-
دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
" مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ".
قُلت : وأما ما نقلت عَن الأخ علي الحلبي - سامحه الله - في تحسين هذا الحَديث ! فإنه مِن أعجب العَجب ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأن الشَيخ لا مُدَّ له في هذا العِلم أبداً وإني لأربأ بمَن هو في منزلتهِ وهو المُؤدب الفاضل أن يُحسن حَديثاً بهذه الحَال مِن الضعف والنكارة ، فتَرك أقول الأئمةَ المُتقدمين وأعلام الدِين اللبنة الأولى الذين هُم في الأصل مَن يَجب أن يَرجع لهم المرء دُون هدرٍ لأقوال الأئمةِ وإن ضعفوا حَديثاً فعلى تَضعيفهم الاعتمادُ قَال الحَافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - شرح العلامة أحمد شاكر في الباعث الحَثيث (1/95) : (( أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن، فينبغي أن يؤخذ مسلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفته، واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن، واتصافهم بالأنصاف والديانة والخبرة والنصح، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل، أو كونه متروكاً، أو كذاباً أو نحو ذلك. فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفة في موافقتهم، لصدقهم وأمانتهم ونصحهم. ولهذا يقول الشافعي، في كثير من كلامه على الأحاديث: " لا يثبته أهل العلم بالحديث "، ويرده، ولا يحتج به، بمجرد ذلك )).
وقال الحافظ الذهبي في الموقظة (ص201) : (( وهذا في زماننا ـ لاحظ: زمان الذهبي الذي هو القرن السابع ـ يعْسُر نقدُه على المحدث، فإن أولئك الأئمة، كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفُقدت العبارات المتيقَّنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدَّخَلُ على الحاكم في تصرفه في المستدرك )) ، وهذا الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمهم الله - يقول في النُكتب (2/726) : (( وبهذا التقرير يتبين عِظَمُ موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدةُ فحصهم، وقوةُ بحثهم، وصحةُ نظرهم، وتقدمُهم بما يوجب المصيرَ إلى تقليدهم في ذلك، والتسليمَ لهم فيه )) ، وإن قُلنا لابد مِن الرُجوع إلي مَنهج وطَريقة الأئمة الأوائل اللبنة الأولى أعلام الدين ومَن لهم القدم الأولى في هذا العلم والموطئ الأقوى والإضطلاع الأوسع والأبعد في هذا العلم دُون غيرهم ولا يُهدر جُهد أحدٍ مِن العالمين ! فقَال مَن عابوا عليهِ المسألة ورموهُ والله المُستعان بالتبديع والتضليل الدُكتور حمزة المليباري في المُوزانة : (( لولا تواصل الجهود في مراحلها المختلفة لضاعت السنة بأكملها ، وما بلغنا من السنة إلا ما حرف وصحف ، ولم يعرف له أصل ولا نسب .وحين تقوم بدراسة " السماعات " التي كانت تسجل في المخطوطات وبشكل رسمي ، تجد عظمة ما قام به المتأخرون من الجهود والتضحيات ، ونوعية اهتمامهم وانشغالهم ، وبالتالي فلا يجوز لأحد أن يحط من قدر المتأخرين لأجل أولئك المتقدمين ، فيكون كمن يبني قصراً ويهدم مصراً )) فدُعاءُ المُحدثين وطلبة الحَديث وأهل العلم لسلك مسلك المُتقدمين لأنهم اللبنة الأولى وأول مَن تَكلم في العلم ولهم الاضطلاع الأوسع والعلمُ الأوفر في هذا الفن ليس مَنهُ هدراً ولله المُشتكى لجُهود المُتأخرين كَما زعم الكثيرين ! بل والله ما تَراه إلا داعياً لعدم هدر ما سعوا فيه وقاموا به بل وقال أن لا يجب أن يحط من قدر المُتأخرين لأجل المُتقدمين وإنما هي الدعوة للعودةِ لمسلك المُتقدمين هو عين قول الحافظ ابن حجر العسقلاني : (( وتقدمُهم بما يوجب المصيرَ إلى تقليدهم في ذلك، والتسليمَ لهم فيه )) ، أما وقد حسن اسنادهُ الأخ الشيخ علي الحلبي - وفقه الله - فلا أدري بأي قاعدةٍ وبأي طَريقةٍ فعلها والله تعالى المستعان .
[ التَخريج ] جَاء الحَديث مِن رواية ابن عُمر وأبي هريرة ومِن طريق ابن عباس.
- ما روي مِن طريق أبي هريرة - رضي الله عنه وأرضاه - .
أخرج ابن ماجه (2/874، رقم 2620) ، وأبو يعلى (10/306، رقم 5900) ، والبيهقى (8/22، رقم 15643) ، والديلمى (3/582، رقم 5822) كُلهم مِن طَريق يزيد بن زياد الشامي عن الزُهري عن ابن المسيب.
قُلتُ : والحَديثُ مُنكر يزيد بن زياد الشامي : (( مَتروك الحَديث )) ، قال ابن الملقن في البدر المُنير (8/248) : (( وَفِي إِسْنَاده يزِيد بن زِيَاد، وَقيل: ابْن أبي زِيَاد، وَقد ضَعَّفُوهُ قَالَ البُخَارِيّ وَالْبَيْهَقِيّ : مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ صَدُوقًا إِلَّا أَنه لما كبر سَاءَ حفظه وَتغَير، وَكَانَ يَتَلَقَّن مَا لقِّن فَوَقَعت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه، فسماع من سمع مِنْهُ قبل (التَّغَيُّر) صَحِيح. وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي «مَوْضُوعَاته» وَقَالَ: إِنَّه حَدِيث لَا يَصح. ثمَّ ذكر كَلَام الْأَئِمَّة فِيهِ، ثمَّ نقل عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ: هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح. وَقَالَ ابْن حبَان: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، لَا أصل لَهُ من حَدِيث الثِّقَات. قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «سنَنه» : وَقد رُوِيَ هَذَا الْمَتْن مُرْسلا، عَن الْفرج بن فضَالة، عَن الضَّحَّاك، عَن الزُّهْرِيّ يرفعهُ قَالَ: «من أعَان عَلَى قتل مُؤمن بِشَطْر كلمة لَقِي الله - عَزَّ وَجَلَّ - (يَوْم الْقِيَامَة) مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ: آيس من رَحْمَة الله» . قلت: والفرج بن فضَالة قوَّاه أَحْمد، وضَعَّفه غَيره. قَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث )).
قَال العُقيلي في الضُعفاء : ((وَلا يُتَابِعُهُ إِلا مَنْ هُوَ نَحْوُهُ)) أهـ.
ويُريد العُقيلي أنهُ لم يتابعه على هذا الحَديث إلا مَن هو نَحوهُ في الضعفِ ، قال أبو حَاتم فيه : (( منكر الحديث، ومرة: ذاهب الحديث، ومرة: ضعيف الحديث كأن حديثه موضوع )) ، قال الإمام الترمذي : (( ضعيف في الحديث )) ، وقال النسائي : (( متروك الحديث )) ، وقال ابن حجر : (( متروك الحديث )) ، قال الدارقطني : (( ضعيف لا يحتج به )) ، وقال الحافظ الذهبي : (( واهٍ )) ، قال الإمام البخاري : (( منكر الحديث ، مُنكر الحديث ذاهب )) ، وقال بن نمير : (( ليس بشيء )) ! فمِن الواضح أن هذا الرجل مَتروك الحديث لا يُحتج بحديثه فضعفهُ شديد.
وقَد خَالفهُ الفرج بن فضالة وهو مُعضلٌ قَال الحَافظ ابن حَجر في التلخيص (4/45) : (( وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الزُّهْرِيِّ مُعْضَلًا؛ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مَنْ طَرِيقِ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ الضَّحَّاكِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ يَرْفَعُهُ، وَفَرَجٌ مُضَعَّفٌ، وَبَالَغَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَذَكَرَهُ فِي "الْمَوْضُوعَات "؛ لَكِنَّهُ تَبِعَ فِي ذَلِكَ أَبَا حَاتِمٍ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي "الْعِلَلِ": إنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ)).
قَال السُيوطي في اللآلئ : (( لا يصح ، الأعشم يضع ، وحَكيم بْن نافع لَيْسَ بشيء ، وعطية ضَعِيف ، ومُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة كذبه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد ، ويزيد متروك . قَالَ أَحْمَد بْن حنبل : لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث بصحيح ، وقَالَ ابْن حَبَّان : هَذَا حديث مَوْضُوع لا أصل لَهُ منْ حديث الثقات . قُلْتُ : حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ ابْن ماجه والبَيْهَقيّ ، يَزِيد متروك الْحَدِيث ، وعطية يحسن لَهُ التِّرمِذيّ ، ومُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حافظ عالم بصير بالحديث ، والرجال لَهُ تأليف مفيدة ، وثّقه صالح جزرة . وقَالَ ابْن عَدِيّ : لَمْ أر لَهُ حديثًا منكرًا ، وَهُوَ عَلَى ما وصفه لي عبدان لا بأس بِهِ ، وَقَدْ ورد هَذَا الْحَدِيث أيضًا منْ رواية ابْن عَبَّاس ، وابن عُمَر ، قَالَ الطَّبَرَانِيّ)) ، وان كَان الترمذي حسن لعطية بن سعد بن جنادة العوفي حديثاً فلتساهله - رضي الله عنه - وعطية ضعيف الحديث لا يُحتج به، وقال ابن الجوزي في موضوعاته : (( وفيه عطية وقد ضعفهُ الكُل)) ، وجاء الحَديث مِن طريق الأعشم قَال ابن الجوزي في الموضوعات (2/187) : (( وَفِي الطريق الثَّانِي الأعشم . قَالَ ابْن حبان : كَانَ يروى عَنِ الثقات المناكير ، ويضع أسامي المحدثين لا يَجُوز الاحتجاج بِهِ بحال)) فلا يصحُ مِن هذا الطريق أيضاً .
وخُولف الزُهري في الحَديث أخرج أبو نعيم في ( الحلية ) ( 5 / 74 ) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ".
قُلت : وقد أعلهُ ابو نُعيم فقال : (( غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ حَكَمٌ عَنْ خَلَفٍ رَوَاهُ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ وَالْمُتَقَدِّم ُونَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ ))، ولا أعرفُ لسعيد بن المسيب سماعاً مِن الفاروق عُمر بن الخَطاب - رضي الله عنه - ، وفيه حكيم بن نافع : (( ضعيف الحَديث )) ! قال ابن عدي : (( ممن يكتب حديثه ))! ، قال أبو حاتم : (( ضعيف الحديث منكر الحديث عن الثقات )) ، وقال ابن حبان فيه : (( يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يحتج به فيما يرويه منفردا )) قال أبو زُرعة : (( ليس بشيء )) ، قال ابن حجر : (( ضعيف )) ، قال الساجي : (( عندهُ مناكير )) وقال فيه ابن معين : (( ليس به بأس ، وقال مرة ثقة )) ! وليس حَالهُ بالذي يُختلف فيه فهو ضعيفُ الحَديث.
واختلف فيه على ابن المسيب فرواهُ في الفتن لابن حماد (1/174) : (( حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " )) وهذا مُرسل عَن سعيد بن المُسيب، وفيه بقية بن الوليد مِن الرابعة مُدلس تدليس تسوية ، وأخرجهُ الترمذي في السنن (480) : " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ : آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " ، قال عقبه ابو عيسى الترمذي : (( إِلا أَنَّ عِيسَى زَادَ رَجُلا )) .
الأحوص بن حكيم : (( ضعيف الحديث )) ، قال الفسوي : (( حديثه ليس بالقوي )) ، قال ابن معين : (( لا شيء )) ، وكان يحيى بن سعيد القطان يتكلم فيه ، وقال محمد بن عوف الحمصي : (( ضعيف )) ، قال الساجي : (( ضعيف عندهُ مناكير )) ، قال الذهبي : (( ضعف )) ، وقال الدارقطني : (( منكر الحديث، ويعتبر به إذا حدث عن ثقة )) ، قال ابن حجر : (( ضعيف الحفظ )) ، وقال الجوزجاني : (( ليس بالقوي في الحديث )) ، وقال النسائي : (( ضعيف ، وقال مرة : ليس بثقة )) ، وقال الإمام أحمد : (( واه، ضعيف لا يساوي حديثه شيء، ومرة: لا يروى حديثه يرفع الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم )) ، وقال ابن حبان : (( يروي المناكير عن المشاهير وكان ينتقص على بن أبي طالب )) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بالقوي ، منكر الحديث )) ، فالرجلُ لا يعتبر به لا في الشواهد ولا المُتابعات وهو ضعيف الحديث ، وبالجُملة فإنك تَجد أن الحَديث عَن أبي هريرة - رضي الله عنه - لا يصحُ فيه طريق ولا يعضدُ بعضها بعضاً عند مَن يرى أنها قد تعضد ! وقد ضعفهُ جُملةٌ من الأئمة المُتقدمين وأعلوهُ بعللٍ تقدحُ في صحته ! فكَيف يُحسن الحَديث !.
- ما روي من طريق ابن عمر - رضي الله عنهما - .
أخرج الطَبراني في المُعجم الاوسط (2408) مِن طَريق مُحمد بن حفص الوصابي قالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
قَال عقبه : (( لم يروي هذا الحَديث عن سلمة إلا مُحمد )) .
قُلت : وفيه مُحمد بن حفص الوصابي وهو : (( ضعيف الحديث )) ، قال ابن حبان : (( يغرب )) ، وقال أبو حاتم : (( أردت السماع منهُ ، فقيل ليس : ليس بصدوق فتركته )) ، قال ابن مندة : (( ضعيف )).
أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/189) ، والبيهقي في الشعب (7/256) . مِن طَريق أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي ، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن حَفْص بْن مَرْوَان ، حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن العيار أَبُو مُسْلِم الفَزَاريّ ، عَنِ الأوزاعي ، عَنْ نافع ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَعَانَ عَلَى دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ ، كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " .قُلت : وعبيد الله بن حفص بن مروان (( مجهول الحال )) ، فكَونهُ لا يعرف وتفرد بمثل هذا المُنكر فإنهُ لا يصلح ليكونُ شاهداً ومُعضداً لغيرهِ ! فلا يقومُ بذاته فكيف يقومُ بغيرهِ !.
وتابع الإمام الاوزاعي صخر بن جويرية في أخبار أصبهان (1/188) مِن رواية داود بن المحبر : (( وضاع )) ، قال الأزدي : (( متروك )) ، قال ابن الجوزي : (( يضع الحديث )) ، وقال أبو حاتم : (( ذاهب الحديث غير ثقة )) ، قال ابن حبان : (( يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات )) ، قال أبو زرعة الرازي : (( ضعيف الحديث )) ، قال النقاش : (( حدث بكتاب العقل وكله موضوع )) ، قال الحاكم : (( حدث عن جمع من الثقات بأحاديث موضوعة )) ، قال بن ماكولا : (( ضعفوا حديثه )) ، قال أبو نعيم الأصفهاني : (( حديث بمناكير في العقل )) ، وقال النسائي : (( ضعيف ، ومرة متروك )) ، وقال ابن حجر : (( تروك الحديث، وفي المطالب العالية: معروف بالوضع، ومرة: متروك الحديث )) ! .
- ما روي من طريق ابن عباس - رضي الله عنهما - .
أخرج الطبراني في الكبير (11/79) مِن طريق عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» . قُلت : وهذا سَندهُ تَالفٌ بل ضعيفٌ جداً ! وعَجبتُ لمَن استَدل بهِ لتَقويةِ الحَديث !.
وآفتهُ أيها المسكين ! عبد الله بن خراش قَال الهيثمي في المجمع فيما نَقل مَن استدل بهِ على تَحسين الحَديث لأجل هذا الشاهد (7/298) : (( رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ: رُبَّمَا أَخْطَأَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ )) وبعدَ تضعيف أساطين هذا العِلم لهُ كالإمام البُخاري ! فالرجل يستدل بخَبره ليكون شاهداً !.
سكت عَنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، قال الإمام البُخاري : (( مُنكر الحديث )) وهي من أردى عبارات الجرح عند المُحدثين وعندهُ إلي قوله : " فيه نظر " ، قال النسائي : (( ليس بثقة )) ، قال أبو حاتم الرازي : (( منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث )) ، قال أبو زرعة : (( ليس بشئ ضعيف الحديث )) ، قال ابن عدي : (( ولعبد الله بن خراش عن العوام من الحديث غير ما ذكرت، ولاَ أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث وعامة ما يرويه غير محفوظ )) ! ، قال ابن شاهين في تاريخ الضعفاء والمتروكين : (( كذاب )) ، كذبهُ ابن عمار وفي الضعفاء للدارقطني : (( ضعيف )) ، قال ابن حبان : (( ربما أخطأ )) ، قال الذهبي : (( ضعفوهُ )) كما في الكاشف ، فالخَبر من طريقه ضعيفٌ جداً ! فكيف يا رعاك الله تستدل به على أنهُ شاهدٌ يُقوي الخبر السابق ! هذا والله لا يخرجُ إلا مِن جريءٍ نعوذُ بالله من التسرع .
ولهذا الحَديث طريقٌ آخر أوردهُ ابن الجوزي في موضوعاته مِن طريق ابن عدي عن جعفر بن أحمد بن علي عن سعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن داود بن أبي هند عن الشّعبي عن ابن عباس – رضي الله عنه – ، وهذا الطريق هالك فيه جعفر بن أحمد بن علي بن سعيد بن كثير بن عفير : (( وضاع )) وهو رافضي كذاب .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
[ الخُلاصة ] هذا الحديث شديد الضعف ! وطُرقه كُلها واهية لا تصح ولا تقومُ لها شواهدٌ ولا مُتابعات !.
وقد ضعف الإمام أحمد الحَديث وضعفهُ ابن الجوزي وابن حبان ! فكيف يطمئن قلب الأخ الشيخ علي الحلبي إلي تحسين هذا الطريق ! وروي من طريق أنس بن مالك وفيه سعيد التمار عند العقيلي في الضعفاء (2/202) : (( قال الإمام البخاري في حديثه نظر )) وهذه كما خلصنا في دراستنا التي ستظهر قريباً لا يقولها إلا في الضعفاءِ ، ولعلهُ حين أوردهُ في التاريخ الكبير فإنهُ يريد به الراوي والحَديث ! قال ابن حبان في التمار : (( شيخ ، يَرْوِي عن أَنَس ، روى عَنْهُ مَرْوَان بْن نهيك ، قليل الْحَدِيث ، منكر الرواية ، يَرْوِي عن أَنَس ما لا أصل لَهُ ، وَقَدِ امتحن أَنَس بْن مَالِك بجماعة مثل هَؤُلاءِ لَهُمْ منه رواية ، فلما احتيج إليهم أخذوا يروون عَنْهُ مَا لَمْ يسمعوا ويتقولون عَلَيْهِ مَا لَمْ يقل يكثر عددهم ، إلا أنا نأتي عَلَى جمل مِنْهُم فِي هَذَا الكتاب إِن قضى اللَّه ذَلِكَ وشاءه )) فكيف ينشرح صدرك من بعد هذا إلي أن الحديث حسن ! .
ومِن اعجب ما قرأت أن أحدهم قَال :
اقتباس:
ومما يزيد الحديث حُسناً وتقوية
وهذا والله المُستعان من العجب العُجاب ! فأين هي تِلك التقوية وأين ذلك التحسين فالحَديث مرويٌ بطرقٍ واهية بل ضعيفة جداً فكيف تُحسنهُ بالشواهد والمُتابعات وكُل شاهدٍ أضعف من الآخر وكُل متابعة أوهن من التي تَليها ! وعليه فإن الحَديث لا يصحُ بكُل طرقهِ بل ضعيف جداً ، ولا يقوي بعضهُ بعضاً بل القول فيه ما قال الإمام أحمد وابن حبان وهو الضعف الشديد . والله أعلى وأعلم .
أملاهُ العَبد العَاثر الفقير /
أبو الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي الأثري
14/ذو القعدة/1434هـ
- غفر الله لهُ ولأمه وأبيه ورحمهُ وتَاب عليه ومشيخته -
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
جزاكم الله خيراً أبا زرعة، ونسأل الله أن تكون مثله.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب الغالي المُكرم / أحمد موسى مصطفى - نفع الله بك - .
اللهم آمين ولك بالمثل وأجزل ، بارك الله تعالى فيك وجعلنا الله وإياكم مِن أئمةِ الحَديث وأعلامهم وجَعلنا من المُخلصين.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
أتمنى مِن الأخ الشَيخ خَالد الشَافعي أن ينقل هذا التَعليق للشيخ الحَلبي - وفقهُ الله - .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
رد مسدد
بارك الله فيك شيخنا
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب اللبيب المُبارك / أحمد أبو أنس - نفع الله بك - .
جزيت عن أخيك كُل خير وبارك فيك وأحسن إليك ، وأما أنا فما ارتقيت لتلك المنابر الشاهقة والأضواء العالية فما أنا بشيخ والذي فطرنا ، جَعلنا الله وإياك وكُل مَن يكتب في خدمة السُنة النبوية وهذا الدين من أهل الحَديث وطلبته وعُلمائه .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
أحسنت أخي أبا زرعة ، فالحديث لا يصح بحال . ولعل هذا يفيدنا أيضا
حديث من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمه - ملتقى أهل الحديث
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب اللبيب الأريب / أبو مالك المديني - نفع الله بك - .
أحسن الله تعالى إليك على ما أضفت وقدمت وجزاك الله عن أخيك الضعيف العاثر كُل خيرٍ وأحسن إليك .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
قَد نقل الأخ أحمد أبو أنس - نفع الله به - تَعليقنا على الحَديث إلي فضيلة الشَيخ المُؤدب الفاضل علي بن حسن الحَلبي - نفع الله به ووفقه - فوَجدتُه علق بِقولهِ : (؟!) ! فلا أعلمُ ما هذا ولا أدري أهو تَعليقٌ مِنه أو ماذا بالضبط لا نَدري ، ولكن جَزاهُ الله خيراً وأحسن إليه.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
أولا : هذا الحديث قال عنه الإمام أحمد: ليس هذا الحديث بصحيح .
بل حكم عليه أبو حاتم بأنه موضوع ، وأقرّه الذهبي ، وأورده ابنالجوزي في الموضوعات ، وقال ابن حبان : هذا حديث موضوع لا أصل له من حديثالثقات .
وقال الحافظ ابن حجر وكذا الحافظ المنذري: حديث ضعيف جداً . وقال الزيلعي : وهو حديث ضعيف .
وقد ذكره العلامة الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه" وقال : ضعيف جداًّ . وقد خالف أخونا الشيخ الحلبي هذا كله ؟!
تتمة : ثانيا :
مع ضعف هذا الحديث فلا شك أن الإعانة على قتل المسلم بغير حق منالكبائر .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب الفاهم اللبيب المُبارك / أبو مالك المديني - نفع الله بك - .
أحسنتَ البيان والتبيان وإنهُ لحقٌ أن الإعانة على قتل امرءٍ مُسلم وقع في كبيرةٍ من الكبائر وقد أحسن تأصيل ذلك في تعليقه على الحديث وبيان ضعفه فجزاهُ الله تعالى كُل خير ، وأحسن إليك يا أبا مالك ونفعنا الله بعلمكم وبكم ما من مسألة إلا ولكم فيها فوائدٌ وإضافاتٌ طيبةٌ لا حرمتم الأجر أخي الحبيب.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
يَقول أحدهم - سامحه الله - ! :
اقتباس:
وهذا اعجب العجب و شنشنة معروفة
اعلم أيها النبيه الفاهم أن الأخ تعجبَ مِن شيءٍ وهو قَولي : (( فتَرك أقول الأئمةَ المُتقدمين وأعلام الدِين اللبنة الأولى الذين هُم في الأصل مَن يَجب أن يَرجع لهم المرء دُون هدرٍ لأقوال الأئمةِ وإن ضعفوا حَديثاً فعلى تَضعيفهم الاعتمادُ )) !.
لمَ لا تَعجب مِن الحَافظ ابن حَجر - رضي الله عنهُ - حيثُ قَال في النكت (2/726) : (( وبهذا التقرير يتبين عِظَمُ موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدةُ فحصهم، وقوةُ بحثهم، وصحةُ نظرهم، وتقدمُهم بما يوجب المصيرَ إلى تقليدهم في ذلك، والتسليمَ لهم فيه )) فما هكذا تُورد الإبل يا سعدا ، رحمني الله ورحمك وثبتنا وغفر لنا وعفى عن زلاتنا.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
إلي الشَيخ الفَاضل المُبارك / علي بن حسن الحلبي - نفع الله بك - .
تَقول - غفر الله لنا ولك - :
اقتباس:
فهوِّنوا عليكم-أيها الناشئون-..
فنَحن الناشئون وأنت صاحب العِلم فَحبذا لو علقتَ بما يُعلم الناشئ في العلمِ ما يفيدهُ ، ونحنُ لك مِن الشَاكرين .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
سُبحان الله العَلي العَظيم ! فإلي الشَيخ الكَريم المفضال / علي بن حَسن الحلبي - عامله الله بلطفه - .
حِين تَعقبناكَ وبينا لكَ ما وقعتَ فيه مِن الخطأ بكُل أدبٍ وعلمٍ وحُجةٍ وبرهان ! رميتنا بالناشئين وقُلنا حُييت على هذا وإنا والله لك لمن المُحبين في الله فبين للناشئ في هذا العِلم المسألةَ بحقٍ وصوب خطأي ! وأما ما نقلتَ عن الإمام الألباني - رحمه الله - والحافظ المستقرئ الذهبي - رحمه الله - ، والحافظ الإمام ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - فمِن باب أولى وضعهُ نصب عينينا والعَمل بحذرٍ في مثل هذه المسائل وليتكَ فعلت يا شَيخ ! تُحسن حديثاً ما رأيتُ احداً في العَالمين مِن أئمة الدِين والعِلم والقدمِ حَسنهُ ! ولا حتى الحَافظ ابن حجر بل نقلت أنت عَن الشيخ الألباني تضعيفهُ ثُم تَقول أن النفس اطمأنت إلي تَحسين هذا الحَديث ! سُبحان الله ! كيف لنفسك أن تطمئن إلي تحسين حَديث رواهُ الضعفاء والمتروكين ومن نزل عن مرتبة الاحتجاج فضلا عن مرتبة الاعتبار أيها الشيخ المُحدث النَحرير ! فرحمكَ الله ورحمنا ما هكذا تورد الإبل يا سعداً ، واعلم أن هذا العلم صلداً وأني لأحاججك بقول الحافظ الذهبي - رحمه الله - كما استدليت بهِ فاعمل بهِ يا رعاك الله.
