http://majles.alukah.net/attachment....id=12390&stc=1
تنبيه: خلاصة المدارسة سيتم نشرها - هنا - إن شاء الله تعالى -.
لينتفع منها من لم يتمكن من التسجيل في المجموعة.
ومن الله التوفيق.
***
عرض للطباعة
http://majles.alukah.net/attachment....id=12390&stc=1
تنبيه: خلاصة المدارسة سيتم نشرها - هنا - إن شاء الله تعالى -.
لينتفع منها من لم يتمكن من التسجيل في المجموعة.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12391&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
مسائل درس اليوم الاثنين،
19 ذو القعدة 1437
الموافق: 22/8/2016
يشتمل درس اليوم على ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف موجز "بالدرة اليتيمة"، وناظمها.
المسألة الثالثة: مقدمة الدرة اليتيمة، وبيان أهم مبادئ علم النحو.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
http://majles.alukah.net/attachment....id=12392&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
قال الله – تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]. وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (متفق عليه).
يستفاد من النصين:
• وجوب الإخلاص في كل ما يتقرب به العبد إلى الله – تعالى -،
ومنه: (طلب العلم).
• وحقيقة الإخلاص: أن يبتغي العبد بعمله وجه الله والدار الآخرة.
المسلك التربوي لطالب العلم في هذا الباب:
وجوب تعاهد نيته، وطلب إخلاصها؛ لأن الإخلاص:
- مادة نماء العلم وبركته،
- ونقائه وصوابه،
- ودوامه وثباته،
- ومنفعته وثوابه.
فالعلوم بلا نيات؛ أشباح بلا أرواح، وصور بلا حقائق .
وغيث التوفيق يستمطر بصلاح النية.
والمعصوم من عصم الله.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12393&stc=1
المسألة الثانية: تعريف موجز "بالدرة اليتيمة"، وناظمها.
أولاً: "الدرة اليتيمة":
- منظومة شعرية في فن النحو، عدد أبياتها واحد ومئة بيتٍ.
- موضوعة للمبتدئين، ومقاربة في أبوابها للآجرومية.
ثانياً: "ناظمها":
- سعيد بن سعد بن محمد بن علي بن نبهان الحضرمي الشافعي.
- ولد بـ(دمون)-إحدى نواحي تريم ومصايفها الشهيرة، وذلك في أواخر العقد السادس من القرن الثالث عشر الهجري، على وجه التقريب.
- توفي سنة: (1354هـ)، (ذكر أخوه فرج بن سعيد: أنه توفي وعمره: 95 سنة).
- له عدد من المؤلفات، يغلب عليها النظم، وكان معتنياً بتعليم الصبيان.
ثالثاً: ومما قيل في النظم:
- كان الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – يقارن بعض أبياتها بأبيات ألفية ابن مالك ويرجح الأولى من جهة الإيجاز وإيفاء المعنى.
وكذا الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان ـ حفظه الله -.
رابعاً: أهم شروح المنظومة:
- لقد حظيت الدرة اليتيمة بإقبال العلماء والمشايخ على شرحها للطلاب، ومن أهم شروحها:
1- شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -.
2- شرح الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان – حفظه الله -.
3- كتاب "غيث الديمة بشرح الدرة اليتيمة" لعبد الله الأهدل (مجلدان).
4- شرح أحمد بن عمر الحازمي (صوتي).
خامساً: طريقة عرض الدرس.
اعلموا – وفقكم الله – أن "الدرة اليتيمة" في النحو وضعت للمبتدئين في هذا الفن.
والمبتدي في طلب أي فن مقصوده: (معرفة أصول الفن إجمالاً)؛ لذلك يتعين على المعلم أن يحقق هذا المقصود بتحقيق التالي:
1- تعريف الطالب بأهم مبادئ الفن حتى يتصوره؛ فيطلبه.
2- التركيز على حفظ مصطلحاته التي استقر عليها دون الاستطراد في ذكر الاعتراضات وردها.
3- بيان أبوابه وفصوله مشتملة على المسائل، والأنواع. ويذكر معها بعض الضوابط المهمة، والمحترزات.
4- ذكر الأمثلة المتفق عليها التي توضح القاعدة .
فالمعلم الحاذق من لا يتجاوز هذه المقاصد في تعليمه،
والتلميذ الموفق من لا تتطلع نفسه لما فوق ذلك في طلبه
حتى يتمه – فهماً وحفظاً – ثم يرتقي إلى ما فوقه،
وهكذا حتى يستولي على العلم ويدرك ملكته.
ومن الله التوفيق.
***
1- [أفصح] الفصاحة: - هنا – بمعنى البلاغة، وهي:
http://majles.alukah.net/attachment....id=12394&stc=1
المسألة الثالثة: مقدمة الدرة اليتيمة، وبيان أهم مبادئ علم النحو.
قال الناظم – رحمه الله -:
[ الْمُقَدِّمةُ ]
حمداً لِمَن شَرَّفَنا بِالْمُصطَفى [1] وَبِاللِّسانِ العَرَبِيِّ أَسعَفا
ثُمَّ عَلَى أفصَحِ خَلقِ اللهِ [2] وآلِهِ أزكَى صَلاةِ اللهِ
يا طالِباً فَتحَ رتاجِ العِلمِ [3] وقاصِداً سَهلَ طَريقِ الفَهمِ
اجنَحْ إِلَى النَّحوِ تَجِدهُ عِلما [4] تَجلو بهِ المعنى العَويص الْمُبهَما
وهاكَ فيهِ دُرَّةً يَتِيمَهْ [5] أرجو لَها حُسنَ القَبولِ قِيمَه
الشرح:
أولاً: معاني المفردات.
وجازة الألفاظ وجلالة المعاني المطابقة لمقتضى الحال.
2- [أزكى] أي: أطيب.
3- [رِتاج] الرِّتاج – بكسر الراء - : الباب المغلق، أو الباب العظيم.
4- [الفهم] معرفة معنى الكلام.
5- [اجنح] الجنوح إلى الشيء الميل له برغبة وقصد.
6- [العويص] ما صعب استخراج معناه.
7- [المبهم] ما لم يتضح معناه.
8- [هاك] اسم فعل أمر؛ بمعنى: خذ.
9- [دُرَّة] أي: لؤلؤة.
10- [يتيمة] أي: منفردة لا نظير لها.
11- [حسن القبول] أي: القبول الحسن؛ وهو من الله الثواب عليها، ومن الطالب الانتفاع بها.
12- [قيمة] أي: قدراً.
ثانياً: المعنى العام.
ابتدأ الناظم – رحمه الله – منظومته:
1- بالبسملة، وذلك من المستحبات بلا خلاف في المنظومات التعليمية؛ موافقة للقرآن والسنة وعمل السلف في البداءة بها.
2- وبدأ كذلك بالحمد لله – تعالى -، وهو ذكر أوصافه الجليلة – إحساناً وكمالاً – مع المحبة والتعظيم . وفيه براعة استهلال إذ ذكر في مطلعها من أسباب حمده – تعالى – ما يناسب موضوعها، فقال: "وباللسان العربي أسعفا". والإسعاف المساعدة، واللسان العربي أي: الكلام العربي .
3- ثم اتبع ذلك بالصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -، واختار من أوصافه ما يناسب موضوع المنظومة، فقال: "أفصح خلق الله".
4- ثم بين – رحمه الله – أن على طالب فتح باب العلم المغلق، أو العظيم. وطالب الطريق السهل في تحصيل الفهم الصحيح؛ عليه أن يميل برغبة وحرص إلى (علم النحو)؛ فإن الرغبة في الشيء سلم الترقي فيه.
5- وبين – رحمه الله – أن من فوائد هذا العلم المبارك أنه آلة يستنبط بها الطالب المعاني التي يصعب استخراجها، وآلة يبين به المعاني التي لم تتضح حقائقها.
6- وختم ذلك بحث طلاب العلم على أخذ هذه المنظومة التي تشبه في انفرادها بالحسن والبيان: " الدرة اليتيمة" وهي اللؤلؤة التي لا نظير لها.
7- راجياً لها عوضاً عن بذلها القبول الحسن:
- من الله –تعالى – بأن يثيبه عليها.
- ومن الطلاب بأن يُقْبِلُوا عليها وينتفعوا منها.
ثالثاً: مسائل متممة لمقدمة الناظم.
مسألة (1) بيان أهم المبادئ في علم النحو.
اعلم – وفقك الله – أن أهم مبادئ الفنون ثلاثة، هي: الحد، والموضوع، والثمرة.
فأما الحد: فيعطي تصوراً إجمالياً للفن يستعان به على معرفة المطلوب.
وأما الموضوع: فيميز الفن عن غيره فلا يشتبه على طالبه بغيره.
وأما الثمرة: فهي الباعث على الطلب والمرغب فيه.
وهذه الثلاثة منظومة في أول قول ابن الصبان – رحمه الله -:
إن مبادي كل علم عشرة *** الحد والموضوع ثم الثمرة
فنأخذها على التوالي:
أولاً: تعريف علم النحو.
1- النحو لغة: يطلق على معاني، منها: المثل.
2- النحو اصطلاحاً: علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية – إعراباً وبناءً -.
محترزات التعريف:
- [علم] يراد به مسائل الفن، أو إدراكها.
- [بأصول] أي: قواعد، وهي قضايا كلية يؤخذ منها أحكام مفرداتها.
مثل: (الفاعل مرفوع) يؤخذ منه رفع كل فاعل.
- [أحوال] جمع حال، وهي الكيفية التي يكون عليها الحرف، وعلامتها: حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
- [أواخر الكلمات] ليخرج ما تعلق بأولها أو وسطها، فمحله فن الصرف,
- [العربية] ؛ لأنها موضوع علم النحو ؛ فخرجت الكلمات الأعجمية.
- [إعراباً] أي حال كون آخر الكلمة يقبل التغيير بسبب العوامل الداخلة عليه.
- [أو بناءً] أي حال كون آخر الكلمة يلزم حالة واحدة.
ثانياً: موضوع علم النحو.
هو الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، فهي محل بحث النحوي .
ثالثاً: ثمرة تعلم علم النحو.
أعظم ثمار تعلم علم النحو معرفة لغة القرآن والسنة؛ وبمعرفة ذلك يعرف مراد الله – تعالى – ومراد رسوله – صلى الله عليه وسلم – من الكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :"فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض؛ ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية؛ وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية ... " (اقتضاء الصراط المستقيم...ص:527).
قال العمريطي – رحمه الله -:
والنحو أولى أولاً أن يعلما *** إذ الكلام دونه لن يفهما
وقال ابن خلدون – رحمه الله -: "إن الأهم المقدم منها هو النحو؛ إذ به تبينت أصول المقاصد بالدلالة؛ فيعرف الفاعل من المفعول، والمبتدأ من الخبر.
ولولاه لجهل أصل الإفادة" (مقدمة ابن خلدون،ص:545).
ومثال ذلك، قولك:
1- ما أحسنَ زيداً. (جملة تعجب).
2- ما أحسنُ زيدٍ. (جملة استفهام).
3- ما أحسنَ زيدٌ. (جملة نفي).
تم الدرس الأول بحمد الله – تعالى -.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12395&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
20 ذو القعدة 1437
الموافق: 23/8/2016
بَاْبُ حَدِّ الكَلامِ والكَلِمَةِ وأقسامِهَا
وموضوع - اليوم - فيه سبع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الكلام.
المسألة الثالثة: تعريف الكلمة.
المسألة الرابعة: أقسام الكلمة.
المسألة الخامسة: علامات الأسماء.
المسألة السادسة: علامات الأفعال.
المسألة السابعة: علامات الحروف.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
http://majles.alukah.net/attachment....id=12396&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - :"وَقَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، لِمَ تَقُولُونَ الْقَوْلَ الَّذِي لَا تُصَدِّقُونَهُ بِالْعَمَلِ، فَأَعْمَالُكُمْ مُخَالِفَةٌ أَقْوَالَكُمْ {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] يَقُولُ: عَظُمَ مَقْتًا عِنْدَ رَبِّكُمْ قَوْلُكُمْ مَا لَا تَفْعَلُونَ"(جامع البيان: 22/606).
وقال السعدي – رحمه الله -:" أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}"(تيسير الكريم الرحمن،ص:858) .
فإذا كانت هذه الحالة مذمومة من المؤمنين عامة فهي أولى بالذم في طلبة العلم خاصة؛ لأن العلم يراد للعمل؛ فإن خلا منه انقلب إلى ضده – جهلاً أو جهالةً -.
وخاصة علم النحو؛ فإنه يقيم اللسان ليتوصل به إلى إقامة الأديان؛ ولذا قال إبراهيم بن أَدْهَم: أعربنا في الكلام فما نَلحن، ولحنا في الأعمال فما نُعْرِب.
وقال مالك بن دينار : تَلْقَى الرجل وما يلحن حرفَا، وعمله لَحْنٌ كلُّه .
فمن شغل باتقان الوسيلة، والركون إليها دون مقصودها فما صنع شيئاً؛ فقد جاء عن نصر بن عليّ عن أبيه قال : رأيت الخليل بن أحمد في المنام، فقلت له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بم نجوت؟ قال : بـ(لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قلت : كيف وجدت علمك؟ أعني العَرُوض والأدب والشعر. قال: وجدتُه هباءً منثوراً!!
وانشد هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:
سيَبْلَى لسانٌ كان يُعربُ لفظةً *** فياليتَه في وقفة العَرْض يسلمُ
وما ينفعُ الإعرابُ إن لم يكنْ تُقىً *** وما ضَرَّ ذا تقوى لسانٌ مُعْجَّمُ.
اللهم أصلح لحن ألسنتنا، وأعمالنا.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12397&stc=1
المسألة الثانية: تعريف الكلام.
قال الناظم – رحمه الله -:
بَاْبُ حَدِّ الكَلامِ والكَلِمَةِ وأقسامِهَا
حَـــــــدُّ الكَلامِ : لَفظُـــنا الْمُفيــــدُ [6] نَحــوُ: «أَتَى زَيدٌ» وَ «ذا يَزيدُ»
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان: (حَدِّ) – تعريف- (الكَلامِ، و) موضوعة كذلك لبيان تعريف (الكَلِمَةِ وأقسامِهَا).
تعريف الكلام:
أولاً: الكلام لغة: " يَدُلُّ عَلَى نُطْقٍ مُفْهِمٍ" (معجم مقاييس اللغة: 5/131).
وحقيقته: اللفظ والمعنى معاً.
ثانياً: الكلام اصطلاحاً: اللفظ المفيد.
محترزات التعريف:
1- [اللفظ] صوت مشتمل على بعض الحروف العربية سواء دل على معنى أم لم يدل .
مثل:
(زيد) لفظ دل على معنى، وهو ذات مسماة بهذا الاسم.
ويسمى: (المستعمل)، أي: أن العرب استعملته في معناه السابق.
(ديز) لفظ لا يدل على معنى. ويسمى: (المهمل)، أي: أن العرب لم تستعمله في كلامها.
2- [المفيد] ما يحسن سكوت المتكلم عليه بحيث لا ينتظر السامع لشيء آخر.
مثل:
- (قامَ زيدٌ).
تنبيه: خرج بالمفيد المركب الذي لم تتم به الفائدة،
مثل: (إنْ قامَ زيدٌ)؛ لانتظار السامع ما يتم به المعنى.
فائدة: الكلام نوعان:
1- جملة فعلية - من فعل وفاعل -، مثل لها الناظم بقوله: «أَتَى زَيدٌ».
2- جملة إسمية - من مبتدأ وخبر -، مثل لها الناظم بقوله: «ذا يَزيدُ».
وتحصل الفائدة باستيفاء الجملة الفعلية لركنيها، والجملة الإسمية لركنيها.
وذلك هو أقل ما يتركب منه الكلام المفيد.
- فعل واسم، ومثاله: «أَتَى زَيدٌ».
- اسم واسم، ومثاله: «ذا يَزيدُ». أي: هذا يزيدُ.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12398&stc=1
المسألة الثالثة: تعريف الكلمة.
قال الناظم – رحمه الله -:
وحَــــــدُّ كِلمَــةٍ: فَقَــــولٌ مُفــــرَدُ [7] وَهْـيَ اسمٌ أوْ فِعلٌ وحَرفٌ يُقصَدُ
الشرح:
تعريف الكلمة.
أولاً: الكلمة لغة: تطلق على الجمل المفيدة.
مثل: اطلاق (كلمة التوحيد) على (لا إله إلا الله).
ثانياً: الكلمة اصطلاحاً: القول المفرد.
محترزات التعريف:
1- [القول] اللفظ الدال على معنى.
تنبيه: اللفظ ينقسم إلى قسمين:
- لفظ يدل على معنى، مثل: زيد.
- لفظ لا يدل على معنى، مثل: ديز.
والقول يطلق على القسم الأول – فقط -.
2- [المفرد] ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.
مثل: (زيد)، معناه: ذات لها هذا الاسم.
فأجزاء كلمة (زيد)، وهي: (الزاي، والياء، والدال)
لا تدل على جزء معنى الكلمة، وهو: (الذات المسماة بزيد).
تنبيه: خرج بذلك (المُركب)، وهو: ما دل جزؤه على جزء معناه.
مثل: (غلام زيد)، معناه: رجلان أحدهما مملوك والثاني سيده.
فقد دل اللفظ الأول (غلام) على الرجل المملوك، ودل اللفظ الثاني (زيد) على الرجل المالك.
فجزء قولنا: (غلام زيد) يدل على جزء المعنى.
فتحصل لدينا أن كل ما كان قولاً مفرداً؛ فهو كلمة.
مثل: (زيد، خرج، هل).
المسألة الرابعة: أقسام الكلمة.
لقد ذكر الناظم – رحمه الله – أن الكلمة ثلاثة أقسام: (اسم، أو فعل، أو حرف).
ودليل هذا التقسيم:
(التتبع والاستقراء)؛ فإن علماء النحو تتبعوا النصوص العربية:
من الكتاب والسنة ودواوين العرب -نثراً ونظماً- فلم يجدوا إلا هذه الثلاثة أقسام.
أولاً: الاسم.
- لغة: من العلو، أو العلامة.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في نفسها، ولم تدل بهيئتها على الزمن.
مثل: محمد، رجل، فرس.
ثانياً: الفعل.
- لغة: الحدث.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في نفسها، ودلت بهيئتها على زمن.
مثل: ذهب، يذهب، اذهب.
تنبيه: الفرق بين: (هيئة الكلمة)، (وبنية الكلمة).
- هيئة الكلمة: تصريف حروفها؛ فعل للماضي، ويفعل للمضارع، وافعل للمستقبل.
- بنية الكلمة: حروفها التي تركب منها. مثل: (الذال، والهاء، والباء) من (ذهب).
فإن دلت الكلمة على الزمن (ببنيتها) فلا يلزم أن تكون فعلاً. مثل: (الصباح، والمساء) ونحوهما. فهما اسمان.
وأما إذا دلت على الزمن (بهيئتها) فهي فعل. مثل: (أمسى، يمسي، أمسِ).
ثالثاً: الحرف.
- لغة: الطرف.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في غيرها.
مثل: (في، لم، هل).
تنبيه: قول الناظم – رحمه الله-: "وحرف يقصد".
الحروف نوعان:
1- حروف مبنى: وهي الحروف التي تركب منها الكلمة.
مثل: (الباء) من (بيت). وهذا النوع غير مراد هنا.
2- حروف معنى: وهي الحروف التي تدل على معنى في غيرها.
مثل: (في) من قولك: (رجل في الدار). دلت على الظرفية؛ فمكان وجود الرجل (الدار) بدلالة حرف الجر (في).
وهي المرادة –هنا- فقول الناظم –رحمه الله-: "حرف يقصد"
أي: حرف معنى. فحروف المعاني قسيمة الاسم والفعل.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12399&stc=1
المسألة الخامسة: علامات الأسماء.
قال الناظم – رحمه الله -:
فَاسمٌ : بِـ(تَنوينٍ)، و(جَرّ)، وَ(نِدا) [8] و(أَلْ) بِـلا قَيدٍ، و(إِسنادٍ) بَدا
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- أن الاسم له علامات تميزه عن الفعل والحرف.
وهي مختصة به لا تدخل على غيره، ويقال لها:
(خصائص، أو مميزات، أو علامات).
وذكر منها خمس علامات، وهي أهمها:
1- التنوين.
- لغة: التصويت، يقال نون الطائر إذا صوت.
- واصطلاحاً: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظاً لا خطاً.
وصورة التنوين:( ضمتان، أو فتحتان، أو كسرتان).
فكل كلمة دخلها التنوين فهي اسم، مثل: (محمدٌ مجتهدٌ).
2- الجر.
- اصطلاحاً: تغير مخصوص علامته الكسرة أو ما ناب عنها.
فكل كلمة تقبل الكسرة أو ما ناب عنها فهي اسم، مثل: (واللهِ).
3- النداء.
- مثل: {يا آدم}.
فكل كلمة تقبل دخول حرف النداء عليها فهي اسم.
4- أل بلا قيد.
- مثل الداخلة على الكلمات التالية: (المؤمنون، الرجل، العباس).
وقوله (بلا قيد) أي: مطلقاً، سواء أفادت:
- التعريف، مثل: (الرجل).
- أو جاءت للتحلية، مثل: (العباس).
فكل كلمة تقبل دخول (أل) فهي اسم.
5- الإسناد.
- اصطلاحاً: الإخبار بنسبة حكم إلى اسم.
مثل: (جاءَ محمدٌ)، فأخبرنا عن محمد بإسناد المجيء إليه، (فمحمد) اسم؛ للإسناد.
تنبيه: الإسناد أفضل علامات الأسماء؛ لأنه به يستدل على إسمية الضمائر،
مثل: (ضربتُ). (فتاء الفاعل) اسمٌ؛ لأننا اسندنا لها الضرب.
فهذه خمس علامات متى قبلت الكلمة واحدة منها دل ذلك على إسميتها.
وقول الناظم –رحمه الله-: "بدا" أي: ظهر.
ومعناه أن الاسم ظهر وعرف بالتنوين، أو بالجر، أو بالنداء، أو بأل بلا قيد ، أو بالإسناد.
المسألة السادسة: علامات الأفعال.
قال الناظم –رحمه الله-:
واعرِفْ لِما ضارَعَ مِن فِعلٍ : بِـ(لَمْ) [9] و(التَّاءُ) مِنْ «قامَتْ» لِماضِيْهِ عَلَمْ
و(الياءُ) مِن «خافِيْ» بِها الأمرُ انْجَلَى
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- أن الفعل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- الفعل المضارع.
- تعريفه: كلمة دلت على حدث يقع في زمن التكلم، أو بعده.
مثل: يذهب، يخرج، يكتب.
- علامته: قبول (لم).
فكل كلمة تقبل (لم) فهي فعل مضارع، مثل: {لم يلدْ}.
2- الفعل الماضي.
- تعريفه: كلمة دلت على حدث وقع قبل زمن التكلم.
مثل: ذهب، خرج، كتب.
- علامته: قبول (تاء التأنيث الساكنة).
فكل كلمة تقبل (تاء التأنيث الساكنة) فهي فعل ماضٍ، مثل: {قالت الأعراب}.
ومثل لها الناظم –رحمه الله- بقوله: "والتاء من قامت" وأراد تاء التأنيث الساكنة،
"علم" أي: علامة على أن الفعل ماضٍ.
3- فعل الأمر.
- تعريفه: كلمة دلت على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم.
مثل: اذهب، اخرج، اكتب.
- علامته: أمران:
دلالته على الطلب.
قبوله (ياء المخاطَبة).
فكل كلمة يجتمع فيها (الدلالة على الطلب)، (وقبول ياء المخاطبة) فهي فعل أمر،
مثل: {فكلي واشربي}.
ومثل لها الناظم –رحمه الله- بقوله: "والياء من خافي" وأراد ياء المخاطبة الواحدة مع الدلالة على الطلب؛
لأن صيغة (خافي) طلب. "بها الأمر انجلى" أي: فعل الأمر ظهر وتميز عن باقي الأفعال.
المسألة السابعة: علامات الحروف.
قال الناظم –رحمه الله-:
.... والْحَرفُ عَن كُلِّ العَلاماتِ خَلا
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- أن الحرف يتميز عن الاسم والفعل (بعلامة عدمية)،
وهي عدم قبوله لأي علامة من علامات الأسماء، أو الأفعال.
مثل: (في، لم، هل).
فهذه الحروف لا تقبل أي علامة من علامات الأسماء أو الأفعال.
قال الحريري – رحمه الله -:
والحرف ما ليست له علامة *** فقس على قولي تكن علامة
تم درس اليوم، والحمد لله على توفيقه.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12400&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
26 ذو القعدة 1437
الموافق: 29/8/2016
بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ.
وموضوع - اليوم - فيه سبع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الإعراب.
المسألة الثالثة: أقسام الإعراب.
المسألة الرابعة: علامات الإعراب.
المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.
المسألة السابعة: البناء.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن الدرة لموضوع اليوم.
بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ.
أقسامُهُ : (رَفعٌ) و(نَصبٌ) وهُما [11] فِيْ اسْـمٍ وفِعـلٍ ثُمَّ جَــرٌّ لَزِمـــــــا
تَخصيصُهُ باســـمٍ وجَــــزمٌ يَنفَرِد [12] بهِ مُضــــارِعٌ وإِعـــرابٌ يَــــــرد
مُقَـدَّراً فِيْ نَحوِ (عَبدِيْ) وَ(الفَتَى) [13] وغَيْرَ نَصبٍ كُـــــلُّ مَنقوصٍ أَتَـــى
كَـ(اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى) [14] واحكُم عَلَى اسمٍ شِبهِ حَرفٍ بِالبِنا
وفِيْ كَـ(يَدعو) وَكَـ(يَرمِي) وَ(يَرَى) [15] فَالرَّفعُ مَـعْ نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا
واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ واحــذِفِ [16] آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً : كَـ(لْـتَقْتَفِ)
http://majles.alukah.net/attachment....id=12401&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
العربية قنطرة المروءة والدين.
اعلم –وفقك الله- أن تعلم العربية مدرج الكمالات الدينية والدنيوية فقد جاء في "معجم الأدباء" للحموي عن الزُّهْرِي - رحمه الله – أنه قال: "ما أحدث النَّاس مروءةً أحب إليَّ من تعلُّم النحو".
وقال شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة - رحمَه الله -:
"اعلم أنَّ اعتيادَ اللُّغة يؤثر في العقل والخُلُق والدِّين، تأثيرًا قويًّا بَيِّنًا،
ويُؤَثِّر أيضًا في مشابهة صدر هذه الأمَّة منَ الصَّحابة والتابعينَ،
ومُشَابَهتُهم تزيد العقل والدِّين والخُلُق"
(اقتضاء الصراط المستقيم، ص: 316).
وقال سالم بن قتيبة: كنتُ عند ابن هُبَيرة الأكبر، فجَرَى الحديث، حتى ذكر العربيَّة، فقال: والله ما استوى رجلان، دينُهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن، إنَّ أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.
قلت: أصلحَ الله الأمير، هذا أفضل في الدُّنيا لفضل فصاحته وعَرَبيته، أرأيتَ الآخرة، ما باله فُضِّل فيها؟
قال: إنَّه يقرأ كتاب الله على ما أنزل الله، وإنَّ الذي يلحن يحمله لَحنه على أن يُدْخِلَ في كتاب الله ما ليس فيه، ويُخْرِج منه ما هو فيه. قال: قلتُ: صَدَق الأمير، وبَرَّ" (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2/25).
فالعربية زينة الفحول من الرجال
فعن الشَّعبي –رحمه الله- أنه قال: حُلِي الرِّجال العربيَّة، وحلي النساء الشَّحم.
وقال الشاعر:
اقْتَبِسِ اقْتَبِسِ النَّحْوَ فَنِعْمَ المُقْتَبَسْ *** وَالنَّحْوُ زَيْنٌ وَجَمَالٌ مُلْتَمَسْ
صَاحِبُهُ مُكْرَمٌ حَيَثُ جَلَسْ *** مَنْ فَاتَهُ فَقَدْ تَعَمَّى وَانْتَكَسْ
كَأَنَّ مَا فِيهِ مِنَ العِيِّ خَرَسْ *** شَتَّانَ مَا بَيْنَ الحِمَارِ وَالفَرَسْ
وما التوفيق إلا من عند الله العليم الحكيم.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12402&stc=1
المسألة الثانية: تعريف الإعراب.
قال الناظم –رحمه الله-:
"بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ".
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان (أقسام الإعراب)
وهو التغيير الذي يحصل آخر الأسماء المعربة،
والفعل المضارع الخالي من نون التوكيد ونون النسوة .
وكذلك هو موضوع لبيان: الإعراب التقديري، والبناء.
وقبل الشروع في مقاصد النظم نبين تعريف الإعراب.
- الإعراب لغة: التغيير والإبانة.
- واصطلاحاً: تغيير حال آخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً.
بيان محترزات التعريف.
1- [تغيير] أخرج ما لزم حالة واحدة، وهو: (المبني).
2- [حال] هي الكيفية التي يكون عليها الحرف، وعلامتها: حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
3- [آخر الكلمة] بيان لمحل الإعراب.
4- [لاختلاف العوامل] أي بسبب اختلاف العوامل يتغير حال آخر الكلمة.
والعامل: ما أوجب كون آخر الكلمة في حالة مخصوصة
من رفع، أو نصب، أو جر، أو جزم.
مثال:
كلمة: (زيد)؛ معربة لأن حال آخرها يتغير بتغير العوامل الداخلة عليها، وذلك:
- إذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب الرفع، مثل:
(جاء) ترفع كلمة (زيد) بالضمة، فنقول: جاءَ زيدٌ.
- وإذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب النصب، مثل:
(رأى) مع فاعلها تنصب كلمة (زيد) بالفتحة، فنقول: رأيتُ زيداً.
- وإذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب الجر، مثل:
(الباء) تجر كلمة (زيد) بالكسرة، فنقول: مررتُ بزيدٍ.
فهذه هي حقيقة الإعراب:
تغير حال آخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها.
5- [لفظاً] أي: حال كون التغيير ملفوظاً به، وهو الإعراب الظاهر.
وتعريفه: هو ما لا يمنع من النطق به مانع.
كالتغير الحاصل في كلمة (زيد) في الأمثلة السابقة.
6- [أو تقديراً] أي: حال كون التغيير غيرَ ملفوظٍ به، وهو الإعراب المقدر.
وتعريفه: هو ما يمنع من النطق به مانع.
مثل: (جاءَ الفتى، ورأيتُ الفتى، ومررتُ بالفتى).
فتلحظ أن التغيير الذي طرأ على (الفتى) لم يلفظ به؛
لأنه منع من النطق به التعذر، فهو إعراب مقدر.
وسيأتي –إن شاء الله- تفصيل ذلك.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12403&stc=1
المسألة الثالثة: أقسام الإعراب.
قال الناظم –رحمه الله-:
أقسامُهُ : (رَفعٌ) و(نَصبٌ) وهُما [11] فِيْ اسْـمٍ وفِعـلٍ ثُمَّ جَــرٌّ لَزِمـــــــا
تَخصيصُهُ باســـمٍ وجَــــزمٌ يَنفَرِد [12] بهِ مُضــــارِعٌ ...... .
الشرح:
لقد أخذنا أن الإعراب: (تغيير)، وهذا التغيير يكون على أربعة أقسام:
1- الرفع، وهو: تغيير مخصوص علامته الضمة أو ما ناب عنها.
2- النصب، وهو: تغيير مخصوص علامته الفتحة أو ما ناب عنها.
3- الجر، وهو: تغيير مخصوص علامته الكسرة أو ما ناب عنها.
4- الجزم، وهو: تغيير مخصوص علامته سكون أو حذف.
وهذه الأقسام على نوعين:
الأول: مشترك، وهما: (الرفع، والنصب) في الأسماء والأفعال.
مثل:
- {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ} [الأحزاب: 4].
(الله): لفظ الجلالة اسم مرفوع.
(يقول): فعل مضارع مرفوع.
- {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} [يوسف: 80].
(أبرح): فعل مضارع منصوب.
(الأرض): اسم منصوب.
الثاني: خاص، وهو نوعان:
1- الجر خاص بالأسماء، مثل: "مررْتُ بزيدٍ".
(زيد): اسم مجرور.
2- الجزم خاص بالأفعال، مثل: " لمْ يقمْ زيدٌ".
(يقم): فعل مضارع مجزوم.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12404&stc=1
المسألة الرابعة: علامات الإعراب.
علامة الإعراب: أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل آخر الكلمة.
وتنقسم علامات الإعراب إلى قسمين:
- القسم الأول: علامات أصلية، وهي أربع:
1- الضمة للرفع.
2- والفتحة للنصب.
3- والكسرة للجر.
4- والسكون للجزم.
تنبيه: تسمية السكون حركةً من باب التوسع، وإلا فالسكون عدم الحركة.
- القسم الثاني: علامات فرعية (نيابية).
والأبواب النيابية سبعة: خمسة للأسماء، واثنان للأفعال.
أولاً:الأبواب النيابية في الأسماء.
1- الأسماء الخمسة (ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء).
2- المثنى (يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء).
3- جمع المذكر السالم (يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء).
4- جمع المؤنث السالم (ينصب بالكسرة).
5- الممنوع من الصرف (يجر بالفتحة).
ثانياً: الأبواب النيابية في الأفعال.
1- الأمثلة الخمسة (ترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها).
2- الفعل المضارع المعتل الآخر (يجزم بحذف حرف العلة).
وما عدا ذلك فيعرب بالحركات الأصلية –ظاهرة أو مقدرة-.
وتفصيل هذه الأبواب يأتي في محله –إن شاء الله-.
***
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
27 ذو القعدة 1437
الموافق: 30/8/2016
تتميم بَاْبِ أقسامِ الإِعرابِ.
وموضوع - اليوم – فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
والمسائل الثلاث الباقية مكملات للموضوع السابق، وهي:
المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.
المسألة السابعة: البناء.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
http://majles.alukah.net/attachment....id=12405&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
لا عقلَ تامٌ بلا عربية.
اعلم –وفقك الله- أن تمام العقل وذكاءه وفطنته بفهم القرآن وتدبره –تفكراً وتذكراً- ولا يفهم القرآن إلا بفهم اللسان الذي نزل به، كما قال –تعالى-:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
فشرف اللغة من شرف القرآن، وكمال أصحابها –فهماً وعقلاً- من كمال تدبر ألفاظ القرآن ومعانيه، كما قال الشنقيطي –رحمه الله- بعد أن ساق عدداً من الآيات المبينه فضل اللسان العربي-، ومنها:"{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [16 : 103] . وَقَالَ تَعَالَى فِي أَوَّلِ سُورَةِ يُوسُفَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي أَوَّلِ الزُّخْرُفِ: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي طه {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [20 : 113 ].
