-
متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
هـذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى .
جـاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء ، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
فأجابت : الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة ، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة ، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/206 )
( فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ نـواقض الإيمـان القـولية والعمليـة (282 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة : ( وأما الرجل الذي طلب من والده الحج ، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين ، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله ، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره ) إهـ مجموع الفتاوي (2/308).
فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم ؟ .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
تقول اللجنة الدائمة : ( أمـا من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده ، متوسلاً بجاههم أو طاف حول قبورهم ، دون أن يعتقد فيهم تأثيراً ، وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سبباً في استجابة الله له ، فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك ، ويخشى عليه أن يكون ذلك ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1 /105 ) رقم الفتوى (4154 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإن الطواف لا يشرع إلا بالبيت العتيق باتفاق المسلمين ، ولهذا اتفقوا على تضليل من يطوف بغير ذلك ، مثل من يطوف بالصخرة ، أو بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالمساجد المبنية بعرفة ، أو منى ، أو غير ذلك ، أو بقبر بعض المشائخ ، أو بعض أهل البيت ، كما يفعله كثير من جهال المسلمين ، فإن الطواف بغير البيت العتيق لا يجوز باتفاق المسلمين ، بل من اعتقد ذلك ديناً وقربةً عُـرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين ، وأن ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل ) إهـ مجموع الفتاوى (26 /121 ) .
ويقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي بعد أن سرد أقوال السلف في حكم الطواف حول القبور : ( وأما أئمة أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا صراحة على عدم جواز الطواف بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو سيد ولد آدم ، وأكرم الخلق عند الله ، وأعلاهم في الجنة مقاماً ، وأقربهم إلى الله منزلة ، فإذاً الطواف حول قبره لا يجوز ، بل هو بدعة يشتد حولها النكير ، فمن باب أولى قبور غيره ، وبعض الذين يطاف حولهم بررة أتقياء ، وجلهم فجرة خبثاء ، ولله الأمر من قبل ومن بعـد ... وبهذا يتبين لنا : أن الطواف حول القبور بدعة من أعظم البدع ، أما إذا صحبها دعـاء ، فهو شرك أكبر ، مخرج من الملة .. ) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (435).
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع المهم.
ويرد اشكال ارجو من الاخوة طلبة العلم مدارسته وبحثه.
وهو قولهم انه اذا طاف بالقبر يقصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة وليست شركا أكبرا ووجه الاشكال أن الناظر في القرآن عند ذكره لمشركي قريش ذكر قولهم عن الهتم " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى" فلم ينفعهم قصدهم هذا وهو انهم لا يقصدون التقرب الى الالهة بذاتها بل لتقربهم الى الله.
فلماذا لا يقال بأن مجرد الطواف بالقبر وصرف أي نوع من العبادة له يكون شركا أكبر بغض النظر عن قيد قصده التقرب الى الله أو الى صاحب القبر؟!
خصوصا اذا أضفنا إلى ذلك ان مشركي قريش كانوا يقرون بتوحيد الربوبية كما في قول الله تعالى:" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" وقوله "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" وغيرها من الايات الدالة على هذا المعنى.
مجرد تساؤل للبحث والمدارسة مع اخواني طلبة العلم في هذا المجلس.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
هـذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى .
جـاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء ، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
فأجابت : الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة ، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة ، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/206 )
( فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ نـواقض الإيمـان القـولية والعمليـة (282 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة : ( وأما الرجل الذي طلب من والده الحج ، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين ، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله ، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره ) إهـ مجموع الفتاوي (2/308).
فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم ؟ .
اخي الدهلوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول شيخ الاسلام " اعتقد ذلك دينا"
معنى الاعتقاد معروف
مامعنى دينا اي مامعنى الدين ( من دين الاسلام ) ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي أبو الحارث السلفي وفقك الله تعالى
---------------------------
الذي يظهر أن الطواف بالقبر بقصد التقرب إلى الله هـو مثل التوسل بالذوات والأشخاص ، وكلاهما بدعة منكرة وليست شركاً أكبراً إلا إذا قـارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً مـن دون الله فيما لا يقدر عليه سواه .
والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي عن ابن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عليها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : ذات أنواط ، قلنا : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال : إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن من كان قبلكم ) الحديث .
فهؤلاء إنما طلبوا أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم كما كانت الجاهلية تفعل ذلك ، وكان قصدهم بـأن يٌنزل الله بركته على تلك الشجرة فيتمسحوا ويتبركوا بـها ، ويعلقوا عليها سلاحهم ومتاعهم ، وذلك لعلمهم يقيناً أنهم يتقربون بهذا إلى الله الذي أذن لهم في أن يتخذوا هـذه الشجرة وسيلة تقربهم إليه ، ولكن لمـا كـان هـذا ممتنع شرعـاً كان قولهم ذريعة إلى بدعة شنيعة وليس شركاً بذاته .
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله : ( فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله ، لا أنه هو بنفسه ) إهـ الإعتصام
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رخمه الله : ( فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها سلاحهم ، فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهتهم المشركين ، أو هو الشرك بعينه ) إهـ اقتضاء الصراط المستقيم.
ولا يعترض على هذا بأن مشركي قريش قالوا عن أصنامهم : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ومـع هـذا لـم ينفعهم قصدهم ، لأن هؤلاء وإن كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق إلا أنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنها صاحبة القدرة والتأثير من دون الله أو معه عزوجل .
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " : ( أي : وما يصدّق ويقرّ أكثر الناس بالله من كونه الخالق الرزاق المحيي المميت " إلا وهم مشركون " بالله يعبدون معه غيره ، كما كانت تفعله الجاهلية ، فإنهم مقرّون بالله سبحانه ، وبأنه الخالق لهم " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " ، " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " ، لكنهم كانوا يثبتون له شركاء فيعبدونهم ليقرّبوهم إلى الله " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله " ، ومثل هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله المعتقدون في الأموات بأنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلاّ الله سبحانه كما يفعله كثير من عبّاد القبور ، ولا ينافي هذا ما قيل من أن الآية نزلت في قوم مخصوصين ، فالاعتبار بما يدل عليه اللفظ لا بما يفيده السبب من الاختصاص بمن كان سبباً لنزول الحكم . ) إهـ تفسير الفتح القدير .
والمقصود بــ ( الــزلـفي ) في الآية الكريمة : هــو ( الشفـاعة ) ، فقولهم : " إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى " أي " يشفعوا لنا عنده " .. ولكن كفار قريش كانوا يعتقدون في أصنامهم الشفاعة الشركية ، التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها ، أو الحاجب عند الملك ، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه .
بخلاف الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية ، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى ، ولا يشفع إلا بإذن الله ، وهو لا ينفع ولا يضر ، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله .. مباينة لما يعتقده كفار قريش .. فالفرق بين الأمرين واضح جـداً .. فلا يصح الخلط بين الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها كفار قريش في أصنامهم ، وبين الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون وإن أخطأوا في بعض تفاصيلها .
وهذه نقول لإمامين جليلين من أئمة أهل السنة والجماعة في شرح هذه المسألة :
يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله : ( قالوا : فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله ، وتوجه بهمته إليه ، وعكف بقلبه عليه ، صار بينه وبينه اتصال ، يفيض به عليه منه نصيب مما يحصل له من الله . وشبهوا ذلك بمن يخدم ذا جاه وحظوة وقرب من السلطان ، فهو شديد التعلق به . فما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال ينال ذلك المتعلق به بحسب تعلقه به .
فهذا سر عبادة الأصنام ، وهو الذي بعث الله رسله ، وأنزل كتبه بإبطاله ، وتكفير أصحابه ولعنهم . وأباح دماءهم وأموالهم ، وسبي ذراريهم ، وأوجب لهم النار . والقرآن من أوله إلى آخره مملوء من الرد علي أهله ، وإبطال مذهبهم .
قال تعالى : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 43-44.
فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض ، وهو الله وحده . فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده . فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه . فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له ، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره ، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه ، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده . وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومـن وافقهم ، وهـي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عـن نفس شيئاً ولا يقبل منها عـدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة : 123
وقوله : " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254 .
وقال تعالى : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51 .
وقال : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة : 4 .
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه ، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه . كما قال تعالى : " ما من شفيع إلا من بعد إذنه " : يونس: 3 .
وقال : " مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 .
فـالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ، ولا الشافع شفيع من دونه ، بل شفيع بإذنه .
والفرق بين الشفيعين ، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور . فالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك ، فإنه لا شريك له ، والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور ، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له . ويقول : اشفع في فلان . ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة : أهل التوحيد ، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه ، وهم الذين ارتضى الله سبحانه .
قال تعالى : " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " الأنبياء: 28 ، وقال : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً " طه : 109.
فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له ، وإذنه للشافع فيه ، فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ، ولا يرضى قوله ، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه ، فإنه سبحانه علقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له ، وإذنه للشافع ، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة .
وسر ذلك : أن الله له الأمر كله وحده ، فليس لأحد معه من الأمر شيء ، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده : هم الرسل والملائكة المقربون ، وهم عبيد محض ، لا يسبقونه بالقول ، ولا يتقدمون بين يديه ، ولا يفعلون شيئاً إلا بعد إذنه لهم ، وأمرهم . ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ، فهم مملوكون مربوبون ، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه . فإذا أشرك بهم المشرك ، واتخذهم شفعاء من دونه ، ظناً منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله ، فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه ، وما يجب له ، ويمتنع عليه ، فإن هذا محال ممتنع ، شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء ، حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج .
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام ، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي .
والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق ، والرب والمربوب ، والسيد والعبد ، والمالك والمملوك ، والغني والفقير ، والذي لا حاجة به إلى أحد قط ، والمحتاج من كل وجه إلى غيره .
فالشفعاء عند المخلوقين : هم شركاؤهم ، فإن قيام مصالحهم بهم ، وهم أعوانهم وأنصارهم ، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس ، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم ، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع ، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم ، فتنتقض طاعتهم لهم ، ويذهبون إلى غيرهم . فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى .
فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته ، وكل ما سواه فقير إليه بذاته . وكل من في السماوات والأرض عبد له ، مقهورون بقهره ، مصرفون بمشيئته ، لو أهلكهم جميعاً لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة .
قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير " المائدة : 17 .
وقال سبحانه في سيدة آي القرآن : آية الكرسي : " لـه مـا في السماوات ومـا في الأرض مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 ، وقال : " قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 44 .
فأخبر أن حال ملكه للسموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده ، وأن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه ، فإنه ليس بشريك ، بل مملوك محض ، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض .
فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس ، ويفعلها بعضهم مع بعض ، ولهذا يطلق نفيها تارة ، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس ، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه ، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه ، فإنه الذي أذن ، والذي قبل ، والذي رضي عن المشفوع ، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله .
فمتخذ الشفيع مشرك ، لا تنفعه شفاعته ، ولا يشفع فيه ، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رجاءه ، ويتباعد من سخطه ، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه .
قال تعالى : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء " ، إلى قوله " قل لله الشفاعة جميعاً " الزمر: 43-44 .
وقال تعالى : " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولن هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " يونس: 18 .
فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون ، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم ، وإنما تحصل بإذنه للشافع ، ورضاه عن المشفوع .
