-
عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين...
أما بعد؛؛؛
كما هو معلوم أن كل دولة لها عاداتها وتقاليدها في شهر رمضان ولكلٍّ طريقته الخاصة بالاحتفال به مع اختلاف العادات بين الدول وبرغم أن هناك بعض الأمور التي يتلاقى فيها المسلمين في كل البلدان التي تحتفل بشهر رمضان الفضيل، ولكن هناك شيء يميز كل بلد عن الآخر في شهر رمضان وسوف أنقل بعض الصور عن رمضان في كل بلد وطريقة استقبال شهر رمضان ....
(أرجو التفاعل من الإخوة لمن عنده شيء يضيفه لعادات بلده في رمضان بجانب ما سوف أنقله)
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
(رمضان في مصر)
يستقبل أهل مصر رمضان بالاحتفالات والفرح تعبيرا عن سرورهم بهذا الشهر الكريم حيث تضاء الشوارع بالفوانيس ويسهر الصائمون إلى السحور لصلاة الفجر، وتضج الأسواق بالبائعين والمشترين وأصناف رمضانية خاصة ولشهر رمضان عادات وتقاليد يتوارثها الناس عن آبائهم وأجدادهم فما ان تثبت رؤية الهلال إيذانا ببدء الصوم حتى يجتمع الناس رجالا ونساء وأطفالا في المساجد والساحات العامة يستمعون إلى الأناشيد والمدائح النبوية وحلقات الذكر ابتهاجا بقدوم هذا الشهر، كما يقوم العلماء والفقهاء بالطواف على المساجد لتفقد ما جرى فيها من تنظيف واصلاح وتعليق قناديل وإضاءة شموع وتعطيرها بأنواع البخور والمسك والعود الهندي والكافور.
وهذا تقرير لشبكة الألوكة عن
رمضان في مصر..المذاق المختلف والعادات الأصيلة
هناء رشاد
• السهر للصباح، وامتلاء الشوارع والحارات بالزينة، أهم معالم رمضان في مصر.
• الياميش والخيام المتراصة على كل جانب تمتليء بالفوانيس وصانعي الكنافة والقطائف، كل شيء في مصر يؤكد أننا في شهر مختلف.
• موائد الرحمن لا تترك جائعًا بلا طعام، أو فقيرًا يعاني الحرمان.
• رغم العزومات والانشغال في المطبخ، أخرج كل يوم مع بناتي لصلاة التراويح.
في مصر، رمضان له مذاق مختلف، ربما يكسبه هذا المذاق العادات الأصيلة التي تبادلها أهل مصر وشبوا عليها منذ مئات السنين، وتلاحم الناس وانصهارهم، وكأنهم أسرة واحدة كبيرة، هي التي تكسبه هذه الأجواء الحميمية، وهذه النكهة التي تكاد تشم رائحتها، فبمجرد أن تأتي البشارة، ويظهر الهلال في كبد سماء مصر، تتحول الشوارع إلى احتفالية كبيرة، ومائدة متسعة من الحب والتآخي والتراحم، وتَزدحم بتجار الياميش، والفوانيس، وصانعي الحلوى من الكنافة والقطائف، ففي كل طريق وعلى كل جانب، لا بد أن تقع عيناك عليهم وعلى تشابُك زينة رمضان، التي يعد لها الشباب الصغير قبل قدوم شهر رمضان بأسابيع، فتجدهم يطرقون كل الأبواب؛ لتسمح لهم الأُسر بتعليق زينتهم، فتمتد بطول الشوارع، يتوسَّطهم (فانوس) كبير صنعوه على مهلٍ متشاركين، وتنتشر هذه الظاهرة خاصة في الأماكن الشعبية؛ لتزرع الفرحة في القلوب، والطابع الخاص بشهر ينتظره الجميع، ويترقبه بشغف الصغير والكبير؛ لاستعادة الذكريات الجميلة، والأجواء الدافئة المليئة بالرحمة والإيثار والتآخي.
وفي مصر من المستحيل أن تجد في هذا الشهر الكريم فقيرًا جائعًا، فموائد الرحمن التي يُقِيمها الأغنياء تنتشر في كل مكان، ولا تترك مدينة أو قرية أو حارة، ويجلس عليها الفقير والمسافر والذي لم تُسعفه العودة إلى البيت، فيجد عليها الطعام والصحبة والأهل.
وأبرز ما يُعرف به رمضان هذا الشهر الكريم في مصر، هو: السهر حتى ساعات الفجر الأولى، فتمتد السهرات والجلسات بين الأصدقاء والمعارف، وتبادل الزيارات، فتجد الليل موصولاً بالصباح حتى يؤذن الفجر، وتجد المساجد عامرة بالمصلين والروحانيات عالية، وكلٌّ يسابق لختْم القرآن الكريم.
ومن أشهر المساجد التي تزدان بالأنوار في هذا الشهر الفضيل: مسجد الحسين - رضى الله عنه -، فيكون أول المساجد التي تتلألأ مآذنه بالأضواء، وتعِجُّ ساحاته بالزائرين والمصلين، كذلك تتلألأ أنوار مسجد الأزهر الشريف.
أما مسجد عمرو بن العاص، فيكون كامل العدد كل يوم في صلاة التراويح، حتى تأتي ليلة القدر، فيَصل الزحام مداه، فتغلق الشوارع حوله، ويمتد المصلون؛ ليملؤوا كل الساحات والشوارع المحيطة، وتُرفع حالات الطوارئ؛ حيث يأتي المصلون من كل أرجاء مصر منذ الصباح الباكر ومعهم فطورهم لحجز أماكنهم، وحين تأتي صلاة التراويح يصدح صوت الإمام الجليل الشيخ "محمد جبريل" بصوته الملائكي، ويملأ الأجواء والأرواح، ويوصلنا بالسماء.
أما (المسحراتي) - والذي كان أهم ما يميز ليل رمضان - ففي سنوات سابقة كان يطوف الحارات والشوارع يطرق على طبلته؛ ليُوقظ الناس، مناديًا كل شخص باسمه: "اصحَى يا نايم، اصحَى يابو محمد، اصحَى يابو إسماعيل، اصحى وصحي النايم"، فيستيقظ من كان نائمًا، وينزل الأطفال بفرحةٍ يحملون فوانيسهم التي أشعلوها بأنوار شموعهم -قبل أن يحل الفانوس الصيني محل فوانيسهم الآن - ويطوفون الشوارع القريبة وراءه مُردِّدين ما يقول بسعادة بالغة: "اصحى يا نايم، وحِّد الدايم، رمضان كريم".
ولكن ربما لم يعد المسحراتي يشق الليل بصوته الآن، إلا في بعض الحارات القديمة.
وعن أهم الأطباق على مائدة رمضان، فهي شهية ومتعددة، أهمها:طبق الفول التي تحرص عليه كل أسرة - وخاصة في السحور - والزبادي، والكنافة، والقطائف ألذ وأشهر ما تقدِّمه الأسر في رمضان، وتتبارى الأمهات في وضع بصمتها وإبداعاتها على هذه الأطباق التي تطوف البيوت، كلٌّ يُهدِي مما صنع في مشهد يدل على الحب والتآخي والود الجميل، الذي تمتاز به مصر في هذه الأيام الفضيلة.
وبانطلاق مدفع الإفطار الذي يرجع تاريخه إلى عهد محمد علي، والذي ما زال السمة الأساسية التي تميز الإفطار؛ حيث يلتف حوله الصغار، وما أن ينطلق، فينطلقوا هم إلى بيوتهم فرحين به وبإفطارهم.
وعن أهم الأجواء والعادات التي تعيشها الأسر في رمضان، تقول أم أحمد ربة منزل:
الفول (يصمد)!
أجمل ما نفضل في رمضان هو طبق الفول اللذيذ، فهو الطبق الأساسي على مائدة السحور، وكذلك الزبادي للهضم والطُّرْشِي بأنواعه؛ فلا تخلو مائدة سحور من هذه الأنواع الثلاثة، وكذلك الفول؛ لأنه (يصمد) معنا للإفطار.
وتقول أم سيف:
الكنافة صنع يدي.
الكنافة من ألذ الحلويات التي يطلبها زوجي كلَّ يوم في رمضان، وأقوم بصنعها بنفسي، وبكميات كبيرة؛ لأني أسكن في بيت العائلة، وبالطبع أقوم بإهداء أطباق منها لحماتي وإخوة زوجي، وقد اشتَهرت بها كذلك القطائف التي يُقبِل عليها الصغار.
أما نورا البدري:
أول يوم عند حماتي.
فتقضي أول يوم إفطار عند حماتها، وتقول: اعتدنا أنا وزوجي والأبناء أن نجتمع عند حماتي أول يوم رمضان؛ حيث تجتمع العائلة الكبيرة، ونشعر "باللمّة" والأُلفة، ونتسابق نحن زوجات الأبناء لتقديم الطعام، وجعل اليوم الأول لرمضان له طعمُ مختلف، مليء بالرحمة والبهجة، وبالطبع أقوم أنا في يوم آخر بعزومة كبيرة أجمع فيها الأهل عندي في البيت، وأقدم فيه كل ما تعلَّمته من فنون الطهي: من المحاشي، والطواجن، والحلويات اللذيذة، إنه شهر الخير و"اللمّة".
بركة الرحمن:
أما عن ميزانية رمضان، فيتحدث الزوج قائلاً: أقوم باقتطاع جزء من الراتب على عدة أشهر لسد حاجة رمضان؛ حيث تتضخم فيه الميزانية، ولكن - سبحان الله - يمر الشهر ببركة الرحمن.
وعن أجمل مظاهر رمضان يقول أ. أحمد منصور:
ليت كل الشهور رمضان.أجمل ما في رمضان تلك الاحتفالية التي نراها في كل مكان في الشوارع، وتلك الرحمة التي تتدفق في القلوب، وموائد الرحمن التي من أعلى مظاهر التكافل الاجتماعي، وامتلاء المساجد بالمصلين.
ويختم متمنيًا: ليت كل الشهور كشهر رمضان.
أما أ. نبيل مسلم، فيرى في رمضان زمانًا أجمل، فيقول:
رمضان الذكريات:
رمضان قديمًا كان أجمل ما يميزه: ابتهالات الشيخ طه الفشني، والشيخ نصر الدين طوبار، وصوت عبدالباسط، والشيخ محمد رفعت، وأحاديث الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي، أما الآن، فالشيوخ الشباب أيضًا لهم أصوات جميلة، لكن نحن جيل نعيش على الذكريات.
كذلك يتحدث أحمد عن الذكريات، فيقول:
كنت أنزل مع أبي وعمري 10 سنوات؛ لننضم للكثير الواقفين ينتظرون انطلاق مدفع الإفطار، وكنت أسعد كثيرًا عندما يَصِيح العسكري: "مِدفع الإفطار، اضرب".
وينطلق صوت المدفع، وأُسلم على العسكري الواقف عليه، وأعطيه بعض الطعام الذي أعدَّته له أمي خصيصًا لإفطاره، وأعود إلى البيت للإفطار مع باقي الأسرة.
وعن صيامه صغيرًا، يقول:
أنا كنت أصوم وأنا ابن ثماني سنوات.
وعن الصواريخ والبُمب، يقول:
كنت ألعب بهما مع أصدقائي بعد الإفطار، وأتذكر أن أمي كانت تحذرني دائمًا منهما، ولكني كنت أستمتع بهما كثيرًا! ولكني كبرت الآن، ولكن كل رمضان له مذاقه.
وتقول نهلة الصمدي - موظفة وربة منزل -:
غافل مَن يضيعه:
على الرغم أن رمضان حافل بالعزومات والانشغال الكبير بالمطبخ، ورغم عملي الصباحي، لكني أحرص على ختم القرآن أنا وبناتي، والخروج يوميًّا لصلاة التراويح مع الزوج، وعند العودة أقوم تقريبًا الليل كله، ولا أنام إلا بعد السحور وصلاة الفجر، إنه شهر النفحات والرحمات، فغافل مَن يضيعه.
وعن الجمعيات الخيرية ونشاطها في رمضان، فهي عديدة وممتدة بطول مصر، وفي جميع المحافظات، وتَزداد هبات المصريين وصدقاتهم لهذه الجمعيات، وخاصة في رمضان.
وعن إحدى هذه الجمعيات، تقول د. هبة خفاجي - طبيبة بشرية، وأحد المؤسسين لجمعية روح الخيرية -:
بالطبع نشاطنا الخيري يمتد طول العام، ولكنه يزداد في رمضان، فنكثِّف جهودنا؛ لإمداد المحتاجين في القرى الأكثر فقرًا، ويكون لنا ثلاثة أنشطة كبيرة:
أولها: توفير احتياجات الأسر الفقيرة من الطعام طيلة شهر رمضان، فنقوم بعمل قائمة بالمستحقين، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي؛ لضمان عدالة التوزيع.
ونقوم بتوزيع حقائب الإطعام عليهم، بحيث نقوم بتوزيع حوالى 700 - 1000 شنطة سنويًّا؛ حيث تكفي أسرة مكونة من 4 أفراد.
النشاط الثاني: مخصص للأيتام؛ حيث نراعيهم ماديًّا وتربويًّا، ونرعى المتفوقين منهم، وحافظي القرآن؛ ليكونوا قدوة لباقي الأطفال.
أما النشاط الثالث، فيمتد إلى مركز الأورام، ومراعاة المرضى بالزيارات المتتالية، والتكفُّل بإفطار الأسر المرافقة لهم، وبث رُوح الأمل في الشفاء.
(اللهم رد إلى مصر الأمن والأمان واعصمها من الفتن)
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
(رمضان في الجزائر)
رمضان في الجزائر.. ضيف عزيز واستقبال حافل
• تقديم الجوائز للصغار الصائمين وحفظة القرآن.
•إقبال الرجال على الحمامات للتطهر الكامل قبل دخول الشهر الفضيل.
• طلاء المنازل؛ احتفالاً بقدوم الضيف العزيز.
يتميز الجزائريون وهم يستقبلون شهر رمضان المبارك بحفاظهم على ما ورِثوه من عادات وتقاليد ضاربة في القِدَم، بحُكمِ تكوينهم الاجتماعي المتعدِّد القيم والثقافات والمناطق، والتي تجمعهم أواصر قوية وروابط راسخة، تكون في أبهى صورها عند بَدء شهر رمضان؛ حيث التلاحم والمحبَّة وروح العائلة الواحدة الكبيرة.
استعدادات كبيرة:تجتهد النساء في الجزائر قبل دخول شهر رمضان بأيام عديدة، فتقوم بالاستعداد الكبير للشهر الكريم بغسل حوائط البيت كله وتطهيره، وتجهيز المطبخ بالأواني الجديدة، واقتناء المواد الغذائية بكميات كبيرة؛ حيث تشتهر ربات البيوت هناك بإعداد وجبات رمضانية وموائد متميزة، يقدِّمنَ فيها كل فنونهنَّ، وكل ما ورثْنَه عن الجدات من الأكلات الشعبية التي يشتهرنَ بها؛ مثل طبق "الحريرة"، وهو عبارة طبق من الحساء "الشوربة"، المضاف إليه التوابل الخاصة، إلى جانب "البوراك"، وهي لفائف من العجين الرقيق الجاف تُحشى بطحين البطاطا واللحم المفروم.
إقبال على التطهُّر: كما تشهد الحمامات إقبالاً كبيرًا من العائلات أواخر شهر شعبان؛ حيث يحرصون على التطهُّر الكامل؛ استعدادًا لصلاة التراويح وعبادات التهجد وتلاوة القرآن، كذلك يَحرِصون على تنظيف المساجد وتجهيزها لاستقبال الشهر الكريم.
أكلات رمضانية:
بالإضافة الى طبق الحريرة والبوراك والتي تتصدَّر مائدة الجزائريين الرمضانية، فيكاد لا تخلو مائدة إفطار جزائرية من طبق "اللحم الحلو"، وهو طبق من "البرقوق" أو "المشمش" المجفَّف، يُضاف إليه الزَّبيب واللوز، ويضيف إليه البعضُ التفاح، ويُطبَخ مع اللحم وقليل من السكر.
أما عن الحلويات، فـ"الزلابية" تعدُّ أهمَّ الحلويات وأشهرها على مائدة ليالي رمضان بالجزائر، والتي يفضلونها على حلويات أخرى تقليدية؛ مثل: (إصبع العروس)، و(قلب اللوز)، والزلابية يُطلَق عليها: (زلابية بوفاريك)؛ نسبة إلى منطقة "بوفاريك" التي اشتَهرت بها، والتي تَبعُد عن العاصمة الجزائرية 50كيلو مترًا غربًا.
احتفال مميز للصغار الصائمين: أما عن الصغار الذين يصومون لأول مرة، فيهتم بهم الآباء اهتمامًا كبيرًا؛ لتَشجعيهم على الصيام، فيُرافقونهم طيلة ساعات الصيام، وعند الإفطار يقربونهم في المجلس؛ ليكونوا على مائدة الكبار مُحتفين بهم.
ويقدمون لهم الجوائز؛ ليملؤوا قلوبهم بحب الصيام، ويشجِّعوهم على تحمُّله، أما الأمهات، فتطهو لهم طبقًا خاصًّا "الخفاف"، وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت، أو "المسمَّن".
كما يُصنَع للطفل الصائم لأول مرة مشروب حلو يُدعى "الشربات"، وهو مزيج من الماء والسكر وماء الزهر، يضاف إليه عند البعض عصير الليمون، وهو مشروب يفضِّله الصغار، وتعتقد الأمهات أن هذا المشروب الحلو يجعل الصغير الصائم مُقبلاً على الصيام مرةً أخرى.
صلاة التروايح:
وتعدُّ صلاة التراويح أحد أهمِّ أركان يوم الصائم، فيَتنافس المسلمون هناك يتشابهون في ذلك مع المسلمين في معظم الدول العربية والإسلامية خلال شهر رمضان - على تأْدِية الشعائر الدينية؛ بالإكثار من الصلوات، وتلاوة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار، فيملؤون المساجد ويَفترِشون الساحات في مشهد يُرقِّق القلوب ويفتح أبواب السماء.
عادات وموروثات:
وعن العادات والموروثات التي يحرص عليها الجزائريون، يحكي أ/ عبدالرشيد طوينه، فيقول:بالنسبة للعادات والتقاليد في الجزائر في شهر رمضان الكريم، يتجلى معظمها في الشعائر الدينية بالإكثار من الذكر الجماعي، وقراءة القرآن، وغيرها من الطاعات؛ سواء على مستوى البيوت، أو المساجد، والتفنُّن في إعداد الأطباق والمأكولات، لا سيما التقليديَّة منها: (الزلابية، الشربة، الحريرة، المطلوع، الطين الحلو)، ومختلف الحلويات التي تتوارثها الأمهات من الجدات.
وأبرز ما يميِّز هذه العادات: التزاور بين الأهل والأصدقاء، وحضور بعض السهرات الدينيَّة، ومن جملة العادات التي أصبحت عادةً اجتماعية راسخةً ومنتشرةً، هي إعداد مطاعم خاصة لإفطار ذوي الحاجة وعابري السبيل من لدن ذوي الخير، كما تحرص العائلات الجزائرية على لمِّ شمْل أفرادها على مائدة الإفطار بشكل جماعي أو بما يسمَّى (العرضة).