قَال الحَافظ الذهبي في التذكرة (1/10) - نَقل الحَلبي - : (( فحقٌّ على المحدِّث أن يتورَّع فيما يؤدِّيه ، وأن يسألَ أهلَ المعرفة والورَع؛ لِيُعينوه على إيضاحِ مرويّاته.ولا سبيلَ إلى أن يصيرَ العارفُ -الذي يُزَكِّي نَقَلةَ الأخبار، ويُجَرِّحُهم جِهْبِذاً- إلا بِإدْمانِ الطلَبِ،والفحصِ عن هذا الشأنِ، وكثرةِ المذاكَرة، والسهَر، والتيقُّظ، والفَهْم -مع التقوى ،والدين المتين، والإنصاف، والتردُّد إلى مجالس العلماء، والتحرِّي ،والإتْقان-.وإلا تفعل:
فَدَعْ عنك الكتابةَ لستَ منها****ولو سَوَّدْتَ وجهَك بالمِدادِ!!
قال الله -تعالى عز وجل-: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ، فإنْ آنَسْتَ -يا هذا- مِن نفسِك فهماً، وصدقاً، وديناً، ووَرَعاً: وإلا؛ فلا تَتَعَنَّ! وإنْ غَلَبَ عليك الهوى والعصبيّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ؛ فبِاللهِ: لا تتعب! وإنْ عَرَفْتَ أنك مُخَلِّطٌ، مُخَبِّطٌ، مُهْمِلٌ لحدود الله: فَأَرِحْنا منك.. فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهْرَجُ، ويَنْكَبُّ الزَّغَلُ..{وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}... فقد نصحتُك ؛فعلمُ الحديثِ صَلِفٌ.. فأين علمُ الحديث؟! وأين أهلُه؟! كدتُ أنْ لا أراهم إلا في كتاب!! أو تحتَ تراب!! )) أهـ.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
وفقك الله أخي أبا زرعة ، دراسة وخلاصة موثقة موفقة ، بارك الله فيك ونفع بك ، آمين آمين .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب الغالي اللبيب المُبارك / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي - سددك الله - .
ولكَ بمثل ما دعوتَ وأنعم وبارك الله تعالى فيك وأحسن إليك وعلمنا وإياك العلم النافع وجعلنا مِن أهل هذا العلم ومن حملته ، وغفر لنا ما أسرفنا في حق أنفسنا ورحمنا برحمته وثبتنا وإياكم ، شرفتمونا بزيارتكم وقرائتكم الطيبة لدراستي المتواضعة.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
منقول من طاهر نجم الدين المحسي
جزاكم الله خيراً شيخنا المحدث علي الحلبي على ما تفضلتم وهو كاف شاف لنسف قواعدهم ....
ولكن ؛ لي مع الأخ المنتقد بعض الوقفات :
قولك :
( وأما ما نقلت عَن الأخ علي الحلبي - سامحه الله - في تحسين هذا الحَديث ! فإنه مِن أعجب العَجب ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأن الشَيخ لا مُدَّ له في هذا العِلم أبداً وإني لأربأ بمَن هو في منزلتهِ وهو المُؤدب الفاضل أن يُحسن حَديثاً بهذه الحَال مِن الضعف والنكارة.......)
بارك الله فيك ؛ ولماذا هذا التشنيع !!؟؟ هل نحن في معركة ؟ وهل هذا سبيل طلاب العلم في بيان خطأ من أخطأ في تحسين حديث ما ؟! أم وراء الأكمة ما وراءها !!؟؟
أما ما نقلته عن الحافظ ابن كثير رحمه الله والحافظ الذهبي رحمه الله ؛ هو في الحقيقة ردّ عليك ؛ لأني اعتقد أنك لا تحشر نفسك في زمرة العلماء !!
قولك أحسن الله إليك :
([ الخُلاصة ] هذا الحديث شديد الضعف ! وطُرقه كُلها واهية لا تصح ولا تقومُ لها شواهدٌ ولا مُتابعات !.)
يعني ؛ يصح لك أن تخرج بهذه النتيجة ؛ أم الشيخ علي الحلبي لا يمكن مخالفتها لأنه .....
على كل سأناقشك في هذ الخلاصة :
1 - طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» .
هل عبدالله بن خراش شديد الضعف ؛ أم هو كما قال الحافظ : ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب .
وقول الحافظ الذهبي : ضعفوه .
وهل قوله هذا يعني أنه شديد الضعف ؟؟
2 - ما أخرجه أبو نعيم في ( الحلية ) ( 5 / 74 ) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ".
وهذا الإسناد لم تستطع أن تحكم عليه بالضعف الشديد !! فلجئت إلى ابتكار علة له !!
وهي علة لا تؤثر في الحديث ؛ لأن الإسناد إلى أبِي عَوْنٍ ضعيف ؛ نعيم بن حماد ضعيف ؛ وبقية مدلس وقد عنعن ....
3 - ما أخرجه الطَبراني في المُعجم الاوسط (2408) مِن طَريق مُحمد بن حفص الوصابي قالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وهذا الإسناد أيضاً ليس شديد الضعف !!!
4 - قولك وفقك الله لهداه :
(أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/189) ، والبيهقي في الشعب (7/256) . مِن طَريق أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي ، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن حَفْص بْن مَرْوَان ، حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن العيار أَبُو مُسْلِم الفَزَاريّ ، عَنِ الأوزاعي ، عَنْ نافع ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَعَانَ عَلَى دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ ، كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " .
قُلت : وعبيد الله بن حفص بن مروان (( مجهول الحال )) ، فكَونهُ لا يعرف وتفرد بمثل هذا المُنكر فإنهُ لا يصلح ليكونُ شاهداً ومُعضداً لغيرهِ ! فلا يقومُ بذاته فكيف يقومُ بغيرهِ !.)
والله عجباً عُجاباً !! هل تريد أن تقول : إن مجهول الحال لا يصلح في الشواهد والمتابعات ؟؟
أم لكونه منكرا عندك !؟؟
والله أحلاهما مُرُّ !!!
ويكفي في كونه ليس منكراً ؛ ذكر جمع من الأئمة له في كتبهم ؛ مثل : الإمام الشافعي ، والحافظ ابن كثير في تفسيره ساكتا عليه ؛ والبيهقي ؛ وابن الجوزي في التبصرة ؛ والشوكاني في نيل الأوطار وحسنه ؛......
قولك بارك الله فيك :
(وقد ضعف الإمام أحمد الحَديث وضعفهُ ابن الجوزي وابن حبان ! فكيف يطمئن قلب الأخ الشيخ علي الحلبي إلي تحسين هذا الطريق !)
لم يضعفوا الحديث من جميع طروقه ؛ وإنما تكلموا على الطرق التي وقفوا عليها ؛ وابن الجوزي نفسه ذكره في بعض كتبه مستشهدا به !!
ولذلك قال العقيلي في ( الضعفاء ) ( 2 / 102 ) :
( وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ ؛ بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ ) .
واخيراً ؛ أنصحك بعدم الغلظة والتشنيع والتقليل ممن يخالفك في تصحيح أو تضعيف ؛ وإلا فسيقودك هذا المنهج إلى التطاول على العلماء الكبار ؛ كم منهم من صحح حديثاً موضوعا اجتهاداً !! وكم منهم من ضعف حديثا صحيحاً !!
