-
إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد :
فآدم عليه السلام أول البشر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :«أول من يدعى يوم القيامة آدم فتتراءى له ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعين قالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقي منا قال إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود »[1] و آدم عليه السلام هو * أول الأنبياء فعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : « آدم ». قلت يا رسول الله : و نبي كان ؟ قال :«نعم نبي مكلم ». قلت يا رسول الله :كم المرسلون ؟ قال : «ثلاثمائة وبضع عشر جما غفيرا »[2] ، ومادام آدم عليه السلام نبيا من الأنبياء فالواجب حمل أفعاله و تصرفاته على خير المحامل ما أمكن ، و إذا كان الخوض في مسلم عظيما فالخوض في أحد الأنبياء أعظم ، ومسألة أكل آدم عليه السلام من الشجرة أهو على سبيل العصيان أم على سبيل السهو و النسيان قد خاض فيها العلماء الكرام وكل أدلى بدلوه و الأدلة على أن هذه الخطيئة كانت خطاءا و سهوا لا عصيان وعمدا فذبا عن نبي الله آدم كان هذا السفر الذي عنونت له : (( إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان )) فأسأل الله التوفيق والسداد
[1]- صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 2583
[2] - صحيح مشكاة المصابيح حديث رقم 5737
-
سرد الآيات التي ذكرت خطيئة آدم و الأحوال الملتبسة بها
سرد الآيات التي ذكرت خطيئة آدم و الأحوال الملتبسة بها
قال تعالى : ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾[1] و قاال تعالى : ﴿ و َيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[2] و قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾[3] .
[1]- البقرة الآيات 35 - 37
[2]- الأعراف الآيات 19 - 23
[3]- طه الآيات 115 - 122
__________________
-
ما تدل عليه الآيات من وقوع خطيئة آدم خطاءا و نسيانا
ما تدل عليه الآيات من وقوع خطيئة آدم خطاءا و نسيانا
بينت الآيات أن الشيطان وسوس لآدم عليه السلام ، و كانت وسوسة الشيطان لآدم بصورة القرب و المشارفة فقد تعدت بحرف الجر (( إلى )) الذي يفيد الغاية فقد قال تعالى : ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ﴾ [1] ، و الوسوسة بصورة القرب و المشارفة غير الوسوسة بصورة النفوذ في القلب و الولوج في الصدر و السلطان علي الشخص بنحو يوَثر فيه ، و إن كان لا يسلب عنه الاختيار و الحرية ، و التي يدل عليها قوله تعالى : ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴾[2] ، و وسوسة الشيطان لآدم عليه السلام كانت وجها لوجه لا كما يوسوس الشيطان للناس فقد دلت الآيات أن الشيطان كان يتراءى لآدم وحواء قال تعالى : ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾[3] و (( هذا )) إشارة للقريب مما يدل على أن الشيطان كان مرئي لهما ، و قال تعالى حكاية عن الشيطان : ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ﴾[4] فالشيطان قال لآدم ، و القول يدل على متكلم مشعور به ، و كذلك قسم الشيطان لآدم و حواء في قوله تعالى : ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾[5] و القسم إنما يكون من مقاسم مشعور به ،و الوسوسة كانت بالإيهام بالنصح و الإرشاد فقد قال تعالى : ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾[6] أي : و أقسم الشيطان لآدم و حواء بالله إنه ممن ينصح لهما في مشورته عليهما بالأكل من الشجرة ، و هو كاذب في ذلك[7] ، فوسوسة الشيطان لآدم كانت كانت بالقرب والمشارفة و التراءى و المقاسمة بالله بالنصح مما جعلت آدم عليه السلام ينسى عهد الله بألا يأكل من الشجرة و أن يحذر الشيطان كما في قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾[8] .
[1] - طه الآية 120
[2] - الناس الآيات 4 - 5
[3] - طه الآية 117
[4] - طه الآية 120
[5] - الأعراف الآية 21
[6] - الأعراف الآية 20 - 21
[7] - التفسير الميسر
[8] - طه الآية 115
-
وجه نسيان آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة رغم تذكير الشيطان له
وجه نسيان آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة رغم تذكير الشيطان له
و قد يشكل على البعض كيف ينسى آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة و الشيطان يذكره به كما في قوله تعالى : ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾[1] و لا إشكال فلحن الحجة و اقتناع الشخص بالحجة الملحونة حتى و إن كانت غير صحيحة لم يعاف منه أحد حتى محمد صلى الله عليه وسلم ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما أنا بشر و إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار »[2]و الشيء الحق قد تكون مستحضره ثم يأتي من هو ألحن بالحجة فيقنعك بغيره و يقنعك بالباطل فتنسى الحق الذي معك وهذا يعتري أي إنسان عندما يكون إنسان على حق و عارفا له ثم يأتي شخص آخر يقسم لهو يتكلم بأسلوب مليح كأنه على صواب ينسى الشخص الحق الذي معه و يتوهم أن الآخر هوالذي على صواب ، و الخطأ و السهو جائز في حق البشر ، و تذكير الشيطان لآدم بنهي الله عن الأكل من الشجرة لا يعني بالضرورة استحضار النهي عن الأكل من الشجرة حال الخطيئة فهذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى : ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾[3] فقوله تعالى : (( فأكلا منها )) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب .
[1]- الأعراف من الآية 20
[2] - صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
[3] - طه الآية 120 - 121
-
الرد على من يقول نسيان آدم عليه السلام العهد المراد به نسيان الميثاق
الرد على من يقول نسيان آدم عليه السلام العهد المراد به نسيان الميثاق
و إن قيل الأقرب في نسيان آدم عليه السلام في قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾[1] نسيان الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم و ليس نسيان الأكل من الشجرة و يدل على ذلك أمرين :
الأمر الأول : وجود الواو الفاصلة بين الآيتين، حيث يظهر أنها واو الإستئناف، فقد قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾[2] فالفصل بالواو يشير إلى البدء بكلام جديد ، و أن الكلام عن الملائكة غير متفرع على ما قبله، ولا هو من توابعه التي ترتبط به.
الأمر الثاني : لو أن آدم عليه السلام قد نسى النهي عن الأكل من الشجرة فإبليس اللعين قد أزال هذا النسيان حين ذكَّر آدم عليه السلام بنهي الله له عن الأكل من الشجرة .
و الجواب من عدة وجوه منها :
الوجه الأول : أن الميثاق أخذه الله على آدم و ذريته آدم و ليس آدم فقط قال تعالى : ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾[3] ،أما الآية في سورة طه فقد ذكرت العهد لآدم لا العهد لآدم و ذريته .
الوجه الثاني : أن آيات الميثاق دلت على توحيد الربوبية، وعلى أن توحيد الربوبية أمر فطري فطر الله تعالى الخلق عليه ، و قد ألهم الله البشرية كلها بأنه هو ربها وإلهها، وأنه ليس لها رب ولا إله غيره، وأنه أخذ عليها ميثاقاً بذلك: ( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا )، فلم يعد يقبل منهم أن يقولوا يوم القيامة: نسينا وكنا غافلين عن هذا الميثاق أو يحتجوا بأن آباءهم أشركوا وأنهم اتبعوهم في شركهم لأنهم من ذريتهم ،و الأنبياء معصومون من الكفر سواء عمدا أو سهوا فكيف ينسى آدم الميثاق ؟!!
و لايصح أن يكون آدم قد نسي الميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء كما في قوله تعالى :﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّه ُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴾[4] فمعنى الآية واذكر -أيها الرسول- إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة, ثم جاءكم رسول من عندي, مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه. فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق ؟ قالوا: أقررنا بذلك, قال: فليشهدْ بعضكم على بعض, واشهدوا على أممكم بذلك, وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم. وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك[5] فميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا و أن يؤمنوا بمحمد عليه السلام وينصروه إن أدركوه, وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم فهل يمكن لآدم عليه السلام أن ينسى هذا الميثاق ؟!!!
و قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾ واضح في عدم إرادة الميثاق الذي أخذه الله عز وجل على آدم وذريته و على عدم إرادة الميثاق الذي أخذه الله على النبيين فالعزم الإرادة الصلبة القوية، و عقد القلب على إمضاء الأمر مما يوحي بتطلب فعل أمر و اجتناب نهي و هذا يصدق على أكل آدم من الشجرة لا إقراره بربوبية الله أو تصديقه للأنبياء أو إيمانه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فلم يستمر آدم على أمر الله بعدم الأكل من الشجرة .
وقولهم : ( الفصل بالواو دل أن الكلام عن الملائكة غير متفرع على ما قبله، ولا هو من توابعه التي ترتبط به )) يجاب عليه بأنه لو سلمنا بأن الكلام عن الملائكة غير مرتبط بما قبله فهذا لا يقدح في كون نسيان العهد نسيان النهي عن الأكل من الشجرة فنسيان آدم عليه السلام العهد شيء و سجود الملائكة لآدم بأمر الله وعدم سجود إبليس شيء آخر .
وقولهم بتذكير إبليس لآدم بعدم الأكل من الشجرة لا يقدح في نسيان آدم النهي عن الأكل من الشجرة لكون الخطئية حدثت بعد تذكيره لا حال تذكيره و لعدم عهد آدم عليه السلام بأنه يوجد من يحلف بالله كاذبا و الاغترار بلحن القول لم يعاف منه أحد .
فنسيان آدم عليه السلام العهد أي نسيان عهد الله الذي وصاه به حين ارتكب ما نهاه عنه من الأكل من الشجرة , ولم يوجد له عزم على فعل ما نهي عنه .
[1] - طه الآية 115
[2] - طه الآية 115 - 119
[3] - الأعراف الآية 172
[4] - ال عمران الآية 81
[5] - التفسير الميسر
__________________
-
وجه مؤاخذة الله لآدم عليه السلام على خطيئته و تسميتها ذنبا و استغفاره منها رغم وقوعها
وجه مؤاخذة الله لآدم عليه السلام على خطيئته و تسميتها ذنبا و استغفاره منها رغم وقوعها نسيانا
و إن قيل كيف يؤاخذ الله آدم عليه السلام على خطيئته رغم صدورها منه خطاءا وسهوا كما في قوله تعالى : ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾[1] ؟ فالجواب آخذ الله آدم عليه السلام على خطيئته رغم صدورها خطاءا وسهوا لعظم منزلته و لما شاهده من الآيات والبينات و لأنه قدوة للناس ، و قد قال تعالى في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم : ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفا ً﴾[2] و قال تعالى : ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ﴾[3] فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجعل الله الذنب الواقع منهن عقوبته مغلظة؛ صيانة لجنابهن وجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك العقاب على الله يسيرًا [4] ، و إن قيل لما سمى الله خطيئة آدم ذنبا و عصيانا رغم وقوعها سهوا و خطاءا كما في قوله تعالى : ﴿ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾[5] ؟ فالجواب سمى الله خطيئة آدم ذنبا رغم وقوعها سهوا و خطاءا نظرا لعلو منزلته و لكمال طاعته ، و إن قيل لما استغفر آدم عليه السلام من الخطيئة رغم وقوعها سهوا و خطاءا كما في قوله تعالى : ﴿ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[6] ؟ فالجواب استغفر آدم عليه السلام من الخطيئة رغم وقوعها سهوا و خطاءا نظرا لزيادة معرفة آدم عليه السلام بربه عز وجل وورعه وتقواه و ليزداد أجرا وقربة و لتعلو درجته عند الله .
[1]- طه الآية 123
[2]- الأحزاب الآية 32
[3]- النساء الآية 30
[4]- التفسير الميسر
[5]- طه الآيات 115 - 122
[6]- الأعراف الآية 23
-
مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
هناك العديد من المرجحات كون خطئية آدم نسيانا و سهوا لا على عمد منها :
المرجح الأول : أن آدم عليه السلام من الأنبياء ،و لا يليق بالأنبياء فعل الخطئية تعمدا لشدة معرفتهم بالله عز وجل فكلما ازدادت معرفة العبد بربه قلة معاصيه .
المرجح الثاني :يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم ، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به ؟!!
المرجح الثالث : أن خير ما يفسر به القرآن القرآن و القرآن الذي أتي بخطيئة آدم أتى بأن آدم عهد له الله أمرا فنساه و الظاهر من النسيان الذهول عن الشيء و الواجب الجمع بين النصوص ما أمكن و إعمال الدليلين خير من إهمال أحدهما.
المرجح الرابع : إذا كنا مأمورين بحسن الظن بالناس فلأن نحسن الظن بنبي من الأنبياء أخرى و أولى و الواجب حمل أفعال الأنبياء على خير المحامل ما أمكن و قد أمكن أن يكون ما فعله آدم عليه السلام سهوا و خطئا لا عمدا وقصدا خاصة وجود التباسات قبل وقوع آدم عليه السلام في الخطيئة من تراءي الشيطان له ومقاسمته أنه لمن الناصحين .
-
نتيجة البحث
نتيجة البحث
- و سوسة الشيطان لآدم عليه السلام بالخطيئة كانت بطريق القرب والمشارفة .
- تراءى الشيطان لآدم عليه السلام و حواء حال الوسوسة .
- لحن الشيطان في إغرار آدم و حواء بالأكل من الشجرة فمع التراءي كانت المقاسمة بالنصح .
- لشدة لحن الشيطان في إغراره لآدم نسي آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة فأكل منها .
- وجه نسيان آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة رغم تذكير الشيطان له أنه نسي عهد الله بعد شدة لحن إبليس في إغراره من الأكل من الشجرة .
- لا يصح القول بأن نسيان آدم للعهد كانت نسيانه للميثاق الذي أخذه الله على بني آدم لأن هذا الميثاق كان لإقرار البشر يتوحيد الله في ربوبيته وهذا لا يجوز على الأنبياء نسيانه .
- لا يصح القول بأن نسيان آدم للعهد كانت نسيانه للميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء لأن هذا الميثاق كان لتصديق الأنبياء بعضهم بعضا ونصرة محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركوه و لم يدرك آدم عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء لا تكذب بعضهم البعض .
- وجه مؤاخذة الله لآدم عليه السلام على خطيئته و تسميتها ذنبا و استغفاره منها رغم وقوعها نسيانا هو شدة معرفة آدم عليه السلام بالله و لعلو مكانته عند الله و لما رآه من الآيات البينات و لزيادة درجته .
- مما يرجح كون خطيئة آدم نسيانا لا عمدا أنه هذه هو الأليق به كنبي و لورود القرآن به بالجمع بين النصوص .
