-
بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
الحمد لله الذي بعث في المؤمنين رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
أما بعد ,,,
من الأقوال الفاسدة التي تبناها بعض الأصوليين والفقهاء تقسيم المسلمين إلى عوام ومجتهدين وأن العامي لا يمكنه فهم الأدلة وبالتالي لا يسأل عنها ويوجبون عليه تقليد إمام أو شيخ وهذا ما يعبرون عنه بمقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
وأحد الذين تبنوا هذا القول والذي ربما كان سببا في انتشاره وسار على دربه الكثيرون بعده الإمام الشاطبي
قال الشاطبي في كتابه المشهور (الموافقات في أصول الشريعة):
فتاوى المجتهدين بالنسبة إلى العوام كالأدلة الشرعية بالنسبة إلى المجتهدين.
والدليل عليه أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة وقد قال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
والمقلد غير عالم؛ فلا يصح له إلا سؤال أهل الذكر، وإليهم مرجعه في أحكام الدين على الإطلاق، فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى
(الموافقات - ج 5 ص 337 )
هذا كلام باطل أسأل الله أن يغفر للشاطبي
فإن هذا الكلام يجعل الفقيه ُمشَرِّع وينزله منزلة النبي الذي يوحى إليه
وهذا الكلام يؤصل لاستمرار جهل الجهال فالتقليد جهل وليس بعلم
وقوله أن عموم المسلمين لا يمكنهم أن يفهموا الأدلة القرآنية والهدي النبوي وليس لهم ذلك البتة قول في غاية الوهن لا يعتد به البتة
فالقرآن والسنة هم الحجة وليس أقوال المجتهدين والله تعالى وهب كل إنسان عقل وقلب يفقه به
قال تعالى "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"
وقال تعالى "هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"
وقال تعالى في ذم من لا يتفقه "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا"
وقال تعالى مادحا العلماء "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" وهذا حصر للخشية في العلماء فغير العالم لا يخشى والخشية واجبة وعليه فالعلم واجب
وفي الحديث الصحيح "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" ومفهومه أن من لم يتفقه في الدين لم يرد الله به خيرا والتفقه بالطبع يكون بفهم الأدلة لا بالتقليد
ويستحيل على الله أن يأمر الناس بالتفقه ثم لا يعطيهم الآلة التي تمكنهم من ذلك فلو حصل لكان هذا ظلما وليس من الحكمة تعالى الله عن ذلك
وقال تعالى ذاما الذين اتبعوا أئمتهم الذين ضلوا "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
ولو كان التقليد جائز لما عذب الله هؤلاء لأنهم قلدوا كبراءهم ومن وثقوا فيهم
هذا الدين نزل على أمة أمية
قال تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
نزل على الأعراب والفلاحين وربات البيوت بل والأعاجم أيضا ونزل على الجن أيضا
وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
فأولا: المقصود حسب ما جاء في التفاسير المشهورة سؤال أهل الكتب من الأمم السابقة عن الرسل الذين بعثوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جمبعا بشر ولم يكونوا ملائكة وهذا هو الراجح لدلالة السياق عليه
قال الإمام الطبري:
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) يقول فاسألوا أهل التوراة والإنجيل قال أبو جعفر : أراه أنا قال : يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق اهــــ
قال ابن كثير:
ولهذا قال تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) أي : اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف : هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرا ، وذلك من تمام نعم الله على خلقه; إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم . اهــــــ
وقال القرطبي:
أي لم يرسل قبلك إلا رجالا . فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون يريد أهل التوراة والإنجيل الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، قاله سفيان . وسماهم أهل الذكر ؛ لأنهم كانوا يذكرون خبر الأنبياء مما لم تعرفه العرب اهــــــ
ثانيا: ولو أخذنا بالقياس أو قلنا بتعميم الحكم في الآية عن سؤال من لا يعلم لمن يعلم فواضح أن السؤال الذي شرعه الله في الآية لأهل الكتاب هو سؤال عن روايتهم فقط لا عن اجتهادهم أو فتاواهم
وبالتالي فسؤال الجاهل بأمر إلى العالم به لابد أن يكون سؤال عن روايته لا عن رأيه , عن الدليل لا عن القول المجرد من الأدلة
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
السلام عليكم و رحمة الله
ما هو التقليد أصطلاحا عند الأصوليين و الفقهاء ؟
بارك الله فيكم
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
التقليد اصطلاحا هو العمل بقول الغير من غير حجة
انظر إرشاد الفحول للشوكاني الجزء السادس
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
نفع الله بك أخي عماد
الذهول لا ينفك منه أحد
وقد جاء في صدر حديثك: "في المؤمنين رسولا"
والصواب: "الأميين". والله أعلم.
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
جزاك الله خيرا على التنبيه أخي أشرف
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
بارك الله فيك أخي الفاضل
لطفا،
لخّص لنا وجه الخطأ في عنوان المسألة،
وموطن الزلل من عبارة الشاطبي، ووجه الزلل..
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي أشرف جزاك الله خيرا على مرورك
أنا بالفعل قمت ببيان وجه الخطأ وذلك بالآيات والأحاديث وبيقيننا في عدل الله وحكمته
وأخشى أن أختصر فيؤدي ذلك إلى إجمال فيه إخلال
لكن يمكن أن نوجز الموضوع كالاتي:
عبارة الشاطبي ومقولة مذهب العامي مذهب مفتيه معناها أن غالبية المسلمين ليس عندهم من التمييز والقوة العقلية والقلبية ما يمكنهم أن يفهموا به القرآن والسنة ويعرفوا الأدلة ويميزوا بين الحق والباطل وعليه فيجب عليهم شرعا تقليد من يثقون بدينه يختار شيخ ثم يقلده في كل شئ ويعمل بفاتاواه بدون أن يطلب الحجة يعني يكون أعزك الله مثل البعير يمشي وراء صاحبه أينما يوجهه
وأنا أبين أن هذا باطل لأن الله تعالى وهب كل مسلم عقل وقلب وأمر المسلمين جميعا بالعلم و بالتفقه وحثهم عليه وجعل الحجة في كتابه وسنة رسوله وأن الله أخبرنا أنه سيعذب الذين اتبعوا أئمتهم في الضلال ولم يعذرهم فلم ينصب للناس إماما غير النبي يطاع في كل شئ بل العالم يٍسأل عن دليله لا عن قوله مجرد من الدليل عن روايته لا عن رأيه
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي الحبيب،
كلامك فيه من العموم ما فيه، ولم يصب المحز على ما فيه..
وللرد أصول - أيها الحبيب - آكدها:
- الاطلاع على شتات ومنثور كلام المردود عليه؛ لتثبيت الخطأ عليه، أو فَسْر ما أشكل منه..
- تحرير المصطلحات وتصويرها واستحضارها على الوجه الذي يذهب إليه المردود عليه، وعدم إلزامه من القول ما لم يلتزمه ..
- تحرير تاريخ المسألة وتتبع أطوار استعمال مفرداتها..
- الحرص الحرص الحرص على تبيُّن وجه قول القائل وعدم التسرُّع في تخطئته ..
ثم يَرد عليك أشياء، منها:
قوله تعالى:
"لعلمه الذين يستنبطونه منهم"
"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم"
"فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تعلمون"، وهذه الآية بوّب عليها البيهقي (تـ: 458) بقوله: "باب تقليد العامي للعالم"..
وقال ابن عبد البر (تـ: 463) في "جامع بيان العلم":
(ولم يختلف العلماء: أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقول الله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43]،
وأجمعوا: على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه، فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به، لا بد له من تقليد عالمه،
وكذلك لم يختلف العلماء: أن العامة لا يجوز لها الفتيا؛ وذلك - والله أعلم - لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم والقول في العلم).
حديث:
"إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس" م
وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ" يَعْنِي: الخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ. خ .. وفيه: اختلاف أحوال الناس في تحصيل العلوم والعوائق التي قد تعترض كثيرا من الناس، أمّا اختلاف الأفهام والعقول فأمر لا يُحتاج إلى تثبيته ..
ثم:
أين محلّ العوام من الإجماع، سواء في انعقاده أو خرقه ..
وهكذا ..
الشاهد من الكلام:
ما كان ينبغي لك - أخي الحبيب - أنْ تحيط الإمام الشاطبي رحمه الله بهذه الكلمات الغلاظ والمآلات الشنيعة، غفر الله لنا ولك..
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي الحبيب أشرف
أؤكد لك أني حررت المصطلحات جيدا واطلعت على الأقوال المختلفة فيها وأدلة كل فريق , ومراد الإمام الشاطبي واضح جدا من كلامه في الموافقات الذي نقلته لا يحتاج عناء لفهمه
وواضح أخي أنك لم تقرأ موضوعي كاملا - مع أن سطوره قليلة - لأنك لو اكملت قراءته لعرفت أن قوله تعالى "فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تعلمون" معناها شئ آخر تماما غير ما ذهب إليه الشاطبي والبيهقي وذلك بإجماع تقريبا من المفسرين , معناها: سؤال أهل الكتب من الأمم السابقة عن الرسل الذين بعثوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جمبعا بشر ولم يكونوا ملائكة وهذا هو الراجح لدلالة السياق عليه وراجع ما نقلته من تفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير
وأما قوله تعالى "لعلمه الذين يستنبطونه منهم": فهذه الآية نزلت في الشائعات والأخبار التي تنتشر بين الناس فالله تعالى يأمرنا بأن نتثبت من الأخبار من المصادر الموثوقة ولا علاقة لها بمسألة التعلم أو التقليد
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها ، فيخبر بها ويفشيها وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة .
وقد قال مسلم في " مقدمة صحيحه " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن حفص ، حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع " وكذا رواه أبو داود في كتاب " الأدب " من سننه ، عن محمد بن الحسين بن إشكاب ، عن علي بن حفص ، عن شعبة ورواه مسلم أيضا من حديث معاذ بن هشام العنبري ، وعبد الرحمن بن مهدي . وأخرجه أبو داود أيضا من حديث حفص بن عمر النمري ، ثلاثتهم عن شعبة ، عن خبيب عن حفص بن عاصم ، به مرسلا .
وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال أي : الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ، ولا تدبر ، ولا تبين .
وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بئس مطية الرجل زعموا عليه " .
وفي الصحيح : " من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . ويذكر هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق عليه ، حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه ، فجاءه من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك ، فلم يصبر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفهمه : أطلقت نساءك ؟ قال : " لا " . فقلت : الله أكبر . وذكر الحديث بطوله .
وعند مسلم : فقلت : أطلقتهن ؟ فقال : " لا " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه . ونزلت هذه الآية : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر .
ومعنى قوله : ( يستنبطونه ) أي : يستخرجونه ويستعلمونه من معادنه ، يقال : استنبط الرجل العين ، إذا حفرها واستخرجها من قعورها . اهــــــ
قال الإمام الطبري:
القول في تأويل قوله ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
قال أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " ولو ردوه " الأمر الذي نالهم من عدوهم [ والمسلمين ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أولي أمرهم يعني : وإلى أمرائهم وسكتوا فلم يذيعوا ما جاءهم من الخبر ، حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ذوو أمرهم هم الذين يتولون الخبر عن ذلك ، بعد أن ثبتت عندهم صحته أو بطوله ، فيصححوه إن كان صحيحا ، أو يبطلوه إن كان باطلا " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يقول : لعلم حقيقة ذلك الخبر الذي جاءهم به الذين يبحثون عنه ويستخرجونه " منهم " اهـــــــ
وقال القرطبي:
والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم أو الخوف وهو ضد هذا أذاعوا به أي أفشوه وأظهروه وتحدثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته . فقيل : كان هذا من ضعفة المسلمين ؛ عنالحسن ؛ لأنهم كانوا يفشون أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويظنون أنهم لا شيء عليهم في ذلك . وقال الضحاك وابن زيد : وهو في المنافقين فنهوا عن ذلك لما يلحقهم من الكذب في الإرجاف .
قوله تعالى : ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أي لم يحدثوا به ولم يفشوه حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يحدث به ويفشيه . أو أولوا الأمر وهم أهل العلم والفقه ؛ عن الحسن وقتادة وغيرهما . السدي وابن زيد : الولاة . وقيل : أمراء السرايا . لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي يستخرجونه ، أي لعلموا ما ينبغي أن يفشى منه وما ينبغي أن يكتم . اهــــــ
وقوله تعالى "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم" ليس فيها أي حجة لمن يجيز التقليد بل يوجبه على بعض الناس
هذه الآية نزلت في الجهاد تشرع لبعض الناس أن يقعدوا عن الجهاد لأجل طلب العلم والتعليم , فأين فيها أن مذهب العامي مذهب مفتيه؟!
وقول ابن عبد البر:
(ولم تختلف العلماء: أن العامة عليها تقليد علمائها)
هذا باطل وإجماع موهوم سامحه الله
بل الإجماع نقله غير واحد على بطلان التقليد
قال الإمام الشوكاني في كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول"
يقول:
اختلفوا في المسائل الشرعية الفرعية ، هل يجوز التقليد فيها أم لا ؟
فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا يجوز مطلقا .
قال القرافي : مذهب مالك ، وجمهور العلماء : وجوب الاجتهاد ، وإبطال التقليد ، وادعى ابن حزم الإجماع على النهي عن التقليد .
قال : ونقل عن مالك أنه قال : أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق فاتركوه . وقال عند موته : وددت أني ضربت بكل مسألة تكلمت فيها برأي سوطا ، على أنه لا صبر لي على السياط .
قال ابن حزم : فهاهنا مالك ينهى عن التقليد ، وكذلك الشافعي ، وأبو حنيفة وقد روى المزني عن الشافعي في أول مختصره أنه لم يزل ينهى عن تقليده ، وتقليد غيره. انتهى
وقد ذكرت نصوص الأئمة الأربعة المصرحة بالنهي عن التقليد في الرسالة التي سميتها القول المفيد في حكم التقليد فلا نطول المقام بذكر ذلك وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إن لم يكن إجماعا ، فهو مذهب الجمهور اهـــــــ
إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد)
أرأيت الإجماع الحقيقي أو على الأقل قول الجمهور
واليك أقوال الأئمة الأربعة التي تؤكد قول الشوكاني والقرافي وابن حزم
1- أبو حنيفة رحمه الله
==================
"إذا صح الحديث فهو مذهبي". ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق 6 / 293)
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى : ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد) )
"إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي " .
( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2- مالك بن أنس رحمه الله
==================
"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32)
"ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91)
3- الشافعي رحمه الله
==================
"إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت".
وفي رواية "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد " . (النووي في المجموع 1 / 63)
"إذا صح الحديث فهو مذهبي " . (النووي 1 / 63 )
4- أحمد بن حنبل رحمه الله
==================
"لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " .
(إعلام الموقعين 2 / 302)
و كان الإمام أحمد يحارب هذا المسلك الشائن المهزوم محاربةً شعواء ، وينابذه ويطارده في كل مكان.
قال محمد بن زيد المستملي : سأل أحمد رجل : أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل ، عليك بالآثار والحديث
فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها
قال له: ابن المبارك لم ينزل من السماء ، إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
و كان ينهى تلاميذه حتى عن كتابة آراءه الفقهية وفتاويه ، ولما أحس يوماً بإنسان يكتب ومعه ألواح في كمه
قال له : لا تكتب رأيي ؛ لعلي أقول الساعة مسألة ثم أرجع غداً عنها
(ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1 / 329)
ومن هنا يتضح أن أقوال الأئمة يستدل لهـــا ولا يستدل بهــا
أقوال العلماء مجردة ليست حجة إنما الحجة في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى ج9 / ص 66):
فصل في الاكتفاء بالرسالة والاستغناء بالنبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع ما سواه اتباعا عاما وأقام الله الحجة على خلقه برسله فقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
فدلت هذه الآية على أنه لا حجة لهم بعد الرسل بحال وأنه قد يكون لهم حجة قبل الرسل .
ف " الأول " يبطل قول من أحوج الخلق إلى غير الرسل حاجة عامة كالأئمة . اهـــــــ
وإذا كان الجاهل مثل الأعمى فالواجب على العالم تبصيره بنور العلم لا أن يتركه في عماه
قال تعالى "وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا"
وقال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"
و الله المستعان
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي الحبيب : عماد السكندري،
سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار
رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخى الكريم عماد
جزاكم الله خيرا على ردكم . أعلم يا أخى أن الشوكانى و قبله ابن حزم قد خالفا جماهير أهل السنة فى مسألة تقليد العامة لعلماءهم فأياك و مشاربهم فى هذه المسألة إلا على حذر و تقية . و أدعاء الشوكانى أن الأجماع على حرمة التقليد فيها نظر بل الأستقراء و الواقع ينكره و الأدلة على ذلك كثيرة جدا .
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتا محمد
أخى الكريم عماد
جزاكم الله خيرا على ردكم . أعلم يا أخى أن الشوكانى و قبله ابن حزم قد خالفا جماهير أهل السنة فى مسألة تقليد العامة لعلماءهم فأياك و مشاربهم فى هذه المسألة إلا على حذر و تقية . و أدعاء الشوكانى أن الأجماع على حرمة التقليد فيها نظر بل الأستقراء و الواقع ينكره و الأدلة على ذلك كثيرة جدا .
