-
عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أحبّ في كلّ أموري أن أكونَ أنا وأكره أن أكونَ أنتَ ، ولكلّ وجهة هو مولّيها . بربّكَ قلْ لِي كيف تريدني جزرةً وقد خلقني اللهُ برتقالةً ؟! إنّك تطلب المستحيلَ عندما تنتظرُ منّي أن أنصهرَ في بوتقتك ، وأذوبَ في كيانك ، وأتخلى عنّي ..فهل سمعتَ بالرّبيع جاء في فصل الشتّاء أو العكس ؟ فالجواب : لا ، قطعاً . إذاً فلستُ عشّكَ فادرجْ ، ولا كوخكَ فاخرجْ ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
وا أسفي ..صرنا كما الغِربان تطاردُ الدّودَ ، وكالبومِ في اللّيل تبكي على الأطلال ..فما قيمةُ الحياةِ ونحنُ نعيشُ في مجتمعنا كطحالب الوديان الرّاكدة.. نبتلع الذّل والصغار ، ونجترّ الخزي والهوان .. وصدقَ من قال فينا : كالأيتام على موائد اللّئامِ .. !!لسانُ حالنا ومقالنا :
دع المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها ...واقعُدْ فإنّكَ أنتَ الطّاعمُ الكاسي
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
إذا أردتَ أن تبقى رائعاً في أعين بعض النّاس ، وجميلاً في نظرهم فيجبُ عليك أن تكونَ شيطاناً أخرسَ ..ترى الأخطاء والهنات والهفوات ، وتغضّ الطّرفَ عنها ، بل تمدحها أحيانا إذا احتاجوك لمجاملتهم ...وإيّاك أن تقومَ بتصحيح زلاّتهم فستقوم الدّنيا عندهم ولن تقعدَ وسيعلنونها عليكَ حرباً ضروساً لا هوادة ولا رحمة فيها ...فكن شيطاناً ليرضوا عنك كلّ الرضا ، ويسبحوا بحمدك بكرة وأصيلاً ...
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قال لي أحدُ الكذَبة الأدعياء يوماً : لك أطنانُ محبّتي ، يا أستاذي : فنظرتُ إليه بإشفاق ، ثمّ قلتُ له : احتفظ بأطنان محبتك لنفسك فقد تكون في أمسّ الجاجة إليها مستقبلاً ، وأما أنا فَلِي من المحبة ما يغنيني عن محبّة أمثالك ! ...ولا أخفيك ، فإنّي أكرهك كما لم أكره أحداً من قبلُ ، لأنَّ فيك من الخصال الذّميمة ما تستكرهه الطبّاعُ السّويةُ والفِطَرُ السّليمةُ ، والنفوس المطمئنةُ ، كالكذبُ والتّملّق والرّياء وهلمّ شرًّا ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قال لي صديق شاعر كيف السّبيلُ يا أخي لاتّقاء ألسنة النّاس ، فقد ضقتُ بهم صدراً وتمزّقتُ بهم ألماً ، وأصابني من الغمّ ما الله به عليم ..؟ فأجبته بقولي وابتسامةٌ لا تفارقُ شفتَيّ : لا سبيلَ إلى ذلك أيها الكريم ، فإنّك تطلبُ المستحيلَ ، وتنشدُ اللاّمعقول ، فإذا كان الأنبياءُ والمرسلون قد أصابهم من الأذى بألسنة الهمجيين من قومهم ما أصابهم فكيف بمن هم دونَهم ، كأنا وأنت وهو وهي ؟ اصبر أخي وامضِ قدُماً ولا تلتفت للأوغاد والأوباش الذين يصطَادون في الماء العكِر ، بل لا تترك لهم فرصةً ليكونوا حَجَرَ عثرة في طريقك ، وابقَ شامخاً كما أنتَ شُموخاً يخرّ له كلامُهم الباطلُ صَعِقاً .. وواسي نفسَكَ بقول الشّاعر الحكيم :
لئنْ ساءَني أن نلتَني بمساءَةٍ ...فقد سرّني أنّي خطرتُ ببالك
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قرأتُ السّيرة الذاتية في جزءَين لمحمد شكري ( الخبز الحافي) و ( زمن الأخطاء ) فوجدتُ أنّ هذا المُبتلى يتمتّع بكبت عظيم ، وفراغ عاطفي قاتل ، وشراسة في الأخلاق مسيئة للأدب والأدباء ، وغير ذلك من المطبّات التي نحن في غنىً عن ذكرها ..أما لغته فهزيلة جدّا ، وسرده إنشائي ضعيف لا يمتّ للرواية والرّوائيين بصلة ..كلّ هذا لا عجب فيه ولا غرابة لأن أمثاله كُثر في عالم الكتابة ، من أصحاب النّطيحة ، والمتردية ، وما أكل السّبُع ... ولكن المصيبة العُظمى أن تترجم هذه السّيرة إلى ثلاثين لغة ، لا لشيء إلا لأنّ فيها جرأة فاضحة ، وجنس وقح بألفاظ بذيئة بلغة عامية مغربية ...قبّح الله الإعلام الذي يرفع من شأن أمثال هؤلاء الأقزام ، وصدق شيخ المعرّة حين قال :
عشْ مجبراً أو غير مجبرْ ...فالخلق مربوب مقدّرْ
والخير يُغمس بينهم ...ويُجعل للسوءات منبرْ
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
سألني أحدُ الأصدقاء الأعزّاء عن كتاب (صفحات من صبر العلماء )، تأليف الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة المتوفى سنة 1416 هـ / فأجبته بقولي : هذا الكتاب من أفضل الكتب التي قرأتها واستفدتُ منها ، ففيه ما تصبو إليه ذائقةُ كلّ عاشق للفائدة ، محبّ للعلم النّافع ، ومغرم بقراءة سير العظماء والعلماء والزّهاد ، ناهيك عن الدّرر اللغوية ، والتحقيقات العلمية ، وضبط الكلمات الصّعبة والغريبة مع الشّكل الكامل ، وقد ازدادتْ روعته ببعض تعليقات ابنه سلمان النّفيسة .. فهو بحق كتاب يستحق المُطالعة ، ولست مبالغاً إذا قلت لك : لو ذهبتَ من المغرب إلى الحجاز من أجل الحصول عليه لكان ذلك قليلاً في حقه ! وهل تدري يا صديقي أن مؤلّفَه قد استغرقَ في تأليفه عشرين سنة ، وهو في مجلد فقط ، وعدد صفحاته ( 508) وليس كبعض أدعياء الكتابة من الذين ينقلون من هنا ومن هنا ، ويقولون : هذا كتابنا . حتى أصبح لديهم الإسهال في تأليف الكتب التّافهة ... وهذا ما لديّ قوله في هذه العجالة صديقي العزيز ..
