-
استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله
في الحديث الصحيح : ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .
ومعلوم أن الإنسان قد ركبت فيه الغريزة الجنسية ، فإن استجاب لها فهو إنما يتسجيب لفطرته التي فطره الله عليها .
وفي المقابل نجد الإنكار الشديد من العلماء والمحدثين لشبهة يرددها المستشرقون ومَن تبعهم ، في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يعدد إلا لذاك ..
حتى بلغ بهم الإنكار إلى ذكر الأسباب التي دعت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الزواج بأكثر من امرأة وليس من ضمنها السبب ذاك !
فلم هذه الحساسية الشديدة تجاه هذا الأمر ؟
وهل الزواج لأجل إعفاف النفس يعد عيبا ؟
ألم تذكر لنا الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد ؟!!
والآن في المجالس النسائية تجد مَن تنكر مشروعية التعدد ، وتحرمه على من يطلبه لأجل ذاك ( .. ) ، وتشبيههن الرجل المعدد بـ الحيوان ، لأنه لم يعدد إلا لإشباع الغريزة تلك ، وهي بنظرهن غريزة حيوانية !
والتشنيع على مَن يعدد بفتيات صغيرات أو جميلات .
وحجتهم في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعدد إلا لأسباب إنسانية بحتة ، كأن تكون الزوجة أرملة أو مطلقة أو عاقر أو غيرها ، المهم ألا يكون هدفه إشباع غريزته الجنسية .
سؤالي عن الأسباب التي دعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - للتعدد وهي من اجتهاد العلماء ، ولماذا لم يذكر فيها السبب الطبيعي الذي يشترك فيه كل رجال المعمورة ؟
وهل الرسول صلى الله عليه وسلم حالة خاصة ؟ فكيف إذن نجمع بين هذا وما ورد في الحديث السابق ذكره وكذلك الحديث : ( لكني أصوم وافطر وانام واتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ؟
وهل لو عدد الرجل لإعفاف نفسه فقط ، هل يكون مستنا بسنة النبي صلى الله عليه سلم ؟
بارك الله فيكم .
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
هذا جواب يا اختي الفاضله لاحد اسئلتك و هو الاسباب التي ذكرها العلماء من قبيل اجتهادهم و المرجع فتاوى الشبكة الاسلاميه
ذكر العلماء لجواز ذلك له صلوات الله وسلامه عليه حكماً عديدة جليلة، نوجز لك أهمها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية التبليغية: وبيان ذلك أن الزوجة ألصق الناس بزوجها، وأعلمهم بحاله، وأجرؤهم على سؤاله، والزوج أيضاً أبوح لزوجته، وأكثر مصارحة لها في أمور كثيرة، وخاصة فيما يستحيا عادة من ذكره، فكان من الحكمة البالغة أن تكثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لينقلن الخاص والعام من أقواله وأحواله وأفعاله التشريعية، ويسألنه عما لا يجرؤ غيرهن على أن يسأله عنه، ثم يبلغن ذلك للأمة، وقد حصل ذلك بالفعل، ومن تصفح دواوين السنة رأى أكبر شاهد على ذلك.
ثانياً: الحكمة الاجتماعية: وبيان ذلك أن زواجه بأكثر من أربع أتاح له الفرصة لتوثيق صلته ببطون قريش العديدة، مما جعل القلوب تلتف حوله، في إيمان وإكبار وإجلالاً فقد تزوج نسوة من قريش منهن بنتا وزيريه: أبي بكر وعمر.
ثالثاً: الحكمة السياسية: وهذه تتداخل وتتقاطع في بعض الحالات مع التي قبلها،فقد أتاح له زواجه بأكثر من أربع أن جمع عنده عدداً لا بأس به من بنات القادة، مما جعل له مكانة عند أهالي تلك النساء، إذ من العادة أن الرجل إذا تزوج من قبيلة أو بطن صار بينه وبين تلك القبيلة أو البطن قرابة بالمصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم لنصرته وحمايته، ولا يخفى ما في ذلك من مصلحة الدعوة.
رابعاً: حكمة إظهار كمال خلقه كما وصفه ربه جل جلاله، حيث قال في شأنه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وبيان ذلك أنه جمع هؤلاء النسوة اللاتي هن من بطون شتى، وقد تربين في بيئات وحالات اجتماعية متفاوتة، إضافة إلى التفاوت الكبير في أعمارهن وارتباطاتهن الأسرية قبله، فمنهن الصغيرة البكر، ومنهم الكبيرة المسنة، ومنهن ذات الولد من غيره، ومنهن من كانت زوجة لرجل غني، ومنهن من كانت زوجة لرجل فقير، وآخر أمير، وآخر دون ذلك، فاستطاع صلوات الله وسلامه عليه بفضل الله تعالى عليه، ثم بما طبعه الله عليه من كمال خلقه، ورجاحة عقله، ورسوخ علمه وحلمه، وسعة صدره، وبالغ حكمته، استطاع بذلك أن يعطي كل واحدة منهن حقها ويعاملها حسب ما يليق بها، ويتناسب مع حالها، مع تحقيق كمال العدل بينهن، واستطاع أيضاً بذلك السلوك الرفيع، وتلك الإدارة الناجحة لهذه العلاقات الزوجية المتشعبة أن يحتوي كل ما من شأنه أن يكون سبباً لتأزم تلك الحياة الزوجية، وأن يمتص كل تلك الفوارق المشار إليها آنفاً لينسجم ذلك البيت الطيب المبارك الطهور في دعة واستقرار.
هذا في الوقت الذي يعجز فيه الواحد منا - إلا من رحم الله تعالى - أن يدير إدارة ناجحة بيتاً فيه امرأة واحدة قد بذل كل جهده في اختيارها على أسس كان يرجو من خلالها أن ينسجم معها، وتنسجم معه، ناهيك عن صاحب الاثنتين أو الثلاث أو الأربع.
ولا شك أن في تعامله صلوات الله وسلامه عليه - حسبما وصفنا - الأسوة الحسنة، والنموذج الأمثل لكل زوج مع زوجته مهما كان عمرها وحالتها الاجتماعية أو الثقافية.
وخلاصة ما نقوله للسائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصه ربه جل جلاله بأن أجاز له أن يتزوج بأكثر من أربع نسوة، وقد حصل ذلك بالفعل، وأن ذلك كان لحكم بالغة، ومصالح ملموسة راجحة على خلاف ما يشيعه بعض المغرضين المضللين من أعداء الإسلام الذين يحاولون قلب الحقائق بجعلهم الدافع للنبي صلى الله عليه وسلم على التعدد هو دافع شهواني فقط، وغفل هؤلاء أو تغافلوا عن النظر في حال من تزوجهن، حيث كن نساء كبيرات السن كلهن ثيبات ما عدا عائشة رضي الله تعالى عنها.