وكذلك من أهم المظاهر في هذا الشهر الفضيل: اتجاه الآباء إلى ختان الأطفال؛ تبرُّكًا بالشهر الفضيل، كذلك إعداد ولائم للأطفال الذين يصومون لأول مرة، وكذا حفَظَة القرآن، كما تعدُّ هناك مسابقات رمضانية على مستوى المساجد والجمعيات الخيرية.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
الحمد لله وبعد
أما العادة التي سأخبرك بها فإنها لا تسر
في إحدى مناطق بلد التوحيد حرسها الله والحرمين من كل سوء
يؤخرون أذان العشاء بعد وقته الأصلي بنصف ساعة
فيخرج وقت المغرب ويدخل وقت العشاء والناس لا تعلم
ويصلي من يصلي المغرب في وقت العشاء ظانا منه انه وقت المغرب
ليستريح الناس من عناء الأكل ونصب المضغ
بل تنشر الجمعيات التقويم المخالف على أنه الحق الصراح
هذا تفاعلي معك بارك الله فيك
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
• (البسيسة والزميطة) من الأكلات المميزة على مائدة الإفطار.
• "المسحراتي" أصبح من التاريخ الذي يسامر به الأجدادُ الأحفادَ.
• في رمضان تنشط الندوات الثقافية والأدبية.
• • • •
إلى جانب الروحانيات العالية التي تُميِّز شهرَ رمضان في ليبيا، أيضًا يتميز الشهر الكريم هناك بأنه شهر التسوق بامتياز؛ حيث يبدأ الجميع التجهيز له قبل أيام عديدة من دخوله، فتجد رواجًا كبيرًا في الأسواق، وتزداد عمليات البيع والشراء لكافة مستلزمات الأسرة؛ من أجهزة كهربائية، إلى شراء ديكورات المنزل؛ استعدادًا لاستقبال الضيوف، والتحضير للعزائم، والتي تنتشر بين العائلات والأصدقاء، إلى جانب ملأ الخزانات بكل ما لذَّ وطاب من الأغذية الرمضانية التي تنتشِر في كل مكان.وتبدأ نسمات رمضان مع قدوم رجب وشعبان؛ حيث تجد أغلب العائلات في ليبيا تَحرِص على صيام يومي الاثنين والخميس؛ استعدادًا لشهر الصيام وشوقًا إليه.
مدفع الإفطار:
مدفع الإفطار قديمًا في طرابلس كان يسمعه الناس من وراء جدارن السراي الحمراء، فينطلق مُنبِّهًا أهالي المدينة بوجوب الفطر؛ لدخول وقت المغرب.
ولكن مع ازدياد عدد السكان وبمرور السنين، اختفى وأصبح الناس يعتمدون في إفطارهم على التليفزيون والإذاعة.
المساجد:
وتَشتهر طرابلس بوجود عدد كبير من المساجد العتيقة، وهي متعددة، منها: (مسجد ميزران، مسجد القدس، مسجد العنقودي، مسجد الناقة، مسجد سيدي أبو منجل، مسجد مولاي محمد) وغيرها من المساجد الهامة، والتى تزدان بها مدينة طرابلس، وتقوم هذه المساجد في رمضان بالاستعداد لصلاة التراويح والتهجد، والتي تميز الشهرَ الفضيل، فتقوم بتهيئة المكان وتوسعته لاستقبال أعداد كبيرة من المصلين، فضلاً عن إعداد المسابقات الدينية.
"المسحراتي" (كان يا ما كان):
أما "المسحراتي"، والذي كان يجوب البلاد مُمسكًا طبلته الصغيرة وعصاه، ويزفُّه الصغار بمرحهم، صادحًا بصوت جميل: (سهر الليل يا سهر الليل، عادة حلوة وفعل جميل)، (اصحى يا نايم، وحِّد الدايم)، وكغيرها من البلاد العربية فقد أصبح "المسحراتي" مع السهَر الممتدِّ للصباح أمام شاشات التليفزيون - أصبح من التاريخ الذي يحكيه الأجداد للأحفاد في ليالي رمضان؛ حيث يحلو السهر.
موائد الرحمن:
كما تقام في هذا الشهر الكريم موائد الرحمن في كافة ربوع ليبيا، وتُقيمها جمعيات أهلية عديدة ومُنتشِرة؛ مثل: جمعية واعتصموا للأعمال الخيرية، جمعية الدعوة الإسلامية، وصندوق الضمان الاجتماعي، وبعض النوادي والشعبيات (المحافظة)؛ من أجل إطعام الفقراء والمساكين وابن السبيل.
وتعدُّ من أجمل المظاهر الرمضانية:
تزايُد الأنشطة الثقافية، وشهر رمضان تنشط فيه الندوات الثقافية في كل منطقة وحي؛ حيث البرامج الثقافية للجان الثقافة والإعلام، والأمسيات الشعرية التي تُقيمها رابطة الكتاب والأدباء في ليبيا، وأنشطة الأحياء الجماهيرية، وبيوت الثقافة، وندوات أدبية في القصة والشعر وغيرهما، وإقامة المعارض الشعبية التي تحوي التراث والأكلات الشعبية.
أكلات تقليدية:
وعن الأكلات الرمضانية، تقول أميمة - وهي ربة منزل -: نقوم بإعداد أكلات رمضان قبل قدومه بأيام، فيوجد لدينا أكلة تقليدية تسمى (بسيسة)، عبارة عن عدد من البقوليات عدس وحمص وكمون وشعير وسكر، وبعض البقوليات التي تصل إلى أكثر من 10 مكونات من الحبوب والبقوليات، يتم شراؤها وتنظيفها وأخدها للمطحنة، ونقوم بطحنها، ونُضيف عليه زيت الزيتون ونخلطه في صحن ويؤكَل مع التمر.والبسيسة من الأكلات الأمازيغية، ولكن كل الليبيين يأكلونها الآن وتباع في الأسواق ومحلات العطارين، وهناك أكلة أخرى تسمى (زميطة) نقوم بتحضيرها قبل رمضان؛ لأنها أيضًا تحتاج لشراء الشعير وتنظيفه وتحميصه على النار ثم طحنه، ويُخلَط بالزيت حتى يكون مثل العجين، وتقدم على مائدة السحور في رمضان، وباقي السنة عادةً تؤكل في الإفطار أو العشاء، وهي أيضًا من الأكلات ذات الأصل الأمازيغي.ومن الحلويات الشعبية الشهيرة في رمضان حلوى (العسلة والزلابية)، بالإضافة إلى الحلويات الأخرى؛ الكنافة، والبسبوسة، والبقلاوة، والقطايف، ولقمة القاضي.
أما عن أهم المظاهر الرمضانية، فتقول أميمة:
الغالبية العظمى للبيوت الليبية تكون في حالة شغل دائم قبل رمضان حتى يأتى الشهر الفضيل، فتقوم ربة البيت بالشغل البسيط في التنظيف مع الطبخ، وتتفرَّغ بقدر الإمكان للعبادة، وأيضًا يقوم الليبيون بشراء التمر ومكونات المهلبية (الرز المطحون) والمكسرات، وقبل رمضان بأسبوع نشتري اللحوم والمواد الغذائية الأخرى، رز، مكرونة، دقيق...... والعديد من الناس يحبون شراء أدوات منزلية جديدة لرمضان؛ مثل: فناجين قهوة جديدة، أو أكواب ماء، أو أطقم شوربة.
ومن العادات الروحانية أن هناك العديد من الليبيين يقومون بعُمرة في رمضان، وخاصةً في العشر الأواخر.
أول يوم عند العائلة:
أما عن أول يوم رمضان، فتقضيه معظم العائلات بالتجمع في بيت العائلة؛ حيث يكون الإفطار على التمر واللبن والحليب، بجانب القهوة والعصير، وبعد صلاة المغرب يتناولون الشوربة العربية (الليبية)، ومعها أطباق متنوعة، مثل: (رشتة الكسكاس، والمبطن، والضولمة، وطبق البوريك بالبيض، أو بالبطاطا، أو اللحم المفروم؛ لكن بالبيض هو الأغلب)، ويتم تجهيز ورق البوريك في البيت.
صلاة وتكافل:
وتضيف أميمة: يحرص الناس في رمضان على التكافل الاجتماعي، والتزاور فيما بينهم، وبعد الإفطار نذهب رجالاً ونساء لأداء صلاة التراويح، والتي تمتدُّ لساعات طويلة، وبعدها تبدأ الزيارات ويذهب الرجال للمقاهي.
كما يزداد في رمضان السعي في الأعمال الخيرية؛ من إفطار صائم، وشراء مؤنة للعائلات الفقيرة، وهناك بعض العائلات تقوم بذبح خروف قبل رمضان بيوم وتقوم بتوزيعه على الفقراء.
وبالنسبة للرجال في رمضان فيحلو لهم بعد العصر الخروج للسوق وشراء الفواكه أو أي شيء ناقص في البيت لتسلية صيامهم، وأفضل ما في رمضان أن أغلب الرجال يصلُّون الصلوات في المسجد ويصطحبون معهم أطفالهم.
أهم مساجد طرابلس:
وعن أهم المساجد، تقول أميمة من طرابلس عروس البحر:من أهم المساجد وأعرقها مسجد الدعوة الإسلامية، وله أهمية تاريخية؛ لأنه يقع في ميدان مهمٍّ في طرابلس (ميدان الجزائر)، وهو عبارة عن كنيسة قديمة وكبيرة منذ عهد الاستعمار الإيطالي لليبيا، وبعد ذلك اتُّخدتْ كمسجد ومقرٍّ لجمعية الدعوة الإسلامية، وتمَّ مؤخرًا إعادة ترميمه دون المساس بشكله الأساسي؛ باعتباره إرثًا عالميًّا، ويعدُّ تحفةً معمارية رائعة الجمال، بالإضافة لكبر حجمه وموقعه المميز وسط البلد، والمسجد الآخَر الهام جامع (مولاى محمد) الذى بناه ملك المغرب محمد الخامس، وهو كبير ومهم وموقعه مميَّز بين شارع الزاوية وشارع الجمهورية. والمسجد الثالث المهم هو مسجد (القدس) في شارع الجمهورية، وهو مشهور؛ لأن كثيرًا من الناس يقيمون فيه عقد القران للزواج وكذلك الدروس الدينية، وكذلك جامع (ميزران) في شارع ميزران، ويشتَهر بأن به قراءً رائعين، وكان له دور مهم في ثورة 17 فبراير.
كذلك جامع (أبو منجل)، والمساجد جميعها تقع في وسط مدينة طرابلس.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم. وسأضيف إلى موضوعكم الطيب بعض ما يميز بلدي الحبيب الجزائر، أسميته: أجواء شهر رمضان بالجزائر...أجواء شهر رمضان في الجزائر
بسم الله والحمد لله الذي خصَّنا من بين سائر الأمم بشهر الصيام، وجعله غُرة وجه العام. وبعدُ:فتختلف العادات بين الشعوب الإسلامية، وتتعدَّد خلال أيام السنة، لكنها تبرز بشكل جلي في شهر الصيام، وأرصد في ما يلي ما يميِّز القطر الجزائري من تقاليد وعادات اجتماعية ترتبط بشهر رمضان الفضيل:نسيج اجتماعي متنوِّع يطبع ولايات الجزائر، جعل من موسم الطاعات فرصة لإبراز هذا التميز الموروث عن الآباء والأجداد، فقُبيل رمضان تحرص العائلات الجزائرية على تحضير ما يلزم لاستقبال هذا الضيف العزيز، فتجتهد ربَّة البيت في تنظيف المنزل، واقتناء أوان جديدة، وشراء ما يلزم للموائد الرمضانية، وخصوصًا التوابل التي تعطي النكهة الخاصة لكل الأطباق الجزائرية، إضافة للحوم البيضاء والحمراء، والخضر، وبقية لوازم ترتيب مائدة الإفطار. ويختلف توقيت رمضان عن بقية أيام السنة، فأغلبية المؤسسات العامة تفتتح يومها في الساعة التاسعة صباحًا؛ لتُواصل تقديم الخدمات حتى الرابعة مساء عوضًا عن التوقيت الصباحي والمسائي المعتاد، وتنشط الحركة التجارية خلال يوم رمضان بشكل لافت للانتباه، في حين تحاول رَبة البيت إعداد مائدة الإفطار بعد أن خصَّص لها رب العائلة ميزانية مالية خاصَّة. ويتباين البرنامج اليومي للجزائري: بين العمل، والدراسة، والاجتهاد في اغتنام أيام وليالي رمضان، حسب هِمة كل واحد، من تلاوة القرآن، والمداومة على صلاة الجماعة، والصدقة، وصلة الرحم، ومختلف أبواب العمل الصالح عمومًا. وتشهد شوارع الجزائر سكونًا قُبيل آذان المغرب، إلا من خطوات المصلِّين إلى بيوت الله لأداء الصلاة، أما عبارة التهنئة بإتمام صوم يوم رمضان، فتتردَّد على لسان الصغير والكبير: "صَحَّ فطوركم". إنه وقت الإفطار الذي يجمع أفراد العائلة الجزائرية حول مائدة واحدة، ويستهل الجزائريون الإفطار بتمر وشربة من حليب؛ اقتداء بالسنة النبوية، وتتميز مائدة الإفطار بأصناف مختلفة تتفنَّن الجزائريات في إعدادها وتنويعها، وتنسيقها على أحسن صورة، على أن تتزيَّن بأصناف معلومة تُرافق الصائم طيلة أيام الصيام: من الحريرة أو الشربة، والبوراك، والمعْقودَة، ويختلف الطبق الرئيس بين المقليات إضافة إلى "الطواجين"؛ وهي: أنواع مختلفة من المرَق - المالح أو الحلو - مع اللحم المرافق لبعض البقوليات والخضر، وأشهرها: "طاجين الزيتون"، و"طاجين الجلبان"، و"طاجين الزبيب والبرقوق"، وغير ذلك من الأصناف التقليدية، من غير إهمال للسلَطات والمقبلات، وما تيسَّر من الفواكه والمشروبات، كل أسرة حسب دخلها المادي. وتظهر أواصر التكافل الاجتماعي بين الجزائريين من خلال ما يُعرف عندنا بـ "موائد الرَّحمة"، وهي موائد إفطار جماعية تقدَّم لعابري السبيل، والمحتاجين، والمشرَّدين؛ تحقيقًا للترابط الاجتماعي، كما انتشرت في السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ "قُفَّة رمضان" هي للفقير والمحتاج عون. أما ليالي رمضان، فتختلف عن باقي ليالي العام، فبعد الإفطار مباشرة، تتجدَّد الحركة عبر شوارع الجزائر، فمن الجزائريين مَن يقصد المساجد لأداء صلاة التراويح، ومنهم مَن يقصد المقاهي لقضاء وقت مع الأصدقاء، وغالبًا ما تكون الزيارات الأسرية بعد التراويح. ومن أشهر الحلويات التي تزيِّن مائدة ما بعد التراويح: الزلابِيَة، وقلب اللوز، وأصبع القاضي، والقطايف، والمحنشة؛ حيث تتحوَّل المخابز والمحلات الخاصة ببيع مختلف أصناف الحلويات، إلى بيع أنواع بعينها قد لا تجدها في غير رمضان. في حين يعدُّ "الكسكس" الطبق الشائع الذي يحضر خصِّيصًا لوجبة السحور، والذي يُصنع من القمح الصلب، على شكل حبيبات صغيرة الحجم، تُطبخ على البخار، وعادة ما يؤكل مع اللَّبن الرائب، وهناك من يفضِّل تناول ما تبقى من مائدة الإفطار. أما ليلة النصف من الشهر الفضيل، فلها تقاليد خاصة تتكرَّر كل رمضان، بإعداد أصناف معينة من الطعام يتصدَّرها الرقاق - الثَّرِيد - بمَرَق الدجاج. كذلك يوم السابع والعشرين من شهر الصيام الذي يختصُّ باحتفاء خاص، ففيه يختم القرآن الكريم بمساجد الجمهورية، وترى فيه عُمَّار بيوت الله في منظر مَهِيب يبعث على الطمأنينة والشعور بالانتماء لأمة الإسلام، وترتفع الدعوات والابتهالات تقرُّبًا من الله - عز وجل - وتُقام في هذه الليلة مسابقات لحفظ القرآن؛ امتدادًا للفعاليات الدينية التي تبدأ من أول يوم من رمضان، وتجمع في هذه الليلة الصدقات لصالح المساجد، والفقراء والمساكين، وتعطِّر النسوة البيوت بالبخور، ويخضبن أيديهن بالحناء. كما أن الكثير من العائلات الجزائرية تحرص على ختان أبنائها ليلة السابع والعشرين من رمضان؛ تيمُّنًا بهذه الليلة المباركة، وتجنبًا لمصاريف قد تثقل كاهل الأولياء إذا ما كان الختان في غير رمضان؛ حيث يرتدي الطفل لباسًا جزائريًّا تقليديًّا، وتخضب كفَّيه بالحناء، ويتصدَّر المجلس كالعريس، بحضور الأقارب والأهل والجيران. وللأطفال الصغار نصيب من التميز في هذا الشهر الفضيل، فقد جرت العادة في البيوت الجزائرية أن يُحتفل بأول صيام للأطفال، فيكرم الطفل الصائم تشجيعًا له على تجلُّده بالصبر، وامتناعه عن الأكل والشرب طيلة اليوم، وتهييئًا له لصيام رمضان كاملاً مستقبلاً، وغالبًا ما يتم اختيار ليلة النصف من رمضان أو ليلة السابع والعشرين منه للاحتفال بذلك. ومع اقتراب عيد الفطر، يسعى الأولياء لإدخال الفرحة على قلوب الصغار، فيقصدون في أواخر ليالي رمضان المحلات التجارية لشراء ملابس العيد، وتعمل ربات البيوت على شراء ما يلزم لتحضير حلويات العيد، وقد غزت في السنوات الأخيرة ظاهرة شراء الحلويات بدلاً من صنعها، خصوصًا بالنسبة للمرأة العاملة. ويبقى أن أقول للجميع: "صحَّ فطوركم"!
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/42876/#ixzz2ZPYDzhLh
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
عذرا، فالعودة إلى السطر استحالت معي لذلك ظهر الموضوع أعلاه متلاصقا -منذ أشهر نفس المشكلة- لذلك ارجو إعادة نسخ الموضوع لو سمحتم، وحذف هذا الرد من الإخوة المشرفين جزاكم الله خيرا وصح فطوركم جميعا...
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
اقتباس:
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم. وسأضيف إلى موضوعكم الطيب بعض ما يميز بلدي الحبيب الجزائر، أسميته: أجواء شهر رمضان بالجزائر...
جزاك الله خيرًا أختي الكريمة على الإضافة وهذه هي المقال بدون إلتصاق.
أجواء شهر رمضان في الجزائر
بسم الله والحمد لله الذي خصَّنا من بين سائر الأمم بشهر الصيام، وجعله غُرة وجه العام.
وبعدُ:
فتختلف العادات بين الشعوب الإسلامية، وتتعدَّد خلال أيام السنة، لكنها تبرز بشكل جلي في شهر الصيام، وأرصد في ما يلي ما يميِّز القطر الجزائري من تقاليد وعادات اجتماعية ترتبط بشهر رمضان الفضيل:نسيج اجتماعي متنوِّع يطبع ولايات الجزائر، جعل من موسم الطاعات فرصة لإبراز هذا التميز الموروث عن الآباء والأجداد، فقُبيل رمضان تحرص العائلات الجزائرية على تحضير ما يلزم لاستقبال هذا الضيف العزيز، فتجتهد ربَّة البيت في تنظيف المنزل، واقتناء أوان جديدة، وشراء ما يلزم للموائد الرمضانية، وخصوصًا التوابل التي تعطي النكهة الخاصة لكل الأطباق الجزائرية، إضافة للحوم البيضاء والحمراء، والخضر، وبقية لوازم ترتيب مائدة الإفطار.
