من الأخلاق المذمومة: الذُل
من الأخلاق المذمومة
الذُّل
تعريف الذُّل لغةً واصطلاحًا
تعريف الذُّل لغةً:
الذُّل: نقيض العزِّ،
وأصل هذه المادة يدلُّ على الخُضوع،
والاستكانة،
واللِّين،
يقال:
ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا وذِلَّة وذَلالة ومَذلَّة،
إذا ضَعُف وهان،
فهو ذليل بيِّن الذُّل والمذلة
من قوم أذلاء وأذلة وذلال.
والذُّل: الخسة.
وتذلل له: أي: خضع .
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
الفرق بين الذُّل وبعض الصفات
- الفرق بين الذُّل و الضعة:
الذُّل:
بسبب خارجي عن الإنسان
بأن يقهره غيره .
الضعة:
إنما هي بفعل المرء بنفسه،
وقد يسمَّى ذليلًا؛
لأنه يستحق الذُّل
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
- الفرق بين الذُّل و الصَّغار:
(الصَّغار هو الاعتراف بالذُّل والإقرار به،
وإظهار صغر،
وخلافه الكبر وهو إظهار عظم الشأن،
وفي القرآن:
{سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ
صَغَارٌ عِندَ اللّهِ}
[الأنعام: 124]
وذلك أنَّ العصاة بالآخرة مقرون بالذلِّ،
معترفون به،
ويجوز أن يكون ذليل
لا يعترف بالذلِّ )
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
- الفرق بين الذُّل والخزي:
( الخزي ذلٌّ مع افتضاح،
وقيل: هو الانقماع لقبح الفعل،
والخزاية الاستحياء؛
لأنه انقماع عن الشيء لما فيه من العيب،
قال ابن درستويه:
الخزي الإقامة على السوء خزي يخزى خزيًا،
وإذا استحيا من سوء فعله أو فعل به
قيل خزي يخزى خزاية؛
لأنهما في معنى واحد،
وليس ذلك بشيء؛
لأنَّ الإقامة على السوء
والاستحياء من السوء
ليسا بمعنى واحد )
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
الفرق بين الخضوع والذل:
الخضوع
(هو التطامن ،
والتطأطؤ،
ولا يقتضي أن يكون معه خوف..
والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه..
وقد يجوز أن يخضع الإنسان تكلفًا
من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه.
الخضوع في البدن والإقرار بالاستجداء.
الذُّل الانقياد كرهًا،
ونقيضه العزُّ وهو الإباء والامتناع،
والانقياد على كره،
وفاعله ذليل والذُّل والانقياد طوعًا،
وفاعله ذلول )
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
الفرق بين التذلل والذُّل:
( التذلل فعل الموصوف به،
وهو إدخال النفس في الذلِّ،
كالتحلم إدخال النفس في الحلم،
والذليل الفعول به الذُّل
من قبل غيره في الحقيقة،
وإن كان من جهة اللفظ فاعلًا،
ولهذا يمدح الرجل بأنه متذلل،
ولا يمدح بأنه ذليل؛
لأن تذلـله لغيره اعترافه له والاعتراف حسن،
ويقال العلماء متذللون لله تعالى،
ولا يقال أذلاء له سبحانه )
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
الفرق بين الإذلال والإهانة:
إذلال الرجل للرجل
أن يجعله منقادًا على الكره،
أو في حكم المنقاد .
الإذلال لا يكون إلا من الأعلى للأدنى .
نقيض الإذلال الإعزاز .
الإهانة:
الهوان مأخوذ من تهوين القدر،
وأن يجعل هذا المرء صغير الأمر لا يبالى به.
والاستهانة تكون من النظير للنظير.
نقيض الإهانة الإكرام
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
ذم الذُّل والنهي عنه
أولاً :
في القرآن الكريم
- قال تعالى:
{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ
وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ
وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }
[البقرة: 61].
قال ابن كثير:
( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي:
وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا،
أي: لا يزالون مستذلين،
من وجدهم استذلهم وأهانهم،
وضرب عليهم الصَّغار،
وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون..
وقال الضحاك:
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ قال:
الذل...
وقال الحسن:
أذلهم الله فلا منعة لهم،
وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.
ولقد أدركتهم هذه الأمة
وإن المجوس لتجبيهم الجزية )
رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل
- وقال سبحانه:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }
[الأعراف: 152 ].
قال الطبري:
( يقول تعالى ذكره:
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ إلهًا
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ،
بتعجيل الله لهم ذلك
وذلة
وهي الهوان؛
لعقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم في الحياة الدنيا،
في عاجل الدنيا
قبل آجل الآخرة ) .
وقال ابن عاشور:
(معنى: نيل الذلة إياهم
أنهم يصيرون مغلوبين لمن يغلبهم،
فقد يكون ذلك بتسليط العدو عليهم،
أو بسلب الشَّجاعَة من نفوسهم.
بحيث يكونون خائفين العدو،
ولو لم يسلط عليهم،
أو ذلة الاغتراب إذ حرمهم الله ملك الأرض المقدسة
فكانوا بلا وطن طول حياتهم
حتى انقرض ذلك الجيل كله،
وهذه الذلة عقوبة دنيوية قد لا تمحوها التوبة،
فإن التوبة إنما تقتضي العفو عن عقاب التكليف،
ولا تقتضي ترك المؤاخذة بمصائب الدنيا،
لأن العقوبات الدنيوية مسببات تنشأ عن أسبابها،
فلا يلزم أن ترفعها التوبة
إلا بعناية إلهية خاصة )