فلو كان الدافع دافعاً شهوانياً بحتاً لتزوج الفتيات الأبكار التي كان يرشد إليهن غيره، حيث قال لجابر مثلاً: "هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك" والحديث في الصحيحين وغيرهما.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
أرى والله أعلم أنه لا تضاد بين داع الفطرة وبين الحكمة من تعدد أزواج الرسول، فزواجه بأكثر من أربع ٍ كان لحِكَم ومصالح، فلم يكن الدافع الرئيس شهوانيا بدليل أن نساءه كن ثيبات وأرامل وكبيرات في السن عدا عائشة، ولو كان شهوانيا لتزوج ما يشاء من الجميلات الأبكار، ومع ذلك لم يغفل الجانب العاطفي والنداء الفطري المتحقق من زواجه بدلالة أن بعض نسائه تنازلت بليلتها لعائشة لكبر سنها بعد أن رأت عزوف النبي، فالحكمة إذن من زواجه لا تتعارض مع الجانب الفطري الغريزي، ولا عيب في من يُعدد بهدف العفاف بشرط القدرة، أما من يُعدد وقد وخطه الشيب وربما تجاوز السبعين ويتزوج من صغيرات فعمله مخالف للصحيح، والعيب الأكبر في من يقبلن بأمثاله...
والله أعلم..
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
في الحديث الصحيح : ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .
الحديث بهذا اللفظ فيه نظر.
ولعل لي عودة بإذن الله تعالى للتعليق على جميع المشاركة إن أراد الله.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اخي الفاضل التميمي تقول فيه نظر والحديث صححة الائمة واليك البيان
- حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 1/501
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
2 - حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن القيم - المصدر: زاد المعاد - الصفحة أو الرقم: 1/145
خلاصة الدرجة: صحيح
3 - حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: إغاثة اللهفان - الصفحة أو الرقم: 2/195
خلاصة الدرجة: صحيح
4 - حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: زاد المعاد - الصفحة أو الرقم: 4/308
خلاصة الدرجة: ثابت
5 - حبب إلي من دنياكم النساء والطيب , وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 355
خلاصة الدرجة: صحيح . وزيادة ثلاث باطل لا أصل له
6 - حبب إلي من دنياكم ، النساء ، والطيب . وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: أنس المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 119
خلاصة الدرجة: صحيح
7 - حبب إلي من دنياكم : النساء ، والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: النصيحة - الصفحة أو الرقم: 255
خلاصة الدرجة: صحيح
سؤال :ما هي درجة حديث " حبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة " ؟.
الحمد لله
الحديث صحيح .
وقد رواه النسائي ( 3939 ) من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه - .
وصححه الحاكم ( 2 / 174 ) ووافقه الذهبي ، وصححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 /15 ) و ( 11 / 345 ).
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
المجلس الأول
في الحكم على الحديث
هذا الحديث يروى عن أنسٍ من خمسة طرق:
· الطريق الأول: عن أبي المنذر سلام بن سليمان المزني القارئ، عن ثوبان به.
· الطريق الثاني: عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثوبان به. وهي تعتبر (متابعة) لطريق سلام أبو المنذر، وسيأتي الحكم عليها.
· الطريق الثالث: عن سلام بن أبي الصهباء، عن ثوبان به. وهي تعتبر (متابعة) أيضاً لطريق سلام أبو المنذر، وسيأتي الحكم عليها.
· الطريق الرابع: عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به. وهي تعتبر (متابعة) لرواية ثوبان؛ وسيأتي الحكم عليها.
· الطريق الخامس (مقرونة): عن سلام بن أبي خبزة العطار، عن ثابت وعلي بن زيد به. وهي تعتبر (متابعة) لرواية ثوبان؛ وسيأتي الحكم عليها.
· أما الطريق الأول؛ فقد أخرجها كلٌ من:
ابن النذر في (تفسيره رقم 3252)، النسائي في (الكبرى رقم 8887) ومن طريقه الضياء في (المختارة رقم 1736)، الطبراني في (الأوسط رقم 5203)، الإمام أحمد في (المسند رقم 12315 و 12316 و 13079 و 14069)، أبو يعلى في (المسند رقم 3482 و 3530)، ابن سعد في (الطبقات 1/398)، المروزي في (تعظيم قدر الصلاة رقم 322 و 333)، ابن أبي عاصم في (الزهد 234)، العقيلي في (الضعفاء 2/160)، ابن عدي في (الكامل 3/303، 305)، أبو الشيخ في (أخلاق النبي رقم 727)، البيهقي في (الكبرى رقم 13232)
بلفظ:
"حبب إليّ من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة". وخالف بعض الرواة عند المروزي والبيهقي؛ فقال: "دنياكم" وأخطأ. وزاد الطبراني و المروزي _ في طريق آخر _ في أوله: "إنما". وفي طريق لأحمد ولأبي يعلى لفظ الحديث فيه لفظ حديث جعفر بن سليمان الآتي.
الحكم على هذا الطريق:
أولاً: الصحيح الصواب في إثبات لفظة (الدنيا) _ على فرض قبول الحديث _ أنها هكذا = بالتعميم والشمولية للجميع؛ أي: دنياي ودنياكم، ومن رواه بلفظ (دنياكم) فقد خالف وأخطأ. وفي هذا نكتة مهمة في تحديد المعنى، يعارض غيره من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الثابتة. فتأمل
ثانياً: الحديث من هذه الطريق ضعيفة.
*فيه: (سلام بن سليمان) قال يحيى بن معين: (لا شيء) وقال مرة: (لا بأس به) ولما سأله ابن الجنيد عنه هل هو ثقة؟ قال: (لا)، وقال أبو حاتم: (صدوق صالح الحديث)، وقال ابن حبان: (صدوق يخطئ)، قال ابن عدي: (هو عندي منكر الحديث)، وقال العقيلي: (ولا يتابع على حديثه)، وقال الساجي: (صدوق يهم؛ ليس بمتقن)، وقال ابن حجر: (صدوق يهم).
*وفيه: (عمار بن نصر) مختلف فيه.
· أما الطريق الثاني؛ فقد أخرجها كلٌ من:
الحاكم في (المستدرك رقم 2676)، مؤمل في (جزءه رقم 17)، النسائي في (الكبرى رقم 8888) ومن طريقه الضياء في (المختارة رقم 1608)،
بلفظ:
"حبب إلي النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة".
الحكم على هذا الطريق:
الحديث من هذه الطريق ضعيف.
*فيه: (جعفر بن سليمان الضبعي) وإن وثق إلا أنه متكلم فيه؛ قال الجوزجاني: (روى أحاديث منكرة، كان لا يكتب)، وقال أحمد بن سنان: (رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينشط لحديث جعفر بن سليمان. قال: وأنا أستثقل حديثه)، وقال سليمان بن حرب: (لا يكتب حديثه)، وقال علي بن المديني: (أكثر جعفر يعنى بن سليمان عن ثابت، وكتب مراسيل، وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وقال يحيى بن معين: (كان يحيى بن سعيد لا يكتب عنه وكان يستضعفه)، وكان يزيد ين زريع ينبذه ولا يقبله، وقال البخاري: (يخالف في بعض حديثه)، وقال السعدي: (روى مناكير)، وقال محمد بن عبد الله بن عمار: (هو ضعيف)، وقال ابن حجر: (صدوق).
