-
لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
مقال للشيخ :الشريف حاتم بن عارف العوني 9/6/1429
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون ؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن.. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء.. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما.. بوجهٍ ما.. في وقتٍ ما.. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
كما أن بعض هؤلاء الرافضين للحوار يرفضونه من منطلق: أن الحوار المشروع ينحصر في الحوار بغرض الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك تراهم يعدّون كلّ حوار بغير غرض الدعوة تضييعًا لحقائق الدين، وإذابةً لعقيدة الولاء والبراء. وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!
وهذا حُكْمٌ مُحْكَمٌ غير منسوخ؛ ولذلك احتجّ مَنِ احتجّ من العلماء بتحديد وقت الصلح بين المسلمين والكفار بعشر سنوات.
بل لقد تضمّنت شروط صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة : أنّ مَنْ أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى المسلمين إعادته إلى المشركين في مكة، وأنّ من ارتدّ عن الإسلام إلى الكفر لا يعيده المشركون إلى المسلمين.
وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!
بل لَمَّا أن رفض مفاوضُ قريشٍ أن يكتبَ في وثيقة الصلح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصْفَه بأنه (رَسُولُ اللَّهِ) وافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع ما تضمّنه هذا الإصرارُ والعنادُ من عدم الاعتراف بالمسلمين الذين ما فارقوا المشركين إلّا لإيمانهم بالرسالة.
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى ؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!! لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ : "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!
نعم.. لقد أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه التساؤلات جميعا، مُبَيّنًا إلى أي حدٍّ يمكن استثمار المشترك بين الأديان في تحقيق مصلحة الصلح، الذي وصفه الله تعالى بأنه الفتح المبين: "فتحًا مبينًا"[الفتح:١].
وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين.
كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف. وهي مشتركاتٌ لن نَعْدِمَها مع كلّ مخالف، ولو كان المخالف مُلْحِدًا، فإننا إذا لم ننطلق معه من دلالاتِ العقل على أنَّ لكل سببٍ مسبِّبًا، ولكل موجودٍ موجِدًا، فمِن ماذا سوف ننطلق معه ؟! وما فائدة النقاش معه؟!
إن المشتركات ـ والتي تبدأ من المشتركات الإنسانية الفطرية ـ هي أساس الحوار الأكبر.
ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا)، كما لا يصح أن تكون تلك الفروق مانعًا من استثمار المشترك، الذي لولا وجوده لما كان للحوار مكان.
وبذلك نعلم أنه كما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية مقاصِدُ سوى دعوةِ قريش للإسلام، يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد :
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا.
أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم"[الأنعام: ١٠٨].
- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال.
-معرفة الجوانب الإيجابية التي لا تخلو منها حضارةٌ إنسانية باختلاف عقائدها وأديانها، كما قال صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى كُفَّار العرب: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق".
فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولذلك أعود قائلا مستغربًا: فلا أدري لماذا يتوجسُ بعضُنَا خِيفةً من الحوارِ، بل من الدعوة إلى الحوار؟! ولماذا يَحْصُر آخرون الحوارَ المشروعَ في حوار الدعوةِ إلى تغيير المعتقدات؟!
وما كتبتُ هذا الحوارَ إلا لِأُبَيِّنَ وجهةَ نظر الداعين للحوار المشروعِ، بِسَعَةِ وجوهِ شَرْعِيَّتِه المشروحة آنفا.
والله من وراء القصد.
http://www.islamtoday.net/questions/...02&artid=12960
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// مقالٌ رائع جاء متأخرًا بعد انتهاء مؤتمر"حوار الأديان"، الذي عقد في مكة، ليته كان في ذلك الوقت.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
مقال رائع جدير بالقراءة...
لا شك أن قبول الحوار مطلقا يساعد في تكوين العقل الكامل؛ لأن اجتماع العقول الواعية واتحادها أكمل
وأقرب للصواب من انفراد عقل واحد..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء.. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما.. بوجهٍ ما.. في وقتٍ ما.. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
إذا كان هذا أسلوبك مع إخوانك ، وقد أمرك الله بقوله " أذلة على المؤمنين " فكيف تنجح في محاورة أعدائك ؟!
ومن هم الذين نقدسهم - كما زعمت - وتريد أن تصدِّر غيرهم ممن يتقن مالا يتقنون -كما زعمت؟
ألا فلتتق الله يا حاتم !
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
مقال مختصر مفيد للشيخ صالح الفوزان - وفقه الله - عن الحوار :
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNe...454&new_id=121
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
بالنسبة لي فأنا أرى أن الذي يجنونه هم من الحوار من ثمرات إعلامية تظهرهم بمظهر المتحاور المتفهم الذي حاور المسلمين وخبر ما عندهم فما وجده شيئاً=أعظم بكثير من الفوائد الذي ذكر الشيخ حاتم أننا سنجنيها..
وما من فائدة نص عليها إلا وأمكننا تحصيلها من غير هذه السبيل...
وعموماً الباب من موارد الاجتهاد..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// أخي "بحر القلزم" لنترك أسلوب الدكتور حاتم جانبًا، والذي لم يعجبك حدته فيه، وقل لي رأيك في الطرح الذي طرحه.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
أولا لابد أن نفرق بين الصلح لوقف الحرب وبين الحوار:فالرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة 13سنة وخرج خفية فأين كان الحوار في المسائل المشتركة بل كان عليه الصلاة والسلام يبن التوحيد ويبين بطلان ماعليه قريش من الشرك ويدعوهم للاسلام وقد قال لعمه أبو طالب المقولة الشهيرة والله لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمرطرفة عين ما فعلت أو قريبا من هذا اللفظ ألم يكن هناك مسائل مشتركة في الفترة المكية وكان المسلمون أشد حاجة إليها لوقف التعذيب الذي يتعرض له كل من دخل الأسلام أين نحن من قول الله ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا :هل المسائل المشتركة هي التي ترد البلاد المحتلة هل المسائل المشتركة تدافع عن الأعراض: فما أشبهه ببيان المثقفين السابق والذي أستنكره أهل العلم فمات في مهده : إلى الله المشتكى من حال أمة الأسلام ومن تسلط العقلانيين:
العجيب أننا نقرأ لنبرر ماأصابنا من الذل فالله المستعان
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
الحوار ضروري لكن علي شروط الاسلام فحتي ربعي ابن عامر اثناء الحرب قد حاور واخرج جوهرته التي يظن اعداء الاسلام انها في الكتب فقط-وحتي هذه ينكرها أكثرهم!- وليست في الصدور والواقع فقال انما ابتعثنا الله---
وخالد في الحرب حاوره وسأله فارس روما عن ايمانه فعلا بالاسلام فأجاب وأناب وعن صدق محمد صلي الله عليه وسلم اي الوحي والموحي اليه فاعلن واوجز وأجاب وأنجز!
والرسول حاور في مسجده وفد نجران بعد استقبال منه
وحاور صلي الله عليه وسلم في العام التاسع من الهجرة الوفود وحاور قيادة ثقيف ولم يتنازل او يداهن
ولامانع من عرض المشترك الانساني لاظهار الفطرة المشتركة وبقية عند الغير مطمورة في بحر ظلماتهم وواقع حياتهم
الحوار في عصرنا أتي بنتائج ايجابية قليلة واقطاب الحوار مثل عمارة والغزالي اشتكوا من خبث الاخر الي بيقولوا عليه الاخر ووضعوا شكواهم وثائق في كتبهم فهل استفاد منها المتحاورون الجدد-القدماء
ام ان التنازلات تبدأ من الصفر!!!
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
مقال رائع . . جزى الله كاتبه .
سؤال : ما هو القسم المشترك بين الرافضين للحوار وبين الداعين إليه ؟
أسأل هذا لنبدأ منه الحوار حول مشروعية الحوار أو عدمه .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر القلزم
إذا كان هذا أسلوبك مع إخوانك ، وقد أمرك الله بقوله " أذلة على المؤمنين " فكيف تنجح في محاورة أعدائك ؟!
ومن هم الذين نقدسهم - كما زعمت - وتريد أن تصدِّر غيرهم ممن يتقن مالا يتقنون -كما زعمت؟
ألا فلتتق الله يا حاتم !
أخي البحر ، الشيخ الفاضل حاتم العوني لم يعمم هذه الصفة على رافضي الحوار ، بل هذا صنف منهم ، وقد أتبعه بغيره ، فلا تظنن أنه يقصد كل من رفض الحوار .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الشاطيء الحقيقي
الحوار في عصرنا أتي بنتائج ايجابية قليلة واقطاب الحوار مثل عمارة والغزالي اشتكوا من خبث الاخر الي بيقولوا عليه الاخر ووضعوا شكواهم وثائق في كتبهم فهل استفاد منها المتحاورون الجدد-القدماء
ام ان التنازلات تبدأ من الصفر!!!
/// بارك الله فيك أخي الكريم.. لا يلزم أن تكون الإيجابيات قد حصَّلها الطرف الآخر الموسوم بالخبث أوالمناورة أوالتقيَّة أوغير ذلك، بل هذه فائدةٌ من فوائده، وتبقى الفوائد الأخرى، ومن أهمها معرفة الطرف الآخر وتجلية أمره.
/// ثم ماذا تقصد بالتنازلات التي تبدأ من الصِّفر؟
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
من كتاب الشريعة للآجري :
قال محمد بن الحسين : من كان له علم وعقل فيرى جميع ما تقدم ذكري له من أول الكتاب إلى هذا الموضع علم أنه محتاج إلى العمل به فإن أراد الله عز و جل به خيرا لزم سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من أئمة المسلمين رحمة الله عليهم في كل عصر وتعلم العلم لنفسه لينتفي عنه الجهل وكان مراده أن يتعلمه لله عز و جل ولم يكن مراده أن يتعلمه للمراء والجدال والخصومات ولا لدنيا
ومن كان هذا مراده سلم إن شاء الله تعالى من الأهواء والبدع والضلالة واتبع ما كان عليه من تقدم من أئمة المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم وسأل الله تعالى أن يوفقه لذلك
فإن قال قائل : وإن كان رجل قد علمه الله عز و جل علما فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ينازعه ويخاصمه ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ويرد على قوله ؟
قيل له : هذا الذي نهينا عنه وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين
فإن قال قائل : فماذا نصنع ؟
قيل له : إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة فأرشده بأرشد ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك فهذا الذي كره لك العلماء فلا تناظره واحذره على دينك كما قال من تقدم من أنمة المسلمين إن كنت لهم متبعا
فإن قال : ندعهم يتكلمون بالباطل ونسكت عنهم ؟
قيل له : سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين
حدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال : حدثنا زهير بن محمد قال : حدثنا منصور بن سفيان قال : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب أنه قال : لست براد عليهم أشد من السكوت
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي قال : حدثنا محمد بن حرب عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن أبي حصين عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لاتجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب
وحدثنا الفريابي قال : حدثنا محمد بن داود قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثني مهدي بن ميمون الأزدي قال : سمعت محمدا يعني ابن سيرين وما رآه رجل في شيء فقال له محمد : إني قد أعلم ما تريد وأعلم بالمماراة منك ولكني لا أماريك
قال محمد بن الحسين : ألم تسمع رحمك الله إلى ما تقدم ذكرنا له من قول أبي قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم
ألم تسمع إلى قول الحسن - وقد سأله رجل عن مسألة - فقال : ألا تناظر في الدين ؟
فقال له الحسن : أما أنا فقد أبصرت ديني فإن كنت أنت أضللت دينك فالتمسه
ألم تسمع إلى قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل ؟
قال محمد بن الحسين : فمن اقتدى بهؤلاء الأئمة سلم له دينه إن شاء الله تعالى
فإن قال قائل : فإن اضطر في الأمر وقتا من الأوقات إلى مناظرتهم وإثبات الحجة عليهم ألا يناظرهم ؟
قيل : الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء فيمتحن الناس ويدعوهم إلى مذهبه كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله : ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ودعوهم إلى مذهبهم السوء فلم يجد العلماء بدا من الذب عن الدين وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل فناظروهم ضرورة لا اختيارا فأثبت الله عز و جل الحق مع أحمد بن حنبل ومن كان على طريقته وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة
وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبدا .انتهى المقصود
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
مسكين من لم يعرف قدر كلام السلف القليل والكثير الفائدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
من كتاب الشريعة للآجري :
قال محمد بن الحسين : فمن اقتدى بهؤلاء الأئمة سلم له دينه إن شاء الله تعالى
فإن قال قائل : فإن اضطر في الأمر وقتا من الأوقات إلى مناظرتهم وإثبات الحجة عليهم ألا يناظرهم ؟
قيل : الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء فيمتحن الناس ويدعوهم إلى مذهبه كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله : ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ودعوهم إلى مذهبهم السوء فلم يجد العلماء بدا من الذب عن الدين وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل فناظروهم ضرورة لا اختيارا فأثبت الله عز و جل الحق مع أحمد بن حنبل ومن كان على طريقته وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبدا .انتهى المقصود
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
يا أبا عمر الحوار شئ والمناظرات التي يقصدها من تنقل عنهم شئ آخر...
وأقرب الأمثلة عندي للحوار بمعناه المقصود هنا هو مراسلة شيخ الإسلام لملك قبرص....
فأول غايات الحوار -هنا-هو الاتفاق على القواسم المشتركة ومحاولة تفعيلها ..وأولها : لا تَظلمون ولا تُظلمون...
ولو لم يكن من فوائد الحوار سوى ضخ الصورة الصحيحة للإسلام في بعض مجاري الإعلام والحيلولة دون انتشار الصورة المشوهة والتي تحول بدورها دون الناس والإسلام=لكفى
دع عنك أن وضع مناظرة أهل البدع مكان مناظرة الكفار أمر معيب..
ومحاورة الكفار مأمور بها في كتاب الله ..وكل قول ينهى عنها بعد ذلك فضعه دبر أذنك وتحت قدمك..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// قص ولصق.
خير الكلام ما قل ودل !!
: )
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
المقال سقطة
ويبدو أن الرجل في واد والحوار في واد آخر .
ومن يثني ممن لا يعلم إلا القليل عن الحوار بين الأديان .
يحتاج المقال لمن يرد عليه ، ويبين للشيخ . فقد تعدى .
.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
يكثر التعريض بما يسمى "نظرية المؤامرة" كما لو كانت سبة عند المتصف بأنه يؤمن بها
في حين أنه الأصل الذي عليه مدار القرآن في بيان عدواة المشركين..
التي تتحقق وتتجذر في قلوبهم بقدر ما يتدين به المشرك من دينه
نعم هناك مؤامرات عراض ضخام منذ فجر التاريخ..قال تعالى عنها"وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"
كل مآسينا..وإن كنا أُخذنا بضفع ديننا..إلا أن وراءاها مؤامرات ولا ريب
قال تعالى"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
ثم أين الاعتبار من تجارب التاريخ.المأمور به شرعا..
فإن المشهور جدا لأي مثقف مبتديء أن هذه المؤتمرات يسعى لها الغرب حثيثا..ولهم في ذلك مؤسسات ترعى هذه الحوارات
في فرنسا وأمريكا والفاتيكان..وغير ها..
أما قول الشيخ
اقتباس:
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى ؟!
إذا قال ذلك حاكم عادل مسلم..فإن الأكثر لن يظنوا فيه السوء..بل سيوافقونه ولن يسيئوا فيه الظن
لأنه سيكون بالطبع أقام سياستهم ورعايتهم وفق الشرع الحنيف..
والخلاصة..الحق الذي ينافح عنه الشيخ ليس منسجما مع الواقع حين تنزيله عليه
إذ فيه إغفال واضح لما يحذر منه كثير ممن هو أعلم من الشيخ وأخبر بأمثال هذه المؤتمرات..
والله تعالى أعلى وأعلم..
ولا أنسى شكري لأخي الكبير الشيخ الفاضل الغالي أبي أنس حفظه الله تعالى وإن اختلفت معه
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جلال القصاص
المقال سقطة
ويبدو أن الرجل في واد والحوار في واد آخر .
ومن يثني ممن لا يعلم إلا القليل عن الحوار بين الأديان .
يحتاج المقال لمن يرد عليه ، ويبين للشيخ . فقد تعدى .
.
وتجرد الرد على المخالف من الحجة والبرهان،والتمس ك بوصف الرأي المخالف بأنه سقطة،وتجهيل المخالف بالصورة محل النزاع من غير بيان دلائل جهله= سقطة ولا يكاد يصدر إلا ممن لا يعلم إلا القليل عن أدب الحوار..ومن كان كذلك فلا يبعد أن يتعدى
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
قلت : يحتاج لمن يرد عليه .
ولم أكتف فقط بالوصف .
أبا فهر !
ركز
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
يا أبا عمر الحوار شئ والمناظرات التي يقصدها من تنقل عنهم شئ آخر...
.
يا أبا فهر والكلام لمن في الجوار !
خصوصية المناظرة لا تخرجه عن كونه حوار
والمهم أنهما يشتركان في الهدف , ولا ريب من أن الحوار الذي يأتي بالمفسدة الغالبة يُنهى عنه مثله مثل المناظرة مع أهل الجدل كما حذروا منها السلف .
وما يسمى حوار الأديان أو حوار الحضارات أو حوار الفرق الإسلامية ما هو إلا حرب على العقيدة السلفية ونفي اختصاصها بالحق المطلق المستمد من الكتاب والسنة بفهم خير هذه الأمة وهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.
فيأتي من يأتي ويتكلم إما بسذاجة أو بخبث زاعما أنه يجب على صاحب الحق محاورة ومناظرة كل صاحب دين باطل أو نحلة منحرفة دام انه على الحق الأبلج !!
