-
من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ،
وبعد:
فبينما أنا أقرأ في كتب الأدب ، ليرق طبعي ، وتنبل أخلاقي ، وتزكو نفسي ، وتسمو روحي ، وأجد سلوى عن كدر الدنيا ، ورفقا بنفسي ، وطلبا لطرائف الحكمة .
قابلني من الحكم والآداب مالا أستطيع تجاوزه دون تقييده ،
فعزمت بفضل الله تعالى على تقييد هذه الفوائد واللطائف والمعارف والحكم والأمثال في كناشة وجعلتها على موقعي المفضل المجلس العلمي حرسه الله للسنة وأهلها:
نفعا لنفسي وتعميما للخير.
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه سبحانه .
وأن ينفعني وإخواني به آمين .
بسم الله مستعينا :
بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ( 1 ) يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ( 2 ) إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم( 3 ) )
هذه آداب أدب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله [ واتقوا الله ] ) ، أي : لا تسرعوا في الأشياء بين يديه ، أي : قبله ، بل كونوا تبعا له في جميع الأمور ، حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي حديث معاذ ، [ إذ ] قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى اليمن : " بم تحكم ؟ " قال : بكتاب الله . قال : " فإن لم تجد ؟ " قال : بسنة رسول الله . قال : " فإن لم تجد ؟ " قال : أجتهد رأيي ، فضرب في صدره وقال : " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ، لما يرضي رسول الله " .
وقد رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه . فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة ، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله . (انظر حاشية 1)
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .
وقال العوفي عنه : نهى أن يتكلموا بين يدي كلامه .
وقال مجاهد : لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء ، حتى يقضي الله على لسانه .
وقال الضحاك : لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم .
وقال سفيان الثوري : ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) بقول ولا فعل .
وقال الحسن البصري : ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) قال : لا تدعوا قبل الإمام .
وقال قتادة : ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون : لو أنزل في كذا كذا ، وكذا لو صنع كذا ، فكره الله ذلك ، وتقدم فيه .
( واتقوا الله ) أي : فيما أمركم به ، ( إن الله سميع ) أي : لأقوالكم ) عليم ) بنياتكم .
--------------------
حاشية 1---فهذا الحديث ضعيف من حيث السند رغم شهرته عند أهل الحديث وعلى ألسنة الفقهاء والأصوليين، فقد رواه الإمام أحمد في المسند وأصحاب السنن وغيرهم بألفاظ مختلفة ومتقاربة، لكنه ضعفه كثير منهم.
قال عنه الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل.
وقال البخاري: لا يُعرف الحارث إلاّ بهذا ولا يصحّ.
وقال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ، وجهالة الحارث بن عمرو.
وقال الشيخ حسين أسد: إسناده ضعيف لانقطاعه.
وقال الشيخ الألباني: ضعيف.
وصححه بعضهم كابن عبد البر وابن القيم.
والله أعلم.
التخريج من موقع إسلام ويب
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى الامام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد .
بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا
35- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ قَالَ : أَخْبَرَنِي أُسَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ : الدُّعَاءُ لَهُمَا ، وَالِاسْتِغْفَا رُ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا ، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ رَحِمَ لَكَ إِلاَّ مِنْ قِبَلِهِمَا .
36- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : تُرْفَعُ لِلْمَيِّتِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَرَجَتُهُ . فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : وَلَدُكَ اسْتَغْفَرَ لَكَ.
37- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْلَةً ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلِأُمِّي ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُمَا قَالَ لِي مُحَمَّدٌ : فَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى نَدْخُلَ فِي دَعْوَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
38- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ .
39- حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تُوصِ ، أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ .
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى الامام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد .
بَابُ بِرِّ مِنْ كَانَ يَصِلُهُ أَبُوهُ
40- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : مَرَّ أَعْرَابِيٌّ فِي سَفَرٍ ، فَكَانَ أَبُو الأَعْرَابِيِّ صَدِيقًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَلَسْتَ ابْنَ فُلاَنٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، فَأَمَرَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ بِحِمَارٍ كَانَ يَسْتَعْقِبُ ، وَنَزَعَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ فَأَعْطَاهُ . فَقَالَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ : أَمَا يَكْفِيهِ دِرْهَمَانِ ؟ فَقَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : احْفَظْ وُدَّ أَبِيكَ ، لاَ تَقْطَعْهُ فَيُطْفِئَ اللَّهُ نُورَكَ .
41- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ .
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى الامام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد .
بَابُ لاَ تَقْطَعْ مَنْ كَانَ يَصِلُ أَبَاكَ فَيُطْفَأَ نُورُكَ
42- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لاَحِقٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، فَمَرَّ بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَّمٍ مُتَّكِئًا عَلَى ابْنِ أَخِيهِ ، فَنَفَذَ عَنِ الْمَجْلِسِ ، ثُمَّ عَطَفَ عَلَيْهِ ، فَرَجَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا شِئْتَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ ، إِنَّهُ لَفِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مَرَّتَيْنِ : لاَ تَقْطَعْ مَنْ كَانَ يَصِلُ أَبَاكَ فَيُطْفَأَ بِذَلِكَ نُورُكَ.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى الامام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد .
بَابُ الْوُدُّ يُتَوَارَثُ
43- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلاَنِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَفَيْتُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِنَّ الْوُدَّ يُتَوَارَثُ .
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى الامام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد .
بَابُ لاَ يُسَمِّي الرَّجُلُ أَبَاهُ ، وَلاَ يَجْلِسُ قَبْلَهُ ، وَلاَ يَمْشِي أَمَامَهُ.
44- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ , أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَبْصَرَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا : مَا هَذَا مِنْكَ ؟ فَقَالَ : أَبِي ، فَقَالَ : لاَ تُسَمِّهِ بِاسْمِهِ ، وَلاَ تَمْشِ أَمَامَهُ ، وَلا تَجْلِسْ قَبْلَهُ.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
الامام البخاري رحمه الله في كتاب الأدب المفرد .
بَابُ : هَلْ يُكَنِّي أَبَاهُ ؟
45- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نُبَاتَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ ، فَقَال لَهُ سَالِمٌ : الصَّلاَةَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
46- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي : الْبُخَارِيَّ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَكِنْ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ قَضَى.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال البخاري رحمه الله
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ . . .} ، قَالَ : بَدَأَ فَأَمَرَهُ بِأَوْجَبِ الْحُقُوقِ ، وَدَلَّهُ عَلَى أَفْضَلِ الأَعْمَالِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَقَالَ : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} ، وَعَلَّمَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ كَيْفَ يَقُولُ ، فَقَالَ : {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} عِدَّةً حَسَنَةً كَأَنَّهُ قَدْ كَانَ ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} لاَ تُعْطِي شَيْئًا ، {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} تُعْطِي مَا عِنْدَكَ ، {فَتَقْعُدَ مَلُومًا} يَلُومُكَ مَنْ يَأْتِيكَ بَعْدُ ، وَلاَ يَجِدُ عِنْدَكَ شَيْئًا {مَحْسُورًا} ، قَالَ : قَدْ حَسَّرَكَ مَنْ قَدْ أَعْطَيْتَهُ.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ
56- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .
57- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .
بَابُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ أَحَبَّهُ أَهْلُهُ
58- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَغْرَاءَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ ، وَوَصَلَ رَحِمَهُ ، نُسِّئَ فِي أَجَلِهِ ، وَثَرَى مَالُهُ ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ.
59- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَغْرَاءُ أَبُو مُخَارِقٍ هُوَ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ ، وَوَصَلَ رَحِمَهُ ، أُنْسِئَ لَهُ فِي عُمْرِهِ ، وَثَرَى مَالُهُ ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: أنشدني الحسين بن عبد الرحمن:
إذا لم تتسامح بالأمور تعقدت ... عليك فسامح وامزج العسر باليسر
فلم أر أوقى للبلاء من التقى ... ولم أر للمكروه أشفى من الصبر
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
رأى أبو بكر رضي الله عنه رجلاً بيده ثوب فقال: هو للبيع؟ فقال: لا أصلحك الله!. فقال رضي الله عنه: هلا قلت: لا وأصلحك، لئلا يشتبه الدعاء لي بالدعاء علي؟
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لو كنت تاجراً لما اخترت عن العطر شيئاً، إن فاتني ربحه لم يفتني ريحه.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
كان عثمان رضي الله عنه يقول: ما مسست فرجي بيميني مذ بايعت النبي صلى الله عليه وسلم.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
مقامة الصمت
يا أبا القاسم زعمتَ أنّكَ ما ألممْتَ بمعاطاةِ كأسِ العُقار لا في أوقاتِ الطّيشِ ولا إذ لبستَ ثوبَ الوَقار. وإنَّ حُمَيّاها لمْ تطرِ في هامتكِ. ولا دبّتْ في مفاصلِكِ. ولم تقفْ على حقيقةِ أثرِها وعملِها. ولا عرفْتَ ما معنى نشوتَهِا وثملِها. وأنّكَ منَ المصونينَ عمّا يُدنُّيها ويُدْني منها. والآمنينَ أنْ تُسألُ يومَ العرضِ أعمالُكَ عنها. إيهاً وإن صدرَتْ زعمتُكْ عنْ مصدوقَه وكانتْ كلمتُك محضةً غيرَ ممذوقه. فغيبةُ الأخِ المسلمِ من تعاطي الكأسِ أحرَمْ. والإمساكُ عنْ عرضهِ من تركِ المُعاقرةِ ألزَمْ إنَّ المُغتابَ فضَّ اللّه فمَه. يأكلُ لحمَ المُغتابِ ويشربُ دمَهُ. وذاكَ لعَمرُ اللّه شرٌ من شرْبِ ماءِ الكَرْمِ. وأغمسُ لصاحبِها في غِمارِ الإثمِ والجُرْم. فاسجُنْ يا أبا القاسم لسانَك. وأطبقْ عليهِ شفتيكَ وأسنانك. ثمَّ لا تُطلقْ عنهُ إلا ما ترى النطقَ منَ الصمتِ أفضلْ. وإلى رِضى اللّهِ وما يُزْلفُ إليهِ أوصلَ. وإلا فكنْ كأنّكَ أخرَسْ. واحذْر لِسانكَ فإنّهٌ ُ سبعٌ أو أفرَسْ. حسبُكَ ما أورَدَكَ إيّاهُ من المواردِ. وما صَبَّ في الأعراضِ منَ الصَّوارِدْ.
