلياء والينبوعُ
سن الفرزدق سنة فتبعه ............ إني لما سن الكرام تبوعُ
يشير إلى أن الفرزدق كان قد قيد نفسه بالحديد أيضا حتى حفظ القرآن.
وممن كان يحفظ الغريب المصنف أيضا أبو القاسم ابن سيده صاحب المحكم والمخصص.
وكان آية في الحفظ والذكاء، مع أنه كان أعمى.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري
ذكر ذلك د. شاكر الفحام في مقدمة (بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني) وأحال على مجلة المجمع العلمي الهندي المجلد العاشر ص 8.
وقد كنت قرأت قديما -منذ نحو ثماني عشرة سنة- عبارة ذكرها الميمني في تحقيقه لكتاب الفاضل للمبرد، ولم أستطع فهمها في حينها، حتى اطلعت على هذه البحوث والتحقيقات.
قال في تحقيقه للفاضل: كذا، والذي في حفظي كذا وكذا!! [أو معناه]
فلما قرأت ما في (بحوثه وتحقيقاته) قلت: ليس من المستغرب لمن يحفظ مائة ألف بيت أن يحيل على حفظه!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية
لغته الأصلية هي الأردية ، والله أعلم.
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
موضوع مهم ..فبارك الله فيكم على هذه الفوائد الطيبة.
بالمناسبة..ما هي افضل طبعة لكتاب الجاحظ البيان والتبيين ؟؟
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
فيما أعلم الطبعة التي بتحقيق الشيخ عبد السلام هارون
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
بارك الله فيك اخي امجد وجزاك الله خيرا
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
فيما أعلم الطبعة التي بتحقيق الشيخ عبد السلام هارون
هو كذلك يا شيخ أمجد ، وهو من مطبوعات مكتبة الخانجي بالقاهرة.
ويحضرني في موضوعك هذا عبارة نافعة أيضًا قالها ابن خلدون في مقدمته الشهيرة (ص 1277 - 1278/ طبعة علي عبد الواحد وافي) : ((وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم، أنَّ أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي: "أدب الكتّاب"، لابن قتيبة، وكتاب "الكامل"، للمبرد، وكتاب "البيان والتبيين"، للجاحظ، وكتاب "النوادر"، لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها وكتب المُحدَثين في ذلك كثيرة )).
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
جزاكم الله خيرا على هذه المحاورة الممتعة ، وهذا هو الظن بموضوع يجتمع فيه هذا الجمع الطيب من المشايخ والفضلاء ، لله درهم ،،،
وهذه مشاركة متواضعة أضعها هنا للفائدة ، وكما قال - تعالى - : ( ليُنفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فليُنفق مما آتاه الله لا يُكلِّف الله نفسا إلا ما آتاها ) ،،،
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه االله - : ( كنت حفظت في عنفوان هذه الفترة بإرشاد عمي كتاب كفاية المتحفظ للأجدابي الطرابلسي ، وكتاب الألفاظ الكتابية للهمداني ، وكتاب الفصيح لثعلب ، وكتاب إصلاح المنطق ليعقوب السكيت ، وهذه الكتب الأربعة هي التي لها معظم الأثر في ملكتي اللغوية ) الآثار ( 5 / 274 ) .
وإذ جركم الحديث إلى ذكر العلامة عبد العزيز الميمني - رحمه االله - ، يحسن أن أنقل لكم ما كتبه الشيخ الإبراهيمي عنه ؛ حيث قال فيه ما نصه : ( وأخي الميمني - ولا أحابيه - يرجع مع سعة الاطلاع إلى ذهن مشرق ، ورأي في تصحيح النصوص سديد ، وحافظة هي رأس المال لمن يتعاطى هذه الصناعة ، وحظ من لغة العرب مفرداتها وأساليبها يندر أن يتاح لمن نشأ مثل نشأته ، فهذه هي الأصول التي بوأته بين علمائنا المنزلة التي اعترف بها كل منصف ، والمنصفون هم الناس وإن قلوا ... ) والكلام طويل وفيه فوائد وفرائد راجعه في الآثار ( 4 / 381 ) .
