-
كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8 / 279 : معبد بن خالد الجهنى أبو رغوة ، له صحبة روى عن ابى بكر وعمر رضى الله عنهما مات سنة ثنتين وسبعين وهو ابن ثمانين سمعت ابى يقول ذلك ويقول: هو مجهول .
قلت : معبد الجهني أكثر من واحد ، لكن الذي يعنيني هنا ما ذكره أبو حاتم رحمه الله .
قال الحافظ في الإصابة :
معبد بن خالد الجهني أبو روعة قال الواقدي أسلم قديما وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم فتح مكة وكان يلزم البادية مات سنة اثنتين وسبعين وهو بن بضع وثمانين سنة وقال بن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن حبان له صحبة وله رواية عن أبي بكر وعمر قال أبو عمر هو غير معبد الذي تكلم في القدر وقيل : هو هو . قلت : هذا الثاني باطل ؛ فإن القدري وافق هذا الصحابي في اسم أبيه ونسبه واختلف في اسم أبيه فقيل خالد مثل الصحابي وقيل عبد الله بن عويم وقيل عبد بن عكيم ومن ثم زعم بعضهم أنه ولد الذي روى حديث لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب وحكى البخاري في التاريخ الصغير أنه معبد بن عبد الرحمن فالله أعلم .أهـ
وقال ابن الأثير في أسد الغابة :
ـ مَعْبَدُ بنُ خَالِد الجُهَنِي ، يكنى أبا روعة .
ذكره الواقدي في الصحابة ، وقال : أسلم قديماً ، وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح ، ومات سنة ثنتين وسبعين ، وهو ابن بضع وثمانين سنة ، وكان يلزم البادية .
وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى ، في الراء : أبو روعة معبدُ بن خالد الجهني ، له صحبة ، وكان ألزم جُهَني للبادية ، وقال : توفي سنة ثلاث وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة . وكذلك قال ابن أبي حاتم سواء في الكُنْيَة ، والسن ، والوفاة ، وقال : روى عن أبي بكر ، وعمر ، وقال : هو غير معبد بن خالد الذي هو عندكم أوّل من تكلم بالبصرة بالقدر ، وقال : لا يعرف معبد الجهني ابنُ من هو ؟ وليس ابن خالد . وقال غيره : هو نفسه .أهـ
وقال ابن حبان في ثقاته : معبد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة وَأكْثر مقَامه كَانَ بالبادية فِي أَرض جُهَيْنَة .
ـ هذا الاعتراف من أبي حاتم بصحبته، وهذا الحكم عليه منه بالجهالة : يحتم تأويل قوله تأويلا مستساغا، إذ لا يعقل مثل هذا في كلام الناس، فضلا عن مثل أبي حاتم في إمامته . وقد أوّله الحافظ ابن حجر في " اللسان " 6 / 13 فقال في ترجمة مدلاج " : كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة .
ـ وفي الجرح أيضا 8 / 428 : مدلاج بن عمرو السلمى حليف بنى عبد شمس سمعت ابى يقول: هو مجهول.
ولعله ـ كسابقه ـ يطلق عليهم اسم الجهالة، لا يريد جهالة العدالة ، وإنما يريد أنهم من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين ، كما قاله الحافظ في اللسان . والله أعلم .
قال أبو عمر في الاستيعاب : مدلاج بن عمرو السلمي أحد حلفاء بني عبد شمس يقال مدلج بن عمرو شهد بدرا هو وأخواه مالك بن عمرو وثقف بن عمرو وشهد مدلاج سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توفي سنة خمسين ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج .
وقال الحافظ في الإصابة : مدلج آخر غير منسوب ذكره بن قانع وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن أبيه عن شريح بن عبيد عن مدلج قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حرس معه أصحابه ليلة في الغزو قال إذا أصبحوا قد أوجبتم وأخرجه بن منده من طريق إسماعيل أيضا ولم يفرده بترجمة بل أورده في ترجمة مدلاج بن عمرو السلمي حليف بني عبد شمس الذي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا فإنه قيل فيه مدلاج أو مدلج وكأنه تبع ابن السكن فإنه قال : مدلج بن عمرو السلمي ويقال مدلاج له صحبة روى عنه حديث من رواية الحمصيين ويقال مات سنة خمسين ثم ساق من طريق ضمضم عن شريح عن مدلج وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث وليس فيه تسمية أبيه ولا ذكر نسبه فالذي يظهر أنه غيره .
بارك الله فيكم ، وفي أثناء كتابتي لهذا الموضوع جاءني ما يشغلني ، ولعلي أعود غدا بإذن الله ؛ لأكمل ما تبقى .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا عاصم ، نفع الله بكم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ومعبد الجهني قد أورده الحاكم أبو أحمد ـ شيخ الحاكم أبي عبد الله ـ في الأسامي والكنى فقال : أبو روعة معبد بن خالد الجهني بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، له صحبة من النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وكان ألزم جهني للبادية ، مات سنة ثنتين وسبعين ، وهُو ابن ثمانين سنة ، كناه وسماه محمد بن عمر الواقدي - فيما حدثني به أبو عبد الله .محمد بن أحمد الأصبهاني ، حَدَّثنا الحسن يعني بن الجهم بن جبلة بن مصقلة التيمي ، حَدَّثنا الحسين ، يعني ابن الفرج البغدادي ، حَدَّثنا محمد ، يعني ابن عمر بن واقد الواقدي.أهـ
فمن ولد قبل الهجرة بثماني سنين ، يكون عمره يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة سنة ، فهو صحابي، وقد تقدم اعتراف أبي حاتم بصحبته ، ولعله أيضا قال عنه : مجهول . أي لأن أباه لا يعرف اسمه ، فهو مجهول بهذا الاعتبار . لا أنه مجهول العدالة ، كما نبه عليه ابن حجر .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ـ وكذا حيان أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة فقال :
حيان بن ملة أخو أنيف بن ملة وقيل اسمه حسان بالسين المهملة قال البخاري : له صحبة وروى بن إسحاق حدثني من لا أتهم من علماء جذام أن حيان كان صحب دحية لما توجه رسولا إلى قيصر فعلمه أم الكتاب ...
وفي ترجمة أخيه أنيف قال الحافظ في الإصابة : أنيف بن ملة الجذامي من بني الضيب له صحبة سكن الرملة ومات ببيت جبرين من كورة فلسطين ذكره ابن حبان في الصحابة وقال بن السكن ذكره بن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى الله عليه و سلم من جذام وهو أخو حيان ...إلخ .