وجزاك خيرا أخي شتا
يا أخي دعك من الشوكاني وابن حزم وغيرهم أنا لا أقلد أحدهم ولا احتج بكلامه أنا فقط أتيت بأقوالهم ردا على كلام ابن عبد البر الذي نقله الأخ أشرف , وقولك أنهم مخالفين لجماهير أهل السنة فلا أدري من تقصد بجماهير أهل السنة؟ إذا كان الأئمة الأربعة ينهون عن التقليد والإمام أحمد إمام أهل السنة كان ينهى تلاميذه عن كتابة أقواله الفقهية وكان يقول عليكم بالآثار والحديث
الان دعك من أقوال زيد وعمرو
الأدلة التي استدللت بها هي ما أوردتها في صلب الموضوع
ما رأيك فيها؟ هل الايات والأحاديث التي استشهدت بها حجة في إبطال التقليد وابطال كلام الشاطبي؟ أم أن لها معنى آخر غير معناها العربي الواضح والمعنى الذى ذكره أئمة التفسير؟
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد
أخي الحبيب : عماد السكندري،
سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار
رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
انقشع الغبار الحمد لله وعرفت أنه فرس
انقشع غبار التلبيس الذي كان يلبسه علينا بعض المتأخرين وظهر نور الحق في كلام الله وأحاديث رسوله وعرفت أن العلم واجب على كل مسلم ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
والمسلم العادي يستطيع فهم الأدلة إذا كانت عنده الرغبة وبذل جهدا واستعمل سمعه وبصره وفؤاده وعقله
فهي نعم أنعم الله بها عليه لكي يستخدمها في طاعته ومعرفة الحق
لا أن يستخدمها جيدا في أمور الدنيا فقط ويترك أمور الدين لمن ينوب عنه من المشايخ ثم يتبع الشيخ اتباع أعمى بدون أن يعرف الأدلة ويرجح بينها
فالحمد الله أن أزال عنا الغبار وأظهر لنا الحق
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
جزاكم الله خيرا
وددت إضافة بعض النقاط:
أولا : يجب بيان أن التقليد والإجتهاد بينهما مراحل ودرجات كثيرة فلا يصير العامي المقلد مجتهد بيوم وليلة, بل بالطلب والمرور على تلك المراحل
ثانيا : يمكن للعامي أن يتعلم ويطلب العلم وبعد ذلك قد يقارن ويوازن بين الأقوال
ثالثا: دل الواقع على من لم يطلب العلم من العوام ولم يبدأ بقطع تلك المراحل لا يتأتى منه المقارنة أو الترجيح بين الأقوال فكلام الأئمة الأربعة محمول على من يميز ويستطيع معرفة ما أيده السنة وما لم يؤيده
رابعا : أما قولك "وهب الله كل إنسان عقل وقلب يفقه به " وإستدلالك بالآثار فبعيد عن مناط الخلاف, فلم ينكر أحد فيما أعلم قدرة المقلد في فهم النصوص بعد الطلب وأما قبل الطلب فلا يتمكن من فهم الأقوال والتمييز بينها, نعم قد يفهم الأدلة لكلا الفريقن لكنه لا يرجح, وعلى ذلك يحمل الأمر بالتفقه وإعطائهم الآلة (آلة العقل) لذلك, لاحظ أنك قلت أمرهم بالتفقه ولم يأمرهم بالإستنباط قبل التفقه
خامسا : التقليد منه مذموم وممدوح, المذموم ما كان بعيدا عن طاعة الله في معصيته أو عن جهل تام, أما من تبع من غلب على ظنه أنه يوصله للحق وللدين مع عدم تمكن ذلك الشخص من الترجيح فلا يعقل أن يذم , ومما يدل على ثبوت تقليد العلماء أننا مأمورين بتقليد النبي والخلفاء الأربعة
سادسا : أما حديث (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) ونحو ذلك من الأدلة فلا تدل على مرادك وبعيدة عن مناط الخلاف
فالمقلد ليس يحدث بكل فتوى يسمعه كل من رأي , بل بما يدين الله به وما وصله مما يغلب على ظنه أنه حق فلا يمكن مقارنته بمن إذا سمع شائعة أو حديث نقله دون التثبت, فهذا أقصى ما بوسع المقلد أن يصل إليه من التثبت
سابعا : أغلب العلماء مقلدة (أعني ليسوا ممن يقال عنهم مجتهد مطلق), فلا يخرجون عما سبق من الأقوال
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
انقشع الغبار الحمد لله وعرفت أنه فرس
انقشع غبار التلبيس الذي كان يلبسه علينا بعض المتأخرين وظهر نور الحق في كلام الله وأحاديث رسوله وعرفت أن العلم واجب على كل مسلم ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
والمسلم العادي يستطيع فهم الأدلة إذا كانت عنده الرغبة وبذل جهدا واستعمل سمعه وبصره وفؤاده وعقله
فهي نعم أنعم الله بها عليه لكي يستخدمها في طاعته ومعرفة الحق
لا أن يستخدمها جيدا في أمور الدنيا فقط ويترك أمور الدين لمن ينوب عنه من المشايخ ثم يتبع الشيخ اتباع أعمى بدون أن يعرف الأدلة ويرجح بينها
فالحمد الله أن أزال عنا الغبار وأظهر لنا الحق
جزاكم الله خيرا كلامك جمبل لكن ذلك لا يتأتى من العامي إلا بعد طلب العلم ولا يكون له ولما يطلب العلم بعد, وبهذا تكون المسألة خارجة عن مناط الخلاف
فالخلاف في العامل وليس في طلاب العلم
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أتمنى أن يلزم الجميع الآداب الشرعية في المناقشة فلا أظن أحدا يريدإلا الحق جزاكم الله كل خير
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
وجزاكم الله خيرا أخي عبد الله
ردا على النقاط من أولا إلى رابعا أقول:
كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك , فليس كل من عاصر النبي أو عاصر الصحابة من التابعين كان حافظا للقرآن عالما فقيها بالمعنى السائد اليوم , وكان هناك الأعراب , بل كان هناك العجم الذين دخلوا في الإسلام بعد الفتوحات
والصحابة بالتأكيد أفصح منا لغة فلو كان هذه الاصطلاحات بهذه المعاني الموجودة اليوم صحيحة لسبقونا إليها لكن لما لم يحدث هذا عرفنا أنها اصطلاحات مستحدثة أنشأها المتأخرون ويريدون إلزام الناس بها
كذلك علم أصول الفقه علم حادث أول من ألف فيه هو الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة"
وهذا لا يمنع من مشروعية دراسته وأن العلم بقواعده جيد لأنه يعين أكثر على استنباط الأحكام والترجيح فهو من الوسائل التي تعين على التعمق في الفهم والوسائل لها حكم المقاصد
لكن هذا العلم قواعده كلها مأخوذة من الكتاب والسنة ثم من البديهة والمنطق ولذا فالإنسان المعتدل السوي التفكير قد تستقر عنده كثير من هذه القواعد تلقائيا بدون أن يدرسها بشكل منهجي
فمنذ زمن النبوة حتى عصر الإمام الشافعي كان الناس يتعلمون أمور دينهم جيدا بدون هذا العلم مع ما كان فيهم من صغار وأعراب وعجم
إنما الاصطلاح المعروف هو عالم وجاهل
وليس بالمعنى السائد اليوم أن العالم هو ذلك الذي درس الشريعة عمرا طويلا أو المفتي العام والجاهل هو ذلك الرجل العادي البسيط
لكن العالم يعني العالم بمسألة أو جزئية معينة وقد يطلق مجازا على من كثر علمه في عدة أبواب
والجاهل هو من يجهل أمرا معينا
قال تعالى "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" يعني الجاهل بحالهم
العلم جزئي والانسان طبيعي يكون عالما في أمور وجاهلا في أمور أخرى
هذا ما دلت عليه النصوص وهذا كان فهم الصدر الأول
فالمقصود أن العلم جزئي يمكن للمسلم أن يتعلم مسألة بأدلتها ويتفقه فيها بالآيات والأحاديث وإن كانت ثمة قاعدة أصولية يحتاجها فيعلمها له من هو عالم بها وقد يكون فقيه في هذه المسألة أكثر من كثير من الشيوخ وله أن يعلمها ويفتي بها وهو جاهل في باقي أبواب الدين فكل مسلم عليه أن يكون مجتهد في طلب العلم
ليس كما يقول الإمام الشاطبي أن العامي - يقصد الجاهل بأمر - لا دخل له بالأدلة البتة لأنه لا يفهمها
بل له أن يعرف الأدلة ويفهمها لأنه مكلف بالعلم والتفقه
أما لو اعتمد فقط على التقليد واتباع المشايخ بدون فهم الأدلة فإن أصاب شيخه أصاب معه وإن أخطأ فإن الشيخ قد يعذر لأنه اجتهد لكن لا يعذر المقلد لأنه قصر في طلب العلم
قال تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
ومناصري التقليد يقولون: بل للناس على الله حجة بعد الرسل وهم المشايخ والأئمة
كذلك فعل الذين من قبلهم من الشيعة الإمامية لكن على الأقل الإمامية اتخذوا مبرر لهذا بأن الأئمة عندهم معصومون وبالتالي يجوز تقليدهم
أما أصحابنا فبالرغم من اقرارهم بعدم عصمة الأئمة إلا أنهم مع ذلك يلزمون الناس بتقليدهم في صوابهم وخطأهم
قال تعالى "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
والسؤال: لماذا عذب الله هؤلاء مع أنهم اتبعوا أئمتهم؟
ولو قال قائل: هذا في الكفار وليس في المسلمين
قيل له: ماذا إن افتى الشيخ مقلده بجواز فعل كفري فهل لو قلده يعذر أم لا؟
وهل أنت توجب على العامة الاجتهاد فقط في باب الإيمان والكفر وتلزمهم بالتقليد في باقي الأبواب؟
عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
والسؤال يا من تجيز التقليد: الذين وصفهم الرسول صلى الله عليهم بالضلال هل هذا وصف مدح أم ذم؟ هو بالتأكيد ذم والضلال وصف يستلزم أنه آثم ومعذب أما على مذهبكم فهو مأجور لأنه قلد من وثق فيه
فإن قيل: هؤلاء ضلال لأن الذين اتبعوهم جهال وليسوا علماء
أجيب: بأن المقلد عندكم لا يستطيع تمييز الحق من الباطل ولا يفهم النصوص ولا مدخل له في العلم فكيف تلزمه بأن يميز بين العالم والجاهل؟ فما أدراه بكم العلم الذي يحمله فلان من الناس حتى يتبعه؟
أرأيتم كيف حال مناصري التقليد من التناقض والتخبط ومصادمة النصوص
يقول عبد الله من مسعود "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. اهـــــــ
مرة أخرى ابن القيم يقرر نفس الأمر وبشكل أوضح
والتفقه هو: معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية
أما الشاطبي يقول: والدليل عليه أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة اهـــــ
فهل كلام الإمام الشاطبي يتفق بأي حال مع أمر المسلمين جميعا بالتفقه ومعنى الفقه لغة واصطلاحا؟!
أما خامسا فغريب وعجيب منك جدا أن تقيس اتباع النبي بتقليد غيره
النبي صلى الله عليه وسلم ما يقوله ويفعله فهو شرع ويستدل به وهو الذي يوحى إليه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فما يقوله أو يفعله هو في ذاته الدليل
أما غيره فيطلب منه الدليل وغيره يتابع بقدر متابعته للنبي ويخالف في مخالفته
ومعروف مصادر التشريع : الكتاب والسنة والإجماع والقياس الخ
وليس واحدا من هذه المصادر هي هي أقوال الشيوخ لمقلديهم
فارجع عن هذا القياس أخي غفر الله لك
أما حديث (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) فأنا لم احتج به أنا ذكرته في معرض الرد على الأستاذ / أشرف عندما استدل بقوله تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فكان جوابي أن الية المقصود منها التثبت من الأخبار والشائعات لا علاقة لها بالاجتهاد والتقليد وأيدت هذا المعنى بالحديث المذكور
و الله ولي التوفيق
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
جزاكم الله خيرا
أما قولك:
"كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك , فليس كل من عاصر النبي أو عاصر الصحابة من التابعين كان حافظا للقرآن عالما فقيها بالمعنى السائد اليوم , وكان هناك الأعراب , بل كان هناك العجم الذين دخلوا في الإسلام بعد الفتوحات "
لكن معنى تلك المصطلحات موجودة منذ عهد الصحابة, ألم يكن من الصحابة من كان يفتي الناس وهذا مع ما كان عند الناس آنذاك من قوة الفهم وسلامة اللغة ومع ذلك إحتاجوا إلى من يستفتونهم, فلو أمكن الجميع أن يجتهد لما كان للفتوى أساس ولما عمل به الصحابة ولما جوزه النبي مع وجوب أخذ الحكم مباشرة من النص, فالإنكار عندئذ واجب عليه صلى الله عليه وسلم ولكان المفتى آثما بفتواه ففتواه يجعل الناس يتقاعسون عن البحث ومعرفة الحكم من تلقاء أنفسهم
و أما قولك:
"علم أصول الفقه علم حادث أول من ألف فيه هو الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة"
وهذا لا يمنع من مشروعية دراسته وأن العلم بقواعده جيد لأنه يعين أكثر على استنباط الأحكام والترجيح فهو من الوسائل التي تعين على التعمق في الفهم والوسائل لها حكم المقاصد "
وكلامك هذا دال على أن من المصطلحات الحادثة ما هو صحيح
و أما قولك:
"العلم جزئي والانسان طبيعي يكون عالما في أمور وجاهلا في أمور أخرى
هذا ما دلت عليه النصوص وهذا كان فهم الصدر الأول
فالمقصود أن العلم جزئي يمكن للمسلم أن يتعلم مسألة بأدلتها ويتفقه فيها بالآيات والأحاديث وإن كانت ثمة قاعدة أصولية يحتاجها فيعلمها له من هو عالم بها وقد يكون فقيه في هذه المسألة أكثر من كثير من الشيوخ وله أن يعلمها ويفتي بها وهو جاهل في باقي أبواب الدين فكل مسلم عليه أن يكون مجتهد في طلب العلم"
الأمر كما بينت سابق -والله أعلم- أن بين التقليد والإجتهاد مراحل ودرجات فإبن تيمية رحمه الله على سبيل المثال ليس مجتهدا مطلقا فهو تبع أقوال من سبقه وهو في نفس الوقت ليس عامي مقلد
و -كما ذكرت- فطالب العلم قد يكون أعلم في مسألة من عالم
و أما قولك:
"ليس كما يقول الإمام الشاطبي أن العامي - يقصد الجاهل بأمر - لا دخل له بالأدلة البتة لأنه لا يفهمها
بل له أن يعرف الأدلة ويفهمها لأنه مكلف بالعلم والتفقه "
أنا لست ملزما بقول الشاطبي رحمه الله
والتقليد ليس مقصودا لذاته بل لكونه غالب على طن المستفتي أنه الموصل للحق وإلا لو خالف التقليد الحق وعلم المقلد ذلك لم يجوز له التقليد (تقليد الشخص المعين) قل يتبع ما يظنه الحق
و أما قولك:
"أما لو اعتمد فقط على التقليد واتباع المشايخ بدون فهم الأدلة فإن أصاب شيخه أصاب معه وإن أخطأ فإن الشيخ قد يعذر لأنه اجتهد لكن لا يعذر المقلد لأنه قصر في طلب العلم"
أليس هذا أولى من أنه يرجع إلى رأيه, ألا ترى أن الأئمة الأربعة أقرب إلى الوصول إلى الحق وفهم مراد الشارع مني ومنك
و أما قولك:
"قال تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
ومناصري التقليد يقولون: بل للناس على الله حجة بعد الرسل وهم المشايخ والأئمة
قال تعالى "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
والسؤال: لماذا عذب الله هؤلاء مع أنهم اتبعوا أئمتهم؟
ولو قال قائل: هذا في الكفار وليس في المسلمين
قيل له: ماذا إن افتى الشيخ مقلده بجواز فعل كفري فهل لو قلده يعذر أم لا؟
وهل أنت توجب على العامة الاجتهاد فقط في باب الإيمان والكفر وتلزمهم بالتقليد في باقي الأبواب"
كما ذكرت سابقا التقليد ليس مقصودا لذاته بل لكونه وسيلة إلى إمتثال مقصود الشارع فليس مغايرا لإتباع الرسول بل تابع لذلك فالتقليد ممدوح في هذه الحالة
و أما قولك:
"عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
والسؤال يا من تجيز التقليد: الذين وصفهم الرسول صلى الله عليهم بالضلال هل هذا وصف مدح أم ذم؟ هو بالتأكيد ذم والضلال وصف يستلزم أنه آثم ومعذب أما على مذهبكم فهو مأجور لأنه قلد من وثق فيه
فإن قيل: هؤلاء ضلال لأن الذين اتبعوهم جهال وليسوا علماء
أجيب: بأن المقلد عندكم لا يستطيع تمييز الحق من الباطل ولا يفهم النصوص ولا مدخل له في العلم فكيف تلزمه بأن يميز بين العالم والجاهل؟ فما أدراه بكم العلم الذي يحمله فلان من الناس حتى يتبعه؟"
المقلد يرجع إلى من إتفق أهل العلم على علمهم وإستحقاقهم للفتوى
في الحديث لم يأمر النبي بأنه إذا جاء ذلك الزمان أن يجتهد كل إمرء بما يفهمه من الأدلة, ولو كان هذا هو الواجب لوجب على النبي بيان ذلك بينا كاقيا شافيا
و أما قولك:
"يقول عبد الله من مسعود "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. اهـــــــ
مرة أخرى ابن القيم يقرر نفس الأمر وبشكل أوضح"
لا منافاة لما قرره شيخ الإسلام والتقليد فالعلم عند المقلد هو ما يقول المجتهد
و أما قولك:
"أما خامسا فغريب وعجيب منك جدا أن تقيس اتباع النبي بتقليد غيره"
أنا لم أقارن بين تقليد النبي وتقليد غيره والعياذ بالله
لكني إستدليت بتقليد النبي على وجود تقليدا ممدوحا فأنت أطلقت الحكم على التقليد بانه مذموم
جزاكم الله خيرا متنتظر الإجابة
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الله , يا أخي ويا أيها الأعضاء جميعا
قسما برب الكعبة أنا ما قلت بإلغاء دور العالم المعلم ولا إلغاء دور الإفتاء والمفتي ولا أعارض أن يتعلم زيد من عمرو كما تعلم الصحابة من بعضهم وكما تعلم ابن تيمية ممن سبقه ولا قلت عقل كل عامي يستقل بمعرفة الشرع بدون أدلة والله وتالله الذي رفع السماء بلا عمد ما قلت هذا
يا أخوة أنا اتكلم عن بطلان التقليد وليس بطلان التعلم
مسألة التعلم يعني أخذ العلم يعني معرفة الأحكام بالأدلة وفهم النصوص هذا هو ما أناصره وأدعوا إليه وعلى هذا كان عمل الصحابة
كان الواحد منهم يسأل أو يستفتي في حكم الله في مسألة فيبين له المفتي أن هذه حكمها كذا لقول الله كذا وقول رسوله كذا
وقد يسأل هذا الصحابي - الذي يمكن أن تسميه صحابي عامي بتعبير اليوم - شخصا آخر ويرجح بين الأقوال
وقد لا يذكر المفتي دليلا وهذا حصل مني شخصيا أكثر من مرة أُسأل في شئ فأُجيب بالحكم بلا دليل فالمفتي يختلف عن المعلم في أنه قد لا يذكر دليلا أو يختصره لكن هذه مسؤلية المستفتي أن يطلب الدليل حتى يتعلم يعني حتى يخرج من الفتوى بشئ من العلم وإذا سأل وجب على المفتي حينها أن يبين له الأدلة
أما على طريقة الشاطبي وطريقة (مذهب العامي مذهب مفتيه) فإن المفتي إذا طلب العامي المستفتي الدليل يقول له: أنت عامي جاهل لا تفهم وليس من حقك السؤال عن الدليل أنت تعمل بفتواي وتقلدني في ما أقول فقط بلا سؤال وبلا تحري للحق لا تجادل ولا تناقش ولا تعترض فتنطرد , أنا يا عامي بالنسبة لك بمثابة الشارع والشارع لا يُسأل عن الدليل بل ما يقوله هو في ذاته الدليل
هذا هو ما أخالفه وأقول ببطلانه
وعمليا أنا لا أقول شئ بعيد عن الواقع
انظر مثلا موقع الإسلام سؤال وجواب عندما يسأل أي شخص سؤال وبالطبع الشخص يكون مجهول بالنسبة للمفتي وأغلبهم عوام
الإجابة تأتي دائما مرصعة بالأدلة وأحيانا ببيان الأقوال المختلفة والترجيح فلو الشخص سأل في موقع آخر مثل موقع إسلام ويب وأخذ فتوى مختلفة عن الأولى ورجح بينهما حسب ما اطمأن إليه فهل هو آثم متعد لحدوده لأن مذهبه لابد ن يكون هو مذهب مفتيه الأول؟ أم أنه بذل ما يستطيع في معرفة الحكم بأدلته وعمل بحديث الرسول استفت قلبك ولو افتوك الناس؟ واختار ما ترجح عنده فإن أصاب الحق فقد أصابه وإن أخطأ فقد بذل سعيه
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أرى أن الخلاف بيننا منه ما هو لفظي ومنه ما هو معنوي,
لم أسلب المستفتي حق الترجيح فكما قلت بين المقلد والمجتهد مراجل ودرجات
وأخذ المستفتي بفتوى المفتي هل هذا إثر, فإن قلت لا فهذا هو التقليد
ونأكد على أن التقليد درجات
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
[ خالف المقلدون أمر الله ورسوله وأئمتهم ]
الوجه العشرون : أن فرقة التقليد قد ارتكبت مخالفة أمر الله وأمر رسوله وهدي أصحابه وأحوال أئمتهم ، وسلكوا ضد طريق أهل العلم ، أما أمر الله فإنه أمر برد ما تنازع فيه المسلمون إليه وإلى رسوله ، والمقلدون قالوا : إنما نرده إلى من قلدناه ; وأما أمر رسوله فإنه صلى الله عليه وسلم أمر عند الاختلاف بالأخذ بسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، وأمر أن يتمسك بها ، ويعض عليها بالنواجذ ، وقال المقلدون : بل عند الاختلاف نتمسك بقول من قلدناه ، ونقدمه على كل ما عداه ، وأما هدي الصحابة فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلا واحدا في جميع أقواله ، ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لا يرد من أقواله شيئا ، ولا يقبل من أقوالهم شيئا ، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث ; وأما مخالفتهم لأئمتهم فإن الأئمة نهوا عن تقليدهم وحذروا منه كما تقدم ذكر بعض ذلك عنهم .
وأما سلوكهم ضد طريق أهل العلم فإن طريقهم طلب أقوال العلماء وضبطها والنظر فيها وعرضها على القرآن والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال خلفائه الراشدين ، فما وافق ذلك منهم قبلوه ، ودانوا الله به ، وقضوا به ، وأفتوا به ، وما خالف ذلك منها لم يلتفتوا إليه ، وردوه ، وما لم يتبين لهم كان عندهم من مسائل الاجتهاد التي غايتها أن تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع ، من غير أن يلزموا بها أحدا ، ولا يقولوا : إنها الحق دون ما خالفها ، هذه طريقة أهل العلم سلفا وخلفا ، وأما هؤلاء الخلف فعكسوا الطريق ، وقلبوا أوضاع الدين ، فزيفوا كتاب الله وسنة رسوله وأقوال خلفائه وأصحابه ، فعرضوها على أقوال من قلدوه ، فما وافقها منها قالوا لنا وانقادوا له مذعنين ، وما خالف أقوال متبوعهم منها قالوا : احتج الخصم بكذا وكذا ، ولم يقبلوه ، ولم يدينوا به .
واحتال فضلاؤهم في ردها بكل ممكن ، وتطلبوا لها وجوه الحيل التي تردها ، حتى إذا كانت موافقة لمذاهبهم وكانت تلك الوجوه بعينها قائمة فيها شنعوا على منازعهم ، وأنكروا عليه ردها بتلك الوجوه بعينها ، وقالوا : لا ترد النصوص بمثل هذا ، ومن له همة تسمو إلى الله ومرضاته ونصر الحق الذي بعث الله به رسوله أين كان ومع من كان لا يرضى لنفسه بمثل هذا المسلك الوخيم والخلق الذميم . اهــــــــ
يتبع إن شاء الله
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
الوجه الثالث والعشرون : أن الله سبحانه قال : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } فخص هؤلاء بالفلاح دون من عداهم ، والداعون إلى الخير هم الداعون إلى كتاب الله وسنة رسوله ، لا الداعون إلى رأي فلان وفلان .
[ ذم الله من أعرض عن التحاكم إليه ]
الوجه الرابع والعشرون : أن الله سبحانه ذم من إذا دعي إلى الله ورسوله أعرض ورضي بالتحاكم إلى غيره ، وهذا شأن أهل التقليد ، قال تعالى : { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا } فكل من أعرض عن الداعي له إلى ما أنزل الله ورسوله إلى غيره فله نصيب من هذا الذم ; فمستكثر ومستقل .
[ الحق في واحد من الأقوال ]
الوجه الخامس والعشرون : أن يقال لفرقة التقليد : " دين الله عندكم واحد وهو في القول وضده ، فدينه هو الأقوال المختلفة المتضادة التي يناقض بعضها بعضا ، ويبطل بعضها بعضا ، كلها دين الله " ؟ فإن قالوا : " بلى ، هذه الأقوال المتضادة المتعارضة التي يناقض بعضها بعضا كلها دين الله " خرجوا عن نصوص أئمتهم ; فإن جميعهم على أن الحق في واحد من الأقوال ، كما أن القبلة في جهة من الجهات ، وخرجوا عن نصوص القرآن والسنة والمعقول الصريح ، وجعلوا دين الله تابعا لآراء الرجال .
وإن قالوا : " الصواب الذي لا صواب غيره أن دين الله واحد ، وهو ما أنزل الله به كتابه وأرسل به رسوله وارتضاه لعباده ، كما أن نبيه واحد وقبلته واحدة ، فمن وافقه فهو المصيب وله أجران ، ومن أخطأه فله أجر واحد على اجتهاده لا على خطئه " .
قيل لهم : فالواجب إذا طلب الحق ، وبذل الاجتهاد في الوصول إليه بحسب الإمكان ; لأن الله سبحانه أوجب على الخلق تقواه بحسب الاستطاعة .
وتقواه : فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه ; فلا بد أن يعرف العبد ما أمر به ليفعله وما نهي عنه ليجتنبه وما أبيح له ليأتيه . ومعرفة هذا لا تكون إلا بنوع اجتهاد وطلب وتحر للحق ، فإذا لم يأت بذلك فهو في عهدة الأمر ، ويلقى الله ولما يقض ما أمره .
[ دعوة رسول الله عامة ]
الوجه السادس والعشرون : أن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة لمن كان في عصره ولمن يأتي بعده إلى يوم القيامة ، والواجب على من بعد الصحابة هو الواجب عليهم بعينه ، وإن تنوعت صفاته وكيفياته باختلاف الأحوال .
ومن المعلوم بالاضطرار أن الصحابة لم يكونوا يعرضون ما يسمعون منه صلى الله عليه وسلم على أقوال علمائهم ، بل لم يكن لعلمائهم قول غير قوله ، ولم يكن أحد منهم يتوقف في قبول ما سمعه منه على موافقة موافق أو رأي ذي رأي أصلا ، وكان هذا هو الواجب الذي لا يتم الإيمان إلا به ، وهو بعينه الواجب علينا وعلى سائر المكلفين إلى يوم القيامة .
ومعلوم أن هذا الواجب لم ينسخ بعد موته ، ولا هو مختص بالصحابة ; فمن خرج عن ذلك فقد خرج عن نفس ما أوجبه الله ورسوله . اهـــــ
يتبع إن شاء الله
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
الوجه الثامن والعشرون : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ } وأخبر أن العلم يقل ، فلا بد من وقوع ما أخبر به الصادق ، ومعلوم أن كتب المقلدين قد طبقت شرق الأرض وغربها ، ولم تكن في وقت قط أكثر منها في هذا الوقت .
ونحن نراها في كل عام في ازدياد وكثرة ، والمقلدون يحفظون منها ما يمكن حفظه بحروفه ، وشهرتها في الناس خلاف الغربة ، بل هي المعروف الذي لا يعرفون غيره ; فلو كانت هي العلم الذي بعث الله به رسوله لكان الدين كل وقت في ظهور وزيادة والعلم في شهرة وظهور ، وهو خلاف ما أخبر به الصادق .
[ ص: 163 ] الوجه التاسع والعشرون : أن الاختلاف كثير في كتب المقلدين وأقوالهم ، وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه ، بل هو حق يصدق بعضه بعضا ، ويشهد بعضه لبعض ، وقد قال تعالى : { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } .
الوجه الثلاثون : أنه لا يجب على العبد أن يقلد زيدا دون عمرو ، بل يجوز له الانتقال من تقليد هذا إلى تقليد الآخر عند المقلدين ، فإن كان قول من قلده أولا هو الحق لا سواه فقد جوزتم له الانتقال عن الحق إلى خلافه ، وهذا محال .
وإن كان الثاني هو الحق وحده فقد جوزتم الإقامة على خلاف الحق .
وإن قلتم : " القولان المتضادان المتناقضان حق " فهو أشد إحالة ، ولا بد لكم من قسم من هذه الأقسام الثلاثة .
الوجه الحادي والثلاثون : أن يقال للمقلد : بأي شيء عرفت أن الصواب مع من قلدته دون من لا تقلده ؟ فإن قال " عرفته بالدليل " فليس بمقلد ، وإن قال : " عرفته تقليدا له ; فإنه أفتى بهذا القول ودان به وعلمه ودينه وحسن ثناء الأمة عليه يمنعه أن يقول غير الحق " قيل له : أفمعصوم هو عندك أم يجوز عليه الخطأ ؟ فإن قال بعصمته أبطل ، وإن جوز عليه الخطأ قيل له : فما يؤمنك أن يكون قد أخطأ فيما قلدته فيه وخالف فيه غيره ؟ فإن قال : وإن أخطأ فهو مأجور ، قيل : أجل هو مأجور لاجتهاده ، وأنت غير مأجور لأنك لم تأت بموجب الأجر ، بل قد فرطت في الاتباع الواجب فأنت إذا مأزور .
