-
جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه وحده نستعين
[ 1 ]
بعض طرق الصوفية المبتدعة
بعض الناس عندنا يدعون الشيخية، الطريقة كطريقة النقشبندية,
والقادرية وغيرها،
يجتمعون بالناس في المساجد ويدعونهم إلى التوبة والتوجد،
ويقول أحدهم أنا مأذون بذلك،
فيغمغمون بعض منهم ويتكلمون بألفاظ مهملة،
مثل: (ها هي هو)
ويتكلمون بالغيب،
فهل لهذا حقيقة وكرامة،
أم أن هذه من باب البدع والضلالة ؟
هذه الطرق وأشباهها كلها من الطرق البدعية
ولا يجوز الموافقة عليها ولا المشاركة فيها لأنها بدع،
وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)،
وقال- عليه الصلاة والسلام-:
(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)،
وليس هذا من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم
-الاجتماع على هو هو هو,
أو على كلام ليس بظاهر وليس بمعلوم,
وإذا كان فيه دعوى علم الغيب
صار هذا أعظم نكارة وأخبث عملاً
بل هذا هو الشرك؛
لأن دعوى علم الغيب منكر وكفر،
علم الغيب لا يعلمه إلا الله
- سبحانه وتعالى-،
والحاصل أن الطرق الصوفية كنقشبندية,
والقادرية والشيخية وأشباهها
كلها طرق مبتدعة
لا يجوز منها إلا ما وافق الشرع المطهر,
فالواجب تجنبها وعدم الاشتراك فيها,
وألا تفعل إلا الشيء المعروف
الذي جاء به النبي- صلى الله عليه وسلم-
كذكر الله وحدك أو مع إخوانك
كل يذكر الله فيما بينه وبين نفسه،
أما أن يذكر الله ذكر جماعي على طريقة الصوفية,
أو هو هو هو,
أو الله الله الله,
أو ما أشبه ذلك
أو الإتيان بدعوات منكرة ليس لها أصل
بل فيها ما يدل على دعوى علم الغيب
أو فيها ما يدعو إلى منكر,
أو فيها ما يدل على تعظيم مخلوق
تعظيماً لا يليق إلا بالله
كل هذا لا يجوز
هذه الطرق يجب الحذر منها
ويجب تمييزها
وألا يقر منها إلا ما وافق الشرع المطهر
وما خالف ذلك ينهى عنه وينكر،
والله المستعان
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 2 ]
طائفة الصوفية المتسولة
سائل من سوريا يقول :
يوجد ناس عندنا يقولون إننا أبناء الشيخ عيسى
أو أبناء غيره من الشيوخ المعروفين عندنا،
ويأتون يسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رءوسهم من حرير،
في أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم أرضيتهم،
وإذا لم تعطهم غضبوا
وضربوا أنفسهم بهذا الحديد في بطونهم وفي رءوسهم ؟
هؤلاء من بعض الطوائف التي تسمى الصوفية.
وهؤلاء يلعبون على الناس ويخدعونهم،
بزعمهم أنهم أولاد فلان أو فلان،
ويزعمون أنهم يستحقون على الناس المساعدة،
وهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل وتأديبهم عليه من جهة الدولة،
لما في ذلك من كف شرهم عن الناس
على السؤال بهذه الطريقة المنكرة.
ولا يعطى مثل هؤلاء لأن عطاءهم يشجعهم..
وإذا ضربوا أنفسهم فلا حرج عليك من ذلك،
وإنما الحرج عليهم.
والواجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل المنكر.
وهو من التشويش والتلبيس الذي يخدعون به الناس،
وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية
بتزيين من الشيطان، وتلبيس منه،
وهو ما يسمى بالتغمير، وهو من أنواع السحر،
يفعلون هذا الشيء في رأي الناظر،
وهم لا يفعلونه في الحقيقة،
ولو فعلوه حقيقة لضرهم.
لأن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان
إذا ضرب به نفسه،
ولكنهم يسحرون العيون بما يفعلون،
كما ذكر الله عن سحرة فرعون،
حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف:
{ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ
وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }[1]،
وقال تعالى في سورة طه:
{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى *
قَالَ بَلْ أَلْقُوا
فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }[2]،
فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا مثل هؤلاء؛
لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر
وعلى التلبيس وعلى الشعوذة
وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم.
فالواجب منع هؤلاء والقضاء على منكرهم هذا،
وحسم مادتهم بالأدب البليغ،
أو السجن من جهة الدولة،
حتى يرتدعوا عن هذا العمل..
وفق الله قادة المسلمين
لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده.
==========
[1] سورة الأعراف الآية 116.
[2] سورة طه الآيتان 65 ، 66.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 3 ]
هل هناك ما يسمى تصوفاً سنياً ؟
سؤال يجيب عليه الشيخ محمد جميل في حوار جميل
سؤال في حوار:
دعنا من مناقشة هذه العقائد التي نتفق معك في أنها تتصادم بالفعل
مع عقيدة التوحيد الإسلامية
فإن أقطاب الصوفية المعاصرون
يرون أن من قال بهذه الأفكار هم قلة من أصحاب التصوف الفلسفي
من أمثال البسطامي والحلاج وابن عربي،
ويقولون إنه تصوف يكتنفه كثير من الغموض ويحتمل تأويلات شتى..
إنما الذي يعنينا الآن هو التصوف السني الذي يدعو إليه الصوفية المحققون،
والذين يؤكدون أن مقياسه الصحيح هو الكتـاب والسنة،
ومادام الأمر كذلك فلماذا يرفض التصوف؛
بل ويتهم بأنه بدعة تتناقض مع الإسلام ؟!
ويجيب د-جميل غازي بنبرة حادة:
اسمع... ليس هناك ما يسمى تصوفاً سنياً"..
إنني أحذر بشدة من هذه المحاولة للتضليل والخداع
والبحث عن مسميات يحاول بها الصوفية إضفاء الشرعية
على مذهب يتناقض في أساسه مع الكتاب والسنة…
إن هذه المحاولة من جانبهم لربط التصوف بالسنة
تذكرني بتلك المحاولة الفاشلة التي يلجأ إليها الشيوعيون
في الوقت الحالي للإيهام بأن الشيوعية تتمشى مع مبادئ الإسلام…
ويضيف متسائلاً..ثم هذه العبارة (تصوف سني)
ألا تحتوي على مغالطة فاضحة ؟..
إن كلمة (تصوف) لم ينطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولم يقلها، ولم يدع إليها
فكيف يزعم زاعم إنها (سنة!!)
ثم يذهب بعد ذلك
إلى القول بأن هناك تصوفاً سنياً ؟
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن جهة أخرى
فإن هذه العبارة توحي -بمفهوم المخالفة-
أن هناك تصوفاً بدعياً ..
فما هو هذا التصوف البدعي
حتى نميزه عن التصوف الذي يريدون منه أن يكون سنياً ؟!
إنني أدعوهم أن يقدموا لنا كشفاً دقيقاً بأنواع البدع
التي يريدون حذفها من التصوف،
ثم يقولوا لنا ماذا يتبقى منه ؟!!!
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثم يبتسم د-جميل غازي ساخراً ويقول:
" إنهم لو فعلوا ذلك
فسيكون على رأس قائمة البدع اسم التصوف نفسه،
لأنه بدعة
لم ينطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم".
من كتاب [ الصوفية ... والوجه الآخر ]
للدكتور محمد جميل غازي
*************
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
( لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار
لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق .)
رواه البيهقي في مناقب الشافعي (2 / 208)
*************
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 4 ]
إن بطشي أشد من بطش الله
بقلم
الأستاذ / نبيل هلال
"إن بطشي أشد من بطش الله"
هذا ما قاله الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي
أحد أئمة الصوفيين قاتله الله.
وإليك طرفا من معتقداتهم واسأل نفسك بعدها
هل الصوفيون زهاد أبرار وعٌبَّاد أطهار
أم زنادقة فجار ونصابون كفار.
التصوف عقيدة تختلف عن الإسلام جذرياً
ولا تمت لديننا الحنيف بصلة.