فهذه دعوة تغريرية بمن صلحت عقيدته للإنجرار خلف سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً والله المستعان.
فاحذروا وحذروا
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// السقطة ذكر حكم سابق -كأنَّه صادرٌ من إمام الزمان- دون دليل، وإرجاء الرد والتنازل عنه لمجهول.
/// فبُوْرِكَ فيكَ.. [-إن كان ساقطًا-] بجواب حاضرٍ فهاته وأجِّل الحكم في آخره، حتى نعلم أنَّ إسقاطه كان بفهم لا بعجلة وبلا تحرير.
/// بل المقال في وادٍ والكلام عن المؤامرة الحقيقيَّة التي في بعض حوار تقريب الأديان في وادٍ.
/// كثرة الدندنة في تحديد الواقع وتنزيل الحكم بما يناسبه تختلف فيه وجهات النَّظَر، فلم الحصر وادِّعاء الفهم للواقع، ثم التدليل عليه بذكر أمثلة عشوائيَّة من ههنا ومن ههنا، وهو ما لا يعجز عنه المخالف، وكذا محاولة نفيه عن الآخرين، والحكم به لغيرهم ليس بصواب.
/// وأمَّا تنزيل أهل البدع محلَّ أهل الكفر فلا مانع منه؛ إذا صار حالهم كحالهم.
/// أمَّا ما ذكره السَّلف من النَّهي عن المناظرة وترك الحوار فله حالٌ لا يفهمها من لم يعرف من مذهب السَّلف إلا الدعاوى والخطب.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العلي
وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟! بل لَمَّا أن رفض مفاوضُ قريشٍ أن يكتبَ في وثيقة الصلح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصْفَه بأنه (رَسُولُ اللَّهِ) وافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع ما تضمّنه هذا الإصرارُ والعنادُ من عدم الاعتراف بالمسلمين الذين ما فارقوا المشركين إلّا لإيمانهم بالرسالة.
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!!
........
ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا)، كما لا يصح أن تكون تلك الفروق مانعًا من استثمار المشترك، الذي لولا وجوده لما كان للحوار مكان.
وبذلك نعلم أنه كما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية مقاصِدُ سوى دعوةِ قريش للإسلام، يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
ما حكم إدخال الروافض المشركين الأنجاس إلى حرم الله ؟
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
لامانع من استثمار المشترك
ويبدو ان قريش قد فقدت وقتها كثير من سلطتها المعنوية في الجزيرة العربية بتنامي الهيمنة الاسلامية وان كانت مكانتها كانت موجودة وان بدرجة اقل-وان كانت مهزوزة عند هوازن وثقيف وغيرها-والا مافرضت شروطها في الحديبية علي الصورة التي كانت
وحتي حرب الاشاعات تكاد تكون تلاشت-وقتها طبعا- ولم تكن قريش مستعمرة ولاتقوم باستعمار لمناطق في الجزيرة بل كانت محدودة بحدود مكة وحدود تجارتها ومكانتها عند القبائل جميعا
اليوم الاستعمار الغربي مازال مستمرا والاعلام الغربي مازال حرا! واعني بالحرية ان علمانيته والارث الصليبي يحركه تجاه القضايا التي يزيفها ضد الاسلام واهله
وهل تستطيع حكومات الغرب ان تضغط علي هكذا اعلام في ظل هكذا علمانية
لقد راينا ان ضغط الشعوب الاسلامية بالمقاطعة المادية للدنمارك هز القرار الهولندي الذي لولم تكن شعوبنا-وربما بعض الحكومات مثل السعودية ومصر في مسألة الدنمارك والسودان - تحركت بالمقاطعة في مسالة الدنمارك وهددت بالمقاطعة في مسالة هولندا لما كان رد فعل هولندا في مصلحة المسلمين وان كانت هولندا لم تفعل لصاحب الفيلم اي شيء-فهو حر في دولة علمانية هكذا يقولون جميعهم!- بل وقال رئيس وزرائها انه حر وقال القضاء الهولندي انه يمكنه شتم القرآن، والاسلام علنا وفي البرلمان لان ذلك من حرية الرأي
فماالذي يمكن ان يصنعه الحوار مع الغرب ومع امور مثل هذه في ظل هيمنة فلسفية ومادية لنظام علماني قوي
هناك اشياء ايجابية تنتج عن الحوار لاشك لكنها ضعيفة
لكن هل للحوار سلطة علي الاعلام الغربي العلماني الحر!
وهل للحوار سلطة علي القضاء العلماني الحر
او سلطة علي القرار الحربي العسكري الاستعماري ومعلوم ان الاحزاب الحاكمة هي التي تتحكم في هذه القرارات؟ هل هناك حوار مع الاحزاب او ان الامر مقتصر علي منظمات المجتمع المدني !
وهل للحوار سلطة علي الاحزاب وقراراتها وعلي تصاعد الاحزاب العنصرية في الغرب وتاثيراتها علي الاحزاب الاخري وعلي المجتمع
نعم لابد من فعل شيء والتدافع امر مطلوب والحوار لابد منه في كل وقت وهو في كل حال دعوة الي الاسلام واظهار انه لصالح الاستقرار الاجتماعي للبشرية كله ولصالح السلام العالمي ولصالح الانسان عموما وانه ماجاء لهلاك البشرية وانما لانقاذها واقرار حقوق الانسان ومراعاة حقه في حرية الاختيار التي قررها الاسلام والامام ابن القيم اشار في زاد المعاد الي مسألة المجوس وعدم قتلهم واقرار الجزية عليهم وادخالهم في المجتمع المسلم في ظل شريعته وهيمنته
مالايدرك كله لايترك كله
لكن هل المحاور المسلم مدرك لسنة التدافع الاسلامية وانه يستطيع فرض شروط في الحوار بدل الاستماع والقول بنعم وشكرا والسلام عليكم ونحن اخوة في الانسانية واصحاب اديان سماوية(طبعا الجانب الغربي اغلبه ملحد لانه علماني!!!)
او بالتعامل فقط مع( منظمات علي الهامش)اقصد منظمات ليس لها السلطان في الغرب والضغط علي اصحاب القرار او المؤسسات ذات الفاعلية مثل الاعلام مثلا!
هي خواطر بسيطة وتدريب علي الفهم والتساؤل في زمن التسلط العلماني الوقح وسعيه قبل واثناء وبعد الحوار الي الامتداد في عالمنا بكل وسيلة ممكنة
فهل سيحد الحوار من هذا الهجوم الكاسح وبلادنا تترنح الان تحت شغب العلمانية وتقدمها الخفي والعلني
وماذا ينبغي علينا في ظل هذا الهجوم واي قضايا ينبغي ان تشغلنا او نشتغل عليها او نواجه بها هذا الهجوم؟
يجب علينا ان نلاحظ ان الهجوم مادي-اي وسائله مادية اي اسباب تكسب مواقع--نا!_ والرد لابد ان يكون ردا ماديا واقعيا
فهل نقاوم الهجوم ام اننا منشغلون ب مقاومة في ميدان اخر تاركين للعدو التقدم وامكاناته هائلة ويحرز نتائج هائلة!
والطريق الي مكة -والقاهرة وليبيا وغيرها فاضي خالي مطروق ممهد ومجند!
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
وإذاً يا أبا عمر فالله يأمرنا بما مفسدته غالبة..وبما هو حرب على العقيدة السلفية (؟؟؟)
-
مهلاً يا شيخ حاتم !!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مهلا يا شيخ حاتم !
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد :ـ
قسَّم الشيخ حاتم الشريف الرافضين للحوار بين الأديان إلى خائفين منه ورافضين له ـ الحوار أعني ـ إلا أن يقام للدعوة إلى دين الله مبيناً أن هناك أهدافاً أخرى للحوار غير الدعوة إلى الله ، مستدلاً بصلح الحديبية .
واشتد الشيخ حاتم الشريف على المتوجسين خِيفة ـ على حد تعبيره ـ من الحوار مع الكافرين أو المبتدعين ، وراح يصفهم بأنهم بلا إرادة قد سقطوا في ( فكرة المؤامرة ) ، ليس عندهم سوى ( النواح والعويل ) ـ وهي من صفات النساء ، غفر الله له ـ ، وأنْ ليس عندهم إلا الدعوة لمنهجهم والعمل على إيجاد نسخ مماثلة لهم (من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن ) .. يتكلم عن إخوانه !!
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف ، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال ، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح .!!
وعلمي بأن المتوجسين خيفة من ( الحوار بين الأديان ) هم ممن كانوا ينظرون له ، بل ويمارسونه ، وليسوا ممن لا يحسنون الحوار وبالتالي يخافون أن يتحاوروا فلذا توجسوا وخافوا ومن ثَمَّ أدبروا ، إن الخائفين المتوجسين قد جربوا أو درسوا تجارب مَن جربوا ، وعادوا يشكون من لؤم القوم وخبثهم .
وهي تجربة استمرت لقرنٍ أو يزيد من الزمان ، وعاد من سلك طريقها يقول الطريق مقطوعٌ مسدودٌ . فعلمَ تريد منا أن نسلك طريقاً مقطوعاً .. مسدوداً ؟!
هذا منطقهم ، وقد أصابوا.
وظلماً حصرَ الشيخ حاتم الشريف حجة الرافضين ( للحوار بين الأديان ) في القول بأن الحوار مع ( الآخر ) من الكافرين أو المبتدعين في الدين لا يكون إلا لهدف الدعوة إلى الله ثم حَمَلَ عليهم وراح يردهم عن رأيهم يريد أن يوردهم موائد ( الحوار ) ، واستحضر صلحَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قريش ، يقول حوار لشيء آخر غير الدعوة .. يقول استثمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشترك بينه وبين قريش ( الكفار ) يومها . . . يقول اتفق معهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تعظيم الحرمات، ويغمز مخالفيه بأنهم من أتباع رأس الخوارج الذي نادى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل . وقبح الله الخوارج . وغفر الله له غمزه إخوانه .
ثم .. راح الشيخ يعرض وجهة نظره والأهداف التي ينبغي علينا أن ننشدها من ( الحوار بين الأديان ) ،
يقول نتحاور لـ(نَفْهَمَ المخالفين فهمًا عميقًا ) ونتحاور ( ليفهمنا الآخرون ) كي يحترموا حضارتنا وقيمنا .!!
وكأن ( الحوار بين الأديان ) ـ بوضعه الحالي ـ مناظرة أو عرضاً للإسلام وعرضاً للكفر ـ أو البدعة ـ وكأنْ لا سبيل لمعرفة الآخر ( من الكافرين أو المبتدعين ) إلا من خلال الحوار ، وكأن من يتحاور يأتينا بقلب صافٍ يعرض ما عنده ويسمع ما عندنا .
يا شيخ !
إنهم الأفاكون ، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون ، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون ،إنهم الملأ ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك ، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا ، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم ، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها ، أو قل لتوسيع المشترك . فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من ( الأديان ) ، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام ( الجهاد ) ( المرأة ) ( أهل الذمة ) ( الخلافة ) ( الحاكمية ) .. الخ .
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار ، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن ( يبشرونهم ) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، يقولون ما كان نبياً ، ويقولون زنا ، ويقولون حملت به آمنة من الزنا ، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم . . أهل ( العلم ) و ( الورع ) !
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك .
ويقول الشيخ نتحاور ( للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال ) ، إي والله هكذا يقول !!
استحضر يوم الحديبية وصوَّر له الخيال أن حالنا على موائد ( الحوار ) كحال جده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية ، ويوم الحديبية شاعَ .. شاعَ ... ، فقط شاعَ أن رجلاً واحداً من ( المستضعفين ) ( المحرمين ) الذين لم يأتوا لقتال ولم يستعدوا للقتال ، وقد بعدوا عن ديارهم وباتوا في ديار عدوهم في قلب كنانة وقيس ـ نصف مليون من الأعداء تقريباً ـ وكانوا بالأمس على أبواب المدينة يريدون الدعوة كلها .. حين شاعَ أن رجلا ممن هذا حالهم قتل ، هبُّوا وبايعوا على القتال حتى يأخذوا ثأر صاحبهم . وقبل يوم الحديبة هم بأنفسهم الذين خفُّوا لبني قينقاع حين كشفوا سوءة امرأة لحظة من الزمن . فدعك من يوم الحديبية لا تستشهد به . لا حالنا حالهم ، ولا نجرأ أن نقول بقولهم ، ولا أن نفعل فعالهم . إن أعراضنا في كل مكان تنتهك ودمائنا في كل مكان تسفك ، وعدونا في عقر دارنا ، ولا تستطيع ولا أستطيع أن ندفع عنهم ، دعك من يوم الحديبية . لا شأن ليوم الحديبية بالحوار بين الأديان . إن أنسب مثالٍ للحوار بين الأديان الذي ندعى إليه هو مفاوضات قريش في مكة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قال عنها الله ( ودوا لو تدهنوا فيدهنون ) .
إن كل متدبر لحال الكفر مع الإيمان يجد أن أهل الكفر يسلكون طريقين لصد الناس عن دين الله ، طريق الجدال وطريق القتال ، وهذا قول الله تعالى { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ }[ غافر : من الآية 5] . يجادلون وفي ذات الوقت يقاتلون .
الجدال للتمويه وللتشويش على الغافلين والمغفلين ودوامة للاستقطاب جهد المخلصين الطيبين ، والقتال وسيلة الجاهلية للاستئصال الحق ، كذا كانت قريش { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }[ الأنعام : من الآية 121] ، تجادل في ذات الوقت الذي تفتن فيه المؤمنين ، والحال اليوم كما كان بالأمس الساحة جدالٌ وقتال .
فلن يعطيك هؤلاء صلحاً إلا أن يرون منك بأساً ، وكذا كانت قريش يوم الحديبية ، لم تجلس للصلح إلا بعد أسر الثلاثين من فرسانها ، وخيبة فارسها ـ خالد بن الوليد يومها ـ في الغدر بالمسلمين وهم يصلون .
ـ إنهم الكافرون يقاتلون ويجادلون . فيسعنا أن نسكت ، أم أن نجتزئ الواقع ونقرأه قراءة خاطئة فلا . ولا .
ـ أرتاب من تلك المصطلحات ( الإصلاح ) فعند العارفين أن دعوى ( الإصلاح ) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق ، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى ( الإصلاح ) ، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق ، قال الله { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }[ البقرة : 11 ] والسياق عن المنافقين . وحديثاً رفع أتاتورك شعار ( الإصلاح ) ، ورفع محمد عبده ( الإصلاح ) فكان ثمرة ( إصلاحه ) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها ، ولطفي السيد ... الخ .
وأرتاب من ( حضارتنا ) و ( ثقافتنا ) و ( المقدسات ) و ( الاحترام ) كلها من بضاعة غيرنا ، وقد جاءنا بها نبينا بيضاء ناصعة لا حاجة لنا في سواها .
وإن الخوارج هم الذين يشتدون على أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان من عباد البقر والشجر والصلبان . وليس هذا حال من يرفض الحوار بعد أن جربناه سنين طويلة .
محمد جلال القصاص
ليلة الثلاثاء / 12 /6/ 1430هـ
الموافق / 16 / 6 / 2008
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
أحسنت أحسن الله إليك
لكن هذه العبارة فيها اشكال كبير
واحسان الظن بأهل العلم مطلوب مرغب فيه يا شيخ محمد
اقتباس:
وإن كل شديد على إخوانه لين الجانب على أتباع الشيطان فيه من وصف الخوارج . وإن قوماُ يغمزون وهم أولى بالغمز
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
أين هذه الجملة غفر الله لك ؟!! ( ابتسامه )
عدلتها أخي الفاضل ، نعم إحسان الظن مطلوب ، وهو حالنا بالفعل . وما أردنا إلا النصح .
جزاك الله خيراً على النصح .
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
جزيت خيراً ، الشيخ حاتم كما عهدناه فيه حدة في طرح أفكاره بغض النظر عن كونها صحيحة أم لا .
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جلال القصاص
أين هذه الجملة غفر الله لك ؟!! ( ابتسامه )
عدلتها أخي الفاضل ، نعم إحسان الظن مطلوب ، وهو حالنا بالفعل . وما أردنا إلا النصح .
جزاك الله خيراً على النصح .
بارك الله فيك أخي الكريم
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
بارك الله فيك ياشيخ محمد..وجزاك خيرا الجزاء.
وصدق الحافظ بن حجر عندما قال "من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب"
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.فقد أجدت وأفدت وذب الله عنك النار كما ذبيت عن حياض الدين
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تميم
وصدق الحافظ بن حجر عندما قال "من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب"
لو فصلت - أحسن الله إليك - من المقصود بعبارة الحافظ !
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
بعض الأمور اللتي تطرح من الشيخ حاتم غريبة جدا - أقصد بالغرابة النكارة - فهذا مقال في الحوار و ذاك مقال في الوهابية و منافحته عن أيام مقاطعة الدنمارك و شركة آرلا تحديدا و اقرأ إن شئت كتيب في التعامل مع المبتدع و كتاب الولاء والبراء ..
و على فضل الشيخ وعلمه إلا أن أسلوبه لا يحمل فكره فحسب ، و لكن يسقط الخصم و يجعل القول اللذي يتبناه هو الحق اللذي لا محيص عنه ، و إذا رأيت من خصمه و جدت أكثرهم من أهل العلم الجبال اللذين عرفوا الدنيا و جربوا مرها و شابت لحاهم في العلم ، فلماذا هذا الأسلوب يا شيخ حاتم ؟؟!!
