هل الإمام البغوي رحمه الله مؤول في الصفات؟
هل البغوي - صاحب التفسير - مؤول ؟!
الذي كنت أعرفه وأظنه أنه ليس بمؤول ، وأظن أني كنت قد سمعت غير واحد من المشايخ يقول أن الطبري وابن كثير والبغوي تفاسير على السنة - أي من حيث العقيدة - .
لكن .. قرأت قريبا تفسير سورة الكهف من تفسيره وعجبتُ له كيف أول الرحمة غير مرة !بل يُمكن أن أقول : أولها في السورة كلها من أولها إلى آخرها .
ورود " الرحمة " في سورة الكهف وتفسير البغوي رحمه الله لها :
1- (( هب لنا من لدنك رحمة )) آية 10 ، قال البغوي : ومعنى الرحمة الهداية في الدين ، وقيل الرزق .
2- (( وربك الغفور ذو الرحمة )) آية 58 قال البغوي : ذو النعمة !
3- (( ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك )) آية 82 قال البغوي : ( رحمة ) نعمة ( من ربك ) .
4- (( قال هذا رحمة من ربي )) آية 98 قال البغوي : رحمة أي : نعمة
وهناك آية خامسة فيها الرحمة (( ينشر لكم ربكم من رحمته )) لكن ما فسر الرحمة هنا بشيء رحمه الله .
رد: هل الإمام البغوي مؤول في الصفات؟
البغوي ليس بمؤول وما ذكر في التفسير هو تفسير للفظ باللازم ويدل على ذلك ذمه للتاويل واقراره بمذهب السلف كما في كتابه شرح السنة (ج1-ص170) بعد ذكره لجملة من الصفات الخبرية والاختيارية :( فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الايمان بها وامرارها على ظاهرها معرض فيها عن التاويل مجتنبا عن التشبيه )وقال ... ووكلوا العلم فيها الى الله عزوجل )
قلت: يتمسك بعض المفوضة بمثل هذا ويقولون انه رحمه الله تعالى مفوض وهذا مردودعليهم بقوله رحمه الله تعالى( يجب الايمان بها ) فالايمان لا يكون الا بعد علم لان الايمان هنا يراد به تصديق الخبر والخبر لايمكن ان يصدق الا بعد معرفة المعنى والذيل لا يعرف المعني بماذا يؤمن
وكذلك بقوله امرارها على ظاهرها فظاهرها هو ما يفهم من دلالة الخطاب وما يقر في قلوب العامة والمفوض لا يثبت معنى معلوم لنا فعليه لا ظاهر لها عنده .
تبيه : الجواب عن ما في التفسير من تفسير اللفظ بدلالة الالتزام لا بالمطابقة هو ان السلف يريدون المعنى المقصود من الاية مما جعلهم يعرفون مقاصد الكتاب ومقصود الايه قد يفهم بدلالة الالتزام اكثر م دلالة المطابقة
ثانيا : لازم القول ليس بقول حتى يلتزمه القائل وهنا ذمه الامام مما يجعلنا ننفي عنه التاويل والله تعالى اعلم
رد: هل الإمام البغوي رحمه الله مؤول في الصفات؟
تكملة :
مراد البغوي من رد العلم الى الله تعالى هو علم الكيفية وحقيقة الصفة
واما التفسير باللازم يذكره بعض السلف لانه ادل على المقصود من الاية ولهذا رأينا البغوي رحمه الله تعالى فسر الرحمة في مواطن باللازم وسكت في مواطن والسبب ان المراد من الاية يفهم اكثر بالتفسير باللازم فجنح اليه ولا تثريب لان لكل صفة اثر فهو ذكر اثرها ولم يرد التاويل لذمه له كما ذكرنا وسكت في مواطن لان المراد المعنى المطابق فامر الصفة على ظاهرها وهذا السكوت يدل على اثباته للصفة من غير تاويل لان المؤولة لا يسكتون عن التاويل لان الظاهر عندهم كفر .
رد: هل الإمام البغوي رحمه الله مؤول في الصفات؟
بارك الله فيكم ,وللفائدة:
قال الإمام البغوي((والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل,وكذلك كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى,كالنفس,وال وجه,واليدين,والع ين,والرجل,والإتي ان,والمجيء,والنز ول إلى السماء الدنيا,والإستوا على العرش والضحك والفرح....))ثم ساق الأدلة عليها ثم قال((فهذه ونظائرها صفات لله تعالى,ورد بها السمع,يجب الإيمان بها ,وإمرارها على ظاهرها,معرضا عن التأويل,مجتنبا عن التشبيه,معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق,كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق,قال الله سبحانه وتعالى:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير",وعلى هذا مضى سلف الأمة,وعلماء السنة,تلقوها جميعا بالقبول والتسليم,وتجنبو فيها عن التمثيل والتأويل,ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل)) ثم ساق آثار السلف(((شرح السنة'1/163-171)))).