إلى أن قال –رحمه الله-:"وَهَذِهِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَعِظَمِهَا، دَلَالَةً لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا مُكَابِرٌ"(أضواء البيان: 6/361).
قال ابن كثير –رحمه الله-:"{إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ، وَابْتَدَئَ إِنْزَالُهُ فِي أَشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ وَهُوَ رَمَضَانُ، فَكَمُلَ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ"(تفسير القرآن العظيم:4/365).
قال القاسمي –رحمه الله-:"{لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} بإنزاله عربيا، ما تضمن من المعاني والأسرار، التي لا يتضمنها ولا يحتملها غيرها من اللغات"(محاسن التأويل:6/145).
فهذا يدل على أن تمام التعقل يكون بفهم اللسان العربي؛ فلا عقل بلا عربية، ولا عربية بلا تعلم لغتها ونحوها وصرفها وبلاغتها.
بل للعربية مكانة أبعد من ذلك فقد قال ابن باديس –رحمه الله-:"وأما عناية القرآن بالعرب، فلأجل تربيتهم، لأنهم هم الذين هيئوا لتبليغ الرسالة، فيجب أن يأخذوا حظهم كاملاً من التربية قبل الناس كلهم، ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنية في مراميها البعيدة .. إصلاحاً لحال العرب، وتطهيراً لمجتمعهم، وإثارة لمعاني العزة والشرف في نفوسهم.
ومن هذا الباب: الآيات التي يذكر بها العرب أن القرآن أنزل بلسانهم مثل:
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2].
والذين يعقلون القرآن قبل الناس كلهم هم العرب. ومن أولى القصد إلى العرب والعناية بلسانهم، وتنبيههم إلى أن القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة- جلبًا لهم، حتى يعلموا أنه أنزل لهم وفيهم، قبل الناس كلهم"(تفسير ابن باديس،ص:389).
فأسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويبصرنا بديننا
بتعلم اللسان العربي، وتدبر معاني القرآن
حتى نعقل عن الله –تعالى- مراده.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12406&stc=1
المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.
قال الناظم –رحمه الله-:
.... ... وإِعـــرابٌ يَــــــرد
مُقَـدَّراً فِيْ نَحوِ (عَبدِيْ) وَ(الفَتَى) [13] وغَيْرَ نَصبٍ كُـــــلُّ مَنقوصٍ أَتَـــى
كَـ(اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى) ...
الشرح:
سبق لنا بيان أن الإعراب:
- إما أن يكون ظاهراً ملفوظاً به.
- وإما أن يكون تقديرياً، أي: غير ملفوظ به لمانع.
والإعراب التقديري يكون في الأسماء، وفي الأفعال.
أولاً: الإعراب التقديري في الأسماء.
تعريفه: ما يمنع من النطق به مانع من تعذر، أو ثقل، أو مناسبة.
فيقدر الإعراب في ثلاثة أنواع من الأسماء:
الأول: (الاسم المقصور)،
وهو: ما كان آخره ألفاً لازمة.
مثل: (مصطفى، الفتى، الرِّضا).
حكمه: تقدر عليه جميع الحركات؛ (للتعذر).
مثاله:
- (جاء الفتى). الفتى فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
- (رأيت الفتى). الفتى مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
- (مررت بالفتى). الفتى اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
الثاني: (الاسم المنقوص)،
وهو: ما كان آخره ياءً لازمة.
مثل: (الداعي، القاضي، الآتي).
حكمه. له حكمان:
1- تقدر عليه الضمة والكسرة؛ (للثقل).
مثاله:
- (جاء القاضي). القاضي فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
- (مررت بالداعي). الداعي اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
2- تظهر عليه الفتحة؛ لخفتها.
مثاله:
- (رأيت القاضيَ). القاضي مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.
الثالث: ما كان مضافاً إلى ياء المتكلم.
مثل: (عبدي، كتابي، أبي).
حكمه: تقدر عليه جميع الحركات؛ لاشتغال المحل بحركة المناسبة.
مثاله:
- (جاء عبدِي). عبد فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
- (رأيت عبدِي). عبد مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
- (مررت بعبدِي). عبد اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
مثال الناظم:
مثل الناظم –رحمه الله- لذلك كله بقوله: " اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى".
إعراب المثال:
1- [أَخِيْ] (أخ) منادى منصوب بياء نداء محذوفة –تقديره: يا أخي- وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف (والياء) مضاف إليه.
التوضيح: (أَخِيْ) اسم مضاف إلى ياء المتكلم فتقدر عليه جميع الحركات للمناسبة. أي: مناسبة (الياء) للكسرة.
2- [داعِيَ] مفعول به -لاسمع- منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم منقوص فتظهر عليه الفتحة لخفتها، وهو مضاف.
التوضيح: (داعِيَ) اسم منقوص تظهر عليه الفتحة في حالة النصب فقط.
3- و[مُوليكَ] (مولي) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل؛ لأنه اسم منقوص، وهو مضاف إلى مفعوله الأول (الكاف).
التوضيح: (مُولِي) اسم منقوص تقدر عليه الكسرة والضمة للثقل.
4- [الغِنَى] مفعول به ثانٍ إلى (مولي) منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر؛ لأنه اسم مقصور.
التوضيح: (الغِنَى) اسم مقصور تقدر عليه جميع الحركات للتعذر.
***
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.
قال الناظم –رحمه الله-:
وفِيْ كَـ(يَدْعُو) وَكَـ(يَرمِي) وَ(يَرَى) [15] فَالرَّفعُ مَـعْ نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا
واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ واحــذِفِ [16] آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً : كَـ(لْـتَقْتَفِ)
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- القسم الثاني من الإعراب التقديري، وهو:
ثانياً: الإعراب التقديري في الأفعال.
تعريفه: ما يمنع من النطق به اتصاله بحرف علة.
فيقدر الإعراب في ثلاثة أنواع من الفعل المضارع المعتل الآخر:
الأول: (المعتل بالألف)،
وهي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَرَى".
حكمه: تقدر عليه الضمة والفتحة، ويجزم بحذف الألف.
مثاله:
- (يَرَىْ الطالبُ المعلمَ). يرى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف.
- (لَنْ يَرَىْ الطالبُ المعلمَ). يرى فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف.
- (لَمْ يَرَ الطالبُ المعلمَ). (يَرَ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة ( الألف).
الثاني: (المعتل بالواو)،
وهي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَدْعُو".
حكمه: تقدر عليه الضمة، وتظهر عليه الفتحة، ويجزم بحذف (الواو).
مثاله:
- ( يَدْعُو المخلصُ ربه). يَدْعُو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو.
- ( لن يَدْعُوَ المسلمُ غيرَ الله). يَدْعُوَ فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (لم يَدْعُ موحدٌ إلا ربَه). (يَدْعُ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو.
الثالث: (المعتل بالياء)،
وهي: الياء الساكنة المكسور ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَرمِي".
حكمه: تقدر عليه الضمة، وتظهر عليه الفتحة، ويجزم بحذف (الياء).
مثاله:
- (يَرمِي المؤمن عدوه). يَرمِي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء.
- ( لن يَرمِيَ المسلمُ أخاه). يَرمِيَ فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (لم يَرمِ الولدُ الحجارةَ). (يَرمِ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء.
الخلاصة: الفعل المضارع المعتل (بالألف، أو الواو، أو الياء) له ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: الضمة تقدر عليها كلها، كما قال الناظم: "فَالرَّفعُ ..." أي: فيها كلها "قُـــدِّرا".
الحال الثانية: الفتحة تقدر على المعتل بالألف، وتظهر على المعتل بالواو، والياء، كما قال الناظم:
1- "نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا"، وهو: (يَرَى) المعتل بالألف.
2- "واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ"، وهما: (يَدْعُو، ويَرْمِي) المعتلان بالواو، والياء.
الحال الثالثة: تجزم المعتلات كلها بحذف حرف العلة، كما قال الناظم: " واحــذِفِ * آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً" .
تنبيه(1):
هذا هو الباب الأول من أبواب نيابة العلامات الفرعية عن الأصلية.
وهو نيابة (حذف حرف العلة) عن (السكون) في حالة جزم الفعل المضارع المعتل الآخر.
ومن أمثلة ذلك:
1- {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة: 18].
الشاهد: (يَخْشَ) مجزوم بحذف حرف العلة (الألف).
2- {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد:16] .
الشاهد: (يَأْنِ) مجزوم بحذف حرف العلة (الياء).
3- {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس: 106].
الشاهد: (تَدْعُ) مجزوم بحذف حرف العلة (الواو).
تنبيه(2):
إذا حذف حرف العلة عوض عنه بحركة من جنسه آخر الكلمة؛
إشارة إلى الحرف المحذوف. وذلك (كـ) قولك: (لتقتفِ).
اللام: لام الأمر.
تقتفِ: فعل مضارع مجزوم (بلام الأمر) وعلامة جزمه حذف حرف العلة (الياء)،
وكُسِر آخرُه للدلالة على الياء المحذوفة.
وفي اختيار الناظم للفعل ( تقتفي)
دلالة لطيفة على أنه يجب على النحوي اقتفاء فعله
في جزم كل مضارع معتل بحذف حرف العلة.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12407&stc=1
المسألة السابعة: البناء.
قال الناظم –رحمه الله-:
.... واحكُم عَلَى اسمٍ شِبهِ حَرفٍ بِالبِنا
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- الحالة التي يبنى فيها الاسم، وهي: مشابهته الحرف.
فلنأخذ أولاً تعريف البناء:
- البناء لغة: وضع شيء على شيء على جهة اللزوم.
- واصطلاحاً: لزوم آخر الكلمة حالة واحدة.
بيان محترزات التعريف:
1- [لزوم] أي: ثبوت، وعدم تغير؛ فخرج بذلك المعرب.
2- [آخر الكلمة] بيان لمحل البناء.
3- [حالة] هي الكيفية التي عليها الحرف، وعلامتها حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
4- [واحدة] تأكيد لعدم التغير لأكثر من حالة.
مثال:
- (جاءَ هؤلاءِ، رأيتُ هؤلاءِ، مررتُ بهؤلاءِ).
فكلمة (هؤلاءِ) في هذه الأمثلة لزمت حالة واحدة مع اختلاف العوامل الداخلة عليها؛
- فمع عامل الرفع (جاء).
- ومع عامل النصب (رأى) المستوفية لفاعلها.
- ومع عامل الجر ( الباء) .
لم يتأثر آخرها. بل لزم حالة واحدة، وهذا هو البناء.
ولهذا قال الناظم – رحمه الله- :"واحكُم" أيها الطالب "عَلَى اسمٍ" متصفٍ بأنه "شِبهِ حَرفٍ" أي: مشابها للحرف: "بِالبِنا" وهو لزوم حالة واحدة، مثل: هؤلاءِ.
من صور مشابهة الاسم للحرف (الشبه الوضعي)؛
بأن يكون الاسم موضوعاً على حرف واحد مثل: (تاء الفاعل)
مشابهاً بذلك الحروف التي وضعت على حرف واحد مثل: (باء الجر).
فلأجل هذا الشبه يبنى الاسم؛ فتكون (تاء الفاعل) اسماً مبنياً؛
لأن المشَبَّه يعطى حكم المُشَبَّه به.
والحروف مبنية فيعطى حكمها لما شابهها من الأسماء.
وبهذا نكون قد أتممنا باب أقسام الإعراب،
والحمد لله على توفيقه.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12430&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
3 ذو الحجة 1437
الموافق: 5/9/2016
بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.
وهذا الموضوع فيه سبع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الاسم المفرد.
المسألة الثالثة: تعريف جمع التكسير.
المسألة الرابعة: تعريف الممنوع من الصرف.
المسألة الخامسة: بيان العلل اللفظية والمعنوية.
المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.
المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً:متن الدرة لموضوع اليوم .
بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.
وجَمـــعُ تَكسيـرٍ كَفَــــردٍ يُعـــرَبُ [17] بالحـــرَكـاتِ، وبِفَتــحٍ يَجِـــبُ
خَفضُهُـما مِـن كُـلِّ مَـالا يَنصَــــرِفْ [18] الْمُشـبِهِ الفعـلَ بأنْ ذَا يتصِــــفْ
بِعِلَّـتـَيْــ ــنِ، أو بِعِــلـَّةٍ تَكُــــــن [19] أَغنَتْ عَنِ اثنَتَيْنِ مِنْ تِسعٍ وَهُن :
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)
فاجعَلْ مـعَ الوَصفِ الثَّلاثَ السَّابِـقَه [21] عَلَيهِ ثُـمَّ افعَــلْ بِـها كَاللاَّحِـقــَ ه
فـتَجــعـَلُ السِّــتَّ مَـــعَ المعـرِفَــــةِ [22] والجمـعُ يَستَـغـنِي بِفَـردِ العِــلـَّةِ
ومِـثـــلُـهُ مُــؤَنَّــــثٌ بِـالأَلِـــــف ِ [23] ومَـعْ إضافَـةٍ، و(أَلْ) فَلـتَصــرِفِ
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
عُدَّةُ طالبِ العلمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
معرفة طالب العلم بأصول عدة الطلب، هي بداية نجاحه وظفره بمطلوبه.
والعلم له عُدَّتان:
- عُدَّةُ تحصيله –حفظاً وفهماً-.
- وعُدَّةُ تطبيقه –قولاً وعملاً-.
ولكل واحدة من العُدَّتين أصول تضبطها، وتؤسس عليها.
أولاً: من أصول عدة التحصيل:
1- حفظ المتون.
2- استشراحها على المتقنين.
3- القلم والكراس –تدويناً، وبحثاً-.
4- تنظيم الوقت والدرس بالجداول والمنبهات.
5- جمع الذهن بتقليل المادة.
ثانياً: من أصول عدة التطبيق:
1- الإخلاص، ومنه طلب العلم للعلم به.
2- الصدق، بأن يصرف همته إلى مقصود واحد.
3- استثمار العلم في الأحوال المناسبة له.
4- توظيف العلم في عمله وعبادته.
5- الدعوة إليه.
وعماد ذلك كله التوكل على الله –تعالى-.
وما التوفيق إلا من عند الله.
***
موضوع اليوم:
بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان الباب الثاني من أبواب النيابة السبعة، وهو: (إِعرابُ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ) في حالة منعهما من الصرف.
المفرد وجمع التكسير لهما حالان:
1- الأصل: الإعراب بالحركات الأصول –ظاهرةً، ومقدرةً-.
مثال المفرد:
- جاءَ محمدٌ وموسى. رأيْتُ محمداً وموسى. مررْتُ بمحمدٍ وموسى.
(محمد) مفرد تظهر عليه الحركات.
(موسى) مفرد تقدر عليه الحركات.
مثال جمع التكسير:
- {فيهِ رِجالٌ}. {لا نرى رجالاً}. {للرجالِ نصيبٌ}.
(رجال) جمع تكسير تظهر عليه الحركات.
- {إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى}. {وابتلوا اليتامى}. {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}.
(اليتامى) جمع تكسير تقدر عليها الحركات.
2- الفرع: نيابة الفتحة عن الكسرة إذا كانا ممنوعين من الصرف.
مثل:
مررْتُ بعمرَ، ومساجدَ كثيرةٍ.
(عمر) مفرد ممنوع من الصرف يجر بالفتحة.
(مساجد) جمع تكسير ممنوع من الصرف يجر بالفتحة.
ولهذا قال الناظم –رحمه الله-:
وجَمـــعُ تَكسيـرٍ كَفَــــردٍ يُعـــرَبُ [17] بالحـــرَكـاتِ، وبِفَتــحٍ يَجِـــبُ
خَفضُهُـما مِـن كُـلِّ مَـالا يَنصَــــرِفْ
وتوضيح ذلك في المسائل التالية.
http://majles.alukah.net/attachment....id=12432&stc=1
المسألة الثانية: تعريف الاسم المفرد.
المفرد: ما ليس مثنى، ولا مجموعاً، ولا ملحقاً بهما، ولا من الأسماء الخمسة.
محترزات التعريف:
1- [ما ليس مثنى] خرج به ما دل على اثنين، أو اثنتين.
2- [ولا مجموعاً] خرج به: (جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، وجمع التكسير).
3- [ولا ملحقاً بهما] خرج به الملحق (بالمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم).
4- [ولا من الأسماء الخمسة]؛ لأنها في حالة الإفراد والإضافة لغير ياء المتكلم تعرب بالحروف.
تنبيه: يصح أن يقال في تعريف المفرد؛ أنه:
ما دل على واحد أو واحدة، وليس من الأسماء الخمسة.
مثل: (محمد، عائشة).
أحوال الاسم المفرد.
للاسم المفرد ثلاثة أحوال من ستة:
1- قد يكون مذكراً، مثل: محمد.
2- قد يكون مؤنثاً، مثل: عائشة.
3- قد يكون معرباً بالحركات الظاهرة، مثل: محمد.
4- قد يكون معرباً بالحركات المقدرة، مثل: الفتى.
5- قد يكون مصروفاً، مثل: محمد.