شعر:
ألا رُبَّ عبدٍ كفَّ أذيالَهُ ولَمْ ... يكُفَّ عنِ الجارِ القريبِ أذاتَهُ.
رطيبٌ بثَلبِ المسلمينَ لِسانهُ ... وإنْ كانَ لَمْ يَبلل براحٍ لَهاتَهُ.
ويرجو نجاةً منْ تَوجُّهِ سخطةٍ ... عَليهِ وكلا أعَزَّ نجاتَهُ.
مقامات الزمخشري
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
المستجاد من فعلات الأجواد
سأل رجل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حاجة، فقال له يا هذا حق سؤالك إياي يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك تكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله تعالى قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤونة الاحتيال والاهتمام لما اتكلف من واجبك فعلت فقال: يا ابن بنت رسول الله اقبل القليل، واشكر العطية، واعذر على المنع، فدعا الحسن بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها، ثم قال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف فأحضر خمسين ألفاً قال: فما فعلت بالخمسمائة دينار قال: هي عندي قال: أحضرها فأحضرت فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل، وقال هات من يحملها لك، فأتاه بحمالين فدفع إليهما الحسن رداءه لكراء الحمل، فقال له مواليه: والله ما عندنا درهم فقال: لكنني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
أَشْأَمُ مِنْ خُمَيْرَةَ : هي فرس شيطن بن مدلج الجشمي وقد خرج معه قومه طالبين المرعى فأفلتت خميرة فطلبها شيطن بياض نهاره حتى أخذها وخرج بنو ذبيان غازين فرأوا آثارهما فقافوهما حتى أغاروا على الحي فقال شيطن
( الطويل )
( جاءت بما يربي الدهيم لأهلها ... خميرة أو مسرى خميرة أشأم )
( فلا ضير إن عرضتها ووقفتها ... لوقع القنا كيما يضرجها الدم )
( وعرضتها في صدر أظمى بزينة ... سنان كنبراس النهامى لهذم )
( وكنت لها دون الرماح دريئة ... فتنجو وضاحى جلدها ليس يكلم )
( وببنا أرجى أن أوفى غنيمة ... أتتني بألفي دارع يتقمم )
المستصفى من أمثال العرب
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال أبو العتاهية
( فيا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد )
( وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد )
( ولله في كل تحريكة ... وتسكينة في الورى شاهد )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقال لبيد بن ربيعة
( ألا كل ما خلا الله باطل ....... وكل نعيم لا محالة زائل )
( وكل ابن أنثى لو تطاول عمره ... إلى الغاية القصوى فللقبر آيل )
( وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل )
( وكل امرىء يوما سيعرف سعيه ... إذا حصلت عند الإله الحصائل )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ولعبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه
( إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفر عنهم وهم ركوع )
( أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
( يا أيها الراكد كم ترقد ... قم يا حبيبي قد دنا الموعد )
( وخذ من الليل ولو ساعة ... تحظى إذا ما هجع الرقد )
( من نام حتى ينقضي ليله ... لم يبلغ المنزل لو يجهد )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم احفطني من أصدقائي، فسئل عن ذلك فقال: إني أحفظ نفسي من أعدائي. قال أبو سليمان: إن كانوا عندك أصدقاء فما أقر عينك بهم لأنك محفوظ فيهم، وإن كانوا غير أصدقاء فما وجه فكرك فيهم.
وقال الشاعر:
تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك، ليس النوك عنك بعازب
وليس أخي من ودني رأي عينه ... ولكن أخي من ودني في المغائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدماً ... ومالي له إن عض دهر بغارب
فما أنت إلا كيف أنت ومرحباً ... وبالبيض رواغ كروغ الثعالب
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
مصنف بن أبي شيبة
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَذْكُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : تَمَضْمَضُوا مِنَ اللَّبَنِ ، فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَزِيدُ الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ ، عَنِ ابْنِ وَاثِلَةَ ؛ أَنَّ حُذَيْفَةَ دَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَ وَشَرِبْت ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَتَمَضْمَضْتُ
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا شَرِبْتُمَ اللَّبَنَ فَمَضْمِضُوا مِنْهُ ، فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
مصنف بن أبي شيبة
- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : نُبِئْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ شَرِبَ لَبَنًا ، فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ وَالْمَضْمَضَةَ قَالَ : لاَ أُبَالِيه بَالَةً ، اسْمَحْ يُسْمَحْ لَك.
-حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : شَرِبْت لَبَنًا مَحْضًا بَعْدَ مَا تَوَضَّأْتُ فَسَأَلْت ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : مَا أُبَالِيه بَالَةً ، اسْمَحْ يُسْمَحْ لَك.
-حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ طَلْحَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْوُضُوءِ مِنَ اللَّبَنِ ؟ قَالَ : مِنْ شَرَابٍ سَائِغٍ لِلشَّارِبِينَ ؟.
- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِجَبَلَةَ : أَسَمِعْت ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : إنِّي لآَكُلُ اللَّحْمَ وَأَشْرَبُ اللَّبَنَ ، وَأُصَلِّي وَلاَ أَتَوَضَّأُ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
-حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَتَاهُ مُدْرِكُ بْنُ عُمَارَةَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَقَالَ مُدْرِكٌ : هَذَا مَاءٌ فَمَضْمِضْ ، قَالَ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ أمِنَ السَّائِغِ الطَّيِّبِ؟!
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنًا فمضمض وقال: إن لـه دسمًا. [البخاري ومسلم ].
قال ابن حجر في الفتح (فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم) .
قال ابن عبد القوي في منظومة الآداب :
ويكره نوم المرء من قبل غسله *** من الدهن والألبان للفم واليد
وقد قال الباجي في (المنتقى 4/339) : ويغسل يده بعد الطعام ويمضمض مما له دسم لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب لبنا ، ثم تمضمض وقال : إن له دسما ؛ ولأن ذلك نوع من النظافة مشروعة كالسواك .اهـ
وقال المناوي في (فيض القدير 1/496) :
وقيس باللبن المضمضة من ذي دسم بل أخذ من مضمضته صلى الله عليه وسلم من السويق ندبها في غير ما له دسم أيضا إذا كان يعلق منه شئ بين الأسنان أو نواحي الفم ، وذكر بعض الأطباء أن بقايا اللبن يضر باللثة والأسنان ، وللمضمضة عند الأكل وشرب غير الماء فوائد دينية منها سلامة الأسنان من الحفر ونحوه إذ بقايا المأكول يورثه ، وسلامة الفم من البخر وغير ذلك . اهـ
وقد نصّ الحافظُ في (الفتح 1/313) على استحباب المضمضة من كل شيء دسم , وكذلك قبله النووي - رحمه الله - إذ قال في شرح مسلم : قال العلماء : وكذلك غيره من المأكول والمشروب تستحب له المضمضة ، ولئلا تبقى منه بقايا يبتلعها في حال الصلاة ، ولتنقطع لزوجته ودسمه ، ويتطهر فمه . اهـ
وقال الملاّ علي القاري في (مرقاة المفاتيح 2/239) :
وقيل المضمضة بالماء مستحبة عن كل ماله دسومة إذ يبقى في الفم بقية تصل إلى باطنه في الصلاة فعلى هذا ينبغي أن يمضمض من كل ما خيف منه الوصول إلى الباطن طردا للعلة . اهـ
وقال الشيخُ العلامة ابن عثيمين في (شرح صحيح البخاري - كتاب الأطعمة - الشريط 13 - الوجه الثاني) :فيه دليل على أنه ينبغي لمن شرب اللبن أن يتمضمض , لينظف فمه من الدسم , ويلحق به كل طعام أو شراب فيه دسم , فإنه ينبغي للإنسان أن يتمضمض حتى يزول ما في فمه من هذا الدسم , لأن بقاء الدسم في الفم ربما ينتج عنه روائح كريهة , أو أمراض على اللثة أو اللسان , فكان من الحكمة أن يتمضمض الإنسان من أجل هذا الدسم . اهـ
( بيان الحكمة من المضمضة من شرب اللبن ) جزء من محاضرة : ( شرح صحيح ابن خزيمة_كتاب الوضوء [4] ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقال وهب : إنَّما الدُّنيا والآخرة كرجلٍ له امرأتانِ : إنْ أرضى إحداهما أسخط الأخرى
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ومن كلام جندب بن عبد الله الصَّحابي : حبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئةٍ ، وروي مرفوعاً ، ورُوي عن الحسن مرسلاً .
قال الحسن : من أحبَّ الدُّنيا وسرَّته ، خرج حبُّ الآخرة من قلبه .
وقال عونُ بن عبد الله : الدُّنيا والآخرةُ في القلب ككفَّتي الميزان بِقَدْرِ ما ترجحُ إحداهُما تخِفُّ الأخرى .
