-
"العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
بسم الله الرحمن الرحيم
"العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض"
الحمدُ لله رب العالمين ، والصلاة والسَّلام على رسوله محمدٍ الآمين _صلواتُ الله وسلامه عليه_ وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين ، أما بعدُ :
فلقد شرعتُ _بحمد الله ومنه_ في مطالعةِ كتابِ "درء تعارض العقل والنقل" لشيخ الإسلام ابن تيميَّة _رحمه الله تعالى _ ، ولقد رأيتُ نفسي مضطراً إلى تقييد ما في هذا الكتاب المبارك ، من الفوائد الرفيعة ، والقواعد البديعة ، النافعة لطلاب علوم الشريعة ، لا سيما المشتغلين منهم بالبحث في مسائل العقيدة .
هذا ؛ وقد رأيتُ أن أُتحف إخواني الفضلاء ، ببعض ما قيدته عندي ، هاهنا ، فالله أسال أن يمدَّني بعونه ومدده ، وأن يمد في عمري حتى أنتهى من ختمه ورسمه ، إنه على ما يشاء قدير .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
الغرضُ من تأليف الكتاب
قال شيخ الإسلام _رحمه الله _ :"ولما كان بيان مراد الرسول _صلي الله عليه وسلم_ في هذه الأبواب ، لا يتم إلا بدفع المعارض العقلي، وامتناع تقديم ذلك علي نصوص الأنبياء؛ بينا في هذا الكتاب ، فساد القانون الفاسد ، الذي صدُّوا به الناس عن سبيل الله، وعن فهم مراد الرسول وتصديقه فيما أخبر، إذ كان أي دليل أقيم علي بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه، بل يصير ذلك قدحاً في الرسول، وقدحاً فيمن استدل بكلامه، وصار هذا بمنزلة المريض الذي به أخلاط فاسدة تمنع انتفاعه بالغذاء، فإن الغذاء لا ينفعه مع وجود الأخلاط الفاسدة التي تفسد الغذاء، فكذلك القلب الذي اعتقد قيام الدليل العقلي القاطع علي نفي الصفات أو بعضها، أو نفي عموم خلقه لكلِّ شيءٍ، أو نفي أمره ونهيه، أو امتناع المعاد، أو غير ذلك، لا ينفعه الاستدلال عليه في ذلك بالكتاب والسنة إلا مع بيان فساد ذلك المعارض.
فمن زعم أنه تكلم بما لا يدل إلَّا علي الباطل لا علي الحق، ولم يبين مراده، وأنه أراد بذلك اللفظ المعنى الذي ليس بباطل، وأحال الناس في معرفة المراد علي ما يعلم من غير جهته بآبائهم، فقد قدح في الرسول _صلى الله عليه وسلم_، كيف والرسول_صلى الله عليه وسلم_ أعلم الخلق بالحق، وأقدر الناس علي بيان الحق، وأنصح الخلق للخلق؟ وهذا يوجب أن يكون بيانه للحق أكمل من بيان كل أحد ".(1/20) بتصرف.
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
معاني التأويل
"أن لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول الأمر إليه، وإن كان موافقاً لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر، ويراد به تفسير الكلام وبيان معناه، وإن كان موافقاً له، _وهو اصطلاح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره_، ويراد به صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلي المرجوح لدليل يقترن بذلك.
وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعني إنما يوجد في كلام بعض المتأخرين فأما الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم ؛ فلا يخصون لفظ التأويل بهذا المعني، بل يريدون المعني الأول أو الثاني ".(1/14) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
القياسُ في حقِّ الله عزَّ وجل ؟.
"العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيلي يستوي فيه الأصل والفرع، ولا بقياس شمولي تستوي فيه أفراده، فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء، فلا يجوز أن يمثل بغيره، ولا يجوز أن يدخل تحت قضية كلية تستوي أفرادها. ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولي، سواء كان تمثيلاً أو شمولاً، كما قال تعالي: {ولله المثل الأعلى} [النحل: 60] ، مثل أن يعلم أن كل كمال ثبت للممكن أو المحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه ـ وهو ما كان كمالاً للموجود غير مستلزم للعدم ؛ فالواجب القديم أولى به، وكلُّ كمالٍ لا نقص فيه بوجهٍ من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المعلول المدبَّر ؛ فإنما استفادة من خالقه وربه ومدبره، فهو أحق به منه، وأن كل نقص وعيب في نفسه ، وهو ما تضمن سلب هذا الكمال ،إذا وجب نفيه عن شيءٍ ما من أنواع المخلوقات والممكنات والمحدثات، فإنه يجبُ نفيه عن الرب تبارك وتعالي بطريق الأولي، وأنه أحق بالأمور الوجودية من كل موجود، وأما العدمية بالممكن المحدث بها أحق، ونحو ذلك ".(1/29) بتصرف.
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فالقضايا تتفاوت في الجلاء والخفاء ؛ لتفاوت تصورها ،كما تتفاوت ؛ لتفاوت الأذهان ".(1/31) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
ردَّاً على المشركين
"الرب الخالق أولي بأن ينزه عن الأمور الناقصة منكم، فكيف تجعلون له ما تكرهون أن يكون لكم، وتستحيون من إضافته إليكم، مع أن ذلك واقع لا محالة، ولا تنزهونه عن ذلك وتنفونه عنه، وهو أحق بنفي المكروهات المنقصات منكم؟! " .(1/36) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"وملزوم الباطل باطلٌ، كما أن لازم الحق حقٌّ، والدليل ملزوم لمدلوله، والباطل شيءٌ، وإذا انتفي لازم الشيء ؛ علم أنه منتف، فيستدل علي بطلان الشيء ؛ ببطلان لازمه ، ويستدل علي ثبوته ؛ بثبوت ملزومه ". (1/41) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
التخاطبُ بلغة الغير ؟ .
"أما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه، إذا احتيج إلي ذلك وكانت المعاني صحيحة، كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم، فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه ،ولذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلي تفهمه إياه بالترجمة، وكذلك يقرأ المسلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم، ويترجمها بالعربية " .(1/43) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
ميزان المصطلحات الوافدة على الشريعة والعربية ؟
"فأما إذا عُرفت المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة وعبر عنها ؛ لم يفهم بهذه الألفاظ ليتبين الناس فيما اختلفوا فيه ، _أي : بوضعهم وعرفهم_، وذلك يحتاج إلي معرفة معاني الكتاب والسنة، ومعرفة معاني هؤلاء بألفاظهم.ثم اعتبار هذه المعاني بهذه المعاني ليظهر الموافق والمخالف ". (1/45) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
ما يجبُ على عوام المسلمين ؟.
"لا ريب أنه يجب علي كل أحد أن يؤمن بما جاء به الرسول إيماناً عاماً مجملاً، ولا ريب أن معرفة ما جاء به الرسول علي التفصيل فرض علي الكفاية، وأما ما وجب علي أعيانهم فهذا يتنوع بتنوع قدرهم وحاجتهم ومعرفتهم، وما أمر به أعيانهم، فلا يجب علي العاجز عن سماع بعض النصوص وفهمها ، من عَلِم التفصيل، ما لا يجب علي من لم يسمعها، ويجب علي المفتي والمحدث والمجادل ، ما لا يجب علي من ليس كذلك " .(1/51) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
الاعتقاد المطابق للحق ينفع صاحبه
"فإذا كان كثير مما تنازعت فيه الأمة من هذه المسائل الدقيقة ؛ قد يكون عند كثير من الناس مشتبهاً، لا يقدر فيه علي دليل يفيد اليقين لا شرعي ولا غيره: لم يجب علي مثل هذا في ذلك مالا يقدر عليه، وليس عليه أن يترك ما يقدر عليه من اعتقاد قول غالب علي ظنه لعجزه عن تمام اليقين، بل ذلك هو الذي يقدر عليه لا سيما إذا كان مطابقاً للحق، فالاعتقاد المطابق للحق ينفع صاحبه، ويثاب عليه، ويسقط به الفرض، إذا لم يقدر علي أكثر منه ".(1/53) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"من لم يقر بما جاء به الرسول ؛ فهو كافر، سواء اعتقد كذبه أو استكبر عن الأيمان به، أو أعرض عن اتباعاً لما يهواه، أو ارتاب فيما جاء به، فكل مكذب بما جاء به فهو كافر، وقد يكون كافراً من لا يكذبه إذا لم يؤمن به ".(1/56) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل ، ونفعنا بكم ، زدنا من فيض حكمة شيخ الإسلام فما أحوجنا إليها..
