-
الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
```````````````````````````
( 1 )
من هو ابن عربي ؟
هل يمكن أن توضح من هو ابن عربي ...؟
الجواب :
الحمد لله
من هو ابن عربي ؟
هو الصوفي الجلد ، بل هو من غلاة الصوفية :
محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي
ويعرفنا العلماء بحاله إجابة عن سؤال طرح عليهم ،
وهذا نصه :
ما يقول السادة أئمة الدين وهداة المسلمين في كتاب أُظهر للناس ،
زعم مصنفه أنه وضعه وأخرجه للناس ،
بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، في منامٍ زعم أنه رآه ،
وأكثر كتابه ضدّ لما أنزل الله من كتبه المنزّلة ،
وعكس وضدّ لما قاله أنبياؤه .
فمما قال فيه :
إن آدم إنّما سمّي إنساناً ،
لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين ،
الذي يكون به النظر .
وقال في موضع آخر :
إن الحقّ المنزّه ، هو الخلق المشبّه .
وقال في قوم نوح :
إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق ،
لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا .
ثم قال :
إن للحقّ في كلّ معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ،
ويجهله من يجهله ،
فالعالم يعلم من عبد ،
وفي أي صورة ظهر حين عُبد ،
وإن التفريق والكثرة ،
كالأعضاء في الصورة المحسوسة .
ثم قال في قوم هود :
إنهم حصلوا في عين القرب ، فزال البعد ،
فزال به حر جهنم في حقهم ،
ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق ،
فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة
وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها ،
وكانوا على صراط مستقيم .
ثم أنكر فيه حكم الوعيد
في حقّ من حقّت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد .
فهل يكفر من يصدّقه في ذلك ،
أو يرضى به منه ، أم لا ؟
وهل يأثم سامعه إذا كان بالغاً عاقلاً ،
ولم ينكره بلسانه أو بقلبه ، أم لا ؟
أفتونا بالوضوح والبيان ،
كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك ،
فقد أضر الإهمال بالجهال .
" عقيدة ابن عربي وحياته "
لتقي الدين الفاسي ( ص 15 ، 16 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ونذكر أجوبة بعض العلماء :
قال القاضي بدر الدين بن جماعة :
هذه الفصول المذكورة ، وما أشبهها من هذا الباب :
بدعة وضلالة ، ومنكر وجهالة ،
لا يصغي إليها ولا يعرّج عليها ذو دِين .
ثم قال :
وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام ،
بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته .
وقوله في آدم : أنه إنسان العين ،
تشبيه لله تعالى بخلقه ،
وكذلك قوله : الحق المنزه ، هو الخلق المشبّه
إن أراد بالحق رب العالمين ، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه .
وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد :
فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد .
وكذلك قوله في قوم نوح وهود :
قول لغوٍ باطل مردود
وإعدام ذلك ، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب ،
من أوضح طرق الصواب ،
فإنها ألفاظ مزوّقة ، وعبارات عن معان غير محققة ،
وإحداث في الدين ما ليس منه ،
فحُكمه : رده ، والإعراض عنه .
" المرجع السابق " ( ص 29 ، 30 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال خطيب القلعة
الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي :
الحمد لله ،
قوله : فإن آدم عليه السلام ، إنما سمّي إنساناً :
تشبيه وكذب باطل ،
وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر ،
لا يقر قائله عليه ،
وقوله : إن الحق المنزّه : هو الخلق المشبّه ،
كلام باطل متناقض وهو كفر ،
وقوله في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ،
افتراء على الله وردّ لقوله فيهم ،
وقوله : زال البعد ، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً :
كذب وتكذيب للشرائع ،
بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب .
وأمّا من يصدقه فيما قاله ، لعلمه بما قال :
فحكمه كحكمه
من التضليل والتكفير إن كان عالماً ،
فإن كان ممن لا علم له :
فإن قال ذلك جهلاً : عُرِّف بحقيقة ذلك ،
ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن .
وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد :
كذب وردّ لإجماع المسلمين ،
وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة ،
فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة ،
أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين ،
ومنكر ذلك يكفر ،
عصمنا الله من سوء الاعتقاد ، وإنكار المعاد .
" المرجع السابق " ( ص 31، 32 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال ابن تيمية :
وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين ،
أن من قال عن أحد من البشر : إنه جزء من الله ،
فإنه كافر في جميع الملل ،
إذ النصارى لم تقل هذا ،
وإن كان قولهم من أعظم الكفر ،
لم يقل أحد :
إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق ،
ولا إن الخالق هو المخلوق ،
ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه .
وكذلك قوله :
إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام ،
لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها ،
هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل ،
فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم
نهوا عن عبادة الأصنام ،
وكفّروا من يفعل ذلك ،
وأن المؤمن لا يكون مؤمناً ،
حتى يتبرأ من عبادة الأصنام ،
وكل معبود سوى الله ،
كما قال الله تعالى :
{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه
إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم
ومما تعبدون من دون الله
كفرنا بكم
وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً
حتّى تؤمنوا بالله وحده }
[ الممتحنة / 4 ] ،
- واستدل على ذلك بآيات أخر - ،
ثم قال :
فمن قال إن عبّاد الأصنام ،
لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها :
أكفر من اليهود والنصارى ،
ومن لم يكفّرهم :
فهو أكفر من اليهود والنصارى ،
فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام ،
فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام
جاهلاً من الحق بقدر ما ترك منها ؟!
مع قوله :
فإن العالم يعلم من عبد ،
وفي أي صورة ظهر حين عبد ،
فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة ،
وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية ،
فما عبد غير الله في كل معبود ،
بل هو أعظم كفراً من عبّاد الأصنام ،
فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط ،
كما قالوا:
{ ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى }
[ الزمر / 40 ] ،
وقال تعالى :
{ أم اتخذوا من دون الله شفعاء
قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون }
[ الزمر /43 ]
وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض ، وخالق الأصنام ،
كما قال تعالى :
{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض
ليقولنّ الله }
[ الزمر / 38 ] .
" المرجع السابق " ( ص 21 - 23 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال شيخ الإسلام أيضاً :
وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام ،
لمّا قدم القاهرة ، وسألوه عن ابن عربي ،
قال :
هو شيخ سوء مقبوح ، يقول بقدم العالم ، ولا يحرم فرجاً أ.هـ
فقوله بقدم العالم ؛ لأن هذا قوله ، وهو كفر معروف
فكفّره الفقيه أبو محمد بذلك ،
ولم يكن ـ بعد ـ ظهر من قوله : أن العالم هو الله ،
وأن العالم صورة الله وهوية الله ،
فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم
الذي يثبتون واجباً لوجوده
ويقولون أنه صدر عنه الوجود الممكن.
وقال عنه من عاينه من الشيوخ :
أنه كان كذاباً مفترياً ،
وفي كتبه مثل "الفتوحات المكية "
وأمثالها من الأكاذيب مالا يخفى على لبيب .
ثم قال:
ولم أصف عُشر ما يذكرونه من الكفر ،
ولكن هؤلاء التبس أمرهم على يعرف حالهم ،
كما التبس أمر القرامطة الباطنية ،
لما ادعوا أنهم فاطميون ،
وانتسبوا إلى التشيع ،
فصار المتشيعون مائلين إليهم ،
غير عالمين بباطن كفرهم.
ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين :
إما زنديقاً منافقاً ،
أو جاهلاً ضالاً
هؤلاء الاتحادية ،
فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم ،
ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أُخذ قبل التوبة ،
فإنه من أعظم الزنادقة ،
الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ،
وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام ،
ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ،
أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم ،
أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ،
أو كره الكلام فيهم ،
وأخذ يعتذر عنهم أو لهم
بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ،
.........
وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق ،
بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم
، ولم يعاون على القيام عليهم ،
فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ؛
لأنهم أفسدوا العقول والأديان ،
على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء ،
وهم يسعون في الأرض فساداً ،
ويصدون عن سبيل الله ،
فضررهم في الدين
أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ،
كقطاع الطريق ،
و كالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ،
ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ،
فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .
ثم قال :
ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم :
عُرِّف حالهم ، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار،
وإلا ألحق بهم وجعل منهم .
وأما من قال :
لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ،
فإنه من رؤوسهم وأئمتهم ،
وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً :
فهو أكفر من النصارى.
باختصار " المرجع السابق " ( ص 25 - 28 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال ابن حجر :
أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ،
شيئاً من كلام ابن عربي المشكل ،
وسأله عن ابن عربي ،
فقال له شيخنا البلقيني :
هو كافر .
" المرجع السابق " ( ص 39 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال ابن خلدون :
ومن هؤلاء المتصوفة :
ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ،
ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ،
ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ،
مشحونة من صريح الكفر ،
ومستهجن البدع ،
وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ،
مما يستغرب الناظر فيها
من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة .
" المرجع السابق " ( ص 41 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال السبكي :
ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين ،
كابن العربي وأتباعه ،
فهم ضلّال جهال ،
خارجون عن طريقة الإسلام ،
فضلاً عن العلماء .
" المرجع السابق " ( ص 55 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي :
لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة
على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ،
وكذلك " فتوحاته المكية " ،
فإن صحّ صدور ذلك عنه ،
واستمر عليه إلى وفاته :
فهو كافر
مخلد في النار بلا شك .
" المرجع السابق " ( ص / 60 ) .
وبعد ،
فهل يستطيع عاقل
أن يسمي هؤلاء الجهابذة من العلماء
بأنهم لم يفهموا ابن عربي
فإذا لم يفهمه هؤلاء
فمن يفهمه إذاً . ؟
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
حادثة فيها عبرة
قال الفاسي :
وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة ، القاضي
شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي
يقول:
جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي
منازعة كثيرة في أمر ابن عربي ،
حتى نلتُ منه لسوء مقالته ،
فلم يسْلَ ذلك بالرجل المنازع لي في أمره ،
وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر ،
بأمر غير الذي تنازعنا فيه ، ليتعب خاطري ،
فقلت له : ما للسلطان في هذا مدخل !
ألا تعالَ نتباهل ،
فقلَّ أن تباهل اثنان ، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب ،
قال : فقال لي : بسم الله ،
قال : فقلت له : قل :
اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك ،
فقال ذلك ،
وقلت أنا :
اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك ،
وافترقنا ،
قال : ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة ،
فقال لنا : مرّ على رجلي شيء ناعم ،
فانظروا فنظرنا فقلنا : ما رأينا شيئاً ،
قال : ثم التمس بصره ، فلم يرَ شيئاً .
( أي أصابه الله بالعمى )
هذا معنى ما حكاه لي
الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني .
" المرجع السابق " ( ص 75 ، 76 ) .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
فهذه بعض ضلالات الرجل وخزعبلاته
لمن أراد الحق أو أراد أن يتبع سبيل الرشاد ،
فهو مهرطق زنديق
لم يسبق زمانه إلا بالضلال والكفر ،
وليس له نور وحكمة
بل هو في ظلمة الجهل .
وقد سقنا إليك من كلام العلماء غير ابن تيمية
ما يبين كفر ابن عربي
حتى لا تظن أن شيخ الإسلام انفرد بتكفيره
ونحن نسألك بالله الذي لا إله إلا هو
هل الذي يقول إن المخلوق جزء من الخالق
هو إنسان مسلم ؟
بناء على جوابك تعرف حقيقة إسلامك ،
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
الإسلام سؤال وجواب
انتهى مختصرا
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 2 )
ملاحظات على أفكار صوفية
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه ( * )
( 2 ) ما هو ابن عربي ؟!!
يكثر المتصوفة من الاعتذار لابن عربي، مع ما جاء عنه من قول بالحلول والاتحاد والوحدة، لأجل:
- الإبقاء عليه ضمن دائرة التصوف؛ فهو يمثل عمق التصوف وحقيقته، ومشكلته عندهم:
أنه أفصح بوضوح عن الفكرة الصوفية، كما هي؛
وبذلك أحرج المتصوفة:
- فبراءتهم منه يعني إبطال حقيقة التصوف، القائم على الحلول والاتحاد والوحدة. وهذا يحرجهم مع الفكرة، ومع أنفسهم.
- وقبولهم به يعني الاعتراف بأن فكره هو التصوف الحقيقي. وهذا يحرجهم مع غير المتصوفة، فلا يستطيعون ترويج الفكرة، ولا الذب عن أنفسهم.
ما وجدوا من هذا الحرج مخرجا إلا أن يقولوا:
- أن كلامه دقيق، لا يفهمه أحد من خارج التصوف،
بل فهمه يحتاج إلى شروط صوفية،
وهو أن يرتقي السالك في المنازل والمعارج،
حتى يصل إلى مرتبة يصح له فيها فهم الكلام الصوفي.
وهكذا تخلصوا، ولو ظاهريا، من إلزامهم بالفكرة الحلولية،
بدعواهم دقة كلام ابن عربي،
واحتفظوا في الوقت نفسه بالصلة بينهم وبين هذه الفكرة،
بتعظيم ابن عربي وكلماته.
هذه الطريقة المترددة بين وجهين من الكلام،
هي طريقة ابن عربي نفسه،
فمرة يقول الكلام، ثم يكر عليه ليأتي بضده،
وهو بذلك سهل لأتباعه التزام العذر له...
سئل مرة عما يعنيه بقوله:
يا من يراني ولا أراه **** كم ذا أراه ولا يراني
يشير بذلك إلى مذهبه في وحدة الوجود،
وأنه يرى الحق متجليا في صور أعيان الممكنات،
ولا يراه الحق؛ لأنه هو المتجلي في صورته،
فأجاب من فوره:
يا من يراني مجرما **** ولا أراه آخذا
كم ذا أره منعما **** ولا يراني لائذا(7).
يقول محقق كتاب الفصوص أبو العلا عفيفي،
وهو تلميذ المستشرق الإنجليزي نـيــكلسون:
"يغلب على ظني أنه يعتمد تعقيد البسيط وإخفاء الظاهر لأغراض في نفسه،
فعباراته تحتمل في أغلب الأحيان معنيين على الأقل:
- أحدهما ظاهر، وهو ما يشير به ظاهر الشرع.
- والثاني باطن، وهو ما يشير به إلى مذهبه.
ولو أن من يعمق النظر في معانيه ويدرك مراميه،
لا يسعه إلا القول بأن الناحية الثانية
هي الهدف الذي يرمي إليه،
أما ما يذكره مما له صلة بظاهر الشرع،
فإنما يقدمه إرضاء لأهل الظاهر من الفقهاء،
الذين يخشى أن يتهموه بالخروج والمروق"
(8).
وكل من تعمق في مذهبه، وقرأ له زمنا،
وكان منصفا، مبتغيا الحق،
لم يجد عذرا صحيحا يحسن به مذهبه،
إلا أن يكون على عقيدته، فيلبس كتلبيسه.
غير أنه قد يرد ذلك إلى مرض غلب عليه،
اختل به مزاجه، فصدر منه ما صدر،
فقد نقل ملا علي القارئ عن الجزري قوله:
"وأحسن ما عندي في أمر هذا الرجل أنه لما ارتاض غلبت عليه السوداء، فقال ما قال،
فلهذا اختلف كلامه اختلافا كثيرا،
وتناقض تناقضا ظاهرا،
فيقول اليوم شيئا، وغدا بخلافه"(9).
************
=======================
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(7) الفتوحات المكية 2/491.
(8) مقدمة الفصوص 1/17، 18.
(9) الرد على القائلين بوحدة الوجود ص34.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
إذا كان الأمر كذلك،
فالاعتذار عنه بادعاء أن كلامه دقيق، لا يفهمه كل أحد:
غير مقبول.
وكذلك القول بأنه مدسوس عليه،
دع عنك القول ببطلان نسبة كتبه إليه: الفصوص، والفتوحات.
مردود غير مقبول للأسباب التالية:
1- أن أصل فكرته: التجلي الإلهي في صور الكائنات.
وهي نفس فكرة الحلول والاتحاد والوحدة، تملؤ كتبه،
فإنك تجدها في كل صفحة، وفصل، وباب.
وفي مثل هذا الحال يتعذر قبول دعوى أنها مدسوسة،
فالمدسوس لا يغلب.
2- أن المتصوفة المتقدمين قبلوا بهذه الكتب،
وشرحوها، كالقاشاني، والنابلسي.
3- أن المعتنين بتراث ابن عربي اليوم، الناشرين لها،
كالدكتور عثمان يحيى، والدكتور أبو العلا عفيفي، والدكتور سعاد الحكيم،
وكل هؤلاء باحثون مدققون،
لم يؤثر عنهم إنكار النسبة.
****
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
نبذ من كلام ابن عربي
هذه نبذ من كلام ابن عربي، الذي يزعمون أنه دقيق،
يظهر فيه حقيقة مذهبه،
فماذا يقول:
* "فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل.
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة.
فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء،
لكمال شهود الحق فيهن...
فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
وأعظم الوصلة النكاح،
وهو نظير التوجه الإلهي على من خلقه على صورته،
ليخلقه فيرى فيه نفسه،
فسواه وعدله، ونفخ فيه من روحه الذي هو نفسه،
فظاهره خلق وباطنه حق ".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وفي الفص الإدريسي في تفسير قوله تعالى:
{ وخلق منها زوجها } قال
ـ تعالى الله عما يقول هذا وأمثاله من الملحدين:
"فما نكح سوى نفسه،
فمنه الصاحبة والولد والأمر الواحد في العدد".
وجاء عبدالغني النابلسي فشرح هذه الكلمة شرحا موافقا لقول ابن عربي، فقال:
" وفي الحقيقة حضرة إلهية توجهت على حضرة إلهية أخرى
من قبيل المغايرة بين الواحد ونفسه إذا كان معلوما"
انظر: شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للنابلسي 1/129.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
* يقول في ترجمان الأشواق(11) :
كل ما أذكره من طلل **** أو ربوع أو مغان كل ما
أو نساء كاعبات نهّد **** طالعات أو شموس أو دمى
صفة قدسية علوية **** أعلمت إن لمثلي قدما
وتمثل الحضرة الإلهية في المرأة، تعالى وتقدس،
ليست شناعة انفرد بها ابن عربي،
بل سبق إليها المتصوفة القدماء،
حيث نزلوا أشعار الغزل في الذات الإلهية،
وتغزلوا كما يتغزلون
بالمرأة،
كما قال أبو عبد الله المغربي:
لا تدعني إلا بيا عبدها **** فإنها أصدق أسمائي (12).
وهي موجودة عند ابن الفارض، والجيلي الذي يقول:
وكل كحيل الطرف يقتل صبّه ****
بماض كسيف الهند حالا مضارع
وكل اسمرار في القوائم كالقنا ****
عليه من الشعر الرسيل شرائع
وكل مليح بالملاحة قد زها ****
وكل لطيف جلّ أو دق حسنه ****
محاسن من أنشاه ذلك كله ****
فوحد ولا تشرك به فهو واسع (13).
=================
(11) ص10.
(12) طبقات الصوفية للسلمي ص245.
(13) الإنسان الكامل 1/90.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 3 )
قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
يقول الشيخ عباس بن منصور السكسكي رحمه الله ،
المتوفى سنة (683 هـ)،
في كتابه: البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان:
((قد ذكرتُ هذه الفرقة الهادية المهديَّة -أي: أهل السنة -
وأنَّها على طريقةٍ متَّبعةٍ لهذه الشريعة النبويَّة...
وغير ذلك مما هو داخل تحت الشريعة المطهرة،
ولم يشذ أحدٌ منهم عن ذلك سوى فرقة واحدةٍ تسمَّت بـالصوفية ،
ينتسبون إلى أهل السنة ، وليسوا منهم،
قد خالفوهم في الاعتقاد، والأفعال، والأقوال.
أمَّا الاعتقاد: فسلكوا مسلكاً للباطنية الذين قالوا:
إن للقرآن ظاهراً، وباطناً،
فالظاهر: ما عليه حملة الشريعة النبويَّة،
والباطن: ما يعتقدونه، وهو ما قدَّمتُ بعض ذكره.
فكذلك أيضاً فرقة الصوفية ،
قالت: إنَّ للقرآن والسنَّة حقائق خفيَّة باطنة
غير ما عليه علماء الشريعة مِن الأحكام الظاهرة
التي نقلوها خَلَفاً عن سلف،
متصلة بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأسانيد الصحيحة،
والنقلة الأثبات، وتلقته الأمَّة بالقبول،
وأجمع عليه السواد الأعظم،
ويعتقدون أنَّ الله عز وجل حالٌّ فيهم!!
[ وممازج ] لهم!!
وهو مذهب الحسين بن منصور الحلاج
المصلوب في بغداد في أيام المقتدر
-الذي قدمتُ ذكره الروافض في فصل فرقة الخطابيَّة -
ولهذا قال: أنا الله -تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً-
وأنَّ ما هجس في نفوسهم، وتكلموا به في تفسير قرآنٍ،
أو حديثٍ نبويٍّ، أو غير ذلك مما شَرَعوه لأنفسهم،
واصطلحوا عليه:
منسوب إلى الله تعالى، وأنَّه الحق،
وإِنْ خالف ما عليه جمهور العلماء، وأئمَّة الشريعة،
وفسَّرتْه علماء أصحابه، وثقاتهم،
بناءً على الأصل الذي أصَّلوه مِن الحلول، والممازجة،
ويدَّعون أنَّهم قد ارتفعت درجتُهم
عن التعبدات اللازمة للعامَّة،
وانكشفت لهم حُجُب الملكوت،
واطَّلعوا على أسراره،
وصارت عبادتهم بالقلب لا بالجوارح.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقالوا:
لأنَّ عمل العامة بالجوارح سُلَّمٌ يؤدِّي إلى علم الحقائق،
إذ هو المقصود على الحقيقة، وهي البواطن الخفيَّة عندهم،
لا عملٌ بالجوارح،
قد وصلنا، واتصلنا، واطَّلعنا على علم الحقائق
الذي جهلته العامَّة، وحملة الشرع،
وطعنوا حينئذٍ في الفقهاء والأئمَّة والعلماء،
وأبطلوا ما هم عليه،
وحقَّروهم وصغَّروهم عند العوام والجهَّال،
وفي أحكام الشريعة المطهرة،
وقالوا:
نحن العلماء بعلم الحقيقة،
الخواص الذين على الحق،
والفقهاء هم العامة؛
لأنَّهم لم يطلعوا على علم الحقيقة،
وأعوذ بالله من معرفة الضلالة،
فلمَّا أبطلوا علم الشريعة، وأنكروا أحكامها:
أباحوا المحظورات، وخرجوا عن إلزام الواجبات،
فأباحوا النظر إلى المردان، والخلوة بأجانب النسوان،
والتلذذ بأسماع أصوات النساء والصبيان،
وسماع المزامير والدفاف والرقص والتصفيق
في الشوارع والأسواق بقوة العزيمة، وترك الحشمة،
وجعلوا ذلك عبادة يتدينون بها، ويجتمعون لها،
ويؤثرونها على الصلوات، ويعتقدونها أفضل العبادات،
ويحضرون لذلك المغاني من النساء، والصبيان،
وغيرهم مِن أهل الأصوات الحسنة للغناء بالشبابات،
والطار، والنقر، والأدفاف المجلجلة، وسائر الآلات المطربة،
وأبيات الشعر الغزلية التي توصف فيها محاسن النِّسوان،
ويذكر فيها ما تقدم من النساء التي كانت الشعراء تهواها،
وتشبب بها في أشعارها، وتصف محاسنها
كليلى، ولبنى، وهند، وسعاد، وزينب، وغيرهنَّ،
ويقولون:
نحن نُكنِّي بذلك عن الله عز وجل!!
ونَصرف المعنى إليه )).
(الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد 59 /60).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الإمام المفسر أبو الحسن الواحدي:
((صنف أبو عبد الرحمن السلمي ، حقائق التفسير،
ـوهو تفسير على الطريقة الصوفية بما يعرف بالتفسير الإشاري ـ
فإن كان يعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر)).
(فتاوى ابن الصلاح: صفحة 29).
ويقول عبد الغني النابلسي الدمشقي الصوفي في كتابه:
(الفتح الرباني والفيض الرحماني صفحة 133):
(فكل من اشتغل بالعلوم الظاهرة،
ولم يعتقد أن وراء ما هو ساع في تعلمه
من الفقه والحديث والتفسير حقائق وعلوماً باطنة،
رمزها الشارع تحت ما أظهر من هذه الرسوم هي مقصودة له،
لأنها المنجية عند الله تعالى،
فهو غافل عن الله تعالى،
جاهل بدين محمد صلى الله عليه وسلم،
داخل تحت قوله تعالى:
{يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا
وهم عن الآخرة هم غافلون}).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقد وقع في كتب الصوفية
الكثير من التفاسير لآي القرآن بغير ظاهرها منها:
ما أورده السيوطي في كتابه الإتقان (2ـ184)
عن أحد الصوفية أنه فسر قوله تعالى في الآية (255)
من سورة البقرة
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
فقال: معناه: (من ذل) من الذل
(ذي) إشارة النفس،
(يشف) من الشفاء
(ع) من الوعي)."
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقول ابن عطاء الله السكندري:
((سمعت شيخنا ـ يقصد المرسي أبو العباس ـ
يقول في قوله عز وجل:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
أي: ما نذهب من ولي لله
إلا ونأتِ بخير منه أو مثله.
(لطائف المنن صفحة: 63)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقول ابن عربي في كتابه الفصوص (صفحة: 49):
"﴿يرسل السماء عليكم مدراراً﴾
وهي المعارف العقلية في [ المعاني ] والنظر الاعتباري!!
﴿ويمددكم بأموالٍ﴾:
أي بما يميل بكم إليه,
فإذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه,
فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرف!
ومن عرف منكم أنه رأى نفسه
فهو العارف!!
فلهذا انقسم الناس إلى غير عالم وعالم!!!"
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة: 51):
"﴿ وقضى ربك أن لاتعبدوا إلا إياه﴾
أي حكم ,
فالعالم يعلم من عَبد,
وفي أي صورة ظهر حتى عُبد,
وأن التفريق والكثرة
كالأعضاء في الصورة المحسوسة,
وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية,
فما عُبد غير الله في كل معبود !!!".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ](صفحة: 60):
﴿إنك إن تذرهم﴾
أي: تتركهم,
﴿يضلوا عبادك﴾:
إلى الخير!!
فيخرجوهم من العبودية
إلى ما فيهم من أسرار الربوبية,
فينظرون أنفسهم أرباباً
بعد ما كانوا أنفسم عبيداً,
فهم العبيد الأرباب!!!.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة:60-61):
﴿رب اغفر لي﴾:
استرني, واستر من أجلي,
فيجهل مقامي وقدري, كما جهل قدرك في قولك
﴿وما قدروا الله حق قدره﴾.
﴿ولوالدي﴾:
من كنت نتيجة عنهما,
وهما العقل والطبيعة!!
﴿ولمن دخل بيتي﴾
أي: قلبي!!
﴿مؤمناً﴾
أي مصدقاً لما يكون فيه من الإخبارات الإلهية,
وهو ما حدثت به أنفسها!!
﴿وللمؤمنين﴾: من العقول!!
﴿وللمؤمنات﴾: من النفوس!!"
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ابن عربي ] (صفحة: 62):
" فهو الأول والآخر والظاهر والباطن,
فهو عين ما ظهر,
وهو عين ما بطن في حال ظهوره,
ومن ثم من يبطن عنه,
فهو ظاهر لنفسه, باطن عنه,
وهو المسمى أبا سعيد الخراز,
وغيرهما من أسماء المحدثات !!! ".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (ص: 68) :
﴿ وخلق منها زوجها﴾:
فما نكح سوى نفسه,
فمنه الصاحبة والولد,
والأمر واحد في العدد !!! ".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة: 84):
﴿ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها
إن ربي على صراط مستقيم﴾:
فكل ماشٍ فعلى صراط الرب المستقيم,
فهم غير مغضوب عليهم ,
ولا ضالون,
فكما الضلال عارض
كذلك الغضب الإلهي عارض,
والمآل إلى الرحمة التي وسعت كل شيء !!!".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة: 89):
"ألا ترى عاداً قوم هود كيف قالوا:
﴿ هذا عارضٌ ممطرنا﴾
فظنوا خيراً بالله فأضرب لهم الحق عن هذا القول,
فأخبرهم بما هو أتم وأعلى في القرب,
فإنه إذا أمطرهم فذلك حظ الأرض وسقي الحبّ,
فما يصلون إلى نتيجة ذلك المطر إلا بعد,
فقال لهم: ﴿ بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذاب أليم﴾,
فجعل الريح إشارة إلى ما فيها من الراحة,
فإن بهذه الريح أراحهم من الهياكل المظلمة
والسال الوعرة والسدف المدلهمة!!
وفي هذا الريح عذابٌ,
أي: أمرٌ يستعذبونه إذا ذاقوه
إلا أن يوجعهم لفرقة المألوف!!
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة: 93):
" فقل في الكون ما شئت,
إن شئت قلت: هو الخلق,
وإن شئت قلت: هو الحق,
وإن شئت قلت هو الحق الخلق,
وإن قلت: لا حق من كل وجه,
ولا خلق من كل وجه,
وإن قلت بالحيرة في ذلك,
فقد بانت المطالب بتعينك المراتب,
ولولا التحديد ما أخبرت الرسل بتحول الحق في الصور,
ولا وصفته بخلع الصور عن نفسه:
فلا تنظر العين إلا إليه
ولا يقع الحكم إلا عليه".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ](صفحة: 102):
" وأما أهل النار فمآلتهم إلى النعيم ,
ولكن في النار,
إذ لابد لصورة النار- بعد انتهاء مدة العقاب -
أن تكون برداً على من فيها!!
وهذا نعيمهم,
فنعيم أهل النار
نعيم خليل الله حين ألقي في النار!!!
فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها
وبما تعوّد في علمه وتقرر من أنها صورة
تؤلم من جاورها من الحيوان,
وما علم مراد الله ومنها في حقه,
فبعد وجود هذه الآلام وجد برداً وسلاما,
مع شهود الصورة اللونية في حقه,
وهي نار في عيون الناس,
فالشيء الواحد يتنوع في عيون الناظرين,
هكذا هو التجلي الإلهي!!!".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال [ ابن عربي ] (صفحة: 112):
"وكان موسى عليه السلام أعلم بالأمر من هارون,
لأنه علم ما عبده أصحاب العجل,
لعلمه بأن الله قضى ألا نعبد إلا إياه,
وما حكم الله بشيء إلا وقع,
فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر
في إنكاره وعدم اتساعه,
فإن العارف من يرى الحق في كل شيء,
بل يرى الحق في كل شيء,
بل يراه عين كل شيء!!!".
قال الشيخ زين الدين العراقي:
" هذا الكلام كفرٌ من قائله من وجوه:
أحدها:
أنه نسب موسى عليه الصلاة والسلام إلى رضاه بعبادة قومه العجل.
الثاني:
استدلاله بقول تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾
على أنه قدّر أن لا يعبد إلا هو,
وأن عابد الصنم عابد له.
الثالث:
أن موسى عتب على أخيه هارون عليها الصلاة والسلام
إنكاره لما وقع
وهذا كذب على موسى عليه الصلاة والسلام,
وتكذيب لله فيما أخبر به عن موسى
من غضبه [ لعبادة ] العجل.
الرابع:
أن العارف يرى الحق في كل شيء,
بل يراه عين كل شيء,
فجعل العجل عين الإله المعبود!!!
فليعجب السامع لمثل هذه الجرأة
التي لا تصدر
ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان!".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الملحد [ ابن عربي ] (صفحة: 118)
عند قوله تعالى:
﴿قرة عينٍ لي ولك﴾:
"وكان قرة لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق,
فقبضه طاهراً مطهراً,
ليس فيه شيء من الخبث,
لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام,
والإسلام يجّبُ ما قبله,
وجعله آيةً على عنايته سبحانه وتعالى بمن شاء,
حتى لا ييأس أحدٌ من رحمتهٌ,
فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون!!".
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الزنديق ابن عربي في مقدمة كتابه
الذي ننقل عنه [ فصوص الحكم](صفحة: 38):
" أما بعد ,
فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم
سنة سبعٍ وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق,
وبيده كتابٌ,
فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم خذه,
واخرج به إلى الناس ينتفعون به,
فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا,
كما أُمرنا,
فحققت الأمنية, وأخلصت النية,
وجرد القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب
كما حدَّه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من غير زيادة ولا نقصان". اهـ.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 4 )
نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
زعم ابن عربي أنه نقل علمه وكتبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة،
وكتب عن اللوح المحفوظ بلا وساطة.
وصاغ ابن عربي عقيدة وحدة الوجود بكل جرأة وبلا مواربة،
بل بقليل من التدليس والمراوغة،
واستطاع أن يحرِّف آيات القرآن
فيزعم أن قوم هود الكافرين
كانوا على الصراط المستقيم،
وأن فرعون كان مؤمناً كامل الإيمان،
وأن قوم نوح كانوا مؤمنين،
فجازاهم الله بأن أغرقهم في بحار الوحدة،
وأدخلهم نار الحب الإلهي ليتنعموا فيها،
وأن هارون أخطأ لأنه نهى بني إسرائيل عن عبادة العجل،
وما كان العجل إلا المعبود الحق،
أو صورة من صور المعبود الحق،
وأن قوم نوح أصابوا
في عدم تركهم وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً
لأنها مظاهر للإله الواحد
، وأن النار عذوبة لا عذاب،
وأنه ما من إنسان إلا مرحوم مرضي عنه،
وأن الله لا يعلم شيئاً قبل وجوده،
لأن وجود الشيء هو وجود العلم،
بل وجود كل شيء هو ترجمة لوجود الله
(تعالى الله عن ذلك)
أقول:
بالرغم من أن ابن عربي قال هذا الكلام كله،
بل هذا جزء يسير جداً مما قاله،
فإنه ادعى بأن كل ذلك قد نقله بلا زيادة ولا نقصان
عن الرسول الذي أمره بتبليغ ذلك للناس،
وبالرغم أيضاً من كل ذلك فقد وجد هذا الرجل
من المروجين والأتباع ما لا يقع تحت الحصر
منذ ظهوره إلى زماننا هذا،
ومن أمة الإسلام الذين يشهدون في كل يوم مرات كثيرة
بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وهذا من أعجب العجب.
وهاك الآن نقولاً من كتبه تدلك على هذه العقيدة.
1- قال في مطلع كتابه "فصوص الحكم"
وهو الكتاب الذي جعله خاتمة لأعماله جامعاً لعقيدته:
"أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مبشرة أريتها في العشر الآخر من المحرم
سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق،
وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب،
فقال لي: هذا "كتاب فصوص الحكم خذه
واخرج به إلى الناس ينتفعون به،
فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا"
ثم يقول:
فحققت الأمنية، وأخلصت النية، وجردت القصد والهمة
إلى إبراز هذا الكتاب
كما حده لي الرسول صلى الله عليه وسلم
من غير زيادة ولا نقصان"
(الفصوص، ص47، طبع بيروت.
تحقيق: أبو العلاء عفيفي).
ويقول في مكان آخر بعد أن ذكر مواضيع الكتاب:
"فاقتصرت على ما ذكرته من هذه الحكم في هذا الكتاب
على حد ما ثبت في أم الكتاب،
فامتثلت ما رسم لي،
ووقفت عند ما حد لي،
ولو رمت زيادة على ذلك ما استطعت
فإن الحضرة تمنع من ذلك"
(ص58).
ويقول أيضاً في "فص حكمة علوية في كلمة موسوية:
"وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب
على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري
فكان هذا أول ما شوفهت به
من هذا الباب"
(ص58).
وهذه النقول من مقدمة الكتاب ومن ثناياه
تعلمك إصرار الرجل
أنه ينقل عن الله مباشرة بل مشافهة،
وعن اللوح المحفوظ رأساً،
وعن الرسول الذي أمره في تلك الرؤيا المزعومة
أن يخرج على الناس بهذا الكتاب،
فماذا في هذا الكتاب من العلم
بالله ورسالاته والهدى والنور؟
لننظر.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
2 - يزعم ابن عربي أن قوم نوح أجابوا رسولهم إجابة حقيقية،
وأن نوحاً مكر بهم فمكروا به،
وأن تمسكهم بآلهتهم إنما هو تمسك بحق
أراد نوح أن يزيلهم عنه،
وهاك نص عباراته في ذلك:
"علم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه
من الثناء عليهم بلسان الذم،
وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان،
والأمر قرآن لا فرقان،
ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه..،
دعاهم ليغفر لهم، لا ليكشف لهم،
وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم.
لذلك (جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم)
وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها،
فأجابوا دعوته بالفعل، لا بلبيك.
قال نوح في حكمته لقومه:
{يرسل السماء عليكم مدراراً}
وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري،
{ويمددكم بأموال} أي بما يميل بكم إليه،
فإذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه،
فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرفه،
ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف"
(ص71).
فانظر كيف جعل المطر والخصب الذي هو نتيجة للصلاح والتقوى والإيمان والاستغفار والمعارف العقلية..
وكيف جعل الأموال أي ما يميل بهم إليه فيرون صورتهم فيه،
وهذه هي وحدة الوجود،
ولذلك يقول بعدها:
"فمن تخيل أنه رآه فما عرف
وأما من رأى نفسه فهو العارف".
ثم يقول: {ومكروا مكراً كباراً}
لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو،
أدعو إلى الله فهذا عين المكر،
فأجابوه مكراً كما دعاهم
(ص72)،
فانظر كيف جعل الدعوة إلى الله مكراً بالمدعوين،
بل عين المكر
ثم بين نوع المكر الذي قابل قوم نوح نوحاً،
فيقول:
"فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم، ولا تذرن وداً ولا سواعاً،
ولا يغوث ويعوق ونسراً،
فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء،
فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه،
ويجهله من يجهله..،
فما عُبد غير الله في كل معبود"
(ص72).
وبهذا يجعل ابن عربي تلك الآلهة الباطلة
التي عبدها قوم نوح آلهة حقة،
لأنها في زعمه وجه من وجوه الحق.
ثم يقول مكملاً تبديل آيات الله:
{ولا تزد الظالمين} لأنفسهم (المصطفين)
الذين أورثوا الكتاب أول الثلاثة،
فقدمه على المقتصد والسابق {إلا ضلالاً} إلا حيرة"
(ص73).
وهنا يجعل ابن عربي قول الله في شأن قوم نوح:
{ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً}
وهو الدعاء الذي دعا به نوح على قومه،
يجعل ابن عربي هذا الظلم كالظلم الذي وصف الله به
طائفة من الذين أورثهم الكتاب
حيث قال:
{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات}
فيجعل هذا الظلم كذاك الظلم،
وهذا غاية التلبيس والثعلبية.
ثم يقول ابن عربي: {مما خطيئاتهم} فهي التي خطت بهم،
فغرقوا في بحار العلم بالله.
{فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً}
فكان الله عين أنصارهم،
فهلكوا فيه إلى الأبد"
(ص33)،
ثم يحرِّف قول الله تعالى:
{إنك إن تذرهم يضلوا عبادك}
قائلاً:
"أي يحيروهم،
فيخرجوهم من العبودية إلى ما هم فيه من أسرار الربوبية،
فينظرون أنفسهم أرباباً
بعدما كانوا عند أنفسهم عبيداً،
فهم العبيد الأرباب"
(ص74).
فيجعل ضلال قوم نوح إنما هو حيرة،
لأنهم عرفوا أسرار الربوبية،
وأن كل موجود هو الله،
فأصبحوا بذلك أرباباً عند أنفسهم..
ثم يحرِّف كلمات الآية الباقية
فيجعل (رب اغفر لي) وهو بقية كلام نوح أي استرني،
(ولوالدي) يعني العقل والطبيعة
و (لمن دخل بيتي) يعني قلبي،
(وللمؤمنين) أي العقول.
(والمؤمنات) أي النفوس
(ولا تزد الظالمين) أي أهل الغيب،
(إلا تباراً) أي هلاكاً،
فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم،
ثم يقول بعد ذلك:
"ومن أراد أن يعرف أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك نوح،
وهو في (التنزلات الموصلية) لنا
والله يقول الحق" أ.هـ
(ص74).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
3- لم يكتف ابن عربي بتصحيح موقف قوم نوح الضالين المكذبين،
بل عمد إلى جميع كفار الأرض
فجعلهم مؤمنين موحدين عارفين واصلين،
وعمل إلى المسلمين فجعلهم مؤمنين بجزء من الحق فقط
كافرين بأجزاء أخرى،
ولم ينس ابن عربي فرعون اللعين
الذي لم تعرف الأرض قبله أكفر منه ولا أظلم،
فجعله من المؤمنين الموحدين الفائزين بالجنة حيث يقول:
"ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت،
وأنه الخليفة بالسيف، وإن جار في العرف الناموسي،
لذلك قال: (أنا ربكم الأعلى)
أي وإن كان الكل أرباباً بنسبة ما
فأنا ربكم الأعلى منهم،
بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم،
ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه،
بل أقروا له بذلك،
فقالوا: (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا).
(فاقض ما أنت قاض) فالدولة لك،
فصح قوله: أنا ربكم الأعلى"
(ص210،211).
وهذا الكلام واضح ووازنه بكلام الحلاج الآنف في شأن فرعون،
لتعلم وحدة العقيدة التي دعا إليها هؤلاء الأقوام.
بقي أن تعلم إشاراته الخبيثة في كلامه،
نحو: أن فرعون كان الخليفة بالسيف،
ويعني بالخليفة قول الله لداود:
{إنا جعلناك خليفة في الأرض}
فيقيس الخلافة الشرعية النبوية
على الملك المتسلط الفاجر،
ثم شريعة موسى عُرفاً، أي ما يعرفه موسى،
ولذلك اتهم بعض الصوفية الآخرين موسى عليه السلام بالجهل،
وفرعون بالعلم والمعرفة،
فقال: كان فرعون أعلم بالله من موسى،
لأنه عرف حقيقة الحق،
وأما موسى فما عرف إلا وجهاً واحداً،
ولم يعرف أن الكل أرباب
وأنهم مخلوقون في نفس الوقت،
فالإنسان عندهم هو الحق والخلق،
كما سيأتي بالنص إن شاء الله من كلام ابن عربي،
ولذلك قال ابن عربي معللاً كلمة فرعون:
(أنا ربكم الأعلى)
أن الكل أرباب بنسبة ما؛
وفرعون أعلى من هؤلاء الأرباب،
لأنه الملك المطاع في ذلك الوقت.
وعلى هذا فقد حكم له بالإيمان والجنة
زاعماً أنه آمن عندما رأى انفلاق البحر لبني إسرائيل،
فنجاه الله من العذاب الآخروي،
وعمته النجاة حساً ومعنى،
وأنكر على من يقول:
إنه من المعذبين قائلاً:
"ليس لديهم نص في هذا المعنى"،
مع العلم أن الله يقول عنه:
{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين*
إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون
وما أمر فرعون برشيد*
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار
وبئس الورد المورود*
وأتبعوا في هذه لعنة
ويوم القيامة بئس الرفد المرفود}
(هود:96-99).
وما غاب هذا النص عن ابن عربي،
ولكنه التلبيس والثعلبية والمكر،
ومخالفة سبيل المؤمنين من أولهم إلى آخرهم.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وعلى هذه العقيدة الباطلة أيضاً
صحح ابن عربي موقف السامري،
وصناعته للعجل الذي فتن به بنو إسرائيل،
فعبدوه من دون الله،
وخطّأ ابن عربي هارون عليه الصلاة والسلام،
لأنه ما عرف الحق، وأنكر على بني إسرائيل،
وزعم ابن عربي أن موسى عرف الحق
وأنكر على السامري أن يحصر الإله في شيء واحد فقط،
لأن عين كل شيء هي عين الإله،
وهي عين الحق
(تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
يقول ابن عربي في ذلك:
"ثم قال هارون لموسى عليه السلام:
(إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل)
فتجعلني سبباً في تفريقهم،
فإن عبادة العجل فرقت بينهم،
فكان منهم من عبده اتباعاً للسامري وتقليداً له،
ومنهم من توقف عن عبادته حتى يرجع إليهم موسى
فيسألونه عن ذلك،
فخشي هارون أن ينسب ذلك الفرقان بينهم إليه،
فكان موسى أعلم بالأمر من هارون،
لأنه علم ما عبده أصحاب العجل،
لعلمه أن الله قضى ألا يعبد إلا إياه..
وما حكم الله بشيء إلا وقع..
فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر
في إنكاره وعدم اتساعه،
فإن العارف من يرى الحق في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء" أ.هـ
(الفصوص ص192).
فانظر كيف زعم الخبيث
أن موسى علم أن أصحاب العجل ما عبدوا إلا الله،
لأن الله قال:
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}
(الإسراء:23)،
فجعل هذا القضاء قضاء كونياً قدرياً،
وأن الله ما حكم بشيء إلا وقع،
ومعنى هذا عنده أن كل معبود في الأرض إنما هو الله،
وما عبد الإنسان شيئاً حجراً أو غيره إلا عبد الله،
مستدلاً بالآية السالفة بمعنى حكم وأمر،
وهذا الحكم والأمر حكم شرعي،
فمن هداه الله ووفقه إليه امتثله.
ومن اتبع سبيل الغواية والشيطان انحرف ومال عنه،
كبقية الأوامر الشرعية،
نحو وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة،
ونحو قوله تعالى:
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}
(الأحزاب:36).
وقد خالف قضاء الله وأمره
كثير من الكفار والملاحدة والجاحدين،
وخالف بعض المؤمنين بعض ما قضى الله به ورسوله،
وكثيراً مما أمر به.
وها قد رأيت أن ابن عربي ختم عبارته بقوله:
"فالعارف من يرى الحق في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء"
وهذا منتهى العقيدة الصوفية،
والفارق هو الاصطلاح الصوفي
لمن تحقق من هذه العقيدة الخبيثة،
ووصل النهاية في هذا العلم الخبيث
(والحق) هو الله في زعمهم،
تعالى الله عن ذلك وسبحانه،
وهو حسبنا ونعم الوكيل.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم يتمم ابن عربي شرح عقيدته الباطلة،
فيحرف معنى قول الله تعالى:
{فما خطبك يا سامري}
قائلاً:
"يعني فما صنعت من عدو لك
إلى صورة العجل على الاختصاص" أ.هـ،
أي
لماذا خصصت العجل فقط بكونه إلهاً،
والحال في هذه العقيدة أن كل شيء هو الله،
ولذلك حرق موسى العجل
حتى لا يحصر الإله في شيء واحد
(تعالى الله عن ذلك)
ثم يستطرد الخبيث قائلاً:
"وقال له: (وانظر إلى إلهك)
فسماه إلهاً بطريق التنبيه للتعليم
أنه بعض المجالي الإلهية" أ.هـ.
فانظر كيف زعم أن قول موسى للسامري:
(وانظر إلى إلهك)
أن هذا اعتراف موسى بألوهية العجل،
لأنه بعض الأشياء التي يتجلى فيها الرب
(سبحانك هذا بهتان عظيم،
كبرت كلمة تخرج من أفواههم
إن يقولون إلا كذباً).
ثم يفلسف ابن عربي
عدم تسلط هارون على نسف العجل وإحراقه،
وكون موسى هو الذي سلط على ذلك،
زاعماً أن هذا كان ليعبد الله في كل صورة،
والعجل هو إحدى هذه الصور التي يجب عنده
-لعنه الله-
أن يعبد الله فيها،
ويحرِّف في ذلك قول الله تعالى:
{رفيع الدرجات}
فلله درجات يعبد فيها،
وكل صنم وإله عبد في الأرض،
فهو إحدى درجات الله في زعمه
(تعالى الله عن ذلك)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم يجعل عبادة الهوىأعظم هذه الدرجات وأسماها.
وهاك نص عبارته في ذلك:
"فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل
أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل
كما سلط موسى عليه
حكمة من الله تعالى ظاهرة في الوجود،
ليعبد في كل صورة
وإن ذهبت تلك الصورة بعد ذلك،
فما ذهبت إلا بعد ما تلبست عند عابدها بالألوهية"
ثم يقول:
"وما عُبد شيء من العالم
إلا بعد التلبس بالرفعة عند العابد،
والظهور بالدرجة في قلبه،
وكذلك تسمى الحق لنا برفيع الدرجات،
ولم يقل.. رفيع الدرجة،
فكثر الدرجات في عين واحدة،
فإنه قضى أن لا يعبد إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة،
أعطت كل درجة مجلى إلهياً عبد فيها،
وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه (الهوى)
كما قال:
{أفرءيت من اتخذ إلهه هواه}
(الجاثية:23)
وهو أعظم معبود،
فإنه لا يعبد شيء إلا به..
ولا يعبد هو إلا بذاته،
وفيه أقول:
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى **
ولولا الهوى في القلب ما عُبد الهوى"
(الفصوص ص194)
ثم يقول بعد ذلك:
"والعارف المكمل
من رأى كل معبود مجلى للحق يُعبد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهاً
مع اسمه الخاص بحجر أو شجر،
أو حيوان أو إنسان،
أو كوكب أو مَلَك"
(الفصوص ص195).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم جعل ابن عربي بعد ذلك كفار قريش
الذين تمسكوا بآلهتهم الباطلة قائلين
{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}
(الزمر:3)
غير منكرين لله،
بل متعجبين لأنهم وقفوا مع كثرة الصور،
ونسبوا الألوهية إليها،
ثم يزعم أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
قد جاء داعياً لهم إلى إله يعرف، ولا يشهد..
ثم يصف ابن عربي هذا الإله قائلاً:
"فدعا (أي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)
إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة..
ولا يشهد ولا تدركه الأبصار،
للطفه وسريانه في أعيانه الأشياء،
فلا تدركه الأبصار
كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة
أشباحها وصورها الظاهرة،
وهو اللطيف الخبير، والخبرة ذوق، والذوق تجلٍّ،
والتجلي في صور فلا بد منها، ولا بد منه،
فلا بد أن يعبده من رآه بهواه
إن فهمت.." أ.هـ،
وأظنك أيها القارئ قد فهمت الآن العقيدة
التي دعا إليها ابن عربي والإله الذي تخيله،
وهو ما زعم أنه الروح الذي يسري في جميع الموجودات،
بل الموجودات هي صورته الظاهرة..
وهي عينه
(تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)
ولم يكتف أن ينسب هذا إلى نفسه، ومن شايعه،
بل زعم أن هذه هي عقيدة موسى وعيسى ومحمد،
بل وجميع الأنبياء والمرسلين الذين عرفوا الأمر على حقيقته،
وأن الرسول قد أعطاه هذا الكتاب،
ليخرج به على الناس ليبلغهم الدين الحق،
والرسالة الصحيحة،
وأنه نقل فقط، وما تصرف في شيء،
بل سار في حدود ما أُمر به،
ولم يزد حرفاً واحداً.!!!
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
4 - ولم تستطع عقبة أن تقف أمام ابن عربي لترده إلى صوابه،
وليعلم العقيدة الحقة،
ولكنه مضى في شوط التلبيس إلى منتهاه.
وكانت من هذه العقبات العقيدة في النار:
جهنم التي أعدها الله للكافرين،
والتي يصطرخون بها:
{ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}
(المؤمنون:107)
والتي يتمنون فيها الموت،
بل يكون هو منتهى آمالهم وغاية مطلبهم
{ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}
فيرد عليهم مالك قائلاً
{إنكم ماكثون}
(الزخرف:77)،
جهنم التي يدعو أهلها على أنفسهم بالويل والثبور،
ويرد الله عليهم قائلاً:
{لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً}
(الفرقان:14)
لأنه لا استجابة لهم،
ولا خروج منها،
فلا يموتون فيها ولا يحيون،
وآيات كثيرة في وصف جهنم،
وبشاعتها وحرقتها،
وعذاب أهلها بها،
كل هذه الآيات لم تمنع ابن عربي
الذي حكم لقوم نوح بالمعرفة والإيمان،
ولقوم فرعون ولكفار مكة كذلك،
بل لكل كافر على الأرض
أنه ما عبد إلا الله في صورة من الصور،
أقول:
كذلك هذه الآيات لم تمنع ابن عربي
أن يحكم لأهل النار بالنعيم المقيم،
والسعادة والهناء. وأين ذلك ؟..
في النار نفسها،
هذه النار التي وصفها الله بما وصف،
ووصف أهلها بما وصف..
هذه النار دار سعادة عند ابن عربي،
لا دار شقاوة وعذاب،
بل دار عذوبة وهناء.
وهاك نص عبارته في ذلك:
"وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة
فيها نعيم مباين نعيم جنان الخلد،
فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين
يسمى عذاباً من عذوبة طعمه
وذاك له كالقشر والقشر صاين"
(الفصوص ص94)
فانظر كيف جعل نعيم النار كنعيم الجنة،
لأن الأمر واحد في زعمه،
وأن العذاب من العذوبة،
وأن النار قشرة
تخفي وراءها النعيم المقيم لأهل النار.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ويقول أيضاً:
"فمن عباد الله من تدركه تلك الآلام
في الحياة الأخرى في دار تسمى جهنم،
ومع هذا لا يقطع أحد من أهل العلم الذين كشفوا الأمر
على ما هو عليه
إنه لا يكون لهم في تلك الدار نعيم خاص بهم،
إما بفقد ألم كانوا يجدونه،
فارتفع عنهم،
فيكون نعيمهم راحتهم عن وجدان ذلك الألم..
أو أن يكون النعيم مستقلاً زائداً كنعيم أهل الجنان
والله أعلم".
انتهى (الفصوص ص114).
ومع أنه تناقض هنا مع ما قرره في أبياته السابقة،
وقال: يكون النعيم لأهل النار بفقد آلام سابقة،
أو بحصول لذة ومتاع بالنار كنعيم الجنة
و (أو) تقتضي الشك،
ولذلك قال: والله أعلم،
مع العلم أنه قال في مطلع الكتاب وفي ثناياه
أنه ينقل عن الله بلا زيادة ولا نقصان..
فانظر هذا التهافت والتخبط والعمى..
نعوذ بالله من الخذلان.
أقول مع هذا يعود ويقرر دون شك
أن النار ستكون برداً وسلاماً على أهلها،
كما كانت نار إبراهيم برداً وسلاماً عليه،
يقول في (الفصوص ص169):
"وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار..
إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب
أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، وهذا نعيمهم،
فينعم أهل النار بعد استيفاء الحقوق
نعيم خليل الله حين ألقي في النار،
فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها.
وبما تعود في علمه،
وتقرر من أنها صورة
تؤلم من جاورها من الحيوان" أ.هـ.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
5 - أظنك أيها القارئ الكريم قد عرفت الآن
فرعيات هذه العقيدة الصوفية الباطلة،
ولمزيد من هذه المعرفة والتوضيح
سأنقل إليك بياناً واضحاً من كلام ابن عربي
مما تتصور به هذه العقيدة،
ويكفي في إبطالها أن تتصورها،
فهذه العقيدة لا تحتاج إلى رد يبطلها،
وإنما تصورها تصوراً صحيحاً يكفي لبطلانها.
فما عرف البشر في تاريخهم الطويل كفراً وإلحاداً
أعظم من هذا الكفر؛
فإن الله تبارك وتعالى استعظم مقالة من قالوا:
{اتخذ الله ولداً}
سبحانه وتعالى عن ذلك قائلاً:
{وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً*
ما لهم به من علم ولا لآبائهم
كبرت كلمة تخرج من أفواههم
إن يقولون إلا كذباً}
(الكهف:4-5).
وقال جل وعلا:
{وقالوا اتخذ الرحمن ولداً*
لقد جئتم شيئاً إداً*
تكاد السماوات يتفطرن منه
وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً*
أن دعوا للرحمن ولداً*
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً*
إن كل من في السماوات والأرض
إلا آتي الرحمن عبداً*
لقد أحصاهم وعدهم عداً*
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
(مريم:88-95).
فإذا كانت السماوات تكاد تنفطر
من تلك المقالة الخبيثة،
بل وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً،
فكيف بمن ينسب كل شيء خبيث في الأرض
إلى ذات الله،
بل جعله عين الله ؟!..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أقول:
إن تصور هذه العقيدة يكفي لبطلانها
عند من له أدنى حس أو شعور،
ولا أقول عقل ولب،
فالقضية لا تحتاج معقولية لردها،
وإنما تحتاج قليلاً من الإحساس والشعور، والحياء والخجل،
وقد لبّس هؤلاء الشياطين على الناس
زاعمين أن كلامهم لا يفقهه إلا من ذاق ذوقهم،
ووجد وجدهم، وعرف معرفتهم،
هأنا ذا أعطيك مفاتيح هذه المعارف الباطلة،
والذوق الخبيث، والوجد اللعين،
لتعرف الأمر عندهم على ما هو عليه،
ولذلك فسأسرد لك طائفة أخرى من الشرح التفصيلي لهذه العقيدة،
وكل هذا الشرح من كلام القوم
حتى لا يبقى عندك في الحق لبس،
ولتعلم أيضاً
أن من زعم منهم أن هذا الكلام المنقول عن أساتذة الضلال
إنما هو شطح فقط، وغلبة حال فزعمه باطل،
لأن الأمر ليس شطحاً،
وإنما هو عقيدة فلسفية مقررة مشروحة في عشرات الكتب،
وأن كل آي القرآن قد حرفوها واستدلوا بها،
ليغيروا عقيدة المسلمين الحقة
في إلههم سبحانه وتعالى،
الذي يتصف بصفات الكمال،
والذي لا يشبه أحداً من خلقه،
بل هو الله الواحد الأحد،
الفرد الصمد،
الذي لم يلد ولم يولد،
ولم يكن له كفواً أحد.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
يقول ابن عربي شارحاً عقيدته مستدلاً عليها بالحديث الموضوع:
"من عرف نفسه عرف ربه"
قال:
"قال عليه السلام: "من عرف نفسه عرف ربه"،
وهو أعلم الخلق بالله،
فإن بعض الحكماء وأبا حامد
ادعوا أنه يعرف الإله من غير نظر في العالم،
وهذا غلط،
نعم تعرف ذات قديمة أزلية،
لا تعرف أنها إله حتى يعرف المألوه،
فهو الدليل عليه،
ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف
أن الحق نفسه كان عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته،
وأن العالم ليس سوى تجليه في صور أعيانهم الثابتة
التي يستحيل وجودها بدونه،
وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها،
وهذا بعد العلم به منا أنه إله لنا،
ثم يأتي الكشف الآخر،
فيظهر لك صورنا فيه،
فيظهر بعضنا لبعض في الحق،
فيعرف بعضنا بعضاً" أ.هـ
(الفصوص ص81،82).
فهنا قد أنكر ابن عربي
على أبي حامد وبعض المتصوفة الآخرين
الذين قالوا: إن الحق لا يشترط لمعرفته النظر في الكون،
بل قد يأتي ذلك عن طريق الكشف رأساً
دون استدلال بالكون المشاهد على الخالق سبحانه وتعالى.
وقال ابن عربي:
"إن هذا لا يكفي إلا لمعرفة ذات قديمة أزلية،
ولكن لا بد من النظر في الكون لتعلم أن الذي تشاهده هو الحق،
وهو الدليل على الحق،
أي أن الصور المشاهدة في الكون هي الله،
وهي الدليل عليه،
ثم يأتي بعد ذلك الكشف الآخر
الذي يتحقق الإنسان فيه من نفسه أيضاً
بأنه نفسه صورة من صور الحق،
فعند ذلك يعرف نفسه،
فيعرف ربه،
يعرف نفسه أنه الله،
فيعرف الله أنه كل موجود.."
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولم يكتف ابن عربي بأن يتبع أسلوب الثعالب
في اللف والدوران والمراوغة،
بل اتبع أيضاً أسلوب الاستفزاز لكل مؤمن،
والنيل من عقيدة الإسلام بكل احتقار واستهزاء،
ويدلك على ذلك أن اسم الله عز وجل (العلي)
يفهم منه سلف الأمة وعلماؤها الأفاضل
أن المقصود به العلو الحقيقي المستلزم مباينته تعالى لخلقه،
والعلو المجازي الذي هو علو المكانة،
فالله علي بذاته سبحانه وتعالى لأنه فوق عرشه،
والعرش سقف المخلوقات
كما مدح نفسه بذلك في سبع آيات من كتابه الكريم،
وكما قال مالك بن أنس:
"الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة"،
وأما المكانة فمنزلة الله عز وجل فوق كل منزلة،
فهو العلي العظيم سبحانه وتعالى،
والخالق القوي القدير،
وما سواه معبود مربوب مقهور،
فحتى العلماء الذين نفوا عن الله العلو الحقيقي،
وأثبتوا علو المكانة فقط ما نفوا عن الله هذه الصفة،
ولكن انظر إلى ابن عربي كيف فهم هذه الصفة،
وطبقها حسب عقيدته الباطلة:
قال (الفصوص ص76-77):
"ومن أسمائه الحسنى العلي،
على من.. وما ثم إلا هو؟
فهو العلي لذاته.
أو عن ماذا.
وما هو إلا هو؟
فعلوه لنفسه،
وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
فالمسمى المحدثات هي العلّية لذاتها،
وليست إلا هو،
فهو العلي، لا علو إضافة،
لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الوجود،
فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات،
والعين واحدة من المجموع في المجموع،
فوجود الكثرة في الأسماء، وهي النسب، وهي أمور عدمية،
وليس إلا العين الذي هو الذات فهو العلي لنفسه لا بالإضافة،
فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة
لكن الوجوه الوجودية متفاضلة،
فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة،
لذلك نقول في: هو لا هو، أنت لا أنت،
قال الخراز (رحمه الله تعالى)
وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته
ينطق عن نفسه
بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها،
فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن،
فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره،
وما ثم من يراه غيره،
وما ثم من يبطن عنه،
فهو ظاهر لنفسه باطن عنه،
وهو المسمى أبا سعيد الخراز
وغير ذلك من أسماء المحدثات".
فانظر استهزاءه باسم الله (العلي) حيث يقول:
على من؟ وعن ماذا؟
وليس في الوجود غيره، فهو المحدثات،
بل هو المسمى أبو سعيد الخراز،
وأبو سعيد هذا أحد أئمة القوم في القرن الثالث الهجري..
وانظر كيف جعلوا العلو إنما هو لبعض المحدثات على بعض،
وما دام أن جميع المحدثات هو الحق،
وهو الله عندهم،
فلا يوصف الله بالعلو إضافة أبداً،
لأنه ليس شيء غيره في الكون،
ولكن يوصف -عندهم-
بالعلو لذاته فقط.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولا يتورع ابن عربي مع ذلك
أن ينسب ما في الوجود
من شر وقبائح
وظلم وسفك دم
إلى الله،
بل يجعل كل ذلك هو الله فيقول:
"فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال
الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية،
حيث لا يمكن أن يفوته نعت منها،
وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة"
(الفصوص ص79).
فانظر كيف جعل مسمى الله يستغرق جميع الأمور الوجودية،
سواء كانت ممدوحة في العرف والعقل والشرع،
أم كانت مذمومة في العرف والعقل والشرع،
وليس هناك كفر على الأرض أكبر من هذا الكفر،
بل ليس هناك وقاحة وسوء أدب مع الله أعظم من هذا،
فاللهم رحمتك بنا
ونقمتك بأولئك،
أبعدَهم الله..
ولقد كرر هذا المعنى كثيراً في كتابه فقال أيضاً:
"ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،
وأخبر بذلك عن نفسه
وبصفات النقص
وبصفات الذم ؟"
(الفصوص ص80).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولم يكتف بهذا القول المجمل،
بل فصَّل ذلك أيضاً
حيث جعل الكبش
الذي أنزله الله فداءً لإسماعيل من الذبح
هو الله
(تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
قال ابن عربي:
فيا ليت شعري كيف نابَ بذاتهِ ** شخيصُ كبيشٍ عن خليفةِ رحمانِ
(الفصوص ص84)
فوقتاً يكون العبد رباً بلا شك ** ووقتاً يكون العبد عبداً بلا إفك
فإن كان عبداً كان بالحق واسعاً * وإن كان رباً كان في عيشة ضنك
(الفصوص ص90)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى :
((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"!
فإن كان لا كفر فيه
فما في الدنيا كفر ،
نسأل الله العفو والنجاة.
فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
((سألت شيخنا الإمام سراج الدين البُلقيني
عن ابن عربي ،
فبادر الجواب: بأنه كافر.
فسألته عن ابن الفارض
فقال: لا أحب أن أتكلم فيه.
قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟
وأنشدته من التائية
فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله:
هذا كفر هذا كفر )).
(لسان الميزان: 4ـ364).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وألف الشيخ برهان الدين البقاعي المتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه:
تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي ,
ذكر فيه أسماء جماعة من الذين صرحوا بكفره ، أو ذمه ذماً شنيعاً ، منهم:
شمس الدين محمد بن يوسف الجزري (صفحة: 141)
وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية (صفحة: 176)
وعلي بن يعقوب البكري (صفحة: 144)
ومحمد بن عقيل البالسي (صفحة: 146)
وابن هشام , صاحب مغني اللبيب (صفحة: 150)
وشمس الدين محمد العيزري (صفحة: 152)
وعلاء الدين البخاري الحنفي (صفحة: 164)
وعلي بن أيوب (صفحة: 182)
وشمس الدين الموصلي (صفحة: 154)
وزين الدين عمر الكتاني (صفحة: 142)
وبرهان الدين السفاقيني (صفحة: 159)
وسعد الدين الحارثي الحنبلي (صفحة: 153)
ورضي الدين بن الخياط (صفحة: 163)
وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري (صفحة: 163).
ومنهم: محمد بن علي النقاش قال:
((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).
وحدة الوجود (صفحة: 147)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
بل لم يكتف بهذا أيضاً
حتى زعم أن الحق لا يشهد أتم شهود،
ولا يعرف حق المعرفة إلا في المرأة..
حال اللذة والشهوة..
وهاك نصوص عباراته القبيحة في ذلك،
ووالله لولا وجوب بيان هذا الباطل وتحذير الأمة منه
ما كان لي أن أخط قلماً بهذا الإثم والفجور،
ولكن ما حيلتنا وبين أظهرنا من يدافع عن هذا الباطل،
ويعتقد الولاية لقائليه،
بل ويكفّر من تعرض لهذا الإثم والفجور،
ويرميهم بالكفر والزندقة،
وهؤلاء الضالون قد ملؤوا أكبر المراكز الدينية في بلادنا،
واتبعهم عوام الناس دون وعي منهم
بما خلف هذه العمائم الفارغة،
والشهادات الزائفة من الإثم والفجور والباطل ؟!
هذا ابن عربي سيد الصوفية وشيخها
يفسر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
[حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء،
وجعلت قرة عيني في الصلاة]
فيقول:
"اشتق الله من الإنسان شخصاً على صورته سماه امرأة،
فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه،
وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه،
فحببت إليه النساء،
فإن الله أحب من خلقه على صورته،
وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم،
وعلو نشأتهم الطبيعية،
فمن هناك وقعت المناسبة والصورة أعظم مناسبة،
وأجلها وأكملها"
(الفصوص ص216).
وقبل أن نستطرد في النقل عن ابن عربي
أشرح لك الإفك الذي أفكه هنا،
فقد زعم أن الإنسان أحب المرأة،
لأنها جزء منه ولا مانع في ذلك، وقد يكون هذا قولاً صحيحاً،
ثم قاس على هذا أن الله أحب الإنسان لأنه خلقه على صورته،
يعني أن ابن آدم ظهر في الوجود على صورة الرحمن،
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً،
فكان ابن عربي مشبهاً لله بخلقه أيضاً،
وهذا القول منه يخالف عقيدته السابقة في وحدة الوجود،
وأن جميع الموجودات هي صورة للحق،
ولا تنفرد صورة واحدة بأن تكون مثلاً للخالق
بل جميع الصور ذاتها ذات الخالق،
وهذا يدلك على تناقضه وخبثه وثعلبيته،
ويجعل السبب الذي من أجله أحب الله الإنسان
أن الصورة التي خلق عليها هي أعظم مناسبة
وأقرأ عبارته السابقة مرة أخرى حتى تفهم ما يقول.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم يستطرد ابن عربي شارحاً ومفلسفاً عقيدته قائلاً:
"فإنها زوجٌ (أي صورة الإنسان آدم) أي شفعت وجود الحق
كما كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل، فصيرته زوجاً،
فظهرت الثلاثة: حق و رجل و امرأة !!!
فحنَّ الرجل إلى ربه الذي هو أصله
حنين المرأة إليه،
فحبب إليه ربه النساء،
كما أحب الله من هو على صورته،
فما وقع الحب إلا لمن تكوّن عنه،
وقد كان حبه لمن تكوّن منه،
وهو الحق،
فلهذا قال (حبب) ولم يقل (أحببت) من نفسه،
لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته
حتى في محبته لامرأته،
فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقاً إلهيا") أ.هـ.
فانظر كيف جعل حب الرجل للمرأة
من التخلق بأخلاق الله في زعمه،
لأن الله قد أحب محمداً الذي خلقه على صورته
(تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)،
ولأن محمداً هو أول موجود
حسب عقيدة ابن عربي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم يستطرد ابن عربي
في عباراته الوقحة الكافرة القبيحة قائلاً:
"ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة
أي غاية الوصل التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية
أعظم وصلة من النكاح،
ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،
ولذلك أمر بالاغتسال منه،
فعمت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة،
فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره !!
فطهره بالغسل،
ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه،
إذ لا يكون إلا ذلك،
فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة
كان شهوداً في منفعل،
وإذا شاهد في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه-
شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا وساطة،
فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل..
ولأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل..
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،
فلهذا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم النساء،
لكمال شهود الحق فيهن..
إذ لا يشهد الحق مجرداً عن المواد أبداً.."
(الفصوص ص217).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وأظن ليس بعد هذا الكلام كلام،
وليس بعد هذا البيان بيان،
ولا يملك المسلم الذي عصمه الله
من هذا التردي الخُلُقي والعقلي
إلا أن يقول :
(يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).
ويستطرد ابن عربي مقرراً هذا المعنى
شارحاً له بمثل هذه العبارات:
"فشهود الحق في النساء
أعظم الشهود وأكمله..".
وقائلاً أيضاً:
"فمن أحب النساء على هذا الحد
فهو حُبٌّ إلهي".
(الفصوص ص218)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 5 )
من أقوال أهل التحقيق
في
ابن عربي الزنديق
```````````````````````````
تقي الدين السبكي:
( ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين
كابن عربي وغيره
فهم ضلال جهال
خارجون عن طريقة الإسلام
فضلا عن العلماء
وقال ابن المقري اليمني الشافعي
في روضه
إن الشكَ في كُفرِ طائفةِ ابن عربي كُفرٌ ).
مغني المحتاج للشربيني (3ـ61)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
شرف الدين عيسى الزواوي المالكي
المتوفى عام 743هـ
قال:
(( ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف
(أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية)
البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها،
وتأديب من اهتم بهذا المذهب)).
(العقد الثمين 2/176-177).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير
قال في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى:
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم }
(صفحة: 142-143):
( ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً ,
وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة ,
وذهب من ذهب من ملاحدتهم
إلى القول بالاتحاد والوحدة
كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى ,
وابن عربي المقيم بدمشق ,
وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين ).
وعدَّ جماعة ثم قال:
( وإنما سردتُ هؤلاء
نصحاً لدين الله
وشفقة على ضعفاء المسلمين .
وليحذروا ,
فإنهم شرٌّ من الفلاسفة الذي يُكذبون الله ورسله,
ويقولون بقِدَم العالم,
وينكرون البعث ,
وقد أُولع جهلةٌ
ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء,
وادعائهم أنهم صفوة الله !! ).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال نور الدين البكري الشافعي:
( وأما تصنيف تُذكَر فيه هذه الأقوال
ويكون المراد بها ظاهرها
فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك
بل هو كاذب،
فاجر كافر
في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً
وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها
فهو كافر بقوله ضال بجهله،
ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ
إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً
ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء
والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة
في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم
أعني معرفة الأدب في التعبيرات
على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله،
بل كلها كذلك،
وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد
فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه ).
(مصرع التصوف صفحة: /144)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال ابن خلدون :
((هذا العِلم - السِّحْر - حَدث في المِلَّة بعد صدر منها ،
وَعنْد ظُهور الغُلاَة من المتصوفة ،
الحلاَّج ، ابن عـربي ،
العَفيف التِّلِمْساني ، ابْن سَبعين ، ابن الفارض
وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس ،
وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ،
وتدوين الكتب والاصطلاحات
ومزاعمهم في تنـزل الوجود عن الواحد وترتيبه.
وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهر أرواح والأفلاك والكواكب
وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء
فهي سارية في الأكوان )).
مقدمة ابن خلدون (صفحة:930)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال نجم الدين البالسي الشافعي:
((من صدَّق هذه المقالة الباطلة أو رضيها
كان كافراً بالله تعالى
يراق دمه ولا تنفعه التوبة
عند مالك وبعض أصحاب الشافعي،
ومن سمع هذه المقالة القبيحة
تعين عليه إنكارها)).