ويختلف توقيت رمضان عن بقية أيام السنة، فأغلبية المؤسسات العامة تفتتح يومها في الساعة التاسعة صباحًا؛ لتُواصل تقديم الخدمات حتى الرابعة مساء عوضًا عن التوقيت الصباحي والمسائي المعتاد، وتنشط الحركة التجارية خلال يوم رمضان بشكل لافت للانتباه، في حين تحاول رَبة البيت إعداد مائدة الإفطار بعد أن خصَّص لها رب العائلة ميزانية مالية خاصَّة.
ويتباين البرنامج اليومي للجزائري: بين العمل، والدراسة، والاجتهاد في اغتنام أيام وليالي رمضان، حسب هِمة كل واحد، من تلاوة القرآن، والمداومة على صلاة الجماعة، والصدقة، وصلة الرحم، ومختلف أبواب العمل الصالح عمومًا.
وتشهد شوارع الجزائر سكونًا قُبيل آذان المغرب، إلا من خطوات المصلِّين إلى بيوت الله لأداء الصلاة، أما عبارة التهنئة بإتمام صوم يوم رمضان، فتتردَّد على لسان الصغير والكبير: "صَحَّ فطوركم". إنه وقت الإفطار الذي يجمع أفراد العائلة الجزائرية حول مائدة واحدة، ويستهل الجزائريون الإفطار بتمر وشربة من حليب؛ اقتداء بالسنة النبوية، وتتميز مائدة الإفطار بأصناف مختلفة تتفنَّن الجزائريات في إعدادها وتنويعها، وتنسيقها على أحسن صورة، على أن تتزيَّن بأصناف معلومة تُرافق الصائم طيلة أيام الصيام: من الحريرة أو الشربة، والبوراك، والمعْقودَة، ويختلف الطبق الرئيس بين المقليات إضافة إلى "الطواجين"؛ وهي: أنواع مختلفة من المرَق - المالح أو الحلو - مع اللحم المرافق لبعض البقوليات والخضر، وأشهرها: "طاجين الزيتون"، و"طاجين الجلبان"، و"طاجين الزبيب والبرقوق"، وغير ذلك من الأصناف التقليدية، من غير إهمال للسلَطات والمقبلات، وما تيسَّر من الفواكه والمشروبات، كل أسرة حسب دخلها المادي.
وتظهر أواصر التكافل الاجتماعي بين الجزائريين من خلال ما يُعرف عندنا بـ "موائد الرَّحمة"، وهي موائد إفطار جماعية تقدَّم لعابري السبيل، والمحتاجين، والمشرَّدين؛ تحقيقًا للترابط الاجتماعي، كما انتشرت في السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ "قُفَّة رمضان" هي للفقير والمحتاج عون.
أما ليالي رمضان، فتختلف عن باقي ليالي العام، فبعد الإفطار مباشرة، تتجدَّد الحركة عبر شوارع الجزائر، فمن الجزائريين مَن يقصد المساجد لأداء صلاة التراويح، ومنهم مَن يقصد المقاهي لقضاء وقت مع الأصدقاء، وغالبًا ما تكون الزيارات الأسرية بعد التراويح.
ومن أشهر الحلويات التي تزيِّن مائدة ما بعد التراويح: الزلابِيَة، وقلب اللوز، وأصبع القاضي، والقطايف، والمحنشة؛ حيث تتحوَّل المخابز والمحلات الخاصة ببيع مختلف أصناف الحلويات، إلى بيع أنواع بعينها قد لا تجدها في غير رمضان.
في حين يعدُّ "الكسكس" الطبق الشائع الذي يحضر خصِّيصًا لوجبة السحور، والذي يُصنع من القمح الصلب، على شكل حبيبات صغيرة الحجم، تُطبخ على البخار، وعادة ما يؤكل مع اللَّبن الرائب، وهناك من يفضِّل تناول ما تبقى من مائدة الإفطار.
أما ليلة النصف من الشهر الفضيل، فلها تقاليد خاصة تتكرَّر كل رمضان، بإعداد أصناف معينة من الطعام يتصدَّرها الرقاق - الثَّرِيد - بمَرَق الدجاج.
كذلك يوم السابع والعشرين من شهر الصيام الذي يختصُّ باحتفاء خاص، ففيه يختم القرآن الكريم بمساجد الجمهورية، وترى فيه عُمَّار بيوت الله في منظر مَهِيب يبعث على الطمأنينة والشعور بالانتماء لأمة الإسلام، وترتفع الدعوات والابتهالات تقرُّبًا من الله - عز وجل - وتُقام في هذه الليلة مسابقات لحفظ القرآن؛ امتدادًا للفعاليات الدينية التي تبدأ من أول يوم من رمضان، وتجمع في هذه الليلة الصدقات لصالح المساجد، والفقراء والمساكين، وتعطِّر النسوة البيوت بالبخور، ويخضبن أيديهن بالحناء.
كما أن الكثير من العائلات الجزائرية تحرص على ختان أبنائها ليلة السابع والعشرين من رمضان؛ تيمُّنًا بهذه الليلة المباركة، وتجنبًا لمصاريف قد تثقل كاهل الأولياء إذا ما كان الختان في غير رمضان؛ حيث يرتدي الطفل لباسًا جزائريًّا تقليديًّا، وتخضب كفَّيه بالحناء، ويتصدَّر المجلس كالعريس، بحضور الأقارب والأهل والجيران.
وللأطفال الصغارنصيب من التميز في هذا الشهر الفضيل، فقد جرت العادة في البيوت الجزائرية أن يُحتفل بأول صيام للأطفال، فيكرم الطفل الصائم تشجيعًا له على تجلُّده بالصبر، وامتناعه عن الأكل والشرب طيلة اليوم، وتهييئًا له لصيام رمضان كاملاً مستقبلاً، وغالبًا ما يتم اختيار ليلة النصف من رمضان أو ليلة السابع والعشرين منه للاحتفال بذلك.
ومع اقتراب عيد الفطر، يسعى الأولياء لإدخال الفرحة على قلوب الصغار، فيقصدون في أواخر ليالي رمضان المحلات التجارية لشراء ملابس العيد، وتعمل ربات البيوت على شراء ما يلزم لتحضير حلويات العيد، وقد غزت في السنوات الأخيرة ظاهرة شراء الحلويات بدلاً من صنعها، خصوصًا بالنسبة للمرأة العاملة. ويبقى أن أقول للجميع: "صحَّ فطوركم"!
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/42876/#ixzz2ZPYDzhLh
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
لرمضان نكهتُه لدى المسلمين في كل الديار العربية والإسلامية، ولهذا الشهرِ الفضيل في العراق طعمٌ مميز آخَر، لا تجده في غيره من الشهور الأخرى، وأهل العراق لهم عاداتُهم في استقباله قبل مجيئه أولاً، وصيام أيامه حين يُطلُّ ببركته عليهم، وعادات في توديعه حين يشدُّ الرحال في الأيام الأخيرة، وهذه العادات بعضُها مُتوارَث عن العثمانيين أيامَ ولايتهم على العراق، وبعضها طبائع تجذَّرت في نفوس العراقيِّين خلال عقود طويلة.
فمن تلك العادات التي تربَّينا عليها نحن وقد حُفرت بذاكرتنا أطفالاً، ونمَتْ معنا كبارًا:
مِدفَع رمضان أو (الطوب) بالتركيَّة، والأصل في حكايته أنَّه يعود الى العصر العثماني؛ حيث كان يُستخدَم هذا المدفعُ لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار، وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء، وكان السبب في استخدام المدفع هو انعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفعُ إلى يومنا هذا تقليدًا تَحرِص وسائل الإعلام العراقية الرسميةُ وغيرها غلى التمسُّك به، إلا أنَّ مِدفَع اليوم هو رسمٌ ثلاثي الأبعاد مُصمَّم بـ (الكومبيوتر)، وينتظره الأطفال خاصَّةً بشغفٍ منقطع النظير قبل آذان المغرب مباشرةً.
ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرةُ التزاور فيما بينهم في رمضان وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميَّز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران فيحصل تبادُلٌ رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحد أن ليس في سفرة طعامه مما صنَعه هو إلا القليل، أما الباقي فهي أطباق منوَّعة جاءت من هنا وهناك.
ومن عادات العراقيين أيضًا الإفطارُ على أسطح المنازل في نوع من تغيير الجو الداخلي للمنزل، ولكن هذه العادة اندثرت بعد الغزو الأمريكي الغاشم وتحليق مروحياته ليلَ نهارَ في سماء العراق، وكذلك الإطلاقات النارية الطائشة التي أصبحَت سِمَة العراق في عصر الفوضى، فعكَّرت هذه الأحداث صفوَ الأيام الخوالي.
أمّا المساجد، فتعيش أجواء مميَّزة في رمضان بطبيعة الحال؛ فتمتلئ بالمصلين - وليْتها امتلأتْ بالمصلين في رمضان وغيره - وتَشتغِل المساجد قبل رمضان بصيانة دورية مكثَّفة للإنارة وأجهزة التبريد، وخصوصًا إن جاء رمضان صيفًا وفي العراق! كما أنَّ المساجد تَنشَط في مُسابقات فكريَّة توزَّع خلالها جوائزُ ومصاحف وكتبٌ للفائزين في جوٍّ إيمانيٍّ وتنافُسي ماتع.
وتُقام موائد إفطار الصائمين في المساجد؛ بعضها من نفقات المسجد، وبعضها مما يَحمله المُحسنون، وأشهى موائد الإفطار عند العراقيين هو التمر العراقي، والمعروف بـ (تمر البصرة) أو (الخستاوي) واللبن، كما تشتهر موائد العراقيِّين في رمضان بشراب (النومي بصرة)، وهو شرابٌ مميَّز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه: إنَّه دواء للصداع.
مهما قال العراقيُّ عن رمضان وأيامه في العراق، ومهما تحدَّث المِصريُّ عنه وعن موائد الرحمن في مصر، يبقى رمضان شهر الله المبارك، شهر المسلمين جميعهم، شهر العبادة والرحمة، شهر الأوبة إلى الله والرجوع إلى شرعته.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في دولة الامارات العربية المتحدة
بعضهم يفتقد أجواءه القديمة.. وآخرون «يأكلون التراث» رمضـان بـين زمنـين.. اللقيمـات والبيتزا "
التطور الذي شهدته الإمارات لم يطمـس التقاليد للشهر إيقاعه المختلف، وفي رمضان ينتاب الناس مزاج آخر، فأيام الصيام لا تشابه جاراتها، في روزنامة المسلمين، وتحل في النفوس حالة من الورع والتقوى، وتغلب الروحانيات على تصرفات الناس، ويترافق شهر رمضان المبارك في كل عام مع طقوس وعادات ارتبطت به ، وميزته عن غيره من الأشهر، إذ ترتبط سلوكيات رمضان غالبا بعادات توارثتها الأجيال،إلا أن التطور الذي أثر في المجتمع، غير من بعض هذه العادات، وحافظ الناس على بعضها، خصوصاً تلك التي ارتبطت بروح العائلة ودور المرأة أو الأم، خصوصاً خلال اليوم الرمضاني.
فبعض العادات مثل الاجتماع لأداء صلاة التراويح، ومآدب الإفطار، وإعداد الوجبات الشعبية الإماراتية، وازدحام الشوارع بعد الانتهاء من صلاة التراويح، كانت ظواهر ملازمة لأيام الصيام، إلا أن التغير الذي اصاب المجتمع، ولحق بتفاصيل الحياة، وأثر في علاقات الناس وتقاربهم الاجتماعي، سواء لطبيعة الحياة أو لتغير عقليات الأفراد،تسبب باندثار عدد من العادات التي عرفها أجدادنا في رمضان.
وتذكر فاطمة سعيد (ربة منزل) رمضان في الماضي قائلة «أذكر أن رمضان قديماً كان يختلف اختلافاً كلياً عن رمضان في الوقت الحالي، فقد كان أهالينا يستعدون لشهر رمضان لمد أيديهم لكل محتاج، ولم يكن الأمر مقتصرا على أنفسهم فقط، وكان الناس يتواصلون مع بعضهم البعض»، وتكمل عن استعدادات رمضان «الأمهات كن يجهزن للموائد الرمضانية قبل حلول رمضان بفترة طويلة، فمائدة رمضان تختلف عن الموائد اليومية طوال السنة، فعلى سبيل المثال الهريس والفريد و(الفرني) واللقيمات أكلات لا تعمل إلا في شهر رمضان».
أما عن رمضان الحاضر فتذكر، «أدخلت عادات وتقاليد غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، وقد اندثرت بعض المأكولات الإماراتية لتحل محلها مأكولات لبنانية وغربية وخليجية و هندية ، وأصبحت الأبواب مغلقة وإذا أراد أحدنا أن يزور جاره فعليه أخذ موعد مسبق، تاركين عادة البيوت المفتوحة التي يدخلها من شاء ووقت ما أراد».
من جهتها،قالت سميرة سالم، موظفة، إن رمضان الذي كان يمتاز بمائدته العامرة بأطيب الأكلات الإماراتية «تزدحم على موائده الآن وجبات سريعة مثل البيتزا والمعجنات والمشاوي،وربما تحضر بعض الوجبات الصغيرة من قبيل الاهتمام بالفلكلور والتراث، يأكلها الناس وهم يضحكون ويتندرون عليها»، مضيفة ان هذا التغير «بسيط لو اقتصرت الامور على ذلك،لكن رمضان أصيب للأسف بمعناه وبمضمونه، ولم تعد الناس تراعي حرماته او تمتثل لقدسيته».
أطعمة شعبية :
وأشارت حصة محمد (ربة منزل) إلى العادات التي كانوا يقومون بها في شهر رمضان قديما: «كانت طبيعة الأحياء السكنية (الفرجان) أن البيوت بجانب بعضها بعضا ومفتوحة للجميع،وتجتمع الجارات والأطفال عند إحداهن بعد صلاة التراويح، ليتبادلوا أطراف الحديث ويتناقشون في أمور الحياة»، وتتابع «وخلال أحاديثهم تقوم ربات البيوت بصنع الأعمال اليدوية، مثل التلي أو البراقع أو خياطة الملابس استعداداً للعيد، متناولين الأطعمة الشعبية الإماراتية من الساقو والدنقو والباجلا والبلاليط والهريس، مع شرب الشاي والقهوة العربية».
تواصل محدود :
وعن رمضان في الوقت الحاضر ترى ربة المنزل علياء محمد أنه «يطغى عليه الاهتمام بالأطعمة فقط،متناسين أو جاهلين للعادات التي كان أهل الإمارات يمارسونها من قبل، فقد كانت زيارة الأهل والأقارب حلقة تواصل فيما بينهم، ولكن الآن أصبحت الزيارات نادرة بل معدومة لكثرة مشاغل الناس، بالإضافة إلى عمل المرأة».
وتكمل «هناك بعض الأهالي يمارسون هذه العادات والتقاليد لتبقى في ذاكرة أبنائهم، ويعلمونهم تراث آبائهم وأجدادهم، والحمد لله فهناك جهات وطنية تمسكت بهذه العادات الرمضانية وإقامتها واحيائها في تظاهرات عارمة، ما يسهم في نقل التراث الرمضاني للأجيال الجديدة».
زيارات لاتنقطع :
وتحدثت ميرة سالم (ربة منزل) عن رمضان «كان أكثر بساطة من الوقت الحالي، والناس يتواصلون مع بعضهم بعضا وزياراتهم لا تنقطع لأي سبب فإذا كانت المرأة مريضة تكون جارتها متواجدة لخدمتها»، وتابعت «رب الأسرة عادة ما كان يقيم في المجلس لاستقبال الضيوف والأهل، فإذا جاء زائر للحي يستقبله ويكرمه حتى يرحل، ولكن في الوقت الحالي أصبح الأشخاص في رمضان منغلقين على أنفسهم، مبتعدين عن صلة الرحم».
المستوى البسيط:
وعن سبب اختلاف رمضان القديم عن الحاضر يقول مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرةالثقافة والإعلام بالشارقة عبدالعزيز المسلم إن «التطور العمراني الذي شهدته الإمارات، واختلاط الأحياء أدى إلى اختلاف الطقوس في شهر رمضان، هذا بالإضافة إلى المستوى الاجتماعي»، وأضاف «فالحي كان يُبنى على ركائز المسجد أو الجامع، أوالحصن، أو على أطراف السوق، وكانت الأزقة أو (السكيك) تؤدي إلى هذه الأماكن، وكانت البيوت لصغرها وقربها من بعضها بعضا متلاصقة، وكان المستوى الاجتماعي بسيطاً وطيباً».
وأضاف عن أسس التعامل بين الناس «كانت من دون طبقية، حيث لم نكن نميز التاجر من الشخص البسيط أوالفقير، وكان التواضع بارزاً في التعامل».
وقال «كانت الروحية الايمانية والبذل والعطاء هي ميزات السلوك الرمضاني، وكان بعيدا كل البعدعن التظاهر والرياء والطبقية في تعامل الناس في ما بينهم، وقد كانت الموائد الرمضانية ممتدة للكل وتحفل بالأطعمة الإماراتية تحديدا من هريس وفريد ولقيمات وخنفروش». وعزا المسلم النقطة الأساسية في تحول هذا السلوك الى «البناء الاجتماعي الذي بدأ بالتغير اتساقاً مع تطور البناء الاجتماعي العالمي ما أدى إلى دخول الكثير من العادات التي تتنافى مع السلوك الإماراتي».
ووصف مديرإدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة رمضان في فترة الاتحاد إلى منتصف الثمانينات بقوله «احتفظت هذه الفترة بالذات بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت تمارس في القدم، وكان يغلب على طابعها الروحانيات،بالإ ضافة إلى الإفطار الجماعي، وتوزيع أطباق الأغذية بين الجيران، وبعد صلاة التراويح كان الأطفال يلعبون في ساحات المساجد و(البراحة)، والناس تمتاز بالعطاء بلا حدود والجود والكرم».
وأضاف «بعدمنتصف الثمانينات «تغيرت الأحوال، فقد هجرت المناطق القديمة إلى مناطق جديدة وظهرنظام الفلل والبيوت الكبيرة، وقد سبق أن ذكر غراهم أندرسون في كتاب له عن دولةالإمارات أن «نفسيات أهلها قد تغيرت نتيجة لتغيرات طرأت على سلوكهم».
وقال المسلم «تأثر رمضان في الإمارات بجو الدول الأخرى، وانعزل الإماراتيون بعاداتهم وتقاليدهم في رمضان لتقتصر عليهم فقط، مع أنني أرى أن على المؤسسات الثقافية والمجتمعية أنتعكس وتؤثر في المقيمين في الدولة بعادات وتقاليد البلد وليس العكس».
رمضان الريف والمدينة :
يقول اختصاصي علم الاجتماع في جامعة الشارقة حسين العثمان إن «رمضان له خصوصية معينة في استقباله، ولكن بعض الناس ابتعدوا عن المعنى الرئيس له وعن الواجبات المترتبة على الصائم التي عليه القيام بها»، وتابع أن رمضان «ارتبط بالاستهلاك الغذائي، واختلفت طرق الإنفاق فيه حسب دخل الفرد، وأدى الغلاء إلى أنماط استهلاكية غذائية مرهقة جداً للفقراء ومحدودي الدخل».
