المعضل فيما لم يسقط منه شيء البتة !

قال الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح 2 / 575 :
قلت: وجدت التعبير بالمعضل في كلام الجماعة من أئمة الحديث فيما لم يسقط منه شيء البتة.
فمن ذلك: ما قال محمد بن يحيى الذهلي - في "الزهريات" -:
حدثنا أبو صالح الحراني - عبد الغفار بن داود - ، ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف فيمر بالمريض فيسلم عليه ولا يقف".
قال الذهلي: "هذا حديث معضل لا وجه له ؛ إنما هو فعل عائشة - رضي الله عنها - ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه ذكر والوهم فيما نرى من ابن لهيعة".
ومن ذلك:
قال النسائي - في اليوم الليلة -: ثنا يزيد بن سنان نا مكي بن إبراهيم ، عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر - رضي الله تعالى عنه - قال : "متعتان كانتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .." الحديث.
قال النسائي:" هذا حديث معضل لا أعلم من رواه غير مكي، لا بأس به، لا أدري من أنبأني به".
ومن ذلك :
قال أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني - في ترجمة ضبارة بن عبد الله أحد الضعفاء -: "روى حديثا معضلا" وهو متصل الإسناد.

وقال ابن عدي - في ترجمته زهير بن مرزوق - في "الكامل":
قال ابن معين: "لا أعرفه".
قال: "وإنما قال ابن معين ذلك لأنه ليس له إلا حديث معضل وساقه، وإسناده متصل".
وقال الحاكم أبو أحمد - في ترجمة الوليد بن محمد الموقري - : "كتبنا له عن المسيب بن واضح أحاديث مستقيمة، ولكن حاجب ابن الوليد وعلي بن حجر حدثا عنه بأحاديث معضلة.
وقال ابن عبد البر: "في حديث رواه عبد الجبار بن أحمد السمرقندي عن محمد بن عبد الله المنقري عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
لا مدخل لسعيد ولا لأبي هريرة - رضي الله عنه - في هذا الحديث، وإنما رواه الزهري عن علي بن الحسين - رضي الله عنه - وهذا مما أخطأه فيه عبد الجبار وأعضله.
قال أبو الفتح الأزدي - في ترجمته محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري - : "روى عن ملك بن دينار معاضيل".
ونسخة هذا الرجل هي عن مالك بن دينار عن أنس- رضي الله عنه - وغيره، ولا انقطاع فيها.
فإذا تقرر هذا فإما أن يكونوا يطلقون المعضل لمعنيين، أو يكون المعضل الذي عرف به المصنف وهو المتعلق بالإسناد بفتح الضاد،وهذا الذي نقلناه من كلام هؤلاء الأئمة بكسر الضاد ويعنون به المستغلق الشديد. وفي الجملة فالتنبيه على ذلك كان متعينا.اهــ

فائدة رائعة

جزاك الله خيرا أبا البراء على مرورك الكريم .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

جزاك الله خيرا أبا البراء على مرورك الكريم .

---

وجزاك مثله شيخنا

جزاكم الله خيرا جميعا

فائدة نافعة

وفقكم الله

نفع الله بك.

ومما وقفت عليه ولم يذكره الحافظ ابن حجر ، وهو بنفس المعنى الذي ذكره ، فهي تعني أحياناً : الحديث أو الإسناد المنكر ، أو الشديد الضعف، ، أو الشديد النكارة ، أو الموضوع ، وذلك فيما ما جاء في الكنى والأسماء للدولابي 2 / 484 :
877 - وروى أبو صالح الراسبي ، قال : حدثنا موسى بن مروان ، قال : حدثنا بقية ، عن أبي حلبس خليد بن دعلج ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حضرته الوفاة فكانت وصيته على كتاب الله كانت كفارة لما نزل به خير زكاته في حياته .
قال أبو بشر ( أي الدولابي ) : هذا حديث معضل يكاد أن يكون باطلا .اهــ

