-
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (1)
هيبة شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«كان لابن تيمية حضور في مجتمعه، وأمر ونهي على المسؤولين، ولا يخافهم ولا يهابهم، وكان الأمراء يعلمون منزلته وصدقه، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ منها ما قيل في ترجمة الأمير سيف الدين المنصوري المعروف بـ(قطلوبغك الكبير).
قال الصفدي في ترجمته:
«قلت: إلا أنه كان يأخذ أموال الناس، وما يعطيهم شيئاً، وإذا اشترى من أحد شيئاً ما يعوضه بثمنه، فأخذ مرة من تاجر شيئاً، وحال ما بينه وبين ثمنه، ولم يجد التاجر من يخلص حقه، فشكا حاله إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله تعالى-؛ فتوجه معه إليه، فلما دخل إليه قام له وأجلسه، وقال: شيخ! إذا رأيت الأمير بباب الفقير فنعم الأمير ونعم الفقير، وإذا رأيت الفقير بباب الأمير فبئس الأمير وبئس الفقير.
فقال له الشيخ تقي الدين:اسمع قطلوبك! لا تعمل درکوانات (*) العجم، موسى كان خيراً مني، وفرعون كان أنحس منك، وكان موسغŒ يأتي إلى بابه كل يوم ويأمره بالإيمان، أعط هذا التاجر ماله.
فقال: نعم. ووزن له الذي له». [«الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية» (1/247)]
----------
(*) مفردها دركوان: وهي كلمة مأخوذة عن الفارسية، ويقال فيها: درجوال؛ وهي بمعنى الخداع والحيلة.
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (2)
الأشعرية دخيلة على المذاهب الفقهية الأربعة(!)
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- في كتابه الموسوعي «الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /42-43):
«والمالكية من أكثر المذاهب ذماً لعلم الكلام المحدَث الذي هو أساس مذهب الأشعرية، بل مضى المالكية قروناً يحاربون علم الكلام والجدل حتى دخل على المتأخرين منهم، ثم انظر إلى إثبات المالكية صفة العلو الله -تعالى-، وأنه على العرش، بل صرح أئمتهم کابن أبي زيد بأنه بذاته على العرش، فهل الأشعرية على هذه العقيدة، وهل يثبت الأشعرية صفة علو الله -تعالى-، وأنه في السماء مستو على عرشه؟!
أم أن منتحل هذه العقيدة عندهم مجسم کافر أو ضال؟!
فالمذهب للمتقدمين وليس ما تلقفه بعض المتأخرين من المالكية عن غيرهم، فخالفوا فيه أسلافهم، وحادوا عن قواعد المذهب وأصوله القديمة، فهذه الأقوال المحدثة تُنسب إلى المذهب على أنها قوله أو قول أصحابه وأربابه المتقدمين؛ وذلك لأن أرباب المذهب ومن أقاموا عماده، ونسجوا رواقه؛ كانوا مجانبين لهذه الأقوال، مصرحين بخلافها.
وما يقال في مذهب مالك؛ يقال مثله في مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد -رحمهم الله- تعالى - أجمعين- » [«مسائل العقيدة التي قررها الأئمة المالكية»].
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (3)
الدولة التركية كانت قائمة على الصوفية والمذهبية(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان في كتابه العُجاب «الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 97-98):
«امتدت المراسيم السلطانية من القرن الخامس إلى العاشر، حتى ضعفت شوكة الحنابلة بعامة، وابن تيمية بخاصة بعد وفاته، إبّان الدولة التركية، القائمة على الصوفية والمذهبية، وساد الجهل آنذاك، وکان بعض الأمراء يشتري كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ويحرقها - للأسف - احتساباً، حتى قامت دعوة التوحيد في المملكة العربية السعودية، وأحيوا من جديد ذكر ابن تيمية وتراثه، وأصبح العلماء وطلبة العلم النجباء مولعين بكتبه ومؤلفاته، وحرصوا شديداً على بعثها وتحقيقها ونشرها، وعملوا على ترجمتها لكثير من اللغات الحية، وسادت في البلاد، وانتشرت بين العباد، وعادت الهيبة لابن تيمية وكتبه، والهيمنة لمدرسته ومعتقده؛ إذ هذه هي سنة الله -تعالى- في نصر الحق وأهله، فهو يعمل في ذلك كله نصرة لنصوص الوحيين، وذبّاً عن طريقة السلف في تعظيم النقل وتحكيمه، وفي إثباته واستنباط الأحكام منه».
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
*فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (4)
شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية العلمية أمام أعدائه الكثر، وتشبيه افتراءاتهم عليه بالذّباب...
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- في كتابه المعطار «الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 302-303):
«قال محمد بن عبد الهادي في «العقود الدرية» (ص ۳۲۸ - ۳۳۰):
«ولم يزل بمصر يُعلّم الناس ويفتيهم، ويذكّر بالله ويدعو إليه، ويتكلم في الجوامع على المنابر بتفسير القرآن وغيره، من بعد صلاة الجمعة إلى العصر، إلى أن ضاق منه خلق كثير وانحصروا، واجتمع خلق كثير من أهل الخوانق والرُّبط والزوايا، واتفقوا على أن يشتكوا الشيخ إلى السلطان؛ فطلع منهم خلق إلى القلعة، وكان منهم خلق تحت القلعة كانت لهم ضجة شديدة، حتى قال السلطان: ما لهؤلاء؟
فقيل له: هؤلاء كلهم قد جاؤوا من أجل الشيخ تقي الدين ابن تيمية يشكون منه، ويقولون: إنه يسبّ مشايخهم، ويضع من قدرهم عند الناس! واستغاثوا فيه، وأجلبوا عليه، ودخلوا على الأمراء في أمره، ولم يُبقوا ممكناً.
وكان بعض الناس يأتون إلى الشيخ فيقولون له: إن الناس قد جمعوا لك جمعاً كثيراً.
فيقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأمر أن يُعقد له مجلس بدار العدل، فعُقد له مجلس يوم الثلاثاء في العشر الأُول من شوال من سنة سبع وسبع مئة، وظهر في ذلك المجلس من علم الشيخ، وشجاعته وقوة قلبه، وصدق توكله، وبیان حجته؛ ما يتجاوز الوصف، وكان وقتا مشهودا ومجلسا عظيما.
وقال له كبير من المخالفين: من أين لك هذا؟
فقال له الشيخ: من أين لا تعلمه!
وذكر بعض من حضر ذلك المجلس: أن الناس لما تفرقوا منه؛ قام الشيخ ومعه جماعة من أصحابه. قال: فجاء وجئت معه إلى موضع -ذكره- في دار العدل. قال: فلما جلسنا استلقى الشيخ على ظهره، وكان هناك حَجر لأجل تثقيل الحصير، فأخذه ووضعه تحت رأسه، فاضطجع قليلا ثم جلس، وقال له إنسان: يا سيدي قد أكثر الناس عليك!
فقال : إن هم إلا كالذّباب، ورفع كفّه إلى فيه ونفخ فيه.
وقام، فقمنا معه، حتى خرجنا، فأتي بحصان، فركبه وتحنّك بذؤابته، فلم أر أحدا أقوى قلبا منه ولا أشد بأسا.
ولما أكثروا الشكاية منه والملام، وأوسعوا من أجله الكلام؛ رُسِّم بتسفيره إلى بلاد الشام».
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (5)
أهل البدعة لهم نصيب من قول الله - تعالى -: ﴿إن شانئك هو الأبتر﴾
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«ولهذا كره السلف والأئمة -كالإمام احمد وغيره- أن ترد البدعة بالبدعة، فكان أحمد فى مناظرته للجهمية لما ناظروه على ان القرآن مخلوق وألزمه أبو عيسى محمد بن عيسى برغوث..»إلخ.
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- معلقاً على برغوث -هذا!-:
«قال الذهبي في «السير» (۱۰/ ٥٥٤): «رأس البدعة الجهمي». وهكذا أهل البدعة لهم نصيب من قول الله - تعالى -: ﴿إن شانئك هو الأبتر﴾ فمن هو برغوث هذا؟ فلا ذِكر له إلا في الاستشناع والاستبشاع، وهكذا أهل البدع على مر التاريخ، تفقّد؛ تجد».اهـ [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 602)]
قلت: إذا كان رؤوس أهل البدع مات ذِكرهم، وكانوا ذا علم وجاه، فعجباً للنّكرات في زماننا! فلن يجدوا من (يستشنع) أو (يستبشع) أقوالهم أو أفعالهم، مبتورون -أصلاً- في حياتهم إن كانوا أحياءً(!)
ثم بعد نشر هذه الفائدة، علّق فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- قائلاً -عبر الواتس في إحدى المجموعات-:
«إذا كان حيتان أهل البدع (براغيث)..
فكيف الشأن (ببراغيثهم)؟!».
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (6)
1) التعصب المذهبي قد يؤدي إلى تكفير المخالف، والوشاية به، وحل ماله ودمه(!)
2) وإنصاف بعض الأمراء لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.....
ذكر فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- بعض المواقف التي تعرض لها شيخ الإسلام عندما اعتُقل ظلماً وزوراً(!) فقال:
«فبلغ القاضي أن جماعة من الأمراء يترددون إليه وينقلون له المآكل الطيبة(*)، فطلع القاضي واجتمع بالأمير ركن الدين في قضيته، وقال: (هذا يجب عليه التضييق إذا لم يقتل، وإلا فقد ثبت كفره!) فنقلوه هو وإخوته ليلة عيد الفطر إلى الجُب بالقلعة».
-------------
(*) من اللطيف ما قاله اليونيني في «ذیل مرآة الزمان» (۲/ ٨٥٣): «دخل عليهم -أي: على ابن تيمية وإخوته- بعض غلمان الأمراء، ومعه حلاوة، وتردد عليه جماعة من الأمراء».
فهل يصنع هكذا مع من كانت عقيدته فاسدة؟!
فوالله! إن هؤلاء المسؤولين والأمراء أكثر إنصافاً من المشايخ المتعصبين!.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 169- 170)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (7)
السّر فيما تعرض له شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- من المحن!!
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«والسّر في هذه المحنة: المؤامرة على ابن تيمية، وإرخاء السلطان ونائبه وأمرائه الأذن (للصوفية) المتآمرين عليه، ولا سيما في الفترة الممتدة من 23 شوال 708هـ إلى 16 رمضان 709هـ ».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 7)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (8)
من منهج أهل البدع: الافتراءات القبيحة على مخالفيهم -قديماً وحديثاً-(!)
ذكر فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل حسن -حفظه الله- قصة الإمام الأنصاري الهروي مع مخالفيه لما زار السلطان (ألب أرسلان) مدينة (هراة):
«لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته؛ اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا، وقام إلى خلوته، ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله على صورته! وإن بعث السلطان يجده.
فعظُم ذلك على السلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، فدخلوا الدار وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، ورجع الغلام بالصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري؛ فأتی، فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟!
قال: هذا صنم يُعمل من الصُّفر شبه اللعبة.
قال: لست عن ذا أسألك.
قال: فعمَّ تسألني؟
قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته!
فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: (سبحانك! هذا بهتان عظيم).
فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه؛ فأمر به فأُخرج إلى داره مكرماً.
وقال لهم: اصدقوني -وهددهم–!
فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة؛ فأردنا أن نقطع شره عنا!
فأمر بهم، ونكّل بکل واحد منهم، وصادرهم».
قال أبو عبيدة: ويلحق -في تقديري- الكذبة على ابن تيمية -على اختلاف شخوصهم وأعصارهم وأماكنهم - بالكذبة على أبي إسماعيل الهروي، فالكذب هو هو، وإن كان يخصُّ ابن تيمية في التصورات دون المحسوسات على الوجه الذي افتراه المغرضون على الإمام الهروي!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 413-414)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
*فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (8)
من منهج أهل البدع: الافتراءات القبيحة على مخالفيهم -قديماً وحديثاً-(!)
ذكر فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل حسن -حفظه الله- قصة الإمام الأنصاري الهروي مع مخالفيه لما زار السلطان (ألب أرسلان) مدينة (هراة):
«لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته؛ اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا، وقام إلى خلوته، ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله على صورته! وإن بعث السلطان يجده.
فعظُم ذلك على السلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، فدخلوا الدار وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، ورجع الغلام بالصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري؛ فأتی، فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟!
قال: هذا صنم يُعمل من الصُّفر شبه اللعبة.
قال: لست عن ذا أسألك.
قال: فعمَّ تسألني؟
قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته!
فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: (سبحانك! هذا بهتان عظيم).
فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه؛ فأمر به فأُخرج إلى داره مكرماً.
وقال لهم: اصدقوني -وهددهم–!
فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة؛ فأردنا أن نقطع شره عنا!
فأمر بهم، ونكّل بکل واحد منهم، وصادرهم».