وقال ابن الأثير في الأسد : حَيَّان بن مَلَّة أخو أنَيْف اليماني ، عداده في أهل فلسطين قاله ابن منده ، وقد تقدم ذكره مع أخيه أنيف ، قدما في وفد اليمامة ، قال البخاري : حيان بن ملة أخو أنيف ابن ملة له صحبة ، وذكره ابن إسحاق في وفد جذام أيضاً ، وأنه صحب دحية بن خليفة الكلبي ، لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى قيصر ، وعلمه أم الكتاب .أهـ
وقال ابن حبان في ثقاته 3 / 91 : حيان بن ملة الجذامي من بنى الضبيب أخو أنيف بن ملة له صحبة ..أهـ
ـ ومع ذلك قال أبو حاتم ـ كما في الجرح والتعديل 3 / 243 ـ : حيان بن ملة اخو انيف بن ملة ذكر بعض الناس ان له صحبة وسمعت ابى يقول: هو مجهول .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ـ قال ابن أبي حاتم في الجرح 3 / 254 : حارثة بن عدى بن امية بن الضبيب سمعت أبى يقول ذلك ، ويقول: هو مجهول .
وفي الإصابة : حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب الجذامي الضبيبي بالمعجمة والموحدة مصغرا قال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة . وكذا قال بن ماكولا وروى أبو بشر الدولابي وابن منده من طريق ولده عنه قال كنت في الوفد أنا وأخي . فذكر الحديث ، وفيه : اللهم بارك لحارثة في طعامه وسيأتي في ترجمة أخيه مخرمة وقال أبو عمر مجهول لا يعرف وقد ذكره البخاري .أهـ
قلت : فمن الملاحظ أن ابن حجر نقل عن أبي حاتم قوله : له صحبة . بينما نجد في الجرح لابنه قوله : مجهول .
يعلق العلامة المعلمي اليماني فيقول : في الاصابة قال ابن ابى حاتم عن ابيه له صحبة " وليس ذلك هنا وكأنه اخذه من وضع الترجمة اثناء تراجم الصحابة ، والله اعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ـ وفي الجرح والتعديل 3 / 303 قال : حاطب بن عمرو بن عبد شمس من المهاجرين الاولين سمعت ابى يقول: هو مجهول.
قال ابن الأثير في الأسد : حَاطِبُ بن عمرو بن عبد شمس بن عَبْد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي ، أخو سهيل وسليط والسكران بني عمرو .
أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلّم دار الأرقم ابن أبي الأرقم ، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين معاً ، وهو أول من هاجر إليها في قول ، وشهد بدراً مع النبي ، قال موسى بن عقبة ، وابن إسحاق ، والواقدي فيمن هاجر إلى أرض الحبشة ، وفيمن شهد بدراً : حاطب بن عمرو ، من بني عامر بن لؤي ، وقيل فيه : أبو حاطب ، ويرد في الكنى ، إن شاء الله تعالى .
وفي الاستيعاب لأبي عمر : حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤى أخو سهيل بن عمرو وسليط بن عمرو والسكران ابن عمرو وذكره ابن عقبة فيمن شهد بدرا من بنى عامر بن لؤى وأسلم حاطب بن عمرو وقبل دخول رسول الله دار الأرقم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا فى رواية ابن إسحاق والواقدى وروى الواقدى عن سليط بن مسلم العامرى عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه قال أول من قدم أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس فى الهجرة الأولى .
وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم 2 / 297 : وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَوَّلُ مُهَاجِرِيٍّ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، لَا يُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ، قَالَهُ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ .أهـ ( ونقله عنه ابن نقطة في إكمال الإكمال )
وقال ابن حجر في الإصابة : حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود القرشي ثم العامري أخو سهيل كان حاطب من السابقين ويقال إنه أول مهاجر إلى الحبشة وبه جزم الزهري واتفقوا على أنه ممن شهد بدرا وقيل : إنه آخر من خرج إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب قال البلاذري : هو غلط وقد قالوا إنه هو الذي زوج النبي صلى الله عليه و سلم سودة بنت زمعة وهذا يدل على أنه رجع من الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
الأخ الشَيخ الحَبيب / أبو مالك - نفع الله بك - .
ولمَعرفةِ سَبب تَجهيل الحَافظِ الإمام أبو حَاتِم الرازيّ للصَحابةِ أن نَرجِع إلي مَفهومُ الصحبةِ عِندهُ ، فقد جَهل - رضيَّ الله عنهُ - الحُسين بن علي - رضي الله عنه - وظهر لي بعد النَظر إنما أطلقها كَونهُ لم يغزوا مَعهُ . وينظر في الأمر .والله أعلم.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
الأخ الشَيخ الحَبيب / أبو مالك - نفع الله بك - .
ولمَعرفةِ سَبب تَجهيل الحَافظِ الإمام أبي حَاتِم الرازيّ للصَحابةِ أن نَرجِع إلي مَفهومُ الصحبةِ عِندهُ ، فقد جَهل - رضيَّ الله عنهُ - الحُسين بن علي - رضي الله عنه - وظهر لي بعد النَظر إنما أطلقها كَونهُ لم يغز مَعهُ . وينظر في الأمر .والله أعلم.
أين جهّله ؟ بارك الله فيك
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
الأخ الفاضل والشَيخ المُهذب / أبو عبد الاله المسعودي - غفر الله لنا ولك - .
أما تَجهيل أبو حاتم الرازي فخطأ مني وإنما أردت أنه قال في الحُسين - رضي الله عنه - : (( ليس لهُ صحبه )) ، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (1/27) : " سمعت أبي يقول حسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ليست له صحبة ".
فما تَوجيهُ هذا الأمر من عندكم أخي الشَيخ أبو عبد الاله ! .
وتَوجيهُ ذلك أنهُ لم يغزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال فيه أبو حاتم : (( ليس لهُ صحبة )) ، وليس ما ورد في كَلامي مِن التَجهيل أيها الأخ الكريم وعن هذا أنا أعتذر كامل الإعتذار والوهم مني في ذلك . والله أعلى وأعلم بالصواب.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اطلعت منذ فترة على مقال في أحد المنتديات بعنوان "الفَوَائِدُ وَالقَوَاعِدُ الحَدِيثِيَّة ( أَكْثَر مِنْ مِئَتَيْ فَائِدَة )"
للشيخ الفاضل الدكتور / ماهر ياسين الفحل - حفظه الله تعالى- ، قال في الفائدة رقم (94) : أبو حاتم قد يطلق على بعض الصحابة الجهالة لا يريد بها جهالة العدالة ، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
الأخ الشَيخ الحَبيب / أبو مالك - نفع الله بك - .