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
السلام عليكم
هنا من خلال هذا الرابط تجدون مقال( إنه مقدس) للشيخ / حاتم الشريف
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16867
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
شكر الله لكم ، وجزاكم الله كل خير .
وهذا مقال له علاقة بالموضوع .. يشرح جزئية فيه .
http://www.zadalmaad.com/da/show.php?id=179
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
شكر الله لك أخي القصاص..مقال سديد ومختصر مفيد
أتمنى لو يطلع عليه الشيخ..
والسلام عليكم
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
وإذاً يا أبا عمر فالله يأمرنا بما مفسدته غالبة..وبما هو حرب على العقيدة السلفية (؟؟؟)
حاشا لله أن يأمرنا بالمفسدة الغالبة
ولكن ربما بعض العقول تفهم هذا عافانا الله من الأفهام السقيمة !!
نعم يأمرنا الله بترك أهل الكفر على كفرهم إذا كانت دعوتهم لن تتم إلا بالتنازل عن شيئا من ديننا والدليل قوله تعالى { لكم دينكم ولي دين }.
فهذا أمر بترك منكر لئلا يحصل ما هو أنكر منه ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت الدعوة في ضعف في الفترة المكية لم يؤمر بالحوار والمجادلة إلا لمسترشد , بل كان الحوار من جانب الكفار جزء من الحرب الشاملة التي شنتها قريش على الإسلام عند ظهوره لينتزعوا شيئا من دين الإسلام حتى قالوا نعبد آلهك وتعبد آلهتنا .
فحذر الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله { ودوا لو تدهن فيدهنون } !!
وأما أمره جل وعز بقوله { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزلَ إِلَيْنَا وَأُنزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) } .
ففي الأية استثناء يخرج الذين ظلموا بقولهم { الله ثالث ثلاثة } ومن شاكلهم من أهل الملل والنحل الباطلة
قال ابن كثير رحمه الله:
قال قتادة وغير واحد: هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولم يبق معهم مجادلة، وإنما هو الإسلام أو الجزية أو السيف.
وقال آخرون: بل هي باقية أو محكمة لِمَنْ أراد الاستبصار منهم في الدين، فيجادل بالتي هي أحسن، ليكون أنجع فيه، كما قال تعالى: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل: 125].
وأما قول بعضهم أن صاحب الحق لا يخشى مناظرة غيره من أهل الباطل
هذا حق أريد به باطل
لأنه لا يتأتى لصاحب الحق هذا إلا وهو في موقع قوة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة ومع وفد نجران كذلك
والله أعلم
-
رد: مهلاً يا شيخ حاتم !!
والله يا شيخ حاتم لا أرى هؤلاء الرافضين إلا أصحاب حجة .. ويقفون على رصيد من التجارب الطويلة..أقوياء في الحق لا يقبلون المداهنة ولا التنازلات التي تجر على المسلمين ويلات هم في غنى عنها وإلا لن يجرؤا على جر الويلات على الإسلام نفسه فلن يشاد هذا الدين أحدا إلا غلبه.
ومع هذا كله لا نظن سوءا لمن رأى غير ذلك من قبول محاورتهم برغبة التصدي لهم وليس غير ذلك.وهو مالا يتوفر في الحوار بين الأديان ، وإنما في المناظرات التي قادها ديدات وإخوة البالتوك
ولتقرأ ياشيخ حاتم في مقال ابن القصاص قراءة الناصح الأمين
اقتباس:
إنهم الأفاكون ، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون ، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون ،إنهم الملأ ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك ، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا ، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم ، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها ، أو قل لتوسيع المشترك . فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من ( الأديان ) ، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام ( الجهاد ) ( المرأة ) ( أهل الذمة ) ( الخلافة ) ( الحاكمية )
لا فض فوك أبا جلال
ياليت قومي يعلمون..ثم اين لنا الحوار في أديان لا نقبلها ولا نقبل التفاوض فيها وهل هم تركونا وشأننا وعبادتنا
ألهذه الدرجة وصل بنا الضعف !!
اقتباس:
ويقول الشيخ نتحاور ( للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال ) ، إي والله هكذا يقول !!
هداك الله يا شيخ حاتم وأنار بصيرتك
وهل تراهم حملوا متاعهم وحضروا ليحفظوا لنا دينا وعرضا؟؟!!
أين هم هؤلاء الخبثاء من ذلك الصلح إذا وطأوا لنا أرضا !!
وإلا فلنسألهم عند حوارنا معهم ..ما مفهوم الصلح والإصلاح عندهم ؟
فلا ضير لأننا عند ذلك مستعدون للصلح بأي مفهوم كان وحيثما يريدون.
سبحان الله
(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)
اقتباس:
ـ أرتاب من تلك المصطلحات ( الإصلاح ) فعند العارفين أن دعوى ( الإصلاح ) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق ، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى ( الإصلاح ) ، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق ، قال الله { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }[ البقرة : 11 ] والسياق عن المنافقين . وحديثاً رفع أتاتورك شعار ( الإصلاح ) ، ورفع محمد عبده ( الإصلاح ) فكان ثمرة ( إصلاحه ) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها ، ولطفي السيد ... الخ .
وأرتاب من ( حضارتنا ) و ( ثقافتنا ) و ( المقدسات ) و ( الاحترام ) كلها من بضاعة غيرنا ، وقد جاءنا بها نبينا بيضاء ناصعة لا حاجة لنا في سواها .
رؤية منصف واع يرى جذور الفتنة ويحذر منها حاملا هم أمته على كتفه
نفع الله بقلمك أخي محمد وبارك فيك
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
لا شك أن قبول الحوار مطلقا يساعد في تكوين العقل الكامل؛ لأن اجتماع العقول الواعية واتحادها أكمل
مشكلة أن نرى من هم على غير ديننا أعقل وأكمل منا!!
أظن ان مقال الشيخ حاتم كبوة جواد ...وأرجوا ألا تكون هذه الكبوة قاتلة لهممنا ومدعاة الى الزيادة في ضعفنا
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// قمت بدمج الموضعين تحت الموضوع الأصلي، ولا داعي لتشتيت الموضوع تحت عناوين مختلفة؛ لأنَّ هذا يشتت القرَّاء، بين الدخول في المقال والرد عليه، مرَّةً هنا ومرَّة هناك، ومن أراد النقاش دخل مرَّةً هنا ومرَّةً هناك.
/// ونرجو عدم إغراق المنتدى بالمواضيع المتشابهة.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
الحمد لله وحده...
1-
اقتباس:
نعم يأمرنا الله بترك أهل الكفر على كفرهم إذا كانت دعوتهم لن تتم إلا بالتنازل عن شيئا من ديننا
هذا خروج عن محل النزاع ولم يدع إليه لا حاتم العوني ولا نحن..وهذا تشتت في تقرير المراد...
2-
اقتباس:
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف ، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال ، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح .!!
ليس هذا ذنب الشيخ يا أستاذ جلال ..وهؤلاء المتوجسين على الصورة التي وصفها الشيخ قد عرفهم هو وعرفهم غيره..وبعضهم بين عينيك هنا...
ثم أنت حتى لم تقرأ كلامه قراءة حسنة فقد جعلت هذا منه وصفاً لمن توجس خيفة من الحوار ..وهو لم يجعله وصفاً لهؤلاء وإنما وصف به:
اقتباس:
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء.. وغير ذلك من التهم!
فلو أحسنت قراءة كلامه ..
3-
اقتباس:
يتكلم عن إخوانه !!
لا داعي لمثل هذا..فأنت أيضاً تتكلم عن أخيك..وفي أخيك وأخيه من يتكلم في العلم بما هو الضلال المبين لا غير..وحرمة الإخوة لا تمنع رد الباطل ووصفه عن من يراه باطلاً ويريد شق صفه..
4-
اقتباس:
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار ، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن ( يبشرونهم ) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، يقولون ما كان نبياً ، ويقولون زنا ، ويقولون حملت به آمنة من الزنا ، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم . . أهل ( العلم ) و ( الورع ) !
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك .
كان هذا معلوماً لمن أمرنا بدعوتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن...
وكان هذا معلوماً لمن تعايشوا والنصارى واليهود جنباً لجنب القرون الطوال فحاوروهم وأخذوا منهم وأعطوهم...وهو -على الراجح عندي-معلوم للشيخ حاتم..وهو من التشغيب بالخروج عن محل النزاع..
5-وأنت لم تحسن قراءة استدلال الشيخ بصلح الحديبية ؛فالشيخ استدل به على جواز الحوار لغير الدعوة..بس خلاص.
ووجه الدلالة ظاهر...وأنا أُنكر على الشيخ حاجته للاستدلال على هذا بهذا...
أما أنتَ فخطبت خطبة عصماء عن الفرق بين حالنا وحال الحديبية ،وكل ما خطبته لا علاقة له بمحل استدلال الشيخ ولم يزل بهذه الخطبة وجه الدلالة عن محله..
6- اما خلطك في الكلام عن الإصلاح فعجب أي عجب ...
يا سيدنا الله تبارك وتعالى رد على المنافقين برفع شرف الإصلاح عنهم،وما ذنب الإصلاح أن تعاوره المنافقون(؟؟)
بل يقال لك قد تعاوره من أهل العلم من توزن به الكفة...
وإشارتك هذه سقطة في المقال ولا شك...وهي تُدلل -عندي-على نفسية تصنيفية للمخالفين...وبما ا(؟؟)بمجرد الخرص والتخمين ...
والذي لم أجد عنه جواباً إلى الآن....
المقال معقود للاستدلال على جواز الحوار مع الكفار لغير غرض الدعوة والإقناع بالدخول في الإسلام،وإنما لثمرات أظهرها الشيخ..
أنا -مثلاً- لا أرى هذا الثمرات يفتقر تحصيلها لهذا الحوار...
وأرى أن انتفاعهم بالحوار من الجهة الإحصائية المعلوماتية هو غرض كثير منهم...
نعم.هذا رأيي..
ولكني لم أجد عندي ولا عند كل من تكلم هنا ما ينقل الجواز الشرعي الذي قرره الشيخ عن محله...
ولم أر في رأي الشيخ ما يُبرر حرب الكواكب التي شنها بعض الأعضاء هنا...
وهو رأي فقهي عادي جداً ..تختلف في صوابه وخطأه وجهات النظر..ولكن أين من يعقل التفريق بين أبواب العلم في زمان الناس العجيب هذا(؟؟؟)
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اللذي يلاحظ بدقة و للأسف الشديد أن كثيرا من صغار الطلبة ينجرفون بسرعة مع تيار التمييع أو الاعتذار له ، و كنا لا نرى هذا سابقا لأن المنهج كان واحدا في الأعم الأغلب و الطرف الآخر كان مستخف و إن تكلم رد عليه سريعا و ألجم ، أما الآن اختلف الأمر فصار الأصل منهج التيسير المحدث ، و الغريب أو المتشدد أو ضيق الأفق هو اللذي يتمسك بمنهج السلف .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
السلام عليكم في الواقع هممت بوضع مشاركتي في موضوع مستقل نظراً لطولها ولكن لم رأيت ما حصل رأيت وضعها كرد على المقال هنا ولم أسجل هنا إلا لذلك وقد أرسلت الموضوع لى أحد الإخوة المشرفين الفضلاء لينشره لكنه بعد أن أثنى خيراً على المشاركة رأى أن أسجل في المنتدى وأشارك بها بنفسي والله أسأل أن ينفع به .
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد مرت بالأمة منذ فجر تاريخها أوقات بلغت فيها القوة .. ومرت بها كذلك أوقات بلغت قاع الضعف ، هذا في الجملة .
ومع ذلك فإننا لم نعلم أنّ أئمة السلف تداعوا للحوار مع المخالفين والجلوس معهم والتصافي وإشاعة أجواء الألفة والمحبة معم .. سواء في ذلك المخالفون من المنتسبين للإسلام و الكفار .
و أمّا الآن فأصبح الحوار والتنادي له وبه (موضة) عصرية كما يُقال ..
وأصبحت أخبار مؤتمرات الحوار تتصدر عناوين الصحف ..
وكنت لا آبه كثيراً لها لأني على يقين أنّها لن تتعدى الشكليات ..
وكنت أظن فيما سبق أن المشاركين في تلك المؤتمرات إنما يشاركون درءاً لمفسدة الخلاف وامتثالاً لرغبة ولي الأمر ومبالغة في استقصاء إقامة الحجة ، هذا مقصد شريف يُعذر له صاحبه ..
لكني لم أتوقع أن يصل الأمر بكثير منهم إلى قناعات بل وتأصيل لهذه القناعات بل ومهاجمة المخالفين ورميهم بألفاظ لا يجرؤ الواحد من هؤلاء أن يتلفظ بها للمخالفين الذين يكدّ ويكدح للحوار معهم ..فيا لله العجب !
ومن هذا القبيل مقال قرأته للشيخ لدكتور حاتم الشريف وفقه الله ..
فقد كتب مقالاً نشر في موقع (الإسلام اليوم) وهو موقع يرعى مثل هذه التوجهات ويؤصل لها وينافح عنها والشيء من معدنه لا يُستغرب .
وفي مقال الدكتور على قصره مغالطات سأتوقف عندها متأسفاً متألماً لما صدر عنه ، نصرة للحق والله ودفعاً عن حياض أهل العلم الذين ينكرون ويستنكرون كثيراً مما تهدف له هذه المؤتمرات .. والله أسأل أن يهديني والدكتور وجميع المسلمين للصواب من القول والعمل ..
يقول الدكتور:(لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف)
أقول : بل اختلفوا ، أعني اختلف أهل السنة مع غيرهم في هذا ، فأئمة السلف منذ القدم ينكرون التواصل مع المخالفين إلا تحت مظلة الدعوة وعرض الحق عليهم ، وهذا منهجهم من قديم ، وإمامهم في هذا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فماذا فعل عمر بصبيغ العراقي ؟
عن السائب بن يزيد وسليمان بن يسار : أنّ رجلاً من بني تميم يقال له : صبيغ بن عسل ، قدم المدينة ، وكانت عنده كتب ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل فقال : اللهم أمكِنّي منه ، فبينا عمر ذات يوم يغدّي الناس ، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة ، فتغدى حتى إذا فرغ قال : يا أمير المؤمنين : {والذاريات ذروا}، فقال عمر: أنت هو ؟ ، فقام إليه فحسَر عن ذِرَاعيه ، فلم يزل يجلِده حتّى سقطت عمامته ، (في رواية : ، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجه ، فجعل الدم يسيل على وجهه) ، فقال : حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي، فقال : والّذي نفس عمر بيده ، لو وجدتك محلوقاَ ، لضربت رأسك ، ألبِسوه ثيابَه ، واحتَمِلوه على قتَب ، ثمّ أخرِجوه حتّى تقدُموا بهِ بِلاده ، ثم ليقُم : خطيباً ، ثم ليقُل : إنّ صبيغاً طلبَ العلمَ فأخطأه« ، فلم يزل وَضِيعاً في قومِه حتّى هلَك ، وكان سيّد قومه«.
مع أنّ صبيغاً لم يخالف وإنما أراد فتح باب للخلاف ، فقمعه عمر بالسوط حتى أدمى ظهره .
جاء في السنة للخلال على لسان بعض أئمة السلف : »وليس ينبغي لأهل العلم والمعرفة بالله أن يكونوا كلما تكلم جاهل بجهله أن يجيبوه ويحاجوه ويناظروه فيشركوه في مأثمة ويخوضوا معه في بحر خطاياه ولو شاء عمر ابن الخطاب أن يناظر صبيغ ويجمع له أصحاب رسول الله حتى يناظروه ويحاجوه ويبينوا عليه لفعل ولكنه قمع جهله وأوجع ضربه ونفاه في جلده وتركه يتغصّص بريقه وينقطع قلبه حسرة بين ظهراني مطروداً منفيا مشرداً لا يكلم ولا يجالس ولا يشفا بالحجة والنظر بل تركه يختنق على حسرته ولم يبلعه ريقه ومنع الناس من كلامه ومجالسته فهكذا حكم كل من شرع في دين الله بما لم يأذن به الله أن يخبر أنه على بدعة وضلالة فيحذر منه وينهي عن كلامه ومجالسته«.
هذا مع الفرد ، وأما مع الجماعة فماذا فعل علي رضي الله عنه مع الخوارج ؟
هل جمع لهم علي علماء الصحابة وجلس معهم للحوار ؟ الجواب : لا .
بل أرسل لهم من يناظرهم ويقيم عليهم الحجة ويستنقذ منهم من كتب الله له الهداية ، ثم بعد ذلك كرّ عليهم فأباد خضراءهم .
وبلَغ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ ـ رحِمَه اللهُ ـ أنّ غيلان القدريّ يقولُ في القدَرِ ، فبعثَ إليهِ فحجَبه أياماً ، ثم أدخلَه علَيه ، فقالَ يا غيلان ! ما هَذا الذي بلغَني عنك ؟ قالَ عمرو بن مهاجر : فأشرتُ إليهِ ألاّ يقولَ شَيئاً ، قالَ : فقالَ : نعَم يا أميرَ المؤمنين ، إنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ: { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا} قال عمرُ: اِقرَأ إلى آخرِ السّورة : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } ثمّ قالَ : ما تقولُ يا غَيلان ؟ قالَ : أقول : قد كُنت أعمَى فبصّرتَني ، وأصمّ فأسمَعتني ، وضالاً فهدَيتني ، فقالَ عمر : اللّهمّ إن كانَ عبدُك غيلانُ صادِقاً وإلاّ فاصلِبه ! قالَ : فأمسكَ عن الكلامِ في القدرِ ، فوَلاّه عمرُ بن عبدِ العزيز دارَ الضّربِ بدِمَشق ، فلمّا ماتَ عمرُ بن عبد العزيز وأفضَت الخلافةُ إلى هشامٍ تكلّمَ في القدرِ ، فبعثَ إليه هشامٌ فقطَعَ يدَه ، فمرّ بهِ رجلٌ والذّباب على يدِه ، فقالَ : يا غيلانُ! هذا قضاءٌ وقدَر ، قال: كذَبتَ ، لعمرُ اللهِ ما هذا قضاءٌ ولا قدَر ، فبعثَ إليهِ هشامٌ فصلَبَه ».
هذا بالنسبة لموقف ولاة الأمر ..
أما العلماء فموقفهم معروف أنقل هنا نتفاً منه :
عن حُمَيد الأعرجِ قال : قدمَ غيلانُ مكّةَ يجاوِرُ بِها ، فأتَى غيلانُ مجاهداً فقالَ : يا أبا الحجّاجِ ، بلَغَني أنّكَ تنهَى النّاسَ عنّي وتذكرني ، وأنّه بلغكَ عنّي شيءٌ لا أقولُه ؟ إنّما أقولُ كذا ، فجاءَ بشيءٍ لا يُنكَر ، فلمّا قامَ قالَ مجاهِد : لا تجالِسُوه ؛ فإنّه قدَرِيّ .
قالَ حُميد : فإنّي لمّا كنتُ ذاتَ يومٍ في الطّوافِ لحِقَني غيلانُ مِن خلفِي يجذِبُ ردائي ، فالتفتُّ فقالَ : كيفَ يقولُ مجاهِد خرفاً كذا وكذا فأخبرتُه ، فمشَى معي ، فبصُر بِي مجاهدٌ معَه ، فأتيتُه فجعلتُ أكلّمُه فلا يردّ عليّ ، وأسألُه فلا يجيبُني .. فغدوتُ إليهِ فوجدتُه على تلكَ الحالِ ، فقلت : يا أبا الحجاج ! أبلغَكَ عنّي شيءٌ ؟ ما أحدثتُ حدَثاً ، ماَ لي ! قال : ألَم أركَ مع غيلانَ *! وقد نهيتُكم أَن تكلِّمُوه أو تجالِسُوه ؟ قالَ : قلتُ : يا أبا الحجّاج ما أنكرتُ قولَك ، وما بدأتُه ، وهو بدأني ، قالَ : واللهِ يا حُميد لولاَ أنّك عندي مُصَدّقٌ ما نظرتَ لي في وجهٍ منبسِطٍ ما عِشتُ ، ولئِن عُدتَ لا تنظرُ لي في وجهٍ منبسطٍ ما عِشتُ.
وعن أيّوبَ قالَ : كنتُ يوماً عند محمّدِ بن سيرين إذ جاءَ عمروبنُ عبيد فدخلَ ، فلمّا جلسَ وضعَ محمّد يدَه في بطنِه وقامَ ، فقلتُ لِعَمرو : انطلِق بِنا ، قالَ : فخرَجنا فلمّا مضىَ عمرُو رجعتُ فقلتُ : يا أبَا بكر ؟ قد فطِنتُ إلى ما صنعتَ ، قالَ : أقَد فطِنتَ ؟ قلتُ : نعَم ! قالَ : أما إنّه لم يكن ليضُمّني معَه سقفُ بيتٍ.
وقيلَ : دخلَ ابنُ عبيدٍ دارَ ابنَ عونٍ فسكتَ ابنُ عونٍ لما رآه ، وسكتَ عمرو عنه ، فلَم يسألْهُ عن شيءٍ ، فمكثَ هنيهةً ثمّ قام فخرج ، فقالَ ابنُ عون : بِمَ استحلّ أن دخلَ داري بغيرِ إذْني ؟ ـ مراراً يردّدُها ـ أمَا إنّه لو تكلّم .
وعن مؤمّلِ بنِ إسماعيلَ ، أنه قالَ : قالَ بعضُ أصحابِنا لحمّاد بن زيد: ما لكَ لم ترْوِ عن عبدِ الكريمِ إلاّ حديثاً واحداً ؟ قال : ما أتيتُه إلا مرّةً واحدةً لمساقهِ في هذا الحديثِ ، وما أحبُّ أنّ أيوبَ علِمَ بإتياني إليهِ ، وأنّ لِي كذَا وكذَا ، وإنّي لأظنّه لو علِمَ لكانت الفصيلةَ بيني وبينَه .
وعن حمّادِ بن زيدٍ قالَ : لقِيَني سعيدُ بنُ جبير فقالَ : ألم أركَ مَع طَلق؟ قلتُ : بلَى ! فما لَه ؟ قالَ : لا تجالِسْه فإنّه مرجِئ .
وعن محمّد بن واسِع قال : رأيت صفوانَ بن محرِز رأى قوماً يتجادلُون ، قرِيباً منه ، فقامَ ينفضُ ثيابَه ويقولُ : إنّما أنتُم جُرُب ، مرتين.
وحكَى ابنُ وضاحٍ عن غيرِ واحدٍ : « أنّ أسدَ بن موسى كتبَ إلى أسد بن الفرات : اِعلم يا أخي أنّ ما حملَني على الكَتبِ إليكَ ما أنكرَ أهلُ بلادِكَ من صالِح ما أعطاكَ اللهُ من إنصافِكَ النّاسَ ، وحُسنِ حالِكَ ممّا أظهرتَ من السّنّةِ ، وعيبكَ لأهلِ البِدَعِ ، وكثرةِ ذكرِكَ لهم ، وطعنِكَ عليهِم ، فقمَعَهم اللهُ بِك ، وشدّ بكَ ظهرَ أهلِ السّنّةِ ، وقوّاكَ عليهِم بإظهارِ عيبِهِم ، والطعنِ عليهِم ، وأذلّهم اللهُ بذلكَ وصارُوا بِبِدعتِهم مستَتِرين ، فأبشِرْ يا أخِي بثوابِ الله ، واعتدّ بهِ من أفضلِ حسناتِك ، من الصّلاةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ ، وأينَ تقعُ هذهِ الأعمالُ من إقامةِ كتابِ اللهِ وإحياءِ سنّةِ رسولِ الله ؟! .. فاغتنِم يا أخِي هذا الفضلَ وكُنْ من أهلِه ، فإنّ النبيّ قالَ لمعاذٍ حين بعثَه إلى اليمنِ فأوصاهُ وقال : « لأن يهدِي الله بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ من كذا وكذا » وأعظمَ القولَ فيهِ ، فاغتنِم ذلكَ وادعُ إلى السّنّةِ حتّى يكونَ لكَ في ذلكَ ألفةٌ وجماعةٌ يقومون مقامكَ إن حدثَ بكَ حدَثٌ ، فيكونونَ أئمةً بعدكَ ، فيكونُ لكَ ثوابٌ إلى يومِ القيامةِ ، كما جاء الأثر ، فاعمَلْ علَى بصيرةٍ ، ونيّةٍ حسنةٍ ، فيردّ اللهُ بكَ المبتدعَ والمفتونَ الزائغَ الحائِر ، فتكونُ خلَفاً مِن نبيّكَ ، فأَحْيِ كتابَ اللهِ وسنةَِ نبيّهِ ، فإنّكَ لن تلقَى اللهَ بعملٍ يشبِهُه ».
وعندما حصر الشاطبي مراتب العلاقة مع المخالفين قال :
أحدها : الإرشادُ والتّعليمُ وإقامةُ الحجّةِ ، كمسألةِ ابنِ عبّاس ـ رضي الله عنه ـ ، حينَ ذهبَ إلى الخوارجِ فكلّمَهم حتّى رجعَ منهُم ألفان ـ أو ثلاثة آلاف .
والثّاني : الهجرانُ وتركُ الكلامِ والسّلامِ ، حسْبما تقدّم عن جملةٍ من السّلفِ في هجرانِهم لِمَن تلبّسَ بِبِدعةٍ ، وما جاءَ عن عمرَ ـ رضي الله عنه ـ من قصّةِ صبيغٍ العراقيّ .
والثّالثُ : كما غرّبَ عمرُ صبيغاً ، ويجري مجراه السّجنُ وهوَ :
الرّابِعُ : كما سجنُوا الحلاّجَ قبلَ قتلِه سنينَ عدِيدة .
والخامس : ذِكْرُهم بما هُم علَيه ، وإشاعةُ بدعتِهم كي يُحذَروا ، ولئلاّ يُغترّ بكلامِهِم ، كما جاءَ عن كثيرٍ من السّلفِ في ذلِك .
السّادسُ : القتلُ إذا ناصبُوا المسلمينَ وخرَجُوا علَيهِم ، كما قاتلَ عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ الخوارِجَ ، وغيرُه من خلفاءِ السّنّة .
والسّابعُ : القتلُ إن لم يرجِعُوا مِن الاستتابةِ ، وهوَ قد أظهرَ بدعتَه ، وأمّا مَن أسرّها وكانَت كُفراً أو ما يرجِعُ إليهِ فالقتلُ بلا استتابةٍ وهوَ :
الثّامن : لأنّه من بابِ النّفاقِ كالزنادِقة .
والتّاسعُ : تكفيرُ مَن دلَّ الدّليلُ على كفرِه ، كما إذا كانَت البدعةُ صريحةً في الكفرِ كالإباحيّةِ ، والقائلينَ بالحلولِ كالباطنيةِ ، أو كانَت المسألةُ في بابِ التكفيرِ بالمآلِ ، فذهبَ المجتهدُ إلى التّكفير .. وينبني على ذلك :
الوجهُ العاشرُ : وذلكَ أنّه لا يرِثهم ورثتُهم مِن المسلمين ولا يرِثُون أحداً مِنهم ، ولا يُغسَلُون إذا ماتوا ، ولا يصلّونَ عليهِم ولا يُدفَنون في مقابرِ المسلمِين ، ما لم يكن المستتِر ، فإنّ المستتِر يُحكَمُ له بحكمِ الظّاهِرِ ، وورثتُه أعرفُ بالنسبةِ إلى الميراثِ .
والحاديَ عشَر : الأمرُ بأن لا يُناكَحُوا ، وهو مِن ناحيةِ الهجران ، وعدمِ المواصلَةِ .
والثّاني عشَر : تجريحُهم على الجملةِ ، فلا تُقبَلُ شهادتُهم ولا روايتُهم، ولا يكونونَ ولاةً ولا قضاةً ، ولا يُنصّبون في مناصبِ العدالةِ من إمامةٍ أو خطابةٍ ، إلاّ أنّه قد ثبتَ عن جملةٍ من السّلفِ روايةُ جماعةٍ منهم ، واختلفُوا في الصّلاةِ خلفَهم من بابِ الأدَبِ ليرجِعُوا عمّا هُم علَيه .
والثّالث عشَر : تركُ عيادةِ مرضاهم ، وهو مِن بابِ الزّجرِ والعقوبةِ .
والرّابع عشَر : تركُ شهودِ جنائِزهم كذلِك .
والخامسَ عشر : الضّربُ ، كما ضربَ عمرُ ـ رضي الله عنه ـ صَبيغاً .
ورُوِيَ عن مالكٍ ـ رضي الله عنه ـ في القائلِ بالمخلوقِ أنه يوجَعُ ضَرباً ويُسجنَ حتّى يموت .
ورأيت في بعضِ تواريخِ بَغداد عن الشّافعيِّ أنّه قالَ : حُكمِي في أصحابِ الكلامِ أن يُضرَبوا بالجرائِدِ ، ويُحمَلوا على الإِبلِ ، ويُطافُ بهِم في العشائِرِ والقبائِلِ ، ويُقال : هذا جزاءُ من تركَ الكتابَ والسّنّةَ ، وأخذَ في الكلامِ ، يعني أهلَ البِدَعِ » .
هذا هو موقف السلف من المخالفين فقارن بين هذا وما يدعو إليه الدكتور ..
يقول الدكتور : (وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري)
أقول : هذا فيه تعميم ، فأي حوار تعني ، أهو الحوار العلمي بين أهل السنة فيما يسوغ الخلاف فيه من مسائل العلم ؟
أم تعني الحوار بين أهل الحل والعقد فيما يستجد في الأمة من الحوادث التي تحتاج إلى الرأي والمشورة ؟
أم الحوار بين المتنازعين في أمور الدنيا بما يحقق الصلح والتراضي ؟
فكل هذا طيب مشروع لم ينكره أحد .
وهو دال على ما قلته من رقي علمي وعقلي وحضاري .
أم أنك تعني إقرار حق المخالفين للسنة على تفاوت مراتبهم في المخالفة للشريعة وغض الطرف عن نقاط النزاع والحوار والكلام في المتفق عليه من أمور عامة مشتركة وما يلحق ذلك ويستلزمه – وإن تملص منه البعض – من منع الإنكار عليهم أو التحذير منهم ومن مناهجهم ومذاهبهم ؟
فهذا في الحقيقة لا دلالة فيه على رقي لا عقلي ولا علمي ..
ولو كان فيه خير ورقي عقلي لكان أسبق الناس إليه والعمل به هم سلفنا الصالح والذين كان منهجهم مع المخالفين معروفاً نقلت لك بعضه فيما تقدم ، فهل طريقتهم تلك كانت علامة تخلفهم العقلي والعلمي والحضاري ؟!
يقول الدكتور : (لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة)
أقول :ليس صحيحاً ، بل كثيراً ما كان الزجر والهجر أكثر وضوحاً وتنبيهاً للعقل والضمير ، وفي قصة صبيغ أنه بعد أن ضربه قال : (حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي) .. وكثيراً ما كان الهجر والعزل منبهاً للمخطئ ومعيداً له لى جادة الصواب.
الحوار يكون وسيلة حين يكون سبب المخالفة الجهل البسيط أو التأويل والغلط ممن يبحث عن الحق لأنّ سبب تبني هذا لمخالفته هو ظنها إياها الصواب .. لكن حين يكون الحوار مع طوائف تكن عداءً للسنة وأهلها منطلقاته التعصب وأتباع أديان كذلك فالحوار لن يجدي في هذه الحال إلاّ مزيداً من الضعف للحق وأهله والقوة للباطل وأهله ..
يقول الدكتور : (ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون ؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل) فالتسلّطُ لم يكن.. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة.
أقول : ومن قال إن التواصل هدف ومقصد ؟
التواصل في منهج السلف هو اللقاء لبيان الحق وإحقاقه وإبطال الباطل ولأن يُقال للمسيء ما فيه من الإساءة ليعود ويستدرك .. أما غير ذلك فليس فيه إلا مفسدة نشر المخالف لمخالفته وتقريرها وتهوينها في أعين الناس .
ثم إن الدكتور غفل عن أنّ السلف راعوا في هذا الأمر مصلحة الأمة قبل الفرد ، فلئن كان في هجر وزجر الفرد أو الجماعة قطعاً للصلة بهم ففيه تنبيه للأمة بخطرهم وحماية لها منهم ، كالمريض الذي يُحجر عليه ويُترك يقاسي الألم وحده ليس قسوة عليه بل رحمة بمجموع الأمة أن لا تقع في ما وقع فيه بسبب تساهل العلماء في الحوار ومجالسة المخالفين وما يتبع ذلك من التبسط معهم .
يقول الدكتور : (ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا).
أقول : لسنا مكلفين شرعاً أن نكون غير ما نحن عليه ..
تحسين الصورة يريد به كثير من أهل الحداثة والعصرانيين وأهل البدع أن يترك أهل السنة كثيراً من دينهم ليكون مقبولاً حسناً في أعين المخالفين .. ويريد به الكفار أن نترك بعض ديننا أو كله لنكون عندهم مرضيين ..
وهذا لا يقول به من يحترم دينه وعقله ..
ويراد به أن نمتثل حقيقة السنة والإسلام النقي الصافي ، وهذا حق بغض النظر قبله الآخرون أم لا .
فالواجب أن يستجيب المؤمن لله ولرسوله دون النظر لقبول الآخرين له ..
ونحن نعلم أن المخالف لن يرضى عن أهل السنة ويتقبلهم إلا أن يتركوا شطر دينهم ..
كما أن اليهود والنصارى لن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم ..
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير}[البقرة:120]
فهذه النغمة يجب أن يكف عنها طلبة العلم والعلماء لأن مدلولاتها غير شرعية في الأغلب .
قال ابن القيّم في سبب تحريف شريعة النصارى : « وانضاف إلى هذا السبب ما في كتابهم المعروف عندهم بافر كسيس أن قوماً من النصارى خرجوا من بيت المقدس وأتو أنطاكية وغيرها من الشام ، فدعوا الناس إلى دين المسيح الصّحيح، فدعوهم إلى العمل بالتوراة ، وتحريم ذبائح من ليس من أهلها، وإلى الختان وإقامة السبت، وتحريم الخنزير وتحريم ما حرمته التوراة ، فشقّ ذلك على الأمم ، واستثقلوه، فاجتمع النصارى ببيت المقدس وتشاوروا فيما يحتالون به على الأمم ليحبّبوهم إلى دين المسيح ويدخلوا فيه، فاتفق رأيهم على مداخلة الأمم والترخيص لهم والاختلاط بهم، وأكل ذبائحهم، والانحطاط في أهوائهم ، والتخلّق بأخلاقهم وإنشاء شريعة تكون بين شريعة الإنجيل وما عليه الأمم ».
يقول الدكتور : (فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين)
أقول : من العجب أن الدكتور لا يدري لما يتوجس البعض من الحوار !
