-
الدرر البازية على الأحاديث النبوية
الحمد لله الذي أكرمنا بدين الإسلام، وجعله أكمل الأديان وحفظ كتابه الكريم بقوله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }، ويسر له جهابذة نقاداً ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال أهل الزيغ والعدوان، وحفظ علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بجهود أهل العلم والإيمان، والصدق والإتقان. أوضحوا للأمة صحيح الأحاديث وسقيمها، وحسنها من ضعيفها، وبرزوا في هذا الميدان، ودرسوا أحوال الرجال من نقلة الأخبار، حتى عرفوا الثقات الأثبات، والصادقين من الرواة، من ذوي الحفظ والأمانة، والرواية والدراية، ومن قد يلتبس بهم من المتهمين والكذابين وغيرهم، ممن ساء حفظه، وفحش غلطه للاختلاط أو غيره من الأسباب، فبينوا جميع ذلك نصحاً للأمة، وقياماً بواجب البلاغ والبيان، فرضي الله عنهم وجزاهم الله عن عملهم المشكور، وجهادهم العظيم أحسن ما جزى به أهل الإيمان والإحسان، وجعلنا من أتباعهم، والمهتدين بهداهم بمنه وفضله، وهو الكريم المنان.
فتاوى ابن باز رحمه الله تعالى ( 26 / 207 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
1 - ثبت في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) فسئل عنه فقال ((الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء))؟ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن محمود بن لبيد الأشهلي الأنصاري رضي الله عنه ورواه الطبراني أيضا والبيهقي وجماعة مرسلاً عن محمود المذكور وهو صحابي صغير لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مرسلات الصحابة صحيحة وحجة عند أهل العلم، وبعضهم حكاه إجماعاً ( 1 / 44 )
2 - الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)) ( 1 / 45 )
3 - ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} قال: هو الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا. هذا كله به شرك رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن ( 1 / 45 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
4 - ثبت في المسند بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) وهذا يحتمل أن يكون شكاً من الراوي، ويحتمل أن أو بمعنى الواو، والمعنى: فقد كفر وأشرك.( 1 / 45 ) ( 7 / 51 ) ( 23 / 96 )
5 - ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) الحديث لا بأس بإسناده، رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن مسعود ( 1 / 52 )
6 - الرقية في الماء لا بأس بها، وذلك بأن يقرأ في الماء ويشربه المريض، أو يصب عليه، فقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ثبت في سنن أبي داود في كتاب الطب: أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء لثابت بن قيس بن شمّاس ثم صبه عليه ، وكان السلف يفعلون ذلك، فلا بأس به ( 1 / 52 ) ( 8 / 94 ) (روى ذلك أبو داود في الطب بإسناد حسن ) ( 19 / 340 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
7 - أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن طارق بن شهاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيء أقربه قالوا قرب ولو ذباباً فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للآخر قرب قال ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة)) ( 1 / 160 )
8 - الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، ليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب، في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.( 1 / 187 )
9 - خرج أحمد وأبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه)) ( 1 / 215 ) ( 8 /53 - 137 ) ( 25 / 37 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
10 - عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال ((هذا سبيل الله مستقيماً)) وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال ((هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه)) ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} رواه الإمام أحمد والنسائي بإسناد صحيح ( 1 / 234 )
11 - الحديث المذكور ((إذا ذلت العرب ذل الإسلام)) ضعيف الإسناد، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ أبو الحسن الهيثمي في: (مجمع الزوائد) لما ذكر هذا الحديث بلفظ: ((إذا ذلت العرب ذل الإسلام)) رواه أبو يعلى ، وفي إسناده محمد بن الخطاب ضعفه الأزدي وغيره، ووثقه ابن حبان ) انتهى. وقال الحافظ الذهبي في (الميزان) في ترجمة محمد المذكور: (قال أبو حاتم : لا أعرفه وقال الأزدي : منكر الحديث) انتهى قلت: وفي إسناده أيضا علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف عند جمهور من المحدثين لا يحتج بحديثه، لو سلم الإسناد من غيره، فكيف وفي الإسناد من هو أضعف منه، وهو محمد بن الخطاب المذكور وأما توثيق ابن حبان له، فلا يعتمد عليه لأنه معروف بالتساهل وقد خالفه غيره. ولو صح الحديث لكان معناه: إذا ذل العرب الحاملون راية الإسلام والدعوة إليه، لا العرب المتنكرون له الداعون إلى غيره ولا يجوز أن يرد في سنة رسول الله كل ما يخالف القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أبدا، فإن كلام الله لا يتناقض، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، والسنة لا تخالف القرآن بل تصدقه وتوافقه، وتدل على معناه وتوضح ما أجمل فيه.( 1 / 294)
12 - - جاء في حديث أبي ذر عن أبي حاتم بن حبان وغيره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسل وعن الأنبياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر) وفي رواية أبي أمامة ثلاثمائة وخمسة عشر ولكنهما حديثان ضعيفان عند أهل العلم، ولهما شواهد ولكنها ضعيفة أيضا، وفي بعضها أنه قال عليه الصلاة والسلام ألف نبي فأكثر وفي بعضها (أن الأنبياء ثلاثة آلاف( وجميع الأحاديث في هذا الباب ضعيفة، بل عد ابن الجوزي حديث أبي ذر من الموضوعات، والمقصود أنه ليس في عدد الأنبياء والرسل خبر يعتمد عليه، فلا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى ( 2 / 66 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
17 – ( الحجر يمين الله ) حديث ضعيف والصواب وقفه على ابن عباس ( 3 / 67 )
18 - جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الذي سأله عن شرائع الإسلام: (أفلح وأبيه إن صدق). والجواب : أن هذه رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة لا يجوز أن يتعلق بها وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبد البر رحمه الله وأن الأصل (أفلح والله) فصحفه بعض الكتاب أو الرواة ، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله ، وبكل حال فهي رواية فردة شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله ، وأنه من المحرمات الشركية . ( 3 / 143 )( 23 / 97 ) ( 25 / 261 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
19 - خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وانفث عن يسارك ثلاثاً وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد) ( 3 / 143 ) ( 23 / 97 )
20 - قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) أخرجه الإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح ، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه بدون قوله: (وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم). ( 3 / 160 )
21 - اطلعت على القصة المنقولة من تاريخ ابن جرير الطبري رحمه الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال ما نصه :
( فاتبعته فدخل دارا ثم دخل حجرة فاستأذنت وسلمت فأذن لي فدخلت عليه فإذا هو جالس على مسح ( بساط ) متكئ على وسادتين من أدم محشوتين ليفا ، فنبذ إلي بإحداهما فجلست عليها وإذا به في صفة فيها بيت عليه ستير فقال : يا أم كلثوم غداءنا ، فأخرجت إليه خبزة بزيت في عرضها ملح لم يدق ، فقال : يا أم كلثوم ألا تخرجين إلينا تأكلين معنا من هذا . قالت : إني اسمع عندك حس رجل قال : نعم ولا أراه من أهل البلد ، قالت : لو أردت أن أخرج إلى الرجال لكسوتني كما كسا ابن جعفر امرأته ، وكما كسا الزبير امرأته ، وكما كسا طلحة امرأته ، قال : أو ما يكفيك أن يقال : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وامرأة أمير المؤمنين عمر . فقال : كل فلو كنت راضية لأطعمتك أطيب من هذا ) اهـ . وهذه القصة باطلة لا تثبت رواية ولا دراية . أما الرواية : فلأن مدارها على جماعة من الضعفاء وبعضهم متهم بالكذب وتنتهي القصة إلى مبهم لا يعرف من هو ولا تعرف حاله وهو الذي رواها عن عمر وبذلك يعلم بطلانها من حيث الرواية . وأما من حيث الدراية فمن وجوه :
1- شذوذها ومخالفتها لما هو معلوم من سيرة عمر رضي الله عنه وشدته في الحجاب وغيرته العظيمة وحرصه على أن يحجب النبي صلى الله عليه وسلم نساءه حتى أنزل الله آية الحجاب .
2- مخالفتها لأحكام الإسلام التي لا تخفى على عمر ولا غيره من أهل العلم ، وقد دل القرآن والسنة النبوية على وجوب الاحتجاب وتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يسبب الفتنة ودواعيها .
3- ما في متنها من النكارة الشديدة التي تتضح لكل من تأملها . وبكل حال فالقصة موضوعة على عمر بلا شك للتشويه من سمعته أو للدعوة إلى الفساد بسفور النساء للرجال الأجانب واختلاطهن بهم ، أو لمقاصد أخرى سيئة . نسأل الله العافية .
ولقد أحسن الشيخ أبو تراب الظاهري ، والشيخ محمد أحمد حساني ، والدكتور هاشم بكر حبشي فيما كتبوه في رد هذه القصة وبيان بطلانها وأنه لا يصح مثلها عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، جزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم وزادنا وإياهم علما وتوفيقا وجعلنا وإياهم وسائر إخواننا من أنصار الدين . ( 4 / 204 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
22 - خرج أبو داود بسند جيد عن جابر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ، فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها ) ( 4 / 213 )
23 - خرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن أسامة قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا ، فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول : "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون" قال الحافظ : إسناده جيد . قال : وخرج عمر بن شبه من طريق عبد الرحمن ابن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول : "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون " ( 4 / 213 )
24 - في المسند وسنن النسائي عن عبيد الله بن عبد الله أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد عنده سهل بن حنيف ، فأمر أبو طلحة إنسانا ينزع نمطا تحته ، فقال له سهل : لم تنزع ؟ قال : لأنه فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت . قال : ألم يقل إلا رقما في ثوب ؟ قال بلى ولكنه أطيب لنفسي . اهـ وسنده جيد ، وأخرجه الترمذي بهذا اللفظ وقال : حسن صحيح ( 4 / 214 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
25 - خرج أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ومر بالكلب فليخرج" ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب لحسن أو لحسين كان تحت نضد لهما فأمر به فأخرج . هذا لفظ أبي داود ، ولفظ الترمذي نحوه . ولفظ النسائي : استأذن جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ادخل" فقال: "كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير ؟ فإما أن تقطع رءوسها أو تجعل بساطا يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير" ( 4 / 214 ) ( 25 / 373 )
26 - ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهي فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : "على صورة الرحمن" وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل . والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ( 4 / 225 )
27 - روي عن رسول اله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اثنتا عشر ركعة تصليها من الليل أو النهار وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فاثن على الله عز وجل، وصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم،واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إ له إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قال: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك
الأعلى وكلمتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك ثم سلم يميناً وشمالاً ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيجابون)) رواه الحاكم، وقال: قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقاً، وقال إبراهيم بن علي الديبلي: قد جربته فوجدته حقاً، وقال أبو زكريا: قد جربته فوجدته حقاً، قال الحاكم، قد جربته فوجدته حقاً، تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون، قال المصنف عامر: هذا شيخنا أبو الحسين هو نيسابوري صاحب مناكير، وقد تفرد به عمر بن هارون البلخي وهو متروك منهم أثنى عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم انتهى. والسؤال هل هذا الحديث صحيح فإني معذبة للشك فيه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فإن هذا الحديث ليس بصحيح بل هو موضوع ومكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد نبهنا على ذلك من مدة طويلة، وكان صاحب كتاب (الدعاء المستجاب) قد ذكره في كتابه وهو كتاب لا يجوز الاعتماد عليه وصاحبه ليس من أهل العلم؛ ولهذا نبهنا على هذا من مدة طويلة، وبيَّنا أن هذا الكتاب لا يجوز الاعتماد عليه وأن هذا الحديث موضوع، وقد كتبنا ما أتمَّ الله في ذلك.
فيجب تنبيه القراء على كذب هذا الخبر وعلى عدم الاعتماد على هذا الكتاب، وهو كتاب الدعاء المستجاب؛ لما فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن هذا الحديث صحيح، بل هو مكذوب وليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم،وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن القراءة في الركوع والسجود، وهذا فيه قراءة في الركوع والسجود، وعمر بن هارون الراوي كذاب لا يعتمد على روايته، وهكذا من قبله عامر بن خداش، المقصود: أن الحديث موضوع ومكذوب لا يعتمد عليه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلّى ثنتي عشر ركعة بنا الله له بيتاً في الجنة)) ثم بينها في رواية الترمذي رحمه الله قال: ((أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها وثنتين قبل المغرب وثنتين بعد العشاء وثنتين قبل صلاة الصبح ))، وهذه الرواتب التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حافظ عليها بنا الله له بيتاً في الجنة، يصلي أربعاً قبل الظهر بتسليمتين، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد صلاة العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح. هؤلاء الركعات هي التي شرعها الله عز وجل، ورتَّب عليها ما رتَّب من الخير العظيم.