قال أبو عبيدة: ويلحق -في تقديري- الكذبة على ابن تيمية -على اختلاف شخوصهم وأعصارهم وأماكنهم - بالكذبة على أبي إسماعيل الهروي، فالكذب هو هو، وإن كان يخصُّ ابن تيمية في التصورات دون المحسوسات على الوجه الذي افتراه المغرضون على الإمام الهروي!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 413-414)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (9)
أعداء شيخ الإسلام الذين كفّروه أو بدّعوه في سلة المهملات...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ابن تيمية تجاوز مرحلة الذب عنه، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، والذين يعملون على إسقاطه لأنه كافر أو مبتدع؛ فقد تجاوزهم الزمن، ويستمسكون بحبال الهواء، ويحاولون النفخ على الشمس لإطفائها، ويعملون على إحياء خرافات يستنكرها عامة أهل السنة قبل خواصهم ومثقفيهم وطلبة العلم منهم، وما قام رأس من هؤلاء إلا فضحه الله -تعالى-، وشغله بنفسه، سنة الله التي لا تتخلف في محاربة أوليائه».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /17-18)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (10)
اعتناء منقطع النظير في تراث شيخ الإسلام عبر الزمان....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ووضع الله القبول لمنهج ابن تيمية ومعتقده، ويسّر الله من يذبُّ عنه بعد قرون من وفاته، وردوا على من زعم أنه مجسّم، ذلك أن تراث ابن تيمية بقي حاضرا، ويزداد حضوره بمضي الزمان، ولا سيما مع ظهور مدارس الإصلاح السّني في العصر الحديث، إذ لم يأت له بنظير في الجمع بين العلوم: العقلية والنقلية، والقوة الحجاجية، مما جعل سائر بلاد الدنيا تعتني بتراثه ونظريته للإصلاح».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /17)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (11)
سياسية خبيثة استشراقية في التنفير من العقيدة الصحيحة....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«...في هذا بيان لأثر الاستشراق، وفشو کلام أساطينه في محاولة تقبیح مذهب الحنابلة، في المعتقد، الذي أصبحت إرهاصات المؤامرة عليه ظاهرة للعيان، وتنمو نمواً واضحاً في إعلام، وأصبح الاعتراض عليه مقبولاً -بل مدعوماً- من جهات عديدة، ولذلك وسائل متنوعة، تبدأ بإيراد الاعتراضات، وإثارة الشبه، وتنويعها، وجعلها لا تنقطع، حتى تألفها النفوس، وتنطبع عليها العقول».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /523)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (12)
المذهب الحنبلي في مرمى الهدف(!) -بحسب مخطط السياسية الخبيثة الاستشراقية اليهودية-.....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«...وهذا الذي تمارسه مؤسسات علمية بحثية، تلقفت البذور التي زرعها المستشرق اليهودي (غولد زیهر) وغيره، وبنوا عليها توصيات صُدِّرت للمسلمين تحت مظلة (محاربة الإرهاب)، ومنها محاربة المذهب الحنبلي، والمعتقد السليم السديد، ونشر الخرافة من جديد، لتبقى الموانع والحواجز دون انتشار الدين الحق الذي يحبه الله -عزوجل-».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /525)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (13)
قول بعض الأشاعرة: «الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر»(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- متعقباً لقب: (المجسمة الظاهرية) الذي يطلقه بعض الكذبة على السلفيين -زوراً وبهتاناً!-:
«...لا شك أن لهذا القول أصلاً عقدياً خطيراً؛ صرّح به بعض الأشاعرة من أن «الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر»(۱).
وستأتي إفاضة فيه.
ومن هذا كله يظهر العدوان والتجئي في المراسيم السلطانية -على اختلاف أعصارها- على الحنابلة لمّا تنبزهم بالمجسمة، وهكذا يصنع -للأسف!- كثير ممن في قلوبهم دغل على الحنابلة، ممن أعماهم التعصب لمذهبهم».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /529)]
--------------
(١) «حاشية الصاوي على الجلالين» (٣/ ٩).
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (14)
تتبع التتار أخبار شيخ الإسلام ابن تيمية، وكشف سر اتهامه بالتجسيم(!)
«قال اليونيني في «ذیل مرآة الزمان» (2/ 1263 - 1264) في (حوادث شهر ذي القعدة من السنة التاسعة وسبع مئة)، وفي هنا الشهر استفاض بدمشق أن خربندا ملك التتار أظهر الرفض في مملكته، والتشيع و أمر خطباء بلاده أن يسقطوا الخلفاء الراشدين الثلاثة من الخطب، والاقتصار على علي وولديه وأهل البيت - رضوان الله وصلاته عليهم -، وأن ذلك أغاظ المسلمين».
وكان (خربندا) [ملك التتار] قد جند (براقاً) لإفساد عقيدة أهل السنة وتشكيك المسلمین بها، وقد ذكرت كتب التاريخ والتراجم أن براقاً نقل لبعض كبار مسؤولي النتر أن ابن تيمية يحدر من عقائد الروافض، ويقول عنهم (مجسّمة) -وهم كذلك-؛ فكاد هؤلاء لابن تيمية باتهامه في (التجسيم)».
ثم قال فضيلة الشيخ مشهور بعد أن ذكر قصة مقتل (قطلوشاه) على يد الأكراد في معركة تاريخية:
«وفصّل المؤرخون في تداعيات مقتل (قطلوشاه)، وما سبقه من أحداث على وجه فيه تتبع وطول، وكان لـ(براق) ذکر يدل على تجسسه لصالح التتار، وأنه كان متتبعاً لأخبار ابن تيمية، وعارفا به وبدعوته، قال العيني في «عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان» (385/4) على إثر نقله ما سبق عن رکن الدین بیبرس: «قلت: وكان السبب في تجريد خربندا نائبه قطلوشاه إلى بلاد کیلان: ما بلغه عنهم أنهم على الذهب يخالف مذهب المسلمين، فقال: لا بد لي أن أبعث إلی كیلان وأطلب أكابرهم، وأجمع بينهم وبين فقهاء تبریز؛ فيبحثون معهم في عقيدتهم، فإن لم يظهر لها صحتها؛ ضربت أعناقهم. فكتب إلى ملوك کيلان، وكانوا سبعة عشر ملكا، وكبيرهم الذي يرجعون إليه يقال له: نوبر شاه، فلما وصل إليه رسول خربندا وناوله الكتاب وقرأه ؛ قال: من أين لخربندا معرفة بهذا الأمر؟ فسألوا الرسول عن ذلك؛ فقال: قد بلغ الملك من الشيخ براق؛ وهو شيخ يعتقد فيه الملك اعتقاداً عظيماً بأنكم على مذهب شخص من أهل دمشق يقال له: ابن تيمية، وقد وقع عليه الإنكار من المسلمين، وقد ذكر عنكم أنكم مجسّمون، وأن مذهبكم بطّال، وما أنتم على شيء من الدين....». إلى آخر ما نقله فضيلة الشيخ مشهور من كتاب «عقد الجمان».
وبعد نهاية الاقتباس قال معلقاً:
«والشاهد من هذا أن التتار كان لهم رصد لرموز أهل السنة، وكان لـ(البراق) هذا مهام في داخل ديار أهل السنة، ويمشي بنظام وتخطيط، وينتقل في ديارهم، ويتلون على حسب المهام المنوطة به، ولعل في ذكر هذا الرمز ما يوسع مراد ابن تيمية في كلامه السابق، ويبقی وجود حيل ومکاید سلکها براق تحتاج إلى دراسة وتحليل».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 /954-957) باختصار]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (15)
١) هل ابن تيمية يزدري النبي -صلى الله عليه وسلم- ويطعن في صحابته، وينص على تكفير ابن عباس، وتجريم ابن عمر، ويُكفّر أبا حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل؟!
٢) و(شكر خاص) من السّلفية لأهل الأهواء....
قال -رأس الفتنة- التقي الحصني كاذباً على شيخ الإسلام ابن تيمية:
«... مع أن كتبه مشحونة بالتشبيه والتجسيم، والإشارة إلى الازدراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والشيخين، وتكفير عبد الله بن عباس(1) -رضي الله عنها-، وأنه من الملحدين، وجعل عبدالله بن عمر -رضي الله عنها- من المجرمين، وأنه ضال مبتدع، ذكر ذلك في كتاب له سماه: «الصراط المستقيم والرد على أهل الجحيم، وقد وقفت في كلامه على المواضع الذي كفّر فيها الأئمة الأربعة».
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان بعد هذا النقل الغريب(!)
«ونشكر التقي الحصني شديداً بأن دلنا على وجود التجسيم في كتاب ابن تيمية «اقتضاء الصراط المستقيم والرد على أهل الجحيم»، وكذا فيه الإشارة إلى الازدراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والشيخين، وتكفير عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-!
* ابن تيمية عندهما غير ابن تيمية الذي نحبه ونعتقده
قال أبو عبيدة: نحارب من قال بهذا كله، وابن تيمية الذي نحبه ونعتقده غير ابن تيمية هذا، فلم يرد ذكر في كتابه «الاقتضاء» -لا المطبوع
ولا المخطوط- هذا (التجسيم) و(المجسمة) -البتة-، ولا نعلم باقي التهم الصلعاء فيه، والواجب على من يرمي غيره بالزندقة أن يتحقق، ونمهل الطاعنين بابن تيمية إلى يوم الدين بأن يخرجوا لنا تکفیر ابن تيمية لابن عباس وازدراءه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والشيخين: أبي بكر وعمر -رضي الله عنها-، حتى نردد ضلاله أو تبديعه أو تكفيره بمقدار ما يدل عليه تقريره.
فوالله! إن هذا من الكذب المكشوف على ابن تيمية، أنشأته حشرجات صدور، وآفات نفوس، مع تداعيات وملابسات، نسأل الله أن لا تعود تلك الظلمات لئلا يخرج إلينا هذا الظلم!
نعم؛ يحتمل أنه سمعه الحصني من العلاء البخاري حال تلبس الجنية به(2)!! ولكنه -غفر الله للحصني- وسّع تحسين الظن بالعلاء البخاري.
نعم؛ يستحق الحصني ما صفعه به محدّث حلب برهان الدين إبراهيم سبط ابن العجمي بأن شيوخه الذين تلقى عنهم العلم كانوا عبيداً لابن تيمية أو عبيداً لعبيده!».
----------
(۱) قال جولد تسهير في «مذاهب التفسير الإسلامي» (۹۸): «ويمكن أن نذكر
من النوادر أن خصوم ابن تيمية الحنبلي -قصداً إلى إساءة سمعته- دسّوا عليه كتاباً عنوانه: «تکفیر ابن عباس» ».
(2) انظر -لزاماً-: «محنة ابن ناصر الدين الدمشقي» (ص 186).
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 / 728- 729)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (16)
(معركة الاصطلاحات)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- تحت عنوان: (ابن تيمية ومقالة التجسيم الواردة في المرسوم):
« لم يعترف ابن تيمية بأن التجسيم هو التركيب والتأليف؛ كما قرر الأشاعرة، ورأى أن اللغة لا تساعد على هذا التعريف، وقام في خلده أن التجسیم له معنى آخر عنده، فالواجب على من نبزه بأنه مجسم؛ أن يتحقق من أمرين:
الأول: معنى التجسيم عند ابن تيمية .
الآخر: حكمه عليه بالمعنى الذي تحقق عند ابن تيمية لا عنده هو!
نعم؛ لإطلاق اللفظ حكم خاص آخر، اعتنى شيخ الإسلام ابن تيمية بالأمرين، ولم يلتفت أحد ممن نبزه بهذا الوصف الشنيع إلى الأول ولا إلى الآخر؛ بل غلط عليه -بعضهم- متعمداً، وآخرون سهواً، وجاری الرعاع هؤلاء، وألصقوا به هذه التهمة كذباً وزوراً، وحملتها الأسفار والدفاتر، وانتشرت على أسنة الأقلام، ولاكتها الأفواه والحناجر، ولعلها -يا للأسف!- أصبحت عند بعض المتهوکين من المقررات والمسلّمات! وترتب عليها جدال؛ يصل في بعض الأحايين إلى جِلاد ومنازعة، وجدال وقَحَة واتهام، وتراشق بالكفر والضلال والبدعة!
وهذه من آثار الجهل؛ وهي ثمرة لـ (معركة الاصطلاحات) التي ابتُلي بها من يحسن القراءة، ويدعي الفهم والبحث، ممن لم يتخلق بأخلاق العلماء من التزكية والإنصاف.
قال الله - تعالى -: ﴿وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم﴾، فبسبب البغي تفرق جسد الأمة شذر مذر -ولا قوة إلا بالله-، ووقعت الوحشة، وأصبحت العقيدة التي تجمع فهوم الأمة سبباً في فرقتها وتناکدها، وإلى الله المشتكى من غربة الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة!