جامع العلوم والحكم
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
والصدق أفضل ما لفظت به ... إن النفاق سجية تردي
إني وإن أظهرت شكركم ... أخفي وأضمر غير ما أبدي
لا مرحباً بوصال ذي ملق ... يكدي مودته ولا يجدي
وإذا الصديق ذممت خلته ... صيرت قطع حباله وكدي
حتى أرى رجلاً يعاشرني ... بمودة أطرى من الورد
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وما الود إلا عند من هو أهله ... وما الشر إلا عند من هو حامله
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وإذا سمعت نميمة فتعدها ... وتحفظن من الذي أنباكها
وذر النميمة لا تكن من أهلها ... وتجنبن من صاغها أو حاكها
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال: أنشدنا ثعلب لأعرابي:
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها، تلك السفاهة والظلم
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يسوغ له الرغم
فإن أنتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم
وإن أعف عنه أغض عيناً على قذى ... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
فما زلت في لين له وتعطف ... عليه كما تحنو على الولد الأم
لأستل ذاك الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا ضغن يضيق له الحزم
فداويت منه الحقد والمرء قادر ... على سهمه ما دام في كفه السهم
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
فحقيق على صاحب السر ألا يستودعه إلا القادر على نفسه، والقاهر لنزواتها عند حركاتها وشهواتها، بل المجاهد لها، المعتاد عند الجهاد غلبها وقهرها.
وإنما يتم للإنسان ذلك بخاصة قوة العقل الذي هو أفضل موهبة الله تعالى، وأكبر نعمة له على العبد، وبه فضل الإنسان على سائر الحيوان.
ولولا هذا الجوهر الكريم الذي هو مسيطر على النفس ومشرف عليها، لكان الإنسان كسائر الحيوانات غير الناطقة في ظهور قوى النفس منه مرسلة من غير رقبة، ومهملة بغير رعية، ولكنه بهذا الجوهر النفيس في جهاد للنفس عظيم.
الهوامل والهوامش
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقال أبو خراش الهذلي: الطويلتقول أراه بعد عروة لاهياً ... وذلك رزءٌ لو علمت جليل
فلا تحسبي أنّي تناسيت عهده ... ولكنّ صبري يا أميم جميل
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقال أبو ذؤيب: الكامل
وتجلّدي للشّامتين أريهم ... أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
: يروى أن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمهما الله دخل على معاوية وهو في علة له غليظة، فقال معاوية: ساندوني ثم تمثل بهذا البيت:
وتجلّدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
فسلم الحسين رحمه الله ثم تمثل:
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمةٍ لا تنفع
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روي أن فيلسوفاً كتب لتلميذه يقول: إن مجاور رجال السوء ومصاحبهم كراكب البحر: إن سلم من الغرق لم يسلم من المخاوف.
كليلة ودمنة
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال حكيم هندي: لا شيء أفضل من المودة، ومن خلصت مودته كان أهلاً أن يخلطه الرجل بنفسه، ولا يدخر عنه شيئاً، ولا يكتمه سراً:
فإن حفظ السر رأس الأدب.
فإذا كان السر عند الأمين الكتوم فقد احترز من التضييع
؛ مع أنه خليق ألا يتكلم به؛ ولا يتم سرٌ ين اثنين قد علماه وتفاوضاه. فإذا تكلم بالسر اثنان فلا بد من ثالث من جهة أحدهما؛ فإذا صار إلى الثلاثة فقد شاع وذاع، حتى لا يستطيع صاحبه أن يجحده ويكابر عنه؛ كالغيم إذا كان متقطعاً في السماء فقال قائل: هذا غيمٌ متقطعٌ، لا يقدر أحدٌ على تكذيبه.
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال بن الجوزي رحمه الله
فلما كانت النفس تمل من الجد ، لم يكن بأس بإطلاقها في مزح ترتاح به
- كان الزهري يقول : هاتوا من أشعاركم ، هاتوا من طرفكم ، أفيضوا في بعض ما يخف عليكم وتأنس به طباعكم
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقد كان شعبة يحدث الناس ، فإذا تلمح أبا زيد النحوي في أخريات الناس ، قال : يا أبا زيد !