أما هذه الركعات التي جاءت في حديث عمر بن هارون عند الحاكم فقد عرفت أيتها السائلة أنه حديث موضوع مكذوب، ولا ينبغي لك أن تكوني معذبة، بل كوني مطمئنة، اتقي الله وراقبي الله واعملي بشرع الله ودعي عنك الوساوس والتعلق بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة، ففي ما شرع الله كفاية وغنية، أما ما ابتدعه الناس وما كذبه بعض الناس فيجب الحذر منه والتمسك بالدين ليس بعذاب، بل التمسك بالدين هو الراحة وهو الطمأنينة وهو الخير العظيم المعجل وفي الآخرة أعظم وأعظم؛ لأن الراحة في الآخرة هي أكبر وهي الفوز العظيم. فلا ينبغي أن تكوني معذبة، بل كوني مطمئنة وكوني مرتاحة بفعل ما شرع الله وترك ما حرم الله والإكثار من ذرك الله وتسبيحه وتهليله واستغفاره والتوبة إليه وأبشري بالخير ودعي عنك الوساوس والتحرج الذي يوقعك في التعذيب والتعب ولكن اشرحي صدرك لدين الله وتمسكي بشرع الله، وأكثري من قراءة القرآن، ومن ذكر الله وستبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه، واعملي بما شعر الله من العبادات، وأبشري بالخير وأبشري بالراحة والسعادة في الدنيا والآخرة والسعادة والراحة في الآخرة أكبر، رزقني الله وإياك الاستقامة والبصيرة في الدين مع حسن الختام. ( 4 / 317 ) ( 26 / 353 ) ( 26 / 269 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
28 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يقبل الله من مشرك عملا بعدما أسلم أو يزايل المشركين ) أخرجه النسائي بإسناد جيد . ومعناه : حتى يزايل المشركين ، وقال صلى الله عليه وسلم : (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح ( 4 / 381 )
29 - قوله صلى الله عليه وسلم : " من رآني فقد رآني حقا " فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي " في عدة ألفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام ، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة ، وقد رآه عليه الصلاة والسلام ، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة أبيض مشرب بحمرة كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام ، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام ، وأما الحديث الثاني : " من رآني فقد حرمت عليه النار " فهذا لا أصل له وليس بصحيح ( 4 / 444 ) ( 25 / 126 )
30 - قرأت حديثا (من كان اسمه محمدا فلا تضربه ولا تشتمه) فما مدى صحته ؟
هذا الحديث مكذوب وموضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة ، وهكذا قول من قال ( من سمى محمدا فإنه له ذمة من محمد ويوشك أن يدخله بذلك الجنة ) وهكذا من قال ( من كان اسمه محمدا فإن بيته يكون لهم كذا وكذا) فكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة ، فالاعتبار بإتباع محمد ، وليس باسمه صلى الله عليه وسلم ، فكم ممن سمي محمدا وهو خبيث؛ لأنه لم يتبع محمدا ولم ينقد لشريعته ، فالأسماء لا تطهر الناس ، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعلا ، فمن تسمى بأحمد أو بمحمد أو بأبي القاسم وهو كافر أو فاسق لم ينفعه ذلك ، بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل بطاعة الله ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمدا ، فهذا هو الذي ينفعه ، وهو طريق النجاة والسلامة ، أما مجرد الأسماء من دون عمل بالشرع المطهر فلا يتعلق به نجاة ولا عقاب.
ولقد أخطأ البوصيري في بردته حيث قال :
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل هذا المسكين لَياذه في الآخرة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون الله عز وجل ، وذكر أنه هالك إن لم يأخذ بيده ، ونسي الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع وهو الذي ينجي أولياءه وأهل طاعته ، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو مالك الدنيا والآخرة ، وأنها بعض جوده ، وجعله يعلم الغيب ، وأن من علومه علم ما في اللوح والقلم ، وهذا كفر صريح وغلوّ ليس فوقه غلو ، نسأل الله العافية والسلامة . فإن كان مات على ذلك ولم يتب فقد مات على أقبح الكفر والضلال ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا هذا الغلو ، وألا يغتر بالبردة وصاحبها . والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله . ( 6 / 466 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
31 - ما صحة حديث سمعته عن النبي صلى الله عليه وسلم ( تعلموا السحر ولا تعملوا به ) ؟ .
هذا الحديث باطل لا أصل له ، ولا يجوز تعلم السحر ولا العمل به وذلك منكر بل كفر وضلال ، وقد بين الله إنكاره للسحر في كتابه الكريم في قوله تعالى : ﴿وَاتَّبَعُو مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن السحر كفر وأنه من تعليم الشياطين ، وقد ذمهم الله على ذلك وهم أعداؤنا ، ثم بين أن تعليم السحر كفر ، وأنه يضر ولا ينفع ، فالواجب الحذر منه . لأن تعلم السحر كله كفر ، ولهذا أخبر عن الملكين أنهما لا يعلمان الناس حتى يقولا للمتعلم ﴿إنما نحن فتنة فلا تكفر﴾ ، ثم قال : ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ فعلم أنه كفر وضلال وأن السحرة لا يضرون أحدا إلا بإذن الله ، والمراد بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري لا الشرعي الديني؛ لأنه سبحانه لم يشرعه ولم يأذن فيه شرعا بل حرمه ونهى عنه ، وبين أنه كفر ومن تعليم الشياطين كما أوضح سبحانه أن من اشتراه أي اعتاضه وتعلمه ليس له في الآخرة من خلاق؛ أي من حظ ولا نصيب ، وهذا وعيد عظيم ، ثم قال سبحانه : ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ والمعنى باعوا أنفسهم للشيطان بهذا السحر ، ثم قال سبحانه : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ فدل ذلك على أن تعلم السحر والعمل به ضد الإيمان والتقوى ومناف لهما ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . ( 6/ 467 )
32 - قرأت في كتاب درة الناصحين في الوعظ والإرشاد لعالم من علماء القرن التاسع الهجري اسمه : عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري قرأت ما نصه : عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنه قال ( إن الله تعالى نظر إلى جوهرة فصارت حمراء ، لم نظر إليها ثانية فذابت وارتعدت من هيبة ربها ، ثم نظر إليها ثالثة فصارت ماء ، ثم نظر إليها رابعة فجمد نصفها فخلق من النصف العرش ومن النصف الماء ، ثم تركه على حاله ومن ثم يرتعد إلى يوم القيامة )
وعن علي رضي الله عنه ( أن الذين يحملون العرش أربعة ملائكة لكل ملك أربعة وجوه أقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة مسيرة خمسمائة عام ) أرجو الإفادة ؟
هذا الكتاب لا يعتمد عليه ، وهو يشتمل على أحاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة لا يعتمد عليها ومنها هذان الحديثان فإنهما لا أصل لهما ، بل هما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي أن يعتمد على هذا الكتاب وما أشبهه من الكتب التي تجمع الغث والسمين والموضوع والضعيف ، فإن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قد خدمها العلماء من أئمة السنة وبينوا صحيحها من سقيمها ، فينبغي للمؤمن أن يقتني الكتب الجيدة المفيدة مثل الصحيحين ، وكتب السنن الأربع ، ومنتقى الأخبار لابن تيمية ، للنووي ، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، وعمدة الحديث للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، وأمثالها من الكتب المفيدة المعتمدة عند أهل العلم . ( 6 / 512 ) ( 26 / 332 )
33 - ورد في تفسير الجلالين في سبب نزول الآية ( 52 ) من سورة الحج : أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ : {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}[1] أن الشيطان ألقى على لسانه : تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى . فهل هناك ما يدل على صحة هذه القصة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أم هي من الإسرائيليات؟
ليس في إلقاء هذه الألفاظ في قراءته صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يعتمد عليه فيما أعلم ، ولكنها رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث مرسلة ، كما نبه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير آية الحج ، ولكن إلقاء الشيطان في قراءته صلى الله عليه وسلم في آيات النجم وهي قوله : {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} الآيات ، شيء ثابت بنص الآية في سورة الحج ، وهي قوله سبحانه : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[2] فقوله سبحانه : {إِلا إِذَا تَمَنَّى} أي : تلا ، وقوله سبحانه : {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي : في تلاوته ، ثم إن الله سبحانه ينسخ ذلك الذي ألقاه الشيطان ويوضح بطلانه في آيات أخرى ، ويحكم آياته ؛ ابتلاء وامتحانا ، كما قال سبحانه بعد هذا : {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ}[3] الآيات . فالواجب على كل مسلم أن يحذر ما يلقيه الشيطان من الشبه على ألسنة أهل الحق وغيرهم ، وأن يلزم الحق الواضح الأدلة ، وأن يفسر المشتبه بالمحكم حتى لا تبقى عليه شبهة ، كما قال الله سبحانه في أول سورة آل عمران : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الْأَلْبَابِ}[4] وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال : ((إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) متفق على صحته . ( 8 / 283 )
[1] - سورة النجم الآيتان 19 – 20.
[2] - سورة الحج الآية 52.
[3] - سورة الحج الآية 53.
[4] - سورة آل عمران الآية 7.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
34 - هل صحيح أن الإمام علي رضي الله عنه حارب الجن حيث ورد في كتاب " غزوات الإمام علي " ذلك وأنه حاربهم حتى أوصلهم الأرض السابعة ، فما هو رأيكم في هذا الكتاب ؟
كل هذا لا أصل له . فلم يحارب الجن ولم يقع شيء من ذلك بل هذا باطل ومن الكذب والموضوعات التي أحدثها الناس ، وقد نص أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك وقال : إنه كذب لا أصل له وهو من الأباطيل التي افتراها الكذابون . ( 9 / 277 )
35 - ما موقفنا من حديث ابن عمر موقوفاً عند مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ((ثم يطوى الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الله أين الجبارون، أين المتكبرون)) وكيف يجمع بينه وبين قوله - صلى الله عليه وسلم-: ((إن كلتا يديه يمين))؟
كلها أحاديث صحيحة عند علماء السنة ، وحديث ابن عمرو مرفوع صحيح، وليس موقوفاً وليس بينها اختلاف بحمد الله. فالله سبحانه توصف يداه باليمين والشمال من حيث الاسم كما في حديث ابن عمر وكلتاهما يمين مباركة من حيث الشرف والفضل كما في الأحاديث لصحيحة الأخرى. وكما دل على ذلك قوله تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }([1]) وقوله - صلى الله عليه وسلم-: ((يمين الله ملآى لا تغيضها نفقة)) الحديث، واليمين ضدها الشمال بنص الحديث. والمقصود من الآيات والأحاديث بيان أن الله سبحانه وتعالى له يمين وشماله من جهة الاسم، أما من جهة الفضل فكلتاهما يمين مباركة. ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، بل له سبحانه الكمال المطلق، في كل شيء بإجماع أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، كما قال الله - عز وجل-: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء}([2]).( 25 / 126 )
36 - فالله خلق نبينا - صلى الله عليه وسلم- مثل ما خلق بقية البشر من ماء مهين من ماء أبيه عبد الله وأمه آمنة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ}([3]) ومحمد - صلى الله عليه وسلم- من نسل آدم وجميع نسل آدم كلهم من سلالة ماء مهين.أما من يرى أنه خلق من النور فهذا لا أصل له وهو حديث موضوع مكذوب باطل لا أصل له، وبعضهم يعزوه إلى مسند أحمد عن جابر، وهذا لا أصل له، وبعضهم يعزوه لمصنف عبد الرزاق وهذا لا أصل له.( 25 / 129 )
[1] - سورة الزمر، الآية 67.
[2] - سورة المائدة، الآية 64.
[3] - سورة السجدة الآية 8.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
37 - حديث: ((إن الله يحب من أصحابي أربعة: علياً وسلمان وأبا ذر والمقداد ابن الأسود الكندي)) أخرجه الإمام أحمد في المسند في المجلد الخامس، ص 351، 356.والترمذي في المجلد الرابع من الطبعة الهندية بشرح المباركفوري صفحة 327، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من طريق شريك، يعني به شريكاً القاضي.وأخرجه ابن ماجه في المجلد الأول صفحة 66، وأخرجه الحاكم صفحة 130 من المجلد الثالث كلهم من طريق شريك القاضي عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم رووه عن شريك عن أبي ربيعة بالعنعنة ما عدا أحمد في إحدى روايتيه، فإن شريكاً صرح فيها بأن أبا ربيعة حدثه بذلك.وإسناده ضعيف من أجل أبي ربيعة المذكور فإنه انفرد به وهو منكر الحديث. قاله أبو حاتم الرازي، وصححه الحاكم.وزعم أنه على شرط مسلم، وأنكر الذهبي عليه ذلك. وقال: إن مسلماً لم يخرج عن أبي ربيعة المذكور.. انتهى.وكثيراً ما يصحح الحاكم رحمه الله أحاديث ضعيفة وموضوعة، فلا ينبغي أن يغتر بتصحيحه، وقد أغرب الحافظ ابن حجر في ترجمة المقداد، فحسن هذا الحديث، وليس ذلك بجيد؛ لضعف إسناده بانفراد أبي ربيعة به، ونكارة متنه؛ ولأن هذا الحديث لو كان صحيحاً لم يخف على الحفاظ من أصحاب بريدة.وعلى فرض صحته فإنه لا مفهوم له؛ لأن الله جل وعلا يحب جميع صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم، ويحب كل مؤمنٍ ومؤمنة من سائر الثقلين، كما قال عز وجل: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}[1] ( 26 / 213 )
38 - الأحاديث الواردة في دفن عيسى ابن مريم عليه السلام في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد نزوله آخر الزمان وموته كلها ضعيفة، وهكذا ما روى الترمذي عن عبد الله بن سلام أنه مكتوب في التوراة أن عيسى عليه الصلاة والسلام يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف. ( 26 / 219 )
39 - حديث التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم موضوع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج1 ص319: (وروى بعض الجهال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم). وهذا الحديث كذب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث ( 26 / 222 )
[1] سورة التوبة الآية 4.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
40 - حديث: ((سب أصحابي ذنب لا يغفر)) لا يصح. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج3 ص290 ما نصه بعد كلام سبق: كما أن طائفة أخرى زعموا أن من سب الصحابة لا يقبل الله توبته وإن تاب... ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سب أصحابي ذنب لا يغفر)).
وهذا الحديث كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحدٌ من أهل العلم، ولا هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة، وهو مخالف للقرآن الكريم؛ لأن الله جل وعلا قال: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}[1]، هذا في حق من لم يتب. وقال في حق التائبين: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[2].
