هل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقع في معصية صريحة (أريد مثالًا واحدًا)
الذين يقولون بجواز وقوع المعاصي الصغائر من النبي - صلى الله عليه وسلم- ، هل يوجد مثال واحد يدلُّ على أنّ النبيّ قد وقع فعلًا في معصيةٍ متعمّدًا أم أنّ جميع الأمثلة هي من باب (خلاف الأولى) ومن باب (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ..
وإذا لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وقع في معصيةٍ فعلًا فلماذا لا نقول بأنّه قد عُصِم من المعاصي الصريحة المتعمّدة ..
اللهم صل غلى محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
قول الله تبارك وتعالى{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى .إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3-4]، وفي هاتين الآيتين إخبار من الله تعالى أن كل قول ينطق به النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم هو وحي من الله فمن أين إذًا يأتيه الخطأ اللساني؟ وقوله{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:21]، وفي هذه الآية تشريع من الله بالتأسي برسوله محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم والتأسي به يشمل التأسي بأقواله وأفعاله وكل شيء في حياته ولو كان في حياته خطأ أو معصية لاستثناه الله تعالى لأن الله لا يرضى لعباده المعصية أبدًا، ولما وصف رسوله بالأسوة الحسنة دومًا، وقوله{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر:7]، وفي هذه الآية أمرنا الله تعالى بأخذ كل ما آتانا الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وهو قوله وعمله وتقريره ولوكان في قوله أو فعله أو تقريره خطأ لكان أمرًا من الله بفعل الخطأ وهذا محال فلم يبق إلا أن نقول إن كل ما قاله الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وفعله وأقره حق مطلق وهذا لا يكون إلا من معصوم بأقسام العصمة كلها.والله تعالى أعلم وأحكم.
---
تحياتنا والسلام على من اتبع الهدى
وصل اللهم على محمد وعترته الطيبين الطاهرين
اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد