-
بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
"وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب، ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية، والقرامطة الباطنية، ونحوهم فإنهم على ضد ذلك، فإنهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل، فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات، ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلاً يستلزم نفي الذات.".
قوله: "وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم .." إلخ. بعد أن بين المؤلف رحمه الله طريقة الرسل في صفات الله تعالى وهي الطريقة القويمة الحكيمة الموافقة للعقول والفطر السليمة، شرع في بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل، فذكر الكفار والمشركين وأهل الكتاب.
وأهل الكتاب منهم المؤمن الموحد الذي اتبع رسوله، ومنهم الكافر.
والصابئة منهم المؤمنون الحنفاء، ومنهم الكفار المشركون، ومن هؤلاء قوم إبراهيم وهم طوائف.
والمتفلسفة هم أهل الفلسفة الذين احترفوا الفلسفة اليونانية. وكأن الشيخ يقصد بهم المنتسبين للإسلام منهم، وقد يراد بهم المنتسبين للإسلام وغير المنتسبين له.
والفلاسفة أنواع، منهم الفلاسفة الدهريون، وهؤلاء لا كلام معهم هنا، وإنما الكلام مع الفلاسفة الإلهيين الذين يقرون بالخالق في الجملة وهم أنواع:
منهم من يقر بصفات الله تعالى في الجملة، ومنهم من ينكر الصفات.
وزعيم ملاحدة الفلاسفة اليونانيين من يسمونه المعلم الأول، وهو أرسطو فهو زعيم الشرك والتعطيل والإلحاد، وقد تبعه بعض من ينسب إلى الإسلام كابن سيناء الذي يعظم من قبل بعض الجهلة أو الزنادقة المنتسبين للإسلام.
قوله "والقرامطة الباطنية" الباطنية صفة موضحة لأن كل قرمطي باطني، وإن كانت الباطنية أعم فيدخل فيها كل من جعل للنصوص ظاهراً وباطناً، فيدخل فيهم الإسماعيلية والنصيرية والدروز والاتحادية من ملاحدة الصوفية.
وقد تطلق القرامطة ويراد بها الباطنية بمعناها العام، لأن القرامطة هم سلف وأصل الباطنية.
أكثر ما تطلق الباطنية على الرافضة وكما قال بعض العلماء "يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض" فهم في الحقيقة كفار أعداء لله ورسله والمؤمنين وإن كانوا يتسترون ويظهرون حب آل البيت.
القرامطة: الطائفة التي ظهرت في الأحساء آخر القرن الثالث فعاثوا في الأرض فساداً بقيادة أبي ظاهر الجنابي الذي قتل الحجيج وقلع الحجر الأسود.
وسموا قرامطة نسبة إلى أحد زعمائهم وهو حمدان قرمط، واسم القرامطة قد يطلق على الباطنية عموماً، وقد يراد به طائفة من طوائفهم، مثل اسم الجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان، وقد يطلق هذا اللقب على بدعة التعطيل خاصة فيقال فلان جهمي، أو فيه تجهم، أي تعطيل للصفات وإن كان الجهم جمع عدة بدع كالجبر في القدر، والإرجاء في الإيمان.
وقد ذكر الشيخ هنا أن هؤلاء الزائغين عن طريقة المرسلين من المتفلسفة والجهمية والباطنية ونحوهم على ضد منهج الرسل، ذلك أنهم يصفون الله تعالى بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل.
الصفات السلبية: هي صفات النفي.
ووصف الله تعالى بالصفات السلبية أي وصف الله تعالى بالنفي غير ممتنع، ولكن عيب هؤلاء في هذا الباب يظهر في مخالفتهم لطريقة الرسل من وجوه:
١- التفصيل في النفي.
٢- عدم إثبات شيء من الصفات الثبوتية.
٣- أنما يصفون الله تعالى به من الصفات السلبية لا يتضمن إثباتاً عندهم.
قوله "ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقا" .
الوجود المطلق ضد الوجود المعين، مثل لفظ الإنسان المطلق، والإنسان المعين. فقولك مثلاً الإنسان حيوان ناطق، أو كائن حي، فهذا هو الإنسان بمعناه المطلق وهو تفسير لحقيقة الإنسان بالمعنى العام، ولا تقصد بذلك إنساناً معيناً. أما إذا قلت فلان إنسان، أو هذا الإنسان فإنك تقصد بلفظ الإنسان شيئاً معيناً.
فالإنسان بالمعنى المطلق لا يوجد في الخارج، وإنما يوجد في الخارج الإنسان المعين.
وكذلك الوجود، فقولك وجودي، أو وجودك، فهذا وجود معين، وقولك الوجود فهذا المعنى وجود مطلق مشترك بين سائر الموجودات.
وإثباتهم لله وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحقيق، لأن الوجود المطلق لا يوجد إلا في الأذهان. ولا يمكن أن يوجد في الأعيان وفي الخارج، لأنه لا يوجد في الخارج والأعيان إلا الوجود المعين في الأفراد.
وما يوجد في الذهن قد يكون موجوداً في الخارج، وقد يكون ممكن الوجود في الخارج، وقد يكون ممتنع الوجود في الخارج، ومن أنواع الوجود الذهني الذي يمتنع تحققه في الخارج الوجود المطلق.
وهؤلاء الذين لا يصفون الله تعالى إلا بالصفات السلبية المحضة على وجه التفصيل يستلزم قولهم غاية التعطيل، وغاية التمثيل.
أما استلزامه غاية التعطيل فلأنه يؤول إلى إنكار وجود الله تعالى حيث عطلوا الله تعالى عن أسمائه وصفاته تعطيلاً يستلزم نفي الذات، لأنه يمتنع وجود ذات مجردة عن الصفات.
وأما استلزامه غاية التمثيل فلأنهم مثلوه بالممتنعات والمعدومات والجمادات.
فإذا قالوا إنه لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ففي هذا تشبيه له بالجمادات، وإذا قالوا إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يرى ففي هذا تشبيه له بالمعدومات.
وإذا قالوا إنه ليس بحي ولا ميت ولا موجود ولا معدوم ففي هذا تشبيه له بالممتنعات.
[شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص ٨١ - ٨٤]
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
وقد ذكر الشيخ هنا أن هؤلاء الزائغين عن طريقة المرسلين من المتفلسفة والجهمية والباطنية ونحوهم على ضد منهج الرسل، ذلك أنهم يصفون الله تعالى بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل.
هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
أنا فهمتها بعد 3 سنوات تفكير . .
وهنا واضحة جداً . .
لابد من تحرير كتب بعض الشيوخ البسطاء في علمهم وفهمهم في هذه العصور . . واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
. .
.
إذن كيف تقرون استخدامها في كتب العقائد بمعاني مستحدثة هي ضد المعاني الأصلية للكلمة . . أم أننا ننقل دون فهم .
. .
وأنا من أكثر اناس إدراكا أن العودة للسلفية الحقة شاقة جداً . . .وأغلب من نعرف ربما لا فروق كثيرة بينهم وبين الرافضة مثلا في رفض أو صعوبة تقبل التغيير . . فاعتقادهم كالصوفية في الشيوخ فضيع جداً . . يعتقدون رسخهم في العلم وأنهم من ذوي الاستنباط والفهم الى ما الله به عليم . .
.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
فلا بد أن نصحح أولاً كتب عقائدنا من مصطلحات "أهل الضلال الحائدين" لعل الله يبارك في قولنا وعملنا . .
. .
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
مذهب الجهمية حادث لم يدركه الكثير من السلف . و من ادركه منهم ادركه في طوره الاول وهم ينفون بعض الصفات ( فقط ) و بالاخص صفة ( الكلام ) . اما النفي المحض صراحة فقد كان متاخر نوعا ما .
و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية
فهم اليوم يقولون ان الله عز وجل موجود مع نفيهم للصفات التي يتحقق بها ذلك . فكيف ترد عليهم لكي يفهم الناس حقيقة قولهم ؟
لنفرض ان طالب علم او جهمي قال لك - نحن نقول ان الله موجود - كيف ترد عليه ؟
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية
نعم بارك الله فيك اخى الطيبونى
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
أنا فهمتها بعد 3 سنوات تفكير . .
وهنا واضحة جداً . .
لابد من تحرير كتب بعض الشيوخ البسطاء في علمهم وفهمهم في هذه العصور . . واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
. .
.
إذن كيف تقرون استخدامها في كتب العقائد بمعاني مستحدثة هي ضد المعاني الأصلية للكلمة . . أم أننا ننقل دون فهم .
. .
وأنا من أكثر اناس إدراكا أن العودة للسلفية الحقة شاقة جداً . . .وأغلب من نعرف ربما لا فروق كثيرة بينهم وبين الرافضة مثلا في رفض أو صعوبة تقبل التغيير . . فاعتقادهم كالصوفية في الشيوخ فضيع جداً . . يعتقدون رسخهم في العلم وأنهم من ذوي الاستنباط والفهم الى ما الله به عليم . .
.
وهذا ما تكلمنا عنه فى الموضوع الآخر انقله للفائدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
شيخ الاسلام يرد على جميع الطوائف والفرق وأهل البدع سواء المكفرة او غير المكفر لابد في مخاطبتهم من الكلام على المعاني التي يدّعونها
إما:
1 بألفاظهم.
2 وإما بألفاظ يوافقون على أنها تقوم مقام ألفاظهم،
وحينئذ يقال لهم الكلام إما:
أ- أن يكون في الألفاظ.
ب- وإما أن يكون في المعاني.
ج- وإما أن يكون فيهما.
فإن كان الكلام في المعاني المجردة من غير تقييد بلفظ كما تسلكه المتفلسفة ونحوهم ممن لا يتقيد في أسماء الله وصفاته بالشرائع بل يسميه علة وعاشقاً ومعشوقاً ونحو ذلك.
فهؤلاء إن أمكن نقل معانيهم إلى العبارة الشرعية كان حسناً.
وإن لم يمكن مخاطبتهم إلا بلغتهم، فبيان ضلالهم ودفع صيالهم عن الإسلام بلغتهم أولى من الإمساك عن ذلك لأجل مجرد اللفظ.
كما لو جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيابهم، فدفعهم بلبس ثيابهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار خوفاً من التشبه بهم في الثياب.
وأما إذا كان الكلام مع من قد يتقيد بالشريعة.
فإنه يقال له:
إطلاق هذه الألفاظ نفياً وإثباتاً بدعة، وفي كل منها تلبيس وإيهام، فلابد من الاستفسار والاستفصال. أو الامتناع عن إطلاق كلا الأمرين في النفي والإثبات.
وقد ظن طائفة من الناس أن ذم السلف والأئمة للكلام إنما لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المحدثة كلفظ (الجوهر) و(الجسم) و(العرض)،
وقالوا: إن مثل هذا لا يقتضي الذم، كما لو أحدث الناس آنية يحتاجون إليها، أو سلاحاً يحتاجون إليه لمقاتلة العدو، وقد ذكر هذا صاحب الإحياء وغيره.
وليس الأمر كذلك:
بل ذمهم للكلام لفساد معناه أعظم من ذمهم لحدوث الألفاظ، فذموه لاشتماله على معان باطلة مخالفة للكتاب والسنة، ومخالفته للعقل الصريح، ولكن علامة بطلانها مخالفتها للكتاب والسنة، وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو باطل قطعاً.
ثم من الناس من يعلم بطلانه بعقله، ومنهم من لا يعلم ذلك.
وأيضاً:
فإن المناظرة بالألفاظ المحدثة المجملة المبتدعة المحتملة للحق والباطل إذا أثبتها أحد المتناظرين ونفاها الآخر كان كلاهما مخطئاً، وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، وفي ذلك من فساد العقل والدين ما لا يعلمه إلا الله.
فإذا رد الناس ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة فالمعاني الصحيحة ثابتة فيهما، والمحق يمكنه بيان ما يقوله من الحق بالكتاب والسنة"- من درء تعاض العقل والنقل بتصرفhttps://majles.alukah.net/t182840-3/
اقتباس:
كما لو جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيابهم، فدفعهم بلبس ثيابهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار خوفاً من التشبه بهم في الثياب.
( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
بارك الله فيكم ، ابن القيم رحمه الله استخدم عبارة "العلة الغائية" لأنها متداولة في وقته وهو لفظ فلسفي. قال في كتاب الصواعق المرسلة:
"…ويسمى تعبير الرؤيا تأويلها بالاعتبارين ، فإنه تفسير لها وهو عاقبتها وما تئول إليه ، وقال يوسف لأبيه : {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل}. أي حقيقتها ومصيرها إلى هاهنا . انتهى. وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة بالفعل تأويلا لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به ، ومنه قول الخضر لموسى بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض : { سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } فلما أخبره بالعلة الغائية التي انتهى إليها فعله قال : {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}…".
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
استخدمها في كلام موجه للفلاسفة أم في كلام موجه للمسلمين ومنهم "والدتي الحبيبة" ؟؟
..
ثلاثة وعشرون قطرة من السلفية وخمس قطرات من التصوف واربع قطرات من الكلام و ثلاث قطرات من الفلسفة! . . .الأخيرة نسبة الكحول!
كلها في كأس واحد!! يسمى الرأس!
وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
. .
ما أحوجنا للعصف والصعق وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
.. (توطين كلام الفلاسفة في عقائدنا) ..
التوحيد المطلق!! توحيد لا حقيقة له . .
الإيمان المطلق! إيمان لا حقيقة له . .
صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً . .
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
..
ثلاثة و عشرون قطرة من السلفية وخمس قطرات من التصوف واربع قطرات من الكلام و ثلاث قطرات من الفلسفة! . . .الأخيرة نسبة الكحول!
وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
. .
وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
. .
يحتاج الى الغسل اذا كان الماء قليل والخبث كثير واللبيب بالاشارة يفهم- أما اذا بلغ الماء قلتين لا نحتاج لغسل هذه القطرات - إذا كانَ الماءُ قُلَّتَينِ لم يحملِ الخبَثَ - المصدر : صحيح أبي داود -
إِذَا بلَغ الماءُ الَّذِي تَرِدُه الحيواناتُ مِقدَارَ قُلَّتَيْنِ، "لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثَ"، أي: لم يَحْمِلْ نَجاسَةً، والمُرادُ: لم يَقْبَلِ النَّجاسَةَ، بل يَدفَعها عن نفسِه ولا يُعتَبَر نَجِسًا، بل هُوَ طاهِر.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. .