وأشار إلى أن أهل الإمارات «مازالوا يمارسون عادات إيجابية ومنها إفطار الصائم والمنتشرة في الأحياء والخيام المتواجدة قرب المساجد في الإمارات المختلفة، بالإضافة إلى المساعدات المقدمة للمحتاجين فهو عمل محمود مازال الناس يتبعونه».
أما عن اختلاف مظاهر استقبال رمضان لدى الأشخاص فقال إن هذا يرجع حسب المجتمعات التي ينتمي إليها الفرد، فإذا كان ينتمي إلى مجتمع الريف فله عاداته وتقاليده، ويكون أكثر تماسكاً والتواصل بين الأقارب أقوى، أما إذا كان الفرد ينتمي إلى مجتمع المدن فطبيعة علاقةا لأفراد في رمضان تختلف لطبيعة المدن من السرعة والعمل».
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في روسيا مظهر إسلامي
تتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال شهر الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما، كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة مهمة جدا في توحيد المسلمين، حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني.
ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين، كما يساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، كما نجد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية التي تماثل (موائد الرحمن) لدينا هنا في مصر وتشارك العديد من الدول العربية والإسلامية في إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية مما يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي.
وبخصوص تعامل الشعب الروسي والدولة الروسية عموما مع الشهر الكريم، فإننا لا نجد أي تغيير عن باقي أيام السنة فالبرامج التليفزيونية والإذاعية كما هي تبث من دون احترام لمشاعر المسلمين.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
الفلبين عادات أقرب للعربية
للمسلمين في الفلبين عادات وتقاليد خاصة بهم، فهو مجتمع أصيل في هذه البلاد التي لا وافد إليها من بعيد كما هو الحال في الدانمرك مثلاً، ويرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح داراً للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضاً يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية في نفوسهم من الصغر، ولا بد لكل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة.
هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء موائدهم من دون أية حساسيات، فالكل إخوةٌ في الإسلام، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء.
ولا ينسى المسلمون الفلبينيون أن يزيِّنوا موائد الشهر الكريم بالأكلات المحلية الخاصة بهم مثل طبق (الكاري كاري) وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه (القطائف) المصرية وعصير (قمر الدين)، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار، حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على النفوس في هذا الشهر الكريم.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان على الطريقة الماليزية
يهتم المسلمون الماليزيون بحلول شهر رمضان الكريم، حيث يتحرون رؤية الهلال، وتُصدر وزارة الشؤون الدينية بياناً عن بداية الشهر المعظم ويُذاع في كل وسائل الإعلام وتقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع ورشِّها ونشر الزينة الكهربائية في المناطق الرئيسة.
أما المواطنون فهم يبدأون منذ نهاية شهر شعبان الكريم شراء حاجياتهم الغذائية وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتُضاء المساجد، ويعلنون عن حلول شهر رمضان المعظم بوسائل عدة: منها الضرب على الدفوف في بعض الأقاليم، ويقبل المسلمون رجالاً ونساءً وأطفالاً على الصلاة في المساجد خلال شهر رمضان، ويتم إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد، ويصلي الماليزيون المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون للمساجد من أجل أداء صلاتَي العشاء والتراويح، ويتْلون القرآن الكريم، وتنظِّم الدولة مسابقات حفظ كتاب الله تعالى بين كل مناطق البلاد، وتوزّع الجوائز في النهاية في حفل كبير على الفائزين وعلى معلميهم أيضاً.
وكثيراً ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء احتفال المسلمين بنهاية الشهر الكريم التي يحييها المسلمون عن طريق ختم القرآن الكريم أو يعتنق البعض الإسلام أثناء أداء صلاة العيد التي يراها الماليزيون جميعاً مناسبةً عامةً قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.
ويفطر المسلمون في منازلهم، والبعض منهم يفطر في المساجد، ويحضر القادرون بعض الأطعمة التي توضع على بسط في المساجد من أجل الإفطار الجماعي، وفي المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يوماً خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك والتراحم الذي نتمناه في كل أرجاء العالم الإسلامي.
ومن أشهر الأطعمة التي تحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة (الغتري مندي) التي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك (البادق) المصنوع من الدقيق، وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز والبرتقال.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في تنزانيا.. نكهة خاصة
يُعَظِّمُ التنزانيون شهر رمضان ويجلُّونه ويعاملونه بمهابة تتوافق مع جلال هذا الشهر الكريم، فيبدأون الاستعداد له منذ حلول نصف شهر شعبان المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار وكذلك تزيين المحال التجارية والمساجد، وتنشط أيضاً الزيارات العائلية من أجل التحضير للشهر الكريم، ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم، حتى إن الصيام يبدأ من سن الـ12 عاماً ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر الذنوب، ولذلك تغلق المطاعم أبوابها خلال أوقات الصيام ولا تفتح إلا بعد صلاة المغرب وحلول موعد الإفطار. وللشهر الفضيل الوجبات المخصصة له، التي يلجأ إليها التنزانيون من أجل المساعدة على الاستمرار في الصيام، فهناك التمر وكذلك الماء المحلَّى بالسُّكَّر إلى جانب طبق الأرز المليء بالسعرات الحرارية الذي يساعد الصائم على تحمل الجوع، إلى جانب الخضراوات والأسماك التي يحصلون عليها من سواحلهم المطلَّة على المحيط.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في أمريكا
يشهد الشهر الفضيل إقبال كل المسلمين على الصيام حتى أولئك الذين لا يلتزمون بالصلاة طوال السنة.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحافية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بدعوة المسلمين إلى (البيت الأبيض) في أول الشهر الفضيل كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة. وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجاً جيداً للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشاراً ونموّاً.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في إيطاليا
ينتهز المسلمون في إيطاليا حلول شهر رمضان الكريم من أجل تنميةِ مشاعرهم الدينية وممارسة العبادات الإسلامية خلال الشهر الفضيل، حيث يحرص المسلمون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها بتقديمها في شهر الصيام، وهناك الإقبال على حضورِ الدروس الدينية التي ينظمها المركز الإسلامي في المساجد الإيطالية، إلى جانب استقبال رجال الدين الذين تقوم البلاد العربية - مثل تونس - بإرسالهم إلى الدول غير الإسلامية في شهر رمضان.
وعامةً بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإن الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة، حيث إن إفطار الجميع في وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية التي قد تضم الأصدقاء أيضاً، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
الشهر الفضيل في اليابان
تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغيرهم خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان تنظيم مآدب الإفطار الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحداً تقريباً، وتكون هذه المآدب بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أي من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان. كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية وتحظى أصوات المقرئين الراحلين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين، أيضاً يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي، ويتم جمع هذه الزكاة طوال العام وفي شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال.
وبخصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر رمضان، وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.. الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الإسلام بين اليابانيين وتعريفهم به حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، ويشير هذا أيضاً إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في سوريا
(اللهم أفرج همهم و أنصرهم علي عدوك وعدوهم)
يحتفل السوريون بشهر رمضان الكريم على طريقتهم الخاصة، وهناك العديد من المجالات التي تبرز فيها أساليب الاحتفال لدى السوريين فهناك المستوى الرسمي وكذلك المستوى الشعبي، فعلى المستوى الرسمي يتم تخصيص مساحاتٍ واسعة من البث الإعلامي الإذاعي والتليفزيوني للبرامج الدعوية والدينية فهناك ساعات للقرآن الكريم وأوقات مخصصة للحديث الشريف وللسهرات الدينية، والندوات الحوارية كما تخصص المساجد أوقاتاً فيما بعد صلاتي الفجر والعشاء للدروس الدينية، وكذلك بعد صلاة التراويح، وترسل إدارة الإفتاء العام المدرسين الدينيين في مختلفِ المساجد على الأراضي السورية إضافة إلى إرسالهم خارج البلاد من أجل الدعوة الإسلامية، وذلك في إطار اتفاقات التبادل الثقافي مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
وشعبيّاً يعتبر شهر رمضان الكريم من الشهور التي تزدهر فيها روح العطاء والتعاون بين المواطنين، حيث يحرص المسلمون في سورية في هذه الفترات على تبادل الزيارات من أجل تدعيم أواصر صلة الرحم، كذلك يكثر عمل البر والخير كالإحسان إلى الفقراء والأرامل، كما يلتزم المسلم في الشهر الكريم بالطاعات وأداءِ الصلوات وحتى صلاة التراويح على الرغم من أنه قد لا يكون حريصا على ذلك طوال العام، كما تتزود الأسواق بالبضائع اللازمة لتلبية حاجاتِ الصائمين، ويتمُّ تعليق الفوانيس في الطرقات وعلى شرفات المنازل وفي واجهات المحال التجارية تحيةً لشهر رمضان وتعبر عن احترامه وقدسيته.
ويحرص السوريون على إطلاق (مدفع الإفطار) كتقليدٍ مستمرٍّ عبر التاريخ للإعلان عن حلول موعد الإفطار، كما يمر (المسحراتي) من أجل إيقاظ المواطنين لتناول طعام (السحور)، أيضاً تقوم المؤسسات الخيرية والأفراد بتوزيع الأطعمة على الفقراء، وتنتشر في هذا الشهر الفضيل (موائد الرحمن) التي تُقام من أجل إطعام الفقراء وعابري السبيل ممن يأتي عليهم وقت الإفطار وهو في الطرقات، وكل هذه المظاهر تعبر عن رُوح التعاون التي تسود في أوساط المجتمع السوري في الشهر الكريم.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في الكويت
يحتفل أهل الكويت برمضان بطريقة متميزة فالديوانيات التي تجمع مجالسهم كانت تقام فيها حفلات الإفطار الجماعي، كما كانت تقام مآدب عامرة في العديد من المساجد وللمسحر مكانة خاصة في هذا الشهر ويقدمون له الطعام والشراب أثناء السحور وعند قدوم العيد يمر على البيوت لأخذ العيدية التي كثيرا ما تكون من (القرقيعان) وهو عبارة عن خليط من المكسرات، أو الملبس والحلاوة والشوكولاته، كما ان الأطفال يطرقون الأبواب أثناء السحور وبعد الإفطار لكي يعطيهم أصحاب البيوت خلطة من (القرقيعان) وعند الإفطار تعمر الموائد والمناسف بالأرز واللحم والسمك وهريس القمح واللحم والمجبوس.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في السودان
يستعد الناس لرمضان في السودان منذ شهر شعبان، ويدخرون له كل متطلباته، ولا يذكر رمضان في السودان ألا ويذكر التكافل والموائد التي تنتشر في الشوارع، وعلى الطرقات تحسبا لعابر السبيل والمسافر والغريب والضيف والفقير، وهذه أبرز الملامح الرمضانية في السودان، وهي موجودة في القرى والمدن على حد سواء، حيث يجتمع الناس في المدن أما في الساحات والميادين العامة أو المساجد، ويتبادلون الموائد أي كل واحد يقدم طعامه للآخرين، ويتناول من طعامهم، أما أبرز مكونات المائدة الرمضانية، فهي الأكلات الشعبية مثل (العصيدة والكسرة والقراصة) فضلا عن اللحوم والسلطات وأشهرها (سلطة الروب) والسلطة الحمراء، وكذلك البليلة بأنواعها، وتشتمل المائدة على التمر والمشروبات مثل الكركدي وقمر الدين و(الحلو مر) وهو مشروب مكون من طحين الذرة المخمر تضاف إليه عدة بهارات ومكونات أخرى، فينقع في الماء ويصفى عصيره وله نكهة مميزة ويفيد المعدة ويحتوي على عناصر غذائية كثيرة، وهناك (الآبري) وهو نوع من الذرة يتم تزريعه أي تخميره قبل طحنه ثم تعمل منه رقائق خفيفة جدا ويجفف ويبلل بالماء قبيل الإفطار فيشرب مع الماء وله طعم خاص وهو يناسب معدة الصائم، أما عادات الاهتمام بالشهر الكريم وصلاة التراويح والإنفاق فهو مثل الكثير من الدول الإسلامية التي تهتم بهذه الشعيرة وهذا الشهر، غير أن مواعيد العمل والدراسة في السودان لا تختلف في رمضان عن غيره من الشهور، ويحرص السودانيون على زيارة الأقارب وذوي الأرحام والإفطار معهم خلال الشهر، ويكون العيد امتدادا لتلك الصلات الجميلة وتتويجا لها.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في نيجيريا
عند دخول شهر رمضان تقفل المطاعم والمقاهي في النهار لتفتح بعد الإفطار، كذلك الأسواق التجارية تعمل ليلا حتى دخول الفجر ثم تغلق بعد ذلك طوال النهار ويحب أهالي نيجيريا شراء فرش للمساجد كل عام، حيث يجمعون الأموال كل حسب قدرته ليشتروا بها ما يفرش المسجد ويزينه وكذلك يزينون المآذن والمساجد بالزينة والمصابيح الكهربائية.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في السنغال
يرتاد أهالي السنغال في رمضان المساجد للاستماع إلى قراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية ويقيمون الصلوات الخمس والتراويح في الساحات والشوارع ومن مآكلهم الشعبية (الغوتري) وهي على شكل حساء تصنع من الذرة والقمح المطحون ويضاف إليها السكر والحليب وتؤكل ساخنة.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في تايلند
يحرص سكان تايلند على تعليم أبنائهم القرآن ويعتنون بتحفيظه ويحمل حفظة القرآن على الأكتاف ويطاف بهم في شوارع المدينة في مظاهرات حافلة تشجيعا لامثالهم، ويحتفلون بذبح الخراف، أما الفقراء فيكتفون بنوع من الطيور ولا يأكل المسلم الفطور مع عائلته في بيته بل يخرج الجميع فيجلسون على الطرقات قرب منازلهم حلقات متفرقة منها الخاصة بالرجال والأخرى بالنساء ولا يأكل الرجل من الأكل الذي طبخته زوجته بل يقدمه إلى جاره، وهكذا يفعل الجميع والمسلم التايلندي لا يقضي رمضان خارج بيته بل كل مسافر لا بد له من العودة ليمضي رمضان مع عائلته.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في فلوريدا
جاويد كليم
المصدر: موقع الإسلام اليوم
مَعَ بدايةِ شهر رمضان انطلق قُرابة سبعين ألف مسلم بجنوب ولاية فلوريدا، في مهمَّة خاصة تستمرُّ ثلاثين يومًا.
في مسجد الأنصار بجنوب فلوريدا يجتمع عشرات من المسلمين الأمريكيين -ومعظمهم من الأفارقة- كل يوم جمعة في وقت الإفطار، وهو مسجد مكوَّن من طابقين على مقرُبة من الطريق السريع في ميامي في حي ليبرتي سيتي.
كما أنَّ العاملين في مكاتب وسط المدينة، من سكان الحيِّ يقومون بالتوجُّه إلى قاعة الصلاة, ثم يبدأ مساعد إمام المسجد فريد نور الدين خطبته قائلًا باللغة العربية: "لا إله إلا الله, أيها المؤمنون، اسمحوا لنا أن نكون أكثر تركيزًا، الله أكبر من كل شيء، إنه هو المسئول عن الجميع، سواء كنا نعرف ذلك أم لا".
ويقول نور الدين 61 عاما: "إن الصوم يجعلك أكثر قربًا من الله، تخيَّل معي فقط، أني أعزم الامتناع عن تناول الطعام والشراب خلال ساعات نهار رمضان من أجل رضا الله؛ وكذلك لا يفترض بي إقامة علاقات مع زوجتي خلال فترة نهار رمضان, ثم يعقب قائلًا: "إذا كنت أستطيع كبح جماح نفسي عن تلك الأشياء المباحة وهي ليست محرمة، فمن الأحرى أن يكون كبح جماح نفسي عن المحرمات أسهل كثيرًا, من أجل الفوز بأعظم النِّعم خلال هذا الشهر الكريم".
نور الدين، وهو موظف مكتب بريد وإمام متطوع، وقد كان يؤمُّ الناس في مسجد الأنصار لأكثر من خمسة عشر عامًا، وهو من أقدم المساجد في جنوب فلوريدا.
ويعتبر مسجد الأنصار واحدًا من المساجد من بين أكثر من عشرين مركزًا إسلاميًّا في جنوب فلوريدا ذات الغالبية من الأمريكيين الأفارقة، ولقد تَمَّ إنشاءُ العديد من المراكز الإسلامية ويقوم المهاجرون بدعمها وتمويلها، ولكنَّ معظم أعضاء مسجد الأنصار وُلِدوا في أمريكا ثم اعتنقوا الإسلام.
ويقول ميلتون مصطفى, مساعد آخر للإمام في مسجد الأنصار: "مهما تختلف عرقياتنا وخلفياتنا فنحن جميعًا مسلمون".
وقد ترعرع مصطفى، 61 عامًا، في كَنَفِ أسرةٍ معمدانية، ونشأ في ليبرتي سيتي ويعيش حاليًّا في ميامي، كما يشير مصطفى إلى أن شهر رمضان هو الوقت المناسب للوحدة بين المسلمين: "رمضان هو الوقت المناسب للكثير من الأشياء الجيدة؛ حيث يمكننا أن ندرك قيمة الحياة، وهو فرصة للتقرب أكثر إلى الله، ونحن غالبًا ما نشعر بالسأم والضجر في كثير من الأحيان هذه الأيام من الموسيقى الصاخبة، والسلوكيات البذيئة، والأخبار الفاسدة هنا وهناك, وهذا القتال والاشتباكات والمشاحنات والخصومات والمعارك، لقد جاء رمضان حتى يمنحنا جميعًا الهدوء التامّ والطمأنينة".
وقد انْضَمَّ مصطفى إلى المسجد في عام 1975 عندما صار جزءًا من منظمة "أمة الإسلام", والتي تجمع بين المسلمين التقليديين وغيرهم من الانفصاليين السُّود السياسيين، وفي أواخر السبعينيات، تضاءلت شعبية المنظمة، وعاد قادة مسجد الأنصار إلى حظيرة الإسلام.
ويقول مصطفى: "لقد تعرَّفنا على أمة الإسلام بعد أن وجدنا أنها أكثر انسجامًا مع المنطق السليم، ويتوفر فيها أبسط شيءٍ ينبغي أن يكون موجودًا، ألا وهو احترام البشرية جمعاء، لذلك بسطنا أيدينا إلى الإسلام حتى نبلغ غاياته".ويروي محبوب الرحمن, 42 عامًا,مستورد للملابس من بنجلاديش ويعيش في ميدلي, ما حدث في زيارته الأولى إلى مسجد الأنصار, حيث قال: "لقد حان وقت الصلاة، وكنت في الحي المجاور مع بعض الزبائن، وكان يقف بالقرب مني امرأة مسلمة من جامايكا تقوم ببيع السمك المقلي وفطائر فول البحرية, ورجل يبيع الصابون الإفريقي الأسود والبخور والمسك المصري، وعادة ما كنت أذهب إلى مسجد دار العلوم في بيمبروك باينز، ولكن يمكنك القيام بالصلاة في أي مكان".ومن المقرَّر أن يكون شهر رمضان المبارك أحد المواضيع الأولى التي سيقوم الطلاب بدراستها عندما تستأنف الدراسة يوم الاثنين في مدرسة "مسجد كلارا محمد"، حيث قام فيه العشرات من الشبَّان بدراسة اللغة العربية والإسلام إلى جانب الرياضيات والعلوم، وفنون اللغة والتاريخ.وتقول حنان علي، المدير السابق للمدرسة: "نحن نقوم بتعليمهم هذه العلوم ودراسة شهر رمضان، ولكنه عادةً ما يصعُب ذلك مع الأطفال تحت سن الثانية عشرة؛ لأنهم في الغالب لا يصومون، ولكنهم يحاولون دائمًا القيام بذلك ونحن لا نمنعهم عندما يفعلون ذلك، ولا نرغمهم على الصيام".وشهر رمضان المبارك -كما نعرف جميعًا- من الأشهر القمرية في التقويم الإسلامي، ومن المرجَّح أن تحلَّ نهاية الشهر في 20 سبتمبر القادم، ولكنَّ قادة وأئمة مسجد الأنصار والعديد من المساجد الأخرى ينتظرون حتى يَرَوا الهلال الجديد لإعلان نهاية الشهر، ثمَّ الاحتفال بعيد الفطر، وإقامة الولائم وتقديم الهدايا.ويقول الداعية صابر (74 عامًا) مدرس متطوِّع ويعيش في هايتي الصغرى، وكان يحضر إلى مسجد الأنصار في رمضان لمدة 33 عامًا، شهر رمضان لا يراه المؤمن هنا كلَّ يوم؛ لأن الأشخاص في الغالب يعملون أثناء النهار" ثم يأتي العيد في نهاية هذا الشهر العظيم".
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
يبلغ عددُ المسلمين في البرازيل مليون ونصف نسمة، وهُم خليط من أعراق مختلفة "أفارقة وعرب وبرازيليون" ويمثِّلون نسبة تقل عن 1% من مجموع عدد سكان دولة البرازيل البالغ 180 مليون نسمة، ويتوزعون في كلِّ الولايات البرازيلية، ويوجد حوالى 100 مسجد ومصلى موزعة على كل مناطق البرازيل، إضافةً لحوالي 47 شيخا وداعية حسب إحصاء المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل.
رمضانُ في البرازيل يحمل الكثيرَ من الشوق والحنين لبلاد الإسلام، فكلُّ من هاجر إلى هذا البلد حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان يتلوَّن بكافة الثقافات والتي توضح التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين .
توضح الروايات التاريخية أن أول صلاة جماعية للتراويح أقامها الشيخ عبد الرحمن البغدادي في البرازيل كانت عام 1867 م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها؛ وأخبر في مخطوطته "مسلية الغريب بكل أمر عجيب" أنه أقامها عشر رعكات تخفيفا على المسلمين في ذلك الوقت.
وبعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ احتفاءا بهذا الشهر الكريم، حيث يعتبر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الهمم التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة والتي نستطيع أن نرصد الكثير منها.
أولا - الإفطارات الجماعية:
تحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع وهذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم وهي فرصة لكي يتبرع الميسورون من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين، والافطار لقاء اجتماعي يضم كافة طبقات الجالية المسلمة وفرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد، وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لهذه المؤسسات.
ثانيا - العناية بالقرآن الكريم:
يعد هذا الشهر فرصة لاجتماع الناس في المساجد لصلاة التراويح وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملا، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر من رمضان وقد من الله تعالى على المسلمين بأن وزارة الأوقاف المصرية تتعهد سنويا بإرسال عدد كبير من قراء القرآن الكريم لتغطية هذه المساجد وتزيينها بالأصوات الندية وإقامة صلاة التراويح وقيام الليل.
ثالثا - إحياء ليلة القدر:
تتنافس المساجد في البرازيل لوضع برنامج لهذه الليلة المباركة وتكتظ المساجد بأبناء المسلمين حيث تحرص الكثير من العائلات على قضاء الليلة بكاملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال الشيوخ والشباب للمشاركة في هذا الأجر، حيث يكون قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والسحور الذي يضم جميع أبناء الجالية ويمتد هذا النشاط إلى صلاة الفجر ويكون فرصة للكثيرين للتوبة والعودة إلى الله.
رابعا - الأنشطة الاجتماعية:
انتبهت المؤسسات الإسلامية في البرازيل لأهمية التواصل الاجتماعي مع المجتمع البرازيلي، وأهمية تعريف شعب البرازيل على أخلاق الإسلام وصفاته النبيلة، فقررت منذ عامين عمل أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويقوم على هذا النشاط الاتحاد الوطني الإسلامي والذي يضم أغلب المؤسسات الإسلامية في مدينة ساو باولو، ويقام النشاط في الأحياء الفقيرة ولمدة يوم كامل نهاية كل أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدم الرعاية الصحية والتي تشمل الفحوصات المجانية للنظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال وتقدم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطرق للدعوة إلى سماحة الإسلام، وقد قامت بعض المؤسسات الإسلامية بتطويره واستمراريته خلال العام بأكمله مثل الجمعية الإسلامية البرازيلية في غواروليوس التي تبنت مشروع "أصدقاء الإسلام" وهو فكرة للدكتور علي مظلوم أحد أبناء مدينة غواروليوس تقوم على دوام التواصل مع المجتمع البرازيلي من خلال برنامج تأهيلي داخل المركز الإسلامي للبرازيليين يتعلمون خلاله اللغات المختلفة إضافة لتعلم المشغولات اليدوية، والتي من خلالها يستطيعون اكتساب حرفة تساعدهم على العيش الشريف.
خامسا - المسابقات الثقافية:
تحرص الكثير من المؤسسات على إقامة المسابقات الثقافية والدينية بين أبناء الجالية وترصد لها جوائز قيمة مثل العمرة أو تذاكر سفر للبلاد الإسلامية وهي فرصة للتنافس وزيادة المعرفة بين أبناء الجالية المسلمة.
سادسا - تكريم العلماء:
تقوم بعض المؤسسات بتكريم المشايخ والعلماء خلال هذا الشهر الكريم وخصوصا القراء الذين يفدون من البلدان الإسلامية، ويقوم المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والاتحاد الوطني الإسلامي وكذلك مسؤول بعثة وزارة الأوقاف المصرية في البرازيل بترتيب هذه الاحتفالات حيث تكون فرصة طيبة للتواصل وتبادل الخبرات بين الدعاة والمشايخ وكذلك زيادة التآلف والمحبة فيما بينهم.
سابعا - الأطعمة:
تتلون الموائد بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي وتعطى دليلا على تمازج الثقافات فتوجد الأكلات الشامية نظرا لأن أكبر عدد ممن هاجروا كانوا من هذه البلاد، والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا على موائد الطعام وهي الأكلات المفضلة لمن ولد من أبناء المسلمين في هذه البلاد، ويعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في بعض الموائد، ويحرص الكثير من المسلمين أن يفطروا على التمر تحقيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنتشر الحلوى الشامية بكافة أشكالها وألوانها، والحرص على هذه التقاليد والعادات من الأمور الأساسية التي تربط المسلم بذكرياته وحنينه لبلاد المسلمين.
المسلمون في البرازيل خلال هذا العام يتطلعون إلى المشرق العربي بالعز والافتخار لنجاح ثورة شعوبه على الظلم وحصول بعض البلدان على حريتها، وهم يدعون في صلوات التراويح أن يرحم الله شهداء المسلمين وأن يرفع الله الظلم الواقع على بعض البلدان، وكذلك لاينسون إخوانهم في فلسطين والصومال بأن ييسر الله أمورهم وأن يعيد المسجد الأقصى المبارك إلى أحضان أمة الإسلام.
والمسلمون هنا أيضا يسألون إخوانهم في العالم الإسلامي الدعاء المستمر لهم أن يثبتهم الله على دينه وسنة نبيه، فهنا بلاد تنتشر فيها الإباحية وثكثر الوسائل المادية التي تستهوي قلوب شبابنا فيقعون في المعاصي والمخالفات الشرعية لذلك فنحن بحاجة لكل دعاء وكل دعم لكي نبقى محافظين على هذا الدين رافعين لواءه حتى يتوفانا الله وهو عنا راض، تقبل الله من ومنكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
وبعدُ:
فإن لشهر رمضان منزلة عظيمة، ومكانة خاصة في نفوس المسلمين في كل زمان ومكان، وذلك لما يطلُّ به عليهم هذا الشهر من النفحات الربانية، والألطاف الإلهية التي تزكي نفوسهم، وتنمي فيها خاصية التقوى، وتعمرها بمشاعر الإيمان؛ فيزداد سعيهم للحصول على الرحمة والمغفرة، ويشتد تنافسهم في نيل رضا الرحمن، وتسابقهم إلى جنة الرضوان.
وهذا هو سر ابتهاج العالم الإسلامي، واحتفائه بقدوم هذا الشهر المبارك، ففي هذه المقالة المقتضبة نحاول تسليط الضوء على أهم مظاهر الاحتفاء بالشهر، وأبرز الشعائر التعبدية المتعلقة به في دولة "بوركينا فاسو"، وحياة المسلم اليومية فيها خلال شهر رمضان، وما تتخللها من عادات وتقاليد، وأهم ما تتميز به من خصائص اجتماعية مختلفة؛ فنظرًا للتنوع العرقي في "بوركينا فاسو"، واتساع رقعتها الجغرافية، فإن مقالة مقتضبة كهذه، قد تكون قاصرة عن الوفاء بكل متطلبات الموضوع، وطرق جميع جوانبه التي يحتاج إليها المعنيُّون به؛ ولذا فإن الهدف الأساسي لهذه المقالة هو عرض صورة موجزة، وإعطاء لمحة سريعة عن واقع شهر رمضان في "بوركينا فاسو"، بغض النظر عن تحليل هذا الواقع وبيان مدى مطابقته للشرع وموافقته للصواب.
هذا عن حدود المقالة موضوعيًّا، وأما عن حدودها مكانيًّا، فدولة "بوركينا فاسو" عمومًا ومدينة "بوبو جولاسو" على وجه الخصوص؛ حيث إنها مدينة الثقافة الإسلامية في "بوركينا فاسو"، ومنها انطلقت هذه المقالة التي نحن بصددها فنسأل الله - تعالى - أن يُعِيننا على إتمامها بالصورة المرجوَّة، وعرضها بالطريقة التي تَلِيق بها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
"بوركينا فاسو"[1] والإعداد لاستقبال شهر رمضان:
تشهد مدن وقرى "بوركينا فاسو" قُبَيل حلول شهر رمضان نشاطًا كبيرًا، وحركة منقطعة النظير؛ استعدادًا لاستقبال شهر الرحمة والغفران، وسعيًا لتأمين متطلبات الشهر وتوفير احتياجاته، رغم قلة ذات اليد لدى كثير من الشعب البوركيني.
ويظهر اهتمام البوركينيين بشهر رمضان وعنايتهم بقدومه، في أكثر من جانب من جوانب الحياة العامة، فيحرصون كل الحرص على الجوانب التالية:
1- جمع نفقات الشهر، وشراء الاحتياجات: من المأكولات، والمواد الغذائية الرئيسة، قبل حلول الشهر؛ استعدادًا لقدومه، وتحسبًا لما قد يطرأ من ارتفاع كبير للأسعار مع حلوله في كثير من المواسم.
2- حملة تنظيف المساجد، وجميع مرافقه، وتجديد محتوياته: من الحصر، والسجادات - إن تيسر - والتعاون الكبير في ذلك، وفي إعداد ساحات المساجد الصغيرة، وتهيئتها للصلوات، ولاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة إلى المساجد لصلاة التراويح.
3- عودة كثير من المغترِبين للعمل في الخارج، إلى قُرَاهم لقضاء شهر رمضان بين أهليهم وذويهم، و يفضِّل -كذلك- كثير من الموظفين أخذ إجازاتهم السنوية خلال هذا الشهر الفضيل؛ استعدادًا له، ورغبة في اغتنامه، ومشاركة أهليهم في الاحتفاء به، والتعبد فيه.
4- ومن الغرائب المتعلقة بالاستعداد لهذا الشهر، إقبال كثير من الشباب على الزواج قُبَيل حلوله؛ تيمُّنًا بالزواج فيه، ولأن العرف السائد في المجتمع البوركيني أن عبادة المتزوج أفضل من عبادة العزب؛ لذا يحرص الكثير على التبعُّل قبل حلول الشهر، فتكثر مراسم عقد الزواج في شهر شعبان بشكل لافت للنظر، بدرجة أن بعضها تكون جماعية، لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
مظاهر الاحتفاء بقدوم شهر رمضان في "بوركينا فاسو".
شهر رمضان موسم عظيم، وضيف كريم يَفِد على الأمة الإسلامية مرة كل عام، يفرحون بقدومه، ويبتهجون بحلوله في كل أنحاء العالم، ولهذا الشهر وقْع كبير، وطعم خاص في نفوس مسلمي "بوركينا فاسو"، فما أن يهلَّ هلال رمضان، حتى يعم البلادَ مظاهر الفرح والسرور، ومشاعر الغبطة والحبور، ويظهر ذلك جليًّا في حياتهم اليومية.
فمع غروب شمس آخر يوم من شعبان، يكون الشغل الشاغل لجميع المسلمين ترائي الهلال وإثبات رؤيته، فإن ثبتت الرؤية يسمع دوي أصوات المدافع أو البندقيات عالية؛ لإشعار الجميع بحلول الشهر، ويكون ذلك في القرى على وجه الخصوص.
وأما في المدن الكبرى ومدينة "بوبو جولاسو" تحديدًا، فبمجرد ثبوت حلول الشهر تطلق بلدية المدينة صفارتها التي يبلغ صداها جميع أرجاء المدينة عالية، فيعم الفرح والابتهاج كل مكان، وتنطلق مراسم تبادل التهاني، والأدعية، والتبريكات بقدوم الشهر الكريم والضيف العزيز.
فإن لم تتمكن الرؤية المحلية، انصرف الجميع إلى متابعة خبر الهلال عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية، كالإذاعات الإسلامية، والإذاعة الوطنية، والتلفزيون الوطني البوركيني، وغالبًا ما تنشب خلافات بين الجمعيات الإسلامية في ثبوت رؤية الهلال أو عدمه؛ وذلك لتباين آرائها في مسألة "ما يثبت به دخول الشهر"، أو لفقْد المرجعية الدينية التي تحظى بالقبول لدى جميع شرائح المجتمع الإسلامي.
ومع ما يحصل في بعض الأحيان من الاختلاف في تحديد بداية الصوم، فإن الاحتفاء بحلول الشهر يأخذ أبعادًا كثيرة وأنماطًا مختلفة في "بوركينا فاسو"، بمجرد ثبوت حلول الشهر وتتجلى أبعاد وأنماط الاحتفاء بالشهر على وجه الخصوص عبر الجهات التالية:
1- في البيوت والتجمعات:
تظهر آثار احتفاء مسلمي "بوركينا فاسو" بحلول رمضان في بيوتهم، وفي أماكن تجمعاتهم بشكل كبير، بحيث يُضفى عليها الجو الرمضاني، فتكون عامرة بالمظاهر الإيمانية، ومليئة بأجواء التقوى: من تلاوات للقرآن، الكريم وسماع للمواعظ، والتزام بالمظاهر الإسلامية بشكل أفضل مما هي عليها في غير رمضان، وتقل فيها المحرَّمات، والمنكرات المتفشية في غيره: كسماع الأغاني، والتدخين، والاختلاط، وإضاعة الصلوات، ونحوها؛ وذلك كله تقديرًا لمقام هذا الشهر الكريم، واحتفاء بقدومه، ورغبة في فضائله.
وتكثر مظاهر التآخي بين المسلمين: كالتزاور، والتهاني والإحسان إلى الأهل والأقارب، والجيران، وتقديم بعض الهدايا كالسكر، وبعض المواد الغذائية التي تكون من مكونات وجبات الإفطار.
2- في المساجد ودور العبادة:
تشهد المساجد في "بوركينا فاسو" - كغيرها من بلدان العالم الإسلامي - إقبالاً كبيرًا من المصلين وتسابقًا حميمًا بين المتعبدين في شهر رمضان، ويكثر روَّادها من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبانًا بدرجة أنها تضيق بالمصلين مهما كبرت، بل إن الساحات العامة، وجوانب الطرقات - تتحول إلى مصليات مزدحمة بالمصلين في رمضان، ويعتبر المسجد من أهم ميادين الاحتفاء بشهر رمضان، وأقدس الأماكن التي يحرص مسلمو "بوركينا فاسو" على ارتياده، ويتسابقون إلى التعبد فيه، ويتنافسون على تنظيفه، والاعتناء به بشكل كبير - كما أسلفنا - بل إن ظاهرة غسل المساجد، وتنظيفها، وتزيينها قُبَيل حلول شهر رمضان، تحظى بأهمية بالغة لدى مسلمي "بوركينا فاسو".
3- في الأسواق والطرقات:
تأخذ مظاهر الاحتفاء برمضان طريقها إلى الأسواق والطرقات في "بوركينا فاسو"، بأشكال متعددة، وبصور مختلفة؛ فالأسواق عمومًا تشهد رواجًا كبيرًا، بحيث يزداد الإقبال عليها، وتنشط حركة البيع والشراء في الأسواق الشعبية والمركزية على حد سواء، وتظهر الأجواء الرمضانية جليًّا في الطرق العامة والمحلات التجارية، فيكثر فيها بيع مواد الإفطار، ولوازم العيد: كالمأكولات الشعبية، والألبسة، ولعب الأطفال، ونحوها.
ففي مدينة "بوبو جولاسو" مثلاً تتحول جوانب الطرقات إلى محلات مؤقتة للبيع والشراء، وللنسوة مشاركة واسعة في عملية البيع والشراء، فتراهن يَبِعْن مختلف البضائع، ويَقلِين الكعك والبقول من بعد صلاة العصر إلى ما بعد الغروب في أماكن شتَّى، ومما يشاهد بكثرة - بمناسبة حلول شهر رمضان - اهتمام الشبان والفتيان بالبيع والشراء، فتراهم يحملون أطباق التمور، أو بعض المبيعات الخفيفة بأيديهم، يتجولون بها للبيع في الطرقات؛ سعيًا للحصول على ما يشترون به ملابس العيد واحتياجاته.
ومن العادات التي يمكن اعتبارها مظهرًا للاحتفاء بشهر رمضان في "بوركينا فاسو"، ما يقوم به الأطفال في ليالي رمضان من التمثيليات الغريبة التي تسمى بـ "يوغورو"، ويجوبون بها الطرقات والأزقة، ويقفون أمام البيوت، فيقوم أحدهم بالرقص بشكل غريب وزملاؤه ينشدون له، ولا يكفون؛ حتى يُعطيهم رب البيت مبلغًا من المال، ثم ينتقلوا إلى دار أخرى في فرح وغناء، ويقومون بذلك كل ليلة من ليالي رمضان.
الشعائر الدينية في رمضان في "بوركينا فاسو":
• الصيام والقيام:
صيام رمضان وقيامه من أجلِّ القربات، وأفضل الأعمال، وأحبها إلى نفوس المسلمين قديمًا وحديثًا، ويَنشَطُون للقيام بهما في رمضان، أكثر من غيرهما؛ رغبة فيما ورد فيهما من الفضل العظيم والأجر الجزيل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ رواه البخاري، ومسلم.