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الثلاثاء 25 22 ذو الحجة 1429 هـ 23 /12 / 2008 م
-
1 مرفق
للتحميل
-
رد: مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
هناك العديد من المرجحات كون خطئية آدم نسيانا و سهوا لا على عمد منها :
المرجح الأول : أن آدم عليه السلام من الأنبياء ،و لا يليق بالأنبياء فعل الخطئية تعمدا لشدة معرفتهم بالله عز وجل فكلما ازدادت معرفة العبد بربه قلة معاصيه .
المرجح الثاني :يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم ، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به ؟!!
.
هذا هو الدافع الحقيقي لكتابة مثل هذا الكلام = أعني غلو بعض الناس في قضية عصمة الأنبياء وجريهم فيها على غير الصواب ومخالفتهم لهدي السلف...والمحفوظ عنهم..
فإذا أضفنا لهذا ما في هذا البحث من العجمة عن لسان العرب، وضعف البصر ببيان القرآن = استحق هذا البحث بعدها أن يُطوى ولا يُروى..
-
رد: مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
هذا هو الدافع الحقيقي لكتابة مثل هذا الكلام = أعني غلو بعض الناس في قضية عصمة الأنبياء وجريهم فيها على غير الصواب ومخالفتهم لهدي السلف...والمحفوظ عنهم..
فإذا أضفنا لهذا ما في هذا البحث من العجمة عن لسان العرب، وضعف البصر ببيان القرآن = استحق هذا البحث بعدها أن يُطوى ولا يُروى..
سبحان الله تأتي لنتيجة دون مقدمات و تجعل من يقول بظاهر الكتاب مغالي في نبي من الأنبياء و كأن السلف أجمعوا على أن خطيئة آدم كانت عمدا وقصدا و أين العجمة عن لسان العرب أيها العربي و هل في الجمع بين الأدلة و إعمال كل الأدلة عجمة و هل في الأخذ بكل الأدلة وعدم ترك بعض الأدلة دون بعض عجمة
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
لا تستعجل رزقك وإنما أكتب هنا بحسب الحال لانشغالي بمواضيعي الأصلية..وأرجو أن تقرأ بتمعن؛ فما كتبته أنت هو من تحريف الكلم عن مواضعه..وستأتيك ملحوظاتي تباعاً
1- قال شيخ الإسلام: ((
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُنْحَرِفِين َ فِي مَسْأَلَةِ الْعِصْمَةِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضٍ كِلَاهُمَا مُخَالِفٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ : قَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي دَعْوَى امْتِنَاعِ الذُّنُوبِ حَتَّى حَرَّفُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ الْمُخْبِرَةَ بِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ مِنْ الذُّنُوبِ وَمَغْفِرَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ بِذَلِكَ . وَقَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي أَنْ ذَكَرُوا عَنْهُمْ مَا دَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى بَرَاءَتِهِمْ مِنْهُ وَأَضَافُوا إلَيْهِمْ ذُنُوبًا وَعُيُوبًا نَزَّهَهُمْ اللَّهُ عَنْهَا . وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَمَنْ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ كَانَ مِنْ الْأُمَّةِ الْوَسَطِ مُهْتَدِيًا إلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيَّيْنِ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ )).
يُتبع بحسب الحال.
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
لا تستعجل رزقك وإنما أكتب هنا بحسب الحال لانشغالي بمواضيعي الأصلية..وأرجو أن تقرأ بتمعن؛ فما كتبته أنت هو من تحريف الكلم عن مواضعه..وستأتيك ملحوظاتي تباعاً
1- قال شيخ الإسلام: ((
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُنْحَرِفِين َ فِي مَسْأَلَةِ الْعِصْمَةِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضٍ كِلَاهُمَا مُخَالِفٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ : قَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي دَعْوَى امْتِنَاعِ الذُّنُوبِ حَتَّى حَرَّفُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ الْمُخْبِرَةَ بِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ مِنْ الذُّنُوبِ وَمَغْفِرَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ بِذَلِكَ . وَقَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي أَنْ ذَكَرُوا عَنْهُمْ مَا دَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى بَرَاءَتِهِمْ مِنْهُ وَأَضَافُوا إلَيْهِمْ ذُنُوبًا وَعُيُوبًا نَزَّهَهُمْ اللَّهُ عَنْهَا . وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَمَنْ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ كَانَ مِنْ الْأُمَّةِ الْوَسَطِ مُهْتَدِيًا إلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيَّيْنِ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ )).
يُتبع بحسب الحال.
;bl; كلامك مجرد دعوى تحتاج برهان و ما تقوله أيها الأخ هو قول ابن تيمية و ما كان ابن تيمية نبي التفسير و له أخطاء و ليس معصوما من الخطأ والذلل و أقواله يستدل لها ولا يستدل بها و الواجب حمل تصرفات الأنبياء على غير المحامل و لا حجة له في دعواه و كما أنت مشغولا فأنا أكثر شغلا منك .
أقوال المفسرين :
قال القرطبي في شأن أكل آدم عليه السلام من الشجرة :
(( وقيل: أكلها ناسياً، ومن الممكن أنهما نَسِيَا الوعيد. قلت: وهو الصحيح لإخبار الله تعالى في كتابه بذلك حَتْماً وجَزْماً فقال : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما ﴾ ولكن لما كان الأنبياء عليهم السلام يلزمهم من التحفظ والتيقّظ لكثرة معارفهم وعُلُوّ منازلهم ما لا يلزم غيرهم كان تشاغله عن تذكّر النّهي تضييعاً صار به عاصياً؛ أي مخالفاً )).
قال النسفي في شأن نسيان آدم العهد العهد : (( والمعنى وأقسم قسماً لقد أمرنا أباهم آدم ووصيناه أن لا يقرب الشجرة ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ من قبل وجودهم فخالف إلى ما نهي عنه كما أنهم يخالفون يعني أن أساس أمر بني آدم على ذلك وعرقهم راسخ فيه ﴿ فَنَسِىَ ﴾ العهد أي النهي والأنبياء عليهم السلام يؤاخذون بالنسيان الذي لو تكلفوا لحفظوه ﴿ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾ قصداً إلى الخلاف لأمره أو لم يكن آدم من أولي العزم. والوجود بمعنى العلم ومفعولاه ﴿ لَهُ عَزْماً ﴾ أو بمعنى نقيض العدم أي وعد منا له عزما و ﴿ لَهُ ﴾ متعلق بـ ﴿ نَجِدْ ﴾ ))
قال الألوسي في روح المعاني : (( ولعل القربان المنهي عنه الذي يكون سبباً للظلم المخل بالعصمة هو ما لا يكون مصحوباً بعذر كالنسيان هنا مثلاً المشار إليه بقوله تعالى : ﴿ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾ [ طه : 5 11 ] فلا يستدعي حمل النهي على التحريم ، و الظلم المقول بالتشكيك على ارتكاب المعصية عدم عصمة آدم عليه السلام بالأكل المقرون بالنسيان وإن ترتب عليه ما ترتب نظراً إلى أن حسنات الأبرار سيآت المقربين وللسيد أن يخاطب عبده بما شاء ، نعم لو كان ذلك غير مقرون بعذر كان ارتكابه حينئذ مخلا ودون إثبات هذا خرط القتاد فإذاً لا دليل في هذه القصة على عدم العصمة ))
و في تفسير البغوي : (( فإن قيل: أتقولون إن آدم كان ناسياً لأمر الله حين أكل من الشجرة ؟ قيل: يجوز أن يكون نسي أمره، ولم يكن النسيان في ذلك الوقت مرفوعاً عن الإِنسان، بل كان مؤاخذاً به، وإنما رفع عنّا. وقيل: نسي عقوبة الله وظن أنه نهي تنزيهاً )).
و قال ابن العربي في أحكام القرآن : (( الآية الخامسة قوله تعالى : ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ﴾ وقد تقدم ما في مثلها من أحكام ; بيد أنه كنا في الإملاء الأول قد وعدنا في قولهم : إنه أكلها ناسيا ببيانه في هذا الموضع ، فها نحن بقوة الله ننتقض من عهدة الوعد ، فنقول : كما قال في تنزيه الأنبياء عن الذي لا يليق بمنزلتهم مما ينسب الجهلة إليهم من وقوعهم في الذنوب عمدا منهم إليها ، واقتحاما لها مع العلم بها ، وحاش لله ، فإن الأوساط من المسلمين يتورعون عن ذلك ، فكيف بالنبيين ، ولكن البارئ سبحانه وتعالى بحكمه النافذ ، وقضائه السابق ، أسلم آدم إلى المخالفة ، فوقع فيها متعمدا ناسيا ، فقيل في تعمده ﴿ وعصى آدم ربه ﴾ و قيل في بيان عذره ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي﴾ . ونظيره من التمثيلات أن يحلف الرجل لا يدخل دارا أبدا ، فيدخلها متعمدا ناسيا ليمينه ، أو مخطئا في تأويله ، فهو عامد ناس ، ومتعلق العمد غير متعلق النسيان ، وجاز للمولى أن يقول في عبده : عصى تحقيرا وتعذيبا ، ويعود عليه بفضله فيقول : نسي تنزيها ، ولا يجوز لأحد منا أن يخبر بذلك عن آدم ، إلا إذا ذكرناه في أثناء قول الله عنه ، أو قول نبيه . وأما أن نبتدئ في ذلك من قبل أنفسنا فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا ، المماثلين لنا ، فكيف بأبينا الأقدم الأعظم ، النبي المقدم ، الذي عذره الله ، وتاب عليه ، وغفر له ))
قال القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر : (( وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها؛ لأنَّا أمِرنا باتباعهم في أفعالهم وآثارهم وسِيَرهم أمراً مطلقاً من غير التزام قرينة، فلو جوّزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء بهم؛ إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميّز مقصده من القُرْبة والإباحة أو الحَظْر أو المعصية، ولا يصحّ أن يؤمر المرء بٱمتثال أمرٍ لعلّه معصية، لاسيّما على من يرى تقديم الفعل على القول إذا تعارضا من الأصوليين. قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: وٱختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة. وقال بعض المتأخرين ممن ذهب إلى القول الأوّل: الذي ينبغي أن يقال إن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم ونَسَبها إليهم وعاتبهم عليها، وأخبروا بها عن نفوسهم وتنصّلوا منها وأشفقوا منها وتابوا؛ وكل ذلك وَرَد في مواضع كثيرة لا يقبل التأويل جملتها وإن قَبِل ذلك آحادها؛ وكل ذلك مما لا يُزْرِي بمناصبهم، وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة النُّدور وعلى جهة الخطأ والنسيان، أو تأويل دعا إلى ذلك فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات وفي حقهم سيئات؛ (بالنسبة) إلى مناصبهم وعُلوّ أقدارهم؛ إذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس، فأشفقوا من ذلك في موقف القيامة مع علمهم بالأمن والأمان والسلامة. قال: وهذا هو الحق. ولقد أحسن الجُنَيد حيث قال: حسنات الأبرار سيئات المقربين. فهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن كان قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم فلم يُخِلّ ذلك بمناصبهم ولا قَدَح في رُتَبهم، بل قد تلافاهم وٱجتباهم وهداهم ومدحهم وزكّاهم وٱختارهم وٱصطفاهم؛ صلوات الله عليهم وسلامه )).
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
هذه مداعبة ثقيلة من خادمكم خلوصي المشاكس بمحبة :
المهم في الأمر كله أن أبناء آدم اليوم يعانون أشد الضيق في التاريخ من معاصيهم و ضلالهم ... فكيف ننشغل عن الانخراط فيهم ؟ !!
و الله يا أساتذتي الكرام :
العالم يحترق ....
و العالم بانتظار أدنى كلام من أدنى مسلم .... ؟ !!
بل كم قيل و قيل :
أيها المسلمون تعالوا و امشوا فقط في شوارع لندن و باريس ....
لا تكلمونا عن الدين ..
فقط أرونا سنن رسولكم صلى الله عليه و سلم فإن لها نوراً نحتاجه لنهتدي ! ؟ !
هيا يا إخوتي لنغير اتجاه أبحاثنا و جهودنا كلها : قائلين :
" و عجلت إليك رب لترضى "
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اصبر فقط ليست القضية في ابن تيمية فحسب...ولا يتكلم ابن تيمية من كيسه بل هو متبع لخير القرون...فانتظر..
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
قال شيخ الإسلام: ((
إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّة ِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ )).
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المرجح الثاني :يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم ، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به ؟!!
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ . وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا : نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي ؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا )).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا . فَيَقُولُ التَّابِعُ : أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ : إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ : أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ . فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى )).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
قال شيخ الإسلام: ((
إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّة ِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ )).
الأخ المكرم يظهر من تعقباتك أنك تقول نتائج بلا مقدمات و تحتج بقول من ليس قوله حجة في دين الله فقد اختلف العلماء في حجية قول الصحابي فكيف بالاحتجاج بقول عالم و أيضا الحجة عندنا الدليل من كتاب أو سنة لا قول أحد من العلماء كائنا من كان و قول أي عالم يحتج له بأدلة ،و و يظهر من كلامك أنك لا تلتزم الرفق الذي هو من الهدي النبوي فما كان في شيء إلا زانه و أيضا بدل أن تعترض على البحث و النقطة المثارة فيه دخلت في مسألة أعم و البحث تعرض لمسألة خاصة لا عامة فأثبت أن خطئية آدم كانت عمدا وقصدا و ليست سهوا و نسيانا و التزم بالجمع بين الأدلة لا أخذ دليل و ترك آخر و قول ابن تيمية مجرد دعوى تحتاج لدليل و ليس هو قول معصوم فلا أحد معصوم من العلماء و قوله أكثر العلماء دال على وجود الاختلاف و على عدم الإجماع على قول في المسألة و من ثم رجعت المسألة إلى حجية الجمهور و حجية الأكثرية و الأكثرية ليست حجة في دين الله ،و قد ذكرت لك بالأعلى أقوال لعلماء مخالفين في المسألة التي بصددها البحث و أيضا عرجت لمسألتكم العامة تعريجا
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ . وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا : نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي ؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا )).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا . فَيَقُولُ التَّابِعُ : أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ : إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ : أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ . فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى )).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
أولا : لو سلمنا جدلا بهدم هذه الحجة فليس معنى هدم أعظم حجة هدم جميع الحجج فالمسألة لها العديد من الحجج و إبطال بعضها لا يستلزم إبطال كلها .