وقد ذكر ذلك السخاوي في فتح المغيث 1 / 284 :
واعلم أنه قد وقع كما أفاده شيخنا ( يعني ابن حجر ) التعبير بالمعضل في كلام جماعة من أئمة الحديث فيما لم يسقط منه شيء البتة بل لإشكال في معناه ، وذكر لذلك أمثلة .
ولم يذكر منها ما رواه الدولابي في الكنى من طريق خليد بن دعلج عن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه رفعه : "من كانت وصيته على كتاب الله كانت كفارة لما ترك من زكاته". وقال : هذا معضل يكاد يكون باطلا .
قال شيخنا : فإما أن يكون يطلق على كل من المعنيين ، أو يكون المعرف به - وهو المتعلق بالإسناد - بفتح الضاد ، والواقع في كلام من أشير إليه بكسرها ، ويعنون به المستغلقَ الشديد ، قال : وبالجمله فالتنبيه عليه كان متعينا . اهــ

ومما يضاف أيضاً مما جاء ذكره في هذا الباب ما أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة" (ص/152) رقم (105) قال: حدثني المسيب بن وضاح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال:"مداراة الناس صدقة".قال أبو زرعة: "ليس هذا المحفوظ وهو معضل غليظ".
وقول العقيلي في "الضعفاء" (3/ 195):"عمر بن يزيد الشيباني الرفاء شيخ بصري مجهول بالنقل، جاء عن شعبة بحديث معضل". ثم ساق الحديث.
ولست بصدد تخريج الأحاديث والحكم عليها، إنما ذكر إطلاق مصطلح المعضل

فيما لم يسقط منه شيء البتة. والله أعلم.

جزاك الله خيرا .
ومما وقفت عليه أيضا :
قال ابن عدي في الكامل 1 / 297 ( ترجمة إسماعيل بن عياش ) :
حدثنا الفضل بن عبد الله بن سليمان الأنطاكي حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ممسكا بأذن التيس وهو يقول ما كنت حين كنت ذكرا من الضأن ولا كنت حين كنت أنثى من المعز ولقد اجتمعت فيك كل شيء.
قال الشيخ : وهذا الحديث معضل منكر بهذا الإسناد ولا يرويه غير ابن عياش عن ابن جريج ، وغلط على ابن جريج ، إنما رواه ابن جريج قال : حدثت عن عكرمة عن ابن عباس أن سعد بن أبي وقاص مر بتيس فأخذ بأذنه فقال هذا الكلام .اهــ

وقال رحمه الله أيضا 2 / 453 ( ترجمة حريز بن عثمان ) :
وقال يحيى بن صالح الوحاظي : أملى علي حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عن الوحاظي هذا الحديث أيضا عن حريز عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا في تنقص علي حديث لا يصلح ذكره في الكتاب معضل منكر جدا لا يروي مثله من يتقي الله. قال الوحاظي : فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركت الكتاب عنه .. اهــ

وقال ابن عدي أيضا 3 / 143 ( ترجمة روح بن أسلم الباهلي ) :
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة البغدادي اسمه أحمد بن محمد بن شبيب ثنا أحمد بن مطهر المصيصي ثنا روح بن أسلم ثنا حماد بن سلمة عن أبي هاشم الرماني ثنا إبراهيم بن ميمون الصائغ عن عطاء بن أبي رباح عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الضبع صيد وفيها جزاء كبش مسن إذا أصابها المحرم وتؤكل ...
قال ابن عدي : وهذه الأحاديث عن حماد غير محفوظة إلا حديث أبي فإنه شورك فيه وحديث يحيى بن سعيد عن أبي الزبير موقوف وحديث أبي هاشم الرماني بإسناده معضل منكر .اهــ

ومما يضاف أيضاً:ما يجمع بين إعضال المتن والسند:
قال ابن عدي في "الكامل" (2/ 264- 265) في ترجمة (أشعث بن عطاف، يكنى أبا النضر)
حدثنا محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا سختويه الباهلي الزاهد، حدثنا أشعث بن عطاف عن سفيان الثوري عن العمري عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره.
قال ابن عدي: وهذا حديث عن الثوري معضل الإسناد والمتن ويروى هذا عن العمري الصغير عن نافع، عن ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه.
قال ابن عدي: وهذا الحديث أيضاً لا يرويه بهذا الإسناد عن الثوري إلا أشعث.

