قال بعض العلماء على آية: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg .
الآية عطف بعضها على بعض، وإن كان المعطوف داخلا في المعطوف عليه، فبعضها داخل في بعض، إذ الإثم والبغي والشرك داخل في الفواحش وعمومها؛ لأن مظالم العباد بعضهم مع بعض والاعتداء عليهم يكون في ستة أشياء في البدن وفي النسب وفي الدين وفي العرض وفي العقل وفي المال، فالاعتداء على الإنسان يكون:
- في البدن.
- وفي النسب.
- وفي الدين.
- وفي العرض.
- وفي العقل.
ففي قوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg المراد بذلك: الزنا ظاهرًا وباطنًا، وهذا اعتداء على الأنساب، وقوله: "الإثم" المراد بها: الخمر وهي اعتداء على العقول، وقوله: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg المراد بها: الاعتداء على الأبدان وعلى الأعراض وعلى الأموال، وقوله: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg المراد بها: الاعتداء على الدين، وعليه فانتظمت الآية بذلك مظالم العباد الستة.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قال تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg فالأمة لها أربعة إطلاقات في القرآن.
1- تطلق على الجماعة الكثيرين المجتمعين على ملة ودين وشريعة وطريقة، وهذا أشهر إطلاقاتها كهذه الآية: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg وكقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg وكقوله: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg وكقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg .
2- تطلق على الدين والملة والطريقة والشريعة، كقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg وقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg.
3- تطلق على البرهة من الزمان والقطعة من الوقت، كقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg وقوله: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg .
4- تطلق على الإمام الذي يقتدى به في الخير، كقوله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg لأنه إمام يقتدى به في الخير والدين، كما قال تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/123.jpg وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/04/124.jpg الشنقيطي .