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كتابُ صيد الخاطر للعلاّمة أبي الفرج عبد الرحمن بنِ الجوزي المتوفى سنة 597 هـ ، من أفضل الكتب التي طالعتها ، وسبرتُ أغوارها ، كررت قراءته مرّات ..ففيه المتعة ، والفائدة ، واللغة السهلة الميسورة ، كما فيه بعض الفقهيات المهمة ، ونقد بعض الفرق الضالة ، والجماعات المخالفة للشرع . ومن الأمانة أيضا أن نذكر أن فيه بعض الهفوات والهنات ، لا سيما في مجال العقيدة ، ولا أتفق مع طعنه في حافظ المغرب العلامة ابن عبد البر الأندلسي صاحب كتاب التمهيد ووصفه إياه بالجهل ...وعلى كل الأحوال فالفائدة فيه هي الضاربة بأوتادها في ربوعه ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ..فأنصحكم أيها الرّفاق بقراءته ومصاحبته ، ففقد هذا الكتاب كفقد الصواب ، فيا هولَ من أضاعه والله ...ولا تنسوا أن تطلبوا النسخة التي حققها الأديب الكبير علي الطنطاوي رحمه الله ..
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
علّمتني قراءةُ الكتب أنّ المتكلّمَ في غير فنّه يأتي بعجائب وغرائب لم تسمعْ بها الأوائلُ ولم تَدُر بخلد الأواخر ، ويكون كالباحث عن حتفه بظلفه ، ولكن من حيثُ لا يشعر . ولنضرب لذلك مثالاً ليتّضح المقال : الطّاهر بن جلون أديب روائي مغربي مشهور ، كتب رواية عنوانها : ( ليلة القدر ) تحدث فيها عن السّجود والركوع في صلاة الجنازة فهل سمعتم بهذا أو آباؤكم الأولون ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
ما أروعَ ذلك القاصّ الذي يجعل جسَدَك يقشعرّ وأنتَ تطالعُ إحدى قصصه أو حكاياته المشوّقة..هذا ما حصل معي هذا المساء وأنا أقرأ "حكايات طبيب" للدكتور الأديب (نجيب الكيلاني) ، إذ أحسستُ ببدني يقشعرّ وكأنّ سلكاً كهربائيا مسّه بعدما باغتني بقُفلة موفقة لحكاية من حكاياته ..وفي اعتقادي أنّ الصدقَ من الأسباب التي تجعل الكاتبَ يؤثّر في قرّائه بهذا الشكل ...فرحم الله الدكتور نجيب الكيلاني وأسكنه فسيحَ جناته ، فقد قرأتُ كلّ أعماله تقريباً ، وفعلاً وجدته نِعمَ الأديب الذي ينبغي الاهتمام بأدبه ، ولكن الإعلام الخبيث لم يُعرْهُ كبيرَ اهتمام لأنه أديب مسلم ملتزم بمبادئه ، وهم لا يلتفتون إلاّ إلى النطيحة والمتردّية وما أكل السّبع ..
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
يوسف السباعي خنزير من خنازير الرواية العربية في هذا العصر ، قال في روايته النّتنة ( إني راحلة) على لسان بطلتها ص 307 : إنّي أكرهُ الله كما كرهني ...إني أكفر به لما قسى عليّ به . لقد كنت ملحدة بالحب ..فأصبحت ملحدةً بالله . وقال : ما فائدة قدرة الله تلك إن لم يعد إليّ أحمد ... وقال في ص 181 : لم أحاول أن أصلي أو أدعو الله ، لقد يئست من كلّ شيء ..وكفرتُ بكل شيء ..ولم أعد أؤمن لا بالسماء ولا بالمعجزات ..ولا عدتُ في حاجة إليهما .
ورواياته كلها تطفح بمثل هذا الكفر والإلحاد ، كما تطفح بالإباحية والمجون ..
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
علّمتني قراءَةُ الكتب أنّ مكانَ عُُلمَاء السّوء (الذين يَستبدلون فتاواهم كما يَستبدلون جواربَهم النّتنة إرضاءً لأسيادهم ) هو مزبلةُ التّاريخ ، كحال أسلافهم الطّالحين ..ستلعنهم الأجيالُ القادمة ،تستخفّ بعقولهم التّافهة ، وستقرأ على قبورهم الضّائعة في متاهات الإهمال قوله تعالى : (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ، فأتبعه الشيطانُ ، فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث) ...
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
إذَا قرأتُ لكَ نصًّا نثريًا أو شعريًا ولم يرُقْني ، فلا يَعني هذا أنّ النّصَ قبيحٌ أو سيّءٌ ، لأنّني قد حكمتُ عليه بذوقي ، والذّوقُ كما هو معلوم لا يعتمد على أسُس علمية ، أو قواعدَ منهجية ، بدليل أنّ قارئًا غيري قد يذهبُ في استحسانه والثّناء عليه كلَّ مذهب ...لذلك أقول للكاتب والشاعر والأديب : إذا كتبتَ شيئاً ونشرته فاستحسنَه قومٌ وذمّه آخرونَ فلا ينبغي لك أن تنزعجَ ولا أن تفرطَ في الفرح بما كتبتَ فالأذواق تختلفُ وهذه سنّة الله في عالم الأدب والفنّ ...
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
ذاتَ مساء محنّط باليأس والقُنوط التقَى مُتشائمٌ بمتشائمةٍ على ضفاف كآبةٍ خرساء حالكة السّواد ..
-قالت المتشائمةُ ونظراتها الحيْرى تمزّق شرايينَ السّماء : لم يبقَ في الحياة ما يستحقُّ البقاء من أجله ، ولا ما يرغّبني في بهرجه...