أقرر بادئ بدء أن ابن تيمية أطلق ذم المجسمة وقرنهم بالمشبهة، وحكم عليهم بالكفر، وهذا حكم منه على فرقة لها أقوال معلومة اشتهرت وانتشرت، وتناقلتها المصادر، وينتسب بعضها للرافضة وغيرهم.
وهذه جولة مهمة في بيان كلامه، والوقوف على حقيقة مذهبه...» إلخ.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 / 533- 534)]
ولمزيد عن مصطلح (معركة المصطلحات) انظر (1/ 425 ، 429).
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (17)
(... فيل التّصوّف)
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- كلاماً للشيخ المؤرخ الأديب المربي مبارك الميلي الجزائري -رحمه الله-، قال:
«وكلما انتشرت الترجمة عن اليونان ازداد التصوف نموّاً؛ وبالجملة: إن فيل التصوّف كلما وجّهته نحو مكة أو المدينة؛ برك، وكلما وجّهته نحو أثينا أو القسطنطينية؛ نهض مهرولاً، ومن سلم من الهوى والتقليد الأعمى؛ كفاه هذا البيان، وإلا فما أضيع البرهان عند المقلّد».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 / 917)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (18)
استهداف الدعوة السلفية...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«...إي والله! أصبحت الدعوة السلفية رقماً عالمياً، ورُصدت لها جهات وأموال للمراقبة والمتابعة؛ لأنها دين الله الحق، والذّل والصغار على من خالف في فهمه وسلوکه وأخلاقه منهج السلف الصالح، فكيف بمن خالفهم في معتقده؟!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 / 214)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (19)
فِراسة شيخ الإسلام ابن تيمية....، وكذب خصومه عليه! ونصرة الله له....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«▪️ علم ابن تيمية بالمؤامرة:
المهم هنا: إلماحة ابن تيمية بصنيع خصمه؛ فإن له تجارب سابقة مع أشباههم، وله مناظرات عديدة في المواضيع نفسها، وهو في هذه النوبة في وقت اجتمعت له تجربة الحياة، ومعرفة المسؤولين والقضاة، وطريقة النّواب والحكام، مع رسوخ العلم، وثبات القدم.
فكان ابن تيمية عالماً بالمؤامرة، مستعداً لنتائجها، مدركاً لخباياها وخفاياها، شاعراً بخيوطها التي هي -في نظره- واهية كبيت العنكبوت، عارفاً بطريقة خصومه، وأماكن وجودهم ومناصبهم، وقدراتهم، و مستعداً لمناظرتهم، عازماً الإنكار عليهم، متنبهاً لتدرجهم في محاربته، وتلونهم في سبيل الوصول إلى إيذائه ومنعه من الدعوة إلى عقيدته ومنهجه، قائماً في حسّه ووجدانه سنة الله -تعالى- في نصرة الحق، وابتلاء الصادقين من أهله.
وأشدُّ ما لحق به عند الحكام ومَن بيدهم قرار المملكة: اتهام خصومه له أنه بحركته في دعوته، وانبساطه مع الناس وتواضعه، وقيامه بالعلم ونشره له؛ إنما هو من أجل طمعه بالملك!
والتاريخ يعيد نفسه؛ فإنّ أهل الباطل لا يبالون بمخالفيهم، ويستَعدون السلطان عليهم بمؤامرات ومشاغبات، ولم يسكت ابن تيمية عن دسائسهم، فكشفها للمسؤولين، وواجه خصومه القضاة بذلك، بل ما استطاع الجاشنكير إيذاء ابن تيمية إلا بمؤامرة تزوير المعتقد عليه.
لهذه الأشياء لم يصبر ابن تيمية على الجاشنكير هذا ولا على أستاذه المنبجي، وكان ابن تيمية ينال منهم، وكانت له فيهما فراسة، وأن تمكّنهم منه هو آخر عهدهم بالسلطنة، وأن الله -عز وجل- سينصره عليهم».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 / 267- 268)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (20)
حقيقة خصوم ابن تيمية في القديم والحديث(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ولا أكتم القارئ أني لم أجد عذراً بعد سبر كلام ابن تيمية في جميع المواطن من كتبه في الكلام على (الجسم)؛ فكنتُ أحسب أنه أجمل الكلام في بعض المواطن على وجه لم یدرکه خصومه، فسبق إليهم الباطل فنسبوه إلى ابن تيمية، وتوسعوا في اللوازم فوقعوا في ذمه، دون الوقوف على تفصيل له في مكان آخر!
ولكني وجدتُ بالسبر أن كلامه فيه تفصيل، ولم أظفر بإجمال موهم يُتلمّس من خلاله عذر لمخالفيه، فهم -للأسف!- يثبتون كلاماً له، وهو يذكره في معرض النفي؛ بل لعل بعضهم نقل كلاماً له محتجاً به، وهو من دقائق الفهم، ويعزوه لنفسه، ولم ينسبه لابن تيمية، ومقداره لا يتحمل التجمل به، وسيأتي التمثيل عليه.
فخصومه المعاصرون يعرفون ذلك منه؛ ولذا يعمدون إلى اتهامه دون سياق حجج، ولا سيما النقلية، ولا ينقلون كلامه بطوله، ولكنهم يبحثون عن مضايق قلقة، وينفخون فيها بالتهويل، وعند فحص كلام ابن تيمية والرجوع إليه؛ تجد كلامهم «هراء لا قيمة له».
وفي المثال السابق في كلام العلاء البخاري والتعليق عليه أكبر دلیل، إذا قارنته بما في «منهاج السنة النبوية» (2/ 538-539، 565-566) أو غيره من كتبه وكتب أتباعه، افحص تجد».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 / 346- 347)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (21)
عكوف الغرب وجامعاتهم على دراسة شخصية ابن تيمية وكتبه، وموقف أذنابهم المغاير لذلك(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«... ومن المحزن والمؤسف أن تجد عدلاً عند الكفار دون المسلمين، وإلى الله المشتکی من غربة الإسلام والسنة.
وبهذه المناسبة؛ فقد قرأت خبراً فيه أن الغرب والمستشرقين يعكفون على كتب ابن تيمية، ولا سيما الفترة الأخيرة؛ ينشرون في الانبهار بهذا الرجل، ويديرون المحاضرات التي تشرح للناس عن رجل عبقري تغفل أمته عنه.
لقد كتب المستشرق الفرنسي (هنري لاؤوست) (۱۹۰۵ - ۱۹۸۳م) کتاب «نظريات ابن تيمية في الاجتماع والسياسة»، وأشاد به تلميذه جورج مقدسي في كتابه «الإسلام الحنبلي»، الذي هو عبارة عن أربع محاضرات ألقاها في الكوليج دو فرانس في ۲ كانون الأول/ ديسمبر سنة 1969م، ثم نشرت المحاضرات في كلية «الدراسات الإسلامية»، ثم ترجمت ونشرت عن الشبكة العربية للأبحاث - بيروت، بترجمة سعود المولى، وتقديم رضوان السيد.
ويعتبر بعض المستشرقين أن ابن تيمية رجل فذ حقاً، لم يتكرر في تاريخ أمة المسلمين؛ بل لم يكن له شبيه في أية أمة أخرى، يعتبر هنري لاؤوست أن كتاب «السياسة الشرعية» لابن تيمية كان دستور دولة المماليك في عهد قلاوون، وكان ينفذ ما فيه حرفياً، في عهد النهضة الكبيرة لدولة المماليك في ذلك الوقت.
ومن الجدير بالذكر أن المرسوم المزعوم -الذي أقيمت هذه الدراسة من أجله– صادر باسم الملك الناصر ابن قلاوون، لكن بمؤامرة خصومه على ما وضحناه وبینّاه.
وتدرس المستشرقة الألمانية (كوج جلن) نقد ابن تيمية السابق لعصره للمنطق الأرسطي، وتدرس: هل -فعلاً- الحضارة الغربية تأثرت بهذا النقد الذي أنتج المنهج التجريبي الذي قامت عليه الحضارة الغربية؟
ويقول المستشرق (جوهن هوفر) بأن ابن تيمية شخصية عصرية، يقف في منطقة وسط بين بداية الإسلام، وحاضره، وأنه صاحب أضخم رد على الأديان في الإسلام، وكذلك على الشيعة، وله موقف من الأضرحة، والدعاء عندها؛ سبب له المشكلات وقتها.
ومن جامعة أكسفورد: يتكلم (کون) عن ابن تيمية كأول من نقد المنطق الأرسطي الذي كان سبباً في تأخر النهضة الأوروبية، قبل أن ينتقده الأوروبيون أنفسهم.
ويصفه في البداية كأحد أعظم المفكرين وأكثرهم إنتاجاً في العصر الإسلامي.
ويعد كتاب «ابن تيمية وعصره» الذي صدر للمرة الأولى سنة ۲۰۱۰م عن (مطبعة جامعة أكسفورد)، ونقله محمد بو عبد الله إلى العربية؛ ليصدر حديثاً عن «الشبكة العربية للأبحاث والنشر»، بتحرير يوسف روبوبورت وشهاب أحمد؛ من أبرز الكتب التي تناولت ابن تيمية في الأكاديمية الغربية، لتنوّع الباحثين المساهمين فيه، والمختصين في دراسة الفقه الإسلامي، والعقيدة الإسلامية، والتاريخ الفكري الإسلامي، والرد على الفلاسفة وسواها.
وهذه بعض الجامعات الغربية التي تدرِّس مؤلفات ابن تيمية :
جامعة جورج تاون، وجامعة إنديانا، وجامعة كورنيل، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ستانفورد.
ولكم أن تتأملوا عقلية منتقديه من السطحيين، وبخاصة من العلمانيين والملاحدة العرب، في حين أن إلههم الغرب يسابق الزمن للاستفادة من کنوزه الثمينة.
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه
~~~ رفقاً بقرنك لا رفقاً على الجبل».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 / 1015- 1016)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (22)
عجب فضيلة الشيخ مشهور بن حسن لا ينتهي ممّن يفرح بتكفير المخالف!!!
قال -حفظه الله-:
« قال أبو عبيدة: على تقعيد العلاء البخاري السابق، ومما يسرّه ويوافق طبعَه وشدَّته وتهوّرَه؛ القول بالتكفير، فإن صنع فلا يسلم له أحد، لا سلفي ولا أشعري، ولا مَن مدح ابن عربي أو ابن تيمية، فمن لم يكفِّر من قال عن ابن تيمية (شيخ الإسلام)؛ فهو عنده كافر، ومن لم یکفِّر ابن عربي؛ فهو كافر، وهل يوجد إرهاب فكري أشد من هذا الإرهاب؟! ولا يمدح صنيعه ويروِّج له من يعرف قلبه الرحمة على المخطئين، فضلاً عن العلماء وطلبة العلم الصادقين.
وعجبي لا ينتهي! من عالم غير فسيح النظر، ضيق الصدر، يفرح بتكفير المخالف؛ فكيف بمن ينتحل التكفير، ويخترع أسبابه من رأسه، ويقرر الكلام على قواعده الخاصة به، ليستخرج من لوازمه بالمنقاش العِثار، وينفخ فيه ويبثّه في الناس، ويعقد المجالس لامتحانهم على لوازمه، ويطيّره إلى السلاطين والأمراء ويشغلهم به، ويجعله دیدنه، ويتمحور عنده؟!
فهذا -والله!- صنيع الأشقياء لا الرحماء، والحمد لله الذي عافانا أن نصنع معه ما صنع مع خصومه!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /393-394)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (23)
سرِّ رمي الأشاعرة غيرهم بالتجسيم!!!
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ومما يدخل في قلبك ما قلناه من أن المعركة في حقيقة أمرها: النقل أم العقل، وأن الذي حرّف الأشاعرة على الإيمان بالصفات إنما هو التجسيم، فتعلقوا بهذه التهمة، فوهّموا غيرهم بها، فراراً من قولهم بظاهر الآيات والأحاديث؛ ما قاله ابن رشد في «الكشف» نفسه:
«ومن البدع التي حدثت في هذا الباب: السؤال عن هذه الصفات:
هل هي الذات، أم زائدة على الذات؟
أي: هل هي صفة نفسية، أو صفة معنوية؟
وأعني بـ (النفسية): التي توصف بها الذات لنفسها لا لقيام معنىً فيها زائد على الذات؛ مثل قولنا: واحد وقديم، و(المعنوية): التي توصف بها الذات لمعنیً قائم فيها، فإن الأشعرية يقولون: إن هذه الصفات هي صفات معنوية وهي صفات زائدة على الذات؛ فيقولون: إنه عالم بعلم زائد على ذاته، وحي بحياة زائدة على ذاته، كالحال في الشاهد. ويلزمهم على هذا: أن يكون الخالق جسماً؛ لأنه يكون هنالك صفة وموصوف، وحامل ومحمول».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 / 638)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (24)
معرفة المغرب العربي للأشعرية طارئة
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«...إذن؛ معرفة المغرب العربي للأشعرية طارئة، وتمّت ولادتها قيصرية، ولم تولد فيها ولادة طبيعية، وظهورها لم يعرفه الأئمة السابقون المعتبرون منهم، فلن تجد للإمام مالك ولا لأصحابه: کابن القاسم، وأشهب، وابن عبد الحكم، وابن وهب، وأعلام مذهبه المتقدمین: کسحنون وابن أبي زيد فمن فوقهم؛ قولاً يوافقون فيه الأشعرية فيما خالفوا فيه السلف والجماعة، بل كل ما يتفرد به الأشعرية من الأقوال المخالفة لمذاهب أهل السنة؛ تجد أن أئمة المالكية على خلافه، وعلى تضليل قائله، فهذا هو المذهب، وهو المعتمد الذي يعَض علیه طالب النجاة.