وسر الفرق بين الشفاعتين : أن شفاعة المخلوق للمخلوق ، وسؤاله للمشفوع عنده ، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده ، لا خلقاً ، ولا أمراً ، ولا إذناً ، بل هو سبب محرك له من خارج ، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب ، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه ، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه ، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه ، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض ، فيقبل شفاعة الشافع . وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع ، فيردها ولا يقبلها ، وقد يتعارض عنده الأمران ، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد ، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول ، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح . فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله : هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به ، ولو على كره منه . فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره ، أو يكرهه على الفعل ، إما بقوة وسلطان ، وإما بما يرغبه ، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع : إما رغبة ينتفع بها ، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته . وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه ، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع ، ويأذن له فيها ، ويحبها منه ، ويرضى عن الشافع ، لم يمكن أن توجد ، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه ، ولا لرهبته منه ، ولا لرغبته فيما لزمه ، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له ، فهو مأمور بالشفاعة ، مطيع بامتثال الأمر ، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه ، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع ، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل ، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره ، وهو في الحقيقة شريكه ، ولو كان مملوكه وعبده . فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع ، بالنصر والمعاونة وغير ذلك ، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه : من رزق ، أو نصر ، أو غيره ، فكل منهما محتاج إلى الآخر .
ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته ، تبين له حقيقة التوحيد والشرك ، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله ) إهــ إغاثة اللهفان
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( .. الشفاعة المنفية هى الشفاعة المعروفة عند الناس عند الإطلاق ، وهى أن يشفع الشفيع إلى غيره ابتداء ، فيقبل شفاعته .
فأما إذا أذن له فى أن يشفع فشفع ، لم يكن مستقلاً بالشفاعة ، بل يكون مطيعاً له أى تابعاً له فى الشفاعة ، وتكون شفاعته مقبولة ويكون الأمر كله للآمر المسؤل .
وقد ثبت بنص القرآن فى غير آيه أن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه كما قال تعالى : " من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه " ، وقال: " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له " ، وقال: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " ، وأمثال ذلك .
والذى يبين أن هذه هى الشفاعة المنفية أنه قال: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلهم يتقون " ، وقال تعالى: " الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع " ، فأخبر أنه ليس لهم من دون الله وليّ ولا شفيع .
وأما نفى الشفاعة بدون إذنه : فإن الشفاعة إذا كانت بإذنه لم تكن من دونه ، كما أن الولاية التى بإذنه ليست من دونه ، كما قال تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
وأيضا فقد قال : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض " .
فـذم الذين اتخذوا من دون الله شفعاء ، وأخبر أن لله الشفاعة جميعاً ، فعُلم أن الشفاعة منتفية عن غيره ، إذ لا يشفع أحد إلا بإذنه وتلك فهي لـه .
وقد قال : " ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "
يوضح ذلك أنه نفى يؤمئذ الخلة بقوله : " من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون " .
ومعلوم أنه إنما نفى الخلة المعروفة ونفعها المعروف كما ينفع الصديق الصديق فى الدنيا كما قال : " وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يؤمئذ لله " وقال : " لتنذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" .
لم ينف أن يكون فى الآخرة خلة نافعة بإذنه فإنه قد قال : " الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون " الآيات ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : " حقت محبتى للمتحابين في " .
ويقول الله تعالى : " أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم فى ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " .
فتعين أن الأمر كله عائد إلى تحقيق التوحيد ، وأنه لا ينفع أحد ولا يضر إلا بإذن الله ، وأنه لا يجوز أن يعبد أحد غير الله ولا يستعان به من دون الله ، وأنه يوم القيامة يظهر لجميع الخلق أن الأمر كله لله ويتبرأ كل مدع من دعواهُ الباطلة ، فلا يبقى من يدعي لنفسه معه شركاً فى ربوبيته أ إلهيته ، ولا من يدعي ذلك لغيره ، بخلاف الدنيا فإنه وإن لم يكن رب ولا إله إلا هو ، فقد اتخذ غيره رباً وإلهاً وادعى مدعون ، وفى الدنيا يشفع الشافع عند غيره وينتفع بشفاعته ، وإن لم يكن أذن له فى الشفاعة ، ويكون خليله فيعينه ويفتدى نفسه من الشر ، فقد ينتفع بالنفوس والأموال فى الدنيا ، والنفوس ينتفع بها تارة بالإستقلال ، وتارة بالإعانة - وهى الشفاعة - ، والأموال بالفداء ، فنفى الله هذه الأقسام الثلاثة ، قال تعالى : " لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل " ، وقال : " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ، كما قال : " لا يجزى والـد عن ولـد ه ولا مولود هو جاز عن والده شيئا " فهذا هـذا والله أعلم ، وعاد ما نفاه الله من الشفاعة إلى تحقيق أصلي الإيمان وهما الإيمان بالله وباليوم الآخر، والتوحيد والمعاد .
كما قرن بينهما فى مواضع كثيرة كقوله : " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر" ، وقوله : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون " ، وقوله : " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " ، وقوله : " وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وأمثال ذلك .. ) إهـ مجموع الفتاوى (1 /118 ) .
والله أعلم وأحكم
----------------------
أخي أبو الحسن العلوان :
-----------
معنى ديناً : أي أصر على أن هذا الفعل من جملة شعائر الإسلام مثل الصلاة والصيام وغيرهما ..
هذا مقصود شيخ الإسلام رحمه الله .
والله أعلم .
وهــذا موضوع أخر يحتاج إلى بحث ونقاش
تفضلوا الرابط :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29959
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
بارك الله فيك أخي الدهلوي
كلام طيب مبارك
هو الاشكال الأكبر أخي في أمر الشفاعة
فهؤلاء الذين يطوفون بقبور الأولياء (زعموا) مثل البدوي في مصر هم يفعلون ذلك في الغالب معتقدين ان صاحب القبر يشفع لهم يوم القيامة وهم يوردون ذلك اذا قلت لهم هذا شرك أكبر قالوا لك انما نفعل ذلك ليشفع لنا فعاد الأمر الى الشفاعة الشركية لانه هذا الذي يستشفعون فيه لم يأذن الله له بالشفاعة ولا يرضى عن المشفوع لهم وهذا حالهم.
فعلى هذا يكون فعلهم هذا شرك أكبر
أليس كذلك؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي أبو الحارث بارك الله فيك
----------------
وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عـن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها مـن البلدان .. وإنمـا كلامنا حـول بيان مسألة معينة وهـى: ( حكم الطواف بقبور الأولياء على وجـه التعظيم والقربة إلى الله تعالى )
وقـد قلنا : أن الطواف على قبرالولي بقصد التقرب إلى الله هو مثل التوسل إلى الله بالأشخاص والذوات وكلاهما بدعة شنيعة ولا يكون شركاً أكبر إلا إذا قـارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً مـن دون الله أو معه .
وأما الشفاعة فكما سبق وقلنا هي نـوعـان :
الشفاعة الشركية : و التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها ، أو الحاجب عند الملك ، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه .. فهي ملزمة عندهم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض ، وهو الله وحده . فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده . فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه . فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له ، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره ، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه ، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده . وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومـن وافقهم ، وهـي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عـن نفس شيئاً ولا يقبل منها عـدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة : 123
وقوله : " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254 .
وقال تعالى : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51 .
وقال : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة : 4 .
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه ، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه . كما قال تعالى : " ما من شفيع إلا من بعد إذنه " : يونس: 3 .
وقال : " مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 .
فـالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ، ولا الشافع شفيع من دونه ، بل شفيع بإذنه .
والفرق بين الشفيعين ، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور . فالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك ، فإنه لا شريك له ، والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور ، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له . ويقول : اشفع في فلان .... فالشفعاء عند المخلوقين : هم شركاؤهم ، فإن قيام مصالحهم بهم ، وهم أعوانهم وأنصارهم ، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس ، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم ، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع ، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم ، فتنتقض طاعتهم لهم ، ويذهبون إلى غيرهم . فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى .... فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس ، ويفعلها بعضهم مع بعض ، ولهذا يطلق نفيها تارة ، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس ، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه ، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه ، فإنه الذي أذن ، والذي قبل ، والذي رضي عن المشفوع ، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله .
فمتخذ الشفيع مشرك ، لا تنفعه شفاعته ، ولا يشفع فيه ، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رجاءه ، ويتباعد من سخطه ، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه .... فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون ، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم ، وإنما تحصل بإذنه للشافع ، ورضاه عن المشفوع .
وسر الفرق بين الشفاعتين : أن شفاعة المخلوق للمخلوق ، وسؤاله للمشفوع عنده ، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده ، لا خلقاً ، ولا أمراً ، ولا إذناً ، بل هو سبب محرك له من خارج ، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب ، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه ، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه ، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه ، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض ، فيقبل شفاعة الشافع . وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع ، فيردها ولا يقبلها ، وقد يتعارض عنده الأمران ، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد ، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول ، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح . فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله : هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به ، ولو على كره منه . فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره ، أو يكرهه على الفعل ، إما بقوة وسلطان ، وإما بما يرغبه ، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع : إما رغبة ينتفع بها ، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته . وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه ، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع ، ويأذن له فيها ، ويحبها منه ، ويرضى عن الشافع ، لم يمكن أن توجد ، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه ، ولا لرهبته منه ، ولا لرغبته فيما لزمه ، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له ، فهو مأمور بالشفاعة ، مطيع بامتثال الأمر ، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه ، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع ، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل ، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره ، وهو في الحقيقة شريكه ، ولو كان مملوكه وعبده . فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع ، بالنصر والمعاونة وغير ذلك ، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه : من رزق ، أو نصر ، أو غيره ، فكل منهما محتاج إلى الآخر .
ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته ، تبين له حقيقة التوحيد والشرك ، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله ) إهــ إغاثة اللهفان
أما الشفاعة الشرعية : وهـي التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية ، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى ، ولا يشفع إلا بإذن الله ، وهو لا ينفع ولا يضر ، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله تعالى .. ولكنهم قد يخطئون في بعض تفاصيلها فيعتقدون على سبيل المثال : أن الشفاعة التي تكون يوم القيامة يمكن حصولها الأن !! ، لأن الله أخبر أنه يأذن بذلك ، ولا يفرقون بين الأذن الكوني القدري وبين الأذن الديني الشرعي ، فيظن هؤلاء الجهلة أن معنى أذن الله للشافع أي تحقق قدراً وكوناً .. ومنهم من يظن أن الأذن بالشفاعة معناه الرضى والإختيار ولا تتوقف على إذن خاص ، إذ لا أحد يشفع عنده شفاعة نافعة ، إلا برضاه واختياره سبحانه ، إذ لا ينفذ لأحـد مـراد لـم يـرده الله تعالى ، ومنهم من لا يفرق بين قول القائل : اللهم شفّع رسول الله فينا ، وبين قول : يا رسول الله اشفع لي عند الله ... إلى غير ذلك من جهالاتهم ، ولكن لا أحد منهم يعتقد أن الشافع مستقلاً بأمره يمكن أن ينقلب عليه الشفيع ويضرّه كما حول الحال في الشفاعة الشركية .
وعلى هذا يكون فعلهم بدعة وذريعة إلى الوقوع في الشرك
أليس كذلك أخي الحارث ؟؟ .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
أخي أبو الحارث بارك الله فيك
----------------
وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عـن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها مـن البلدان .. وإنمـا كلامنا حـول بيان مسألة معينة وهـى: ( حكم الطواف بقبور الأولياء على وجـه التعظيم والقربة إلى الله تعالى )
أليس كذلك أخي الحارث ؟؟ .
بلى أخي
وفقني الله واياك الى كل خير لذلك عقبت أنا حتى لا يتوهم متوهم أن كلامك ينسحب على هؤلاء الذين يطوفون في القبور زاعمين انهم يشفعون لهم بهذا الأمر وان نيتهم التقرب الى الله بهذا الفعل.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي أبو الحارث وفقك الله تعالى :
------------------
يعجبني في بيان حال أؤلئك القوم الذين اتخذوا المقبورين آلهةً باطلة من دون الله ، هـذا الكـلام .
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى : (.. وإذا علمت هذا ، فاعلم أن الرزية كل الرزية ، والبلية كل البلية ، أمر غير ما ذكرناه من التوسل المجرد ، والتشفع بمن له الشفاعة ، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام ، وبعض الخواص في أهل القبور ، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل ، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عزوجل ، حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم ، فصاروا يدعونهم تارة استقلالاً ، ويصرخون بأسمائهم ، ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع ، ويخضعون لهم خضوعاً زائداً على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدعاء ، وهذا إذا لم يكن شركاً فلا ندري ما هو الشرك ، وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفـر ...
