-
فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
كتاب التمييز في فوائد جمة ، ينبغي لطالب العلم أن يستفيد منها ، وسأحاول أن أوضح ما خفي من كلام مسلم ، أو ما اختصره أو تصرف فيه الناسخ أو المختصر ، إذ المعلوم أن كتاب التمييز الذي طبع ليس هو الأصل ، بل هو اختصار لبعض العلماء ـ قيل : راوي الكتاب مكي بن عبدان ـ وقيل ابن عبد البر ، كما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك ـ وقيل هو من تصرف بعض النساخ .
ويستبعد المحققون أن تكون من اختصار راوي الكتاب ، أو من ابن عبد البر ؛ لما في الكتاب من اختصارات مخلة لا تدل على علم من اختصر ، أو لعل الخلل وقع من نساخه من بعده ، كما قال الدكتور عبد القادر المحمدي في تحقيقه للكتاب . ولكثرة الأوهام من المختصر ضاع علينا كلام نفيس لمسلم رحمه الله ، ووقع في الكتاب سقط ونقص واضح في بعض المواضع لا سيما في أواخر الكتاب ، والله أعلم .
الحلقة الأولى :
قال مسلم رحمه الله في كتابه التمييز ص 104 : سمعت مسلما يقول :
ذكر الأخبار التي نقلت على الغلط في متونها :
(36) حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، قإلا: ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حجرا أبا العنبس يقول: حدثني علقمة بن وائل، عن وائل، عن النبي صلى الله عليه وسلم :وثنا إسحاق، أنا أبوعامر، ثنا شعبة عن سلمة، سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث. ( لعل هذا من المختصر إذ لم يذكر الحديث ، والحديث : قرأ ولا الضالين . قال آمين ، وخفض بها صوته . وهي رواية شعبة ، وستأتي رواية سفيان الثوري : يمد بها صوته ، أي يرفه بها صوته )
كلهم عن شعبة، عن سلمة، عن حجر، عن علقمة، عن وائل إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة، وذكر الباقون كلهم علقمة.
سمعت مسلما ( القائل هو مكي بن عبدان تلميذ مسلم ، وهو راوي الكتاب ) قال:
أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: وأخفى صوته. وسنذكر إن شاء الله رواية من حديث شعبة فيها : فأصابه .
(37) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، فقالوا :ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: ولا الضالين، قال: آمين يمد بها صوته.
(38) حدثنا أبو كريب، ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك، عن سماك، عن علقمة، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجهر بآمين. سمعت مسلما يقول: قد تواترت الروايات كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين وقد روي عن وائل ما يدل على ذلك.
(39) حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمن إلامام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له).أهـ
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
يتبع بإذن الله : الحلقة الثانية .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
كتاب التمييز في فوائد جمة ، ينبغي لطالب العلم أن يستفيد منها ، وسأحاول أن أوضح ما خفي من كلام مسلم ، أو ما اختصره أو تصرف فيه الناسخ أو المختصر ،
للرفع
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة الثانية :
قال مسلم رحمه الله في التمييز ص 84 ( ط المحمدي ) :
(وبعد ، فإن الناس متباينون في حفظهم لما يحفظونه ، وفي نقلهم لما ينقلون )* فمنهم الحافظ المتقن الحفظ ، المتوقي لما يلزمه توقيه فيه ، ومنهم المتساهل المشيب حفظه بتوهُّمٍ يتوهمه ، أو تلقين يلقِّنه من غيره فيخلطه بحفظه ، ثم لا يميزه عند أدائه إلى غيره .
ومنهم من همته حفظ متون الأحاديث دون أسانيدها ، فيتهاون بحفظ الأثر ، يتخرصها من بعد ، فيحيلها بالتوهُّم على قوم غير الذين أدى إليه عنهم ، وكل ما قلنا من هذا في رواة الحديث ونقَّال الأخبار ، فهو موجود مستفيض .
ومما ذكرت لك من منازلهم في الحفظ ، ومراتبهم فيه ، فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا - وإن كان من أحفظ الناس ، وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل - إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله ، فكيف بمن وصفت لك ممن طريقه الغفلة والسهو في ذلك .
ثم أول ما أذكر لك بعد ما وصفت ، مما يجب عليك معرفته ، قبل ذكري لك ما سألتَ من الأحاديث ، السمةُ التي تعرفُ بها خطأ المخطئ في الحديث ، وصواب غيره إذا أصاب فيه .
_________________
( * ) ما بين القوسين سقط من طبعة المحمدي ، واستدركته من طبعة أخرى .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
ثم أول ما أذكر لك بعد ما وصفت ، مما يجب عليك معرفته ، قبل ذكري لك ما سألتَ من الأحاديث ، السمةُ التي تعرفُ بها خطأ المخطئ في الحديث ، وصواب غيره إذا أصاب فيه .
نرجو أن يكون شرحا - السمة - مفصلا دون إنتقاء .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
أبشري أختي الكريمة ، نفع الله بكم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
لا شك أن مسلما رحمه الله يريد أن يبين أن الناس متباينون متفاوتون في حفظهم لما يتلقونه ويحفظونه من الأحاديث ، وكذا في نقلهم لما ينقلونه من أخبار ، فمنهم الحافظ المتقن ، كسعيد بن المسيب ، والزهري ، وشعبة بن الحجاج أبي بسطام ، وابن القطان ، والسفيانين ، وابن مهدي وغيرهم ، وهؤلاء يتوقون لما يلزم توقيه فيه .
ومنهم المتساهل المشيب حفظه ، كثير الوهم والغلط ، يغلب عليه الوهم لما ينقل ، ويسوء حفظه لما يحفظ ، كمحمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي ـ وضعفه شديد ـ وابن لهيعة ، وشريك القاضي ، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي ، وليث بن أبي سليم ، وابن ابي المخارق ، وعبدالملك ابن أبي سليمان وغيرهم ، فهؤلاء يتوهمون فيما ينقلون ، ويخلطون فيما يحفظون ، ولا يميزون عند أدائه ذلك إلى غيرهم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
...ومنهم المتساهل المشيب حفظه ، كثير الوهم والغلط ، يغلب عليه الوهم لما ينقل ، ويسوء حفظه لما يحفظ ، كمحمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي ـ وضعفه شديد ـ وابن لهيعة ، وشريك القاضي ، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي ، وليث بن أبي سليم ، وابن ابي المخارق ، وعبدالملك ابن أبي سليمان وغيرهم ، فهؤلاء يتوهمون فيما ينقلون ، ويخلطون فيما يحفظون ، ولا يميزون عند أدائه ذلك إلى غيرهم .
ولكن أليس هذا الكلام ينطبق على ابن لهيعة رحمه الله بعد احتراق كتبه أي لابد من ذكر هذا القيد !؟
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
لقد شرح شيخنا الحبيب أبو مالك المديني هذا الكتاب شرحًا مستفيضًا نافعًا، وكنا نقطع المفاوز لحضور درسه؛ حيث كنا نسافر مسافة 100 كيلو متر، فنسأل الله تعالى أن ينفع به.
وشرح الشيخ على كتاب التمييز تم تسجيله صوت وصورة، ولكن للأسف الإخوة قد كسلوا عن رفعه.
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اللهم بارك نفع الله به الأمة
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
سبحان الله ، كنت أفكر في رفع هذا الموضوع مرة أخرى في أول صفحة حتى أواصل ما كنت بدأته ، فإذا بأخينا الغالي أبي يوسف يرفعه ويصدره ، فجزاه الله خيرا ، ونفع به الأمة ، وزاده تواضعا وخلقا ، والشكر موصول لأختنا الفاضلة أم علي ، وأسأل الله أن ينفع بها الأمة ، وأن يجزيها خيرا على جهدها ونفعها للمجلس .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
ولكن أليس هذا الكلام ينطبق على ابن لهيعة رحمه الله بعد احتراق كتبه أي لابد من ذكر هذا القيد !؟
والأمر في ابن لهيعة على ما تعرفون فيه الخلاف ، ولعل الصواب أن ابن لهيعة ضعيف مطلقا .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
والأمر في ابن لهيعة على ما تعرفون فيه الخلاف ، ولعل الصواب أن ابن لهيعة ضعيف مطلقا .
لم لا نستثني رواية عبدالله بن المبارك وعبدالله بن وهب وعبدالله بن يزيد المقرئ عنه صحيحة .
اعتذر على كثرة أسئلتي ،، واصلوا وصلكم الله بهداه ،،
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
اللهم بارك نفع الله به الأمة
آمين
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
لم لا نستثني رواية عبدالله بن المبارك وعبدالله بن وهب وعبدالله بن يزيد المقرئ عنه صحيحة .
أعتذر على كثرة أسئلتي ،، واصلوا وصلكم الله بهداه ،،
نفع الله بكم .
ذهب إلى ما ذكرتم بعض أهل العلم ، لكن الناظر في كتب العلل ، كعلل ابن أبي حاتم ـ مثلا ـ يجد روايات من طريق هؤلاء عنه ، ومع ذلك يحكمون عليها بالخطأ أو النكارة أو نحو ذلك .
وعبد الله بن لهيعة مختلف فيه : فمنهم من وثقه وقَبِله مطلقاً.ومنهم من ضعفه مطلقاً ، وهذا قول الجمهور ، كيحيى بن معين ، ويحيى بن سعيد ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة ، وحين قيل لأبي زرعة رحمه الله : رواية القدامى عنه تختلف عن رواية غيرهم ؟
قال : القدامى وغيرهم سواء ، فهو ضعيف ولا يحتج به.
القول الثالث في ابن لهيعة التفصيل : فمن روى عنه من الأكابر من أصحابه كعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقري ، ويُعَبَّر عن ذلك بقولهم : رواية العبادلة عن ابن لهيعة ، ويلحق بهؤلاء : الليث وجماعة من القدامى فهؤلاء تقبل رواياتهم عن ابن لهيعة عند طائفة من العلماء ، ومن كان غير هؤلاء فيرد حديثهم .
والصواب في ابن لهيعة أنه يُعتَبر في باب المتابعات والشواهد, ولا يقبل في الأحكام مطلقاً ، سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم .
ـ .. روى ـ أي ابن خزيمة ـ حديثا لابن لهيعة مقرونا بجابر بن إسماعيل ، ثم قال : ابن لهيعة ليس ممن أخرج له حديثا في كتابي هذا إذا انفرد به ، وإنما خرجت له هذا الحديث لأن معه جابر بن إسماعيل ، رغم أن هذا الحديث من رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة ، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه ، ومع ذلك لم يحتج به ابن خزيمة منفردا ، فدل ذلك على أن ابن حزيمة ممن يرى ضعف ابن لهيعة قبل وبعد الإختلاط ، وإن كان ضعفه أشد بعد اختلاطه . وقد قال يحيى بن معين : "كان ضعيفاً قبل الاختلاط وبعده". فجلّ الحفاظ على تضعيف حديثه مطلقاً بدون تفصيل، ولذلك قال أبو الحسن الدرقطني : "يعتبر برواية العبادلة عنه"، ما قال : "تُصحح" ، وإنما قال: "يُعتبر" يعني لأنهم سمعوا منه قبل أن تحترق كتبه . (أفاده الشيخ السعد حفظه الله في إجاباته على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث) .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
فجلّ الحفاظ على تضعيف حديثه مطلقاً بدون تفصيل، ولذلك قال أبو الحسن الدرقطني : "يعتبر برواية العبادلة عنه"، ما قال : "تُصحح" ، وإنما قال: "يُعتبر" يعني لأنهم سمعوا منه قبل أن تحترق كتبه . (أفاده الشيخ السعد حفظه الله في إجاباته على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث) .
جزاكم الله خيرا
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
سبحان الله ، كنت أفكر في رفع هذا الموضوع مرة أخرى في أول صفحة حتى أواصل ما كنت بدأته ، فإذا بأخينا الغالي أبي يوسف يرفعه ويصدره ، فجزاه الله خيرا ، ونفع به الأمة ، وزاده تواضعا وخلقا ، والشكر موصول لأختنا الفاضلة أم علي ، وأسأل الله أن ينفع بها الأمة ، وأن يجزيها خيرا على جهدها ونفعها للمجلس .
نعم شيخنا ، والذي كان يقرأ كيف حاله .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
والذي كان يقرأ كيف حاله .
حاله خير حال ، والحمد لله ، وأسأل الله أن ينفع بكم الأمة .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
حاله خير حال ، والحمد لله ، وأسأل الله أن ينفع بكم الأمة .
الحمد لله ، بارك الله فيك شيخنا
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة الثالثة :
-السمة التي تعرف بها خطأ المخطئ في الحديث و صواب غيره إذا أصاب فيه .
قال مسلم رحمه الله :
فاعلم ، أرشدك الله أن الذي يدور به معرفة الخطأ في رواية ناقل الحديث - إذا هم اختلفوا فيه - من جهتين :
أحدهما : أن ينقل الناقل حديثاً بإسناد فينسب رجلاً مشهوراً بنسب في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسميه باسم سوى اسمه، فيكون خطأ ذلك غير خفي على أهل العلم حين يرد عليهم.
كمعمر ( وفي طبعة الأعظمي : النعمان ، وهو خطأ ، والصواب ما في طبعة المحمدي : معمر ) بن راشد حيث حدث عن الزهري ، فقال: عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة. ومعلوم عند عوام أهل العمل أن اسم أبي الطفيل: عامر لا عمرو.أهـ
ـ الخطأ إما أن يكون في الاسناد ، وإما أن يكون في المتن ، وإما أن يكون في الاثنين ، وهو أشدهم ، وقد يكون الخطأ يسيرا ، أو شديدا .
فمن الخطأ اليسير ما ذكره مسلم في اسم أبي الطفيل ، وهو صحابي جليل ، فتغيير اسمه في رواية معمر بن راشد ، من "عامر" إلى "عمرو" ، خطأ يسير ، والله أعلم .
ولعل مسلما يريد ما أخرجه عبد الرزاق ( 20944 ) عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب إلى عسفان فقال له عمر من استخلفت على أهل الوادي - يعني أهل مكة - قال ابن أبزى قال من ابن أبزى ؟ قال : رجل من مواليَّ . قال : استخلفت عليهم مولى قال : إنه قارئ لكتاب الله قال : أما إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين " .
وهو عند مسلم 1 / 559 ( 817 ) وغيره وفيه : " عامر " على الصواب والمشهور.
قلت : رواية معمر بن راشد البصري نزيل اليمن ت 154 حديثه الأصل فيه القبول على وجه الإجمال ، ويمكن تقسيم حديثه على ثلاثة أقسام :
1 ـ من أثبت الناس في الزهري وعبد الله بن طاوس .
2 ـ روايته عن قتادة وأبي إسحاق السبيعي وثابت البناني ونحوهم ، فهذه متكلم فيها .
3 ـ روايته عن غير هؤلاء ينظر فيها هل وافقه أحد ، أم تفرد بها ، مع القرائن التي ترجح .
وممن نص على أن معمرًا هو الذي قال : عمرو بن واثلة ، البخاري في تاريخه الأوسط 3 / 103 ( ط الرشد ) في ترجمة أبي الطفيل ، حيث قال : اسم أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي المكي ، وقال معمر : عَمْرو. أهـ
فائدة ( والشيء بالشي يذكر ) : النعمان بن راشد يخطيء أيضا على الزهري ، وهو ضعيف في الزهري خاصة لا يحتج به .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
الحلقة الثالثة :
-السمة التي تعرف بها خطأ المخطئ في الحديث و صواب غيره إذا أصاب فيه .
قال مسلم رحمه الله :
فاعلم ، أرشدك الله أن الذي يدور به معرفة الخطأ في رواية ناقل الحديث - إذا هم اختلفوا فيه - من جهتين :
أحدهما : أن ينقل الناقل حديثاً بإسناد فينسب رجلاً مشهوراً بنسب في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسميه باسم سوى اسمه...
...ولعل مسلما يريد ما أخرجه عبد الرزاق ( 20944 ) عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب إلى عسفان فقال له عمر من استخلفت على أهل الوادي - يعني أهل مكة - قال ابن أبزى قال من ابن أبزى ؟ قال : رجل من مواليَّ . قال : استخلفت عليهم مولى قال : إنه قارئ لكتاب الله قال : أما إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين ".
وهو عند مسلم 1 / 559 ( 817 ) وغيره وفيه : " عامر " على الصواب والمشهور.
قلت : رواية معمر بن راشد البصري نزيل اليمن ت 154 حديثه الأصل فيه القبول على وجه الإجمال ، ويمكن تقسيم حديثه على ثلاثة أقسام :
1 ـ من أثبت الناس في الزهري وعبد الله بن طاوس .
2 ـ روايته عن قتادة وأبي إسحاق السبيعي وثابت البناني ونحوهم ، فهذه متكلم فيها .
3 ـ روايته عن غير هؤلاء ينظر فيها هل وافقه أحد ، أم تفرد بها ، مع القرائن التي ترجح .
وممن نص على أن معمرًا هو الذي قال : عمرو بن واثلة ، البخاري في تاريخه الأوسط 3 / 103 ( ط الرشد ) في ترجمة أبي الطفيل ، حيث قال : اسم أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي المكي ، وقال معمر : عَمْرو. أهـ
للرفع
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
ومعلوم عند عوام أهل العمل أن اسم أبي الطفيل: عامر لا عمرو.أهـ
تصحيح : العلم . ( عذرا هذا من سرعة الكتابة )
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة الرابعة :
قال مسلم رحمه الله :
وكما حدث مالك بن أنس عن الزهري فقال: عن عباد - و هو من ولد المغيرة بن شعبة- و إنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان. معروف النسب عند أهل النسب و ليس من المغيرة بسبيل.أهـ
قلت : يشير رحمه الله إلى حديث مالك في الموطأ 1 / 35 عن ابن شهاب ، عن عباد بن زياد ـ من ولد المغيرة بن شعبة ـ عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته في غزوة تبوك قال المغيرة : فذهبت معه بماء فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكبت عليه الماء فغسل وجهه ثم ذهب يخرج يديه من كمي جبته فلم يستطع من ضيق كمي الجبة فأخرجهما من تحت الجبة فغسل يديه ومسح برأسه ومسح على الخفين فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم وقد صلى بهم ركعة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة التي بقيت عليهم ، ففزع الناس ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أحسنتم " . الحديث
وقد قِيل لِلشَّيخِ أَبِي الحَسَنِ ( أي الدارقطني في علله 7 / 106 ـ 107 ) فَقَد رُوِي هَذا الحَدِيثُ ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم فِي المَسحِ.
فَقال : يَروِيهِ الزُّهْرِيُّ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ مالِكٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ رَجُلٍ مِن ولَدِ المُغِيرَةِ ، عَنِ المُغِيرَةِ ، ووَهِم فِيهِ رَحِمَهُ الله ، وهَذا مِمّا يُعتَدُّ بِهِ عَلَيهِ ؛ لأَنَّهُ عَباد بن زِيادِ بنِ أَبِي سُفيان وهُو يَروِي هَذا الحَدِيث ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ.
وَرَوَى هَذا الحَدِيث إِسحاقُ بن راهَوَيهِ ، عَن رَوحِ بنِ عُبادَة ، عَن مالِكٍ ، عَنِ الزُّهرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ ، عَن رَجُلٍ مِن ولَدِ المُغِيرَةِ ، عَنِ المُغِيرَةِ . فَإِن كان رَوحٌ حَفِظَهُ عَن مالِكٍ هَكَذا فَقَد أَتَى بِالصَّوابِ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قَد رَوَى هَذا الحَدِيث يُونُسُ بن يَزِيد الأَيلِيُّ ، وعَمرُو بن الحارِثِ ، وابن جُرَيجٍ ، وابن إِسحاق ، وصالِحُ بن أَبِي أَخضَر ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ وهُو الصَّحِيحُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ...إ خ
وقال ابن عبد البر في التمهيد 11 / 120 : هكذا قال مالك في هذا الحديث عن عباد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك.
وهو وهم وغلط منه ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة ثم جميعهم.
وزاد يحيى بن يحيى في ذلك أيضا شيئا لم يقله أحد من رواة الموطأ وذلك أنه قال فيه : عن أبيه المغيرة بن شعبة ولم يقل أحد فيما علمت في إسناد هذا الحديث : عن أبيه المغيرة ، غير يحيى بن يحيى ، وسائر رواة الموطأ عن مالك يقولون : عن ابن شهاب ، عن عباد بن زياد ، وهو من ولد المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة بن شعبة ، لا يقولون : عن أبيه المغيرة ، كما قال يحيى ، ولم يتابعه واحد منهم على ذلك.