ولمَعرفةِ سَبب تَجهيل الحَافظِ الإمام أبو حَاتِم الرازيّ للصَحابةِ أن نَرجِع إلي مَفهومُ الصحبةِ عِندهُ ، فقد جَهل - رضيَّ الله عنهُ - الحُسين بن علي - رضي الله عنه - وظهر لي بعد النَظر إنما أطلقها كَونهُ لم يغزوا مَعهُ . وينظر في الأمر .والله أعلم.
بارك الله فيكم أبا زرعة على مرورك الطيب ، ونفع بكم ، وفي الحقيقة فإن أبا حاتم رحمه الله ، يطلق هذا على أناس من الصحابة باعتبارات عنده ، إما أن يكون هذا الصحابي ليس معروفا بالرواية ، أو لم يرو عنه أئمة التابعين ، أو أنه لم يصحب النبي في غزوة من الغزوات ، كما تفضلت ، وغيرها من الأمور ، والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
اطلعت منذ فترة على مقال في أحد المنتديات بعنوان "الفَوَائِدُ وَالقَوَاعِدُ الحَدِيثِيَّة ( أَكْثَر مِنْ مِئَتَيْ فَائِدَة )"
للشيخ الفاضل الدكتور / ماهر ياسين الفحل - حفظه الله تعالى- ، قال في الفائدة رقم (94) : أبو حاتم قد يطلق على بعض الصحابة الجهالة لا يريد بها جهالة العدالة ، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين .
بارك الله فيكم أخي الكريم ضيدان على فوائدك ومرورك الطيب . وقد ذكرت صراحة هذا الكلام الذي تفضلت به عن الشيخ ماهر الفحل ـ وفقه الله ـ عن الحافظ ابن حجر ، حيث قاله صراحة في لسان الميزان كما تقدم آنفا.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
وقد رأيت أمورا عجيبة تدل على براعة ابن حجر رحمه الله ، لا سيما فيما يتعلق بالصحابة في كتابه الإصابة ـ وقد تتبعته كثيرا بفضل الله ، واستفدت منه كثيرا ـ حيث صنفه بشكل بديع مرتب منسق ، ويظهر جليا أنه تتبع واستقرأ كثيرا من المصنفات التي صنفت عن الصحابة ، فخرج هذا الكتاب الفذ ( الإصابة في تمييز الصحابة) ، وكتابه أيضا اللسان وسائر مصنفاته تدل على قدم هذا العَلم الإمام .
رحم الله ابن حجر وسائر علمائنا ، وألحقنا بهم في الصالحين .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ـ وفي الجرح والتعديل 3 / 309 : حزابة بن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضبيب روى عنه ابنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم . سمعت أبى يقول ذلك ، ويقول: هو مجهول .
قلت : كثير من أهل العلم من أصحاب المصنفات في الصحابة ، ذكروه فيها على أنه صحابي .
قال ابن منده في معرفة الصحابة 1 / 448 : حزابة بن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضبيب
عداده في أهل فلسطين .
أخبرنا الحسين بن جعفر الزيات بمصر، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي، قال: حدثنا موسى بن سهل، قال: حدثنا نعيم بن طريف بن معروف بن عمرو بن حزابة بن نعيم، قال: حدثني أبي، عن معروف بن عمرو بن حزابة، عن أبيه، عن جده حزابة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك.
رواه إسحاق بن سويد، عن معروف بن طريف بن معروف، عن آبائه بهذا.
وقال أبو نعيم في المعرفة 2 / 900 : حُزَابَةُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ابْنُ الضُّبَيْبِ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ
حُدِّثْنَاهُ ، ـ أي حدّثه ابن منده ، وذلك على عادة أبي نعيم من عدم تصريحه لابن منده ـ لما كان بينهما في مسألة اللفظية ، وما كان من صنيع الأقران فيما بينهم ، مع أن أبا نعيم من تلاميذ ابن منده ، غفر الله لهما ـ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الزَّيَّاتِ، به .
وقال أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب 1 / 402 : حزابة بن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضبيب الضباني ، أسلم عام تبوك .
وذكر ابن الأثير في الأسد إسناد ما ذكره الثلاثة ابن منده وأبو نعيم وأبو عمر .
ـ وأورده الحافظ ابن حجر في القسم الأول ـ كمن سبق ممن ذكرناهم سابقا ـ من كتابه الإصابة 2 / 520 : حُزَابَةُ ـ بضمِّ أولِه وتخفيفِ الزاىِ وآخرُه موحدةٌ ـ بنُ نعيمِ بنِ عمرِو بنِ مالكِ بنِ الضُّبَيْبِ الضبَابِىُّ ، قال أبو عمرَ : أسلَم عامَ تبوكَ . وروَى إسحاقُ الرملِىُّ فى كتابِ (( الأفرادِ مِن أحاديثِ باديةِ الشامِ )) ، مِن طريقِ معروفِ بنِ طريفٍ ، عن أبيه ، عن جدِّه حُزابةَ ، مرفوعًا : (( لا حطةَ لأحدٍ على أحدٍ فى دارِ العربِ إلَّا على نخلٍ نابتٍ ، أو عينٍ جاريةٍ ، أو بئرٍ معمورةٍ )) . وبهذا الإسنادِ عِدَّةُ أحاديثَ . وروَى ابنُ منده ، مِن طريقِ نعيمِ بنِ طريفِ بنِ معروفِ بنِ عمرِو بنِ حُزَابَةَ ، عن أبيه ، عن معروفٍ ، عن أبيه ، عن جدِّه حُزابَةَ ، قال : أتيتُ النبىَّ صلى الله عليه وسلم بتبوكَ فى جماعةٍ وهو نازِلٌ ، فقال : (( عرِّفوا عليكم عُرَفَاءَ ، وأَدُّوا زكاتَكم ، فلا دينَ إلَّا بزكاةٍ )) . فقال أبو يزيد اللَّقِيطِىُّ : وما الزكاةُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : (( زكاةُ الرقابِ وزكاةُ الأموالِ )). فى إسنادِه مَن لا يُعرفُ .أهـ
ـ ولعل أبا حاتم أيضا أحيانا لم يصح عنده إسناد لصحبة رجل ممن ذكروا في الصحابة ، فيطلق عليهم الجهالة ، ويثبت عند غيره صحبته ، والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بارك الله فيك أبا أنس ، وجزاك خيرا .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
ـ في الجرح والتعديل 3 / 400 : خديج بن أوس أبو شباث حليف لبنى حرام بن كعب ، سمعت أبى يقول ذلك ، وسمعته يقول: هو مجهول .