ونتكلم على حكم ما يفعله القبوريون من الإستغاثة بالأموات ، ومناداتهم لقضاء الحاجات ، وتشريكهم مع الله في بعض الحالات ، وإفراداهم بذلك في بعضها . فنقول :
اعلم أن الله لم يبعث رسله ، ولم ينزل كتبه ، لتعريف بأنه الخالق لهم الرازق لهم ونحو ذلك ، فإن هذا يقر به كل مشرك قبل بعثة الرسل ... وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله ، والنداء ، والاستغاثة ، والرجاء ، واستجلاب الخير ، واستدفاع الشر له ومنه ، لا لغيره ولا من غيره ... وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله إليهم خاتم رسله صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد الذين اتخذوها تنفعهم وتضرهم ، وتقربهم إلى الله ، وتشفع لهم عنده ، مع اعترافهم بأن الله سبحانه هو خالقها وخالقهم ، ورازقها ورازقهم ، ومحييها ومحييهم ، ومميتها ومميتهم ، " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ...
إذا تقرر هذا فلا شك أن من اعتقد في ميت من الأموات أو حي من الأحياء أنه يضره أو ينفعه إما استقلالاً أو مع الله تعالى ، أو ناداه ، أو توجّه إليه ، أو استغاث به في أمر من الأمور التي لا يقدر عليها المخلوق ، فلم يُخلص التوحيد لله ، ولا أفرده بالعبادة ...
وقـد علم كل عالم أن عبادة الكفار للأصنام لم تكن إلا بتعظيمها واعتقاد أنها تضر وتنفع ، والاستغاثة بها عند الحاجة ، والتقرب لها في بعض الحالات بجزء من أموالهم ، وهذا كله قد وقع من المعتقدين في القبور ، فإنهم قد عظّموها إلى حدّ لا يكون إلا لله سبحانه ، بل ربما يترك العاصي منهم فعل المعصية إذا كان في مشهد من يعتقده أوقريباً منه ، مخافة تعجيل العقوبة من ذلك الميت ، وربما لا يتركها إذا كان في حرم الله أو في مسجد من المساجد أو قريباً من ذلك ، وربما حلف بعض غلاتهم بالله كاذباً ولم يحلف بالميت الذي يعتقده .
وأما اعتقادهم أنها تضر وتنفع فلولا اشتمال ضمائرهم على هذا الاعتقاد لم يدع أحد منهم ميتاً أو حياً عند استجلابه لنفع أو استدفاعه لضر ، قائلاً : يا فلان افعل لي كذا وكذا ، وعلى الله وعليك ، وانا بالله وبـك .
وأما التقرب للأموات فانظر ماذا يجعلونه من النذور لهم وعلى قبورهم في كثير من المحلات ، ولو طلب الواحد منهم أن يسمح بجزء من ذلك لله تعالى لم يفعل ، وهذا معلوم يعرفه من عرف أحوال هؤلاء .
فإن قلت : إن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار والنافع والخير والشر بيده ، وإن استغاثوا بالأموات قصدوا إنجاز ما يطلبونه من الله سبحانه .
قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم كانوا يعلمون أن الله هو الضار النافع وأن الخير والشر بيده ، وإنما عبدوا أصنامهم لتقربهم إلى الله زُلفـى . كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز. نعـم إذا لم يحصل من المسلم إلا مجرد التوسل الذي قدمنا تحقيقه فهو كما ذكرناه سابقاً ، ولكن من زعم أنه لم يقع منه إلا مجرد التوسل وهو يعتقد من تعظيم ذلك الميت لا يجوز اعتقاده في أحد من المخلوقين وزاد على مجرد الإعتقاد فتقرب إلى الأموات بالذبائح والنذور وناداهم مستغيثاً بهم عند الحاجة فهذا كاذب في دعواه أنه متوسل فقط ، فلو كان الأمر كما زعمه لم يقع منه شيء من ذلك ، والمتوسل به لا يحتاج إلى رشوة بنذر أو ذبح ولا تعظيم ولا اعتقاد ، لأن المدعو هو الله سبحانه ، وهو أيضاً المُجيب ، ولا تأثير لمن وقع به التوسل قط ، بل هو بمنزلة التوسل بالعمل الصالح ، فأيّ جدوى في رشوة من قد صار تحت أطباق الثّرى بشيء من ذلك ؟ وهل هذا إلا فعل من يعتقد التأثير اشتراكاً أو استقلالاً ؟ ولا أعدل من شهادة أفعال جوارح الإنسان على بطلان ما ينطق به لسانه من الدعاوى الباطلة العاطلة ، بل من زعم أنه لم يحصل منه إلا مجرد التوسل وهو يقول بلسانه: يا فلان منادياً لمن يعتقده من الأموات فهو كاذب على نفسه ، ومن أنكر حصول النداء للأموات والاستغاثة بهم استقلالاً فليخبرنا ما معنى ما نسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم : يـا ابن العجيل ! يا زيلعي ! يا ابن علوان ! يا فلان ! .. وهل ينكر هذا منكر أو يشك فيه شاك ؟ ... وكذلك النحر للأموات عبادة لهم ، والنذر لهم بجزء من المال عبادة لهم ، والتعظيم عبادة لهم ، كما أن النحر للنسك ، وإخراج صدقة المال والخضوع والاستكانة عبادة لله عزوجل بلا خلاف . ومن زعم أن ثم فرقاً بين الأمرين فليهده إلينا .
ومن قال: إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر عليهم عبادتهم : فقل له: فلأيّ مقتضى صنعت هذا الصنع ؟ فإنّ دعاءك للميت عند نزول أمر بك لا يكون إلا لشيء في قلبك ، عبر عنه لسانك ، فإن كنت تهذي بذكر الأموات عند عروض الحاجات من دون اعتقاد منك لهم فأنت مصاب بعقلك .
وهكذا إن كنت تنحر لله وتنذر لله ، فلأيّ معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره ، فإن الفقراء على ظهر البسيطة في كل بقعة من بقاع الأرض . وفعلك وانت عاقل لا يكون إلا لمقصد قد قصدته أو أمر قد أردته ، وإلا فانت مجنون قد رُفع عنك القلم . ولا نوافقك على دعوى الجنون إلا بعد صدور أفعالك وأقوالك في غير هذا على نمط أفعال المجانين ، فإن كنت تصدرها مصدر أفعال العقلاء فأنت تكذب على نفسك في دعواك الجنون في هذا الفعل بخصوصه فراراً عن أن يلزمك ما لزم عباد الأوثان ... فإن من استغاث بالأموات أو طلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه ، أو عظّمهم ، أو نذر عليهم بجزء من ماله ، أو نحر لهم ، فقد نزّلهم منزلة الآلهة التي كان المشركون يفعلون لها هذه الأفعال ... فإنه قد جعل إلهاً غير الله ، يعتقد أنه يضر وينفع ، وعبده بدعائه عند الشدائد ، والاستغاثة به عند الحاجة ، وبخضوعه له وتعظيمه إياه ، ونحر له النحائر ، وقرّب إليه نفائس الأموال .... إلى أن يقول رحمه الله : فليت شعري ما هو الحامل له على الدعاء والإستغاثة وتقبيل الجدران ونذر النذورات !؟ هل هو مجرد اللعب والعبث من دون اعتقاد ؟ فهذا لا يفعله إلاّ مجنون . أم الباعث عليه الإعتقاد في الميت ؟ فكيف لا يكون هذا من كفر الاعتقاد الذي لولاه لم يصدر فِعل من تلك الأفعال ؟ ... إلى أخره ) إهـ الدرّ النضيد في إخلاص كلمة التوحيد للإمام الشوكاني .
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
هـذا إضافة أخـرى :
------------
يقول الشيخ أبو بكر محمد زكريا : ( المراد بالطواف الذي يكون شركاً هـو الطواف بغير الكعبة مـع قصد التقرب لغير الله تعالى ، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها ، فالطواف عبادة لقوله تعالى : " وليطوفوا بالبيت العتيق " ، وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله تعالى شرك ، وأما لـو طـاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهـذا محرم ، وبدعة منكرة ، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ الشرك في القديم والحديث (1132 ) .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي (الإمام الدهلوي) ،
أحسنت وأجدت ، بارك الله فيك .
وجدت بعض المشايخ عندهم تشدد في هذه المسائل ، بحيث لا يلتفتون إلى اعتقاد الفاعل ، بل يحكمون عليه بمجرّد الفعل .. فيقول أحدهم ، وهو من كبار المشايخ ، هدانا الله وإياه ، إنّ من طاف بالقبر قاصداً التقرب إلى الله فهو مشرك شركاً أكبر ولا ينفعه اعتقاده لأنه صرف العبادة لغير الله .
فقلت في نفسي : أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله ؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع ، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله ؟
وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله ؟؟
أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .
وجزاك الله خيراً
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .
الآن المسائل التي ذكرت أخي (شرك أصغر)؟!!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا أين الأكبر على هذا؟
والله لا تعليق فوق ما ذكرت لك، فقد عجزت عن أكتب حرفا من هول ما قرأت
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
تعقيب
حقيقة أيها الأخ (الدهلوي) قد لمست من موضوعك هذا طرح بلا فهم للمراد من كلام العلماء حول هذه المسألة، فليس الأمر أخي الفاضل مجرد (قص و لصق)
الكل سيقرأ موضوعك وستحاسب أمام الله بما سطرته أناملك، إلا إن كانت لك مآرب أخرى فهذا راجع لنيتك والله يتولاك.
سأخبرك القول الفصل الذي لا مرية فيه، ولا أحتاج معه إلى (قص المواضيع بدون معرفة مرادها ومن ثم لصقها) إلا إن كانت لك كما قلت نية أخرى.
فأقول وبالله التوفيق:
اعلم رحمني الله وإياك أن عبّاد القبور إنما دهوا من حيث ظنوا أنهم محسنون، فرأوا أن أعمالهم القبيحة حسنة، كما قال تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا}.
ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشعون ويخضعون، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله، ولا وقت السحر. وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد.
ناهيك عن المفاسد المترتبة على ذلك، منها:
• ظنهم أن لها خصوصيات بأنفسها في دفع البلاء وجلب النعماء، ويقولون: إن البلاء يدفع عن أهل البلدان بقبور من فيها من الصالحين. ولا ريب أن هذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع.
• أن ذلك يتضمن عمارة المشاهد، وخراب المساجد كما هو الواقع، ودين الله بضد ذلك.
• اجتماعهم لزيارتها واختلاط النساء بالرجال، وما يقع في ضمن ذلك من الفواحش وترك الصلوات.
• سؤال الميت قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والإخلاص له من دون الله في أكثر الحالات.
• تفضيلها على خير البقاع وأحبها إلى الله، وهي المساجد.
• أن الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة، كما قال: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" والإحسان إلى المزور بالترحم عليه، والدعاء له والاستغفار، وسؤال العافية له، فيكون الزائر محسنا إلى نفسه وإلى الميت، فقلب عبّاد القبور الأمر، وعكسوا الدين، وجعلوا المقصود بالزيارة: الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به، وسؤاله حوائجهم وغيرها، فصاروا مسيئين إلى نفوسهم وإلى الميت.
والكثير الكثير ليس هذا مجال استقصائها.
ولا شك أن هذا كفر بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل هذا هو عبادة الأوثان، لأن السجود للقبر عبادة له.
لقد ظن عبّاد القبور: جواز التوجه إلى الله بالأموات قياسا على جواز التوجه إليه سبحانه بدعاء الأحياء، ثم جعلوا ذلك سلما إلى عبادة الأموات، وإلى الشرك والتنديد برب الأرض والسماوات.
فإن التوجه بذوات المخلوقين، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة، لم تأت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن احد من أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين.