فليكن كلامك بالحجة والبرهان ؛ دون الشطط والهذيان ...
أسأل الله لي ولك علما نافعا وعملا صالحا وتوفيقا لما يحب ويرضى ...
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
جزاكم الله خيراً أبا زرعة
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب الغالي المُبارك / العربي بن كريم عليان - نفع الله بك - .
مرحباً بعودتكم فقد طالت الغيبة وأسأل الله تعالى أن لا تتكرر فقد افتقدناكم أخي الحبيب نفع الله بك وأحسن إليك.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الكريم الفاضل المُبارك / طاهر بن نجم الدين المحسي - أحسن الله إليك - .
اعلم علمني الله تعالى وإياك أني ما أسأت إلي الشَيخ علي بن حَسن الحَلبي - غفر الله لنا ولهُ - في حَديثي وما كَان مِني ذلك ولن يَكون ! ما هذه بمعركةَ وليست معمعة ! إن هي إلا مُدارسة وأنا لكَ وللشيخ الحَلبي مُحب ، أما وإن أسأت الظَن بعباراتِنا وكُنتَ في مَدلولات ألفاظِنا ضَائعاً فالمَعذرة مِنكُم والحَقُ أني ما رُمت إساءة إليهِ أبداً !.
أما وإنَّ فهمكَ لاستدالِنا بكلام الحافظ ابن كثير وابن حجر ! فعجيبٌ غريبٌ جداً ، إذ أن الهدف من الاستدلال بهم أنكَ يا عبد الله لابد أن تَعلم عظم منازل أولئك الرجال في بِداية عصر الرواية والدراية والذين عدلوا وجرحوا وكانوا لهذا الفنِ أئمةً وأعمدة! فما أنا إلا مُتعجبٌ مِن جُرأة الحَلبي - وفقهُ الله - ! ومِنكَ يا أخي الكَريم في استدالاتِكَ لتَحسين هذا الحَديث ، وقَد تَكلم فيهِ الإمام أحمد والعقيلي وابن الجوزي بالتضعيف ! وقد ضعفهُ جُملةٌ من الأئمة المُتقدمين ! .
بل إن الإمام الألباني - رحمه الله - قال بضعفهِ فكيف تطيبُ نفس شيخك بتَحسينهِ ! ، أما والله ما هكذا تُورد الإبل يا سَعدا فالعِلمُ صَلفٌ كَما قال الحافظ الذهبي ! جعلنا الله وإياكم من أهل الحَديث ومِن الأئمة المنصفين العالمين ! وفقهنا في هذا الفن الجليل العَظيم ، ورزقنا علماً واسعاً وفهما دقيقاً للمُصطلحات والعلل والجرح والتعديل اللهم آمين ولي على ما تعقبتني به بعض الوقفات والتأمل سائل المولى عز وجل أن يرحمني ويرحمك ويثبتنا على هذا الدين العظيم .
قُلتَ مُعلقاً على الخُلاصة !
اقتباس:
يعني ؛ يصح لك أن تخرج بهذه النتيجة ؛ أم الشيخ علي الحلبي لا يمكن مخالفتها لأنه .....
على كل سأناقشك في هذ الخلاصة :
1 - طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» .
هل عبدالله بن خراش شديد الضعف ؛ أم هو كما قال الحافظ : ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب .
وقول الحافظ الذهبي : ضعفوه .
وهل قوله هذا يعني أنه شديد الضعف ؟؟
مَا خلصتُ بهِ هو قول الإمام أحمد بن حنبل ! وقول العقيلي وثلةٌ من الأئمة المُتقدمين ، وأما على الشَيخ علي الحَلبي أن يرجع لقولهم وأن يسلم بتعليلهم للحديث ، لا أن يقول في تحسينه : (( والقلب يطمئن إلي تحسين الحَديث )) !! مُخالفاً بذلك الأئمة المُتقدمين بل مُخالفاً بذلك الإمام الألباني - رحمه الله - وهو المُشير إلي أنه ضعفهُ في بحثه فهذا عجب !! .
عَجباً ! إن كَان قَول ابن عَمار فيه : " كذاب " ! وقَول الحَافظ ابن حَجر " ضعيف " ! وقول الحَافظ الذهبي : " ضعفوهُ " ليس بجرحٍ فإليك الفصل الكَامل في حَاله ! ، سكت عَنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، قال الإمام البُخاري : (( مُنكر الحديث )) وهي من أردى عبارات الجرح عند المُحدثين وعندهُ إلي قوله : " فيه نظر " ، قال النسائي : (( ليس بثقة )) ، قال أبو حاتم الرازي : (( منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث )) ، قال أبو زرعة : (( ليس بشئ ضعيف الحديث )) ، قال ابن عدي : (( ولعبد الله بن خراش عن العوام من الحديث غير ما ذكرت، ولاَ أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث وعامة ما يرويه غير محفوظ )) ! ، قال ابن شاهين في تاريخ الضعفاء والمتروكين : (( كذاب )) ، كذبهُ ابن عمار وفي الضعفاء للدارقطني : (( ضعيف )) ، قال ابن حبان : (( ربما أخطأ )) ، قال الذهبي : (( ضعفوهُ )).
هذه عشارية مِن أعلام الجرح والتَعديل فإنظر قَولهم فيهِ أيها المُحدث النَحرير ! .
(1) قَال الإمام البُخاري : (( مُنكر الحديث )) : وهي من أردى عبارات الجرح عندهُ - رحمه الله - .
(2) قال النسائي : (( ليس بثقة )) : وهذه إن لم تَكن جرحاً شديداً فماذا هي إذاً عند الحلبي وعندك .
(3) قَال أبو حاتم : (( مُنكر الحديث ، ذاهب الحَديث ، ضعيف الحَديث )) ! وهذا جرحٌ شديد .
(4) قال أبو زُرعة : (( ليس بشيء ضعيف الحَديث )) فعلى اعتدالهِ جرحهُ بجرحٍ يَحطُ من روايته ! .
(5) قال ابن عدي : ((ولعبد الله بن خراش عن العوام من الحديث غير ما ذكرت، ولاَ أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث وعامة ما يرويه غير محفوظ )) وهذا مِنهُ على تَساهلٍ فيه خَفيف حَطٌ من روايات خراش ! .
(6) وكذبهُ ابن شاهين وهي من ألفاظ الجرح الشديد !
(7) وضعفهُ الدارقطني والحافظ الذهبي !
إن كَان هذا ليس تضعيفاً شديداً لعبد الله بن خراش فما هو إذاً !! ، أيها الأخ الفاضل المُحترم إن علم الجرح والتعديل علمٌ جليلٌ عظيم وألفاظ الأئمة لابد أن تفقه وأن تُحفظ وأن يعرف مدلولها ، وأن هذه الألفاظ في جُملة الألفاظ التي تُعد في الجرح الشديد عند أئمة الحَديث ! وعليه فإن حَديثهُ مُنكرٌ لا يحتجُ به ولا يعتبر به في الشواهد والمُتابعات فتنبه !.
