مناقشة في ملتقى أهل الحديث حول زيادة وألحق الولد بالمرأة

هذا موضوع قديم في ملتقى أهل الحديث حول زيادة : ( وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ) ،فقد نص بعض العلماء على تفرد مالك بها ، وبعد البحث وجد له متابعة من قِبَل فليح بن سليمان الخزاعي .

حَدِيثٌ أَجْمَعُوا عَلَى تَفَرُّدِ مَالِكٍ بِهِ لَكِنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ تُوبِعَ - ملتقى أهل الحديث

قلت هناك : أرى أن قول أخينا أبي البراء ، نفع الله به ، أقرب إلى الصواب ، فهذه متابعة لم ينظر العلماء إليها ، لأن فليحا فيه مقال ، فقد ضعفه - مع من ذكر - علي بن المديني والنسائي وغيرهما ، وهكذا يصنع بعض الأئمة ، كالطبراني في الأوسط والصغير ، وكذا البزار ، والله أعلم .

بارك الله فيك شيخنا ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، لكن هل التوجيه الثاني له وجاهة أم ماذا ؟

وهو :

أما الحديث الذي معنا فقد بحثت كثيرًا عن كلام العلماء للتوفيق بين قولهم : تفرد به مالكًا وبين رواية فليح المذكورة عند أحمد فلم أجد ؛ لكني أثناء البحث وجدت أن فليحًا له رواية عن الزهري لحديث اللعان من رواية سهل بن سعد الساعدي ، كذا مالكًا له رواية لنفس الحديث عن الزهري ، فوقع عندي شك إما أن رواية أحمد التي ذكرت فيها الزيادة محل بحثنا خطأ من الناسخ أو أنها مما روي بالمعنى ، والعلم عند الله فنريد البحث والتفتيش عنها علنا نجد مخرجًا .
وقد أشار ابن عبد البر في التمهيد (15/20) إلى هذا حيث قال : (وقد زعم قوم أن مالكًا أيضًا انفرد في حديثه هذا بقوله فيه : (وألحق الولد بالمرأة أو ألحق الولد بأمه) ، قالوا وهذا لا يقوله أحد غير مالك عن نافع عن ابن عمر .

إلى أن قال رحمه الله : (وهذه اللفظة وألحق الولد بأمه أو بالمرأة التي زعموا أن مالكًا انفرد بها وهي محفوظة أيضًا من وجوه منها أن ابن وهب ذكر في موطئه قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي "قال حضرت لعانهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة" وساق الحديث قال وفيه : (ثم خرجت حاملًا فكان الولد لأمه) .
وذكر الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي في هذا الخبر خبر المتلاعنين وقال فيه : (فكان الولد يدعى لأمه) .
وذكر أبو داود الحديثين جميعًا ذكر حديث ابن وهب عن أحمد بن صالح عن ابن وهب وذكر حديث الفريابي عن محمود بن خالد عن الفريابي وحسبك بحديث مالك في ذلك ! ومالك مالك في إتقانه وحفظه وتوقيه وانتقائه لما يرويه ) .




وقال صاحب عون المعبود(6/249) : ( قال أبو داود الذي تفرد به الخ ) حاصله أن مالكًا تفرد بهذه الزيادة أي بزيادة قوله : (وألحق الولد بالمرأة) ، في حديث بن عمر
وقد جاءت في حديث سهل بن سعد كما تقدم من رواية يونس عن الزهري بلفظ : (ثم خرجت حاملًا فكان الولد يدعى إلى أمه) .
ومن رواية الأوزاعي عن الزهري بلفظ : (فكان يدعى يعني الولد لأمه) ، ومن رواية فليح عن الزهري بلفظ : (وكانت حاملًا فأنكر حملها فكان ابنها يدعى إليها) .
وقوله الذي تفرد به مالك مبتدأ وخبره قوله : (وألحق الولد بالمرأة) .
وأما قوله : قال يونس عن الزهري الخ ، ففيه أن يونس لم يقل في روايته عن الزهري لفظه : (وأنكر حملها فكان ابنها يدعى إليها) ، وإنما قالها فليح في روايته عن الزهري والله تعالى أعلم ) .