قلت: كان رافضياً يبغض الشيخين. ورحم الله الإمام الرباني والحافظ النحرير والعالم الفذ البخاري فوالله عرف حاله ومكانته فتفرد بعدم الإخراج له. فتأمل
*وفيه: (سيار بن حاتم العنزي البصري) في حديثه بعض المناكير، قال الأزدي: (عنده مناكير)، وقال عبيد الله القواريري: (لم يكن له عقل)، وقال الحاكم: (في حديثه بعض المناكير)، وقال العقيلي: (أحاديثه مناكير)، وضعفه ابن المديني، قال الذهبي: (هو راوية جعفر بن سليمان).
قلت: وكان يهم.
· أما الطريق الثالث؛ فقد أخرجها:
ابن أبي عاصم في (الزهد رقم 235) ومن طريقه أبو الشيخ في (أخلاق النبي رقم 231).
بلفظ:
"حبب إليّ الطيب والنساء"، وخالف أبو الشيخ فقال: "حبب إلى من الدنيا النساء والطيب".
الحكم على هذا الطريق:
قلت: هذا الحديث من هذه الطريق ضعيف.
*فيه: (سلام بن أبي الصهباء) قال البخاري: (منكر الحديث؛ هو العدوي)، وقال يحيى: (ضعيف الحديث)، وقال ابن حبان: (ممن فحش خطؤه وكثر وهمه؛ لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد).
قلت: وهو آفته.
· أما الطريق الرابع؛ فقد أخرجها كلٌ من:
الطبراني في (الأوسط رقم 5772) _ الحديث كاملاً _ و(الصغير رقم 741) _ الشق الأخير _ ومن طريقه _ في الصغير _ الخطيب في (تاريخ بغداد 12/371) والضياء في (المختارة رقم 1533)، العقيلي في (الضعفاء 4/420)، ابن عساكر في (تاريخ دمشق 60/453)
بلفظ:
"حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة". أما رواية الطبراني في (الصغير) والعقيلي والخطيب فقد اقتصرت على الشق الأخير للحديث دون الأول وهو: "جعلت قرت عيني في الصلاة".
الحكم على هذا الطريق:
أولاً: قد وقع في رواية هذا الحديث مخالفة في متنه.
ثانياً: الحديث من هذه الطريق ضعيف.
لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا الهقل؛ تفرد به يحيى بن عثمان الحربي.
قال الإمام الذهبي عنه: (صدوق تفرد عن الهقل بن زياد بحديث أنكر)، قال العقيلي: (عن هقل؛ لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي)، قال ابن حجر: (صدوق تكلموا في روايته عن هقل).
وقال أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي _ وقد ذكر هذا الحديث _ وقال: (إنما العلة من قبل الراوي الذي هو دون الأوزاعي).
· أما الطريق الخامس؛ فقد أخرجها:
ابن عدي في (الكامل 3/303) مقرونة من رواية ثوبان وعلي بن زيد جميعاً عن أنس.
بلفظ:
"حبب إليّ النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة".
الحكم على هذا الطريق:
هذا الحديث من هذه الطريق موضوع.
*فيه: (سلام بن أبي خبزة) قال البخاري: (ضعفه قتيبة جداً ولم يحدث عنه) وقال: (متروك الحديث)، وقال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، وقال أبو زرعة: (منكر الحديث)، وقال النسائي: (متروك الحديث)، وقال الدارقطني: (ضعيف)، وقال أبو داود: (ضعيف)، وقال ابن عدي والعقيلي: (عامة حديثه لا يتابع عليه)، وقال علي بن المديني: (يضع الحديث)، وقال ابن حبان: (كثير الخطأ معضل الأخبار يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به)، وقال الذهبي: (واه).
*وفيه: (عثمان بن حفص) قال ابن حبان: (يغرب).
فالحديث جميع طرقه لا تخلوا من مقال ومن نكارة وضعف في بعض رواتها، يزاد على ذلك أنه ممن تفرد به راوي كل طريق بطريقه.
فلذلك قال الإمام البيهقي بعد تخريجه للحديث: (وروى ذلك جماعة من الضعفاء عن ثابت والله أعلم).
وقال الدارقطني في علله: (هذا حديث رواه سلام بن سليمان أبو المنذر، وسلام بن أبي الصهباء، وجعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس، فرفعوه. وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن ثابت مرسلا، وكذلك رواه محمد بن عثمان بن ثابت البصري مرسلا، والمرسل أشبه بالصواب) انتهى
وقد وقفت له على وجه آخر مرسلٍ أخرجه عبد الرزاق في (مصنفه رقم 7939) قال: عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن أبيه، و عن ليث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".
ومن خلال ما سبق يتضح أن وصل هذا الحديث ورفعه = مما تفرد به بعض الرواة الضعفاء المناكير الذين لا يتابعون على روايتهم _ وقد سبق الكلام عليهم _، وأن الصواب فيه كما أشار الإمام الدارقطني من أن الرواية المرسلة له هي الأشبه بالصواب. والتي يعضدها رواية عبد الرزاق الأخرى أيضاً.
ثم إن سلمنا تجوزاً سلامه الحديث الموصول من الخطأ؛ فهو على أعلى تقدير له _ من خلال طرقه وشواهده الأخرى _ يعطى حكم (الحسن لغيره) لا يرفع فوق هذا إطلاقاً.