الثاني : كون التأسي يكون فيما أقروا عليه فهذا تخصيصا للتأسي و تقدير لكلام محذوف (دلالة الاقتضاء )و الأصل في الكلام عدم الحذف و ليس تأويل شيخ الإسلام رحمه الله بأولى من تأويل غيره .
الثالث : القول باقتراف الأنبياء بعض الذنوب من قبيل فعل الأنبياء لبعض الذنوب لا أمر الأنبياء الناس ببعض الذنوب فهو مخالف للأسوة ، وليس مخالفا لطاعتهم فيما أمروه كما في قوله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
نحن نتكلم عن حجية قول الصحابة والتابعين وأتباعهم وهم السلف الذين لم يُنقل عنهم ما ذكرتَه..
ومع ذلك اصبر فبيان العجمة التي تسميها جمعاً بين الأدلة سيأتي..
أما الرفق..فاتق الله يا أخي أنت لم ترفق بكلام الله وعثت فيه فساداً تُحرف الكلم عن مواضعه بما لم يقله صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي ولا واحد من الأئمة الأربعة وهم أعلم بتفسير كلام الله منك..
ويا ليتك أتيت بعد ذلك الهجر لتفسير السلف = بحجة صحيحة تُساعدك على تلك الجناية التي جنيتها على كلام الله حتى جعلته كلاماً أعجمياً يُخاطب به أعاجم..
بل تكلمت في كلام الله بما يُخالف مراد الله..
وسيأتيك البيان..
-
تعقب حول رد ابن تيمية على القائلين بالعصمة من الصغائر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ . وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا : نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي ؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا )).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا . فَيَقُولُ التَّابِعُ : أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ : إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ : أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ . فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى )).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
رد على ابن تيمية على حجة و لم يرد على جميع الحجج فكيف تستخلص نتيجة من هدم حجة واحدة على التسليم بالهدم و عند النظر لم يهدم ابن تيمية هذا الدليل أصلا إذ صدور الصغائر من الأنبياء يجعل الأنبياء قدوة في الشر إذ يجعل من ذلك ذريعة لفعل الناس المعاصي و التوبة منها لكون الأنبياء فعلوا المعاصي و لا يجوز فعل المعصية بقصد التوبة منها فعدم فعلها و الصبر على عدم فعلها هو المأمور به لا أن يتعمد الإنسان أن يعصي الله ثم يتوب بعد ذلك
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء ..هذا موضع التأسي الذي أمر الله به..وكلام الشيخ وجماهير أهل العلم واضح في هذا..ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح ومثله يُرد قوله في وجهه= ولا تُحرف كلمات الله لأجل دفع شبهته..
-
تعقب حول كلام الأخ المكرم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
نحن نتكلم عن حجية قول الصحابة والتابعين وأتباعهم وهم السلف الذين لم يُنقل عنهم ما ذكرتَه..
ومع ذلك اصبر فبيان العجمة التي تسميها جمعاً بين الأدلة سيأتي..
أما الرفق..فاتق الله يا أخي أنت لم ترفق بكلام الله وعثت فيه فساداً تُحرف الكلم عن مواضعه بما لم يقله صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي ولا واحد من الأئمة الأربعة وهم أعلم بتفسير كلام الله منك..
ويا ليتك أتيت بعد ذلك الهجر لتفسير السلف = بحجة صحيحة تُساعدك على تلك الجناية التي جنيتها على كلام الله حتى جعلته كلاماً أعجمياً يُخاطب به أعاجم..
بل تكلمت في كلام الله بما يُخالف مراد الله..
وسيأتيك البيان..
مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة ،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه ، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء
اللهم أجعلني من المتقين آمين
أما القول بتحريف الكلم عن مواضعه فهذا عدم التزام بالرفق حتى مع المخالف
أما القول بأنه لم يقله أحد من العلماء فمن أين لك ذلك و هناك من العلماء من قال به كما ذكرت آنفا و قول الأكثرية ليس حجة والمسألة غير مجمع عليها .
و قولك بأن كلامي يخالف مراد الله دعوى تحتاج لبرهان والله المستعان
و اذكر أني إلى الآن لم اتكلم عن أدلة العصمة بل رددت فقط على كلامك
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها(؟؟)
-
تعقب التعقب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء ..هذا موضع التأسي الذي أمر الله به..وكلام الشيخ وجماهير أهل العلم واضح في هذا..ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح ومثله يُرد قوله في وجهه= ولا تُحرف كلمات الله لأجل دفع شبهته..
كلامك فيه استدلال بمحل النزاع لفض النزاع و لا يجوز الاستدلال بمحل النزاع لفض النزاع و قد قلت لك صدور الذنب منهم ذريعة لفعل الشر إذ من يطيع الله إذا عصوه اعلم الناس به ؟ أما كونك تكفر من يخطيء في التأويل فهذا تكفير بالتأويل ولا يجوز
أما كونك تقول الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء ..هذا موضع التأسي الذي أمر الله به فهذا نقض للازم باجتهاد شخصي يحتاج لدليل من كتاب أو سنة إذ هذا موضع النزاع فتنبه .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
أنا لم أكفره بعد..وليس هذا استدلالاً بمحل النزاع ؛ لأنه لا نزاع أصلاً..وليس كلام الله متناولاً لزعمك أصلاً ولا اللسان العربي يقول إن الأمر بالتأسي يعني عموم التأسي فهذا من العجمة أيضاً وسيأتي..
فقط أجب عن السؤال الأخير ونكمل..
-
تعقب التعقب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها(؟؟)
و من قال إن السلف أجمعوا على صدور خطيئة آدم عمدا وقصدا ؟
و عدم العلم بكلام أحد من السلف بخطيئة آدم نسيانا ليس نفيا للعدم .
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به .
والمسألة ليست محل إجماع و إلا فاثبته .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
يا دكتور لا أتكلم الآن عن إجماع ولاشئ..سؤالي واضح ..
أجب من فضلك..أو ننهي الحوار إن شئت..
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها(؟؟)
-
تعقب التعقب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
أنا لم أكفره بعد..وليس هذا استدلالاً بمحل النزاع ؛ لأنه لا نزاع أصلاً..وليس كلام الله متناولاً لزعمك أصلاً ولا اللسان العربي يقول إن الأمر بالتأسي يعني عموم التأسي فهذا من العجمة أيضاً وسيأتي..
فقط أجب عن السؤال الأخير ونكمل..
كونك قلت : ((.ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح )) رجل متأول فكيف يكون كافر أو واقع في كفر أو هو مخطيء أو يقول قول كفر .
محل النزاع هو قولك : (( الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء ..هذا موضع التأسي الذي أمر الله به )) فالعلماء اختلفوا في وقوع الذنب من الأنبياء فأثبت العرش ثم أنقش
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
الأخ ربيع
هل الأنبياء معصومون من الصغائر؟لا يخطئون؟
ثم ماذا عن قوله تعالى
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى؟
و ماذا عن قوله تعالى
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف: 23].؟
-
تعقب التعقب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
يا دكتور لا أتكلم الآن عن إجماع ولاشئ..سؤالي واضح ..
أجب من فضلك..أو ننهي الحوار إن شئت..
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها(؟؟)
أئمة التفسير ذكروا الاختلاف في المسألة فالمسألة مختلف فيها و لو سلمنا جدلا بعدم وجود أحد من السلف قال بهذا القول فهذا لا يعني عدم قول أحد من السلف به فلا ينتسب لساكت قول ، و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فلا داعي للسؤال و لست ملزما بالرد بل رد أنت على إيراداتي ؛ لأنك الذي تعقبت علي و ليس العكس .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الأندلسي
الأخ ربيع
هل الأنبياء معصومون من الصغائر؟لا يخطئون؟
ثم ماذا عن قوله تعالى
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى؟
حبببيبي في الله هذه مسألة تتفرع منها المسألة التي أثرتها في البحث و قد ذكرت فيما سلف مرجحات كون خطئية آدم نسيانا فالتراجع و ذكرت وجه تسمبة خطيئة آدم عليه السلام معصية و توبته منها فليراجع أيضا
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
يا مسهل.
أنا أعلم من السلف الصالح من قال بقولي.
وأعلم من نقل عن السلف الصالح أنهم لم يقولوا بخلاف قولي.
وأنت لا تعلم واحداً من السلف الصالح قال بقولك..
هذا حسن..
الآن من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
وأنتَ من انتصبت باحثاً محرراً واسمح لي: محرفاً..فلابد من أن تجيب على الاعتراضات والإيرادات ..
ننتظر الجواب...وإن لم ترد الجواب..لا بأس ننهي الحوار..
-
تعقب التعقب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
يا مسهل.
أنا أعلم من السلف الصالح من قال بقولي.
وأعلم من نقل عن السلف الصالح أنهم لم يقولوا بخلاف قولي.
وأنت لا تعلم واحداً من السلف الصالح قال بقولك..
هذا حسن..
الآن من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم ليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
هل استقرأ من نقل عدم قول أحد من السلف بخطيئة آدم أقوال السلف حتى تقول ما تقول و ما يدرينا عدم قول أحد من السلف بذلك و عدم العلم ليس نفيا للعدم و كم من الأقوال ضاعت و اندسرت أما الكتاب والسنة فلن تضييع و الله لم يتعهد بحفظ أقوال العلماء بل حفظ الذكر فالدليل هو الفيصل فياليتك يكون نقاشك علميا و كونك تنفي علمي رغم عدم تلفظي بشيء فهذا تجرأ منك و اقرأ كتب التفسير قبل أن تتكلم فيما هو من تخصصهم
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
وأنتَ من انتصبت باحثاً محرراً واسمح لي: محرفاً...
كلام يظهر فيه عدم الدعوة بالحسنى بل بالسب و الشتم وهذا لا يليق بطلبة العلم و أنت لعدم علمك بأسلوب النقاش العلمي وتعتمد على عدم نقل وجود مخالف في بيان بطلان القول المخالف لك و تلزم بما لا يلزم و تستدل بما لا يستدل به عند النظر أرك بخير أنا الآن ذاهب للمستشفى سأعود بإذن الله إما ليلا أو بعد ثلاثة أيام استودعكم الله
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
يا دكتور لم أقل غير أنني لا أعلم..
وسألتك فلم تجبني والموضع موضع مطالبة ولو كان عندك علم لقلت به..فقلت: إنك لا تعلم
ومع ذلك..
لو كنت تعلم أحداً من القرون المفضلة قال بقولك فأعلمني..
وبالمرة:
من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
في انتظارك يا دكتور ..وأنت لم تر حججي بعد وإن كان أجلها هو ما اشتمل عليه كلامك من فساد في الرأي وعجمة في القول وضلال عن منهج السلف في الاستدلال ومخالفة للمنقول عن السلف في المسأل المبحوثة..
وأنا لا أوافق من يكتفي في الرد على مثلك بعدم السلف..بل أرى أن من تكلم بكلام يخالف به السلف جميعاً ،يُحتج عليه بعدم السلف،وبإبطال قوله في نفسه،وأرى أن من أعظم دلائل كون عدم النقل عن السلف محفوظاً = فساد هذا القول المخالف لهم في نفسه وظهور أمارات الوهاء والضعف البين عليه..
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَة ِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حاجّ موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بـذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني -أو: قدره الله عليّ قبل أن يخلقني -" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى" .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
قال ابن الجوزي في (الزاد) :
وفي هذا النسيان قولان .
أحدهما : أنه التَّرك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والمعنى : ترك ما أُمِر به .
والثاني : أنه من النسيان الذي يخالف الذِّكْر ، حكاه الماوردي .
[قول ابن عباس رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم]
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فنسي } قال : ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء؛ لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
مقتضى القول بأن أبينا آدم لم يكن يذنب ذنيا هو معصية وإنما سها سهوا : التقول على الله تعالى بأنه جائر غير عادل ، حيث عاقب أحدا بغير ذنب . ويتعالى الله وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وما زال باب التوبة مفتوحا ، فليتفضل .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
أبا فهر، ونضال مشهود.
جزاكما الله خيراً.
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
وحتى لو قلنا هو نسيان فقد نص البغوي -حفظاً منه لكلام الله وفقهاً لمراداته-على أنهم كانوا مؤاخذون بالنسيان وأن العفو عن النسيان من خصائص أمتنا..
وسيأتي بيانه لما يقفل الدكتور..
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل الحديث المذكور في أول الموضوع والذي يفيد أن آدم نبي مكلم 00 هل هذا الحديث صحيح ؟؟
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في الحديث عن ثبوت نبوة آدم انظر
http://majles.alukah.net/showthread....d=1#post173669
المشاركة 18 وما بعدها
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَة ِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ....)).
/// فاصل.. بغض النَّظر عن موضوعكم: فكم نحن بحاجةٍ لمثل هذا الاقتباس في كثيرٍ من الأحيان.
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
انا لله وانا اليه راجعون!
ما أسهل أن يندفع الصغار من أمثالنا - وأنا أصغرهم - في وجه من يأتيه بكلام لكبار الأئمة يخالف كلامه فيقول: "فلان ليس بمعصوم، وقوله يحتج له ولا يحتج به، وكل يؤخذ منه ويرد، ولقد أخطأ الامام فلان أخطاء كثيرة تكلم فيها العلماء، وهذا الفن ليس تخصصه، وليس هو نبي المفسرين و.. .... الخ"! مع أنه لو تجرد من نزعة الانتصار للرأي وتأمل بروية لأدرك قبح هذا الكلام منه في هذا المقام!! يظن أن إلحاقه للقب (السلفي) الى جوار اسمه أو كنيته يجعله أهلا لمثل هذا الهُجر والعدوان على العلم وأهله بدعوى التحرر من التقليد!
سبحان الله!
ليتكم قلدتم يا اخوان ولم تأتوا بأمثال هذه المهازل، غفر الله لنا ولكم!!
والله لأن أموت مقلدا معترفا بتقليدي خير وأحب الي من أموت متشبعا بما لم أعط أو قائلا على الله ما لا أعلم!!
الأخ الفاضل د. ربيع، اسمع مني بلا محاباة واسمح لي أن أعاتبك عتابا بالغا على منهجيتك في النظر وعلى عجلتك بما يظهر جليا أنك لا تحسنه!