الإيمان المطلق! إيمان لا حقيقة له . .
صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً . .
التوحيد المطلق له حقيقة لأنى أعرف حقيقته كما تعرف أنت اخى ابو لمى عبدالله المطلق شخصيا- فمن عرف مثل معرفتى قال بمثل قولى
الايمان المطلق له حقيقة- لأننى اعرف حقيقته
عبدالله المطلق لا أعرفه حقيقه لأننى لا أعرفه شخصيا
**********
اقتباس:
التوحيد المطلق له حقيقة .....
الايمان المطلق له حقيقة
قال الشيخ صالح ال الشيخ
((ومطلق الشيء ، والشيء المطلق : مصطلحان يكثر وردوهما في كتب أهل العلم ، وفي كتب التوحيد خاصة ، فتجدهم يقولون - مثلا - : التوحيد المطلق ومطلق التوحيد ، والإسلام المطلق ومطلق اللإسلام والإيمان المطلق ومطلق الإيمان ، والشرك المطلق ومطلق الشرك ، والفلاح المطلق ومطلق الفلاح ، والدخول المطلق ومطلق الدخول ، والتحريم المطلق - يعني تحريم دخول الجنة أو تحريم دخول النار - ومطلق التحريم .
ومن المهم أن تعلم أن الشيء المطلق هو : الكامل ، فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل ، والإسلام المطلق هو الإسلام الكامل ، والتوحيد المطلق هو التوحيد الكامل ، والفلاح المطلق هو الفلاح الكامل .
وأما مطلق الشيء فهو : أقل درجاته ، أو درجة من درجاته ، فمطلق الإيمان هو أقل درجاته ؛ فنقول مثلا : هذا ينافي الإيمان المطلق ، يعني : ينافي الإيمان ، أو نقول : هذا ينافي مطلق الإيمان ، يعني ينافي أقل درجات الإيمان)) .
***
الإيمان المطلق يراد به الإيمان الكامل فلا يوصف به العصاة والمقصرون في الطاعات. وأما مطلق الإيمان فيعنى به من كان عنده أصل الإيمان، ولكن عنده تقصير في الطاعات فيدخل فيه العصاة من المؤمنين والمقصرون في بعض الطاعات. قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية:
الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به عبده كله، وترك ما نهاه عنه كله. اهـ
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب الإيمان والرد على أهل البدع: مطلق الإيمان هو وصف المسلم الذي معه أصل الإيمان إذا كان مصرا على ذنب أو تاركا لما وجب عليه مع القدرة. انتهى.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
بارك الله فيكم ، ابن القيم رحمه الله استخدم عبارة "العلة الغائية"…".
بارك الله فيك- نعم (( العلة الغائية )) تسمى تأويلا وهى حقيقة ما يؤول اليه الشئ وعاقبته ذكر ذلك ابن القيم فى (( مختصر الصواعق )) للموصلي
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة 1 / 176:
ويسمى تعبير الرؤيا تأويلا بالاعتبارين فإنه تفسير لها وهو عاقبتها وما تؤول إليه وقال يوسف لأبيه : ( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ) أي حقيقتها ومصيرها إلى ها هنا انتهت وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة بالفعل تأويلا لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به ومنه قول الخضر لموسى عليهما السلام بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض ( سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا ) فلما أخبره بالعلة الغائية التي انتهى إليها فعله قال : ( ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا ) اهــ
****************************** ******
فالعلة الغائية- لها معان مختلفة عند الاصوليين لها معنى وعند الفقهاء لها معنى وعند الفلاسفة لها معنى عند الفرق المخالفة لها معنى فمصطلحات كلمة العلة لها تعريفات مختلفة
أولا عند الاصوليين
العلة والحكمة مصطلحان من المصطلحات الأصولية،
وقد تكلم عنهما الأصوليون في مواضع مختلفة من كتبهم الأصولية،
وأكثر ما يكون ذلك في مباحث القياس ومباحث المصلحة.
وهذان المصطلحان بينهما قدرٌ من التشابه،
: اختلف أهل العلم في تعريف العلة على أقوال كثيرة، من أشهر هذه الأقوال:
أن العلة: الوصف الظاهر المنضبط المعرِّف للحكم،
فمثلًا: جعل الشارع قطع يد السارق حدًّا من الحدود الشرعية، وإذا بحثنا عن علة هذا الحكم نجد أنها: السرقة، والسرقة من الأوصاف الظاهرة التي لا تخفى على أحد، كما أنها منضبطة لا تختلف من شخص لآخر أو من مكان لآخر، وإذا تحققنا من وجود السرقة فإنها تعرّفنا على وجود الحكم الذي هو قطع اليد إذا تمت شروطه.
أما الحكمة فهي:
ما يترتب على مشروعية الحكم من جلب مصلحة أو دفع مفسدة، أوهي: المصلحة التي قصد الشارع من تشريع الحكم تحقيقها أو تكميلها، أو المفسدة التي قصد الشارع بتشريع الحكم دفعها أو تقليلها، وكما قلنا في قطع يد السارق: إن علته السرقة، فإن الحكمة من تشريع هذا الحد: حفظ أموال الناس وحمايتها وصيانتها.
وبهذا يتبين أن حكمة الحكم: هي الباعث على تشريعه، والغاية المقصودة منه، أما علة الحكم فهي الأمر الظاهر المنضبط الذي بنى الشارع الحكم عليه، وربطه به وجودًا وعدمًا; لأن من شأن بنائه عليه وربطه به أن يحقق حكمة تشريع الحكم.
ويترتب على هذا أن الحكمة مبنية على العلة،
فإذا عرفنا العلة أمكننا معرفة الحكمة،
أما إذا خفيت علينا العلة فإنه لا يمكننا التعرف على الحكمة، وهذا الأمر يجعلنا نتعرض لأقسام الأحكام الشرعية من حيث معرفة العلة، وهي قسمان:
القسم الأول: أحكام معقولة المعنى، وهذه الأحكام يمكن معرفة عللها، مثل: تحريم الخمر، ومشروعية القصاص، وما إلى ذلك، وهذا القسم يمكن معرفة الحكمة من مشروعيته.
القسم الثاني: أحكام غير معقولة المعنى، فلا يمكننا معرفة العلة فيه، وهذا لا يدل على أن هذه الأحكام ليس لها علل، بل لها علل لكن خفيت علينا، ويطلق العلماء على هذا النوع من الأحكام: الأحكام التعبدية، مثل عدد ركعات الصلاة، وتقبيل الحجر الأسود، ومسح أعلى الخف، ونحو ذلك، وفي هذا القسم لا يمكن معرفة الحكمة من مشروعيتهº لعدم التعرف على العلة، لكن يجب الإيمان به، واعتقاد أنه لم يُشرع لنا إلا لحكمة خفيت علينا.
العلة نوعان:
الأول: العلة بمعناها المتقدم، وهي التي يستخدمها أهل العلم في عملية القياس الشرعي المعروف.
الثاني: العلة الغائية، وهي بمعنى الأهداف المرجوة من أي حكم من الأحكام، والعلة بهذا المعنى تكون مرادفةً للحكمة، فمثلًا: جاء الشرع بمشروعية قصر الصلاة في السفر، والعلة الاصطلاحية في هذا الحكم: السفر. والعلة الغائية التي بمعنى الحكمة: دفع المشقة والضيق عن الناس، وكذلك الإفطار في السفر، فإن علة هذا الحكم: السفر. والعلة الغائية التي بمعنى الحكمة: دفع المشقة والضيق عن الناس.
أما تحريم الخمر، ومشروعية النوم على الشق الأيمن- انظر صحيح البخـــاري (247) ومسلم (2710)- والوضوء من لحم الإبل- انظر صحيح مسلم (360)- فهذه الأحكام، ولا شك، لها علل شرعية معتبرة، قد نعرفها وقد تخفى علينا، وقد اجتهد أهل العلم في بيان عللها وحِكمها، وفيما يأتي ذكرٌ لشيء من ذلك:
- تحريم الخمر، العلة فيه: الإسكار، فمتى ما وجد الإسكار وجد التحريم، وهذا معنى قول العلماء: إن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا. أما حكمة تحريم الخمر فهي: المحافظة على عقول الناس والبعد بها عمّا يفسدها.
- الوضوء من أكل لحوم الإبل، وهو من الأحكام التعبدية، ومع هذا فقد حاول بعض أهل العلم تعليل هذا الحكم، كابن القيم حيث بين أن لحوم الإبل لها تأثير على من يأكلهاº لأن الإبل فيها الفخر والخيلاء، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري (3301) ومسلم (52)- ولأنه قد جاء أن على ظهر كل بعير شيطان- أخرجه أحمد (16039)- وما إلى ذلك، فهذا الذي ذكره ابن القيم هو بمثابة علة الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل، والحكمة من ذلك البعد عن القسوة وبقاء المسلم على فطرته، فإن المسلم هيّن ليّن.
- استحباب النوم على الشق الأيمن، فقد بين أهل العلم حكمة المشروعية من هذا الحكم، وبينوا أن النوم بهذه الكيفية مفيد من الناحية الصحية، ودعموا ما ذهبوا إليه بكلام علماء الطب، ومن أراد الاستزادة فيما يتعلق بالحكمة من مشروعية النوم على الشق الأيمن فعليه بالكتب المؤلفة في الطب النبوي، خصوصًا كتاب ابن القيم، - رحمه الله -.
ومحاولة التعرف على علل الأحكام وحِِِِِِِكَمِها نوع من أنواع الاجتهاد المطلوب شرعًا، ولذلك اجتهد كثير من أهل العلم في استنباط علل الأحكام وحكمها، وهو أمر مطلوب له أثره البالغ في امتثال هذه الأحكام، كما أنه طريق من طرق معرفة مقاصد الشارع، ولاشك أن العلم بالمقاصد الشرعية من مهمات العلوم، ولأجل هذا عدّ بعض أهل العلم معرفة مقاصد الشريعة شرطًا من شروط الاجتهاد.
****
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
((قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} .
قوله {إلا ليعبدون} استثناء مفرغ من أعم الأحوال؛ أي: ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة.
واللام في قوله: {إلا ليعبدون} للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛ إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عبادا يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.
فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.
والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلا بد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحر))اهـ.
((مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين)) (9/ 13).
*************
وقال ابن عثيمين رحمه الله
قوله: ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾، اللام للتعليل، أي: لأجل أن تسكنوا فيه، ولا يلزم من وجود المعلول وجود العلة إذا لم تكن العلة مؤثرة، مثلًا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦] هذه علة غائية، والعلة الغائية لا يلزم من وجود المعلول وجودها، فلا يلزم من الخلق وجود العبادة.
كذلك ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ هذه علة غائية وليست علةً مؤثرة، ولا يلزم من وجود المعلول وجود العلة الغائية، فمثلًا قد يقول قائل: نجد بعض الناس ما يسكنون في الليل، صح ولَّا لا؟ فيه ناس ما يسكنون بالليل، أحد معاشه بالليل كالحراس، وأحد لهوه بالليل كأصحاب البطالة الذين ينامون النهار ويسهرون الليل. فنقول: إن وجود المعلول إذا كانت العلة غائية لا يلزم منه وجود العلة، كما لو قلت: قدَّمْت لك هذه البعير لتركب عليها، فقد تركب وقد لا تركب. أعطيتك القلم لتكتب به. ربما تكتب وربما لا تكتب.
***********
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
مصطلح العلة بين مذهب اهل السنة ومذهب الفرق المخالفة
قال ابن القيم :
"الله سبحانه حكيم، لا يفعل شيئًا عبثًا، ولا لغير معنى ومصلحة، وحكمته: هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة، لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل، وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا" شفاء العليل ص90
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"ولا يكون في ملكه ما لا يريد وله في جميع خلقه حكمة بالغة وهو يبغضه ويكرهه ويمقت فاعله ولا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر ولا يريده الإرادة الدينية المتضمنة لمحبته ورضاه وإن أراده الإرادة الكونية التي تتناول ما قدره وقضاه ؟ وفروع هذا الأصل كثيرة لا يحتمل هذا الموضع استقصاءها.
ولأجل تجاذب هذا الأصل ووقوع الاشتباه فيه صار الناس فيه إلى التقديرات الثلاثة المذكورة... وكل تقدير قال به طوائف من بني آدم من المسلمين وغير المسلمين.
فالتقدير الأول : هو قول من يقول خلق المخلوقات وأمر بالمأمورات لا لعلة ولا لداع ولا باعث بل فعل ذلك لمحض المشيئة وصرف الإرادة.
وهذا قول كثير ممن يثبت القدر وينتسب إلى السنة من أهل الكلام والفقه وغيرهم .
وقد قال بهذا طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وهو قول الأشعري وأصحابه وقول كثير من " نفاة القياس في الفقه " الظاهرية كابن حزم وأمثاله .
ومن حجة هؤلاء أنه لو خلق الخلق لعلة لكان ناقصا بدونها مستكملا بها ؛ فإنه إما أن يكون وجود تلك العلة وعدمها بالنسبة إليه سواء أو يكون وجودها أولى به، فإن كان الأول امتنع أن يفعل لأجلها وإن كان الثاني ثبت أن وجودها أولى به فيكون مستكملا بها فيكون قبلها ناقصا .
ومن حجتهم ما ذكره السائل من أن العلة إن كانت قديمة وجب تقديم المعلول ؛ لأن العلة الغائية وإن كانت متقدمة على المعلول في العلم والقصد - كما يقال : أول الفكرة آخر العمل وأول البغية آخر الدرك .
ويقال إن العلة الغائية بها صار الفاعل فاعلا - فلا ريب أنها متأخرة في الوجود عنه ؛ فمن فعل فعلا لمطلوب يطلبه بذلك الفعل كان حصول المطلوب بعد الفعل فإذا قدر أن ذلك المطلوب الذي هو العلة قديما كان الفعل قديما بطريق الأولى.