كتبت هذا وأنا أظن أن يحيى بن يحيى وهم في قوله عن أبيه حتى وجدته لعبد الرحمان بن مهدي ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة ، عن أبيه . كما قال يحيى ، ذكره أحمد بن حنبل وغيره عن ابن مهدي وقد ذكرناه.أهـ
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
وقد كان لمالك رحمه الله ـ مع سعة علمه وحفظه وإتقانه بعض الأخطاء اليسيرة ، حتى أنه روجع فيها فلم يرجع ؛ ظنا منه أنه على صواب ـ نبه عليها أهل العلم منها حديثه عن :
ابن شهاب عن علي بن حسين بن علي عن عمر بن عثمان عن أسامة بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر".
قال ابن عبد البر في التمهيد 9 / 160 :
هكذا قال مالك عمر بن عثمان وسائر أصحاب ابن شهاب يقولون : عمرو بن عثمان وقد رواه ابن بكير عن مالك على الشك فقال: فيه عن عمر بن عثمان أو عمرو بن عثمان . والثابت عن مالك عمر بن عثمان كما روى يحيى وتابعه القعنبي وأكثر الرواة.
وقال ابن القاسم فيه : عن عمرو بن عثمان ، وذكر ابن معين عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال له : قال لي مالك بن أنس : تراني لا أعرف عمر من عمرو ، هذه دار عمر وهذه دار عمرو.
قال ابن عبد البر : أما أهل النسب فلا يختلفون أن لعثمان بن عفان ابنا يسمى عمر وله أيضا ابن يسمى عمرا وله أيضا أبان والوليد وسعيد وكلهم بنو عثمان بن عفان .
وقد روى الحديث عن عمر وعمرو وأبان وكان سعيد قد ولي خراسان وهو الذي عنى مالك "ابن" الريب في قوله:
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ... وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وكان الوليد بن عثمان أحد رجال قريش وكان أبان بن عثمان جليلا أيضا في قريش ولي المدينة مرة وروى عن أبيه فليس الاختلاف في أن لعثمان ابنا يسمى عمرا وإنما الاختلاف في هذا الحديث هل هو لعمر أو عمرو فأصحاب ابن شهاب غير مالك يقولون في هذا الحديث : عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد.
ومالك يقول فيه : عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان عن أسامة وقد وافقه الشافعي ويحيى بن سعيد القطان على ذلك فقال: هو عمر وأبى أن يرجع وقال: قد كان لعثمان ابن يقال له عمر وهذه داره.
ومالك لا يكاد يقاس به غيره حفظا وإتقانا لكن الغلط لا يسلم منه أحد وأهل الحديث يأبون أن يكون في هذا الإسناد إلا عمرو ـ بالواو ـ وقال علي بن المديني عن سفيان بن عيينة أنه قيل له إن مالكا يقول في حديث : لا يرث المسلم الكافر عمر بن عثمان فقال سفيان : لقد سمعته من الزهري كذا وكذا مرة وتفقدته منه فما قال إلا عمرو بن عثمان.
قال أبو عمر:
وممن تابع ابن عيينة على قوله : عمرو بن عثمان : معمر وابن جريج وعقيل ويونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة والأوزاعي والجماعة أولى أن يسلم لها وكلهم يقولون في هذا الحديث : ولا الكافر المسلم ولقد أحسن ابن وهب في هذا الحديث رواه عن يونس ومالك جميعا وقال : قال مالك : عمر . وقال يونس : عمرو.
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
الحلقة الرابعة :
قال مسلم رحمه الله :
وكما حدث مالك بن أنس عن الزهري فقال: عن عباد - و هو من ولد المغيرة بن شعبة- و إنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان. معروف النسب عند أهل النسب و ليس من المغيرة بسبيل.أهـ
...وقد قِيل لِلشَّيخِ أَبِي الحَسَنِ ( أي الدارقطني في علله 7 / 106 ـ 107 ) فَقَد رُوِي هَذا الحَدِيثُ ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم فِي المَسحِ.
فَقال : يَروِيهِ الزُّهْرِيُّ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ مالِكٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ رَجُلٍ مِن ولَدِ المُغِيرَةِ ، عَنِ المُغِيرَةِ ، ووَهِم فِيهِ رَحِمَهُ الله ، وهَذا مِمّا يُعتَدُّ بِهِ عَلَيهِ ؛ لأَنَّهُ عَباد بن زِيادِ بنِ أَبِي سُفيان وهُو يَروِي هَذا الحَدِيث ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ.
وَرَوَى هَذا الحَدِيث إِسحاقُ بن راهَوَيهِ ، عَن رَوحِ بنِ عُبادَة ، عَن مالِكٍ ، عَنِ الزُّهرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ ، عَن رَجُلٍ مِن ولَدِ المُغِيرَةِ ، عَنِ المُغِيرَةِ . فَإِن كان رَوحٌ حَفِظَهُ عَن مالِكٍ هَكَذا فَقَد أَتَى بِالصَّوابِ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قَد رَوَى هَذا الحَدِيث يُونُسُ بن يَزِيد الأَيلِيُّ ، وعَمرُو بن الحارِثِ ، وابن جُرَيجٍ ، وابن إِسحاق ، وصالِحُ بن أَبِي أَخضَر ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَن عَبادِ بنِ زِيادٍ ، عَن عُروَة بنِ المُغِيرَةِ ، عَن أَبِيهِ وهُو الصَّحِيحُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ...إ خ
وقال ابن عبد البر في التمهيد 11 / 120 : هكذا قال مالك في هذا الحديث عن عباد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك.
وهو وهم وغلط منه ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة ثم جميعهم...
واصلوا وصلكم الله بهداه
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
عن أسامة بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر".
أيضا :
تصحيح : أسامة بن زيد . وهو صحابي جليل معروف ، حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومولاه ، وابن مولاه .
مات سنة أربع وخمسين ( ت 54 ) رضي الله عنه .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
معلوم أن تعاليل الأئمة للأخبار مبنية في الغالب على الاختصار والإجمال والإشارة ، فيقولون : الصواب رواية فلان ، أو : وهم فلان ، أو : هذا منكر .. وهكذا . ولا يذكرون الأدلة أو الأسباب مع وجودها عندهم ، واستحضارهم إياها ، وسبب ذلك ـ والله أعلم ـ أن كلامهم موجه إلى أناس يفهمون لغتهم وكلامهم ، يفهمون الصناعة الحديثية ، فيدركون المراد بالإشارة أو التلميح .
قال أبو داود في رسالته إلى أهل مكة ص 31 : وربما كان في الحديث ما تثبت صحة الحديث منه إذا كان يخفى ذلك علي فربما تركت الحديث إذا لم أفقهه وربما كتبته وبينته وربما لم أقف عليه وربما أتوقف عن مثل هذه ؛ لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث لأن علم العامة يقصر عن مثل هذا .أهـ
إلا أن مسلما رحمه الله في كتبه ـ لا سيما التمييز ـ قد تميز عن غيره في ذكر الأسباب في تعليل الخبر ، فيفصل بعض الشيء ، وأحيانا يسهب في بيان العلة ، بخلاف غيره من الأئمة كالبخاري مثلا ، فإن المعروف من منهجه وطريقته رحمه الله أنه يختصر .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
قال مسلم رحمه في كتاب التمييز :
"...و كرواية معمر حين قال : عن عمر بن محمد بن عمرو بن مطعم ، و إنما هو عمر ابن محمد بن جبير بن مطعم ، خطأ لا شك عند نساب قريش و غيرهم ممن عرف أنسابهم. و لم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو.
و كنحو ما وصفت من هذه الجهة من خطأ الأسانيد فموجود في متون الأحاديث مما يعرف خطأه السامع الفهم حين يرد على سمعه.
و كذلك نحو رواية بعضهم حيث صحّف ، فقال : نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن التحير ، أراد النجش.
و كما روى آخر ، فقال : إن أبغض الناس إلى الله عز و جل ثلاثة : ملحد في الحرفة و كذا و كذا ، أراد : ملحداً في الحرام.
و كرواية الآخر ، إذ قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تتخذ الروح عرضاً أراد : الروح غرضاً.
فهذه الجهة التي وصفنا من خطأ الإسناد و متن الحديث هي أظهر الجهتين خطأ ، و عارفوه في الناس أكثر. "
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
بارك الله فيكم .
سيأتي بإذن الله .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة الخامسة :
قال مسلم رحمه الله :
وكرواية معمر حين قال : عن عمر بن محمد بن عمرو بن مطعم ، وإنما هو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم ، خطأ لا شك فيه عند نساب قريش وغيرهم ممن عرف أنسابهم ، ولم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو .
قلت : يشير مسلم رحمه الله إلى حديث عبد الرزاق في مصنفه ( 20049 ) ـ وعنه أحمد في مسنده 27 / 333 ( 16775 ) ـ : ثنا معمر ، عن الزهري ، عن عمر بن محمد بن عمرو بن مطعم ، عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه أخبره : بينا هو يسير مع رسول الله (ص) ومعه ناس مقفلة من حنين علقه الأعراب يسألونه ، فاضطروه إلى سمرة ، فخطفت رداءه وهو على راحلته ، فوقف ، فقال : ردوا علي ردائي ، أتخشون عليَّ البخل ؟ فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا .
وقال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد عقيب روايته : أخطأ معمر في نسب عمر بن محمد بن عمرو ، وهو : عمر بن محمد بن جبير بن مطعم .
قال محققو المسند : وقد جاء على الصواب في رواية عبد الرزاق في المصنف ـ يقصدون رقم ( 9497 ) ـ فدعوى أبي عبد الرحمن ، وهو عبد الله بن أحمد المذكورة في عقب الحديث من أن معمرا أخطأ في نسبه مردودة بما جاء في رواية المصنف ، ومن أخرجه من طريقه كما سيأتي أهـ كلامهم .
قلت : كأنهم لم يقفوا على الرواية الأخرى الآتية .
وحديث الزهري هذا أخرجه البخاري (2821 ، 3148 ) وغيره من طرق عن الزهري به ، غير أنه على الصواب : عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير ، قال : أخبرني جبير بن مطعم به .
وبين مسلم أنه خطأ من معمر .
وقد اختلف على معمر ـ في رواية عبد الرزاق عنه ـ فرواه كما سبق على الوجه الأول ، ورواه في مصنفه أيضا ( 9497 ) ، وعنه محمد بن يحيى الذهلي ـ كما عند ابن حبان في صحيحه ( 4820 ) قال الذهلي : عبد الرزاق أملاه علينا من كتابه قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه .. فذكره على الصواب .
وقال البخاري في التاريخ الكبير 6 / 191 : عمر بن محمد بن بن جبير بن مطعم بن عدي القرشي ، عن محمد بن جبير سمع منه الزهري ، ولم يقل معمر عن الزهري هو : أخو جبير وسعيد .أهـ
فعلى ما سبق من إشارة البخاري ، وتصريح ومسلم وعبد الله بن أحمد: أن الخطأ من معمر ، لكن رواية عبد الرزاق الثانية تبين أن عبد الرزاق قد روى الحديث من كتابه ، وفيه : عمر بن محمد بن جبير . على الصواب ، فانتفى الخطأ بذلك عن معمر ؛ لأنه رواه عنه على الصواب ، إلا أن يقال قد يكون معمر قد رواه بعدُ على الخطأ ، أو يحتمل أن يكون الخطأ من عبد الرزاق نفسه ، فرواه من كتابه على الصواب ، وإذا حدث من غير كتابه أخطأ في نسبته . والله أعلم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة السادسة :
قال مسلم رحمه الله ص 88:
وكنحو(1) ما وصفت من هذه الجهة من خطأ الأسانيد ، فموجود في متون الأحاديث مما يعرف خطأه السامعُ الفهِمُ حين يَرِدُ على سمعه.
و كذلك نحو رواية بعضهم حيث صحّف ، فقال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحير، أراد النجش.
وكما روى آخر، فقال: إن أبغض الناس إلى الله عز وجل ثلاثة: ملحد في الحرفة وكذا وكذا، أراد: ملحداً في الحرم.أهـ
انتقل مسلم من ذكر بعض الأخطأء في بعض الأسانيد إلى الأخطاء التي توجد في بعض المتون ، والتي إذا مرت على السامع الفهم عرفها ، فهي من الأخطاء الواضحة .
ومنها : رواية من روى مصحفا : نهى عن التحبير . وصوابه : النجش .
قال ابن عبد البر في كتابه التمهيد :
حديث ثاني عشر لنافع عن ابن عمرمالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش .
قال أبو عمر: هكذا روى هذا الحديث جماعة أصحاب مالك عن مالك وزاد فيه القعنبي وقال : وأحسبه قال : وأن تتلقى السلع حتى يهبط بها إلى الأسواق ولم يذكر غيره هذه الزيادة ، ورواه أبو يعقوب إسماعيل بن محمد قاضي المدائن قال : أنبأنا يحيى بن موسى البلخي قال : أنبأنا عبد الله بن نافع قال : حدثني مالك بن أنس عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نهى عن التحبير . والتحبير : أن يمدح الرجل سلعته بما ليس فيها" . هكذا قال ( أي عبد الله بن نافع ، وهو ينفرد عن مالك بأشياء ) : التحبير، وفسره ، ولم يتابع على هذا اللفظ ، وإنما المعروف النجش ، وقد مضى القول فيها بما للعلماء في ذلك فيما تقدم من كتابنا هذا .
وأما النجش فلا أعلم بين أهل العلم اختلافا في أن معناه : أن يعطي الرجل الذي قد دسه البائع وأمره في السلعة عطاء لا يريد شراءها به فوق ثمنها ليغتر المشتري فيرغب فيها أو يمدحها بما ليس فيها فيغتر المشتري حتى يزيد فيها أو يفعل ذلك بنفسه ليغر الناس في سلعته وهو لا يعرف أنه ربها وهذا معنى النجش عند أهل العلم وإن كان لفظي ربما خالف شيئا من ألفاظهم ، فإن كان ذلك فإنه غير مخالف لشيء من معانيهم وهذا من فعل فاعله مكر وخداع لا يجوز عند أحد من أهل العلم ؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجش .أهـ كلامه رحمه الله .
قلت : حديث النهي عن النجش مروي في الصحيحين من طريق مالك به ، عند البخاري ( 6963 ) ، ومسلم ( 1516 ) . وأخرجه البخاري ( 2727 ) من حديث أبي هريرة .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم 10 / 159 :
وأما النجش فبنون مفتوحة ثم جيم ساكنة ثم شين معجمة وهو أن يزيد في ثمن السلعة لا لرغبة فيها بل ليخدع غيره ويغره ليزيد ويشتريها وهذا حرام بالاجماع ...
_______________________
(1) : ليست في نسخة المحمدي .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
وقوله رحمه الله : وكما روى آخر، فقال: إن أبغض الناس إلى الله عز وجل ثلاثة: ملحد في الحرفة وكذا وكذا، أراد: ملحداً في الحرم.أهـ
لم أجد اللفظ الأول مسندا ، بل لم أجده إلا عند مسلم رحمه الله هنا في كتابه التمييز .
أما اللفظ المحفوظ والمشهور فقد أخرجه البخاري ( 6882 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : " أبغض الناس الى الله ثلاثه : ملحد فى الحرم، ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ، ومطَّلب دم امرى بغير حق ليهريق دمه".
قلت : هذا هو التحريف الواضح عند أهل الشأن ، وكشف هذا النوع من أخطاء الثقات أيسر مما سواه من علل الحديث ، كالوهم والقلب والشذوذ وغير ذلك ، كما هو معلوم .
وفرق بين التحريف والتصحيف عند بعض أهل العلم من اللغويين والمحدثين ، وأكثر المتقدمين من المحدثين لا يفرقون بينهما ، ويطلق عندهم كل واحد على الآخر ، ومن فرق بينهما قال : إن التصحيف تغيير ضبط الكلمة ونقطها ، أما التحريف فتغيير رسم الكلمة وشكلها ، وصنف بعض العلماء مصنفات وكتبا في التصحيف عند الرواة مثل : تصحيف المحدثين لأبي أحمد العسكري ، وإصلاح غلط المحدثين للخطابي،والدارق طني وغيرهم .
قال الحافظ ابن حجر في نزهة النظرص 229 : فإنْ كان ذلك بالنسبة إلى النَقْطِ فَالمُصَحَّفُ ، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمُحَرَّفُ.
وقد صَنَّفَ فيه العسكريّ، والدارقطنيّ، وغيرهما. وأكثرُ ما يقع في المتون، وقد يقع في الأسماء التي في الأسانيد.أهـ
ولمزيد ذلك انظر : محاضرة في التصحيف والتحريف لمحمود الطناحي رحمه الله في أخر كتابه : (مدخل إلى تاريخ نشر التراث: ص 285-316).
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
جزاك الله خيرا شيخنا ابا مالك ونفع بك
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
بارك الله فيكم ، ونفع بكم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة السابعة :
قال مسلم رحمه الله ص 89 :
وكرواية الآخر، إذ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الروح عرضاً أراد: الروح غرضاً.
فهذه الجهة التي وصفنا من خطأ الإسناد ومتن الحديث هي أظهر الجهتين خطأ، وعارفوه في الناس أكثر.أهـ
تتابع مسلم رحمه الله في ذكر أخطاء بعض الرواة في الأسانيد والمتون .
وقد ذكر مسلم رحمه الله هذا التصحيف في مقدمة صحيحه 1 / 12 فقال : حدثنا حسن الحلواني قال : سمعت شبابة قال : كان عبدالقدوس ( هو ابن حبيب الشامي ) يحدثنا فيقول : سويد بن عقلة قال شبابة : وسمعت عبدالقدوس يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ الروح عرضا. قال : فقيل له : أي شئ هذا ؟ قال : يعني تتخذ كوة في حائط ليدخل عليه الروح .أهـ
وقال الخطيب في تاريخه 11 / 126 في ترجمة عبد القدوس : أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد وأبو حامد احمد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي قالا أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد حدثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول : عبد القدوس يعني ابن حبيب ضعيف قال يحيى : قال حجاج الأعور: رأيت عبد القدوس في زمن أبي جعفر على باب مدينة أبي جعفر وهو مغلق وكان لا يفتح حتى يصبح الناس جدا فجاء رجل إلى عبد القدوس وهو واقف بباب المدينة فقال له : أصلحك الله الحديث الذي حدثت به اعده علي أو نحو هذا من الكلام قاله يحيى فقال لا تتحروا ( كذا ) سببا فيه الروح عرضا . فقال له الرجل : أي شيء يعني بهذا ؟ فقال له عبد القدوس : هو الرجل يخرج من داره شبيه القسطرون . قلت ليحيى : ما يعني بهذا ؟ قال : أهل الشام يسمون الروشن والكنيف مخرج إلى خارج القسطرون . قلت : صحف فيه عبد القدوس وفسر تصحيفه ؛ لأن الحديث : "لا تتخذوا شيئا فيه الروح " ـ بضم الراء ـ " غرضا " ـ بالغين المعجمة .
قال النووي في شرح مسلم 1 / 114 : المراد بهذا المذكور بيان تصحيف عبد القدوس وغباوته واختلال ضبطه وحصول الوهم فى اسناده ومتنه ، فاما الاسناد فإنه قال : سويد بن عقلة بالعين المهملة والقاف وهو تصحيف ظاهر وخطأ بين وانما هو غفلة بالغين المعجمة والفاء المفتوحتين .
وأما المتن فقال : الروح ـ بفتح الراء ـ وعرضا ـ بالعين المهملة واسكان الراء ـ وهو تصحيف قبيح وخطأ صريح ، وصوابه : الروح بضم الراء وغرضا بالغين المعجمة والراء المفتوحتين ، ومعناه : نهى أن نتخذ الحيوان الذى فيه الروح غرضا أى : هدفا للرمى فيرمى إليه بالنشاب وشبهه .أهـ
قلت : وأما اللفظ الصحيح هو ما أخرجه مسلم ( 1957 ) وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وفيه : ( لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا ) .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
جزاكم الله خيرا ،، واصلوا وصلكم الله بهداه .
كتاب التمييز :
"و الجهة الأخرى أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثاً عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة بإسناد واحد و متن واحد ، مجتمعون على روايته في الإسناد و المتن ، لا يختلفون فيه في معنى ، فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه فيخالفهم في الإسناد أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ ، دون الواحد المنفرد و إن كان حافظاً ، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث ، مثل شعبة و سفيان بن عيينة و يحيى بن سعيد و عبدالرحمن بن مهدي و غيرهم من أئمة أهل العلم.
و سنذكر من مذاهبهم و أقوالهم في حفظ الحفاظ و خطأ المحدثين في الروايات ما يستدل به على تحقيق ما فسرت لك إن شاء الله.
غير أن أول ما نبدأ بذكره في هذا المعنى الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في تحريضه الناس على حفظ حديثه و تبليغ من سمعه إلى غيره كما سمعه و دعائه (4-أ) بالخير لمن فعل ذلك.
1- حدثنا محمد بن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن عبدالملك بن عمير ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وساقه.
2- حدثني زهير بن حرب ، أنا الوليد بن مسلم ، ثنا الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية ، حدثني أبو كبشة ، أن عبدالله بن عمرو حدثه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "بلغوا عني و لو آية ، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج".
3 ـ حدثنا هداب بن خالد ، ثنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "حدثوا عني و لا حرج ، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج". " .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة الثامنة :
قال مسلم رحمه الله ص 90 :
"و الجهة الأخرى أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثاً عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة بإسناد واحد و متن واحد ، مجتمعون على روايته في الإسناد و المتن ، لا يختلفون فيه في معنى ، فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه فيخالفهم في الإسناد أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ ، دون الواحد المنفرد و إن كان حافظاً ، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث ، مثل شعبة وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي وغيرهم من أئمة أهل العلم.
وسنذكر من مذاهبهم وأقوالهم في حفظ الحفاظ وخطأ المحدثين في الروايات ما يستدل به على تحقيق ما فسرت لك إن شاء الله.أهـ
انتقل مسلم رحمه الله إلى النوع الآخر ، وهو الخطأ غير الظاهر ، الذي يحتاج إلى مزيد معرفة واطلاع على كتب العلل وكتب الرجال ، وغير ذلك ، وأيضا معرفة مناهج العلماء المتقدمين لمعرفة ذلك .
فمن ذلك : ما رواه جماعة من الثقات الحفاظ عن الزهري ـ مثلا ـ أو غيره من أئمة الحديث ، رووا حديثا ، بلفظ ومتن معين ، فيأتي راو من الرواة فيخالفهم فيه عن الزهري لفظا أو معنى أو في كليهما ، فمما لا شك فيه أن رواية الحفاظ مقبولة في مقابل رد رواية هذا الذي دونهم في الحفظ والعدد ، وقد خالفهم ، فمثل هذه الحالة وما شابهها يقدم ما رواه الجماعة الحفاظ دون هذا الراوي الذي دونهم في الحفظ والعدد ، ولو كان هذه الراوي الذي انفرد من جملة الثقات ، بل ولو كان حافظا واحتفت القرائن بأنه خالفهم في روايته .
مثال ذلك :
1ـ ما رواه محمد بن عوف ، عن علي بن عياش قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به . في حديث دعاء الأذان بزيادة : إنك لا تخلف الميعاد .
هذا الحديث خرجه البخاري في صحيحه (1) وغيره دون هذه اللفظة ، وقد رواه عن علي بن عياش جماعة من الثقات الحفاظ دونها ( أي اللفظة المذكورة ) .
وقد وقعت هذه الزيادة عند البيهقي في السنن الكبير 1 / 410 فقال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو نَصْرٍ : أَحْمَدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَامِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِى وَعَدْتَهُ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ إِلاَّ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَيَّاشٍ.
ووقعت كذلك في كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 27 / 321 حيث قال :وروى البخاري عنه صلى الله عليه وسلم ... فذكره . وفيه : إنك لا تخلف الميعاد .
وكذلك وقعت لغيرهما .
وعلي بن عياش هو رواي الحديث عن شعيب ، وقد رواه عن علي ، جماعة من الثقات الحفاظ منهم أحمد بن حنبل ، والبخاري وغيرهما ، فخالفهم محمد بن عوف ـ وهو ثقة ـ فزاد اللفظة المذكورة ، وشذ عن بقية أصحاب علي بن عياش .
فلا يغرنك قول السخاوي في المقاصد الحسنة ص : وهو عند البيهقي في سننه فزاد في آخره مما ثبت عند الكشميهني في البخاري نفسه : إنك لا تخلف الميعاد .
2ـ وقال السيوطي في تدريب الراوي في مبحث الشاذ ـ نقلا عن ابن حجر:
مثاله : ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عوسجة ، عن ابن عباس أن رجلا توفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع وارثا إلا مولى هو أعتقه . الحديث . وتابع ابنَ عيينة على وصله ابنُ جريج وغيره وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس قال أبو حاتم : المحفوظ حديث ابن عيينة قال شيخ الإسلام ـ يعني ابن حجر ـ : فحماد بن زيد من أهل العدالة والضبط ، ومع ذلك رجح أبو حاتم رواية من هم أكثر عددا منه .
3ـ ومن أمثلته في المتن ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا : إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه قال البيهقي : خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه و سلم لا من قوله وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ .
_____________________
(1) جاءت هذه اللفظة في رواية الكشميهني لصحيح البخاري ، وهي شاذة أيضا ، فلم يروها أحد من رواة الصحيح غيره ، ولذلك لم يلتفت إليها الحافظ ابن حجر ، فلم يذكرها في الفتح على طريقته في جمع الزيادات من طرق الحديث ، ويؤيد ذلك أنها لم تقع في " أفعال العباد " للبخاري والسند واحد . ( وانظر إرواء الغليل 243 ) .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
بارك الله فيكم ، ونفع بكم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
تابع الحلقة الثامنة :
وكذلك من الأمثلة التي يرويها بعض الحفاظ ، وخالف فيها من هو أكثر عددا ، ووصفوا بالحفظ أيضا :
ما رواه مالك عن الزهري في الاضطجاع بعد الوتر ، وخالف الجماعة الذين قالوا : بعد ركعتي الفجر .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 3 / 44 : وأما ما رواه مسلم من طريق مالك ،عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم اضطجع بعد الوتر. فقد خالفه أصحاب الزهري ، عن عروة فذكروا الاضطجاع بعد الفجر ، وهو المحفوظ ..أهـ
قلت : ينطبق عليه ما ذكره مسلم هنا في كتاب التمييز : فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد و إن كان حافظاً ، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث، مثل شعبة ...
فقد روى مالك شيئا عن الزهري بخلاف ما رواه الحفاظ من أصحاب الزهري ، وإن كان مالك جبلا من جبال الحفظ ، بل إنه من أوثق الناس في الزهري ـ إن لم يكن أوثقهم فيه ـ إلا أنه خالف هنا وأتى بما لم يأته الحفاظ الآخرون ، والغلط لا يسلم منه أحد .
إلا أن ابن عبد البر قد دافع عن مالك في هذا فقال في التمهيد 8 / 122:
مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن".
إلى هاهنا انتهت رواية يحيى في هذا الحديث وجماعة الرواة للموطأ وأما أصحاب ابن شهاب فرووا هذا الحديث عن ابن شهاب بإسناده هذا فجعلوا الاضطجاع بعد ركعتي الفجر لا بعد الوتر وذكر بعضهم فيه عن ابن شهاب أنه كان يسلم من كل ركعتين في الإحدى عشرة ركعة ومنهم من لم يذكر ذلك وكلهم ذكر اضطجاعه بعد ركعتي الفجر في هذا الحديث وزعم محمد بن يحيى وغيره أن ما ذكروا من ذلك هو الصواب دون ما قاله مالك.
قال أبو عمر:
لا يدفع ما قاله مالك من ذلك لموضعه من الحفظ والاتقان وثبوته في ابن شهاب وعلمه بحديثه وقد وجدنا معنى ما قاله مالك في هذا الحديث منصوصا في حديثه عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس حين بات عند ميمونة خالته قال "فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين ثم ركعتين حتى انتهى إلى اثنتي عشرة ركعة قال ثم أوتر ثم اضجطع حتى أتاه المؤذن فصلى ركعتين". ففي هذا الحديث أن اضطجاعه صلى الله عليه وسلم كان بعد الوتر وقبل ركعتي الفجر على ما ذكر مالك في حديث ابن شهاب هذا ، فغير نكير أن يكون ما قاله مالك في حديث ابن شهاب وإن لم يتابعه عليه أحد من أصحاب ابن شهاب ، وقال محمد بن يحيى الذهلي في حديث ابن شهاب هذا عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا انفجر الصبح صلى ركعتين خفيفتين قال هكذا رواه معمر وعقيل وشعيب بن أبي حمزة لم ...أهـ
وقد رواه أيضا جماعة كسلمة بن كهيل عن كريب ، ولم يذكروا ما ذكره مخرمة ، وفي بعض حديث مخرمة من طريق آخر غير مالك اختلاف ، ففيه : فصلى إحدى عشرة ركعة ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدا فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين . فذكر الاحتباء ولم يذكر اضطجاعا .
قال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس ص 65 ( 17 ) :
وهذا حديث آخر
17 - رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ( كان النبي يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة وإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين )
ذكر أن النبي كان يركع ركعتي الفجر بعد اضطجاعه على شقه الأيمن وبعد إتيان المؤذن .
خالفه في لفظه جماعة منهم عقيل ويونس وشعيب بن أبي حمزة وابن أبي ذئب والأوزاعي وغيرهم رووه عن الزهري عن عروة عن عائشة فذكروا ( أنه كان يركع الركعتين ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه )
ذكروا أنه كان يركعهما قبل الاضطجعاع على شقه الأيمن وقبل إتيان المؤذن وزادوا في الحديث ألفاظا لم يأت بها منها ( أنه كان يسجد في صلاته بالليل قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية قبل أن يرفع رأسه )
وزاد الأوزاعي وابن أبي ذئب فيه ( أنه كان يسلم في كل ركعتين ) .أهـ
وقد نقل أبو العباس الداني كلام مسلم في التمييز ( قلت ـ أبو مالك المديني ـ : وهذا النص المنقول عن مسلم لم أجده في النسخ المطبوعة ، فهو من الجزء الساقط من المخطوط ) قال : وهم مالك في ذلك ، وخولف فيه عن الزهري . أطراف الموطأ : ل : 151 أ .