والمسلمون "بوركينا فاسو"، كغيرهم من المسلمين في العناية بالصيام والقيام في رمضان؛ حيث يُقبِلون عليهما، ويعتبرونهما من الشعائر التعبدية التي لا يمكن التفريط فيهما في رمضان، فتجدهم شديدي الحرص على الصيام - صغارًا وكبارًا - بدرجة أن بعض أبناء المسلمين الذين يتساهلون في أداء الصلوات المفروضة، أو الذين لا يصلون أصلاً، يصومون الشهر كله ويقومونه، بل ويكونون في طليعة روَّاد المساجد فيه، كما أن الحرص على صلاة التراويح وحضور المساجد لأجل أدائها، كبير عند الجميع، ولا يفرطون فيه، لا سيما في بدايات الشهر.
وعمومًا فإن صيام شهر رمضان وقيامه من الشعائر التي يتسابق إليها المسلمون في "بوركينا فاسو"، ولهم نشاط كبير وإقبال شديد عليهما؛ إيمانًا منهم بفرضية صيام الشهر، وحرصًا على التزود بالتقوى، التي هي أهم أهداف الصوم، وأسمى مقاصده؛ حيث يقول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
• الدروس والمحاضرات:
شهر رمضان من أخصب أوقات الدعوة والتعليم، وأفضل مواسم التربية والتوجيه؛ لصفاء النفوس فيه، وتوجهها الصادق إلى الله - تعالى - فهو موسم مهم لتفعيل الأنشطة الدعوية، والعلمية المختلفة، واغتنامًا لتلك الفرصة السانحة، يشهد رمضان في "بوركينا فاسو" تظاهرة كبيرة في هذا الجانب، فتكثر الكلمات الإرشادية، والمحاضرات العامة، والدروس العلمية في المساجد، ويبذل الدعاة جهودًا مكثفة في سبيل ذلك، ومن أبرز تلك الجهود: دروس تفسير القرآن الكريم، التي توارثها مسلمو "بوركينا فاسو" كابرًا عن كابر، ويُولونها اهتمامًا كبيرًا طوال شهر رمضان، وتعقد هذه الدروس في المساجد غالبًا، وأحيانًا في مجالس العلماء، وفي أوقات مختلفة حسب أعراف المدن والقرى التي تتم فيها، أو ظروف الشيخ المفسر، ففي السابق كان أغلب الدروس تُلقى في الفترات الصباحية في حدود الساعة الثامنة إلى الظهر، وقد يكون الدرس جماعيًّا، فيحرصون فيه على ختْم القرآن خلال شهر رمضان، وقد يكون لكل فرد من الحاضرين درسه الخاص به، حسب ما يناسبه، وفي كلتا الحالتين يكون الهدف إيصال معاني كلمات القرآن إلى المتعلمين دون التطرُّق: إلى الشرح، والإيضاح، واستنباط الفوائد والأحكام.
وأما في الفترة الحالية، فقد بدأ الوضع يتغير مع بزوغ شمس الصحوة الإسلامية، وبروز الحاجة الماسة إلى فقه معاني القرآن الكريم، وفَهم مقاصده، وحِكمه، وأحكامه، فبدأ لون درس التفسير يختلف عما هو معهود في السابق، فلم تُعد الحاجة إلى ختْم القرآن في رمضان بقدر ما هي في محاولة ربْط المجتمع بالقرآن الكريم: عقيدةً، وسلوكًا، وتزويده بدروس من الأحكام والمعاملات، مستقاة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلاج مشكلاته على ضوئهما؛ ولذا فإن دروس التفسير في المرحلة الحاليَّة، يكون غالبًا عبارة عن الوعظ والإرشاد، عن طريق شرح وإيضاح بعض الآيات القرآنية، وتُعقد عادة بين الظهر والعصر في المساجد، وتشهد إقبالاً شديدًا، بحيث تمتلئ المساجد وتكتظ، فيتولَّى أحد طلبة العلم قراءة الآيات المراد تفسيرها، قراءة مرتلة، ثم يبدأ الشيخ درسه الذي لا يتجاوز فيه آيات معدودة في الغالب؛ نظرًا لتطرُّقه إلى كثير من المسائل المتعلقة بالآيات، وحرصه على توضيح الأحكام فيها، وقد يتخلل الدرس بعض الأسئلة المفيدة من الحاضرين.
• تلاوة القرآن الكريم:
شهر رمضان، شهر القرآن الذي أنزل فيه؛ هدى للناس، وبيِّنات من الهدى والفرقان، فتلاوة القرآن ومدارسته فيه، لها أهمية خاصة عند جميع المسلمين، ومشاهد العناية بالقرآن الكريم في "بوركينا فاسو"، وتعايشهم معه عديدة، وتتمثل أهمها في الآتي:
1- عقد حلقاته وتدارسه في بعض المساجد عقب الصلوات، لا سيما صلاة الفجر.
2- تعيين بعض الشباب الحافظين لكتاب الله في كثير من المساجد لإمامة الناس في صلاة التراويح، وعرض القرآن كاملاً فيها، وقد تمت هذه الترتيبات في الفترات الأخيرة في بعض المدن البوركينية؛ كمدينة "بوبو جولاسو"، والعاصمة "واغادوغو"، مع بداية وجود الحلقات القرآنية التي تُخرج حفَظَة كتاب الله، وقبل ذلك كان الأئمة يقرؤون القرآن نظريًّا من المصحف في صلاة التراويح، كما هو الحال في القرى، وبعض المساجد في المدن حتى الآن.
3- عقد المسابقات القرآنية خلال هذا الشهر؛ تشجيعًا للشباب على حفظ كتاب الله - تعالى - وتجويده، وقد بدأت باكورة هذه المسابقات القرآنية في مدينة "بوبو جولاسو" منذ أكثر من عشرين عامًا، واستفاد منها كثير من شباب المسلمين.
وقد تطورت هذه المسابقات القرآنية الرمضانية، وتعددت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حتى وجدت في الساحة بعض المسابقات التي تختص بالنساء الكبيرات في السن، وتُجرى بعضها عبر الإذاعة الإسلامية في مدينة "بوبو جولاسو"، وكلها مناشط رمضانية رائجة، وتعتبر من أهم ملامح الاعتناء بالقرآن الكريم في "بوركينا فاسو" خلال هذا الشهر المبارك.
• الصدقة والإحسان:
يشعر المسلمون في "بوركينا فاسو" بأن شهر رمضان شهر الخير والإحسان: غنيهم وفقيرهم في ذلك على حد سواء، فالأغنياء يتحيَّنونه لبذل المعروف على نطاق واسع، حسب الإمكانات المتوفرة لديهم، بل إن الكثير منهم جعلوه موسمًا لإخراج زكاة أموالهم، إضافة إلى مشاركة البعض منهم في إفطار الصائمين في بعض المساجد، وإن كان في نطاق أقل من المطلوب، كما يقوم البعض بإيصال بعض المعونات الغذائية إلى الأُسر الفقيرة الكثيرة، والمنتشرة في كل مكان، ففي مدينة "بوبو جولاسو" تم تشكيل لجنة تُعنَى بالأرامل والأيتام مؤخرًا، وتقوم هذه اللجنة بتنفيذ برامج إنسانية ناجحة خلال شهر رمضان؛ كتوزيع المواد الغذائية على الأرامل والأيتام، وتقديم بعض المبالغ المالية المتوفرة لديها لهم.
وأما الفقراء والطبقة المحتاجة، فحلول شهر رمضان يعني لهم الكثير حين يتذكَّرهم الأغنياء ويواسونهم بما يسدون به حاجتهم، ويخففون به فاقتهم، فيشعرون بأن شهر رمضان شهر الرحمة والمواساة، وموسم الصدقة والإحسان.
• مشاريع الإفطار:
تنطوي مشاريع الإفطار على كثير من الدروس الدعوية، والحِكَم التربوية في المجتمع، فهي ليست مجرد لُقيمات تملأ البطون، ووجبات تُشبع من الجوع، فموائد الافطار عمومًا - سواء تلك التي تعد في البيوت، أو التي تُنظم في المساجد - تتطلَّع بدور كبير في احتواء شباب المسلمين، واستقطاب غير المسلمين، وجعْلهم يرتادون المساجد، ويشعرون بأن الإسلام دين الرحمة والرأفة، فكم رأينا أبناء الديانات الأخرى يصحبون أصدقاءهم من أبناء المسلمين إلى المساجد، لأجل وجبة الإفطار فيها، فيكون ذلك بداية خير له ولأهله؛ حيث يُسلمون ويَعتنقون الإسلام أخيرًا.
وكم من المثقفين من غير المسلمين تأمَّلوا ما يقوم به المسلمون من إطعام الطعام، وإسداء المعروف في رمضان، بواسطة وجبة الإفطار، فانقادوا للإسلام والتحقوا برَكْب الإيمان، كل هذه الصور مما يجعل من وجبة الإفطار شعيرة عظيمة ينبغي الاعتناء بها في رمضان في كل مكان، هذا ويتم إعداد مائدة الإفطار في "بوركينا فاسو" بشكل يسير؛ سواء في الأُسر، أو في المساجد، ففي البيوت تقدَّم وجبات الإفطار في أوانٍ مخصَّصة لها كالطست ونحوه، ويجلس أفراد الأسرة حولها منتظرين غروب الشمس؛ ليتناولوها معًا.
وأما ما تُعد منها في المساجد، فهي تختلف من منطقة لأخرى، ومن مسجد لآخر، ولكنها على العموم تكون أكثر تنظيمًا مما في البيوت في الغالب، ولا سيما مشاريع إفطار الصائمين التي تصل إلى "بوركينا فاسو"، من الخارج كالمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، وغيرهما؛ حيث يتم تنفيذها في كثير من مساجد المدن البوركينية الكبرى؛ كمدينة "بوبو جولاسو"، والعاصمة "واغادوغو"، وغيرهما، بشكل منظم، إلا أنها لا تصل - في الغالب - إلى القرى والأرياف التي تكون الحاجة فيها أشد إلى مثلها، وعلى العموم، فإن لها أهمية كبيرة في الأنشطة الخيرية في "بوركينا فاسو".
وأما مكونات الوجبة، فهي - في الغالب -: المديدة، والتمور، والأرز، واللحم، والعصيدة، والإدام، مع بعض المشروبات المحلية التي تصنع من دقيق الحبوب، والدخن المخلوط بالزنجبيل، والمحلى بالسكر، ويسمى "موغو جي" باللغة المحلية "جولا"، وبعض العصائر المحلية كعصير الليمون، والبرتقال "ليمبورو جي"، ونحوها من العصائر التي تصنع يدويًّا.
ومن المكونات الأساسية لوجبات الإفطار في "بوركينا فاسو":
لقيمات تصنع بالسويق المحمض قليلاً، مع إضافة كميات قليلة من السكر إليها، ثم يتم قليها في الزيت المغلي على شكل قطع مختلفة الأشكال، منها ما تشبه السمبوسة، وتسمى "تومسو"، ومنها ما هو قطعات دائرية تسمى "نغومي"، وهي من الأكلات الشعبية التى لها أهمية خاصة لدى المجتمع البوركيني.
ورغم توفر الثمار في "بوركينا فاسو"، وسهولة الحصول عليها، فإنها ليست عنصرًا أساسيًّا في موائد الإفطار، ولكن قد توجد بعضها بكميات قليلة: كالموز، والبرتقال والمانجو في بعض الأوقات.
هذا ولا تختلف وجبات السحور عن وجبات الإفطار في الشكل والنوع كثيرًا، وغالبًا ما يتم إعدادها قُبيل وقت السحور، ويكون أقل تنوُّعًا من طعام الإفطار، وللمؤذنين دور كبير في إيقاظ الصائمين للسحور؛ حيث يبدأ بعضهم الأذان منذ الساعة الثانية ليلاً، ويستمر في الأذان بعد كل مدة إلى طلوع الفجر، ويتخلَّله بعض الكلمات والأناشيد باللغة المحلية، والقصد منها إيقاظ النائمين، وإشعار الصائمين بوقت السحور، وخلاصة القول: إن بعض المؤذنين يقومون بدور المسحراتي على المآذن في رمضان في "بوركينا فاسو".
• ليالي العشر الأواخر:
ليالي العشر الأواخر من رمضان ليالٍ مباركة، أقسم الله بها في كتابه العزيز، وبيَّن لنا رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم - فضلها ومكانتها في السُّنة المطهرة، فأحياها ابتغاء فضْلها، ورجاء خيرها، وأمر أُمته بذلك وحثهم عليه؛ لذا فإن الأمة الإسلامية تنتظرها بفارغ الصبر كل عام، وفي كل مكان، وللمجتمع البوركيني شعور خاص بمكانة هذه الليالي، وإن كان هناك تفاوت فيما بينه في طريقة التعبير عن هذا الشعور، وكيفية إحيائها، واغتنامها، والتماس فضلها؛ فمنهم من يجدُّ ويجتهد، ويشد المِئْزَر في إحياء هذه الليالي كلها: بالتهجد، والقيام، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، كما هو هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهم الأكثر - بحمد الله - في الوقت الراهن.
ومنهم من يكتفي بإحياء جزء من هذه الليالي، وهو ليلة السابع والعشرين فقط، ويضيِّع بقيتها: إما جهلاً، أو استثقالاً، أو تمسكًا بالعرف السائد في البلد، بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من الشهر حتمًا، وهي خير من ألف سنة، فلا حاجة إلى قيام بقية الليالي، فتعلقوا بهذه الليلة وخصوها بالإحياء بالأذكار والأوراد، وبعض الطقوس الغريبة، واهتموا بالسهر وعدم النوم - خصوصًا - في تلك الليلة، زاعمين حصول فضيلة ليلة القدر بذلك فحسب، فلا ينشطون للصلاة لا في تلك الليلة ولا في بقية الليالي، بل يكتفون بصلاة التراويح؛ جريًا على عادتهم، ولا يصلون التهجد فيها أصلاً.
وبحمد الله - تعالى - بدأت هذه الظاهرة في الأفول، فمساجد "بوركينا فاسو" في الوقت الراهن تمتلئ بالمصلين، وتكتظ وتكاد أكثرها أن تعجِز عن استيعاب رُوَّادها في شهر رمضان عمومًا، وفي العشر الأواخر خصوصًا بفضْل من الله - تعالى.
• عيد الفطر:
عيد الفطر من الأعياد الإسلامية التي تحتفل بها "بوركينا فاسو" على المستويين الشعبي والرسمي؛ حيث تعترف بهذا العيد الحكومة البوركينية، وتعتبر يومه يوم عطلة رسمية في الدولة، وتهنئ المسلمين بقدومه، وتسخِّر مختلف وسائل الإعلام للمشاركة في تغطية فعالياته، وتقديم البرامج الخاصة به، ويحتفل المسلمون بعيد الفطر في جميع أنحاء "بوركينا فاسو"، ويبتهجون به، وتظهر مراسم أفراحهم واحتفالاتهم بقدومه في أشكال مختلفة وجوانب عديدة، وأهمها ما يلي:
1- يتم التمهيد لأفراح العيد، بتوفير لوازمه: من المأكولات، والمشروبات، وبشراء الألبسة لجميع أفراد الأسرة، لا سيما الأولاد الذين يعتبرون خروجهم يوم العيد بمظهر غير لائق من العيب والتقصير اللذين لا يُغتفران لرب الأسرة.
ويتم تنظيف البيوت، وتزيين صالات استقبال الزوار بما تيسر، وذلك في المدن الكبرى، وفي القرى يتم إعداد بعض الخيام للاحتفال بالعيد، أو تنظيم مجالس تحت بعض الأشجار الوارفة الظل لعقد الجلسات فيه يوم العيد.
2- وفي صبيحة يوم العيد - وبعد صلاة الفجر - يستعد الجميع، ويغتسلون، ويتزينون، ويتجملون بأحسن ما يجدون، ثم يخرجون إلى المصلَّى، مهللين مكبرين، يرتدون أزياءً مختلفة الأشكال والألوان، يغلب عليها طابع التلون، فتجد من بينهم لابسي الألبسة الإفريقية التقليدية، كما تجد منهم من يرتدي البذلات الإفرنجية، والبعض الآخر - وهم الأكثرية في الغالب - يخرجون بالجلابيات، وقد يلبس بعضهم المشالح، والعباءات على الطريقة العربية.
3- وفي مصلَّى العيد يوجد الجميع، وتعلو أصواتهم بالتكبير والتهليل، إلى وقت حضور الإمام الذي يخطبهم، وغالبًا ما يتحدث عن أحكام العيد، وبعض القضايا التي تهم المسلمين في الوقت الراهن، هذا هو الواقع الآن.
وفي السابق كانت الخطبة عند أكثر الخطباء عبارة عن مقاطع قديمة يختارها الخطيب بطريقة عفوية، ويرددها في كل سنة، ولا يفسرها، ولا يشعر الجمهور بأنهم مخاطبون بها أصلاً.
4- وبعد انقضاء الصلاة ينفضُّ المصلون إلى بيوتهم، وفيها يقضون بقية أفراح يومهم؛ حيث يتبادلون التهاني، ويتجاذبون أطراف الأحاديث التي تصاحبها في الغالب شرب الشاي الأخضر على الطريقة الموريتانية، ثم يتم تناول طعام الغداء جماعيًّا عند كثير من الأُسر، وتبادل الأطعمة بين الأقارب والجيران.
5- وفي مساء يوم العيد يخرج الأولاد إلى الطرقات يفرحون ويمرحون، ويتجولون في بيوت الجيران والأقرباء، يلتمسون ما يسمي بـ "العيدية"، وغالبًا ما تكون مبلغًا من المال يقدَّم إليهم كهدية بمناسبة العيد، وهي من العادات المتعارف عليها لدى كثير من الأفارقة، ولا يكاد ينكرها منهم منكر.
6- يكون بين الأقارب والجيران، تبادل كبير للزيارات والتهاني، وللنساء في ذلك قدمُ السبق، فيحرصن كثيرًا على زيارة آبائهن وأمهاتهن، وإتحافهم ببعض الهدايا التي يعتبرها بعض القبائل من الواجبات التي لا يجوز التفريط فيها، ومن الحقوق التي لا ينبغي تضييعها.
7- ومما هو مشاهد في أفراح العيد في "بوركينا فاسو"، ويعتبره كثير من أبناء المسلمين من لوازم الفرح بالعيد - مع الأسف الشديد - تنظيم حفلات رقص وغناء في الليلة التالية ليوم العيد، وتجمُّع فتيان الحي لأجلها، والسهر عليها في الغالب.
وأخيرًا:
هذا ما تيسَّر جمعه حول شهر رمضان في "بوركينا فاسو"، وواقع احتفاء المسلمين به فيها، وما يتعلق بذلك من الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية، وقد جمعتها في فجاءة، وألفت بينها بعجالة، وما رُمت فيها الاستيعاب والاستقصاء، ولا ادَّعيت الكمال والتمام، وما أمِنت فيها من السقطة والزلة، فما كان فيها من صواب، فبتوفيق من المولى، وما جانب الصواب منها، فليس عن قصد مني، وإنما هو لزلة حصَلت.
وأسأل الله - تعالى - أن يغفر لي زلتي، ويُقيل عني عثرتي فيها، ويُلهمني رشدي، ويَهديني السبيل بعدها.