6- قد يكون ممنوعاً من الصرف، مثل: عمر.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12433&stc=1
المسألة الثالثة: تعريف جمع التكسير.
جمع التكسير: ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغير في صيغة مفرده.
محترزات التعريف:
1- [أكثر من اثنين واثنتين] خرج به المفرد والمثنى.
2- [تغير في صيغة مفرده] خرج به جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم؛ لأن صيغة المفرد لا تتغير فيهما.
أنواع التغير في جمع التكسير:
1- تغير بالشكل، مثل: (أَسَد)، (أُسْد).
2- تغير بالنقص، مثل: (تُخَمَة)، (تُخَم).
3- تغير بالزيادة، مثل: (صِنْو)، (صِنْوَان).
4- تغير بالشكل مع النقص، مثل: (سَرِيْر)، (سُرُر).
5- تغير بالشكل مع الزيادة، مثل: (سَبَب)، (أَسْبَاب).
6- تغير بالشكل مع الزيادة والنقص، مثل: (كَرِيم)، (كُرَمَاء).
أحوال جمع التكسير.
لجمع التكسير ثلاثة أحوال من ستة:
1- قد يكون مذكراً، مثل: رجال.
2- قد يكون مؤنثاً، مثل: زيانب.
3- قد يكون معرباً بالحركات الظاهرة، مثل: رجال.
4- قد يكون معرباً بالحركات المقدرة، مثل: اليتامى.
5- قد يكون مصروفاً، مثل: رجال.
6- قد يكون ممنوعاً من الصرف، زيانب.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12434&stc=1
المسألة الرابعة: تعريف الممنوع من الصرف.
قال الناظم –رحمه الله-:
مَـالا يَنصَــــرِفْ [18] الْمُشـبِهِ الفعـلَ بأنْ ذَا يتصِــــفْ
بِعِلَّـتـَيْــ ــنِ، أو بِعِــلـَّةٍ تَكُــــــن [19] أَغنَتْ عَنِ اثنَتَيْنِ مِنْ تِسعٍ وَهُن :
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)
الشرح:
الصرف لغة: التنوين؛ فالممنوع من الصرف هو الذي لا يقبل التنوين، ولا الكسر.
واصطلاحاً: الاسم الذي أشبه الفعل في وجود علتين فرعيتين، أو وجد فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين.
محترزات التعريف:
1- [الاسم] خرج به الفعل والحرف؛ وهو خاص بالاسم المفرد، وجمع التكسير.
2- [الذي أشبه الفعل] خرج بذلك نوعان من الأسماء:
- ما أشبه الحرف، وهو المبني.
- ما لم يشبه الفعل ولا الحرف، وهو المعرب المنصرف.
تنبيه: الفعل لا يقبل التنوين ولا الكسر؛ لذلك أُعطِي الاسم المشابه الفعل هذا الحكم فمنع من التنوين والكسر.
3- [في وجود علتين فرعيتين] واحدة (لفظية)، والأخرى (معنوية).
- (فاللفظية) ست علل: (التأنيث بغير ألف، والعجمة، والتركيب، وزيادة الألف والنون، ووزن الفعل، والعدل).
- (والمعنوية) علتان: ( العلمية، والوصفية).
فعند اجتماع علة لفظية مع علة معنوية في الاسم يمنع من الصرف.
مثل: مررْتُ بعثمانَ.
(فعثمان) جُرَّ بالفتحة بدلاً عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، فقد اجتمع فيه علتان: (كونه علماً) وهذه علة معنوية، (وفيه زيادة الألف والنون) وهذه علة لفظية.
4- [أو وجد فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين]، وهي:
- (صيغة منتهى الجموع)، مثل: مساجد.
- (والتأنيث بألف مقصورة أو ممدودة)، مثل: دعوى، وحمراء.
فأي علة منهما وُجِدت في الاسم منعته من الصرف.
تنبيه: قول الناظم –رحمه الله-: (مِنْ تِسعٍ) أراد عد العلل كلها من حيث الإجمال، فقال: (وَهُن):
1- (جَمعٌ) أي: صيغة منتهى الجموع، مثل: مساجد.
2- و(عَدلٌ) أي: الاسم المعدول، مثل: عمر، وأخر.
3- (زادَ) أي: زيادة الألف والنون، مثل: عثمان، وشبعان.
4- (وَزْنٌ) أي: وزن الفعل، مثل: أحمد، وأفضل.
5- و(صِفَه) أي: العلة الراجعة إلى المعنى.
6- (رُكِّبْ) أي: التركيب المزجي، مثل: بعلبك.
7- و(أُنِّثْ) أي كل أنواع التأنيث بألف مقصورة أو ممدودة أو بغير ألف، مثل: دعوى، وحمراء، وعائشة.
8- (عُجمَةٌ) أي: الاسم الأعجمي، مثل: إبراهيم.
9- و(مَعرِفَه) أي: العلم ، وهي العلة الراجعة إلى المعنى.
***
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
4 ذو الحجة 1437
الموافق: 6/9/2016
تتمة بَـاْبِ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.
وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
والمسائل الثلاث الأخرى متممة للموضوع، وهي:
المسألة الخامسة: بيان العلل التي تمنع الاسم من الصرف.
المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.
المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
http://majles.alukah.net/attachment....id=12435&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
طالب العلم بين الركود والنبوغ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم –وفقك الله- أن الطالب لا ينبغ في العلم إلا إذا رتب أعماله.
وترتيب الأعمال يعتمد على ترتيب سلم الترقي إلى المعالي.
وسلم الترقي إلى المعالي له درجات.
- الدرجة الأولى: تحديد الغاية من العلم، وذلك ثلاثة مطالب:
1- تعيين المقصود بالعلم، وهو طلب رضا الله والدار الآخرة.
2- تحقيق غاية العلم، وهو عبادة الله –تعالى-.
3- القيام بالدعوة إلى التوحيد.
- الدرجة الثانية: بناء الهمة العالية، وذلك ثلاثة مراتب:
1- الصدق في القول والعمل والحال.
2- تحقيق الصبر على التحصيل.
3- البدء بالممكن من العلوم.
- الدرجة الثالثة: انتقاء الوسيلة النافعة، وذلك بثلاثة ضوابط:
1- الأصالة؛ بأن تكون من أصول العلم المعتبرة.
2- التدرج؛ بأن يختار منها ما يناسبه.
3- الإيجاز؛ بأن تكون متناً –نثراً أو نظماً-.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12436&stc=1
المسألة الخامسة: بيان العلل التي تمنع الاسم من الصرف.
قال الناظم –رحمه الله-:
...... مِنْ تِسعٍ وَهُن:
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)
الشرح:
العلل التي تمنع الاسم من الصرف (التنوين، والكسر) ثلاثة أقسام:
- قسمان مشتركان، وهما:
1- العلل اللفظية.
2- العلل المعنوية.
- قسم مستقل، وهو:
3- العلة التي تقوم مقام العلتين.
وتفصيل ذلك على النحو التالي:
أولاً: العلل اللفظية، وهي ست علل.
1- العدل، وهو أن يعدل بالاسم عن صيغة إلى صيغة أخرى. وهو على نوعين:
- النوع الأول في الأعلام، له صيغة واحدة، وهي: (فُعَل) معدولة عن (فاعل).
مثل: (عُمَر) معدول عن عامر.
(زُحَل) معدول عن زاحل.
(زُفَر) معدول عن زافر.
- النوع الثاني في الصفات، له صيغتان:
1) في غير العدد كلمة واحدة، وهي: (أُخَر) معدولة عن آخر.
2) في الأعداد، على وزن (مَفْعَل)، و(فُعَال).
مثل: (مثنى) معدول عن اثنين اثنين.
(ثُلاث، ورُبَاع) معدول عن ثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.
2- زيادة الألف والنون، وهو زيادة الألف والنون على الإسم الثلاثي الحروف، وهو على نوعين:
- النوع الأول في الأعلام، مثل: عثمان، ومروان، وعدنان.
(فعثمان) أصله: (عثم) وزيدت عليه الألف والنون. وكذلك البقية.
- النوع الثاني في الصفات، مثل: شبعان، ويقظان، وريَّان.
(فشبعان) أصلها: (شبع) وزيدت عليه الألف والنون. وكذلك البقية.
3- وزن الفعل، وهو أن يكون الاسم على الأوزان الخاصة بالأفعال، وهو على نوعين:
- النوع الأول في الأعلام، مثل: أحمد، ويزيد، ويشكر.
(فأحمد) على وزن: أفعل المضارع.
- النوع الثاني في الصفات، مثل: أكرم، أفضل، أجمل.
(فأكرم) على وزن : أفعل المضارع.
4- التركيب، وهو التركيب المزجي غير المختوم بويه.
وهو خاص بالأعلام، مثل: بعلبك، حضرموت.
تنبيه: المختوم (بويه) مبني، مثل: (سيبويه، ونفطويه).
5- التأنيث بغير ألف، هو اللفظ المؤنث الذي لم يختم بألف.
وهو خاص بالأعلام، ويأتي على نوعين:
- التأنيث بالتاء، مثل: فاطمة، وعائشة، وحمزة.
- التأنيث المعنوي، مثل: زينب، سعاد.
6- العجمة، وهو أن يكون الاسم أعجمياً.
وهو خاص بالأعلام، مثل: إدريس، ويعقوب، وإبراهيم.
ثانياً: العلل المعنوية، وهما علتان.
1- العلمية؛ بأن يكون الاسم (علماً).
2- الوصفية؛ بأن يكون الاسم (وصفاً).
ثالثاً: العلة التي تقوم مقام علتين.
وبين الناظم ذلك بقوله:
............ والجمـعُ يَستَـغـنِي بِفَـردِ العِــلـَّةِ
ومِـثـــلُـهُ مُــؤَنَّــــثٌ بِـالأَلِـــــف ِ ............
العلة التي تقوم مقام علتين نوعان:
1- صيغة منتهى الجموع، (مفاعل)، (مفاعيل).
وضابطها: أن يكون الاسم جمع تكسير وقع بعد ألف تكسيره:
- حرفان، مثل: مساجد، ومنابر، وأماجد.
- أو ثلاثة أحرف، مثل: مفاتيح، قناديل، عصافير.
2- ألف التأنيث، وهي أن يكون الاسم مختوماً بألف تأنيث:
- مقصورة، مثل: حبلى، وقصوى، ودعوى.
- أو ممدودة، مثل: حمراء، بيضاء، حسناء.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12437&stc=1
المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.
قال الناظم –رحمه الله-:
فاجعَلْ مـعَ الوَصفِ الثَّلاثَ السَّابِـقَه [21] عَلَيهِ ثُـمَّ افعَــلْ بِـها كَاللاَّحِـقــَ ه
فـتَجــعـَلُ السِّــتَّ مَـــعَ المعـرِفَــــةِ ......
الشرح:
القاعدة في اجتماع العلتين المانعتين من الصرف:
أن تكون إحدى العلتين (لفظية)، والعلة الأخرى (معنوية)،
وهذا الاجتماع له صور خاصة بحسب العلة المعنوية.
- فالعلة المعنوية ( العلمية) تجتمع مع العلل اللفظية الست كلها.
- والعلة المعنوية (الوصفية) تجتمع مع ثلاث علل لفظية فقط.
وتفصيل ذلك علة النحو التالي:
أولاً: العلة المعنوية الأولى (العلمية) تقبل الاجتماع مع كل العلل اللفظية؛
فيمنع اجتماعها الاسم من الصرف، وأمثلة ذلك:
1- العلمية مع العدل، مثل: (عمر، وزفر، وهبل).
2- العلمية مع زيادة الألف والنون، مثل: (عثمان، ومروان).
3- العلمية مع وزن الفعل، مثل: (أحمد، ويزيد).
4- العلمية مع التركيب، مثل: (بعلبك، حضرموت).
5- العلمية مع التأنيث بغير ألف، مثل: (فاطمة، حمزة، زينب).
6- العلمية مع العجمة، مثل: (إبراهيم، آدم).
ثانياً: العلة المعنوية الثانية ( الوصفية) تقبل الاجتماع مع ثلاث علل لفظية –فقط-،
وذلك كالتالي:
1- الوصفية مع العدل، مثل: (مثنى، وثلاث، وأخر).
2- الوصفية مع زيادة الألف والنون، مثل: (عطشان، تعبان).
3- الوصفية مع وزن الفعل، مثل: (أفضل، وأجمل).
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12438&stc=1
المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.
قال الناظم –رحمه الله-:
... ومَـعْ إضافَـةٍ، و(أَلْ) فَلـتَصــرِفِ
الشرح:
يصرف الاسم الممنوع من الصرف في حالتين:
الأول: الإضافة، فإذا أضيف الممنوع من الصرف إلى غيره فإنه يصرف؛
فيجر بالكسرة، مثل: قوله –تعالى-: {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.
الثاني: دخول (أل) عليه، فإذا دخلت (أل) على الممنوع من الصرف فإنه يصرف؛
فيجر بالكسرة، مثل: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
تم الباب بحمد الله وتوفيقه.
***
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختبارات عتبة الملكات
اعلم –وفقك الله- أن بلوغ طالب العلم ما يؤمله من العلم موقوف على جده في الطلب والتحصيل، والطالب قد يغدو ويروح في الطلب؛ لكنه لا يدري، هل حصل مبتغاه أم لا.
والذي يكشف له الحقيقة (الاختبار)؛ فلله دره من صادق لا يكذَّب.
وقد اعتمدنا الاختبارات طريقاً ضرورياً في التعليم لعدد من الأسباب، منها:
1- أداءٌ لأمانة التعليم، ومحض النصيحة.
2- أن يعرف الطالب (حقيقة تحصيله) دون لبس.
3- مساعدة الطالب على الجد في الطلب.
4- ترسيخ المادة في قلب الطالب.
5- توفير مادة نافعة للمذاكرة.
وغير ذلك من الأسباب،
وعليه فاختبار مادة "الدرة اليتيمة" سيكون –بإذن الله-
في يوم الاثنين من الأسبوع القادم : 17/ذي الحجة/1437
وذلك بعد ساعة الدرس مباشرة.
تنبيهات:
1- لابد من كتابة الاسم الثلاثي، أو الرمز الثلاثي، مثل: (د. ح. ل).
2- يعتمد في الاختبار "متن الدرة اليتيمة" وشرحه المكتوب.
3- التصحيح مباشر بعد إرسال الإجابة.
4- مدة الاختبار ثلاث ساعات.
5- من أحب تأجيل الامتحان فله ذلك إلى ثلاثة أيام؛ بشرط لا يفتح الرابط.
6- تعتمد الإجابة الأولى فقط.
ومن الله التوفيق.
***
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الاختبار الأول في مادة "الدرة اليتيمة".
مادة الاختبار على الرابط التالي:
https://goo.gl/forms/LpnHMxsizTxKvoPh1
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12478&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
17 ذو الحجة 1437
الموافق: 19/9/2016
بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ
وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الأسماء الخمسة.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأسماء الخمسة.
المسألة الرابعة: شروط إعراب الأسماء الخمسة.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ
ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ[24] بِالواوِ ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ
ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ[25] وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)
والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق[26] إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ
وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً مُكَبَّــرَهْ[27] كَـ «جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَه»
http://majles.alukah.net/attachment....id=12479&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
القرآن أول العلم
قال ابن عبد البر –رحمه الله-: "
طَلَبُ الْعِلْمِ دَرَجَاتٌ، وَمَنَاقِلُ، وَرُتَبٌ؛
لَا يَنْبَغِي تَعَدِّيهَا.
وَمَنْ تَعَدَّاهَا جُمْلَةً فَقَدْ تَعَدَّى سَبِيلَ السَّلَفِ -رَحِمَهُمُ اللَّهُ-.
وَمَنْ تَعَدَّى سَبِيلَهُمْ عَامِدًا ضَلَّ، وَمَنْ تَعَدَّاهُ مُجْتَهِدًا زَلَّ.
فَأَوَّلُ الْعِلْمِ حِفْظُ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَتَفَهُّمُهُ،
وَكُلُّ مَا يُعِينُ عَلَى فَهْمِهِ فَوَاجِبٌ طَلَبُهُ مَعَهُ.
وَلَا أَقُولُ: إِنَّ حِفْظَهُ كُلَّهُ فَرْضٌ وَلَكِنِّي أَقُولُ:
إِنَّ ذَلِكَ شَرْطٌ لَازِمٌ عَلَى مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ
عَالِمًا
فَقِيهًا
نَاصِبًا نَفْسَهُ لِلْعِلْمِ
لَيْسَ مِنْ بَابِ الْفَرْضِ "
(جامع بيان العلم وفضله: 2/1133).
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12480&stc=1
المسألة الثانية: تعريف الأسماء الخمسة.
قال الناظم –رحمه الله-:
بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب الثالث من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (الأسماء الخمسَة).
و(الأسماء الخمسة) عَلَمٌ بالغلبة على خمسة أسماء هي: (أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وذو مال).
تعريفها اصطلاحاً: هي الأسماء الخمسة: المعتلة، المفردة، المكبرة، المضافة لغير ياء المتكلم.
محترزات التعريف:
1- [الأسماء] خرج بها الأفعال والحروف.
2- [الخمسة] صفة مخصصة، فهي أسماء محصورة بهذا العدد؛ لذلك درج كثير من العلماء على تعريفها بالعد، كما فعل الناظم –رحمه الله-، فقال: "وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)". والتعريف بالعد أسهل، وأوضح.