( استعجمت دار نعم ما تكلمنا ** والدار لو كلمتنا ذات أخبار )
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقال حماد بن سلمة : لا يحب الملح إلا ذكران الرجال ، ولا يكرهها إلا مؤنثوهم
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ ، فإذا كانت الحقائق كانوا الرجال
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال قبيصة : كان سفيان مزاحا ، ولقد كنت أجيء إليه مع القوم فأتأخر خلفهم مخافة أن يحيرني بمزاحه
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال سفيان بن عيينة : أتينا مرة مسعر بن كدام ، فوجدناه يصلي ، فأطال الصلاة جدا ، ثم التفت إلينا متبسما ، فأنشدنا :
( ألا تلك عزة قد أقبلت ** ترفع نحوي طرفا غضيضا
تقول : مرضنا فما عدتنا ** وكيف يعود مريض مريضا )
قال : فقلت : رحمك الله ، بعد هذه الصلاة هذا ! قال : نعم ! مرة هكذا ومرة هكذا
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ومعنى المجون : صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى آخر ، وذلك يدل على قوة الفطنة
بن الجوزي
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن محمد بن كعب القرظيّ ، قال : جاء رجل إلى سليمان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، فقال : يا نبي الله ! إن لي جيراناً يسرقون إوزّي ، فنادى : الصلاة جامعة ؛ ثمّ خطبهم ، فقال في خطبته : واحدكم يسرق إوزّة جاره ، ثمّ يدخل المسجد والرّيش على رأسه ! فمسح رجلٌ رأسه ، فقال سليمان : خذوه ، فإنّه صاحبكم
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وذكروا في الإسرائيليات أنّ الهدهد جاء إلى سليمان ، فقال : أريد أن تكون في ضيافتي ، فقال سليمان : أنا وحدي ؟ فقال : لا ! بل أنت والعسكر ، في يوم كذا ، على جزيرة كذا ؛ فلمّا كان ذلك اليوم ، جاء سليمان و عسكره ، فطار الهدهد ، فصاد جرادةً ، فخنقها ، ورمى بها في البحر ، وقال : كلوا ، فمن لم ينل من اللّحم نال من المرقة ؛ فضحك سليمان من ذلك وجنوده حولاً كاملاً
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن أبي هريرة ، قال : قال رجل : يا رسول الله ! إن لي جاراً يؤذيني ، فقال : ' انطلق ، فأخرج متاعك إلى الطريق ' فأنطلق ، فأخرج متاعه ، فاجتمع الناس عليه ، فقالوا : ما شأنك ؟ فقال : لي جارٌ يؤذيني ، فذكرت ذلك للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، فقال : ' انطلق ! فأخرج متاعك إلى
الطريق ' ، فجعلوا يقولون : اللهّم العنة ، اللّهم اخزه ؛ فبلغه ، فأتاه ، فقال : ارجع إلى منزلك ، فوالله لا أؤذيك
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال محمد بن إسحاق : لما خرج رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إلى بدر ، خرج هو ورجلٌ آخر تبعه ، فرأيا رجلاً ، فسألاه عن قريش وعن محمد وأصحابه ، فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما ؛ فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' إذا أخبرتنا أخبرناك ' فقال الشيخ : بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا ، وبلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا
ثم قال : ممن أنتم ؟ فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' نحن من ماء ' وكان العراق يسمى ماءً ، فأوهمه أنّه من العراق ، وإنّما أراد أنّه خلق من نطفة
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن أنس ، قال : لما هاجر رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، كان يركب ، وأبو بكر رديفه ، وكان أبو بكر يعرف لاختلافه إلى الشام ، فكان يمرّ بالقوم ، فيقولون : من هذا بين يديك يا أبا بكرٍ ؟ فيقول : هذا يهديني
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : وفدت على عمر بن الخطاب حللٌ من اليمن ، فقسمها بين الناس ، فرأى فيها حلّة رديئة ، فقال : كيف أصنع بها ؟ إن أعطيتها أحداً لم يقبلها إذا رأى هذا العيب فيها ؛ فأخذها ، فطواها ، فجعلها تحت مجلسه ، فأخرج طرفها ، ووضع الحلل بين يديه ، فجعل يقسم بين الناس ، فدخل الزبير بن العوّام وهو على تلك الحال ؛ قال : فجعل ينظر إلى تلك الحلة ، فقال : ما هذه الحلة ؟ قال عمر : دع هذه عنك
قال : ما هيه ، ما هيه ، ما شأنها ؟ قال : دع هذه عنك
قال : فأعطينيها ؛ قال : إنّك لا ترضاها
قال :
بلى ! قد رضيتها ؛ فلما توثّق منه واشترط عليه أن يقبلها ولا يردّها ، رمى بها إليه ؛ فلمّا أخذها الزّبير ، ونظر إليها ، إذا هي رديئةٌ ، فقال : لا أريدها ؛ فقال عمر : أيهات ، قد فرغت منها ؛ فأجازه عليها وأبى أن يقبلها منه
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال يهودي لأمير المؤمنين علي : ما دفنتم نبيكم حتى قالت الأنصار : منّا أميرٌ ومنكم أميرٌ ! فقال له عليٌ : أنتم ما جفّت أقدامكم من البحر حتى قلتم : اجعل لنا إلهاً !