فظني أن من أطلق التفرد لمالك ، أطلقها بالنسبة لحديث ابن عمر ، وأما متابعة فليح ، لمالك ففي حديث سهل بن سعد والله أعلم .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

قلت هناك : أرى أن قول أخينا أبي البراء ، نفع الله به ، أقرب إلى الصواب ، فهذه متابعة لم ينظر العلماء إليها ، لأن فليحا فيه مقال ، فقد ضعفه ـ مع من ذكر ـ علي بن المديني والنسائي وغيرهما ، وهكذا يصنع بعض الأئمة ، كالطبراني في الأوسط والصغير ، وكذا البزار . واله أعلم .

---

قال الحافظ في مقدمة فتح الباري ص 614 :
" (ع) : فليح بن سليمان الخزاعي أو الأسلمي أبو يحيى المدني ، ويقال كان اسمه عبد الملك وفليح لقب مشهور من طبقة مالك احتج به البخاري وأصحاب السنن ، وروى له مسلم حديثا واحدا وهو حديث الإفك وضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود ، وقال الساجي : هو من أهل الصدق وكان يهم ، وقال الدارقطني مختلف فيه ولا بأس به ، وقال ابن عدي : له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب وهو عندي لا بأس به .
قلت : لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عيينة وأضرابهما. وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق. ".

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

فظني أن من أطلق التفرد لمالك ، أطلقها بالنسبة لحديث ابن عمر ، وأما متابعة فليح ، لمالك ففي حديث سهل بن سعد والله أعلم .

---

بارك الله فيكم ، ولكن أليس من عادة العلماء بيان المتابعات والشواهد للحديث ؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

فظني أن من أطلق التفرد لمالك ، أطلقها بالنسبة لحديث ابن عمر ، وأما متابعة فليح ، لمالك ففي حديث سهل بن سعد والله أعلم .

---

هذا صحيح .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم ، ولكن أليس من عادة العلماء بيان المتابعات والشواهد للحديث ؟

---

وفيكم بارك الله ، نعم هذه العادة ؛ لكن أحيانًا لا يذكرون المتابعة إذا كانت ضعيفة كما في كلام شيخنا بارك الله فيه ، وأحيانًا يكون الكلام بالنسبة لطريقة دون طريق والله أعلم .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم ، ولكن أليس من عادة العلماء بيان المتابعات والشواهد للحديث ؟

---

نفع الله بكم .
هم ـ العلماء ـ تتبعوا وسبروا روايات حديث ابن عمر ، فوجدوا أن مالكا تفرد بهذه اللفظة ، فهم يبحثون عن رواية بعينها وهي رواية ابن عمر من رواية نافع عنه ، مع علمهم ما جاء في رواية سهل بن سعد . فالبحث عن رواية معينة ، لا عن مدى ثبوت هذه اللفظة في حديث آخر أم لا ، إنما البحث كما قلت حديث ابن عمر. والله أعلم .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

نفع الله بكم .
هم ـ العلماء ـ تتبعوا وسبروا روايات حديث ابن عمر ، فوجدوا أن مالكا تفرد بهذه اللفظة ، فهم يبحثون عن رواية بعينها وهي رواية ابن عمر من رواية نافع عنه ، مع علمهم ما جاء في رواية سهل بن سعد . فالبحث عن رواية معينة ، لا عن مدى ثبوت هذه اللفظة في حديث آخر أم لا ، إنما البحث كما قلت حديث ابن عمر. والله أعلم .

---

بارك الله فيك شيخنا ، وكأن لوحة المفاتيح واحدة .

بارك الله فيكم ، فما حكم هذه الزيادة التي تفرد بها مالك ؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم ، فما حكم هذه الزيادة التي تفرد بها مالك ؟

---

الزيادة صحيحة ، رواها البخاري (5315) ، ومسلم (1494) .