نقلا عن كتاب(الأشاعرى في ميزان أهل السنة) للشيخ فيصل بن قاسم الجاسم
رد: هل الإمام البغوي مؤول في الصفات؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ربا
قلت: يتمسك بعض المفوضة بمثل هذا ويقولون انه رحمه الله تعالى مفوض وهذا مردودعليهم بقوله رحمه الله تعالى( يجب الايمان بها ) فالايمان لا يكون الا بعد علم لان الايمان هنا يراد به تصديق الخبر والخبر لايمكن ان يصدق الا بعد معرفة المعنى والذيل لا يعرف المعني بماذا يؤمن
وكذلك بقوله امرارها على ظاهرها فظاهرها هو ما يفهم من دلالة الخطاب وما يقر في قلوب العامة والمفوض لا يثبت معنى معلوم لنا فعليه لا ظاهر لها عنده .
ثانيا : لازم القول ليس بقول حتى يلتزمه القائل وهنا ذمه الامام مما يجعلنا ننفي عنه التاويل والله تعالى اعلم
بارك الله فيك ومما يرد على هذا كذلك هو أن البغوي قد قال بهذه اللفظة التي أشرت إليها في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع فلو كان يقصد تفويض المعنى لما كان له يقول بتلك اللفظة التي يتسمك بها بعض المعطلة.
رد: هل الإمام البغوي رحمه الله مؤول في الصفات؟
الإخوة الكرام :
معارج
أبو ربا
جمال البليدي
أجدتم وأفدتم شكر الله لكم وبارك فيكم
رد: هل الإمام البغوي مؤول في الصفات؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي
بارك الله فيك ومما يرد على هذا كذلك هو أن البغوي قد قال بهذه اللفظة التي أشرت إليها في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع فلو كان يقصد تفويض المعنى لما كان له يقول بتلك اللفظة التي يتسمك بها بعض المعطلة.
ماهي اللفظة المشار إليها بارك الله فيك ؟ وفي تفسير أي سورة؟
رد: هل الإمام البغوي مؤول في الصفات؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورقات
ماهي اللفظة المشار إليها بارك الله فيك ؟ وفي تفسير أي سورة؟
اللفظة هي قول البغوي((ووكلوا العلم فيها الى الله عزوجل ))).
فقد تمسك بهذه اللفظة بعض دعاة التفويض ونسبوا الإمام البغوي إليهم.
فكلا الأشاعرة (المؤولة والمفوضة) ينسبون البغوي إليهم فالمفوضة احتجوا بتلك اللفظة والمؤولة احتجوا بما أوردته أنت أعلاه .
أما الرد على احتجاج المفوضة بقول البغوي((ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل) فيقال:
المراد بالعلم هو علم الكيفية وإلا لم يكن قوله((وإمرارها على ظاهرها معنى) فإن إمرارها على الظاهر هو حملها على ما دل عليه اللفظ من المعنى المعروف في لغة العرب مع نفي التشبيه,وليس المراد بالظاهر: تنزيلها وكونها في القرآن,إذ لا ينكر هذا أحد .
ويقال أيضا:لو كان كذلك لم يقل((إمرارها على ظاهرها)إذ يكون الظاهر مجهول غير معلوم فكيف يأمر بإمراره.
ويدل على هذا أنه قال بهذه اللفظة حتى في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع والإستقرار
قال البغوي في قوله تعالى((ثم استوى إلى السماء))([االبقرة29]:قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف:أي ارتفع إلى السماء)).
وقال في قوله تعالى(ثم استوى العرش))[االأعراف54]:"قال الكلبي ومقاتل:استقر وقال أبو عبيدة:صعد.وأولت المعتزلة الإستواء بالإستيلاء,وأما أهل السنة فيقولون:الاستوا على العرش صفة لله تعالى بلا كيف ,يجب على الرجل الإيمان به,ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل,وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله((الرحمان على العرش استوى))كيف استوى؟فأطرق رأسه مليا ,وعلاه الرحضاء,ثم قال:الاستواء غير مجهول,والكيف غير معقول,والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة,وماأظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج.)).
أما الرد على احتجاج المؤولة فقد تقدم من مشاركة الإخوة وملخصه:
أن هناك فرق بين تفسير الصفة بالمعنى وبين تفسير الصفة بلازمها فإن رأيت أحدهم فسر الصفة باللازم وجب الرجوع إلى أصوله حتى نفهم كلامه فإن كان على أصول السنة فهذا ليس مؤول بخلاف إن كان من أهل الكلام الذين اتخذوا من التأويل أو التعطيل طريقا لهم.
والله أعلم.
رد: هل الإمام البغوي مؤول في الصفات؟
ماشاءالله أحسنت أخي جمال بارك الله فيك، أشكرك جدا على هذا التوضيح وأشكر الإخوة جميعا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي
فكلا الأشاعرة (المؤولة والمفوضة) ينسبون البغوي إليهم فالمفوضة احتجوا بتلك اللفظة والمؤولة احتجوا بما أوردته أنت أعلاه .
هل نسب الأشاعرة - من المؤولة والمفوضة - البغوي إليهم في كتاب من كتبهم ؟ فإن كان فمن الكاتب وما الكتاب ؟