ومن يطالع كتب الصوفيين التى سجلوا فيها ديانتهم وبهتانهم
يكشف بيسر مدى ما هم عليه من ضلال وإفك مبين.
ولما كان المرء مخبوءا تحت لسانه، فذلك قولهم.
اسمع قول إبراهيم الدسوقي المدفون في دسوق:
"أنا بيدي أبواب النار أغلقتها، وبيدي جنة الفردوس فتحتها،
ومن زارني أسكنته جنة الفردوس".
ويقول: "لقد وليت القطبائية - أي أصبح قطباً -
فرأيت المشرقيْن والمغربيْن وما تحت النجوم،
وصافحت جبريل عليه السلام".
ويقول أبو الحسن الشاذلي (شيخ المرسي أبي العباس) في حزبه:
"اللهم أدرج أسمائي تحت أسمائك، وصفاتي تحت صفاتك،
وأفعالي تحت أفعالك،
وأغنني حتى تغنى بي، وأحيني حتى تحيا بي".
تعالى الله عما يصفون.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول المرسي أبو العباس المدفون فى الإسكندرية:
"لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبدَ،
لأن أوصافه من أوصافه
- أي أوصاف الله - ونعوته من نعوته".
ويقول الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي:
"طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك"،
كما يقول "بطشي أشد من بطش الله بي،
وذلك لما سمع قارئاً يقرأ
{ إن بطش ربك لشديد }.
وقال لبعض مريديه:
"لأن تراني مرة
خير لك من أن ترى ربك ألف مرة".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول الشبلي:
"ما فى الجبة إلا الله"،
يقصد أنه هو الله.
ويقول الدسوقي:
"إنني سددت أبواب جهنم السبع بفوطتي،
وفتحتها لأعدائي وأدخلتهم فيها،
وفتحت أبواب الجنة الثمانية بيدي،
وأدخلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها،
وصنج الميزان بيدي أصيِّر حسنات مريدي أثقل من سيئاته،
ومسستها بيدي فصارت سيئات المنكرين علىّ أثقل من حسناتهم
ولو كانوا مطيعين".
أي أنه سيمارس الغش والتدليس في الآخرة
وبين يدي الله تعالى يوم الحساب.
وذلك قليل من كثير مما ورد في كتبهم قاتلهم الله.
واستأذن حياء القارئ وغيرته على الدين إذ استطرد،
"كان الصوفي ابن أبى الغراقيد وهو محمد بن على الشلمغانى،
يعتقد أنه إله الآلهة،
وقال إن الله تعالى حلَّ في آدم وإبليس.
وألًّف كتابه الحاسة السادسة
صرَّح فيه برفض الشريعة وإباحة اللواط،
وزعم أنه إيلاج نور الفاضل في المفضول،
ولذا أباح أتباعٌه نساءهم له،
طمعاً فى إيلاج نوره فيهن.
وكان- قاتله الله -
يسمىِّ محمداً صلى الله عليه وسلم، وموسى عليه السلام بالخائنيْن،
زعماً منه أن هارون أرسل موسى،
وأن علياً كرم الله وجهه أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم، فخاناهما.
وحكم الفقهاء بقتله،
فصُلب في خلافة الراضي سنة 322 هجرية".
"وأن الحكمة أن يٌمتحن الناس بإباحة فروج نسائهم،
وأنه يجوز أن يجامع الإنسان من شاء
من ذوى رحمه، ورحم صديقه وابنه
بعد أن يكون على مذهبه".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول ابن عربي وهو محيي الدين محمد بن على الأندلسي
المعروف بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر وهو إمام الصوفيين،
المولود سنة 560 هـ في مرسيه - بلد المرسي أبى العباس -
يقول: "الرجل والمرأة صورتان من صور الله،
يعنى حقيقته تتجلى في صورتي رجل وامرأة
- تعالى الله علوا كبيراً
عما يصفون -
وفى حالة المواقعة
يسمى الرجل فاعلاً
والمرأة منفعلة".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول ابن الفارض المعروف عند الصوفية باسم سلطان العاشقين،
وقد ادعى الألوهية أيضاً كدأب أقطاب الصوفيين،
قال في قصيدته المطوَّلة (حوالي 800 بيت)
والمعروفة باسم التائية
والتي يخاطب فيها الله تعالى بضمير المؤنث،
قال:
"إن لٌبْنَى وبثينة وعزَّة وليلى - عاشقات شهيرات -
ما هن إلا الذات الإلهية تعينت في صورة الغواني العاشقات،
وأن قيساً وجميلاً وكثيرِّ وعامرا، عشاق أولئك النسوة،
ما هم إلا الذات الإلهية تعينت في صورة هؤلاء العشاق.
فمن خصائص الإله الصوفي أنه يتجلى في صورة رجل عاشق،
وفي صورة امرأة عاشقة، وأنه حين يعشق فإنما يعشق نفسه،
فهو العاشق والمعشوق والعشق..
وبهذا لقبوه - أي ابن الفارض - بسلطان العاشقين".
وللصوفيين غير ذلك من سخيف الأقوال ما يستنطق الأفواه بذمهم.
تلك كانت بعض كفرياتهم وأباطيلهم التي ادعوا فيها الألوهية
واجترءوا بها على الله جل جلاله.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
كما لم يفتهم الاجتراء
على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والافتراء عليه.
يقول ابن عجيبة في شرحه لحكم ابن عطاء الله السكندري،
يقول:
"وأما واضع هذا العلم - أي التصوف - فهو النبي صلى الله عليه وسلم،
علّمه الله له بالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة،
فلما تقررت نزل ثانياً بالحقيقة، فخص بها بعضاً دون بعض"،
وهذا اتهام صريح للرسول صلى الله عليه وسلم
بأنه لم يبلغ بعض ما أٌنزل إليه،
وبأنه هوى مع الهوى فخص به بعضاً.
وما أفدح بهتانهم أن التصوف مما أوحى به للنبي.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
كذلك اجترءوا على القرآن الكريم،
فيقول التلمساني أحد أقطاب الصوفية:
"القرآن كله شرك،
والتوحيد في كلامنا"،
أي في كلام الصوفيين.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن يتأمل أقوال المتصوفين يرى أنهم
مرضى نفسيون وعقليون.
قال أبو يزيد البسطامى، وهو من أقطابهم،:
"وما النار؟ والله لئن رأيتها لأطفئنها بطرف مرقعتي".
ويقول في موضع آخر:
"سبحاني سبحاني، أنا ربي الأعلى".
وسئل عن اللوح المحفوظ، فقال:
"أنا اللوح المحفوظ".
ويقول:
"إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدونِ".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقال الشبلي:
"إن لله عباداً لو بزقوا على جهنم لأطفأوها".
وليس أدل على أنهم كفرة عُتَهَاء من قولهم:
"إن رتبة الكمال لا تحصل إلا لمن رأى أهله - زوجته - مع أجنبي
أي يضاجعها - فلم يقشعر جلده،
فإن اقشعر جلده فهو ملتفت إلى حظ نفسه
ولم يكمل إيمانه بعد".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
إن التصوف خلط من بقايا الديانات القديمة،
واندماج نفايات الوثنيات الغابرة،
والفلسفات القديمة وعلى رأسها مذهب الغنوصية،
وهى كلمة يونانية معناها (المعرفة)،
ويُقصد بها التوصل إلى المعارف لا بالدرس والتعلم
وإنما بما يُلقى في الروع والقلب وحيا وكشفاً
وليس عن طريق الاستدلال والبرهان العقلي.
وفضل المعرفة وكشف الحقائق وحياً،
ادَّعاه كل السحرة والكهان على مر الأزمان،
وأسبغوا على أنفسهم قدرات وهمية
سوَّغت لهم الهيمنة على القبيلة والعوام،
وجنْوا من وراء ذلك الهبات والنذور والأموال الطائلة،
فغاية الغايات هي الارتزاق باسم الدين،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد أثَّرت الغنوصية في اليهودية
وسيطرت على فيلسوفها الكبير "فيلون"،
وقد عرف المسلمون الغنوصية اليهودية،
ونرى كثيراً من أفكار فيلون منبثة في كتب كبار الصوفية الإسلاميين.