3- [المعتلة] أي: آخرها أحد حروف العلة الثلاثة (الواو ، أو الألف ، أو الياء) علامة على إعرابها.
4- [المفردة، المكبرة، المضافة لغير ياء المتكلم.] هذه شروط إعرابها بالحروف النائبة عن الحركات الأصلية، وسيأتي بيانها –إن شاء الله –تعالى-.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأسماء الخمسة.
قال الناظم –رحمه الله-:
ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ[24] بِالواوِ ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ
ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ[25] وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- أن (الواو، والألف، والياء) علامات نيابية في الأسماء الخمسة تنوب عن الحركات الأصلية، وذلك على النحو التالي:
1- تنوب (الواو) عن (الضمة) في حالة الرفع.
كما قال الناظم –رحمه الله-: "ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ بِالواوِ".
مثل: قوله –تعالى-:{قَالَ أَبُوهُمْ}.
الشاهد: (أَبُوهُمْ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
2- ينوب (الألف) عن (الفتحة) في حالة النصب.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ".
مثل: قوله –تعالى-:{يَا أَبَانَا}.
الشاهد: (أَبَانَا) منادى منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
3- تنوب (الياء) عن (الكسرة) في حالة الجر.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ".
مثال: قوله –تعالى-:{مِّنْ أَبِيكُمْ}.
الشاهد: (أَبِيكُمْ) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
***
المسألة الرابعة: شروط إعراب الأسماء الخمسة.
قال الناظم –رحمه الله-:
والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق[26] إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ
وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً مُكَبَّــرَهْ[27] كَـ «جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَه»
الشرح:
الأسماء الخمسة تعرب بالعلامات النيابية:
- بالواو نيابة عن الضمة.
- وبالألف نيابة عن الفتحة.
- وبالياء نيابة عن الكسرة.
إذا اجتمعت فيها كلها أربعة شروط عامة، وهي:
الشرط الأول: أن تكون مضافة، كما قال الناظم –رحمه الله-: "والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق إضافَــــــةٌ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الأصلية الظاهرة.
مثل:
1- في حالة الرفع، قوله –تعالى-:{وَلَهُ أَخٌ}[النساء: 12].
الشاهد: (أَخٌ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.
2- في حالة النصب، قوله –تعالى-:{إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا}[يوسف: 78].
الشاهد: (أَبًا) اسم إِنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.
3- في حالة الجر، قوله –تعالى-: {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ}[يوسف: 59].
الشاهد: (بِأَخٍ) (أخ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.
الشرط الثاني: أن تكون الإضافة لغير ياء المتكلم. كما قال الناظم –رحمه الله-: " إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بالحركات الأصلية المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
مثل:
1- في حالة الرفع، قوله –تعالى-: {وَهَذَا أَخِي}[يوسف: 90].
الشاهد: (أَخِي) خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.
2- في حالة النصب، قوله –تعالى-:{ لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي}[المائدة: 25].
الشاهد: (أَخِي) منصوب بالعطف على (نَفْسِي) وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.
3- في حالة الجر، قوله –تعالى-: {فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}[يوسف: 93].
الشاهد: (أبي) مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.
الشرط الثالث: أن تكون مفردة. كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا لم تكن مفردة؛ فلها أحوال في إعرابها:
الحال الأولى: أن تكون مثناة؛ فتعرب إعراب المثنى:
- بالألف رفعاً، مثل قوله –تعالى-: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ }[النساء: 11].
والشاهد: (أَبَوَاهُ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
- وبالياء نصباً، وجراً.
مثال النصب: قوله –تعالى-: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ}[يوسف: 100].
والشاهد: (أَبَوَيْهِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
مثال الجر: قوله –تعالى-: {وَلِأَبَوَيْهِ}[النساء: 11].
والشاهد: (لِأَبَوَيْهِ) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
الحال الثانية: أن تكون مجموعة جمع مذكر سالم؛ فتعرب إعرابه:
- بالواو رفعاً.
مثل: هؤلاء أبون.
التوضيح: (أبون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
- وبالياء نصباً، وجراً.
مثال النصب، رأيت أخين.
التوضيح: (أخين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
مثال الجر، مررت بأبين.
التوضيح: (أبين) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
تنبيه: لا يجمع من الأسماء الخمسة جمع مذكر سالم إلا الأب، والأخ.
الحال الثالثة: أن تكون مجموعة جمع تكسير؛ فتعرب بالحركات الأصلية الظاهرة.
- فترفع بالضمة.
مثل قوله –تعالى-: {آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ}[النساء: 11].
الشاهد: (آباؤُكُمْ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
- وتنصب بالفتحة.
مثل قوله –تعالى-: {لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ}[التوبة: 23].
الشاهد: (آبَاءَكُمْ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
- وتجر بالكسرة.
مثل قوله –تعالى-:{ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ}[النور: 61].
الشاهد: (آبَائِكُمْ) اسم مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.
الشرط الرابع: أن تكون مكبرة. كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكَونُـــــها ... مُكَبَّــرَهْ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا لم تكن مكبرة أعربت بالحركات الأصلية الظاهرة .
مثل:
1- في حالة الرفع، هذا أبيٌّ.
التوضيح: (أبيٌّ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أب).
2- في حالة النصب، رأيت أبيّاً.
التوضيح: (أبيّاً) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أب).
3- في حالة الجر، مررت بأخيٍّ.
التوضيح: (أخيٍّ) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أخ).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
تتمة: بيان الشروط الخاصة لإعراب (فيك)، (وذي مال)
إعراب الأسماء الخمسة بالعلامات النيابية.
أولاً: الشرط الخاص (بفيك)؛ أن لا تتصل به الميم؛ فإن اتصلت به أعرب بالحركات الظاهرة.
مثل:
1- في حالة الرفع، هذا فمٌ حسنٌ.
التوضيح: (فمٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.
2- في حالة النصب، رأيت فماً حسناً.
التوضيح: (فماً) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.
3- في حالة الجر، نظرت إلى فمٍ حسنٍ.
التوضيح: (فمٍ) اسم مجرور بحرف الجر (إلى) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.
ثانياً: الشرطان الخاصان (بذي مال):
- أن تكون بمعنى صاحب.
- أن تضاف إلى اسم جنس ظاهر.
واسم الجنس الظاهر: ما دل على الحقيقة، ويصدق على القليل والكثير. مثل: (مال، علم، فضل).
أمثلة ذلك:
1- في حالة الرفع، جاء ذو مال.
2- في حالة النصب، رأيت ذا علم.
3- في حالة الجر، مررت بذي فضل.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله: " جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَة".
الإعراب:
1- [جا] هي (جاء) فعل ماضٍ. حذفت الهمزة –ضرورة، أو لغة-.
2- [أخو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
3- [أبيهم] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (والهاء) مضاف إليه.
4- [ذا ميسرة] (ذا) حال منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (وميسرة) مضاف إليه.
وبهذا يتم بيان باب الأسماء الخمسة
والحمد لله على توفيقه.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12481&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
18 ذو الحجة 1437
الموافق: 20/9/2016
بَاْبُ الْمُثَنَّى
وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف المثنى.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في المثنى.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بالمثنى.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ الْمُثَنَّى
والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ[28] والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ وأَضِفْ
لاِثْنَيْنِ وَاثْنَتَيْنِ هـــــذا العَمَلا[29] كَذا مَعَ الْمُضمَرِ: (كِلْتا) وَ(كِلا)
نَحوُ: «اشْتَرَى الزَّيدانِ حُلَّتَيْنِ[30] كِلْتاهُــــــم ا لاِثْنَيْـــنِ وَاثْنَتَيْنِ»
http://majles.alukah.net/attachment....id=12482&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
أصل العلم النبوي
اعلم –وفقك الله- أن أصل العلم الذي بعث الله به نبيه –صلى الله عليه وسلم-
يجمعه ثلاثة أصول:
الأول: أصل العلم من جهة ثبوته (الإيمان بالله ورسوله).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْهُدَى وَالدِّينِ هُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاسْتِصْحَابُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَحْوَالِ"
(مجموع الفتاوى: 10/360).
الثاني: أصل العلم من جهة مصادره (القرآن والسنة).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"إِنَّ مَعْرِفَةَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَمَا أَرَادَهُ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ"
(مجموع الفتاوى: 17/355).
الثالث: أصل العلم من جهة صحة الفهم
(معرفة ما كان عليه الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"فَإِنَّ مَعْرِفَةَ مُرَادِ الرَّسُولِ وَمُرَادِ الصَّحَابَةِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَيَنْبُوعُ الْهُدَى"
(مجموع الفتاوى: 5/413).
فبمجموع هذه الأصول وتحقيقها يحصل الطالب
العلم الشرعي على جادة الأنبياء والمرسلين –عليهم الصلاة والسلام-.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12483&stc=1
المسألة الثانية: تعريف المثنى.
قال الناظم –رحمه الله-: " بَاْبُ الْمُثَنَّى".
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب الرابع من أبواب النيابة السبعة،
وهو الاسم (المثنى).
والمثنى: اسم مفعول من ثنَّى يُثَنِّي. وبعضهم يقول: باب التثنية.
واصطلاحاً: كل اسم دل على اثنين أو اثنتين بزيادة في آخره صالح للتجريد عنها، وعطف مثله عليه.
محترزات التعريف:
1- [كل اسم] خرج به الفعل والحرف.
2- [دل على اثنين أو اثنتين] خرج به ما دل على المفرد والجمع، مثل: (رمضان)، (غلمان).
3- [بزيادة في آخره] الباء سببية، أي: دلالته على التثنية سببها هذه الزيادة، وهي:
- الألف والنون في حالة الرفع.
- والياء والنون في حالتي النصب والجر.
تنبيه: خرج بقولنا: [بزيادة] ما دل على التثنية بغيرها، مثل: (شفع)، (زوج).
4- [صالح للتجريد عنها] خرج ما لا يصلح تجريده عنها، مثل: (اثنين)، (اثنتين). فهما ملحقان بالمثنى.
5- [وعطف مثله عليه] أي: صالح لأن يعطف مثله عليه؛ فخرج ما لا يصلح، مثل: (القمرين)؛ لأنهما: الشمس، والقمر.
- ومثال المثنى المستوفي الشروط: (الزيدان)، (الطالبان)، ونحوهما.
***
المسألة الثالثة: بيان النيابة في المثنى.
قال الناظم –رحمه الله-:
والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ[28] والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ ...
الشرح:
ينوب الحرفان: (الألف)، (والياء) في الاسم المثنى
عن جميع الحركات الأصلية (الضمة، والفتحة، والكسرة)،
وذلك على النحو التالي:
1- ينوب (الألف) عن (الضمة) في حالة الرفع.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ".
مثل: جاء الزيدان.
التوضيح: (الزيدان) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
2- تنوب (الياء) عن (الفتحة)، (والكسرة).
كما قال الناظم –رحمه الله-: "والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ".
- (الفتحة) في حالة النصب.
مثل: رأيت الزيدين.
التوضيح: (الزيدين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى.
- (والكسرة) في حالة الجر.
مثل: مررت بالزيدين.
التوضيح: (الزيدين) اسم مجرور بحرف الجر الباء وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12485&stc=1
المسألة الرابعة: بيان الملحق بالمثنى.
قال الناظم –رحمه الله-:
..... وأَضِفْ
لاِثْنَيْنِ وَاثْنَتَيْنِ هـــــذا العَمَلا[29] كَذا مَعَ الْمُضمَرِ: (كِلْتا) وَ(كِلا)
الشرح:
قوله: " وأَضِفْ ... هـــــذا العَمَلا" يقصد:
إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بالمثنى.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بالمثنى).
تعريف الملحق بالمثنى:
هو ما ورد عن العرب معرباً إعراب المثنى، ولا ينطبق عليه تعريف المثنى.
محترزات التعريف:
1- [ما ورد عن العرب معرباً إعراب المثنى] أي: أنه سماعي يقتصر على ما ورد عنهم فقط.
وهي أربعة ألفاظ فقط.
2- [ولا ينطبق عليه تعريف المثنى] خرج به المثنى.
الألفاظ الملحقة بالمثنى:
يلحق المثنى من جهة الإعراب:
- رفعاً بالألف.
- ونصباً، وجراً بالياء.
أربع كلمات فقط، وهي:
1- اثنان.
2- اثنتان.
3- كلا.
4- كلتا.
تنبيه: (اثنان، واثنتان) تلحقان بالمثنى، وتعربان إعرابه بلا شرط.
وأما (كلا، وكلتا) فتلحقان بالمثنى بشرط أن يضافا إلى ضمير، مثل:
- جاء الطالبان كلاهما.
التوضيح: (كلاهما)، (كلا): توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.
- رأيت الطالبين كليهما.
التوضيح: (كليهما)، (كلي): توكيد منصوب وعلامة نصبه الياء؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.
- مررت بالطالبين كليهما.
التوضيح: (كليهما)، (كلي): توكيد مجرور وعلامة جره الياء؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.
وأما إن أضيف (كلا، وكلتا) إلى اسمٍ ظاهرٍ أعربا إعراب الاسم المقصور،
مثل: (الفتى) فتقدر كل الحركات على الألف للتعذر.
مثل:
- جاء كلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) فاعل مرفوع وعلامة رفعة ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.
- رأيت كلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.
- مررت بكلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله:
نَحوُ: «اشْتَرَى الزَّيدانِ حُلَّتَيْنِ[30] كِلْتاهُــــــم ا لاِثْنَيْـــنِ وَاثْنَتَيْنِ»
الإعراب:
1- [اشْتَرَى] فعل ماضٍ.
2- [الزَّيدانِ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
3- [حُلَّتَيْنِ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى.
4- [كِلْتاهُــــــم ا] (كلتا) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى وأضيف إلى ضمير، فهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.
5- [لاِثْنَيْـــنِ] (اللام) حرف جر. (واثنين) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.
6- [وَاثْنَتَيْنِ] (الواو) حرف عطف. (واثنتين) اسم معطوف على اثنين مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى.
وبهذا يتم بيان باب المثنى
والحمد لله على توفيقه.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12513&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
24 ذو الحجة 1437
الموافق: 26/9/2016
بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ
وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف جمع المذكر السالم.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في جمع المذكر السالم.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بجمع المذكر السالم.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ
وارفَع بِواوٍ: جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ[31] وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ
كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ[32] كَـالْمُتَّقونَ هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ
وَارْحَمْ ذَوِيْ القُرْبَى مِنَ الأَهْلِيْنا [33] تَسْكُنْ بِـــدارِ الْخُلدِ عِلِّيِّينا
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12514&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
الحرص على الطلب
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ" (رواه مسلم).
المتأمل في هذا الحديث المبارك؛
يجد أن طلب العلم داخل ضمن هذا الإرشاد النبوي العام،
وهذا الإرشاد فيه بيان أسباب بلوغ المقاصد الحسنة.
وهما سببان رئيسيان:
- الأول: الحرص على النافع.
- الثاني: الاستعانة بالله.
فتحقيق طالب العلم صفة (الحرص) على الطلب يقوم على أمرين:
- الأول: افتقاره إلى العلم.
- الثاني: محبته العلم.
فالطالب إذا استشعر فقره وجهله تيقن حاجته إلى العلم.
وإذا رفع الجهل عن نفسه، وتذوق ثمرة العلم نمت محبة العلم في قلبه.
وبتمام هذين الأمرين يعظم حرصه على العلم.
ثم يضم إلى ذلك طلب المدد الرباني بالدعاء والتوكل،
ويستديم هذه الحال كل وقت حتى يصبح طلب العلم ملكة راسخة في نفسه.
والأمر لا يدرك إلا بمرارة الصبر، والتوفيق من الله.
ومن يصبر يصبره الله.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12518&stc=1
المسألة الثانية: تعريف جمع المذكر السالم.
قال الناظم –رحمه الله-:
بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
الباب الخامس من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (جمع المذكر السالم).
وحقيقته: الاسم المجموع الذي مفرده مذكر سالم الصيغة.
تعريف جمع المذكر السالم:
كل اسم دل على أكثر من اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد عنها، وعطف مثله عليه.
محترزات التعريف:
1- [كل اسم] خرج الفعل والحرف.
ويشمل الاسم نوعان:
- العلم، مثل: (محمد) يجمع (محمدون)، (محمدين).
- الوصف، مثل: (مسلم) يجمع (مسلمون)، (مسلمين).
وخرج بذلك: (اسم الجنس)، مثل: (رجل)؛ فلا يجمع جمع مذكر سالم.
الفرق بين (اسم الجنس)، (والعلم):
(اسم الجنس) المقصود به ما دل على الحقيقة دون تعيين،
مثل: (رجل). فكلمة رجل تدل على الحقيقة دون أن تختص بواحد
بخلاف (العلم) فإنه اسم يعين مسماه دون غيره، مثل: (محمد).
2- [أكثر من اثنين] خرج المفرد والمثنى.
وكذلك خرج (جمع المؤنث السالم)؛ لأنه لم يقل: (واثنتين).
3- [بزيادة في آخره] خرج جمع التكسير الذي يجمع بلا زيادة، مثل: (كتاب) جمعه: (كتب).
4- [صالح للتجريد عنها] خرج جمع التكسير الذي يجمع بزيادة في آخره لكنه غير صالح للتجريد عنها، مثل: (شريف، شرفاء).