كل هذا الزخم الإعلامي العالمي الذي ينادي من عقود عدة إلى الحوار بين الأديان والجلوس على موائده من أين صدر ؟
ألم يصدر من جهات غربية كافرة ..
ألا يحق للمسلم أ يتوجس ويخاف من دعوة مصدرها الكفار ؟
دعنا مما يقوله فكر المؤامرة ..
ولنقرأ ماذا قال لنا ربنا تعالى عن المخالفين لنا من الكفار بشتى مللهم : هل يريدون بنا خيراً أم شراً أم لا هذا ولا ذاك ؟
{ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير}[البقرة:109]
{ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}[البقرة:105]
{يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين}[ال عمران:149]
يقول الدكتور : (هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟)
أقول : هذه الشنشنة التي يدندن حولها التغريبيون المنادون بالحرية : ألا وهو أنا أصحاب حق وثقافة قوية لا نخشى الانفتاح ولا الحوار مع الآخر ..أتعجب من الدكتور حين يردد ما يردده هؤلاء .
بل والأشد من هذا أن يعتبر رفض الحوار لا يكون إلا من ضعيف الحجة ..
حسناً سأنقل للجميع موقف بعض أئمة السلف التي تُعتبر عند الدكتور دليلاً على ضعف الحجة :
عن أيّوبَ قالَ : دخلَ رجلٌ على ابنِ سيرينَ فقالَ : يا أبا بَكر ! اقرأُ عليكَ آيةً من كتابِ اللهِ لا أزيدُ أن أقرأَها ثمّ أخرُجُ ؟ فوضعَ إصبعَيه في أذنَيهِ ، ثمّ قالَ : أعزِمُ عليكَ إن كنتَ مسلِماً إلاّ خرجتَ من بيتِي ، قالَ : فقالَ : يا أبا بكر ! لا أزيدُ على أَن أقرأَ ( آيةً ) ثم أخرجُ ، فقامَ لإزارِه يشدّه وتهيّأَ للقيامِ ، فأقبلنا على الرّجلِ ، فقلنا : قَد عزمَ عليكَ إلاّ خرجتَ ، أفيَحِلّ لك أن تُخرِجَ رجلاً من بيتهِ ؟ قالَ : فخرجَ ، فقُلنا : يا أبا بكر ! ما عليكَ لو قرأَ آيةً ثمّ خرجَ ؟ قال : إنّي واللهِ لو ظننتُ أن قلبِي يثبتُ على ما هوَ عليهِ ما باليتُ أن يقرأَ ، ولكن خِفتُ أن يلقِيَ في قلبي شيئاً أجهدُ في إخراجهِ من قلبي فلا أستطيع.
عن معن بن عيسى قال : انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يوماً من المسجد ، وهو متّكئ على يدي ، فلحقه رجل يقال له : أبو الجيرية ، كان يُتّهم بالإرجاء ، فقال : يا أبا عبدالله ، اسمع مني شيئاً ، أكلّمك به ، وأحاجّك ، وأخبرك برأيي ، قال : فإن غلبتني ؟ قال : إن غلبتك اتّبعني ، قال : فإن جاء رجل آخر ، فكلمنا فغلَبَنا ؟ قال : نتّبعه ، قال مالك رحمه الله تعالى : »ياعبد الله ، بعث الله تعالى محمّداً بدين واحد ، وأراك تنتقل من دين إلى دين ، قال عمر بن عبد العزيز : من جعل دينه غَرَضاً للخصومات أكثر التنقل«.
عن هشام - يعني ابن حسان - قال : جاء رجل إلى الحسن فقال : يا أبا سعيد ، تعال حتى أخاصمك في الدين ، فقال الحسن : »أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه«.
عن سلام بن أبي مطيع : أنّ رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني : يا أبا بكر ؟ أسألُك عن كلمة ، قال : فوَلّى أيوب ، وجعل يشير بإصبعه : ولا نصف كلمة ، ولا نصف كلمة «.
هذا هو موقف هؤلاء الأئمة من الحوار مع المخالف فهل كان هذا نابعاً من ضعف الحجة ؟!
يقول الدكتور : (أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟ )
أقول : ومن الذي قرّر أن الدعوة للحوار دعوة حق أصلاً حتى نقول إنها حق يُراد به باطل ..
بل نحن نقول إن الحوار لفظ عام يُراد به أمور شتى منها ما هو حق ومنها ما هو باطل ..
وقد ذكر الشيخ الفوزان وفقه الله طرفاً من ذلك :
وأنا على يقين من أن المفردات الباطلة داخلة فيه .. لكن المفردات الشرعية لا نرى لها أثراً ..
وهذا سبب خوفنا على أمتنا وديننا أن تمر بما مرت به الأمم قبلنا مما حذرنا منه الله ورسوله .
يقول الدكتور : (ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء.. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
أقول : كل أمر تفوح منه أسباب سوء الظن فسوء الظن به جدير .. بغض النظر عن بواطن الأمور ..
ونحن لا نقول ن الدعاة سيتخذونه سلماً للتنازل عن حقائق الدين وتمييع الولاء والبراء ..
فهذا لا نقوله ، بل هذا حدث فعلاً .. وأول أماراته هو مقالك هذا يا دكتور .. فقد تم التنازل جهاراً نهاراً عن أصل أصيل من منهج السلف ومن صلب عقائدهم التي سطروها في كتبهم وأصولهم ، ألا وهو الموقف من المخالف ، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ قرون ولم يعرف ما يُسمى الآن التعايش والحوار وقبول الآخر وإقرار حرية الفكر ونحو ذلك ..
وقولك : (لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
فهذا في الحقيقة غير صحيح .والمؤامرة ليست نظرية ولا فكرة بل هي حقيقة قرآنية سطرها الله تعالى في كتابه ..
وليس من الغلو فيها التزام مدلولاتها ومن أهمها الحذر من الكفار ومن أهل البدع وما يصدر منهم من دعوات لا يريدون بها إلا مصالحهم والكيد للسنة وأهلها ..
قال الدكتور : (ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن! )
أقول : النواح والعويل ممن لا يستطيعون غيره خير من الرضوخ للواقع والتنازل عن المبادئ .
وبرامج التصحيح وإنتاج الإصلاح إن لم تكن على منهج السلف ونور الوحي فلا مرحباً بها .
المعارضون لك يا دكتور ليسوا مسلوبي الإرادة .. بل هم من خيرة علماء الأمة أصحاب الإراة القوية الذين لا تغرهم الأضواء ولا الشعارات .. وأصحاب الثبات على المبادئ هم أصحاب الإرادة القوية أما تجار المؤتمرات وبائعوا الذّمم ومؤجّروا العقول فهم مسلوبوا الإرادة حقاً ..
المخالفون لك يا دكتور ليسوا هم المقيدين بسوء الظن وأسيري التوجس .. بل هذا الوصف أحق الناس به من يسارع إلى كل دعوةٍ لسوء ظنه بربه ودينه .. المؤمنون لا يغيرون مبادئهم .. لأنه يحسنون الظن بربهم ولا يتوجسون مما يصيب الأمة من عنت فيسارعون للتنازل والدعوة لمؤتمرات الكاسب فيها أعداؤنا والخاسر فيها نحن .. ولا أظن عاقلاً يقول إنه لا خاسر فيها ..
يقول الدكتور : (أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما.. بوجهٍ ما.. في وقتٍ ما.. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟!)
أقول :انظر لهذا الكلام وما فيه..
فمن الذين نغلوا في تعظيمهم ؟
ثم لماذا يعجزون عن الحوار وأنتم تدّعون أنه حوار في أمور مشتركة ؟ ما هذا التناقض ؟
أهل السنة أقدر الناس على الحوار ن كان المراد به الجدل والمناظرة ..
وإعراضهم عنها دليل قوّة لا ضعف ..
فالمخالفون هم الذين يستجدون الاعتراف بحقهم في مخالفة الوحي .. وهو حق لا يجوز الإقرار لهم به إلاّ وفق ما أتاح القرآن والسنة وبأسلوب ومنهج السلف الصالح ..
لأنهم يراعون الأمة كلها وليس أنفسهم ..ويخشون على الأمة من أمرين أحلاهما مر :
إما لحن المخالف بحجة لا يفقهها أكثر الناس فيلتبس عليهم الحق ..
أو على أقل تقدير نزع هيبة الناس من المخالف وإذابة الحواجز بينهم وبين المخالفين وتهوين أمرهم فتقع الكارثة ..
هذا إن كان المقصود بالحوار المناظرة ..
أما إ كان الحوار في الأمور المشتركة ومن ثم غض الطرف وطي صفحة الخلاف في خصائص المخالفين فهذا شر وشر وهو الذي يُنئي أهل السنة عن هذه الدعوات .
يقول الدكتور : (وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!)
أقول : ما حصل في صلح الحديبية لم يكن استجابة لدعوة من كفار مكة للحوار ..
بل كان صلحاً تم فيه تأجيل القتال لا الدعوة ..
ولا أدري من أين للدكتور أنه صلى الله عليه وسلم أرجأ دعوتهم ؟!
وكل ما في الأمر أنه يكف عن قتالهم عشر سنوات ..فيما يكفون هم كذلك مما أتاح فرصة كبيرة للدعوة ..
يقول الدكتور : (وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!)
أقول : ومن قال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء لعقد حوار للدعوة أو لغيرها ..
المفاوضات لم تشمل إلا شروط صلح عسكري سياسي لمدة عشر سنوات لم تُطرح فيه الأمور المشتركة ولا المختلفة بين المشركين والمسلمين ..
ثم مما يبين سقوط احتجاج الدكتور أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدث بينه وبين الكفار لقاء بعد ذلك إلا تحت بارقة السيوف لما نقض الكفار العهد ..
بينما أصحابنا المتحاورون يلتقون مرات ومرات يتبادلون الكلام والابتسامات والأكل والشرب والإقامة معاً مرة بعد مرة ويعدون فيها الندوات المشتركة المسلم بجوار الكافر والسني بجوار الرافضي فماذا يبقى من الولاء والبراء في قلوب من يرى هذه المناظر تعاد عليه مرة بعد مرة ..
قال الدكتور : (بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى ؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!! )
أقول : لا أدري من أين جاء الدكتور بهذا التفسير لتعظيم حرمات الله .. وما دخل تصور المشركين للأله وتصور المسلمين وما هذا الشرود والجري بدلالة القصة ؟!
فالشراح حين تكلموا في معنى هذه العبارة ذكروا أن معناها تعظيمهم للحرم والقتال فيه بمعنى أن أيّ مطلب سيطلبونه فيه الكفار عن القتال تعظيماً لحرمة البيت سأجيبهم إليه .. وبعضهم قال : تعظيماً لصلة الرحم ، وهذا من صلب ديننا شاركنا فيه الآخرون أم لا ..
وقد كان هناك أمور كثيرة مشتركة لم يتكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم معهم مثل نصرة المظلوم وإسعاف الملهوف وخدمة بيت الله ونحوها لم يتكلم فيها معهم .. وإنما ارتضى أي مطلب منهم يؤدي إلى كف القتال ما دام فيه تعظيم لحرمات الله ..
ثم إن استدلال الدكتور بتنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميته بالنبي وعن وصف الله بالرحمن لا يصح ؛ لأن هذا من خصوصياته كما قال كثير من العلماء بوحي من الله أما غيره فلا يجوز له أن يفعل ذلك ..
والدكتور مع كثير من قومه الكرام لم يتنازلوا عن وصف (الشرف) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على الشيخ ابن جبرين لرأي رآه في قضية آل البيت ، ولم يقبل الدكتور وقومه إلا بتراجع الشيخ وبعضهم طالب بالاعتذار .. !
ولم أر الدكتور طالب بحوار حول هذه القضية وفتح باب النظر فيها.. وحتى لو لم يتراجع الشيخ ابن جبرين فهناك أمور مشتركة كثيرة جداً بينه وبينهم فلماذا ر فضوا هذا الرفض وثاروا هذه الثورة وأبوا إلا التراجع عن الفتوى ؟
أما دين الله فلا بأس بالحوار في بعض الأمور ..بل أفهم من استدلال الدكتور بحادثة الحديبية أنه سيقبل يوماً بالغض من قدر نبينا صلى لله عليه وسلم وقبول فكرة حرية نقده من باب الفكر وهذا من أجل مصلحة الحوار ..!
يقول الدكتور : (لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ : "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!)
أقول : ليت شعري هل يجرؤ الدكتور أن يقول من جنس هذا الكلام لمحاوريه من المخالفين له في الملة أو السنة ..
يتهم الدكتور مخالفيه أنهم من أتباع الحرورية المعترضين على حكمه صلى الله عليه وسلم .
وهذا منه لما ساء فهمه للنص وفسّره وبنى عليه قصراً من رمل أبيض ..
يقول الدكتور : (وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين)
أقول : من أين للدكتور أن النبي صلى الله علي وسلم وجد مشتركاً بين الوثنية والتوحيد !
بالله يا قوم هل يقول بهذا من عقل عن الله ورسوله ؟!
هل هناك شيء مشترك بين التوحيد والوثنية ؟!
والحق أن هناك بقايا من دين إبراهيم تمسك بها العرب أكدها النبي صلى الله عليه وسلم وقبلها وهي من صميم ديننا وجعلها ذريعة لدرء الفتنة وترك القتال .. دون أن يُفهم منه الضعف ..
والدليل على هذا كما قلتُ سابقاً أنه لم يعقب مجلس الصلح أي حوار بين المسلمين والوثنيين بل انطلق النبي صل الله عليه وسلّم في الدعوة واستغل السنوات في نشر الدين في أمان من القتال ووفر الجهد والمال العسكريين في الدعوة إلى الله ..
فأين هذا من ذاك ..
يقول الدكتور : (كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف) .
أقول : لننظر في سنة النبي صلى الله لي وسلم هل بدأ حواره بالمشترك المزعوم ، وأنقل ثلاثة مواقف :
الأول رساله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل وفيها : (بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله ، إلى هرقل عظيم
الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ! فإني أدعوك بدعاية الاسلام ، أسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن توليت فإن عليك إثم الاريسيين ، و (يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله) إلى قوله (فاشهدوا بأنا مسلمون)
والثاني : دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقومه : عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا ، فقال : « يا صباحاه » . قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك ؟ قال : « أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم كنتم تصدقوني ؟ » قالوا : نعم ، أو بلى قال : « فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد »
الثالث : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال : " إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهم ما أجابوك إليها فآقبل منهم وكف عنهم ، ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فكف عنهم واقبل منهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين ، وأن عليهم ما على المهاجرين ، وإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن [ أجابوا ] فآقبل منهم وكف عنهم ، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
لا حظ وصيّته صلّى الله عليه وسلّم : (ادعهم) ولم يقل : (حاورهم) ..
يقول الدكتور : (يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد :
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا ) .
أقول : ألا يمكن هذا إلا بالحوار والجلوس معهم ..
هل تعني أنّ كل الذين ردوا على المذاهب الكفرية والمبتدعة لم يفهموها فهماً عميقاً ولم يعرفوا حججهم ومنطلقاتهم ورواسبهم ؟
هل يتحدث الدكتور عن مذاهب أتت من الفضاء لم يسمع بها أحد .. أم عن مذاهب وأديان حدثت منذ قرون عدة كشفها وكشف زيفها أهل الإسلام وبينوا أصولها وباطلها حتى قيل عن شيخ الإسلام رحمه الله إنه يعرف المذاهب الباطلة أكثر مما يعرفها أهلها ..
وحتى المذاهب المعاصرة لها مراجعها التفصيلية ومصادرها التي تعطي المريد أدق التفاصيل عنها ..
وإذا كان الدكتور يستدل بغزو الغرب لنا بالدراسات الاستشراقية التي لم تنتج عن مؤتمرات حوار فما باله يقصر طريقنا لغزو الغرب وفهمه بالحوار والجلوس على مائدته .
وهذا السبب الذي ذكره الدكتور هو الذي جعل بعض العلماء يتهاون في مخالطة أهل الأهواء ومع هذا لم يسلم إذ ظنّ في نفسه من القوة والجسارة والقدرة ما يعصمه من التأثر بثقافة المخالفين ومن أشهرِ الأمثلةِ على ذلكَ ما حصلَ لابنِ عقيل ، وفي قصّتهِ عبرةٌ عظيمةٌ ، ولِمن لا يعرِفُه أنقلُ قولَ الذهبي في أوّلِ ترجمتِه : « الإمامُ العلاّمةُ البحرُ شيخُ الحنابلةِ أبو الوفاءِ عليُّ بنُ عقيل بنُ محمّد بنُ عقيل بنُ عبدِالله البغداديُّ الظفَريُّ الحنبليُّ المتكلِّمُ .. كانَ يتوقّدُ ذكاءً ، وكانَ بحرُ معارفَ ، وكنزُ فضائلَ ، لم يكُن لَه في زمانِه نظيرٌ ، على بدعتِه » .
فقَد كانت فتنةُ ابنِ عقيلٍ حبُّه للعلومِ ، ومجالَسةِ العلماءِ مِن كلِّ مذهَب ، وهو أمرٌ نهىَ عنهُ السّلفُ ، وقد قدّمْتُ لكَ خوفَ الأئمّةِ منهم على أنفسِهم ، وهُم في مقامِ التّعليمِ ، فكيفَ وهُم في مقامِ التعَلُّم ؟
قالَ ابنُ كثيرٍ ـ رحِمَه اللهُ ـ : « وكانَ يجتمِعُ بجميعِ العلماءِ مِن كلِّ مذهبٍ، فربّما لامَه بعضُ أصحابِه فلا يلوِي علَيهِم » .