أما صنيع بعض أهل العلم المتأخرين والمعاصرين من إطلاق التحسين أو التصحيح على طريق واحد من هذه الطرق أياً كانت بدون عضدها بالطرق الأخرى = مجازفة في الحكم وتسرع. كيف وقد حكم أساطين الأئمة بنكارتها وغرابتها.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اخي الفاضل التميمي
جعفر ابن سليمان الضبعي صحيح انه تكلم فيه بعض الائمة
ولكنه روى له مسلم واهل السنن الاربعة ولخص ابن حجر القول فيه فقال جعفر ابن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع من الثامنة مات سنة ثمان وسبعين
والحديث صححه الائمة لتعدد طرقه
ومنهم الحاكم ووافقه الذهبي ،وابن الملقن و ابن القيم وابن حجر ومن المعاصرين الالباني رحمهم الله
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت قد ناظرت ملحدا في هذه المسألة ورردت على هذه الشبهة المذكورة وإليكم الملخص:
اقتباس:
اقتباس:
والرسول يقول عن نفسه (حبب الى من دنياكم الطيب والنساء)
أولا عليك أن تكمل الحديث لأن هذا مهم للغاية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة"
ثانيا :الحديث جاء فيه لفظ حبب يعني الله تعالى حبب له ذلك وفي هذا ضرورة شرعية لأنه عدد الزوجات فلو نزع الله تعالى من قلبه محبة النساء لما إستطاع القيام بحقوقهن رضي الله عنهن ومن حقوقهن معاشرتهن
ثالثا : لكي يستطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل نزول الوحي عليه وهو بهذا الثقل أتاه الله نبينا عليه الصلاة والسلام قوة جسمانية فكان لابد أن يكون لهذه القوة أثراً في طاقته الطبيعية في المعاشرة الزوجية كما كان لابد أن أن يؤتى من الرغبة مايتناسب مع هذه الطاقةومن هنا جاء الربط بين قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجسمانية وقوته في الجماع
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِىَ قُوَّةَ ثلاثين). رواه البخاري
والكمال الإنساني هو اجتماع وتناسب الطاقة مع الرغبة فلا تكون هناك الرغبة بغير طاقة أو طاقة بغير رغبة
رابعا :
مَحَبَّة النِّسَاء وَالطِّيب إِذَا لَمْ يَكُنْ مُخِلًّا لأدَاءِ حُقُوق الْعُبُودِيَّةِ بَلْ لِلانْقِطَاعِ إِلَيْهِ تَعَالَى يَكُونُ مِنْ الْكَمَال وَإِلا يَكُونُ مِنْ النُّقْصَانِ ومن هنا حبب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المعاشرة الزوجية لنساءه توافقا بين الطاقة والرغبة
ولم تكن قوة الجماع هي الأثر الوحيد لقوة الرسول اللازمة لتحمل الوحي بل كان هناك آثار أخرى منها أنه إذا مرض يكون ذلك بصورة مضاعفة
عن الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا . قَالَ « أَجَلْ إِنِّى أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ » . قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ « أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا » .البخاري
فلايجب الوقوف عند حد الجماع دون بقية الأثار المترتبة علي قوته اللازمة لنزول الوحي.
اقتباس:
والرسول تزوج امرأة واحدة غنية تكبره سناً ولم يتزوج أو يتسرى عليها لمدة خمس وعشرين سنة، وبمجرد وفاتها، وفي غضون اثني عشرة سنة تزوج ما يقارب من أربعة عشر امرأة
1-النبي عليه الصلاة والسلام تزوج بإمرأة أكبر منه سنا دليل قوي أنه لم يكن يريد الشهوة وإلا كان يستطيع أن يتزوج بكرا خاصة وانه كان شابا وسيما وجهه يتلألأ
والنبي عليه الصلاة والسلام لم يعدد في حياة عائشة لأنه لم يكن نبيا فما الفائدة إذن؟
أما بعد أن أصبح نبيا فعدد لحكم كثيرة من بينها نشر الإسلام في صفوف النساء وسأبين لك الحكم بعد قليل
2-أما قولك بمجرد موتها فهذه مغالطة مكشوفة بل إنه لم يتزوج بعدها بكرا إنما تزوج إمرأة طاعنة في السن جدا وليس من عند نفسه بل بإقتراح خولة بنت حكيم وهذا دليل أنه لم يتزوج من أجل الشهوة كما زعمت.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
اخي الفاضل التميمي
جعفر ابن سليمان الضبعي صحيح انه تكلم فيه بعض الائمة
ولكنه روى له مسلم واهل السنن الاربعة ولخص ابن حجر القول فيه فقال جعفر ابن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع من الثامنة مات سنة ثمان وسبعين
والحديث صححه الائمة لتعدد طرقه
ومنهم الحاكم ووافقه الذهبي ،وابن الملقن و ابن القيم وابن حجر ومن المعاصرين الالباني رحمهم الله
أولاً: يشهد الله على حبكم في الله يا شيخ (أبا محمد).
ثانياً: والله لا يخفاني كل ما ذَكَرتَ رحمك الله.
ثالثاً: عليك قراءة مشاركتي بتأنٍ وتمعن أكثر يا شيخ (أبا محمد) وستعرف حفظك الله وجه كلامي.
رابعاً: وإن أخرج له مسلمٌ حفظك الله، لكنه لا يتابع على ما تفرد به رضي الله عنك خاصة إذا كانت تفرده منكراً كما وُصِفَ هو به من قبل أئمة العلم. خاصةً وأنه يرويه عن ثابت.
خامساً: أنا قلت رحمك الله أعلى أحواله أنه (حسنٌ لغيره) لا يرفع فوقها، وقلت: على فرض ثبوت وصله فهذا الحكم بمجموع طرقه وشواهده.
عليك بالسبر يا شيخ (أبا محمد).
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي
والنبي عليه الصلاة والسلام لم يعدد في حياة عائشة لأنه لم يكن نبيا فما الفائدة إذن؟
أحسنت أخي جمال،، أعانك الله وزادك توفيقا...
لعل قصدك هنا خديجة رضي الله عنها..
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
المجلس الثاني
في بيان ملابسات المشاركة
أولاً: ليعلم الأحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا بنص القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهذه المثلية تتفق بوجهها العام في حدودٍ معينة، وإلا هي في رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل، ثم لا نتكلم هنا عن الخصائص التي خصّ بها عليه الصلاة والسلام؛ فهذه أمورٌ لا يشاركها بها أحد مطلقاً.
ومن الأمرو التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب _ وهو باب الإتفاق ببعض الطبائع والغرائز والفطر _ باب الشهوة والرغبة منه عليه الصلاة والسلام؛ بما يليق به.
فقد ثبت بصحيح السنة المطهرة حصول هذا ووجوده منه عليه الصلاة والسلام، فقد كان يقبل وهو صائم عليه الصلاة والسلام وكان يقول لا تفعلوا هذا لأنكم قد لا تستطيعون مسك إربكم وشهوتكم من الوقوع في المحظور، بينما أنا فإني أملككم لأربي.
فهذا دليل صريحٌ على رغبته صلى الله عليه وسلم الفطرية؛ والتي فطر الله عليها جميع الناس.
ومن تدبر السنة الشريفة ودقق فيها وجد من هذه الأحاديث المبينة لهذا الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير.
كما أنه قد ثبت في السنة المطهرة أيضاً أنه كان عليه الصلاة والسلام قد أعطي قوة ثلاثين رجل، حيث كان يطوف على نسائه الشريفات في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
وهذا مع هذه القوة ألا تحتاج إلى تفريغ؟ فصلى الله عليك وسلم يا رسول الله.
قال الله تعالى: [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله...] الآية، فقد قيل: إن المراد بالناس النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأنهم حسدوه في نكاح تسع نسوة، وقالوا: هلّا شغلته النبوة عن النساء؟ فأكذبهم الله تعالى ؛ وقال: كان لسليمان وأبوه داود عليهما السلام عدة زوجات ولم يشغلهما ذلك عن النبوة.
فلذلك الغريزة الفطرية في حقه في اشتهاء النساء شيء، ولماذا حببت له شيء آخر، فالأولى قد مر بك ثبوتها وأن نفيها تقليل لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الثانية فسيأتي طرفاً مباركاً إن شاء الله في بيانها.