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علاء الصنهاجي
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل ، ونفعنا بكم ، زدنا من فيض حكمة شيخ الإسلام فما أحوجنا إليها..
جزاك الله خيراً ، أخي الكريم .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
بارك الله فيكم نسنفيد منكم الرجاء الاستمرار
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
جَزَاكَ اللهُ خَيرًا.
فَازَ وَأَفلَحَ مَنْ اِستَقَى مِن عَيْنِ عَقْلِ وفِكْرِ وَمَنطِقِ شَيخِ الإِسلامِ اِبن تَيمِيَّة -قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ-، وَلا زَالَ العُلمَاءُ يَغُوصُونَ إِلَى دُرَرِ شَيخِ الإِسلامِ فِي مَضَامِنِ كُتُبِهِ، فَرَحِمَهُ اللهُ وَجَزَاهُ عَنْ المُسلِمِينَ خَيرًا.
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"إطلاق القول بتكليف ما لا يطاق من البدع الحادثة في الإسلام" (1/65).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
قاعدةٌ ماتعةٌ عند التعارض..!
"إذا قيل: تعارض دليلان، سواء كانا سمعيين أو عقليين، أو أحدهما سمعياً والآخر عقلياً، فالواجب أن يقال: لا يخلو إما أن يكونا قطعيين، أو يكونا ظنيين، وإما أن يكونا أحدهما قطعياً ولآخر ظنياً.
فأما القطعيان فلا يجوز تعارضهما: سواء كانا عقليين أو سمعيين، أو أحدهما عقلياً والآخر سمعياً، وهذا متفق عليه بين العقلاء، لأن الدليل القطعي هو الذي يجب ثبوت مدلوله: ولا يمكن أن تكون دلالته باطلة.
وحينئذ فلو تعارض دليلان قطعيان، وأحدهما يناقض مدلول الآخر، للزم الجمع بين النقيضين، وهو محال، بل كل ما يعتقد تعارضه من الدلائل التي يعتقد أنها قطعية فلا بد من أن يكون الدليلان أو أحدهما غير قطعي، أو أن يكون مدلولاهما متناقضين، فأما مع تناقض المدلولين المعلومين فيمتنع تعارض الدليلين.
وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعياً دون الآخر فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي، فإن الظن لا يرفع اليقين.
وأما إن كانا جميعاً ظنيين: فإنه يصار إلي طلي ترجيح أحدهما، فأيهما ترجح كان هو المقدم، سواء كان سميعاً أو عقلياً ".(1/79).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"أن إثبات التعارض بين الدليل العقلي والسمعي، والجزم بتقديم العقلي، معلوم الفساد بالضرورة، وهو خلاف ما اتفق عليه العقلاء" .(1/86)
" العقل ليس أصلاً لثبوت الشرع في نفسه، ولا معطياً له صفة لم تكن له، ولا مفيداً له صفة كمال، إذ العلم مطابق للمعلوم المستغني عن العلم، تابع له، ليس مؤثراً فيه .