فلو قيل : إنه يفعل لعلة قديمة لزم أن لا يحدث شيء من الحوادث وهو خلاف المشاهدة وإن قيل إنه فعل لعلة حادثة لزم محذوران :
أحدهما : أن يكون محلا للحوادث ؛ فإن العلة إذا كانت منفصلة عنه فإن لم يعد إليه منها حكم امتنع أن يكون وجودها أولى به من عدمها وإذا قدر أنه عاد إليه منها حكم كان ذلك حادثا فتقوم به الحوادث .
المحذور الثاني أن ذلك يستلزم التسلسل من وجهين
أحدهما : أن تلك العلة الحادثة المطلوبة بالفعل هي أيضا مما يحدثه الله تعالى بقدرته ومشيئته فإن كانت لغير علة لزم العبث كما تقدم وإن كانت لعلة عاد التقسيم فيها فإذا كان كل ما أحدثه أحدثه لعلة والعلة مما أحدثه لزم تسلسل الحوادث.
الثاني : أن تلك العلة إما أن تكون مرادة لنفسها أو لعلة أخرى فإن كانت مرادة لنفسها امتنع حدوثها لأن ما أراده الله تعالى لذاته وهو قادر عليه لا يؤخر إحداثه وإن كانت مرادة لغيرها فالقول في ذلك الغير كالقول فيها ويلزم التسلسل .
فهذا ونحوه من حجج من ينفي تعليل أفعال الله تعالى وأحكامه .
والتقدير الثاني : قول من يجعل العلة الغائية قديمة كما يجعل العلة الفاعلية قديمة .
كما يقول ذلك طوائف من المسلمين كما سيأتي بيانه وكما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة القائلين بقدم العالم، وهؤلاء أصل قولهم أن المبدع للعالم علة تامة تستلزم معلولها لا يجوز أن يتأخر عنها معلولها.
وأعظم حججهم قولهم: إن جميع الأمور المعتبرة في كونه فاعلاً إن كانت موجودة في الأزل لزم وجود المفعول في الأزل لأن العلة التامة لا يتأخر عنها معلولها فإنه لو تأخر لم تكن جميع شروط الفعل وجدت في الأزل فإنا لا نعني بالعلة التامة إلا ما يستلزم المعلول فإذا قدر أنه تخلف عنها المعلول لم تكن تامة وإن لم تكن العلة التامة - التي هي جميع الأمور المعتبرة في الفعل وهي المقتضي التام لوجود الفعل وهي جميع شروط الفعل التي يلزم من وجودها وجود الفعل إن لم يكن جميعها في الأزل - فلابد إذا وجد المفعول بعد ذلك من تجدد سبب حادث وإلا لزم ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح وإذا كان هناك سبب حادث فالقول في حدوثه كالقول في الحادث الأول ويلزم التسلسل .
قالوا فالقول بانتفاء العلة التامة المستلزمة للمفعول يوجب إما التسلسل وإما الترجيح بلا مرجح .
ثم أكثر هؤلاء يثبتون علة غائية للفعل وهي بعينها الفاعلية ولكنهم متناقضون فإنهم يثبتون له العلة الغائية ويثبتون لفعله العلة الغائية ويقولون مع هذا ليس له إرادة بل هو موجب بالذات لا فاعل بالاختيار وقولهم باطل من وجوه كثيرة...
وأما التقدير الثالث :
وهو أنه فعل المفعولات وأمر بالمأمورات لحكمة محمودة فهذا قول أكثر الناس من المسلمين وغير المسلمين وقول طوائف من أصحاب أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وغيرهم وقول طوائف من أهل الكلام من المعتزلة والكرامية والمرجئة وغيرهم وقول أكثر أهل الحديث والتصوف وأهل التفسير وقول أكثر قدماء الفلاسفة وكثير من متأخريهم كأبي البركات وأمثاله".
"مجموع الفتاوى" ( 8/83-89)
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله بعدما أورد الأدلة على الحكمة التي جاء فيها ذكر الحكم الكوني أو الشرعي عقيب الوصف(بأن أو بالفاء أو مجردا) من مثل قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } [ سورة الذاريات] وقد سبق بيانه في القسم الثامن من الأدلة الشرعية للحكمة، قال:(فإن قيل:هذا إنما يفيد كون تلك الأفعال أسبابا لما رتب عليها، لا تقتضي إثبات التعليل في فعل الرب وأمره، فأين هذا من هذا؟
قيل:لما جعل الرب سبحانه هذه الأوصاف عللا لهذه الأحكام، وأسبابا لها، دل ذلك على أنه يحكم بها شرعا وقدرا لأجل تلك الأوصاف، وأنه لم يحكم بها لغير علة ولا حكمة؟ ولهذا كان كل من نفي التعليل والحكم نفي الأسباب، ولم يجعل لحكم الرب الكوني والديني سببا ولا حكمة هي العلة الغائية، فهؤلاء ينفون الأسباب والحكم) شفاء العليل(2/551-552)
*********************
قال ابن القيم رحمه الله : " الله سبحانه حكيم ، لا يفعل شيئا عبثا ، ولا لغير معنى ومصلحة .
وحكمته : هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة، لأجلها فعل . كما هي ناشئة عن أسباب ، بها فعل .
وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا " انتهى من "شفاء العليل" (ص: 190) .
وقال أيضا :
" اللهُ سُبْحَانَهُ مَا أَعْطَى إِلَّا بِحِكْمَتِهِ، وَلَا مَنْعَ إِلَّا بِحِكْمَتِهِ، وَلَا أَضَلَّ إِلَّا بِحِكْمَتِهِ.
وَإِذَا تَأَمَّلَ الْبَصِيرُ أَحْوَالَ الْعَالَمِ وَمَا فِيهِ مِنَ النَّقْصِ: رَآهُ عَيْنَ الْحِكْمَةِ، وَمَا عَمَرَتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، إِلَّا بِحِكْمَتِهِ.
وقول أَهْلِ الْإِثْبَاتِ في تعريفها: إنَّهَا الْغَايَاتُ الْمَحْمُودَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ سُبْحَانَهُ بِخَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، الَّتِي أَمَرَ لِأَجْلِهَا، وَقَدَّرَ وَخَلَقَ لِأَجْلِهَا.
وَهِيَ [ أيضا ] : صِفَتُهُ الْقَائِمَةُ بِهِ ، كَسَائِرِ صِفَاتِهِ: مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَقُدْرَتِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَعِلْمِهِ وَحَيَاتِهِ وَكَلَامِهِ " انتهى مختصرا من "مدارج السالكين" (2/ 450) .
ثالثا :
ليس بالضرورة أن تصل عقول العباد إلى معرفة الحكمة في أفعال الله ، وشرعه وأمره، بل قد يبين الله تعالى لعباده بعض تلك الحكم ، وقد يستر عنهم بعضها ، محنة لهم ، واختبارا لعبوديتهم وتسليمهم لربهم.
ولا شك أن معرفة الحكمة من الفعل ، أو الخلق ، أو الأمر : تزيد المرء إيمانا ، ولكن ليس شرطا في الإيمان أن نتعرف على تفاصيل حكمة الله تعالى في خلقه وأمره ، ونطلع عليها. وإنما مدار أمر العبد التسليم أولا ، وقبل كل شيء ؛ فإن أدرك الحكمة ، فليحمد الله ، وإن لم يدركها رجع إلى التسليم لربه تعالى ، مع إيمانه أنه سبحانه حكيم عليم ، لا يخرج فعل من أفعاله عن الحكمة .
فإن الناس متفاوتون في عقولهم وفهومهم ودينهم ، والله يصطفي من عباده من يشاء ، ويمن على من يشاء بما شاء من فضله ، وقد قال تعالى: ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) البقرة/ 269 .
قال ابن أبي العز رحمه الله :
" اعْلَمْ أَنَّ مَبْنَى الْعُبُودِيَّةِ وَالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ - عَلَى التَّسْلِيمِ ، وَعَدَمِ الْأَسْئِلَةِ عَنْ تَفَاصِيلِ الْحِكْمَةِ فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالشَّرَائِعِ.
وَلِهَذَا لَمْ يَحْكِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ أُمَّةِ نَبِيٍّ ، صَدَّقَتْ بِنَبِيِّهَا ، وَآمَنَتْ بِمَا جَاءَ بِهِ، أَنَّهَا سَأَلَتْهُ عَنْ تَفَاصِيلِ الْحِكْمَةِ فِيمَا أَمَرَهَا بِهِ وَنَهَاهَا عَنْهُ ، وَبَلَّغَهَا عَنْ رَبِّهَا .
وَلَوْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لَمَا كَانَتْ مُؤْمِنَةً بِنَبِيِّهَا، بَلِ انْقَادَتْ وَسَلَّمَتْ وَأَذْعَنَتْ، وَمَا عَرَفَتْ مِنَ الْحِكْمَةِ عَرَفَتْهُ، وَمَا خَفِيَ عَنْهَا لَمْ تَتَوَقَّفْ فِي انْقِيَادِهَا وَتَسْلِيمِهَا عَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَلَا جَعَلَتْ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهَا، وَكَانَ رَسُولُهَا أَعْظَمَ عِنْدَهَا مِنْ أَنْ تَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، كَمَا فِي الْإِنْجِيلِ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَقُولُوا: لِمَ أَمَرَ رَبُّنَا؟ وَلَكِنْ قُولُوا: بِمَ أَمَرَ رَبُّنَا .
وَلِهَذَا كَانَ سَلَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ أَكْمَلُ الْأُمَمِ عُقُولًا وَمَعَارِفَ وَعُلُومًا - لَا تَسْأَلُ نَبِيَّهَا: لِمَ أَمَرَ اللَّهُ بِكَذَا؟ وَلِمَ نَهَى عَنْ كَذَا؟ وَلِمَ قَدَّرَ كَذَا؟ وَلِمَ فَعَلَ كَذَا؟ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ مُضَادٌّ لِلْإِيمَانِ وَالِاسْتِسْلَا مِ، وَأَنَّ قَدَمَ الْإِسْلَامِ لَا تَثْبُتُ إِلَّا عَلَى دَرَجَةِ التَّسْلِيمِ.
فَأَوَّلُ مَرَاتِبِ تَعْظِيمِ الْأَمْرِ : التَّصْدِيقُ بِهِ، ثُمَّ الْعَزْمُ الْجَازِمُ عَلَى امْتِثَالِهِ، ثُمَّ الْمُسَارَعَةُ إِلَيْهِ وَالْمُبَادَرَة ُ بِهِ الْقَوَاطِعَ وَالْمَوَانِعَ، ثُمَّ بَذْلُ الْجُهْدِ وَالنُّصْحِ فِي الْإِتْيَانِ بِهِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ، ثُمَّ فِعْلُهُ لِكَوْنِهِ مَأْمُورًا، بِحَيْثُ لَا يَتَوَقَّفُ الْإِتْيَانُ بِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ حِكْمَتِهِ - فَإِنْ ظَهَرَتْ لَهُ فَعَلَهُ وَإِلَّا عَطَّلَهُ، فَإِنَّ هَذَا يُنَافِي الِانْقِيَادَ، وَيَقْدَحُ فِي الِامْتِثَالِ." انتهى من "شرح الطحاوية" (341) .
والحاصل :
أن من فهم الحكمة في البلاء والمرض صبر واحتسب وعلم أنه شيء قدره الله بحكمته وعلمه ، وأنه خير للمسلم في دينه ودنياه .
ومن فهم الحكمة في الغنى والفقر ، شكر إذا أغناه الله ، وصبر إذا قدر الله عليه الحاجة .
ومن فهم الحكمة في تشريع الجهاد ، بادر بالجهاد في سبيل الله بنفسه وماله ، لإعلاء كلمة الله ونشر دينه ، ومحاربة الكفر وأهله .
ومن فهم الحكمة في الصدقة وعلم أنه يكون بها نماء المال وزكاؤه ونفع صاحبه في الدنيا والآخرة وأنه ما نقص مال من صدقة بادر بالصدقة حتى يكون ما يخرجه في الله أحب إلى نفسه مما يمسكه .
ومن لم يعلم الحكمة :
بادر بالتسليم والرضا، وعلم أنه ربما أتي من قِبَل جهله ، وعدم علمه ، فيسيء الظن بنفسه ، ويحسن الظن بربه ، فما أسعد المسلم بدينه ، إن هو علم الحكمة زادته إيمانا وفقها ، وعلما وعملا ، وإن هو جهلها أحسن الظن بربه ، وأساء الظن بنفسه ، وما زاده عدم العلم بها إلا تسليما لربه ، ورضا بما قدره وشاءه وشرعه سبحانه ، قال تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة / 216.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
وَأَمَّا السُّؤَالُ : عَنْ " تَعْلِيلِ أَفْعَالِ اللَّهِ " .
فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ - مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَخْلُقُ لِحِكْمَةِ وَيَأْمُرُ لِحِكْمَةِ
وَهَذَا مَذْهَبُ أَئِمَّةِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَوَافَقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْكَلَامِ : مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ والكرامية وَغَيْرِهِمْ .
وَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ونفاة الْقِيَاسِ إلَى نَفْيِ التَّعْلِيلِ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ
وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَمَنْ وَافَقَهُ
وَقَالُوا : لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ لَامُ تَعْلِيلٍ فِي فِعْلِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَلَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِشَيْءِ لِحُصُولِ مَصْلَحَةٍ وَلَا دَفْعِ مَفْسَدَةٍ بَلْ ( مَا يَحْصُلُ مِنْ مَصَالِحِ الْعِبَادِ وَمَفَاسِدِهِمْ ) بِسَبَبِ مِنْ الْأَسْبَابِ
فَإِنَّمَا خَلْقُ ذَلِكَ عِنْدَهَا لَا أَنَّهُ يَخْلُقُ هَذَا لِهَذَا وَلَا هَذَا لِهَذَا
وَاعْتَقَدُوا أَنَّ التَّعْلِيلَ يَسْتَلْزِمُ الْحَاجَةَ وَالِاسْتِكْمَا لَ بِالْغَيْرِ وَأَنَّهُ يُفْضِي إلَى التَّسَلْسُلِ .