فثبت بالكتاب من الله سبحانه، وبالسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل من تاب تاب الله عليه.
ومعلوم أن من سب الرسول من الكفار المحاربين، وقال: هو ساحر أو شاعر أو مجنون أو معلم أو مفتر، وتاب تاب الله عليه، وقد كان طائفة يسبون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الحرب ثم أسلموا، وحسن إسلامهم، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
منهم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن أبي سرح، انتهى.
ويؤيد ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله أن الشرك هو أعظم الذنوب، ومن تاب منه تاب الله عليه بنص الآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحة وإجماع أهل العلم.
وسب الصحابة رضي الله عنهم دون ذلك، فمن تاب منه توبةً نصوحاً تاب الله عليه من باب أولى، والله ولي التوفيق( 26 / 232 )
41 - حديث: ((من غشَّ العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي)) خرجه الإمام أحمد في مسند عثمان رقم (519) بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، وجدت في كتاب أبي حدثنا محمد بن بشر حدثني عبد الله بن عبد الإله بن الأسود عن حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله بن جابر الأحمسي عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان مرفوعاً فذكره.ورواه الترمذي في المناقب في فضل العرب ج10 ص429 الطبعة المصرية بشرح تحفة الأحوذي من طريق حصين المذكور، وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمس عن مخارق وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي... أ هـ.
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على هذا الحديث: إسناده ضعيف، وحصين بن عمر الأحمس ضعيف جداً رماه أحمد بالكذب، وقال البخاري والساجي وأبو زرعة منكر الحديث. أ هـ. ملخصاً.وذكر الحافظ في تهذيب التذهيب تضعيفه عن جماعة من أئمة الحديث، وبعضهم رماه بالكذب، وشذ العجلي فوثقه وقال الحافظ في التقريب: متروك في الثامنة، وبذلك يعلم أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً أو موضوع، والله ولي التوفيق ( 26 / 254 )
42 – حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في المدينة وعند قبر موسى وعند قبر الخليل في ليلة الإسراء ) كذب موضوع. ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في 27 من مجموع الفتاوى ص9.
وقد قال ابن كثير في تفسيره في روايته لحديث شداد بن أوس الطويل نقلاً عن الترمذي: هكذا رواه البيهقي من طريقين عن أبي إسماعيل الترمذي، ثم بعد تمامه قال: هذا إسناد صحيح ولم يأت فيه أنه صلّى عند قبر موسى بل جاء فيه، ثم بلغنا أرضاً قال: انزل ثم قال: صل فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بمدين عند شجرة موسى، ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضاً بدت لنا قصوراً فقال: انزل فنزلت، فقال صل فصليت، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت ببطن لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته، ودخلنا المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر، فصليت من المسجد حيث شاء الله الحديث.... تفسير ابن كثير ج3 ص14 ( 26 / 278 )
[1] سورة النساء الآية 116.
[2] سورة الزمر، الآية 53.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** الأحاديث العقدية
43 - حديث: ((كان الله ولم يكن شيء غيره)) حديث صحيح رواه البخاري رحمه الله.
أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب (بدء الخلق ص286 ج6) في الفتح بلفظ: ((كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض)) وأخرجه البخاري رحمه الله في (كتاب التوحيد ص403 ج13) في الفتح بلفظ: ((كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء)). وأما الزيادة التي زادها بعض الملحدين في هذا الحديث وهي ((وهو ألآن على ما عليه كان)).فهي زيادة باطلة موضوعة لا أصل لها في شيء من الروايات نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج2 ص272. قال رحمه الله: وهذه الزيادة وهي قوله: ((وهو الآن على ما عليه كان)) كذب مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفق أهل العلم على أنه موضوع مختلق، وليس هو في شيء من دواوين الحديث لا كبارها ولا صغارها، ولا رواه أحد من أهل العلم بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مجهول، وإنما تكلم بهذه الكلمة بعض متأخري متكلمة الجهمية، وتلقاها منهم هؤلاء الذين وصلوا إلى آخر التجهم وهو التعطيل والإلحاد، إلى أن قال رحمه الله: وهذه الزيادة الإلحادية وهي قولهم: ((وهو الآن على ما عليه كان)) قصد بها المتكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف الله بها نفسه من استوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك. أ.هـ. المقصود.( 26 / 279 ))
44 - ما رأي سماحتكم في حديث: ((لولا محمد ما خلقتك))، وهو في البداية والنهاية لابن كثير ج2 ص348. رواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمداً رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، وإذ قد سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك))، قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف الحال والله أعلم؟.[1]
هذا الحديث موضوع كما أوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ لأن الله سبحانه إنما خلق الجن والإنس ليعبد وحده لا شريك له، ومن جملة الإنس آدم عليه الصلاة والسلام، والله ولي التوفيق.( 26 / 327 )
45 - بسم الله والحمد لله، وصلّى الله وسلم على رسوله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد
فقد بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن هذا الحديث المكذوب ما نصه:
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟ يقولها ثلاث مرات، هيهات هيهات يقتل الناس فيه هرجاً هرجاً، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هذه توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة الجمعة، في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك)).
فهذا الحديث لا أساس له من الصحة، بل هو باطل وكذب، وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة الجمعة ليلة النصف من رمضان فلم تقع فيها بحمد الله ما ذكره هذا الكذاب من الصيحة وغيرها مما ذكر؛ وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل، بل يجب تمزيق ذلك وإتلافه والتنبيه على بطلانه. ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله في جميع الأوقات، وأن يحذر ما نهى الله عنه حتى يتم أجله، كما قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[2]، والمراد باليقين: الموت، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن))[4]، والآيات والأحاديث في وجوب لزوم التقوى والاستقامة على الحق والحذر من كل ما نهى الله عنه في جميع الأوقات في رمضان وفي غيره كثيرة معلومة.
وفق الله المسلمين لما يرضيه،ومنحهم الفقه في الدين، وأعاذنا وإياهم من مضلات الفتن، ومن شر دعاة الباطل إنه جواد كريم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.( 26 / 339 )
[1] أجاب عليه سماحته بتاريخ 14/5/1414هـ.
[2] سورة الحجر، الآية 99.
[3] سورة آل عمران الآية 102
[4] أخرجه أحمد في مسند الأنصار رضي الله عنهم، حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه برقم 20847.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
1 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه . ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح ( 6 / 403 )
2- جاء في رواية أخرى : ((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وسنتي)) أخرجها الحاكم بسند جيد .( 8 / 155 ) ( 24 / 182 )
3 - الترمذي - رحمه الله – الغالب على تصحيحه وتحسينه أنه جيد ، ولكنه قد يضعف بعض الأحاديث وهي عند غيره قوية لكن سندها عنده ضعيف ، وقد يحسن بعض الأحاديث ويصححها وهي ليست كذلك عند غيره من أئمة الحديث .مثل : حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، في المرأة التي دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب ، فقال لها - صلى الله عليه وسلم - : " أتعطين زكاة هذا ؟ " .
الحديث في باب الزكاة ، وهو عند الترمذي ضعيف ؛ لأنه من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب ، وهو ضعيف - أعني : المثنى - وهو عند أبي داود والنسائي جيد ؛ لكونه من رواية بعض الثقات عن عمرو بن شعيب ، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي .
فالمقصود : أنه عند أبي داود والنسائي جيد ، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي ؛ فالمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد ، وأما عند الترمذي فضعيف ؛ لكونه من رواية المثنى بن الصباح - كما تقدم - ولديه أحاديث أخرى – رحمه الله – صححها أو حسنها وهي ضعيفة . والمقصود من هذا : أنه لا يكفي تصحيحه ولا تحسينه ، بل لابد من مراجعة الأسانيد وكلام أهل العلم في ذلك ، حتى يكون الطالب على بينة ، وهكذا رواية أبي داود والنسائي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد – رحمهم الله جميعاً – يروون الضعيف والصحيح . فإذا سكت أبو داود أو النسائي او ابن ماجة والدارمي أو غيرهم ممن لم يلتزم الصحة فيما يرويه ، فراجع الأسانيد وناقلها – إن كان عندك دراية ومعرفة – وإلا راجع كلام أهل العلم ؛ كالحافظ في ( التلخيص ) ، و( نصب الراية ) للزيلعي ، و( فتح الباري ) ، وغيرهم . ولا تتعجل في التصحيح ولا التضعيف حتى يكون عندك أهلية ؛ لأن هذه أمور خطيرة ، بخلاف الصحيحين ، فأحاديثهما متلقاة بالقبول عند أهل العلم ، وقد صرح أبو داود – رحمه الله – أنه إذا سكت عن شيء فهو صالح للاحتجاج به عنده ، يقول عنه – رحمه الله – الحافظ العراقي في ألفيَّته ما نصه :
وما من وهن شديد قلته @@@ وحيث لا فصالح خرَّجته
يعني الذي فيه وهن شديد يبينه ، والذي يسكت عنه صالح ، ولكن ليس على إطلاقه ، فقد يكون ضعيفاً عند غيره وإن كان صالحاً عنده ، كما أوضح ذلك أهل العلم ؛ كالحافظ ابن حجر وغيره . ( 24 / 27 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
4 - فيما يتعلق في تخريج الأحاديث - يا سماحة الشيخ - وتعديل الرواة وتجريحهم ، هناك من يرى أن باب علم الرجال معلّق ، أو انتهى من قديم . كيف ترون ذلك يا سماحة الشيخ ؟
لا . هذا ليس بصحيح ، بل علم الرجال والنظر في الأحاديث باقٍ ، ولم يمض ، بل لا يزال . فأهل العلم عليهم أن يعتنوا بهذا ، ويراجعوا الأحاديث ، ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ، ويرشدوا الناس إلى ذلك ، ولا يقفوا عند ذكر فلان أو فلان ، بل يتابع ؛ مثل (المنتقى) ، مثل ( بلوغ المرام ) ، مثل ( السنن الأربعة ) ، مثل ( مسند أحمد ) ، يراجع الأسانيد ويعتني بها ، ويعرف صحيحها من سقيمها ؛ حتى يستفيد من ذلك ويفيد غيره . هكذا شأن طالب العلم الذي قد وفقه الله لمعرفة الأحاديث ومعرفة أسانيدها ، ومعرفة أحوال الرجال ، واشتغل بهذا الشيء ؛ يكون فيه فائدة عظيمة له ولغيره . ( 24 / 96 )
5 - لما بعث معاذاً وفداً إلى اليمن قال له : " إن عرض لك قضاء فبم تحكم ؟ " ، قال : أحكم بكتاب الله ، قال : " فإن لم تجد ؟ " ، قال : فسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " فإن لم تجد ؟ " ، قال : أجتهد رأيي ولا آلو ، فضربه - صلى الله عليه وسلم - في صدره وقال : " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله " رواه الإمام أحمد وجماعة بإسناد حسن . ( 24 / 229 )
6 - حديث: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) قال العجلوني في كشف الخفاء، وهذا حديث مضطرب غير ثابت، كما قال الدار قطني في العلل، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح. ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن معين أنه قال: إنه كذب لا أصل له.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره، وقال أبو زرعة كم خلق افتضحوا فيه، وقال أبو حاتم ويحيى بن سعيد: لا أصل له، وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه.
وروى الديلمي بلا إسناد عن ابن مسعود ورفعه: ((أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها)). روي أيضاً عن أنس مرفوعاً: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها)). قال في المقاصد: وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة. وقال النجم: كلها ضعيفة واهية. قلت: بل هي موضوعة بلا شك، والله ولي التوفيق ( 26 / 228 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
7 - حديث: ((اطلبوا العلم ولو في الصين))، جمهور أهل العلم بالحديث قد حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف من جميع طرقه، وقد بسط الكلام في ذلك الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني رحمه الله في كتابه (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) في حرف الهمزة مع الطاء، وعزاه إلى البيهقي والخطيب البغدادي وابن عبد البر والديلمي وغيرهم، عن أنس رضي الله عنه، وجزم بضعفه، ونقل عن الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح أنه باطل، كما نقل عن ابن الجوزي أنه ذكره في الموضوعات، ونقل عن المزي أن له طرقاً كثيرة، ربما يصل بمجموعها إلى الحسن، وعن الذهبي أنه روي من عدة طرق واهية، وبعضها صالح، وبهذا يتضح لطالب العلم حكم هذا الحديث، وأنه من الأحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم، وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل، وابن الجوزي بأنه موضوع.أما قول الحافظ المزي رحمه الله: إنه له طرقاً ربما يصل بمجموعها إلى الحسن، فليس بجيد في هذا المقام؛ لأن كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع وأشباههم، لا ترفع الحديث إلى الحسن.وأما قول الحافظ الذهبي رحمه الله: إن بعض طرقه صالح، فيحتاج إلى بيان ذلك الطريق الصالح حتى ينظر رجاله، والجرح في هذا المقام مقدم على التعديل، والتضعيف مقدم على التصحيح، حتى يتضح من الأسانيد وجه التصحيح، وذلك بأن يكون الرواة كلهم عدولاً ضابطين، مع اتصال السند وعدم الشذوذ، والعلة القادحة، كما نبه عليه أهل العلم في كتب المصطلح والأصول، ولو صح لم يكن فيه حجة على فضل الصين وأهلها؛ لأن المقصود من هذا اللفظ : ((اطلبوا العلم ولو بالصين)) لو صح: الحث على طلب العلم ولو كان بعد المكان غاية البعد؛ لأن طلب العلم من أهم المهمات لما يترتب عليه من صلاح أمر الدنيا والآخرة، في حق من عمل به، وليس المقصود ذات الصين.ولكن لما كانت الصين بعيدة بالنسبة إلى أرض العرب، مثَّل بها النبي صلى الله عليه وسلم لو صح الخبر. وهذا بيّن واضح لمن تأمل المقام، والله ولي التوفيق.( 26 / 240 )
8 - ما مدى صحة حديث: ((اختلاف أمتي رحمة))؟
ليس بصحيح هذا من كلام بعض السلف من كلام القاسم بن محمد في اختلاف أصحاب لنبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أظنه إلا رحمة، وليس بحديث. ( 26 / 300 )
9 - إذا كان ينبغي للمسلم ألا ينسب قولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما صحت وثبتت نسبته إليه، أفلا يكون الأمر أولى وألزم عندما يكون قولاً منسوباً لله عز وجل؟ وماذا عن هذه العبارة وأمثالها المصدرة عن الله سبحانه: ((ومن عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)) أفيدونا مشكورين؟
لا يجوز لأي أحد أن ينسب إلى الله أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ما علم صحته، فإن شك في ذلك
فالواجب ألا يجزم، بل يقول: روي عن الله سبحانه أنه قال، أو يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال، وهكذا ما أشبه هذه الصيغة من صيغ التمريض التي ليس فيها جزم عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد صرح أهل العلم بذلك، ومن ذلك هذا الأثر الذي ذكرتم المنسوب إلى الله عز وجل أنه قال: ((ومن عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني))، وهذا الأثر لا نعلم له أصلاً وإنما هو مشهور في كتب الوعظ والتذكير، وعلى ألسنة بعض الوعاظ والمذكّرين ولا يجوز الجزم به عن الله عز وجل، وإنما الواجب أن يحكى بصيغة التمريض آنفاً وأشباهها، وفق الله المسلمين لكل ما فيه رضاه.( 26 / 377 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
10 - حديث: ((أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش))، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسره لآخر سورة الفاتحة: (لا أصل له).
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج1 ص200 ما نصه: (قال في اللآلئ معناه صحيح ولكن لا أصل له) كما قال ابن كثير وغيره من الحافظ وأورده أصحاب الغريب، ولا يعرف له إسناد.( 26 / 380 )
11- حديث: ((فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد)) أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده روح بن جناح وهو ضعيف كما في التقريب. .( 26 / 380 )
12 - (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) هل هذا حديث . وهل إذا كان حديثا فهل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك شيئا لأحد حتى يسن به سنة في الإسلام نرجو أن توضحوا لنا هذا المقام بالتفصيل ؟
هذا الحديث صحيح ، وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها والتحذير من البدع والشرور لأنه صلى الله عليه وسلم يقول : (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا) خرجه مسلم في صححيه . ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من دل على خير فله مثل أجر فاعله خرجهما مسلم في صحيحه .
ومعنى " سن في الإسلام " يعني : أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس ، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها ، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين . لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع وقال : (كل بدعة ضلالة) وكلامه صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا ، ولا يناقض بعضه بعضا بإجماع أهل العلم ، فعلم بذلك أن المقصود من الحديث إحياء السنة وإظهارها ، مثال ذلك : أن يكون العالم في بلاد ما يكون عندهم تعليم للقرآن الكريم أو ما عندهم تعليم للسنة النبوية فيحيي هذه السنة بأن يجلس للناس يعلمهم القرآن ويعلمهم السنة أو يأتي بمعلمين ، أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فيأمر هو بإعفاء اللحى وإرخائها ، فيكون بذلك قد أحيا هذه السنة العظيمة في هذا البلد التي لم تعرفها ويكون له من الأجر مثل أجر من هداه الله بأسبابه ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين) متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، والناس لما رأوا هذا العالم قد وفر لحيته ودعا إلى ذلك تابعوه ، فأحيا بهم السنة ، وهي سنة واجبة لا يجوز تركها ، عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه ، فيكون له مثل أجورهم .
وقد يكون في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلونها فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة فيكون له مثل أجورهم ، وهكذا لو كان في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه ويتابعونه على ذلك ، أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين ، فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها ، فالذي يحييها بينهم وينشرها ويبينها يقال : سن في الإسلام سنة حسنة بمعنى أنه أظهر حكم الإسلام ، فيكون بذلك ممن سن في الإسلام سنة حسنة . وليس المراد أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله ، فالبدع كلها ضلالة لقول النبي في الحديث الصحيح : (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضا : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي اللفظ الآخر : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه . ويقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام : أما بعد : (فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) خرجه مسلم في صحيحه . فالعبادة التي لم يشرعها الله لا تجوز الدعوة إليها ، ولا يؤجر صاحبها ، بل يكون فعله لها ودعوته إليها من البدع ، وبذلك يكون الداعي إليها من الدعاة إلى الضلالة ، وقد ذم الله من فعل ذلك بقوله سبحانه : ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾الآية ( 4 / 372 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
13 - جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها)) . أخرجه أبو داود بإسناد حسن – ومرة قال ( بإسناد صحيح ) وأخرجه الترمذي بإسناد فيه ضعف عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار) ( 1 / 349 ) ( 2 / 322 ) ( 6 / 308 )
14 - ما رواه الحافظ عمر بن شبة في تاريخ المدينة من قول عمر رضي الله عنه أنه وجد من عبد الله بن عمر ريح شراب . . إلخ ؟
الصواب أنه عبيد الله وليس عبد الله المشهور ، ولكن وقع في اسمه تصحيف كما يدل على ذلك روايات أخرى بينت أنه عبيد الله المصغر ، وهو تابعي وليس بصحابي غفر الله للجميع . ( 5 / 52 )
15- روى الترمذي في آخر جامعه في كتاب الفتن، عن علي رضي الله عنه ما نصه: حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا الفرج بن فضالة: أبو فضلة الشامي عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حلّ بها البلاء فقيل وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكر الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً ومسخاً)) ، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب، إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحداً رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه، وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة... أ هـ.
وهو بهذا السند ضعيف لعلتين: إحداهما: ضعف فرج المذكور كما ذكر المؤلف، وقد جزم الحافظ في التقريب بضعفه ونقل في تهذيب التهذيب ضعفه عن جماعة من الأئمة، ونقل عن البرقاني أنه سأل الدار قطني رحمه الله عن حديثه هذا، فقال: باطل.والعلة الثانية: انقطاعه؛ لأن محمداً بن عمر عن علي رحمه الله لم يسمع من جده علي رضي الله عنه، ولم يدرك زمانه كما يعلم ذلك من تهذيب التهذيب والتقريب، والله ولي التوفيق. ( 26 / 242 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
16 - أخرج الترمذي رحمه الله من طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال في جامعه بعد روايته حديث علي المذكور: حدثنا علي بن حجر، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن المستلم بن سعيد، عن رميح الجذامي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعقَّ أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيما لقوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها. فليترقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بالٍ قطع سلكه فتتابع))، قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، انتهى كلامه رحمه الله. ومراده بقوله: وفي الباب عن علي هو الحديث السابق.
وهذا الحديث أعني حديث أبي هريرة ضعيف جداً، لأن رميحاً الجذامي مجهول، كما في التقريب وتهذيب التهذيب، ويقال له: الحزّامي بالميم المهملة، والزاي، ولا يتوجه الحكم على الحديث بالحسن لغيره؛ لكونه جاء من طريقين؛ لأن ضعف كل واحد منهما شديد فلا يصلح الحكم على متنهما بالحسن؛ لما عرف في الأصول وعلم مصطلح الحديث ولهذا لم يحسِّن الترمذي واحداً منهما للعلة المذكورة والله ولي التوفيق. ( 26 / 244 )
17 - حديث: ((رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر)) رواه البيهقي بسند ضعيف، قاله الحافظ العراقي في شرح الإحياء، نقله عنه العجلوني في كشف الخفاء، وقال الحافظ بن حجر رحمه الله: (هو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة وليس بحديث)، نقله أيضاً العجلوني عن الحافظ في الكشف، هذا ملخص ما ذكره العجلوني.وفي رواية البيهقي: (قالوا وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب).ورواه الخطيب البغدادي بلفظ: ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب)) ورواه الخطيب البغدادي بلفظ: ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه))، وقد روياه جميعاً عن جابر كذا في كشف الخفاء.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج11 ص197: (أما الحديث الذي يرويه بعضهم أنه قال في غزوة تبوك: ((رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر)) فلا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله.( 26 / 381 )
18 - الحديث المذكور عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة)) أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه بإسناد جيد ومعناه ظاهر وهو أن الإسلام كلما اشتدت غربته كثر المخالفون له والناقضون لعراه يعني بذلك فرائضه وأوامره ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)) أخرجه مسلم في صحيحه ( 9 / 205 ) ( 25 / 110 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
@@ كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
25 - قال عليه الصلاة والسلام : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( 6 / 505 ) ( 7 / 16 ) ( 16 / 341 ) ( 23 / 230 ) ( 24 / 89 )
26 - صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" ( 7 / 373 )
27 - ((أفضل الناس عند الله منزلةً يوم القيامة إمام عادل رفيق، وشر عباد الله منزلةً يوم القيامة إمام جائر)) رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة ذكره المنذري في الترغيب. وابن لهيعة ضعيف، ولا شك أن الإمام العادل الرفيق من أفضل الناس؛ لما في عدله من النفع العظيم، والمصالح الكثيرة للمسلمين وغيرهم.ولا شك أيضاً أن الإمام الجائر من شرّ الناس؛ لما في جوره وظلمه من المضار الكثيرة على المسلمين.وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وبدأ بالإمام العادل.وفي الصحيحين أيضاً عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة))(26 / 208 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
1 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الماء طهور لا ينجسه شيء أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي بسند صحيح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( 10 / 14 )
2 - ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم : ((إنها مباركة إنها طعام طعم)) , وزاد في رواية عند أبي داود بسند جيد : ((وشفاء سقم)) وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((ماء زمزم لما شرب له)) وفي سنده ضعف ، ولكن يشهد له الحديث الصحيح المتقدم ( 10 / 27 - 28 ) ( 25 / 278 )
3 - عن عيسى بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات)) رواه ابن ماجه بسند ضعيف، قاله الحافظ في البلوغ.
قلت: وأخرجه أحمد وهو ضعيف، كما قال الحافظ؛ لأن عيسى وأباه مجهولان، قاله ابن معين، وجزم بذلك الحافظ في التقريب ومما يدل على ضعفه أن هذا العمل يسبّب الوسوسة والإصابة بالسلس، فالواجب ترك ذلك.( 26 / 293 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
4 - ثبت في الصحيحين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس : الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وقلم الأظفار ، ونتف الآباط " ، وفي صحيح مسلم ، عن أنس رضي الله عنه قال : " وقِّت لنا في قص الشارب ، وقلم الأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة : أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة " ، وأخرجه النسائي بلفظ : " وقَّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وأخرجه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي بلفظ النسائي ( 16 / 38 )
5 - ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنه قال : " كل غلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق ، ويسمى " . أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح ، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث عائشة وأم كرز الكعبية - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يعقّ عن الغلام شاتان متكافئتان ، وعن الأنثى شاة ، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه ، فلينسك عن الغلام شاتان متكافئتان ، وعن الجارية شاة " .( 10 / 48 ) ( 18 / 48 )
6 - حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ) ضعيف أو موضوع.
قال النووي رحمه الله في شرح المهذب ج8 ص330 ما نصه: وأما الحديث الذي ذكره في عَقِّ النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه فرواه البيهقي بإسناده عن عبد الله بن محرر بالحاء المهملة والراء المكررة عن قتادة عن أنس بأن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة وهذا حديث باطل.
قال البيهقي: هو حديث منكر. وروى البيهقي بإسناده عن عبد الرزاق، قال: إنما تركوا عبد الله بن محرر بسبب هذا الحديث. قال البيهقي: وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس ليس بشيء فهو حديث باطل، وعبد الله بن محرر ضعيف متفق على ضعفه، قال الحافظ: هو متروك، والله تعالى أعلم.
وقال ابن قدامة في المغني ج8 ص646 ما نصه: وإن لم يعق عنه أصلاً فبلغ الغلام وكسب فلا عقيقة عليه، وسئل أحمد عن هذه المسألة، فقال: ذلك على الوالد؛ يعني لا يعق عن نفسه؛ لأن السنة في حق غيره.
وقال عطاء والحسن: يعق عن نفسه؛ لأنها مشروعة عنه ولأنه مرتهن بها، فينبغي أن يشرع له فكاك نفسه، ولنا أنها مشروعة في حق الوالد فلا يفعلها غيره، كالأجنبي كصدقة الفطر.. أ.هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في (تُحفة المودود في أحكام المولود) ما نصه: الفصل التاسع عشر: حكم من لم يعق عنه أبواه هل يعق عن نفسه إذا بلغ، قال الخلال: باب ما يستحب لمن يعق عنه صغيراً أن يعق عن نفسه كبيراً، ثم ذكر من مسائل إسماعيل بن سعد الشالنجي قال: سألت أحمد عن الرجل يخبره والده أنه لم يعق عنه، هل يعق عن نفسه؟ قال: ذلك على الأب.