ثم كيف يقول السبكي الذي انتشرت مقالته كل مطار، ولُقِّنَها الصغار، وشاعت في الأمصار، ودرجت على ألسنة المحتجين على مذهب السلف الأطهار: (المالكية هم الأشاعرة) و(لا يعرف مالكي إلا وهو أشعري)، «والمالكية من أكثر المذاهب ذمّاً لعلم الكلام المحدَث الذي هو أساس مذهب الأشعرية، بل مضى المالكية قروناً يحاربون علم الكلام والجدل حتى دخل على المتأخرين منهم....».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /40-42)]
ولاستكمال الفائدة انظر -غير مأمور- فائدة رقم: (2)
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (25)
تبرؤ ابن تيمية من التجسیم
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«تقريرات ابن تيمية واضحة في التبرؤ من المجسّمة والمشّبهة، وهذا مبثوث في كتبه، ولا يناقش فيه من له أدنى مُسكة عقل!
نعم؛ هناك تقريرات في مجال المباحثة والمحاججة فيها تدقيقات لا يفهمها على مراد قائلها (ابن تيمية) من كان بغيضاً له، حاقداً عليه، غیر متجرد عن التقريرات التي استقرت في خَلَده، ولم يعرف غيرها تعصباً لمذهبه، ولا سيما ذاك الصنف الذي اشتهر عنهم تضليله وتبديعه أو تكفيره، وأكثر أصناف الناس خطأً عليه هم هؤلاء، وسيظهر لك من هذا ألوان وضروب، في القديم والحديث.
وهذه التقریرات سهلة المأخذ، سلسة العبارة، جهد صاحبها أن يرجع فيها إلى حقيقة ما عليه السلف الصالح من معتقد في الصفات، ووقع عليه فيها مؤاخذات، لكن القول بأن ابن تيمية مشبِّه ومجسِّم؛ من الكذب البين المكشوف المفضوح!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /567-568)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (26)
تأثر الأشاعرة بالمعتزلة!!
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«والذي هو مقرر عند ابن تيمية : إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له -سبحانه- أنبياؤه، ونفي ما نفى الله عن نفسه، وما نفاه عنه أنبياؤه، والنجاة معلّقة على من أثبت هذا الأصل، ويكفي العامةَ هذا الإجمال؛ الذي هو سهل وموافق للفطرة، وليس فيه تنويع وتقسيم للصفات کما هو معلوم عن الأشاعرة، وما فعلوا ذلك إلا من تأثرهم بالمعتزلة!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /446)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (27)
مخالفة الأشاعرة لمذهب أبي الحسن الأشعري(!)
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان كلام الدكتور العلامة بشار عواد:
«ويتعين عليّ أن أشير آثر ذي أثير أن كتابات شيخ الإسلام ابن تيمية تؤكد جميع مفاصلها على التفريق الواضح البيّن بين مذهب أبي الحسن الأشعري الذي هو مذهب أهل السنة والحديث، وفي مقدمتهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم المذهب الأشعري الذي طوره العلماء الأشاعرة الذين جاؤوا بعده، وصار مذهباً يخالف في كثير من مفاصله مذهب الأشعري، ولا سيما في إثبات الصفات الخبرية والعلو وأمثال ذلك؛ فبيّن أن أبا الحسن من أهل إثبات الصفات، وأن مذهبه هذا هو مذهب الإمام أحمد، وقال: «إن الطريقة التي سلكها أهل الإثبات في الرؤية ليست من الضعف كما يظنه أتباع الأشعري؛ مثل: الشهرستاني والرازي وغيرهما؛ بل لم يفهموا غَورها، ولم يقدُروا الأشعري قدره؛ بل جهلوا مقدار کلامه وحججه، وكان هو أعظم منهم قدراً، وأعلم بالمقولات والمنقولات ومذاهب الناس من الأولين والآخرين كما تشهد به کتبه التي بلغتنا، دع ما لم يبلغنا، فمن رأى ما في كتبه من ذكر المقالات والحجج ورأى ما في كلام هؤلاء؛ رأى بؤناً عظيماً».
[انظر: «الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 /845)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (28)
بدعية إطلاق لفظة (الجسم) على الله وتحقيق معناه عند ابن تیمیة
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«من عُقد البحث التي تجلّت في تهوّر خصوم ابن تيمية ولا سيما ممن صاغ المرسوم من الخلوف، من أمثال العلاء البخاري ومن تبعه؛ أنهم حاكموا ابن تيمية وألزموه بلوازم بناء على أن الجسم هو المركّب المؤلّف، وابن تيمية لا یری تصویب هذا المعنى؛ بل يرى كفر من يطلق على الله -عز وجل- أنه أجزاء متفرقة، يقبل التجميع أو التفريق، تعالى الله عن ذلك.
ورأيتَ أن ابن تيمية لا يقبل المعاني الباطلة التي تلَزم من إطلاق هذا المصطلح على الله -عز وجل-؛ فالكفرُ منفي عنه بكل حال، ويبقى مبحث (الخطأ) و (الصواب) الذي يخضع له سائر الناس، وليس هو خاصّاً بابن تيمية.
ويا ليت خصوم ابن تيمية يبحثون معه ويناقشونه بموضوعية وتجرّد عن الأهواء والأغراض والأعراض، بل هم -للأسف!- ينظرون في كلامه، ونتائج الحكم والبحث جاهزة عندهم؛ فهم يعتمدون قاعدة أهل البدع: (اعتقد ثم استدل)، لا قاعدة أهل التحقيق: (استدل ثم اعتقد).
وأتعجّل بضرب مثال أخذ صاحبه فيه الحكم على ابن تيمية بلازم قوله، وفسّر التجسيم بالمقرر عند الأشاعرة، لا بما يقول به ابن تيمية، واستدل ببعض كلامه، وحذف منه ليلزمه بما لا يلزمه؛ فلم يذكر تبدیع ابن تيمية لمن يطلق على الله أنه جسم، فإن لم يفهم مراد ابن تيمية من الحُكم بحقيقة معتقد من أطلق على الله جسماً بمقداره كفراً أو ضلالاً؛ فليس له أن يعتدي على ألفاظ ابن تيمية فينتقي منها ما يريد، ويحذف ما يريد، ليتوصل بالزور والبهتان لتكفير ابن تيمية بأي طريق كان!
ذكر المعلق على «دفع شبه التشبيه» (ص 245 - 246) مقولة الإمام النووي في المجموع (4/ 253): « فممّن یکفُر: من يجسم تجسيماً صریحاً»، ثم قال على إثرها:
«فيدخل في ذلك الحرّاني - بتشديد الراء وتقديم المهملة- الذي يقول في غير ما كتاب من كتبه بالجسمية، ومن ذلك قوله في (تأسیسه) (1/ 101):
«وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجساماً وأعراضاً! فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل؛ جهل وضلال».اهـ
قلت (حسن السقاف): بل قولك هذا -والذي فطر السماوات والأرض! - جهل وضلال، أليس قول الله - تعالى -: ﴿ليس کمثله شيء﴾ کاف(!) في نفي معنى التجسيم وحقيقته عن خالق الأجسام أيها الحراني؟!
وأما أئمة الأمة وسلفها أيها الحراني؛ فقد ذموا التشبيه ...» انتهى .
قال أبو عبيدة: هذا كلام من لا يعرف الإنصاف، ومن في أحكامه الاعتساف؛ يظهر ذلك من وجوه:
منها: أن القول المذكور ليس مما كتبه ابن تيمية متبنّياً له، مدافعاً عنه، وإنما ذكره على لسان المتكلمين من أهل الإثبات، وأسقط المعلّق
من كلام شيخ الإسلام على لسانهم: (قالوا).
ومنها: هذا الاستدراك على ابن تيمية سمج، ويظن صاحبه بأنه على علم، وهو يجهل أنه يجهل! وابن تيمية لا تخفى عليه الآية الكريمة، وله عليها بسط لعلك لا تجده عند أحد مثله، والمتعقب لا يعلم اصطلاحات ابن تيمية، وسبق أن نقلنا عنه كلامه على (المثل) و (الكفؤ) في كلام منسجم له في نظرية متكاملة، لا تعارض فيها ولا تناقض من ناحية نقلية وعقلية، ولا يدرك ذلك أمثال هذا الظالم!
ومنها: غضُّ المعلِّق النظر عن كلام شيخ الإسلام في إطلاق هذا اللفظ على الله -عز وجل-، وهو ما وقف عليه بيقين، ولكن الإنصاف (عزيز)، وعند هؤلاء هو (عديم)، ولا قوة إلا بالله .
قال شيخ الإسلام في مطلع البحث:
«وإن لفظ (الجسم) و(العرض) و (المتحيز) ونحو ذلك: ألفاظ اصطلاحية، وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا بإثبات؛ بل بدّعوا أهل الكلام بذلك، وذموهم غاية الذّم» انتهی۔
وهذا ما قرره شيخ الإسلام في كثير من كتبه: أن وصف الله بـ(الجسم) من «الألفاظ المبتدعة في الشرع، محرفة في اللغة، ومعانيها متناقضة في العقل، فيفسد الشرع واللغة والعقل كما فعل أهل البدع من أهل الكلام الباطل المخالف للكتاب والسنة»، وسيأتي قريباً بيانه.
ومنها: أن شيخ الإسلام ذکر مراد من وصف الله بـ (الجسم) وقال :
«من زعم أن الرب مركّب مؤلَّف بمعنى أنه يقبل التفريق والانقسام والتجزئة؛ فهذا من أكفر الناس وأجهلهم، وقوله شر من قول الذين يقولون إن لله ولداً؛ بمعنى: أنه انفصل منه جزء فصار ولداً له»....» إلخ آخر ما قاله ونقله فضيلة الشيخ -حفظه الله-؛ فراجعه فإنهم مهم.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 /580-585)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (29)
باعث فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان تأليفه لهذا الكتاب
قال -حفظه الله-:
«حاكَم غير واحد من المعاصرين ابنَ تيمية اعتماداً على استطراداته وتفريعاته، دون تأصيلاته وتقعيداته، ورمَوه بشرّ التهم، وأظهروه في صورة مفادها أنه لا دین عنده، ولا ورع، ولا عقل، ولا فَهم، ولا أدب، وكادت أن تروج هذه الصورة لولا بقايا من الغيورين على الحق، والله يشهد أن هذا هو باعثي في تتبعي هذا، وأرجو الله أن يقبله مني».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 /1022-1023)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (30)
التكفير عند الحنفية واسع...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- معلّقاً على كلامٍ لابن الهمام:
«والتكفير عند الحنفية واسع، ويبحثونه في الأبواب الفقهية، ولهم فيه متون؛ تعرف بـ«ألفاظ الكفر»، من أشهرها: کتاب «البدر الرشيد»، وللإمام النووي في روضة الطالبين» (10 /66 - 70) تنكيتات وتدقيقات حسنة على صنيعهم».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 400)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (31)
هذا منهج العالم الرباني...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«رحم الله ابن تيمية، يعرف خصومه وأعداءه؛ فتارةً يقنعهم، وتارة يفحمهم، وتارة يهملهم!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 1040)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (32)
أكذوبة رجوع ابن تيمية عن معتقده!