اقتباس:
ما أخرجه أبو نعيم في ( الحلية ) ( 5 / 74 ) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ".
وهذا الإسناد لم تستطع أن تحكم عليه بالضعف الشديد !! فلجئت إلى ابتكار علة له !!
وهي علة لا تؤثر في الحديث ؛ لأن الإسناد إلى أبِي عَوْنٍ ضعيف ؛ نعيم بن حماد ضعيف ؛ وبقية مدلس وقد عنعن ....
إليكَ أيها القارئ العلةُ التي ضعفتُ لأجلها هذا الحَديث ! ، أعلهُ ابو نُعيم فقال : (( غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ حَكَمٌ عَنْ خَلَفٍ رَوَاهُ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ وَالْمُتَقَدِّم ُونَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ ))، ولا أعرفُ لسعيد بن المسيب سماعاً مِن الفاروق عُمر بن الخَطاب - رضي الله عنه - ، وفيه حكيم بن نافع : (( ضعيف الحَديث )) ! قال ابن عدي : (( ممن يكتب حديثه ))! ، قال أبو حاتم : (( ضعيف الحديث منكر الحديث عن الثقات )) ، وقال ابن حبان فيه : (( يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يحتج به فيما يرويه منفردا )) قال أبو زُرعة : (( ليس بشيء )) ، قال ابن حجر : (( ضعيف )) ، قال الساجي : (( عندهُ مناكير )) وقال فيه ابن معين : (( ليس به بأس ، وقال مرة ثقة )) ! وليس حَالهُ بالذي يُختلف فيه فهو ضعيفُ الحَديث.
واختلف فيه على ابن المسيب فرواهُ في الفتن لابن حماد (1/174) : (( حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " )) وهذا مُرسل عَن سعيد بن المُسيب، وفيه بقية بن الوليد مِن الرابعة مُدلس تدليس تسوية ، وأخرجهُ الترمذي في السنن (480) : " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ : آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " ، قال عقبه ابو عيسى الترمذي : (( إِلا أَنَّ عِيسَى زَادَ رَجُلا )) .
الأحوص بن حكيم : (( ضعيف الحديث )) ، قال الفسوي : (( حديثه ليس بالقوي )) ، قال ابن معين : (( لا شيء )) ، وكان يحيى بن سعيد القطان يتكلم فيه ، وقال محمد بن عوف الحمصي : (( ضعيف )) ، قال الساجي : (( ضعيف عندهُ مناكير )) ، قال الذهبي : (( ضعف )) ، وقال الدارقطني : (( منكر الحديث، ويعتبر به إذا حدث عن ثقة )) ، قال ابن حجر : (( ضعيف الحفظ )) ، وقال الجوزجاني : (( ليس بالقوي في الحديث )) ، وقال النسائي : (( ضعيف ، وقال مرة : ليس بثقة )) ، وقال الإمام أحمد : (( واه، ضعيف لا يساوي حديثه شيء، ومرة: لا يروى حديثه يرفع الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم )) ، وقال ابن حبان : (( يروي المناكير عن المشاهير وكان ينتقص على بن أبي طالب )) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بالقوي ، منكر الحديث )) ، فالرجلُ لا يعتبر به لا في الشواهد ولا المُتابعات وهو ضعيف الحديث ، وبالجُملة فإنك تَجد أن الحَديث عَن أبي هريرة - رضي الله عنه - لا يصحُ فيه طريق ولا يعضدُ بعضها بعضاً عند مَن يرى أنها قد تعضد ! وقد ضعفهُ جُملةٌ من الأئمة المُتقدمين وأعلوهُ بعللٍ تقدحُ في صحته ! فكَيف يُحسن الحَديث ! فليتَ المَحسي - وفقه الله - يفهم مقالتي ! والعلة التي لأجلها ضعفتُ هذا الخَبر من رواية حكيم بن نافع .
اقتباس:
ما أخرجه الطَبراني في المُعجم الاوسط (2408) مِن طَريق مُحمد بن حفص الوصابي قالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وهذا الإسناد أيضاً ليس شديد الضعف !!!
مِن أعجب ما تراهُ العَين أن يقول الإنسانُ مِنهم أن هذا ليس شديد الضعف وقد قُلت في علتهِ ! قَال عقبه : (( لم يروي هذا الحَديث عن سلمة إلا مُحمد )) .قُلت : وفيه مُحمد بن حفص الوصابي وهو : (( ضعيف الحديث )) ، قال ابن حبان : (( يغرب )) ، وقال أبو حاتم الرازي - رحمه الله - : (( أردت السماع منهُ ، فقيل ليس : ليس بصدوق فتركته )) ، قال ابن مندة : (( ضعيف ))! فالرجلُ ضعيفُ الحَديث لا يُتابع على حَديثه ! .
اقتباس:
والله عجباً عُجاباً !! هل تريد أن تقول : إن مجهول الحال لا يصلح في الشواهد والمتابعات ؟؟
أم لكونه منكرا عندك !؟؟
والله أحلاهما مُرُّ !!!
ويكفي في كونه ليس منكراً ؛ ذكر جمع من الأئمة له في كتبهم ؛ مثل : الإمام الشافعي ، والحافظ ابن كثير في تفسيره ساكتا عليه ؛ والبيهقي ؛ وابن الجوزي في التبصرة ؛ والشوكاني في نيل الأوطار وحسنه ؛......
ما العَجب يا رعاك الله إلا في تعليقك ! أما المَجهول الحال المُنفرد بحَديثٍ فيه نكارة عند الأئمةِ ولم يتابعه عليه أحد فلا يعتبر بهِ في الشواهد والمتابعات ! وهل ذكرهمُ لهذا الخبر المُنكر يقتضي منهم تصحيحه؟! أو أنهم حسنوهُ فعمل المُحدث برواية ليس تصحيحاً منهُ وفتواهُ في حديثٍ لا يعتبر تصحيحاً ! وهذا من بديهيات هذا العلم فإخراجهُ لهم ليس تحسيناً منهم لهُ ولا يعتبر بمثل هذا أحدٌ من العالمين ؟! وإلا فأين بينتك وحُجتك على كلامك أخي الكريم ؟!.
اقتباس:
لم يضعفوا الحديث من جميع طروقه ؛ وإنما تكلموا على الطرق التي وقفوا عليها ؛ وابن الجوزي نفسه ذكره في بعض كتبه مستشهدا به !!