وَالْمُعْتَزِلَ ةُ : أَثْبَتَتْ التَّعْلِيلَ لَكِنْ عَلَى أُصُولِهِمْ الْفَاسِدَةِ فِي التَّعْلِيلِ وَالتَّجْوِيزِ
وَأَمَّا أَهْلُ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَجُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُثْبِتُونَ التَّعْلِيلَ
فَلَا يُثْبِتُونَهُ عَلَى قَاعِدَةِ الْقَدَرِيَّةِ وَلَا يَنْفُونَهُ نَفْيَ الجهمية
وَقَدْ بَسَطْت الْكَلَامَ عَلَى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي مَوَاضِعَ .
لَكِنَّ قَوْلَ الْجُمْهُورِ : هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْمَعْقُولُ الصَّرِيحُ وَبِهِ يَثْبُتُ أَنَّ اللَّهَ حَكِيمٌ
فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لِحِكْمَةِ لَمْ يَكُنْ حَكِيمًا وَالْكَلَامُ فِي هَذَا
يُبْنَى عَلَى أُصُولٍ .
( أَحَدُهَا ) : إثْبَاتُ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرِضَاهُ وَأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ لِذَاتِهِ وَيُحَبّ لِذَاتِهِ وَلَيْسَ شَيْءٌ سِوَاهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَبَّ إلَّا هُوَ وَكُلُّ مَحَبَّةٍ لِغَيْرِهِ فَهِيَ فَاسِدَةٌ وَهَذَا مِنْ مَعَانِي الْإِلَهِيَّةِ
فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَأْلُوهُ : الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤَلَّهَ فَيُعْبَدَ وَالْعِبَادَةُ تَجْمَعُ غَايَةَ الذُّلِّ وَغَايَةَ الْحُبِّ وَهَذَا لَا يَسْتَحِقُّهُ إلَّا هُوَ وَهُوَ سُبْحَانَهُ يَحْمَدُ نَفْسَهُ وَيُثْنِي عَلَى نَفْسِهِ وَيُمَجِّدُ نَفْسَهُ وَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ التَّائِبِينَ ; وَيَرْضَى عَنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَ " الْحَمْدُ " هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهَا .
فَلَوْ أَخْبَرَ مُخْبِرٌ بِمَحَاسِنِ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ مَحَبَّةٍ لَهَا لَمْ يَكُنْ حَامِدًا وَلَوْ أَحَبَّهَا وَلَمْ يُخْبِرْ بِهَا لَمْ يَكُنْ حَامِدًا . وَالرَّبُّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - إذَا حَمِدَ نَفْسَهُ فَذَكَرَ أَسْمَاءَهُ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَى وَأَفْعَالَهُ الْجَمِيلَةَ وَأَحَبَّ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ فَكَانَ هُوَ الْحَامِدَ وَالْمَحْمُودَ وَالْمُثْنِي وَالْمُثْنَى عَلَيْهِ وَالْمُمَجِّدَ وَالْمُمَجَّدَ وَالْمُحِبَّ وَالْمَحْبُوبَ
كَانَ هَذَا غَايَةَ الْكَمَالِ ; الَّذِي لَا يَسْتَحِقُّهُ غَيْرُهُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ إلَّا هُوَ .
وَهُوَ سُبْحَانَهُ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ; فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إلَّا بِهِ وَهُوَ الْإِلَهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَلَا يَجُوزُ أَنْ نَعْبُدَ إلَّا هُوَ فَمَا لَا يَكُونُ بِهِ لَا يَكُونُ ; وَمَا لَا يَكُونُ لَهُ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَدُومُ وَكُلُّ عَمَلٍ لَمْ يُرَدْ بِهِ وَجْهُهُ فَهُوَ بَاطِلٌ ; { إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } .
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الْمُسْلِمَ مُسْلِمًا ; وَالْمُصَلِّيَ مُصَلِّيًا وَالتَّائِبَ تَائِبًا وَالْحَامِدَ حَامِدًا فَإِذَا يَسَّرَ عَبْدَهُ لِلْيُسْرَى فَتَابَ إلَيْهِ وَفَرِحَ اللَّهُ بِتَوْبَتِهِ وَشَكَرَهُ فَرَضِيَ بِشُكْرِهِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأَحَبَّهُ ; لَمْ يَكُنْ الْمَخْلُوقُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الْخَالِقَ رَاضِيًا مُحِبًّا فَرِحًا بِتَوْبَتِهِ ; بَلْ الرَّبُّ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الْمَخْلُوقَ فَاعِلًا لِمَا يُفْرِحُهُ وَيُرْضِيهِ وَيُحِبُّهُ وَكُلُّ ذَلِكَ حَاصِلٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي إحْدَاثِ شَيْءٍ مِنْ الْمُحْدَثَاتِ وَلَا هُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى غَيْرِهِ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ ;
بَلْ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَقِيرٌ إلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَإِذَا خَلَقَ شَيْئًا لِحِكْمَةِ يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَالَ هُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى غَيْرِهِ إلَّا إذَا كَانَ هُنَاكَ خَالِقٌ غَيْرُهُ يَفْعَلُ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ
وَهَذَا يَجِيءُ عَلَى قَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ : الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْ أَفْعَالَ الْعِبَادِ وَأَنَّ الطَّاعَاتِ وُجِدَتْ بِدُونِ قُدْرَتِهِ وَخَلْقِهِ
فَإِذَا قِيلَ : إنَّهُ يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ الْمَخْلُوقُ جَعَلَهُ كَذَلِكَ .
وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ - الَّذِينَ يَقُولُونَ : إنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ [ أَفْعَالِ ] الْعِبَادِ وَغَيْرِهَا فَلَمْ يُوجَدْ إلَّا مَا خَلَقَهُ هُوَ وَلَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ مَا يَعْلَمُهُ هُوَ عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ .
وَقَدْ يَعْلَمُ بَعْضُ عِبَادِهِ مِنْ ذَلِكَ مَا يُعْلِمُهُ إيَّاهُ إذْ لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءِ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ .
وَأَمَّا كَوْنُ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ قِيَامَ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيّ َةِ بِذَاتِهِ فَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ .
وَأَمَّا كَوْنُ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ التَّسَلْسُلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَإِنَّهُ إذَا خَلَقَ شَيْئًا لِحِكْمَةِ تُوجَدُ بَعْدَ وُجُودِهِ وَتِلْكَ الْحِكْمَةُ لِحِكْمَةِ أُخْرَى لَزِمَ التَّسَلْسُلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَهَذَا جَائِزٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَقُولُ بِدَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّمَا يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ مَنْ شَكَّ : كَالْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ الَّذِي يَقُولُ : بِفَنَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَكَأَبِي الهذيل الَّذِي يَقُولُ : بِانْقِطَاعِ حَرَكَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ . فَإِنَّ هَذَيْنِ ادَّعَيَا امْتِنَاعَ وُجُودِ مَا لَا يَتَنَاهَى فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَ لِ . وَخَالَفَهُمْ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ .
وَ ( الْجَوَابُ الثَّانِي ) : أَنْ يُقَالَ التَّسَلْسُلُ نَوْعَانِ
: ( أَحَدُهُمَا ) : فِي الْفَاعِلِينَ . وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ فَاعِلٍ فَاعِلٌ فَهَذَا بَاطِلٌ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ .
وَ ( الثَّانِي ) : التَّسَلْسُلُ فِي الْآثَارِ ; مِثْلَ أَنْ يُقَالَ : إنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَيُقَالُ : إنَّ كَلِمَاتِ اللَّهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا . فَهَذَا التَّسَلْسُلُ يُجَوِّزُهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْمِلَلِ . وَأَئِمَّةُ الْفَلَاسِفَةِ وَلَكِنَّ الْفَلَاسِفَةَ يَدَّعُونَ قِدَمَ الْأَفْلَاكِ . وَأَنَّ حَرَكَاتِ الْفَلَكِ لَا بِدَايَةَ لَهَا وَلَا نِهَايَةَ لَهَا . هَذَا كُفْرٌ مُخَالِفٌ لِدِينِ الرُّسُلِ . وَهُوَ بَاطِلٌ فِي صَرِيحِ الْمَعْقُولِ
. وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ : بِأَنَّ الرَّبَّ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَلَا يَفْعَلَ بِمَشِيئَتِهِ ثُمَّ صَارَ يُمْكِنُهُ الْكَلَامُ وَالْفِعْلُ بِمَشِيئَتِهِ كَ
مَا يَقُولُ ذَلِكَ الجهمية وَالْقَدَرِيَّة ُ . وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ قَوْلٌ بَاطِلٌ .
وَهُوَ الَّذِي أَوْقَعَ الِاضْطِرَابَ بَيْنَ مَلَاحِدَةِ الْمُتَفَلْسِفَ ةِ وَمُبْتَدَعَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ . فِي هَذَا الْبَابِ وَالْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْأُمُورِ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ وَهَذِهِ مَطَالِبُ غَالِيَةٌ .
إنَّمَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا مَنْ عَرَفَ مَقَالَاتِ النَّاسِ وَالْإِشْكَالَا تِ اللَّازِمَةِ عَلَى كُلِّ قَوْلٍ حَتَّى أَوْقَعَتْ كَثِيرًا مِنْ فُحُولِ النُّظَّارِ فِي بُحُورِ الشَّكِّ وَالِارْتِيَابِ وَهِيَ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ[مجموع الفتاوى]
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
فائدة مما سبق الناقش فيه فى موضوع قديم
-يقول الشيخ صالح ال الشيخ -
وقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،(إِلَّا)هذه تسمّى أداة استثناء مُفرَّغ, مفرّغ من أعم الأحوال -كما يقول النحّاة-، يعني وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبدا إلاّ لغاية واحدة ، وهي أن يعبدونِ.
وقوله (لِيَعْبُدُونِ) اللام هذه تسمّى لام التعليل؛ ولام التعليل هذه قد يكون المعنى تعليل غاية،أو- تعليل علّة؛- تعليل غاية يكون ما بعدها مطلوبا؛ لكن قد يكون و قد لا يكون، يعني هذه الغاية، ويسميها بعض العلماء لام الحكمة، وفرق بين العلة والحكمة، يعني ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟ أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، هذا التعليل بقوله (لِيَعْبُدُونِ)قلنا تعليل غاية؛ مثلا قلتُ لكَ: لِما أحضرتَ الكتاب؟ قلتَ: أحضرتُه لأقرأ, فيكون علة الإحضار، أو الحكمة من الإحضار القراءة، قد تقرأ، وقد لا تقرأ، بخلاف اللام التي يكون معناها العلة التي يترتب عليها معلولُها، والتي يقول العلماء في نحوها:الحكم دائر مع علته وجودا وعدما. تلك علة القياس، التي لا يتخلّف فيها المعلول عن العلة.
فهنا اللام هذه لام علة الغاية؛ لأن من الخلق من وُجد وخلقه الله جل وعلا، لكن عبَدَ غيره، ولام الحكمة شرعية؛ ما بعدها يكون مطلوبا شرعا، قال جلّ وعلا هنا(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)-[كفاية المستزيد]
https://majles.alukah.net/t66888/
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية
فهم اليوم يقولون ان الله عز وجل موجود مع نفيهم للصفات التي يتحقق بها ذلك . فكيف ترد عليهم لكي يفهم الناس حقيقة قولهم ؟
لنفرض ان طالب علم او جهمي قال لك - نحن نقول ان الله موجود - كيف ترد عليه ؟
نعم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : "وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يقولوا إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر، ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو مما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء"
ثم قال: "والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم ما جاء به القرآن والتوراة من أن الله موصوف بصفات الكمال، وأنه ليس كمثله شيء، فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين، مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات، ولا يدخل في صفاته ما ليس منها، ولا يخرج منها ما هو داخل فيها"
لفظ الجهة: بمعنى أن يقول القائل: (الله في جهة)، أو: (الله ليس في جهة)، فأهل السنة- كما سبق– لا يثبتون الألفاظ المجملة ولا ينفونها، فلفظ الجهة هنا لا نثبته ولا ننفيه، وذلك لعدم وردود الدليل لا بالنفي ولا بالإثبات، فهذه اللفظة لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة، ولم تأت عن أحد من الصحابة ولا سلف هذه الأمة، لذا وجب السكوت عنها، والتوقف فيها، أما من حيث المعنى "فيقال لمن نفى الجهة: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات، أم تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب أن الله فوق العالم، مباين للمخلوقات، وكذلك يقال لمن قال: (الله في جهة)، أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات؟ فان أردت الأول فهو حق، وإن أردت الثاني فهو باطل".
لفظ الحيز: يقال فيه ما قيل في سابقيه، فلا نثبته ولا ننفيه، فلا يقال: (الله في حيز)، ولا يقال: (الله ليس في حيز)، هذا من ناحية اللفظة، أما من ناحية المعنى فهو لفظ مجمل، ولذا فيستفصل عنه، ماذا يعني أن الله في حيز؟ فإن كانت "تعني أنه منحاز عن الخلق منفصل عنهم مباين لهم فوق سماواته مستوٍ على عرشه، ليس في ذاته شيء من ذوات خلقه ولا في ذوات خلقه شيء من ذاته...فهذا صدق وحق، وهو الذي دلت عليه الأدلة، لكن الأسلم، بل الأوجب أن لا نعبر عن هذا المعنى الحق بلفظ بدعي مجمل محتمل، بل لا نعبر عنه إلا بما ثبت في الأدلة وتفوه به أهل السنة وهو أن نقول: الله فوق سماواته بائن من خلقه مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، ودعك من الألفاظ السخيفة المبتدعة المنكرة، فإن كنت تريد بالحيز هذا المعنى الحق فهو حق، وإن كنت تعني بالحيز أي الذي يحوز الأشياء أو هي تحوزه، أي أن الأشياء تحل في ذاته أو هو يحل في ذاتها فهذا باطل وكفر وزندقة وضلال وبهت وكذب وفجور، وهو بعينه ما يعتقده أهل الحلول، وأهل وحدة الوجود عاملهم الله بعدله لا بعفوه".
لفظ الحركة: يقول ابن القيم رحمه الله عن هذه اللفظة المجملة: "فمن أثبتها مطلقاً فقد أخطأ، ومن نفاها مطلقاً فقد أخطأ؛ فإن معانيها منقسمة إلى ما يمتنع إثباته لله، وما يجب إثباته له
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله "ما تنازع فيه المتأخرون، نفيًا وإثباتًا؛ فليس على أحد بل ولا له أن يوافق أحدًا على إثبات لفظ أو نفيه، حتى يعرف مراده، فإن أراد حقًا ؛ قُبل، وإن أراد باطلا ؛ رُدّ، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل؛ لم يُقبل مطلقًا ولم يُرد جميع معناه، بل يُوقف اللفظ ويُفسّر المعنى
ويقول أيضا: "فالسلف والأئمة لم يكرهوا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر، والعرض، والجسم، وغير ذلك؛ بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه؛ لاشتمال هذه الألفاظ على معاني مجملة في النفي والإثبات. كما قال الإمام أحمد في وصفه لأهل البدع فقال: هم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويلبسون على جهال الناس بما يتكلمون به من المتشابه.
فإذا عرفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات،
ووزنت بالكتاب والسنة، بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة، وينفي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة؛
كان ذلك هو الحق؛
بخلاف ما سلكه أهل الأهواء من التكلم بهذه الألفاظ: نفيا وإثباتا في الوسائل والمسائل؛
من غير بيان التفصيل والتقسيم الذي هو الصراط المستقيم. وهذا من مثارات الشبهة
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
. .. .
ابن عبد اللطيف لا يحتاج الى قطرتين من الجرأة
ولكن يحتاج الى قطرتَيْن : قطرةُ دموعٍ من خشيةِ اللهِ ، وقطرةُ دمٍ تُهراقُ في سبيلِ اللهِ ،
الراوي : أبو أمامة الباهلي خلاصة حكم المحدثإسناده صحيح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
.صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً
سأرد عليك من جنس ما تعرفه
اسم عبدالله اسم مطلق مشترك بين جميع من يسمى عبدالله واذا قال ابو لمى عبدالله المطلق فقد خصص الاسم بفرد من افراده ليتميز عن غيره
وهذه قاعدة مهمة فى اصول الفقه تكلم عليها القرافى فى انوار البروق فى انواع الفروق -
باب الفرق بين قاعدة الأمر المطلق وقاعدة مطلق الأمر
قال ( الْفَرْقُ الْخَامِسَ عَشَرَ بَيْنَ قَاعِدَةِ الْأَمْرِ الْمُطْلَقِ وَقَاعِدَةِ مُطْلَقِ الْأَمْرِ وَكَذَلِكَ الْحَرَجِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْحَرَجِ وَالْعِلْمِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْعِلْمِ وَالْبَيْعِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْبَيْعِ...[وهكذا]
وَجَمِيعِ هَذِهِ النَّظَائِرِ مِنْ هَذِهِ الْمَادَّةِ
فَالْقَاعِدَتَا نِ مُفْتَرِقَتَانِ فِي جَمِيعِ هَذِهِ النَّظَائِرِ )
وَتَقْرِيرُهُ أَنْ نَقُولَ : إذَا قُلْنَا : الْبَيْعُ الْمُطْلَقُ فَقَدْ أَدْخَلْنَا الْأَلْفَ وَاللَّامَ عَلَى الْبَيْعِ فَحَصَلَ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْعُمُومُ الشَّامِلُ لِجَمِيعِ أَفْرَادِ الْبَيْعِ بِحَيْثُ لَمْ يَبْقَ بَيْعٌ إلَّا دَخَلَ فِيهِ ثُمَّ وَصَفْنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْإِطْلَاقِ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يُقَيَّدْ بِقَيْدٍ يُوجِبُ تَخْصِيصَهُ مِنْ شَرْطٍ أَوْ صِفَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اللَّوَاحِقِ لِلْعُمُومِ مِمَّا يُوجِبُ تَخْصِيصَهُ فَيَبْقَى عَلَى عُمُومِهِ فَيَتَحَصَّلُ أَنَّ الْبَيْعَ الْمُطْلَقَ لَمْ يَدْخُلْهُ تَخْصِيصٌ مَعَ عُمُومٍ فِي نَفْسِهِ أَمَّا إذَا قُلْنَا : مُطْلَقُ الْبَيْعِ فَقَدْ أَشَرْنَا بِقَوْلِنَا مُطْلَقُ إلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ أَنْوَاعِ جَمِيعِ الْبِيَاعَاتِ وَهُوَ مُسَمَّى الْبَيْعِ الَّذِي يَصْدُقُ بِفَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهِ ثُمَّ أُضِيفَ هَذَا الْمُطْلَقُ الْمُشَارُ إلَيْهِ إلَى الْبَيْعِ لِيَتَمَيَّزَ عَنْ مُطْلَقِ الْحَيَوَانِ وَمُطْلَقِ الْأَمْرِ وَمُطْلَقِ غَيْرِهِ وَمُطْلَقَاتِ جَمِيعِ الْحَقَائِقِ فَأَضَفْنَاهُ لِلتَّمْيِيزِ فَقَطْ وَهُوَ الْمُشْتَرَكُ خَاصَّةً الَّذِي يَصْدُقُ بِفَرْدٍ وَاحِدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَيْعِ فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْبَيْعِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْبَيْعِ وَبِهِ يَصْدُقُ قَوْلُنَا إنَّ مُطْلَقَ الْبَيْعِ حَلَالٌ إجْمَاعًا وَالْبَيْعُ الْمُطْلَقُ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ الْحِلُّ بِالْإِجْمَاعِ بَلْ بَعْضُ الْبِيَاعَاتِ حَرَامٌ إجْمَاعًا وَيَصْدُقُ أَنَّ زَيْدًا حَصَلَ لَهُ مُطْلَقُ الْمَالِ وَلَوْ بِفَلْسٍ وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ الْمَالُ الْمُطْلَقُ وَهُوَ جَمِيعُ مَا يُتَمَوَّلُ مِنْ الْأَمْوَالِ الَّتِي لَا نِهَايَةَ لَهَا وَكَذَلِكَ مُطْلَقُ النَّعِيمِ وَالنَّعِيمُ الْمُطْلَقُ فَالْأَوَّلُ حَاصِلٌ دُونَ الثَّانِي وَيُعْلَمُ بِذَلِكَ الْفَرْقُ فِي بَقِيَّةِ النَّظَائِرِ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
هل علمت يا ابو لمى من الذى يحتاج الى غسيل دماغ حتى تصبح نظيفة ثم بعد تنظيفها تملأها باصول العلم الشرعى - ان التخلى قبل التحلى -
فاذا اردت ان تتعلم علم السلف سواء فى العقيدة او علم اصول الفقه لابد اولا ان تتخلى عما يعلق بذهنك من الاهواء- ثم بعد ذلك تعرف مصطلحات علماء الاصول
كما عرفت مصطلحات علم الحديث-من الحديث المرفوع والموقوف والحسن والضعيف والمنكر ورجال الاسناد من حيث درجات التعديل والجرح وغيره من مصطلحات المحدثين-
هل أمكنك تعلم مصطلح الحديث واصبحت بهذه المكانة بدون مصطلح الحديث
هل تعلمت اللغة العربية وانت لا تفرق بين الفعل والاسم والفاعل والمفعول والجار والمجرور والحال والنعت والتميز - لابد من التمييز -بين كل من هذه المصطلحات
وكذلك الامر تماما فى مصطلحات علماء الاصول
لابد ان تعرف الفرق بين الامر المطلق ومطلق الامر - والشئ المطلق ومطلق الشئ - والايمان المطلق ومطلق الايمان- والظلم المطلق ومطلق الظلم
اقتباس:
والظلم المطلق ومطلق الظلم
سأوضح هذه النقطة لان الفرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان سبق وان وضحته
يقول صاحب شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيحيقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
الذي شق عليهم أنهم ظنوا أن الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه، وأنه لا أَمْن ولا اهتداء إلا لمَن لم يظلم نفسه، فبيَّن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ما دلهم على أن الشرك ظلم في كتاب الله -عز وجل-، فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم، فإن من لم يلبس إيمانه بهذا الظلم كان من أهل الأمن والاهتداء.
يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: لما أشكل على الصحابة -رضي الله عنهم- المراد بالظلم فظنوا أن ظلم النفس داخل فيه، وأن مَن ظلَم نفسه أي ظلم كان لم يكن آمنًا ولا مهتديًا أجابهم -صلوات الله وسلامه عليه- بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق هو الشرك.
يقول ابن القيم: وهذا والله هو الجواب الذي يشفي العليل، ويروي الغليل،
فإن الظلم التام هو الشرك الذي هو وضْع العبادة في غير موضعها، والأمن والهدى المطلق هما الأمن في الدنيا والآخرة، والهدى إلى الصراط المستقيم،
فالظلم المطلق التام رافع للأمن والاهتداء المطلق التام،
ولا يمنع ذلك أن يكون مطلق الظلم مانعًا من مطلق الأمن ومطلق الهدى
فتأمله، فالمطلق للمطلق، والحِصَّة للحِصَّة.
، ما معنى هذا؟
الظلم متفاوت كما في ترجمة الإمام البخاري، ويدل عليه الحديث دلالة صريحة، متفاوت، ظلم دون ظلم، الأمن أيضًا متفاوت، الاهتداء أيضًا متفاوت،
هذا محصَّل كلام ابن القيم أن الظلم متفاوت، الأمن متفاوت، الاهتداء متفاوت، فيحصل للمرء من الأمن والاهتداء بقدر ما حَصَل له من مفارقة الظلم،
يقول: فالمطلق للمطلق، والحصة للحصة؛
لأن من حصل له الظلم الأكبر انتفى عنه الأمن بالكلية، وانتفى عنه الاهتداء بالكلية؛
لأن الظلم الأكبر رافع لمطلق الأمن والاهتداء، من حصل له شيء من الظلم، يعني ما يتناوله عموم الآية من أنواع الظلم سواءً كان ظلم العبد لنفسه، ظلم العبد لغيره من إنسان أو بهيمة تعديه على حقوق الآخرين، أيضًا رافع بقدْره من ذلك الأمن وذلك الاهتداء، ولذا يقول: الحصة للحصة.
يقول الشيخ صالح الفوزان في إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد
يقول: قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} [سورة الأنعام 82] هل المراد به الأمن المطلق، يعني أنهم لا يعذبون أبدًا، أو المراد مطلق الأمن أي أنهم وإن عذبوا فلا بد أن يدخلوا الجنة؟ الآية محتملة، وعلى كلا التفسيرين الآية تدل على فضل التوحيد؛
لأنه بضدها تتبين الأشياء،
وعلى كلا التفسيرين فالآية تدل على فضل التوحيد، وأنه أَمْنٌ من العذاب، إما مطلقًا، وإما يؤمن من العذاب المؤبد، فالآية فيها فضل التوحيد، وأنه يمنح الله لأصحابه الأمن على حسب درجاتهم في التوحيد، والسلامة من الذنوب والمعاصي.
يقول: ودلت الآية بمفهومها على أن من أشرك بالله وخلط في توحيده بشرك، أو خلط توحيده بشرك أنه ليس له أمن -والعياذ بالله-، فهذا فيه خطر الشرك، وأن من عبد الله ولكنه يدعو مع الله غيره، ويستغيث بالموتى، ويذبح للقبور، ويطوف بالأضرحة مستعينًا بها، فهذا خلط إيمانه بشرك، وليس له أمن أبدًا حتى يتوب إلى الله -عز وجل-، ويخلص التوحيد، فليس المقصود أن الإنسان يعبد الله فقط، بل لا بد أيضًا أن يجتنب الشرك، وإلا فالمشركون لهم عبادات، كانوا يحجون، وكانوا يتصدقون، وكانوا يطعمون الأضياف، وكانوا يكرمون الجيران، ولهم أعمال لكنها ليست مبنية على التوحيد، فهي هباء منثور، لا تنفعهم شيئًا يوم القيامة، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [سورة الفرقان 23] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [سورة النــور 39] وقال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [سورة إبراهيم 18].
وبهذا نعرف مطابقة الآية لما ترجم به الشيخ -رحمه الله تعالى-، باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب، إذا عرفنا عِظَم الشرك، وأنه ينفي الأمن المطلق، وينفي الاهتداء المطلق، فإن التوحيد بضده، يحصِّل الأمن المطلق، ويحصِّل الاهتداء المطلق كما تقدم تقرير ذلك أيضًا في كلام ابن القيم
******************
اقتباس:
قاعدة الأمر المطلق وقاعدة مطلق الأمر
نعم هذه قاعدة فقهية اصولية - كما ان لمصطلح الحديث يا ابو لمى قواعد واصول عند اهل الحديث - فان للفقه واصوله قواعد واصول
فطريق الوصول الى العلم المأمول اخى الفاضل ابو لمى يكون
بمعرفة القواعد والضوابط والاصول
من ضيّع الأصول حُرم الوصول ..
ومن ترك الدليل ضل السبيل ......
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
نعم هذه قاعدة فقهية اصولية - كما ان لمصطلح الحديث يا ابو لمى قواعد واصول عند اهل الحديث - فان للفقه واصوله قواعد واصول
فطريق الوصول الى العلم المأمول اخى الفاضل ابو لمى يكون
بمعرفة القواعد والضوابط والاصول
من ضيّع الأصول حُرم الوصول ..
ومن ترك الدليل ضل السبيل ....
كلام حسن . . من ترك الدليل ضل السبيل . .
من لم يعرف الأصول "الأدلة النقلية" فعلى اي شيء يبني الأصول "العقلية" ؟
وتلك القواعد والضوابط والأصول التي تشير اليها . . من الذي وضعها أو قررها؟ وكيف دخلت أو ماهي مداخلها لعقول المسلمين وكتبهم؟ هل كانت عن السلف ام عن علماء الكلام . .
. .