ورجح أبو العباس رواية الجماعة فقال : والمحفوظ ذكر ركعتي الفجر قبل الاضطجاع وكون الاضطجاع بعدهما .
فالقول الصواب أن مالكا وهم فيه ، ورواية الجماعة من الحفاظ أولى من الواحد المنفرد ، وإن كان مالكا ، على هذا مذهب أهل العلم كما قاله مسلم ، مثل شعبة وسفيان ويحيى القطان وابن مهدي وغيرهم ، والله أعلم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
لايمكن الجزم بصحة مارواه مالك رحمه الله وذلك لجواز النسيان والخطأ على الثقة .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
نعم ، وهذا قليل نادر لمثل مالك رحمه الله ، فهو من الحفاظ الأثبات .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
إعادة بخط كبير أوضح مما سبق .
تابع الحلقة الثامنة :
وكذلك من الأمثلة التي يرويها بعض الحفاظ ، وخالف فيها من هو أكثر عددا ، ووصفوا بالحفظ أيضا :
ما رواه مالك عن الزهري في الاضطجاع بعد الوتر ، وخالف الجماعة الذين قالوا : بعد ركعتي الفجر .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 3 / 44 : وأما ما رواه مسلم من طريق مالك ،عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم اضطجع بعد الوتر. فقد خالفه أصحاب الزهري ، عن عروة فذكروا الاضطجاع بعد الفجر ، وهو المحفوظ ..أهـ
قلت : ينطبق عليه ما ذكره مسلم هنا في كتاب التمييز : فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد و إن كان حافظاً ، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث، مثل شعبة ...
فقد روى مالك شيئا عن الزهري بخلاف ما رواه الحفاظ من أصحاب الزهري ، وإن كان مالك جبلا من جبال الحفظ ، بل إنه من أوثق الناس في الزهري ـ إن لم يكن أوثقهم فيه ـ إلا أنه خالف هنا وأتى بما لم يأته الحفاظ الآخرون ، والغلط لا يسلم منه أحد .
إلا أن ابن عبد البر قد دافع عن مالك في هذا فقال في التمهيد 8 / 122:
مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن".
إلى هاهنا انتهت رواية يحيى في هذا الحديث وجماعة الرواة للموطأ وأما أصحاب ابن شهاب فرووا هذا الحديث عن ابن شهاب بإسناده هذا فجعلوا الاضطجاع بعد ركعتي الفجر لا بعد الوتر وذكر بعضهم فيه عن ابن شهاب أنه كان يسلم من كل ركعتين في الإحدى عشرة ركعة ومنهم من لم يذكر ذلك وكلهم ذكر اضطجاعه بعد ركعتي الفجر في هذا الحديث وزعم محمد بن يحيى وغيره أن ما ذكروا من ذلك هو الصواب دون ما قاله مالك.
قال أبو عمر:
لا يدفع ما قاله مالك من ذلك لموضعه من الحفظ والاتقان وثبوته في ابن شهاب وعلمه بحديثه وقد وجدنا معنى ما قاله مالك في هذا الحديث منصوصا في حديثه عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس حين بات عند ميمونة خالته قال "فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين ثم ركعتين حتى انتهى إلى اثنتي عشرة ركعة قال ثم أوتر ثم اضجطع حتى أتاه المؤذن فصلى ركعتين". ففي هذا الحديث أن اضطجاعه صلى الله عليه وسلم كان بعد الوتر وقبل ركعتي الفجر على ما ذكر مالك في حديث ابن شهاب هذا ، فغير نكير أن يكون ما قاله مالك في حديث ابن شهاب وإن لم يتابعه عليه أحد من أصحاب ابن شهاب ، وقال محمد بن يحيى الذهلي في حديث ابن شهاب هذا عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا انفجر الصبح صلى ركعتين خفيفتين قال هكذا رواه معمر وعقيل وشعيب بن أبي حمزة لم ...أهـ
وقد رواه أيضا جماعة كسلمة بن كهيل عن كريب ، ولم يذكروا ما ذكره مخرمة ، وفي بعض حديث مخرمة من طريق آخر غير مالك اختلاف ، ففيه : فصلى إحدى عشرة ركعة ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدا فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين . فذكر الاحتباء ولم يذكر اضطجاعا .
قال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس ص 65 ( 17 ) :
وهذا حديث آخر
17 - رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ( كان النبي يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة وإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين )
ذكر أن النبي كان يركع ركعتي الفجر بعد اضطجاعه على شقه الأيمن وبعد إتيان المؤذن .
خالفه في لفظه جماعة منهم عقيل ويونس وشعيب بن أبي حمزة وابن أبي ذئب والأوزاعي وغيرهم رووه عن الزهري عن عروة عن عائشة فذكروا ( أنه كان يركع الركعتين ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه )
ذكروا أنه كان يركعهما قبل الاضطجعاع على شقه الأيمن وقبل إتيان المؤذن وزادوا في الحديث ألفاظا لم يأت بها منها ( أنه كان يسجد في صلاته بالليل قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية قبل أن يرفع رأسه )
وزاد الأوزاعي وابن أبي ذئب فيه ( أنه كان يسلم في كل ركعتين ) .أهـ
وقد نقل أبو العباس الداني كلام مسلم في التمييز ( قلت ـ أبو مالك المديني ـ : وهذا النص المنقول عن مسلم لم أجده في النسخ المطبوعة ، فهو من الجزء الساقط من المخطوط ) قال : وهم مالك في ذلك ، وخولف فيه عن الزهري . أطراف الموطأ : ل : 151 أ .
ورجح أبو العباس رواية الجماعة فقال : والمحفوظ ذكر ركعتي الفجر قبل الاضطجاع وكون الاضطجاع بعدهما .
فالقول الصواب أن مالكا وهم فيه ، ورواية الجماعة من الحفاظ أولى من الواحد المنفرد ، وإن كان مالكا ، على هذا مذهب أهل العلم كما قاله مسلم ، مثل شعبة وسفيان ويحيى القطان وابن مهدي وغيرهم ، والله أعلم .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
جزاكم الله خيرا ،، حجم هذا الخط أفضل مما سبق .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
بارك الله فيكم .
يمكن تكبير الخط أو الوضع العام لأي مجلس سواء كان رئيسيا أو فرعيا ، أو أي خط بـ : كنترول + أوتصغيره بـ : كنترول -
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
الحلقة التاسعة :
ثم ذكر مسلم مذاهب أهل العلم في حفظ الحفاظ وخطأ المحدثين
فقال مسلم رحمه الله :غير أن أول ما نبدأ بذكره في هذا المعنى الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في تحريضه الناس على حفظ حديثه و تبليغ من سمعه إلى غيره كما سمعه و دعائه (4-أ) بالخير لمن فعل ذلك .
-باب ما جاء في تحريض النبي صلى الله عليه وسلم في تحريض الناس على حفظ حديثه وتبليغه كما سمعه والدعاء له بالخير
1- حدثنا محمد بن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عبدالملك بن عمير، عن عبدالرحمن، عن أبيه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وساقه.
2- حدثني زهير بن حرب، أنا الوليد بن مسلم ، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني أبو كبشة، أن عبدالله بن عمرو حدثه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "بلغوا عني و لو آية، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج".
3 ـ حدثنا هداب بن خالد، ثنا همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "حدثوا عني و لا حرج، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج".أهـ
ـ في الاسناد الأول فيه شيخ مسلم ، محمد بن يحيى أبي عمر العدني ، وهو صاحب مسند معروف ، ( غير مطبوع ) يروي عن ابن عيينة .
ومسلم يروي عن ابن عيينة بواسطة واحد في الغالب ، لكن الثوري بواسطة اثنين .
والعدني ثقة ، ولا يقدح فيه كلام ابي حاتم : كانت فيه غفلة ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة ، و كان صدوقا .
فائدة : عبد الله بن مسعود الصحابي اشتهر له ولدان في الرواية : أبو عبيدة لكن لم يسمع منه ، وعبد الرحمن الراوي عنه هنا سمع منه شيئا يسيرا .
ـ أما الثاني : بلغوا عني ....
فهو حديث صحيح متفق عليه من حديث الأوزاعي به .
ـ الثالث :
أخرجه مسلم في صحيحه بنفس الإسناد
72 - ( 3004 ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي - قال همام أحسبه قال - متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
ورجح بعض الأئمة وقفه على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قفد نقل ابن حجر في الفتح 1 / 208 عن البخاري وغيره تصحيح وقفه .
وممن أعله بالوقف أبو داود ـ كما في تحفة الأشراف 3 / 408 ـ قال: وهو منكر، أخطأ فيه همام، هو من قول أبي سعيد، بعد أن عزاه المزي إلى أبي عوانة بقصة الكتابة.
وقال الخطيب في تقييد العلم ص 10 : تفرد همام برواية هذا الحديث ، عن زيد بن أسلم هكذا مرفوعا . وقد روي عن سفيان الثوري أيضا ، عن زيد . ويقال : إن المحفوظ رواية هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري من قوله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه .
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
-
رد: فوائد من كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
نرجو التوضيح
بارك الله فيكم .
توضيح ماذا ؟
-
فاختلف الشيخان ؛ البخاري ومسلم في حديث أبي سعيد الخدري الآنف الذكر .
البخاري يصحح وقفه ، ومسلم يصحح رفعه .
ـ وهداب بن خالد شيخ مسلم ، يقال عنه أيضا : هُدبة .
وهمام ـ شيخ هداب ـ هو ابن يحيى بن دينار العوذي ، ثقة إلا أن حديثه القديم كان يخطيء فيه أحيانا ، لعدم رجوعه لكتبه ، فلما كبر سنه ، كان يرجع إلى كتبه ، فحديثه الأخير أصح من حديثه القديم ، قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 11 / 70 : قال الحسن بن على الحلوانى : سمعت عفان يقول : كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه ، وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه ، ثم رجع بعد فنظر فى كتبه فقال : يا عفان كنا نخطىء كثيرا ، فنستغفر الله تعالى . انتهى . وهذا يقتضى أن حديث همام بآخره أصح ممن سمع منه قديما ، و قد نص على ذلك أحمد بن حنبل .أهـ
قلت : هذا عكس أكثر الرواة ، فعادة الرواة أن حديثهم القديم أصح من حديثهم الأخير لكبر سنهم وما يعتريهم من خلط ووهم ، ولا أعلم راويا حديثه الأخير أصح من حديثه القديم إلا هذا ، والله أعلم .