-فالتهمها المتشائمُ بعينين جاحظتين ثمّ قالَ : ومتى كان فيها ما يستحقُّ ذلكَ ، ف(مُكلّفُ الأيام ضدَّ طباعها متطلّبٌ في الماء جذوةَ نار) .. ؟!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
الواثقُ من نفسه ، المؤمن بوعد ربّه ، لا تُزعزع أركانَه الخطوبُ ، ولا تَذهب بلبّه عادياتُ الزّمان ، أحلامُه لا تطيشُ وإن عظُمَ المُصابُ ، فهو كالجبل الشّامخ في وجه المدلهمّات ، النّكبات ، والمصائب .. إذا ضاقت به السبلُ ، وأحاطت به جيوش الأزمات فإن ذلك لا يزيده إلا قوّة وسُموقاً ، كالذهب الإبريز الذي لا يزيده الانصهارُ في بوتقة النّار ولهيبها إلا احمراراً وخلوصاً وصفاءً ...هكذا علّمتني الحياة في ظلّ ثلاثين سنة .. !!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
إنّنا في زمان نحتاجُ فيه أن يبعثَ الله لنا غرابًا يبحثُ في أرضية عُقولِنا ليُريَنا كيف نُوَارِي سيئاتِ وأخطاءَ إخواننا ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
بعضُ الكُتبِ المُعاصرة تُؤذِيني بلغتِها الرّكيكةِ ، ومُستواهَا الهَزيلِ ، وأسلوبِها الغثِّ
اللّهم لُطفَكَ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لا تَكنْ صَدِيقًا في العَلنِ وعَدوّا في السِّر فيَجنِي عليكَ لُؤمُكَ -يا لَئيمُ- كما جنتْ على قَومِها بَرَاقِشُ ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
تنامُ ملْءَ جُفونكَ مرتاحَ البال ، مطمئنَّ النّفس ، شبعانَ البطن ، تفترشُ الصّوفَ الأذربيَّ ، وتتخذ نضائدَ الدّيباج ، وستورَ الحرير ، تبالغُ في تنميق الرّياش ، والتّطاول في البنيان كأنّك خالد في هذه الدّنيا التي لو دامت لغيرك لما وصلت لكَ ..كلّ هذا وجارك المسكين يقبع في كوخه المهترئ أضواهُ الهزالُ ، أبناؤه جفّت أفواههم من السّغب ، لا يجدونَ لقيمات يتبلَّغونَ بها على مرأى ومسمع منكَ ، ثمّ تدّعي بعد ذلك أنك مسلم ، وتَزعمُ أنّك مؤمن ، وترفعُ عقيرتَك أنّك محسن ، أيّ إسلام هذا ، وأيّ إيمان ذاك ، فلا والله :
ما أنت من أرض الحجون ولا الصّفا ... ولا لك حظُّ الشّرب من ماء زمزمِ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لمْ أرَ في الشّعراء أكثرَ مبالغةً وتملّقًا من هذا الشّيطان الذي يُقال له ابنُ هانئ الأندلسي المتوفّى سنة 362 هـ حيثُ يقولُ مادحًا وليَّ كفره المعزّ الفاطمي :
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ ... فاحكم فأنتَ الواحدُ القهّار
و كأنّمــا أنتَ النبيُّ محمّدٌ ...وكأنّما أنصارُكَ الأنصارُ
قال ابنُ كثير في البداية والنهاية ج 8 ص 131 : وهذا خطأ كبير وكفر كثير !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قرأتُ البارحةَ قبل انصرَافي للنّوم كلمةً لامرأةٍ على ( الفيس بوك) تقولُ فيهَا : ( سألعنكَ أيّها القدرُ ) فتذكرتُ المثلَ السّائرَ : قالتِ البعوضةُ للنّخلة : تماسَكي ، فإنِّي أريدُ أن أطيرَ وأدَعَكِ . قالتِ النَّخْلَةُ : والله ما شعَرتُ بكِ حينَ هبطتِ عليَّ ، فكيْفَ أشعرُ بك إذا طِرْتِ ؟!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
الإبداعُ هو أنْ تأتيَ بشيء لم يَسبِقْك غيرُك إليهِ من قبلُ ، مع المحافظةِ طبعًا على أصالة الشّعر والنّثر العَرَبِيَيْنِ لغَةً وقواعدَ ، وأمّا التّقليدُ والانصهارُ في بوتقة الحَدَاثيينَ فذاكَ شيءٌ يُحسنه كلّ من سَمح لنفسِه بحملِ القلمِ بين أنَامله ...!!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أحمد بن الحسين المتنبي الشّاعر الذي ملأ الدّنيا وشغلَ النّاسَ ، من أحبّ الشعراء إلى قلبي ، أردّد أشعارَه الحكيمةَ صباحَ مساءَ ، أحفظ منها الكثير ، فهو شاعري المفضل بدون منازع ، إلا أنّني لا أتفق معه في كثير من الغلو والمبالغة التي يطفحُ بها ديوانه ، ومن ذلك قولُه :
أي مكان أرتقي أي عظيم أتّقي
وكل ما قد خلقَ الله وما لم يَخلق
محتقر في همّتي كشعرةٍ في مفرقي
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
الأخ الفاضل الربيع الأريب البديع هل تتكرم وتجمع أعمالك المنشورة على الملتقى في ملف واحد فهي جميلة وتستحق ذلك
أرجوا الإستجابة
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفي ال جمعه
الأخ الفاضل الربيع الأريب البديع هل تتكرم وتجمع أعمالك المنشورة على الملتقى في ملف واحد فهي جميلة وتستحق ذلك
أرجوا الإستجابة
أهلاً بكَ أخي العزيز مصطفى ، أشكر لكَ حسن ظنّك ، وفي نيتي إن شاء الله أن أجمعها في كتاب ، فقد تجمع لديّ منها الكثير الكثير ...