وقد قال إخواننا في العصور الوسطى (وأنا هنا قصدي استفزازك :) ) . . السلف اعلم والخلف أفهم أو احكم !!! هي كلمة نشجبها ولكن في حقيقة الأمر نطبقها على أرض الواقع . . قال فلان وقال فلان . .
. .
ليتنا من بعض أصولهم سالمين! و يا نجد متى يجي فيك من حسن التدابير . . !!
..
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
.
ماهو هدفك في الحياة أخي؟
أنا سأخبرك بهدفي وهي كلمة قلتها أظن قبل 20 سنة . .
وقتها قلت: هدفي أن أصبح صاحب أنقى عقيدة ومفاهيم وعلم الخ . . ومنذ ذلك الوقت وأنا أهرول !!
.
في منتصف الطريق ومع زيادة الإدراك .. أدركت صعوبة هذا الأمر الا اذا شربت ثلاث قطرات من الجرأة!! ثلاث قطرات فقط!! لأن هناك أمور حائلة عن كبار مقتدى بهم! ان اتبعتهم في كل شيء سأفشل في تحقيق صفة "أنقى عقيدة" . . فأخذت القرار الذي كان صعباَ . .
.
مثلاً في منتصف الطريق كان هناك خيارات صعبة ... مثلا أداهن شيخ الإسلام في تلك المسألة الخفيفة . . .أم أتجاهل كلامه . . شربت ثلاث قطرات وتجاهلتها . .
.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. . السلف اعلم والخلف أفهم أو احكم !!! هي كلمة نشجبها ولكن في حقيقة الأمر نطبقها على أرض الواقع . . قال فلان وقال فلان . .
. .
ليتنا من بعض أصولهم سالمين! و يا نجد متى يجي فيك من حسن التدابير . . !!
..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، وهذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ـ وقال غيره: عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه ـ هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ـ فكيف يحدث لنا زمان فيه الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى؟ هذا لا يكون أبدا، وما أحسن ما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: ومن ظن أن الخلف أعلم بالحق وأدلته، أو المناظرة فيه من السلف، فهو بمنزلة من زعم أنهم أقوم بالعلم والجهاد وفتح البلاد منهم، وكلا الظنين طريق من لم يعرف حقيقة الدين ولا حال السلف السابقين. اهـ.
وقال في الفتوى الحموية: لا يجوز أيضًا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. اهـ.
وقال الشيخ رشيد رضا بعد إيراد رسالة الرد على منكري النبوات بالعقل من مجموعة الرسائل والمسائل التي جمعها لابن تيمية: أن هذه الرسالة من أنفس ما كتبه شيخ الإسلام وامتاز به على جميع علماء الملة، وأدلها على إتقانه لجميع العلوم العقلية ولا سيما المنطق والفلسفة، وهي حجة من حجج الله تعالى على حقية مذهب السلف في إثبات جميع ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات والأفعال، بدون تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل، وخطأ نظار المتكلمين والفلاسفة الذي أنكروها أو أولوها، وبطلان نظريتها التي بنوا عليها مذاهبهم، وكونها اصطلاحات مجملة موهمة أساسها قياس الخالق على المخلوق، فليقرأها المخدوعون بتأويلات كتب الكلام القائلين بأن مذهبهم السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم، يعلموا أن من قال هذا فهو لا يعلم ولا يفهم، فمذهب السلف هو الأسلم والأعلم والاحكم. اهـ.
وقال الكرمي في أقاويل الثقات: وهذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة بمقدار السلف فكيف يكون الخلف أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وأعلام الهدى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين: ومن المشهور عندهم قولهم: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر، فهو:
أولا: فيه تناقض، لأنهم قالوا: طريق السلف أسلم، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم، فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب.
ثانيا: أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل؟.
ثالثا: يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
رابعا: أنها قد تصل الكفر، لأنها تستلزم تجهيل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتسفيهه، فتجهيله ضد العلم، وتسفيهه ضد الحكمة، وهذا خطر عظيم.
سئلت اللجنة الدائمة عن هذه المقولة،
فأجابت:
هذه مقولة باطلة، يقصد بها الإساءة إلى سلف هذه الأمة بنسبتهم إلى القصور في العلم والحكمة، وتمجيد علماء الكلام، ونسبتهم إلى العلم والحكمة، وأول من أحدث هذه المقولة علماء الكلام، ولازمها أن أهل القرون المفضولة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة،
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
.
هل ستفهم الكتاب والسنة بفهم فقط أم بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الدين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
.
.
السلف هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبِعَهم بإحسان ،
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
تُطْلَق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام ، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مِن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان . اهـ .
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر فهما ، وأعْمَق عِلْمًا ، وأبعد عن اللحن في اللغة ، وأسْلَم مِن الْعُجْمَة .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : مَن كان مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنّ بِمَن قد مات ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قلوبا ، وأعمقها عِلما ، وأقلّها تَكَلّفا ، قَوم اختارهم الله لِصُحْبَة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْل دِينه ؛ فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطَرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في " الحلية " .
وقال عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ . رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
قال حذيفة رضي الله عنه : اتقوا الله يا معشر القُرّاء ، خذوا طريق من قبلكم ، فو الله لئن استقمتم لقد سَبقتم بعيدا ، ولئن تَركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا . رواه الإمام اللالكائي .
وقال إبراهيم النخعي : لم يُدَّخَر لكم شيء خُبّئ عن القوم لِفَضْل عندكم .
وامْتَاز أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم بِما لم يتَميَّز به غيرهم ؛ مِن مُعايَشَة التَّنْزِيل ، والأخذ مُشافهة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع بُعْدِهم عن التكلّف ، وسلامتهم مِن البِدَع والْمُحْدَثَات . ولذلك فإن الصحابة ثِقات عُدول ، لا يُبْحَث عن عدالتهم كما يُبْحَث عن عدالة غيرهم ؛ لأن الله أثنى عليهم ومَدَحَهم وزكّاهم ، ومَدَحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزكّاهم .
قال بن سيرين رحمه الله :
كانوا لا يسألون عن الإسناد ، فلما وَقَعت الفتنة قالوا : سَمُّوا لنا رجالكم ، فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم ، وإلى أهل البدعة فلا يُؤخَذ حَديثهم .
ويعني بالفتنة مَقْتَل عثمان رضي الله عنه .
ولذلك كان الْمُرَجَّح عند الْمُحقّقِين من العلماء : أن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة ما لم تُخالِف النصّ ؛ لِمَا امْتَازُوا به عن غيرهم ، ولِمَا خُصّوا به مِن الفَضْل والخيرية .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانُ : فَلا أَدْرِي أَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً - ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلا يُوفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ ، وَيَحْلِفُونَ وَلا يُسْتَحْلَفُونَ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمسلم .
ومِن هنا فإن الْمُرجَّح عند الْمُحقّقين من العلماء : أن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة ، ما لم تُخالِف النصّ ، وأما أقوال التابعين فإنها مما يُستأنس بها ، وليست حُجّة ؛ لَمّا تَخَلّفوا في الفضل والمَنْزِلة والمكانة عن مكانة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، إلاّ أن يَجْتَمِعوا على قول ، أو ما كان في التفسير ؛ لأنهم أهل لُغَة ، واللغة مِن أدوات التفسير ، كما سيأتي لاحِقًا.
وقد حدّ أهل اللغة سنة ( 150 ) من الهجرة حدًّا لِمن يُعتَمَد قوله في اللغة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال شعبة بن الحجاج وغيره : أقوال التابعين في الفروع ليست حُجّة ، فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني أنها لا تكون حُجة على غيرهم ممن خالَفهم ، وهذا صحيح ، أما إذا أجْمَعُوا على الشيء فلا يُرْتَاب في كونه حُجّة ؛ فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ، ولا على مَن بَعدهم . اهـ .
و ما بُلِيَت الأُمَّة بالبِدَع والضلالات والأهواء والتفرّق والانحرافات العقدية والفقهية بل والسلوكية ؛ إلاّ يوم اعتمَدَتْ على أفهام الرَِجال في كل عصر ومِصْر ! وحينما تَرَكْت فَهْم خير القرون ، خاصة صحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وتَخَلَّت عنه بِحُجّة أنهم رِجال وهم رِجال، وأن لهم أفْهَامًا لا تَقِلّ عن أفهام الصحابة
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
هل ستفهم الكتاب والسنة بفهم فقط أم بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الدين
لاشك أخي وكررت هذا الف مرة بفهم السلف . . وهو عموما تحصيل حاصل عند تنوير العقل بالنورين "الكتاب وصحيح السنة"
ولكن كم لكم وانتم ترددون كلام الخلف !! الاحاديث الضعيفة "المحسنة" والموضوعة هي الغالبة . . وتذكر تعقيبي مثلا لا حصرا في موضوع المعازف! الخلف يحتجون بالواهيات!
. .
وهنا أنتم مقرون أن "المطلق" "خشت للكتب" من خلال الفلاسفة!
.
هل تعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بيننا سيفهم ماذا تعني؟ واعف اسم 5000 سلفي لا أظن أحدا منهم يفهم "المطلق" "المطبق"
.
والكتاب والسنة أخي اذا كانت هي "سبيل الله" . . فإن كتبكم هذه التي انتم عاكفون عليها ليل ونهار وتنسبونها للسلف مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين ومحنة الغابرين ومدي ايش!!
كيف وجدتم الوقت لها؟ تصدقوا علينا بشيء من وقتكم هذا؟
. .
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. . فإن كتبكم هذه التي انتم عاكفون عليها ليل ونهار وتنسبونها للسلف مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين ومحنة الغابرين ومدي ايش!!
. .
لا ليس محنة الغابرين بل هو عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين،
واليك مضمون الكتاب الذى جعلته محنة وهو فى الحقيقة منحة
- وهى نفس مشكلة اليهود مع حرف النون- بدلوا القول الذى يهديهم وقالوا حنطة سبحان الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى فى حرف النون قلبتم المنحة والطاعة الى محنة
قال الامام ابن القيم
أُمِرَ اليهودُ بأن يقولـوا: حطَّةٌ ** فَأبَوا وقالوا: حِنطةٌ، لِـهَوانِ
وكذلك الجهميّ قيل له: استوى ** فـأبى وزادَ الحَرفَ للنقصـانِ
نـون اليهود ولام جهميٍّ, همـا ** في وَحيِ ربَّ العرشِ زائدتـانِ
وكذلك نون ابو لمى قيل له منحة** فأبى وأخر النون للبهتان
***
أتمنى أن يضاف هذا البيت الأخير الى نونية ابن القيم
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
التعريف بكتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
لمَّا كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر, كان حقيقًا على من نَصَح نفسَه, وأحبَّ نجاتَها, وآثرَ سعادتها أن لا يُهملَ هذين الأصلين العظيمين,
فكذلك وضَعَ الإمام ابن القيِّم هذا الكتاب «عِدَةُ الصابرين وذخيرةُ الشاكرين»
للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما,
وفيه ذِكْر أقسام الصبر ووجوه الشكر وأنواعه, وفصل النِّزاع في التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر, وذِكْر حقيقة الدنيا وما مثَّلَها الله ورسوله والسلف الصالح به, وذِكْر ما يُذَم من الدنيا ويُحمد, وما يُقرب منها إلى الله ويُبعِد, وكيف يشقى بها من يشقى, ويَسعَدُ بها من يَسعَد, وغير ذلك من الفوائد التي لا تكادُ تظفرُ بها في كتاب سواه.، يشتمل على تفسيرات حسان من تفسير القرآن، وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها، وآثار سلفية منسوبة إلى قائليها، ومسائل فقهي مقررة بالدليل، ودقائق سلوكية على سواء السبيل، لا تخفى معرفة ذلك على من فكّر وأحضر ذهنه،
فهذا الكتاب جيد نفيس نافع جدا"بل من أفضل الكتب في المكتبة الإسلامية،فى بيان الصبر، والرضا، والشكر عند المصيبة.
تكلم فيه عن: الصبر، والشكر،
وعن الصبر قال الامام ابن القيم
" فإن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا لا يهدم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد .
ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب .
وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، فقال تعالى : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) .
وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ، فقال تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً باليمن فقال تعالى : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) .
وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط ، فقال تعالى : ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعلمون محيط ) .
وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين فقال : ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) .
وعلق الفلاح بالصبر والتقوى ، فعقل ذلك عنه المؤمنون فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
وأخبر عن محبته لأهله ، وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين ، فقال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) .
ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون ، فقال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
وأوصى عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين فقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .
وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون ، فقال تعالى : ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) .
وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر المؤمنون ، فقال تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ) .
وأخبر تعالى أن دفع السيئة بالتي هي أحسن تجعل المسيء كأنه ولي حميم ، فقال : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وأن هذه الخصلة ( لا يلقاها إلا الذين صبروا . وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم ( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
وقسَّم خلقه قسمين : أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة ، وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة .
وخص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييزاً لهم بهذا الحظ الموفور ، فقال في أربع آيات من كتابه : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
وعلَّق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر ، وذلك على من يسره عليه يسير ، فقال : ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) .
وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور ، فقال : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
وأمر رسوله بالصبر لحكمه ، وأخبر أن صبره إنما هو به وبذلك جميع المصائب تهون فقال : ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) ، وقال : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .
والصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها , فلا إيمان لمن لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ، ولم يحظ منهما إلا بالصفقة الخاسرة .
فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم " انتهى .
" عدة الصابرين " لابن القيم ( ص 3 – 5 ) .
قال ابن القيم في " طريق الهجرتين " (1/417) بعد أن ذكر نحوا من هذه الأسباب التي تعين العبد على الرضا بقضاء الله تعالى : " فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء ، فإن قويت أثمرت الرضا والشكر " انتهى .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الراضين الشاكرين .
******
وقال الامام ابن القيم فى مدارج السالكين وايضا فى عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
الشكر: اسم لمعرفة النعمة. لأنها السبيل إلى معرفة المنعم. ولهذا سمى الله تعالى الإسلام والإيمان في القرآن: شكرا.