ومرادنا ببدعة منكرة؛ لا يراد به تقليلها، فإن البدعة هي ما لم يكن على غير هدي وسنة صحيحان، وإلا فهي تصل إلى الكفر والشرك، فتنبه. لا كما تعتقد أنت في مشاركتك وتروج له.
قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وبنحو كلامه قال تلميذاه.
لقد اعتقد كثير من المشركين: بأن الذي يملك النفع والضر هو الله، وظنوا أن هذا هو لب التوحيد، ومن ثم جعلوا بينهم وبين الله وسائط في عبادته، ليقربوهم إليه زلفى، بزعم أن هذا لا ينقض التوحيد، وفرقوا في هذا المقام بين التوجه إلى الله بالأصنام والأحجار، والتوجه بالأنبياء والأولياء والصالحين، وبهذا ترسخ الشرك في قلوبهم، وعضوا عليه بالنواجذ.
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب: فإن قال هذا المشرك: لم أقصد إلا التبرك، وإني لأعلم أن الله هو الذي ينفع ويضر، فقل له: إن بني إسرائيل ما أرادوا إلا ما أردت كما أخبر الله عنهم لما جاوزوا البحر. وأخذ يسرد الأدلة على ذلك رحمه الله ولولا خشية الإطالة لذكرتها، لكن ما ذكر فيه عبرة لمن صفى قلبه وصدره من اللوث.
ويعلم الله الكلام كثير، والنصوص أكثر.
ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
والله ما قاله الطفل الصغير الذي لا يعقل حتى تقوله أنت.
وهل في الطواف على غير الكعبة نية حسنة أو غير ذلك؟!
لكن الفهم الخاطئ أو هو الهوى المضل، فقولهم: بدعة منكرة، اعرف معناها قبلا ومن ثم انقلها في كلامك.
وبالنسبة لعلمائنا وما قرروه فلا نحتاج إليك لكي تنقل لنا ما قالوه، فوالله لنحنن أعلم بأهلنا من غيرنا.
فاتقوا الله من ترويج الشرك والبدع، فالناس في رقابكم متعلقون.
ثم لا تقل لي: لم تفهم كلامي ولا مقصدي. فإني سأقول لك: فهلا أحسنت الصياغة والأسلوب في الطرح.
على أني لا أعتقد أني قد أسأت فهمك وغيرك، فاتقوا الله.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنظروا إلى هذا التناقض العجيب وعدم ضبط الكلام واحكموا :-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
فقلت في نفسي : أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله ؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع ، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله ؟
وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله ؟؟
فالرجل هنا يعترف أن العبادة وقعت لله، وليست لغيره، ولذلك لم يحكم على فاعله بالشرك الأكبر، لا، بل و يستنكر و يقرر أن الطواف هو عبادة لله وليس عبادة للكعبة، وهذا جيد ولا نخالفه فيه،على تفصيل ليس هذا مقامه، ولكن لننظر في نفس الرد ماذا يقول :-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .
وهنا يقرن الطواف بغير الكعبة بالنذر لغير الله والسجود لغير الله، فوقع فيما أنكره على غيره،فجعل الطواف بغير الكعبة بمثابة العبادة التي تصرف لغير الله ومثل لها بالنذر والسجود.
إذا فالطواف بغير الكعبة هو كالنذر لغير الله والسجود لغير الله ، بمعنى أن الطواف بغير الكعبة صرف للعبادة لغير الله.
وعليه فأنت وصاحب الفتوى على نفس المعتقد ، غير أنه حكم على الفاعل بالكفر، أما أنت فلم نعلم لك مذهبا إلى الآن!
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
الأخ (السكران التميمي) ،
جزاك الله خيراً على تعقيبك . وأرجو أن نلتزم جميعنا أدب الحوار إن أردنا الوصول إلى الحق .
تنكر عليّ قولي إن السجود لغير الله شرك أصغر ، وجعلي لها مثل الحلف بغير الله ، وبنفس التفصيل فيه ؟
لعلّك أيها الفاضل تظن أنني أعني السجود للأصنام التي تعبد من دون الله ، وهذا لا يجادل أحد في كونه شركاً أكبر ، بل إن تقبيل الصنم أو تعليقه في الصدر أو الإقسام به هو كفر أكبر .. ليس لأن السجود يكون عبادة (كبرى) هنا ، ولكن مجرّد تشريف الصنم بالسجود أو الحلف به أو التباهي به هو كفر أكبر .
نعود إلى موضوعنا .. هل السجود لغير الله كفر أكبر بإطلاقه ؟ أم أن في المسألة تفصيل ؟ وأن الأصل فيه أنه شرك أصغر حتى تعتريه أحوال تجعل منه شركاً أكبر ، كحال جميع أنواع الشرك الأصغر ؟
الجواب والصحيح الذي يقال هو : أن السجود لغير الله تعالى لا يكون شركاً أكبر إلا باعتقاد ربوبية أو ألوهية المسجود له ..
وسبب الخلط الواقع عند البعض أنهم لا يميّزون بين حقيقة العبادة ، وهي : الطاعة المقرونة بكمال الذل مع كمال الحب .. وبين مظهر العبادة ، وهي : كل ما يحبه الله تعالى من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة .
فإن لم يقترن الفعل بحقيقة العبادة ، لم يصح أن يسمى عبادة .. أو قل : عبادة كبرى .
يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله - في [السيل الجرار : 4/580]:
اقتباس:
وأما قوله : " ومنها السجود لغير الله " : فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصداً لربوبية من سجد له ، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله - عز وجل - وأثبت معه إلهاً آخر . وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم ، كما يقع كثيراً لمن دخل على ملوك الأعاجم ، أنه يقبل الأرض تعظيماً له ، فليس هذا من الكفر في شيء . وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام ، فمن أراد المخاطرة بدينه فعلى نفسه تجني براقش .
----------
أما الأخ (الإمام الدهلوي) ، فهو لا يقصد الترويج لعبادة القبور كما فهمت من كلامه ، وكيف يُفهم من كلامه هذا وهو يقول إن هذا الفعل بدعة منكرة ؟؟ .. سبحان الله
أفئذا قلت : ترك الصلاة من كبائر الذنوب وليس كفراً ، أكون بذلك أروّج لترك الصلاة ، معاذ الله ؟؟
فقولك هنا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
فيه كبير تكلّف ، بل هو تكفير مبطّن للأخ .. فانتبه لذلك رعاك الله ، وانظر ماذا تقول .
والحكم على الفعل لا يكون بالاعتبارات المحيطة به ، بل يكون الحكم عليه مجردّاً .
فإن أنا قلت مثلاً : الحلف بغير الله شرك أصغر .. لا تأتي وتقول : ولكن عبّاد القبور يقسمون بالقبور تعظيماً لها كما يعظمون الله ، فكيف تقول إنه شرك أصغر ؟؟
ما هكذا تؤخذ الأمور أخي .
أما التبرك بالقبور ، كفعل مجرّد ، فلم أعلم أحداً من أهل العلم ذكر أنه شرك أكبر .
وأما قول الشيخ محمد - رحمه الله - في كتاب كشف الشبهات ، فهو مشكل يفسّره كلامه في مواضع أخرى .
يقول الشيخ في كتاب التوحيد : ( باب من تبرك بشجر أو حجر ) ، قال في المسائل : ( الثانية : معرفة صورة الأمر الذي طلبوا ، الثالثة : كونهم لم يفعلوا ، الرابعة : كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه ، الحادية عشرة : أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بذلك ، الخامسة عشرة : النهي عن التشبه بأهل الجاهلية ) اهـ ، فعد طلبهم من الشرك الأصغر .
وجاء في [تاريخ نجد (تحقيق ناصر الدين أسد ) : 47] : ( فإذا كان هذا تغليظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أولئك الصحابة لما طلبوا منه مشابهة المشركين في جعل سدرة لتعليق الأسلحة والتبرك بها والعكوف عندها ، فكيف بما هو أشد من ذلك وهو الشرك الأكبر الذي يفعله اكثر الناس ليومنا هذا )
فجعل التبرك دون الشرك الأكبر .
والتبرك بآثار النبي (ص) حتى بعد وفاته وقعت من كبار السلف ، وأذكر منهم ابن عمر (كان يمسح على منبر النبي (ص))، ومعاوية (تبرك بقلامة النبي (ص)) ، والإمام أحمد (تبرك بشعرات النبي (ص)) .. فهل كان تبركهم بآثاره عبادة له ؟
فإن صحّ هذا في البشر ، تكون في غير النبي (ص) بدعة منكرة وذريعة إلى الشرك ، ولا تكون بحال شركاً أكبر إلا إن اعتقد في المخلوق ما يعتقده في الله .
هذا ، والله أعلم
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
يعلم الله لم أجد أوهى من هذا الكلام، ولقد علمت نواياك أنت وشيخك المدعي، فمناقشتكم رفع من شأنكم
لكن سأجعل المشايخ الكرام أصحاب هذا المنتدى المبارك إن شاء الله إن أرادوا؛ هم من يرد عليك وعلى أشباهك
فأصدعوا بالحق يا أشياخنا الكرام الأفاضل، وإن استدعى الأمر أن يشارك الشيخ العلامة (سعد الحميد) فيا حبذا يعلم الله، فمثل هؤلاء سيكونون وصمة عار في هذا المنتدى الإسلامي المبنى على عقائد صحيحة خالية من البدع والشرك ومظاهره
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
ملاحظة: لكل من أراد أن يعرف مذهب القوم ودينهم، فلينظر لمشاركاتهم ومواضيعهم فستعلم من هم؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا ، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك ، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..
وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية ، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم .
بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين ، أو أن نبينا (ص) كان عليه ترك مناظرة قريش .
فلا أنت خير من الأنبياء ، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان .
والحمد لله رب العالمين
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا ، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك ، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..
وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية ، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم .
بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين ، أو أن نبينا (ص) كان عليه ترك مناظرة قريش .
فلا أنت خير من الأنبياء ، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان .
والحمد لله رب العالمين
{أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء}
فالحمد لله وحده على أن أبان فكركم بألسنتكم
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
إخواني الكرام وفقكم الله تعالى :
------------------
بدايةً أُشير إلى أني لم أكن موجود في الفترة الماضية ، وعندما دخلت الأن إلى الموقع وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها ، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها ، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين : إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح ، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم .
---------------------
أخي أبو شعيب جزاك الله خيراً على ما قلت :
--------------------------
وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق : بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله ، وبين الطواف بالقبر تقربـاً إلى صاحب القبر .
فالنوع الأول : يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
والنوع الاخير: هو الشرك الأكبر الصريح .
وما قلناه في مسألة الطواف يقال مثله في مسألة الإعتكاف .
جـاء في فتاوى اللجنة الدائمة : ( وأما من يعكف عند هذا القبر فلا يخلو من أمرين :
أحدهما : أن يكون الغرض منه عبادة الله ، فهذا لا يجوز ؛ لما فيه من الجمع بين معصية العكوف ومعصية عبادة الله عند القبر ، وذلك من وسائل الشرك التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بالنسبة لتحريم العكوف فروى الترمذي في جامعه وصححه ، عن أبي واقد الليثي قال : « خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة ؛ قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم » .
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر الذي طلبوه منه وهو اتخاذه شجرة للعكوف عندها وتعليق الأسلحة بها تبركًا كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام ، فكذا العكوف عند القبور .. وأما بالنسبة لعبادة الله عندها فقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .. والنهي عن اتخاذ القبور مساجد يشمل اتخاذها لعبادة الله أو لعبادة غير الله سواء كانت في مسجد مبني أو لا ؟ .