(مصرع التصوف صفحة: 146)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الحافظ العراقي:
( وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن،
فهو كلام مسموم
ظاهره القول بالوحدة المطلقة،
وقائل ذلك والمعتقد له
كافرٌ
بإجماع العلماء ).
(مصرع التصوف صفحة: 64).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الشيخ شمس الدين
محمد بن يوسف الجزري الشافعي:
( الحمد لله،
قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمّي إنساناً:
تشبيه وكذب باطل،
وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر،
لا يقر قائله عليه،
وقوله: إن الحق المنزّه: هو الخلق المشبّه،
كلام باطل متناقض وهو كفر،
وقوله في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب،
افتراء على الله وردّ لقوله فيهم،
وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً:
كذب وتكذيب للشرائع،
بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب..
وأمّا من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال:
فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً،
فإن كان ممن لا علم له:
فإن قال ذلك جهلاً: عُرِّف بحقيقة ذلك،
ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن..
وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد:
كذب وردّ لإجماع المسلمين،
وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة،
فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة،
أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين،
ومنكر ذلك يكفر،
عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وإنكار المعاد ).
(عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي صفحة: 31،32)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال العز بن عبد السلام "رحمه الله"
في ابن عربي:
( شيخُ سوءٍ مقبوحٍ ،
يقول بِقِدَمِ العالَمِ ،
ولا يُحَرِّم فرجاً ).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال محمد بن علي النقاش :
( وهو مذهب الملحدين
كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض ).
وحدة الوجود (صفحة: 147)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي :
( ولا أرى يتعصب للحلاج
إلا من قال بقوله الذي ذُكر أنه عين الجمع
فهذا هو قول أهل الوحدة المطلقة
ولهذا ترى ابن عربي صاحب الفصوص يعظمه
ويقع في الجنيد ،
والله الموفق ).
(لسان الميزان: 2ـ315)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال القاضي بدر الدين بن جماعة :
((حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام
–يشير إلى زعم ابن عربي أنه تلقى كتاب الفصوص
من الرسول مكتوباً-،
بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته..
وقوله في آدم: إنه إنسان العين،
تشبيه لله تعالى بخلقه،
وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه
إن أراد بالحق رب العالمين،
فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه..
وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد:
فهو كافرٌ به عند علماء أهل التوحيد..
وكذلك قوله في قوم نوح وهود:
قول لغوٍ باطل مردود
وإعدام ذلك، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب،
من أوضح طرق الصواب،
فإنها ألفاظ مزوّقة، وعبارات عن معان غير محققة،
وإحداث في الدين ما ليس منه،
فحُكمه: رده، والإعراض عنه ).
عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي.
(صفحة: 29، 30).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال ابن خلدون:
ومن هؤلاء المتصوفة :
ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ،
ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ،
ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ،
مشحونة من صريح الكفر ،
ومستهجن البدع ،
وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ،
مما يستغرب الناظر فيها
من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة ،
وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة
ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل
لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلاً أو شهادة من كل أحد،
وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة
وما يوجد من نسخها في أيدي الناس
مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي..
فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها
إذا [ وجدت ] بالتحريق بالنار
والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب ).
(مصرع التصوف صفحة: 150).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:
( لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة
على الكفر الصريح الذي لا شك فيه،
وكذلك فتوحاته المكية،
فإن صحّ صدور ذلك عنه،
واستمر عليه إلى وفاته:
فهو كافرٌ
مخلد في النار بلا شك ) .
(عقيدة ابن عربي وحياته
لتقي الدين الفاسي صفحة:60).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال ابن طولون
وهو يذكر من طعن في ابن عربي:
((وسمعت الشيخ السوسي يقول:
رقاهم بعض المتأخرين إلى نحو خمسمائة
منهم:
قاضي القضاة
تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز المصري ،
والعلامة
شهاب الدين أحمد بن حمدان الحراني ،
وعلامة زمانه
تقي الدين ابن تيمية ،
والعلامة
كمال الدين جعفر الأدفوي ،
والحافظ
ابن كثير ،
ونادرة زمنه
علماً وعملاً علاء الدين البخاري ،
وقاضي القضاة
أبو زرعة العراقي ،
وقاضي القضاة
بدر الدين العيني ،
وشيخ الإسلام
شمس الدين البلاطنسي ،
والعلامة
محمد بن إمام الكاملية الصوفي ،
وحافظ العصر
شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني ،
والفقيه
تقي الدين ابن الصلاح ،
وقاضي القضاة
ابن دقيق العيد ،
والعلامة
وبدر الدين ابن جماعة ،
وشيخ الإسلام
تقي الدين السبكي .
(القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية 2/538 – 539).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الإمام الشوكاني "رحمه الله تعالى" :
فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **
بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه
وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم**
وكذاك محيي الدين لا أَحْيَا به
وكذاك فارضهم بتائياتهِ **
فرض الضلال عليهم ودعا به
وكذا ابن سبعين المهين فقد عدا **
متطوراً في جهلهِ ولعابهِ
وكذلك الجيلي أجال جوادهُ **
في ذلك الميدانِ ثم سعى به
إنسانهُ إنسان عين الكفر لا **
يرتاب فيه سابح بعبابه
والتلمساني قال قد حلّت له **
كلُّ الفروجِ فخذ بذا وكفى به
نهقوا بوحدتهم على رؤوس الملا **
ومن المقال أتوا بعينِ كذابه
إن صح ما نقل الأئمةُ عنهم **
فالكفر ضربة لازب لصحابه
لا كفر في الدنيا على كلِّ الورى**
إن كان هذا القول دون نصابهِ
قد ألزمونا أن ندين بكفرهم **
والكفر شرُّ الخلقِ من يرضى به
فدعِ التعسفَ في التأولِ لا تكن **
كفتىً يغطي جيفةً بثيابهِ
قد صرحوا أن الذي يبغونهُ **
هو ظاهرُ الأمر الذي قلنا بهِ
هذي فتوحاتُ الشؤومِ شواهدٌ **
إن المراد له نصوص كتابهِ
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
مباهلة
الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي
" رحمه الله تعالى "
أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله .
قال الحافظ السخاوي "رحمه الله"
في الجواهر والدرر في ترجمة
شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
((ومع وفور علمه ـ يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ
وعدم سرعة غضبه،
فكان سريع الغضب في الله ورسوله ...
إلى أن قال:
واتفق كما سمعته منه مراراً أنه جرى بينه
وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي،
أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته.
فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره،
وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده،
ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان
يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك.
فقال له شيخنا:
ما للسلطان في هذا مدخل،
لكن تعالَ نتباهل؛
فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب.
فأجاب لذلك،
وعلَّمه شيخنا أن يقول:
اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك،
فقال ذلك.
وقال شيخنا:
اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك.
وافترقا.
قال: وكان المعاند يسكن الروضة،
فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة،
ثم بدا له أن يتركهم،
وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت،
فخرجوا يشيعونه إلى الشختور،
فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله،
فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا،
فنظروا فلم يروا شيئاً.
وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي ،
وما أصبح إلا ميتاً.
وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة،
وكانت المباهلة في رمضان منها.
وكان شيخنا عند وقوع المباهلة
عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة
لا تمضي عليه سنة ).
الجواهر والدرر (3/1001-1002).
وكذلك نقل قصة المباهلة تلميذ الحافظ ابن حجر ،
تقي الدين الفاسي.
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (2ـ 198).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 6 )
ابن عربي والكشف الصوفي
لم أطلع فيما اطلعت على كاتب صوفي أكثر تبجحاً
فيما زعمه من العلم الباطني أكثر من ابن عربي الأندلسي الأصل،
المغربي، ثم الشامي، سكناً ووفاة.
لقد ملأ هذا الكاتب كتبه مدحاً لنفسه،
وأنه لا يستطيع أحد مجاراته قط.
فقد زعم لنفسه الاطلاع على كل ما سطره الفلاسفة قديماً وما كتبه اليهود والنصارى..
والمطالع لكتبه يجد هذا واضحاً جداً في مؤلفاته
فقد ادعى لنفسه ختم الولاية الكبرى الخاصة
وأنه خاتم الأولياء كما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء،
وكان في هذا الكذب متبعاً لمن سبقه ممن ادعى ختم الولاية
كالترمذي الذي يسمونه الحكيم وهو محمد بن علي الترمذي..
وادعى لنفسه العلم الكامل المحيط بالقرآن والسنة،
وأن تآليفه كلها معصومة من الخطأ،
وأنه لا يكتب شيئا إلا عن وحي يوحى،
بل زعم أن أبواب كتابه (الفتوحات) المكية توقيفي
يتبع فيه ما يوحى إليه وليس له يد في ترتيب فصوله وأبوابه..
وأنه أحياناً يتكلم بشيء بعد شيء لا رابط بينهما
كما نزل في القرآن
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ}
[ البقرة:238]
بعد آيات الطلاق ولا رابط بينهما..
وأن علومه كلها محفوظة من الخطأ.
وإليك نصوص عباراته في ذلك كما جمعها
الصوفي الكبير عبدالوهاب الشعراني
من ثنايا كتاب (الفتوحات المكية) وضمنها عبدالوهاب في كتاب
أسماه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر:
"قال في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات المكية
جميع ما أتكلم به في مجالسي وتآليفي
إنما هو من حضرة القرآن العظيم
فإني أعطيت مفاتيح العلم
فلا أستمد قط في علم من العلوم إلا منه كل ذلك
حتى لا أخرج من مجالسة الحق تعالى
في مناجاته بكلامه أو بما تضمنه كلامه
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الكلام على الأذان من الفتوحات:
اعلم أني لم أقرر بحمد الله تعالى
في كتابي هذا ولا غيره قط أمراً غير مشروع،
وما خرجت عن الكتاب والسنة في شيء من تصانيفي.
وقال في الباب السادس والستين وثلاثمائة:
جميع ما أكتبه في تصانيفي
ليس هو عن فكر ولا روية
وإنما هو عن نفث في روعي
من ملك الإلهام
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب السابع والستين وثلاثمائة:
ليس عندي بحمد الله تقليد لأحد
غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلومنا كلها محفوظة من الخطأ
وقال في الباب العاشر من الفتوحات:
نحن بحمد الله لا نعتمد في جميع ما نقوله
إلا على ما يلقيه الله تعالى في قلوبنا
لا على ما تحتمله الألفاظ