فمعرفة النعمة: ركن من أركان الشكر. لا أنها جملة الشكر، كما تقدم: أنه الاعتراف بها، والثناء عليه بها، والخضوع له ومحبته، والعمل بما يرضيه فيها. لكن لما كان معرفتها ركن الشكر الأعظم، الذي يستحيل وجود الشكر بدونه: جعل أحدهما اسما للآخر.
قوله: لأنه السبيل إلى معرفة المنعم.
يعني أنه إذا عرف النعمة توصل بمعرفتها إلى معرفة المنعم بها.
وهذا من جهة معرفة كونها نعمة، لا من أي جهة عرفها بها. ومتى عرف المنعم أحبه. وجد في طلبه. فإن من عرف الله أحبه لا محالة. ومن عرف الدنيا أبغضها لا محالة.
وعلى هذا: يكون قوله: الشكر اسم لمعرفة النعمة. مستلزما لمعرفة المنعم. ومعرفته تستلزم محبته. ومحبته تستلزم شكره.
فيكون قد ذكر بعض أقسام الشكر باللفظ. ونبه على سائرها باللزوم. وهذا من أحسن اختصاره. وكمال معرفته وتصوره، قدس الله روحه.
قال: ومعاني الشكر ثلاثة أشياء: معرفة النعمة. ثم قبول النعمة. ثم الثناء بها. وهو أيضا من سبل العامة.
أما معرفتها: فهو إحضارها في الذهن، ومشاهدتها وتمييزها.
فمعرفتها: تحصيلها ذهنا، كما حصلت له خارجا. إذ كثير من الناس تحسن إليه وهو لا يدري. فلا يصح من هذا الشكر.
قوله: ثم قبول النعمة.
قبولها: هو تلقيها من المنعم بإظهار الفقر والفاقة إليها. وأن وصولها إليه بغير استحقاق منه، ولا بذل ثمن. بل يرى نفسه فيها كالطفيلي. فإن هذا شاهد بقبولها حقيقة.
قوله: ثم الثناء بها.
الثناء على المنعم، المتعلق بالنعمة نوعان: عام، وخاص. فالعام: وصفه بالجود والكرم، والبر والإحسان، وسعة العطاء، ونحو ذلك.
والخاص: التحدث بنعمته، والإخبار بوصولها إليه من جهته. كما قال تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11] .
وفي هذا التحديث المأمور به قولان.
أحدهما: أنه ذكر النعمة، والإخبار بها. وقوله: أنعم الله علي بكذا وكذا. قال مقاتل: يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة: من جبر اليتم، والهدى بعد الضلال، والإغناء بعد العيلة.
والتحدث بنعمة الله شكر. كما في حديث جابر مرفوعا «من صنع إليه معروف فليجز به. فإن لم يجد ما يجزي به فليثن. فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره. وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور» .
الفرق بين الشكر والصبر:
واعلم أن الشكر والصبر جماع الإيمان، كما روي في الخبر، وقد روي: " الصبر نصف الإيمان".
لكن قد قال بعض المتصوفة: الشكر أفضل من الصبر، فإن الصبر حبس النفس على مسالمة البلاء، والشكر أن لا تلتفت إلى البلاء، بل يراه من النعماء، فمن صبر فقد ترك إظهار الجزع، ومن شكر فقد تجاوز إلى إظهار السرور بما جزع له الصابر، وأيضًا فالصبر هو ترك للعمل السئ، والشكر إظهار الفعل الحسن، وليس من ترك قبيحًا كمن فعل حسنًا وجميلًا، وقابل تعالى الشكر بالمجازاة، فعل الحبيب بحبيبه، فقال تعالى: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]
وقابل الصبر بالأجر؛ فعل المستأجر بأجيره، فقال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] وأين الأجر وإن كثر حتى صار بغير حساب من الجزاء، ثم قال في الصبر: (يُوَفَّى) ، فلم يسم فاعله، وقال في الشكر: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]، {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] فانظر إلى هذا اللطف في المقال قبل الانتهاء إلى الفعال ولم يذكر من أنبيائه بالشكر إلا اثنين كما تقدم ووصف جماعتهم بالصبر فقال: {كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85] وقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5] فجعل الصبر مبدأ والشكر منتهى؛ ولأن الصبر محمول عليه قهرًا والشكر مؤدى تطوعًا وكل من الصبر والشكر داخل في حقيقة الآخر، لا يمكن وجوده إلا به، فإن الشكر هو العمل بطاعة الله، وترك معصيته، والصبر أصل ذلك، فالصبر على الطاعة وعن المعصية هو عين الشكر.
وإذا كان الصبر مأموراً به فأداؤه هو الشكر.
وحقيقة الشكر إنما تلتئم من الصبر والإرادة والفعل.
وصبر الطاعة لا يأتي به إلا شاكر، ولكن اندرج شكره في صبره، فكان الحكم للصبر، كما اندرج صبر الشكور في شكره، فكان الحكم للشكر.
ومقامات الإيمان لا تعدم ولا تزول بالتنقل فيها، بل تندرج ويطوى الأدنى في الأعلى كما يندرج الإيمان في الإحسان، وكما يندرج الصبر في الرضا، ويندرج الرضا في التفويض، لا أن ذلك يزول والمقدور الواحد يتعلق به الشكر والصبر، سواء كان محبوباً أو مكروهاً.
فالفقر مثلاً يتعلق به الصبر، وهو أخص به؛ لما فيه من الكراهة.
والغنى يتعلق به الشكر؛ لما فيه من النعمة، فمن غلب شهود نعمته في الفقر وتلذذ به عده نعمة يشكر عليها، ومن غلب شهود ما فيه من الابتلاء والضيق عده بليّة يصبر عليها، وعكسه الغنى.
والله تبارك وتعالى ابتلى العباد بالنعم كما ابتلاهم بالمصائب، وعد كل ذلك ابتلاء فقال: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35].
والله سبحانه خلق العالم العلوي والسفلي، وخلق ما على الأرض للابتلاء والاختبار.
وهذا الابتلاء إنما هو ابتلاء صبر العباد وشكرهم في الخير والشر، والسراء والضراء، والعافية والبلاء.
والابتلاء بالنعم من الغنى والعافية والجاه والقدرة أعظم الابتلائين، والنعمة بالفقر والمرض وفيض الدنيا وأسبابها، وأذى الخلق له، قد يكون أعظم النعمتين، وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على أضدادها.
فالرب تعالى يبتلي بنعمه وينعم بابتلائه، غير أن الصبر والشكر حالتان لازمتان للعبد في أمر الرب ونهيه، وقضائه وقدره، لا يستغني عنهما طرفة عين.
والسؤال عن أيهما أفضل كالسؤال عن الطعام والشراب أيهما أفضل؟ وكالسؤال عن خوف العبد ورجائه أيهما أفضل؟
فالمأمور لا يؤديه العبد إلا بصبر وشكر، والمحرم لا يترك إلا بصبر وشكر.
وأما المقدور الذي يقدَّر على العبد من المصائب فمتى صبر عليه اندرج شكره في صبره كما يندرج صبر الشاكر في شكره.
والله عزَّ وجلَّ امتحن كل عبد بنفسه وهواه، وأوجب عليه جهادها في الله، فهو في كل وقت في مجاهدة نفسه حتى تأتي بالشكر المأمور به، وتصبر عن الهوى المنهي عنه، فلا ينفك العبد عنهما غنياً أو فقيراً، معافى أو مبتلى.
والله سبحانه لم يفضل أحداً بالفقر والغنى، كما لم يفضل أحداً بالعافية والبلاء، وإنما فضل بالتقوى كما قال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لأحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَاّ بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، «قَالَ: فَإِنَّ الله قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، (قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا) كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» أخرجه أحمد
والناس من آدم، وآدم خلق من تراب، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، والتقوى مبنية على أصلين:
الصبر .. والشكر .. وكل من الغني والفقير لا بدَّ له منهما، فمن كان صبره وشكره أتم كان أفضل، فأتقاهما لله في وظيفته ومقتضى حاله هو الأفضل.
فإن الغني قد يكون أتقى لله في شكره من الفقير في صبره، وقد يكون الفقير أتقى لله في صبره من الغني في شكره.
والفقراء وإن كانوا يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، فهذا لا يدل على فضلهم على الأغنياء في الدرجة وعلو المنزلة، وإن سبقوهم بالدخول إلى الجنة.
فقد يتأخر الغني والسلطان العادل في الدخول لحسابه، فإذا دخل الجنة كانت درجته أعلى ومنزلته أرفع كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» أخرجه مسلم
وقد جمع الله سبحانه لرسوله بين المقامين: الصبر والشكر على أتم الوجوه، فكان سيد الأغنياء الشاكرين، وسيد الفقراء الصابرين.
فحصل له من الصبر على الفقر ما لم يحصل لأحد سواه، وحصل له من الشكر على الغنى ما لم يحصل لغني سواه.
فكان - صلى الله عليه وسلم - أصبر الخلق في مواطن الصبر، وأشكر الخلق في مواطن الشكر، وربه عزَّ وجلَّ كمل له مراتب الكمال، فجعله في أعلى مراتب الأغنياء الشاكرين، وفي أعلى مراتب الفقراء الصابرين.
فصلوات الله وسلامه عليه عدد المخلوقات والذرات والأنفاس.
وقد جعل الله نبيه غنياً شاكراً بعد أن كان فقيراً صابراً كما قال له سبحانه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. .مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
ومحنة الغابرين!!
. .
هل ما نقلته لك محنة الغابرين أم ذخيرة الشاكرين
أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
هل ما نقلته لك محنة الغابرين أم ذخيرة الشاكرين
أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
ولو أنه معاد . . اي شيء تنقله أكثره قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , , ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
. .
ردك عن القواعد والضوابط والاصول ذكرني كتاب قديم بحثت عنه حتى وجدته .. تبين أنه للنووي!!
https://al-maktaba.org/book/6285/5#p1
لا تكاد تجد "وصوليا" يأنس المسلم له . .
. .
ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم لمجرد انه نبذ بعض الاراء التي فيها حق وفيها ضلالة . .
. .
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
وفيه:
فِيهِ مذهبان لاصحابنا الْمُتَكَلِّمين حَكَاهُمَا امام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره
قَالَ امام الْحَرَمَيْنِ فِي الارشاد مِمَّا اخْتلف اهل الْحق فِي اطلاقه وَمنع اطلاقه الْمحبَّة وَالرِّضَا
فَقَالَ بعض أَئِمَّتنَا لَا يُطلق القَوْل بَان الله تَعَالَى يحب الْمعاصِي ويرضاها لقَوْله تَعَالَى {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر}
قَالَ وَمن حقق من أَئِمَّتنَا لم يلْتَفت الى تهويل الْمُعْتَزلَة لَهُ بل قَالَ الله تَعَالَى يُرِيد الْكفْر وَيُحِبهُ ويرضاه والارادة والمحبة وَالرِّضَا بِمَعْنى وَاحِد.
.
.
أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
!
الإمام العظيم النووي!! ذو التصانيف النافعة!! والناس فعلاً غرقوا في كتب الخلف! استهلكت اعمارهم ومطابعهم ومحابرهم وأموالهم! وخثرت عقولهم وأوهنتها وزادتها قتامة . . وكلها مما يصد عن سبيل الله . .
!!
لا نور الا في النورين الكتاب والسنة فقط . .
. .
حسبي الله عليهم استنزفوا عمر ابن تيمية في "خثاريقهم" وعندما تفطن ابن تيمية فإذا العمر قد مضى!!
هو كان الوحيد المؤهل ليحسم أموراً كثيرة ولكن من خلقه يخلق غيره والخير في الأمة الى قيام الساعة!!
. .
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
وفي شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك:
"فإن قلت: إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلاً لهما، وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب، فإن الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير، ولا حي ولا ميت، إذ ليس بقابل لهما. قيل لك: أولاً: هذا لا يصح في الوجود والعدم، فإنهما متقابلان، تقابل السلب والإيجاب، باتفاق العقلاء، فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر. وأما ما ذكرته من الحياة والموت، والعلم والجهل؛ فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاؤون، والاصطلاحات اللفظية ليست دليلاً على نفي الحقائق العقلية، وقد قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَيَدْ عُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ " [النحل: ٢٠ - ٢١]فسمى الجماد ميتاً وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم.".
قوله:" فإن قلت إنما يمتنع نفي النقيضين
...
" إلخ.
هذا اعتذار ممن ينفي النقيضين عن إلزامه تشبيه الله -تعالى- بالممتنعات حيث قال: إن هذا الإلزام يلزم من ينفي النقيضين عن القابل لهما، أما ما ليس قابلاً لهما فيجوز نفيهما عنه، فالجدار -مثلاً- لما كان غير قابل للحياة والموت، والعمى والبصر، ونحو ذلك صح نفي هذين المتقابلين عنه، فيقال ليس بحي ولا ميت، ولا أعمى ولا بصير ونحو ذلك، والله تعالى غير قابل للاتصاف بالصفة ولا ضدها فيصح نفيهما عنه.
وقبل ذكر الرد عليه نبين بعض المصطلحات الواردة في كلام المؤلف:
فالنقيضان هما: المتقابلان اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان معاً في شيء واحد مثل: السلب والإيجاب، والوجود والعدم.
والضدان هما: الأمران الوجوديان اللذان لا يجتمعان وقد يرتفعان كالسواد والبياض، فإنه يمتنع أن تكون نقطة سوداء وبيضاء في وقت واحد لكن يمكن أن تكون حمراء.
والعدم والملكة هما: الأمران المتقابلان اللذان، أحدهما وجودي والآخر عدمي، وهو عدم ذلك الوجودي عما من شأنه أن يقبله كالحياة والموت بالنسبة للإنسان فيمتنع نفيهما عنه.
فهذا النافي للصفة وضدها كالحياة والموت، والبصر والعمى، لما قيل له إنه يلزم من ذلك نفي النقيضين وهو ممتنع، قال: إن هذا الإلزام إنما يلزم في النقيضين، وهذه المتقابلات من قبيل العدم والملكة لا من قبيل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل العدم والملكة يجوز نفيهما عمّا ليس قابلاً لهما.