فقد أتت شواهد تعضد بعضها بعضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إليه من هذه الدنيا النساء والطيب. وهذا التحبيب منه عليه الصلاة والسلام له عدة أوجه صحيحة:
منها: أنه زيادة في الابتلاء والتكليف حتى لا يلهوا بما حبب إليه من النساء عمّا كلف به من أداء الرسالة ولا يعجز عن تحمل أثقال النبوة فيكون ذلك أكثر لمشاقه وأعظم لأجره.
ومنها: ليكون مع من يشاهدها من نسائه فيزول عنه ما يرميه المشركون من أنه ساحر أو شاعر فيكون تحبيبه لهن على هذا القول للطف به.
ومنها: الحث لأمته عليه لما فيه من النسل الذي تحصل به المباهاة يوم القيامة.
ومنها: أن قبائل العرب تتشرف به، وقد قيل: إن له بكل قبيلة منها اتصالاً بمصاهرة وغيرها سوى تيم وتغلب.
ومنها: كثرة العشائر من جهة نسائه رجالاً ونساءً فيكونون عوناً على أعدائه.
ثم لتعلم أيها القارئ الكريم أن النكاح في حقه عليه الصلاة والسلام عبادة بلا شك، ومن جملة فوائده كما قرره أهل العلم:
1) نقل الشريعة التي لم يطلع عليها الرجال.
2) نقل محاسنه الباطنة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم مُكَمَّل الظاهر والباطن.
فلذلك قال ابن كثير في (تفسيره):
(فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والإستكثار منه، وإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله"، وقوله في الحديث الآخر: "حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة"، وقالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل، وفي رواية من الخيل إلا النساء).
ثم لتعلم أيها القارئ الكريم أن قولنا هذا لا يعني أنها _ أي الشهوة والغريزة _ همه الوحيد أو شغله الشاغل؛ حاشاه عليه الصلاة والسلام، بل هي مما يليق به صلى الله عليه وسلم بحسب مكانته وفضله بأبي هو وأمي.
ولن أتكلم هنا عن مسألة التعدد فليس هذا مجالها فهي أوسع من تسطر في كلمات، وقد تكلم أهل العلم عنها بما يشفي الصدر ويقر العين لمن كانت تبصر وتفقه.
هذا والله أخيتي إختصارٌ شديد أيضاً قد يوضح بإذن الله تعالى ما طرحتيه من ملابسات.
فاللهم وفقنا لما تحب وترضى، وبصرنا بالحق وأبنه لنا، واجعل عملنا خالصٍ لوجهك الكريم يا حي يا قيوم.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التبريزي
أحسنت أخي جمال،، أعانك الله وزادك توفيقا...
لعل قصدك هنا خديجة رضي الله عنها..
أحسن الله إليك وجزاك الله خيرا على التنبيه فقد كنت على عجل.
للفائدة :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13026
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً: يشهد الله على حبكم في الله يا شيخ (أبا محمد).
احبك الله الذي احببتنا فيه
رابعاً: وإن أخرج له مسلمٌ حفظك الله، لكنه لا يتابع على ما تفرد به
قلت لم بتفردبه فقد تابعه جماعة كماذكرت وبعضهم قدوثق
قال البخاري في سلاّم: يقال عن حمّاد بن سلمة. قال: سلاّم أبو المنذر أحفظ احديث عاصم من حماد بن زيد
و قال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث (تقدم)
قال أبو داود: ليس به بأس.
قال أبن معين: لا بأس به, ووثقه إبن حبّان
و خرّج له الحاكم في المستدرك
قال سفيان بن عيينه: كان رجلاً عاقلاً
خامساً: أنا قلت رحمك الله أعلى أحواله أنه (حسنٌ لغيره)
اي انه يحتج به بارك الله فيك
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
يا شيخ (أبا محمد)..
أنا لم أقل الحديث موضوع أو ضعيف لا يحتج به؛ ولم يرد هذا في أي مشاركة لي هنا.
أنا قلت: (فيه نظر) وذلك من عدة جهات:
1) أنه يروى خطأ عند كثير ممن ليس له عناية كبيرة بالروايات الحديثية بلفظ (دنياكم) وهذه اللفظة مخالفةٌ خاطئة.
2) أنه مختلف في وصله وإرساله، وقد صحح أئمة الحديث أن رواية الإرسال أصح، وألمح إلى ضعف الرواية الموصوله الإمام البيهقي رحمه الله.
خاصةً وأن رواة الموصولة ضعاف متكلم فيهم، وفي أكثر أحاديثهم نكارة أثبتها الأئمة لهم بحكم مروياتهم.
3) أن يعطى حكم الصحة أو الحسن على طريق واحد من طرقه دون عضده بالطرق الأخرى، فهذا لا يستقيم البتة ورجال السند. ومن حكم له بذلك على طريق واحد دون غضده فوالله لم ينصف مهما كانت مكانته.
ثم أنا قلت بالحرف: أعلى أحواله أنه (حسنٌ لغيره) من أجل طرقه وشواهده.
ولم أتطرق للتضعيف إلا لكل طريق على حدة _ وهو الحق فيها _.
أما المتابعات أخي الكريم؛ فقد ذكرتها أنا في مشاركتي في المجلس الأول (مجلس التخريج) في الأعلى؛ وقلت ذلك، لكنها متابعات متفرِدَةٌ أيضاً ولا يفرح بها البتة لوحدها، فهي إن لم توازيها في الضعف فهي أضعف منها، بل أن بعضها سنده موضوع كما مر بك.
فلا تسمن هذه المتابعات لوحدها شيئاً ولا تغني من جوع.
فلذلك قلنا: الحكم للحديث يكون بمجموع طرقه وشواهده. فتأمل
أما سلام أبو المنذر؛ فما ذكرته أنت أخي الكريم لا يعتبر بالمعنى المعروف تعديلاً صريحاً للرجل، كيف وقد ذكرت لك التجريح الصريح فيه، والذي ببعضه تضعف روايته لا بكلها.
ثم ما ذكرته أنت رحمك الله لا يعدو أن يكون فقط تقوية له للإحتجاج بمتابعاته إذا استقامت؛ لا أكثر ولا أقل.
وإن ذكره ابن حبان في الثقات _ فإن توثيقه متساهل به جداً كما لا يخفاكم _ فقد ذكر جرحه في نفس ترجمته هناك فانظره مرة أخرى.
وأعيد لك رحمك الله ما قيل فيه:
اقتباس:
*فيه: (سلام بن سليمان) قال يحيى بن معين: (لا شيء) وقال مرة: (لا بأس به) ولما سأله ابن الجنيد عنه هل هو ثقة؟ قال: (لا)، وقال أبو حاتم: (صدوق صالح الحديث)، وقال ابن حبان: (صدوق يخطئ)، قال ابن عدي: (هو عندي منكر الحديث)، وقال العقيلي: (ولا يتابع على حديثه)، وقال الساجي: (صدوق يهم؛ ليس بمتقن)، وقال ابن حجر: (صدوق يهم).