وفي ترجمة عبد الله بن يزيد بن آدم السلمي ويقال اﻷودي ، في تاريخ دمشق 33 / 371 : ... قال إبراهيم بن يعقوب السعدي : عبد الله بن يزيد الذي يروي عنه أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكرة حديثه في الراسخين في العلم حديث معضل الذي حدث به نعيم بن حماد نا فياض الرقي نا عبد الله بن يزيد اﻷودي ثني أنس وأبو الدرداء وأبو أمامة ذكر رسول الله صلى الله اليه وسلم . وأعوذ بالله ان أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحز في قلبي ..

ومما يضاف أيضا ما ذكره ابن عدي في كتابه الضعفاء، في ترجمة :
إسماعيل بن أبي عباد ، وأبو عباد اسمه : أمية. بصري ، سمعت زكريا الساجي ضعفه ويقول : روى مثل هذا حدثناه الساجي قال : سمعت إسماعيل بن أبي عباد الذارع يقول : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الرهن بما فيه".
حدثناه محمد بن احمد عن أبي مقاتل حدثنا احمد بن عبد الله بن زياد الحداد حدثنا إسماعيل ابن أمية بصري حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
قال الشيخ : وإسماعيل بن أبي عباد هذا لا أعرفه الا بهذا الحديث وهو حديث معضل بهذا الإسناد.

ومما وقفت عليه أيضا :
قال العقيلي في الضعفاء الكبير :
1193- عمر بن يزيد الشيباني الرفاء شيخ بصري.مَجهولٌ بالنقل ، جاء عن شعبة بحديث معضل.
حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد وعلى بن عبد العزيز قالا ، حَدَّثَنَا عمر بن يزيد الشيباني - قال علي: الرفاء - قال : حَدَّثَنا شعبة ، عن عمرو بن مرة عن شقيق بن سلمة، وقال علي : سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة ، قال : سَمِعْتُ عَبد الله . وقال علي : عن عَبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بال قوم يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق هواهم وما خالف هواهم تركوه فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم ألا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور ".
ليس هذا الحديث من حديث شعبة أصل ، وهذا الكلام عندي - والله يعلم - يشبه كلام عَبد الله بن المسور الهاشمي المدايني - وكان يضع الحديث - وقد روى عمرو بن مرة عنه ، فلعل هذا الشيخ حمله على رجل عن عمرو بن مرة عن عَبد الله بن المسور فأحاله على شعبة .اهــ

وقد ذكره الحافظ في لسان الميزان ، ونقل كلام العقيلي هذا !

للفائدة واتمنى التصحيح: أظن اول من ورد على لسانه جملة تفيد الإعضال في الحديث, هو إمام الائمة الإمام الزهري رحمه الله تعالى رحمة واسعة, في معرض حديثه عن روايات العراقيين على زمنه: يا أهل العراق يخرج الحديث من عندنا شبراً ويصير عندكم ذراعا. (ويعود من عندكم باعاً)
وقد روى ابن ابي شيبه في مصنفه: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن حبيب قال: سمعت ابن عمر يقول: يا أهل العراق، تأتون بالمعضلات - فإن كان قصد الصحابي الجليل الروايا, يصبح أصلها عن الصحابة.

يتبع بإذن الله لمن لديه فائدة في الموضوع .

جزاك الله خيراً على فتح الباب أمام من لديه فائدة.
قولكم: وفي ترجمة عبد الله بن يزيد بن آدم السلمي ويقال اﻷودي ، في تاريخ دمشق 33 / 371 : ... قال إبراهيم بن يعقوب السعدي : عبد الله بن يزيد الذي يروي عنه أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكرة حديثه في الراسخين في العلم حديث معضل الذي حدث به نعيم بن حماد نا فياض الرقي نا عبد الله بن يزيد اﻷودي ثني أنس وأبو الدرداء وأبو أمامة ذكر رسول الله صلى الله اليه وسلم . وأعوذ بالله ان أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحز في قلبي.
أقول: لو طلبنا العلو نقول إن قول إبراهيم بن يعقوب السعدي وهو الجوزجاني صرح به في كتابه "أحوال الرجال" (ص/ 280-282) رقم (290) بقوله:"عبد الله بن يزيد الذي يروي عنه أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكرة حديثه في الراسخين في العلم حديث معضل الذي حدثني به نعيم بن حماد حدثنا فياض الرقي حدثنا عبد الله بن يزيد الأودي حدثني أنس بن مالك وأبو الدرداء وأبو أمامة ذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعوذ بالله أن أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حديث يحز في قلبي". ورواه عنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/ 371).