وقالَ الذّهبي في الميزانِ : « أحدُ الأعلامِ وفردُ زمانِه عِلماً ونقلاً وذكاءً وتفنّناً ، له كتابُ (الفنونِ) في أزيدِ من أربعِ مئةِ مجلداً ، إلاّ أنّه خالفَ السّلفَ ، ووافقَ المعتزلةَ في عدّةِ بِدَعٍ نسألُ الله العفوَ والسّلامةَ ، فإنّ كثرةَ التبحّرِ في الكلامِ ربّما أضرَّ بصاحبِه ، ومن حسنِ إسلامِ المرءِ تركُه مالا يعنِيه ».
ونقلَ الذّهبيُّ عنه قولَه : « وكانَ أصحابُنا الحنابلةُ يريدونَ مِنّي هجرانَ جماعةٍ مِن العلماءِ، وكانَ ذلكَ يحرِمُني عِلماً نافِعاً » ثمّ علّقَ علَيه بقوله : « قلتُ : كانُوا ينهوْنَه عن مجالسةِ المعتزلةِ ويأبَى حتّى وقعَ في حبائِلِهم وتجسّرَ على تأويلِ النّصوصِ ، نسألُ اللهَ السّلامةَ » .
وفي تاريخِ ابنِ الأثيرِ : « كانََ قد اشتغلَ بمذهبِ المعتزلةِ في حداثتِه على ابنِ الوليد فأرادَ الحنابلةُ قتلَه فاستجارَ ببابِ المراتبِ عدّةَ سنين ، ثمّ أظهرَ التّوبةَ » .
فانظُر ـ عافاكَ اللهُ ـ إلى هذا الإمامِ العلَم كيفَ وقعَ في البدعةِ مع ذكائِه وصِدقِه وقدمِه الرّاسخةِ في العِلم ، ولكنّ اللهَ يهدِي من يشاء ، فكيفَ بنا الآنَ مع أقوامٍ جرّؤوا الشبابَ وطلبةَ العلمِ على مخالطةِ المبتدعةِ والأخذِ عنهم من علومٍ شتى ، بدعوَى لقاءِ أهلِ العلمِ والأخذِ منهم ، والاستفادةِ مِمّا برزُوا فيهِ من العلمِ ، أو مخالطةِ أصحابِ البدعِ في أعمالٍ دعويةٍ أو مؤتمراتٍ مع السّكوتِ عنهم وعن باطلِهم ، وما أجملَ مقولة الإمام الذّهبيّ ـ رحِمَه اللهُ ـ في ترجمة ابن الوليد الآنف ذكرُه بعدَ أن ذكرَ براعتَه في المنطِقِ : « وما تنفعُ الآدابُ والبحثُ والذّكاء ، وصاحِبُها هاوٍ بها في جهنّم » فالله المستعان .
يقول الدكتور : (أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
أقول :كيف ستصحح تصوراتهم لديننا إلا بالخوض في بيان باطل ما خالفه ، وهذا لن يروق للمحاورين لأنهم جاؤوا كما تقول للحديث عن الأمور المشتركة .. تناقض !
والله سبحانه أخبرنا بديمومة عداوة أهل الكتاب لنا ولم يخبرنا عن وسائل (تخفيف) العداوة وإنما أمرنا بالحذر منهم ومن أي دعوة صادرة عنهم لأنهم إنما يودون لو يردوننا عن ديننا إن استطاعوا ..
يقول الدكتور : (- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم"[الأنعام: ١٠٨].)
أقول : لن تصل إلى قانون مثل هذا بالحوار يا دكتور إلا إذا تصرفت وفق ما يتصرف اليهود حين يتكلم في المحرقة .. ونحن أولى بمثل هذا الموقف مع مقدساتنا ..
ولو ظللت تحاور ألف سنة لن يُسجن شخص واحد أو يجرم ولو بدولار واحد لأن الغرب لن يتخلى عن دينه وحرية أفراده لصالح مجموعة من السذج يجلسون حول مائدة الحوار ..
لن يحترم الغرب أمة لم ينبس أيّ مسؤول فيها ببنت شفة إزاء سب نبيهم ..
لن يحترم الغرب أمة تنهي مقاطعة وتستجيب عواطفها وحميتها لمجموعة من الدعاة الإعلاميين البسطاء الذين تدغدغهم عبارات الثناء والحوار والوسطية والاعتدال التي تُكال لهم بالمجان ليقدموا المزيد !
ولن ينتهي الغرب عن انتهاك مقدساتنا مادام بين أظهرنا من ينتهكها بلا رقيب و لا رادع ..
حين يهب حاكم عربي واحد ليقول للغرب كفى .. هذا فراق بيني وبينكم إن لم توقفوا سب نبينا حين ذلك سيحترم الغرب مقدساتنا بلا حوار ولا خوار ..
يقول الدكتور : (- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال)
أقول : الصلح يكون بين متنازعين .. ونحن أمة مهزومة مغلوبة تُفرض عليها أوضاع معينة يُراد منها مسخها وإعادة تشكيلها ..
الذي يحصل ليس صلحاً وإنما استجابة لضغوط قد يرى البعض أن يستجيب لها شكلاً كمناورة سياسية فهذا شأنه لكن لا يجوز له أن يصدّق الموضوع فينطلق في الحوار إلى أبعد مما كان يطمع به المخالفون أنفسهم .
يقول الدكتور : ( فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة)
أقول : والله إن لم يكن أهم وأول ما نحاور به الخلق لأجله هو تغيير المتقدات والأديان وإدخال الناس في دين الله فهذه أول هزيمة لنا ومكسب ونصر للمخالفين .. بل إنّ خلوّ الحوار أو لاتصال بالكفرة من وجود مقصد الدعوة يجعل منه نوعاً من الولاء والمخالطة المنهي عنها .. !
وكثيراً ما يسوغ العلماء بعض أنواع الخلطة مع المخالفين إذا كان هدفها الدعوة إلى الله .. بينما يقول الدكتور إنّ مقاصد الحوار لا تنحصر في الدعوة لتغيير المعتقد والدين ..
ثم يتناقض فيقول : (لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة) فأي دعوة بالحكمة أو بغير الحكمة وأنت أخليت الحوار أصلاً من هذا المقصد ؟!
وليس المقصود باستنكار الحوار في كثير من صوره وعمومياته تجريم المشاركين .. بل هم شتى .. منهم المتأول المعذور المعروف بصدقه وإخلاصه نحسبه كذلك .. ومنهم من تاريخه يشهد بأنه رائد في تمييع الدين وتحطيم ثوابته وتكسير عظامه وأركانه ، وكلهم موجود في هذه المؤتمرات .. فهذا إجرامه في حق الأمة ليس مقتصراً على مؤتمرات الحوار ..
وأما ولاة الأمور وبعض أهل العلم ممن نحترمهم ونجلهم ممن لهم في هذا تأويل فمن حقهم علينا عذرهم والذب عن أعراضهم ومن حقنا عليهم احترام وجهة نظر المخالفين لهم وإن اشتدت عباراتهم فليسوا مهما بلغ بهم الأمر أسوأ ممن قبلوا أن يحاوروهم وجلسوا معهم ، فهم أولى بالحوار وتقبل مخالفتهم بسعة صدر وتفهم ..
والله من وراء القصد ..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اللهم اقبضنا إليك غير مفتونين ..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العلي
مقال للشيخ :الشريف حاتم بن عارف العوني 9/6/1429
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون ؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن.. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
هل هذا يعني ان جهاد الطلب يسيء الى صورة الاسلام و المسلمين ؟!
قال تعالى :
ففف قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ققق (29) التوبة
اقتباس:
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء.. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
لو سميت الامور بأسمائها لاتضح أن الكلام معناه كله و معانيه مقلوبة وحجة على كاتبها
اقتباس:
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما.. بوجهٍ ما.. في وقتٍ ما.. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
اذا انطلقت افكارنا اصلا من الخطا ومن مفاهيم مقلوبة فكيف نصل الى الحقيقة ؟
اقتباس:
ومن هذه المقاصد :
- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم"[الأنعام: ١٠٨].
وهل للبودية أيضا مقدسات ؟
اقتباس:
- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال.
الصلح المطلق ينافي شريعة الله و جهاد الطلب فكيف يكون و جهاد الدفع قائم بل هذه النقطة لا تخالف الشرع فحسب ولكنها تخاف الواقع ايضا
ففف قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ققق (29) التوبة
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله صحيح البخاري كتاب الايمان
اقتباس:
ولذلك أعود قائلا مستغربًا: فلا أدري لماذا يتوجسُ بعضُنَا خِيفةً من الحوارِ، بل من الدعوة إلى الحوار؟!
و السبب واضح ما قلناه من قبل
والموضوع من رأسه الى رجليه حجة على صاحبه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14464
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10633
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
ونحن لا نقول ن الدعاة سيتخذونه سلماً للتنازل عن حقائق الدين وتمييع الولاء والبراء ..
فهذا لا نقوله ، بل هذا حدث فعلاً .. وأول أماراته هو مقالك هذا يا دكتور .. فقد تم التنازل جهاراً نهاراً عن أصل أصيل من منهج السلف ومن صلب عقائدهم التي سطروها في كتبهم وأصولهم ، ألا وهو الموقف من المخالف ، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ قرون ولم يعرف ما يُسمى الآن التعايش والحوار وقبول الآخر وإقرار حرية الفكر ونحو ذلك ..
عبد الله احمد الحسني جزاكم الله خيرا
و العجب ممن يؤيدون هذا المقال انهم يستعملون اسلوب قص وارمي للمشاركات و و المواضيع التي لا تعجبهم ولا يستخدمون اسلوب الحوار رغم انها لا تخالف الشرع بل تؤيده فمن هو الضعيف اذن ؟
ولا عجب ممن أحسن الظن بأهل السوء أن يسيء الظن بأهل الخير
وان لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل
لعبة الحوار بين الأديان
بقلم الدكتورة : زينب عبد العزيز
لقد تزايد استعمال كلمة " الحوار " في السنوات الأخيرة بصورة لافتة للنظر ، وبتنويعات متعددة، وإن كان أهمها وأكثرها خطورة هي عبارة : " حوار الأديان " . ولكي ندرك مدى أهمية وخطورة هذه العبارة فلابد من الرجوع إلى عام 1965م ؛ ذلك العام الذي اُختُتِمتْ فيه أعمال المؤتمر الفاتيكاني المسكوني الثاني (1962 – 1965م ) الذي يعتبر أول مجمع هجومي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ؛ إذ إن كافة المجامع السابقة كانت عبارة عن مجامع دفاعية تلفيقية.
ولقد تم اتخاذ عدة قرارات مصيرية في هذا المجمع الفاتيكاني ؛من أهمها :
· تبرئة اليهود من دم المسيح .
· اقتلاع اليسار في عقد الستينيات .
· اقتلاع الإسلام في عقد التسعينيات .
· توصيل الإنجيل إلى كافة البشر .
· تحميل عملية التبشير على كافة المسيحيين ؛ الكنسيين منهم والعلمانيين ، والاعتماد في ذلك ، أيضاً ، على كافة الكنائس المحلية .
· توحيد الكنائس " المنشقة " تحت لواء كاثوليكية " روما " .
ولعل أحداً لم يلتفت آنذاك إلى حقيقة عبارة : " توصيل الإنجيل إلى كافة البشر " إلى أن قام البابا " يوحنا بولس الثاني " بتوضيحها صراحةً عام 1982م حينما أعلن في مدينة : " شانت يقب " بشمال غرب إسبانيا ، بوضوح لا مُواربة فيه مطالباً بضرورة تنصير العالم .
وأثناء انعقاد ذلك المجمع المسكوني ( 1962 – 1965م ) قام الفاتيكان عام 1964م بتكوين منظمتين أساسيتين هما : " المجلس البابوي للحوار مع الديانات " و " اللجنة العليا لتنصير الشعوب " . وهاتان المنظمتان على اتصال دائم بالعاملين في بعثات التبشير والحوار الديني بالعالم أجمع ؛ إذ إنهما من أهم الإدارات الفرعية والمنظمات التي تضمها الإدارة البابوية .
ولا يتسع المجال هنا لنورد كل المراجع الكنسية التي تتضمن شرحاً لمعنى : " الحوار " من وجهة النظر الفاتيكانية ، لكنَّا سنورد بعض النماذج لأهم هذه الشروح ، ففي عام 1969م ؛ أي بعد انعقاد المجمع بأربع سنوات ، أصدر الفاتيكان كتاباً بعنوان : " توجيهات من أجل الحوار بين المسيحيين والمسلمين (1) نذكر منه ما يلي :
§ هناك موقفان لابد منهما أثناء الحوار : أن نكون صرحاء ، وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة . ( وقد بات مطلب الكنيسة معروفاً . )
§ أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار : أن يكتشف من نحاوره نيتنا في تنصيره .
§ يجب تفادي الدخول في مناقشات حول ما يرِد في القرآن بشأن المسيح والمسيحية ، ولنترك المسلم يتساءل عنها كيفما شاء ، وعلينا أن نتذكر أن قبولنا لسر المسيح يمثل سر إيماننا .
§ على جميع المسيحيين المهتمين بالحوار تفادي الحديث عن الحديث عن مُحمد بأي استخفاف ، وألا يبدو عليهم أبداً ازدراء ذلك الحماس الذي يحيطه به الإسلام ، وعدم إنكار دوره الديني كمبشر دائم وشجاع للتوحيد الذي نشره المسلمون فيما بعد (أى أنه ليس بنبىّ فى نظر واضع الوثيقة).
§ من أهم عقبات الحوار ما قمنا به في الماضي ضد الإسلام والمسلمين ، وهذه المرارات عادت للصحوة حالياً ، وقد أُ ضيفت الآن قضية إسرائيل وموقف الغرب منها ، ونحن كمسيحيين نعرف ما هي مسئوليتنا حيال هذه القضية ، وعلينا أن نبحث دائماً عن توجه إنساني ، خاصة أن حل هذه المشكلة ليست في أيدينا .
§ لا يكفي أن نتقرب من المسلمين ، بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية .
§ مراعاة سوء فهم المسلم للعقيدة المسيحية ، لأن العبارات الوارد ة في القرآن عن المسيحية تشوهها، فهم ينفون التثليث وتجسد الله في المسيح ، وأي حوار في هذا المجال سيُواجه بالفشل ما لم يغير المسلم من موقفه .
§ في أي حوار يجب على المسيحي أن يقنع المسلم بأن المسيحية قائمة على التوحيد ، وألا يناقش أية تفاصيل ، فأى كلام سيقوله المسيحي تبريراً للعقيدة لن يمكنه أن يقنع به المسلم الذي لا يرى في الثالوث إلا المساس بالتوحيد ، ويستند في ذلك إلى سورة التوحيد واًلإ خلاص .
§ ضرورة القيام بفصل المسيحية في حد ذاتها عن العام الغربي ومواقفه المعادية ، والاستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد .
§ على من يقوم بالحوار من المسيحيين فصل ماهو ديني عمَّا هو دنيوي في المواقف السابقة للكنيسة والغرب من الإسلام والمسلمين والبحث عن نقاط مشتركة .
§ يجب الاعتماد على الغرس الثقافي ، وعدم إغفال الدور الذي يقوم به الغرب في العالم الثالث من تغيير حضاري .
§ لابد من اشتراك الجميع في الحوار ، وليس العاملون في الكنيسة وحدهم .
وفي شهر كانون الأول / ديسمبر عام 1984م أصدر البابا يوحنا بولس الثاني إرشاداًبعنوان : "بشأن المصالحة والتوبة في رسالة كنيسة اليوم " (2) وهو خطاب يقع في 128 صفحة ، مكون من ثلاثة أجزاء ، نطالع الفصل الأول من الجزء الثالث منه موضوعاً عن " الحوار " ، هو البند رقم 2، ويقع في ست صفحات ، ومما جاء فيه :
§ إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة ، وبالتحديد عبارة عن طريقة للقيام بعملها في عالم اليوم .
§ إن المجمع الفاتيكاني الثاني قد أوضح أن الكنيسة هي علامة لتلك الأخوة التي تجعل الحوار الصريح ممكناً وتزيده قوة ، وذلك بمقتضى الرسالة التي تتميز بها ، وهي : إنارة الكون كله ببشارة الإنجيل ، وتوحيد البشر بروح واحدة .
§ إن على الكنيسة أن تكون مستعدة دائماً لإقامة " حوار " مثمر بين كل الذين يؤلفون شعب الله الواحد ، وأن تتمكن من إقامة حوار مع المجتمع البشري .
§ لقد خصَّ سلفنا السادس " الحوار " بقسم مهم من رسالته العامة تامبدوءة بعبارة : "كنيسته " حيث وصف " الحوار " وحدده تحديداً له دلالته ؛ إذ قال عنه : " إنه حوار الخلاص . "
§ أن الكنيسة تستعمل طريقة الحوار لكي تحْسِنَ حمل الناس على الارتداد والتوبة سواء أكانوا أعضاء في الجماعة المسيحية بالتعميد والاعتراف بالإيمان ، أم هم غرباء عنها ، وذلك عن طريق تجديد ضميرهم وحياتهم تجديداً عميقاً في ضوء سر الفداء والإخلاص اللذين حققهما المسيح ووكلهما لخدمة الكنيسة .
§ أن الحوار الصحيح يرمي – إذن وأولاً – إلى تجديد كل فرد بالارتداد الباطني والتوبة ، مع احترام كل الضمائر ، اعتماداً على الصبر والتأني والتقدم خطوة خطوة وفقاً لما تقتضيه أحوال الناس في عصرنا .