أعيد مرة أخرى يا شيخ (أبا محمد) لك وللأحبة القراء: أرجو قراءة تخريج الحديث بتأني وتريث وتمحيص وعينٍ بصيرة. وسيعرف الأحبة الكرام جميعاً _ بإذن الله _ صحة كلامي، وأنه لا يعدو أصلاً (كشف ملابسات الحديث وسبره وتفنيد حاله على التفصيل).
لأنه يكثر الناس في هذا الحديث من ذكر ألفاظ خاطئة لم تثبت فيه، ويجعلونها هي الحديث وأنه أتى بها، وهذا غير صحيح البتة.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
كل الائمة الذين صححوه وذكرتهم لك بلفظ (دنياكم)
وماوجه المخالفة حيث قلت وهذه اللفظة مخالفةٌ خاطئة وما الفرق بينها وبين لفظة ((الدنيا))
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
(أبا محمد) حفظك الله.. أشغلت عمرك وأشغلتنا بهذا..(إبتسامة)
إن أحضرت لي رواية مسندة واحدة _ غير الطريقين المخالفين الذين أنا ذكرتهما في التخريج أعلاه _ فلك مني ما تريد يا شيخ (أبا محمد).
أما وجه المخالفة؛ فقد ألمحت له في المجلس الثاني في الأعلى، وعلى العموم أخي الكريم هو فيه إخراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا بالكلية وأنه لا علاقة له بها وأنها لنا نحن دونه، وفي هذا مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة، بل فيه أيضاً من الغلو عند البعض = إخراج لرسول الله من جنس البشر.
والكلام على هذا يطول يا شيخ، واللبيب بالإشارة يفهم.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اخي الفاضل التميمي قلت بتعليل لااعرفه للعلماء قبلك
((((وعلى العموم أخي الكريم هو فيه إخراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا بالكلية وأنه لا علاقة له بها وأنها لنا نحن دونه، وفي هذا مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة، بل فيه أيضاً من الغلو عند البعض = إخراج لرسول الله من جنس البشر.)))
اقول اليك هذه الرواية في الصحيح عن موضوع اخر
(( قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم». أخرجه مسلم(4/1836 ، رقم 2363
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
سامحك الله وغفر الله لك يا شيخ (أبا محمد).. وما أعجلك.. وتتبع أقوال العلماء وأهل التحقيق وتعرف كلامي.
ثم هل فحوى خطاب هذا مثل فحوى خطاب ذاك؟! أو هل إرادة عدم شموله للدخول في أحوال الدنيا مثل إرادة ذاك؟!
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
أنا سأسألك سؤال (أبا محمد).. هل فعلاً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصرفٌ بالكلية عن الدنيا؟!
فقط أجبني عن هذا.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و الله لا أفهم الإنكار على الرجال في التعدد،و إن كان بغرض الشهوة ، الحمد لله فقهاؤنا في بلاد المغرب الكبير عرفوا الزواج بأن عقد دون التملك بغرض التمتع كا نقل زروق التلمساني عنهم ذلك في شرحه للرسالة وتواطأ على هذا التعريف من جاء بعده فالحمد لله على الفقه.
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
سامحك الله وغفر الله لك ايها الفاضل التميمي
قلت: هل فعلاً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصرفٌ بالكلية عن الدنيا؟
اقول :كان ازهد الخلق فيها وحديث ((مالي وللدنيا )) واضح
واختار صلى الله عليه وآله وسلم ان يكون عبدا رسولا على ملكا رسولا
والافضل التوقف عن الجدال لانه يقسي القلوب وغفر الله لك
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
الإخوة الفضلاء ومن مرّ من هنا .. شكرا لكم جميعا ، كفيتم ووفيتم ، بارك الله فيكم ونفع بكم .
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
سامحك الله وغفر الله لك ايها الفاضل التميمي
قلت: هل فعلاً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصرفٌ بالكلية عن الدنيا؟
اقول :كان ازهد الخلق فيها وحديث ((مالي وللدنيا )) واضح
واختار صلى الله عليه وآله وسلم ان يكون عبدا رسولا على ملكا رسولا
والافضل التوقف عن الجدال لانه يقسي القلوب وغفر الله لك
آمين آمين يا شيخ (أبا محمد)..
ومع ذلك ما زلت تستشهد بأحاديث عامة ليس فيها دلالة على خروجه من الدنيا بالكلية، فأدلتك رحمك الله لا يختلف على معناها إثنان، لكن انظر سبب إيرادها ولمَ قالها ومتى.
وأعيد وأكرر من أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا بالكلية فقد أخطأ.
وأقسم لك يا شيخ (أبا محمد) لم نجادل ولم تَشِنْ نفوسنا، ولم نرد المراء والخصام، بل هي مناقشة هادفة إن شاء الله، تسألني وأجيب.
ولكن لا عليك يا شيخ؛ وإن بدر ما يغضبك مني فالغذر والسماح.
اللهم اغفر لنا ولاخواننا
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن نكرر من أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا بالكلية فقد أخطأ
.سامحك الله وغفر الله لي و لك ايها الفاضل التميمي وللجميع
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
ونحن نكرر من أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا بالكلية فقد أخطأ
معذرة (أبا محمد) لم أفهم. هل هو تأييد لكلامي، أم ماذا؟
وتقبل الله دعائكم آمين
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
تقول: من أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا بالكلية فقد أخطأ
اقول: كلامك هذا صحيح ولاغبار عليه ولااظن شخصا يفهم الدين حقا يعارضك في هذا
بارك الله فيك
-
رد: استفسار بخصوص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
الصفحة الرئيسة / مقالات / شرعية / عقيدة
رد افتراءات اللئام حول تعدد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام
إيهاب كمال أحمد
مقالات للكاتب
مقالات ذات صلة
تاريخ الإضافة: 28/2/2010 ميلادي - 14/3/1431 هجري
زيارة: 26
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خير خلْق الله أجمعين، وعلى آله وأزواجه وأصحابه الأخيار الطاهرين.
وبعد:
فإن أعداء الإسلام يحاولون التشكيك في الدين وإثارة الشبهات حوله، من خلال الطعن في شخص الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولذلك تراهم مثلاً يدندنون كثيرًا حول تعدُّد زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - زاعمين أن ذلك يتنافى مع مقام النبوَّة، ومع مقرَّرات الشرع الإسلامي التي سمحت للرجل بالجمع بين أربع زوجات فقط كحدٍّ أقصى.
وللرد على تلك الافتراءات نقول:
أولاً: إن فعل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرتبِط بالوحي والتشريع، فهو بيان للأحكام وتوضيح للمقصود من أمر الله؛ لأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلم الناس بشرع الله الذي عليه أُنزِل، وهو وحده المبلِّغ عن الله لهذا الشرع، فلا يُعلَم الدين إلا من جهته، وهو وحده الذي عصَمَه الله - تعالى - في أقواله وأفعاله، فكانت بذاتها حجَّة في شرع الله.