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«خصوم ابن تيمية وحسّاده كُثر، يجمعهم النيل منه بكل طريقة ووسيلة، ومن هذه الطرق: الزعم بأنه رجع إلى معتقد الأشاعرة الذي اصطلح عليه المتكلمون، وأصبح لهم شعاراً على مسائل عمل ابن تيمية على نقضها وهدمها بكل ما أوتي من قوة، فالقول برجوعه إلى معتقدهم هو هدم لكل تأصيلاته وتقعيداته العلمية والعملية، التي برع فيها، واشتهر صيته بها، ولولاها لما وضع له هذا القبول».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 1074)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (33)
وتستمر المؤامرات على شيخ الإسلام(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«والمؤامرة على ابن تيمية مهدّفة ومتشعِّبة، وذات ألوان ووجوه، وأخطرها هذا اللون القائم على الظن والتخرّص!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 1089)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (34)
كلام شيخ الإسلام لرسول الملك -وهو في السجن- إشارة إلى عِظَم المؤامرة على بلاد المسلمين....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«وكنت قد قلت له: الضرر في هذه القضية ليس عليّ بل علیکم؛ فإنّ الذين أثاروها من أعداء الإسلام الذين يبغضونه ويبغضون أولياءه والمجاهدين عنه، ويختارون انتصار أعدائه من التتار ونحوهم، وهم دبّروا عليكم حيلة يفسدون بها ملّتكم ودولتكم، وقد ذهب بعضهم إلى بلدان التتار، وبعضهم مقيم بالشام وغيره، ولهذه القضية أسرار لا يمكنني أن أذكرها، ولا أسمّي من دخل في ذلك حتى تُشاوروا نائب السلطان؛ فإن أذن في ذلك ذكرتُ لك ذلك، وإلا؛ فلا يقال ذلك له، وما أقوله فاكشفوه أنتم .
فاستعجب من ذلك وقال: يا مولانا! ألا تسمي لي أنت أحداً؟
فقلتُ: وأنا لا أفعل ذلك؛ فإن هذا لا يصلح، لكن تعرفون من حيث الجملة أنهم قصدوا فساد دینکم ودنیاکم، وجعلوني إماماً تستّراً؛ لعلمهم بأني أواليكم(1)، وأسعى في صلاح دینکم ودنیاکم، وسوف -إن شاء الله- ينكشف الأمر.
قلت له: وإلا؛ فأنا على أي شيء أخاف؟! إن قُتلت کنت من أفضل الشهداء، وكان علي الرحمة والرضوان إلى يوم القيامة، وكان على من قتلني اللعنة الدائمة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، ليعلم كل من يؤمن بالله ورسوله أني إن قُتلت؛ لأجل دين الله، وإن حُبست؛ فالحبس في حقي من أعظم نعم الله عليّ، ووالله! ما أطيق أن أشكر نعمة الله علي في هذا الحبس، وليس لي ما أخاف الناس عليه؛ لا إقطاعي، ولا مدرستي، ولا مالي، ولا رئاستي وجاهي.
وإنما الخوف عليكم إذا ذهب ما أنتم فيه من الرئاسة والمال، وفسد دینکم الذي تنالون به سعادة الدنيا والآخرة؛ وهذا كان مقصود العدو الذي أثار هذه الفتنة.
وقلت: هؤلاء الذين بمصر من الأمراء والقضاة المشایخ: إخواني وأصحابي، أنا ما أسأتُ إلى أحد منهم قط، وما زلتُ محسناً إليهم؛ فأي شيء بيني وبينهم؟! ولكن لبَّس عليهم المنافقون أعداء الإسلام، وأنا أقول لكم -لكن لم يتفق أني قلت هذا له-: إن في المؤمنين من يسمع كلام المنافقين ويطيعهم وإن لم يكن منافقاً؛ كما قال -تعالى-: {وفيكم سمّاعون لهم}، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ولا تطلع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم﴾ ».
ثم قال بعد کلام: «وقلتُ له: هذه القضية أكبر مما في نفوسکم؛ فإن طائفة من هؤلاء الأعداء ذهبوا إلى بلاد التتر. فقال : إلى بلاد التتر؟! فقلت: نعم؛ هم من أحرص الناس على تحريك الشر عليكم، إلى أمور أخرى لا يصلح أن أذكرها لك.
وكان قد قال لي: فأنت تخالف المذاهب الأربعة... وذكر حکم القضاة الأربعة.
فقلت له: بل الذي قلتُه؛ عليه الأئمة الأربعة المذاهب، وقد أحضرتُ في الشام أكثر من خمسين كتاباً من كتب الحنفية، والمالكية، والشافعية، وأهل الحديث، والمتكلمين، والصوفية؛ كلها توافق ما قلتُه بألفاظه، وفي ذلك نصوص سلف الأمة وأئمتها».
قال أبو عبيدة: دندنة ابن تيمية في النقولات السابقة عن (التتر) من المسائل المهمة جداً...».
________
(۱) انظر إلى هذه اليقظة والحُنكة والحكمة في مخاطبة المسؤولين، بما يوافق حقيقة أمره ودعوته.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 947-949)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (35)
استعانة خصوم ابن تيمية بقوة رجال الدولة(!)
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- في كتاب «الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 1124):
«إن استعانة خصوم ابن تيمية بقوة رجال الدولة في البدع التي أقرّوها، والشريعة تنكرها إنكاراً ظاهراً، کما يفهم من آي الكتاب العزيز، وهدي الصحابة والتابعين والعلماء العاملين، واغتباطهم بما ظنوه ظَفَراً لهم في تلك المعركة الشديدة؛ قد کان من نتائجه: مسخ الشريعة عند المتأخرين، وبقيت الأمة على إقرار الخرافات والبدع إلى يوم الناس هذا في أكثر بلاد المسلمين!
وكأنهم اخترعوا شريعة أخرى استمالوا بها العوام، ومزجوها بالشريعة الأصلية رغم أنوف الخواص؛ فركبوا عار الأبد، ولُعنوا بما بدّلوا وحرّفوا.
فابن تيمية لم يأت ببدع، وهم سلَّموا بكل البدع، فكان العالِمَ العامل حقاً، وكانوا عبدة أوهام وضلالات.
أراد شرعاً نقياً من الأدران، وهم تساوت عندهم النَّقاية و النِّفاية؛ لأنهم يقصدون بمناقشاتهم الظهور وكسب قلوب الغوغاء على أي حال».
[«ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية» للعلامة محمد كرد علي]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (36)
المذهب لمالك والشافعي، والظهور لأحمد بن حنبل
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- قول شيخ الإسلام:
«وقلت –أيضاً– في غير هذا المجلس: الإمام أحمد -رحمه الله- لما انتهى إليه من السّنة ونصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما انتهى إلى غيره، وابتُلي بالمحنة والرد على أهل البدع أكثر من غيره؛ كان كلامه وعِلمه في هذا الباب أكثر من غيره، فصار إماماً في السّنة أظهر من غيره، والا؛ فالأمر كما قاله بعض شيوخ المغاربة -العلماء الصلحاء-، قال: المذهب لمالك والشافعي، والظهور لأحمد بن حنبل؛ يعني: أن الذي كان عليه أحمد عليه جميع أئمة الإسلام، وإن كان لبعضهم من زيادة العِلم والبيان وإظهار الحق ودفع الباطل ما ليس لبعض».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 1063)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (37)
يا ليته فعل(!)
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- قول (الرازي) من كتابه «الأربعين في أصول الدين» (۱/ ۲۷۷) في مسألة رؤية الله -عز وجل-:
«ختم المبحث بقوله: «وهو أنَّا لا نثبت صحة رؤية الله -تعالی- بالدليل العقلي؛ بل نتمسك بظواهر القرآن والأحاديث» .
قلت: يا ليته فعل هكذا في جميع استدلالاته، وانتصر للنصوص والنقول! وما لنا ولدليله العقلي، فإن الله لن يسألنا عنه!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 760)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (38)
مرض الجهل والتعصب!!
نقل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- نقولات من كتاب «إيقاظ الفكرة»
للصنعاني، قال:
«فمن اتصف بالإنصاف؛ علم أن الله قد فطر عباده على معرفته، وأنزل الكتاب مرشداً للعبد على الكنز المدفون في فطرته، فما بال العباد يلتمسون الهدى من غير ذلك الباب، ويتطلّبونه من الأقوال التي هي كالسراب؟!
تالله! لقد هبّت على البصائر ریح البدع والشبهات، وعصفت بها عواصف الآراء المختلفات؛ فأطفأت مصابيحها، وتحكمت فيها أيدي التمذهب؛ فأغلقت أبواب رشدها وأضاعت مفاتيحها، وران عليها کسبها وتقليدها لآراء الرجال؛ فلم تجد حقائق الكتاب والسنة فيها منفذاً، واستحكم فيها مرض الجهل والتمذهب؛ فلم تنتفع بصالح الغذاء، بدّلت نعمة الله التي أنعم بها عليها، واعتاضت عنها ما يجرُّ كل وبال إليها، فالإعراض عن التوصل بآياته -تعالى- إلى معرفته هو التبديل، وهو الميل عنها إلى غيرها، معارضة للصحيح بالعليل، قال -تعالى-: ﴿سل بني إسرائيل كم ءاتيناهم من آية بينة ومن يبدل بنعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب﴾، وقال: ﴿ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفراً﴾.
فليحذر العبد أن تُبدّل هذه النعمة فلا تعود إليه أبداً، وأن يُقْلَب فؤاده و بصره لعدم إيمانه بها أول مرة فلا يرجى له رَشَد».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 706-707)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (39)
دفاعاً عن ابن تيمية وابن القيم: تعقب علي القاري الحنفي على ابن حجر الهيتمي؛ بعد نبز الأخير لهما(!)
«أقول: صانهما -أي: ابن تيمية وابن القيم- من هذه السمة الشنيعة، والنسبة الفظيعة، ومن طالع «شرح منازل السائرين» تبين له أنهما كانا من أكابر أهل السنة والجماعة، ومن أولياء هذه الأمة».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 675)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (40)
- محاولة الساسة إحياء التّصوف(!)
- مدرسة ابن تيمية مِن أبرز المدارس التي تنشر الإسلام المعتدل
- وبعض أسرار شيوع تكفير ابن تيمية عند المتأخرين(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«السادس: إحياء الاتهامات، والتواصي بذلك، والزيادة فيها، وكثرة الخطأ والباطل عند أصحابها مع مرور الزمان؛ فكل يزيد عن الآخر، ومرت عملية الإحياء بفترات، وعُرفت بأعلام، وأخطرها على الإطلاق المرحلة التي نعيش فيها؛ إذ أصبح الكفار(1) يَرعُون ذلك، ويدعمونه دعماً مادياً ومعنوياً، وباتوا يهيّئون الأجواء، ولا سيما مع ظهور الغلاة، وبروز الأفكار التكفيرية، والمشارب الخارجية إلى محاربة المدرسة التيمية، بزعمهم أن هؤلاء الشذّاذ إنما هم امتداد للتيميين، وأن الغلو نابع من تحت عباءة ابن تيمية وكتبه ومدرسته!
والإسلام المعتدل الذي لا جفاء فيه ولا غلو؛ إنما هو -في الحق والحقيقة- المتمثل بنصوص الوحيين الشريفين، وعند من يعمل على تحكيمهما في الأمور كلّها، وعلى رأس هؤلاء من ينادون بضرورة الأخذ بالأمر الأول؛ ففيه الغنية والكفاية، والمدرسة التيمية هي أبرز من يقوم بذلك، ويعمل على تحقيقه».
_______
(1) الإنصاف واجب حتى مع الكفار، ومرادي بهذا: الساسة الذين ينفخون في التصوّف لإحيائه! مع أن مقومات النهضة ليست مجتمعة فيه، وأنه لا يناسب العصر الذي نعيش؛ فهو كالميت، فحركته وتنقله ليست في ذاته، وإنما هي فيمن يحملون نعشه وينقّلونه، فإن كثيراً من الغربيين أنصفوا ابن تيمية، ومما يؤسف له أن يتعرف هؤلاء على منهج ابن تيمية، ويتعامى عنه بعض المنسوبين للعلم من أهل الإسلام.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 731-732)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (41)
مِن أسباب عزل قاضي القضاة ابن الحريري الحنفي انتصاره لشيخ الإسلام ابن تيمية....
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«والقاضي المعزول هو قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن الدمشقي الحنفي، ابن الحريري، «كان عادلاً، مهيباً، صارماً، دیِّناً، رأساً في المذهب»، «قوالاً بالحق، حميد الأحكام، قلیل المثل، متین الديانة».
وكان عزله بسبب حكمه في بعض مسائل الوقف، ولم ترض قبولاً من سائر القضاة، وكان ميله لابن تيمية سبباً آخر، إلا أنه ليس برئيس.
قال مترجموه: «وعُزل في أثناء مدته لأجل الاستبدال، ومات لم يحكم به»، ولم يكن معمولاً باستبدال الوقف آنذاك إلى سنة 878هـ، ثم شاع وانتشر بعد ذلك.
وكان هذا القاضي ممن يحبون ابن تيمية، وكان يقول: إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام؛ فمن؟
وقال لبعض أصحابه: تحب الشيخ تقي الدین؟ قال: نعم. قال: والله! لقد أحببتَ شيئاً مليحاً.
وكان ممن انتصر لشيخ الإسلام ابن تيمية يوم أن قامت في وجهه حملات الخصوم، وانتصر له انتصاراً كبيراً، وكتب في حقه محضراً مطوّلاً بعثه إلى مصر؛ بيّن فيه للسلطان أن ما يُرمی به ابن تيمية باطل وبهتان، ومن فعل الأعداء الذين لا يوثق بقولهم، وختمه بخطه بحاشية طويلة فيها الثناء على ابن تيمية، ومما قاله: (إنه منذ ثلاث مئة سنة ما رأى الناس مثل ابن تيمية). ولكن الأمر لم يكن بيد السلطان؛ بل كان بيد بعض الأمراء الظلمة وأنصارهم من علماء السوء.