ومحيى الدين بن عربي - الشيخ الأكبر -
إنما هو صورة أخرى من "فيلون ".
وابن عربي هذا
هو كبيرهم الذي علمهم الإفك،
فادعى زورا وبهتانا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في منامه،
ودله على كتاب (فصوص الحكم)،
وهو كتابهم المملوء بالكذب والشرك، وأمره بتبليغه للناس.
وكأن الله تعالى قد توفّى رسوله الكريم
قبل أن يستكمل إبلاغ رسالة الإسلام،
وهو القائل:
{اليوم أكملت لكم دينكم،
وأتممت عليكم نعمتي،
ورضيت لكم الإسلام ديناً }.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وتتشابه الصوفية مع مذهب الكلبيين
الذين يقولون باحتقار العلم والمعرفة والأخلاق،
وقد زاد أنصار هذا المذهب نتيجة للقلق والفوضى
والحروب والمجاعات التى أرهقت الناس.
ومن الشرق الهيلينستى انتقل هذا المذهب إلى روما وإيطاليا
كرد فعل للحروب الكثيرة التى خاضتها الجمهورية الرومانية،
وزاد اتباع هذا المذهب منذ عهد الأسرة اليوليوكلاودية
كرد فعل لتسلطها وجبروتها،
وكانوا يتجولون في ثياب رثة
مطلقين لحاهم وشعورهم ويسيرون حفاة
يتسولون،
وانضم إليهم المنجمون والسحرة والمشعوذون،
وأصدر الإمبراطور فسباسيانوس سنة 71 م
أمراً بطردهم من البلاد،
الأمر الذى لم يجرؤ عليه خليفة مسلم مع المتصوفين.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ويقول الصوفيون بالحلول،
أي أن الله حالٌّ في كل شئ،
تعالى الله
عما يقولون علواً كبيراً.
ومنهم من يقول بالاتحاد،
أي اندماج الخالق بالمخلوق ويصيران شيئاً واحداً.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
كان أبو حمزة - أحد أقطابهم - حلولياً،
وذلك "أنه كان إذا سمع صوتاً مثل هبوب الريح
وخرير الماء وصياح الطيور،
كان يصيح بقوله: لبيك، فرموه بالحلول".
وكان الحلاج قد ادعى النبوة ثم الألوهية،
إذ كتب كتاباً عنوانه: من الرحمن الرحيم إلى فلان،
ولما سئل في ذلك أجاب:
وهل الكاتب إلا الله تعالى،
واليد فيه آلة،
وكان يسمى نفسه الحق،
وأباح الحج إلى غير مكة،
والإفطار في شهر رمضان،
وأعفى من العبادة من زار قبور الشهداء بمقابر قريش
وأقام بها عشرة أيام يقضيها في الصلاة.
ولم تقف دعوة الحلاج عند التأثير على العامة،
بل شملت كثيراً من رجال البلاط والكتاب وبعض كبار الهاشميين.
وقتل الحلاج
في 309 هجرية
بسبب ادعاء الألوهية.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ووحدة الوجود التي قال بها محيى الدين ابن عربي،
أي نفي الثنائية بين الله والكون،
إنما هي فكرة تشبه كثيراً المفهوم الذهني الهندوسي عن الكون
الذي يعتبرونه مجرد وهم وسراب.
وبالفعل تم المزج بين الإسلام والهندوسية
في عهد جلال الدين محمد الأكبر (1556 - 1605)
وهو حفيد مؤسس الأسرة الحاكمة المغولية في الهند،
وقد شجع مشايخ الصوفية وخصوصاً الطريقة "الشستية"،
ولم يلبث أن أعلن عن عقيدة جديدة خاصة به سماها "دين الله"،
وهى نتاج مزج بين الإسلام والديانات الأخرى،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وكان عماد هذه الملة الجديدة الكثير من مبادئ الصوفية
والتحلل من الإسلام الحنيف،
لذا يمكن القول إن فكرة وحدة الوجود
هي التي فتحت الباب
أمام تدفقات الهندوسية إلى داخل الدين الإسلامي.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولم يقل لنا أحد،
مادام المتصوفون والهُبَّل والأولياء
لهم هذه القدرات الهائلة وهم موصولون بالله والسماء
ومطَّلعون على اللوح المحفوظ،
فأين كانوا فى مواطن مذلة المسلمين
ومواقع هزائمهم - وما أكثرها -
أين كان الدراويش
عندما سحق التتار جيوش المسلمين فى بغداد
وغيرها من المواقع ؟
أين كان هؤلاء المغاوير الأطهار أصحاب الرؤى الصادقة
والقلوب الخاشعة والأرواح الكاشفة.
أم أنهم تقاعسوا، مع المقدرة،
وهذا أدهى وأمر،
ولمَّا كانت علينا دروع الدراويش والأولياء
لماذا أصابنا نبل العدو في مقتل ؟
وتشكل سلوكنا وفقاً لهذه الأوهام.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أنظر كيف تصدى العوام والمجاذيب
لفرسان نابليون في القاهرة،
نزلوا من القلعة وهم يحملون النبابيت
وتقدَّمهم البُله والمجاذيب ومعهم سلاحهم البتار...
قطعة قماش سموها البيرق النبوي
وظنوا أنها الراية التي كان يحملها
جنود جيش النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته.
فدكَّتهم مدافع الفرنسيين دكَّا دكَّا،
ولم يُجدِهم فتيلا
شيوخهم ذوو العمائم الضخمة
الذين يمشون على الماء ويطيرون في الهواء،
ولم يغثهم أقطابهم المدفونون في الأضرحة
يطلبون منهم البركات والمغفرة.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولا يغرنك ذيوع ظاهرة التصوف في تاريخنا،.
فشواهد التاريخ، والتاريخ هو المعلم الذي يصدقنا القول،
تؤكد لنا أن السيادة والفوز والظهور لا تكون دائماً للحق،
وإنما له جولات، وللباطل مثلها، أو تزيد.
وإذا كان الناس قد انخرطوا في سلك المتصوفين
لا لشيء غير أن الغير يفعلون ذلك،
فالأمر إذن هو التقليد المحض،
وكان خليق بهم ألَّا يقلدوا،
فالتقليد من شيم القرود.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً على قبول ظاهرة التصوف،
والتسليم بأضاليلها واستبعاد مناقشتها وتمحيصها بالتجربة،
"والبون شاسع بين افتراض الصواب في رأى من الآراء
لأن الدليل لم يقم على خطئه وفساده مع تعريضه للمناقشة والانتقاد،
وبين افتراض الصواب فيه،
لا لغرض سوى صيانته من التفنيد وحمايته من الإدحاض".
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
والتصوف ليس إسلاماً
وإنما عقيدة جديدة جاءت بعد الإسلام بقرنين،
والمشرِّع فيها هو الشيخ الصوفي الذي يشرِّع لأتباعه
حسب ما يمليه عليه هواه وشيطانه.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولما كان البون شاسعاً
بين إفك الشيخ وشِرعة الله تعالى،
ولابد أن يكون البون شاسعاً،
فقد لجأ شيوخهم إلى "الشطحات "
وهي محاولات لتأويل إفكهم
على نحو يبدو معه موافقاً للإسلام الصحيح.
ومثلما يلجأون إلى التأويل،
يقولون أيضاً بالتقَوُّل
وهو أن ينسبوا ما يتعذر عليهم تأويله من أكاذيبهم
إلى دس أعدائهم
ولهم في التأويل خلط وخبط
كلما أرادوا الاقتراب مما يوافق العقل، ازدادوا بعداً.
وقد درجوا على انتقاد ومهاجمة معاصريهم من الصوفيين
والإشادة بشيوخهم السابقين
من باب التقية والنفاق وذر الرماد في العيون.
المصدر: صيد الفوائد
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 5 ]
يقول ابن عقيل الحنبلي رحمه الله تعالى :
"ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين،
فهؤلاء المتكلمون يفسدون عقائد الناس بتوهمات شبهات العقول،
وهؤلاء المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان.