وهو والله عتاب أخ ناصح يهمه أمرك، بارك الله فيك ..
لن أراجع البحث معك فقد كفانا الفاضل أبو فهر مؤنة ذلك بارك الله فيه .. ولكن دعني أكشف لك ما يظهره أسلوبك في الجدال وما تقيمه من الحجج ردا على مخالفك - وهو في الحقيقة ناصحك - من مخالفات..
تأمل يا رعاك الله قولك:
"مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة ،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه ، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء"
قلت: هو الذي يخالف المنهجي العلمي ؟؟؟؟؟ يا أخي اتق الله!!
1 - القاعدة على هذا المنطوق: "عدم العلم ليس نفيا للعدم" مقلوبة معكوسة! وقد تكرر منك هذا التقرير على هذا اللفظ مرارا وكنت أظنه ذهولا منك ولكن لما رأيته منك يتكرر، قلت كما يقولون: ما تكرر تقرر! هي على هذا اللفظ فاسدة تماما يا سيدي فمؤداها أن عدم العلم لا ينفي العدم = اذا فهو يثبت العدم .. فتأمل!!
2 - "ليس معنى العدم العدم؟" ما هذا؟؟؟
3 - "ويجب العمل بالدليل وان لم يعرف أن أحدا عمل به" = ما شاء الله، أنت صحابي اذا من أهل لسان التنزيل، في طبقة المخاطب الأول بالدليل، فلا يلزمك لا تعلم علم الآلة ولا النظر فيما قال به المخاطبون من فهم لذلك "الدليل" ولا يلزمك معرفة ما اذا كان فهمك هذا - وفرق بين الدليل والدلالة - واستدلالك في محله أم أنه باطل خارج عما قال به الأولون والذين نجزم بأن الحق لم يخرج عن أقوالهم به، ولا يلزمك معرفة ما فهموه هم من النص أصلا، انما توجب العمل به بفهمك وان لم تعرف أحدا "عمل به" قبلك!!! فبالله هل هذا كلام طالب علم؟؟؟
4 - فالدليل حجة بنفسه: أي دليل؟ الدليل النقلي أم الدليل العقلي أم ماذا؟
كلام من قبيل اطلاق الشعارات: لا زمام له ولا خطام!!
ثم أين هو الدليل الواحد الذي تستند اليه في اطلاقك الفاسد هذا، وترد به كلام محاورك، وقد قوبلت بنصوص أقوى وأوضح بكثير في هدم دعواك مما أسأت أنت فهمه وتأوله، وهي المحكمات وما سواها متشابه انما يحمل عليها؟؟؟
5 - "لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء":
أولا: أي دليل هذا الذي قولك فيه هو الظاهر وقد صرفه مجادلك الى خلافه؟؟ وما محل هذا الكلام أصلا مما أنت فيه؟
ثانيا: ما هو فهمك لعبارة "جمهور العلماء"؟
لا يطلق اصطلاح "قول جمهور العلماء" الا على قول ذهب الأكثرون اليه وقد ثبت وجود المخالف المعتد بخلافه لهم فيه من السلف و الأئمة! وقولهم "جمهور الفقهاء" اذا أطلق أريد به أئمة أكثر من اثنين من المذاهب المتبوعة، لا أكثر أهل العلم - هكذا، والفرق معلوم! فان قلت هناك قول بكذا وقول بكذا، وأنا أرى القول الثاني وان كان خلافا لما ذهب اليه "الجمهور"، دل ذلك على أن قولك هذا قول معتبر خالفه منهم قول أكثر أئمة المذاهب، بخلاف لو قلت "جماهير أهل العلم" مثلا! وكل هذا في شأن أقوال تفاوت عدد القائلين بها في فريقين معتبرين ممن يصلحون سلفا في العلم! ولكن أن نأتي بقول لا ندري لنا فيه سلفا ولا أصلا، ثم نقول أن خلافه هو قول "جمهور العلماء" فلا يلزمنا الأخذ به، لمجرد أنه لم ينقل أي من أهل العلم الاجماع عليه، ونقول ان نوقشنا: لعل أحدا قبلي قال به ولم ينقل الينا، فلا فهمنا ما الجمهور ولا ما الاجماع ولا ما السلفية أصلا!! هذا خلل منهجي خطير يا أخي الفاضل أربأ بك عنه!
فانظر يا أخي بالله عليك ما خرج من الخلل من فحص سطرين فقط سطرتهما في رد متعجل، وتأمل بتجرد وراجع نفسك، أصلحنا الله واياك، وعلمني واياك ما ينفعنا..
قلبت الأصول رأسا على عقب، واعتديت على شيخ الاسلام بلا فهم ولا وجه حق، ورميت قرون الأمة كلها بالجهل بمراد الله في تلك المسألة، ولزم من قولك فساد عريض قد نبهك الاخوة اليه ولا تزال مصرا عليه، بل وقلت بكلام المعتزلة ووافقتهم وأنت لا تدري، وكل هذا لأنك لا تريد الاقرار بأنك أخطأت؟؟ أعاذنا الله واياك من شرور أنفسنا، وانا لله وانا اليه راجعون!
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
و الفيصل أيضا أن يعرف أن اقتراف الذنب غالبا ما تصاحبه غفلة و نوع نسيان فعبر بما يفهم منه الأمرين ...أما رد الاحتجاج بعدم السلف في الأخذ بالنص فلا يكون الا ان عدم المخالف سلفا له ..و أما ان وجد المخالف سلفا من القرون المشهود لها دون مخالف من أنفسهم فلا مفر من حمل النص على مافهموه و ترك العموم الذي تركوه كما قال أئمة الأصول و هو مقتضى كلام الشيخ السلفي و ان خالفهم من شاء الله من الأفاضل بعدهم ...و الا ضاعت علينا أصول من محض السنة عرفت من هذه الطريق و هذه الطريق قد نص الذكر على أنها من لوازمه و شهد لها و اعتبرها فدل على انها تحفظ بحفظه الى ان يأذن الله برفع الذكر جميعا...
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
الإخوة الأفاضل..
الدكتور ربيع يُحاول تصويرالمسألة على أنها: عدم علم بالمخالف يُعارضه دليل شرعي صحيح.
وهذا لغو من القول وخلف من الرأي ؛ ولو كان الأمركذلك لما اختلفت معه أنا بالذات (والعارفون بمنهجي يفهمون مرادي).
المسألة التي معنا أيها الأحبة هي نصوص قطعية الدلالة يوكد قطعيتها أن الصحابة والتابعون وأتباعهم سادة مفسري القرآن = لم يتعرضوا لدلالاتها بتفسير يُخالف تفسيرها الظاهر..
ومثل هذه الآية وقصة آدم كلها مما توارد أهل العلم على الكلام فيها ، ولم ينبس واحد منهم ببنت شفة من هذه القرمطة التي يُقررها الدكتور ربيع.
ومن جمع الآيات الواردة في الباب وكان ذا أدنى فقه بلسان العرب وسنن الكلام الفصيح ونسق البيان القرآني علم قدر الجناية التي جناها الدكتور ربيع على كلام الله..
والعجيب أن الدكتور جعل خلاف المتأخرين بعد السلف في مسألة العصمة خلافاً بين أهل العلم عموماً في قصة آدم وهذا من مواضع خلطه.
إلماعة: من تأمل حديث حج آدم موسى وكلام أهل السنة والجبرية عليه ..علم أن ما قرره الدكتور ربيع لم يدر بخلد أحد من السلف قط..
ومن تأمل = علِم أن صنيع الدكتور في هذه النصوص هو من جنس تأويلات الأشاعرة المتأخرين لنصوص الوحيين..غيرهم أنهم كانوا أحذق منه بكثير ..
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
قال شيخ الإسلام: (( والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء]يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
ثم ذكر تحريفهم لقول الله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}
ثم قال: ((فهذا وأمثاله من خيار تأويلات المانعين لما دل عليه القرآن من توبة الأنبياء من ذنوبهم واستغفارهم وزعمهم أنه لم يكن هناك ما يوجب توبة ولا استغفار ولا تفضل الله عليه بمحبته وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورحمته لهم فكيف بسائر تأويلاتهم التي فيها من تحريف القرآن وقول الباطل على الله ما ليس هذا موضع بسطه ))
ثم ختم كلامه قائلاً : ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)).
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
صراحة عجبت من جرأة تاويل ظاهر الآيات من الدكتور الفاضل :ربيع
واعتمد على تأويلات باردة جدا
تدل على ضعف الدكتورالفاضل:ر يع في معرفة أصول التفسير
والله اعلم
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
يا دكتور لم أقل غير أنني لا أعلم..
وسألتك فلم تجبني والموضع موضع مطالبة ولو كان عندك علم لقلت به..فقلت: إنك لا تعلم
ومع ذلك..
لو كنت تعلم أحداً من القرون المفضلة قال بقولك فأعلمني..
وبالمرة:
من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
بسم الله أبدأ وبه اهتدي و عليه اتوكل
- معذرة على التأخير أخي الكريم فأنا لا أوجد في المنزل إلا أقل من 40 ساعة متفرقة في ثلاثة أيام حتى اليوم و غدا و بعد غد عندي عمل طيلة اليومين .
- عدم وجودي في الموقع إما لأنني غير موجود في المنزل أو لانقطاع النت عندنا أو لوجود حالة حرجة فأطباء الطواريء لا وقت لهم حتى لا يظن أحد أني اتهرب من مناقشة وخلافه .
- من خلال مشاركاتك أخي الحبي أبو فهر أجد أنك تغالي في السلف و تخلط بين قول السلف وقول بعض السلف أو آحاد السلف فقول السلف حجة لا ريب فيه أما قول آحادهم أو بعضهم فليس حجة ملزمة و الله لم يتكفل بحفظ أقوال السلف بدليل ضياع الكثير من الكتب لهم و لغيرهم و اندثار مذاهب و الذي تكفل الله بحفظ هو الوحي من كتاب وسنة و ما لابد منه لفهم الكتاب والسنة و العلماء قد اختلفوا في قول التابعي و قول الأئمة الأربعة احجة أم لا و المحققين على عدم الحجية و من فرق بين قولهم في الفقه و بين قولهم في الاعتقاد فقد فرق بلا مفرق و نازع في الأولى إذ مادام قولهم ليس بحجة في الفقه فمن باب أولى العقيدة لكن السلف لم يختلفوا في العقيدة إلا في مسائل قليلة و غالب مسائل العقيدة مجمع عليها لذلك قولهم في العقيدة عند الاجتماع حجة أما عند الاختلاف فما وافق الكتاب و السنة أخذ و إلا ترك لكن لا يجوز الخروج على أقوالهم و إحداث قول آخر أما إذا علم قول بعضهم في مسألة ولم يعلم قول الآخرين فهذا لا حجة له في الدين الله لأن كتب لهم قد ضاعت أما عدم وجود المخالف فدعوى تحتاج لبرهان فأثبت أولا أن أقوالهم محفوظة ثم أثبت ثانيا أن من لم يتكلم في المسألة مقرا للقول المحفوظ و إلا فهذا تقول على السلف ما لم يقولوا و خلاف المحدثين في مسألة يدل على خلاف القدامى في نفس المسألة في الغالب إذ كل مذهب قد أخذ العلم عمن سبقه من اتباع المذهب إلى الوصول لإمام المذهب نفسه .
- محل النزاع أن الصغائر إذا وقعت من الأنبياء فإنما تقع سهوا و خطاءا لا تعمدا وقصدا و أدلة المخالف أعم من موضع النزاع إذ كل نص قد يفهم منه وقوع معصية لنبي من الأنبياء ليس فيه أنها وقعت قصدا و ما ننفيه وقوع المعصية قصدا و عند النظر نجد عدم دلالة النص على وقوع المعصية عمدا وقصدا و الواجب الاحتجاج بما هو في محل النزاع لا ما هو أعم من موضع النزاع و كل بني آدم يخطيء لكن هذا الخطأ قد يكون تعمدا أو نسيانا أو سهوا أو خطاءا .
- مخالفة الأمر الشرعي سواء أكانت عن قصد أم عن غير قصد تعتبر خطاءا و معصية تستحق العقاب لكن الله لم يؤاخذ هذه الأمة بذلك و دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجة وغيره : (( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )) فالشيء المرفوع كان قبل ذلك غير مرفوع كان موجودا فرفع فالإثم كان موجودا ورفعه الله و لم يؤاخذ به و إن أخذ الله به لكان عدلا ، و الله قد أخذ بالنسيان والخطأ لكن كان هذا في الأمم السابقة بدليل ياء المتكلم الدالة على الاختصاص في قوله صلى الله عليه وسلم ( أمتي ) .
- نسيان آدم العهد لا يتعارض مع ترك العهد إذ نسيان الشيء يستلزم تركه فمن فسر من السلف نسيان عهد آدم بتركه العهد فهو لم ينف أن آدم وقع في المعصية نسيانا لا تعمدا وقصدا و مثل ذلك من فسر من السلف قوله تعالى : ( تجري بأعيننا ) بتجري بمرأى منا إذ الرؤية لا تنفي العين و الرؤية تستلزم العين فتثبتها ولا تنفيها و عليه فأين من قال من السلف بأن آدم عليه السلام تعمد المعصية .
- تفسير نسيان عهد آدم بالنسيان المعروف ورد عن ابن عباس وعن ابن زيد و إن قيل ابن عباس قال بأنه ترك فالجواب الترك لا ينفي عدم النسيان و النسيان هو المتبادر للذهن من اللفظ لا الترك و الترك لا يستلزم وقوع المعصية عمدا .
- عصمة الأنبياء من الصغائر حكاها القرطبي عن جمهور من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي و الأصحاب هم المعاصرين للإمام و قال القاضي عياض أن الذي جوز على الأنبياء الصغائر جماعة من السلف و ليس غالب السلف و حكي القرطبي عن أبي إسحاق الإسفريني عدم جواز الصغائر عن الأنبياء ،و هو قول ابن العربي و القرطبي و القاضي عياض و ابن عادل و الألوسي و محمد الخطيب الشربيني وغيرهم فهل ربيع بن أحمد المخالف وحده أم وجد من العلماء الكبار من يقولون بمثل ما يقول ، هل كل هؤلاء الأئمة محرفون و الذين قالوا بجواز الصغائر غير محرفين و الحق ليس حكرا على طائفة من أهل العلم فالكل يدلي بدلوه .