وبقي ابن الحريري على ولائه ومحبته لشيخ الإسلام ابن تیمیة حتى مات، وعاشا في بلد واحد في عمر متقارب، وهو أكبر من ابن تيمية ببضع سنين، ومنزلته في العلم والفهم والوجاهة محل اتفاق، فلا يتهم بأنه ممن كان يداري ابن تيمية كما زعم أحدهم!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 252-253)]
تتمة للفائدة:
نشرتُ قبل بضعة أشهر تحت عنوان: «من آفة (التعصب المذهبي)»:
بأي ذنب طُلّقت؟!
جاء في ترجمة (علي بن عبد المحسن البغدادي القطيعي):
«أنه كان يفتي بما يُنسب لابن تيمية في (مسألة الطلاق)، حتى أنه امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني قاضي الشافعية بدمشق، وصفع! وأركب على حمار!! وطيف به في شوارع دمشق وسجن!!!».
[«الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (5/228)]
وجاء في ترجمة (يوسف بن ماجد المرداوي المقدسي):
«قال في «الشّذرات»: امتحن مراراً بسبب فتياه بمسألة ابن تيميّة في (الطّلاق)، وكذا في عدّة من مسائله،..... وكان شديد التّعصّب لمسائل ابن تيميّة، ويسجن بسبب ذلك ولا يرجع».
[«السحب الوابلة» ترجمة رقم (797)]
وجاء في ترجمة (محمد بن خليل بن الدمشقي الحريري):
«قال في «الإنباء»: ...وحصلت له محنة بسبب (مسألة الطّلاق) المنسوبة إلى ابن تيميّة، ولم يرجع عن اعتقاده».
[«السحب الوابلة» ترجمة رقم (586)]
واليوم محاكم الدنيا تفتي بفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الطلاق.
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (42)
دور السلطة السياسية في هيمنة المذهب الأشعري...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«فالسلطة السياسية للمهدي بن تومرت؛ كان لها الدور الأساس في هيمنة المذهب الأشعري على الطريقة السلفية في المغرب العربي، ولا يشك عاقل أن السلطة السياسية تتوفر لها وسائل النشر المادية والمعنوية ما يساعد على نشر العقيدة، فكيف إذا صحب الترغیب الترهيب، وعقوبةُ من يظهر المعتقد السلفي!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 38-39)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (43)
مخالفة الرازي لتقريرات أبي الحسن الأشعري...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«خالف الرازي متقدمي الاشاعرة في مسائل، وجنح إلى عدم إثبات ما أثبتوه، وتفطّن لهذا السنوسي المالكي الأشعري؛ فقال: «وليحذر المبتدئ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشیت بکلام الفلاسفة، وأولع مؤلفوها بنقل هوَسِهم وما هو كفر صراح من عقائدهم»، ومثل على ذلك بقوله: «ککتب الإمام الفخر في علم الكلام و«طوالع البيضاوي»، ومن حذا حذوهما في ذلك».
وأقرّه الدسوقي في «حاشيته على أم البراهين» (ص 70 - 71)، بخلاف متأخري الشافعية الذين فتنوا بالرازي وقبله بالغزالي والجويني، وانظر: ما سيأتي في حاشية (ص 913)».
وقال في حاشية (2/ 912-913) في ترجمة المازري:
«... وكان ينتمي إلى الأشعرية الأولى، ذات المنحى الأثري الحديثي، وهذه صبغة المالكية، وبقيت ممتدة فيهم حتى في عصور متأخرة،
وسبق أن نقلنا في التعليق على (ص 417) عن السنوسي -وإقرار الدسوقي وغيره- الإنكار على الرازي ميله للفلسفة، بخلاف الأشعرية الشافعية التي انصبغ متأخروها بالانحراف عن تقریرات أبي الحسن الأشعري إلى الميل لتقريرات الجويني والغزالي والرازي، فردود المازري کانت قاسية على الجويني والغزالي؛ لأنهما انحرفا عن العقيدة الأصلية للأشعري، وهذا معروف في ترجمته؛ فله: «الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء» ، ساق الذهبي في السير» (19/ 330-340) مطلعه، وشخٌَص آفته بتأثره في فترة من حياته بابن سینا، ولا تغيب عن ردود ابن العربي المالكي (ت 543هـ) وابن حمدين (محمد بن علي بن محمد القرطبي الأندلسي، قاضي الجماعة، ت 508هـ)، والطرطوشي (ت 520هـ) -وهم مالكية- على الغزالي، انظر : «السير» (19/ 327، 332، 334، 337، 494)، وممن أفتى بوجوب حرق «الإحياء»: القاضي عياض، انظر: «الطبقات الكبرى» (1/ 15) للشعراني، وما سيأتي (ص 918).
وتبقى الحاجة ماسة إلى دراسة أثر الرازي على الأشاعرة عند الشافعية، والمالكية، وأن لذلك أثراً في تقرير معتقد كل منهم، وأن المالكية الأشعرية أقرب من غيرهم، وهذا -في الجملة- في المتأخرين -أيضاً-».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 417)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (44)
حسن السقاف الأشعري! وعقيدته في تكفير عموم المسلمين، ثم انقلابه على الأشاعرة، ثم ارتمائه في أحضان الشيعة!!!
نقل المدعو حسن السقاف -الذي يكفر شيخ الإسلام!- قول الشيرازي فقال:
«قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي إمام الشافعية في وقته وصاحب کتاب «المهذب» الذي عليه وعلى «شرحه» للإمام النووي -رحمه الله- تعويل الشافعية ما نصه:
«فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري -رضي الله عنه- فهو کافر ...»(*).
أقول (عائض الدوسري): انظر أخي القارئ كيف يريد الأستاذ السقاف -هداه الله- إثبات صحة مذهب الأشاعرة بتكفير كل من ليس بأشعري؛ بل كلام الشيرازي يدل على كفر كل من سوى الأشاعرة؛ بل حتى لو خالفهم في بعض مسائلهم العقدية! والعجيب أن الأستاذ السقاف لم يعلّق بكلمة على هذا التكفير المطلق؛ بل بار که وجعل منه مرجعاً حقاً وصدقاً، وعاب على الدكتور سفر ترك أمثال هذه الأقوال!
لكنّ الأمر الأعجب! من رضا ومباركة الأستاذ حسن تکفیر عموم المسلمين غير الأشاعرة: أنه بعد عشر سنوات –تقريباً- تغيرت عقيدته، ونقض مجموعة أصول عقدية عند الأشاعرة؛ بل طعن في إمامهم الأشعري نفسه، وطعن في تلميذه الباقلاني، وطعن في جمهورهم المتأخر، وأخذ يثني ويغازل الشيعة والمعتزلة ويصحح عقائدهم!
ولك أخي القارئ أن تتعجب! إذ إن تكفير الأستاذ السقاف کل من لم يكن أشعرياً في السابق، أصبح ينطبق عليه الآن، فسبحان الله! ما أعظم هذا التناقض؛ حيث إنه ارتضی تکفير كافة المسلمين من غير الأشاعرة، وهو اليوم ينقض عقائد الأشعرية، ويحكم على نفسه بالكفر بناء على كلامه هو، نسأل الله السلامة!».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 506-508)]
____
(*) انظر -لزاماً- تعليق فضيلة الشيخ مشهور بن حسن على الشيرازي وعقيدته (ص 506-507).
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (45)
سبب رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الرازي
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ولا أكتم القارئ سرّاً أن ابن تيمية تحمس في الرد على الرازي، وأفرد له كتاباً خاصاً نصب فيه معه میادین مناقشات في مسائل عويصات، وذكر فيه مشکلات، لا أنصح عوام طلبة العلم من السلفيين قبل غيرهم أن يخوضوا فيها؛ فهي تحتاج إلى علم واسع، ومقدمات محكمة، وتصور دقيق، ونفس هادئة، وعقل راجح، وحكم منصف، وتوفيق من رب العالمين -قبل كل شيء-.
وسبب رد ابن تيمية على الرازي: شرود الأخير عن النصوص، وقدح ذهنه -كعادته- في إيراد الشُّبه نقداً، ومحاولة تفکیکها والوصول إلى جواب عنها نسيئة، ومهارته وقوته في عرضها دون إزالتها والقضاء عليها، أو مجانبته الصواب في محاولة ذلك، وعدم وجود جواب جازم وحازم فيها يتوافق مع الأصول الصحيحة.
ومن الأسباب: رده -ولو من طرف خفي- على أهل السنة وأئمتهم، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل....»إلخ.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 756-757)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (46)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - ١
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ويا ليت میزان الحق في هذه المدارس الأشعرية على -اختلافها- یکون بالقرب أو البعد عن تقريرات الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه -الذي ينتسبون إليه-، لهان الأمر، وسهل الخَطب، ولكن - يا للأسف!- أصبحت تقاس على المقرر عند المتأخرين، وهي شاردة عن النصوص، حاكمة عليها بأن ظواهرها كفر، وسبقت إلماحة من ذلك، وإلى الله المشتكي من غربة الكتاب والسنة.
ولا تنس البتة ما سبق عن العز بن عبد السلام في إشارة مهمة جداً عن الخلاف الواقع بين الأشعرية(1).
قال العلامة ابن بدران في «المدخل» (496): «إذا رأيتَ کتب الذين يزعمون أنهم أشاعرة؛ رأيتهم على مذهب أرسطاطالیس ومن تبعه؛ کابن سینا، والفارابي، ورأيتَ كتبهم عنوانها: (علم التوحيد)، وباطنها النوع المسمى بـ (الإلهي) من الفلسفة، وإذا كنتَ في ریب مما قلناه من الكلام؛ فانظر: «المواقف» لعضد الدين الإيجي، و«شرحه» للسيد الجرجاني، وما عليه من الحواشي، ثم تأمل کتاب «الإشارات» وکتاب «الشفا» لابن سینا، وشروح الأول؛ فإنك تجد الكل من واد واحد، لا فرق بينهما إلا بالتصريح باسم المعتزلة والجبرية وغيرهما».
ويقول د. محمد الزركان في كتابه «فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية (611):
«إذا كان متقدمو المتكلمين قد أدخلوا بعض الأقوال الفلسفية في كتب أصول الدين؛ فإن المتأخرين منهم قد أفرطوا في حشو كتب الكلام بالفلسفة، وخاصة الفلسفة الطبيعية، حتى لقد أصبحت بعض الكتب الكلامية المتأخرة المشهورة -كـ(المواقف)- کتباً فلسفية ممزوجة بعلم الكلام، لا كتب کلام تتعرض لأقوال الفلاسفة».
ويقول د. محمد السنهوتي عن الرازي في كتابه «دراسات نقدية في مذاهب الفرق الكلامية» (241): «وفي هذا الطور اتجه الرازي
بعلم الكلام الأشعري وجهةً جديدة بعد انتشار علوم المنطق والفلسفة في الملة؛ فقد اقتبس كثيراً من کلام فلاسفة الإسلام في الإلهيات والطبيعيات بقصد دعم آرائه الكلامية، وتوغل هو والمتأخرون من بعده في مخالطة كتب الفلسفة حتى اختلطت مسائلها بمسائل الكلام، والتبس عليهم شأن الموضوع في العِلمين؛ فحسبوه فيهما واحداً من اشتباه المسائل فيهما».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 838-839)]
___
(1) انظر: (393).
قلت[ناشر هذه الفوائد]: ولمزيد من الفائدة ننقل كلام العز بن عبدالسلام: «والعجب! أن الأشعرية اختلفوا في كثير من الصفات؛ كالقِدم، والبقاء، والوجه، والعينين، وفي الأحوال؛ کالعالِمية، والقادرية، وفي تعدد الكلام واتحاده، ومع ذلك لم يكفِّر بعضهم بعضاً».
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (47)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - ٢
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«أما بعض ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن فهو من نحو انتقاده لأي عالم يختلف معه في بعض الآراء، بصرف النظر عن كونه يتفق معه اتفاقاً كلياً أو جزئياً في العقيدة والمذهب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ومن هنا يقول:
«وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة فيوجد في کلام كثير من المنتسبين إلى أحمد؛ كأبي الوفاء ابن عقيل، وأبي الفرج، وصدقة بن الحسين وأمثالهم، ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه، ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة؛ مثل: ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما؛ كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل التميمي وابن ابنه رزق الله التميمي ونحوهم، وأئمة أصحاب الأشعري؛ كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد وأصحابه؛ كأبي علي بن شاذان وأبي محمد ابن اللبان؛ بل وشيوخ شيوخه كأبي العباس القلانسي وأمثاله؛ بل والحافظ أبي بكر البيهقي وأمثاله، (أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجسمية أو الفلاسفة)».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 847)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (48)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 3
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«نعم؛ حذًر ابن تيمية من مسلك عقدي عند إمام الحرمین الجوینی، سری منه إلى متأخري الأشاعرة، ولم يُعرف من قبل فيهم، وله سبب خفي قلّ من ينتبه له إلا أمثاله!