قال الطحاوي في مشكل الآثار (13/ 124) : (فقال قائل : وهل وافق مالكًا على هذا الحديث عن نافع أحد وقد رواه غيره من أصحاب نافع فلم يذكروا فيه هذا الحرف والجماعة أولى من الواحد ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه : أن مالكًا إمام حافظ ثبت في روايته ممن لو روى حديثًا فانفرد به كان مقبولًا منه وإذا كان كذلك كان إذا زاد زيادة في حديث مقبولة منه مع أنا قد وجدنا هذا المعنى في الولد الملاعن به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير حديث ابن عمر) .

بارك الله فيكم ، ونفع بكم .
فمالك جبل من جبال الحفظ .

نعم شيخنا ، مالك النجم

الأخ الحبيب اللبيب / أبو البراء محمد علاوة - نفع الله بك - .
تعقبٌ رزين جداً وكلامٌ مُوفق في متابعة الامام مالك - رضي الله عنه - و الحقُ مع ما تفضلت بهِ وأما المتابعة فليست بالمعتبرة والتي تقومُ بها قائمة.

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

جزاكم الله خيرا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي

وأما المتابعة فليست بالمعتبرة والتي تقومُ بها قائمة.

---

تعني أن المتابعة ليست معتبرة لأنها ليست من طريق ابن عمر رضي الله عنهما ، لأنه حديث سهل الساعدي رضي الله عنه شاهد لرواية مالك رحمه الله .

جزاكم الله خيرا

نفع الله بكم .
نعم أخونا أبو زرعة ، نفع الله به ، يقصد هذا ، فالمتابعة التي ذكرها الأخ المذكور نفع الله به ، في المناقشة هناك ، أي متابعة فليح لمالك ، غير معتبرة ، والصواب أنها لمالك تفرد بذكرها في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وهي ثابتة من حديث سهل رضي الله عنه .

بارك الله في أخينا الحبيب أبي زرعة ونفع بفوائده .

فهي بمثابة الشاهد لا المتابعة .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

هذا موضوع قديم في ملتقى أهل الحديث حول زيادة : ( وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ) ،فقد نص بعض العلماء على تفرد مالك بها ، وبعد البحث وجد له متابعة من قِبَل فليح بن سليمان الخزاعي .

حَدِيثٌ أَجْمَعُوا عَلَى تَفَرُّدِ مَالِكٍ بِهِ لَكِنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ تُوبِعَ - ملتقى أهل الحديث

---

بارك الله فيكم ، إذن كما قال العلماء بتفرد مالك بالزيادة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، ووجد له شاهد من حديث سهل الساعدي رضي الله عنه .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم ، إذن كما قال العلماء بتفرد مالك بالزيادة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، ووجد له شاهد من حديث سهل الساعدي رضي الله عنه .

---

نعم كما قلتم بارك الله فيكم .

أحسن الله إليكم.

جزاكم الله خيرا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان

جزاكم الله خيرا

---

وجزاك مثله.

سبحان الله

وهل تُعد هذه متابعة: ففي صحيح البخاري (4748) حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلًا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا، كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين).

الخلاصة أن مالكا وفليحا رويا حديث نافع عن ابن عمر والزهرى عن سهل
لكن رواية فليح عن نافع غير معتبرة وروايته عن الزهري مقبولة؟
سبحان الله

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعلي العنزي

الخلاصة أن مالكا وفليحا رويا حديث نافع عن ابن عمر والزهرى عن سهل
لكن رواية فليح عن نافع غير معتبرة وروايته عن الزهري مقبولة؟
سبحان الله

---

جزاكم الله خيرا.
وماذا عن هذا الكلام؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

وهل تُعد هذه متابعة: ففي صحيح البخاري (4748) حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلًا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا، كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين).

---

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

وهل تُعد هذه متابعة: ففي صحيح البخاري (4748) حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلًا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا، كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين).

---

يضاف أن البخاري بوب لهذا الحديث:
بَابُ قَوْلِهِ: {وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9]
ولم يورد فيه غير هذا الحديث

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد

يضاف أن البخاري بوب لهذا الحديث:
بَابُ قَوْلِهِ: {وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9]
ولم يورد فيه غير هذا الحديث

---

جزاكم الله خيرًا