- مزيد من أقوال العلماء و المفسرين :
- قال القاضي عياض : ((قال ابن زيد نسى عداوة إبليس له وما عهد الله إليه من ذلك بقوله (إن هذا عدو لك لزومك) الآية، قيل نسى ذلك بما أظهر لهما، وقال ابن عباس إنما سمى الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى وقيل لم يقصد المخالفة استحلالا لها ولكنهما اغترا بحلف إبليس لهما (إنى لكما لمن الناصحين) توهما ان أحدا لا يحلف بالله حانثا وقد روى عذر آدم بمثل هذا في بعض الآثار، وقال ابن جبير حلف بالله لهما حتى غرهما والمؤمن يخدع وقد قيل نسى ولم ينو المخالفة فلذلك قال (ولم نجد له عزما) أي قصدا للمخالفة وأكثر المفسرين على أن العزم هنا الحزم والصبر وقيل كان عند أكله سكران وهذا فيه ضعف لأن الله تعالى وصف خمر الجنة أنها لا تسكر فإذا كان ناسيا لم تكن معصية وكذلك إن كان ملبسا عليه غالطا إذ الاتفاق على خروج الناسي والساهى عن حكم التكليف، وقال الشيخ أبو بكر بن فورك وغيره إنه يمكن أن يكون ذلك قبل النبوة ودليل ذلك قوله (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) فذكر أن الاجتباء والهداية كان بعد العصيان وقيل بل أكلها متأولا وهو لا يعلم أنها الشجرة التى نهى عنها لأنه تأول نهى الله عن شجرة مخصوصة لا على الجنس، ولهذا قيل إنما كانت التوبة من ترك التحفظ لا من المخالفة، وقيل تأول أن الله لم ينهه عنها نهى تحريم .
قال البقاعي :
((﴿ وعصى آدم ﴾ وإن كان إنما فعل المنهي نسيانا ، لأن عظم مقامه وعلو رتبته يقتضيان له مزيد الاعتناء ودوام المراقبة مع ربط الجأش ويقظة الفكر ﴿ ربه ﴾ أي المحسن إليه بما لم ينله أحدا من بنيه من تصويره له بيده وإسجاد ملائكته له ومعاداة من عاداه ﴿ فغوى﴾من الغواية وهي الضلال ، ولذلك قالوا : المعنى : فضل عن طريق السداد ، فأخطأ طريق التوصل إلى الخلد بمخالفة أمره ، وهو صفيه ، لم ينزله عن رتبة الاصطفاء ، لأن رحمته واسعة ، وحلمه عظيم ، وعفوه شامل ، فلا يهمنك أمر القوم اللد ، فإنا قادرون على أن نقبل بقلوب من شئنا منهم فنجعلهم من أصفى الأصفياء ، ونخرج من أصلاب من شئنا منهم من نجعل قلبه معدن الحكمة و العلم ))
- قال ابن عادل : ((فصل في المراد بالنهي عن الكل من الشجرة هذا النهي نهي تحريم ، أو تنزيه؟ فيه خلاف . قال قوم : هذا نهي تنزيه؛ لأن هذه الصيغة وردت في التنزيه والتحريم ، والأصل عدم الاشتراك فلا بد من جعل اللفظ حقيقة في القدر المشترك بين القسمين ، وما ذلك إلا أن يجعل حقيقة في ترجيح جانب الترك على جانب الفعل ، من غير أن يكون فيه دلالة على المنع من الفعل ، أو الإطلاق فيه كان ثابتا بحكم الأصل ، عدم الاشتراك فلا بد من جعل اللفظ حقيقة في القدر المشترك بين القسمين ، وما ذلك إلا أن يجعل حقيقة في ترجيح جانب الترك على جانب الفعل ، من غير أن يكون فيه دلالة على المنع من الفعل ، أو الإطلاق فيه كان ثابتا بحكم الأصل ، فإن الأصل في المنافع الإباحة ، فإذا ضممنا مدلول اللفظ إلى هذا الأصل صار المجموع دليلا على التنزيه ، قالوا : وهذا هو الأولى بهذا المقام؛ لأن على هذا التقدير يرجع حاصل معصية آدم - عليه الصلاة والسلام - إلى ترك الأولى ، ومعلوم أن كل مذهب أفضى إلى عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كان أولى ))
- قال الخطيب الشربيني 977 هـ في السراج المنير : (( واستدل بعض الخوارج كالحشوية وهم قوم جوزوا الخطاب بما لا يفهم بها على عدم عصمة الأنبياء بوجوه: الأول: أن آدم عليه السلام كان نبيا وارتكب المنهي والمرتكب له عاص، والثاني: أنه جعله بارتكابه من الظالمين، والظالم ملعون لقوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} (هود، 18) ، والثالث: أنه أسند إليه العصيان وألغي وقال: {وعصى آدم ربه فغوى} (طه، 121) ، والرابع: أنه تعالى لقنه التوبة وهي الرجوع عن الذنب والندم عليه، والخامس: اعترافه بأنه خاسر لولا مغفرة الله له بقوله: {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (الأعراف، 23) والخاسر من يكون ذا كبيرة، والسادس: أنه لو لم يذنب ما جرى عليه ما جرى. وأجيب عن ذلك بوجوه:
الأول: أنه لم يكن نبيا حينئذ والمدعي مطالب بالدليل ولا دليل.
الثاني: أن النهي للتنزيه، وإنما سمي ظالما وخاسرا لأنه ظلم نفسه وخسر حظه بترك الأولى وإنما أجرى الله تعالى ما جرى معاتبة على ترك الأولى ووفاء بما قاله تعالى للملائكة قبل خلق آدم: {إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة، 30) ولا يكون خليفة في الأرض إلا بالإهباط إليها، وأمر بالتوبة تلافيا لما فاته.
الثالث: أنه فعله ناسيا لقوله تعالى: {فنسي ولم نجد له عزما} (طه، 115) ولكن عوقب بترك التحفظ عن أسباب النسيان إذ رفع الإثم بالنسيان من خصائص هذه الأمة كما ثبت في الأخبار الصحيحة كخبر الشيخين: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان» )).
قال ابن عطية 541هـ في المحرر الوجيز : (( وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة ، واختلف في غير ذلك من الصغائر ، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع ، وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم « إني لأتوب إلى الله في اليوم وأستغفره سبعين مرة » إنما هو رجوعه من حالة إلى أرفع منها لتزيد علومه واطلاعه على أمر الله ، فهو يتوب من المنزلة الأولى إلى الأخرى ، والتوبة هنا لغوية )).
- و الاحتجاج بمحاجة آدم و موسى غير مسلم إذ لوم موسى عليه السلام له لخروجه من الجنة بسبب خطيئته كمن يلوم شخص على نسيانه أمرا حدث بسببه أمور لا تنبغي فالأم إن نسيت إخراج الكرسي من البلكونة و هي تعلم أن ابنها قد يصعد عليها فيسقط إن نسيت ذلك فصعد ابنها و سقط فهي تلام على ذلك الفعل بل تعاقب أيضا و هذا يحدث مرارا و كون الخطيئة سبب الخروج من الجنة فلا دليل على أنها وقعت عمدا و المعاقبة على النسيان أمر جائز خاصة إذا ترتب عليه مفاسد .
- مفاسد قولك أخي أبي فهر بأن الخطئئية ليست نسيان بل عمدا :1- التعارض مع الآية الدالة على نسيان آدم عليه السلام و إهمال دلالتها والواجب الجمع لا الإهمال .
2- نسبة فعل لا يليق بمقام النبوة خاصة مع إمكان حمله على النسيان ، و إذ كنا مأمورين بحسن الظن بتصرفات الناس فمن باب أولى حسن الظن بتصرفات الأنبياء .
3- تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية .
¬4- الواجب حمل ذنوبهم على خير المحامل ،و خير المحامل أن تكون هذه الذنوب وقعت سهوا وخطاءا لا قصدا .
5- قولك وفقك الله يهمل الأدلة الدالة على عصمة الأنبياء :
الدليل الأول : الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب ، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل . عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : ( بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال : من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )رواه البخاري .
الدليل الثاني : إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل ؟ والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم .
الدليل الثالث : قال تعالى : ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ﴾ فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه ؟!!
الدليل الرابع : لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم و اتباعهم عام والاقتداء بالناسي و المخطيء محال أما الاقتداء بالمتعمد القاصد فجائز .
الدليل الخامس : لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية ، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل ؟!! .
الدليل السادس : لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ أي : واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين . فكيف ينال النبوة ظالم ، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب ؟!! .
الدليل السابع : لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين ؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى : ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّه ُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
-
رد دعوى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
في انتظارك يا دكتور ..وأنت لم تر حججي بعد وإن كان أجلها هو ما اشتمل عليه كلامك من فساد في الرأي وعجمة في القول وضلال عن منهج السلف في الاستدلال ومخالفة للمنقول عن السلف في المسأل المبحوثة..
ما هي هذه النقولات التي تكررها دوما و أين هي و إذا كانت موجودة فضعها ؟
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
وأنا لا أوافق من يكتفي في الرد على مثلك بعدم السلف..بل أرى أن من تكلم بكلام يخالف به السلف جميعاً ،يُحتج عليه بعدم السلف،وبإبطال قوله في نفسه،وأرى أن من أعظم دلائل كون عدم النقل عن السلف محفوظاً = فساد هذا القول المخالف لهم في نفسه وظهور أمارات الوهاء والضعف البين عليه..
قولك يخالف السلف جميعا دعوى تحتاج استقراء أقوال السلف في المسألة فكم ضاعت كتب و الله لم يتعهد بحفظ أقوالهم و عدم العلم ليس نفيا للعدم و أقوال السلف كلها غير محفوظة و يرد عليك ذلك خلاف العلماء قديما وحديثا في المسألة .
-
فساد منهج
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَة ِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
هل المسألة لا تحتمل إلا وجه واحدا حتى تقول ما تقول و المسألة أدلتها النافية للعصمة محتملة و هل أنا ممن يعادون الله و رسوله و أدلتها وجيهة و لي سلف وخلف في المسألة و كيف تخاطب مسلم بكلام لا يليق إلا بالكفار والفساق و أهل الضلال من الفرق الضالة حسبي الله ونعم الوكيل
-
دليل أعم من موضع النزاع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حاجّ موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بـذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني -أو: قدره الله عليّ قبل أن يخلقني -" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى" .
المخالفة ليست في صدور الذنب عمدا وحسب و لكن أيضا تحصل في حدوث هذا الذنب سهوا ونسيانا فالذنب والمعصية خلاف الطاعة قال ابن منظور في لسان العرب : ( العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربّه : إذا خالف ربّه، وعصى فلان أميره، يعصيه، عصياً وعصياناً ومعصية: إذا لم يطعه ) و لذلك دليك أعم من موضع النزاع و الناسي يعاقب في شرع السابقين بل الناسي في الشرع إذا ترتب على نسيانه مفاسد قد يعاقب كمن ترك بيت الأسد مفتوحا نسيانا فخرج الأسد و أكل شخص .
-
دليل لا يصح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
قال ابن الجوزي في (الزاد) :
وفي هذا النسيان قولان .
أحدهما : أنه التَّرك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والمعنى : ترك ما أُمِر به .
والثاني : أنه من النسيان الذي يخالف الذِّكْر ، حكاه الماوردي .
[قول ابن عباس رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم]
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فنسي } قال : ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء؛ لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة .
النسيان الظاهر منه النسيان المعروف و إن قصد به الترك فالترك لا ينافي النسيان لأن من نسى شيء تركه لا محالة كمن فسر من السلف العين بالرؤية فهو لا ينفي العين ولكن يثبت العين .
-
بيان عدم صحة قول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
مقتضى القول بأن أبينا آدم لم يكن يذنب ذنيا هو معصية وإنما سها سهوا : التقول على الله تعالى بأنه جائر غير عادل ، حيث عاقب أحدا بغير ذنب . ويتعالى الله وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وما زال باب التوبة مفتوحا ، فليتفضل .
ومن قال حبيبي في الله أن السهو ليس بذنب فالسهو ذنب مرفوع أثمه لدلالة السنة على ذلك و لو أخذ الله به لما كان ظلما إذ من سهى فرمي عود مشتعل في بنزين فحدث حريق ومات ناس يعاقب و لا يترك و ليس في هذا ظلم و إن كان عقابه أخف من المتعمد .
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
وحتى لو قلنا هو نسيان فقد نص البغوي -حفظاً منه لكلام الله وفقهاً لمراداته-على أنهم كانوا مؤاخذون بالنسيان وأن العفو عن النسيان من خصائص أمتنا..
وسيأتي بيانه لما يقفل الدكتور..
وهذا ما أقول به حبيبي في الله و النسيان غير التعمد و هو محل نزاعي معك فأنا أقول ارتكب آدم الذنب ناسيا و أنت تنازعني في ذلك
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
نبدأ من حيث توقفنا..
شيخ الإسلام نقل إجماع السلف على نفي العصمة المطلقة للأنبياء..
وقبله أبو الحسن الآمدي..
والآيات محل النزاع لا يوجد فيها نقل عن واحد من السلف يوافق تحريفك...مع توفر الدواعي واجتماع المفسرين من السلف على الكلام فيها..
فهل تحفظ واحداً من السلف قال بقولك تخرم به هذا الكلام..أم ننتقل وقد أثبتنا عليك أنك لا تعرف واحداً من السلف وافقك على قولك (؟؟)
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
وهذا ما أقول به حبيبي في الله و النسيان غير التعمد و هو محل نزاعي معك فأنا أقول ارتكب آدم الذنب ناسيا و أنت تنازعني في ذلك
البغوي نص على أن آدم عليه السلام مؤاخذ بهذا النسيان ؛ ولذا تاب منه فهو معصية في حق آدم غير معفو عنه مثلنا في السهو وهذا ليس قولك بل أنت تجعل سهو آدم كسهونا معفو عنه..
واصبر فسيأتيك حديث السهو لكن بعد تحقيق السؤال السابق..
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
أستأذنك لصلاة العصر وأعود غداً بإذن الله..
ويا رب تكون أجبت عن سؤالي حتى ننتقل لبيان التحريفات الشنيعة لكلام الله التي ذكرتَها..
-
بطلان إجماع كاذب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
نبدأ من حيث توقفنا..
شيخ الإسلام نقل إجماع السلف على نفي العصمة المطلقة للأنبياء..
وقبله أبو الحسن الآمدي..