والسبب -فيمن يتتبّع مذاهب أعلام المدرسة الأشعرية وما أحدثوه فيها-: يجد أن الجويني هو أوّلُ من أوّلَ الصفات الخبرية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وخالف أئمة مذهبه في ذلك.
وحتى أريح القارئ قبل الخوض في سَوق ما يسمح به المقام من يراد مؤاخذات ابن تيمية على إمام الحرمین الجويني؛ لا بد أن أذكِّره بأوصاف الجويني عند ابن تيمية:
1- «أحذق المتأخرين».
2- «أفضل متأخريهم»، أي: الأشاعرة.
3- «مع براعته وذكائه في فنّه».
وقال ابن تيمية عن إمام الحرمین الجويني -أيضاً-:
«غیّر مذهب الأشعري في كثير من القواعد، ومال إلى قول المعتزلة؛ فإنه كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم ابن الجبائي، وكان قليل المعرفة بمعاني الكتاب والسنة وكلام السلف والأئمة، مع براعته وذكائه في فنّه».
وقال فيه -أيضاً-: «وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفاته موافقة للمعتزلة والجهمية، ثم لهم قولان:
أحدهما: تأويل نصوصها، وهو أول قولَي أبي المعالي كما ذكر في «الإرشاد».
والثاني: تفويض معانيها إلى الرب، وهو آخر قولَي أبي المعالي كما ذكره في «الرسالة النظامية»، وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب».
وقوله الأول من التأويل هو الذي تلقفه المتأخرون، واستخدموه بكثرة في كتب التفسير، وشروح الحديث، ومتون العقائد وشروحها، وأصبح سائغاً يدرَّس في كثير من الجامعات الشرعية والمعاهد الدينية، مع أن صاحبه رجع عنه؛ بل استهجنه واستبعده، لتتأكد لك غربة معتقد السلف، ولئلا تغترّ بما يتتابع عليه المتأخرون دون السلف الأولين، في القرون الثلاثة المفضّلة، المشهود لهم بالخيرية على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ويصدِّق وجود المسلك الاعتزالي عند هذا الإمام ما جاء في ترجمته...» إلخ.
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 910-912) - وانظر فائدة رقم: (43)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (49)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 4
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«وهم يوافقون المعتزلة على تأويل الصفات الخبرية؛ كالوجه، واليد، والعين، وغيرها، (خلافاً لأئمتهم)، ويقولون: إن الأخبار التي وردت فيها هذه الصفات أحادیث آحاد لا تفضي إلى العلم، والآيات التي وردت فيها غير قطعية الدلالة، وحملها على ظاهرها يقتضي التجسیم؛ فوجب حملها على محمل مستقيم في العقول، استقر في موجب الشرع».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 349)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (50)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 5
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«من لم يُحكِم أصوله ويجعل حقيقة ما عليه السلف الصالح حَكماً عليها؛ تناقض، ولذا نجد أن متأخري الأشاعرة -ولا سيما المتكلمون منهم- يتّهمون متقدّميهم بالتناقض؛ وذلك من أجل إثباتهم للعلو مع نفيهم الجسم، فقضوا بالمصطلح الحادث على النص السابق، وهو مما يستهجن في المنقول والنظر الصحيح!».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 580)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (51)
كلام العالم بين تقريراته، وبين مناظراته...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ولذا يجب على الناظر في كتبهم بعامة وكتب ابن تيمية بخاصة أن ينظر: هل وردت في مقام فيه تقرير المعتقد، أم في مقام الردود والمباحثة والمناقشة؟ وأن يتأمل ذلك حتى لا يقع في التهوّر والتقوّل!
وستجد لاحقاً -إن شاء الله تعالى- أنّ أنواعاً من الأكاذيب وقعت علی ابن تيمية بسبب ذلك، ولأن عين السُّخط لا تبدي إلا المساوي، ولجهل هؤلاء بتقريرات ابن تيمية ومنهجه، ويصرح بعضهم في بعض الأحايين بتناقض ابن تيمية واضطرابه، ويجهل أنه جاهل بالوقوف على مراده!».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 491)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (52)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 6
(الأشاعرة مدارس متباينة ومختلفة)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«هذا التأليف هو: «درء تعارض العقل والنقل»، وهو رد على الأشاعرة خاصة دون غيرهم، وهما أعضاء المحكمة التي عقدت له في دمشق، ومن أبرزهم: ابن صَصري الذي تتلمذ على محمود الأصبهاني، والذي كان بدوره من تلاميذ الفخر الرازي، ولم يكن الأشاعرة بالنسبة إلى ابن تيمية خصوماً أقوياء، ولكنهم كانوا –أيضاً– يقاسمون ابن تيمية دعوى الانتساب إلى أهل السنة، وقد اهتم ابن تيمية بإبراز أسس السنة في منهج الأشعري، واعياً لانحراف الجويني والغزالي والرازي عنه؛ فهم ليسوا مذهباً واحداً، وإنما هي مدارس متباينة ومختلفة».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 761)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (53)
انتصار ابن تيمية لأبي الحسن الأشعري
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«لم يكن همُّ ابن تيمية إلا الانتصار للإمام أبي الحسن الأشعري؛ فاهتم بإبراز أسس السُّنّة في منهجه، وطريقته ومنهجه في «مقالات الإسلاميين» و«الإبانة» التي فيها نصرة لطريقة السلف في إثبات الصفات الله -عز وجل- على ظاهرها فيما ثبتت في نصوص الوحيين: كتاباً وسنة، ودافع بكل ما أوتي من قوة أن هذا هو الموافق لصحيح المعقول، ويَعتبر ابن تيمية أبا الحسن الأشعري على طريقة الإمام أحمد بن حنبل في الصفات، وأن اشتغاله بعلم الكلام لم يضره البتة».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 227)-وانظر فائدة رقم:(27)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
*فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (54)
ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن الأشعري
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«أما بعض ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن الأشعري فهو من نحو انتقاده لأي عالم يختلف معه في بعض الآراء، بصرف النظر عن كونه يتفق معه اتفاقاً كلياً أو جزئياً في العقيدة والمذهب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ومن هنا يقول: «وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة فيوجد في كلام كثير من المنتسبين إلى أحمد؛ كأبي الوفاء ابن عقيل، وأبي الفرج الجوزي، وصدقة بن الحسين وأمثالهم، ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه، ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة؛ مثل: ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما؛ كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل التميمي وابن ابنه رزق الله التميمي ونحوهم، وأئمة أصحاب الأشعري؛ كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وشيخه أبي عبد الله بن مجاهد وأصحابه؛ كأبي علي بن شاذان وأبي محمد ابن اللبان؛ بل وشيوخ شیوخه كأبي العباس القلانسي وأمثاله؛ بل والحافظ أبي بكر البيهقي وأمثاله، أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجسمية أو الفلاسفة».
كان ابن تيمية سعيداً بكتاب «الإبانة» الذي أكد غير مرة أنه آخر ما صفه أبو الحسن الأشعري...» إلخ.
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 846-847)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (55)
- حقيقة المؤامرة ليست على ابن تيمية!
- والعلاقة بين التشيُّع والتّصوُّف
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ولا بد أخيراً من التنبّه لأمر جلل، وهو مما يقوي صلة الحاكم الجديد لمصر بيبرس الجاشنكير بالرافضة، واحتمال أن محنة ابن تيمية التي نبعت من تحت قدميه بتحريض من الشيخ نصر المنبجي الذي كان يعتقد ابن عربي الصوفي ويبجّله، وهو: متانة العلاقة -منذقدیم- بين التشيّع والتصوّف، وأن الشيعة على مدار تاريخهم يعتبرون التصوّف جسراً يصلون من خلاله إلى فساد معتقد أهل السنة والجماعة، وبسط نفوذهم من خلال ذلك.
وقد أشبع جمع من الباحثين المعاصرين هذا الموضوع بالبحث، وطولوا في بسطه، وبيان أثره؛ ومن أهمهم: الدكتور كامل مصطفى الشيبي الشيعي في كتابيه: «الصلة بين التصوّف والتشيّع»، و«الفكر الشيعي ونزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري»، والدكتور فلاح مندكار السلفي في «العلاقة بين التشيع والتصوف»، ومحمد فاضل التقلاوي في «الشيعة والتصوف في بلاد النوبة»، والدكتور زياد عبدالله الحمام في «العلاقة بين الصوفية والإمامية»، ومحمد علي الجندي في «نظرية الإمامة بين الشيعة والمتصوفة»، وأحمد حامد الصراف في «الشبك من فرق الشيعة الغلاة (تاريخهم، عقائدهم، ترجمة كتابهم المقدس، علاقتهم بالحلاج والرومي والفرق الصوفية)»، وهاشم معروف الحسني الشيعي في «بين التصوف والتشيع »(۱)، ومحمد عبدالوهاب غانم في «الظاهر والباطن بين الشيعة الباطنية والصوفية» (مهم)، والدكتورة هيام في أطروحتها للدكتوراه: «الولاية والإمامة : الروابط الخفية بين الشيعة والصوفية».
ومنه يعلم أن حقيقة المؤامرة ليست على ابن تيمية بشخصه؛ وإنما هي مؤامرة على منهجه ومعتقده؛ بل هي مؤامرة على أصل وجود أهل السنة.
ولا أكتم القارئ سرّاً أن وجود أهل السنة -المفهوم العام- أصبح مهدداً باجتياح الرافضة، واتخاذهم المبتدعة والمنحرفين -ممن ينتسبون لأهل السنة- سُلّماً لقضاء مآربهم، والوصول لغاياتهم -لا قدر الله-».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 974-975)]
__________
(1)يظهر هذا شديداً في إجازات الشيعة من الصوفية، وترى نموذجاً واسعاً من ذلك في كتاب «المسلسلات في الإجازات محتوية على إجازات علماء الإسلام في حق والدي العلامة آية الله العظمى السيد أبي المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي»، في مجلدين ضخمين، طبع في قم سنة 1416 هـ، لنجله محمود المرعشي.
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (56)
بيْن الحافظ ابن كثير الشافعي وشيخه ابن تيمية الحنبلي
قال الحافظ ابن كثير:
«كنت في أول طلبي مجانباً لشيخ الإسلام ابن تيمية، ثم إني حضرتُ درسه بحلقة الثلاثاء من جامع دمشق، فأخذ بمجامع قلبي.
ثم جئتُ إليه مرة أخرى وهو بالمدرسة الحنبلية، فصعدتُ السُّلّم إلى بيته؛ فرأيته وهو يشتغل بالعلم، وأثاث بيته يسير جداً، وله منارة من طين، عليها سراجه، فخطر بسرّي علماء زمانه، وما هم فيه من البسط في الدنيا والتوسع، ولم أنطق بذلك، فناداني الشيخ: يا إسماعيل! لا تكثر الفضول، فإن أولئك لم يذوقوا حلاوة العلم».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 874)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (57)
-هل كان شيخ الإسلام يطمع في الحكم -كما أشاع عنه أعدؤه-؟!
-وطاعة ولي الأمر في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«أكد ابن تيمية أنه ليس له غرض فيما يقوم به من نشاط و تدریس واجتماع بالناس، وكان يركز على طاعته لأولياء الأمور(1) حتى يذب عن نفسه التهمة التي تعرضنا لها فيما ذكرناه من (المَعلم الأول)، وهو باطن القضية، قال -رحمه الله-:
«أما هذه القضية؛ فليس لي فيها غرض معيّن أصلاً، ولستُ فيها إلا واحداً من المسلمين: لي ما لهم، وعليّ ما عليهم، وليس لي -ولله الحمد- حاجة إلى شيء معيّن يُطلب من المخلوق، ولا في ضرر يُطلب زواله من المخلوق؛ بل أنا في نعمة الله سابغة، ورحمة عظيمة، أعجز عن شكرها.
ولكن عليّ أن أطيع الله ورسوله، وأطيع أولي الأمر إذا أمرونی بطاعة الله، فإذا أمروني بمعصية الله؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، هكذا دلَّ عليه الكتاب والسنة واتّفق عليه أئمة الأمة...».
__________________
(۱) لا قيام للدعوة -اليوم- من ناحية عملية إلا بإحياء هذا الأصل، وبلونا على أقوام قاموا على أولياء الأمور لنصرة الدين! وهؤلاء -أعني: الصادقین منهم، وإلا فالأدعياء كثر- لا للدين أقاموا، ولا لدعوتهم نصروا، وعرّضوا أنفسهم لما لا يطيقون من البلاء، وأُتوا من العجلة والجهل بأصول المصلحين والكبار، والأئمة الثقات.