ويرد على من نفي النقيضين عن الله -بنفيه الصفة وضدها- بحجة أن الله غير قابل للاتصاف بذلك يرد عليه بجوابين: الجواب الأول: المنع، والجواب بالمنع من ناحيتين:
أ- سلمنا صحة نفي النقيضين عن الله تعالى على أنهما يتقابلان تقابل العدم والملكة، فلو صح ذلك في الصفات، فإنه لا يصح في الوجود والعدم، لأنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب، لا تقابل العدم والملكة، باتفاق العقلاء، فإنه يلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر في أي شيء.
ب ـ أن ما ذكرته من أن الحياة والموت والعلم والجهل يصح نفيهما عما ليس قابلاً لهما فهذا اصطلاح اصطلح عليه الفلاسفة المشاؤون -أتباع أرسطو وسموا بذلك لأنهم يتعلمون فلسفتهم حال مشيهم- فهو اصطلاح فلسفي، وليس حكماً
عقلياً ولا شرعياً، والاصطلاحات اللفظية لا تدل على نفي الحقائق العقلية، ولا تغير منها شيئاً.
فدعوى أنه يجوز نفي هذه المتقابلات عما ليس قابلاً لها كما مثلوا في نفي الحياة والموت عن الجدار، هذا اصطلاح فلسفي أما عند العقلاء وفي لغات العالم فالجدار ميت، والحجر ميت، والعصا ميتة، ودعوى أن الجدار غير قابل للحياة وكذا العصا غير مسلّم، فالعصا قبلت الحياة كما في عصى موسى، والطين قابل للحياة، كما سيأتي في القاعدة الأولى.
واستشهد الشيخ هنا بقول الله تعالى عن أصنام المشركين: (( وَالَّذِينَيَدْ عُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" [النحل: ٢٠ - ٢١] .
فسمى الجماد ميتاً، وهذا معروف في لغة العرب وغيرهم.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. .
ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم لمجرد انه نبذ بعض الاراء التي فيها حق وفيها ضلالة . .
. .
معاذ الله أخى الفاضل ابو لمى أن احتج بالاية على تكفيرك أو تكفير أى اخ مسلم ولكن احتج بالاية على مشابهة اهل الباطل
قال شيخ الإسلام «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ) :
وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المُتَشَبِّه بهم ...فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر...
.وبكل حال يقتضي تحريم التشبه" "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/270 )
***
فالصفات المتعلقة بخطاب الكفار ـ سواء كانوا أهل الكتاب, أم وثنيين, أم منافقين ـ في القرآن نوعان :
النوع الأول : صفات مكفرة - كتكذيب الرسل, وعبادة غير الله, وتعظيم الأوثان - فبهذه الصفات استحقوا وصف الكفر في الدنيا, والخلود في النار في الآخرة، فالآيات الدالة على هذه الصفات لا يجوز إسقاطها على غير الكفار؛ لئلا يلزم تكفير المسلمين, وقد قال النّبيّ صَلَى اللّه عليه وسَلّم: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا. متفق عليه.
وهذه طريقة الخوارج, كما قال ابن عمر فيهم في البخاري تعليقًا: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين"
والنوع الثاني: صفات غير مكفرة - كالغفلة, وقسوة القلب, والجدال بالباطل, واتباع الهوى, وقتل الصالحين - فهذه الصفات والأفعال لا تستوجب كفر صاحبها, لكن القرآن حذرنا منها؛ وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. رواه أحمد, وصححه الألباني.
فإذا دلت آية أو بعض آية على شيء من صفات الكفار من النوع الثاني
جاز إسقاط الصفة ـ دون إنزال وصف الكفر, أو حكمه ـ على من اتصف بها من المسلمين، تحذيرًا له من مغبة ذلك.
وقد دل على ذلك عدة أدلة:
ـ منها: الإجماع السكوتي -كما قرره القرطبي في تفسيره- فقال في قول الله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا {الأحقاف:20}: وهذه الآية نص في الكفار، ومع ذلك ففهم منها عمر ـ رضي الله عنه ـ الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
ـ ومنها: فعل النّبيّ صَلَى اللّه عليه وسَلّم حيث خاطب عليًّا - رضي الله عنه - كما في البخاري بقوله تعالى: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا {الكهف:54} والآيات مكية, وسياقها في الكفار.
ـ ومنها: فعل الصحابة: فقد كانوا ينزلون آيات الكفار في المبتدعة, وليسوا كلهم بكفرة: ففي تفسير ابن كثير عن ابن عباس في قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} آل عمران:106}: حِينَ تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعة وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ البِدْعَة وَالْفُرْقَةِ.
وقال أيضًا في تفسير آية سورة الكهف: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بالاخسرين أَعْمَالًا {الكهف:103}: قال علي بن أبي طالب, والضحاك, وغير واحد:هم الحرورية. انتهى. وكان علي لا يكفر الخوارج.
ـ ويدل له أيضًا: تنزيل الصحابة آيات الكفار على أنفسهم, ففي الترمذي, وحسنه الألباني, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر: 8} قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَنْ أَيِّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ, فَإِنَّمَا هُمَا الاسودان وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، وَسُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ.
وقد روى الطبري عن ابن عباس في قوله: ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {التكاثر:7} يعني: أهل الشرك.
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وأيمانهم ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ {آل عمران:77} نزلت في أهل الكتاب، واستدل بها الصحابة على الوعيد الوارد في اليمين الغموس، كما رواه البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، وهذا له أمثلة كثيرة.
وهكذا درج على هذه الطريقة أهل العلم قديمًا وحديثًا, ففي جامع بيان العلم لابن عبد البر استدلالات عدة منه - رحمه الله - على تحريم التقليد في الفقه بآيات في تقليد الكفار لآبائهم،
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
. .
ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم
. .
لا تعتب على اخى الفاضل أبو لمى فقد ألجأ الى استخدام بعض الايات تحذيرا وزجرا على مخالفة الحق وحثا على الرجوع الى الحق- ولم ألجأ على الاطلاق الى الاستدلال بالايات الى تكفير اخ مسلم فى أى نقاش- وأنا اعلم جيدا أن قولك عن إجتهاد منك وتأويل وهذا واضح جدا فى قولك
اقتباس:
قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , , ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
انا اعلم جيدا وجهة نظرك واعلم ان تريد الرجوع الى الاصلين القرآن والسنة الصحيحة فقط ورد الضعيف فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان فى كلام الامامين الجليلين ولذلك اناقشك لأردك الى الحق وابين لك أن شيخ الاسلام والامام ابن القيم عقيدتهم مبنية على الاتباع وهم رافعى لواء الاتباع قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المشكلة بينى وبينك فى فهم الكتاب والسنة- نفهمه بفهم من ؟- وما اقرره اننا نفهمه بفهم الصحابة والتابعين لهم باحسان- وأنت تقول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
........................ ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
.
أنا اتفهم رأيك جيدا وما تبنى عليه سياجك وأتفهم قولك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها ..
.
انا اناقشك اخى الفاضل أبو لمى فى هذا الفهم وأتفهمه جيدا من مواضيعك
فالمشكلة بينى وبينك فى قولك [ عمر ؟] [ وتقصد طبعا بعمر كل ما سوى النبى صلى الله عليه وسلم حتى الصحابة ] فنظرتك فى هذا مختلفه عن نظر المحققين من اهل العلم- كلام المحققين لا شك في وجوب تقديم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على كل كلام يخالفه، والأدلة مستفيضة من الكتاب والسنة على هذا، وانعقد عليه إجماع المسلمين. والنقاش ليس محصورا فى حجية قول الصحابى- بل اوسع من ذلك بكثير فالخلاف فى منهج التلقى والاستدلال عموما
وما تسميه انت[عصور الظلام]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
العصور الوسطى (وأنا هنا قصدي استفزازك
هل وصلتك الرسالة
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
لا شك في وجوب تقديم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على كل كلام يخالفه، والأدلة مستفيضة من الكتاب والسنة على هذا، وانعقد عليه إجماع المسلمين.
نعم الادلة على ذلك مستفيضة
ومن ذلك: قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الحجرات:1}، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلَهُ: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات:1] يَقُولُ: «لَا تَقُولُوا خِلَافَ الْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ». اهــ.
قال السعدي في تفسير هذه الآية: وفي هذا النهي الشديد عن تقديم قول غير الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنًا ما كان.. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، قال في أضواء البيان: فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ، وَأَمْرَ رَسُولِهِ، مَانِعٌ مِنَ الِاخْتِيَارِ، مُوجِبٌ لِلِامْتِثَالِ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى اقْتِضَائِهِ الْوُجُوبَ، كَمَا تَرَى، وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ مُخَالَفَتَهُ مَعْصِيَةٌ بِقَوْلِهِ بَعْدَهُ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {الأعراف:3}، قال ابن كثير: {وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} أَيْ: لَا تَخْرُجُوا عَمَّا جَاءَكُمْ بِهِ الرَّسُولُ إِلَى غَيْرِهِ، فَتَكُونُوا قَدْ عَدَلْتُمْ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ إِلَى حُكْمِ غَيْرِهِ. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {البقرة:147}، وقوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ {الأنعام:57}، وقوله تعالى منكرًا على من قال في الأنبياء قولًا خلاف قوله تعالى فيهم: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {البقرة:140}.ومنه قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {الحشر:7}، قال السعدي: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به، واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد، ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله. اهــ.ومنه قوله تعالى في سورة النساء: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء:65}، قال ابن كثير: وَقَوْلُهُ: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}، يُقْسِمُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ الْمُقَدَّسَةِ: أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ حَتَّى يُحَكم الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، فَمَا حَكَمَ بِهِ، فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي يَجِبُ الِانْقِيَادُ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، أَيْ: إِذَا حَكَّمُوكَ يُطِيعُونَكَ فِي بَوَاطِنِهِمْ، فَلَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا حَكَمْتَ بِهِ، وَيَنْقَادُونَ لَهُ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، فَيُسَلِّمُونَ لِذَلِكَ تَسْلِيمًا كُلِّيًّا مِنْ غَيْرِ مُمَانِعَةٍ، وَلَا مُدَافِعَةٍ، وَلَا مُنَازِعَةٍ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ". اهــ.
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
!
الإمام العظيم النووي!! ذو التصانيف النافعة!! والناس فعلاً غرقوا في كتب الخلف! استهلكت اعمارهم ومطابعهم ومحابرهم وأموالهم! وخثرت عقولهم وأوهنتها وزادتها قتامة . . وكلها مما يصد عن سبيل الله . .
!!
لا نور الا في النورين الكتاب والسنة فقط . .
. .
هو كان الوحيد المؤهل ليحسم أموراً كثيرة ولكن من خلقه يخلق غيره
والخير في الأمة الى قيام الساعة!!
. .
نعم بارك الله فيك
يقول الجوينى
ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺨِﻀَﻢَّ، ﻭﻏُﺼﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳُﺪﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺑﻠﻄﻴﻒ ﺑﺮِّﻩ، ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ [ يعنى دين ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ الصحيحة]، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ (٤٧١/١٨)،
وﻗﺎﻝ الجوينى: "ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖُ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﺑﺮﺕُ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ (٤٧٣/١٨)،
ﻗﺎﻝ : "ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻻ ﺗَﺸﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻓﻠﻮ ﻋﺮَﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻲ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻪ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ (٤٧٤/١٨)، ﻭﺍﺑﻦ أﺑﻲ ﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ (ﺹ ٢٠٩).
وﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ: "ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗُﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺃﻧﻲ أﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺠﺎﺋﺰ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ (٤٧٤/١٨)،
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: عن الغزالى " ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺻﻨَّﻒ ﺇﻟﺠﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ِّﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ"؛ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (٧/٤)
قال فخر الدين الرازى
ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ: "ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻣَّﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘُﻬﺎ ﺗُﺸﻔﻲ عليلًا، ﻭﻻ ﺗﺮﻭﻱ غليلًا، ﻭﺭﺃﻳﺖُ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ القرآن، أقرأ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ﴾ [فاطر: 10]، ﻭأﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻋﺮَﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ"؛ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻼء للذهبي
-
رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
!
أركز جيدا على الفرق بين مذهب السلف ومذهب الخلف
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
السلف معناه المتقدمون، فكل متقدم على غيره فهو سلف له، ولكن إذا أطلق لفظ السلف فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة: الصحابة، والتابعون، وتابعوهم، هؤلاء هم السلف الصالح، ومن كان بعدهم وسار على منهاجهم فإنه مثلهم على طريقة السلف، وإن كان متأخراً عنهم في الزمن؛ لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ،كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة». وفي لفظ: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي». وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى، فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا، نعم.
**"
السلف" يُقصد بها: الصحابة رضي الله تعالى عنهم، والتابعون، وتابعوهم؛
أهلُ القرون الثلاثة المفضَّلة، الذين زكَّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. رواه البخاري ومسلم.
وهؤلاء السلف الصالحون لهم منهج في الاعتقاد والعمل يميزهم عمَّن عداهم،
وكلُّ مَن وافقهم وسار على منهجهم ممن جاء بعدهم، فهذا هو السلفي.
ويُطلَقُ الخلف على من جاء بعد السلف مطلقا،
فإن خالفهم في منهجهم في الاعتقاد والعمل فهو خلف مذموم، كما قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
****************
وليس المعيار اخى لمى فى معنى الخلف ان يأتى متأخرا
فكل من خالف عقيدة السلف فهو يسمى من الخلف وإن كان في الزمن المتقدم ،
فواصل بن عطاء من جلساء الحسن البصري ، والحسن من أفاضل التابعين ، وواصل بن عطاء رأس المعتزلة - فمذهب الخلف يطلق على من خالف منهج السلف في الاعتقاد والعمل
وكل من جاء متأخرا وكان على منهج السلف فهو سلفى فالمتأخِّر ينال فضيلة المتقدِّم إذا وافقه في الاعتقاد والعمل. فلا يكون الخلفُ مذموما في كل حالة، إلا إذا تنكَّب منهج السلف الصالحين وحاد عنه.
فشيخ الاسلام ابن تيمية من أئمة السلف المحققين إن جاء متأخرا لانه محقق لعقيدة السلف فى الاعتقاد والعمل