والآيات محل النزاع لا يوجد فيها نقل عن واحد من السلف يوافق تحريفك...مع توفر الدواعي واجتماع المفسرين من السلف على الكلام فيها..
فهل تحفظ واحداً من السلف قال بقولك تخرم به هذا الكلام..أم ننتقل وقد أثبتنا عليك أنك لا تعرف واحداً من السلف وافقك على قولك (؟؟)
ابن تيمية من المتأخرين و القاضي عياض و ابن العربي و القرطبي أقدم منهم وخالفوا فكيف نحتج بقول المتأخر ونترك قول المتقدم عنه ؟!!!
-
دعاوي بلا أدلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
أستأذنك لصلاة العصر وأعود غداً بإذن الله..
ويا رب تكون أجبت عن سؤالي حتى ننتقل لبيان التحريفات الشنيعة لكلام الله التي ذكرتَها..
اسمح أن أقول لك أنت الذي تقولت على السلف و نسبت إليهم قولا بلا دليل و إلا فأت بأقوال علماء السلف و ليس دعوى ابن تيمية بإجماع و لا إجماع في المسألة أصلا فقد خالف كثير من العلماء ذكرت لك بعضهم خالف علماء قبل ابن تيمية وبعده و الإجماع لا يرفع خلاف سابق و كلام القرطبي في تفسيره يبطله وكلام ابن العربي في تفسيره يبطله وكلام القاضي عياض في الشفا يبطله فاقرأ أول مشاركة كتبتها اليوم و التي فيها بعض المخالفين لتعلم أنك متقول بلا دليل و الله المستعان .
التحريفات التي ذكرتها كلام لا محل له من العلم و قد أتيت لك بكلام لأهل العلم فيه ما أقول به فلا تتكلم بغير برهان و الله المستعان
أنا غدا وبعد غد سأكون خارج المنزل و قد أرجع يوم الثلاثاء أو الأربعاء
-
رد تقول علي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
البغوي نص على أن آدم عليه السلام مؤاخذ بهذا النسيان ؛ ولذا تاب منه فهو معصية في حق آدم غير معفو عنه مثلنا في السهو وهذا ليس قولك بل أنت تجعل سهو آدم كسهونا معفو عنه..
واصبر فسيأتيك حديث السهو لكن بعد تحقيق السؤال السابق..
قلت سهو آدم أخذ به لعلو مكانته ورفع درجته وعليه فقد كان نسيانا لا تعمدا و قصدا وهو محل نزاعي معك و ليس خلافك معي في أن آدم معفو عن السهو أو لا بل انت تعترض على سهو آدم أصلا فلا تتقول علي ما لم أقل به
-
مرحبا ببيان وجهة النظر ما دمنا نريد الوصول للحق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
انا لله وانا اليه راجعون!
ما أسهل أن يندفع الصغار من أمثالنا - وأنا أصغرهم - في وجه من يأتيه بكلام لكبار الأئمة يخالف كلامه فيقول: "فلان ليس بمعصوم، وقوله يحتج له ولا يحتج به، وكل يؤخذ منه ويرد، ولقد أخطأ الامام فلان أخطاء كثيرة تكلم فيها العلماء، وهذا الفن ليس تخصصه، وليس هو نبي المفسرين و.. .... الخ"! مع أنه لو تجرد من نزعة الانتصار للرأي وتأمل بروية لأدرك قبح هذا الكلام منه في هذا المقام!! يظن أن إلحاقه للقب (السلفي) الى جوار اسمه أو كنيته يجعله أهلا لمثل هذا الهُجر والعدوان على العلم وأهله بدعوى التحرر من التقليد!
سبحان الله!
ليتكم قلدتم يا اخوان ولم تأتوا بأمثال هذه المهازل، غفر الله لنا ولكم!!
والله لأن أموت مقلدا معترفا بتقليدي خير وأحب الي من أموت متشبعا بما لم أعط أو قائلا على الله ما لا أعلم!!
الأخ الفاضل د. ربيع، اسمع مني بلا محاباة واسمح لي أن أعاتبك عتابا بالغا على منهجيتك في النظر وعلى عجلتك بما يظهر جليا أنك لا تحسنه!
وهو والله عتاب أخ ناصح يهمه أمرك، بارك الله فيك ..
لن أراجع البحث معك فقد كفانا الفاضل أبو فهر مؤنة ذلك بارك الله فيه .. ولكن دعني أكشف لك ما يظهره أسلوبك في الجدال وما تقيمه من الحجج ردا على مخالفك - وهو في الحقيقة ناصحك - من مخالفات..
تأمل يا رعاك الله قولك:
"مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة ،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه ، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء"
قلت: هو الذي يخالف المنهجي العلمي ؟؟؟؟؟ يا أخي اتق الله!!
1 - القاعدة على هذا المنطوق: "عدم العلم ليس نفيا للعدم" مقلوبة معكوسة! وقد تكرر منك هذا التقرير على هذا اللفظ مرارا وكنت أظنه ذهولا منك ولكن لما رأيته منك يتكرر، قلت كما يقولون: ما تكرر تقرر! هي على هذا اللفظ فاسدة تماما يا سيدي فمؤداها أن عدم العلم لا ينفي العدم = اذا فهو يثبت العدم .. فتأمل!!
2 - "ليس معنى العدم العدم؟" ما هذا؟؟؟
3 - "ويجب العمل بالدليل وان لم يعرف أن أحدا عمل به" = ما شاء الله، أنت صحابي اذا من أهل لسان التنزيل، في طبقة المخاطب الأول بالدليل، فلا يلزمك لا تعلم علم الآلة ولا النظر فيما قال به المخاطبون من فهم لذلك "الدليل" ولا يلزمك معرفة ما اذا كان فهمك هذا - وفرق بين الدليل والدلالة - واستدلالك في محله أم أنه باطل خارج عما قال به الأولون والذين نجزم بأن الحق لم يخرج عن أقوالهم به، ولا يلزمك معرفة ما فهموه هم من النص أصلا، انما توجب العمل به بفهمك وان لم تعرف أحدا "عمل به" قبلك!!! فبالله هل هذا كلام طالب علم؟؟؟
4 - فالدليل حجة بنفسه: أي دليل؟ الدليل النقلي أم الدليل العقلي أم ماذا؟
كلام من قبيل اطلاق الشعارات: لا زمام له ولا خطام!!
ثم أين هو الدليل الواحد الذي تستند اليه في اطلاقك الفاسد هذا، وترد به كلام محاورك، وقد قوبلت بنصوص أقوى وأوضح بكثير في هدم دعواك مما أسأت أنت فهمه وتأوله، وهي المحكمات وما سواها متشابه انما يحمل عليها؟؟؟
5 - "لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء":
أولا: أي دليل هذا الذي قولك فيه هو الظاهر وقد صرفه مجادلك الى خلافه؟؟ وما محل هذا الكلام أصلا مما أنت فيه؟
ثانيا: ما هو فهمك لعبارة "جمهور العلماء"؟
لا يطلق اصطلاح "قول جمهور العلماء" الا على قول ذهب الأكثرون اليه وقد ثبت وجود المخالف المعتد بخلافه لهم فيه من السلف و الأئمة! وقولهم "جمهور الفقهاء" اذا أطلق أريد به أئمة أكثر من اثنين من المذاهب المتبوعة، لا أكثر أهل العلم - هكذا، والفرق معلوم! فان قلت هناك قول بكذا وقول بكذا، وأنا أرى القول الثاني وان كان خلافا لما ذهب اليه "الجمهور"، دل ذلك على أن قولك هذا قول معتبر خالفه منهم قول أكثر أئمة المذاهب، بخلاف لو قلت "جماهير أهل العلم" مثلا! وكل هذا في شأن أقوال تفاوت عدد القائلين بها في فريقين معتبرين ممن يصلحون سلفا في العلم! ولكن أن نأتي بقول لا ندري لنا فيه سلفا ولا أصلا، ثم نقول أن خلافه هو قول "جمهور العلماء" فلا يلزمنا الأخذ به، لمجرد أنه لم ينقل أي من أهل العلم الاجماع عليه، ونقول ان نوقشنا: لعل أحدا قبلي قال به ولم ينقل الينا، فلا فهمنا ما الجمهور ولا ما الاجماع ولا ما السلفية أصلا!! هذا خلل منهجي خطير يا أخي الفاضل أربأ بك عنه!
فانظر يا أخي بالله عليك ما خرج من الخلل من فحص سطرين فقط سطرتهما في رد متعجل، وتأمل بتجرد وراجع نفسك، أصلحنا الله واياك، وعلمني واياك ما ينفعنا..
قلبت الأصول رأسا على عقب، واعتديت على شيخ الاسلام بلا فهم ولا وجه حق، ورميت قرون الأمة كلها بالجهل بمراد الله في تلك المسألة، ولزم من قولك فساد عريض قد نبهك الاخوة اليه ولا تزال مصرا عليه، بل وقلت بكلام المعتزلة ووافقتهم وأنت لا تدري، وكل هذا لأنك لا تريد الاقرار بأنك أخطأت؟؟ أعاذنا الله واياك من شرور أنفسنا، وانا لله وانا اليه راجعون!
القاعدة أخي الكريم أن عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم فكما أنّ الإثبات يحتاج إلى دليل، فكذلك النفي يحتاج إلى دليل، وإلا فما لم يعلم وجوده بدليل معين، قد يكون معلوماً بأدلة أخرى و نجد بعض العلماء يثبت الإجماع لعدم علمه بالمخالف ثم نجد أن المسألة خلافية لا إجماع فيها .
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به فالكتاب والسنة حجة بنفسهما لا يحتاجا إلى الاحتجاج بهما أن يكون أحد من الأئمة عمل بهما ، قال الشافعي في الرسالة: ((أخبرنا سفيان وعبد الوهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى في الإبهام بخمس عشرة ، وفي التي تليها بعشر ، وفي الوسطى بعشر ، وفي التي تلي الخنصر بتسع ، وفي الخنصر بست قال الشافعي : لما كان معروفا ـ والله أعلم ـ عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في اليد بخمس ، وكانت اليد خمسة أطراف مختلفة الجمال والمنافع نزلها منازلها فحكم لكل واحد من الأطراف بقدره من دية الكف ، فلما وجدنا كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإيل )) صاروا إليه ، وفي الحديث دلالتان :
أحدهما : قبول الخبر والآخر : أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه ، وإن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ودلالة على أنه لو مضى عمل من أحد من الأئمة ثم وجد خبراً عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودلالة على أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت بنفسه لا بعمل غيره )).
وقال ابن حزم في الإحكام:
(( فكل من أداه البرهان من النص أو الإجماع المتيقن إلى قول ما ، ولم يعرف أن أحد قبله قال بذلك القول ففرض عليه القول بما أدى إليه البرهان ، ومن خالفه فقد خالف الحق ومن خالف الحق فقد عصى الله تعالى ، ولم يشترط تعالى في ذلك أن يقول به قائل قبل القائل به ، بل أنكر على من قاله إذ يقول عز وجل حاكيا عن الكفار منكراً عليهم أنهم قالوا : { مَاسَمعْنَا بـِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ } ومن خالف هذا فقد أنكر على جميع التابعين وجميع الفقهاء بعدهم ، لأن المسائل التي تكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم من الاعتقاد والفتيا ، فكلها محصور مضبوط ، معروف عند أهل النقل من ثقات المحدثين وعلمائهم ، فكل مسألة لم يرد فيها قول عن صاحب لكن عن تابع فمن بعده ، فإن ذلك التابع قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله بلا شك ، وكذلك كل مسألة لم يحفظ فيها قول عن صاحب ولا تابع وتكلم فيها الفقهاء بعدهم فإن ذلك الفقيه قد قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله ((
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين:
(( إذا كان عند الرجل الصحيحان أو أحدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه فهل له أن يفتي بما يجده ؟، فقالت طائفة من المتأخرين : ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخاً أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما دل عليه فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل أهل الفقه والفتيا . وقال طائفة بل له أن يعمل به ويفتي به بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون إذا بلغهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث به بعضهم بعضاً بادروا إلى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول أحد منهم قط : هل عمل بهذا فلان وفلان ، ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار وكذلك التابعون وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القول وسيرتهم وطول العهد بالنسبة ، وبعد الزمان وعتقها لا يسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها ولو كانت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان أو فلان لكان قول فلان أو فلان عياراً على السنن ، ومزكيا لها ، وشرطاً في العمل بها ، وهذا من أبطل الباطل وقد أقام الله الحجة برسوله دون آحاد الأمة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ سنته ودعا لمن بلَّغها ، فلو كان من بلغته لا يعمل بها حتى يعمل بها الإمام فلان والإمام فلان لم يكن في تبليغها فائدة وحصل الاكتفاء بقول فلان وفلان.((
وقال أيضا في إعلام الموقعين :
(( فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا ، يقول من قال بهذا ؟ ويجعل هذا دفعاً في صدر الحديث أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به ، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل وأنه لا يحل دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل ، وأقبح من ذلك عذره في جهله إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة ، هذا سوء ظن بجماعة المسلمين إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع وهو جهله ودعم عمله بمن قال بالحديث ، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة والله المستعان . ولا يعرف إمام من أئمة الإسلام البتة قال : لا نعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نعرف من عمل به ))
وقال الألباني :
(( لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء ، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ))
و يجب عرض أقوال الأئمة سلفا وخلفا على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فهو حق يقبل، وإن خالفها يترك ولهذا كان الأئمة الأربعة ينهون أتباعهم عن تقليدهم في كل شيء ، يقول أبوحنيفة : إذا خالف الحديث قولي فاضرب بقولي عرض الحائط ، ويقول مالك : كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر – يقصد النبي - ، ويقول الشافعي : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، ويقول أحمد : لا تقلدني ولاتقلدن أباحنيفة ولا مالكاً ولا الشافعي وخذ من حيث أخذوا .