فلا يمكن لأيِّ شخصٍ أن يدَّعي أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد خالَف الشرع؛ وإلاَّ لزِمَه أن يدَّعي أيضًا أنه أعلم من المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالشرع الذي عليه أُنزِل، أو أنه علم الدين من طريقٍ غير طريق الوحي، وكل ذلك باطل شرعًا وعقلاً.
ومن هنا يتَّضح بجلاءٍ بطلان زعم المفتري مخالفة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لشرع الإسلام، واستحالة حدوث ذلك.
ثانيًا: من المقرَّر في أصول الشريعة الإسلامية أن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد انفرد عن أمَّته بجملةٍ من الأحكام الخاصة التي لا يشاركه فيها غيره، منها[1]:
أ- أن التهجد وقيام الليل كان فريضة عليه.
ب- أن الأخذ من أموال الزكاة والصدقات محرَّم عليه وعلى آله.
جـ- أن الوصال في الصيام كان مباحًا له - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ومن جملة هذه الأحكام أيضًا: إباحة الجمع بين أكثر من أربع زوجات في وقت واحد، فهذه خصيصة من ضمن جملة خصائص، وليست الخصيصة الوحيدة.
واختصاص النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بجملةٍ من الأحكام التي لا تنبغي لغيره ليس بغريبٍ أو بعيدٍ؛ لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليس كأيِّ شخص من عموم أمَّته؛ بل له من المكانة والحقوق ما ليس لغيره، وعليه من الواجبات والتكليفات ما ليس على غيره، ولا بُدَّ أن تتناسَب الأحكام والتشريعات مع هذه المقامات المختلفة.
ثالثًا: إن جمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أكثر من أربع زوجات هو ممَّا أباحه الله له؛ ودليل ذلك هو قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 50].
وطالما ثبت أن هذا الزواج حلال لا ريب فيه قد أحلَّه الله رب العالمين لرسوله الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلا يمكن الاعتراض عليه أو اعتباره نقيصة أو عيبًا.
رابعًا: كل زيجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - تمَّت بقبول ورضا تام من زوجاته - رضوان الله عليهن جميعًا - ولم يُعرَف عن إحداهن أنها لم تكن راضية بهذا الزواج، بل كُنَّ جميعًا في قمَّة السعادة والرضا بهذا الزواج، رغم ما عشن فيه من ضيق في العيش، وقلَّة في متاع الدنيا.
ولقد خيَّرهن الله - تعالى - بين البقاء مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتحمُّل المعيشة الخالية من المُتَع الدنيوية، وبين أن يطلِّقهن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيتمتَّعن بالدنيا وزينتها، فاخترن جميعًا برضا تام البقاءَ معه وعدم مفارقته.
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "لما أُمِر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: ((إني ذاكرٌ لك أمرًا فلا عليك ألاَّ تعجلي حتى تستأمري أبويك))، قالت: قد علم أن أبويَّ لم يكونا ليأمراني بفراقه.
قالت: ثم قال: ((إن الله - عزَّ وجلَّ - قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنّ َ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28- 29])).
قالت: فقلت: في أيِّ هذا أستأمِر أبويَّ؟ فإني أريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ، قالت: ثم فعل أزواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل ما فعلت"[2].
فإن كان هذا الزواج قد أباحَه الله - تعالى - وتَمَّ برضا الزوجات جميعًا، فمَن ذا الذي له الحق أن يعترض؟ ومن أيِّ جهة يعترض؟
خامسًا: راعَى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مصالح في كلِّ زيجاته؛ منها مصالح عامَّة مشتركة بين كلِّ الزيجات، ومنها مصالح عامَّة انفردتْ بها بعض الزيجات، ومنها مصالح خاصة متعلقة بزيجة بعينها.
فمن المصالح العامة المشتركة:
1- أن تتولَّى أمَّهات المؤمنين - رضوان الله عليهن - تعليم النساء، لا سيَّما الأمور التي تخصُّ المرأة وتستحي أن يطَّلع الرجال عليها.
2- أن تنقل أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن - للناس ما يحدث داخل بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حكم وأحكام، كما أمرهن الله - تعالى - في قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34].
3- إعلاء شأن المرأة في المجتمع الذي نشأ على جاهلية كانت تهين المرأة وتحقر من شأنها، وتعدُّها مجرَّد متاع يُورث، أو وعاءً لإشباع المتع الجنسية، أو سببًا من أسباب الفقر والعار والشؤم.
أمَّا زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد صرن أمهات لكلِّ المؤمنين، ومعلِّمات لكلِّ الأمَّة رجالها ونسائها، فحظين بشرفٍ ومكانةٍ تفخر بها كل امرأة مسلمة.
ومن المصالح العامَّة التي انفردت بها زيجات معيَّنة:
1- جذب كبار القبائل العربية وزعمائها وتقريبهم للإسلام بمصاهرتهم؛ فإن الصهر والنسب من الأمور المؤثِّرة في نفس الإنسان العربي، وكثيرًا ما صدَّت العصبية القبَلِيَّة الجاهلية بعضَ العرب عن الدخول في دين الله - تعالى - وكان لا بُدَّ من معالجة هذه الأمراض الجاهلية بشيءٍ من الحكمة والرحمة، فكانت هذه الزيجات مفتاحًا لقلوبٍ أغلقَتْها حميَّة الجاهلية، وتقريبًا لنفوسٍ أبعدَتْهَا عصبيات قبلية.
فقد تزوَّج النبي - عليه الصلاة والسلام - مثلاً بجويرية بنت الحارث - رضي الله عنها - وكانت سيِّدة قومها بني المصطلق، وكان لهذا الزواج غاية عظيمة؛ فقد أعتق المسلمون مَن كان بأيديهم من أسرى بني المصطلق وقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟!
حتى قالت عائشة - رضِي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إيَّاها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأةً كانت أعظم على قومها بركة منها.
وبفضل الله - تعالى - كان هذا الزواج المبارك من الأسباب التي دعَتْ بني المصطلق جميعًا إلى الدخول طواعيةً في دين الله - تعالى - وترك الكفر والشرك[3].
2- حِكَم تشريعية؛ كتحريم التبنِّي، وإلغاء كل الآثار المبنيَّة عليه؛ كما حدث في زواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من زينب بنت جحش - رضي الله عنها.
قال الله - تعالى -: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
3- إكرام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتشريفه لكبار أصحابه بتقريبهم منه بالمصاهرة؛ كما فعل مع أبي بكر الصدِّيق بزواجه من ابنته عائشة، وعمر بن الخطاب بزواجه من ابنته حفصة، وكتزويجه - عليه الصلاة والسلام - ابنتيه رقية وأم كلثوم لعثمان بن عفان، وابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهم جميعًا.