فإن قال : كيف يأجره الله على ما أفتى به ويمدحه عليه ويذم المستفتي على قبوله منه ؟ وهل يعقل هذا ؟ قيل له : المستفتي إن هو قصر وفرط في معرفته الحق مع قدرته عليه لحقه الذم والوعيد ، وإن بذل جهده ولم يقصر فيما أمر به واتقى الله ما استطاع فهو مأجور أيضا ، وإن بذل جهده ولم يقصر فيما أمر به واتقى الله ما استطاع فهو مأجور أيضا . وأما المتعصب الذي جعل قول متبوعه عيارا على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة يزنها به فما وافق قول متبوعه منها قبله وما خالفه رده ، فهذا إلى الذم والعقاب أقرب منه إلى الأجر والصواب ; وإن قال وهو الواقع : اتبعته وقلدته ولا أدري أعلى صواب هو أم لا ، فالعهدة على القائل ، وأنا حاك لأقواله ، قيل له : فهل تتخلص بهذا من الله عند السؤال لك عما حكمت به بين عباد الله وأفتيتهم به ، فوالله إن للحكام والمفتين لموقفا للسؤال لا يتخلص فيه إلا من عرف الحق وحكم به وأفتى به ، وأما من عداهما فسيعلم عند انكشاف الحال أنه لم يكن على شيء . اهــــــــــ
يتبع إن شاء الله
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
مطالبة المفتي بالدليل
فيه تفصيل موجز طيب
أما القول ببطلان القاعدة المذكورة فلا يوافق الشرع ولا العقل
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي جزاكم الله خيرا
لم أقل بالتقليد المذموم, التقليد المطلق لشيخ أو مذهب, لكن التقليد على برهان وبصيرة,
ومن الناس من لا يتمكن من التفريق بين الألة والأقوال والترجيح, فكما تعلم أغلب مسلمي العالم لا يعرفون لغة العرب فكيف تريد منهم البحث في أدلة النصوص وهل يعقل أنهم يصيرون مجتهدين , وفي هذا العصر لا أظن أنه يوجد مجتهدا مطلقا -بمعنى أنه لا يرجع إلى أقوال السابقين ويستنبط الحكم مباشرة من النص. فهذا معنى المجتهد- وبين المجتهد وبين العامي -كما بينت مرارا- مراحل ودرجات
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصباح المنير
بطلان القاعدة هو ما يوافق الشرع والعقل واقرأ أقوال ابن القيم التي أنقلها الذي يبين فيها بطلان القاعدة شرعا وعقلا
بل كلامك متناقض فالمستفتي لو طلب الدليل فهو بالتأكيد يطلبه ليفهمه و يكون له حجة معنى ذلك أنه لو أفتاه شخص آخر وبين له دليل آخر أقوى من الأول فلو رجح بينهم بطل زعمك وبطلت القاعدة لأنه اجتهد في المسألة ولم يقلد يعني مذهبه هو الدليل وليس مذهب مفتيه
وإن قلت لا يرجح بل وجب أن يختار أحد الشيخين المفتيين ويقلده
أجيب: وكيف وعلى أي أساس سيختار لابد أن يجتهد ليعرف من منهما أكثر علما وفقها من الآخر وهذا اجتهاد أصعب بكثير فأنت أوجبت عليه أن يدرس ترجمة الشيخين ويعرف حالهما جيدا ليختار بينهما بينما منعته من الاختيار بين دليلين فتناقضت أولا وألزمته بالأصعب ثانيا
وإن سلمنا بأنه يمكنه اختيار أحدهما ليقلده فهنا السؤال عن الدليل لم يكن له أي فائدة إذ أنت أوجبت عليه تقليد شيخه سواء اطمئن للدليل أم لم يطمئن سواء وجد أدلة أخرى أم لا فالسؤال عن الدليل في هذه الحالة تحصيل حاصل لا معنى له
أرأيت أن كلامك هو المحال
وأنا لا زلت منتظر الإجابة على الأسئلة الأربعة التي وجهتها سابقا فهل من مجيب
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
سبق وأن بينت الرد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبو مجاهد
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي الحبيب عبد الله
أراك لم تقف على حقيقة الخلاف وجوهر المسألة
المسألة هي:
لم يختلف أحد حتى أنصار التقليد بأن كل مسلم في وقت ما في موطن ما عليه أن يجتهد لكن اختلفوا في مقدار هذا الاجتهاد
نحن نقول: يتعلم ما يلزمه تعلمه لأن العلم بالواجب واجب والتفقه واجب وذلك قدر استطاعته وقتا وجهدا وذهنا ويجتهد وفقا لهذا العلم أيضا وقت الحاجة قدر استطاعته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها
ونحن إذ نقول ذلك متأكدون أن الناس ستتفاوت تفاوتا كبيرا في مدى علمهم واجتهادهم وقدرتهم على الاستنباط فليس مطلوبا أو متوقعا من كل أحد أن يبلغ اجتهاد ابن تيمية أو الأئمة الأربعة المسألة تخضع لقدرات وإرادة كل شخص وذلك مثل تفاوتهم في باقي الطاعات واقامة السنن فمن الناس من يصلي الفرائض فقط ومنهم من يصلي السنن الرواتب ومنهم من يقوم الليل وهكذا
أما أنصار التقليد قالوا: يجتهد مرة واحدة يستنبط فيها من هو أفضل عالم أو شيخ ليقلده ولذا قالوا المقلد لمن يقلد مجتهد , بعد ذلك يسلم نفسه وعقله لهذا الشيخ ويأخذ فتاويه مجردة لا يلزمه معها الدليل لأن الاستنباط والنظر في أدلة الكتاب والسنة ليس من شأنه مع أنهم أوجبوا عليه الاستنباط والنظر في حال الأئمة والترجيح بينهم
فهم وثقوا في عقله وترجيحه في حالة اختيار من يقلده
وفي نفس الوقت استنكروا عقله وترجيحه في حالة الاختيار بين الأدلة والأقوال الفقهية مع أنه لا وجه للإستنكار لأنه:
إن كانت المسألة عليها إجماع فلن يسعه إلا اتباع الاجماع فمن الأمور التي لابد أن يتعلمها كل مسلم منذ الصغر أن الإجماع حجة
وإن كانت المسألة مختلف فيها ففي هذه الحالة لو رجح وأخطأ حتى فلابد أنه سيوافق ترجيحه بعض العلماء وليكن زيد من العلماء ففي هذه الحالة مرة أخرى حتى لو أخطأ فكأنه قلد زيدا الذي وافقه في قوله فمع أنها عمليا نفس النتيجة
إلا أن أنصار التقليد يريدون أن يصل العامي لهذه النتيجة عن طريق تقليده لزيد لا عن طريق نظره في الأدلة قدر استطاعته
والأولى أن يصل إليها باجتهاده في اختياره للدليل لا باجتهاده في اختياره للشيخ
النقطة الأخرى الخلط عند أنصار التقليد بين تقليد شخص وبين قبول روايته والتعلم منه
وهذا الذي يجعلهم يحتجون بآيات وآثار ليس لهم فيها أي متمسك
فهم يدعون أنك عندما يقول لك شيخ حديث ويصححه فتأخذه وتعمل به فأنت تقلده وهذا ليس تقليدا هذا توثيق للراوي ومن ثم لحديثه
فالبخاري مثلا عندما يقول حدثنا الليث بن سعد
فلا يقال أن البخاري يقلد الليث بل هو يأخذ عنه الرواية
كذلك عندما تجد استنباط جيد لشيخ وتأخذ به فأنت أخذت باستنباطه يعني بدليله ولم تقلده
وفي ذلك يقول ابن القيم في إعلام ااموقعين ردا على أنصار التقليد:
[ الرواية غير التقليد ] : الوجه الخامس والسبعون : قولكم " كل حجة أثرية احتججتم بها على بطلان التقليد فأنتم مقلدون لحملتها ورواتها ، وليس بيد العالم إلا تقليد الراوي ، ولا بيد الحاكم إلا تقليد الشاهد ، ولا بيد العامي إلا تقليد العالم ، إلى آخره " .
جوابه ما تقدم مرارا من أن هذا الذي سميتموه تقليدا هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين أخذوا عن نظرائهم مقلدين . ومثل هذا الاستدلال لا يصدر إلا من مشاغب أو ملبس يقصد لبس الحق بالباطل ، والمقلد لجهله أخذ نوعا صحيحا من أنواع التقليد واستدل به على النوع الباطل منه لوجود القدر المشترك ، وغفل عن القدر الفارق ، وهذا هو القياس الباطل المتفق على ذمه ، وهو أخو هذا التقليد الباطل ، كلاهما في البطلان سواء .
وإذا جعل الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل حجة لم يكن متبع الحجة مقلدا اهــــــــــ
فالتعلم من شيخ وأخذ الرواية عنه شئ وتقليده على طريقة مذهب العامي مذهب مفتيه شئ آخر تماما
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
انظروا إلى مقولة الشاطبي وفي مقابلتها مقولة ابن القيم
قال الشاطبي:
والمقلد غير عالم؛ فلا يصح له إلا سؤال أهل الذكر، وإليهم مرجعه في أحكام الدين على الإطلاق، فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى
(الموافقات - ج 5 ص 337 )
قال ابن القيم:
فهل في هذا دليل على جواز اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله ؟ ، فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه محرم في دين الله ، ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة . اهــــــــــ
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص166)
فابن القيم يقرر إجماع القرون الفاضلة على بطلان مقولة الشاطبي
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قلت لك مرارا أني لست ملزما بقول الشاطبي
وأنت الآن وافقتني أنه من الناس من يقلد
فهذا كما ذكرت أن بين التقليد والإجتهاد درجات
وأسألك وأتمنى الإجابة
هل تعلم الآن مجتهد مقطح حي على وجه الأرض
, فإن رددت بلا فكل من على وجه الأرض فهو آخذ ببعض مادة التقليد
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
هل تعلم الآن مجتهد مقطح حي على وجه الأرض
آسف قصدت مجتهد مطلق
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي عبد الله
عندما يأخذ شخص من آخر قولا فإن الأمر لا يخرج عن أحد ثلاثة:
الأول: أن يأخذ بروايته
الثاني: أن يأخذ بدليله المستنبط الذي يوافق أصل شرعي ويتلقاه العقل بالقبول والقلب بالإطمئنان
الثالث: أن يأخذ بقوله مجردا عن أية أدلة
الأول توثيق (اعتبار الأثر)
و الثاني اقتناع (اعتبار النظر)
و الثالث هو التقليد المذموم
أنت كلامك عن الدرجات التي بين الاجتهاد والتقليد هي هذان النوعان , الأول وهو يعني أخذ الرواية من شخص صحهها بدون بحث في سندها أو تضعيف رواية بتضعيف شخص لها بدون بحث في سندها
والنوع الثاني وهو الاقتناع بما أورده من استنباط
و ليس أي من هذين النوعين هو التقليد الذي نتكلم عنه
فالنوع الأول كما قال ابن القيم هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين أخذوا عن نظرائهم مقلدين . فإن الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل حجة وبالتالي متبع الحجة ليس مقلدا
لأن التقليد معناه الاصطلاحي هو: العمل بقول الغير بغير معرفة الحجة
وبالتالي فحيثما كانت الحجة لم يكن هناك تقليد
إنما يقال هناك تصحيح أو توثيق من متلقي الرواية لمن رواها
وأيضا الثاني ليس تقليدا لأنه مبني على الاقتناع وهي النتائج التي تنبني على مقدمات يقبلها الشرع والعقل
أما التقليد الباطل الذي نتكلم عنه هو أخذ أقوال الغير بلا حجة
أما أن العلماء يعتمدوا على بعضهم في تصحيح حديث أو توثيق رواية كأن يعتمد فقيه على تخريج البخاري وتصحيحه للأحاديث أو يعتمد طالب علم على تصحيح أو تضعيف الألباني لرواية أو يعتمد الألباني على الإمام الذهبي في جرح راوي وتضعيف حديثه فهذا وإن أُطلق عليه أنه نوع من التقليد فهو مجازا فقط إنما هو في الحقيقة توثيق للرواية واقتناع بالأدلة وليس تقليد
وإلا لجاز أن نقول أن القاضي يقلد الشاهد عندما يقبل شهادته ويصدر حكما بناء عليها
ولجاز أن نقول أن البخاري مقلد الليث بن سعد الذي روى عنه أحاديث
ولجاز أن نقول أن ابن كثير وابن القيم مقلدان لشيخ الإسلام ابن تيمية لأنهما موافقانه في معظم أقواله واستدلالاته
أظن الان وضحت المسألة
أما كون التقليد المذموم موجود فأنا لا أنكر وجوده لكن أنكر مشروعيته
كما أننا لا ننكر وجود الكفر لكن ننكر مشروعيته
فموضوعنا ليس عن ما هو كائن ولكن عن ما يجب أن يكون
ليس عن السنن الكونية بل عن السنن الشرعية
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
بدايةً اسمح لي أن أقول أن كلامك في حكم " الرأي الشاذ " فمنذ أن دخلت في مجال الاستماع لدروس العلم أو قراءة كلام أهل العلم أو ما إلى ذلك وكذا دراسة أصول الفقه والتي تقر بأن مذهب العاميّ هو مذهب من يُفتيه
لأني لم أرى ولم أسمع أي عالم يقول كلامك، فشعوري تجاهك - بخصوص هذه المسألة - كشعوري تجاه الدكتور الأزهري سعد الدين الهلالي الذي يظهر على الفضائيات ويقول أن كل إنسان قادر على التجريح بين آراء المذاهب الأربعة
وأن الفقيه ليس له أن يُرجّح رأي ويقوله للعاميّ، بل عليه أن يعرض له كل الآراء في المسألة بأدلتها ويترك العاميّ يختار، فصار - على طريقته - الفقيه عبارة عن موسوعة إلكترونية تعرض الآراء فقط والعاميّ يختار ما يشاء !!!!!!
يعني على طريقته لم يعد ثمّة فائدة للعالم عند أي إنسان عنده مُكنَة " البحث في الموسوعات الفقهية الإلكترونية " .
ثانياً : بخصوص موضوع البنوك كمثال
أنت تقول بذم التقليد
وأنا واحد لا أفهم أي شئ في الاقتصاد والتجارة، وأجد علماء يقولون : " البنوك التقليدية ربوية " ، وآخرون " البنوك التقليدية لا فرق بينها وبين البنوك الإسلامية كله مباح " ، وآخرون يقولون " البنوك التقليدية والإسلامية كلاهما حرام لأن التقليدية ربوية والإسلامية لا تخالف البنك المركزي في الدولة وبالتالي فطريقتها كطريقة التقليدية " .
والمصيبة أن كل واحد عنده " أدلة "
وأنا لا أفهم كيف وصلوا لهذه الأدلة ، ولا كيف استخرجوا منها " وَجه الدلالة "
وبالتالي ليس لي إلا الاتباع والتقليد
ولا تقل لي " أكثرهم علماً " فلا علم لي إلا بأنهم " علماء " ولا معيار عندي للمفاضلة
انظر مثلاً الفيديو الأول عالم فاضل يشرح علة كون البنوك التقليدية ليست حرام على قناة اليتويوب الخاصة بدار الإفتاء المصرية
https://www.youtube.com/watch?v=t52ghhyciQ0
الفيديو الثاني: الشعراوي وهو عالم فاضل تخرج من نفس المؤسسة " الأزهر " ويقول أن مَن يتبع أصحاب الرأي الأول فلم يستبرئ لدينه وعرضه
https://www.youtube.com/watch?v=0vGT-ALtIyE
أنا كعاميّ ماذا تنتظر مني ؟؟؟ وأنت تقول " التقليد مذموم " ؟ وكلاهما في نظري " عالم فاضل قوي متمكن " ؟
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أولا:
ما تظنه وتدعي أنه قول شاذ يا أخي هداك الله وإيانا للحق قد نقل فيه ابن حزم إجماع ونقل ابن القيم إجماع الثلاثة قرون الفاضلة عليه وذكر الشوكاني أنه إن لم يكن إجماع فهو قول الجمهور وقال القرافي المالكي أنه قول الجمهور وهو قول الأئمة الأربعة
قال الإمام الشوكاني في كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول"
يقول:
اختلفوا في المسائل الشرعية الفرعية ، هل يجوز التقليد فيها أم لا ؟
فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا يجوز مطلقا .
قال القرافي : مذهب مالك ، وجمهور العلماء : وجوب الاجتهاد ، وإبطال التقليد ، وادعى ابن حزم الإجماع على النهي عن التقليد .
قال : ونقل عن مالك أنه قال : أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق فاتركوه . وقال عند موته : وددت أني ضربت بكل مسألة تكلمت فيها برأي سوطا ، على أنه لا صبر لي على السياط .
قال ابن حزم : فهاهنا مالك ينهى عن التقليد ، وكذلك الشافعي ، وأبو حنيفة وقد روى المزني عن الشافعي في أول مختصره أنه لم يزل ينهى عن تقليده ، وتقليد غيره. انتهى
وقد ذكرت نصوص الأئمة الأربعة المصرحة بالنهي عن التقليد في الرسالة التي سميتها القول المفيد في حكم التقليد فلا نطول المقام بذكر ذلك وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إن لم يكن إجماعا ، فهو مذهب الجمهور اهـــــــ
إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد)
قال ابن القيم:
فهل في هذا دليل على جواز اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله ؟ ، فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه محرم في دين الله ، ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة . اهــــــــــ
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص166)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
[ خالف المقلدون أمر الله ورسوله وأئمتهم ]
الوجه العشرون : أن فرقة التقليد قد ارتكبت مخالفة أمر الله وأمر رسوله وهدي أصحابه وأحوال أئمتهم ، وسلكوا ضد طريق أهل العلم ، أما أمر الله فإنه أمر برد ما تنازع فيه المسلمون إليه وإلى رسوله ، والمقلدون قالوا : إنما نرده إلى من قلدناه ; وأما أمر رسوله فإنه صلى الله عليه وسلم أمر عند الاختلاف بالأخذ بسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، وأمر أن يتمسك بها ، ويعض عليها بالنواجذ ، وقال المقلدون : بل عند الاختلاف نتمسك بقول من قلدناه ، ونقدمه على كل ما عداه ، وأما هدي الصحابة فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلا واحدا في جميع أقواله ، ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لا يرد من أقواله شيئا ، ولا يقبل من أقوالهم شيئا ، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث ; وأما مخالفتهم لأئمتهم فإن الأئمة نهوا عن تقليدهم وحذروا منه كما تقدم ذكر بعض ذلك عنهم .
وأما سلوكهم ضد طريق أهل العلم فإن طريقهم طلب أقوال العلماء وضبطها والنظر فيها وعرضها على القرآن والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال خلفائه الراشدين ، فما وافق ذلك منهم قبلوه ، ودانوا الله به ، وقضوا به ، وأفتوا به ، وما خالف ذلك منها لم يلتفتوا إليه ، وردوه ، وما لم يتبين لهم كان عندهم من مسائل الاجتهاد التي غايتها أن تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع ، من غير أن يلزموا بها أحدا ، ولا يقولوا : إنها الحق دون ما خالفها ، هذه طريقة أهل العلم سلفا وخلفا ، وأما هؤلاء الخلف فعكسوا الطريق ، وقلبوا أوضاع الدين ، فزيفوا كتاب الله وسنة رسوله وأقوال خلفائه وأصحابه ، فعرضوها على أقوال من قلدوه ، فما وافقها منها قالوا لنا وانقادوا له مذعنين ، وما خالف أقوال متبوعهم منها قالوا : احتج الخصم بكذا وكذا ، ولم يقبلوه ، ولم يدينوا به . اهـــــــ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى ج9 / ص 66):
فصل في الاكتفاء بالرسالة والاستغناء بالنبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع ما سواه اتباعا عاما وأقام الله الحجة على خلقه برسله فقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
فدلت هذه الآية على أنه لا حجة لهم بعد الرسل بحال وأنه قد يكون لهم حجة قبل الرسل .
ف " الأول " يبطل قول من أحوج الخلق إلى غير الرسل حاجة عامة كالأئمة . اهـــــــ
وإليك أقوال الأئمة الأربعة:
1- أبو حنيفة رحمه الله
==================
"إذا صح الحديث فهو مذهبي". ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق 6 / 293)
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى : ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد) )
"إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي " .
( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2- مالك بن أنس رحمه الله
==================
"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32)
"ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91)
3- الشافعي رحمه الله
==================
"إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت".
وفي رواية "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد " . (النووي في المجموع 1 / 63)
"إذا صح الحديث فهو مذهبي " . (النووي 1 / 63 )
4- أحمد بن حنبل رحمه الله
==================
"لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " .
(إعلام الموقعين 2 / 302)
و كان الإمام أحمد يحارب هذا المسلك الشائن المهزوم محاربةً شعواء ، وينابذه ويطارده في كل مكان.
قال محمد بن زيد المستملي : سأل أحمد رجل : أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل ، عليك بالآثار والحديث
فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها
قال له: ابن المبارك لم ينزل من السماء ، إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
و كان ينهى تلاميذه حتى عن كتابة آراءه الفقهية وفتاويه ، ولما أحس يوماً بإنسان يكتب ومعه ألواح في كمه
قال له : لا تكتب رأيي ؛ لعلي أقول الساعة مسألة ثم أرجع غداً عنها
(ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1 / 329)
أعرفت الان أن القول الشاذ هو من يؤيد مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)؟ أعرفت أن التقليد بدعة منكرة ما عرفها السلف
أعرفت أنه يقول بكلامي الأئمة الأربعة وشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم و القرافي والشوكاني وابن حزم؟
ثانيا:
قولك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
ولا تقل لي " أكثرهم علماً " فلا علم لي إلا بأنهم " علماء " ولا معيار عندي للمفاضلة
هذه والله حجة عليك فأنت تقر أنه لا معيار عندك للمفاضلة بين العلماء
فكيف ستختار واحد منهم لتقلده؟ هل هو اختيار عشوائي بالقرعة مثلا أم ماذا؟
قلت لك في مشاركة سابقة أن أنصار التقليد في حين منعوا العامي من الاجتهاد في الاختيار بين الأقوال أوجبوا عليه الاجتهاد في الاختيار بين الرجال وهذا أصعب
وأنت أثبتت الان صحة قولي
أما ماذا يفعل العامي في قضية مثل هذه فهو ببساطة أن يتعلم
يتعلم ما هو الربا وأنواعه وهذه تتم في سماع محاضرة واحدة مدتها ساعة أو ساعتين أو يقرأ باب الربا في كتاب فقه
و يعرف كيف يتعامل البنك بشكل عام وهذا معظم الناس تعرفه أن البنك يأخذ أموالا من المودعين ويعطي عليها فائدة سنوية هذه الفائدة هي نسبة من الوديعة
ثم يسمع للفتوتين
ثم يرجح بنفسه حسب المعلومات التي تمكن من جمعها وما يقبله العقل ويطمئن له القلب
فإن أصاب فقد أصاب وإن أخطأ فقد فعل ما بوسعه وله عذر أمام الله يرجى أن يكون مقبولا
إن أخطأ اعتبره أنه قلد الشيخ الذي أفتى بهذا القول
فكما قلت سابقا طالما أن المسألة مختلف فيها ففي هذه الحالة لو رجح العامي وأخطأ حتى فلابد أنه سيوافق ترجيحه بعض العلماء وليكن زيد من العلماء ففي هذه الحالة مرة أخرى حتى لو أخطأ فكأنه قلد زيدا الذي وافقه في قوله فمع أنها عمليا نفس النتيجة
إلا أن أنصار التقليد يريدون أن يصل العامي لهذه النتيجة عن طريق تقليده لزيد لا عن طريق نظره في الأدلة قدر استطاعته
والأولى أن يصل إليها باجتهاده في اختياره للدليل لا باجتهاده في اختياره للشيخ
فيا أخي الكريم الجهل يرفع بالعلم ولا يرفع بالتقليد
وعندما نقول بالعلم لا يلزم أن يكون كعلم الإمام الشافعي أو شيخ الإسلام ابن تيمية ولا أن يكون صاحبه حافظ المتون وقارئ لكتب الأصول
المقصود علم جزئي بالمسألة وبقدر الاستطاعة
و الله ولي التوفيق
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
على فكرة
لما قلت لك " قولك رأي شاذ " ليس من الطبيعي أن ترد عليه بأقوال الأئمة الأربعة وابن القيم وابن حزم
لأن علمائنا - كالفوزان وابن باز وابن العثيمين وكذا دار الإفتاء المصرية - يعلموا هذه الأقوال، ولم يفهم أحد منهم ما فهمته حضرتك ، وأجمعوا كلهم أن العامي مقلد في كل شئ إلا في أمر واحد وهو اختيار مَن يقلده فهو مجتهد .
أما قولك أن العامي يقدر على الترجيح بين الأدلة والآراء ويستقل بنفسه دون تقليد فهذا - كما قلت - ما لم يفهمه أحد من علماءنا المعاصرين - في الأزهر والسعودية على السواء - من كلام هؤلاء العلماء السابقين الذين تفضلت بنقل أقوالهم
يعني أقوالهم صحيحة لكن ليس بطريقتك في فهمها، بدليل أن أحداً من المعاصرين لم يقل بها إلا أنت والدكتور سعد الدين الهلالي فقط .
لذلك أقول لك " رأيك شاذ " .
انظر في دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/FatawaConcepts.aspx
وانظر في اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaS...MarkIndex=18&0
وتحديداً عبارة:
(فتبين أن المقصود بذم الأئمة رحمهم الله طالب العلم القادر على معرفة النصوص واستنباط الحكم منها)
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
الخلاف بيننا منه لفظي ولا مشلحة في الإصطلاح
فالمقلد المطلق من إستخرج الأحكام من الأدلة مباشرة ومن دونه فهو مقلد وتختلف المقلدة في الدرجات
فإختلافنا هنا لفظي لا جوهرله
أما في العامي فالخلاف لها ثمرة,
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبو مجاهد
الخلاف بيننا منه لفظي ولا مشلحة في الإصطلاح
فالمقلد المطلق من إستخرج الأحكام من الأدلة مباشرة ومن دونه فهو مقلد وتختلف المقلدة في الدرجات
فإختلافنا هنا لفظي لا جوهرله
أما في العامي فالخلاف لها ثمرة,
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
هل تؤيد ما يلي ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
واضح يا أخ عبد الله عمر أنك مقلد لمن نقلت عنهم وتريد أن تلزمني بفهمهم وأنا ما عندي نص ولا دليل ولا شبهة دليل أن ألتزم بفهم ابن عثيميم والفوزان
أنت بهذه الطريقة النقاش لن يكون مجدي معك ولن يكون نقاشا علميا إطلاقا فكلما اتيك بنص من كتاب الله أو سنة رسوله ستقول لي فلان لم يفهمها كما فهمت يعني نحن المفروض أننا لا نفهم نصوص الوحي إلا عن طريق وسيط , ماشي
أتيتك بأقوال السلف حتى نتبع طريقة أخذ الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فأتيتك بأقوال السلف فاعترضت عليها أيضا لأن الفوزان فهم غير ما فهمت يعني حتى كلام البشر لا يفهم إلا بفهم بشر آخرين
إذن أنت القاعدة الشرعية الوحيدة التي تنطلق منها هي قول أفراد معينين تقلدهم وهؤلاء فقط هم من تقبل أقوالهم كحجة وتلتزم بفهمهم
أما أنا يا أخ فلا ألتزم بفهم من ذكرتهم فأنا والحمد لله أدرس شريعة من عشر سنوات وحاصل على درجة جامعية وعلى دراسات عليا وعربي أفهم العربية و عندي عقل واستطيع فهم كلام القرآن والسنة إلا ما أشكل علي في بعض المفردات أرجع فيها إلى التفاسير واستطيع فهم كلام السلف ولا أحتاج مترجم يترجم لي مقاصدهم
أما أن كلام القرآن والسنة لا يفهم إلا عن طريق عالم وكلام العالم لا يفهم إلا عن طريق عالم ثاني وكلا العالم الثاني لا يفهم إلا عن طريق عالم ثالث فهذه الدائرة أتركها لك ولمن ارتضاها أن يخوض فيها
أما أنا فالذي ألتزم به هو المعنى الظاهر الواضح من الكلام وهذا الذي كلفني به الشرع
ثم إن الفتوى التي نقلتها من مجلة البحوث العلمية تأولت جميع أقوال السلف في ذم التقليد على أن المراد بها طالب العلم وليس العامي ولكن لم يأت صاحب هذا الكلام بأي دليل على صحة كلامه
وهذا النهج سيء جدا ويفتح باب شر على العلم وعلى الدين وأهله لأن وفقا لهذا أسلوب كلما وجدنا نص أو كلاما للسلف لا يوافق هوانا حرفنا كلامهم وقلنا أكيد السلف قصدوا بها كذا وكذا وحملنا كلامهم ما لا يحتمله
فبدلا من أن تكون آراءنا تبعا للدليل والأثر أصبح الأثر هو التابع لآراءنا
والسلف بما فيهم الأئمة الأربعة لو أرادوا ذلك ما عجزوا عن بيانه , فهم أفصح منا , لكننا لم نجد في أقوالهم جملة واحدة تقول العامي يجب عليه التقليد فهذا الأسلوب هو تقويلهم ما لم يقولوه ولو أرادوه لما عجزوا أن يقولوه وبالتالي هذا أسلوب غير علمي ولا موضوعي بالمرة
والشوكاني الذي تدعي أني لم أفهم كلامه قد رد على هذا الإدعاء الباطل أن السلف أرادوا المجتهدين ولم يقصدوا العامة
قال الشوكاني:
والمذهب الثالث: التفصيل ، وهو أنه يجب على العامي ، ويحرم على المجتهد ، وبهذا قال كثير من أتباع الأئمة الأربعة ، ولا يخفاك أنه إنما يعتبر في الخلاف أقوال المجتهدين ، وهؤلاء هم مقلدون ، فليسوا ممن يعتبر خلافه ، ولا سيما وأئمتهم الأربعة يمنعونهم من تقليدهم وتقليد غيرهم ، وقد تعسفوا ، فحملوا كلام أئمتهم هؤلاء على أنهم أرادوا المجتهدين من الناس ، لا المقلدين فيالله العجب .
وأعجب من هذا أن بعض المتأخرين ممن صنف في الأصول نسب هذا القول إلى الأكثر ، وجعل الحجة لهم الإجماع على عدم الإنكار على المقلدين ، فإن أراد إجماع خير القرون ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، فتلك دعوى باطلة فإنه لا تقليد فيهم ألبتة ، ولا عرفوا التقليد ولا سمعوا به بل كان المقصر منهم يسأل العالم عن المسألة التي تعرض له فيفتيه بالنصوص التي يعرفها من الكتاب والسنة ، وهذا ليس من التقليد في شيء بل هو من باب طلب حكم الله في المسألة ، والسؤال عن الحجة الشرعية .
(إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد )
أرأيت الان أني فهمي لكلام السلف هو الفهم الصحيح
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
لو كل واحد رجع لفهمه دون كلام العلماء
وعندما رأى كلام العلماء المعاصرين يتعارض في عقله مع كلام العلماء القدامى الذين ما تلقى المعاصرين العلم إلا من كتبهم
لو كل واحد وقع في ذلك فضرب بكلام العلماء المعاصرين عُرضَ الحائط اعتماداً على فهمه لكلام القدامى دون أن يقول " أتوقف حتى أعرض الأمر على العلماء المعاصرين لأرى رأيهم هل يردون كلام السابقين أم لهم توجيه له غير ما فهمتُ "
فلا تعجب بعد ذلك أن نرى أفكار شاذة
فإن أول ما سمعته في مجال العلوم الشرعية أنه كما أن المرء لا يكون فقيهاً في القانون بقراءة مجموعة من كتب القانون إلا بعد أن يُجاز من فقهاء القانون " بشهادة الليسانس من كليات الحقوق والشريعة والقانون "
فكذلك - ومن باب أولى - ليس كل من فتح كتب العلماء وأتى منها بنصوص وأتى منها بأقوال تؤيد فهمه للنصوص صار قادراً على فهم مراد الشرع
ولو أن العاميّ سأل العالم ما دليلك في حكم كذا ؟ فسيقول له العالم: المصالح المرسلة وقول الصحابي والاستحسان
فسيقول له العامي: اشرح لي كل كلمة قلتها لأني لن أفهم شئ
فسيتحول مجلس الإفتاء إلى مجلس تعليم مما يُخل بفكرة تمييز مجالس الإفتاء عن مجلس التعليم
ثم لماذا تجاهلت قولي لك :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
إن كنت لا ترضى بفهم ابن العثيمين والفوزان
فأنا هنا أتيتك بكلام دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
فهاتين أكبر مؤسستين في العالم الإسلامي يُرجَع لهما في القضايا الشرعية
ولم أسمع منذ أن وُلِدتُ أن أحداً أراد تعلم العلوم الشرعية إلا وذهب لأحد الجهتين: إما السعودية وإما الأزهر
وقد نقلت لك قول كبار علماء السعودية وكبار علماء الأزهر
فمن حضرتك حتى تخرج على كل هؤلاء الكبار وتتسلق عليهم لتقرأ كتب العلماء القدامى وكأنك تدعي جهل علماء هاتين المؤسستين بما ورد فيهما ؟؟
واسمح لي - ولا تقول سامحك الله فأنا لا أنسب لك هذا الكلام بل أقرر قاعدة - ليس كل من تخرج من كلية شرعية صالح للإفتاء أو بناء القواعد والنظريات
فالكليات الشرعية شأنها شأن الكليات الدنيوية
فكلية الهندسة يخرج منها مهندس شاطر ومهندس خائب
وكلية الطب يخرج منها طبيب ناجح وطبيب فاشل
وكذا الكليات الشرعية
فعيب عليك أن تضرب بالرابطين اللذين وضعتهما لك - في السعودية والأزهر - عرض الحائط وتدعي أنك أعلم منهم في مسألة من أهم مسائل أصول الفقه
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
السلام هل لا أجبت عن سآلي
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبو مجاهد
السلام هل لا أجبت عن سآلي
يا أخ عبد الله أرجو منك في مشاركاتك في هذا الموضوع أمرين :
الأول: تحديد مَن تخاطبه
الثاني: اقتباس سؤالك أو عبارتك التي تريد مِمَن تخاطبه أن يرد عليه
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
فأنا والحمد لله أدرس شريعة من عشر سنوات وحاصل على درجة جامعية وعلى دراسات عليا وعربي أفهم العربية و عندي عقل واستطيع فهم كلام القرآن والسنة
ممكن أفهم أين تدرس الشريعة ؟؟ في أي جامعة وأي تخصص ؟؟ وما هو مستواك في أصول الفقه ؟ ومن هم العلماء الذين درست عليهم ؟؟
لأن كثيراً من المعاصرين يقولون " قرأت في الأديان " و " درست الفقه " وهو لم يُجاز من شيخ واحد بل كل قراءاته " مع نفسه "
يعني لا شيخ له ولا إمام .
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أعتذر منك يا أخ عبد الله عمر المصري فأنا أنهي النقاش معك إلى هذا الحد وأطلب منك تكرما أن تتوقف وتكتب في موضوعك أنت كما شئت
لأنه واضح أنك لا تحمل في جعبتك أي علم أو دليل سواء نقلي أو عقلي تتكلم به وحتى عندما نقلت لك كلام السلف اعترضت على فهمي له وعندما نقلت لك كلام الشوكاني العربي الواضح الذي لا يحتمل أي تأويل آخر الذي رد فيه على من زعم أن السلف قصدوا المجتهد لا العامي وقال أن هذا كلام باطل اعترضت أيضا ولازلت تقول لي فهمك وفهم فلان وفهم فلان
فإما أنك لا تقرأ أصلا ما أكتب وإما أنك لا تجيد العربية
وبالتالي تحول النقاش من نقاش علمي هادف إلى تشغيب و تضييع للوقت بلا فائدة وأنا الصراحة لا أريد أن ينحرف موضوعي إلى هذا ولا أريد تضييع وقتي ولا وقت القراء في جدال عقيم وشغب لا طائل منه
أنا يا أخي مجتهد وأدعو كل مسلم أن يكون مجتهد ويتعلم دينه ويفقه المسائل بأدلتها من السماع والقراءة للعلماء ولا يقلد أحد
وأكيد أنا حر في نفسي وفي قناعتي
وأنت حر تقلد من تشاء الفوزان أو ابن عثيمين أو غيرهما
ومن الان فصاعدا أرجو من أي أخ مشارك في موضوعي أن يلتزم في النقاش بقال الله قال الرسول قال الصحابة ولا بأس بالاستشهاد بالمفسرين في تفسير الايات بمعنى بيان معاني المفردات وأسباب النزول وبالمحدثين في تصحيح وتضعيف الأحاديث
وأي مشاركة لا يلتزم صاحبها بهذا فأنا اسف سوف أتاجاهله ولا ينتظر مني رد
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
السلام عليكم يا أخي عماد السكندري
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبو مجاهد
السلام عليكم يا أخي عماد السكندري
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
وعليكم السلام
من لا يعلم العربية يقرأ ترجمة النصوص قرآن وأحاديث بلغته حتى يتعلم العربية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبو مجاهد
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
لم أفهم إجابتك
الإجابة التي أفهمها: نعم هو آثم أم لا هو غير آثم
نعم يشرع لي أن أنبهه أم لا يجوز
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
وعليكم السلام
من لا يعلم العربية يقرأ ترجمة النصوص قرآن وأحاديث بلغته حتى يتعلم العربية
يا أخي الفاضل أعتقد - بل أكاد أجزم - أن الأخ عبد الله لا يقصد الأعجمي بل يقصد العربي من العوام الذين لا يفهموا لا نحو ولا بلاغة مما يجب فهمها وإتقانها بجوار إتقان أصول الفقه لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة النقلية
فهذا ليس أهل لأن تقول له " اجتهد "
وأقسم بالله أنني سمعت شخص يقول بعدم فرضية الحجاب أو الخمار سمه ما شئت ولما احتج عليه الطرف الآخر بقول الله " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " في سورة النور
قال له هذا الشخص : " اللام في قوله وليضربن لام تعليل وليس لام أمر وبالتالي فالآية لا تدل على وجوب الخمار "
هذا هو ما يعنيه الأخ عبد الله والله أعلم .
