سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال نعم واحد، قال من هو قال لا أذكره قال حذيفة فعزله كأنما دل عليه. وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة فإنْ حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.
ما صحة هذا الأثر؟
رد: سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
رد: سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
رد: سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
رد: سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
قلت : في سنده عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي...
وشيخه أبو زكريا بن حرب ، قال عنه الذهبي في تاريخه: وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.
أخي العزيز، هذا الأثر روي من طرق أخرى بأسانيد صحيحة عالية، وليس فيها عبد الله بن محمد الشرقي ولا أبو زكريا بن حرب:
قال وكيع في كتابه "الزهد" (477): حدثنا ابن أبي خالد قال: سمعت زيد بن وهب الجهني، عن حذيفة قال: "مر بي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأنا جالس في المسجد، فقال لي: "يا حذيفة، إن فلانا قد مات، فاشهد". قال: ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد، التفت إلي، فرآني، وأنا جالس فعرف، فرجع إلي، فقال: "يا حذيفة أنشدك بالله أمن القوم أنا؟" قال: قلت: "اللهم لا، ولن أبري أحدا بعدك"، قال: فرأيت عيني عمر جادتا".
وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (40173): حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: "مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: "أمن القوم هو؟" قال: "نعم"، فقال له عمر: "باللَّه منهم أنا؟" قال: "لا، ولن أخبر به أحدا بعدك".
وقال مسدد: حدثنا يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة - رضي الله عنه -، يقول: "مات رجل من المنافقين، فلم أصل عليه، فقال عمر - رضي الله عنه -: "ما منعك أن تصلي عليه؟" قلت: "إنه منهم"، فقال: "أبالله منهم أنا؟" قلت: "لا"، قال: فبكى - رضي الله عنه -".
وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (3623): "إسناده صحيح".
أما قول الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/769) عن هذا الأثر:
"وهذا المحال، وأخاف أن يكون كذب، وكيف يكون هذا وعمر ممن رضي الله عنه، وهو من أهل بدر، وهو ممن يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" و: "قد كان يكون في الأمم محدثون وإن يكن في أمتي فهو عمر"، مع ما لا يحصى من هذا الضرب، فكيف يجوز أن يقول لحذيفة: "وأنا من المنافقين؟"، ولكن حديث زيد فيه خلل كثير".
فلا يلتفت إليه.
أولا: زيد بن وهب وهو أبو سليمان الجهني: ثقة باتفاق أئمة الحديث، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "الاصابة" (1/567) :"اتفقوا على توثيقه".
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/107) معلقا على كلام الفسوي المذكور: "ولم يصب الفسوي".
ثانيا: لم ينكر أحد من السلف قبل الفسوي معنى هذا الأثر، بل قال الأوزاعي: "وقد خاف عمر بن الخطاب على نفسه النفاق". رواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (5/1055).
وقال أبو هلال: "سأل أبان الحسن فقال: "هل تخاف النفاق؟"
قال: "وما يؤمنني وقد خاف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -". رواه الفريابي في "صفة النفاق" (78).
ولهذا قال الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/107): "فهذا الذي استنكره الفسوي ما سبق إليه، ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم الفاسد".
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص 404) عن قول الفسوي: "وهذا محال": "قلت: هذا تعنت زائد، وما بمثل هذا تضعف الاثبات، ولا ترد الأحاديث الصحيحة، فهذا صدر من عمر عند غلبة الخوف، وعدم أمن المكر، فلا يلتفت إلى هذه الوساوس الفاسدة في تضعيف الثقات".
ثالثا: لهذه القصة أيضا رواية أخرى من غير طريق زيد بن وهب:
قال البزار في مسنده "البحر الزخار" (7/292): حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "دعي عمر، لجنازة، فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت: "اجلس يا أمير المؤمنين، فإنه من أولئك، فقال: "نشدتك الله أنا منهم"، قال: "لا، ولا أبرئ أحدا بعدك".
وصححه الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" (1/361).
وحسنه الشيخ مقبل بن هادي في "الجامع الصحيح" (5/205).
والله أعلم.
قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/492) معلقا على قول الأوزاعي: "وقد خاف عمر بن الخطاب على نفسه النفاق":
"والظاهر أنه أراد أن عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر، والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر، كما أن العاصي بريد الكفر، فكما يخشى على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصرّ على خصال النفاق أن يسلب الإيمان؛ فيصير منافقا خالصا".
عن شقيق بن سلمة، قال: "دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة - رضي الله عنهما - فقال: "إني خفت أن يكون كثرة مالي تهلكني، فإني من أكثر قريش مالا"، فقالت: "أي بني، تصدق؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه". فدخل عبد الرحمن على عمر فأخبره بما أخبرته أم سلمة، فدخل عمر على أم سلمة فقال لها: "بالله أمنهم أنا؟" فقالت: "لا، ولن أبرئ أحدا بعدك".
رواه ابن راهويه في مسنده (1913)، وأحمد (26489).
وصححه ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" (2/293)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2982)، ومقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1649).
وكان كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - يخافون النفاق على أنفسهم!
عن حنظلة الأسيدي - رضي الله عنه - قال: "لقيني أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: "كيف أنت يا حنظلة؟" قال: قلت: "نافق حنظلة". قال: "سبحان الله ما تقول؟!" قال: قلت: "نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا". قال أبو بكر: "فوالله إنا لنلقى مثل هذا"، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: "نافق حنظلة يا رسول الله". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟" قلت: "يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات".
رواه مسلم (2750).
قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/494):
"ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك منه نفاقا".
عن جبير بن نفير، قال: "دخلت على أبي الدرداء - رضي الله عنه - منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد فجعل يتعوذ بالله - عز وجل - من النفاق، فلما انصرف قلت له: "غفر الله لك يا أبا الدرداء! ما أنت والنفاق؟ ما شأنك وما شأن النفاق؟" فقال: "اللهم غفرا" ثلاثا: لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه".
رواه الفريابي في "صفة النفاق وذم المنافقين" (ص 68)، وصحح إسناده محققه.
وقال الحسن البصري: "والله، ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ولا أمسى على وجهها مؤمن، إلا وهو يخاف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق".
رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/757)، والبيهقي "شعب الإيمان" (833).
قال ابن هانئ في "مسائله" (1963): "قلت لأبي عبد الله: "ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟" قال: "ومن يأمن على نفسه النفاق؟!"