5- [وعطف مثله عليه] خرج به (جمع المذكر السالم المُسمَّى به)،
مثل: (عليون) اسم لأعلى الجنة.
- المثال المستوفي الشروط: (محمد)، (مسلم).
يجمعان في حالة الرفع: (محمدون)، (مسلمون).
وفي حالة النصب والجر: (محمدين)، (مسلمين).
***
المسألة الثالثة: بيان النيابة في جمع المذكر السالم.
قال الناظم –رحمه الله-:
وارفَع بِواوٍ : جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ[31] وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ
الشرح:
ينوب الحرفان: (الواو)، (والياء) في جمع المذكر السالم
عن جميع الحركات الأصلية (الضمة، والفتحة، والكسرة)،
وذلك على النحو التالي:
1- تنوب (الواو) عن (الضمة) في حالة الرفع،
كما قال الناظم –رحمه الله-: "وارفَع بِواوٍ: جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ".
مثل: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[الروم: 4].
الشاهد: (الْمُؤْمِنُونَ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم.
2- تنوب (الياء) عن (الفتحة)، (والكسرة).
كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ".
- تنوب الياء عن (الفتحة) في حالة النصب.
مثل: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ}[النساء: 61].
الشاهد: (الْمُنَافِقِينَ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
- وتنوب الياء عن (الكسرة) في حالة الجر.
مثل: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة: 24].
الشاهد: (لِلْكَافِرِينَ) اللام حرف جر، (والكافرين)
اسم مجرور بحرف الجر اللام، وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12519&stc=1
المسألة الرابعة: بيان الملحق بجمع المذكر السالم.
قال الناظم –رحمه الله-: "كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ".
الشرح:
قوله: "كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ"
يقصد: إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بجمع المذكر السالم.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بجمع المذكر السالم).
تعريف الملحق بجمع المذكر السالم:
هو ما ورد عن العرب معرباً إعراب جمع المذكر السالم، ولا ينطبق عليه تعريفه، أو سمي به مفرد.
محترزات التعريف:
1- [ما ورد عن العرب معرباً إعراب جمع المذكر السالم] أي: أنه سماعي يقتصر على ما ورد عنهم فقط. وقد عد الناظم منها أربعة ألفاظ فقط.
2- [ولا ينطبق عليه تعريفه] خرج به جمع المذكر السالم.
الألفاظ الملحقة بجمع المذكر السالم:
يلحق جمع المذكر السالم من جهة الإعراب:
- رفعاً بالواو.
- ونصباً، وجراً بالياء.
عدد من الكلمات عد الناظم منها أربع كلمات فقط، وهي:
1- أولوا.
2- ذووا.
3- أهلون.
4- عليون.
مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله:
... كَـالْمُتَّقونَ هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ
وَارْحَمْ ذَوِيْ القُرْبَى مِنَ الأَهْلِيْنا [33] تَسْكُنْ بِـــدارِ الْخُلدِ عِلِّيِّينا
الإعراب:
1- [كَـالْمُتَّقونَ] تقديرها: (كـ) قولك: (الْمُتَّقونَ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه جمع مذكر سالم.
2- [هُمْ] ضمير مبني في محل رفع مبتدأ ثانٍ.
3- [أُولُو] خبر (هُمْ) مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وليس له واحد من لفظه.
4- [الأَلبَاْبِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
وجملة: (هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ) خبر: (الْمُتَّقونَ).
5- [وَارْحَمْ] (الواو) حرف، و(ارْحَمْ) فعل أمر مبني، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
6- [ذَوِيْ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وكونه اسم جنس، مثل: رجل.
7- [القُرْبَى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
8- [مِنَ] حرف جر.
9- [الأَهْلِيْنا] (الأَهْلِيْن) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ ل
أنه ملحق بجمع المذكر السالم، (والألف) للإطلاق.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وكونه اسم جنس، مثل: رجل.
10- [تَسْكُنْ] فعل مضارع مجزوم بالطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
11- [بِـــدارِ] الباء حرف جر، و(دار) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره،
وهو مضاف.
12- [الْخُلدِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهره تحت آخره.
13- [عِلِّيِّينا] (عِلِّيِّين) بدل من (دار) مجرور وعلامة جره الياء،
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، (والألف) للإطلاق.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛ لأنه يعرب إعرابه، ومدلوله مفرد؛
لأن أصله (جمع مذكر سالم) سمِّي به المفرد.
تم بحمد الله
***
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ، هل هذا الشرح على الواتساب أم كيف الشتراك والتواصل ؟ بوركت .
بوركتم أخي الحبيب، نعم هو على مجموعة في الواتساب
على الرقم التالي:
0096550643449
اكتب معها: الدرة اليتيمة.
زادكم ربي توفيقاً.
http://majles.alukah.net/attachment....id=12523&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
25 ذو الحجة 1437
الموافق: 27/9/2016
بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ
وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ
وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ[35] كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ
كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12524&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
خاصية العلم
اعلم –وفقك الله- أن طلب العلم له ميزتان:
- الأولى: لا يأتي دفعة واحدة.
- الثانية: يتنامى بالتعاهد.
وعليه فالموفق من يطلب العلم على التدرج، ويأخذه بالتَّكرار.
واسلم طريقة تحقق المقصود أخذ العلم على طريقة (الكتاب الواحد).
فيختار من أي فن كتاباً يناسب مستواه.
ثم يقرأ فيه، ويسمع شروحه، وإن تيسر له معلم موفق فهي الضالة المنشودة.
فيضمن بذلك عدم ازدحام العلم على قلبه، ويوفر ذهنه لتفهم هذا الكتاب.
ويفرغ وقته له –حفظاً ومطالعةً-.
وبهذه الطريقة: ينجز المادة ويفهما، ويحفظ وقته، ويترقى في العلم.
وهذا خير له من المكابرة وتضييع الزمان
بسبب تكليف نفسه بأكثر من مادة في وقت واحد.
والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12525&stc=1
المسألة الثانية: تعريف جمع المؤنث السالم.
قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ".
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السادس من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (جمع المؤنث السالم).
تنبيه:
- قوله: (المؤنث) رُدَّ بأن (طلحة) مذكر ويجمع: (طلحات).
- وقوله: (السالم) رُدَّ بأن (سجْدَة) تجمع: (سَجَدَات)، ولم يسلم.
لذلك الأفضل أن يقال: (ما جمع بألف وتاء مزيدتين)،
كما قال الناظم –رحمه الله- في البيت الأول: "وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ".
تعريف المجموع بألف وتاء مزيدتين:
كل اسم دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره.
محترزات التعريف:
1- [كل اسم] خرج به الفعل والحرف.
2- [دل على أكثر من اثنين، أو اثنتين] خرج به المفرد والمثنى.
تنبيه: قلنا: (أكثر من اثنين) ليشمل: نحو: (طلحات، وحمزات).
3- [بزيادة ألف وتاء في آخره] خرج به :
- ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بغير هذه الزيادة، كجمع التكسير.
مثل: (رجل) جمعه: (رجال).
- ما دل على أكثر من اثنين بزيادة (الواو، أو الياء)، وهو جمع المذكر السالم.
- ما كانت الألف فيه غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.
مثل: القاضي جمعه: القضاة. وهو جمع تكسير.
- ما كانت التاء غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.
مثل: بيت جمعه: أبيات. وهو جمع تكسير.
***
المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
قال الناظم –رحمه الله-:
وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ
الشرح:
تنوب (الكسرة) في المجموع بألف وتاء مزيدتين عن (الفتحة) في حالة النصب.
قال الناظم –رحمه الله-: "والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".
وتأمل قوله: (والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ) أي أن الحركة أصلية في الجر،
وجعلت في حالة النصب نيابة عن الفتحة.
مثل قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}[الأنعام: 1].
الشاهد: (السَّماواتِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.
- وفي حالة (الرفع)؛ فعلى الأصل (بالضمة).
قال الناظم –رحمه الله-: "فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ".
مثل قوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ}[النساء: 34].
الشاهد: (الصالحاتُ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- وفي حالة (الجر)؛ فعلى الأصل (بالكسرة).
قال الناظم –رحمه الله-: "... مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".
مثل قوله: {مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}[النساء: 25].
الشاهد: (المحصناتِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهره تحت آخره.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12526&stc=1
المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
قال الناظم –رحمه الله-: "كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ".
الشرح:
قوله: " كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ" يقصد:
إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين).
تعريف الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين:
هو كلمة (أولات) خاصة، وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد.
محترزات التعريف:
1- [كلمة (أولات) خاصة] أي: أن من الألفاظ التي حملت على ما جمع بألف وتاء مزيدتين
فأعربت إعرابه لفظة (أولات) فقط.
وهي بمعنى: (ذوات)، أو (صاحبات) ولا واحد لها من لفظها.
مثل قوله: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ}[الطلاق: 6].
الشاهد: (أولاتِ) خبر (كن) منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
2- [وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد].
مثل: أحببت عرفاتٍ.
التوضيح: (عرفات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين، وسمي به المفرد.
ـــــــــــــــــــــــ
مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط قوله:
كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»
الإعراب:
1- [كَـ«وافَــتِ]: (كـ) قولك: (وافَــتِ) فعل ماضٍ مبني.
2- [الْهِنــداتُ]: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.
3- [أَذْرِعاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين سمي به المفرد.
تنبيه: (أذرعات) جمع الجمع، مفردها: (ذراع)، وجمعه: (أذرعة)، وجمع الجمع: (أذرعات).
4- [واعْرِفْ]: (الواو) حرف عطف. (اعرف) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
5- [أُولاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين. وهو مضاف.
6- [الفَضلِ]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
7- [بِالصِّلاتِ]: (الباء) حرف جر. (الصلات) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.
تم بحمد الله.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12536&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الجمعة،
28 ذو الحجة 1437
الموافق: 30/9/2016
بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ
وهذا الموضوع فيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأفعال الخمسة.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ
وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ[38] كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12537&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
منطلق المبتدي في العلم
اعلم -سلمك الله- أن علامة صحة البداية في الطلب
هي عناية المبتدي بأصول العلم ومجملاته دون فروعه وتفصيلاته.
قال الشيخ صالح آل الشيخ –وفقه الله-:
" لا يهتم طالب العلم، -وهذا من فروع الترفق- لا يهتم بالتفصيلات؛
فإنه إذا كان في طلبه للعلم اهتم بدقيق المسائل، واهتم بالتفصيلات؛
فإنه ينسى ولن يحصل علما؛
لأنّه لم يؤصل ولم يبن القاعدة التي معها تفهم تلك التفصيلات.
بعضنا يذهب إلى دروس مفصلة جدا
يمكث أصحابها سنين عددا طويلة ما انتهوا منه،
أو في الباب الواحد يجلسون أشهر ونحو ذلك.
ويظنّ أنّ هذا يحصل معه علما.
لا، هذه الطريقة ليست بطريقة منهجية؛
لأنّه لم يترفق صاحبها فيها؛
ولقد قال جلّ وعلا: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
كونوا ربانيين فسرّها أبو عبد الله البخاري رحمه الله رحمة واسعة في صحيحه قال:
الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره،
هذا الرباني في العلم والتدريس هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
يشرف بالمدرس وطالب العلم إذا درس أن يذكر كل ما يعلم في المسألة،
أن يذكر بعد تحضير واسع كل ما وصل إليه تحضيره،
وهذا شرف له ولكنّه ليس بنافع لمن يعلّم؛
لأنه هو يستعرض ما علم؛
والعالم إنما يعطى ما يحتاج إليه السامع،
لا يعطي ما هو فوق مقدار السامع" انتهى كلامه.
(محاضرة: "المنهجية في طلب العلم").
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12540&stc=1
المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.
قال الناظم –رحمه الله-:
"بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ".
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السابع من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (الأفعال الخمسة).
- قوله: (الأفعال) أي: الأمثلة؛ لأنها أوزان، وليست أفعالاً محصورة.
لذلك الصواب في تسميها أن يقال: (الأمثلة الخمسة).
- وقوله: (الخمسة) أي: عددها، وهي: (يفعلان –تفعلان –تفعلين –يفعلون –تفعلون).
تعريف الأمثلة الخمسة:
كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.
محترزات التعريف:
1- [كل فعل]: خرج به الاسم والحرف.
2- [مضارع]: خرج به الماضي والأمر.
3- [أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين]: أي: جعل الألف فاعله، ويكون:
- للمخاطَبَين، أو المخاطبتين، والغائبتين، بوزن: (تفعلان).
- وللغائبَين، بوزن: (يفعلان).
4- [أو واو الجماعة] أي: جعلت الواو فاعله، وتكون:
- للمخاطبِين، بوزن: (تفعلون).
- وللغائبِين، بوزن: (يفعلون).
5- [أو ياء المخاطَبَة] أي: جعلت الياء فاعله، وتكون:
- للمخاطبَة –فقط-، بوزن: (تفعلين).
***
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأمثلة الخمسة.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ
الشرح:
ينوب (ثبوت النون)، (وحذفها) في الأمثلة الخمسة عن العلامات الأصلية كلها:
(الضمة، والفتحة، والسكون)،
وذلك على النحو التالي:
1- ينوب (ثبوت النون) عن (الضمة) في حالة الرفع.
قال الناظم –رحمه الله-: "وَالرَّفعُ بِالنُّونِ".
مثل قوله: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}[آل عمران: 7].
الشاهد: (يَقُولُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- ينوب (حذف النون) عن:
- (الفتحة) في حالة النصب.
- و(السكون) في حالة الجزم.
قال الناظم –رحمه الله-: " وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ".
ومثالهما قوله: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}[البقرة: 24].
الشاهد: (لَمْ تَفْعَلُوا) (لم) أداة جزم. (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.
(لَنْ تَفْعَلُوا) (لن) أداة نصب. (تفعلوا) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»".
الإعراب:
1- [كَـ «لْتَقْنَــعَا]: (كـ) قولك: (لْتَقْنَــعَا) اللام للأمر جازمة، (تقنعا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [لِتَرضَــيـَا]: اللام للأمر جازمة، (تَرضَــيـَا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
3- [بِالــدُّونِ]: الباء حرف جر، والدون اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
تم بحمد الله –تعالى-.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12557&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
2 محرم 1438
الموافق: 3 /10/2016
بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ
وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.
المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.
المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ
والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضــارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما
فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»
وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12558&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
« لا يستطاع العلم براحة الجسم »
روى مسلم –رحمه الله- في صحيحه فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال:
سمعت أبي يقول: «لا يستطاع العلم براحة الجسم».
(أوقات الصلاة رقم: 612).
فلن يبلغ طالب العلم مبتغاه
حتى يوطن نفسه على الصعاب وتحمل المشاق؛
فالعلم لا يدرك إلا بالصبر.
قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
"تأملت عجبًا،
وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله.
فإن العلم لما كان أشرف الأشياء، لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار،
وهجر اللذات والراحة، حتى قال بعض الفقهاء:
بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر؛
لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!"
(صيد الخاطر، ص: 281).
فكم طوى العلم من الشهوات، والرغبات، والملذات، والمباحات ...
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ *** فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً*** تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ *** فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى *** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12559&stc=1
المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.
قال الناظم –رحمه الله-:
بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ
والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما
الشرح:
هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
(قسمة) أي: ما تنقسم إليه (الأفعال) من الأزمنة،
وهي ثلاثة أقسام بدليل التتبع والاستقراء لكلام العرب.
قال الناظم –رحمه الله-: "والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا ضــارَعَ".
1- الفعل الماضي: كلمة دلت على حدث وقع قبل زمن التكلم.
مثل: (ضَـرَبَ، كَتَبَ، جَلَسَ).
2- فعل الأمر: كلمة دلت على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم.
مثل: (اضْرِبْ، اكْتُبْ، اجْلِسْ).
3- الفعل المضارع: كلمة دلت على حدث يقع في زمن التكلم أو بعده.
مثل: (يَضْرِبُ، يَكْتُبُ، يَجْلِسُ).
وقوله –رحمه الله-: "وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما".
أي: كل واحد من هذه الأفعال الثلاثة بسبب (حد) أي: تعريف قد (علم) .
(والألف) للإطلاق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12560&stc=1
المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.
قال الناظم –رحمه الله-:
فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»
الشرح:
ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:
1- حكم الفعل الماضي البناء بالاتفاق.
بقوله: "فاقضِ" أي: احكم "لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما" أي: قطعاً بلا خلاف.
2- علامة بناء الفعل الماضي، وفيه قولان:
القول الأول: البناء على الفتح –ظاهراً، أو مقدراً-.
وهو مذهب الناظم –رحمه الله- لقوله:" عَلَى فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»".
وتفصيل ذلك على النحو التالي:
أولاً: محل الفتح الظاهر على الفعل الماضي:
يبنى الفعل الماضي على الفتح الظاهر إذا لم يتصل به:
- واو جماعة.
- ولا ضمير رفع متحرك.
- ولم يكن معتلاً بالألف.
مثال ذلك: (سافرَ، سافرَتْ، سافرَا، رضيَ).
قال –تعالى-: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}[التوبة: 100].
الشاهد: (رَّضِيَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.
ثانياً: محل الفتح المقدر في الفعل الماضي.
يبنى الفعل الماضي على الفتح المقدر بأحد ثلاثة أسباب:
1- التعذر، إذا كان آخر الماضي الألف.
مثل: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: 1].
الشاهد: (أَتَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
وقد مثل له الناظم بقوله: «انْجَلَى»، وإعرابه كإعراب (أَتَى).