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال بن أبي مليكة ، قال : قال ابن الزبير لابن جعفر : أتذكر إذ تلقينا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، أنا وأنت وابن عباس ، قال : نعم ، فحملنا وتركك
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن أبي رزين ، قال : سئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ؟ قال : هو أكبر مني ، وأنا ولدت قبله
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن مجاهد ، قال : بينا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في أصحابه ، إذ وجد ريحاً ، فقال : ' ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ ' ، فاستحيا الرجل ، ثمّ قال : ' ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ ، فإن الله لا يستحيي من الحق ' فقال العباس : ألا نقوم ، يا رسول الله ؛ كلنا نتوضأ ؟
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
- عن ابن عباس : وروي مثل هذه القصة في خلافة عمر ، فقال جرير : يتوضأ القوم كلهم ؟ فقال عمر : نعم السّيد كنت في الجاهلية ، ونعم السيد أنت في الإسلام
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهوه ، فعزله عنهم ، فخافوا أن يردّه ، فقال دهقانهم : اجمعوا مئة ألف درهم حتى أذهب بها إلى عمر وأقول له : إن المغيرة اختان هذا ودفعه إليّ ؛ ففعلوا ، فأتى عمر ، وقال : إنّ المغيرة اختان هذا ودفعه إليّ ؛ فدعا عمر المغيرة ، وقال : ما يقول هذا ؟ قال : كذب ! إنما كانت مئتي ألف ! قال : فما حملك على ذلك ؟ قال : العيال والحاجة
فقال عمر للعلج : ما تقول ؟ قال : والله لأصدقنّك ! والله ما دفع إلي قليلاً و لا كثيراً ! فقال عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا ؟ قال : الخبيث كذب عليّ ، فأحببت أن أخزيه
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن نافعٍ ، قال : كان عبد الله بن عمر يمازح مولاة له ، فيقول لها : خلقني خالق الكرام وخلقك خالق اللئام ! فتغضب وتصيح وتبكي ، ويضحك عبد الله
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ولمّا قدم معاوية حاجاً تلقّته قريشٌ بوادي القرى ، وتلقّته الأنصار بأجزاع المدينة ، فقال لهم : ما منعكم أن تلقوني حيث تلقتني قريشٌ ؟ قالوا : لم يكن دوابٌ ؛ قال : فأين النواضحٌ ؟ قالوا : أنضيناها يوم بدرٍ في طلب أبي سفيان
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال معاوية لعبد الله بن عامر : إن لي إليك حاجةٌ ، أتقضيها ؟ قال : نعم ! ولي إليك حاجةٌ ، أتمضيها ؟ قال : نعم ؛ قال : سل حاجتك ، قال : أريد أن تهب لي دورك وضياعك بالطائف ؛ قال : قد فعلت ؛ قال : وصلتك رحمٌ ، فسل حاجتك ؛ قال : أن تردها عليّ ؛ قال : قد فعلت
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال رجلٌ لأبي الأسود الدؤلي : أشهد معاوية بدراً ؟ فقال : نعم ، من ذاك الجانب
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
روى سعيدٌ المقبري ، عن أبي هريرة ، أنّه قال : ' لا يزالً العبدُ في صلاةٍ ما لم يحدث ' فقال رجلٌ من القوم أعجمي : ما الحدثُ يا أبا هريرة ؟ قال : الصوت ، قال : وما الصوت ؟ فجعل أبو هريرة يضرط بفيه حتى أفهمه
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن زكرياء بن أبي زائدة ، قال : كنت مع الشعبي في
مسجد الكوفة ، إذ أقبل حمّال على كتفه كودن ، فوضعه ، ودخل إليه ، فقال : يا شعبي ! إبليس كانت له زوجةٌ ؟ قال : ذاك عرسٌ ما شهدته ، قال : هذا عالم العراق يسأل عن مسألةٍ فلا يجيب ! فقال : ردّوه ، نعم له زوجةٌ ، قال الله عز وجل : ! ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ) ! [ 18 سورة الكهف / الآية : 50 ] ولا تكون الذّرّيّة إلا من زوجةٍ
قال : فما كان اسمها ؟ قال : ذاك إملاكٌ ما شهدته
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ولقيه رجلٌ وهو واقفٌ مع امرأةٍ يكلّمها ، فقال الرجل : أيّكما الشّعبيّ ؟ فأومأ الشعبيّ إلى المرأة ، وقال : هذه
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ودخل الشعبي على عبد الملك ، فقال له : كم عطاءك ؟ قال : ألفي درهم
فقال : لحن العراقي ؛ ثم رد عليه ، فقال : كم عطاؤك ؟ قال ألفاً درهم
قال : ألم تقل : ألفي درهم ! فقال : لحن أمير المؤمنين فلحنت ، لأني كرهت أن يكون راجلاً وأكون فارساً
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
ودخل الشعبي الحمام ، فرأى داود الأوديّ بلا مئزر ، فغمض عينيه ، فقال له داود : متى عميت يا أبا عمرو ؟ قال : منذ هتك الله سترك