فالذي يقول:حدثني قلبي عن ربي
فقد استغنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد خبرت طريقة الفريقين
فغاية هؤلاء المتكلمين الشك،
وغاية هؤلاء المتصوفة الشطح"
تلبيس إبليس 375.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 6 ]
الطريقة السمانية الصوفية
وضم الذكر بضرب الدف وغيره
عندنا في السودان شيخ له أتباع كثيرون يتفانون في خدمته وطاعته
والسفر إليه معتقدين أنه من أولياء الله
فيأخذون منه الطريقة السمانية الصوفية،
وتوجد عنده قبة كبيرة لوالده يتبرك بها هؤلاء الأتباع
ويضعون فيها ما تجود به أنفسهم من النذور،
ويضمون الذكر بضرب الدفوف والطبول والأشعار،
وفي هذا العام أمرهم شيخهم بزيارة قبر شيخ آخر
فسافروا رجالا ونساء في مائة سيارة فكيف توجهونهم ؟
هذا منكر عظيم وشر كبير
فإن السفر إلى زيارة القبور منكر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:
المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى )،
ثم إن التقرب لأصحاب القبور بالنذور
أو الذبائح أو الصلوات
أو بالدعاء والاستغاثة بهم
كله شرك بالله عز وجل،
فلا يجوز لمسلم أن يدعو صاحب قبر
ولو كان عظيما كالرسل عليهم الصلاة والسلام،
ولا يجوز أن يستغاث بهم
كما لا يجوز أن يستغاث
بالأصنام ولا بالأشجار ولا بالكواكب.
أما لعبهم بالدفوف والطبول وتقربهم بذلك إلى الله سبحانه
فهو من البدع المنكرة،
وكثير من الصوفية يتعبدون بذلك،
فكله منكر وبدعة وليس مما شرعه الله،
وإنما يشرع الدف للنساء في العرس خاصة
إظهارا للنكاح
وليعلم أنه نكاح وليس بسفاح.
كذلك من البدع ووسائل الشرك
البناء على القبور واتخاذها مساجد؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور
والبناء عليها والقعود عليها،
كما روى الإمام مسلم في الصحيح
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر
وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه)).
وقال عليه الصلاة والسلام:
((لعن الله اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))،
فيجب أن تكون القبور ضاحية مكشوفة ليس عليها بناء،
ولا يجوز التبرك بها ولا التمسح بها،
كما لا يجوز دعاء أهلها والاستغاثة بهم
ولا النذر لهم ولا الذبح لهم،
فكل هذا من عمل الجاهلية،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
فالواجب على أهل الإسلام الحذر من ذلك،
والواجب على أهل العلم أن ينصحوا هذا الشيخ،
وأن يعلموه أن هذا العمل عمل باطل ومنكر،
وأن ترغيبه للناس في الاستغاثة بالأموات
ودعوتهم من دون الله
أن هذا من الشرك الأكبر
والعياذ بالله،
ويجب على المسلمين أن لا يقلدوه
ولا يتبعوه ولا يغتروا به،
فالعبادة حق الله وحده
وهو الذي يُدعى ويُرجى
قال الله تعالى:
{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }[1]،
وقال سبحانه:
{ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ
فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }[2]،
فسماهم كفرة بدعوتهم غير الله من الجن والملائكة
وأصحاب القبور والكواكب أو الأصنام،
كل هؤلاء دعوتهم مع الله شرك أكبر
يقول الله تعالى:
{ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَنْفَعُكَ
وَلا يَضُرُّكَ
فَإِنْ فَعَلْتَ
فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ }[3]
يعني المشركين،
وعلى جميع من يستطيع إنكار هذا المنكر
أن يساهم في ذلك،
وعلى الدولة إن كانت مسلمة أن تمنع ذلك
وأن تعلم الناس ما شرع الله لهم وأوجبه عليهم
من أمر الدين حتى يزول هذا الشرك وهذا المنكر.
نسأل الله الهداية للجميع.
================
[1] سورة الجن الآية 18.
[2]سورة المؤمنون الآية 117.
[3]سورة يونس الآية 106.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة
الجزء السادس
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 7 ]
في حق الله تعالى، هل يصح العشق؟
السؤال:
أيهما أصح: كلمة "أُحِبُّ الله" أم "أعْشَقُ الله"؟
لقد قرأت في كتاب لابن الجوزي:
"تلبيس إبليس" بعدم جواز كلمة عشق الله،
ما التصوف وما الطرق الصوفية؟
جزاك الله خيراً.
الإجابة:
الحمد لله،
من مقامات الإيمان القلبية والأحوال الإيمانية
حب الله سبحانه وتعالى،
وقد مدح الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنه يحبهم ويحبونه،
فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
[المائدة: من الآية54]،
وقال تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
[آل عمران: من الآية31]،
هذا هو الذي ورد في القرآن والسنة، لفظ المحبة
وكذلك العبادة التي أمر الله بها جميع الناس
حقيقتها كمال الذل والتعظيم، وكمال الحب،
فأكمل الناس عبودية لله أكملهم محبة له،
وأما لفظ العشق فلم يرد في القرآن ولا في الحديث،
وإنما يطلقه الجهلة بالله من الفلاسفة والصوفية
فإن من عبارات الفلاسفة عن الله:
"عشق وعاشق ومعشوق"،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن عبارات الصوفية
أن يقول أحدهم: "إنه عاشق لله".
وهذا لفظ مبتدَع لا يجوز التعبير به عن محبة الله،
أولاً: أنه لم يرد في شيء من النصوص،
والثاني: أنه يدل على الحب المفرط الذي دافعه الشهوة،
إذاً العشق إنما يليق ويعبر به عن الحب
الذي يكون بين بعض الناس وبعض،
وأكثر ما يستعمل في الحب
الذي بين الرجل والمرأة.
إذاً فلا يجوز استعمال هذا اللفظ في حب العبد لربه،
ولا في حب الرب لعبده،
بل نقول: إن الله يُحَب ويُحِب،
كما قال سبحانه وتعالى:
{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وأما الصوفية
فهم طوائف
أكثر اهتمامهم بالعبادة والأذكار وتصفية الباطن،
وهذا ينطبق على قدمائهم،
وأما المتأخرون فهم يتشبهون بالأوائل،
وهم منحرفون عن طريقهم
وضلال الصوفية وجهالهم أهل بدع كثيرة
أخفها الأذكار البدعية في ألفاظها وفي كيفية أدائها
وما يقترن بذلك من الأعمال المنكرة كالرقص والغناء،
وأقبح الاعتقادات الصوفية اعتقاد وحدة الوجود
وهو أن وجود الرب عين وجود كل موجود،
فعند هؤلاء الملاحدة الكفار
أن هذا الوجود المشاهد وغير المشاهد هو الله نفسه
فلا فرق عندهم بين الخالق والمخلوق، والعبد والرب،
وهؤلاء عند أهل العلم أكفر من اليهود والنصارى،
نعوذ بالله من الخذلان.
والله أعلم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 8 ]
هل يملك التصرف في الكون أحد من الصالحين؟
السؤال : قال لنا أحد الناس :
إن من عباد الله الصالحين من تفنى هذه الدنيا بكلمة واحدة منه .
فهل يجوز هذا القول ؟
الجواب :
الحمد لله
"هذا باطل ؛
التصرف في الكون لله وحده ،
والعبد لا يملك شيئاً في ذلك ، ولو كان أصلح الصالحين ،
ولو كان من الرسل ، لا يملك التصرف في الكون
ولا إغناء الناس ولا إفقارهم ،
بل هذا بيد الله سبحانه وتعالى ؛
وهو الذي يغني ويفقر جل وعلا ،
وهو المتصرف في الأمور سبحانه ،
وهو مدبر الأمر جل وعلا ،
وهو الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى :
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
يس/82 ،
سبحانه وتعالى .
أما العباد وإن كانوا أصلح الناس
فليس لهم التصرف في الكون ، ولا يملكون تدبير الكون .