ومن المنافع الخاصة: مراعاة ظروف خاصَّة لبعض زوجاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل:
1- زواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من سَوْدَة بنت زَمْعَة التي كانتْ من المهاجرات إلى الحبشة، وكان زوجها السكران بن عمرو قد أسلم وهاجَر معها وتوفي عنها هناك، وكان أهلها كفارًا، فلو رجعت إليهم فربما عذَّبوها وفتنوها عن دينها، فكان زواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - منها شفقة بها، وإنقاذًا لها ممَّا قد تعانيه من ظلم واضطهاد.
2- زواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أم سلمة هند بنت أبي أمية، وكانت امرأة مسنَّة وذات عيال، وتوفي عنها زوجها وكانت شديدة التعلُّق به، فتزوَّجها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إشفاقًا عليها ورحمةً بأيتامها - رضي الله عنها.
سادسًا: إن النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يكن في زيجاته خاضعًا لرغبة أو شهوة، فقد تبيَّن عند النظر والتحقيق أن هذه الزيجات قد جاءت مراعاةً للمصالح العامَّة للأمَّة، والخاصَّة لآحاد الرعيَّة.
وممَّا يدلُّ على أن هذه الزيجات لم تكن لمحض الشهوة:
1- أن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بدأ زواجه في الخامسة والعشرين من السيدة خديجة التي كانت في الأربعين من عمرها وسبق لها الزواج مرَّتين، واستمرَّ الزواج خمسًا وعشرين سنة لم يتزوَّج عليها حتى ماتتْ، وكان عمره - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقتَها خمسين عامًا.
2- لم يتزوَّج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكرًا قطُّ إلا واحدة من إحدى عشرة امرأة، فكلُّ أزواجه سبق لهن الزواج إلا عائشة - رضي الله عنهن جميعًا.
3- أكثر زوجاته تزوَّجهن بعد بلوغه أكثر من 57 سنة كما يوضح الجدول التالي:
ماسم أم المؤمنينسنة الزواج بهاعمر النبي وقت الزواج منها1خديجة15 قبل النبوة25 سنة2سودة10 للنبوة50 سنة3عائشة11 للنبوة51 سنة4حفصة3 هـ56 سنة5زينب بنت خزيمة4 هـ57 سنة6أم سلمة4 هـ57 سنة7زينب بنت جحش5 هـ58 سنة8جويرية6 هـ59 سنة9أم حبيبة7 هـ60 سنة10صفية بنت حيي7 هـ60 سنة11ميمونة بنت الحارث7 هـ60 سنة
ثم إننا نتساءل: هل يُلاَم إنسان على أنه تزوَّج وقضى شهوته بالحلال؟
فأي إنسان طبيعي خلقه الله - تعالى - بشهوات ورغبات، فإذا قضى هذه الشهوة في الحرام فإنه يُذَمُّ ويُلاَم، ولكن إنْ قضاها في الحلال الذي أحلَّه الله - تعالى - من فوق سبع سموات، فأي مَنْقَصَة في ذلك؟! وأي عيب؟!
سابعًا: ممَّا يُثِير العجب أن نجد بعضًا من اليهود والنصارى يُثِيرون الافتراءات حول تعدُّد زوجات الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مدَّعين أن ذلك يقدح في مقام النبوَّة، على الرغم من أنهم يؤمنون بكتابٍ جاء فيه أن نبي الله سليمان - عليه السلام - كان له ألف امرأة، كما جاء في سفر الملوك الأول الإصحاح الحادي عشر، العدد الثالث: "وكانت له سبعمائة من النساء السيدات، وثلاثمائة من السراري".
والأعجب من ذلك أن هذا الكتاب المحرَّف الذي يؤمنون به يتَّهم الأنبياء زورًا وبهتانًا بوقوع الزِّنا منهم، ولا يجدون في ذلك قادحًا في مقام النبوة.
فعلى سبيل المثال نجد في سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الحادي عشر، الأعداد من الثاني إلى الخامس: "وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشَّى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحمُّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا، فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد: أليست هذه بتشبع بنت إليعام امرأة أوريا الحثي، فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهَّرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى".
قاتلهم الله أنى يُؤفَكون.
والأدهى من ذلك أنهم ينسبون للأنبياء أحطَّ أنواع الزِّنا، وهو زنا المحارم، كما نجد في قصة سيدنا لوط - عليه السلام - في سفر التكوين، الإصحاح التاسع عشر، الأعداد من الثلاثين إلى السادس و الثلاثين: "وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه؛ لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن في المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلمَّ نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمرًا الليلة أيضًا، فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضًا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامه، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما".
قبَّحهم الله ولعنهم بما افتروا على أنبياء الله إفكًا وزورًا.
فكيف يجعلون الزواج الحلال الذي أباحه الله - تعالى - قادحًا في مقام النبوَّة؟ ولا يرون أن وقوع الزِّنا في أبشع صوره وأحطِّ أشكاله قادحًا في نبوَّة أيِّ نبي نسبوا له هذه الشناعات؟!
ثامنًا: إن تعدُّد زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يكن شاغلاً له عن أداء مهمَّته التي كلَّفه الله بها على خير وجه، فقد عاش حياته الكريمة داعيًا ومعلمًا وقائدًا ومجاهدًا في سبيل الله، حتى صار الإسلام مسيطرًا على جزيرة العرب بأكملها، ومنطلقًا نحو ربوع الأرض كلها، فهدى اللهُ به من الضلال، وبصَّر به من العمى، وفتح به آذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، ولم يمتْ إلا وقد كمل الدين، وتمَّت الشريعة بشهادة الله - عزَّ وجلَّ - القائل: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
ثم بشهادة أصحابه - رضوان الله عليهم - حين سألهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في خطبة الوداع: ((وقد تركت فيكم ما لن تضلُّوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتاب الله، وأنتم تسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟))، فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت[4].
بل كان هذا الزواج المبارك من الأمور المساعدة على نشر هذا الدين؛ حيث ساهمت أمَّهات المؤمنين في نقل جزء غير قليل من سنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخباره وسيرته للأمَّة بأسرها، وساهمن في تعليم الرجال والنساء هديَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكنَّ أسوة تُتبع، وأنموذجًا يُحتَذى، فرضي الله عنهن، وجزاهن خير الجزاء.
نسأل الله أن يرزقنا اتِّباع سنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأن يحشرنا في زمرته، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.
اللهم اجزِه عنَّا خير ما جزيت نبيًّا عن أمَّته، ورسولاً عن قومه، وآتِه الوسيلة والفضيلة، وابعَثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته.
وصلى الله وسلم وبارَك على عبده ورسوله محمد خير الأنام، وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان.
ـــــــــــــــ ــــــــ
[1] انظر: "أحكام القرآن"؛ للقاضي ابن العربي (3/598).
[2] البخاري (4412)، ومسلم (2696).
[3] "زاد المعاد" (3/258)، "سيرة ابن هشام" (2/295).
[4] مسلم (2137).
*************************
http://www.alukah.net/articles/1/10517.aspx