خالف أبو حنيفة رحمه الله في مسمى الإيمان فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و رخص أحمد رحمه الله في وضع اليد على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعها على وجهه فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و استحسن أحمد رحمه الله التكبير عند آخر كل سورة من سورة الضحى إلى آخر القرآن فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و جوز ابن عباس رضي الله عنه زواج المتعة فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
-
بيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
وان وجد المخالف سلفا من القرون المشهود لها دون مخالف من أنفسهم فلا مفر من حمل النص على مافهموه
حبيبي في الله وجود مخالف للقول من البعض لا من الكل هو مخالفة بعض لا مخالفة كل و الأقوال كلها غير محفوظة ضاع مبعضها و قد كان الليث أفضل من امالك لكن تلامذته قصروا في نقل علمه فضاع الكثير من علم هذا العالم فهناك مذاهب اندثرت ولا مناص من ذلك ولا انكار فكيف يحتج بأن وجود المخالف من السلف يلزم الجميع بالأخذ بقوله دون الأقوال الأخرى أننزل قول العالم من السلف منزلة الكتاب والسنة .
-
ترتيب لبعض من قال بعصمة الأنبياء من الصغائر و إن وقعت فهي على سبيل السهو و الخطأ
ترتيب لبعض من قال بعصمة الأنبياء من الصغائر و إن وقعت فهي على سبيل السهو و الخطأ
عليه بعض السلف ( الشفا للقاضي عياض )
بعض أصحاب أبو حنيفة ( تفسير القرطبي )
بعض أصحاب مالك ( تفسير القرطبي )
بعض أصحاب الشافعي ( تفسير القرطبي )
البغوي 516هـ
ابن عطية 541 هـ
ابن العربي 543 هـ
القاضي عياض 544 هـ
القرطبي 671 هـ
النسفي 710 هـ
ابن عادل 880 هـ
البقاعي 885 هـ
الخطيب الشربيني 977 هـ
الألوسي
و هذا بعض من عرف عنه القول بعصمة الأنبياء من الصغائر و إن وقعت فتقع على سبيل الخطأ فكيف بمن لم نعرفه ؟!!
أما بخصوص نسيان آدم عليه السلام
ابن عباس ( كما في كتب التفسير )
ابن زيد ( كما في كتب التفسير و الشفا )
البغوي 516هـ
ابن عطية 541 هـ
ابن العربي 543 هـ
القاضي عياض 544 هـ
القرطبي 671 هـ
النسفي 710 هـ
ابن عادل 880 هـ
البقاعي 885 هـ
الخطيب الشربيني 977 هـ
الألوسي
-
رد: مرحبا ببيان وجهة النظر ما دمنا نريد الوصول للحق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
القاعدة أخي الكريم أن عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم فكما أنّ الإثبات يحتاج إلى دليل، فكذلك النفي يحتاج إلى دليل، وإلا فما لم يعلم وجوده بدليل معين، قد يكون معلوماً بأدلة أخرى و نجد بعض العلماء يثبت الإجماع لعدم علمه بالمخالف ثم نجد أن المسألة خلافية لا إجماع فيها .
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به فالكتاب والسنة حجة بنفسهما لا يحتاجا إلى الاحتجاج بهما أن يكون أحد من الأئمة عمل بهما ، قال الشافعي في الرسالة: ((أخبرنا سفيان وعبد الوهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى في الإبهام بخمس عشرة ، وفي التي تليها بعشر ، وفي الوسطى بعشر ، وفي التي تلي الخنصر بتسع ، وفي الخنصر بست قال الشافعي : لما كان معروفا ـ والله أعلم ـ عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في اليد بخمس ، وكانت اليد خمسة أطراف مختلفة الجمال والمنافع نزلها منازلها فحكم لكل واحد من الأطراف بقدره من دية الكف ، فلما وجدنا كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإيل )) صاروا إليه ، وفي الحديث دلالتان :
أحدهما : قبول الخبر والآخر : أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه ، وإن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ودلالة على أنه لو مضى عمل من أحد من الأئمة ثم وجد خبراً عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودلالة على أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت بنفسه لا بعمل غيره )).
وقال ابن حزم في الإحكام:
(( فكل من أداه البرهان من النص أو الإجماع المتيقن إلى قول ما ، ولم يعرف أن أحد قبله قال بذلك القول ففرض عليه القول بما أدى إليه البرهان ، ومن خالفه فقد خالف الحق ومن خالف الحق فقد عصى الله تعالى ، ولم يشترط تعالى في ذلك أن يقول به قائل قبل القائل به ، بل أنكر على من قاله إذ يقول عز وجل حاكيا عن الكفار منكراً عليهم أنهم قالوا : { مَاسَمعْنَا بـِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ } ومن خالف هذا فقد أنكر على جميع التابعين وجميع الفقهاء بعدهم ، لأن المسائل التي تكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم من الاعتقاد والفتيا ، فكلها محصور مضبوط ، معروف عند أهل النقل من ثقات المحدثين وعلمائهم ، فكل مسألة لم يرد فيها قول عن صاحب لكن عن تابع فمن بعده ، فإن ذلك التابع قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله بلا شك ، وكذلك كل مسألة لم يحفظ فيها قول عن صاحب ولا تابع وتكلم فيها الفقهاء بعدهم فإن ذلك الفقيه قد قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله ((
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين:
(( إذا كان عند الرجل الصحيحان أو أحدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه فهل له أن يفتي بما يجده ؟، فقالت طائفة من المتأخرين : ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخاً أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما دل عليه فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل أهل الفقه والفتيا . وقال طائفة بل له أن يعمل به ويفتي به بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون إذا بلغهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث به بعضهم بعضاً بادروا إلى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول أحد منهم قط : هل عمل بهذا فلان وفلان ، ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار وكذلك التابعون وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القول وسيرتهم وطول العهد بالنسبة ، وبعد الزمان وعتقها لا يسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها ولو كانت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان أو فلان لكان قول فلان أو فلان عياراً على السنن ، ومزكيا لها ، وشرطاً في العمل بها ، وهذا من أبطل الباطل وقد أقام الله الحجة برسوله دون آحاد الأمة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ سنته ودعا لمن بلَّغها ، فلو كان من بلغته لا يعمل بها حتى يعمل بها الإمام فلان والإمام فلان لم يكن في تبليغها فائدة وحصل الاكتفاء بقول فلان وفلان.((
وقال أيضا في إعلام الموقعين :
(( فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا ، يقول من قال بهذا ؟ ويجعل هذا دفعاً في صدر الحديث أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به ، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل وأنه لا يحل دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل ، وأقبح من ذلك عذره في جهله إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة ، هذا سوء ظن بجماعة المسلمين إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع وهو جهله ودعم عمله بمن قال بالحديث ، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة والله المستعان . ولا يعرف إمام من أئمة الإسلام البتة قال : لا نعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نعرف من عمل به ))
وقال الألباني :
(( لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء ، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ))
و يجب عرض أقوال الأئمة سلفا وخلفا على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فهو حق يقبل، وإن خالفها يترك ولهذا كان الأئمة الأربعة ينهون أتباعهم عن تقليدهم في كل شيء ، يقول أبوحنيفة : إذا خالف الحديث قولي فاضرب بقولي عرض الحائط ، ويقول مالك : كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر – يقصد النبي - ، ويقول الشافعي : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، ويقول أحمد : لا تقلدني ولاتقلدن أباحنيفة ولا مالكاً ولا الشافعي وخذ من حيث أخذوا .
خالف أبو حنيفة رحمه الله في مسمى الإيمان فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و رخص أحمد رحمه الله في وضع اليد على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعها على وجهه فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و استحسن أحمد رحمه الله التكبير عند آخر كل سورة من سورة الضحى إلى آخر القرآن فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
و جوز ابن عباس رضي الله عنه زواج المتعة فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة ؟
سبحان الله .. خرجت بنا عن الموضوع يا دكتور ولكن لا بأس، لعله لفائدة نخرج بها من هذا، ترجع بالنفع على هذا البحث وغيره ان شاء الله..
أخي دكتور ربيع عفا الله عني وعنك .. كل هذا الذي اجتهدت في نقله لا يخدمك في قضيتك هنا بحال من الأحوال ولا يُتعقب به على ما حدثتك به...
ذلك أن الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص، وهذا عين التقليد المذموم - فهل هذا هو ما فهمته أنت من تعقيبي؟؟؟
أخي ... من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟"؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟
ثم ما قولك - وما ظنك أنه يكون قولهم كذلك - في رجل أعجمي - كحالنا، بالنسبة الى لسان الوحيين - يعرض عليه نص من نصوص السنة فيأخذه بفهمه هو ويعمل به ، مع أنه منسوخ معلوم باتفاق مشهور أنه منسوخ أو مع أن دلالته بفهم السلف وخير القرون على خلاف ما فهم هذا الأعجمي اتفاقا، أفيجوز أن نقره على فهمه هذا ونتركه عليه وقد تبين لنا ما لم يتبين له من المشروع في ذلك الباب، بحجة أنه لا يصح رد السنة لقول أحد من الخلق؟؟؟
من الذي قال أن تحقيق حسن الفهم والتأكد من مطابقة النص لما فهمه منه المخاطبون الأوائل به = تعطيل للعمل به تقديما لأقوال البشر عليه وتحكيما لها فيه؟؟؟ النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه، والا صار الدين رسما بلا معنً يقول فيه كل أحد ما يهوى وما يريد، ولصرنا الى ما صار اليه أهل الكتاب بنصوصهم، وما هم عنا ببعيد!!
متى يجب علي الأخذ بما فهمته أنا - أيا ما كان قدر علمي وتمييزي وان كنت أجهل العوام - من النص وعدم السعي في سؤال أهل الذكر فيه وتبين المراد منه؟ نقول لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!
كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء ؟؟؟
كلا ولا ريب! ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ أو كما قال عليه السلام! فهم ان سألتهم بأي شيء أفتوه في ذلك لقالوا لك: أفتيناه بما بلغنا من كلام النبي عليه السلام! ومع ذلك لم يعذرهم النبي عليه السلام لتفريطهم في بذل الوسع في تعلم ما اجتمع عليه الأمر وانتهى اليه في دين ربهم وفي عمل المسلمين!
فالشاهد أخي أن هذه النقول هي في واجب المجتهد المطلق من الفقهاء، والذي قد بلغ من العلم ما به يكون في منزلة الصحابة عند تلقي النص فلا تعضله عجمة ولا جهالة تفريط عن حسن النظر فيها! أما الآن وقد توافرت النصوص في كل باب في كتب العلماء بشرحها المنقول والمأثور وأصبح متعينا على الأعيان ألا يفرطوا في تعلمها، وأصبح أمر القرون الثلاثة في مسائل الدين وما اتفقوا عليه واضحا مشفوعا بالنص .. فانه لا يسوغ الآن لرجل أن يفتح كتابا ويلتقط نصا من النصوص منفردا، أو يسمعه من هنا أو هناك، فينتزعه من نصوص الباب نزعا ثم يطير به يقول للناس، الرسول يأمر بكذا وكذا، وهو ما أحسن الفهم ولا عذر له في ترك ما لا يعجزه تعلمه وطلبه من غيره من النصوص في بابه ليجمعه اليه كما هو دأب أهل العلم والنظر ليصل الى الصواب في المسألة كما يصلون!
أما قول ابن حزم رحمه الله فيما نقلته عنه فمتعقب عليه ومعلوم مذهب الظاهرية في مسائل الاجماع وليس هذا محل الخوض في هذا، والله المستعان!
ثانيا: أنت وبحثك لست من هذه القضية في شيء، لأن اخوانك يتعقبون عليك بأنك أسأت التأويل والفهم، فعند الاختلاف في فهم مراد الله من كلامه، أي الأفهام يكون حجة على أي؟؟؟
فهمك أنت أم فهم مخالفك؟ لا هذا ولا ذاك، وانما ما نقل الينا من أفهام أئمة التأويل من السلف رضي الله عنهم، من الصحابة والتابعين .. فاذا قال لك اخوانك من سلفك فيما فهمت، لم يكن لك أن تحتج عليهم بهذا الذي نقلتَ مما تكلم به الأئمة في شأن من بلغه نص من النصوص وبلغه كذلك أن فلانا وفلانا من أهل العلم لم يعملوا به، ربما لأنه لم يبلغهم أو غير ذلك، فردوا هذا بذاك!
وهنا مسألة دقيقة ليتك تتأمل فيها: لو كان هذا النص صحيحا، واستدلالك وفهمك أنت منه هو الصواب، فلن تعدم سلفا بمثله أبدا، ولوجدته قولا معتبرا مشهورا من جملة الأقوال المنقولة عنهم .. لأن الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت! فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها!! فهل أنت مطالب بالنظر في أقوالهم التي بلغتنا لترى هل وافقتهم أم شذذت عنهم؟ نقول نعم ولا شك! لأنه ما من أحد يرجى له أن يكون على مراد الله من وحيه لنبيه كما يرجى لهؤلاء، وهم أعلم به ممن جاء بعدهم ولا بد! فهل أنت ممن يصفون أتباع هذا المنهج الحكيم بأنهم مقلدون، يدخلونهم في هذه النقول التي جئت بها؟؟ اذا فقد تبرأت من سلفيتك وضربت كلام الأئمة بعضه ببعض وما فهمته أصلا ولا حول ولا قوة الا بالله!
فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ولا شأن لتعين هذا الأمر عليك بكون المجتهد الذي يبلغه نص لا يعلم له سلفا في العمل به = يجب عليه العمل به كما كان الحال مع كثير من الصحابة!
لا أحد يطالبك بترك نص من النصوص لفهمه هو، ولو كان رأس العلماء في زمانه!!
ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك!
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه، وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا بهم!! غب سرعة التوبة والثبات عليها لا في المعصية نفسها أيا ما كانت!! فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق!
أما ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو! كان يأكل من الشجرة وما يدري حالئذ أن هذه هي الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها! هذا ان فرضنا أنه هو المراد بنسيان آدم عليه السلام: السهو الذي هو الانغلاق الذهني اللحظي عن الشيء .. فهذا قد عده القرءان ذنبا وقد تاب منه آدم على أي حال .. ولكن قولك أنه من هذا القبيل، هو ما نطالبك بسلفك فيه، وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!
فكيف يقال بعد ما توافر من النصوص في المسألة في القرءان والسنة أن نسيان آدم كان من جنس السهو؟؟؟
-
رد: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
لم يأتِ الدكتور حتى الآن بنقل واحد عن السلف في العصمة أو في تفسير الآية وإنما حشد نقولات عن المتأخرين وبعضها لا يسلم له فهمه منها ،وحتى لا نُطيل على الإخوان = نرفع لهم غداً بإذن الله إبطال تلك الضلالات التي قالها الدكتور وافتراها على كلام الله تعالى..