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وقيل للشعبي : هل تمرض الروح ؟ قال : نعم ! من ظل الثقلاء
- قال بعض أصحابه : فمررت به يوماً وهو بين ثقيلين ، فقلت : كيف الروح ؟ قال : في النزع
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن جرير ، قال : جئت الأعمش يوماً ، فوجدته قاعداً في ناحيةٍ ، وفي الموضع خليجٌ من ماء المطر ، فجاء رجلٌ عليه سواد ، فرأى الأعمش وعليه فروةٌ ، فقال : قم عبرني هذا الخليج ؛ وجذب بيده ، فأقامه ، وركبه ، وقال : ! ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) ! [ 43 سورة الزخرف / الآية 13 ]
فمضى به الأعمش حتى توسط الخليج ، ثم رمى به ، وقال : ! ( وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) ! [ 23 سورة المؤمنون / الآية : 29 ]
ثمّ خرج ، وتركه يتخبّط في الماء
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
مَنْ كانَ للخَيرِ مَنّاعاً فليسَ لَهُ ** على الحَقِيقَةِ إخوانٌ وأخْدانُ
مَنْ جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَةٌ ** إلَيهِ والمالُ للإنسان فَتّالُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ من غوائِلِهمْ ** وعاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطانٌ عَلَيهِ غَدا ** وما على نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً بفَرطِ الجَهلِ نحو هَوىً ** أغضى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقى مِنهُمُ نَصبَاً ** لأنَّ سوسَهُمُ بَغْيٌ وعُدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عنِ الإخوانِ يلقهم ** فَجُلُّ إخْوانِ هَذا العَصرِ خَوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قامَ لهُ ** على حقيقةِ طَبعِ بُرهانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يَحصُدْ في عواقبِهِ ** نَدامَةً ولِحَصدِ الزَّرْعِ إبّانُ
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
وكُلُّ كَسْرٍ فإنَّ الله يَجبُرُهُ ** وما لِكَسرِ قَناةِ الدِّينِ جُبْرانُ
إذا جَفاكَ خليلٌ كنتَ تألفُهُ ** فاطلُبْ سِواهُ فَكُلُّ النَّاسِ إخوانُ
وإن نّبَتْ بِكَ أوطانٌ نَشَأُتَ بها ** فارحَلْ فكلُّ بِلادِ اللهِ أوطانُ
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
عن الهيثم بن عدي ، قال : قيل للأعمش : ممّ عمشت عيناك ؟ قال : من النظر إلى الثقلاء
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال الأعمش : وقال جالينوس : لكل شيءٍ حمى ، وحمى الروح النظر إلى الثقلاء
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال شريك : سمعت الأعمش يقول : إذا كان عن يسارك ثقيلٌ وأنت في الصلاة ، فتسليمة عن اليمين تجزءك
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال سعيد الورّاق : كان للأعمش جارٌ ، كان لا يزال يعرض عليه المنزل ؛ يقول : لو دخلت فأكلت كسرةً وملحاً ؟ فيأبى عليه الأعمش ، فعرض عليه ذات يوم ، فوافق جوع الأعمش ، فقال : مرّ بنا ؛ فدخل منزله ، فقرّب إليه كسرةً وملحاً ؛ إذ سأل سائلٌ ، فقال له ربّ المنزل : بورك فيك ، فأعاد عليه المسألة ، فقال له : بورك فيك ؛ فلما سأل الثالثة ، قال له : اذهب ، وإلا والله خرجت إليك بالعصا ! قال : فناداه الأعمش : اذهب ويحك ! ولا والله ما رأيت أحداً أصدق مواعيد منه ، هو منذ سنةٍ يعدني على كسرةٍ وملح ، ولا والله ما زادني عليهما
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال الأعمش لجليسٍ له : تشتهي كذا وكذا من الطعام ؟
فوصف طعاماً طيباً ؛ فقال : نعم ؛ قال : فأنهض بنا ؛ فدخل به منزله ، فقدّم رغيفين يابسين وكامخاً ، وقال : كل ؛ قال : أين ما قلت ؟ قال : ما قلت لك عندي ، إنّما قلت تشتهي
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
دخل على الأعمش رجلٌ يعوده ، فقال له : ما أشدّ ما مرّ بك في علّتك هذه ؟ قال : دخولك
-
رد: من روائع الأدب ،وطرائف العلم ، والحكمة .
قال أبو بكرٍ بن عياش : كنّا نسمي الأعمش سيّد المحدثين ، وكنّا نجيء إليه إذا فرغنا من الدّوران ، فيقول : عند من كنتم ؟ فيقول : عند فلان ؛ فيقول : طبلٌ مخرقٌ ؛ ويقول : عند من ؟ فنقول : فلانٌ ، فيقول : دفٌ ممزّقٌ
وكان يخرج إلينا شيئاً لنأكله ، فقلنا يوماً : لا يخرج إليكم الأعمش شيئاً إلا أكلتموه
قال : فأخرج إلينا سنّاً ، فأكلناه ، ودخل ، فأخرج فتيتاً ، فشربناه ، فدخل ، فأخرج إجانةً صغيرةً وقتاً ، وقال : فعل الله بكم وفعل ! أكلتم قوتي وقوت امرأتي ، وشربتم فتيتها ! هذا علفٌ الشاة ، كلوا ! قال : فمكثنا ثلاثين يوماً لا نكتب فزعاً منه ، حتى كلّمنا إنساناً عطاراً كان يجلس إليه حتى كلمه لنا