هذا ولا يفوتني أن أشكر "شبكة الألوكة"، على ملفها الرمضاني المميز، وتواصل القائمين عليها المستمر مع إخوانهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي في هذا الشهر المبارك.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
[1] بوركينا فاسو دولة من إحدى دول غرب إفريقيا الداخلية، وتقع في قلب غرب إفريقيا، بعيدة عن البحار والمحيطات، ويحدها من الشرق دولة النيجر، ومن الشمال والغرب دولة مالي، ومن الجنوب كل من ساحل العاج - كوت ديفوار - وغانا، وتوغو، وبنين، وكانت تعرف باسم "فولتا العليا" حتى عام 1984م؛ حيث تم تغيير اسمها إلى "بوركينا فاسو"، واستقلت عن فرنسا في عام 1960 م؛ حيث استقل معظم دول غرب إفريقيا، ويبلغ عدد سكانها "16" مليون نسمة حاليًّا، منهم ما يقارب 70 % من المسلمين، وهي عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان في بوركينا فاسو
مظاهر الاحتفاء وشعائر التعبد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
وبعدُ:
فإن لشهر رمضان منزلة عظيمة، ومكانة خاصة في نفوس المسلمين في كل زمان ومكان، وذلك لما يطلُّ به عليهم هذا الشهر من النفحات الربانية، والألطاف الإلهية التي تزكي نفوسهم، وتنمي فيها خاصية التقوى، وتعمرها بمشاعر الإيمان؛ فيزداد سعيهم للحصول على الرحمة والمغفرة، ويشتد تنافسهم في نيل رضا الرحمن، وتسابقهم إلى جنة الرضوان.
وهذا هو سر ابتهاج العالم الإسلامي، واحتفائه بقدوم هذا الشهر المبارك، ففي هذه المقالة المقتضبة نحاول تسليط الضوء على أهم مظاهر الاحتفاء بالشهر، وأبرز الشعائر التعبدية المتعلقة به في دولة "بوركينا فاسو"، وحياة المسلم اليومية فيها خلال شهر رمضان، وما تتخللها من عادات وتقاليد، وأهم ما تتميز به من خصائص اجتماعية مختلفة؛ فنظرًا للتنوع العرقي في "بوركينا فاسو"، واتساع رقعتها الجغرافية، فإن مقالة مقتضبة كهذه، قد تكون قاصرة عن الوفاء بكل متطلبات الموضوع، وطرق جميع جوانبه التي يحتاج إليها المعنيُّون به؛ ولذا فإن الهدف الأساسي لهذه المقالة هو عرض صورة موجزة، وإعطاء لمحة سريعة عن واقع شهر رمضان في "بوركينا فاسو"، بغض النظر عن تحليل هذا الواقع وبيان مدى مطابقته للشرع وموافقته للصواب.
هذا عن حدود المقالة موضوعيًّا، وأما عن حدودها مكانيًّا، فدولة "بوركينا فاسو" عمومًا ومدينة "بوبو جولاسو" على وجه الخصوص؛ حيث إنها مدينة الثقافة الإسلامية في "بوركينا فاسو"، ومنها انطلقت هذه المقالة التي نحن بصددها فنسأل الله - تعالى - أن يُعِيننا على إتمامها بالصورة المرجوَّة، وعرضها بالطريقة التي تَلِيق بها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
"بوركينا فاسو"[1] والإعداد لاستقبال شهر رمضان:
تشهد مدن وقرى "بوركينا فاسو" قُبَيل حلول شهر رمضان نشاطًا كبيرًا، وحركة منقطعة النظير؛ استعدادًا لاستقبال شهر الرحمة والغفران، وسعيًا لتأمين متطلبات الشهر وتوفير احتياجاته، رغم قلة ذات اليد لدى كثير من الشعب البوركيني.
ويظهر اهتمام البوركينيين بشهر رمضان وعنايتهم بقدومه، في أكثر من جانب من جوانب الحياة العامة، فيحرصون كل الحرص على الجوانب التالية:
1- جمع نفقات الشهر، وشراء الاحتياجات: من المأكولات، والمواد الغذائية الرئيسة، قبل حلول الشهر؛ استعدادًا لقدومه، وتحسبًا لما قد يطرأ من ارتفاع كبير للأسعار مع حلوله في كثير من المواسم.
2- حملة تنظيف المساجد، وجميع مرافقه، وتجديد محتوياته: من الحصر، والسجادات - إن تيسر - والتعاون الكبير في ذلك، وفي إعداد ساحات المساجد الصغيرة، وتهيئتها للصلوات، ولاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة إلى المساجد لصلاة التراويح.
3- عودة كثير من المغترِبين للعمل في الخارج، إلى قُرَاهم لقضاء شهر رمضان بين أهليهم وذويهم، و يفضِّل -كذلك- كثير من الموظفين أخذ إجازاتهم السنوية خلال هذا الشهر الفضيل؛ استعدادًا له، ورغبة في اغتنامه، ومشاركة أهليهم في الاحتفاء به، والتعبد فيه.
4- ومن الغرائب المتعلقة بالاستعداد لهذا الشهر، إقبال كثير من الشباب على الزواج قُبَيل حلوله؛ تيمُّنًا بالزواج فيه، ولأن العرف السائد في المجتمع البوركيني أن عبادة المتزوج أفضل من عبادة العزب؛ لذا يحرص الكثير على التبعُّل قبل حلول الشهر، فتكثر مراسم عقد الزواج في شهر شعبان بشكل لافت للنظر، بدرجة أن بعضها تكون جماعية، لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
مظاهر الاحتفاء بقدوم شهر رمضان في "بوركينا فاسو".
شهر رمضان موسم عظيم، وضيف كريم يَفِد على الأمة الإسلامية مرة كل عام، يفرحون بقدومه، ويبتهجون بحلوله في كل أنحاء العالم، ولهذا الشهر وقْع كبير، وطعم خاص في نفوس مسلمي "بوركينا فاسو"، فما أن يهلَّ هلال رمضان، حتى يعم البلادَ مظاهر الفرح والسرور، ومشاعر الغبطة والحبور، ويظهر ذلك جليًّا في حياتهم اليومية.
فمع غروب شمس آخر يوم من شعبان، يكون الشغل الشاغل لجميع المسلمين ترائي الهلال وإثبات رؤيته، فإن ثبتت الرؤية يسمع دوي أصوات المدافع أو البندقيات عالية؛ لإشعار الجميع بحلول الشهر، ويكون ذلك في القرى على وجه الخصوص.
وأما في المدن الكبرى ومدينة "بوبو جولاسو" تحديدًا، فبمجرد ثبوت حلول الشهر تطلق بلدية المدينة صفارتها التي يبلغ صداها جميع أرجاء المدينة عالية، فيعم الفرح والابتهاج كل مكان، وتنطلق مراسم تبادل التهاني، والأدعية، والتبريكات بقدوم الشهر الكريم والضيف العزيز.
فإن لم تتمكن الرؤية المحلية، انصرف الجميع إلى متابعة خبر الهلال عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية، كالإذاعات الإسلامية، والإذاعة الوطنية، والتلفزيون الوطني البوركيني، وغالبًا ما تنشب خلافات بين الجمعيات الإسلامية في ثبوت رؤية الهلال أو عدمه؛ وذلك لتباين آرائها في مسألة "ما يثبت به دخول الشهر"، أو لفقْد المرجعية الدينية التي تحظى بالقبول لدى جميع شرائح المجتمع الإسلامي.
ومع ما يحصل في بعض الأحيان من الاختلاف في تحديد بداية الصوم، فإن الاحتفاء بحلول الشهر يأخذ أبعادًا كثيرة وأنماطًا مختلفة في "بوركينا فاسو"، بمجرد ثبوت حلول الشهر وتتجلى أبعاد وأنماط الاحتفاء بالشهر على وجه الخصوص عبر الجهات التالية:
1- في البيوت والتجمعات:
تظهر آثار احتفاء مسلمي "بوركينا فاسو" بحلول رمضان في بيوتهم، وفي أماكن تجمعاتهم بشكل كبير، بحيث يُضفى عليها الجو الرمضاني، فتكون عامرة بالمظاهر الإيمانية، ومليئة بأجواء التقوى: من تلاوات للقرآن، الكريم وسماع للمواعظ، والتزام بالمظاهر الإسلامية بشكل أفضل مما هي عليها في غير رمضان، وتقل فيها المحرَّمات، والمنكرات المتفشية في غيره: كسماع الأغاني، والتدخين، والاختلاط، وإضاعة الصلوات، ونحوها؛ وذلك كله تقديرًا لمقام هذا الشهر الكريم، واحتفاء بقدومه، ورغبة في فضائله.
وتكثر مظاهر التآخي بين المسلمين: كالتزاور، والتهاني والإحسان إلى الأهل والأقارب، والجيران، وتقديم بعض الهدايا كالسكر، وبعض المواد الغذائية التي تكون من مكونات وجبات الإفطار.
2- في المساجد ودور العبادة:
تشهد المساجد في "بوركينا فاسو" - كغيرها من بلدان العالم الإسلامي - إقبالاً كبيرًا من المصلين وتسابقًا حميمًا بين المتعبدين في شهر رمضان، ويكثر روَّادها من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبانًا بدرجة أنها تضيق بالمصلين مهما كبرت، بل إن الساحات العامة، وجوانب الطرقات - تتحول إلى مصليات مزدحمة بالمصلين في رمضان، ويعتبر المسجد من أهم ميادين الاحتفاء بشهر رمضان، وأقدس الأماكن التي يحرص مسلمو "بوركينا فاسو" على ارتياده، ويتسابقون إلى التعبد فيه، ويتنافسون على تنظيفه، والاعتناء به بشكل كبير - كما أسلفنا - بل إن ظاهرة غسل المساجد، وتنظيفها، وتزيينها قُبَيل حلول شهر رمضان، تحظى بأهمية بالغة لدى مسلمي "بوركينا فاسو".
3- في الأسواق والطرقات:
تأخذ مظاهر الاحتفاء برمضان طريقها إلى الأسواق والطرقات في "بوركينا فاسو"، بأشكال متعددة، وبصور مختلفة؛ فالأسواق عمومًا تشهد رواجًا كبيرًا، بحيث يزداد الإقبال عليها، وتنشط حركة البيع والشراء في الأسواق الشعبية والمركزية على حد سواء، وتظهر الأجواء الرمضانية جليًّا في الطرق العامة والمحلات التجارية، فيكثر فيها بيع مواد الإفطار، ولوازم العيد: كالمأكولات الشعبية، والألبسة، ولعب الأطفال، ونحوها.
ففي مدينة "بوبو جولاسو" مثلاً تتحول جوانب الطرقات إلى محلات مؤقتة للبيع والشراء، وللنسوة مشاركة واسعة في عملية البيع والشراء، فتراهن يَبِعْن مختلف البضائع، ويَقلِين الكعك والبقول من بعد صلاة العصر إلى ما بعد الغروب في أماكن شتَّى، ومما يشاهد بكثرة - بمناسبة حلول شهر رمضان - اهتمام الشبان والفتيان بالبيع والشراء، فتراهم يحملون أطباق التمور، أو بعض المبيعات الخفيفة بأيديهم، يتجولون بها للبيع في الطرقات؛ سعيًا للحصول على ما يشترون به ملابس العيد واحتياجاته.
ومن العادات التي يمكن اعتبارها مظهرًا للاحتفاء بشهر رمضان في "بوركينا فاسو"، ما يقوم به الأطفال في ليالي رمضان من التمثيليات الغريبة التي تسمى بـ "يوغورو"، ويجوبون بها الطرقات والأزقة، ويقفون أمام البيوت، فيقوم أحدهم بالرقص بشكل غريب وزملاؤه ينشدون له، ولا يكفون؛ حتى يُعطيهم رب البيت مبلغًا من المال، ثم ينتقلوا إلى دار أخرى في فرح وغناء، ويقومون بذلك كل ليلة من ليالي رمضان.
الشعائر الدينية في رمضان في "بوركينا فاسو":
• الصيام والقيام:
صيام رمضان وقيامه من أجلِّ القربات، وأفضل الأعمال، وأحبها إلى نفوس المسلمين قديمًا وحديثًا، ويَنشَطُون للقيام بهما في رمضان، أكثر من غيرهما؛ رغبة فيما ورد فيهما من الفضل العظيم والأجر الجزيل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ رواه البخاري، ومسلم.
والمسلمون "بوركينا فاسو"، كغيرهم من المسلمين في العناية بالصيام والقيام في رمضان؛ حيث يُقبِلون عليهما، ويعتبرونهما من الشعائر التعبدية التي لا يمكن التفريط فيهما في رمضان، فتجدهم شديدي الحرص على الصيام - صغارًا وكبارًا - بدرجة أن بعض أبناء المسلمين الذين يتساهلون في أداء الصلوات المفروضة، أو الذين لا يصلون أصلاً، يصومون الشهر كله ويقومونه، بل ويكونون في طليعة روَّاد المساجد فيه، كما أن الحرص على صلاة التراويح وحضور المساجد لأجل أدائها، كبير عند الجميع، ولا يفرطون فيه، لا سيما في بدايات الشهر.
وعمومًا فإن صيام شهر رمضان وقيامه من الشعائر التي يتسابق إليها المسلمون في "بوركينا فاسو"، ولهم نشاط كبير وإقبال شديد عليهما؛ إيمانًا منهم بفرضية صيام الشهر، وحرصًا على التزود بالتقوى، التي هي أهم أهداف الصوم، وأسمى مقاصده؛ حيث يقول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
• الدروس والمحاضرات:
شهر رمضان من أخصب أوقات الدعوة والتعليم، وأفضل مواسم التربية والتوجيه؛ لصفاء النفوس فيه، وتوجهها الصادق إلى الله - تعالى - فهو موسم مهم لتفعيل الأنشطة الدعوية، والعلمية المختلفة، واغتنامًا لتلك الفرصة السانحة، يشهد رمضان في "بوركينا فاسو" تظاهرة كبيرة في هذا الجانب، فتكثر الكلمات الإرشادية، والمحاضرات العامة، والدروس العلمية في المساجد، ويبذل الدعاة جهودًا مكثفة في سبيل ذلك، ومن أبرز تلك الجهود: دروس تفسير القرآن الكريم، التي توارثها مسلمو "بوركينا فاسو" كابرًا عن كابر، ويُولونها اهتمامًا كبيرًا طوال شهر رمضان، وتعقد هذه الدروس في المساجد غالبًا، وأحيانًا في مجالس العلماء، وفي أوقات مختلفة حسب أعراف المدن والقرى التي تتم فيها، أو ظروف الشيخ المفسر، ففي السابق كان أغلب الدروس تُلقى في الفترات الصباحية في حدود الساعة الثامنة إلى الظهر، وقد يكون الدرس جماعيًّا، فيحرصون فيه على ختْم القرآن خلال شهر رمضان، وقد يكون لكل فرد من الحاضرين درسه الخاص به، حسب ما يناسبه، وفي كلتا الحالتين يكون الهدف إيصال معاني كلمات القرآن إلى المتعلمين دون التطرُّق: إلى الشرح، والإيضاح، واستنباط الفوائد والأحكام.
وأما في الفترة الحالية، فقد بدأ الوضع يتغير مع بزوغ شمس الصحوة الإسلامية، وبروز الحاجة الماسة إلى فقه معاني القرآن الكريم، وفَهم مقاصده، وحِكمه، وأحكامه، فبدأ لون درس التفسير يختلف عما هو معهود في السابق، فلم تُعد الحاجة إلى ختْم القرآن في رمضان بقدر ما هي في محاولة ربْط المجتمع بالقرآن الكريم: عقيدةً، وسلوكًا، وتزويده بدروس من الأحكام والمعاملات، مستقاة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلاج مشكلاته على ضوئهما؛ ولذا فإن دروس التفسير في المرحلة الحاليَّة، يكون غالبًا عبارة عن الوعظ والإرشاد، عن طريق شرح وإيضاح بعض الآيات القرآنية، وتُعقد عادة بين الظهر والعصر في المساجد، وتشهد إقبالاً شديدًا، بحيث تمتلئ المساجد وتكتظ، فيتولَّى أحد طلبة العلم قراءة الآيات المراد تفسيرها، قراءة مرتلة، ثم يبدأ الشيخ درسه الذي لا يتجاوز فيه آيات معدودة في الغالب؛ نظرًا لتطرُّقه إلى كثير من المسائل المتعلقة بالآيات، وحرصه على توضيح الأحكام فيها، وقد يتخلل الدرس بعض الأسئلة المفيدة من الحاضرين.
• تلاوة القرآن الكريم:
شهر رمضان، شهر القرآن الذي أنزل فيه؛ هدى للناس، وبيِّنات من الهدى والفرقان، فتلاوة القرآن ومدارسته فيه، لها أهمية خاصة عند جميع المسلمين، ومشاهد العناية بالقرآن الكريم في "بوركينا فاسو"، وتعايشهم معه عديدة، وتتمثل أهمها في الآتي:
1- عقد حلقاته وتدارسه في بعض المساجد عقب الصلوات، لا سيما صلاة الفجر.
2- تعيين بعض الشباب الحافظين لكتاب الله في كثير من المساجد لإمامة الناس في صلاة التراويح، وعرض القرآن كاملاً فيها، وقد تمت هذه الترتيبات في الفترات الأخيرة في بعض المدن البوركينية؛ كمدينة "بوبو جولاسو"، والعاصمة "واغادوغو"، مع بداية وجود الحلقات القرآنية التي تُخرج حفَظَة كتاب الله، وقبل ذلك كان الأئمة يقرؤون القرآن نظريًّا من المصحف في صلاة التراويح، كما هو الحال في القرى، وبعض المساجد في المدن حتى الآن.
3- عقد المسابقات القرآنية خلال هذا الشهر؛ تشجيعًا للشباب على حفظ كتاب الله - تعالى - وتجويده، وقد بدأت باكورة هذه المسابقات القرآنية في مدينة "بوبو جولاسو" منذ أكثر من عشرين عامًا، واستفاد منها كثير من شباب المسلمين.
وقد تطورت هذه المسابقات القرآنية الرمضانية، وتعددت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حتى وجدت في الساحة بعض المسابقات التي تختص بالنساء الكبيرات في السن، وتُجرى بعضها عبر الإذاعة الإسلامية في مدينة "بوبو جولاسو"، وكلها مناشط رمضانية رائجة، وتعتبر من أهم ملامح الاعتناء بالقرآن الكريم في "بوركينا فاسو" خلال هذا الشهر المبارك.
• الصدقة والإحسان:
يشعر المسلمون في "بوركينا فاسو" بأن شهر رمضان شهر الخير والإحسان: غنيهم وفقيرهم في ذلك على حد سواء، فالأغنياء يتحيَّنونه لبذل المعروف على نطاق واسع، حسب الإمكانات المتوفرة لديهم، بل إن الكثير منهم جعلوه موسمًا لإخراج زكاة أموالهم، إضافة إلى مشاركة البعض منهم في إفطار الصائمين في بعض المساجد، وإن كان في نطاق أقل من المطلوب، كما يقوم البعض بإيصال بعض المعونات الغذائية إلى الأُسر الفقيرة الكثيرة، والمنتشرة في كل مكان، ففي مدينة "بوبو جولاسو" تم تشكيل لجنة تُعنَى بالأرامل والأيتام مؤخرًا، وتقوم هذه اللجنة بتنفيذ برامج إنسانية ناجحة خلال شهر رمضان؛ كتوزيع المواد الغذائية على الأرامل والأيتام، وتقديم بعض المبالغ المالية المتوفرة لديها لهم.
وأما الفقراء والطبقة المحتاجة، فحلول شهر رمضان يعني لهم الكثير حين يتذكَّرهم الأغنياء ويواسونهم بما يسدون به حاجتهم، ويخففون به فاقتهم، فيشعرون بأن شهر رمضان شهر الرحمة والمواساة، وموسم الصدقة والإحسان.