نعم ، قد يتدارك المؤمن دعوة مباركة فتستجاب له ،
فيدعو لأخيه أن يشفيه الله فيُشفى ،
وقد يدعو له بالمغفرة فيغفر له ،
هذا من فضل الله سبحانه وتعالى
أنه قد يجيب دعوة المؤمن والمؤمنة لأخيهما ،
لكن ليس لأحد من الصالحين أو غيرهم
التصرف في الكون أو تدبير الكون ،
هذا لله وحده سبحانه وتعالى ،
وما قد يقع لبعض الصوفية أو لغيرهم
من اعتقاد هذا في بعض مشايخهم
وأنهم يقولون للشيء : كن فيكون ،
وأنهم يديرون الأمور فهذا كله غلو ،
كله إطراء زائد ، وكله كفر وضلال ،
فلا يجوز هذا ،
بل هذا من الكفر بالله سبحانه وتعالى"
انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/314) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 9 ]
س / في الطرق الصوفية يوجد طريقة تسمى :
سياريا (syari'a) ، طريقة ، حقيقة ، معرفة ،
هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه هذه الطرق
وبنفس ما تعنيه هذه الطرق لدى الصوفية ؟.
ج /
الحمد لله لا بد أن نعلم أن النسبة إلى الصوفية
هي إلى لبس الصوف لا إلى شيء آخر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
واسم الصوفية هو نسبة إلى لباس الصوف هذا هو الصحيح ،
وقد قيل إنه نسبة إلى صفوة الفقهاء ،
وقيل إلى صوفة بن أد بن طانجة قبيلة من العرب
كانوا يعرفون بالنسك ،
وقيل إلى أهل الصُّفة ، وقيل إلى الصفا ،
وقيل إلى الصفوة ، وقيل إلى الصف المقدم بين يدي الله ؛
وهذه الأقوال : ضعيفة
فإنه لو كان كذلك لقيل صفي أو صفائي أو صفوي أو صفي
ولم يقل صوفي .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 195 ) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولم يظهر التصوف إلا بعد القرون الثلاثة
التي أثنى علها الرسول صلى الله عليه وسلم
بقوله :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم …." -
رواه البخاري ( 2652 ) ، ومسلم ( 2533 )
من حديث ابن مسعود - .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وأما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهوراً في القرون الثلاثة
وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 5 ) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وهذه الطريقة ومثيلاتها من الطرق المبتدعة
المخالفة للكتاب والسنَّة ولما كان عليه خير القرون ،
فقد اخترع كل شيخٍ لهذه الطرق ورداً وحزباً
وطريقة في العبادة يُميِّز بها نفسه عن غيره ،
مخالفاً للشرع ،
ومفرّقاً للصف .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد امتن الله على الأمَّة بأن أكمل لها دينها
وأتمَّ عليه نعمته ،
فكل من جاء بعبادة وطريقة لم يأتِ بها الشرع
فهو مكذب بما قاله الله تعالى
متهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالخيانة .
وقد يكون مع ابتداعهم هذا كذبٌ أيضاً
بأن زعم زاعمهم أنهم تلقوا طريقتهم هذه
من النبي صلى الله عليه وسلم
أو أنهم على طريق وهدي الخلفاء الراشدين .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد سُئل علماء اللجنة الدائمة :
هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل :
الطريقة الشاذلية ، والطريقة الخلوتية ، وغيرهما من الطرق ،
وإذا وجدت هذه الطرق فما هو الدليل على ذلك ؟
وما معنى قول الحق تبارك وتعالى
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
الأنعام / 153 ،
وما معنى قوله أيضاً :
{ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ
وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
النحل / 9 ،
ما هي السبل المتفرقة ،
وما هو سبيل الله ،
ثم ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه
الذي رواه عنه ابن مسعود أنه خط خطّاً ثم قال :
" هذا سبيل الرشد "
ثم خطَّ عن يمينه وعن شماله خطوطاً ثم قال :
" هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ؟
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
فأجابوا :
لا يوجد في الإسلام شيء من الطرق المذكورة ،
ولا من أشباههما ،
والموجود في الإسلام هو ما دلت عليه الآيتان
والحديث الذي ذكرتَ
وما دلَّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فِرقة ،
وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فِرقة ،
وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فِرقة ،
كلها في النار إلا واحدة " ،
قيل : من هي يا رسول الله ؟
قال : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " ،
وقوله عليه الصلاة والسلام :
" لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ،
لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم
حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " ،
والحق هو اتباع القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة الصحيحة الصريحة ،
وهذا هو سبيل الله ، وهو الصراط المستقيم ،
وهو قصد السبيل ،
وهو الخط المستقيم المذكور في حديث ابن مسعود ،
وهو الذي درج عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
ورضي الله عنهم وعن أتباعهم من سلف الأمَّة
ومن سار على نهجهم ،
وما سوى ذلك من الطرق والفِرق
هي السبل المذكورة في قوله سبحانه وتعالى :
{ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }
الأنعام / 153 .
" فتاوى اللجنة الدائمة "
( 2 / 283 ، 284 ) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 10 ]
هل يجوز قراءة "ورد التيجانية" والتعبد به أم لا؟
اللجنة الدائمة
السؤال: هل يجوز قراءة "ورد التيجانية" والتعبد به أم لا؟
الإجابة:
الطريقة التيجانية طريقة منكرة
لا تتفق مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته،
بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها
من ملة الإسلام
والعياذ بالله،
وأورادها فيها بدع فلا يجوز التعبد بها؛
لأن الأذكار من العبادات
والعبادات توقيفية يرجع فيها إلى كتاب الله
وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعليك بتلاوة القرآن الكريم
وما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الذكر والدعاء في دواوين السنة،
والكتب التي استخلصت منها
مثل[رياض الصالحين] للنووي،
و[الكلم الطيب] لابن تيمية،
و[الوابل الصيب]لابن القيم،
و[الأذكار] للنووي
وغيرها من كتب الحديث المعتمدة.
وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 11 ]
الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي
سمعت وقرأت عن ما يسمى بالأبدال والأقطاب وغيرهم ،
هل هم فعلا موجودون بيننا ؟
وهل حديث ( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم الأبدال )
صحيح أم لا ؟.
الحمد لله
أولا :
الولاية عند أهل السنة
هي التي عرَّفها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ،
حيث قال تعالى :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ،
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ،
لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
يونس/62-64
فأعلنت الآية أن ولي الله هو المؤمن التقي ،
الذي يحب الله وينصره ، ويسير في مرضاته ،
ويحفظ حدوده ، ويقيم شريعته ودينه ،
وهو عبد من عباد الله ، لا يخرج عن قهره وسلطانه ،
بل لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ،
ولا يعلم ما قدر الله له ،
فهذا هو ولي الله عند أهل السنة .
وطريق الولاية للعبد هو أن يقوم بأداء الفرائض ،
ثم يتدرج في أداء النوافل حتى يحبه الله تعالى ،
فإذا أحبه كان وليا حقا له جل وعلا ،
وقد جاء في الحديث الصحيح :
( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَقَالَ :
إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ .
قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبرِيلُ .
ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ :
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ .
فَيُحِبُّهُ أَهلُ السَّمَاءِ ،
قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القبُولُ فِي الأَرضِ )
رواه مسلم (2637)
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثانيا :
أما الولاية في عرف التصوف البدعي
فلها معنى آخر يختلف عما عند أهل السنة ،
فولي الله عندهم من اختاره الله ،
ولو لم يكن فيه من مواصفات الصلاح والتقوى
ما يؤهله لحب الله له ،
إذ الولاية عندهم نوع من الوهب الإلهي دون سبب ،
وبغير حكمة ،
لذلك كانوا يعتقدون
في بعض الظلمة والفسقة والمجانين وأهل الفجور
أنهم من الأولياء
بمجرد أن يظهر على أيديهم من خوارق العادات ،
مثل :
ضرب الجسم بالسكاكين ،
واللعب بالحيات والنار
وأمثال ذلك ،
حتى عَدُّوا في أوليائهم من يشرب الخمر ويزني ،
ويقولون :
الولي الصادق لا تضره معصية أبدا .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ولم يكتفوا بهذا في تعريف الولاية ،
بل يقررون أن الولي يتصرف في الأكوان ،
ويقول للشيء كن فيكون ،
وكل ولي عندهم قد وكَّله الله بتصريف جانب من جوانب الخلق ،
فأربعة أولياء يمسكون العالم من جوانبه الأربعة ،
ويسمون الأوتاد ،
وسبعة أولياء آخرون كل منهم في قارة من قارات الأرض السبع ،
ويسمون الأبدال
( لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله ) ،
وعدد آخر من الأولياء في كل إقليم ،
في مصر ثلاثون أو أربعون ، وفي الشام كذلك ، والعراق وهكذا ،
وكل واحد منهم قد أوكل إليه التصريف في شيء ما ،
وفوقهم جميعا ولي واحد يسمى القطب الأكبر أو الغوث ،
وهو الذي يدبر شأن الملك كله ،
وهكذا أسسوا لهم دولة في الباطن
تحكم وتنفذ وتتحكم في شؤون الناس
على منوال الدولة السياسية ،
وهذه الدولة يترأسها القطب أو الغوث ،
يليه الإمامان ( وهما الوزيران ) ،
ثم الأوتاد الأربعة ، ثم الأبدال السبعة .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
هذه هي الولاية الصوفية ،
وهي لا تمت من قريب أو بعيد
للولاية الإسلامية القرآنية ،
فالولي في الإسلام عبد هداه الله ووفقه
وسار في مرضاة ربه حسب شريعته ،
وهو يخشى على نفسه من النفاق وسوء العاقبة ،
ولا يعلم هل يقبل الله عمله أو لا ،
وأما الولي الصوفي
فقد أعطوه من خصائص الربوبية
ما يتصرف به في جانب من جوانب الكون ،
ولا يلتزم بما شاء من شريعة الله ،
ويدخل الملائكة تحت مشيئته .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وأصل فكرة الولاية الصوفية
مأخوذة من الفلسفة الإغريقية القديمة
التي تقوم على فكرة تعدد الآلهة ،
وكان أول من وضع فكرة الولاية الصوفية
في أواخر القرن الثالث الهجري
هو محمد بن علي بن الحسن الترمذي ،
الذي يسمونه ( الحكيم ) -
وهو غير الإمام صاحب السنن المشهورة بسنن الترمذي -
ثم بعد ذلك اشتهرت أقوالهم ،
وأصبحت كتب أئمتهم مليئة بهذه الأفكار والمصطلحات ،
ولو ذهبنا ننقل أقوالهم وأباطيلهم لطال بنا المقام ،
وحتى لا يظن أحد أننا نتجنى عليهم ،
فهذه أسماء بعض مراجعهم ،
وستجد أن ما ذكرناه أقل بكثير من شناعة أفكارهم ،
انظر "الفتوحات المكية" لابن عربي (2/537،455) ،
كتاب "اليواقيت والجواهر" لعبد الوهاب الشعراني (2/79) ،
"المعجم الصوفي" لسعاد الحكيم (189-191، 909-913) ،
وانظر من مراجع أهل السنة
"الفكر الصوفي" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
(343-383)
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثالثا :
الحديث الذي ذكره السائل الكريم حديث ضعيف ،
لا يصح بوجه من الوجوه ،
ولم يرد من طريق صحيحة ذكر شيء من مراتب الولاية عند الصوفية .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في "المنار المنيف" (136) :
" أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد
كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأقرب ما فيها
( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم البدلاء ،
كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر )
ذكره أحمد ، ولا يصح أيضا ، فإنه منقطع " انتهى .
( وانظر تفصيل الأحاديث المروية في ذلك وبيان نكارتها
في "المقالات القصار" لأبي محمد الألفي (69-81) )
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
عن الحديث المروى فى الأبدال ، هل هو صحيح أم مقطوع ،
وهل الأبدال مخصوصون بالشام
أم حيث تكون شعائر الاسلام قائمة بالكتاب والسنة
يكون بها الأبدال ،
بالشام وغيره من الأقاليم ،
وهل صحيح أن الولى يكون قاعدا فى جماعة ويغيب جسده ،
وما قول السادة العلماء فى هذه الأسماء
التى تسمى بها أقوام من المنسوبين إلى الدين والفضيلة ،
ويقولون هذا غوث الأغواث ، وهذا قطب الأقطاب ،
وهذا قطب العالم ،
وهذا القطب الكبير ، وهذا خاتم الأولياء ؟
فأجاب رحمه الله :
" أما الاسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة ،
مثل الغوث الذي بمكة ،
والأوتاد الأربعة ، والأقطاب السبعة ،
والأبدال الأربعين ، والنجباء الثلاثمائة ،
فهذه أسماء ليست موجودة فى كتاب الله تعالى ،
ولا هي أيضا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح
ولا ضعيف يحمل عليه ،
إلا لفظ الأبدال ،
فقد روي فيهم حديث شامى منقطع الإسناد
عن على بن أبى طالب رضي الله عنه
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
( إن فيهم - يعني أهل الشام - الأبدال الأربعين رجلا ،
كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ) ،
ولا توجد هذه الأسماء فى كلام السلف كما هي على هذا الترتيب ،
ولا هي مأثورة على هذا الترتيب والمعاني
عن المشائخ المقبولين عند الأمة قبولا عاما ،
وإنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المشائخ ،
وقد قالها إما آثرا لها عن غيره ، أو ذاكرا ،
فأما لفظ الغوث والغياث
فلا يستحقه إلا الله،
فهو غياث المستغيثين ،
فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره ،
ولا بملك مقرب ،
ولا نبى مرسل ،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم
التي يطلبون بها كشف الضر عنهم ونزول الرحمة
إلى الثلاثمائة ، والثلاثمائة إلى السبعين ،
والسبعون إلى الأربعين ، والأربعون إلى السبعة ،
والسبعة إلى الأربعة ، والأربعة إلى الغوث ،
فهو كاذب ضال مشرك ،
فقد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله :
( وإذا مسكم الضر فى البحر
ضلَّ من تدعون إلا إياه )
وقال سبحانه وتعالى :
( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه )
فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحُجَّاب
وهو القائل تعالى :
( وإذا سألك عبادي عني
فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون ) ،
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد علم المسلمون كلهم
أنه لم يكن عامة المسلمين ولا مشايخهم المعروفون
يرفعون إلى الله حوائجهم ،
لا ظاهرا ولا باطنا ، بهذه الوسائط والحجاب ،
فتعالى الله عن تشبيهه بالمخلوقين من الملوك
وسائر ما يقوله الظالمون علوا كبيرا ،
وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه لا بد فى كل زمان من إمام معصوم
يكون حجة الله على المكلفين ، لا يتم الإيمان إلا به ،
بل هذا الترتيب والأعداد تشبه من بعض الوجوه ترتيب الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم
فى السابق والتالي والناطق والأساس والجسد
وغير ذلك من الترتيب الذى ما نزل الله به من سلطان .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وأما الأوتاد
فقد يوجد فى كلام البعض أنه يقول :
فلان من الأوتاد ،
يعني بذلك أن الله تعالى يثبت به الإيمان والدين فى قلوب من يهديهم الله به ،
كما يثبت الأرض بأوتادها ،
وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء ،
فكل من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس
كان بمنزلة الأوتاد العظيمة والجبال الكبيرة ،
ومن كان بدونه كان بحسبه ،
وليس ذلك محصورا فى أربعة ولا أقل ولا أكثر ،
بل جعل هؤلاء أربعة مضاهاة بقول المنجمين فى أوتاد الأرض .
واما القطب فيوجد أيضا فى كلامهم :
( فلان من الأقطاب ) ، أو ( فلان قطب )
فكل من دار عليه أمر من أمور الدين أو الدنيا باطنا أو ظاهرا
فهو قطب ذلك الأمر ومداره ،
ولا اختصاص لهذا المعنى بسبعة ولا أقل ولا أكثر ،
لكن الممدوح من ذلك من كان مدارا لصلاح الدنيا والدين ،
دون مجرد صلاح الدنيا ، فهذا هو القطب فى عرفهم .