فإن العلم نوعان: أحدهما العملي، وهو ما كان شرطاً في حصول المعلوم، كتصور أحدنا لما يريد أن يفعله، فالمعلوم هنا متوقف علي العلم به محتاج إليه.
والثاني: العلم الخبري النظري، وهو ما كان المعلوم غير مفتقر في وجوده إلي العلم به، كعلمنا بوحدانية الله تعالي وأسمائه وصفاته وصدق رسله وبملائكته وكتبه وغير ذلك، فإن هذه المعلومات ثابتة سواء علمناها أو لم نعلمها، فهي مستغنية عن علمنا بها، والشرع مع العقل هو من هذا الباب" (1/88).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
ما تتوقف صحة الدِّين به ..!!
"المسائل التي اختلف أهل القبلة فيها، مثل أن الله تعالي هل هو عالم بالعلم أو بالذات؟ وأنه تعالي هل هو موجد لأفعال العباد أم لا؟ وأنه هل هو متحيز وهل هو في مكان وجهة؟ وهل هو مرئي أم لا؟ لا يخلو إما أن تتوقف صحة الدين معرفة الحق فيها أو لا تتوقف، والأول باطل، إذ لو كانت معرفة هذه الأصول من الدين لكان الواجب علي النبي صلي الله عليه وسلم أن يطالبهم بهذه المسائل، ويبحث عن كيفية اعتقادهم فيها، فلما لم يطالبهم بهذه المسائل، بل ما جري حديث في هذه المسائل في زمانه عليه السلام، ولا في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، علمنا أنه لا تتوقف صحة الإسلام علي معرفة هذه الأصول.
وإذا كان كذلك لم يكن الخطأ في هذه المسائل قدحاً في حقيقة الإسلام، وذلك يقتضي الامتناع من تكفير أهل القبلة ".(1/95).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
قياسُ الأولى ...!
"فإذا كان عقله يوجب أن ينقاد لطبيب يهودي فيما أخبره به من مقدرات من الأغذية والأشربة والأضمدة والمسهلات، واستعمالها علي وجه مخصوص، مع ما في ذلك من الكلفة والألم، لظنه أن هذا أعلم بهذا مني، وأني إذا صدقته كان ذلك أقرب إلي حصول الشفاء لي، مع علمه بان الطبيب يخطئ كثيراً، وأن كثيراً من الناس لا يشفي بما يصفه الطبيب، بل قد يكون استعماله لما يصفه سبباً في هلاكه، ومع هذا فهو يقبل قوله ويقلده، وإن كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه، فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟!.(1/141).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
" فالشرع إذا خالف العقل في بعض موارد النزاع ونسبه في ذلك إلي الخطأ والغلط، لم يكن ذلك قدحا في كل ما يعلمه العقل"(1/143).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"النصوص الثابتة في الكتاب والسنة لا يعارضها معقول بين قط، ولا يعارضها إلا ما فيه اشتباه واضطراب، وما علم أنه حق، لا يعارضه ما فيه اضطراب واشتباه لم يعلم أنه حق" (1/ 155).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ولهذا تجد أبا حامد ـ مع فرط ذكائه وتألهه، ومعرفته بالكلام والفلسفة، وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ـ ينتهي في هذه المسائل إلي الوقف، ويحيل في آخر أمره علي طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلي طريقة أهل الحديث، ومات وهو يشتغل في صحيح البخاري. (1/ 162)
وكان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فكيف إذا اجتمع في الرجل الضلال والفجور؟ ".
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"والذين ادعوا في بعض المسائل أن لهم معقولاً صريحاً يناقض الكتاب قابلهم آخرون من ذوي المعقولات، فقالوا: إن قول هؤلاء معلوم بطلانه بصريح المعقول، فصار ما يدعي معارضته للكتاب من المعقول ليس فيه ما يجزم بأنه معقول صحيح: إما بشهادة أصحابه عليه وشهادة الأمة، وإما بظهور تناقضهم ظهوراً لا ارتياب فيه، وإما بمعارضة آخرين من أهل هذه المعقولات لهم، بل من تدبر ما يعارضون به الشرع من العقليات وجد ذلك مما يعلم بالعقل الصريح بطلانه " (1/ 168).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"من أعرض عن الكتاب وعارضه بما يناقضه، لم يعارضه إلا بما هو جهل بسيط أو جهل مركب فالأول {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} [النور: 39] والثاني {كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} [النور: 40] وأصحاب القرآن والإيمان في نور علي نور"(1/ 169) .
"ولهذا تجد من تعود معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه الإيمان ".(1/ 178)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ففي الجملة: لا يكون الرجل مؤمنا حتى يؤمن بالرسول إيماناً جازما، ليس مشروطاً بعدم معارض، فمتي قال: أؤمن بخبره إلا أن يظهر له معارض يدفع خبره لم يكن مؤمناً به، فهذا أصل عظيم تجب معرفته، فإن هذا الكلام هو ذريعة الإلحاد والنفاق"(1/ 178).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"لا يمكن أن يكون تصديق الرسول فيما أخبر به معلقاً بشرط، ولا موقوفاً علي انتفاء مانع، بل لا بد من تصديقه في كل ما أخبر به تصديقاً جازماً، كما في أصل الإيمان به، فلو قال الرجل: أنا أؤمن به إن أذن لي أبي أو شيخي، أو: إلا أن ينهاني أبي أو شيخي ـلم يكن مؤمناً به بالاتفاق، وكذلك من قال: أؤمن به إن ظهر لي صدقه، لم يكن بعد قد آمن به، ولو قال: أؤمن به إلا أن يظهر لي كذبه، لم يكن مؤمنا "(1/ 188).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ولهذا كان من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أنه يجب علي الخلق الإيمان بالرسول إيماناً مطلقاً جازماً عاماً: بتصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أوجب وأمر، وأن كل ما عارض ذلك فهو باطل، وأن من قال: يجب تصديق ما أدركته بعقلي، ورد ما جاء به الرسول لرأيي وعقلي، وتقديم عقلي علي ما أخبر به الرسول، مع تصديقي بأن الرسول صادق فيما أخبر به، فهو متناقض، فاسد العقل، ملحد في الشرع " (1/ 189)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما علم العقل صحته، وإنما يطعنون فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب والسنة"(1/ 194).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني، سواء كان التواتر لفظياً أو معنوياً، كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم، وفقه الأئمة الأربعة، وعدل العمرين، ومغازي النبي صلي الله عليه وسلم مع المشركين وقتاله أهل الكتاب، وعدل كسري، وطب جالينوس، ونحو سيبويه، يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس، والنحاة من كلام سيبويه، فإذا كان من ادعي في كلام سيبونه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان، فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلاناً وفساداً، لأن هذا معصوم محفوظ .
وجماع هذا: أن يعلم أن المنقول عن الرسول صلي الله عليه وسلم شيئان: ألفاظه وأفعاله، ومعاني ألفاظه ومقاصده بأفعاله، وكلاهما منه ما هو متواتر عند العامة والخاصة، ومنه ما هو متواتر عند الخاصة، ومنه ما يختص بعلمه بعض الناس، وإن كان عند غيره مجهولاً أو مظنوناً مكذوباً، وأهل العلم بأقواله كأهل العلم بالحديث والتفسير المنقول والمغازي والفقه يتواتر عندهم من ذلك ما لا يتواتر عند غيرهم ممن لم يشركهم في علمهم، وكذلك أهل العلم بمعاني القرآن والحديث والفقه في ذلك يتواتر عندهم من ذلك ما لا يتواتر عند غيرهم من معاني الأقوال والأفعال المأخوذة عن الرسول، كما يتواتر عند النحاة من أقوال الخليل "(1/ 195) .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
" فالمتأول إن لم يكن مقصوده معرفة مراد المتكلم كان تأويله للفظ بما يحتمله من حيث الجملة في كلام من تكلم بمثله من العرب، هو من باب التحريف والإلحاد، لا من باب التفسير وبيان المراد "(1/ 201).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"والحق المنزل : إما أمر ونهي وإباحة، وإما خبر، فالبدع الخبرية كالبدع المتعلقة بأسماء الله تعالي وصفاته والنبيين واليوم الآخر ، لا بد أن يخبروا فيها[الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق] بخلاف ما أخبر الله به، والبدع الأمرية، كمعصية الرسول المبعوث إليهم ونحو ذلك، لا بد أن يأمروا فيها بخلاف ما أمر الله به
والمقصود هنا الاعتبار، فإن بني إسرائيل قد ذهبوا أو كفروا، وإنما ذكرت قصصهم عبرة لنا، وكان بعض السلف يقول: إن بني إسرائيل ذهبوا، وإنما يعني أنتم، ومن الأمثال السائرة: إياك أعني واسمعي يا جارة فكان فيما خاطب الله بني إسرائيل عبرة لنا: أن لا نلبس الحق بالباطل، ونكتم الحق" (1/ 220)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فلا تجد قط مبتدعاً إلا وهو يحب كتمان النصوص التي تخالفه، ويبغضها، ويبغض إظهارها وروايتها والتحدث بها، ويبغض من يفعل ذلك، كما قال بعض السلف: ما ابتدع أحد بدعة إلا نزعت حلاوة الحديث من قلبه" (1/221).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"والإله هو بمعني المألوه المعبود الذي يستحق العبادة، ليس هو الإله بمعني القادر علي الخلق، فإذا فسر المفسر الإله بمعني القادر علي الاختراع، واعتقد أن هذا أخص وصف الإله، لم يعرف حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله "(1/ 226)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء، وإذا ردوا إلي عقولهم فلكل واحد منهم عقل"(1/ 229).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى
بارك الله فيكم
وفيكم بارك أخي الكريم .
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة، ورداً باطلاً بباطل". (1/ 254)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
عليــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــكم بــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــطريــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــقـــ ــــــــــــة الســــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــلف :
"الأئمة الكبار كانو يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل ن ممع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يرى عن مالك رحمه الله أنه قال: إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء
فإذا لم يكن اللفظ منقولاً ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء، ولهذا تجد قوماً كثيرين يحبون قوماً ويبغضون قوماً لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها، بل يوالون على إطلاقها أو يعادون، من غير أن تكون منقولة نقلا صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة، ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها، ولا يعرفون لازمها ومقتضاها.
وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة، وجعلها مذاهب يدعى إليها، ويوالي ويعادى".درء التعارض (1/271).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون علي ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"(1/ 272).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره.فيجعلون القرآن نفسه حيث تصرف غير مخلوق، من غير أن يقترن بذلك ما يشعر أن أفعال العباد وصفاتهم غير مخلوق"(1/ 264).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"وكون القول صواباً أو خطأ يعرف بالأدلة الدالة على ذلك المعلومة بالعقل والسمع، والأدلة الدالة على العلم لا تتناقض .
والتناقض هو أن يكون أحد الدليلين يناقض مدلول الآخر: إما بأن ينفي أحدهما عين ما يثبته الآخر وهذا هو التناقض الخاص الذي بذكره أهل الكلام والمنطق، وهو اختلاف قضيتين بالسلب والإيجاب على وجه يلزم من صدق إحداهما كذب الأخرى.وأما التناقض لمطلق : فهو أن يكون موجب أحد الدليلين ينافي موجب الآخر: إما بنفسه، وإما بلازمه، مثل أن ينفي أحدهما لازم الآخر أو يثبت ملزومه، فإن انتقاء لازم الشيء، يقتضي انتفاءه، وثبوت ملزومه يقتضي ثبوته"(1/ 273).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"معلوم أن الخوارج هم مبتدعة مارقون، كما ثبت بالنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة ذمهم والطعن عليهم، وهم إنما تأولوا آيات من القرآن على ما اعتقدوه، وجعلوا من خالف ذلك كافرا، لاعتقادهم أنه خالف القرآن، فمن ابتدع أقوالاً ليس له أصل في القرآن، وجعل من خالفها كافراً كان قوله شراً من قول الخوارج، ولهذا اتفق السلف والأئمة على أن قول الجهمية شر من قول الخوارج .