شكر الله لك .

وقال ابن عدي أيضا في الكامل 3 / 33:
ثنا ابن صاعد ، ثنا محمد بن ميمون المكي ، ثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي ، ثنا سفيان بن سعيد ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن أنس بن مالك ، وعن مسروق قالا : حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم ، وقال في حجته : اللهم حجة لا رياء وسمعة.
قال الشيخ : وهذا حديث معضل الإسناد ولا أعرف للثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن أنس غير هذا .

بعد هذه الأمثلة الدالة على ما سبق التنبيه عليه من قبل الأخ المشرف أبي مالك حفظه الله حيث قال في مشاركة سابقة:"فهي تعني أحياناً : الحديث أو الإسناد المنكر ، أو الشديد الضعف، ، أو الشديد النكارة ، أو الموضوع"، وهذا في غاية التحرير لما

وقع في مواضع عدة في كلام الأئمة الذين جاء النقل عنهم، فقد فجاء ذلك في كلام الجوزجاني، وابن عدي، والعقيلي، وما نقله الحافظ ابن حجر عن الذهلي، والنسائي، وأبي الفتح الأزدي، وأبي أحمد الحاكم. ومما في معناه الآنف الذكر قول ابن عدي في (الحسن بن زيد بن الحسن الهاشمي) في "الكامل" (3/172):"الحسن بن زيد هذا يروي عن أبيه وعكرمة أحاديث معضلة". فقوله: "أحاديث معضلة"، أراد منكرة، بدليل قوله: "وأحاديثه، عن أبيه أنكر مما رواه عن عكرمة".
وقول الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 248) في ترجمة:محمد بن الفضل بن عطية أبو عبد الله مولى بني عبس كوفي ويقال مروزي الأصل.
قال:"سكن بخارى، وحدث بها مناكير وأحاديث معضلة عن أبي إسحاق السبيعي، وزياد بن علاقة، وزيد بن أسلم، وعمرو بن دينار، ومحمد بن سوقة، ومنصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وابن جريج، وغيرهم".
وفي ترجمة: الحسن بن علي أبو علي النخعي ويعرف بأبي الأشنان. قال في "تاريخ بغداد" (8/ 373):"وقد حدث أبو الأشنان هذا عن عبد الله بن يزيد الدمشقي، عن الأوزاعي بأشياء معضلة، وعن غيره بالمناكير، وهو بين الأمر في الضعفاء". والله أعلم.

وقال ابن عدي أيضا في الكامل في ترجمة سويد بن إبراهيم :
... ثنا محمد بن هارون بن حميد ومحمد بن يوسف بن عاصم قالا ثنا سعيد بن محمد بن ثواب الحضرمي ثنا طالوت الصيرفي عن سويد أبي حاتم وسلام بن مسكين عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمتي في الأرض أكثر من عدد الحصا". ولم يذكر بن عاصم في الإسناد سلام ثناه محمد بن يوسف بن عصام ثنا سعيد بن محمد بن ثواب ثنا طالوت عن سويد ثنا أبي حاتم عن قتادة عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
قال الشيخ : وهذه الرواية أشبه من الذي رواه محمد بن هارون بن حميد حيث ذكر في إسناده سلام بن مسكين ؛ لأن سلام لا بأس به ، وسويد فيه ضعف ، وهو حديث معضل عن قتادة.
وقال رحمه الله في موضع آخر في ترجمة عبد الله بن محمد بن زاذان :
... ثنا عمران السختياني ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الله بن محمد بن زاذان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا لم يكن عند أحدكم ما يتصدق به فليلعن اليهود ".
قال الشيخ : وهذا جعل إبراهيم بن المنذر بن عبد الله وهشام بن عروة أبوه ، وهو حديث معضل ..