§ تقوم الكنيسة بتشجيع الحوار المسكوني بصفة خاصة ؛ أي الحوار بين الكنائس والجماعات الكنسية التي تعترف بالمسيح ابن الله والمُخَّلِص الوحيد ، وكذلك الحوار مع سائر جماعات الناس الذين يبحثون عن الله ويتوقون إلى إقامة علاقة اتحاد معه .
§ إن الكنيسة الكاثوليكية بجميع فئاتها تسير بصدقٍ في طريق الحوار المسكوني ، بعيداً عن التفاؤل السهل ، ولكن بحذر وبلا تردد أو تباطؤ .
§ إن حوار المصالحة الذي تلتزم به الكنيسة على الأخص من خلال نشاط الكرسي الرسولي و أجهزته المختلفة حوار معقد دقيق ، ويمكن القول : " إن الكرسي الرسولي يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب والمسئولين عن مختلف المحافل الدولية ، أو الانضمام إليهم بإجراء الحوار ، أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة .
§ والعلمانيون ، الذين يتخذون التبشير بالإنجيل ميداناً لنشاطهم الخاص في عالم السياسة والاجتماع والاقتصاد الواسع المقصد وفي الحياة الدولية ، مدعوون للاتحاد برعاتهم والالتزام بالحوار مباشرة لمصلحة الحوار من أجل المصالحة، فالكنيسة هي التي تقوم بعملها من خلالهم وبواسطتهم .
ومن أهم الوثائق التي صدرت فيما يتعلق بالحوار مع الديانات الأخرى نصَّان أساسيان ؛ أولهما هو : الخطاب الرسولي للبابا " يوحنا بولس الثاني " والمعنون : " رسالة الفادي" الصادر في 7 من كانون أول / ديسمبر عام 1990م ، وقد تم إعلانه يوم 23 من كانون ثانٍ / يناير 1991م ، وثانيهما وثيقة " حوار وبشارة " ، والمؤرخة في 19 من آيار / مايو عام 1991م ، وتم الإعلان عنها في يوم 20 من حزيران / يونيو ، وهي من إعداد لجنة الحوار والمجلس الأعلى لتبشير الشعوب ، وتأتي على مسافة خمسة أشهر من خطاب البابا السالف الذكر .
والعلاقة الموضوعية بين الوثيقتين تكمن في أن الخطاب الرسولي للبابا يؤكد ويفرض أن عملية فداء المسيح قد تمت من أجل خلاص جميع البشر . الأمر الذي معناه إخضاع جميع البشر لعملية التنصير المُلحة التي تم اتخاذ قرارها في المجمع الفاتيكاني الثاني ( عام 1965 ) ، والتي طالب بها البابا علناً عام 1982م . أما الوثيقة الثانية فتعني – اختصاراً – كيفية تنفيذ عملية التنصير هذه ، وكيفية القيام بها من خلال الحوار .
وتقع وثيقة " رسالة الفادي " في 144 صفحة ، وتضم ثمانية فصول ، ونجد في الفصل الخامس منها خمس صفحات عن " الحوارمع الإخوة من ديانات أخرى " نقتطف منها :
§ إن الحوار بين الديانات يشكل جزءا من رسالة الكنيسة التبشيرية ، وهو لا يتعارض مع رسالة التبشير إلى الأمم ، بل على العكس من ذلك ، أنه مرتبط بها بصفة خاصة ، ويعد تعبيراً عنها ، لأن هذه الرسالة موجهة إلى أُناس لا يعرفون المسيح ولا إنجيله . وهم في أكثريتهم الساحقة ينتمون إلى ديانات أخرى .
§ لقد نوه المجمع الفاتيكاني بإسهاب ، وكل تعاليم السلطة الناجمة عنه ، وأكد بثبات دائماً على أن الخلاص يأتي من المسيح ، وأن الحوار لا يعفي من التبشير بالإنجيل .
§ وفي ضوء المخطط من أجل الخلاص ، فإن الكنيسة لا ترى أي تناقض بين التبشير بالمسيح والحوار بين الديانات ، لكنها تشعر بضرورة تنسيقهما في إطار رسالتها الأمم، لأنهما متميزان
§ إن الكنيسة تعترف طواعية بكل ما هو حق ومقدس في التقاليد الدينية عند البوذية والهندوسية والإسلام كانعكاس للحقيقة التي تنير للبشر جميعا ، إلا أن ذلك لا يخفف من واجبها وعزمها على الإعلان بلا تردد أن يسوع المسيح هو الطريق ، والحق ، والحياة .
§ على الحوار أن يوجه وينمى بالإقناع أن الكنيسة هي الطريق العادي للخلاص ، وأنها وحدها تملك كل وسائل الخلاص.
§ مع العلم بأن الحوار يمكن أن يكون مصد ر غنى لكل جانب إلا أنه يجب ألا يكون هناك استسلام ولا تساهل ، بل شهادة متبادلة بغية تقدم هؤلاء وأولئك في طريق البحث والاختيار الديني ، وبغية تجاوز الأفكار المسبقة وعدم التسامح وسوء الفهم .
§ يرمي الحوار إلى التطهير والاهتداء الداخليين اللذين إذا ما تما في خضوع تام للروح القدس أثمرا روحياً .
§ أن المؤمنين جميعاً والجماعات المسيحية كلها مدعوة لممارسة الحوار حتى وإن لم يكن على نفس المستوى ، وبأشكال متماثلة .
§ أن إسهام العلمانيين في هذا الحوار ضروري : إذ يستطيع المؤمنون من خلال أمثلة حياتهم وعملهم أن يحسِّنوا العلاقات بين أتباع الديانات المختلفة ، فضلاً عن أن البعض منهم بوسعه في الأبحاث والدراسات . إن الحوار هو الطريق إلى الملكوت ، وهو بالتأكيد سيعطي ثماره ، حتى وإن كانت الأزمنة والأوقات في علم الأب .
أما وثيقة " حوار وبشارة " ( 4) ففتكون من تسعة وثمانين بنداً ، وهي مُقسَّمة إلى (13 بنداً ) وثلاثة أجزاء (73 ) بنداً ، وخاتمة ( 3 بنود ) ، الجزء الأول فيها بعنوان : " الحوار بين الأديان" ( 14– 54 ) والثاني بعنوان : " التبشير بيسوع المسيح " ( 55 – 76 ) ، والثالث بعنوان : " الحوار بين الأديان والتبشير " ( 77– 86 ) .
و لقد صدرت هذه الوثيقة في ذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على صدور وثيقة مجمع الفاتيكان الثاني والمعنونة : " زماننا هذا " حول علاقات الكنيسة مع الديانات الأخرى ، وهي توضح أهمية الحوار بين الديانات في هذه العلاقة القائمة على ازدواجية رهيبة بين القول والتنفيذ، فالحوار والتبشير يمثلان وجهي عملة واحدة هي رسالة الكنيسة التبشيرية، وهي وثيقة مقدمة من اللجنتين المسئولتين عن إعدادها كبرنامج ومنهج عمل للكنيسة العالمية ، بما في ذلك الكنائس المحلية ، وقد قام بالتوقيع عليها الكاردينال " أرنزي " المسئول عن الحوار مع المسلمين ، ومما ورد بهذه الوثيقة :
§ إن سرعة وسائل الاتصال وتحرك الشعوب وتداخلها قد أوجد نوعاً من الوعي الجديد بالتعددية الدينية ، فالديانات الأخرى لم تعد تكتفي بالتواجد ببساطة ، أو ببقائها صامدة ، بل – في بعض الأحيان – تعرب عن صحوة جديدة ، فهي مازالت تلهم وتؤثر على حياة الملايين من أتباعها ، ففي الإطار الحالي للتعددية الدينية لم يعد من الممكن تناسي الدور المهم الذي تؤديه التقاليد الدينية .
§ إن هذه الوثيقة مقدمة لأتباع الكاثوليكية ولبقية أتباع الكنائس الأخرى لتوحيد الجهود ، لذلك تنتهي المقدمة بتوضيح دلالة بعض العبارات الأساسية التي ترد طوال النص ، ومنها :
v التبشير : عبارة لها أكثر من معنى ، ومنها توصيل النبأ السعيد إلى الإنسانية جمعاء ، وتغيير أعماق الإنسان بواسطتها ، وقيام الكنيسة بغرض الارتداد بواسطة الطاقة الإلهية للرسالة التي تبلغها للأفراد والجماعات ، والتبشير صراحة وبوضوح وبلا مُواربة بيسوع المسيح .
v الحوار : تتسم هذه العبارة بأكثر من معنى أيضاً :
*أولاً : الاتصال المتبادل بغية تحقيق هدفٍ معين .
*ثانياً : اتخاذ موقف من الاحترام والصداقة الذي يجب أن يتسمبه كافة أنشطة إرسالية التبشير ؛ أي ما يسمى بروح الحوار .
*ثالثاً : مجمل العلاقات الإيجابية والبناءة بين الأديان مع جماعات العقائد المختلفة بغية المزيد من التعارف والإثراء مع الطاعة الكاملة للحقيقة واحترام حرية كل فرد .
v البشارة : تعني توصيل الرسالة التبشيرية وسر الخلاص الذي حققه الله للجميع في يسوع بقوة الروح القدس ، ويمكن القيام بذلك على الملأ ، ويمكن القيام بذلك سراً في صيغة حوارات خاصة .
v الارتداد : إن فكرة الارتداد تتضمن دائماً اتجاه الإنسان بالكامل إلى الله ومن ناحية ثانية تعني تغيير الانتماء الديني ، وخاصة الدخول في المسيحية .
v أديان وتقاليد دينية : وتشتمل هذه العبارة على الديانات التي يروق لها الانتسلب إلىعقيدة إبراهيم ، وكذلك التقاليد الدينية الكبرى لآسيا وأفريقيا وبقية العالم .
وبخلاف هذه الإيضاحات الواردة في المقدمة فإننا نطالع في بقية الوثيقة على سبيل المثال:
§ إن الحوار مع الديانات الأخرى ليس نزوة من نزوات الكنيسة الحالية ، وإنما هي رسالة مُبلَّغة من الأب ليتم تطبيقها على كافة الأمم .
§ إن الله قد خلق كل الرجال والنساء على صورته ، وبذلك فإن مصير الجميع واحد، فلا يوجد سوى خطة خلاص واحدة متمركزة في يسوع المسيح الذي قد توحَّد بتجسده بكل إنسان بلا استثناء ، وأياً كانت عقيدته الدينية .
§ الديانات الأخرى رغم ما بها من قيم إيجابية ، هي انعكاس لمحدودية الفكر الإنساني الذي يميل إلى اختيار الشر ، والتعامل مع الديانات الأخرى لا يعني أن يغمض المسيحي عينه على ما بها من تناقضات تفصل بينها وبين المسيحية ، وذلك يعني أن الدخول في حوار بفكرٍ مفتوح مع أعضاء الديانات الأخرى يجب على المسيحيين إقناعهم بصورة سليمة بالتأمل في فحوى ومتناقضات عقائدهم .
§ يتعين على المسيحيين أن يساعدوا مؤمني العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني التقبل عملية الارتداد .
§ إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول في الكنيسة من أجل الخلاص ، لذلك فهو حوا ر من أجل الخلاص .
§ الحوار يتم من أجل الخلاص ، يعني ارتداد الجميع إلى الرب ، وذلك هو ما يعطي قيمة ذاتية للحوا ر ، وأثناء عملية الارتداد هذه يتم القرار بالتخلي عن العقيدة الدينية السابقة والدخول في عقيدة جديدة .
§ أهم مجالات الحوا ر بين مجا ل الأديان هو مجال الثقافة ، لأن مفهومها أ وسع من مفهوم الدين الذي لا يمثل سوى بعداً تصاعدياً وا حداً ، أما الثقافة ، وخاصة العلمانية ، فيمكنها أن تقوم بدور نقدي با لنسبة لبعضالعناصر السلبيةفي ديانة أو أخرى .
§ رغم كل المصاعب والعقبات فإ ن التزام الكنيسة با لحوار ثابت ولا رجعة فيه .
§ إن تقديم الرسالة االتبشيرية ليست مساهمة اختيارية بالنسبة للكنيسة ، إنه الواجب الذي يقع عليها بأمر ا لرب يسوع حتى يمكن للبشر أن يؤمنوا ويُنْقذوا .نعم هذه الرسالة ضرورية ، إنها فريدة ولا يمكن استبدالها ، ولا تتحمل أية لامبالاة ،ولا أية تلفيقية ، ولا أية مواءمة ، إنها متعلقة بخلاص البشر .
إن نصوص هذه الوثائق من الوضوح بحيث إنها ليست بحاجة إلى توضيح ، أو حصرلنقاطها الأساسية . فالموقف لم يعد يترك أي مجال للشك ، أو التخمين ، أو لافتراض أي بصيص من حسن النية ، فتنصير العالم بات أمراً يتم تنفيذه بالفعل منذ اتخاذ هذا القرار في المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني عام 1965م ، وعلى حد قول كافة الوثائق التي تتناول هذا الموضوع ؛ إن تنصير العالم هوقرار لا رجعة فيه، ويتم فعلاً ، وباستخدام كافة الوسائل شريطة أن يتم تدريجياً وبعناية فائقة وصبر طويل دون أن ينكشف أمر من يقومون به .
غير أن الأمر الافت للنظر هنا هو تغيير وسائل وأساليب التبشير من الناحية العملية ؛ أي أنها لم تعد تتم عن طريق فرق المبشرين والمستشرقين فحسب ، وإنما أصبحت تقع على عاتق كافة أتباع المسيحية ، أياً كانت انقساماتهم العقدية ، مع تغيير الأسلوب القائم على السب والتجريح والسخرية وتحريف معاني القرآن الكريم والسنة ؛حيث إنه أسلوب قد ثبتت عدم فعاليته على مر القرون ، فالإسلام – ولله الحمد – ينتشر بثبات ورسوخ لنقائه وبساطة تعاليمه ، وبتغيير منهج التبشير أصبح الاعتماد على الدراسة والتحليل والبحث عن منافذ للتسلل من خلالها بالتدريج هو القانون الجديد ، إضافة إلى تفادي المناقشات الجادة المتعلقة بمناقشات العقيدة المسيحية الحالية من تثليث وتأليه للسيد المسيح وعبادة الصليب....إلخ والتلفع بمسوح الود والاحترام حتى تتم عملية الاغتيال .
ومما تقدم نخرج بأن الحوار في مفهوم الكنيسة الفاتيكانية ليس إلا حرباً صليبية جديدة ؛ حرباً بالكلمات بدلاً من السلاح ، وهو ماكان قد أعلنه بطرس المبجل ، رئيس دير كلوني ، في مطلع القرن الثاني عشر ؛ إذ قال للمسلمين : " إنه لن يبدأ حرباً صليبية جديدة بالسلاح ، وإنما بالكلمات ؛ أي بالحوار . " ( 5 ) الأمر الذي يوضح أن لعبة الحوار الحالية التي تُدار على الصعيد العالمي هي جزء متواصل من مخطط قديم بدأه بطرس المبجل مع " مسلمي إسبانيا " وتمخض عن إبادتهم جميعاً , وإبعاد الإسلام عن إسبانيا ، على حد قول جوليان رييس فى صفحة : 245 الذي يوضح بعد ذلك بمائة صفحة تقريباً " كيف أنه بازدهار الإمبريالية الأوروبية ، طوال القرن التاسع عشر ، قد بدأ احتلال مواقع استراتيجية تم انتزاعها من المسلمين ، ومنها مصر وإيران وأفغانستان والمشرق العربي وشمال افريقيا " صفحة : ( 356 ) فالا رتباط الحميم بين الا ستعمار والتبشير والحوار من القضايا التي لم تعد لحاجة إلى مزيد من الأدلة والبراهين .
وإذا عدنا إلى مطلع هذا المقال ، وإلى قرارات ذلك المجمع الفاتيكاني ، الذي تم فيه تكريس وتدعيم مخطط الحوار والتنصير ، والذي لم يكن في واقع الأمر إلا الخطة التنفيذية لاستتاب العولمة وفرضها على العالم أجمع بحيث لا يكون هناك سوى نظام سياسي واقتصادي واحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، ونظام ديني بزعامة الكاثوليكية الفاتيكانية ، وربطنا كل ما يدور حالياً ، وكل ما بدأت حياكته منذ عام 1965م من اختلاق عبارات من قبيل "الإسلاميين " و" الإسلام السياسي " و " الإرهاب الإسلامي " وتعمد تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، مستعينين بكل وسائل الإعلام من تعتيم وترويج وصولاً إلى سن قانون حماية الأقليات المسيحية في البلدان الإسلامية بعد أن حملَّهم المجمع المشاركة الإجبارية في عمليات التبشير ، ووضعهم بذلك أمام محنة الولاء ، ولمن يكون ؛ للتعصب الفاتيكاني ، أم للوطن الذي ويأويهم ويرعاهم ؟ إذا ما ربطنا بين كل هذه الخيوط وغيرها ، فلم نذكر إلا الشذرات ، وبين ما يدور من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية ، لأدركنا فداحة الموقف ، ولأدركنا ضرورة أن كل المسلمين بعامة ، وكل الذين يشتركون منهم في إجراءات الحوار حقيقة أبعاد تلك اللعبة بالنسبة للغرب والتعصب الفاتيكاني ؛ إذ إن ذلك المخطط " لا رجعة فيه " كما أكده البابا يوحنا بولس الثاني في أكثر من موقع , وأكثر من وثيقة .