دمت في رعاية الله
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قمّةُ الشّقاء أن تكونَ رفيقَ قوم يُنفقون عليك ودَّهم بغير حساب وأنت حاضر معهم ، ويينتهكونَ عرضَكَ بألسنتهم الحِداد وأنت غائبٌ عنهم ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
العقلاءُ وحدهم من يفهمونَ أنّ شَهادةَ العدوِّ على عدوه لا تُقبل ولو كانَ يقومُ اللَّيلَ ويصومُ النَّهارَ ، ويذكرُ اللهَ قائمًا وقاعداً وعلى جَنبهِ ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كتابُ (العلماء العُزّاب الذين آثروا العلمَ على الزّواج) كتاب لطيف مفيد وماتع تتبّعَ واستقرأ فيه مؤلفه ( الشّيخ عبد الفتّاح أبو غدّة ) العلماءَ والأدباء وغيرهم الذين لم يسبق لهم أن تزوجوا في حياتهم لانشغالهم بالعلم والبحث والتّأليف ، بدأه بمقدمة طويلة نفيسة بيّنَ من خلالها فضلَ الزّواج وحكمتَه وكونه مطلبًا فطريّاً، وأنّه من سنن الأنبياء والرّسل ، ثمّ التمسَ الأعذار للعلماء المُترجم لهم وأنّ الأسبابَ التي دفعتهم لترك الزّواج هو العلم وشغفهم به لا غير ، بدليل أنّه لم يذكر أبا العلاء المعري ، لأنّ المعري تركَهُ تديّنا على طريقة البراهمة الفلاسفة ، وقال مقولته المشهورة : هذا جناهُ أَبِي عليَّ ومَا جنَيتُ عَلى أحدْ
معناه أنّ أباه بتزوجه لأمّه أوقعه في دار الدنيا ، دار الابتلاء والمحن ، حتى صار بسبب ذلك إلى ما صار إليه ، وهو لم يجنِ على أحد لأنه لم يتزوج !
على كلّ حال الكتاب جيّد بل رائع يستحق المطالعة والمدارسة ، وهو ليس كبيرَ الحجم ، فعدد صفحاته لا تتعدى [ 300] صفحة ..
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لا تَكُنْ حجرَ عثرةٍ في طريق من يُريدُ الوصولَ إلى الله !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
يَسألني كثير من الشّباب والشّابات كيف السّبيلُ للارتقاء في عالم الكتابة النثرية ، وهل من طريقة مختصرة لصقل مواهبِنا ، وتقليمِ أظافر أخطاء أقلامنا ؟ فيكونُ جوابي دائماً ، لا سبيل إلى ذلك إلا بالإدمان على القراءة والمطالعة ، وفي جميع الفنون ، بمعنى أن يكونَ الكتابُ رفيقَ دربكَ ، وصديقَ أيّامك ، لا تبغي عنه بدلاً مهما كلّفك الأمرُ ، وتقرأ على الأقل عشرين صفحة في اليوم ..ودائمًا أذكّرهم بما حكاهُ أبو هلال العسكري : حُكي لي عن بعضِ المشايخ أنّه قال : رأيتُ في بعضِ قرى النبْطِ فتى فصيحَ اللّهجة ، حسنَ البيان ، فسألته عن سبب فصاحته مع لُكْنَةِ أهلِ جِلدته ، فقالَ : كنت أعمد في كل يوم إلى خمسين ورقة من كتب الجاحظ ، فأرفعُ بها صوتي في قراءتها ، فما مرّ بي إلاّ زمان قصير حتى صِرتُ إلى ما ترى ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
يهجمُ عليه الفرح وينتابه شعور بالارتياح ..وتتملّكه سعادة عارمة لا عهدَ له بها من قبلُ وهو مع حبيبته وصاحبته يَجُوبُ معها شوارعَ المدينة وأحياءَها ، يَشتري لها ما شاءَت وشاء لها الهوى بدون اعتراض أو تأفّف بل ينفقُ عليها بسخاء عجيب ...
وإذا طلبت منه أمّه المسكينةُ القابعةُ في زاوية إهماله ثمنَ دواء هي في أمسّ الحاجة إليه ، أظهر التّذمرَ والاستياءَ والغضبَ مع كلماتٍ جارحة تنمّ عن نفسية خبيثة شَربت من كأس الضّنك والضّياع حتى ثملَت ...
ويا لها من نفوس بشرية مُنحطّة لا تستحقُ الحياة ..!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
حاولتُ هذا الصّباح أن أكتب ما جال بخاطري البارحة ليلاً عندما أطفأتُ المصباح وتمدّدت فوق سريري لأنام ، ولكن عبثاً ..وجدت كلّ بنيات أفكاري هربت منّي وكأنّي غريمُها ، وهي دائماً تتعمّد معاكستي ، ولا تزورني إلاّ في الظّلام وكأنّ بها حياء كحياء حمّى المتنبي التي خلّد ذكرها في قصيدة من روائع الشعر العربي ..وفي الحقيقة أنا السّبب في إضاعتها لأنني أعلم علم يقين أنّ الخاطرة ابنةُ لحظتها إذا لم تقيّد في إبّانها تضيعُ حتمًا ...ولكن لكسلي وعجزي وعدم قدرتي على القيام إلى غرفة المكتبة ، وإشعال المصباح ، وإخراج القرطاس والقلم لتسجيل ما هجم عليّ حينذاك ..لأنني أكون خائرَ القوى ، مسترخيَ الأطراف ، طريحاً ، مكدوداً ..لا أحرّك ساكناً ولا أسكن متحرّكاً ..ولكن هذه المرّة لن أدعها تفلت منّي سأعدّ لها العدّة ، فأضع الأقلام والأوراق تحت الوسادة مستنفراً متحفّزاً لاصطيادها ..وأجعل حدّاً لعبثها بي ...!!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
حَاربوا الحَسَدَةَ بتألّقكم وإبداعِكُم ، فسيَضيقون بكم ذرعًا ويَقولونَ هذا يوم عصيب ، ثمّ يتنحّونَ عنكم ولن تَسمعوا لهم بعد ذلكَ ركْزًا ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
في الخريف تتعرّى الأشجارُ وفي الصّيف تتعرّى النّساء !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