وأما المجيء إلى صاحب هذا القبر ودعاؤه واعتقاد أنه يملك النفع والضر فهذا شرك أكبر ، ومن فعل ذلك فإما أن يكون جاهلًا أو عالمًا ، فإن كان عالمًا فهو مشرك شركًا أكبر يخرجه عن الإسلام ، وإن كان جاهلًا فإنه يبين لـه ، فـإن رجع إلى الحق فالحمد لله ، وإن لـم يرجع إلى الحق ، فإنه كالعالم في الحكم ، والأدلة على ذلك كثيرة ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
والشاهد منه : حديث ذات أنواط فإن هؤلاء القوم ما قصدوا بطلب العكوف عند تلك الشجرة إلا مجرد التقرب إلى الله وليس عبادتها من دونه ! كيف ذلك وهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بُعث إلا من أجل النهي عنه ، ولكنهم قصدوا بهذه الأعتكاف مجرد التبرك والتقرب إلى الله عزوجل ، فكان ذلك القول منهم ذريعة ووسيلة إلى الوقوع في الشرك لا هو الشرك بذاته كما قال الإمام الشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهمها الله تعالى ، مع أن الإعتكاف في حقيقته عبادة ، ولكن لم تخلف عنهم قصد استحقاق العبادة لغير الله عزوجل كان ذلك القول ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر حتى أشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وشبّه مقالتهم بمقالة بني إسرائيل .. فتـأمل .
يقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي حفظه الله تعالى : ( فهل يجوز لمسلم أن يعتكف عند المقابر ولأضرحة بحجة نفع الميت ؟ والأخطـر منه طلب النفع منه . ولا يخلو المعتكف عند القبر من حالتين :
أن يكون غرضه عبادة الله ، فهذا لا شك في بدعته وحرمته ، بل هو وسيلة من وسائل الشرك ، وصاحبها جمع من المعاصي ما الله به عليم ، فهو قد اعتكف فيما لا يجوز له فيه الاعتكاف ، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله .
وأما إن كان اعتكافه لصاحب القبر ودعائه ، فويل له ثم ويل له ، فقد وقع في الشرك الأكبر ، لأنه صرف عبادة لا تجوز لغير الله ... وفي الجملة اتفقت كلمة أهل العلم على تبديع وتحريم هذا الفعل ، وبأنه يتأرجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة موصلة إلى الشرك الأكبر ، وبأنه عمل غير المسلمين ، ومنهج أهل الشرك والمغضوب عليهم والضالين والله أعلم ) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (448 ) .
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها ، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها ، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين : إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح ، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم .
وأنا أقول: هذا هو عذر المفلس عن الرد والتوضيح والبيان الصحيح الذي لا تشوبه شائبة.
اقتباس:
وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق : بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله ، وبين الطواف بالقبر تقربـاً إلى صاحب القبر .
فالنوع الأول : يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
من قال هذا من العلماء المعتبرين المعتد بهم غيرك.
أطوف على القبر وقصدي عبادة الله؟! عيب عليك استخفاف عقول العباد فوالله ستسأل أمام الله عنهم.
واستشهادك بما قاله بعض أهل العم في الموضوع يعلم الله استشهاد يدل على ضعف صاحبه في معرفة المراد من الكلام، ولعلي أعلمك ما هو المراد من الكلام:
قولهم: هو بدعة منكرة، أي: أنها محرمة لا تجوز لأنها خلاف الهدي والسنة الصحيحين، فكان فاعلها ولو زين لنفسه نيته واقع فيما وقع به قاصد الطواف، وهو بهذه الصورة قاصد للطواف.
ثم تأتي أنت وتحسن نيته وتجعله يطوف بالقبر وكأن المسألة مسألة نية.
يعلم الله لو طبق الناس ما تقول لما بقى من أحد إلا وطاف على القبر، إلا من رحم الله.
هو إحدى أمرين:
إما أنك مجرد ناقل، لا تعرف ما ذا تنقل، وهذا مصيبة أيضا، لأن ما تنقله سيقرأه الآخرين.
وإما أنك ممن يفعل هذه الأمور وتريد تبريرا لنفسك لتحليل هذا الأمر وتجويزه. (وإن شاء الله حسن ظن مني أنك لست منهم)
فهل نراه يطوف حول القبر ومن ثم نستوقفه ونقول له: ما هي نيتك؟ فإذا قال: لله. قلنا له: هذه بدعة أكمل طوافك ولا تعد مرة أخرى. (أهذا برأيك كلام سليم يقبله جاهل فضلا عن عاقل؟)
اتق الله فإن أردت إفسادا فليس في هذا المنتدى الطاهر.
وإن كانت نيتك صادقة كما تقول، فخاطب الناس بما يعقلون، وأحسن صياغتك، وابتعد عن النقول التي قد لا تفهم معناها.
لا أعرفك، لكني قرأت ما سطرت يدك، وهو دليل نيتك، فارحم نفسك ومن ثم ارحم إخوانك.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
قولهم: هو بدعة منكرة، أي: أنها محرمة لا تجوز لأنها خلاف الهدي والسنة الصحيحين، فكان فاعلها ولو زين لنفسه نيته واقع فيما وقع به قاصد الطواف، وهو بهذه الصورة قاصد للطواف.
ثم تأتي أنت وتحسن نيته وتجعله يطوف بالقبر وكأن المسألة مسألة نية.
وهل الدهلوي يقول إنها سنة أو إن فاعلها لا يأثم ؟ .. أم أنه يقول إن الطواف بغير الكعبة بدعة منكرة وشرك أصغر ؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى :
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر .
قال الشيخ صالح الفوزان : ( السجود على التربة المسماة تربة الولي ، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي ، فهذا شرك أكبر ، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم ، وشرع دين لم يأذن به الله ، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 /86 ) .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى :
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر .
قال الشيخ صالح الفوزان : ( السجود على التربة المسماة تربة الولي ، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي ، فهذا شرك أكبر ، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم ، وشرع دين لم يأذن به الله ، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 /86 ) .
دعك من اللف والدوران، لا نجهل مثل هذه الأحكام
نحن نتكلم عن مسألة الطواف حول القبور التي سطرت كلماتها فقط، ودعك من غيرها
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التقرتي
رفع الله قدرك وأعلى شأنك وغفر لك ولوالديك يا (أبا الأمين) على هذين العنوانين
يعلم الله لن أنساك ما حييت من صالح دعائي
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
رفع الله قدرك وأعلى شأنك وغفر لك ولوالديك يا (أبا الأمين) على هذين العنوانين
يعلم الله لن أنساك ما حييت من صالح دعائي
و لك بالمثل اخي آمين
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى :
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر .
قال الشيخ صالح الفوزان : ( السجود على التربة المسماة تربة الولي ، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي ، فهذا شرك أكبر ، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم ، وشرع دين لم يأذن به الله ، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 /86 ) .
بل خذ البيان الذي لا تدليس فيه، والذي لا أعتقد شيخنا الشيخ العلامة صالح الفوزان يعتقد بطلانه وخطأه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
وهذه العلة هي التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور، وهي التي أوقعت كثيرًا من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك، فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم لكواكب ونحو ذلك، فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر.
ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشعون ويخضعون، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ولا وقت السحر، ومنهم من يسجد لها، وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد، فلأجل هذه المفسدة حسم النبي صلى الله عليه وسلم مادتها حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقًا وإن لم يقصد المصلي بركة البقعة بصلاته، كما يقصد بصلاته بركة المساجد.
كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها، لأنها أوقات يقصد المشركون فيها الصلاة للشمس، فنهى أمته عن الصلاة حينئذ وإن لم يقصد ما قصده المشركون سدًّا للذريعة.
قال: وأما إذا قصد الرجل الصلاة عند القبور متبركًا بالصلاة في تلك البقعة، فهذا عين المحادة لله ورسوله، والمخالفة لدينه، وابتداع دين لم يأذن به الله، فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عند القبور منهي عنها، وأنه لعن من اتخذها مساجد.
فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها، فقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك والتغليط فيه.
وقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحة. وصرح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريم ذلك، وطائفة أطلقت الكراهة. والذي ينبغي أن تحمل على كراهة التحريم إحسانًا للظن بالعلماء، وأن لا يظن بهم أن يجوزوا فعل ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن فاعله والنهي عنه.
فالله المستعان على التوحيد الصحيح.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي التقرتي جزاك الله خيراً
------------------
وأشكرك على هذه المشاركة الطيبة ، فكلام العلماء الذي نقلته يوافق مـا سبق وقلناه في موضوع الطواف بغير الكعبة وأنه لا يكون شركاً أكبر على كل حال بل الأمر فيه تفصيل
واسمح لي أن أضع الفتاوى هنا أمام القارئ حتى يستفيد منها وجزاك الله خيراً
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله ، ما نصه : ( كنت جالسا مع إخوة لي من أبناء وطني من صعيد مصر، فقالوا لي: يوجد عندنا مقام لأبي الحسن الشاذلي من طاف به سبع مرات كانت له عمرة، ومن طاف به عشر مرات كان له حجة، ولا يلزمه الذهاب إلى مكة، فقلت لهم: إن هذا الفعل كفر بل شرك -والعياذ بالله- فهل أنا مصيب ؟ وبماذا تنصحون من ينخدع بذلك ؟
الجواب : نعم قد أحسنت، لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة ، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا ، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال ، ومنكر عظيم ، وفيه إثم عظيم .
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع ، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً ، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله- وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- ... فالدعاء والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم، والنذر لهم، والتوكل عليهم، أو اعتقاد أنهم يعلمون الغيب، أو يتصرفون في الكون، أو يعلمون ما في نفوس أصحابهم، والداعين لهم، والطائفين بقبورهم، كل هذا شرك أكبر -نعوذ بالله من ذلك- فالغيب لا يعلمه إلا الله؛ لا يعلمه الأنبياء ولا غيرهم، وإنما يعلمون من الغيب ما علمهم الله إياه، ويقول الله سبحانه وتعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ [النمل: 65].
فمن زعم أن شيخه يعلم الغيب، أو يعلم ما في نفس زائره، أو ما في قلب زائره فهذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالغيب لله وحده سبحانه وتعالى، وكذلك إذا عكف على القبر يطلب فضل صاحب القبر، ويطلب أن يثيبه أو يدخله الجنة بالجلوس عند قبره، أو بالقراءة عند قبره، أو بالاستغاثة به أو نذره له، أو صلاته عنده، أو نحو ذلك، فهذا كفر أكبر.
فالحاصل أن الواجب على المؤمن أن يحذر الشرك كله وأنواعه، والقبور إنما تؤتى للزيارة، يزورها المؤمن للدعاء لهم، والترحم عليهم، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يغفر الله لنا ولكم يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية وهكذا .
أما أن يدعوهم مع الله ، أو يستغيث بهم، أو ينذر لهم ، أو يتقرب إليهم بالذبائح بالبقر، أو بالإبل، أو بالغنم ، أو بالدجاج فكل هذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالواجب الحذر والواجب التفقه في الدين ، المسلم عليه أن يتفقه في دينه حتى لا يقع في الشرك والمعاصي .
وعلماء السوء علماء ضلالة يضلون الناس ويغشونهم، فالواجب على علماء الحق أن يتقوا الله وأن يعلموا الناس من طريق الخطب والمواعظ وحلقات العلم، ومن طريق الإذاعة، ومن طريق الكتابة والصحافة ، ومن طريق التلفاز، يعلمون الناس دينهم ويرشدونهم إلى الحق حتى لا يعبدوا الأموات ، ولا يستغيثوا بهم ، وحتى لا يطوفوا بقبورهم، وحتى لا يتمسحوا بها، وحتى لا ينذروا لها وحتى لا يقعوا بالمعاصي .
والقبور تزار للذكرى؛ لذكر الآخرة، وذكر الموت، وللدعاء للميت والترحم عليه كما تقدم، أما أن يطاف بقبره أو يدعى من دون الله أو يستغاث به، أو يجلس عنده للصلاة، فهذا لا يجوز، والجلوس عند قبره للصلاة عنده أو للقراءة عنده بدعة، وإذا كان يصلي له كان كفرا أكبر، فإن صلى لله وقرأ لله يطلب الثواب من الله، ولكن يرى أن القبور محل جلوس لهذه العبادات صار بدعة فالقبور ليست محل جلوس للصلاة أو للقراءة، ولكنها تزار للدعاء للأموات، والترحم عليهم، مثلما زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
فالنبي كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وكان إذا زار البقيع يقول: اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ويترحم عليهم، وهذه هي الزيارة الشرعية، فيجب الحذر مما حرم الله مما أحدثه عباد القبور، وأحدثه الجهال، مما يضر ولا ينفع بل يوقع أصحابه في الشرك الأكبر- ولا حول ولا قوة إلا بالله ) فتاوى نور على الدرب (1/304) .