2- المناسبة، إذا اتصل بالفعل الماضي واو الجماعة.
مثل: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}[الحجر: 91].
الشاهد: (جَعَلُوا) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة.
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
3- دفع كراهة توالي أربع متحركات،
إذا اتصل بالفعل الماضي ضمير رفع متحرك، كتاء الفاعل ونون النسوة.
مثل: { ولقد كتبْنا في الزبور}[الأنبياء: 105].
الشاهد: (كتبْنا) كتب: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة توالي أربع متحركات.
و(نا) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
القول الثاني: أن الفعل الماضي له ثلاثة أحوال في البناء، وهذا أسهل وأظهر.
1- البناء على الفتح الظاهر أو المقدر.
يبنى الفعل الماضي على الفتح –ظاهراً أو مقدراً- إذا لم يتصل به:
- واو جماعة.
- ولا ضمير رفع متحرك.
مثل: (ضربَ، سعى).
2- البناء على الضم.
يبنى الفعل الماضي على الضم إذا اتصل به واو الجماعة.
مثل: (عملُوا).
3- البناء على السكون.
يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
مثل: (ضربْتُ، ضربْنا، ضربْنَ).
تنبيه: قولنا: (ضمير رفع متحرك) اخرج ضمير الرفع الساكن،
وهو (ألف الاثنين)؛ لأن الفعل معه يبنى على الفتح.
مثل: ضَرَبَا.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12561&stc=1
المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»
الشرح:
ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:
1- حكم فعل الأمر البناء.
بقوله: " وَابـنِ" أي: الفعل حال كونه: "أَمراً " وهو القول الراجح.
2- علامة بناء فعل الأمر على:
- السكون.
- أو الحذف.
فقال: " عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ" .
تنبيه: قاعدة بناء فعل الأمر:
(يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه).
وتفصيل ذلك على النحو التالي:
أولاً: بناء فعل الأمر على السكون.
يبنى فعل الأمر على السكون الظاهر، أو المقدر في الأحوال التالية:
1- يبنى على السكون الظاهر في حالين:
- إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء.
مثل: {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ}[البقرة: 60].
الشاهد: (اضْرِبْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
- إذا اتصلت به نون النسوة.
مثل: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ}[الأحزاب: 33].
الشاهد: (أَقِمْنَ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- يبنى فعل الأمر على السكون المقدر في حال واحدة:
- إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة.
مثل: يا زيدُ اكْتُبَنْ الدَّرْسَ.
التوضيح: (اكْتُبَنْ) فعل أمر مبني على السكون المقدر على الباء، والنون للتوكيد،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
ثانياً: بناء فعل الأمر على الحذف.
يبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة، أو على حذف النون.
1- يبنى على حذف حرف العلة إذا كان مضارعه معتلاً.
مثل: (ادْعُ، اقْضِ، اسْعَ).
قال –تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}[النحل: 125].
الشاهد: (ادْعُ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛ لأن مضارعه (يدعو) معتل (بالواو)،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- يبنى على حذف النون إذا كان مضارعه من الأمثلة الخمسة.
مثل: (اضربا، اضربوا، اضربي).
قال –تعالى-: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[الحديد: 21].
الشاهد: (سَابِقُوا) فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه (يسابقون) من الأمثلة الخمسة،
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
أمثلة الناظم في المتن:
قال الناظم –رحمه الله-: "كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»".
الإعراب:
1- [كَـ«قُمْ»] أي: (كـ) قولك: «قُمْ» فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- [وَ«ادْعُ»] الواو حرف عطف. «ادْعُ» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛
لأن مضارعه (يدعو) معتل بالواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
3- [وَ«قُلْ] الواو حرف عطف. (قُلْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
4- [صِلُونِي] (صِلُو) فعل أمر مبني على حذف النون؛
لأن مضارعه (يصِلُون) من الأمثله الخمسة،
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل،
و(النون) للوقاية، و(الياء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
وجملة (صِلُونِي) في محل نصب لـ(قل).
والحمد لله على توفيقه.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12563&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
3 محرم 1438
الموافق: 4 /10/2016
تتمة بَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ
وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه خمس مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.
المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.
المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.
المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
تتمةبَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ
وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ
وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ[45] وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12564&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
صلاح القلب بالعلم
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ:
إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْقَلْبَ لِلْإِنْسَانِ يَعْلَمُ بِهِ الْأَشْيَاءَ،
كَمَا خَلَقَ الْعَيْنَ يَرَى بِهَا الْأَشْيَاءَ،
وَالْأُذُنَ يَسْمَعُ بِهَا الْأَشْيَاءَ،
وَكَمَا خَلَقَ سُبْحَانَهُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِأَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ، وَعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَالِ،
فَالْيَدُ لِلْبَطْشِ،
وَالرِّجْلُ لِلسَّعْيِ،
وَاللِّسَانُ لِلنُّطْقِ،
وَالْفَمُ لِلذَّوْقِ،
وَالْأَنْفُ لِلشَّمِّ،
وَالْجِلْدُ لِلْمَسِّ،
وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ،
فَإِذَا اسْتُعْمِلَ الْعُضْوُ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَأُعِدَّ مِنْ أَجْلِهِ،
فَذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ الْقَائِمُ، وَالْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،
وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا وَصَلَاحًا لِذَلِكَ الْعُضْوِ وَلِرَبِّهِ وَلِلشَّيْءِ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ فِيهِ،
وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ هُوَ الصَّالِحُ الَّذِي اسْتَقَامَ حَالُهُ
وَأُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ.
وَإِذَا لَمْ يُسْتَعْمِلْ الْعُضْوُ فِي حَقِّهِ،
بَلْ تُرِكَ بَطَّالًا، فَذَلِكَ خُسْرَانٌ، وَصَاحِبُهُ مَغْبُونٌ،
وَإِنْ اسْتُعْمِلَ فِي خِلَافِ مَا خُلِقَ لَهُ فَهُوَ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ،
وَصَاحِبُهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا.
( الفتاوى الكبرى : 5 / 48 ) .
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12565&stc=1
تنبيه: الفعل المضارع له حالان: (البناء، والإعراب).
فأما البناء فسنبينه –إن شاء الله تعالى- في:
المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- أن الفعل المضارع له حالان في البناء:
1- البناء على الفتح.
2- البناء على السكون.
الحال الأولى: البناء على الفتح.
يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصل به أحد نوني التوكيد الخفيفة أو الثقيلة مباشرة.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
مثل قوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}[يوسف: 32].
الشاهد: [1] (لَيُسْجَنَنَّ) اللام للقسم. (يُسْجَنَنَّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل مبني لما لم يسم فاعله، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
[2] (لَيَكُوناً) اللام للقسم. (يَكُوناً) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: (هو).
ورسمت نون التوكيد الخفيفة تنويناً في (يَكُوناً) مراعاة للوقف؛ فيوقف عليها بالألف.
تنبيه: قول الناظم: "بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا" أي: اتصلت به النون (مباشرة)؛ وذلك لإخراج الأمثلة الخمسة التي تتصل بها نونا التوكيد؛ فإنه يفصل بين نوني التوكيد، والفعل المضارع: (الألف أو الواو أو الياء)؛ فتكون معربة.
مثل:
قوله: {لَيَسْجُنُنَّهُ}[يوسف: 33].
الشاهد: (يَسْجُنُنَّهُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفه لتوالي الأمثال؛
وفاعله الواو المحذوفه؛ لالتقاء الساكنين.
وتوضيح ذلك بالشكل التالي:
- أصل الفعل: (يسجنونَه) ودخلت عليه نون التوكيد الثقيلة (نَّ) = (نْنَ)،
- فالتقى ثلاث نونات (يسجنُونَنْنَه).
- فحذفت نون (يسجنُوْنَ)، فصارت: (يسجنُوْنَّه).
- فالتقى ساكنان: (واو الجماعة)، (والنون الأولى الساكنة).
- فحذفت (الواو) وهي فاعل، وعوض عنها ضم ما قبلها، فصارت (يسجُنُـ + نَّه).
وقس على ذلك البقية.
الحال الثانية: البناء على السكون.
يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة.
قال الناظم –رحمه الله-:
وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ
مثل قوله: {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ}[البقرة: 233].
الشاهد: (يُرْضِعْنَ) يرضع: فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع؛ لاتصاله بنون النسوة.
ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
***
المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- الحال الثانية التي يكون عليها الفعل المضارع،
وهي: (الإعراب)؛ إذا لم يتصل به ما يوجب البناء.
فالفعل المضارع يعرب إذا لم تتصل به نونا التوكيد –مباشرة-، ولا نون النسوة.
قال الناظم –رحمه الله-:"وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ"
أي: (وَفِيْ سِوى) عدا هـ(ذَيْـنِ) الحالين التي يبنى بهما الفعل المضارع:
- الاتصال بأحد نوني التوكيد –مباشرة-.
- الاتصال بنون النسوة.
(يُعـرَبُ) الفعل المضارع (وُجُوباً).
حالات إعراب الفعل المضارع:
للفعل المضارع ثلاثة أحوال إعرابية:
1- الرفع، يرفع الفعل المضارع إذا لم يدخل عليه ناصب، ولا جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
قال الناظم –رحمه الله-: " يُعـرَبُ بِالرَّفْعِ ... حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ".
وفي قوله: "مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»" إشارة إلى أن رفع الفعل المضارع قد يكون:
- بضمة مقدرة (مِثْلُ: «نَرْتَجِيْ»".
التوضيح: (نَرْتَجِيْ) فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
- بضمة ظاهرة مثل: «نَرْهَبُ»فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
2- النصب، ينصب الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب، ولم يتصل به موجب البناء.
مثل: { وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً}[الكهف: 17].
الشاهد: (فَلَنْ تَجِدَ) (لَنْ) أداة نصب. (تَجِدَ) فعل مضارع منصوب؛ لدخول (لَنْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3- الجزم، يجزم الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
مثل: {لَمْ يَلِدْ}[الإخلاص: 3].
الشاهد: (لَمْ يَلِدْ): (لَمْ) أداة جزم. (يَلِدْ) فعل مضارع مجزوم؛ لدخول (لَمْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12566&stc=1
المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.
اعلم أن حقيقة الفعل المضارع أنه فعل ماضٍ دخل عليه
أحد أحرف المضارعة المجموعة في قولك: (أنيت).
مثال ذلك:
قولنا: (ذهب) فعل ماضٍ.
حتى يصبح مضارعاً ندخل عليه واحداً من أحرف المضارعة (أنيت):
- فإذا أدخلنا عليه (الهمزة) يصبح: (أذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (النون) يصبح: (نذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (الياء) يصبح: (يذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (التاء) يصبح: (تذهب).
تعريف أحرف المضارعة:
: هي أحرف معينة زائدة ذات معانٍ خاصة تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ.
محترزات التعريف:
1- [أحرف معينة] المراد بها أربعة أحرف مجموعة في كلمة: (أنيت).
2- [زائدة] أي: ليست من أصل الكلمة.
- فخرج بذلك ما كان من أصل الكلمة.
مثل: (أكل) فهو فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة من أصل الكلمة.
3- [ذات معانٍ خاصة] أي: أن كل حرف منها يأتي لمعنى خاص.
- (الهمزة) للمتكلم الواحد –مذكراً، أو مؤنثاً-.
- (النون) للمتكلم مع غيره، أو الواحد المعظم نفسه.
- (الياء) للغائب.
- (التاء) للمخاطب، أو الغائبة.
فخرج بذلك ما كان زائداً لكنه جاء لغير المعاني السابقة.
مثل: (أكرم) فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة جاءت لتعدية الفعل اللازم (كرم).
4- [تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ] بيان محل أحرف المضارعة.
***
المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.
قال الناظم –رحمه الله-:
وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»
الشرح:
حركة أول المضارع تكون بحسب الماضي، ولها حالان:
الأول:ضم أول المضارع.
يضم أول الفعل المضارع إذا كان ماضية رباعياً، مثل: (دحرج – يُدحرج).
قال الناظم –رحمه الله-: "وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ". ثم ضرب مثالاً، فقال: "تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ".
التوضيح: «أفلـَحَ» فعل ماضٍ رباعي، المضارع منه يكون مضموم الأول:"يُفلِحُ".
الثاني: فتح أول المضارع.
يفتح أول المضارع إذا كان ماضيه غير رباعي.
قال الناظم –رحمه الله-: "وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»".
- «يَشْتَرِي» ماضيه خماسي.
- «يَفرَحُ» ماضيه ثلاثي.
وبيان ذلك بالتفصيل على النحو الآتي:
1- إذا كان الماضي (ثلاثياً) يفتح مضارعه، مثل: (ذهب – يَذهب).
2- إذا كان الماضي (خماسياً) يفتح مضارعه، مثل: (انطلق – يَنطلق).
3- إذا كان الماضي (سداسياً) يفتح مضارعه، مثل: (استخرج – يَستخرج).
وبهذا يتم الموضوع.
والحمد لله على توفيقه.
***
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختبارات عتبة الملكات
اعلم –وفقك الله- أن بلوغ طالب العلم ما يؤمله من العلم موقوف على جده في الطلب والتحصيل،
والطالب قد يغدو ويروح في الطلب؛ لكنه لا يدري، هل حصل مبتغاه أم لا.
والذي يكشف له الحقيقة (الاختبار)؛ فلله دره من صادق لا يكذَّب.
وقد اعتمدنا الاختبارات طريقاً ضرورياً في التعليم لعدد من الأسباب، منها:
1- أداءٌ لأمانة التعليم، ومحض النصيحة.
2- أن يعرف الطالب (حقيقة تحصيله) دون لبس.
3- مساعدة الطالب على الجد في الطلب.
4- ترسيخ المادة في قلب الطالب.
5- توفير مادة نافعة للمذاكرة.
وغير ذلك من الأسباب،
وعليه فاختبار مادة "الدرة اليتيمة" (2) سيكون –بإذن الله-
في يوم الاثنين من الأسبوع القادم : 9/محرم/1438
من بَاْب الأسماءِ الخمسَةِ إلى باب النواصب غير داخل.
وذلك بعد ساعة الدرس مباشرة.
***
من أحب متابعة الدروس الصوتية
للدرة اليتيمة: تلخيص وبيان
في قناة تيليجرام
فعلى هذا الرابط:
http://cutt.us/Durra
***
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الاختبار الثاني في مادة "الدرة اليتيمة" (2).
مادة الاختبار على الرابط التالي:
https://goo.gl/forms/ZBDqJmcKW8fTmmU53
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12587&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
9 محرم 1438
الموافق: 10 /10/2016
بَاْبُ النَّواصِبُ
وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.
المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
بَاْبُ النَّواصِب
وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)[47] وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ وَ(إِذَنْ)
إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا
وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ
وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصُِ[51] .............................. ....
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12588&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
بناء ملكات العلوم
اعلم –سلمك الله- أن كثيراً من طلاب العلم الذين تجاوزا المراحل المتوسطة.
بل وبعض المراحل المنتهية لم يظفروا بملكات الفنون التي طلبوها؛
وذلك لأن ترسيخ ملكات العلم يحتاج إلى أمرين:
الأول: لقط منثور الفوائد من بطون الكتب والمصنفات.
وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:
- بالبحث،
- وجرد المطولات،
- وتصنيف الكتب.
- ونحو ذلك من الطرق النافعة.
والثاني: نظم درر الفوائد في ملكة الفن.
وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:
- بحفظ المتون.
- وإتقان الشروح.
- والتعليم والتدريس.
- ونحو ذلك من الطرق النافعة.
والمقصود: أن كثيراً من طلاب العلم لم يتجاوزا (مستوى الثقافة في الفن)؛ لسببين:
1- قلة المعلومات في الفن.
2- تناثر معلومات الفن في ذهنه.
والموفق من الطلاب من يستدرك ما فاته تحت منطلق (بناء ملكات العلوم)؛
- بإعادة العناية بأصول الفن: (المتون المعتبرة).
- وشحذ الهمة إلى مطولات الفن: (أمات العلم المحررة).
ومن يتوكل على الله يجد فوق ما يتمناه.
ومن الله التوفيق.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12589&stc=1
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.
قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ النَّواصِب".
الشرح:
هذه (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الأحرف (النواصب) للفعل المضارع،
وهي على ثلاثة أقسام:
1- ما ينصب بنفسه.
2- ما ينصب (بأن) مضمرة جوازاً.
3- ما ينصب (بأن) مضمرة وجوباً.
القسم الأول: الأحرف التي تنصب بنفسها.
الأحرف التي تنصب الفعل المضارع بنفسها أربعة أحرف: (لن، كي، إذن، أن).
الناصب الأول: (لن).
قال الناظم –رحمه الله-: "وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)".
- (لن): حرف نفي ونصب واستقبال.
- ينصب الفعل المضارع –مطلقاً- بلا شرط.
مثل قوله: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}[البقرة: 55].
الشاهد: (لَنْ نُؤْمِنَ) (لَنْ) حرف نفي ونصب واستقبال.
(نُؤْمِنَ) فعل مضارع منصوب (بلن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (نحن).
الناصب الثاني: (كي).
قال الناظم –رحمه الله-:"وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ ... وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ".
- (كي): حرف مصدر ونصب.
- ينصب الفعل المضارع بشرط واحد، وهو: أن تتقدم عليه اللام –لفظاً، أو تقديراً-؛
1- (لفظاً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ)" .