دخلتُ المسجدَ فسُرقَ حذائي ، دخلت السّوق فسُرقتْ محفظتي ، ودخلت للــ (فيس بوك ) فسُرقت أفكاري ... فسارقُ الحذاء قد أعذره لأنه قد يكونُ ألمَّ به يوم سَاغِب لم يستطع عليه صبرًا ، وسارق المحفظة لعلّ له أمًّا عجوزاً ستموتُ إن لم يذهبْ لها بدواء عاجل فاختار أقربَ طريق ، قد أعذره أيضًا .. ولكنْ سارقُ الأفكار ما الذي حملَه على السّرقة ...؟!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
بعدمَا انتهيتُ من قراءة رواية ( كوخُ العم توم ) للرّوائية الأمريكية الكبيرة ( هارييت بيتشر ستو ) تأكّد لديّ أنّني كنت في غفلة لا تحمدُ عقباها ، بل علمت علمَ يقين أنني كنت عابثًا وأنا أقدّم غيرَها عليها ، ففيها مضمون هادف ، ورسالة سامية ، ولغة أنيقة جدا ، وأسلوب ظُنَّ خيرًا ولا تسأل عن الخبر ..وكما لا يخفى فالكاتب الذي يجعلك تعيش الرّواية وكأنّك أحد شخوصها لهو كاتب ناجح وناجح جدّاً ، وهذا ما وجدته عند ( ستو ) هذه الرّائعة ..وبما أنّ المسلم لا يؤمن حتّى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه فإنّي أحبّ لكلّ إخواني القرّاء هنا أن يعجّلوا بقراءتها ، ففيها كلّ ما تصبو إليه الذّائقة ، لاسيما في هذا الزّمان الذي كثر فيه الظّلم والطّغيان الذي لا يقلّ شرّا عن مضمون الرّواية المذكورة التي عالجتْ قضيةَ العبيد المضطهدين في أمريكا حينذاك ... ولا أحب أن أتكلّم عن المضمون أو أحلل الأحداث فذاك علم آخر له ناسُه وفقهاؤه ، ولكن أستطيع أن أقول : إنّ عمر بنَ الخطّاب رضي الله عنه قد اختصر ما أرادت ستو إيصالَه من خلال روايتها ، بمقولة سار بذكرها الرّكبان ، يعلمها القاصي والدّاني ألا وهي : ( متى استعبدتم النّاسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ) فدونكم الرّواية أيّها الرّفاق باركَ الله سعيَكم ..!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
اعترَاها شوق شديدُ الوطأة كالمرض ، فلم تَجدْ بدّاً من الالْتجاء إلى القلم الذي هو ملاذ الحيارى من أمثالي .. !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
الكاتبُ الصّادق هو الذي تَشعر بدقّات قلبِه متلاحِقةً بينَ السّطور !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قبلَ نُطق القاضي بالحكم على المتّهمين هناك جبال من المعاناة التي قد تؤدّي إلى انهيار أعصاب أهاليهم ..أمّا المتّهمون أنفُسُهم فَظُنَّ شرّا ولا تسأل عن الخبر ! لاسيما إن كانوا مظلومين ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
في قاعة المحكمة نطقَ القاضي بالحُكم ..فصرخ قوم والفرحةُ على محيّاهم ساطعة : يحيا العدل ! ..وقوم آخرون بوجوهٍ كالحةٍ ألسنتُهم تُردّد بانهيار بــ فليَسقُطِ الظّلم ..حسبُنا الله ونِعْمَ الوكيل .. !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
نتنازلُ على كثير من مبادئِنا من أجل اعتباراتٍ قاهرةٍ ليسَ لضعف الإنسان الطّاقةُ على مقاومتها ..ولابدّ ممّا ليسَ منه بدّ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
في كثير من إداراتِنا ودوائرنا الحكومية لا يقيمونَ وزنًا ولا أدنَى اهتمام لوقتِ المُواطن العادي ، وكأنّه شيء لا قيمةَ له ولا عُنوان في دنيا النّاس ! ونحن لا نشكّ أنّ ذلك من أخلاق مهنتهم الخَسِيسَة ، ولحاجَةٍ في نفسِ أبي لهب [ولا نقول في نفس يعقوب لأنَّ نفس يعقوب عليه السلام كانت نبيلة !] يفعلون ذلك ولعلّ من أهمها حرب الأعصاب !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لو علمَ الله فينا خيرًا لم يَسْتبحْ بنو اللّقيطة ( السيسي وفريقه ) أرضَ الكِنَانة !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
من لطيف ما يُستحضر !
انطلقتُ مرّةً أنا وصديق لي على متن سيّارته من المقهى الذي كنّا قابعين فيه صوبَ مسجد قريب لأداء صلاة العشاء.. وبعد وصولنا للمسجد عَنَّ لنا أن نغيّر وجهتنا لمسجد آخر ، وفعلا اتّجهنا إلى جامع صغير بأحد الأحياء الهامشية ، فوجدنا الإمام (وهو شاب في مقتبل العمر) يقرأ بصوت نديّ قوله تعالى { قل أأنبّئكم بالأخسرين أعمالاً...} فأسرعنا ودخلنا مع الجماعة بعدما تركنا أحذيَتنا أمام الباب الدّاخلي للجامع ...فأدّينا صلاتنا بخشوع والحمد لله لأنّ ترتيلات الإمام الحزينة قد أعانتنا على ذلك ...عند خروجنا بحثت عن حذائي ( وهو من النّوع الممتاز صُنع أوروبي ! ) فلم أجد له أثراً ، فعلمتُ أنّ أحد لصوص الجوامع قد كان ينتظرُ بفارغ الصّبر مغفّلاً مثلي ليجعلَ من حذائه وجبةَ عَشَاءٍ دسمةً ، أو يقتني بثمنه قنينة خمر تنسيه الضّياعَ والتّشرد والحياة البائسة التي يحيا تحت ظلالها ! بل وينسى أيضا خطورة وصعوبة مواقفه الحرجة ، والتي من ضمنها انتهاك حرمات بيوت الله ، والاعتداء على حقوق العباد ..
ثمّ استأذنتُ الإمامَ في أخذ نَعْلٍ بلاستيكي من نِعَالِ المسجد الخاصّــة بالمتوضّئين ووعدته بإرجاعها له في اليوم الموالي ، فأذن لي وعلى وجهه أثر التّأسف لأنّني سُرقت في مسجده ... !
وتستمرّ الحياة ..
أسأل الله أن يَمُنّ على هؤلاء اللّصوص بالهداية ...
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أجملُ ما في الحياة أن تكتشفَ يومًا أنّك محبوبٌ من طرفِ أناسٍ لا تعرف عنهم شيئًا ، بل لا تعرفهم أصلاً، ينفقون عليكَ محبتهم من بعيد بسخاءٍ عجيب ، ويوزعون على أقاربهم ومعارفهم الثّناء الجميل عنك والمدائحَ المكلّلةَ بالوقار !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
من لطيف من يُستحضر !
زارَنا مرّةً بعضُ الأضياف من مدينة أخرى على حين غفلةٍ منّا ، ولم يكن في بيتنا شيء ذو قيمة لنقدّمَه لهم ، المهم جلسنا نتجاذبُ أطرافَ بعضِ الأحاديث المعتادة في مثل هذه المناسبات مُتحلّقين حول مائدة الشّاي الكئيبة ! وبعد بُرهة من الزمان نادتني أمّ هند التي تقبع في المطبخ ، قائلةً لي بسخرية : قدّم لأضيافك كُتبَ ( العقّاد ) هذا الذي أنفقتَ عليه كلّ ما تملك ، والّذي تظلّ له عاكفًا كعابد من عبّاد اليونان الوثنيين !
نظرتُ إليها بعتاب ، ولم تسعفني الكلمات للرّد عليها ، لأنّ حجتها كانت أقوى ، ثمّ ولّيتها ظهري مُردّدا في أعماقي : تبّا لك ولأضيافي ورحم الله العقّاد !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كلّما سمعتُ ذلك المخلوقَ الخبيثَ الذي يُقال له ( عدنان إبراهيم ) ، يسيء للصّحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان أتذكّرُ المثلَ السّائرَ : قالتِ البعوضةُ للنّخلة : تماسَكي ، فإنِّي أريدُ أن أطيرَ وأدَعَكِ . قالتِ النَّخْلَةُ : والله ما شعَرتُ بكِ حينَ هبطتِ عليَّ ، فكيْفَ أشعرُ بك إذا طِرْتِ ؟!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
إذا أردتَ أن تعرفَ طبائعَ وخصالَ البشَر يكفيكَ أن تُطالعَ صفحاتِ ( الفيس بوك ) !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
بعضُ النّاس لجهلهم بلغتنا العربية يعتقدونَني متحذلقًا ، متشدّقا ، والله لو قرأوا شيئًا في كتبِ الأدب وأشعار العرب لعلموا علمَ يقين أنّني مجردُ صبيّ ما زال يحبُو على بساط فنون أساليبهم وتراكيبهم وقواعدهم ، راجيًا من الله تعالى أن يصلَ لمرحلة البلوغ الأدبي !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قصة قصيرة
استيقظتُ صباحَ أمس مبكّراً بسبب المرض اللّعين الذي يَسكنني منذُ سنوات ، اشتدّ الألمُ عليّ اللّيلَ كلَّه ولم أذُقْ طعمَ النّوم إلاّ غِراراً ، فما إن لاحَ بَلَجُ الصّبح في الأفق حتى وجدتُني أنطلقُ مسرعًا إلى عيادة الطّبيب ، وفي يدي أوراقُ التّحليلات الأخيرة ..استأذنتُ في الدّخول عليه بعد انتظار ساعتين من الزمان وكأنهما دهر .. فما إن رآني بوجهي الأصفرَ الذي لا يبشّر بخير حتى هبّ واقفاً ، مستقبلاً إيّاي بشفقة.. مددتُ إليه يداً باردةً كأيادي الموتى ، ثم ناولته الأوراق ، فمسحها بعينيه القابعتين خلفَ نظارته السّميكة .. نظر إليّ برثاء بضعةَ دقائق ، و بنبرة حزينة قال: يُؤسفني إخبارُك أنّ موتَك قد أصبحَ قابَ قوسين أو أدنى ، فإنّ المرضَ الخبيثَ قد أكلَ جسمَك أكلاً !
ساد صمتٌ شديدُ الوطأة كهذا المرض الذي يسوقني إلى حتفِي..قشّرتُه بعينين حمراوين راسماً على محيّاي ابتسامةً باهتةً لا تمتّ للحياة بهاجس ، ثم قلتُ بأسًى : يا سيدي إنّني لم أكنْ يوماً حيّا لأموتَ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أغلبُ البشر كـَشَوْكِ القَتَادِ حاول ما اسْتطعت الابتعاد عنهم إن كنتَ تريدُ السّلامةَ لدينك ودنياك !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أشتهي شيئًا من التّفاهة أزجي بها بعض الوقت ، لأعودَ لِجِدّيَتِي نشيطاً !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أهديتُها روايةَ (ماجدولين ) للكاتب الفرنسي الشّهير ( ألفونس كار) التي ترجمها الأديب البارع (مصطفى لُطفي المنفلوطي) ، وبعد أيام عادتْ إليّ والحزن يأخذ بتلابيبها وهي تقولُ في أسًى : شكراً لأنّكَ أبكيتني !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
قال بعضُ السّلف : القرآنُ رسائلُ الله ، نقرأه باللّيل ، ونطبّقه بالنّهار !
أما نحن فقد قلنا : المسلسلات التّركية رسائل الشّيطان ، نشاهدُها باللّيل ، ونعمل بما فيها بالنّهار !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
سأقولُ في التّحقيق : إنَّ في مدينتي أدعياء التّدين الأغنياء يذهبونَ إلى الحجّ والعمرة كلّ عام ، وإخوانهم الفقراء يكابدونَ الضّياع لا يلقون لهم بالاً ، ولا يعيرونَهم أدنى اهتمام ، وفي ولائمهم ومحافلِهم لا وجودَ للمساكين والمُعْوِزين بينهم ...فتبًّا لهم وسُحقًاً ...
وجزى اللهُ ساكنَ المعرّة خيراً حين قال في أمثالهم :
توهمتَ يا مغـــــــرورُ أنَّك دَيّن ... عليَّ يمين الله ما لَكَ دينُ
تسيرُ إلى البيت الحرام تنسّكًا ...ويشكوكَ جار بائسٌ وخدينُ !