ومن مسائل الميموني قال: قلت لأبي عبد الله: إن لم يعق عنه هل يعق عنه كبيراً؟ فذكر شيئاً يروى عن الكبير ضعّفه ورأيته يستحسن إن لم يعق عنه صغيراً أن يعق عنه كبيراً. وقال: إن فعله إنسان لم أكرهه، قال: وأخبرني عبد الملك في موضع آخر أنه قال لأبي عبد الله: فيعق عنه كبيراً، قال: لم أسمع في الكبير شيئاً قلت: أبوه معسر ثم أيسر فأراد ألا يدع ابنه حتى عق عنه، قال: لا أدري ولم أسمع في الكبير شيئاً، ثم قال لي: ومن فعله فحسن ومن الناس من يوجبه.والقول الأول أظهر وهو أنه يستحب أن يعق عن نفسه؛ لأن العقيقة سنة مؤكدة، وقد تركها والده فشرع له أن يقوم بها إذا استطاع؛ ذلك لعموم الأحاديث ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((كل غلام مرتهنٌ بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى(( أخرجه الإمام أحمد، وأصحاب السنن عن سمرة ابن جندب رضي الله عنه بإسناد صحيح، ومنها: حديث أم كرز الكعبية عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه أمر أن يعق عن الغلام بشاتين وعن الأنثى شاة)) أخرجه الخمسة، وخرج الترمذي وصحح مثله عن عائشة وهذا لم يوجه إلى الأب فيعم الوالد والأم وغيرهما من أقارب المولود.قال الحافظ في التقريب: بمهملات، الجزري: القاضي متروك الحديث من السابعة.
ويتلخص من ذلك أقوال ثلاثة:
أحدها: أنه يستحب أن يعق عن نفسه لأن العقيقة مؤكدة وهو مرتهن بها.
الثاني: لا عقيقة علية ولا يشرع له العق عن نفسه؛ لأنها سنة في حق أبيه فقط.
الثالث: لا حرج عليه أن يعق عن نفسه وليس ذلك بمستحب؛ لأن الأحاديث إنما جاءت موجهة إلى الوالد، ولكن لا مانع من أن يعق عن نفسه؛ أخذاً بالحيطة، ولأنها قربة إلى الله سبحانه، وإحسانه إلى المولود وفك لرهانه فكانت مشروعة في حقه وحق أمه عنه وغيرهما من أقاربه، والله ولي التوفيق( 26 / 264 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
7 - نقلاً عن البيهقي: ج8 ص324، كتاب الأشربة والحد فيها، باب السلطان يكره على الاختتان أو الصبي، وسيد المملوك يأمران به وما ورد في الختان:
أخبرنا أبو سعيد الماليني أنبانا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا الحسن بن سفيان حدثني محمد بن المتوكل حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكي عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال: ( عقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام) .
هذا السند ضعيف لأمرين:
أحدهما: أنه من رواية الشاميين عن زهير هذا، وروايتهم عنه غير مستقيمة، كما في التقريب.
والثاني: عنعنة الوليد وهو كثير التدليس والتسوية.
وفيه علة ثالثة وهي: أن محمد بن المتوكل الراوي عن الوليد ذو أوهام كثيرة فيخشى أن هذا منها.
وفيه علة رابعة وهي: أن الختان في السابع غير معروف في شيء من الأحاديث الصحيحة المروية في شأن الحسن والحسين والعقيقة عنهما ولا في غير ذلك فيما نعلم، وإنما المعروف في السنة الختان بعد الكبر على عادة العرب، كما قال ابن عباس لما سئل عن سنه حين مات النبي صلى الله عليه وسلم قال: (توفي رسول الله وأنا مختون)، وكانت سنه إذ ذاك حول الاحتلام.( 26 / 276 )
8- الحديث الذي رواه الترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها ) هو حديث باطل عند أهل العلم؛ لأن في إسناده عمر بن هارون البلخي ، وهو من المتهمين بالكذب عند أكثر أئمة الحديث ونقاده ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في ( تهذيب التهذيب وتقريبه ) ، وكما ذكر ذلك الذهبي في ( الميزان ).( 10 / 62 - 79 - 81 - 97 ) ( 25 / 281 ) ( 26 / 331 )
9- خرج النسائي في سننه بإسناد صحيح ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لم يأخذ من شاربه فليس منا)) ( 10 / 65 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
10 - حديث ابن عباس رواه أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (سيكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) ( 4 / 58 ) ( 10 / 89 ) ( 8 / 374 ) ( 25 / 283 )
11 - السواك سنة وطاعة عند الصلاة أو عند الوضوء؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب))[1] خرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))[2] متفق على صحته، وفي لفظ: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء))[3] خرجه الإمام النسائي بإسناد صحيح، أما حديث: ((صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بلا سواك)) فهو حديث ضعيف ليس بصحيح وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عنه والحمد لله.( 26 / 288 )
12 - ما مدى صحة حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم-: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر أقطع أجذم))؟
جاء هذا الحديث من طريقين أو أكثر عند ابن حبان وغيره، وقد ضعفه بعض أهل العلم والأقرب أنه من باب الحسن لغيره ( 25 / 135 )
[1] أخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب الترغيب في السواك برقم 5.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة برقم 887، ومسلم في كتاب الطهارة باب السواك برقم 252.
[3] أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين، باقي المسند السابق برقم 25808.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
13 - فالتسمية عند الوضوء سنة عند الجمهور (جمهور العلماء) وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مع الذكر، فينبغي للمؤمن أن لا يدعها، فإن نسي أو جهل فلا شيء عليه ووضوؤه صحيح.أما إن تعمد تركها وهو يعلم الحكم الشرعي، فينبغي له أن يعيد الوضوء احتياطاً وخروجاً من الخلاف؛ لأنه جاء عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).([1])وهذا الحديث جاء من طرق، وقد حكم جماعة من العلماء أنه غير ثابت، وأنه ضعيف، وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: إنه حسن بسبب كثرة الطرق، وذلك من باب الحسن لغيره، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في التسمية عند أول الوضوء وهكذا المؤمنة فإن نسيا ذلك أو جهلا ذلك فلا حرج.( 25 / 136 )
14 – قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم)) خرجه أهل السنن بإسناد صحيح ( 10 / 108 )
15 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)) رواه مسلم في صحيحه ، وزاد الترمذي بإسناد صحيح : ((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) ( 10 / 347 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
16 - صح من حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أياما ولياليها إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم ( 10 / 109 - 112 )
17 - قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد رضي الله عنه : ((إذا أتى أحدكم المسجد فليقلب نعليه فإن رأى فيهما أذى فليمسحه ثم ليصل فيهما)) أخرجه أحمد ، وأبو داود بإسناد حسن ( 10 / 111 )
18 -قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة)) رواه أهل السنن بإسناد حسن أما الحديث الذي فيه البناء على ما مضى من الصلاة فهو حديث ضعيف ، كما أوضح ذلك أيضا الحافظ ابن حجر في البلوغ . ( 10 / 120 ، 159) ( 25 / 137 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
19 - روى معاوية رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((العين وكاء السه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)) رواه أحمد ، والطبراني ، وفي سنده ضعف ، لكن له شواهد تعضده ، كحديث صفوان المذكور ، وبذلك يكون حديثا حسنا ( 10 / 144 )
20 - حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن : ((أن لا يمس القرآن إلا طاهر)) وهو حديث جيد له طرق يشد بعضها بعضا ( 4 / 383 ) ( 10 / 149 - 150) ( 24 / 336 )
21 - الحديث المروي في نهي الحائض عن قراءة القرآن فهو حديث ضعيف ، رواه أبو داود ، من حديث إسماعيل بن عياش ، عن موسى بن عقبة ، وموسى المذكور حجازي ، ورواية إسماعيل المذكور عن الحجازيين ضعيفة .[ وجاء في هذا حديث رواه أبو داود ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن ) (4 / 384) ( 10 / 148 -151- 153 ) ( 17 / 66 ) ( 24 / 338 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
22 - روى أحمد بإسناد جيد عن علي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغائط وقرأ شيئا من القرآن وقال (هذا لمن ليس بجنب أما الجنب فلا ولا آية) ( 4 / 384 ) ( 5 / 13 ) ( 24 / 337 )
23 - لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم)) أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما ( 10 / 157 )
24 - ثبت عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحجزه شيء عن القرآن سوى الجنابة " ( 24 / 335 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الطهارة
25 - ما صحة حديث (من غسل ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ )وهل الأمر على الوجوب أم الاستحباب ، ولماذا؟
الحديث المذكور ضعيف ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى ما يدل على استحباب الغسل من تغسيل الميت . أما حمله فلم يصح في الوضوء منه شيء ، ولا يستحب الوضوء من حمله؛ لعدم الدليل على ذلك ( 10 / 180 ) ( 26 / 303 )
26 - ثبت أن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان في غزوة ذات السلاسل وأصابته جنابة ، وكان في ليلة باردة شديدة البرد فلم يغتسل ، بل توضأ وتيمم وصلى بالناس ، ولما قدم من الغزوة سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : إني خشيت على نفسي وتأولت قول الله سبحانه : {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل له شيئا ، ولم يأمره بالإعادة ( 10 / 200 )
27 - ثبت عن أم عطية رضي الله عنها - وهي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا ) . ( 10 / 214 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
1 - عن عائشة رضي الله عنها قال ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب ) أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة بإسناد حسن . ( 6 / 427 )
2 - جاء في مسند أحمد بإسناد جيد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما بين أصحابه فقال : ((من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)) ( 10 / 234) ( 12 / 56 ) ( 14 / 10 )
3 - قال عليه الصلاة والسلام : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة بإسناد صحيح ، عن بريدة رضي الله عنه ( 10 / 235 - 239)
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
4 - سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولكنه لا يشهد الجمعة والجماعة فقال : هو في النار ، ما صحة هذا الحديث الشريف؟
هذا الأثر معروف عن ابن عباس ، وصحيح عنه رضي الله عنهما ، وهو يدل على أن إضاعة الجمعة والجماعة من أسباب دخول النار ، والعياذ بالله ( 10 / 252 ) ( 25 / 187 )
5 - قال عليه الصلاة والسلام : ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)) خرجه الإمام أحمد ، والإمام الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ( 10 / 263 - 266 ) ( 15 / 362 )
6 - حديث (من تهاون بالصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة..) ؟
هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أساس له من الصحة ، كما بين ذلك الحافظ الذهبي رحمه الله في ( الميزان ) ، والحافظ ابن حجر في ( لسان الميزان ) ، فينبغي لمن وجد هذه الورقة أن يحرقها ، وينبه من وجده يوزعها؛ دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب الكذابين ، فينبغي لمن وجد هذه الورقة أن يحرقها ، وينبه من وجده يوزعها؛ دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب الكذابين . قال الحافظ ابن حجر في كتابه ( لسان الميزان ) في ترجمة محمد ابن علي بن العباس البغدادي العطار : أنه ركَّب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة . روى عنه محمد بن علي الموازيني شيخ لأبي النرسي ، زعم المذكور : أن ابن زياد أخذه عن الربيع ، عن الشافعي ، عن مالك ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه : ( من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة . . ) الحديث ، وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية . ا هـ . وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى ببطلان ذلك الحديث بتاريخ (10/6/1401هـ). ( 10 / 277 - 281 ) ( 26 / 220 - 357 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
7 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)) أخرجه ابن ماجة ، والدارقطني ، وابن حبان ، والحاكم بإسناد صحيح . قيل لابن عباس رضي الله عنهما : ما هو العذر؟ قال : ( خوف أو مرض ) ( 10 / 286 - 376 - 404)
8 - قال صلى الله عليه وسلم : ((من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر)) خرجه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما ، وصححه الحاكم وإسناده جيد ( 12 / 30 )
9 - قال صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنهما لما شكا إليه المرض ، قال : ((صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب)) رواه البخاري في صحيحه ، ورواه النسائي بإسناد صحيح ، وزاد : ((فإن لم تستطع فمستلقيا)) ( 10 / 307 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
10 - حديث عن أنس رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من فاتته صلاة ولم يحصها فله أن يقيم في آخر الجمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات ويستغفر الله بعدها ) فهل هذا صحيح ؟
ليس هذا الحديث بصحيح ، ولا أصل له ( 10 / 315 )
11 - روى البخاري في الصحيح ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، زاد البيهقي في آخره : ((إنك لا تخلف الميعاد)) بسند حسن ، ( 10/ 335 ، 358 ، 364 )
12 - روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا يؤذن إلا متوضئ)) لكن سنده ضعيف ( 10 / 339 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
13 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من أذن فهو يقيم)) ولكن إسناده ضعيف ( 10 / 340 )
14 - قال أنس رضي الله عنه : ( من السنة إذا قال المؤذن في الفجر : حي على الفلاح ، أن يقول : الصلاة خير من النوم ) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ، والدارقطني بإسناد صحيح ( 10 / 342 )
15 - ما يرويه بعض الناس عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول في الأذان : ( حي على خير العمل ) ، فلا أساس له من الصحة . وأما ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وعن علي بن الحسين زين العابدين- رضي الله عنه وعن أبيه- أنهما كانا يقولان في الأذان : ( حي على خير العمل ) ، فهذا في صحته عنهما نظر ، وإن صححه بعض أهل العلم عنهما ، لكن ما قد علم من علمهما وفقههما في الدين يوجب التوقف عن القول بصحة ذلك عنهما ( 10 / 353 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
16 - خرج البيهقي في السنن من طريق الحجاج بن فروج الواسطي عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: (كان بلال إذا قال: قد قامت الصلاة، نهض النبي صلى الله عليه وسلم وكبر).وأعله بالحجاج المذكور وذكر أن ابن معين ضعفه. وذكره صاحب الميزان: أعني الحافظ الذهبي رحمه الله من طريق الحجاج المذكور وذكر ابن معين، والنسائي ضعفاه.... انتهى المقصود.