-
وفي إسناد الحديث الثاني : أبو كبشة ، هو السلولي الشامي ، تابعي ثقة روى له ( خ د ت نسا ) معروف بكنيته ، ولا يعرف اسمه ، كما قاله البخاري ومسلم وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
وقال المزى :
ذكره أبو زرعة الدمشقى فى الطبقة الثانية من تابعى أهل الشام ...
وقال عبد الغنى بن سعيد المصرى فى الأوهام التى أخذها على الحاكم أبى عبد الله فى كتاب " المدخل " : قال : قال أبو كبشة السلولى : اسمه البراء بن قيس .
وهذا وهم لأن أبا كبشة السلولى يعد فى الشاميين وهو من هوازن ، وهوازن ترجع إلى مضر ، والبراء بن قيس كوفى من السكون ، والسكون من اليمن ، والبراء بن قيس يكنى أبا كيسة مثلها فى الخط إلا أنه بالياء باثنتين من تحتها والسين المهملة .
-
الحلقة العاشرة :
قال مسلم رحمه الله :
باب ما جاء في التوقي في حمل الحديث وأدائه والتحفظ من الزيادة فيه والنقصان :
4- حدثنا ابن نمير، ثنا أبو خالد الأحمر، عن أبي مالك، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال: "بُني الإسلام على خمسة، على أن يوحد الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج" فقال رجل: الحج و صيام رمضان، فقال: "لا، صيام رمضان و الحج" هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- حدثنا محمد بن رافع، ثنا عبدالرزاق، أنا معمر، عن عثمان بن بزدويه ( صوابه : يزدويه بالياء ) ، عن جعفر بن روذي، سمعت عبيد بن عمير و هو يقص - يقول، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "مثل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين"، فقال ابن عمر: ويلكم لا تكذبوا على رسول الله. إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين".
6- حدثنا الحُلواني، ثنا محمد بن بشر، ثنا خالد بن سعيد قيل لمحمد: من ذكرت يا أبا عبدالله؟ قال: الثقة، الصدوق، المأمون خالد بن سعيد أخو إسحاق ابن سعيد - عن أبيه، قال: ما رأيت أحداً كان أشد اتقاء للحديث من ابن عمر.
7- حدثنا يحيى بن حبيب قال: ثنا بشر بن المفضل، ثنا ابن عون، عن مسلم أبي عبدالله، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون، قال: ما أخطأني خميس إلا آتي فيه عبدالله بن مسعود، و ما سمعته لشيء قط يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كان عشية، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نكس فرفع بصره - أو قال: رأسه - و إني لأنظر إليه... فذكر الحديث.أهـ
قلت : يبين مسلم رحمه الله من خلال ما أوره تحت هذا الباب ، حرص السلف رحمهم الله على مدى توقيهم وحذرهم الشديد عند تحمل الأحاديث وأدائها وإتقان التحديث وعدم الزيادة والنقصان فيها والتحفظ في ذلك ، وأداء الحديث كما سمعوه بدقة متناهية منقطعة النظير .
ـ في الحديث الأول :
ـ ابن نمير ، هو : محمد بن عبد الله بن نمير ( ت 234 ) كوفي ، ثقة حافظ إمام له كلامم في الجرح والتعديل ، وكانا أحمد وابن معين يقدمانه في حفظه على الكوفيين .
ـ أبو خالد الأحمر هو: سليمان بن حيان الأزدى ، صدوق لكنه يخطيء ، كما قاله الحافظ ابن حجر .
ـ أبو مالك هو : سعد بن طارق الأشجعي الكوفي ، وهو ثقة .
والحديث أخرجه مسلم ( 16 ) بطوله ، والبخاري بدون شطره الأخير ( أي : دون قول الرجل ومراجعة ابن عمر له ) .
ـ أما الحديث ففيه دلالة على ما بوبه مسلم رحمه الله من التوقي والحذر عند التحديث وعدم الزيادة والنقصان ، بل عدم التقديم والتأخير في الحديث ، بل أداؤه على النحو الذي حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذلك من قول الرجل : الحج وصيام رمضان . فراجعه ابن عمر ، وقال : لا ، صيام رمضان والحج . ثم علل مراجعته للرجل فقال : هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي الحديث الثاني :
في إسناده شيخ مسلم محمد بن رافع ، وقد أكثر عنه مسلم في صحيحه .
وعبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب المصنف ، وهو معروف ثقة ، إلا أنه عمي فتغير ، فكان يخطيء إذا حدث من حفظه بعدما عمي ، فكان يلقن ويحدث بأحاديث ليست من كتبه ، وإذا حدث من كتبه فهو ثقة ، فمن سمع منه بعدما عمي فينظر في حديثه هل وافق الثقات أم لا ؟ فإن وافقهم فحديثه مقبول ، وإلا فلا .
ـ وعثمان بن يزدويه أبو عمر ، ذكره ابن حبان في الثقات 5 / 156 ، وهو مجهول . وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 173 : عثمان بن يزدويه الصنعانى أبو عمر وروى عن انس وعمر ابن عبد العزيز ويعفر بن روذى ووهب بن منبه وسعيد بن جبير روى عنه امية بن شبل ومعمر بن راشد سمعت أبى يقول ذلك، قال أبو محمد روى عنه عبد العزيز بن ابى رواد
.ـ وكذا يعفر ، مجهول ، أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعيديلا ، قال : يعفر بن روذى روى عن ابن عمر ، روى عنه عثمان بن يزدويه سمعت أبى يقول ذلك.
ـ الرابضة : العاجزة .انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 2 / 460 .
ـ العائرة : المترددة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع . انهاية 2 / 718 .
كلمة : ويلكم ، لا شيء فيها ، وحديث : ويل واد في جهنم . لا يصح .والله أعلم .
قال العلامة بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية :
ويلك : قال البخاري في صحيحه : باب ما جاء في قول الرجل : ويلك . وساق فيه تسعة أحاديث ورد فيها جريان هذه اللفظة على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وأراد - رحمه الله تعالى - بهذا : التنكيت على ضعف الحديث الوارد في النهي عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها في قصة : (( لا تجزعي من الويح فإنه كلمة رحمة ، ولكن اجزعي من الويل )) . أخرجه الخرائطي في : مساوئ الأخلاق . بسند واهٍ ، وهو آخر حديث فيه . ا هـ ملخصاً من كلام الحافظ في الفتح .
وفي حياة الحيوان قال : ( هذه الكلمة - ويلك - أصلها لمن وقع في هلكة ، فقال له ذلك ؛ لأنه كان محتاجاً قد وقع في جهد وتعب . وقيل : هذه الكلمة تجري على اللسان ، وتستعمل من غير قصد إلى ما وضعت له أولاً ، وهي كقولهم : لا أم له . لا أب له . تربت يداك ، قاتله الله . عقرى . حلقى . وما أشبه ذلك ) انتهى .
-
اتضح ما سبق جزاكم الله خيرا ،،
-
تابع الحلقة العشرة :
وفي الحديث الثالث في هذا الباب أورد مسلم أثرا عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ـ وهو ثقة ت بعد 120 ـ عن ابن عمر في اتقائه للحديث وروايته ، فقال: ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عمر .
وهذا الأثر أخرجه البغوي في معجم الصحابة ( 1441 ) من طريق محمد بن بشر به .
وقد قال الزبير بن بكار ـ كما في معجم الصحابة للبغوي 3 / 475 ـ وتاريخ دمشق 31 / 121 : وكان ابن عمر يتحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله ..
ومن طريق مجاهد قال : صحبت ابن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا . أخرجه البغوي ( 1442 ) ، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 557 ، وابن عساكر في تاريخه 31 / 123 .
-
شيخنا الكريم ابا مالك
الا يمكن رفع الشرح الصوتى لكم هنا
فيكون مع الكتابه انفع
وجزاك الله خيرا
-
بارك الله فيكم .
الشرح مسجل بالصوت والصورة عند بعض إخواننا ، والله المستعان .
-
وفي الحديث الرابع في الباب نفسه : عن عمرو بن ميمون قال : ما أخطاني أو قلما أخطاني ابن مسعود خميسا (عشية خميس) الا أتيته قال : فما سمعته لشيء قط يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلما كان ذات عشية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : فنكس ( أي خاف ووجل مخافة الخطأ ) ، قال : فنظرت إليه وهو قائم محلول أزرار قميصه قد اغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه فقال : أو دون ذاك أو فوق ذاك أو قريبا من ذاك أو شبيها بذاك . الحديث . وأخرجه أحمد (4321) وغيره من طريق عبد الله بن عون به .
وفي إسناده مسلم أبو عبد الله ، وهو مسلم بن عمران ، المعروف بمسلم البطين ـ وهو ثقة معروف ، ويقال له : ابن أبي عمران الكوفي ، روى له الجماعة (ع ) ـ يروي عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التميمي الثقة ، عن أبيه ، وإسناد الأثر صحيح .
فائدة : إذا وجد إبراهيم بن يزيد ، عن أبيه ، فهو التميمي ، أما إبراهيم بن يزيد النخعي فلا يعرف رواية عن أبيه ، والله أعلم .
- قال عبد الله بن أحمد : حدثني أبي قال : حدثنا هشيم ، قال : زعم لي بعضهم قال : كتب الحجاج ( بن يوسف الثقفي ) أن يؤخذ إبراهيم بن يزيد إلى عامله ، فلما أتاه الكتاب قال : فكتب إليه أن قبلنا إبراهيم بن يزيد التيمي ، وإبراهيم بن يزيد النخعي ، فأيهما يأخذ ؟ قال : فكتب أن يأخذهما جميعًا . قال هشيم : أما إبراهيم النخعي فلم يوجد حتى مات ، وأما إبراهيم التيمي ، فأخذ ، فمات في السجن. "العلل ومعرفة الرجال" برقم (16).