وجـاء في موقع الإسلام سؤال وجواب في كلامهم عن حكم الطواف بالأضرحة : ( ... وبهذا يعلم أن الطائف حول القبر قد يكون واقعاً في الشرك الأكبر ، وقد يكون واقعاً في البدعة ، بحسب قصده وإرادته ، هل أراد التقرب إلى صاحب القبر ، أم التقرب إلى الله تعالى بهذا الطواف .
هذا بالنسبة للعمل نفسه وهو الطواف ، وأما الشخص المعيّن وهو من قام بالفعل ، فلو فرض أنه أراد التقرب لصاحب القبر ، لم يجز تكفيره إلا بعد ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه ، فيُطلق القول بأن الطواف حول القبر تقرباً لصاحبه كفر وشرك أكبر ، وأن الطائف على هذا النحو مشرك ، وأما المعين فلابد من التحقق من كونه فعل ذلك مختارا على وجه لا يعذر فيه بجهل أو تأويل ، وذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان ، وإمكانية التعلم ، فإن كان حديث عهد بإسلام ، أو ناشئا في بادية بعيدة ، أو كان مثله يجهل ذلك ، لخفاء المسألة وعدم من ينبه عليها ، فهو معذور ، وإن كان مثله لا يجهل ذلك فهو كافر مشرك ) إهـ
قلت : وهــذا يوافق ما قلناه سابقاً في حكم الطواف حول القبور وأنه يختلف بالقصد فقد يكون شركاً أكبر وقد يكون بدعة شنيعة .. فتـأمـل .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
بارك الله فيك أخي (الإمام الدهلوي) ،
أظن أن المسألة واضحة للجميع الآن .
- إن طاف حول القبر متقرباً لصاحب القبر ، فهذا كافر .. لأن التقرب إلى غير الله شرك أكبر ، وهو حقيقة معنى العبادة .
- إن طاف حول القبر متقرباً لله تعالى ، فهذا مبتدع ضال ، وفعله بدعة منكرة ، وذريعة إلى الشرك .
وهذا يُقال في كثير من أفعال العبادة .. أنه من فعلها تقرباً إلى الله بها ، فهذا مبتدع ضال .. ولا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية ، وإظهار أن هذا مما لم يشرعه الله تعالى ولم يرضه ، فإن أصرّ وعاند ، فهو كافر ولا كرامة .
هذا ، والله أعلم
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
قلت : وهــذا يوافق ما قلناه سابقاً في حكم الطواف حول القبور وأنه يختلف بالقصد فقد يكون شركاً أكبر وقد يكون بدعة شنيعة .. فتـأمـل .
بل والله تأملنا ما قلته سابقا ويعلم الله أنه ليخالف ما تقوله الآن.
أبعد أن بان لك الحق والصواب فيما وضعنا لك، تقول هذا الكلام؟!
لم لم تقر أصلا بأنك أخطأت واستعجلت، وأنك عرفت الحق والصواب الآن، ولا داعي لتموه على الناس أن كلامك هنا هو نفس كلامك السابق، فليس الأحبة عمي حتى لا يرو مشاركتك هنا ويرو مشاركاتك السابقة.
مصيبتك أنك تبتر النصوص وتأخذ منها ما وافق هواك. وتدندن حول مسألة (بدعة شنيعة) هل عرفت المراد بقولك أو بقولهم: بدعة شنيعة؟! أم هو تقليل خطورة الأمر ومحاولة رفع التهويل عن فاعله والتماس العذر له؟!
أعيد كلامي مرة أخرى: أعرف مراد العلماء عندما وصفوا هذا بأنه (بدعة) فلم يسكتوا بعد هذه الكلمة، بل قالوا: بدعة منكرة محرمة وفاعلها يخشى عليه من الشرك، فإذا علم وعرف ومن ثم فعلها بنفس النية السابقة التي تدندن حولها أنت، فهو مشرك الآن. فافهم هذا.
مصيبتنا أننا نكلم الناس وكأنهم عمي لا يفهمون ولا يعقلون، ولا ألومك بهذا فإنه قد يوجد من هذا الصنف أناس لكن ثق أنهم في رقبتك أمام الله.
الإعتراف بالحق فضيلة، ولا يهمني كل ما جرى ما دام الحق قد ظهر وعلى، فهداكم الله إلى الحق آمين
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
وجـاء في موقع الإسلام سؤال وجواب في كلامهم عن حكم الطواف بالأضرحة : ( ... وبهذا يعلم أن الطائف حول القبر قد يكون واقعاً في الشرك الأكبر ، وقد يكون واقعاً في البدعة ، بحسب قصده وإرادته ، هل أراد التقرب إلى صاحب القبر ، أم التقرب إلى الله تعالى بهذا الطواف .
هذا بالنسبة للعمل نفسه وهو الطواف ، وأما الشخص المعيّن وهو من قام بالفعل ، فلو فرض أنه أراد التقرب لصاحب القبر ، لم يجز تكفيره إلا بعد ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه ، فيُطلق القول بأن الطواف حول القبر تقرباً لصاحبه كفر وشرك أكبر ، وأن الطائف على هذا النحو مشرك ، وأما المعين فلابد من التحقق من كونه فعل ذلك مختارا على وجه لا يعذر فيه بجهل أو تأويل ، وذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان ، وإمكانية التعلم ، فإن كان حديث عهد بإسلام ، أو ناشئا في بادية بعيدة ، أو كان مثله يجهل ذلك ، لخفاء المسألة وعدم من ينبه عليها ، فهو معذور ، وإن كان مثله لا يجهل ذلك فهو كافر مشرك ) إهـ
عندما ظللت الكلام المظلل بالأزرق، هل قرأت ما تحته، أم أن المسألة مجرد هوى، وتصيد للكلام بدون معرفة المراد منه؟!
أعيد وأقول: الحمد الله الذي أبان إفلاسك بنفسك.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
الاخ الامام الدهلوي لو تسمح لي وفقك الله
كلام الشيخ ابن باز رحمه الله لا يتعلق بنفس الفعل بل بالفاعل نفسه , ولهذا قال ( فإن كان طاف يحسب أنه مشروع ... ) فالمتعلق هنا بالفاعل , اما الفعل نفسه فشرك عند الشيخ ولا شك , وقد عذره الشيخ لظنه هذا , وليس لمجرد الفعل , ولو قيل انه معذور لجهله مثلا لكان ادق في الوصف .
اما الطواف على القبر على وجه العموم فهو شرك , ولا اظنك تجد علما من اهل السنة يقول انه - كفعل مجرد - ليس بشرك .
ارجو ان اكون اوصلت المعلومة واضحة .
رعاك الله .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أخي الكريم جزاك الله خيراً
والذي تحصل من مجموع أقوال اهل العلم التي سبق عرضها أن الطواف على القبر كفعل مجرد لا يكون شرك أكبر إلا إذا قارن ذلك قصد التعبد للقبر ، أما إن طاف على القبر بقصد التعظيم والتحية فهذا الفعل لا يكون شرك أكبر بل هو محرمة ومعصية وبدعة شنيعة .
وكلام الشيخ ابن باز رحمه الله صريح في تأكيد هذا التفصيل
فقد قال رحمه الله : ( .. لا يجوز الطواف بالقبور ، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي ، ولا بقبر البدوي ، ولا بقبر الحسين ، ولا بالسيدة زينب ، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم ، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة ، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا ، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف ، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة ، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال ، ومنكر عظيم ، وفيه إثم عظيم .
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع ، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً ،
وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر ) إهـ
وكمــا تــرى فكـلام الشيخ رحمه الله عن تكييف الفعـل وأنه يترجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة شنيعة ..
ولعلك تراجع قرأة الموضوع من الأول سوف تجد أقوال أهل العلم في حكم الطواف بالقبر بقصد التحية أو التعظيم .
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
أخي الكريم جزاك الله خيراً
والذي تحصل من مجموع أقوال اهل العلم التي سبق عرضها أن الطواف على القبر كفعل مجرد لا يكون شرك أكبر إلا إذا قارن ذلك قصد التعبد للقبر ، أما إن طاف على القبر بقصد التعظيم والتحية فهذا الفعل لا يكون شرك أكبر بل هو محرمة ومعصية وبدعة شنيعة .
وكلام الشيخ ابن باز رحمه الله صريح في تأكيد هذا التفصيل
فقد قال رحمه الله : ( .. لا يجوز الطواف بالقبور ، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي ، ولا بقبر البدوي ، ولا بقبر الحسين ، ولا بالسيدة زينب ، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم ، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة ، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا ، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف ، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة ، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال ، ومنكر عظيم ، وفيه إثم عظيم .
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع ، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً ،
وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر ) إهـ
وكمــا تــرى فكـلام الشيخ رحمه الله عن تكييف الفعـل وأنه يترجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة شنيعة ..
ولعلك تراجع قرأة الموضوع من الأول سوف تجد أقوال أهل العلم في حكم الطواف بالقبر بقصد التحية أو التعظيم .
والله أعلم وأحكم .
يعلم الله يا أخي لا يجهلنا ما كتبت ولا ما وضحت.. لكن مشكلتك أن تقول بدعة منكرة وتسكت.
أكمل يا أخي: ما هو درجة هذه البدعة؟ وهل إذا فعلها بعد ما عُرف وعُلم يقال أيضا أن فعله بدعة؟ وهل يعذر في هذا الزمان أحد؟
أخي هذا هو الذي حاولنا أن ننبهك عليه، لكنك مصر على رأيك المبتور، الذي هو على اطلاقه ما قاله أحد من أهل العلم. فتنبه
نعم إن كان قصده بالطواف ظنا منه جهلا أنه مشروع، فهذا نقول قد فعل بدعة منكرة شنيعة هي من وسائل الشرك التي لا يستهان بها، فإذا نُبه وعُرّف وعُلّم ومن ثم رجع بعد ذلك فهو مشرك يقينا لتعمده الفعل وقصده الآن.
لكن في الوقت الحاضر الذي بان فيه كل شيء وسهل فيه الوصول للحق، هل يمكن أن نطلق هذا الرأي الآن؟ انظر إلى كلام الشيخ الأخير فقد أجاب عن هذه الجزئية.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
الاخ الامام الدهلوي
لماذا يقول ابن تيمية ان بين له خطأ ظنه فأصر عليه كفر ..؟
هل يكفر صاحب البدعة , او يقتل كما هو قول ابن تيمية الاخر .؟
وفقك الله .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجفن
الاخ الامام الدهلوي
لماذا يقول ابن تيمية ان بين له خطأ ظنه فأصر عليه كفر ..؟
هل يكفر صاحب البدعة , او يقتل كما هو قول ابن تيمية الاخر .؟
وفقك الله .
أخي الكريم وفقك الله تعالى :
---------------
انظـر هنـا جيـداً
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : ( .... من اعتقد ذلك ديناً وقربةً عُـرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين ، وأن ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل ) إهـ مجموع الفتاوى (26 /121 ) .
فهذا الذي قال فيه شيخ الإسلام رحمه الله بأنه يقتل بعد البيان المقصود منه أنه إن أصر على استحلال هذا الفعل وكونه ديناً فلا اشكال حيئنذ في كفره ووجوبه قتله على قواعد أهل السنة والجماعة لأن أحل ما حرم الله .وصار مرتداً ... فالكلام ليس متعلق بالبدعة بل بالإستحلال .. هل فهمت مقصد شيخ الإسلام رحمه الله .
--------------
وهذه فائدة أخرى :
---------
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( وأما الرجل الذي طلب من والده الحج ، فأمره أن يطوف بنفس الأب ، فقال : طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين ، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله ، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين ، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره ) إهـ مجموع الفتاوي (2/308).