وعلق العلامة المعلمي بقوله : هذا صحابى ، راجع ترجمته في الاصابة .أهـ
قلت : هاك كلام الحافظ ابن حجر في الإصابة : خَدِيجُ بنُ سلامةَ بنِ أوسِ بنِ عمرِو بنِ كعبِ بنِ القرَاقرِ البَلَوِىُّ حليفُ بنِى حَرامٍ * ويقالُ: ابنُ سالمِ بنِ أوسِ بنِ عمرٍو. ويقالُ: ابنُ أوسِ بنِ سالمِ بنِ عمرٍو * الأنصارىُّ ، يكنَى أبا شُباثٍ ، بمعجمةٍ ثم موحدةٍ خفيفةٍ وفى آخرِه مثلثةٌ. ذكَره موسَى بنُ عُقْبةَ فيمن شهِد العَقَبَةَ الثانيةَ. وكذا ذكَره الطبرىُّ وغيرُه، قال: ولم يَشْهَدْ بدرًا ولا أُحُدًا. وجعَله أبو موسى اثنينِ بحسبِ الاختلافِ فى اسمِ أبيه ، وهو فى ذلك تابِعٌ لابنِ ماكولا ؛ فإنه قال: خديجُ بنُ سلامةَ. ثم قال: خديجُ بنُ سالمٍ .أهـ
وقال في ترجمة ابنه قال : شُبَاثُ بنُ خَديجِ بنِ سلامةَ بنِ أوسِ بنِ عمرِو بنِ كعبٍ البلوىُّ ، حليفُ الأنصارِ ، تقدَّم ذكرُ أبيه ، قال ابنُ سعدٍ : شهِد خديجٌ وزوجُه أمُّ منيعٍ بنتُ عمرِو بنِ عدىِّ بنِ سنانٍ العقبةَ ، ووَلَدَتْ شُباثًا ليلةَ العقبةِ.
وشُباثٌ ضبَطه ابنُ ماكولا بضمِّ أولِه وتخفيفِ ثانِيه وآخرُه مثلثةٌ .
وقال ابنُ أبى حاتمٍ عن أبيه : لا يعرفُ . وقال أبو عمرَ : ليست له روايةٌ .أهـ
وقال ابن الأثير في أسد الغابة : ( ب س ) خَدِيجُ بن سَلامَة ، ويقال : ابن سالم بن أوس بن عَمْرو بن القُراقِر بن الضَّحْيان البلوي ، حليف لبني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من الأنصار .
شهد العقبة الثانية ، ولم يشهد بدراً ولا أحداً ، وشهد ما بعدهما ؛ قاله الطبري ، قال : ويكنى أبا رشيد ، أخرجه أبو عمر هكذا .
وأخرجه أبو موسى فقال : خديج بن سلامة ابن أوس بن عمرو بن كعب أبو شُبَاث ، شهد العقبة ولم يشهد بدراً ولا أحداً ؛ ذكره ابن ماكولا وقال : قاله الطبري .
فابن ماكولا وأبو موسى جعلا خديجاً بن سلامة وابن سالم ترجمتين ؛ على أن أبا موسى من كتاب ابن ماكولا أخذه حرفاً بحرف ، وأما أبو عمر فجعلهما واحداً ، وقال : ابن سلامة ، ويقال : ابن سالم . والله أعلم .أهـ
وفي ترجمة ابنه قال : شهد أبوه العقبة ، وهو أحد السبعين ، وولد ابنه شُبَاث ليلة العقبة ...
وفي الاستيعاب 2 / 459 لأبي عمر ابن عبد البر : خديج بن سلامة ويقال ابن سالم بن أوس بن عمرو بن القراقر البلوي حليف لبني حرام من الأنصار شهد العقبة الثانية ولم يشهد بدرا ولا أحدا وشهد ما بعد ذلك قاله الطبري ..
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
جزاك الله خيرا أبا مالك وغفر لك ونفع بعلمك .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
الأخ الفاضل والشَيخ المُهذب / أبو عبد الاله المسعودي - غفر الله لنا ولك - .
أما تَجهيل أبو حاتم الرازي فخطأ مني وإنما أردت أنه قال في الحُسين - رضي الله عنه - : (( ليس لهُ صحبه )) ، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (1/27) : " سمعت أبي يقول حسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ليست له صحبة ".
فما تَوجيهُ هذا الأمر من عندكم أخي الشَيخ أبو عبد الاله ! .
وتَوجيهُ ذلك أنهُ لم يغزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال فيه أبو حاتم : (( ليس لهُ صحبة )) ، وليس ما ورد في كَلامي مِن التَجهيل أيها الأخ الكريم وعن هذا أنا أعتذر كامل الإعتذار والوهم مني في ذلك . والله أعلى وأعلم بالصواب.
ثبوت صحبة الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه -ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وسبطه-لا ينتطح فيها عنزان
وأبو حاتم نفسُه قد أثبتها له ففي كتاب الجرح والتعديل لابنه 3 /55: "الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله عليه السلام له صحبة.روى عنه ابنه علي بن الحسين وابنته فاطمة بنت الحسين.سمعت أبي يقول ذلك." اهـ
أما الصحبة التي نفاها عنه كما حكاه ابنه أيضا في كتاب المراسيل ص27 :"سمعت أبي يقول حسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ليست له صحبة." اهـ
فالمقصود بها الصحبة المعتبرة في اتصال الرواية أي أن روايته عن النبي صلى الله عليه مرسلة لأنه أدركه صغيرا دون سن التحمل -على رأيه-
وأبو حاتم يذكر كثيرا صغار الصحابة في المراسيل وينفي عنهم الصحبة ولا يقصد بها الإدراك والرؤية بل نجده يثبتها لهم أحيانا ثم ينفي صحبتهم وإنما ينفي عنهم اتصال روايتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم لصغرهم وعدم بلوغهم سن التمييز والتحمل، فيكون حديثهم من قبيل المرسل وهو مرسل الصحابي
ففي ترجمة محمود بن الربيع ص199 -وهو من صغار الصحابة-قال ابن أبي حاتم : "حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني محمود بن الربيع يعقل مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه من دلو . سمعت أبي يقول محمود بن الربيع -ويقال ابن ربيعة- الأنصاري الخزرجي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ليست له صحبة وله رؤية مدني." انتهى
قال ابن عبد البر في ترجمته 3 /1378: "عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها من دلو من بئرهم، وحفظ ذلك عنه، وهو ابن أربع سنين أو خمس سنين." اهـ
وفي ترجمة عبيد الله بن معمر القرشي التيمي -وهو ممن أدرك النبي ورآه - ذكر البخاري في تاريخه 1 /416 أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وقال ابن عبد البر في ترجمته 3 /1013: "صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحدث أصحابه سنا، كذا قال بعضهم. وهذا غلط، ولا يطلق على مثله أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم لصغره، ولكنه رآه، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام." اهـ
ولم يذكر العلائي الحسين بن علي في رواة المراسيل ؛ وتبعه ابن العراقي فقال في آخر حرف الحاء من تحفة التحصيل ص88 : "تنبيه: ذكر أبو محمد بن أبي حاتم في مراسيله الحسين بن علي بن أبي طالب ونقل عن أبيه أنه قال ليست له صحبة ولم أذكره تبعا للعلائي لأن الناس على خلاف ما قاله أبو حاتم ." اهـ
قلتُ: من خالف أبا حاتم يحكم باتصال روايته عن النبي صلى الله عليه لأنه يرى أنه كان يعقل عنه ويحفظ، وهذا مبني على تحديد سنة ولادته وفيها خلاف. والله تعالى أعلم
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
جزاك الله خيرا أبا مالك وغفر لك ونفع بعلمك .
آمين ، وإياك غفر الله ، وجزاك خيرا .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
وفي الجرح والتعديل 3 / 400 : خليدة بن قيس بن عثمان من بنى نعمان بن سنان الانصاري ،شهد بدرا سمعت أبى يقول ذلك ، وسمعته يقول: هو مجهول.
قال الحافظ في الإصابة :خُلَيْدُ ، أو خُلَيْدَةُ * بالتصغيرِ * بنُ قيسِ بنِ النعمانِ بنِ سنانِ بنِ عبيدِ بنِ عدىِّ بنِ غنمِ بنِ كعبِ بنِ سلمةَ الأنصارىُّ السَّلمِىُّ. ذكَره موسى ابنُ عقبةَ فيمَن شهِد بدرًا وأحدًا ، وسمَّاه ابنُ إسحاقَ والواقدىُّ : خُلَيْدَ بنَ قيسٍ. ولم يَقولَا خُلَيْدَةَ.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة 2 / 179 : ( ب س ) خُلَيْدُ بن قَيْس بن النُّعْمان بن سِنَان بن عبيد بن عدي بن غَنْم بن كعب بن سلمة ، عداده في أهل بدر .
ذكره عبدان ، قال : وقال ابن فليح ، عن الزهري : خليدة بن قيس مولاهم . وذكره ابن شاهين أيضاً قال : وقال موسى بن عقبة وأبو معشر : خليدة . يعني بزيادة هاء . أخرجه أبو موسى مختصراً .
وأخرجه أبو عمر : خليدة بزيادة هاء ، ونسبه كما ذكرناه ، وقال : شهد بدراً ، وقال : كذا قال موسى وأبو معشر . وقال محمد بن إسحاق والواقدي : خليد بن قيس ، وقال محمد بن عبد الله بن عمار : خالد بن قيس . ولم يختلفوا أنه شهد بدراً وأحداً .أهـ
وترجمته في الاستيعاب 2 / 458 كما ذكر ابن الأثير بالحرف الواحد ، لكن سقط من مطبوع الاستيعاب : "وأحدا ".
والله أعلم .
قلت : مما سبق يتبين لنا أن أبا حاتم الرازي رحمه الله ، قد جزم بصحبته ، وأنه شهد بدرا ، وهذا مما لا خلاف فيه ، على ما ذكره ابن عبد البر ، فيبدو أن أبا حاتم حكم عليه بالجهالة ، لا جهالة العدالة ـ كما تقدم ـ لكن لعله هنا للاختلاف في اسمه واسم أبيه بل وفي جده ، كما سبق ، فهو يحكم عليه بجهالة اسمه ، فالجهالة من هذا الباب ، والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
قال في الجرح والتعديل 3/ 520 : رشدان ويقال راشدان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعت ابى يقول: هو مجهول.
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة : رَشْدَانُ الْجُهَنِيُّ سَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: غَيْبَانُ، فَقَالَ: " أَنْتَ رَشْدَانُ " ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِي نَ . ( يعني ابن منده ، كما هي عادة أبي نعيم ) ثم قال : حَدَّثَنَا . . . .، ثنا ابن أَبِي أُوَيْس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّهُ كَانَ يُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ : غَيْبَانَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَشْدَانَ ". ( ومكان النقط هو ابن منده ، كما هي عادة أبي نعيم )
وقال ابن الأثير في الأسد : ( ب د ع ) رَشْدان الجُهني . كان اسمه في الجاهلية غيان ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلّم رشدان . قال أبو نعيم عند ذكره : ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أبي أويس ، عن أبيه ، عن وهب بن عمرو بن مسلم بن سعد بن وهب الجهني أن أباه أخبره ، عن جده ، أنه كان يدعى في الجاهلية: غيان ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلّم رشدان . أخرجه الثلاثة .
وقال أبو عمر : رشدان . رجل مجهول . ذكره بعضهم في الصحابة الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت : هذا الرجل لا أصل لذكره ، وقول أبي نعيم وأبي عمر يدل على ذلك ، والذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه ، والذي يصح من جهينة أن وفدهم لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان بعضهم من بني غيان بن قيس بن جهينة ، فقال : من أنتم ؟ فقالوا : بنو غيان . قال : بل أنتم بنو رشدان . فغلب عليهم ، والله أعلم .أهـ
لكن الحافظ ابن حجر رد على ابن الأثير فقال في الإصابة : رشدانُ الجُهَنىُّ ، له صحبةٌ. قاله البخارىُّ . ( وقول البخاري هذا في التاريخ الكبير 3 / 339 )
وساق ابنُ السكنِ حديثَه مُطَوَّلًا من طريقِ أبى أويسٍ، عن وهبِ بنِ عمرِو بنِ سعدِ بنِ وهبٍ الجُهَنىِّ، أنَّ أباه أخبَره، عن جدِّه، أنَّه كان يُدْعَى فى الجاهليةِ غيَّانَ يعنى بغينٍ معجمةٍ وتحتانيةٍ مشددةٍ فلمَّا وفَد على النبىِّ صلى الله عليه وسلم قال له: (( ما اسمُك ؟ )) قال: غيَّانُ. قال: (( وأين منزلُ أهلِك ؟ )) قال: بوادى غوَى ؟ فقال له: (( بل أنت رشدانُ، وأهلُك برشادٍ )). قال: فتلك البلدةُ إلى اليومِ تُدْعَى برشادٍ. قال ابنُ السكنِ : إسنادُه مجهولٌ.