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشكلة نعاني منها جميعا ، والطريق الذي أراه لحلها هو :
حاول حفظ أكبر قدر من الأمثال والحكم
احفظ رسالة أبيات الاستشهاد ( أظنها من تأليف ابن فارس ) تجدها مطبوعة ضمن نوادر المخطوطات لعبد السلام هرون ، وهي صغيرة في حجمها وسهل حفظها .
أكثر من التمثيل بأبيات الشعر وخاصة شعر المتنبي .
سوف تجد بعدها أن بديهتك قد نمت وحينها قم بتنميتها بالطريقة نفسها ، ...وفقكم الله
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نصحنا بما قدمه أحد الأخوة رعاه الله هنا :
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه االله - : ( كنت حفظت في عنفوان هذه الفترة بإرشاد عمي كتاب كفاية المتحفظ للأجدابي الطرابلسي ، وكتاب الألفاظ الكتابية للهمداني ، وكتاب الفصيح لثعلب ، وكتاب إصلاح المنطق ليعقوب السكيت ، وهذه الكتب الأربعة هي التي لها معظم الأثر في ملكتي اللغوية ) الآثار ( 5 / 274 ) .
وفصيح ثعلب من كتب الأهداف العزيزة لأخوتنا في موريتانيا كما بلغني .
ثم لا أنسى أن أضيف للأخ ملازمة أهل العلم من الفحول هذه هي من بين أفضل ما رأيت ولها تأثيرات جد عظيمة على الملكات تطبيقيا.
شكرا لكل من ساهم هنا.
تحياتنا
-
رد: في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
وهذا رأي الرافعي لمن أراد أن يملك ناصية الأدب والبلاغة:
قال في رسائله ص15:
"....إنك تريد امتلاك (ناصية الأدب) كما تقول
فينبغي أن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية وهي ما لا يعرف إلا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا فإن ظهر عليك أثرها وإلا كنت أديبا كسائر الأدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد فإذا رغبت في أقرب الطرق إلى ذلك فاجتهد أن تكون مفكرا منتقدا وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ وادرس ما تصل إليه يدك من كتب الاجتماع والفلسفة الأدبية في لغة أوربية أو ما عرب منها واصرف همك من كتب الأدب العربي بادىء ذي بدء إلى كليلة ودمنة والأغاني ورسائل الجاحظ وكتاب الحيوان والبيان والتبيين له وتفقه في البلاغة بكتاب المثل السائر وهذا الكتاب وحده يكفل لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبي وقد كنت شديد الولوع به
ثم عليك بحفظ الكثير من ألفاظ كتاب نجعة الرائد لليازجي والألفاظ الكتابية للهمذاني وبالمطالعة في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي والعقد الفريد لابن عبد ربه وكتاب زهر الآداب الذي بهامشه
وأشير عليك بمجلتين تعتني بقراءتهما كل العناية (المقتطف والبيان) وحسبك(الجريدة) من الصحف اليومية والصاعقة من الأسبوعية ثم حسبك ما أشرت عليك به فإن فيه البلاغ كله ولا تنس شرح ديوان الحماسة وكتاب نهج البلاغة فاحفظ منهما كثيرا
ورأس هذا الأمر بل سر النجاح فيه أن تكون صبورا وأن تعرف أن ما يستطيعه الرجل لا يستطيعه الطفل إلا متى صار رجلا وبعبارة صريحة إلا من انتظر سنوات كثيرة
فإن دأبت في القراءة والبحث وأهملت أمر الزمن طال أو قصر انتهى بك الزمن إلى يوم يكون تاريخا لمجدك وثوابا لجدك والسلام عليكم ورحمة الله"
وله كلام آخر سأنقله لاحقا إن شاء الله