قلت: وفي السند المذكور علة أخرى. وهي الانقطاع بين العوام، وبين عبد الله بن أبي أوفى؛ لأن العوام لم يسمع منه، ولا من غيره من الصحابة رضي الله عنهم، كما يعلم ذلك من تهذيب التهذيب وغيره.وبذلك يكون الحديث المذكور ضعيفاً؛ لعلتين وهما: الانقطاع وضعف الحجاج... وقد ذكره كثير من الفقهاء في أول باب صفة الصلاة، محتجين به على استحباب قيام المأموم عند قول المؤذن: قد قامت الصلاة. ولم يعزه كثير منهم إلى أحد، ولا حجة فيه لضعفه.وبذلك يعلم أنه لا تحديد في وقت قيام المأموم للصلاة إذا أخذ المؤذن في الإقامة فهو مخير في القيام في أول الإقامة، أو في أثنائها أو آخرها. وهو قول أكثر أهل العلم، وأما التكبير فلم يكن صلى الله عليه وسلم يكبر تكبيرة الإحرام إلا بعد الفراغ من الإقامة، وبعد أن يأمر الناس بتسوية الصفوف، وسد الخلل، كما استفاضت بذلك الأحاديث الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام، وذلك يدل على بطلان هذا الحديث، وعدم صحته. والله ولي التوفيق ( 26 / 215 )
17 - جملة ( أقامها الله وأدامها ) قد جاء فيها حديث ضعيف ( 10 / 365 )
18 - حديث ((أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر)) هل هذا الحديث صحيح ؟
الحديث المذكور صحيح ، أخرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، عن رافع بن خديج رضي الله عنه ( 10 / 392 ) ( 25 / 176 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
19 - روي عن عائشة أنها أمّت نسوة في المكتوبة فقامت بينهن وسطاً.قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء فتقوم وسطهن. انتهى، وسكت عنه.انظر نصب الراية ج2 ص30 قلت هذا السند ضعيف؛ لأن فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ولأن ذكر الأذان فيه منكر؛ لأنه ليس للنساء أن يؤذن، ولا أن يقمن، وإنما ذلك من خصائص الرجال.ولهذا لم تذكر هذه الزيادة في الروايات الأخرى التي ذكرها المؤلف ولا في الروايات التي ذكرها الحافظ في التخليص. والله ولي التوفيق.(( 26 / 277 )
20 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار)) رواه أحمد ، وأهل السنن إلا النسائي بإسناد صحيح . والمراد بالحائض : البالغة ( 10 / 409 )
21 - قال صلى الله عليه وسلم : ((من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار)) رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن أم حبيبة رضي الله عنها . ( 11 / 8 ) ( 12 / 34 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
22 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان قائما في الصلاة وضع كفه اليمنى على كفه اليسرى في الصلاة على صدره ثبت هذا من حديث وائل بن حجر وثبت هذا أيضا من حديث قبيصة الطائي عن أبيه وثبت مرسلا من حديث طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم ( 11 / 13 )
23 - ثبت من حديث وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ( 11 / 15 )
24 - وأما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة (وليضع يديه قبل ركبتيه)) فالظاهر والله أعلم أنه انقلاب كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله إنما الصواب أن يضع ركبتيه قبل يديه حتى يوافق آخر الحديث أوله وحتى يتفق مع حديث وائل بن حجر وما جاء في معناه ( 11 / 15 ) ( 25 / 149 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
25 - - الثابت في الأحاديث سكتتان : إحداهما : بعد التكبيرة الأولى ، وهذه تسمى سكتة الاستفتاح ، والثانية : عند آخر القراءة قبل أن يركع الإمام وهي سكتة لطيفة تفصل بين القراءة والركوع . وروي سكتة ثالثة بعد قراءة الفاتحة ، ولكن الحديث فيها ضعيف ( 11 / 35 )
26 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لعلكم تقرءون خلف إمامكم)) قلنا نعم قال ((لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)) [1] رواه الإمام أحمد والترمذي بإسناد حسن ( 11 / 35 )
27 - هل يستحب لكل من قرأ . {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} أن يقول : ( بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ) ، وإذا قرأ : {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قال : ( بلى أشهد ) ، وإذا قرأ : {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}قال : ( آمنت بالله ) ؟
ما يقال عند آخر قراءة سورة التين ، وآخر سورة المرسلات ، الحديث في ذلك ضعيف ( 11 / 31 ) ( 24 / 401 )
[1] رواه الترمذي في ( الصلاة ) برقم ( 286 ) ، وأبو داود في ( الصلاة ) برقم ( 701 ) ، وأحمد في ( باقي مسند الأنصار ) برقم ( 21636 ) و ( 21684 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
28 - إذا قرأ : {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} يقول : ( لا نكذب بشيء من آيات ربنا ) ؟
لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك عند قراءته هذه الآية في الصلاة أو غيرها .وإنما المنقول عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما قرأ سورة الرحمن على الصحابة رضي الله عنهم أخبرهم أن الجن كانوا يقولون لما قرأ عليهم هذه الآية : {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ولا شيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ) ( 11 / 31 ) ( 24 / 401 )
29 - روى أبو داود عن معاذ بن عبد الله الجهني بإسناد حسن أن رجلا من جهينة أخبره بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} في الركعتين كلتيهما[1] ( 11 / 33 )
30 - أخرج النسائي بإسناد حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قرأ في الفجر بالمعوذتين ( 11 / 33 )
[1] رواه أبو داود في ( الصلاة ) برقم ( 693 ).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
31 - المسجد الحرام لا يحرم فيه المرور بين يدي المصلي ولا يقطع الصلاة فيه شيء من الثلاثة المذكورة - المرأة بالغة أو الحمار أو الكلب الأسود - ولا غيرها ، لكونه مظنة الزحام ويشق فيه التحرز من المرور بين يدي المصلي ، وقد ورد بذلك حديث صريح فيه ضعف ولكنه ينجبر بما ورد في ذلك من الآثار عن ابن الزبير وغيره وبكونه مظنة الزحام ومشقة التحرز من المار(11 / 38 )
32 - عن أبي جهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه)) ؟ الحديث صحيح ، رواه البخاري ومسلم في الصحيحين ولفظه هو كما ذكر في السؤال ، وأما ما يوجد في بعض الكتب من زيادة [من الإثم] بعد قوله ((ماذا عليه)) فليست هذه الزيادة صحيحة من جهة الرواية ولكن معناها صحيح (11 / 39 )
33 - قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يجد فليخط خطا ثم لا يضره من مر بين يديه)) [1] رواه الإمام أحمد وابن ماجة بإسناد حسن ، قاله الحافظ بن حجر في ( بلوغ المرام) ( 11/ 39 )
[1]رواه الإمام أحمد في ( باقي مسند المكثرين من الصحابة ) برقم ( 7087) و ( 7149 ) و ( 7297 ) ، وأبو داود في ( الصلاة ) برقم ( 591 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
34 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث)) ضعيف من جميع طرقه كما نبه على ذلك الخطابي وغيره، ومما يدل على ضعفه أيضاً ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وهي معترضة بين يديه) والله ولي التوفيق.( 26 / 289 )
35 - قد دلت السنة الصحيحة على أن الأفضل للمصلي حين قيامه في الصلاة أن يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى على صدره قبل الركوع وبعده ثبت ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنهما . وثبت ما يدل على ذلك من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه . أما وضعهما تحت السرة فقد ورد فيه حديث ضعيف عن علي رضي الله عنه ، أما إرسالهما أو وضعهما تحت اللحية فهو خلاف السنة ( 11 / 40 )
36 - قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها)) أخرجه أبو داود عن أبي سعيد رضي الله عنه بإسناد صحيح ( 11 / 41 ) ( 24 / 21 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
37 - جاء في حديث ضعيف أنه صلى الله عليه وسلم كانت تمر بين يديه المرأة وغيرها وهو يصلي في المسجد الحرام ( 11 / 42 )
38 - ثبت في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال : (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وكانوا لا يجهرون بـ{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ})[1] وجاء في معناه عدة أحاديث ، وورد في بعض الأحاديث ما يدل على استحباب الجهر بها ولكنها أحاديث ضعيفة ، ولا نعلم في الجهر بالبسملة حديثا صحيحا صريحا يدل على ذلك ( 11 / 48 )
39 - ثبت في حديث وائل بن حجر عند النسائي بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان قائما في الصلاة قبض بيمينه على شماله وفي رواية له أيضا ولأبي داود بإسناد صحيح عن وائل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما كبر للإحرام وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ( 11/55 )
[1] رواه الإمام أحمد في ( باقي مسند المكثرين ) برقم ( 12434 ) ومسلم في ( الصلاة) برقم ( 399 ) والنسائي في كتاب ( الافتتاح ) برقم ( 907 ).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
40 - روى ابن خزيمة من حديث وائل أنه ( وضعهما على صدره )، والبزار (عند صدره ) ، وعند أحمد في حديث هلب الطائي نحوه ، وهلب بضم الهاء ، وسكون اللام بعدها موحدة ، وفي زيادات المسند من حديث علي أنه (وضعهما تحت السرة ) وإسناده ضعيفاً ( 11 / 55 )
41 - ورد في سنن أبي داود والنسائي وصحيح ابن السكن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يدي اليسرى على يدي اليمنى فنزعها ووضع اليمنى على اليسرى إسناده حسن ( 11 / 55 )
42 - روى أبو داود عن علي رضي الله عنه ( أن السنة وضع اليدين تحت السرة ) فالجواب : أنه حديث ضعيف كما صرح بذلك الحافظ ابن حجر كما تقدم في كلامه رحمه الله ، وسبب ضعفه : أنه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ويقال الواسطي وهو ضعيف عند أهل العلم لا يحتج بروايته ، ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم وابن معين وغيرهم ، وهكذا حديث أبي هريرة عند أبي داود مرفوعا ( أخذ الأكف على الأكف تحت السرة ) لأن في إسناده عبد الرحمن ابن إسحاق المذكور وقد عرفت حاله ( 11 / 56 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
43 - المحفوظ في السنة ورحمة الله فقط وهذا هو المشروع أن يقول : ( السلام عليكم ورحمة الله ) عن يمينه وشماله ، أما زيادة ( وبركاته ) ففيها خلاف بين أهل العلم ، وقد روى علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هكذا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لكن في رواية علقمة عن أبيه خلاف بين أهل العلم في صحة سماعه من أبيه أو عدمها ، ومنهم من قال : إنها منقطعة ، فالمشروع للمؤمن ألا يزيدها وأن يقتصر على : ( ورحمة الله ) ، ومن زادها ظانا صحتها أو جاهلا بالحكم فلا حرج وصلاته صحيحة ، ولكن الأولى والأحوط ألا يزيدها خروجا من خلاف العلماء وعملا بالأمر الأثبت والأحوط ( 11 / 66 ) ( 25 / 175 )
44 - القول بإجزاء التسليمة الواحدة ضعيف لضعف الأحاديث الواردة في ذلك وعدم صراحتها في المطلوب ولو صحت لكانت شاذة لأنها قد خالفت ما هو أصح منها وأثبت وأصرح . لكن من فعل ذلك جاهلا أو معتقدا لصحة الأحاديث في ذلك فصلاته صحيحة ( 11 / 66 )
45 -روى الإمام أحمد رحمه الله في المسند بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي ، قال : (ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ، قال : ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني).( 3 / 302 ) ( 25 / 170 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
46 - الحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلاة تضرع وتخشع وأن تقنع أي ترفع يديك تقول يا رب يا رب ) هو حديث ضعيف . كما أوضح ذلك الحافظ ابن رجب وغيره ( 11 / 72 - 73 )
47 - وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها تدل على شرعية الذكر المذكور بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب ، وهو أن يقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) عشر مرات فيشرع لكل مؤمن ومؤمنة المحافظة على ذلك بعد الصلاتين المذكورتين ( 11 / 76 ) ( 26 / 70 )
48 - يقرأ آية الكرسي : {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} فهذه الآية يقرأها الرجل والمرأة بعد الفريضة ، جاء في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)) والحديث في ذلك له طرق كثيرة تدل على صحته وثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ( 11 / 21 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
49 - حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ((لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) [1] أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح فالأفضل أن يكون هذا الدعاء وأشباهه قبل السلام ( 11 / 77 - 78 ) ( 25 / 157 )
50- ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يدعو في صلاته ولم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ((عجل هذا)) ثم دعاه وقال صلى الله عليه وسلم ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء)) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم وإسناده صحيح ( 11 / 81 )
51 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج على الناس ذات يوم في المسجد وهم يرفع بعضهم الصوت على بعض بالقراءة فقال: ((أيها الناس كلكم يناجي الله فلا يرفع بعضكم صوته على بعض أو قال: فلا يجهر بعضكم على بعض)) [2] ( 12 / 392 ) ( 24 / 377 )
[1] سبق تخريجه في (46).