لاحظ هنا : كيف فصل شيخ الإسلام في عدة أمور :
ققد قال عن الرجل الذي قال والده طف حولي لأن الله ما فارقني قط طرفة عين
فهذا لا شك في كونه كفر لما يتضمنه من اعتقاد الحلول والإتحاد والسخرية بأحكام الله عزوجل
ثم قال شيخ الإسلام أما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين وقال أن من اعتقد ذلك دين فهو كافر أي من استحل ذلك الطواف.
وعلى كل حال فالطواف للقبر لابد قيه من تفصيل ولا يصح اعتباره شرك أكبر بمجرده كما جاء في أقوال العلماء التي سبق نقلها .
وأما بخصوص كلام الشيخ ابن باز رحمه الله فكما قلت لك أن كلامه متعلق بتكييف الفعل وليس الفاعل .. وهذا قول أخر للشيخ ابن باز رحمه الله زيادة في التأكيد
فقد قال رحمه الله : ( وهكذا الطواف على القبور منكر الطواف يكون بالكعبة لا يطاف بالقبور، فهذا منكر عظيم بل شرك أكبر إذا قصد به التقرب إلى صاحب القبر فهو شرك أكبر، وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب لله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر ... إلخ ) إهـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/9792
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
الاخ الامام الدهلوي
سؤال /
ماذا لو كنت متلبسا ببدعة ( لا تصل الى الكفر ) وكنت متاولا في ذلك , ثم جئت وانكرت علي وقلت لي ان فعلك هذا بدعة وبينت لي ذلك بالدليل ولم اقبل لورود شبهة لدي , هل اكفر ...؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
وهذا قول أخر للشيخ ابن باز رحمه الله زيادة في التأكيد
فقد قال رحمه الله : ( وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب لله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر ...إلخ ) إهـ
ما دمت تعرف هذا الكلام هداك الله وتعلم أنه الحق، وأنه كما قلنا لك: لا تقل: (بدعة منكرة) وتسك، بل قل كما قال أهل العلم، وخذ الإمام ابن باز مثلا: (بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة)، فلم لم تقله من قبل؟! أليس هذا ما حاولنا أن نبيه لك ونوضحه لك؟!
أم هو التشويش على الناس؟ أو العناد عن الإعتراف بالخطأ في الفهم أو التعبير؟ هدانا الله وإياك آمين.
يعلم الله يا أخي ما جادلناك مكابرة وعنادا، فلا نعرفك أصلا حتى نعاديك، لكن ما جادلناك إلا لمّا بان لنا خطأ كلامك على إطلاقه (بدعة وتسكت).
لكن بعد أن نقلت الحق من القول في المسألة فجزاك الله خيرا الآن، وسسدك وأخذ بيدك آمين.
يعلم الله أن من أخطر المسائل التي قد يهلك فيها الناس مسائل العقائد، وإن كان الإنسان قد يحصل منه الخلل عن غير قصد، وهذا هو سوء الفهم نسأل الله العافية.
والله ما أردنا إلا خيرا، والله على ما أقول شهيد، فله الحمد والثناء الحسن.
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجفن
الاخ الامام الدهلوي
سؤال /
ماذا لو كنت متلبسا ببدعة ( لا تصل الى الكفر ) وكنت متاولا في ذلك , ثم جئت وانكرت علي وقلت لي ان فعلك هذا بدعة وبينت لي ذلك بالدليل ولم اقبل لورود شبهة لدي , هل اكفر ...؟
أخي الكريم جزاك الله خيراً
-----------------
البدعة التي تقع في المسائل الإعتقادية والتعبدية لا يخلو حالها من ثلاث صور :
* أن تكون كفراً في الحـال
* أن تكون كفراً في المـآل
* أن تكون فسقاً
فالبدع ليست على رتبة واحدة من جهة حكمها الشرعي ويُراجع في هذا كلام العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه ( معارج القبول )
أما المبتدع نفسه فهذا حكمه يختلف بحسب نوع البدعة التي وقع فيها .. وبحسب وضوح الحجة الشرعية له وخفائها ، ويُراجع في هذا بالتفصيل كتاب ( الإعتصام ) للإمام الشاطبي رحمه الله .
وعليه فـإن سؤالك على الرجل الذي وقع في نوع من البدع الغير مكفرة ثم بُيّن له أن هذه بدعة محرمة فأصر على البقاء عليها فهل يكفر هذا بعد قيام الحجة ؟؟
الجواب : قد يكفر وقد لا يكفر فليس بالضرورة أن يكفر بعد قيام الحجة على كل حال ، فقد تبلغه الحجة ولكن لا يحسن الفهم فيبقى معذوراً أيضاً .. وقذ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الرائع ( رفع الملام عن الأئمة الاعلام ) عشر أسباب في عذر المخطئ والجاهل والمتأول والمجتهد ، فراجعه فهو مفيد جداً
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأيضًا فكون المسألة قطعية أو ظنية هـو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفًا للقول في نفسه ؛ فإن الإنسان قـد يقطع بأشياء علمها بالضرورة ، أو بالنقل المعلوم صدقه عنده ، وغيره لا يعرف ذلك ، لا قطعًا ولا ظنًا ، وقد يكون الإنسان ذكيًا ، قوي الذهن ، سريع الإدراك ، فيعرف من الحق ، ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه ، لا علمًا ولا ظنًا ؛ فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة ، وبحسب قدرته على الاستدلال ، والناس يختلفون في هذا وهذا، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه ، حتي يقال : كل من خالفه قد خالف القطعي ، بل هو صفة لحال الناظـر المستدل المعتقد ، وهـذا مما يختلف فيه الناس ، فعلم أن هـذا الفـرق لا يطـرد ولا ولا ينعكس .... فـإن الكفر والفسق أحكام شرعية ليس ذلك مـن الأحكام التي يستقل بها العقل ... ولكـن مـن شأن أهـل البـدع أنهم يبتدعـون أقـوالاً يجعلونها واجبة في الدين ، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه ، ويكفرون من خالفهم فيها ، ويستحلون دمه ؛ كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة، وغيرهم ، وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ وإن كان مخالفًا لهم مستحلاً لدمائهم ، كما لم تكفر الصحابة الخوارج ، مع تكفيرهم لعثمان وعلى ومن والاهما ، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم ...) إهـ مجموع الفتاوى(19/217).
وهذه صور توضح لك المسألة :
* الخوارج ناظرهم ابن عباس رضي الله عنه فتوضّح الحق لبعض فرجعوا عن بدعهم وأصر الأخرون على بدعتهم ، ومع هذا قاتلهم الصحابة دفعاً لشرهم وتطبيق لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يكفرهم كثير من الصحابة رضي الله عنهم .
* وكذلك ناظر الإمام أحمد الجهمية أمام خلفاء بني أمية ولكن أصروا على بدعتهم ولم يكفرهم لأنه جهلة لم يفهموا الحجة وقد لبس عليهم المبتدعة .. وهكـذا
وأختم بهذا القول من شيخ الإسلام رحمه الله فقد قال : ( ولهـذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق عرشه لما وقعت محنتهم ، أنا لو وافقتكم كنت كافراً ، لأني أعلم أن قولكم كفـر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال ، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم ، أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا) إهـ الرد على البكري(1/383).
فلاحظ قوله هنا :( أنا لو وافقتكم كنت كافراً لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال ... ) إهــ
تأمل جيـداً فـإن شيخ الإسلام رحمه الله مع بيانه لهؤلاء القوم حقيقة ما هم عليه من الضلال الشنيع ، إلا أنه لـم يكن يكفرهم بأعيانهم لأنهم لـم يستطيعوا فهم الحجة الشرعية فقد لُبّس عليهم !!
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
لقـد أطلنا الكلام في بيان هذه المسالة .. ونقلنا من أقوال العلماء سلفاً وخلفاً ما يوضح وجـه الحق فيها .
وسوف أختم بهذا القـول .
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله عند حديثه عن بعض الأفاضل: ( .. من ذلك أنه يستحل دم من استغاث بغير الله من نبي أو ولي وغير ذلك ، ولا ريب أن ذلك إذا كان عن اعتقاد تأثير المستغاث كتأثير الله كفر ، يصير به صاحبه مرتداً كما يقع في كثير من هؤلاء المعتقدين للأموات الذين يسألونهم قضاء حوائجهم ويعولون عليه زيادة على تعويلهم على الله سبحانه ، ولا ينادون الله جل وعلا إلا مقترناً بأسمائهم ويخصونهم بالنداء منفردين عن الرب فهذا أمر الكفر الذي لا شك فيه ولا شبهة ، وصاحبه إذا لم يتب كان حلال الدم والمال كسائر المرتدين ) إهـ البدر الطالع (1/356 ) .
والحمد لله أولاً وأخـراً .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
حسبي الله على كل ملبس ومدلس وصاحب شبه
السجود لغير الله على حالتين
سجود التحية وسجود العبادة
الاول _ سجود التحية _ كان مشروع عند من قبلنا وحرم في شرعنا كما في حديث معاذ رضي الله عنه
والثاني _ سجود العبادة _وهو شرك اكبر
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عـمـر
السجود لغير الله على حالتين
سجود التحية وسجود العبادة
وما الذي يفرّق بينهما والفعل واحد ؟ أهو اعتقاد القلب ؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
وما الذي يفرّق بينهما والفعل واحد ؟ أهو اعتقاد القلب ؟
ليس فعلا واحدا ... فسجود التحية هو ما يحدث عند الملوك والامراء وهو باحناء الظهر وطأطأة الرأس قليلا
اما سجود العبادة فهو السجود في الصلاة ...
فكيف يكون الفعل واحد ؟؟
اما من اعتقد بجواز سجود العبادة لغير الله _ وإن لم يفعل _ فهو مشرك
ومن فعل ايضا سجود التحية بنية العبادة يكفر ...
موضوع نية القلب اذا صرح بها يحكم عليه وان لم يفعل
نحن نتحدث عن ظاهر العمل
هذه الصورة تحية وتلك عبادة ..
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
أقصد بالفعل هو : وضع الجبين على الأرض ..
يقول الله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [السجدة : 15]
ويقول عن إخوة يوسف : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [يوسف : 100]
خرّ بمعنى : سقط على الأرض
جاء في لسان العرب : (( وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سقط )) .
وجاء في الصحاح : (( وخَرَّ لله ساجداً ، يَخِرُّ خُروراً ، أي سَقَط ))
فكيف يكون سقوطهم على الأرض هو فقط انحناء الظهر ؟
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
يقول الله تبارك وتعالى : ( قَـعُـواْ لَـهُ سـاجدين ... الآية ) سورة الحجر.
هـذا دليل كما قال أهل العلم على أن سجود التحية كان على هيئة السقوط إلى الأرض وليس مجرد الإنحناء بالرأس .
وهاكم بعض أقوالهم :
يقول علامة العراق الألوسي رحمه الله : ( وفي أمرهم بالوقوع أي السقوط دليل على أن ليس المأمور به مجرد الانحناء كما قيل بل السجود بالمعنى المتبادر ) إهـ روح المعاني .
وقال في موضع أخر : ( " فقعوا له " أمـر من وقع ، وفيه دليـل على أن المأمور بـه ليس مجرد الإنحناء كما قيل : أي فاسقطوا لـه " ساجدين " تحية له وتكريماً ) إهـ المصدر السابق .
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله : ( وفيه دليل على أن المأمور به هو السجود ، لا مجرّد الإنحناء كما قيل ، وهذا السجود : هو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة ، ولله أن يكرم من يشاء من مخلوقاته كيف يشاء بما يشاء ) إهـ فتح القدير.
والله أعلم وأحكم .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
ما تقولون في هذا الكلام
...
الذي يعتقد في المقبور مشرك طاف أم لم يطف . والذي يتقرب إلى الله بالطواف حول قبر كالذي يصلى المغرب أربعا تقربا لله .. بدعة كفرية أو يصلي للمقبور تقربا لله .