وبالرجوع للمفسرين تجد البعض أو الكل منهم يقول أن آية " يدنين عليهن من جلابيبهن " تتعلق بالخلاء لأن المرأة كانت تقضي حاجتها في الصحراء مما يؤدي إلى كشف عورتها
ويقول بعض " المجتهدين " على طريقتك أن طالما هذه العلة انتفت فلا يصح القول بفرضية الحجاب
طالما أن هذا المجتهد يرى عدم ضرورة الرجوع لكلام الفقهاء والعلماء " اعتماداً على فهمه لأن كل واحد من حقه الاجتهاد "
هذا الكلام في ذاته الذي يُعتبر عدم اعتراف بفضل التعلم الذي قلت أنت من قبل أنك لا تنكره لأن القول بأن كل واحد من حقه الاجتهاد يجعل الشخص يقول " طالما أنا مجتهد وكل واحد من حقه الاجتهاد فلماذا سأذهب للتعلم " ؟؟
أرجو منك زيارة هذا الرابط وأنت حر ترد أو لا ترد لأن فيه كلام لابن القيم من إعلام الموقعين والصحابي عبد الله بن مسعود ولا أعلم هل ستعتبر هؤلاء أشخاص كابن العثيمين فترفض كلامهم أم لا .
http://islamqa.info/ar/126198
قال رسول الله: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري (100) ومسلم (2673)
فالحديث دل على أن الناس أربعة أنواع
عالم وجاهل ومتبع لعالم ومتبع لجاهل
فالأول والثالث ممدوحين والثاني والرابع مذمومين
مما يعني أنه ليس كل أحد من حقه الاجتهاد وإلا فكيف سيظهر " الجهلاء " في نظرك ؟
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
يا أخ عبد الله عمر أنت المفاهيم عندك مغلوطة ومضطربة
الاجتهاد ليس معناه بالضرورة الاستغناء عن التعلم من الاخرين
قيل هنا مرارا وصل لحد التكرار الممل أن التعلم غير التقليد , التعلم من الاخرين وسؤالهم مشروع على أن يكون ذلك بأخذ الرواية والأدلة لا الرأي المجرد وعلى كل مسلم إن وجد اختلاف أن يعرف أدلة كل قول قدر استطاعته ويرجح بينها قدر استطاعته أيضا فليس مكلفا دائما بأن يصيب الحق لكنه مكلف ببذل ما في وسعه لذلك , وذلك كما يقول أنصار التقليد أن العامي ليس مكلفا دائما بأن يصيب الحق لكنه مكلف ببذل ما في وسعه لاختيار شيخ يقلده
فأنصار التقليد في حين منعوا العامي من الاجتهاد في الاختيار بين الأقوال أوجبوا عليه الاجتهاد في الاختيار بين الرجال
فليس الاجتهاد مرادفا لترك التعلم وترك الاستفتاء إنما هو مرادف لبذل ما يستطيع الشخص للوصول للحق بالأدلة ولا يقلد شخصا بعينه في كل أقواله وأفعاله
أرجو أن ننتهي من هذه النقطة لأني كررتها كثيرا جدا هنا
وأرجو من أي أحد يريد المناقشة أن يقرأ كــــــــــــــ ــل المشاركات السابقة حتى لا يعيد نفس الأسئلة
وأما رابط موقع الإسلام سؤال وجواب فهو عن الفتوى بغير علم
فلا أدري ما هو وجه الاستدلال بهذا؟
هل أنا قلت يجوز الإفتاء بغير علم؟
بل أنت من تدعو إلى الإفتاء بغير علم
فأنت تجعل أقوال العلماء مجردة من الأدلة حجة وهذا جهل وليس علم
وأنا سألزمك الان بكلام ابن القيم طالما استشهدت به
وإن كان عندك رائحة الإنصاف والتجرد للحق لا للهوى فبعد أن أعطيك كلامه عليك أن تسلم لي ببطلان التقليد ووجوب الاجتهاد
سأعطيك قولين له
واحد من نونيته في تعريف العلم - ما هو العلم
والثاني من إعلام الموقعين في إبطال التقليد والرد على أنصاره وإبطال حجة من حججهم
الأول
يقول ابن القيم في نونيته:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فلان
يعني: حتى تتكلم أو تفتي بعلم لابد أن يكون دليلك هو: قال الله قال رسوله قال الصحابة لا قال فلان من العلماء
الثاني
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
[ هل كلف الناس كلهم الاجتهاد ؟ ]
الوجه الثاني والستون : قولكم : " لو كلف الناس كلهم الاجتهاد وأن يكونوا علماء ضاعت مصالح العباد وتعطلت الصنائع والمتاجر وهذا مما لا سبيل إليه شرعا وقدرا " فجوابه من وجوه ; أحدها : أن من رحمة الله سبحانه بنا ورأفته أنه لم يكلفنا بالتقليد ، فلو كلفنا به لضاعت أمورنا ، وفسدت مصالحنا ، لأنا لم نكن ندري من نقلد من المفتين والفقهاء ، وهم عدد فوق المئتين ، ولا يدري عددهم في الحقيقة إلا الله ، فإن المسلمين قد ملئوا الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، وانتشر الإسلام بحمد الله وفضله وبلغ ما بلغ الليل ، فلو كلفنا بالتقليد لوقعنا في أعظم العنت والفساد ، ولكلفنا بتحليل الشيء وتحريمه وإيجاب الشيءوإسقاطه معا إن كلفنا بتقليد كل عالم ، وإن كلفنا بتقليد الأعلم فالأعلم فمعرفة ما دل عليه القرآن والسنن من الأحكام أسهل بكثير من معرفة الأعلم الذي اجتمعت فيه شروط التقليد ، ومعرفة ذلك مشقة على العالم الراسخ فضلا عن المقلد الذي هو كالأعمى .
وإن كلفنا بتقليد البعض وكان جعل ذلك إلى تشهينا واختيارنا صار دين الله تبعا لإرادتنا واختيارنا وشهواتنا ، وهو عين المحال ; فلا بد أن يكون ذلك راجعا إلى من أمر الله باتباع قوله وتلقي الدين من بين شفتيه ، وذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله وأمينه على وحيه وحجته على خلقه ، ولم يجعل الله هذا المنصب لسواه بعده أبدا .
الثاني : أن بالنظر والاستدلال صلاح الأمور لا ضياعها ، وبإهماله وتقليد من يخطئ ويصيب إضاعتها وفسادها كما الواقع شاهد به .
والثالث : أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول فيما أخبر به ، ويطيعه فيما أمر ، وذلك لا يكون إلا بعد معرفة أمره وخبره .
ولم يوجب الله سبحانه من ذلك على الأمة إلا ما فيه حفظ دينها ودنياها وصلاحها في معاشها ومعادها ، وبإهمال ذلك تضيع مصالحها وتفسد أمورها ، فما خراب العالم إلا بالجهل ، ولا عمارته إلا بالعلم ، وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها ، وإذا خفى العلم هناك ظهر الشر والفساد . ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورا .
قال الإمام أحمد : ولولا العلم كان الناس كالبهائم ، وقال : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ; لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه كل وقت .
الرابع : أن الواجب على كل عبد أن يعرف ما يخصه من الأحكام ، ولا يجب عليه أن يعرف ما لا تدعوه الحاجة إلى معرفته ، وليس في ذلك إضاعة لمصالح الخلق ولا تعطيل لمعاشهم ; فقد كان الصحابة رضي الله عنهم قائمين بمصالحهم ومعاشهم وعمارة حروثهم والقيام على مواشيهم والضرب في الأرض لمتاجرهم والصفق بالأسواق ، وهم أهدى العلماء الذي لا يشق في العلم غبارهم . انتهى
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص 181 , 182)
هذا هو كلام ابن القيم البين الواضح
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال ابن عبد البر رحمه الله:
التقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع، لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه، والتقليد؛ أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه
(جامع بيان العلم ج 2 / 37)
لاحظ أنه قال: (فضل قوله) ولم يقل (فضله هو) كما يقول أنصار التقليد
فلابد من معرفة القول ووجاهته وترجيحه واطمئنان القلب له لا مجرد الرضا بشخص القائل
وقال ابن عبد البر رحمه الله:
قد ذم الله تبارك وتَعَالى التقليد في غير موضع من كتابه فَقَالَ : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [سورة التوبة آية 31 ]
وروي عَن حذيفة ، وغيره ، قَالَ : " لم يعبدونهم من دون الله ، ولكن أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم ".
وقال عدي بن حاتم رضي الله عنه؛ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال لي: (يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك"، وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال عدي: قلت يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا؟! قال صلى الله عليه وسلم: (بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه؟"، فقلت: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: (تلك عبادتهم").
وساق ابن عبد البر بسنده عن أبي البختري في قوله عز وجل: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال: "أما إنهم لو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكنهم أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرامه حلاله فأطاعوهم، فكانت تلك الربوبية".
وعن أبي البختري قال: (قيل لحذيفة في قوله: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، أكانوا يعبدونهم؟ فقال: (لا، ولكن كانوا يحلون لهم الحرام فيحلونه، ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه".
وقال جل وعز: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم} [سورة الزخرف: 23 - 24]، فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء، فقالوا؛ {إنا بما أرسلتم به كافرون}.
وفي هؤلاء ومثلهم قال الله جل وعز: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} [سورة الأنفال: 22]، وقال عز وجل: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} [سورة البقرة: 166 – 167]، وقال جل وعز عائبا لأهل الكفر وذاما لهم: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} [سورة الأنبياء: 52 - 53]، وقال: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} [سورة الأحزاب: 67]، ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء.
وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها، لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد، كما لو قلد رجل فكفر، وقلد آخر فأذنب، وقلد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كل واحد ملوما على التقليد بغير حجة، لأن كل ذلك تقليد يشبه بعضه بعضا وإن اختلفت الآثام فيه.
وقال الله جل وعز: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} [سورة التوبة: 115]، وقد ثبت الاحتجاج بما قدمنا في الباب قبل هذا، وفي ثبوته إبطال التقليد أيضا.
فإذا بطل التقليد بكل ما ذكرنا وجب التسليم للأصول التي يجب التسليم لها وهى الكتاب والسنة أو ما كان في معناهما بدليل جامع بين ذلك
(جامع بيان العلم ج2 / 109 ـ 112)
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه، وذلك هو الواجب عليهم.
فقال أبو حنيفة؛ "هذا رأيي وهذا أحسن ما رأيت، فمن جاء برأي خير منه قبلناه"، ولهذا لما اجتمع أفضل أصحابه أبو يوسف بمالك فسأله عن مسألة الصاع وصدقة الخضروات ومسألة الأجناس؟ فأخبره مالك بما تدل عليه السنة في ذلك، فقال: (رجعت إلى قولك يا أبا عبد الله، ولو رأى صاحبي ما رأيتُ لرجع إلى قولك كما رجعتُ".
ومالك كان يقول؛ "إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة"، أو كلاما هذا معناه.
والشافعي كان يقول؛ "إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط، وإذا رأيت الحجة موضوعة على الطريق فهي قولي"، وفي مختصر المزني لما ذكر أنه اختصره من مذهب الشافعي لمن أراد معرفة مذهبه قال؛ "مع إعلامه نهيه عن تقليده وتقليد غيره من العلماء".
والإمام أحمد كان يقول؛ "لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الثوري، وتعلموا كما تعلمنا"، وكان يقول؛ "من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال"، وقال؛ "لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا".
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال؛ "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" ،
ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا، فيكون التفقه في الدين فرضا.
والتفقه في الدين؛ هو معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية، فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين
(مجموع الفتاوى ج 20 / 211 ـ 212)
لاحظ أنه قال: (قد نهوا الناس عن تقليدهم)
ولم يقل: (قد نهوا المجتهدين عن تقليدهم)
فالنهي عن التقليد عند الأئمة الأربعة يشمل الناس جميعهم وهذا فهم شيخ الإسلام ابن تيمية
لا كما قال أخينا عبد الله عمر ونقل ذلك عن ابن عثيمين والفوزان الأئمة قصدوا المجتهدين فقط ولم يقصدوا العامة
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال ابن عبدالبر:
قال أبو عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي: التقليـــــد معناه في الشرع: الرجوع إلى قول لاحجة لقائله عليه، وذلك ممنوع منه في الشريعة، والاتباع: ماثبت عليه حجة. وقال في موضع آخر من كتابه: كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مُقلده، والتقليد في دين الله غير صحيح. وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه. والاتباع في الدين مسوّغ والتقليد ممنوع
(جامع بيان العلم 2/117)
فالاتباع هو العمل بالدليل الشرعي، ويكون المفتي مخبراً بالدليل.
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أنت ادعيت أنك درست الشريعة عشر سنوات
وسألتك : أين درستها ؟ من هم شيوخك ؟ ما هو المستوى الذي وصلت له ؟
لأنك بهذه الطريقة - أي بجزمك ببطلان المقولة عنوان موضوعك - تدعي أن كل العلماء الموجودين على الساحة - ولا أخص أحد معين - أغبياء لم يقرؤوا ما قرأتَه ولم يفهموا ما وعيتَه
لماذا تتجاهل هذا السؤال ؟
الأمر أمران: إما أن لك شيخ تعلمت على يديه وهنا يكون النقاش له معنى
وإما أنك أخذت العلم من الكتب دون شيوخ تتلقى عنهم وهنا يقول العلماء :
من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه
وما ضلّ واصل بن عطاء المعتزلي والجهم بن صفوان إلا لأنهم لم يأخذوا العلم من العلماء ثم ذهبوا للقرآن يأخذون منه الآيات التي تؤيد آرائهم في خلق القرآن ونفي التقدير السابق ونفي الصفات الإلهية وما إلى ذلك ويقولون لك : " نحن عندنا أدلة من القرآن ولا نتكلم بغير علم " .
لذلك أسألك : من هم الشيوخ الذين تعلمت على يديهم ؟
أم أنك بقرائتك للكتب حكمت ببطلان المقولة التي تناقلها العلماء جيلاً عن جيل غير جاهلين بالنقولات التي تنقلها أنت عن السلف الصالح ؟
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
أنت ادعيت أنك درست الشريعة عشر سنوات
وسألتك : أين درستها ؟ من هم شيوخك ؟ ما هو المستوى الذي وصلت له ؟
لأنك بهذه الطريقة - أي بجزمك ببطلان المقولة عنوان موضوعك - تدعي أن كل العلماء الموجودين على الساحة - ولا أخص أحد معين - أغبياء لم يقرؤوا ما قرأتَه ولم يفهموا ما وعيتَه
لماذا تتجاهل هذا السؤال ؟
الأمر أمران: إما أن لك شيخ تعلمت على يديه وهنا يكون النقاش له معنى
وإما أنك أخذت العلم من الكتب دون شيوخ تتلقى عنهم وهنا يقول العلماء :
من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه
وما ضلّ واصل بن عطاء المعتزلي والجهم بن صفوان إلا لأنهم لم يأخذوا العلم من العلماء ثم ذهبوا للقرآن يأخذون منه الآيات التي تؤيد آرائهم في خلق القرآن ونفي التقدير السابق ونفي الصفات الإلهية وما إلى ذلك ويقولون لك : " نحن عندنا أدلة من القرآن ولا نتكلم بغير علم " .
لذلك أسألك : من هم الشيوخ الذين تعلمت على يديهم ؟
أم أنك بقرائتك للكتب حكمت ببطلان المقولة التي تناقلها العلماء جيلاً عن جيل غير جاهلين بالنقولات التي تنقلها أنت عن السلف الصالح ؟
النقاش له معنى بالأدلة وليس بأسماء شيوخي
ويمكنك الاطلاع على ملفي لمعرفة بيانات عني
وأي سؤال شخصي لن أجيب عليه من الان
من أراد أن يسأل سؤال عن شخصي يرسل رسالة ع الخاص فقط
مرة أخرى أنا لم أأت ببدع من القول أنا نقلت أقوال السلف الواضحة كابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن عبد البر وابن خويز وابن حزم وقبل كل هؤلاء وبغض النظر عن كم علمي فعمدتنا الدليل وهو الكتاب والسنة وعمل الصحابة
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
حتى العلماء المتقدمين أقوالهم معظمها تدل على أن الشخص لا يقلد ولا يعمل بالفتوى مجردة من الدليل إلا إذا لم يمكنه معرفة الدليل أو عجز عن فهمه ولم يجد بد إلا أن يقلد فهنا يكون في حكم المضطر
ونحن لا نخالف في ذلك فالضرورات تبيح المحظورات
لكن القواعد تبنى على الأصل وعلى الغالب لا على الاستثناء
فالأصل أن الناس بمقدورها فهم الأدلة لأن هذا القرآن أصلا نزل على أمة أمية ولأن القرآن ذم عوام الكفار لعدم تدبرهم القرآن فقال "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهؤلاء العوام بالطبع لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد التي يريدها الأصوليون
وبالتالي يصبح التقليد هو الاستثناء وهو الذي لا يٌلجأ إليه إلا في حالة الضرورة عند فقد الدليل أو العجز عن فهمه والعجز عن تمييز الحق من الباطل وهذه حالات نادرة ويستوى في ذلك إن كان الشخص يطلق عليه عامي أو مجتهد
ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430.