[2]- رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين ) برقم ( 4692 ، 5096 ) ، ومالك في ( الموطأ ) في ( النداء للصلاة ) برقم ( 163 ).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
52 - قال النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الطواف : ((يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار)) أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح ، ( 11 / 113 )
53 - ما درجة صحة هذا الحديث : ((لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس إلا بمكة ..إلا بمكة ..إلا بمكة ..))؟
هذا الحديث بهذه الزيادة إلا بمكة ضعيف . أما أصل الحديث فهو ثابت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس)) ( 11 / 115 ) ( 25 / 186 ) ( 26 / 294)
54 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)) [1] رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وأصله في الصحيحين بلفظ ((صلاة الليل مثنى مثنى)) ( 11 / 120 ) ( 12 / 34 )
[1] رواه الترمذي في ( الصلاة ) برقم ( 389 ) وابن ماجه في ( إقامة الصلاة والسنة فيها ) ، برقم ( 1312 ) ، والإمام أحمد في ( مسند المكثرين من الصحابة ) برقم ( 4560 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
55 - جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)) [1] خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بأسانيد صحيحة ( 11 / 125 ) ( 25 / 177 )
56 - ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث ما معناه : أن من صلى صلاة الصبح في جماعة وجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين فإن ذلك يعدل حجة وعمرة تامتين هل هذا صحيح؟
في صحته خلاف ، والصواب أنه حديث حسن لكثرة طرقه ( 11 / 149 )
* وقال رحمه الله في موضع آخر ( هذا الحديث له طرق لا بأس بها، فيعتبر بذلك من باب الحسن لغيره، وتستحب هذه الصلاة بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي بعد ثلث أو ربع ساعة تقريباً من طلوعها ) ( 25 / 171 ) ( 26 / 69 - 310 )
57 - هل ورد في تغيير المكان لأداء السنة بعد الصلاة ما يدل على استحبابه؟
لم يرد في ذلك فيما أعلم حديث صحيح ولكن كان ابن عمر رضي الله عنهما وكثير من السلف يفعلون ذلك والأمر في ذلك واسع والحمد لله . وقد ورد فيه حديث ضعيف عند أبي داود رحمه الله . وقد يعضده فعل ابن عمر رضي الله عنهما ومن فعله من السلف الصالح ( 11 / 149 ) ( 25 / 166 )
[1] رواه الترمذي في ( الصوم ) برقم ( 734 ) وابن ماجه في ( إقامة الصلاة والسنة فيها ) برقم ( 1317 ) ، والإمام أحمد في ( مسند الأنصار ) برقم ( 20450 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
جزاك الله خيرا
وفي سلسلة الفوائد من دروس الشيخ رحمه الله عامي 98 & 99 هجري التي طبعت حديثا أحكام كثيرة على الأحاديث ونقد للرجال والأسانيد فحبذا لو أضفت منها كذلك وإن لم يتيسر لك فلعلي أساهم معك في نقلها بإذن الله تعالى
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
الأخ الكريم أبو عاتكة : حياك الله وبياك والمجال متاح للإضافة والاستدراك . بارك الله فيك ونفع بك .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
58 - قال صلى الله عليه وسلم : ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له
بهن بيت في الجنة)) [1] أخرجه مسلم عن أم حبيبة وأخرجه الترمذي بإسناد حسن وزاد ((أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد صلاة العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر)) [2] ( 11 / 152 )
59 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ويتوب إلى الله من ذلك الذنب إلا قبل توبته)) [3] خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث علي رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( 11 / 168 )
60 - اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة ، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك ، ولهذا الصواب : قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة ( 11 / 169 )
* وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر ( الصواب أنه – حديث صلاة التسابيح - موضوع، كما صرح بذلك العلامة ابن الجوزي في الموضوعات، وضعفه الترمذي والعقيلي، وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص: (الحق أن طرقه كلها ضعيفة)، وضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية والمزي، والحق أنه موضوع كما قدمنا، وكما صرح بذلك ابن الجوزي في الموضوعات؛ لضعف أسانيده ونكارة متنه ومخالفته للأحاديث الصحيحة المتواترة في بيان صفة الصلاة الشرعية، والله ولي التوفيق) ( 26 / 229 ، 375 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
61 - جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إن الرجل ليقوم في الصلاة ولا يكتب له منها إلا نصفها... إلى أن قال إلا عشرها)) [1] رواه أبو داود بإسناد جيد. ( 12 / 9 )
62 - ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) هذا اللفظ رواه الإمام أحمد والدارقطني والحاكم والطبراني والديلمي كلهم بأسانيد ضعيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ بن حجر رحمه الله : ( ليس له إسناد ثابت وإن اشتهر بين الناس ) فهو حديث ضعيف ليس بمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هو مشهور عن علي رضي الله عنه . ، وعلى فرض صحته فمعناه محمول على أنه لا صلاة كاملة لجار المسجد إلا في المسجد ، لأن الأحاديث الصحيحة قد دلت على صحة صلاة المنفرد لكن مع الإثم إن لم يكن له عذر شرعي ( 12 / 38 ، 43 ) ( 26 / 291 )
63 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صلاة الرجل مع الرجل أزكي من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكي من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله)) [2] خرجه أبو داود وغيره بإسناد حسن ( 12 / 163 )
[1]- رواه الإمام أحمد في ( مسند الكوفيين ) برقم ( 18136 ) ، وأبو داود في ( الصلاة ) برقم ( 675 ) .
[2]- رواه النسائي في ( الإمامة ) باب الجماعة إذا كانوا اثنين برقم ( 843 ) ، وأبو داود في ( الصلاة ) باب في فضل صلاة الجماعة برقم ( 554 ).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
64 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن يمين كل صف أفضل من يساره، ولا يشرع أن يقال للناس: اعدلوا الصف، ولا حرج أن يكون يمين الصف أكثر، حرصاً على تحصيل الفضل. أما ما ذكره بعض الحاضرين من حديث: ((من عمَّر مياسر الصفوف فله أجران))[1] فهو حديث ضعيف خرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف وهو مخالف للأحاديث الصحيحة الدالة على فضل ميامن الصفوف، والله ولي التوفيق.. ( 12 / 208 ) ( 26 / 268 ، 291 )
65 – ( رأى صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة ) . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن حبان وإسناده حسن ( 12 / 225 )
66 - لا يجوز للمسلم أن يصلي خلف الصف وحده . لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا صلاة لمنفرد خلف الصف)) وإذا صلى وحده وجب عليه أن يعيد ، لهذا الحديث وللحديث الذي ذكرته في السؤال وهما حديثان صحيحان .وليس له أن يجر من الصف أحدا . لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف ( 12 / 226 ) ( 25 / 160 )
[1] أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب فضل ميمنة الصف برقم 1007.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
67 - حديث: ((أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله في الصلاة)) أخرجه أبو داود في الصلاة في باب الرجل يتطوع في مكانه الذي صلّى فيه وهذا سنده ج1 ص246.
حدثنا مسدد أخبرنا حماد وعبد الوارث عن ليث عن الحجاج بن عبيد عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث.
وهذا الحديث ضعيف؛ لأن في إسناده الحجاج بن عبيد مجهول كما في التقريب، وقال أبو حاتم: مجهول.
وفي إسناده أيضاً إبراهيم بن إسماعيل وهو أيضاً مجهول الحال، كما في التقريب، وبهذا يتضح ضعف الحديث المذكور( 26 / 274 )
68 - أخرج أبو داود ، عن عائشة رضي الله عنها بإسناد حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال الرجل يتأخر عن الصف المقدم حتى يؤخره الله في النار " ([1]) ( 16 / 103 )
69 - حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي ، أنه قال : يا رسول الله : اجعلني إمام قومي . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( أنت إمامهم ، واقتد بأضعفهم ، واتخذ مؤذناً ، لا يأخذ على أذانه أجراً )) . رواه الإمام أحمد ([2]) وأهل السنن ([3]) ، بإسناد صحيح ( 23 / 216 )
([1] )رواه أبو داود في ( الصلاة ) باب كراهية التأخر عن الصف الأول برقم 679
([2] )أخرجه أحمد برقم 15676 ، ( أول مسند المدنيين ) .
([3] )أخرجه الترمذي برقم 666 ( كتاب الأذان ) ، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً ، وأبو داود برقم 447 ( كتاب الطلاق ) باب أخذ الأجر على التأذين .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
70 - هل ورد في تغيير المكان لأداء لسنة بعد الصلاة ما يدل على استحبابه؟
لم يرد في ذلك فيما أعلم حديث صحيح ولكن كان ابن عمر - رضي الله عنهما- وكثير من السلف يفعلون ذلك والأمر في ذلك واسع والحمد لله.وقد ورد فيه حديث ضعيف عند أبي داود - رحمه الله -وقد يعضده فعل ابن عمر - رضي الله عنهما- ومن فعله من السلف الصالح ( 25 / 166 )
71 - ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((أنه فتح الباب يوماً لعائشة وهو يصلي...)) ( 25 / 164 )
72 - روى أحمد وغيره بإسناد صحيح عن علي - رضي الله عنه – عن الصديق - رضي الله عنه – أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ((من أذنب ذنباً ثم تاب ثم تطهر وصلى ركعتين فتاب إلى الله من ذلك تاب الله عليه))([1]) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. هذا صحيح وثابت وهو من الأسباب المعروفة إذا أذنب وأتى شيئاً مما يكرهه الله ثم تطهر وصلى ركعتين – صلاة التوبة- ثم سأل ربه واستغفره فهو حريٌّ بالتوبة كما وعده الله بذلك، وحديث صلاة الاستخارة يسمى أيضاً صلاة الحاجة؛ لأن الاستخارة في الحاجات التي تهم الإنسان فيشرع له أن يصلي ركعتين ويستخير الله في ذلك. ( 25 / 165 )
[1] - أخرجه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، برقم 46.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
73 - سمعت حديثاً عن أنس - رضي الله عنه – يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((من فاتته صلاة ولم يحصها فله أن يقيم في آخر الجمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات ويستغفر الله بعدها)) فهل هذا صحيح ؟
ليس هذا الحديث بصحيح ، ولا أصل له، ولكن عليك القضاء، فإذا ترك الإنسان صلوات نسياناً، أو لأسباب نوم أو مرض فإنه يقضيها، أما إن كان تركه لها عمداً بلا شبهة فإنه لا يقضي؛ لأن تركها عمداً كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء. ( 25 / 179 )
74 - ثبت في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه سئل عمن يصلي خلف الإمام قالوا له : يا ابن عباس ما لنا إذا صلينا خلف الإمام صلينا أربعا وإذا صلينا في رحالنا صلينا اثنتين. فقال : هكذا السنة . رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد جيد وأصله في صحيح مسلم ( 12 / 261 )
75 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقصر ويتم ، ولكنه ليس بمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم ( 12 / 266 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
جزاكم الله خيرا
بدأت العمل فعليا في تحديد تقريرات الشيخ رحمه الله من كتاب الفوائد العلمية ..
ومنهجيتي أن أستخرج الأحاديث التي استشهد بها الشيخ وليست في الصحيحين أو أحدهما , أو حكم عليها الشيخ صراحة .
فهل أستمر على هذه الطريقة ؟
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أبو عاتكة : جهد مبارك ومميز واصل بارك الله فيك .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
76 - روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه صلى الظهر في آخر وقتها وقدم العصر ، وصلى المغرب في آخر وقتها وقدم العشاء فسمي جمعا والحقيقة أنه صلى كل صلاة في وقتها . ( 12 / 304 )
77 - الحديث الوارد في اشتراط الأربعين ضعيف كما أوضح ذلك الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ( 12 / 327 ) ( 25 / 190 )
78 - خرج أبو داود بإسناد صحيح ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام : ((من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه)) ( 10 / 252 ) ( 25 / 188 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
79 - في السنن بإسناد حسن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) [1] ( 12 / 368 ) ( 6 / 403 )
80 - وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته يوم الجمعة (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)[2] وأخرجه النسائي وزاد: (وكل ضلالة في النار) ( 13 / 343 ) ( 5 / 56 )
81 - الله جل وعلا جعل في الجمعة ساعة يقبل فيها الدعاء ، وهي ساعة قليلة لا يوافقها المسلم وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله سؤاله ، فهي ساعة عظيمة قليلة ، جاء في بعض الروايات عند مسلم أنها حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضي الصلاة ، هكذا جاء في صحيح مسلم من حديث أبي موسى مرفوعا ، وعلله بعضهم بأنه من كلام أبي بردة بن أبي موسى وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والصواب ثبوت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء أيضا من حديث جابر بن عبد الله وعبد الله بن سلام أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، وجاء في بعض الأحاديث أنها آخر ساعة من يوم الجمعة ، وكلها صحيحة لا تنافي بينها ، فأحراها وأرجاها ما بين الجلوس على المنبر إلى أن تقضي الصلاة ، وما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ، هذه الأوقات هي الأرجى لساعة الإجابة ، وبقية الأوقات في يوم الجمعة كلها ترجى فيها إجابة الدعاء ، لكن أرجاها ما بين جلوس الإمام على المنبر إلى أن تقضي الصلاة وما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس كما تقدم ، وبقية ساعات الجمعة ترجى فيها هذه الإجابة لعموم بعض الأحاديث الواردة في ذلك . فينبغي الإكثار في يوم الجمعة من الدعاء رجاء أن يصادف هذه الساعة المباركة ، ولكن ينبغي أن تحظى الأوقات الثلاثة المذكورة آنفا بمزيد من العناية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نص على أنها ساعة الإجابة ( 12 / 401 ) (25 / 198 )
[1]- رواه أبو داود في ( السنة ) برقم ( 3991 ) ، وأحمد في ( مسند الشاميين ) برقم ( 16521 ، 16522 ) .
[2] ـ رواه مسلم في ( الجمعة ) برقم ( 867 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
تم ارسال المجموعةالأولى لكم على الخاص
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أبو عاتكة : جزاك الله خيراً وبارك فيك . الرابط لا يعمل يعمل آمل إرسالها على بريدي .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
82 - جاء في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أحاديث لا تخلو من ضعف ، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه يشد بعضها بعضا وتصلح للاحتجاج ، وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك .
فالعمل بذلك حسن؛ تأسيا بالصحابي الجليل رضي الله عنه . وعملا بالأحاديث المشار إليها . لأنه يشد بعضها بعضا ويؤيدها عمل الصحابي المذكور ، أما قراءتها في ليلة الجمعة فلا أعلم له دليلا وبذلك يتضح أنه لا يشرع ذلك ( 12 / 415 ) ( 25 / 196 ) .
83 - قرأت في أحد الكتب الدينية حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه ما معناه: أنه من صلّى علي يوم الجمعة مائتي مرة غفر الله له ذنبه مائتي عام. فما درجة صحة هذا الحديث؟ وكيف تكون المغفرة مائتي عام مع أن الإنسان قد لا يعيش إلى هذه السنة؟
هذا الخبر لا صحة له، بل هو موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له -عامل الله واضعه بما يستحق- وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الصلاة وقال: ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه وسلم الله عليه بها عشراً))[1]، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[2]. فيستحب لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من الصلاة والسلام عليه في كل وقت للآية المذكورة والحديث المذكور. والله ولي التوفيق. ( 26 / 342 )
84 - ما صحة هذا الحديث: ((من صلّى عليّ في يومٍ ألف مرة لم يمت حتى يبشر بالجنة))
لا أعلم لهذا الحديث أصلاً، وفي القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة كفاية وغنية عنه ( 26 / 343 )
[1] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم 408
[2] سورة الأحزاب الآية 56.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
85 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رخص في الجمعة لمن حضر العيد وقال: (اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شهد العيد فلا جمعة عليه) ( 13 / 13 )
86 - جاء في حديث ابن عباس أنه صلى (ثماني ركعات في أربع سجدات) – في صلاة الكسوف - ، وعن علي رضي الله عنه مثله ، وعن جابر رضي الله عنه (صلى ست ركعات بأربع سجدات) وهذه الأحاديث صححها الإمام مسلم وخرجها في صحيحه ، وصححها إسحاق بن راهويه ، وابن خزيمة ، والصبغي ، والخطابي وغيرهم وأعلها آخرون واحتجوا بأن الكسوف لم يقع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة - كما تعلمون - فما رأي سماحتكم وهل ثبت ما يدل على أن الكسوف لم يقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ؟ الأصح في صلاة الكسوف ، هو ما اتفق عليه الشيخان: البخاري ومسلم في صحيحيهما ، من كون النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ركعتين حين كسفت الشمس يوم مات ابنه إبراهيم ، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان . هذا هو الأصح عند المحققين من أهل العلم ، وما زاد على ذلك فهو وهم من بعض الرواة أو شاذ ؛ لأن المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه إنما صلى الكسوف مرة واحدة ، في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم . فظن بعض الناس أنها كسفت لموته فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وإنما يرسلهما الله لتخويف عباده وتذكيرهم وتحذيرهم . والله الموفق ( 13 / 37 )
87 - لا أعلم دليلا يعتمد عليه في شرعية الصلاة للزلازل ونحوها ، وإنما جاءت السنة الصحيحة بالصلاة والذكر والدعاء والصدقة حين الكسوف. وذهب بعض أهل العلم إلى شرعية صلاة الكسوف للزلزلة ، ولا أعلم نصاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وإنما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد علم بالأدلة الشرعية أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)[1] متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها ( 13 / 45 )
[1]ـ رواه البخاري في ( الصلح ) باب إذ1 اصطلحوا على صلح جور برقم ( 2697 ) , ومسلم في (
الأقضية ) باب نقض الأحكام الباطلة برقم ( 1718) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
88 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه خطب قبل الصلاة وخطب بعد الصلاة – يعني في صلاة الاستسقاء - ، ولعل ذلك كان في حالين ، وفي وقتين ، فإنه ثبت أنه دعا وخطب قبل الصلاة ، وثبت في أحاديث أخرى أنه دعا وخطب بعد الصلاة ، جاء في حديث عبد الله بن زيد وحديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم صلى ثم دعا وخطب عليه الصلاة والسلام ، وجاء في حديث ابن عباس ما يؤيد ذلك وأنه صلى كما يصلي في العيد.
وقد جاء في حديث عبد الله بن زيد أيضا وحديث عائشة أنه خطب قبل الصلاة وصلى بعد ذلك ، فكل منهما ثابت ، وكل منهما موسع بحمد الله ، من خطب ثم صلى فلا بأس ، ومن صلى ثم خطب فلا بأس ، كل هذا جاء عنه عليه الصلا ةوالسلام ، والأمر في ذلك واسع والحمد لله ، ومن شبهها بالعيد - كما قال ابن عباس وأخبر أنه صلى كما صلى في العيد - فقد أصاب السنة ، ووافق ما رواه عبد الله بن زيد في إحدى روايتيه ، ووافق حديث أبي هريرة في الصلاة ثم الخطبة.ومن خطب قبل ذلك وافق حديث عبد الله بن زيد المخرج في الصحيحين ، ووافق حديث عائشة فكل منهما سنة ، وكل منهما خير والحمد لله. ( 13 / 61 )
89 - إذا سمع الرعد يقول: (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) جاء هذا عن الزبير وعن بعض السلف ، فإذا قال المؤمن ذلك فحسن. أما عند نزول المطر فيقول: (اللهم صيبا نافعا مطرنا بفضل الله ورحمته) هكذا جاءت الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( 13 / 86 )
90 - قراءة سورة (يس) عند الاحتضار جاءت في حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرأوا على موتاكم يس) صححه جماعة وظنوا أن إسناده جيد وأنه من رواية أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار ، وضعفه آخرون ، وقالوا: إن الراوي له ليس هو أبا عثمان النهدي ولكنه شخص آخر مجهول. فالحديث المعروف فيه أنه ضعيف لجهالة أبي عثمان ، فلا يستحب قراءتها على الموتى. والذي استحبها ظن أن الحديث صحيح فاستحبها ، لكن قراءة القرآن عند المريض أمر طيب ولعل الله ينفعه بذلك ، أما تخصيص سورة (يس) فالأصل أن الحديث ضعيف فتخصيصها ليس له وجه.( 13 / 93 ) ( 26 / 293 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
91 - ما مدى صحة الحديث الذي يقول : من غسل مسلماً فستر عيوبه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ؟
لا أعلم له أصلا ، ولكن يستحب للغاسل الستر على الموتى وعدم إفشاء ما قد يظهر من مساوئهم للناس ، أما إظهار محاسنهم فلا حرج في ذلك بل هو حسن ؛ لكونه يبشر بالخير ويسر أهل الميت ، ولا شك أن إظهار المساوئ نوع من الغيبة ( 13 / 124 )
92 - حديث : (من غسل ميتا فستر عليه ستر الله عليه يوم القيامة) ما صحة هذا الحديث ؟
لا أعرفه ولكن عندنا حديث صحيح يغني عنه وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) أخرجه مسلم في صحيحه وهو عام في الحي والميت . ( 13 / 124 )
93 - روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (ليس للنساء نصيب في الجنازة) ما رأيكم في هذا الحديث ، وما هي الأمور التي تجتنبها المرأة في موضوع الجنازة.
هذا الحديث الذي ذكرته السائلة ليس للمرأة نصيب في الجنازة لا نعلم له أصلاً ولا نعلم أحدا أخرجه من أهل العلم ، وإنما الوارد عنه صلى الله عليه وسلم في هذا أنه صلى الله عليه وسلم (لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) ، ونهى النساء عن اتباع الجنازة - يعني للمقبرة - أما الصلاة عليها مع الناس في المسجد أو المصلى فهي مشروعة للجميع ، وقد كان النساء يصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم الفريضة وعلى الجنائز ، وقد صلت عائشة رضي الله عنها على جنازة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فالحاصل أن المرأة تصلي على الجنائز مع الرجال ولا بأس بذلك ، أما ذهابها مع الجنازة إلى المقبرة أو زيارة القبور فهذا هو المنهي عنه فلا يجوز لها ذلك . والله ولي التوفيق. ( 13 / 135 ) ( 25 / 199 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
94 - الأصل أن يصفوا في صلاة الجنازة كما يصفون في الصلاة المكتوبة فيكملون الصف الأول فالأول ، أما عمل مالك ابن هبيرة رضي الله عنه ففي سنده ضعف وهو مخالف للأحاديث الصحيحة الدالة على وجوب إكمال الصف الأول فالأول في الصلاة ( 13 / 139 )
95 - الجهر بها- الفاتحة - في بعض الأحيان لا بأس به ، وإن قرأ معها سورة قصيرة فلا بأس أيضاً بل هو أفضل ؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وإن اقتصر على الفاتحة كفى ( 13 / 143 )
96 - السنة رفع اليدين مع التكبيرات الأربع كلها ؛ لما ثبت عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يرفعان مع التكبيرات كلها ، ورواه الدارقطني مرفوعا من حديث ابن عمر بسند جيد. ( 13 / 148 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
97 - حديث ابن عباس: (اللحد لنا والشق لغيرنا) ضعيف ؛ لأن في إسناده عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف، ويكون ارتفاع القبر قدر شبر أو ما يقاربه ( 13 / 189 )
98 - ما حكم التلقين بعد الدفن ؟
بدعة وليس له أصل ، فلا يلقن بعد الموت وقد ورد في ذلك أحاديث موضوعة ليس لها أصل ، وإنما التلقين يكون قبل الموت ( 13 / 206 )
99 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم (نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) رواه الإمام مسلم في صحيحه ، زاد الترمذي والنسائي بإسناد صحيح : (وأن يكتب عليه) ( 4 / 329 ) ( 13 / 221 - 243 ) ( 9 / 378 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
100 - عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصناعة الطعام بعد الدفن من النياحة)[1] رواه الإمام أحمد بإسناد حسن ( 4 / 346 ) ( 13 / 264 )
101 - لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال لأهله : (اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم)[2] أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح ( 13 / 264 )
102 - ما حكم زيارة القبور أمثال الإمام علي رضي الله عنه والحسين والعباس وغيرهم . وهل الزيارة إليهم تعدل سبعين حجا من بيت الله الحـرام ؟ وهل قال الرسول صلى الله عليه وسـلم : ((من زار أهل بيتي بعـد وفاتي كُتبت له سبعـون حجة)) نرجـو أن تفيدونا جزاكم الله خيـراً ؟
زيارة القبور سنة وفيها عظة وذكرى ، وإذا كانت القبور من قبور المسلمين دعا لهم . . وكان النبي عليه الصلاة والسلام يزور القبور ويدعو للموتى ، وكذا أصحابه رضي الله عنهم . ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ((زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة)) وكان يُعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية))
وفي حديث عائشة : ((يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)) وفي حديث ابن عباس : ((يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن في الأثر)) فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله طيب ، وفي الزيارة ذكرى وعظة ليستعد المؤمن لما نزل بهم وهو الموت ، فإنه سوف ينزل به ما نزل بهم ، فليعد العدة ويجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ويبتعد عما حرم الله ورسوله من سائر المعاصي ويلزم التوبة عما سلف من التقصير ، هكذا يستفيد المؤمن من الزيارة . .
أما ما ذكرت من زيارة القبور لعلي رضي الله عنه والحسن والحسين أو غيرهم أنها تعدل سبعين حجة - فهذا باطل ومكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليس له أصل ، وليست الزيارة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الجميع لا تعدل حجة ، الزيارة لها حالها وفضلها لكن لا تعدل حجة ، فكيف بزيارة غيره عليه الصلاة والسلام؟ هذا من الكذب ، وهكذا قولهم ( من زار أهل بيتي بعد وفاتي كتبت له سبعون حجة ) كل هذا لا أصل له وكله باطل ، وكله مما كذبه الكذابون ، فيجب على المؤمن الحذر من هذه الأشياء الموضوعة المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 9 / 283 ) ( 26 / 369 )
[1] ـ رواه الإمام أحمد في ( مسند عبدالله بن عمرو بن العاص ) برقم ( 6866 ) , وابن ماجة في ( الجنائز ) باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت برقم ( 1612 ) .
[2] ـ رواه الإمام أحمد في ( مسند أهل البيت ) من حديث عبدالله بن جعفر بن أبي طالب برقم ( 1754 ) , وابن ماجة في ( الجنائز ) باب ما جاء في الطعام يبعث لأهل الميت برقم ( 1610 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
103 - يقول بعض الناس إن الطلب إلى الميت في القبر جائز ، بدليل إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور فهل هذا الحديث صحيح أم لا ؟
هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه ، حيث قال رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء الأول صفحة (356) بعد ما ذكره- ما نصه: "هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه ، لم يروه أحد من العلماء بذلك ، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة" ( 4 / 327 ) ( 13 / 302 ) .( 26 / 344 )
104 - كيف يحمل حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة دعاء زيارة القبور؟
كانت الزيارة أولاً منهياً عنها للجميع ، ثم رخص فيها للجميع ثم خصت النساء بالمنع فعلى هذا يكون تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة آداب الزيارة كان ذلك في وقت شرعية الزيارة للجميع ( 13 / 331 )
105 - هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم( اتقي الله واصبري)[1] للمرأة التي رآها تبكي عند القبر دليل على جواز زيارة النساء للقبور؟
لعل هذا كان في وقت الإذن العام منه صلى الله عليه وسلم للرجال والنساء في الزيارة ؛ لأن أحاديث النهي عن الزيارة للنساء محكمة ناسخة لما قبلها. ( 13 / 331 )
[1] ـ رواه الإمام أحمد في ( باقي مسند المكثرين ) برقم ( 12049 ) والبخاري في ( الجنائز ) برقم (
1252 ) , ومسلم في ( الجنائز ) برقم ( 926 ) .