فالصلاة مما تميزت لله بصورتها . والطواف مما تميز للكعبة بصورته فلا وجه للنية ولا أثر مع تميز هذه الصورة
قال ابن القيم في الجواب الكافي فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته”
وذكر ابن تيمية أن من اتخذ الطواف بغير الكعبة دينا كفر كمن يصلي اليوم لبيت المقدس
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى :
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر .
قال الشيخ صالح الفوزان : ( السجود على التربة المسماة تربة الولي ، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي ، فهذا شرك أكبر ، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم ، وشرع دين لم يأذن به الله ، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 /86 ) .
بخصوص قوله شرع دين لم يأذن به الله وجعله بدعة ووسيلة للشرك . كيف ذلك وقد قال الله تعالى﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم﴾
[الشورى: 21]
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف نجاح
ما تقولون في هذا الكلام
...
الذي يعتقد في المقبور مشرك طاف أم لم يطف . والذي يتقرب إلى الله بالطواف حول قبر كالذي يصلى المغرب أربعا تقربا لله .. بدعة كفرية أو يصلي للمقبور تقربا لله .
فالصلاة مما تميزت لله بصورتها . والطواف مما تميز للكعبة بصورته فلا وجه للنية ولا أثر مع تميز هذه الصورة
قال ابن القيم في الجواب الكافي فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته”
وذكر ابن تيمية أن من اتخذ الطواف بغير الكعبة دينا كفر كمن يصلي اليوم لبيت المقدس
اقتباس:
والطواف مما تميز للكعبة بصورته
الطواف لله وليس للكعبة
الكعبة وجهه وكانت الوجهه الاولى لبيت المقدس فتغيرت هذه الوجهه لان الله امر بذلك انظر قوله تعالى - فلنوينك قبلة ترضاها
كلامك اخى الكريم شريف نجاح فيه نظر فإنك لم تفرق بين نية التعبد لله او لغيره ونية التقرب لله او لغير الله وكذلك فعل العبادة لله او لغيره
مثال -دعاء الله ودعاء غيره فالاول توحيد والثانى شرك
اما دعاء الله عند القبر او دعاء الله والتوسل الى الله به فبِدْعَه-
ففرق بين دعائه ودعاء الله به فرْق بين التوسل والشفاعة
قال ابن القيم رحمه الله :
فإذا قرَّر الشيطان عنده أن الإقسام على الله به، والدعاء به أبلغ في تعظيمة واحترامه، وأنجع في قضاء حاجته، نقله درجةً أخرى إلى دعائه نفسه من دون الله. ثم ينقله بعد ذلك درجةً أخرى إلى أن يتخذ وثنًا يعكف عليه ويوقد عليه القنديل، ويعلق عليه الستور، ويبنى عليه المسجد، ويعبده بالسجود له، والطواف به وتقبيله واستلامه والحج إليه والذبح عنده..
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 217).
مثال آخر
فرق بين من صلى إلى القبور أي جهتها ولكن صلاته لله متقربا بصلاته لله، وبين من صلى لها متقربًا إليها، وكذلك من ذبح لله او ذبح إكرامًا للضيف، ومن ذبح تقربًا وإهلالًا لغير الله
فهذه صلاة وهذه صلاة
وهذا ذبح وهذا ذبح-
الذبح لله توحيد والذبح اكراما للضيف جائز
اما الذبح للمقبور فشرك اكبر -
ونوع آخر شبيه بمسألة الطواف لله بوَّبَ له الامام محمد ابن عبد الوهاب
وهو الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
كل هذه صور تتضح بمعرفة الفروق والضوابط بين الشرك الاكبر والاصغر ووسائله
أما ادخال بعض الصور فى بعض يحدث الخلل كما هو ظاهر فى مناقشة الموضوع وعدم فهم كلام الامام ابن باز رحمه الله-
اما من نوى التعبد لغير الله فهو كافر وان لم يعبد
من عبد وصرف العبادة لغير الله فهو عابد لغير الله وان لم يفعل العبادة
فمن عبد غير الله ولم ينوى العبادة فهو عابد لغير الله كما حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: “يَا عَدِيُّ، اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، فَطَرَحْتُهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَة، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ[ [التوبة: 31]، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُه ُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّون َهُ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ». فعدي ابن حاتم لم يكن يعتقد أن فعله عبادة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبادة.
يتبين من ذلك أن اشتراط نية التعبد لا يعتبر - من عبد فهو عابد
فاذا طاف لصاحب القبر او للقبر او حتى طاف للكعبة وعبدها فهو عابد لغير الله
نعبد رب البيت ولا نعبد البيت قال جل وعلا فليعبدوا رب هذا البيت
اذا عبد الله واطاع امره بالطواف كما قال جل وعلا ( وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) الحج/ 29 فهذا عابد لله وهذا هو الذى شرعه الله
اما من صرف هذه العبادة لغير الله ، فطاف حول الأضرحة والقبور فقد وقع في الشرك الأكبر .
وهذا ما قاله الامام ابن باز رحمه الله حيث قال كما فى المنقول سابقا طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكرا، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عـمـر
وما الذي يفرّق بينهما والفعل واحد ؟ أهو اعتقاد القلب ...؟ الجواب .ليس فعلا واحدا ... فسجود التحية هو ما يحدث عند الملوك والامراء...
اما سجود العبادة فهو السجود في الصلاة ...
فكيف يكون الفعل واحد ؟؟
اما من اعتقد بجواز سجود العبادة لغير الله _ وإن لم يفعل _ فهو مشرك
ومن فعل ايضا سجود التحية بنية العبادة يكفر ...
موضوع نية القلب اذا صرح بها يحكم عليه وان لم يفعل
نحن نتحدث عن ظاهر العمل
هذه الصورة تحية وتلك عبادة ..
****
السجود لغير الله على حالتين
سجود التحية وسجود العبادة
الاول _ سجود التحية _ كان مشروع عند من قبلنا وحرم في شرعنا
والثاني _ سجود العبادة _وهو شرك اكبر
نعم أحسنت
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اﻷخ الكريم محمد عبد اللطيف . الطواف مما تميز للكعبة . اللام في قولي للكعبة متعلقة بالتميز . والمعنى الطواف تعبدا لله مما تميز للكعبة . وهذا ظاهر لا أدري كيف غمض فعدلت عن معنى الاختصاص لمعنى القصد واﻹخلاص
...
كل جوابك عدول عن أسئلتي
فعدلت عن معنى الاختصاص في الصلاة للقبلة ولله إلى معنى القصد واﻹخلاص
والصورة لو صلى ناحية القبر والقبر عكس القبلة بنية التقرب لله
والصورة لو صلى أربع ركعات خضوعا لولي الله تقربا لله .
ثم قضية التشريع لو صلى المغرب أربعا تقربا لله . فقس على هذه الصور الطواف
أما قولك أنني لم أفرق بين نية التقرب لله ونية التقرب للولي المقبور
فجوابه أنني لم أتبنى رأيا في المسألة
أما عن التفريق فالذي يكفر الطائف في حالتيه سيفرق بين كفر وكفر ولا شك أن الكفرةبعضه فوق بعض قال تعالى (ثم ازدادوا كفرا ) فالتفريق ظاهر
أعتقد أن المسألة ليس حلها في تكرار المكرر المعروف وإنما تحتاج لفكر غير نمطي .
-
رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف نجاح
اللام في قولي للكعبة متعلقة بالتميز . والمعنى الطواف تعبدا لله مما تميز للكعبة .
كل جوابك عدول عن أسئلتي
فعدلت عن معنى الاختصاص في الصلاة للقبلة ولله إلى معنى القصد واﻹخلاص
والصورة لو صلى ناحية القبر والقبر عكس القبلة بنية التقرب لله
ثم قضية التشريع لو صلى المغرب أربعا تقربا لله . فقس على هذه الصور الطواف
أما قولك أنني لم أفرق بين نية التقرب لله ونية التقرب للولي المقبور
فجوابه أنني لم أتبنى رأيا في المسألة
أما عن التفريق فالذي يكفر الطائف في حالتيه سيفرق بين كفر وكفر ولا شك أن الكفرةبعضه فوق بعض قال تعالى (ثم ازدادوا كفرا ) فالتفريق ظاهر
أعتقد أن المسألة ليس حلها في تكرار المكرر المعروف وإنما تحتاج لفكر غير نمطي .
اقتباس:
ما تقولون في هذا الكلام
انت اخى الكريم أردت مناقشت كلامك وانا ابديت وجهة نظرى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف نجاح
اللام في قولي للكعبة متعلقة بالتميز . والمعنى الطواف تعبدا لله مما تميز للكعبة .
كان الاولى التعبير بالباء كما قال تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق- فالاولى قولك بالكعبة لان اللام اما لام المِلْك أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يعني يملكونها.
أو تكون لام الاختصاص وهو شبه الملك.
أو تكون لام الاستحقاق مثل الْحَمْدُ لِلَّهِ يعني جميع أنواع المحامد مستحَقة لله.
اقتباس:
كل جوابك عدول عن أسئلتي
فعدلت عن معنى الاختصاص في الصلاة للقبلة ولله إلى معنى القصد واﻹخلاص
اردت تنبيهك فقط ان اللام قد يفهم منها الاستحقاق وليس الاختصاص لذلك نبهت على ذلك فقط
اقتباس:
والصورة لو صلى ناحية القبر والقبر عكس القبلة بنية التقرب لله
كل صورة لها حالة وانا اناقش الصورة التى ذكرها الامام ابن باز رحمه الله- وهى صرف العبادة لله بطريقه مبتدعة- يطوف لله بطريقة مبتدعة هذا لم يصرف العبادة لغير الله وضربت لك مثال بالذى يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله او الذى يدعوا الله عند القبر هذا بالنسبة للامكنة
اما بالنسبة للازمنة فكالذى يصلى فى وقت النهى عند طلوع الشمس وعند غروبها هو لم يسجد للشمس ولا للقمر-
فى كل هذا الصور العبادة لله ولكن يظن ان العبادة لله مشروعة بالمكان وانتبه للباء هنا -
نقول يظن انها مشروعة بالمكان فهذا من وسائل الشرك-
اما الشرك الاكبر فهو صرف العبادة لغير الله من صرف هذه العبادة لغير الله فقد وقع فى الشرك الاكبر وقد وضحته بالامثلة الظاهرة حتى يمكن تطبيقه على المشكل
ضربت المثال بدعاء الله هذا توحيد ودعاء غير الله شرك اما دعاء الله عند القبر فمن وسائل الشرك لانه لم يصل الى صرف العبادة لغير الله ، هذه هى القاعدة فى الشرك الاكبر
اما ان تجعل صورة الطواف لله يظن ان ذلك مشروع من الشرك الاكبر
فهذه لا ينطبق عليها القاعدة فى تعريف الشرك الاكبر-
فتعريف الشرك الاكبر بأنه صرف العبادة لغير الله-
لذلك بوب الامام محمد ابن عبد الوهاب بابين فى كتاب التوحيد
باب ما جاء في الذبح لغير الله- والباب بعده لا يُذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله
ففرق بين الذبح لله والذبح لغير الله كذلك فرق المحققين من علماء التوحيد بين الطواف لله والطواف تعبدا لغير الله
اقتباس:
ثم قضية التشريع لو صلى المغرب أربعا تقربا لله . فقس على هذه الصور الطواف
مسألة التشريع والبدعة بكونها نوع من انواع التشريع مسألة اخرى
اقتباس:
أما قولك أنني لم أفرق بين نية التقرب لله ونية التقرب للولي المقبور
اردت كما هو واضح فى الجواب السابق انه ما دام صرف العبادة لغير الله فهو عابد كما فى حديث عدى لسنا نعبدهم قال النبى فتلك عبادتهم لانه تم صرف العبادة لغير الله-اما التقرب لله بعباده غير مشروعة فهى مردودة لان العبادة لابد ان تتضمن الاخلاص والمتابعة فاذا اخلص ولم يتوفر شرط المتابعة فالعبادة مردودة