فهؤلاء ارتكبوا أربع عظائم[أي: الجهمية]: أحدها: ردهم لنصوص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والثاني: ردهم ما يوافق ذلك من معقول العقلاء، والثالث: جعل ما خالف ذلك من أقوالهم المجملة أو الباطلة هي أصول الدين، والرابع: تكفيرهم، أو تفسيقهم، أو تخطئتهم لمن خالف هذه الأقوال المبتدعة المخالفة لصحيح المنقول وصريح المعقول.
وأما أهل العلم والإيمان: فهم على نقيض هذه الحال، يجعلون كلام الله وكلام رسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه، وإليه يرد ما تنازع الناس فيه، فما وافقه كان حقاً، وما خالفه كان باطلاً، ومن كان قصده متابعته من المؤمنين، وأخطأ بعد اجتهاده الذي أستفرغ به وسعه غفر الله له خطأه، سواء كان خطؤه في المسائل العلمية الحبرية، او المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوماً متيقناً لبعض الناس يجب أن يكون معلوماً متيقناً لغيره.
وليس كل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كل الناس ويفهمونه، بل كثير منهم لم يسمع كثيراً منه، وكثير منهم قد يشتبه عليه ما أراده، وإن كان كلامه في نفسه محكماً مقروناً بما يبين مراده، لكن أهل العلم يعلمون ما قاله، ويميزون بين النقل الذي يصدق به والنقل الذي يكذب به، ويعرفون ما يعلم به معاني كلامه صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالي أمر الرسول بالبلاغ المبين، وهو أطوع الناس لربه، فلا بد أن يكون قد بلغ البلاغ المبين، ومع البلاغ المبين لا يكون بيانه ملتبساً مدلساً".(1/ 276)
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ويراد بالمركب في عرفهم الخاص ما تميز منه شيء، كتميز العلم عن القدرة، وتميز ما يرى ونحو ذلك، وتسمية هذا المعنى تركيباً وضع وضعوه ليس وافقا للغة العرب، ولا لغة أحد من الأمم، وإن كان هذا مركبا فكل ما في الوجود مركب، فإنه ما من موجود إلا ولا بد أن يعلم منه شيء دون شيء، والمعلوم ليس الذي هو غير معلوم"(1/ 281).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"وهؤلاء عمدوا إلى المعاني كالصحيحة العقلية وأطلقوا عليها ألفاظاً مجملة تتناول الباطل الممتنع، كالرافض الذي يسمى أهل السنة ناصبة، فيوهم أنهم نصبوا العداوة لأهل البيت رضي الله عنهم "(1/ 283).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فالقول في اسم الوجود كالقول في اسم الذات والعين والنفس والماهيةوالحقيق ة وكما أن الحقيقة تنقسم إلى: حقيقة واجبة وحقيقة ممكنة، وكذلك لفظ الماهية ولفظ الذات ونحو ذلك، فكذلك لفظ الوجود فإذا قلنا: إن الحقيقة أو الماهية تنقسم إلى واجبة وممكنة لم يلزم أن تكون ماهية الواجب فيها شيء من ماهية الممكن، فذلك إذا قيل: الوجود ينقسم إلى واجب وممكن لم يلزم أن يكون الوجود الواجب فيه شيء من وجود غيره، بل ليس فيه وجود مطلق ولا ماهية مطلقة، بل ماهيته هي حقيقية، وهي وجوده.