مثل قوله:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا}[الحديد: 23].
الشاهد: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا) اللام حرف جر.
(كَيْ) حرف مصدر ونصب.
(لا) نافية غير عاملة.
(تَأْسَوْا) فعل مضارع منصوب (بكي)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة.
(والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (تَأْسَوْا)؛ لتقدمِ اللام عليه لفظاً.
2- أو: (تقديراً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ"
مثل قوله {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}[الحشر: 7].
الشاهد: (كَيْ لَا يَكُونَ) (كَيْ) حرف مصدر ونصب.
(لا) نافية غير عاملة.
(يكونَ) فعل مضارع منصوب (بكي) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
واسم (يكون) ضمير مستتر في محل رفع،
و(دُولَةً) خبر يكون منصوب.
والمصدر المؤول من (كي) وما بعدها في محل جر بلام تقديرها: لكيلا يكون ..
ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (يَكُونَ)؛ لتقدمِ اللام عليه تقديراً.
***
الناصب الثالث: (إذن).
قال الناظم –رحمه الله-: ... وَ(إِذَنْ)
إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا
- (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
- ينصب الفعل المضارع بثلاثة شروط:
1- أن يكون في صدر جملة الجواب، كما قال: "إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها".
2- أن يكون المضارع الواقع بعده دالاً على الاستقبال، كما قال: "فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ".
3- أن لا يفصل بينه وبين المضارع فاصل غير:
- القسم.
- أو النداء.
- أو (لا) النافية.
كما قال: "مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا".
مثل: من قال لك: سأزورك.
فتقول: إذن أكرمَك.
التوضيح: (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
(أكرمَك) فعل مضارع منصوب (بإذن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا). (والكاف) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
ووجه التوضيح: أن (إذن) حرفٌ نصبَ الفعل المضارع (أكرم) لصدارته في الجملة،
ودلالة الفعل على المستقبل، ولم يفصل بينهما فاصل.
تنبيهان مهمان:
(1) إذا فصل بين (إذن) والفعل المضارع (القسم)، أو (النداء)، أو (لا) النافية تعمل؛
فتنصب الفعل المضارع، مثل:
- إذن والله أكرمَك.
- إذن يا محمد أكرمَك.
- إذن لا يخيبَ سعيُك.
(2) إذا لم يتحقق أحد الشروط الثلاثة يرفع الفعل المضارع.
مثل:
- (أنا إذن أكرمُك)؛ لعدم صدارة (إذن) في جملة الجواب.
- (إذن أكرمُك الآن)؛ لعدم دلالة المضارع على المستقبل.
- (إذن في داري أكرمُك)؛ لوجود الفاصل المؤثر بينهما.
الناصب الرابع: (أن).
اعلم أَنَّ (أَنْ) هو الأصل في أحرف نصب المضارع، وأخره الناظم؛ لكثرة تفاصيله.
وهو يعمل (ظاهراً)، (ومضمراً). بخلاف الأحرف الثلاثة الأول لا تعمل إلا ظاهراً.
وله ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: ينصب الفعل المضارع ظاهراً.
- (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
- ينصب الفعل المضارع ظاهراً على سبيل الوجوب بشرط ألا يسبقه ما يدل على:
(العلم)، أو (الظن والرجحان).
قال الناظم –رحمه الله-:
وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ
مثل قوله: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}[الشعراء: 82].
الشاهد: (أَنْ يَغْفِرَ) (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(يَغْفِرَ) فعل مضارع منصوب (بأن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
تنبيه (1): فإن سُبقت (أن) بما يدل على العلم؛ وجب رفع الفعل المضارع؛
لأنها (أَنْ) المخففة من (أَنَّ) الثقيلة.
مثل قوله: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[المدثر: 20].
الشاهد: (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ) (يَكُونُ) فعل مضارع مرفوع.
(أن) مخففة من (أّنَّ) الثقيلة المشبهة بالفعل، وليست (أن) الناصبة؛ لأنها سبقت بلفظ (علم).
تنبيه (2): فإن سُبقت (أن) بما يدل على الظن والرجحان احتملت وجهين:
الأول: (أن) المخففة من الثقيلة، ويرفع بعدها المضارع.
الثاني: (أن) الناصبة للفعل المضارع. وهذا أرجح.
مثل قوله: {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}[المائدة: 71].
الشاهد: (أَلاَّ تَكُونَ) هي: أن لا تكون.
(أن) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(لا) نافية غير عاملة.
(تكونَ) فعل مضارع منصوب (بأن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ووجه الشاهد: أّنَّ (أن) هنا ناصبة؛ لأنها سبقت بفعل (حسب) من أفعال الرجحان،
وجائز أن تكون (أن) مخففة من الثقيلة كما في بعض القراءات برفع {تَكُونُ}.
***
المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.
قال الناظم –رحمه الله-:
وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ[51] .............................. ....
الشرح:
هذا بيان الحال الثانية لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة جوازاً.
تنبيه: معنى إضمارها جوازاً أنه يجوز أن نظهرها وننطق بها.
تنصب (أن) المضمرة الفعل المضارع في موضعين:
الموضع الأول: بعد (لام) الجر.
قال الناظم – رحمه الله-:
وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً ...
ولام الجر لها معنيان:
- التعليل، كقوله –تعالى-:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ}[النحل: 44].
- العاقبة، كقوله –تعالى-:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: 8].
وقد مثل لها الناظم بقوله: " كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»".
الإعراب:
1. [كَــــ «ارْتَقَى] (كـ) قولك: (ارْتَقَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
2. [لِيَنْظُرا] اللام حرف جر يفيد التعليل.
(يَنْظُرَا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة جوازاً بعد اللام، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(والألف) للإطلاق. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
والمصدر المؤول من (أن) المضمرة والفعل وفاعله في محل جر بحر الجر اللام.
الموضع الثاني: بعد عاطف على اسم خالص.
قال الناظم –رحمه الله-: "كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ".
تنصب (أن) المضمرة جوازاً الفعل المضارع إذا وقعت:
1- (بعد عاطف) وهي أربعة أحرف عطف ورد النصب بعدها (بأن) مضمرة جوازاً عن العرب: (الواو، والفاء، وثم، وأو).
2- (على اسم خالص) أي: أن يكون المعطوف عليه اسماً خالصاً.
والاسم الخالص: ما ليس فيه معنى الفعل.
مثل: (المصدر، والعلم).
مثل قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}[الشورى: 51].
الشاهد: (أَوْ يُرْسِلَ) (أو) حرف عطف.
(يُرْسِلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة بعد حرف العطف (أو)،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
والمصدر المؤول من (أن) المضمرة مع الفعل وفاعله ومفعوله معطوف على (وحياً).
ووجه الشاهد: نصب الفعل المضارع (يرسل) (بأن) المضمرة جوازاً بعد حرف العطف (أو)؛
لكونه عطف على اسمٍ خالص، وهو: (وحياً). ووحياً مصدر ليس فيه معنى الفعل.
تم الدرس بحمد الله.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12590&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
10 محرم 1438
الموافق: 11 /10/2016
تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً:متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
.............................. ...[51] واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ
خَمْساً عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ مِثلُ مـا[52] كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا
وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى[53] كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»
وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى[54] كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»
وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا
وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12591&stc=1
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
طالب العلم والدعاء
اعلم -سلمك الله- أن الموفق من الطلاب من لم يتكل على نفسه في كل شؤونه.
فالعبد ضعيف لا غنى له عن ربه طرف عين؛
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها:
ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت:
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
رواه النسائي في السنن الكبرى، والبزار والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وأحوج ما يكون العبد إلى ربه عند طلبه العلم الذي به يعرف ما يصلحه وما يضره.
قال ابن القيم –رحمه الله-: " حَقِيقٌ بِالْمُفْتِي أَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»
وَكَانَ شَيْخُنَا كَثِيرَ الدُّعَاءِ بِذَلِكَ ، وَكَانَ إذَا أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ الْمَسَائِلُ يَقُولُ " يَا مُعَلِّمَ إبْرَاهِيمَ عَلِّمْنِي " وَيُكْثِرُ الِاسْتِعَانَةَ بِذَلِكَ اقْتِدَاءً بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ لِمَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ عِنْدَ مَوْتِهِ ، وَقَدْ رَآهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : وَاَللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْكَ ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُمَ ا مِنْكَ ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، اُطْلُبْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ : عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، وَذَكَرَ الرَّابِعَ ، فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلَاءِ فَسَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَنْهُ أَعْجَزُ ، فَعَلَيْكَ بِمُعَلِّمِ إبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ" (إعلام الموقعين: 4/197 – 198).
فاللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12592&stc=1
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.
قال الناظم –رحمه الله-: "واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ خَمْساً".
الشرح:
هذا بيان الحال الثالثة لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة وجوباً؛
فتنصب الفعل المضارع في خمسة مواضع:
الموضع الأول: بعد (لام) الجحود.
قال الناظم –رحمه الله-: "عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ" أي: بعد لام الجحود.
وضابطها: أنها اللام التي تسبق (بكون منفي)، مثل: (ما كان، أو لم يكن).
مثل:- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}[الأنفال: 33].
- {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: 168].
مثال الناظم –رحمه الله-: " مِثلُ: مـا كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا".
إعراب المثال:
1- [ما] نافية غير عاملة.
2- [كان] فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
3- [ذَوُو التَّقْوَى] (ذَوُو) اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. و (التَّقْوَى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر.
4- [ليغشَوا] (اللام) حرف جر. (يغشَوا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة. و(الواو) ضمير متصل في محل رفع فاعل.
5- [ظالما] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة: (يغشَوا ظـالِـمــا) في محل جر باللام متعلق بخبر كان المحذوف.
الموضع الثاني: بعد (حتى).
قال الناظم –رحمه الله-: "وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى". أي: تفيد معنى الغاية.
وضابطها: أن يكون ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها.
مثل قوله –تعالى-: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}[طه: 91].
مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»".
إعراب المثال:
1- [كَـ «اعمَلْ] أي: (كـ) قولك: (اعمَلْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- [لِدارِ الْخُـلدِ] اللام حرف جر. (دارِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره، وهو مضاف. و (الْخُـلدِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
3- [حتى] حرف غاية.
4- [تُنقَلا] (تُنقَلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد حتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
تنبيه: تأتي (حتَّى) تفيد التعليل، ويكون معناها: (كي).
وضابطها: أن يكون ما قبلها علة لحصول ما بعدها.
مثل: اسلم حتى تدخلَ الجنة.
الموضع الثالث: بعد (أو).
قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى".
وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي دفعة واحدة.
مثل: لأقتلن الكافر أو يسلمَ. أي: إلا أن يسلم.
مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»".
إعراب المثال:
1- [كَـ «لا تَقَرُّ] أي: (كـ) قولك: (لا تَقَرُّ) (لا) نافية غير عاملة. (تَقَرُّ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
2- [العَيْنُ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3- [أَوْ] حرف عطف بمعنى: (إلا).
4- [يُــعْطَى] فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو)، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وتقديرها: إلا أن يُعطى.
5- [الفَتَى] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
تنبيه: تأتي (أو) بمعنى: (إلى).
وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئاً فشيئاً.
مثل:
لَأسْتَسْهِلنَّ الصَّعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى *** فما انْقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِرِ
- (أوْ أُدْرِكَ) (أوْ) حرف عطف بمعنى: (إلى). (أُدْرِكَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو). والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا).
***
الموضع الرابع، والخامس: بعد: (واو المعية)، أو (فاء السببية).
قال الناظم –رحمه الله-:
وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا
الشرح:
ينصب الفعل المضارع (بأن) مضمرة وجوباً بعد (واو المعية)، أو (فاء السببية)
بشرط أن يقعا في جواب: (نفي)، أو (طلب).
أمثلة ذلك:
أولاً: النفي. كقوله: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}[فاطر: 36].
ثانياً: الطلب، وهو ثمانية أنواع.
1- الأمر؛ ذاكر فتنجحَ. ذاكر وتنجحَ.
2- الدعاء؛ اللهم اهدني فأعملَ الخير. أو: وأعملَ الخير.
3- النهي؛ لا تلعب فيضيعَ أملُك. أو: ويضيعَ أملُك.
4- الاستفهام؛ هل درست فتتعلمَ. أو: وتتعلمَ.
5- العَرْض؛ ألا تزورُنا فنكرمَك. أو: ونكرمَك.
6- التحضيض؛ هلا أديت الصلاة فيثيبَك الله. أو: ويثيبَك الله.
7- التمني؛ ألا ليت الشباب يعود يوماً * فأخبرَه بما فعل المشيب.
8- الترجي؛ لعل الله يشفيني فأزورَك. أو: وأزورَك.
فائدة: جمع بعض العلماء هذه الأنواع الثمانية مع النفي في بيت واحد، وهو:
مُرْ وادْعُ وانْهَ وسَلْ واعْرِضْ لحضِّهم *** تَمَنَّ وارْجُ كذَاكَ النَّفيُ قد كَمُلا
مثال الناظم –رحمه الله-:
وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»
الإعراب:
1- [وكَاحرِصْ] أي: و (كـ) قولك: (احرِصْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- [عَلَى] حرف جر.
3- [التَّقوى] اسم مجرور بحرف الجر (على) وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
4- [فتَُخْتارَ] (الفاء) سببية. (تَُخْتارَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الفاء؛ لأنها وقعت صدر جواب الأمر. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
5- [وَلا تَـــرجُ] الواو عاطفة. (لا) ناهية جازمة. (تَـــرجُ) فعل مضارع مجزوم (بلا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
6- [النَّجــاةَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
7- [وَتُسِــيْءَ] الواو للمعية. (تُسِــيْءَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الواو؛ لأنها وقعت صدر جواب النهي. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
8- [العَمَـــلا] (العمل) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والألف للإطلاق.
تم موضوع اليوم بحمد الله.
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12617&stc=1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
17 محرم 1438
الموافق: 18 /10/2016
تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.
والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:
أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.
ملحق بباب النواصب:
ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ[58] كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُبِ»
***
http://majles.alukah.net/attachment....id=12618&stc=1
المسألة الأولى: الموعظة التربوية.
من سمات طالب العلم (التفقه الباطن).
اعلموا –وفقكم الله- أن طالب العلم المسدد
من يتعاهد قلبه ولسانه وجوارحه كل وقت وحين،
وأعظم ما يكون تعاهداً لها وقت المحن.
قال شيخ الإسلام –رحمه الله- :
" فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُعَوِّدَ نَفْسَهُ التَّفَقُّهَ الْبَاطِنَ فِي قَلْبِهِ وَالْعَمَلَ بِهِ،
فَهَذَا زَاجِرٌ وَكَمَائِنُ الْقُلُوبِ تَظْهَرُ عِنْدَ الْمِحَنِ"
(مجموع الفتاوى: 20/9).
أي: يجعل عمله كله لله –تعالى-،
ومن كان كذلك لم تزده المحن إلا ثباتاً على الحق ورسوخاً فيه.
وحقيقة فقه الباطن؛ أن يكون عمله كله لله.
فهو ينطق لله.
ويصمت لله.
ويكتب لله.
ويعلق لله.
وينصح لله ...
ومن كان كذلك؛ كان أنطق الناس بالحق، وأثبتهم عليه.
فالعلم لا يراد لجمع المسائل؛ وإنما يراد لعبادة الله وطاعته.
ومن هذا المعنى:
قيل لـ محمد بن الحسن –رحمه الله-:
ألا تصنف كتاباً في الزهد؟ قال: صنفت كتاباً في البيوع.
فهذا شأن من يطلب العلم للعمل.
ومن الله التوفيق.
***
المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.
قال الناظم –رحمه الله-:
ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ
الشرح:
بين الناظم –رحمه الله- الجزم (بأسلوب الطلب) ضمن باب النواصب؛
لتعلق الموضوعين بباب واحد، وهو الطلب.
1- فأسلوب الطلب إذا اقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
فإن الفعل المضارع ينصب بأن مضمرة وجوباً.
2- وأسلوب الطلب إذا لم يقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
فإن الفعل المضارع يجزم بأسلوب الطلب.
يجزم الفعل المضارع بأسلوب الطلب بشرطين:
- الأول: أن يدل الطلب على الشرط؛ بأن يرتب الجواب على الطلب.
قال الناظم –رحمه الله-: "ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ".
ومعنى ترتب الجواب على الطلب: ارتباطه به فمتى حصل الطلب حصل الجواب.
وهو معنى قول الناظم –رحمه الله-: "إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ".
- الثاني: أن تسقط الفاء من الفعل المضارع.
قال الناظم –رحمه الله-: "فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءَ صَحِب".
مثل قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ}[الأنعام: 151].
مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُب»".
الإعراب:
1- [كَـ «عامِـــلِ اللهَ] أي: (كـ) قولك: «عامِـــلِ» فعل أمر مبني على السكون،
وكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
(اللهَ) لفظ الجلالة منصوب على التعظيم، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2- [بِـصِـــدقٍ] الباء حرف جرٍ.
(صِـــدقٍ) اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
3- [تَـقــرُب] فعل مضارع مجزوم؛ لوقوعه في جواب الطلب وعدم اقترانه بالفاء،
وعلامة جزمه سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي.
تم بحمد الله وتوفيقه.
***