وما أصدقَ قولَ ابنِ سينا الرّئيس حين قال : يدعون الناس إلى الجنّة وهم عاجزون عن دعوة يتيم إلى المائدة !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لا قِيمةَ للحياةِ إن لَم نَمُتْ مـِـــنْ أجْلِ تَحقيق الكرامَةِ الإسلاميةِ الضّائعة في دُوَلِ عُمـَــلاء بني صَهيُون ... !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لأنْ أجالسَ رجلاً بلغَ من الكِبَر عِتيّا أحبُّ إليّ وأفضلُ من قِــراءة عشرين كتابًا في علم المواعظ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
دخل عبد الفتاح السيسي للتّاريخ من أوسع أبوابه ، ولكن مصحوبا بلعنة الله ، كالرّجل الّذي روت لنا كتُبُ التّاريخ أنّه بال في ماء زمزم فلمّا أخذه خليفةُ المسلمين لتُضربَ عنقَه استفسره : ما الذي حملَك على ما صنعتَ ؟ قال : أردتُ أن أدخلَ التّاريخ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
علّمَتْنِي ثَرْثَرةُ الفَلاَسِفَةِ أنْ أكـُونَ صَمُوتًا ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
نلوذُ أحياناً بالنّوم فِراراً من واقعنا البغيض لعلّنا نرتاحُ ولو قَـليلاً أو ننسى ، ولكن عبثًا ! فإنّنا نجدُ هنالِكَ كوابيسَ مُزعجةً لا تقلّ شرّا عن مآسِينا ..!
اللهمّ رُحماكَ بأمّة لم تَعُدْ تَجِدُ راحتَها لا في النّوم ولا في اليَقظة !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
بارك الله فيك ربيع الأدب،
قلتَ: (صَهيُون).
أقول: المعتمد: "صِهْيَون" كـ: بِرْذَوْن. والله أعلم.
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
تقول حبيبنا ربيع الأدب:
( علم المواعظ).
أقول: لا أُنكِر عليك استعمال هذا المصطلح، ولكنِّي أسوق إليك قول الإمام مجد الدِّين ابن الأثير (تـ: 606) في مقدّمة كتابه "النهاية في غريب الحديث والأثر" وهو يتحدّث عن جهود العلماء في التأليف في علم غريب الحديث، يقول: (وكان في زماننا أيضًا .. الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي البغدادي رحمه الله، كان مُتَفَنّنًا في علومه، مُتنوِّعًا في معارفه، فاضلا، لكنه كان يَغلِبُ عليه الوعظ).اهـ. يقول الأديب العلامة محمود الطناحي: "فتأمّل هذا الاستدراك الذي يوشك أنْ يسلب الوعّاظ فضيلة في مجال الفكر والعلم". مقالاته، 580.
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
بارك الله فيك أخي الحبيب أشرف بن محمد ، ونفع الله بك
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
أكادُ أجزم أنّ حرارةَ اليوم هي أشدُّ حرارة شهدتُها في حياتي ، كلّ شيء في بيتنا أصبح ساخِناً ، الأمتعة ، الفِراش ، التلفاز ، الجُدران حتى الكتب والمجلدات الجرائد والمجلات ، وقد كنت مُستلقيا قبلَ قليل في مكتبتي بقرب بعض الرفوف التي تكدّست عليها الدّواوين الشعرية و قد تخيلتني مُحْتَمِيًّا بظلّ شجرة السّنديان في صحراء قاحلة في حَمَّارَةِ القَيْظِ ، وامرؤ القيس يبكي على أبيه ، والأعشى يصفُ امرأةً عظيمةَ الوَرْكَيْنِ ، وزهير يمدح هرمَ بنَ سِنان ، وعمرو بن كلثوم يتوعد ابنَ هند ويفخر بقبيلته الجبّارة وهلمّ جرّا ... !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كمْ هو مؤسف أن يُصادفَ الإنسانُ في بدايةِ طلبه للعلم والمعرفة أغراراً متعالمين ، فيتخذهم إسوةً حسنة يقتدي بهم في كلّ صغيرة وكبيرة معتقداً أنّ قولهم هو القول الفصل الذي لا يجوز أن يحيد عنه قيدَ أنملة ! لسان حاله:
إذا قالت حذام فصدّقوها ...فإنّ القولَ ما قالت حذام !
لا تستغرب أيّها القارئ العزيز ، فإنّ القلبَ إذا كان خاليا ، والعقل شاغرًا ، فبإمكان أي شيء أن يؤثّرَ عليهما ، كما قال الأول :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ...فصادف قلبا خاليا فتمكّنا !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
سُبحانَ من يضيءُ دروبَ الحياة في أعين العاشقين بكلماتٍ قد لا تعني لغيرهم شيئاً ذا بال ، وسُبحان من يجعلُ كلمةً سيئةً تسربلُ عالمَهم بظلام دامس إذا أخرج أحدُهم يدَه لم يكد يراها ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
إن كانت الحرّيةُ هي أن يتطاولَ الأقزام ُعلى دين الله عبرَ خضراء الدّمن (الصحف والمجلات) ، وعبر الوسائل المسموعة والمرئية ، وأن تخرجَ النّساء إلى الشّوارع والشواطئ سافراتٍ ، شبه عاريات كأنّهن في غرف نومهنّ ، وأن يبَوحَ الشّعراء والأدباء والكتّاب بقيح صدروهم وأفكارهم النّتنة ، وغير ذلك من الأمور المزرية التي يصعب تعدادها ، فلا بارك الله في هذه الحرّية !
وأمّا مقولة أفلاطون : (لو أمطرت السماء حريـةً ، لرأيتَ بعضَ العبيد يحملون المظلات ) .
فإن كان يقصد هذه الحرية الإباحية ، فإنّي مقرّ أنّني أول العبيد الذين سيتّقون بمظلاّتهم حرّيةً هذا شأنُها ...وحاشا وكلاّ أن تمطر السّماء حريةً بهذا الشّكل المُقزّز !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
رأيتُ فيما يرى الهائِمُ أنّ مكتبتي خاطبتني قائلةً :
لمْ يعُد بوسعي أن أحتميَ بظلِّ شجرةِ الوفاء بعدما زادني غيابُكَ المضني رهقًا ، وجفاؤكَ القاسِي تعَبًا ...أيّها الرّاحلُ في هذا العالم الأزرق البغيض الذي أخذكَ منّي أخذَ عزيز مُقتدر ! ...وها قد علاني غبارُ الإهمال والصّد والهجران مُذ التحقْتَ برَكْبه ..!