وإذا كان المخلوق المعين وجوده الذي في الخارج هو نفس ذاته وحقيقته وماهيته التي في الخارج، ليس في الخارج شيئان، فالخالق تعالى أولى أن تكون حقيقته هي وجوده الثابت الذي لا يشركه فيه أحد، وهو نفس ماهيته التي هي حقيقته الثابتة في نفس الأمر"(1/ 293).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"ولهذا يجب على من يريد كشف ضلال هؤلاء وأمثالهم: أن يوافقهم على لفظ مجمل حتى يتبين معناه، ويعرف مقصوده، ويكون الكلام في المعاني العقلية المبينة، لا في معان مشتبهة بألفاظ مجملة
واعلم أن هذا نافع في الشرع والعقل:
أما الشرع: فإن علينا أن نؤمن بما قاله الله ورسوله، فكل ما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، فعلينا أن نصدق به، وإن لم نفهم معناه، لأنا قد علمنا أنه الصادق المصدوق الذي لا يقول على الله إلا الحق، وما تنازع فيه الأمة من الألفاظ المجملة كلفظ المتحيز والجهة، والجسم، والجوهر، والعرض وأمثال ذلك، فليس على أحد أن يقبل مسمى اسم من هذه الأسماء، لا في النفي ولا في الإثبات، حتى يتبين له معناه، فإن كان المتكلم بذلك أراد معنى صحيحاً، وافقاً لقول المعصوم كان ما أراده حقاً، وإن كان أراد به معنى مخالفاً لقول المعصوم كان ما أراده باطلاً ثم يبقى النظر في إطلاق ذلك اللفظ ونفيه، وهي مسألة فقهية، فقد يكون المعنى صحيحاً ويمتنع من إطلاق اللفظ لما فيه من مفسدة، وقد يكون اللفظ مشروعاً ولكن المعنى الذي أراده المتكلم باطل، كما قال علي رضي الله عنه ـ لمن قال من الخوارج المارقين لا حكم إلا لله ـ: كلمة حق أريد بها باطل"(1/ 296).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"فالفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل، وبه يظهر الفرق بين ما يدعى الله به من الأسماء الحسنى، وبين ما يخبر به عنه وجل مما هو حق ثابت، لإثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال، ونفي ما تنزه عنه عز وجل من العيوب والنقائص، فإنه الملك القدوس السلام، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وأما نفع هذا الاستفسار في العقل: فمن تكلم بلفظ يحتمل معاني لم يقبل قوله ولم يرد حنى نستفسره ونستفصله حتى يتبين المعنى المراد، ويبقى الكلام في المعاني العقلية، لا في المنازعات اللفظية، فقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، ومن كان متكلماً بالمعقول الصرف لم يتقيد بلفظ، بل يجرد بأي عبارة دلت عليه"(1/ 298).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"لكن تسمية الصفات أجزاء، ودعوى أن الموصوف مركب منها وأنها متقدمة عليه، ومقومة له في الوجودين الذهني والخارجي، كتقدم الجزء على الكل، والبسيط على المركب، ونحو ذلك مما يقولونه في هذا الباب: هو مما يعلم فساده بصريح العقل"(1/ 300).
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
"أن سوغ جعل الحقائق المتنوعة حقيقة واحدة بالعين كان كلامه مستلزماً أن يجعل وجود الحقائق المتنوعة وجوداً واحداً بالعين، بل هذا أولى، لأن الموجودات مشتركة في مسمى الوجود، فمن اشتبه عليه أن العلم هو القدرة وأنهما نفس الذات العالمة القادرة: كان أن يشتبه عليه أن الوجود واحد أولى وأحرى.
وهذه الحجة المبينة على التركيب هي أصل قول الجهمية نفاة الصفات والأفعال، وهم الجهمية من المتفلسفة ونحوهم، ويسمون ذلك التوحيد"(1/ 301)
.
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!
-
رد: "العذبُ الفائض في لقط لآلئ "درء التعارض" (لشيخ الإسلام ابن تيميَّة)..!