• مشاريع الإفطار:
تنطوي مشاريع الإفطار على كثير من الدروس الدعوية، والحِكَم التربوية في المجتمع، فهي ليست مجرد لُقيمات تملأ البطون، ووجبات تُشبع من الجوع، فموائد الافطار عمومًا - سواء تلك التي تعد في البيوت، أو التي تُنظم في المساجد - تتطلَّع بدور كبير في احتواء شباب المسلمين، واستقطاب غير المسلمين، وجعْلهم يرتادون المساجد، ويشعرون بأن الإسلام دين الرحمة والرأفة، فكم رأينا أبناء الديانات الأخرى يصحبون أصدقاءهم من أبناء المسلمين إلى المساجد، لأجل وجبة الإفطار فيها، فيكون ذلك بداية خير له ولأهله؛ حيث يُسلمون ويَعتنقون الإسلام أخيرًا.
وكم من المثقفين من غير المسلمين تأمَّلوا ما يقوم به المسلمون من إطعام الطعام، وإسداء المعروف في رمضان، بواسطة وجبة الإفطار، فانقادوا للإسلام والتحقوا برَكْب الإيمان، كل هذه الصور مما يجعل من وجبة الإفطار شعيرة عظيمة ينبغي الاعتناء بها في رمضان في كل مكان، هذا ويتم إعداد مائدة الإفطار في "بوركينا فاسو" بشكل يسير؛ سواء في الأُسر، أو في المساجد، ففي البيوت تقدَّم وجبات الإفطار في أوانٍ مخصَّصة لها كالطست ونحوه، ويجلس أفراد الأسرة حولها منتظرين غروب الشمس؛ ليتناولوها معًا.
وأما ما تُعد منها في المساجد، فهي تختلف من منطقة لأخرى، ومن مسجد لآخر، ولكنها على العموم تكون أكثر تنظيمًا مما في البيوت في الغالب، ولا سيما مشاريع إفطار الصائمين التي تصل إلى "بوركينا فاسو"، من الخارج كالمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، وغيرهما؛ حيث يتم تنفيذها في كثير من مساجد المدن البوركينية الكبرى؛ كمدينة "بوبو جولاسو"، والعاصمة "واغادوغو"، وغيرهما، بشكل منظم، إلا أنها لا تصل - في الغالب - إلى القرى والأرياف التي تكون الحاجة فيها أشد إلى مثلها، وعلى العموم، فإن لها أهمية كبيرة في الأنشطة الخيرية في "بوركينا فاسو".
وأما مكونات الوجبة، فهي - في الغالب -: المديدة، والتمور، والأرز، واللحم، والعصيدة، والإدام، مع بعض المشروبات المحلية التي تصنع من دقيق الحبوب، والدخن المخلوط بالزنجبيل، والمحلى بالسكر، ويسمى "موغو جي" باللغة المحلية "جولا"، وبعض العصائر المحلية كعصير الليمون، والبرتقال "ليمبورو جي"، ونحوها من العصائر التي تصنع يدويًّا.
ومن المكونات الأساسية لوجبات الإفطار في "بوركينا فاسو":
لقيمات تصنع بالسويق المحمض قليلاً، مع إضافة كميات قليلة من السكر إليها، ثم يتم قليها في الزيت المغلي على شكل قطع مختلفة الأشكال، منها ما تشبه السمبوسة، وتسمى "تومسو"، ومنها ما هو قطعات دائرية تسمى "نغومي"، وهي من الأكلات الشعبية التى لها أهمية خاصة لدى المجتمع البوركيني.
ورغم توفر الثمار في "بوركينا فاسو"، وسهولة الحصول عليها، فإنها ليست عنصرًا أساسيًّا في موائد الإفطار، ولكن قد توجد بعضها بكميات قليلة: كالموز، والبرتقال والمانجو في بعض الأوقات.
هذا ولا تختلف وجبات السحور عن وجبات الإفطار في الشكل والنوع كثيرًا، وغالبًا ما يتم إعدادها قُبيل وقت السحور، ويكون أقل تنوُّعًا من طعام الإفطار، وللمؤذنين دور كبير في إيقاظ الصائمين للسحور؛ حيث يبدأ بعضهم الأذان منذ الساعة الثانية ليلاً، ويستمر في الأذان بعد كل مدة إلى طلوع الفجر، ويتخلَّله بعض الكلمات والأناشيد باللغة المحلية، والقصد منها إيقاظ النائمين، وإشعار الصائمين بوقت السحور، وخلاصة القول: إن بعض المؤذنين يقومون بدور المسحراتي على المآذن في رمضان في "بوركينا فاسو".
• ليالي العشر الأواخر:
ليالي العشر الأواخر من رمضان ليالٍ مباركة، أقسم الله بها في كتابه العزيز، وبيَّن لنا رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم - فضلها ومكانتها في السُّنة المطهرة، فأحياها ابتغاء فضْلها، ورجاء خيرها، وأمر أُمته بذلك وحثهم عليه؛ لذا فإن الأمة الإسلامية تنتظرها بفارغ الصبر كل عام، وفي كل مكان، وللمجتمع البوركيني شعور خاص بمكانة هذه الليالي، وإن كان هناك تفاوت فيما بينه في طريقة التعبير عن هذا الشعور، وكيفية إحيائها، واغتنامها، والتماس فضلها؛ فمنهم من يجدُّ ويجتهد، ويشد المِئْزَر في إحياء هذه الليالي كلها: بالتهجد، والقيام، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، كما هو هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهم الأكثر - بحمد الله - في الوقت الراهن.
ومنهم من يكتفي بإحياء جزء من هذه الليالي، وهو ليلة السابع والعشرين فقط، ويضيِّع بقيتها: إما جهلاً، أو استثقالاً، أو تمسكًا بالعرف السائد في البلد، بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من الشهر حتمًا، وهي خير من ألف سنة، فلا حاجة إلى قيام بقية الليالي، فتعلقوا بهذه الليلة وخصوها بالإحياء بالأذكار والأوراد، وبعض الطقوس الغريبة، واهتموا بالسهر وعدم النوم - خصوصًا - في تلك الليلة، زاعمين حصول فضيلة ليلة القدر بذلك فحسب، فلا ينشطون للصلاة لا في تلك الليلة ولا في بقية الليالي، بل يكتفون بصلاة التراويح؛ جريًا على عادتهم، ولا يصلون التهجد فيها أصلاً.
وبحمد الله - تعالى - بدأت هذه الظاهرة في الأفول، فمساجد "بوركينا فاسو" في الوقت الراهن تمتلئ بالمصلين، وتكتظ وتكاد أكثرها أن تعجِز عن استيعاب رُوَّادها في شهر رمضان عمومًا، وفي العشر الأواخر خصوصًا بفضْل من الله - تعالى.
• عيد الفطر:
عيد الفطر من الأعياد الإسلامية التي تحتفل بها "بوركينا فاسو" على المستويين الشعبي والرسمي؛ حيث تعترف بهذا العيد الحكومة البوركينية، وتعتبر يومه يوم عطلة رسمية في الدولة، وتهنئ المسلمين بقدومه، وتسخِّر مختلف وسائل الإعلام للمشاركة في تغطية فعالياته، وتقديم البرامج الخاصة به، ويحتفل المسلمون بعيد الفطر في جميع أنحاء "بوركينا فاسو"، ويبتهجون به، وتظهر مراسم أفراحهم واحتفالاتهم بقدومه في أشكال مختلفة وجوانب عديدة، وأهمها ما يلي:
1- يتم التمهيد لأفراح العيد، بتوفير لوازمه: من المأكولات، والمشروبات، وبشراء الألبسة لجميع أفراد الأسرة، لا سيما الأولاد الذين يعتبرون خروجهم يوم العيد بمظهر غير لائق من العيب والتقصير اللذين لا يُغتفران لرب الأسرة.
ويتم تنظيف البيوت، وتزيين صالات استقبال الزوار بما تيسر، وذلك في المدن الكبرى، وفي القرى يتم إعداد بعض الخيام للاحتفال بالعيد، أو تنظيم مجالس تحت بعض الأشجار الوارفة الظل لعقد الجلسات فيه يوم العيد.
2- وفي صبيحة يوم العيد - وبعد صلاة الفجر - يستعد الجميع، ويغتسلون، ويتزينون، ويتجملون بأحسن ما يجدون، ثم يخرجون إلى المصلَّى، مهللين مكبرين، يرتدون أزياءً مختلفة الأشكال والألوان، يغلب عليها طابع التلون، فتجد من بينهم لابسي الألبسة الإفريقية التقليدية، كما تجد منهم من يرتدي البذلات الإفرنجية، والبعض الآخر - وهم الأكثرية في الغالب - يخرجون بالجلابيات، وقد يلبس بعضهم المشالح، والعباءات على الطريقة العربية.
3- وفي مصلَّى العيد يوجد الجميع، وتعلو أصواتهم بالتكبير والتهليل، إلى وقت حضور الإمام الذي يخطبهم، وغالبًا ما يتحدث عن أحكام العيد، وبعض القضايا التي تهم المسلمين في الوقت الراهن، هذا هو الواقع الآن.
وفي السابق كانت الخطبة عند أكثر الخطباء عبارة عن مقاطع قديمة يختارها الخطيب بطريقة عفوية، ويرددها في كل سنة، ولا يفسرها، ولا يشعر الجمهور بأنهم مخاطبون بها أصلاً.
4- وبعد انقضاء الصلاة ينفضُّ المصلون إلى بيوتهم، وفيها يقضون بقية أفراح يومهم؛ حيث يتبادلون التهاني، ويتجاذبون أطراف الأحاديث التي تصاحبها في الغالب شرب الشاي الأخضر على الطريقة الموريتانية، ثم يتم تناول طعام الغداء جماعيًّا عند كثير من الأُسر، وتبادل الأطعمة بين الأقارب والجيران.
5- وفي مساء يوم العيد يخرج الأولاد إلى الطرقات يفرحون ويمرحون، ويتجولون في بيوت الجيران والأقرباء، يلتمسون ما يسمي بـ "العيدية"، وغالبًا ما تكون مبلغًا من المال يقدَّم إليهم كهدية بمناسبة العيد، وهي من العادات المتعارف عليها لدى كثير من الأفارقة، ولا يكاد ينكرها منهم منكر.
6- يكون بين الأقارب والجيران، تبادل كبير للزيارات والتهاني، وللنساء في ذلك قدمُ السبق، فيحرصن كثيرًا على زيارة آبائهن وأمهاتهن، وإتحافهم ببعض الهدايا التي يعتبرها بعض القبائل من الواجبات التي لا يجوز التفريط فيها، ومن الحقوق التي لا ينبغي تضييعها.
7- ومما هو مشاهد في أفراح العيد في "بوركينا فاسو"، ويعتبره كثير من أبناء المسلمين من لوازم الفرح بالعيد - مع الأسف الشديد - تنظيم حفلات رقص وغناء في الليلة التالية ليوم العيد، وتجمُّع فتيان الحي لأجلها، والسهر عليها في الغالب.
وأخيرًا:
هذا ما تيسَّر جمعه حول شهر رمضان في "بوركينا فاسو"، وواقع احتفاء المسلمين به فيها، وما يتعلق بذلك من الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية، وقد جمعتها في فجاءة، وألفت بينها بعجالة، وما رُمت فيها الاستيعاب والاستقصاء، ولا ادَّعيت الكمال والتمام، وما أمِنت فيها من السقطة والزلة، فما كان فيها من صواب، فبتوفيق من المولى، وما جانب الصواب منها، فليس عن قصد مني، وإنما هو لزلة حصَلت.
وأسأل الله - تعالى - أن يغفر لي زلتي، ويُقيل عني عثرتي فيها، ويُلهمني رشدي، ويَهديني السبيل بعدها.
هذا ولا يفوتني أن أشكر "شبكة الألوكة"، على ملفها الرمضاني المميز، وتواصل القائمين عليها المستمر مع إخوانهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي في هذا الشهر المبارك.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
[1] بوركينا فاسو دولة من إحدى دول غرب إفريقيا الداخلية، وتقع في قلب غرب إفريقيا، بعيدة عن البحار والمحيطات، ويحدها من الشرق دولة النيجر، ومن الشمال والغرب دولة مالي، ومن الجنوب كل من ساحل العاج - كوت ديفوار - وغانا، وتوغو، وبنين، وكانت تعرف باسم "فولتا العليا" حتى عام 1984م؛ حيث تم تغيير اسمها إلى "بوركينا فاسو"، واستقلت عن فرنسا في عام 1960 م؛ حيث استقل معظم دول غرب إفريقيا، ويبلغ عدد سكانها "16" مليون نسمة حاليًّا، منهم ما يقارب 70 % من المسلمين، وهي عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي.
-
رد: عادات وتقاليد وصور خاصة عن رمضان في بعض من البلدان العالم
رمضان المحتفى به في تركيا حيث تجتمع الأصالة وسحر المكان
• الإقبال على صلاة التراويح في الجامع الكبير بأنقرة، وزيارة الخِرقة الشريفة من أهم ملامح رمضان في تركيا.
• الطبيعة الخلابة والخضرة والجو المعتدل وخاصة في المناطق الساحلية يهون نهار الصيام.
• الإفطار يبدأ عندهم بالتمر والزيتون وخبز البيدا.
تعدُّ تركيا من أكبر الدول الإسلامية التي تحتفِل برمضان احتفالاً كبيرًا، وبالرغم من اختلاف اللغة والثقافات بينها وبين والعديد من الدول العربية والإسلامية، فإن رمضان في تركيا لا تختلف أجواء الاحتفال بقدومه كثيرًا عن مظاهر استقباله في غيرها من البلاد العربية والإسلامية، فنجد نفْس الفرحة والتبريكات التي تطوف البلاد فرحًا واستبشارًا بشهر الخير والبركة والغفران، وتجد الزينة وبائعي الحلوى، واستِعدادات ربات البيوت بأواني الطهي الجديدة، وشراء كل ما لذَّ وطاب من الأطعمة، إلا أنه قد تزيد هذه الاحتفالات وتتعدَّد مظاهرها، وتبرز أكثر في تركيا؛ حيث سحر المكان والطبيعة الخلابة، والجو الجميل، والذي يغلب عليه عادةً الاعتدال، وخاصة في السواحل الشمالية من البلاد في العاصمة إسطنبول ومدن؛ مثل: بورصا - كارتبه - آبانت - إينه آدا - طرابزون - وأوزون جول؛ حيث الخُضرة وشلالات المياه، والأنهار المُنسابة عبر الجِبال؛ مما يُسهم في توفير مُناخ رائع يسهم بشكل كبير في تحمُّل نهار الصيام.
زينة وابتهاج ومِسك:
وفي فرحة كبيرة يعلِّق الشباب الزينات ومصابيح الإنارة فوق المساجد التركية الطاعنة في التاريخ، والتي تَشتهر بزخرفها الإسلامي بديع الصنع.
كما جرت العادة فى البيوت التركية على نثر روائح المسك والعنبر وماء الورد على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل؛ ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم.
احتفالية إسطنبول:
وأكثر ما يميِّز الاحتفالات في رمضان تلك الاحتفالية الكبيرة التي تُقام بالعاصمة التركية إسطنبول في منطقة السلطان أحمد، وهو المسجد الشهير، وتتلألأ أنوار المساجد بكافة أنحاء تركيا، والتي يصل عددها عددها إلى 77 ألف مسجد تقريبًا.
ويُقام أيضًا في منطقة السلطان أحمد معرض للتراث العثماني، وكل ما يتعلق بالعاصمة القديمة، كذلك يقام معرض للمطبخ العثماني، والذي تكاد تشمُّ فيه عبق الماضي وأصالته وروعة التاريخ، إلى جانب وجود أماكن مخصَّصة للعب الأطفال، وسط أجواء احتفالية وإقبال كبير.
بورصا بلد التاريخ:
ومن المناطق التي تشتهر بالكثير من المساجد والجوامع التاريخية مدينة بورصا؛ حيث تصدح هذه الجوامع في ليالي رمضان بالأناشيد الدينية وترتيل القرآن، وتزدحم بالزوَّار والمصلين، إلى جانب اشتهارها بالعديد والمتنوع من المعروضات الرائعة، والتي يُقبِل عليها الأتراك والسياح معًا.
صلاة التراويح:
وتعدُّ صلاة التراويح في الجامع الكبير بأنقرة، وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بالعاصمة إسطنبول - من أهم مظاهر الشهر الكريم، وهو أشهر المساجد التاريخية التي يتوافد عليها غالبية المصلين، خاصة لإحياء ليلة القدر.
كذلك تجد المساجد في أنحاء تركيا إقبالاً كبيرًا وتدفُّقًا لأمواج من المصلين، وما يَلفت النظر خروج النساء بأعداد كبيرة والحرص على الصلاة في المساجد، ومشاركة الرجال في هذا المشهد الروحاني الشديد الإيمان، ويقف الجميع وراء الإمام في الصلاة كالجسد الواحد في تبتُّل وخشوع.
جامع الخِرقة الشريفة:
كما تعدُّ زيارة جامع الخِرقة الشريفة بحي الفاتح بإسطنبول لمُشاهدة الخرقة النبوية الشريفة، والتي نقلها السلطان سليم من الحجاز لإسطنبول أثناء حُكمِه للدولة العثمانية - من العادات الشعبية عند الأتراك، والتي تتجلى بوضوح في شهر رمضان.
وتُحفظ هذه الخِرقة في جامع الخرقة الشريفة منذ تأسيسه عام 1853؛ حيث سمح السلطان عبدالحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة؛ لعرضها على المواطنين في شهر رمضان؛ حيث تتوافد الألوف كلَّ يوم من جميع أنحاء تركيا؛ لإلقاء نظرة على الأثر أو الأمانة النبوية الشريفة، فتبدأ الزيارة بعد الإفطار، وتستمر حتى ما قبل الفجر.
المطبخ التركي:
ويشتهر المطبخ التركي بكافة أصناف المأكولات الشهية والحلويات المتنوعة، وهو من أكثر المطابخ شهرةً في العالم العربي والإسلامي؛ حيث يتنوع ويتَّسع في شهر رمضان، ويبدأ الأتراك إفطارهم بالتمر والزيتون والجبن قبل تناول طعام الإفطار، بعد أداء صلاة المغرب، مع الخبز الخاص بشهر رمضان، والذي يطلق عليه اسم "البيدا"، والذى تقوم الأفران والمخابز بصنعه خصيصًا لشهر رمضان، وكلمة "بيدا" هي كلمة فارسية تعني "الفطير"، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة، ومن الأطباق الرئيسية على مائدة رمضان طبق "إسكندر كباب"، وهو عبارة عن قِطَع من اللحم والخبز والبندورة، تضاف إليه البهارات الخاصة.
موائد تنتشر ورحمة تعمُّ:
ومن مظاهر هذا الشهر الفضيل التلاحم والتراحم الاجتماعي، وانتشار موائد الخير العامرة بأطايب الطعام للفقراء وعابري السبيل بشكل متَّسع يغمر البلاد ويملأ الأجواء بمشاعر الرحمة والودِّ والتكافل، فتحلُّ بركة رمضان على الجميع.
الرئيس التركي يدخلُ المطبخ في رمضان!!
وفي لافتة طريفة وموحية نشرتْ صحف تركية صورًا للرئيس التركي عبدالله غول في شهر رمضان، يُساعد زوجته في المطبخ رغم التزاماته الرئاسية الكبيرة.
فيعطي النموذج الأمثل لحاكم مسلم عصري يعيش حياته كما باقي الناس بشكْل معتاد؛ ليجمع حوله القلوب في شهر الرحمة والتواضُع.