[ ( ربيع ) هل لكَ من عودةٍ حتى أقولَ : مسافرُ
من شـــاءَ بعدكَ فليَمُت فعليكَ كنتُ أحاذرُ ] !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لا تغترّ بكثرة المدح ، ولا تبالِ بكثرة الذّم ، وكن رجلاً شهماً كرجالات الرّعيل الأول الصّالحين الذين لا يحرصون على إرضاء الخلق كما لا يحرصون على إغضابهم ، هدفهم نبيل ، ونيّاتهم حسنة ، يفعلون ما يُؤمنون به ، لا ما يؤمن به غيرُهم ...واجعل نصبَ عينيك قولَ مالك بن دينار : مذ عرفتُ النَّاسَ لم أفرحْ بمدحهم ، ولم أحزن على ذمّهم ، فحامدُهم مفرِّط ، وذامّهم مُفرّط !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كثير من الأصدقاء يسألونَني عن أروع كتاب قرأتُ خلالَ رحلتي المتواضعة مع الكُتب ، فأجدُ نفسي عاجزاً عن الجواب لأنّ ذلكَ يصعبُ فعلاً ! إذ كيفَ يمكنني أن أحدّدَ ذلكَ من بين ركام الكتب التي قد تمايلتُ لروعتها طربًا إبّانَ قراءَتها ...وصدقَ الشّاعرُ حينَ قالَ في أمثالي :
تكاثرتِ الظِّبَاءُ على خِراش ....فما يدري خِراشُ ما يصيدُ !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
هجا بعضُ الشّعراء امرأة فقال :
لها جسمُ بُرغوث وساقُ بعوضةٍ ... ووجهٌ كوجه القِرد بل هو أقبــــحُ
تبرقُ عيناها إذا ما رأيتـــها ... وتعبس في وجه الجليس وتكلحُ
إذا عاين الشيطان صورةَ وجهها ... تعوّذ منها حين يمسي ويصبـــحُ
========
قال ربيع السملالي : لاشكّ أنّ هذا الشّاعر كان بينه وبين هذه المرأة عدواة أو خصام شديد ، ولو لا ذلك لما وصفها بهذه الأوصاف التي لا توجد إلاّ في مخيلته ، ولو نظرَ إليها بعين الرّضا التي هي عن كلّ عيبٍ كليلةٌ لوصفها بأوصاف حسنَة لو وُزّعت على نساء ذلك الزّمان لكفتهن ! و صدق ربي إذ يقول : ( والشّعراء يتبعهم الغاوون ) !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لن نَستسلمَ لمغازلة الهوان الجاثم فوق صدورنا مهما بلغَ بنا اليأس والقنوط ، ولن نبكيَ على أطلال الماضي البعيد الموشّى بكلّ نصر وفضيلة ، فتلك أمّة قد خلت ، لها ما كسبَت ولنا ما كسبنا ..ولا يليقُ بنا كـــ(خير أمّة أخرجت للنّاس) أنْ نظلّ عاكفين على سكبِ العَبَرات كامرأة ثكلى فقدت أبناءَها كما فقدت الأمل في عودتهم إليها !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
دخلتُ للمحكمةِ فوجدتُ كلَّ شيء فيها إلاّ العدلَ ، ووجدتُ الرّشوةَ متربّعةً هناك على فَرْوَةِ خروف قاتمة اللّون ... !
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
كثير من النّاس يفتخرون بالآباء والأجداد ، وبالنّسب الشّريف ، والقبيلة الفُلانية الضاربة بأطنابها في أنسَاغ الأصالة ، اعتقاداً منهم أنّ ذلك سينجيهم من عذاب الله ولو لم يعملوا خيراً قط ! بل وصلَ القبح ببعض الجهَلة أن يتنابزوا بالألقاب الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان ...وقد وصف النّبي صلّى الله عليه وسلم ذلك بالنّتن بعدما سمع أنصارياً يقول يا للأنصار ، ومهاجرياً يقول يا للمهاجرين ، فقال عليه السلام : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنّها مُنتنة . هذا وقد ذكرَ الدّباغ في كتابه ( معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان ج 2 ص 43 ) في ترجمة علاّمة المغرب أبي سعيد سَحنُون التّنوخي أنّ ابنه سأله : يا أبتِ أنَحْنُ قبيلة من تنوخ ؟ قال : نعم . وما يُغني ذلكَ من الله شيئاً إن لمْ تتَّقِه !
قلت : صدقَ رحمه الله وهذا هو المنظور الإسلامي الذي لا يجوز أن نحيدَ عنه قيدَ أنْمُلَة ، ودليلُنا في ذلك : ( إنَّ أَكْرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم ) ...!
-
رد: عُصَارَةُ أفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ رَبِيعِيةٍ (مُتَجَدّدٌ)
لا أعجب لشيء كما أعجب لأناس ليسَ لهم ثقافة شرعية تمكّنهم من قراءة الكتب التي ألّفها بعض المنحرفين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومع ذلك تجدهم يقرأونها بشفغ ، ويقتنونها بحماس ، وعندما تنصحهم أنّ الكتب كالطّعام منها الجيّد والرديء ، والنافع والقاتل ،مُؤكّداً لهم أنّ الإنسان العاقل من لا يبحث عن حتفه بِظَلْفِه .. تجدهم أبعدَ النّاس عن الأخذ بنصيحتك اعتقاداً منهم أنّك من أصحاب الإرهاب الفكري أو أنهم أدرى وأعلم وأسلم بما يقرأون .. ولو فتّشتَ حالهم لوجدتَ أنّ مستواهم من الضّآلة بحيث لا يدركون حتّى معنى المصطلحات المتداولة في الكتب التي يزعمون أنهم يدركون مغزاها ، وهذا في الحقيقة هو الجهل المركب ، الذي معناه أنّ الإنسانَ لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري ...نعوذ بالله من الغرور والجهل والصّلف .!
يقول العقاد رحمه الله : الكتب كالناس، منهم السيد الوقور ، ومنهم الكيّس الظريف ، ومنهم الجميل الرائع ، والساذج الصادق ، والأريب المخطئ، ومنهم الخائن والجاهل والوضيع والخليع...!
قلت : والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، كما قال المصطفى صلّى الله عليه وسلم !