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 983-984)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (58)
أليس لمكفري ابن تيمية ومضلليه في هذه العصور عقول؟!
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«نعم؛ ابن تيمية كسائر العلماء من حيث الصواب والخطأ، لكن ينبغي قبل محاكمته وإظهار المآخذ عليه: الإقرار بعلمه ودينه وصلاحه وتقواه، وأن من نازع في ذلك؛ فهو ظالم.
أليس لمكفري ابن تيمية ومضلليه في هذه العصور عقول؟!
إلى متى ستبقى تائهة في بحار الظلم والظلمات، وقناعاتهم قائمة على الظنون والترهات؟! فقد ظهرت المحجَّة، وقامت الحجة، وانتشرت كتبه بين العلماء، وسارت بها الركبان، وخُدِمت: تحقيقاً، وترجمة واختصاراً، وتهذيباً، ودراسةً، وتمحيصاً، وفيها ما ليس في غيرها، وتُفرح القلوب، وتروي الظمآن، وتروي الغليل، وتبرئ العليل.
فلماذا هذا الحرمان منها؟!».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 854)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (59)
سر بقاء اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية إلى اليوم..
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ألم تحكم المحاكم الشرعية اليوم باختيارات ابن تيمية في الطلاق في سائر بلاد المسلمين؟ ألا يدل ذلك على قوتها، وبقاء الحياة فيها، وأنها لم تظهر ميزتها من بين سائر الأقوال وفق سنة الله في خلقه إلى هذه الأيام؛ لأن الباطل يموت بموت صاحبه؟ فيا ترى! ما سر بقاء هذا الاختيار؛ لولا قيام الأدلة والآثار عليه؟
و یا تری! ما هو سر القبول لهذا الإمام، وبقاء ذكره، وإحياء تقريراته واختياراته، وإشغال الأمة بها؛ لولا أنه من الأئمة الكبار؟
بتنا نعيش في زمن تحررت فيها العقول من التقليد والتبعات، وانفتحت وسائل التواصل للوصول إلى العلوم، ولا مجال فيه للإجبار والإكراه والإرهاب في القناعات، إنه زمن الحريات، يدلي فيه كل واحد بدلوه، وتتصارع فيه الآراء، وتضطرب فيه الأقوال، ولكن وَفق سنة الله في المدافعة لن يبقى إلا الأصلح والأحسن».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 855)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (60)
الواجب اليوم..
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«الواجب اليوم -وكل يوم- بيان الحق بالبرهان، والمجادلة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، مع الصبر في المحاورة مع المخالف، وهذا هو سبيل المجتمعات الراقية المنفتحة، أما التعصّب والتهويل والمهاجمة والتشنيع والتهديد للمخالف؛ فهو سبيل المتعصبين المنغلقين، وهو مما لا محل له اليوم مع وسائل الاتصال الحديثة، والانفتاح الحضاري، والحوار العلمي المنضبط بقواعده المرعية وشروطه المرضية، وما زالت -ولله الحمد- الوسطية والحكمة والعدل هي سبیل القضاء على الغلو والزّيف والجهل، وهي التي تعكس الأمان من سطوة التيار الأحادي الذي نخشى -لا قدر الله- من سيادته، ونخاف من عقباه».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 855)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (61)
لا يمكن القضاء على الخلاف بين السلفية والأشعرية...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«إن الاختلاف والتعددية والتنوع في محاولات التجديد والوعي؛ كفيلة بالارتقاء بالمجتمعات إلى أمثل حالاته، من خلال الحجة والبرهان، والحوار العلمي، القائم على قواعد الإثبات والاستنباط الصحيحة.
لا يمكن أن يقضي أحد -أيّاً كان- على الخلاف بين المدرستين: السلفية والأشعرية، ولكن الواجب ترشیده؛ إذ امتداده امر واقع، وعدم ترشیده يولد وهناً وضعفاً، وعدم توافق بين أطياف المجتمع، ويعرضها إلى التمزق والتفكك، ولعله يعود بها إلى ما جرى في المئة الخامسة والسادسة الهجريين من قيامهم على بعضهم بعضاً، إلى درجة التناحر والتقاتل، وزهوق ألوف النفوس!
اصغ إلى كلام ابن تيمية لمخالفيه بعد تقریر معتقده:
«وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً(1)؛ فإن المنازع قد یکون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته».
فلماذا هذه القسوة، وتلك العبارات النابية، والكيد إلى حد الحقد، والخصام والقتال في معركة لا عدو فيها؟!».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 855-856)]
_______
(1) هذا ما ينبغي أن يقرأه وينقله خصوم ابن تيمية في طرق إيرادهم ومناقشاتهم له، أما أن يتعلقوا بلوازم أقواله فحسب؛ فهذا من الظلم، وأما مع تصريحه بنفي اللوازم الباطلة التي لها؛ فهذا من البهتان، وهو الذي رأيتُه عند غير واحد من خصومه من المتقدمين والمعاصرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل».
[هذا الهامش منقول من (2/ 1045)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (62)
مَن الذي يُعادي شيخ الإسلام؟
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«...لم يبق مجال لتكثير أتباع ابن تيمية ومادحيه(1)؛ فهذا مما تنقطع دونه الرقاب، ويصعب حصره، ويعسر تعداده، وهم على طبقات، وتفاوت في الدرجات، وكذا في قربهم وبعدهم منه، وكذا في اهتمامهم بالعلم الشرعي، وليس بينهم انتماء مذهبي أو فقهي، ويجمعهم القاسم المشترك في تبجيله وتعظيمه والذّب عنه، وهذه النماذج تعكس احترام ابن تيمية عند الأمراء والساسة ورجالات الدولة، وأن مشكلته محصورة مع فئة محصورة من الفقهاء الجامدين، المتعصبين لمتكلمة الأشاعرة وفلاسفتهم، والتاريخ -اليوم- يعيد نفسه.
والخلاصة: أنه يكفينا مما تقدم أنه عالم مُعتبَر، ووقع باعتباره التواتر، وظهر هذا جلياً عند وفاته، ولم يتخلف أحد عن شهود جنازته(2)، واحتج ابن حجر العسقلاني والعيني وغيرهما بذلك على العلاء البخاري في تکفیر ابن تيمية، وهذا برهان واضح لا يزيغ عنه إلا هالك من أهل العمى، من لم يعرف الإنصاف والتقوی».
____________
(1) سقتُ في كتابي «محنة الإمام المحدث ابن ناصر الدين الدمشقي» (ص 370- 399) قرابة (مئتي) عالم ممن سموا ابن تيمية: (شيخ الإسلام)، ثم نوهت بأسماء عشرات الألوف من سائر البلاد ممن يمدحون ابن تيمية، ولا سيما المفتون والقضاة والمدرِّسون من الربانيين في سائر أرجاء المعمورة . . .
(2) إلا ثلاثة من القضاة خافوا على أنفسهم، وانظر: التعليق على (ص1026) بهذا الخصوص.
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 878-879)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (63)
ابن تيمية: قامة شامخة باذخة...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«فأخبار ابن تيمية عند ملوك المسلمين، وملوك التتر معروفة، وخصومه -قديماً وحديثاً- يتتبعونه ويترصدونه؛ لعلهم يجدون في معتقده ما يشينه، فيتعلقون بأوهام، وينفخون في سراب، وحالهم كحال الذي ينفخ على الشمس ليطفئها، ويبقى ابن تيمية قامة شامخة باذخة، خلقه الله طوالاً(۱)، واستخدمه لنصرة دينه، ونشر سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فالله حسيبه، وهو الذي يتولاه، وييسر له من يذبُّ وينافح عنه».
_____________
(1) لو أن خصومه -ولا سيما المعاصرون- أرادوا النظر إليه؛ لما وسعهم إلا الانبطاح على وجوههم ! لمشاهدته!
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 961)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (64)
بين مشايخ الأزهر وكتب وشيخ الإسلام...
يقول أبو الحسن الندوي:
«...واتفقت كلمتنا على أن كتب شيخ الإسلام لا تزال مادة غزيرة إلى هذا العصر، ولا تخلو من حدة ومسايرة للتطور العقلي مع تقدم زمانها، وصالحة لإقناع كثير من العقول العصرية؛ وذلك لتمسك ابن تيمية -رحمه الله- بأصول الدين، ولأنه تمسك بأطراف الدين.
قال الشيخ بهجت البيطار: حدثني بعض علماء الأزهر؛ قالوا: درسنا كتب التوحيد في الأزهر؛ فنشأت في نفوسنا شكوك وشبهات وكدنا نخرج من الإسلام، إلا أننا طالعنا كتب شيخ الإسلام فغرست الإيمان في قلوبنا من جديد».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 973)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (65)
الرد على المتعصبين مذهبيّاً(!)
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وقد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النّبيين».
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- معلّقاً على على هذه الكلمة:
«كان ابن تيمية واسع الاطلاع على تراث المتقدمين من الشافعية، وعلى تراث الإمام محمد بن إدريس الشافعي -بخاصة-، واستفاد منه، واستقر عنده، وزوّر كلاماً ليس بقليل ممن نسب إليه خطأً، والكشف عن هذا يحتاج إلى دراسة مستقلة موعبة.
والشاهد من إيراد هذا: أن هذه الكلمة أصلها للإمام الشافعي؛ فقد أخرجها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (51/ 365) والعلائي في «الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين» (477/ رقم 550 - بتحقيقي) بالسند إلى البُويطي قال: سمعت الشافعي -رحمه الله- يقول: «قد ألّفتُ هذه الكتب، ولم آلُ فيها ولا بد أن يوجد فيها الخطأ؛ لأن الله -تعالى- يقول: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً
كثيراً} ، فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعتُ عنه».
وذكره عن الشافعي: السخاوي في «المقاصد الحسنة» (15)».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 812)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (66)
شهادة حقّ...
قال محمد بن عبدالبر السبكي، الشافعي:
«ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل، أو صاحب هوى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصدُّه هواه عن الحق بعد معرفته به».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 870)]
-
رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»
فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (67)
خاتمة هذه الفوائد...
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- في خاتمة كتابة:
«وأخيراً؛ فإن عقيدة ابن تيمية حارَّة صادقة، لا تعرف التقية ولا المداهنة؛ فامتاز عن كثير من علماء عصره بالوضوح والإعلان، وخرج عن المألوف في دراسة العقيدة، وسما وعلا على ما عاشه الناس في خيامها، وتبوأ منها قصوراً عالية، وأبى إلا ما كان عليه الصحابة والتابعون، وصرّح بذلك، وبدأ بهدم النظريات التي أقام عليها نفاة الصفات أمجادهم؛ فخالفهم في نظرية الجوهر الفرد، ونقض عليهم القانون الكلي، اللذين أقاموا العقيدة عليهما، فلم يشيّدوا إلا خيماً، بينما صرّح هو بما «اعتقد صحته، والغَناء فيه، فعاداه أعداء التجديد والتحقيق وأشياع التخريف والتلفيق من علماء السوء الرسميين، وآذاه مَن شأنهم مسايرة الحزب الغالب من الأمراء الذين لا مذهب لهم إلا المال، ولا دين إلا بسطة الجاه، ولا سياسة إلا حكم الناس بما يريدون، ولا عقل إلا الاعتصام بالقوة والجبروت .
قضى فساد محیط ابن تيمية والجهل المركب الذي فُطر عليه مَن جُنُّوا في التجنّي عليه بممالأة من لا رأي لهم؛ أن قضى سجيناً سنين عديدة في جُبّ يوسف بقلعة الجبل بالقاهرة، وأعواماً في برج الإسكندرية، وأعواماً في قلعة دمشق، إلى آخر ما عومل به من الحبس، وكان القصد من هذا كله : إيقاف قريحته عن الانبعاث؛ تفادياً من أن يجرف سيلها العرِم ما وهَى من باطل الاعتقاد، ووجَد ضعاف العقول وأسرى التقليد آباءهم عليه من الأضاليل والخزعبلات.
ولا أقول: أن ما لقيه ابن تيمية من الألاقيّ حبس قلمه عن الكتابة، وعاق تأثيره في نفوس مئات من القريبين للخير، ولكن؛ من لنا بعشرة عملوا عمله في تاريخ الإسلام؟! رُزقوا نفساً کنفسه، وعزيمة كعزيمته، يستهين بروحه وراحته، ويستميت في نصرة الحق وإماتة الباطل من دون ما تقية؟!».
فاللهم! يسّر لدينك من يرفع رايته، وهيئ له أعلاماً ينشرون سنة نبيّك -صلى الله عليه وسلم-، وينصرون المعتقد السليم الذي تحبه وترضاه، وأنزلتَه في كتبك، وأرسلت به أنبیاء ورسلك؛ اللهم! آمین».
[«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 1125- 1126)]