-
رد: بيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
حبيبي في الله وجود مخالف للقول من البعض لا من الكل هو مخالفة بعض لا مخالفة كل و الأقوال كلها غير محفوظة ضاع مبعضها و قد كان الليث أفضل من امالك لكن تلامذته قصروا في نقل علمه فضاع الكثير من علم هذا العالم فهناك مذاهب اندثرت ولا مناص من ذلك ولا انكار فكيف يحتج بأن وجود المخالف من السلف يلزم الجميع بالأخذ بقوله دون الأقوال الأخرى أننزل قول العالم من السلف منزلة الكتاب والسنة .
يا أخي الحبيب ما تتكلم فيه مما يحتاج الى معرفته و مقتضى الكلام فيه موجود في عصرهم و تقتضي الدواعي نقله و مثل هذا قد ضمن الله حفظه و الا ما أمكنك معرفة اجماع أبدا فضلا عن معرفة معاني القرآن و هي أيضا عامتها منقولة من هذه الطرائق والا فلن يصح لك اجماع ابدا و لا حتى في دفع العدو الصائل عن غزة..فكل ما تحكي فيه اجماعا و الا و لمخالفك أن يحكي فيه الخلاف بقولك : و ما أدراك أن هناك من قال و لم ينقل لنا قوله....ولن يستقيم لك لا عقيدة لبناء أسرة و لا تربية أولاد و قيام دولة و لا دنيا لبناء اقتصاد و دفع عدو بل و حتى بمعرفة العدو من الصديق ...
-
رد دعاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
سبحان الله .. خرجت بنا عن الموضوع يا دكتور ولكن لا بأس، لعله لفائدة نخرج بها من هذا، ترجع بالنفع على هذا البحث وغيره ان شاء الله..
أخي دكتور ربيع عفا الله عني وعنك .. كل هذا الذي اجتهدت في نقله لا يخدمك في قضيتك هنا بحال من الأحوال ولا يُتعقب به على ما حدثتك به...
ذلك أن الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص، وهذا عين التقليد المذموم - فهل هذا هو ما فهمته أنت من تعقيبي؟؟؟
أخي ... من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟"؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟
ثم ما قولك - وما ظنك أنه يكون قولهم كذلك - في رجل أعجمي - كحالنا، بالنسبة الى لسان الوحيين - يعرض عليه نص من نصوص السنة فيأخذه بفهمه هو ويعمل به ، مع أنه منسوخ معلوم باتفاق مشهور أنه منسوخ أو مع أن دلالته بفهم السلف وخير القرون على خلاف ما فهم هذا الأعجمي اتفاقا، أفيجوز أن نقره على فهمه هذا ونتركه عليه وقد تبين لنا ما لم يتبين له من المشروع في ذلك الباب، بحجة أنه لا يصح رد السنة لقول أحد من الخلق؟؟؟
من الذي قال أن تحقيق حسن الفهم والتأكد من مطابقة النص لما فهمه منه المخاطبون الأوائل به = تعطيل للعمل به تقديما لأقوال البشر عليه وتحكيما لها فيه؟؟؟ النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه، والا صار الدين رسما بلا معنً يقول فيه كل أحد ما يهوى وما يريد، ولصرنا الى ما صار اليه أهل الكتاب بنصوصهم، وما هم عنا ببعيد!!
متى يجب علي الأخذ بما فهمته أنا - أيا ما كان قدر علمي وتمييزي وان كنت أجهل العوام - من النص وعدم السعي في سؤال أهل الذكر فيه وتبين المراد منه؟ نقول لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!
كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء ؟؟؟
كلا ولا ريب! ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ أو كما قال عليه السلام! فهم ان سألتهم بأي شيء أفتوه في ذلك لقالوا لك: أفتيناه بما بلغنا من كلام النبي عليه السلام! ومع ذلك لم يعذرهم النبي عليه السلام لتفريطهم في بذل الوسع في تعلم ما اجتمع عليه الأمر وانتهى اليه في دين ربهم وفي عمل المسلمين!
فالشاهد أخي أن هذه النقول هي في واجب المجتهد المطلق من الفقهاء، والذي قد بلغ من العلم ما به يكون في منزلة الصحابة عند تلقي النص فلا تعضله عجمة ولا جهالة تفريط عن حسن النظر فيها! أما الآن وقد توافرت النصوص في كل باب في كتب العلماء بشرحها المنقول والمأثور وأصبح متعينا على الأعيان ألا يفرطوا في تعلمها، وأصبح أمر القرون الثلاثة في مسائل الدين وما اتفقوا عليه واضحا مشفوعا بالنص .. فانه لا يسوغ الآن لرجل أن يفتح كتابا ويلتقط نصا من النصوص منفردا، أو يسمعه من هنا أو هناك، فينتزعه من نصوص الباب نزعا ثم يطير به يقول للناس، الرسول يأمر بكذا وكذا، وهو ما أحسن الفهم ولا عذر له في ترك ما لا يعجزه تعلمه وطلبه من غيره من النصوص في بابه ليجمعه اليه كما هو دأب أهل العلم والنظر ليصل الى الصواب في المسألة كما يصلون!
أما قول ابن حزم رحمه الله فيما نقلته عنه فمتعقب عليه ومعلوم مذهب الظاهرية في مسائل الاجماع وليس هذا محل الخوض في هذا، والله المستعان!
ثانيا: أنت وبحثك لست من هذه القضية في شيء، لأن اخوانك يتعقبون عليك بأنك أسأت التأويل والفهم، فعند الاختلاف في فهم مراد الله من كلامه، أي الأفهام يكون حجة على أي؟؟؟
فهمك أنت أم فهم مخالفك؟ لا هذا ولا ذاك، وانما ما نقل الينا من أفهام أئمة التأويل من السلف رضي الله عنهم، من الصحابة والتابعين .. فاذا قال لك اخوانك من سلفك فيما فهمت، لم يكن لك أن تحتج عليهم بهذا الذي نقلتَ مما تكلم به الأئمة في شأن من بلغه نص من النصوص وبلغه كذلك أن فلانا وفلانا من أهل العلم لم يعملوا به، ربما لأنه لم يبلغهم أو غير ذلك، فردوا هذا بذاك!
وهنا مسألة دقيقة ليتك تتأمل فيها: لو كان هذا النص صحيحا، واستدلالك وفهمك أنت منه هو الصواب، فلن تعدم سلفا بمثله أبدا، ولوجدته قولا معتبرا مشهورا من جملة الأقوال المنقولة عنهم .. لأن الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت! فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها!! فهل أنت مطالب بالنظر في أقوالهم التي بلغتنا لترى هل وافقتهم أم شذذت عنهم؟ نقول نعم ولا شك! لأنه ما من أحد يرجى له أن يكون على مراد الله من وحيه لنبيه كما يرجى لهؤلاء، وهم أعلم به ممن جاء بعدهم ولا بد! فهل أنت ممن يصفون أتباع هذا المنهج الحكيم بأنهم مقلدون، يدخلونهم في هذه النقول التي جئت بها؟؟ اذا فقد تبرأت من سلفيتك وضربت كلام الأئمة بعضه ببعض وما فهمته أصلا ولا حول ولا قوة الا بالله!
فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ولا شأن لتعين هذا الأمر عليك بكون المجتهد الذي يبلغه نص لا يعلم له سلفا في العمل به = يجب عليه العمل به كما كان الحال مع كثير من الصحابة!
لا أحد يطالبك بترك نص من النصوص لفهمه هو، ولو كان رأس العلماء في زمانه!!
ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك!
أخي الحبيب الناصح أكرر قولي يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحد عمل به و كلام العلماء واضح في المسألة .
قولك حبيبي في الله : (( الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص ))
جوابه : هناك الكثير من النصوص الدالة على عصمة الأنبياء قد بينت طرف منها سابقا و أنت تتكلم معي في عصمة الأنبياء أو صدور معصية آدم نسيانا و قد قامت أدلة على هذه وهذه فلو سلمنا جدلا عدم وجود قائل من لعلماء به فهذا لا يضير دلالة النصوص على العصمة .
قولك حبيبي في الله : (( من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟"؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟ ))
جوابه : رجل الدين غير معصوم من أن يخطيء في الفهم والحديث الصحيح الذي في سنن أبي داود :
((نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ))
و الصحابة والتابعين و غيرهم من العلماء قامت الأدلة على خطأ بعضهم في بعض المسائل فكيف يكون قولهم حجة في دين الله و قد خالف الصحابة بعضهم بعض و خالف التابعين بعض الصحابة في مسائل والعكس و لم يدع أحد منهم عصمة القول له و لا أن قوله هو الذي يجب على الجميع فهم الكتاب والسنة به .
و الله قد يفتح على الأعجمي ما لم يفتحه على العربي و ليس الحق حكرا على العربي
قولك حبيبي في الله : (( النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه ))
جوابه : لو كان الفهم قد حفظ معه لما تضاربت أقوال العلماء في كثير من المسائل ، والنص قد حفظ و ما يمكن به أن يفهم لا بفهمه إذ يرد عليك ذلك وجود مسائل مختلف فيها ووجود أفهام للعلماء قد ضاعت .
قولك حبيبي في الله : (( لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!! ))
جوابه : عند وجودي في مكان لا يمكنني معه العلم بالمسألة إلا بأحد أدلتها فيجب على العمل بهذا الدليل لأن هذه هي تقوى الله قدر استطاعتي في هذه الحالة
قولك حبيبي في الله : (( كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء ؟؟؟((
جوابه : أنت تستدل بنصوص أخطيء فهمها و الخطأ ورارد على الصحابي و على التابعي وعلى الأئمة الأعلام
قولك حبيبي في الله : (( ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ ))
جوابه : هذا حجة عليك لا لك فهذا يدل على جواز خطأ الصحابي في الفهم فلا يكون قوله حجة ملزمة فضلا عن قول تابعي أو إمام من الأئمة .
قولك حبيبي في الله : (( الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت ))
جوابه : من قال أن هذا الفهم ظهر لي بل هناك علماء أفاضل قالوا به قبل ابن تيمية رحمه الله وبعده بل هناك من العلماء من نسب لبعض السلف هذا القول و لكن لم ينص على أسمائهم كالقاضي عياض و القرطبي و هم أقدم من ابن تيمية و أقرب للقرون الثلاثة منه .
قولك حبيبي في الله : (( فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها ))
جوابه : يا أخي هناك من العلماء من قال أن جماعة من السلف قال به كالقاضي عياض ومنهم من نسبه لبعض أصحاب مالك و أبي حنيفة والشافعي فهل أصدق القرطبي أم أصدقك و هل أصدق القاضي عياض أم أصدقك فإذا كان قد وجد من العلماء من نسب هذا القول لبعض السلف فلما العدول و دعوى عدم الورود و إذا كان هذا ما عرفناه فكيغ بما لم نعرفه ؟!!
قولك حبيبي في الله : ((فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ))
جوابه : من الذي ادعى الإجماع وهناك من العلماء من خالف و نقلت أقوالهم سابقا
قولك حبيبي في الله : ((ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك! ))
جوابه : يا أخي هناك علماء أفاضل قالوا به ولست وحدي الذي أقول به وكتب التفسير قد تجد فيها ما قلت به و ما قال به غيري فعب على العلماء السابقين الذين قالوا بقولي وهم اعلم بالتفسير منك و مني
-
رد دعاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه، وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا بهم!! غب سرعة التوبة والثبات عليها لا في المعصية نفسها أيا ما كانت!! فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق!
أما ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو! كان يأكل من الشجرة وما يدري حالئذ أن هذه هي الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها! هذا ان فرضنا أنه هو المراد بنسيان آدم عليه السلام: السهو الذي هو الانغلاق الذهني اللحظي عن الشيء .. فهذا قد عده القرءان ذنبا وقد تاب منه آدم على أي حال .. ولكن قولك أنه من هذا القبيل، هو ما نطالبك بسلفك فيه، وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!
فكيف يقال بعد ما توافر من النصوص في المسألة في القرءان والسنة أن نسيان آدم كان من جنس السهو؟؟؟
قولك حبيبي في الله : ((عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه )).
جوابه : هذه دعوى تحتاج برهان والاستغفار لا يستلزم وقوع الفعل عمدا فهي نصوص أعم من موضع النزاع و عند النظر لن تجد نص يدل على وقوع ذنب منهم عمدا
قولك حبيبي في الله : ((وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا ))
جوابه : هذه دعوى تحتاج برهان فكما أنهم بشر إلا أن الله اجتباهم لتبليغ رسالته كي يقتدي الناس بهم فكيف يقترفون المعاصي فيكون قدوة في الشر إذ من يطع الله إن عصوه و إذا كان النبي يقترف الذنب فكيف بغيره و الاستغفار لا يستلزم الذنب المتعمد
قولك حبيبي في الله : (( فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق ))
جوابه : دليك أعم من موضع النزاع ففعل الخطأ شيء و القول بأنه خطأ متعمد شيء آخر و التوبة تجب للخطأ المتعمد و غير المتعمد و إذا خصصت التوبة لخطأ دون خطأ فقد خصصت بلا مخصص .
قولك حبيبي في الله : (( ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو ))
جوابه : الآية حجتي و إن لم أعرف لي سلف فيها و كيف ابن عباس فسر نسيان العهد بالنسيان الظاهر قال ابن أبي حاتم: (( حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه )) وقول ابن عباس في تفسير أنه الترك لا يعارض النسيان الحقيقي فنسي الشيء يستلزم تركه كمن فسر من السلف تجري بأعيننا بقوله : تجري بمرأى منا فالرؤية لا تنفي العين .و قال بنسيان آدم ما عهد إليه أيضا ابن زيد و قد قال بهذا القول من هم أقرب للسلف منك كالقاضي عياض وابن العربي .
وأنت من حجتك في أن آدم قد أكل الشجرة متعمدا لا ساهيا ولا ناسيا كما نص القرآن
قولك حبيبي في الله : ((وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه! ))
جوابه : قولك هذا هو خلاف ما نص عليه القرآن و كون الشيطان ذكرهما فهذا لا يستوجب استذكار آدم عليه السلام واستحضاره لعهد الله حال المعصية بل هذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى : ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ فقوله تعالى : (( فأكلا منها )) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب فبعد الوسوسة نسي العهد فهو ناسي حقيقة و أنت متأول للنسيان بلا دليل والله المستعان .