إشكال كبير في كيفية نفي صفات النقص عن الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دار نقاش حاد بين بعض الإخوة حول كيفية نفي صفات النقص التي لا تليق بالله تعالى، وكان المثال الذي دار حوله النقاش هو”صفة البكاء”
فمعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد مثل بهذه الصفة على ما يجب نفيه عن الله تعالى، وذلك في التدمرية والأكملية، وجعل مناط نفيها ما تقتضيه هذه الصفة من نقص ثابت بطريق العقل.وما كان ناقصا فالله منزه عنه.
وقد أقر بهذا الاستدلال العقلي الذي اضطلع به شيخ الإسلام كل من وقفت عليه ممن اعتنى بشرح التدمرية.
وإشكالاتي هي كالآتي:
1-أحد الإخوة قال:أنا أنفي صفة البكاء لا لأنها صفة نقص، وإنما لأنها غير ثابتة عن الله، والعقل لا مجال له في ذلك، وإنما ماثبت بطريق السماع نثبته ومالم يثبت لا نثبته، والعقل طريقة أهل الكلام في نفي الصفات وإثباتها.
السؤال:ما صحة هذا الكلام؟وكيف يوجه استدلال شيخ الإسلام بالعقل على نفي هذه الصفة؟
2-قال أخ آخر:أنا أتوقف في نفي هذه الصفة أو إثباتها، لاحتمال ورود معنى للبكاء لائق على الله تعالى ونحن نجهله، ولم يتبين لي أن البكاء صفة نقص من كل وجه حتى تنفى عن الله، وإلا فإني مقر بأن ما ثبت بالعقل نقصه فالله تعالى منزه عنه.
السؤال:هل هناك عالم معتبر، قال بأن البكاء يتوقف في نفيه عن الله تعالى،؟ وهل الاحتمال الذي ذكره الأخ صحيح؟
الخلاصة:
1- الأخ الأول ينفي البكاء عن الله ولا يوافق على طريقة شيخ الإسلام وشراح التدمرية على الاستدلال العقلي على نفيها.
2- الأخ الثاني يتوقف في الصفة لاحتمال وجود معنى لائق للصفة لا ينفى عن الله تعالى
أرجو من الإخوة الفضلاء الإفادة
إشكال كبير في كيفية نفي صفات النقص عن الله تعالى
مر علي موضوع مشابه اختلف فيه الاخوة في الملتقى
في صفة اليدين و كونهما جارحين هل ذلك مستحيل او هو جائز
و قد اختلف في ذلك اهل العلم
فمنهم من قال ذلك ممتنع مستحيل على الله و ان من وصفه بذلك تشبيه و كفر و منهم من قال بوجوب التوقف
و ايك بعض اقوالهم /
شيخ الإسلام:
((قلت له : فالقائل ؛ إن زعم أنه ليس له يد من جنس أيدي المخلوقين : وأن يده ليست جارحة فهذا حق . وإن زعم أنه ليس له يد زائدة على الصفات السبع ؛ فهو مبطل))اهـ من المجموع
وقال بعضهم: المراد بالقدم قوم استحقوها وخُلِقُوا لها، وقالوا: لا بد من صرف لفظة (القَدَمِ) عن ظاهرها لقيام الدليل القطعي العقلي على استحالة الجارحة على الله تعالى623 اهـ. فمن ذا الذي قال: إن قَدَمَ الله جارحة من الجوارح حتى تضطروا إلى مثل هذه المناقشة واستعمال هذا الأسلوب، بل الذي عليه سلف هذه الأمة - وهم أعلم وأدق وأقدم- أن قَدَمَ الله ووجه الله ويده وعينه وأصابعه، وما في معناها من هذه الصفات الخبرية صفات لله على ما يليق به سبحانه، وليست بجوارح له، ولا نعلم عن كُنهها شيئاً، بل آمنا بها على مراد الله ومراد رسوله من حيث الحقيقة والكُنه))
و في المقابل
الشيخ العلامة البراك في شرح الواسطية:
((ولا نقول: إنه له يدان وليستا جارحتين فإن هذه العبارة يطلقها بعضهم وهي عبارة مبتدعة موهمة توهم وقد تتضَّمن نفي حقيقة اليدين فلفظة جارحة تحتاج إلى تفسير من أين له يدان حقيقة وإذا قلنا: له يدان حقيقة فلا يعني أن له يدين كيد الخلق))
الشيخ العلامة الغنيمان في شرح كتاب التوحيد:
((ولهذا كثير منهم يقول: يد الله ليست جارحة، فالله لا يوصف بالجوارح، فمن قال لك: إنها جارحة، فقل: إن الله له يد، ويجب أن نثبتها كما جاءت، أما كلمة جارحة فهي من عندك، فلا يجوز أن نثبتها، ولا يجوز أن ننفيها؛ لأنه شيء ما جاء إثباته ولا نفيه فيتوقف فيه.))اهـ
فانت ترى ايها الكريم كيف اختلفت الانظار في ذلك فمنهم من يحكم بالاستحالة و المنع لقيام الدليل العقلي القاطع على الاستحالة
و منهم من يحكم على ذلك بالتوقف
وهذه المواطن يحصل فيها الريب و اللبس و الكل متفق على اثبات الكمال لله و نفي النقائص و العيوب