الإمام أحمد لم يقف على طُرق الحَديث ! كذا ابن حبانٍ وابن الجوزي ! ووقفت أنت عليها ، سُبحانك ربي ما يقول هذا أحدٌ من العالمين والله تعالى المُستعان ، أرأيت البلية والمُصيبة أن يأتي واعذرني أخي الحبيب : " مغمورٌ " مِن هذا العصر النَكد فيقول أن أحمد وابن حبان وابن الجوزي والعقيلي لم يقفوا على طُرق الحديث بل أعلوهُ بما وجدوه من أحاديث ، والإمام أحمد بن حنبل مَن يحفظ ألف ألف حديث ! أراك بالغت فقصمت ظهرك فاتقي الله يا أخي الحبيب ! .
اقتباس:
واخيراً ؛ أنصحك بعدم الغلظة والتشنيع والتقليل ممن يخالفك في تصحيح أو تضعيف ؛ وإلا فسيقودك هذا المنهج إلى التطاول على العلماء الكبار ؛ كم منهم من صحح حديثاً موضوعا اجتهاداً !! وكم منهم من ضعف حديثا صحيحاً
فليكن كلامك بالحجة والبرهان ؛ دون الشطط والهذيان ...
أسأل الله لي ولك علما نافعا وعملا صالحا وتوفيقا لما يحب ويرضى ...
عفا الله عنا وعنك وأين الغلظة والشدةُ في حديثي ولكن من البلايا يا رعاك الله أن تجد أئمة الحديث المُتقدمين وإذا رأيتهم يطبقون على تضعيف حديث فالتسليم لهم أولى من مُناقشتهم بل وقولك أنهم لم يقفوا على طرق الحديث التي وقفت أنت عليها فهذه بلية شديدة رعاك الله ؟ لستُ أشنع على بشر وليس والله في قلبي عليك وعلى الشيخ الحلبي شيء إن هُو إلا دينٌ فإنظروا عمن تأخذون دينكم يا أخي ، وأما كبار العُلماء فحاش لله أن أتطاول عليهم ولستُ والله إلا مُحباً ومُجلاً لهم وليتكَ يا أخي الكريم وعيت عبارتك وما تتطاولت على الأئمة بوصفك لهم بذلك الوصف ! أنهم لم يقفوا على طرق الحديث كما وقفت أنت عليها أو علي الحلبي ؟! تَنصحني أن يكون حديثي بالحُجة والبرهان وكأنك يا عبد الله رمتها في حديثك وتعليقك وليت الشيخ خالد الشافعي ما نقل تعليقك لأني لا أجد فيه ما يستحق التعليق إلا أخطاءاً علميةً وزلاتٍ أسأل الله أن يقيني منها وإياك أخي الحبيب وأن يرحمنا وإياك وأرجوا إن كان لديك ما فيه علمٌ وفائدة أن تضعهُ ! .
وأعتذر لأني كتبت هذا التعليق على عُجالة لأني في سفر . والله المُستعان.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
[ همسةٌ ] لمَ أغلق الشَيخ عَلي الحَلبي أو الإشراف المَوضوع في المُنتدى ! سَامحنا الله وإياكم وعلمنا العلم النافع ورحمنا.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
وعطية ضعيف الحديث لا يُحتج به
أخي الفاضل الغزي -وفقه الله-:
هل عطية -مع ضَعفه- (لا يُحتج به) على الإطلاق؟
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
يجب علينا ملازمة الأدب ونحن نتحاور فيما بيننا ويجب علينا إنزال الناس منازلهم .
أما تحسين الشيخ الحلبي للحديث فله ذلك وأنا أعتقد ضعفه من ناحية السند وأرى إضافة إلى ذلك أنه منكر المتن والله أعلم.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد المغربي
يجب علينا ملازمة الأدب ونحن نتحاور فيما بيننا ويجب علينا إنزال الناس منازلهم .
أما تحسين الشيخ الحلبي للحديث فله ذلك وأنا أعتقد ضعفه من ناحية السند وأرى إضافة إلى ذلك أنه منكر المتن والله أعلم.
الأخ الحبيب الفاضل / أبو الوليد المغربي - نفع الله بك - .
جَزاك الله تعالى كل خيرٍ ونفع بك ، ما حاورناه إلا بكُل أدبٍ وما أنزلناهُ غير منزلته ! وإن الحَديث كما قُلت مُنكر .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان السلفي
أخي الفاضل الغزي -وفقه الله-:
هل عطية -مع ضَعفه- (لا يُحتج به) على الإطلاق؟
الأخ الحبيب الغالي اللبيب / أبو عثمان السلفي - نفع الله بك - .
والذي يَظهر لي مِن حاله على قصر علمنا لأني مازلتُ أحبوا في هذا الفن العَظيم أن الرجل لا يُحتج بهِ .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب اللبيب الفَاهم النَبيه / أحمد أبو أنس - نفع الله بك - .
والحقُ الذي لا يرتابُ فيه عَبد أن الحَديث مُنكر لا يصح ، ومَع مَحبتنا لمَن حَسنهُ وتَقديرنا لهُ إلا أنهُ أخطأ في تَحسينه .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب اللبيب / أحمد أبو أنس - نفع الله بك - .
بارك الله فيك وأحسن إليك وأما ما نقلتهُ عن الأخ الشيخ خالد الشافعي - نفع الله به - فهو عينُ ما نقلهُ هُنا وهو مقال الأخ الشيخ علي الحلبي - وفقهُ الله - ، وأما ما نقلتهُ فقد كَتب الأخ أبو عاصم البركاتي - نفع الله به - تعليقاً نافعاً وجيداً على صحة الحديث .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
والحقُ الذي لا يرتابُ فيه عَبد أن الحَديث مُنكر لا يصح ، ومَع مَحبتنا لمَن حَسنهُ وتَقديرنا لهُ إلا أنهُ أخطأ في تَحسينه
أحسنت ، بارك الله فيك .
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
أحسنت ، بارك الله فيك .
الأخ الحبيب الشَيخ / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي - وفقك الله -.
أحسن الله تعالى إليك ونفع بك وسددك وبارك فيك وعَلمنا وإياكم العلم النَافع ورَحِمنا وزَادنا بسطةً في هذا العِلم الشريف.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الحبيب المفضال أبو زُرعة الرازي سلمه الله ردودك تتسم بالأدب الجم والأخلاق الراقية, زادك الله من فضله وكثر الله من أمثالك . وحفظك ورعاك ووفقك لكل خير وأبعدك عن كل شر.
-
رد: دِراسة حَديث : (( مَن أعان على قتل مُسلم )) والرد على مَن حسنه !!
الأخ الحبيب الغالي الطيب / أحمد أبو أنس - نفع الله بك - .
جعلنا الله تعالى وإياكم من أهل العلم والأدب وجملنا بزينة الأخلاق أسوةً بإمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين فقد روت سيدة النساء الطاهرة المطهرة أم المؤمنين - روحي لها فداء - أنه كان قرآن يمشي على الأرض ، وقد قال بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - : (( أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )) جعلنا الله وإياكم من أهلها ، وأما الحق فإني مُتعلم على سبيل النجاة وأرجوا أن أكون كذلك - رحمنا الله وإياكم - ووفقنا وإياكم للخير .