وكذلك لفظ البدل ، جاء فى كلام كثير منهم .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
فأما الحديث المرفوع
فالأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،
فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام ،
وكانت الشام والعراق دار كفر ،
ثم لما كان فى خلافة علي رضي الله عنه ،
قد ثبت عنه عليه السلام أنه قال :
( تمرق مارقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) ،
فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام ،
ومعلوم أن الذين كانوا مع علي رضي الله عنه من الصحابة ،
مثل : عمار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ونحوهما ،
كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية ،
فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم ،
الذين هم أفضل الخلق ، كانوا في أهل الشام ، هذا باطل قطعا ،
وإن كان قد ورد فى الشام وأهله فضائل معروفة ،
فقد جعل الله لكل شىء قدرا ،
والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
والذين تكلموا باسم ( البدل ) فسروه بمعان ، منها :
أنهم أبدال الأنبياء ،
ومنها : أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ،
ومنها : أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات ،
وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ، ولا بأقل ولا بأكثر ،
ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض "
انتهى باختصار من مجموع فتاوى ابن تيمية
(11/433-444)
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
رابعا :
جاء في كلام بعض السلف ،
وبعض أهل العلم المتأخرين إطلاق لفظ :
( فلان من الأبدال ) ،
ومن ذلك ما جاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/127)
في ترجمة فروة بن مجالد :
" وكانوا لا يشكّون في أنه من الأبدال " انتهى ،
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" للدارقطني (6/29) :
" إن كان من الأبدال في العراق أحد ،
فأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ " انتهى .
ولا يعنون به ما يريده المتصوفة
في اصطلاحهم الباطني البدعي ،
وإنما يريدون المعنى اللغوي ،
فمن قيل فيه ذلك من أهل العلم فهو من ورثة الأنبياء
بما معه من العلم الشرعي ،
فكأنه بدل عنهم في تبليغ الوحي وتعليمه الناس .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/97) :
" وأما أهل العلم فكانوا يقولون هم الأبدال ؛ لأنهم أبدال الأنبياء ،
وقائمون مقامهم حقيقة ،
ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ،
كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه ،
هذا في العلم والمقال ، وهذا في العبادة والحال ،
وهذا في الأمرين جميعا ،
وكانوا يقولون هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ،
الظاهرون على الحق ،
لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم
وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله
وكفى بالله شهيدا "
انتهى .
وانظر سؤال رقم (10527)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 12 ]
كتاب إحياء علوم الدين
هل تنصحوننا بقراءة كتاب إحياء علوم الدين
للشيخ أبي حامد الغزالي ؟.
الحمد لله
فقد سُئل شيخ الإسلام عن هذا الكتاب فأجاب بقوله :
" أما كتاب ( قوت القلوب ) ،
وكتاب(الإحياء) تبـعٌ له فيما يذكره من أعمال القلوب
مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك ،
وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب
من الصوفية وغيرهم من أبى حامد الغزلي ،
وكلامه أَسَدُّ ، وأجود تحقيقاً وأبعد عن البدعة ،
مع أنَّ في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة ،
وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات
مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك
فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية ،
ومنه ما هو مقبول ، ومنه ما هو مردود ،
ومنه ما هو متنازع فيه ،
والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة ،
فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد ،
فإذا ذكر معارف الصوفية
كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين ،
وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه ،
وقالوا مَرَّضَهُ " الشفاء " يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة .
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة ، بل موضوعة كثيرة .
وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُّرهاتهم .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين
في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ،
ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ،
ما هو أكثر مما يرد منه ،
فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه ."
انتهى مجموع الفتاوى ج10 ص551
ولهذا فالنصيحة بعدم قراءته ،
وخصوصاً أن هناك ما يغني عنه في بابه مثل
( "كتاب حادي الأرواح ،
وكتاب الفوائد ،
وكتاب زاد المعاد ،
لابن القيم" ،
"وكتاب العبودية ،
وكتاب الإيمان ،
لشيخ الإسلام ابن تيمية" ،
"وكتاب لطائف المعارف ،
ورسالة الخشوع في الصلاة ،
لابن رجب" )
بالإضافة إلى أن هناك تلخيص لكتاب إحياء علوم الدين ،
يمكن الاستفادة منه مثل
مختصر منهاج القاصدين
لابن قدامة .
وأما طالب العلم المتمكن فلا بأس أن يقرأ فيه
إذا كان يميز بين الصحيح والضعيف ، والحق والضلال .
ومن أراد الزيادة عن الغزالي وكتابه
فليُراجع السؤال رقم ( 13473 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 13 ]
يزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يقظته
اللجنة الدائمة
السؤال:
ما حكم الطرق الصوفية
والأوراد التي نظموها ورتبوها قبل صلاة الفجر
وبعد صلاة المغرب؟
وما حكم من زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
في يقظته وسلَّم عليه بقوله:
"السلام عليك يا عين العيون وروح الأرواح"؟
الإجابة:
الطرق والأوراد التي ذكرتها طرق وأوراد محدثة مبتدعة،
ومن جملتها طريقة التيجانية والكتانية،
ولا يشرع من أورادهم إلا ما وافق الكتاب والسنة الصحيحة
[انظر الطريقة التيجانية ص(315)].
وأما ما ذكر في السؤال أن بعض الناس دخل على الكتاني
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بجواره يقظة وقال:
"السلام عليك يا عين العيون... إلخ"
فهذا باطل لا أصل له،
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يُرى بعد موته يقظة،
ولا يخرج من قبره إلا يوم القيامة،
كما قال الله سبحانه:
{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ *
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}
[المؤمنون:15، 16]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة".
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
- المجلد الحادي والعشرون(العقيد ).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 14 ]
حكم الصلاة في مساجد الصوفية
السؤال:
في الحي الذي أسكن فيه يوجد مسجد وتوجد زاوية تابعة لطريقة صوفية،
هل تجوز الصلاة في هذه الزاوية؟
الجواب:
الحمد لله
"لا تصل مع هؤلاء الصوفية في زاويتهم،
واحذر صحبتهم والاختلاط بهم ،
لئلا يصيبك ما أصابهم،
وتحر الصلاة في مسجد جماعة يتحرون السنة
ويحرصون عليها.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد،
وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،
الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/18) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 15 ]
من هو الحلاج
من هو منصور الحلاج ؟
وما هو وضعه في التاريخ الإسلامي ؟.
الحمد لله
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ،
ويكنى أبا مغيث .
وقيل : أبا عبد الله .
نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية
منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ،
والهند
وتعلم السحر بها ،
وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قُتل .
تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ،
فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ،
حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه قتل مظلوماً ،
وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ،
ويتكلم بكلامهم .
قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره
من الكفر والزندقة .
وأجمع علماء عصره على قتله
بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
وها هي بعض أقواله :
1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله .
فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له .
فقالت : أوَ يسجد لغير الله ؟
فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
2- كان يقول بالحلول والاتحاد .
أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ،
وصار هو والله شيئاً واحداً .
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى
لأنه وافقهم على الحلول ،
إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه .
ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى .
فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال :
على قائل هذا لعنة الله .
فقيل له : هذا شعر الحلاج .
فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
3- سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ،
فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا
وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر
الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ،
فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ،
إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ،
وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول :
إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ،
فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ،
ولآخر : أنت موسى ،
ولآخر : أنت محمد .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه :
لا يهولنكم هذا ،
فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .
فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته
ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ .
وكذا ذمه أكثر الصوفية ونفوا أن يكون منهم ،
فممن ذمه الجنيد ،
ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته
التي ذكر فيها كثيراً من مشايخ الصوفية .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وكان من سعى في قتله
وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه
بما يستحقه من القتل
هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله .
وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال :
وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها
قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج
اهـ (البداية والنهاية 11/172).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ
الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا
فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ;
فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ
وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ
كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . .
وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ
وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ
أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ
وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ :
فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )
اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقال أيضاً :
( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ
لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ;
وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ )
.اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .
للاستزادة يراجع :
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) .
المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) .
سير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 313-354 ) .
البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144) .