-
-
-
الحلقة الحادية عشرة :
-استعمال كلمة (أو كما قال) عند رواية الحديث
قال مسلم رحمه الله :
8- حدثنا يحيى بن يحيى ، ثنا سُليم بن أخضر، عن ابن عون ، عن محمد أن أنس بن مالك : كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً، كان يقول: أو كما قال.
9- حدثنا أسحاق بن إبراهيم، أنبأ الفضل بن موسى ثنا الحسين بن واقد، عن الرديني بن أبي مجلز، عن أبيه، عن قيس بن عباد. قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثاً فرد كما سمع، فقد سلم.
10- حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدرامي، ثنا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدثني بكير بن الأشج، قال، قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله، و تحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله، ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم. فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
11- [4ب] حدثنا إسحاق بن إبراهيم و ابن رافع و عبد بن حميد. قالوا: ثنا عبدالرزاق، ثنا معمر، عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله، عن ابن عباس، قال: فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه فلما فرغ من أذانه، قام عمر، فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله. ثم قال: أما بعد، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن وعاها و عقلها و علمها و حفظها، فليتحدث بها حيث ينتهي به. و من خشي أن لا يعيها فإن لا أحل لأحد أن يكذب عليّ.
12- حدثنا أبو بكر بن نافع، ثنا عمر بن علي، عن هشام عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، ثم لقيت عبدالله ابن عمرو على رأس الحول، فسألته، فرد علي الحديث كما حدث. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله جل وعز لا ينتزع العلم".
13- حدثنا إسحاق، أخبرنا مروان يعني - ابن معاوية - ثنا الأعمش، عن عمارة ابن عمير قال: إن كان أبو معمر عبدالله بن سخبرة ليلحق أبا برزة أن يسمع منه.أهـ
قلت :
في الحديث (8) حدث مسلم رحمه الله ، عن يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري ، وهو ثقة معروف أكثر عنه مسلم رحمه الله في الصحيح وغيره ، قال المزي في تهذيبه : وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " وقال : أوصى بثياب بدنه لأحمد بن حنبل ، فكان أحمد يحضر الجماعات فى تلك الثياب ، مات فى آخر صفر سنة ست وعشرين .
قلت : يحيى بن يحيى النيسابوري هذا ، يختلف عن يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي ـ وهو ثقة أيضا معروف ـ راوي موطأ مالك ، فالأول له رواية عند البخاري مسلم الترمذي النسائي ، أما الثاني راوي الموطأ فليس له رواية عند أحد من أصحاب الكتب الستة .
فائدة تتعلق بـ : يحيى الأندلسي ـ : يحيى بن يحيى الليثي راوي الموطأ أطلق عليه مالك عاقل الأندلس ، لأنه كان يجلس في مجلس مالك رحمه الله ، فدخل فيل المدينة النبوية ، فقام الطلبة من مجلس مالك لمشاهدة الفيل إلا يحيى الليثي ، فتعجب منه مالك وقال : لمَ لمْ تذهب لتشاهد الفيل ؟! فقال : جئتك لأسمع الحديث ، لا لأشاهد الفيل . فقال له مالك : أنت عاقل الأندلس .
فسمي بعد ذلك : عاقل الأندلس .
ـ وسليم بن أخضر البصري ثقة ضابط (ت 180) .
ـ يرويه عن عبد الله بن عون ، ( سبق الكلام عنه ) .
ـ يرويه عن محمد بن سيرين التابعي المشهور الثقة الحافظ ( ت 110 ) .
والأثر إسناده صحيح إلى أنس رضي الله عنه ، أنه كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : أو كما قال . أخرجه ابن ماجه ( 24 ) وغيره .وصححه الألباني رحمه الله .
وهكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم ، فثبت عن كثير منهم ذلك .
قال ابن الصلاح في مقدمته تحت النَّوْعُ السَّادِسُ وَالْعِشْرينَ فِي صِفَةِ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ ، وَشَرْطِ أَدَائِهِ ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ :
ينبغي لمن يروي حديثا بالمعنى أن يتبعه بأن يقول أو كما قال أو نحو هذا وما أشبه ذلك من الألفاظ روي ذلك من الصحابة عن ابن مسعود وأبي الدرداء وأنس .
قال الخطيب : والصحابة أرباب اللسان وأعلم الخلق بمعاني الكلام ولم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوفا من الزلل لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر .أهـ من كلام ابن الصلاح .
-
تابع الحلقة الحادية عشرة :
وفي الأثر التاسع :
إسناده لا بأس به
يرويه مسلم عن شيخه ابن راهويه ـ وهو ثقة إمام معروف ـ وفيه قوله : أنبأنا ، ولعله خطأ من الناسخ أو غيره ، فابن إسحاق معروف في الرواية بـ : أخبرنا .
والفضل بن موسى ثقة له بعض الغرائب ، والحسين بن واقد كذلك ثقة له أوهام ، والرديني ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، وقال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام : ما أعلم به بأسا. وذكره ابن حبان في الثقات .
وأبو مجلز هو لاحق بن حميد ثقة معروف ، وقيس بن عُباد ، ثقة مخضرم وعده بعضهم في الصحابة فوهم .
وقد بلغ المخضرمون نحوًا من أربعين شخصا منهم : ( أويس القرني ـ الأحنف بن قيس ـ قيس بن أبي حازم ـ أبو رهم ـ أسلم مولى عمر ـ زر بن حبش ـ عبد خير ـ أبو رجاء العطاردي ـ أبو وائل الأسدي ـ سويد بن غفلة ـ أبو عثمان النهدي ) والمخضرم هو : الذي أدرك الجاهلية وزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره أو يلقه ، وليست له صحبة ؛ لأنه متردد بين طبقتين لا يدري من أيهما ، هو من قولهم : لحم مخضرم لا يدري من ذكر هو أو أنثى ـ كما في المحكم والصحاح ـ وطعام مخضرم ليس بحلو ولا مر. انظر : تدريب الراوي .
والأثر أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص 538 ، والخطيب في الكفاية ص 172، وبوب قبله بـ : باب ما جاء في رواية الحديث على اللفظ ومن رأى ذلك واجبا .
ـ أما الأثر العاشر :
فيرويه مسلم عن الدارمي صاحب السنن ( المسند ) وهو إمام معروف ت 255 ، وهو يختلف عن عثمان بن سعيد الدارمي صاحب الرد على الجهمية ، وهو إمام أيضا معروف ت 280 .
ومروان بن محمد بن حسان الأسدي الدمشقي ، ثقة .
والليث بن سعد الفهمي إمام ثقة حافظ ، ت 175 ، وقد روى له الجماعة (ع) .
وبكير بن الأشج مولى بني مخزوم نزيل مصر ، ثقة ، ت 120 تقريبا .
وبسر بن سعيد مدني ثقة ثبت جليل ت 100 ( ع ).
وكعب المذكور المعروف بكعب الأحبار ، وهو كعب بن ماتع الحميري ، قال عنه الذهبي في السير : العَلاَّمَةُ، الحَبْرُ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً، فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدِمَ المَدِيْنَةَ مِنَ اليَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَجَالَسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الكُتُبِ الإِسْرَائِيْلي َّةِ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ ، وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصَّحَابَةِ. وَكَانَ حَسَنَ الإِسْلاَمِ، مَتِيْنَ الدّيَانَةِ، مِنْ نُبَلاَءِ العُلَمَاءِ.أهـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة النمل، بعدما أورد طائفة من الأخبار في قصة ملكة سبأ مع سليمان عيله السلام: والاقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحفهم، كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الاوابد والغرائب والعجائب، مما كان ومما لم يكن، ومما حرف وبدل
ونسخ، وقد أغنانا الله بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ، ولله الحمد والمنة.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
الحلقة الحادية عشرة :
9- حدثنا أسحاق بن إبراهيم، أنبأ الفضل بن موسى ثنا الحسين بن واقد، عن الرديني بن أبي مجلز، عن أبيه، عن قيس بن عباد. قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثاً فرد كما سمع، فقد سلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
يرويه مسلم عن شيخه ابن راهويه ـ وهو ثقة إمام معروف ـ وفيه قوله : أنبأنا ، ولعله خطأ من الناسخ أو غيره ، فابن إسحاق معروف في الرواية بـ : أخبرنا .
" ابن راهويه رحمه الله تعالى :
هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن التميمي ، جمع بين الفقه والحديث والورع ، وكان أحد أئمة الإسلام .
وابن راهويه لقب أبيه ، وإنما لُقب به لأنه ولد في طريق مكة ، والطريق بالفارسية ( راه ) ، و( ويه ) بمعنى وجد ، هكذا يقول ابن خلكان .(إعجام الأعلام ) ."
-منـــقول-
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
يرويه مسلم عن شيخه ابن راهويه ـ وهو ثقة إمام معروف ـ وفيه قوله : أنبأنا ، ولعله خطأ من الناسخ أو غيره ، فابن إسحاق معروف في الرواية بـ : أخبرنا .
سؤال :
هل قولكم : " ولعله خطأ من الناسخ أو غيره " ، لأن مسلم رحمه الله يذكر عبارات مشائخه فهو يفرق بينهما أي بين أنبأنا وأخبرنا وكذلك أيضا حدثنا ؟ بينما البخاري رحمه الله لا يفرق بينهما ، أليس كذلك ؟
-
بارك الله فيكم .
بلى ، وكذلك فإن ابن راهويه وجماعة من أهل العلم كانوا من المعروف عنهم أنهم يحدثون بصيغة أخبرنا .
قال الخطيب في الجامع : " الشافعي : « إذا قرأ عليك المحدث فقل : حدثنا وإذا قرأت عليه فقل أخبرنا » . وهذا الذي قاله الشافعي مذهب جماعة من أهل العلم وروي من المتقدمين عن عبد الملك بن جريج المكي وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وكان حماد بن سلمة وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون ويحيى بن يحيى النيسابوري وإسحاق بن راهويه وعمرو بن عون وأبو مسعود أحمد بن الفرات ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه : أخبرنا ، ولا يكادون يقولون : حدثنا .
وقال أيضا في "الكفاية" : وقد كان جماعة من أهل العلم لا يكادون يخبرون عما سمعوه من الشيخ إلا بقولهم : أخبرنا، ومنهم حماد بن سلمة، وابن المبارك، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، ويحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن راهويه، وآخرون كثيرون.
-
-
آمين ، بورك فيكم وفي جهودكم .