وقال ابن عدي في الكامل ، ترجمة : ثابت بن أبي صفية :
ثابت بن أبي صفية واسم أبي صفية دينار الأزدي كوفي وهو معروف بكنيته ، وهو أبو حمزة الثمالي الأزدي .....
ثنا عبد الله بن محمد بن سلم ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى ثنا أبو حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من زار أخاه في الله لا لغيره التماس موعود الله ويتخذ ما عند الله ، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه حتى يرجع الى بيته إلا طبت وطابت لك الجنة".
قال الشيخ : وهذا الحديث معضل عن أبي إسحاق رواه عن أبي جعفر غير أبي حمزة إلا أني أردت أن حفص بن غياث حدث عنه حذيفة .

وقال رحمه الله في ترجمة :
غالب القطان : وهو غالب بن خطاف بصري :
... حدثنا الساجي ثنا بن المثنى ثنا عبد الصمد ثنا شعبة ثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي يقرأ عليك السلام فقال وعليك وعلى أبيك السلام ولغالب غير ما ذكرت وفي حديثه بعض النكرة وقد روى عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله حديث شهد الله حديث معضل ، رواه عنه عمر بن المختار بصري ، ورواه عن عمر عمار بن عمر ابنه ؛ حدثناه الحسن بن سفيان وعبدان ومحمد بن الحسن البصري وأحمد بن حفص السعدي كلهم عن عمار بذلك وغالب الضعف على أحاديثه بَيِّـن . اهــ

وقال ابن عدي رحمه الله أيضا :
1562 الفضل بن سلام حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان القطان يلقب سبالة ثنا الحسن بن مدرك ثنا الفضل بن سلام وقال أبو علي : وكان الفضل عندي لم يكن بالحال التي يحمل عنه عن معاوية أبي العوام قال أبو عوانة وأنا رأيته كان رجلا صالحا ثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالحجامة يوم الخميس فإنه يزيد في الأرب". قيل : يا رسول الله، وما الأرب ؟ قال : العقل . وهذا حديث معضل لا يرويه غير الفضل هذا ، وهو بصري ولا أعرف للفضل شيئا غير هذا الحديث .اهـ

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

حدثنا أبو صالح الهراني ، ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف فيمر بالمريض فيسلم عليه ولا يقف".

---

(الهراني) تصحيف وصحفت أيضا (الهرابى) وهو:أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ ،عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد بن رداد بن ربيعة بن سليمان بن عمير البكرى
وتم ذكره على الصواب في التمهيد
وسقط من المطبوع يعتكف فيمر بالمريض (في البيت) فيسلم عليه ولا يقف
وهي مذكورة في التمهيد ومنقولة عن الحافظ في كتاب :توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار
وقول الذهلي:

اقتباس:

---

هذا حديث معضل لا وجه له ؛ إنما هو فعل عائشة

- رضي الله عنها - ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه ذكر والوهم فيما نرى من ابن لهيعة

---

هو في التمهيد
قَالَ: وَهَذَا مُعْضِلٌ لَا وَجْهَ لَهُ إِنَّمَا هُوَ فِعْلُ عَائِشَةَ
لَيْسَ ذِكْرُ النَّبِيِّ (ص) مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي شَيْءٍ وَهَذَا الْوَهْمُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فِيمَا نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وهو بمعناه

شكر الله لك .
وفي شرح السنة للبغوي : 1837- أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْقِلٍ الْمَيْدَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، وَعَمْرَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِنِّي كُنْتُ لَآتِي الْبَيْتَ وَفِيهِ الْمَرِيضُ ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إِلا وَأَنَا مَارَّةٌ وَهِيَ مُعْتَكِفَةٌ ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأُرَجِّلُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ ، وَكَانَ لا يَأْتِي الْبَيْتَ لِحَاجَةٍ إِلا إِذَا أَرَادَ الْوُضُوءَ".

فلعل الذهلي يريد هذا أو نحوه، والله أعلم.