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 16 ]
شيخ صوفي يأمر مريده بالشرك بالله عز وجل
السؤال : قال شيخ لمريده الذي يريد أن يدرس في أوربا وهو يودعه :
يا بني إذا سولت لك نفسك بالمعصية هناك فتذكر شيخك
يصرف الله عنك هذا السوء وهذه الفاحشة ،
فهل هذا شرك بالله؟
الجواب:
الحمد لله
"هذا منكر عظيم ، وشرك بالله جل وعلا؛
لأنه فزع إلى الشيخ لينقذه من هذا الشيء ،
والواجب أن يقول : فاذكر الله ،
واسأل ربك العون والتوفيق ، واعتصم به ،
وأما أن يوصيه بأن يذكر شيخه فهذا من أخطاء غلاة الصوفية ،
يوجهون مريديهم وتلاميذهم إلى أن يعبدوهم من دون الله ،
ويلجئوا إليهم ، ويتوكلوا عليهم في قضاء الحاجات ،
وتفريج الكروب ،
وهذا من الشرك الأكبر ،
نعوذ بالله من ذلك .
فالواجب على هذا الشخص أن يتقي الله ،
وأن يفزع إليه سبحانه فيما يهمه ،
ويسأله العون والتوفيق ،
لا إلى شيخه الذي عَلَّمَه أن يفزع إليه ،
والله المستعان"
انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (6/365) .
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 17 ]
ما حكم الأوراد التيجانية والقادرية ونحوهما؟
اللجنة الدائمة
تاريخ النشر: 10 ذو القعدة 1427 (1/12/2006)
السؤال:
ما حكم الأوراد التيجانية والقادرية ونحوهما؟
الإجابة:
أورادهم كسائر أوراد المتصوفة
يغلب عليها الطابع البدعي والأذكار البدعية،
وخيرٌ للمسلم أن يتخذ لنفسه ورداً من القرآن،
وأن يذكر الله بالأذكار الثابتة
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
- المجلد الثالث والعشرون(العقيد ).
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 18 ]
لم يمد الرسول صلى الله عليه وسلم يده لأحد من قبره
السؤال :
ما القول الحق فيما يروى عن أحد أئمة الصوفية المعروفين
وهو السيد أحمد الرفاعي من أنه زار مسجد المصطفى
صلى الله عليه وسلم بالمدينة
ودعا عند القبر فمد الرسول صلى الله عليه وسلم يده الشريفة له وقبلها
وهذا مستفيض عند أتباع طريقته
وفي حكم الجزم عندهم
مع أنه عاش في القرن السادس الهجري فما مدى صحة ذلك ؟.
الجواب :
الحمد لله
هذا أمر باطل ولا أساس له من الصحة ،
لأنه صلى الله عليه وسلم قد توفي الموتة التي كتبها الله عليه
كما قال سبحانه :
( إنك ميت وإنهم ميتون )
وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( إن خير أيامكم يوم الجمعة
فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي )
قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك وقد أرمت ؟
قال : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ،
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ،
ولم يقل في شيء منها أنه يصافح أحداً ،
فدل ذلك على بطلان هذه الحكاية ،
ولو فرضنا صحة ذلك فإن ذلك يحمل على أنه شيطان صافحه
ليلبس عليه أمره ، ويفتنه ومن بعده ،
فالواجب على جميع المسلمين أن يتقوا الله وأن يتمسكوا بشرعه
الذي دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين ،
وأن يحذروا ما يخالف ذلك ،
أصلح الله أحوال المسلمين
ومنحهم الفقه في دينه والتمسك بشريعته إنه جواد كريم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
م/9 ص/310.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 19 ]
هل يملك التصرف في الكون أحد من الصالحين؟
السؤال : قال لنا أحد الناس :
إن من عباد الله الصالحين من تفنى هذه الدنيا بكلمة واحدة منه .
فهل يجوز هذا القول ؟
الجواب :
الحمد لله
"هذا باطل ؛
التصرف في الكون لله وحده ،
والعبد لا يملك شيئاً في ذلك ،
ولو كان أصلح الصالحين ، ولو كان من الرسل ،
لا يملك التصرف في الكون ولا إغناء الناس ولا إفقارهم ،
بل هذا بيد الله سبحانه وتعالى ؛
وهو الذي يغني ويفقر جل وعلا ،
وهو المتصرف في الأمور سبحانه ،
وهو مدبر الأمر جل وعلا ،
وهو الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى :
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
يس/82 ،
سبحانه وتعالى .
أما العباد وإن كانوا أصلح الناس
فليس لهم التصرف في الكون ،
ولا يملكون تدبير الكون .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
نعم ، قد يتدارك المؤمن دعوة مباركة فتستجاب له ،
فيدعو لأخيه أن يشفيه الله فيُشفى ،
وقد يدعو له بالمغفرة فيغفر له ،
هذا من فضل الله سبحانه وتعالى
أنه قد يجيب دعوة المؤمن والمؤمنة لأخيهما ،
لكن ليس لأحد من الصالحين أو غيرهم
التصرف في الكون أو تدبير الكون ،
هذا لله وحده
سبحانه وتعالى ،
وما قد يقع لبعض الصوفية أو لغيرهم
من اعتقاد هذا في بعض مشايخهم
وأنهم يقولون للشيء : كن فيكون ،
وأنهم يديرون الأمور فهذا كله غلو ،
كله إطراء زائد ،
وكله كفر وضلال ،
فلا يجوز هذا ،
بل هذا من الكفر بالله سبحانه وتعالى"
انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب"
(1/314) .
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 20 ]
قالوا :
إن الله جعل التصرف في الكون في يد الأولياء كرامة له
قلنا لهم
=====
بقلم
سلفي بكل فخر
جزاه الله تعالى خيرا
وذلك؛
أن هؤلاء المتصوفة في اعتقادهم التصرف في الكون تجاه الأولياء والصُّلحاء
يرون حصول هذه الأشياء لهم عن طريق الكرامة،
إذ كرامات الأولياء مسألة ثابتة عند أهل السنَّة والجماعة
(على شروط معينة – كما ستأتي-).
لقد تشبثت المتصوفة لاعتقادهم التصرف في الكون، وتفريج الكربات
تجاه أوليائهم الذين يَستغِيثون بهم عند الشدائد بقولهم:
إنه يجوز الاستغاثة بهم عند الملمات،
بحجة أن الله تعالى أكرمهم بالكرامات
التي بها يقتدرون على كشف كُرب المكروبين،
وإجابة دعاء المضطرين،
وبها يتصرفون في الكون، وبها يعلمون حال الداعين،
وبها يسمعون نداءهم.
وهذه الشبهة من أهم الشبهات التي يذكرها عامة القبورية في كتبهم.
ويقولون: إن الكرامة تظهر من الولي بقصده وبغير قصده.
وقصدهم بذلك أن الأولياء لهم قدرة على التصرف في الكون،
وأن ذلك منهم كرامة،
وأن الكرامة لا تنقطع بعد الموت،
وجازف بعض أئمتهم فقال:
(الولي في الدنيا كالسيف في غمده فإذا مات تجرد منه،
فيكون أقوى في التصرف).
وهكذا نرى أئمة التصوف يصرّحون
بأن الأولياء أقوى تصرفًا وقدرة بعد الموت منهم في حياتهم.
فينفع بعد مماته أكثر مما ينفع في حياته.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
يُرد على هذه الشبهة بما يلي:
* إنه لا ملازمة بين الكرامات وبين الاستغاثة بصاحبها؛
لأن الكرامة لا تقتضي جواز الاستغاثة بصاحبها ولا تبيحها،
بل الاستغاثة بأصحاب الكرامات
ليست إلا طريقة أهل الأوثان،
وأما أهل الإيمان فليس لهم غير الله دافع،
فإن ذكر ما ليس من شأنه النفع ولا دفع الضر
من نبي ومَلَك وولي أو غيره
على وجه الإمداد إشراك مع الله،
إذ لا قادر على الدفع غيره،
ولا خير إلا خيره.
-
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
* إن الكرامة أمر خارق للعادة
يظهرها الله تعالى على يد ولي من أوليائه دون اختياره،
وهي من فعل الله عز وجل ولا يد للولي فيها،
بل ليس للولي كسب في الكرامة.