كشف المراجع
1- P .Marella , Cardinal " Orientations pour un dialogue entre Chrétiens et musulmans " éd . Ancona , Roma , 1991 .
2- يوحنا بولس الثاني : " المصالحة والتوبة قي رسالة الكنيسة اليوم . " منشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ، الفاتيكان ، 1984م .
3- John Paul ІІ : " Redemptoris Missio " Libreria editrice Vaticana , 1991
4- F. Arinze , Cardinal : " Dialogue et Annonce . " ******** du Conseil Pontifical Pour le Dialogue interreligieux et de La Congrégation pour L’Evangé- lisation des peuples , 1991 .
5- Julien Ries : " Les Chrétiens parmis les religions ." Desclée , Paris , 1987 .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
جزاك الله خيرا ياحسني ونفع بعلمك فقد وفقت في الوقوف مع أهم عناصر المقال وأحسنت الرد فالله درك وعلى الله أجرك .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
بارك الله فيك يا عبد الله الحسني
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
سدد الله الجميع ، ورزقنا وإياهم الصواب في القول والعمل .
-
مؤتمر حوار الاديان؟
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
لقد تفاجأت تماما حينما رأيت مجموعة من المشايخ يجالسون اليهود والنصارى في المؤتمر الحواري للاديان المنعقد في مدريد.
اسئلة كثيرة تطرح حول هذا المؤتمر، ما الغاية منه؟
ولماذا قيل انه خاص بالاديان السماوية ثم ما لبثنا ان رأينا الوثنيين والهندوس والبوذيين والكونفوشيسيون معهم في هذا المؤتمر؟
ويقولون ان هدفه ايجاد نقاط اتصال بين الاديان للتحاور.
ولما سمعنا تصريحات المشاركين من غير المسلمين، وجدنا ان معظم كلامهم يدور حول:
- ان الاسلام ليس دين ارهاب.
-يمكن التعايش مع المسلمين...
الخ من هذه العبارات التي تؤلم القلب،
مما يبين حقيقة المؤتمر وكيف غرر بمن ذهبوا الى هناك من المسلمين.
وغفر الله لمن قال في المؤتمر:
اقتباس:
جميع الحاضرين يشتركون بالإيمان "برب واحد،
وهل يؤمن النصارى برب واحد؟
اقتباس:
ادعو اللمشاركين في الحوار إلى التوجه للقواسم المشتركة لإنجاح هذا اللقاء التاريخي، وهي الإيمان العميق بالله
وهل عند البوذيين ايمان عميق بالله؟
نسال الله الهداية
-
رد: مؤتمر حوار الاديان؟
لا يوجد دين سماوي غير الإسلام فعبارة " الأديان السماوية " عبارة باطلة فالنصرانية واليهودية دين أرضي من عند البشر , أما ما يردده السذج والجهلة فهذا بسبب الجهل والتأثر بالأفكار الهدّامة , وأما من يزعم أن اليهود و النصارى وباقي المشركين " يدعون رب واحد " - أي أنهم لا يشركون بالله شيئاً - فهذا كافر لتكذيبه صريح القرآن وصحيح وصريح السنة وما أجمعت عليه الأمة إجماعاً قطعياً معلوماً من الدين بالضرورة .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحقيقة أني قد استصبت في بعض من نحسبهم على خير -وهم كذلك- فمحاولة تلميعهم لمقال عوني الشريف، والدفاع عنه إما لجهلهم بحقيقة ما يدعو إليه الشريف وغيره، أو أنهم يعرفون الحقيقة لكنهم يؤثرون الذب عنه وعن مقاله على حساب نصرة المنهج السلفي الواضح الذي لا لبس فيه ، ليتنا ندع التعصب للشخوص ونجعل غايتنا نصرة ديننا والذب عنه،
ولله در الأخ الكريم عبدالله الحسني فقد أتى برد وافي ومسكت، وشكر الله للشيخ محمد القصاص والشيخ سليمان الخراشي والأخ أبو عمر السلفي ما بذلوه ونقلوه من كلام الأئمة مما لا يسع القارئ طالب الحق إلا أن يحمد الله على وجود أمثالهم ممن يضعون النقاط على الحروف، ويجلون الحقائق،
ومن المؤسف حقا أن نجد دعاة وطلاب علم يرددون مصطلحات التنويريين دعاة العصرنة والتمييع كنظرة المؤمرة والحوار مع الآخر وتحسين صورة الإسلام إلى آخر سلسلة مصطلحات القوم التي لا يراد بها سوى هدم الدين وتفكيك عراه وتبديله بما يناسب واقعهم .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبدربه
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
اتق الله ياشيخ
ماهذا ؟
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
هذا الحق الذي سوف نسأل عنه يوم القيامة وسنحاسب عليه...
ان كان لديك رد علمي فاذكره حتى تبين لنا وجه الخطأ اما المجاملة فسوف تحاسب عليها ووالله اني لارى ان الله قد اخذ كبار العلماء كابن عثيمين وغيره رحمة بهم مما نرى ونسمع فان السكوت شر والمجاملة شر اكبر وما نملك الا ان نقول الحق فلعل ذلك يعذرنا امام الله رب العالمين....
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبدربه
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
بارك الله فيكم
وعجبا كأننا في حالة سلم مع اليهود و الصليب حتى يقال حوار
فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين
تا الله هل صدع هؤلاء الجهلة بما انزل في كتاب الله ام هذا اشبه بتقية الشيعة ام انه انكار لما في كتاب الله و سنة نبيه في قتال الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و يؤتوا حقها ؟
وقد رأينا في أيامنا هذه عوام الناس يجهلون احاديث القتال و يقولون لم نسمع بها ابدا
فأين كثرة الدعاة الى الله و الفضائيات و الاشرطة ووو
سمع الناس عن الغيبة و عن الصلاة عن الحج و الصيام و لم يفهموا اصل الدين و لا يعرفون الولاء و البراء يتحدثون عن التعايش السلمي و ينكرون احاديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن قتال الكفار وغزوهم حتى يكون الدين كله لله
فأنا لمن لم يدعو قومه الى الحق أن يدعو غيرهم ؟
أنا له ذلك ؟
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
بارك الله في الشيخ المحدث حاتم العوني ونفع الله بعلمه .
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبدربه
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
الأخ صالح أرى في ردك غيرة على الإسلام نحسبك كذلك ولانزكي على الله أحد ومع هذه الغيرة أرى عجلة في الحكم على من حضر المؤتمر ... وعندي مجموعة أسئلة ليتسع صدرك أخي الحبيب لأخيك المحب ..
1/ هل تابعت المؤتمر فأحطت بجدول أعماله وأطلعت على ما قيل فيه ؟
2/ هل تلك المحاور التي على أساسها تم إقامة هذه المؤتمر كلها أمور داخلة في الردة والموافقه عليها ردة ؟
3/ إن لم تكن كل تلك المحاور مخرجة لمن ارتضاها من الإسلام هل وافق من حضر على المنهي عنه شرعاً ؟
4/ هل تظن أن هناك فرق بين مؤتمر الحوار ومؤتمر التقارب (لأني رأيت البعض ينزل فتاوى الأخير على الأول !)
أخي الحبيب المسلم لا يرتضي أن يسوى بين دين الله الحق والدين الباطل بل و لا بد له أن يبرئ إلى الله عز وجل من الكفر وأهله وهذا معروف في عقيدة الولاء والبراء لكن هل هذا المؤتمر ينقض هذا الأمر وأنه لا براء من المشركين !
نسأل الله العفو والعافية وأن يوفقنا وإياك
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حاتم الرازي
1/
اقتباس:
هل تابعت المؤتمر فأحطت بجدول أعماله وأطلعت على ما قيل فيه ؟
2/
نعم تابعت واهم ماتابعت كلمة الافتتاح وكفى بها كلمة !!!!
اقتباس:
هل تلك المحاور التي على أساسها تم إقامة هذه المؤتمر كلها أمور داخلة في الردة والموافقه عليها ردة ؟
3/
للحكم بالردة على شخص يكفي ان يرتكب امرا واحدا لاامورا حتى يحكم عليه وهذا طبعا بعد اقامة الحجة وانتفاء الموانع
اقتباس:
إن لم تكن كل تلك المحاور مخرجة لمن ارتضاها من الإسلام هل وافق من حضر على المنهي عنه شرعاً ؟
4/
اظن اجابتي السابقة كافية فالحجة ينبغي اقامتها على من حضر ومن لم يحضر اذا كان موافقا لما استلزمه ذلك الحوار الجائر على دين الله الاسلام
اقتباس:
هل تظن أن هناك فرق بين مؤتمر الحوار ومؤتمر التقارب (لأني رأيت البعض ينزل فتاوى الأخير على الأول !)
ليس هناك نقاط تقارب حتى نتحاور من اجلها فربنا واحد ولهم ارباب متعددة وديننا ناسخ ودينهم منسوخ بل ان الحوار هو المقدمة للتقارب المفضي الى الكفر الصراح.
اخي الفاضل :
انا لست من دعاة التكفير ولا من دعاة التفجير وان كنت ارى انهم اولى بالحوار من اليهود والنصارى وعباد البقر واصحاب الفلسفات المعتبرة- وضع خطا تحت المعتبرة-!!
لذلك لم احكم على من حضر المؤتمر ومثله من اقر به ولم يحضر بالردة الا بعد ان تقام الحجة التي يستلزمها هذا الحوار الجائر وهي مسلمات تعلمناها منذ الصغر اثبتها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم واخرها سورة التوبة وهي اخر ما انزل من القران الكريم واوضحتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها الصحابة والتابعين وتابعيهم وسقط في سبيلها الشهداء في كل بقاع الارض ومنها تلك الارض المسلمة المغتصبة التي عقد عليها المؤتمر!!!.
لقد مر المسلمون على مدى القرون السابقة بفترات ضعف لكنها لم تنسهم ان الحوار بين المسلمين وغيرهم ينبثق من امور ثلاثة لاسواها:
- اما ان يدخلوا في الاسلام
- او يعطوا الجزية وهم صاغرون
- او القتال
ولن تتغير هذه القاعدة مهما اصاب المسلمين من ضعف وعجز وخذلان وما سمعنا انهم هرعوا الى اليهود والنصارى ليحاوروهم على كيفية اصلاح الاسرة ومكافحة الامور المضرة بالبيئة وووو..
ونسينا ان منهجنا الذي نعتمده اصلا نحن السلفيين هو التوحيد لا التثليث ولا الفلسفات الملحدة
واني والله لااعجب كيف تمر علينا الفتن الواحدة اكبر من سابقتها ونحن نلتمس الاعذار ونبرر وما يدرينا لعل حكام المسلمين معذورون اذهم يرون اكابر العلماء يلتزمون الصمت هذا اذا لم لعلنوها بصراحة تحت مبرر المصالح والتي اضاعت علينا شطر ديننا...
اما كان لعلماءنا الافاضل عبرة في غلام الملك اذا كان في استشهاده دعوة لاسلام امه؟!
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في زاد المعاد (3/303) عند ذكر فوائد قصَّّة صلح الحديبية:
((ومنها أنَّ المشركين، وأهل البدع، والفجور، والبغاة، والظلمة، إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حُرْمَةً من حرمات الله تعالى أُجِيْبُوا إليه، وأُعْطُوه، وأُعِيْنُوا عليه، وإنْ مَنَعُوا غيره؛ فيُعَاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كُفْرِهم وبَغْيِهِم، ويُمْنَعون ممَّا سوى ذلك.
فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.
وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس.
ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله (ص)، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله (ص)، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق ررر أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله (ص)، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله (ص)، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه)).
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// ويمينك، وبارك الله فيك..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
شكر الله لك ياشيخ عدنان
وحفظ الشيخ حاتم ووفقه لكل خير
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// آمين، وبارك الله فيك وجزاك خيرًا
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في زاد المعاد (3/303) عند ذكر فوائد قصَّّة صلح الحديبية:
((ومنها أنَّ المشركين، وأهل البدع، والفجور، والبغاة، والظلمة، إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حُرْمَةً من حرمات الله تعالى أُجِيْبُوا إليه، وأُعْطُوه، وأُعِيْنُوا عليه، وإنْ مَنَعُوا غيره؛ فيُعَاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كُفْرِهم وبَغْيِهِم، ويُمْنَعون ممَّا سوى ذلك.فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.
وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس.
ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله (ص)، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله (ص)، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق ررر أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله (ص)، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله (ص)، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه)).
شيخنا الفاضل..هل يمكن ذكر بعض ما تعظم به حرمات الله من بنود الحوار الآن؟
لأننا بصراحة لم نر شيئا يبعث على التفاؤل، فالدنية والذلة في هذا الحوار ملازمة للطرف المسلم، كما أن عبارات رددت فيه تصحح وتوافق على أديان الكتابيين وحتى الوثنيين، فأين تعظيم حرمات الله، والشرك يقرر كعقيدة ودين محترم؟
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
.............
اقتباس:
لأننا بصراحة لم نر شيئا يبعث على التفاؤل، فالدنية والذلة في هذا الحوار ملازمة للطرف المسلم،
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
.............
صيد في الماء الصافي..هداك الله..
قصدي معلوم للشيخ عدنان وهو المعني بكلامي لا أنت!
وكي لا يظن بي ظان خلاف ما اردتُ فقصدي حوار الوقت الراهن لا حوار النبوة المعصوم.
حسبي الله ونعم الوكيل..
أنتظر إجابة شيخنا الكريم عدنان بخاري.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
جميل هذا التعبير ...و لكني ما قصدت ما قلت...انما قصدت وجه المشابهة من ايردا مثال صلح الحديبية من أن كثيرا من المسلمين ظنوا ان مثل هذا الصلح هزيمة لهم و كانوا يرون فيه الدنية كما قالوا آنذاك مستنكرين علام نعطي الدنية في ديننا؟؟؟...و الأمر يقول لهم ان جنح الآخر للسلم فاجنح له و توكل على الله و ان أحسست أن نيتهم ليست السلم...فهذا ما قصدت و لم أقصد سحب كلامك على حوار أهل الحديبية ..و انما فقط التنبيه على موضع التشابه...فعذرا ان أسأت التعبير
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
بسم الله
أختنا الفاضلة شذى الجنوب
وفقك الله وسددك ونريد إجابات عن أسئلتك ، ، فقد أجدت ووفقت وفقك الله وكل مسلم للحق
ولي إضافة صغيرة لكنها مهمة:
كثيرا ما نسمع في هذه الآونة بنظرية المقاصد ، ومعلوم أن من قعدها بصورة واضحة هو الفقيه الأندسي الإمام الشاطبي رحمه الله ، ولكن الإمام الشاطبي حين قعد هذه النظرية كان فقيها عالما حريصا على شرع الله ، ولذا وحين قعد نظريته هذه كان يقصد بها التمكين للدين ونصرة الملة ، ولا تتحدد نصرة الدين بساحات الوغى فقط ، بل الحفاظ على العقل المسلم معتزا بدينه مؤمنا بعصمته وكماله هو بدية النصر وأسه وأساسه ، وأساس العلو ، ولذا فقد غاظ الكفار أجميعن والمنافقين أجميعن قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، فحفظ الدين من انتحال المبطلين وغلو الجاهلين هو الأساس وهو التمكين في الأرض لدين الله ولأوليايه ، ولو نظر الشاطبي في حال كل من يلغون في هذا الأمر بدون علم - حتى لقد سمعنا ممثلين ومغنين أجلكم الله يتحدثون عن مقاصد الشريعة - لكان أول من يبن جهلهم ويظهر فساد منهجهم ، لأن مقاصد الشريعة من الشريعة ذاتها بل هي الشريعة ، فمن مقاصد الشريعة بل في مقدمتها حفظ الدين ، فهل في حوار الأديان الباطل ما يحفظ الدين ؟؟ بل لم نر الهجوم على دين الله وظهور المقالات التي تشكك فيه وفي علمائه إلا في زمن حوار الأديان الخبيث الباطل .
اللهم هداك والثبات على دينك أسألك .
في 16/12/1429
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حيا الله الإخوة الكرام وبارك الله فيكِ أختنا شذى الجنوب
/// رأيت سؤالك والمشاركات الأخرى وقد ألمَّت بي أمور صرفتني عن الكتابة والتَّحرير، وأسأل الله أن ييسِّر ذلك غدًا إن شاء الله.
/// والخطب سهلٌ إن شاء الله.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// وقبل الإجابة عن سؤال الأخت الكريمة هل عند أحدٍ من الإخوة أي ملاحظة على كلام ابن القيِّم الذي نقلته ههنا قبل 10 مشاركات؟ من كان عنده شيءٌ فلْنتحاور بشأنه..
/// لأنَّ نقلي لقوله أسبق من سؤال أختنا الفاضلة..
فإن لم تكن هناك أي ملاحظات على كلام الإمام نقبل على الجواب إن شاء الله.
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
/// أنتظر آراء الإخوة والأخوات -بارك الله فيهم- في كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله المنقول فوق..
/// والمطلوب: أيوافقونه أم يخالفونه؟ أم عليهم تحفُّظات عليه في بعض الجوانب؟
/// لأنِّي أرى كلام الشيخ حاتم وفَّقه الله مطابقًا لكلام ابن القيِّم ومؤدِّيًا إليه..
-
رد: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة ( د.الشريف حاتم العوني)
وللتنظيم:
معارضة كلام ابن القيم لا تكون إلا على أحد وجهين:
الأول: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم خطأ.
الثاني: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم صحيح لكن تحقيق المناط لا يقبل إدخال حوار الأديان تحته= كأن يرى المُعارض أن ليس في حوار الأديان ما أشار إلى مصلحته ابن القيم..