وذكر صالح الفُلاّني مثله في (ايقاظ همم أولي الأبصار) صـ 60 ــ 61،
فقال إن الله تعالى وصف المشركين بأنهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ومع هذا فقد أقام عليهم الحجة بكتابه الكريم فالاعتذار بأن العامة لايفهمون النصوص باطل قطعا.
فقولهم إن في تكليف العامة معرفة دليل الفتوى تكليفا لهم بطلب رتبة الاجتهاد، وهذا محال قول مردود ليس صحيحا إنه لايفهم أي دليل إلا مجتهد، فكثير من الأدلة يمكن للعامة فهمها دون عناء كما ذكرنا أعلاه، وهناك أدلة يمكن للعالم أن يقرِّب فهمها للعامة كما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثال أحيانا ليقرب فهم الجواب للسائل. كما أن العامي ليس مكلفا بمعرفة أدلة جميع مسائل الفقه أو معظمها كالمفتي، وإنما العامي يكفيه أن يعلم الدليل في مسألته ونازلته.
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
ثم يا أخ الفتوى التي نقلتها من مجلة البحوث العلمية والإفتاء ورد فيها الاختلاف حول التقليد بين من يجيزه ومن يقول بمنعه مطلقا
فالفتوى أقرت بوجود من يمنع التقليد وذكرت بعض الأدلة على ذلك ولم يدعي صاحب الفتوى أن الأصوليين اتفقوا على مشروعية التقليد فلماذا نسبت القول بمشروعية التقليد للمتقدمين وكأنهم اتفقوا على ذلك
يبدو أنك لم تقرأها جيدا
وهذا - باللون الأزرق - من ضمن ما جاء في الفتوى:
أدلة منكري التقليد :
أما منكرو التقليد فاستدلوا بأدلة منها :
1- ما ورد من النصوص التي تنهى عن القول على الله بغير علم ، كقوله تعالى : وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ، والاعتماد على التقليد قول بلا علم ، فكان منهيًّا عنه .
2- ما ورد من نصوص تفيد وجوب طلب العلم على جميع المسلمين ، كقوله صلى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم
3- أن المجتهد قد يخطئ وقد يكذب ، فكيف يؤمر المقلد باتباع الخطأ والكذب .
(الجزء رقم : 86، الصفحة رقم: 141)
4- الأدلة الكثيرة التي تنهى عن تقليد الآباء والرؤساء ، مما ذم الله عليه الكفار كقوله تعالى : وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ .
قالوا : وقد احتج بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها ؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة الكفر والإيمان ، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين من حيث إنه تقليد بغير حجة للمقلد ، وإن اختلفت الآثام فيه
وقد جرت بين الفريقين مجادلات ومحاورات يقصر المقام عنها اهـــــ
فمن هم منكري التقليد الذي أشار إليهم صاحب الفتوى؟ أليسوا علماء أصوليين منهم السلف والمتقدمين؟
ومن هم الفريقين اللذين جرت بينهما مجادلات ومحاورات؟ أليس فريق منهم هو من الأصوليين المتقدمين؟
فهذه الفتوى التي نقلتها وتشبثت بها غاية ما فيها أن الأمر فيه خلاف
فلماذا تريد أن تلزمني بقول من يجيز التقليد دون القول الآخر؟
أليس صاحب الفتوى نفسه قال أنه عند حدوث الخلاف يجب على طالب العلم النظر في الأدلة والترجيح بالعرض على الكتاب والسنة؟
فهذا هو ما أقوم به في موضوعي أقدم الأدلة من الكتاب والسنة في ذم التقليد ومستشهدا أيضا بأقوال السلف الصالح
فما وجه الإنكار هداك الله؟
والفتوى تنقل كلام ابن تيمية الآتي:
(وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد ، فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزؤ والانقسام ، فالعبرة بالقدرة والعجز) اهــــ
ونحن نوافق على كلام ابن تيمية فابن تيمية لم يقل العامة عليها التقليد بشكل عام كما هو الشائع وكما يقول الشاطبي
بل يقول بوضوح العامي يجتهد طالما أمكنه ذلك فالعبرة بالقدرة والعجز
ونحن نقول: غالبية الناس قادرين على فهم الأدلة في غالب المسائل وخلاف ذلك هو الاستثناء , والقواعد تبنى على الأصل والغالب لا على الاستثناء
وهذا يلزم منه أن المسلم لابد له في مسائل الشرع أن يسلك طريق الاجتهاد أولا ويبذل ما في وسعه من وقت وجهد للوصول للدليل وفهمه ثم بعد ذلك إن عجز فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فله في هذه الحالة أن يقلد من يثق به أكثر فلا يمكنه أن يقرر هو مستطيع أم عاجز إلا بعد أن يخوض الاجتهاد في المسألة أولا , والذي يقرر ذلك هو الشخص نفسه
وهذا يا أخ لا يختلف عما قلته فكلام شيخ الإسلام الذي نقله صاحب الفتوى على سبيل الاستشهاد به موافقا عليه يتفق مع كلامي و لله الحمد
فالخلاصة أن الأصل في التقليد أنه مذموم لا يجوز , وعلى كل مسلم التفقه في الدين والاجتهاد في معرفة المسائل بأدلتها وأن غالب الناس إن شاء الله قادرين على ذلك لكنه إن عجز فالعجز مانع شرعي من التكاليف ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
و الله المستعان
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
جهد طيب يا أخ عماد, ولكن لي بعض الملاحظات أرجو أن يتسع صدرك لأخيك في سماعها
- ما تقوله قول قديم -حسب علمي- قال به بعض العلماء وأظن أن أصله عند المعتزلة والقدرية تفريعا أو توسعا في مسألة وجوب نظر العبد واجتهاده في معرفة الخالق ...
- هذه المسألة متشابكة مع مسائل أخرى تستخدم نفس المصطلح أحيانا ويراد به غير ما تذهب إليه, مثل التقليد بنوعيه المذموم والممدوح والاتباع, والكلام عن الدليل والاعتماد على الرأي ..
- إذا كان من أهل العلم من نادى بذلك -مثلالشوكاني رحمه الله- فأنت متبع له ولا حرج عليك, ولكن عباراتك قد تحمل تعميما غير مقبول مثل قولك في صدر الموضوع (من الأقوال الفاسدة التي تبناها بعض الأصوليين والفقهاء تقسيم المسلمين إلى عوام ومجتهدين) ثم قولك بعد ذلك (كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة) هذا التعميم أراه من توسع معنى التقليد لديك حتى أتى على كل لازمة للعلم والعلماء وطلب العلم ..الخ
- للأسف, كتابتك فيها كثير من الأخطاء الإملائة والإعرابية مما قد يجعل المرء ينصرف عن كلامك لأنك بكل سهولة لا تملك الأدوات التي تعينك على فهم النص وبالتالي يحدث ذلك الخلط
- تفسيرك لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هو نفس تفسير الشوكاني رحمه الله, ولا بأس في ذلك, ولكن انظر للشوكاني رحمه الله في آخر كتابه في ذم التقليد بماذا يستدل على إبطاله: "وَقَالَ الله عز وَجل {مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون قَالُوا وجدنَا آبَاءَنَا لَهَا عابدين} وَقَالَ {إِنَّا أَطعْنَا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} فَهَذِهِ الْآيَات وَغَيرهَا مِمَّا ورد فِي مَعْنَاهُ ناعية على المقلدين مَا هم فِيهِ وَهِي وَإِن كَانَ تنزيلها فِي الْكفَّار لكنه قد صَحَّ تَأْوِيلهَا فِي المقلدين لِاتِّحَاد الْعلَّة وَقد تقرر فِي الْأُصُول أَن الِاعْتِبَار بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب وَإِن الحكم يَدُور مَعَ الْعلَّة وجودا وعدما وَقد احْتج أهل الْعلم بِهَذِهِ الْآيَات على إبِطَال التَّقْلِيد وَلم يمنعهُم من ذَلِك كَونهَا نازلة فِي الْكفار"
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك
من الموسوعة الشاملة أنقل:
مصنف ابن أبي شيبة (5/ 284)
26118 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا"
-------
صحيح البخاري (9/ 159)
وَقَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] ، قَالَ: «هَلْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فَيُعَانَ عَلَيْهِ»
----
سنن الدارمي (1/ 332)
293 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، وَكُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ إِلَى عِلْمٍ»
[تعليق المحقق] إسناده صحيح
------
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
وجدت سندا لما قلتُه آنفا ولله الحمد
قال الغزالي في المستصفى:
اقتباس:
المستصفى (ص: 372)
[مَسَالَةٌ الْعَامِّيُّ يَجِبُ عَلَيْهِ الِاسْتِفْتَاءُ وَاتِّبَاعُ الْعُلَمَاءِ]
وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ: يَلْزَمُهُمْ النَّظَرُ فِي الدَّلِيلِ وَاتِّبَاعُ الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ وَهَذَا بَاطِلٌ بِمَسْلَكَيْنِ:
أَحَدِهِمَا: إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُفْتُونَ الْعَوَامَّ وَلَا يَأْمُرُونَهُمْ بِنَيْلِ دَرَجَةِ الِاجْتِهَادِ، وَذَلِكَ مَعْلُومٌ عَلَى الضَّرُورَةِ وَالتَّوَاتُرِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَعَوَامِّهِمْ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ مِنْ الْإِمَامِيَّةِ : كَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعَ عَلِيٍّ لِعِصْمَتِهِ وَكَانَ عَلِيٌّ لَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ تُقْيَةً وَخَوْفًا مِنْ الْفِتْنَةِ. قُلْنَا: هَذَا كَلَامُ جَاهِلٍ سَدَّ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ الِاعْتِمَادِ عَلَى قَوْلِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي حَالِ وَلَايَتِهِ إلَى آخِرِ عُمُرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ فِي اضْطِرَابٍ مِنْ أَمْرِهِ، فَلَعَلَّ جَمِيعَ مَا قَالَهُ خَالَفَ فِيهِ الْحَقَّ خَوْفًا وَتَقِيَّةً
الْمَسْلَكِ الثَّانِي: أَنَّ الْإِجْمَاعَ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ الْعَامِّيَّ مُكَلَّفٌ بِالْأَحْكَامِ، وَتَكْلِيفُهُ طَلَبَ رُتْبَةِ الِاجْتِهَادِ مُحَالٌ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إلَى أَنْ يَنْقَطِعَ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ وَتَتَعَطَّلَ الْحِرَفُ وَالصَّنَائِعُ وَيُؤَدِّي إلَى خَرَابِ الدُّنْيَا لَوْ اشْتَغَلَ النَّاسُ بِجُمْلَتِهِمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ، وَذَلِكَ يَرُدُّ الْعُلَمَاءَ إلَى طَلَبِ الْمَعَايِشِ وَيُؤَدِّي إلَى انْدِرَاسِ الْعِلْمِ بَلْ إلَى إهْلَاكِ الْعُلَمَاءِ وَخَرَابِ الْعَالَمِ، وَإِذَا اسْتَحَالَ هَذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا سُؤَالُ الْعُلَمَاءِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ التَّقْلِيدَ وَهَذَا عَيْنُ التَّقْلِيدِ. قُلْنَا: التَّقْلِيدُ قَبُولُ قَوْلٍ بِلَا حُجَّةٍ وَهَؤُلَاءِ وَجَبَ عَلَيْهِمْ مَا أَفْتَى بِهِ الْمُفْتِي بِدَلِيلِ الْإِجْمَاعِ، كَمَا وَجَبَ عَلَى الْحَاكِمِ قَبُولُ الشُّهُودِ وَوَجَبَ عَلَيْنَا قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ؛ وَذَلِكَ عِنْدَ ظَنِّ الصِّدْقِ وَالظَّنُّ مَعْلُومٌ وَوُجُوبُ الْحُكْمِ عِنْدَ الظَّنِّ مَعْلُومٌ بِدَلِيلٍ سَمْعِيٍّ قَاطِعٍ فَهَذَا الْحُكْمُ قَاطِعٌ، وَالتَّقْلِيدُ جَهْلٌ.
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
معذرة لعدم تنسيق الردود لأني أكتب في عجلة من أمري, وفقك الله تعالى
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
نعم (طالب علم) التي وردت في النصوص هي جملة معناها أي مسلم يبتغي العلم
أما اعتراضي فلم يكن على اللفظ بل على المعنى الاصطلاحي الحادث له, ففي زمننا "طالب علم" تطلق على الذي يتفرغ لدراسة علوم الشريعة دراسة منظمة وأهمها دراسة علوم الالة الأصول ومصطلح الحديث
ويا إخوة لا يكون كل هم أحدكم الرد وتصيد الأخطاء ليكن الهدف الوصول للحق والتركيز على صلب الموضوع
بصراحة أنا أشعر بالحزن والإحباط الشديدة لحال اخواني في الإسلام في منتدى كهذا مفترض أن جل أعضاءه إما من حاملي العلم أو مريديه والمفترض أن المسائل تُبحث بأسلوب علمي وموضوعية وتجرد لكني للأسف وللصراحة صُدمت في مستوى التعليقات والردود في هذا الموضوع خصوصا
فأخ فاضل مثل أخينا مبلغ ترك الكم الهائل من النصوص والنقولات والاستدلالات والأسئلة والردود في مشاركات وصلت للستين مشاركة ليستدرك فقط على كلمة طالب علم!
وآخر كل ما يهمه من هم شيوخي!
والواضح أيضا أن كل من يشارك لا يقرأ المشاركات السابقة وهذه من آفات العصر استعجال الرد قبل اكمال السماع أو القراءة والتمعن في القول وفهمه
يا أخ مبلغ كلام الغزالي الذي نقلته قد رددنا على محتواه مرات ومرات بالأدلة تارة وبالنقل عن علماء كابن تيمية وابن القيم والشوكاني تارة
وبالتالي أنا لن أعيد الرد مرة أخرى ارجع إلى المشاركات السابقة ستجد فيها الرد وإبطال كلام الغزالي إن شاء الله
و الله المستعان
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
نعم (طالب علم) التي وردت في النصوص هي جملة معناها أي مسلم يبتغي العلم
أما اعتراضي فلم يكن على اللفظ بل على المعنى الاصطلاحي الحادث له, ففي زمننا "طالب علم" تطلق على الذي يتفرغ لدراسة علوم الشريعة دراسة منظمة وأهمها دراسة علوم الالة الأصول ومصطلح الحديث
لا أدل على فهمك الخاطئ من كون أبو حنيفة كان تاجراً وطالب علم في نفس الوقت
وفي الوقت المعاصر كثير من العلماء حصل على شهادات جامعية في تخصصات دنيوية ثم انتقل للشهادات الشرعية بعدها
كما أن حضرتك معك شهادة في التربية وتقنية المعلومات وتتصدى للكلام في مسائل أصول الفقه
فلا يلزم للمسلم كي يكون طالب علم أن يكون متفرغ
لا قديماً
ولا في زماننا
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
ما يهمني في موضوعي أن كل مسلم لابد أن يكون طالب علم في المسائل التي يحتاجها في أمور دينه
ما يهمني هو ألا نقسم الناس إلى عامة ومجتهدين والعامة تقلد علماءها
العلم واجب والتقليد ممنوع مذموم
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السكندري
ما يهمني في موضوعي أن كل مسلم لابد أن يكون طالب علم في المسائل التي يحتاجها في أمور دينه
ما يهمني هو ألا نقسم الناس إلى عامة ومجتهدين والعامة تقلد علماءها
العلم واجب والتقليد ممنوع مذموم
طالما أن كل مشايخك المذكورين في ملفك الشخصي لم يقولوا بما تقل به
طالما أن علماء الأزهر والسعودية
سلفيو مصر وسلفيو السعودية وغيرهم من البلدان العربية والإسلامية لم يقولوا بما تقل به
رغم ان النصوص التي تفضلت بنقلها عن الأئمة الأربعة يحفظها طلاب المدارس العادية فضلاً عن طلاب المعاهد الشرعية
فالأفضل أن تحتفظ برأيك لنفسك
أو على الأقل يكون صياغة عنوان موضوع " هل تصح مقولة .... " وليس " بطلان مقولة .... " لأنك بهذا تفتئت على العلماء وتعتبرك نفسك العالم وعبد الكريم الخضير وأحمد النقيب وغيرهما ممن هم مذكورين في ملفك الشخصي جهلوا كلام ابن القيم والأئمة الأربعة والشوكاني
ليس هذا إلا تطاول على العلماء
ولآخر مرة أقول لك : واصل بن عطاء رأس المعتزلة كان يستدل بقول الله " فتبارك الله أحسن الخالقين " على أن العباد يخلقوا أفعالهم ، وأن قول الله " ليس كمثله شئ " دليل على نفي الصفات الإلهية وكان يظن نفسه على صواب ويتكلم " بالقرآن " الذي لا يصح معارضته بأقوال الرجال
وما ضل الجهم بن صفوان إلا أنه تصدى لمناظرة السومانية دون الرجوع للعلماء وبدأ يبحث في القرآن على الأدلة المؤيد لكلامه
ولولا عجزي وعدم معرفتي كيفية البحث عن أقوال العلماء واستخراجها من بطون الكتب لكنت أتيت بها لك
لكنك تضرب بكل قول - غير فهمك - عرض الحائط ولا تكلف خاطرك أن تسأل العلماء الذي تقول في ملفك الشخصي أنك أخذت عنهم العلم
ولا أظنك حصلت على أي إجازة منهم أو جالست أحد منهم
بل أعتقد أن شأنك مع عبد الكريم الخضير ومصطفى العدوي وأحمد النقيب كشأن واصل بن عطاء مع الحسن البصري
لا تتكلم مرة أخرى بشكل جازم طالما أنك تصر على استعراض نقولاتك عن أهل العلم السابقين على صغار طلاب العلم بهذا المنتدى ولا تأبه لقولي لك بأن تذهب لأي عالم من المذكورين في ملفك الشخصي إنك كنت على اتصال بهم - ولا أظنك إلا قد سمعت دروسهم على النت فقط دون الجلوس لهم - وتسأل عن صحة فهمك لكلام العلماء الذين تُكثِر من النقل عنهم وتضرب وأنت في بيتك بكلام الشاطبي عُرضَ الحائط ولا يخطر ببالك قط احتمال أن يكون فهمك خطأ
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
كونك تتهمني بالتطاول على العلماء فهذا كذب وأسلوبك يفتقر لآداب النقاش , ولا أفهم لماذا كل هذا السخط والغضب وكأني أبيح الخمر والميسر سبحان الله!