وقال ابنُ الأثيرِ: هذا الرجلُ لا أصلَ لذِكرِه فى الصحابةِ، وكلامُ أبى نعيمٍ وأبى عمرَ يَدُلُّ لذلك ، والذى أظنُّه أنَّ بعضَ الرواةِ وهَم فيه، والذى يَصِحُّ من جهينةَ أن وفدَهم كان بعضُهم من بنى غيَّانِ بنِ قيسِ بنِ جُهَينةَ، فقال: (( من أنتم ؟ )) قالوا: بنو غيَّانَ. قال: (( بل أنتم بنُو رشدانَ )).
قلتُ: هذه القصةُ ذكَرها ابنُ الكلبىِّ ، وهى مشهورةٌ، لكن لا يَلزَمُ من ذلك ألا يَتَّفِقَ ذلك فى القبيلةِ وفى اسمٍ واحدٍ منها، ولا سيمَا مع وجودِ الإسنادِ بذلك. وأمَّا زعْمُه أنَّ كلامَ أبى نعيمٍ وأبى عمرَ يَدُلُّ لذلك. فليسَ كما قال ؛ فإنَّ لفظَ أبى نعيمٍ : ذكَره بعضُ المتأَخِّرين من حديثِ ابن أبى أويسٍ. وساق السَّنَدَ والحديثَ. ولفظُ أبى عمرَ : رشدانُ رجلٌ مجهولٌ، ذكَره بعضُهم فى الصحابةِ الذين روَوا عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم. انتهى. فليس فى كلامِ واحدٍ منهما ما يَدُلُّ على ما زعَم، وهذا واضحٌ. واللَّهُ أعلمُ.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
قال في الجرح والتعديل 7 / 39 : عثامة بن قيس البجلى له صحبة وروى عن عبد الله بن سفيان وله صحبة أيضا سمعت أبى يقول هما مجهولان.أهـ
قال الحافظ في الإصابة 7 / 89 ط هجر ـ وقد ذكره في القسم الأول ـ : عثامة بن قيس البجلي قال البخاري وأبو حاتم : له صحبة . وقال ابن حبان : إن له صحبة ، وقال بن منده : ويقال عسامة بالسين المهملة . روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الرحمن بن عائذ أخبرني بلال بن أبي بلال أن عثامة بن قيس البجلي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم . الحديث ..
وذكره ابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة ، وقال ابن الأثير في الأسد ـ بعدما عزاه إلى الثلاثة ؛ ابن منده وأبي نعيم وابن عبد البر فقال : عَثَّامَة بن قَيْس وقيل : عَسَّامة .
روى أبو بشر عن عثامة بن قيس الأزدي ، عن عبد الله بن سفيان الأزدي ، وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ( ما من رجل يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه من النار مائة عام )
قال عبد الله بن سفيان : إنما أُحدثكم بما سمعت .
وروى عنه بلال بن أبي بلال فقال : عثمان ابن قيس البجلي قال : قال رسول الله : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم ، ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد ) .
وقال في ترجمة عبد الله بن سفيان فقال : وكلاهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ...أهـ
أما ابن عبد البر فقال في الاستيعاب : مذكور فى الصحابة وفى صحبته عندى نظر لأنى لم أجد شيئا يدل عليها .اهـ
قلت : وما سبق يرده ، والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
قال في الجرح والتعديل 7 / 169 : كنانة بن أوس بن قيظى أخو عرابة أنصاري يقال : له صحبة روى عنه... سمعت أبى يقول ذلك ويقول : هو مجهول.
وقال ابن حجر في الإصابة ـ حيث أورده في القسم الأول ـ : كباثة بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة بن أوس بن قيظي الأنصاري الحارثي أخو عرابة ضبطه الدارقطني وذكره ابن شاهين في الصحابة وقال : شهد أحدا . وذكره ابن أبي حاتم مع من اسمه : كنانة بنونين قال : ويقال له صحبة .
وقال أيضا في الإصابة بعد ذلك : كنانة بن أوس بن قيظي الأنصاري استدركه ابن فتحون على الاستيعاب ، والذهبي على أسد الغابة ، وصحفاه ، وانما هو بالموحدة ثم المثلثة ، وقد ذكر في الاستيعاب وأسد الغابة على الصواب وتقدم في أول حرف الكاف من القسم الأول .قال ابن عبد البر في الاستيعاب :كباثة بن أوس بن قيظى الأنصارى الأوسى وهو أخو عرابة الأوسى له صحبة شهد أحدا مع النبى صلى الله عليه وسلم ، قال الدارقطنى :كباثة بالباء والثاء .أهـ
وهو في الأسد لابن الأثير على الصواب ـ كما ذكر الحافظ ـ وعزاه إلى ابن عبد البر وأبي موسى .
فلعل تجهيل أبي حاتم له بسبب ما وقع من تصحيف في اسمه ، وهو لا يعرف أحدا بهذا الاسم ، فجهله . والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
قال في الجرح والتعديل 9 / 22 : وهب بن قيس بن أبان الطائفي له صحبة روت عنه ابنته رقيقة ، سمعت أبى يقول: هو مجهول .
قال ابن الأثير في أسد الغابة بعد أن عزاه للثلاثة ابن منده وأبي نعيم وابن عبد البر ( ب د ع ) :
وَهْبُ بنُ قَيْسِ بن أبانَ الثّقَفِيّ ، أخو سفيان .
روت حديثه أُميمة بنت رقيقة ، عن أُمها رُقَيقة قالت : لما جاء النبي يبتغي النصر بالطائف ، فدخل عليها ، فأمرت له بشراب من سَوِيق . فقال لي النبي : ( يا رُقَيقة ، لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي لها ) . قلت : إذن يقتلوني قال : ( فإذا قالوا لك فقولي : ربي ربُّ هذه الطاغية ) . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من عندهم . قالت بنت رقيقة : أخبرني أخواي سفيان ووهب ابنا قيس بن أبان قالا : لما أسلمت ثقيف خَرَجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : ( ما فعلت أُمكما ؟ ) قلنا : هلكت على الحال التي تركتها . قال : ( لقد أسلمت أُمكما إذاً ) .أهـ
وذكره ابن قانع في الصحابة ، وكذا الحافظ ابن حجر في الإصابة ـ من القسم الأول ـ فقال :
- وهب بن قيس بن أبان الثقفي تقدم ذكره في ترجمة أخيه سفيان بن قيس .
وقال في ترجمة أخيه :
سفيان بن قيس بن أبان الثقفي ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج من طريق عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة عن رقيقة قالت جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الطائف يطلب النصر من ثقيف فدخل على فسقية سويقا فشرب وقال لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها فقلت إذن يقتلوني قال فإن جاءوك فقولي ربي رب هذه الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت قالت أميمة فحدثني أخواي وهب وسفيان ابنا قيس قالا لما أسلمت ثقيف قال لنا النبي صلى الله عليه و سلم ما فعلت أمكما قالا ماتت على الحال التي فارقتها عليها قال أسلمت أمكما إذن .أهـ
وكأن أبا حاتم حكم عليه بالجهالة لرواية ابنته فقط ، ولم يرو عنه أئمة التابعين ، ولا غيرهم . وهو ما ذكره الحافظ في اللسان كما مر آنفا في أول البحث . والله أعلم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
قال في الجرح والتعديل 9 / 440 : أبو المنيب له صحبة ، روى عنه عبيدالله بن زحر ومسلم بن زياد مولى ميمونة سمعت أبى يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عن أبى المنيب الذى يروى عنه مسلم بن زياد فقال: لا أعرفه.
نا عبد الرحمن سئل أبو زرعة عن أبى المنيب فقال: شيخ مجهول.أهـ
قال ابن الأثير في أسد الغابة 6 / 305 : ( ب د ع ) أَبُو مُنِيب .
له صحبة . روى عنه مسلم بن زياد . روى بقية بن الوليد ، عن مسلم قال : رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي : أنس ابن مالك ، وفضالة بن عبيد ، وروح بن سَيَّار ، أو سَيَّار بن روح ، وأبو مُنِيب الكلبي ، كلهم يُرخِي عَذَبة العِمَامة من خلفه إلى الكعبين .أهـ
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : أبو منيب رجل من الصحابة روى عنه مسلم بن زياد قال رأيت جماعة من الصحابة يلبسون العمائم ويرخونها خلفهم وثيابهم إلى الكعبين منهم أبو منيب وفضالة بن عبيد وأنس بن مالك .
وقال أبو نعيم في المعرفة : أَبُو مُنِيبٍ لَهُ صُحْبَةٌ فِيمَا ذَكَرَهُ الْمُتَأَخِّرُ ( يعني ابن منده ) رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ ....أهـ
وكذا ذكره ابن منده في الصحابة 2 / 648 ، والذهبي في تجريد الأسماء 2 / 206.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة 12 /631 ط هجر : أبو المنيب الكلبي ذكره البخاري في الكنى وأخرج له من طريق بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد قال: رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم روح بن يسار وأبو منيب الكلبي يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين ، وأخرجه بن منده من طريق بقية قال : حدثني مسلم بن زياد .أهـ
ومما سبق يتبين أن أبا المنيب له صحبة إلا أن أبا حاتم جهله ، ولا يريد جهالة العدالة ،إنما يريد أنه من الأعراب ، ولم يرو عنه أئمة التابعين ، فإنه روى عنه مسلم بن زياد وحده ، وهذا يبين ما ذكره ابن حجر في اللسان من قوله السابق ذكره : وكذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة يطلق عليهم اسم الجهالة لا يريد جهالة العدالة ، وإنما يريد أنه من الأعراب الذي لم يرو عنهم أئمة التابعين
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بارك الله فيكم شيخ ابومالك وحفظكم الله
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بارك الله فيكم أيها الأخ ووفقكم لمزيد من الخير،
هذه المسألة كنت قد استشكلتها منذ بداية قرائتي لكتاب "الجرح والتعديل" وغيره من كتب التراجم، مما دفعني إلى جمع مادتها ضمن بحثٍ لي في الوحدان، وتبين لي أن الإمام أبا حاتم وغيره من النقاد يُطلقون الجهالة مع تضعيفهم للراوي أو توثيقهم له، ومثال الصحابة خير دليل على ذلك (ترجمة مدلاج بن عمرو نموذجا)، والمقصود بالجهالة جهالة العين أي أنه غير معروف العين لكنه معروف الحديث بكونه ضابطا لما روى (من خلال سبر حديثه)، أو جهالة الحديث بمعنى عدم اشتهار حديثه وانتشاره كغيره من المشهورين، كل هذا يفيدنا أن الجهالة قد تجامع الثقة أو الضعف، وفي الغالب يقصد بها (أي الجهالة) الجهل بالعدالة الباطنة ويكتفون بالعدالة الظاهرة مع سبر حديثه، والأمثلة كثيرة جدا، ولو كان تجاوبٌ من الإخوة ربما ذكرت بعضها على سبيل التأكيد والإيضاح، والموضوع ما زال محل بحث، والله أعلم.
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بانتظار فوائدك أخي ، نفع الله بك .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم، أحييك أخي أبا مالك، ويُسعدني التواصل معكم عبر هذا المنتدى المبارك، والذي فيه يتم التلاقح العلمي بين طلبة العلم (أرجو أن أكون منهم).
هذه المسألة طويلة الذيل ومترامية الأطراف، فلها تعلق بموضوع الجهالة عند المحدثين، وهذه وحدها البحثُ فيها يقصم الظهر ويأخذ بجهد الباحث بحيث لو أفنى عمرَه في الإحاطة بإطرافها ما بلغ نصيفها بل عشرها، وكذا تحتاج إلى استقراء هائل لكلام الأئمة وتطبيقاتهم المنثورة في كتب العلل والسؤالات وتراجم الرواة، لكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، وهذه المحاولة مني كي أفيد وأستفيد، فالمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه.
أضف إلى هذا أنني لست معتادا الكتابة في المنتديات خاصة في مسائل حديثية عويصة، فأخشى من الإجحاف والتقصير وعدم البيان، ومن ثم ترى ما شاء الله من الاستدراكات والتعقبات التي مبناها عدم فهم الكلام المكتوب.
ولذا استبقت بذكر العذر حتى أتجاوز بعض التقريرات حول تعريف الجهالة وخلاف ونقاش العلماء الذين كتبوا في المصطلح، فلا أحب تكرار ما هو مذكر ومبثوث في كتب متداولة.
ولعلي أبدأ بأهم وبأول تعريف اصطلاحي للجهالة، وهو الذي ذكره الخطيب البغدادي رحمه الله حيث قال : "المجهول عند أصحاب الحديث هو من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به، ومن يُعرف حديثه إلا من جهة راو واحد" . ثم ذكر أمثلة لرواة لم يُعرفوا إلا برواية راو واحد عنهم (وهم الوحدان)، ثم قال : "وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم ... إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما عنه" [الكفاية (ص: 88-89)]
وبالتمعن في كلام الخطيب، نلاحظ أنه ذكر قيدين للمجهول، وهو أنه غير معروف عند أهل العلم بطلب الحديث، ولم يُعرف حديثه إلا من جهة راو واحد. وقولي بأن في كلامه قيدين بناءا على التغاير بين العبارتين وأن الأصل في الكلام التأسيس، بمعنى أننا لو حملنا كلامه على التغاير، قد يكون الراوي عند غير معروف بالطلب لكن روى عنه جمع من الرواة ممن يرفعون عنه الجهالة (جهالة العين أو جهالة الحال بحسب الراوي عنه في تحريه في الشيوخ وإمامته في الحديث)، أو العكس، أي أنه قد يكون الراوي من الوحدان لكنه حديثه معروف العين ومعروف بالطلب إما بإخبار معاصريه أو بسبر حديثه وتبين الصدق فيما يرويه.
أما إذا حملنا كلامه السابق على أنه من باب عطف البيان، فيصير الراوي الوحدان ممن لم يُعرف بالطلب وهذا طبيعي في الوحدان إذ لو اجتهد في الطلب والرحلة لاشتهر وكثُر الآخذين عنه.
هذا فيما يخص فهم كلام الخطيب على ضوء حرفية عبارته وما ذكر في كتب المصطلح، والتفاصيل المذكورة هناك لا تخفى عليكم فأحسبكم على اطلاع أكثر مني بكتب المصطلح.
وإذا انتقلنا إلى كتب الأصول فسنجد بحراً من النقول التي قد لا تتوافق في البداية مع الجانب النظري المنبت عن الجانب التطبيقي، لذا يحتاج الباحث جمع شتات كلامهم من مختلف المصادر وضم كل مسألة إلى نظيرتها وإيناسها بمثيلاتها في موضع واحد حتى يتبين المقصود، وهذا من مقاصد التأليف كما هو معروف.
من خلال ما وقفت على كلام الأئمة وأحكامهم على الرواة بالجهالة وعدم المعرفة، لا حظت أن مقصودهم بالجهالة يختلف من موضع إلى آخر، كل راو محكوم عليه بالجهالة يختلف عن غيره ممن حكم عليه بالجهالة من نفس الإمام، وهذا الاختلاف ليس في نظرنا نحن، بل عند الإمام الحاكم بالجهالة على ذلكم الراويين أو أكثر، ولو حاولت ان ألخص ذلك في عبارة سأستعجل بقطف الثمرة، لكني سأذكر خلاصة ما فهمت من كلامهم كي أجعل كلامي كمنطلق لذكر الأمثلة.
ولن أنا ذاكر تلك الخلاصة لن أنسبها لنفسي، بل سأذكرها على لسان أحد العلماء ممن يُستأهل أن يُذكر في هذا المقام حيث وجدت كلامه يوافق ما قررته في اوراقي الخاصة.
هذا العالم هو الشيخ حاتم بن عارف العوني حفظه الله، حيث قال : "الجهالة عند متقدمي المحدثين وصفٌ يتعلق بعدد الرواة عن الراوي الموصوف بها، أو باشتهار أخبار الراوي والعلم بكثير من أحواله، ولا تعلق لوصف الجهالة بنفي العدالة أو إثباتها، وإن كانت في الأكثر أنها تجتمع مع عدم العلم بالعدالة" [المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس 1/433].
فالجهالة قد تتعلق بذات الراوي أي بعينه، فيكون مجهول النسب لا يُعرف من أخباره شيء بغض النظر عن حديثه وما مدى ضبطه له، وقد تتعلق بحديث الراوي إما انتشاره حتى يُنظر فيه، أو لقلته فلا يتمكن الناقد من الحكم عليه خلالها، وقد تتعلق الجهالة بعدد الرواة عن الراوي المبحوث عنه، حيث إن من روى عنه واحد فقط مظنة الجهالة، بل هو مجهول اصطلاحا حسب تعريف الخطيب (مع التفصيل المذكور حول كلامه) ومن جاء بعده، مثله مثل الحديث الغريب الذي هو مظنة وجود عليه فيه، فكما أن الغرابة قد تكون مجرد وصف للحديث لا علاقة لها بالصحة أو الضعف، فقد تكزن كذلك علة في الحديث تدفع الناقد إلى استنكار الحديث كما هو معروف في مسألة التفرد والإعلال بهن فالجهالة كذلك قد تكون وصفًا في الراوي لا علاقة لها بالثقة أو الضعف، وقد تكون وصفاً يستوجب التوقف في الراوي للجهل بحال حديثه (إما عدالةً أو ضبطاً).
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
أعتذر لوجود بعض الأخطاء في الكتابة، وأود أن أصحح العبارة السابقة : "مثله مثل الحديث الغريب الذي مظنة وجود علة فيه"، والمعتاد في الكتابة على الجهاز يدرك الصواب في الكلمات المكتوبة خطأً (مثل الناقد الذي يدرك الخطأ أول وهلة :)).
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
-
فضيلة الشيخ شعبان العودة
له كتاب مجهول عند ابي حاتم
في اربع مجلدات
درس كل من وصفه ابو حاتم بمجهول في كتاب الجرح والتعديل
-
جزاكم الله خيرا ، ونفع كم .
-
ليتك تضع رابطه إن كان موجودا على الشبكة ، جزاك الله خيرا .
-
رد: كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى،
أخي السيوطي المصري، إذا لم تتمكن من وض رابط للكتاب، ليتك تذكر لنا أهم النتائج المتوصل إليها من خلال ذلك البحث وما هي الإضافات العلمية المحصلة من خلاله.