كل ما أقوله أن المسلم مطالب بالتفقه في دينه والتفقه يأتي بمعرفة النصوص وفهمها لا بل التقليد الأعمى.
ما هو الغلط في ذلك؟ وما الذي يجعلك تشطات غيظا وغضبا إلا أن يكون شيطان رجيم أو هوى سقيم
وحتى تعرف أنك متسرع لا تبحث ولا تقرأ قبل أن تتكلم فالشيخ عبد الكريم الخضير نقل كلام الشوكاني وابن حزم مقرا أنهم قالوا ببطلان التقليد في حق الجميع لا فرق بين عامي وغيره , يعني فهم نفس ما فهمته أنا , ولم أفهم كلامهم على هواي كما تدعي
وهذه نقولات من محاضرة للشيخ عبد الكريم الخضير:
يقول:
في مختصر التحرير يقول: التقليد عرفاً أخذ مذهب الغير بلا معرفة دليله، وفي الأحكام لابن حزم: التقليد على الحقيقة إنما هو قبول ما قاله قائل دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، ثم قال: فهذا هو الذي أجمعت الأمة على تسميته تقليداً وقام البرهان على بطلانه، هذا كلام ابن حزم، وسيأتي أن ابن حزم والشوكاني شددا في أمر التقليد اهــــــ
ثم قال بعد أن ساق كلام الشوكاني:
ابن حزم –أيضاً- له كلام طويل جداً في إبطال التقليد في الباب السادس والثلاثين من الأحكام.
هذا الكلام وإن كان فيه شدة على جماهير المسلمين الذين يتبعون المذاهب الأربعة، هذا فيه شدة عليهم، لكنه أقرب إلى الحق والصواب، نعم، مما يتذرع به كثير من متعصبة المذاهب؛ لأن كلام مثل هؤلاء يدعون إلى الكتاب والسنة الذي هو الأصل، وأولئك يدعون إلى تقليد الرجال ثقة بهم وبإمامتهم وعلمهم وعملهم. اهـــــــ
ثم قال:
يعني الدعوة التي أثيرت قبل ربع قرن - دعوة نبذ التقليد مطلقا - ، دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر، والقائلون بها أهل خير وفضل وصلاح، لكن نختلف معهم في من تلقى إليه هذه الدعوى , فرق بين عامي وشبه عامي من مبتدئ يريد أن يتعلم ويسلك الجادة والطريقة المتبعة، وبين متأهل، المتأهل ليس له أن ينظر في كلام فلان وعلان، إنما يأخذ من الكتاب والسنة اهــــــ
http://www.khudheir.com/audio/1441
فهذا الشيخ عبد الكريم يقر أن العلماء المذكور أسماءهم قالوا بنبذ التقليد في حق كل الناس لكنه اختلف معهم
يعني فهمي لكلامهم كان صحيحا
والجدير بالذكر هنا أنه قال عن دعوى نبذ التقليد:
(دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر)
فانظر أيها المتسرع الذي تكثر من الثرثرة بدون علم
هو نفسه الذي خالف دعوى نبذ التقليد للعامي قال أنها دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر
أما أنت فتقول أنها دعوى فيها تطاول على العلماء وتتهمني بأني أسلك مسلك المعتزلة!!
لا يسعني الان إلا أن أقول هداك الله أيها المسكين
ورجاء اكتفي بهذا القدر من المشاركة في موضوعي
غفر الله لنا ولك
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
مع العلم أن الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير لا يُنكر على العامي أن يطلب الدليل ويفهم النصوص في مسألة ما ويرجح بين الأقوال إن هو عرف دليل كل قول
فقط ما يعترض عليه هو أن شخص يسمع أو يقرأ حديثا بدون أن يعرف صحته ولا إن كان حكمه منسوخا أو في حالات تخصصه فيعمل به ويفتي به مباشرة , ولذا عليه أن يأخذه من كتاب فقه أو من درس حتى يتأكد من صحته وإن كان معمول به أم منسوخ
ونحن نتفق إلى حد كبير مع ما قال , لاسيما في أحكام القضاء والمعاملات والولاية الخ فهذه أمور تحتاج الإلمام بجوانب المسألة وتغطيتها جيدا وهذا يتم بقراءة الباب الخاص بهذه المسألة في كتاب أو أكثر من كتب الفقه أو سماع درس أو طلب المستفتي الدليل وتفصيله من المفتي
فشتان بين هذا الكلام وبين كلام الشاطبي والغزالي الذي يمنع العامي من التفقه وطلب الأدلة لأن العامي بنظرهم لا يستطيع أن يفهم ولا مدخل له البتة بالنصوص أو الدليل وأنه حتى لو استطاع العامة الاجتهاد والتفقه فلا يصح أن يقوموا به أيضا لأن هذا فيه تعطيل للمصالح بل يبقوا هم في معيشتهم وأعمالهم ويبقوا في جهلهم ويتركوا العلم لفئة محدودة من الناس هم العلماء ويكون الناس كلهم تبعا لهؤلاء ويقلدونهم
شتان بين القولين
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
مرة أخرى هناك فرق بين التعلم من العلماء وتقليدهم
التعلم مشروع بل واجب أما التقليد ممنوع
وعندما نقول ممنوع معناه الأصل المنع ويبقى أنه مثل أي محظور آخر في الشرع يجوز فقط عند الضرورة فالضرورات تبيح المحظورات
فالأصل أن الناس بمقدورها فهم الأدلة لأن هذا القرآن أصلا نزل على أمة أمية ولأن القرآن ذم عوام الكفار لعدم تدبرهم القرآن فقال "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهؤلاء العوام بالطبع لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد التي يريدها الأصوليون
وبالتالي يصبح التقليد هو الاستثناء وهو الذي لا يٌلجأ إليه إلا في حالة الضرورة عند فقد الدليل أو العجز عن فهمه والعجز عن تمييز الحق من الباطل وهذه حالات نادرة ويستوى في ذلك إن كان الشخص يطلق عليه عامي أو مجتهد
ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430.
وذكر صالح الفُلاّني مثله في (ايقاظ همم أولي الأبصار) صـ 60 ــ 61،
فقال إن الله تعالى وصف المشركين بأنهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ومع هذا فقد أقام عليهم الحجة بكتابه الكريم فالاعتذار بأن العامة لايفهمون النصوص باطل قطعا.
فقولهم إن في تكليف العامة معرفة دليل الفتوى تكليفا لهم بطلب رتبة الاجتهاد، وهذا محال قول مردود ليس صحيحا إنه لايفهم أي دليل إلا مجتهد، فكثير من الأدلة يمكن للعامة فهمها دون عناء كما ذكرنا أعلاه، وهناك أدلة يمكن للعالم أن يقرِّب فهمها للعامة كما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثال أحيانا ليقرب فهم الجواب للسائل. كما أن العامي ليس مكلفا بمعرفة أدلة جميع مسائل الفقه أو معظمها كالمفتي، وإنما العامي يكفيه أن يعلم الدليل في مسألته ونازلته.
أما أن يكون التقليد بالنسبة لعامة الناس هو الأصل فإن هذا
أولا: خلاف ما أمر به الله ورسوله من وجوب العلم والتفقه والتدبر
ثانيا: يؤدي إلى احتكار العلم لدى عدد محدود من الناس ممن يعتبروا أنفسهم مجتهدين وهم فقط من يستطيعون فهم القرآن والسنة وغيرهم ممنوع عليه الاطلاع والتدبر والتمييز وهذا أمر فساده ظاهر
فالعلماء ليسوا أوصياء على الناس , ولم ينصب الله للناس إماما حجة بعد الرسول , العالم وظيفته نقل الروايات والآثار وتصحيحها وبيان الأدلة في المسائل الاجتهادية ودعوة الناس إلى اتباع القرآن والسنة واتباع الدليل وبعد ذلك كل انسان حر ومن حق كل انسان أن يستفسر عن الأدلة ولا يعمل إلا بما يترجح عنده وما يطمئن له قلبه لأنه في النهاية هو المسؤول عن اختياره وأعماله وسيحاسب أمام الله وحده لن يأت شيخه الذي قلده معه يحاجج عنه
ثالثا: يصيب الدعوة بالجمود , إذ لو أن السواد الأعظم من الناس قلدوا عدد محدود من المشايخ وفي هؤلاء المشايخ الضلال والمبتدعة كالروافض والصوفية وغيرهم فمن أين يأت تصحيح المسار؟
لو أنت من أنصار التقليد وأردت الان أن تدعو شخص شيعي يسب الصحابة و أم المؤمنين ويستحل نكاح المتعة ويستحل قتل أهل السنة إذا أردت دعوته للحق سيحتج عليك بمذهبك وسيقول لك (أنتم يا أهل السنة تقولون مذهب العامي مذهب مفتيه والعامي لا يسعه إلا تقليد من يثق به من المشايخ وأنا أثق بآية الله فلان الذي درس في الحوزات العلمية سنوات طوال ونال رتبة مجتهد وأقلده ولا تطلب مني اتباع الدليل لأن عندكم العامي لا يفهم الدليل)
وقتها سيتضح لك قبح هذا المسلك وهذا المذهب
فيجب علينا أن نتعاون في تجديد الدعوة ونبين للناس أن مذهب أهل السنة هو اتباع الدليل من قرآن وسنة وإجماع بقدر ما يستطيع الشخص وأننا لا ننكر جهود العلماء ولا نهجرهم فهم حملة العلم نأخذ منهم العلم بأدلته ونقبل ما يوافق ظاهر القرآن وصحيح السنة وما يقبله العقل ويطمئن له القلب ونترك ما سوى ذلك
و الله المستعان
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
يا أخ عماد أدلتك التي ترد بها على الشاطبي ومن قال بقوله عامة لا تسعفك فيما تقدم عليه
وإذا كان هذا تأصيلك للمسألة فلا تلم على من أصَّل للتقليد لأنهم في أقل الحالات يتساوون معك أو مع من تقلده في عمومية الاستدلال
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
يا أخ عماد أدلتك التي ترد بها على الشاطبي ومن قال بقوله عامة لا تسعفك فيما تقدم عليه
وإذا كان هذا تأصيلك للمسألة فلا تلم على من أصَّل للتقليد لأنهم في أقل الحالات يتساوون معك أو مع من تقلده في عمومية الاستدلال
العموم الذي استشهد به عموم غير مخصوص
كيف يتفق قول الشاطبي (أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة وقد قال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].)
مع قول الله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" التي خاطب بها عــــــــــوام الكفار ليعوا ما فيه من الأدلة
وقوله تعالى في سورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر" يعني الله تعالى يأمر عوام المشركين أن يسألو أهل الذكر عن البينات والزبر يعني الدليل والرواية لا عن الفتوى مجردة فالآية التي استشهد بها حجة عليه
وكيف يتفق قوله مع قول الله "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" فهل (ليدبروا آياته) عمومها محفوظ لكل المسلمين أم هي خاصة بالأئمة فقط
وكيف يتفق قوله (فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى)
مع قول الله تعالى "حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
فهل لفظ (الناس) هنا عام قصد به العموم يعني جميع الناس أم قصد به الخصوص يعني فئة محدودة من الناس هم من درسوا الأصول وحفظوا المتون وأما باقي الناس فلهم حجة على الله بعد الرسل وهم الأئمة؟
وكيف تتفق أقواله مع حديث "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
فهل هذا العموم محفوظ أم مستثنى منه المقلدين يعني من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين إلا المقلدة فالله أراد بهم خيرا بالرغم من عدم تفقههم في الدين؟
نبئونا بعلم يا إخوة إذا كان التقليد دينا حتى ندعو الناس إليه
هاتوا برهانكم وأجيبوا على الأسئلة وإن ثبت أن كلام الشاطبي صحيح والتقليد واجب على عامة المسلمين فسنقول به
وإن ثبت هذا فيلزمكم أن تبينوا لنا ما هو الحد الذي يصير به الشخص مجتهدا ولا يجوز له التقليد
كم جزء من القرآن عليه أن يحفظ وكم حديث عليه أن بعرف
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
الخلاف في هذا الموضوع كله سببه ببساطة الخلاف حول علاقة تحصيل العلم بالاجتهاد:
فأنصار التقليد يرون كثرة العلم مطلوبة لحصول الاجتهاد
ونحن نرى الاجتهاد مطلوب لحصول كثرة العلم
أنصار التقليد يرون أن ارتقاء مستوى الفهم مطلوب للنظر في النصوص والأدلة
ونحن نرى أن النظر في النصوص والأدلة مع التأمل والتدبر مطلوب لارتقاء مستوى الفهم
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (إن التقليد كأكل الميتة)
وقال ابن القيم - رحمه الله :
" إن مَن ذكرتم مِن الأئمة لم يقلدوا تقليدكم ، ولا سوّغوه بتَّة ، بل غاية ما نُقل عنهم من التقليد في مسائل يسيرة لم يظفروا فيها بنص عن الله ورسوله ، ولم يجدوا فيها سوى قول مَنْ هو أعلم منهم فقلدوه ، وهذا فعل أهل العلم ، وهو الواجب ، فإن التقليد إنما يباح للمضطر ، وأما من عَدَلَ عن الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعن معرفة الحق بالدليل مع تمكنه منه إلى التقليد فهو كمن عَدَل إلى المَيْتَة مع قُدْرته على المُذَكَّي ، فإن الأصل أن لايقبل قول الغير إلا بدليل إلا عند الضرورة ، فجعلتم أنتم حال الضرورة رأس أموالكم " .
اعلام الموقعين:( 2/241).
قال ابن حزم ردا على من ادعوا أن العامة ليسوا أهلا للاجتهاد و غير قادرين عليه:
فإن قالوا: لا نقدر على الاجتهاد.
كذبوا، وما يعجز أحد عن أن يسأل عن حكم الله، وحكم رسوله صلى الله
عليه وسلم، والبحث عن السند، والناسخ، والمنسوخ، فإن عجز عن ذلك: لزمه الانقياد لما بلغه من القرآن، وعن النبي صلى الله عليه وسلم
اهــــــــ
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
السلام عليك يا اخي عماد بارك الله فيك
أنا تعبت في الحقيقة من النقاس نفس المألة مرات والمرات أتمنى منك قرأئة ___جميع___ مشاركاتي وأسئلتي السابقة بتجرد وأن لا تكرر ذكر مواضيع قد ردينا عليها من قبل وجراكم الله خيرا وللعلم عندما كنت أناقشك كنت أقرأ جميع مشاركاتك جزاكم الله خيرا ولا أظنك إلا مريدا للحق
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
وعليكم السلام ورحمة الله يا أخي عبد الله
أضحك الله سنك يا أخي من هو الذي رد على الآخر!
أنا صار لي حوالي خمسين مشاركة في هذا الموضوع رددت فيها على كل شاردة وواردة وأبطلت كل شبهة والحمد لله بالكتاب والسنة ثم بنقل الأدلة من كلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن حزم والشنقيطي
ورددت على مسأل أن هناك درجات بين المقلد والمجتهد وبينت أن هذا ليس تقليدا بل اتباع وليست المسألة مشاحة في الاصطلاح بل في المعنى فالاتباع هو لرواية الثقة و لدليله من الكتاب والسنة والأدلة العقلية أما التقليد فهو أخذ الرأي الفقهي أو اجتهاد الفقيه الخالي من الحجة والعمل به فشتان بين هذا وذاك ونقلت لك كلام ابن القيم في الفرق بين التقليد والاتباع
فارجع إلى مشاركاتي رقم 31 و 36
أما سؤالك عن غير العربي فليسعه ما وسع من أسلم من الفرس والروم زمن النبوة والصحابة
يتعلم ويجتهد بلغته حتى يتعلم العربية
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
و بالمناسبة أئمة الحديث البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة هم أعاجم
بل الأكثر من ذلك سيبويه عالم اللغة والنحو أعجمي أصلا
-
رد: بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أخي عبد الله المصرى مع أني لا أتفق مع أخي عماد إلا أني أراك شددت القول و كبرت خطأ الأخ عماد
ما دام ليس يستند على جهل بل ادلة وأقوال معروفة فنقدر رأيه
وكما قال النبي أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلف,
وأناشد الجميع بإلتزام الخلق الشرعي