-
منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
أم أن هذا منهج السلف؟
مثال ذلك من كتاب التوحيد له:
وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الْمُصَوِّرُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ْ} أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا يَشَاءُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَلِمَ أَنَّهُ خَلَقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ»
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْفَارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَنَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ سَوَّادٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَ عَبْدٍ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، طَارَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعُضْوٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ جَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ كُلُّ عِرْقٍ لَهُ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَهُ» وَهَذَا مِنْ رَسْمِ النَّسَائِيِّ" ص 319
ومن ذلك أيضا تسميته لله بالدافع لحديث «لَا أَحَدَ أَصْبِرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللَّهِ، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ» 357
ومن ذلك استخراجه اسم الستار من حديث «لَمْ يَسْتُرِ اللَّهُ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ» 372
وغير ذلك من أمثلة ذكرها ابن منده رحمه الله
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
لا يُعرَف اعتقاد السلف من موقف عالم واحد
بل من مجموعة علماء
لأن عالم واحد قد يُخطِئ وقد يُصيب
قال الإمام الشافعي: " لله أسماء وصفات جاء بها كتابه ، وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته ، لا يَسَع أحداً من خلق الله قامت عليه الحُجَّة رَدَّها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيم رَوَى عنه العدول، فإن خالف بعد ثبوت الحُجَّة فهو كافر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يُعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يُدْرَك بالعقل ولا الرَوِيَّة والفكر " (إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ص35)
قال الشيخ ابن عثيمين (من علماء السعودية) في كتابه " القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى "
في القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها : "على هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى ، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص "
قال الإمام ابن القيم:" فإن الفعل أوسع من الإسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالاً لم يَتَسَمّ منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يُسَمَّ بالمُريد والشائي والمُحْدِث ، كما لم يُسَمِّ نفسه بالصانع والفاعل والمُتقِن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه، فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وقد أخطأَ أقبَح خطأ مَن إشتق له من كل فعل اسماً وبلغ بأسمائه زيادة على الألف" (المصدر:مدارج السالكين لإبن القيّم الجزء الثالث باب الوجود صفحة 415)
قال العلامة ابن حجر العسقلاني عند جمعه للأسماء الحسنى في كتابه فتح الباري مُتحَدِّثاً عن قائمة الأسماء المشهورة الواردة في سنن الترمذي، حيث قال ما نصه، :" وَقَدْ تَتَبَّعْتُ مَا بَقِيَ مِنَ الْأَسْمَاءِ مِمَّا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ بِصِيغَةِ الِاسْمِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَهِيَ
"الرَّبُّ الْإِلَهُ الْمُحِيطُ الْقَدِيرُ الْكَافِي الشَّاكِرُ الشَّدِيدُ الْقَائِمُ الْحَاكِمُ الْفَاطِرُ الْغَافِرُ الْقَاهِرُ الْمَوْلَى النَّصِيرُ الْغَالِبُ الْخَالِقُ الرَّفِيعُ الْمَلِيكُ الْكَفِيلُ الْخَلَّاقُ الْأَكْرَمُ الْأَعْلَى الْمُبِينُ بِالْمُوَحَّدَة ِ الْحَفِيُّ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ الْقَرِيبُ الْأَحَدُ الْحَافِظُ " فَهَذِهِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ اسْمًا إِذَا انْضَمَّتْ إِلَى الْأَسْمَاءِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ مِمَّا وَقَعَتْ فِي الْقُرْآنِ بِصِيغَةِ الِاسْمِ تَكْمُلُ بِهَا التِّسْعَةُ وَالتِّسْعُونَ وَكُلُّهَا فِي الْقُرْآنِ لَكِنَّ بَعْضَهَا بِإِضَافَةٍ كَالشَّدِيدِ مِنْ (شَدِيدُ الْعِقَابِ) وَالرَّفِيعِ مِنْ (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ) وَالْقَائِمِ مِنْ قَوْلِهِ (قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) وَالْفَاطِرِ مِنْ (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ) وَالْقَاهِرِ مِنْ (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) وَالْمَوْلَى وَالنَّصِيرِ مِنْ (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) وَالْعَالِمِ مِنْ (عَالِمُ الْغَيْبِ) وَالْخَالِقِ مِنْ قَوْلِهِ (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) وَالْغَافِرِ مِنْ (غَافِرِ الذَّنْبِ) وَالْغَالِبِ مِنْ (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) وَالرَّفِيعِ مِنْ (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ) وَالْحَافِظِ مِنْ قَوْلِهِ (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا) وَمِنْ قَوْلِهِ (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وَقَدْ وَقَعَ نَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَهِيَ الْمُحْيِي مِنْ قَوْلِهِ (لَمُحْيِي الْمَوْتَى) وَالْمَالِكُ مِنْ قَوْلِهِ (مَالِكَ الْمُلْكِ) وَالنُّورُ مِنْ قَوْلِهِ (نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وَالْبَدِيعُ مِنْ قَوْلِهِ (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وَالْجَامِعُ مِنْ قَوْلِهِ (جَامِعُ النَّاسِ) وَالْحَكَمُ مِنْ قَوْلِهِ (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا) وَالْوَارِثُ مِنْ قَوْلِهِ (وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) وَالْأَسْمَاءُ الَّتِي تُقَابِلُ هَذِهِ مِمَّا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ مِمَّا لَمْ تَقَعْ فِي الْقُرْآنِ بِصِيغَةِ الِاسْمِ وَهِيَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ اسْمًا
" الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْعَدْلُ الْجَلِيلُ الْبَاعِثُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْمُمِيتُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الْوَالِي ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُورُ " فَإِذَا اقْتُصِرَ مِنْ رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ عَلَى مَا عَدَا هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَأُبْدِلَتْ بِالسَّبْعَةِ وَالْعِشْرِينَ الَّتِي ذَكَرْتُهَا خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا كُلُّهَا فِي الْقُرْآنِ وَارِدَةٌ بِصِيغَةِ الِاسْمِ وَمَوَاضِعُهَا كُلُّهَا ظَاهِرَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا قَوْلُهُ الْحَفِيُّ فَإِنَّهُ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ فِي قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا وَقَلَّ مَنْ نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ ) إنتهى كلام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري الحديث رقم 6047 الجزء 11 صفحة 220
مِن الواضح لكل مَن يفهم اللغة العربية أن ابن حجر العسقلاني لا يقول بجواز إشتقاق أسماء لله من أفعاله وصفاته، بدليل أنه كرر مقولة (بصيغة الإسم) فهذا يعني أنه في إحصائه لأسماء الله لا يبحث عن صفات الله وأفعاله حتى يشتق منها أسماء للمولى عز وجل بل يبحث فقط عن تلك الكلمات المنسوبة لله والتي وردتبِصِيغَةِ الِاسْمِ
ومن يراجع جمع ابن حزم الظاهري وابن حجر العسقلاني وابن العثيمين وعبد الله بن عبد العزيز الغصن تلميذ ابن العثيمين وعبد المحسن العباد أستاذ الحديث بالمدينة المنورة وعلوي السقاف صاحب موقع الدرر السنية
كل هؤلاء عندما جمعوا الأسماء الحسنى رفضوا فكرة الاشتقاق
ولن تجد في جمع أي منهم اسم مأخوذ بالاشتقاق
فالرضواني ليس مبتدع بعد أن سبقه كل هؤلاء في رفض الاشتقاق
وقد ذكرت أقوال الشافعي وابن القيم وابن حجر العسقلاني وابن العثيمين في رفض الاشتقاق
لأن القول بالاشتقاق دفع المجيزين له للقول بأن اشتقاق اسم لله من أفعاله لا يكون إلا بشرط الكمال
ثم اختلفوا هم بعد ذلك فيما بينهم في كيفية تحديد الكمال
فما يراه عالم كمال يراه الآخر نقص
مما يعني أن الاشتقاق فيه إعمال للعقل في الأسماء الحسنى ، وهذا ليس من المنهج السلفي
لأن الشافعي قال " لأن علم ذلك لا يُدرَك بالعقل ولا الروية والفكر "
وابن العثيمين قال " اسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها "
وتحديد الكمال والنقص في اسم ما مشتق من فعل أو صفة فيه إعمال للعقل ووقع فيه اختلاف بين من أجازوه
ولو كان ضابط " بشرط الكمال وعدم الإشعار بالنقص " ضابط صحيح لما اختلف في تحديده من أجازوه
فهؤلاء الأعلام السابقين يقولون بعدم جواز الاشتقاق وكلهم من علماء السلفية
أما لو كنت أشعري فاقرأ رأي علماء الأشاعرة
قال بدر الدين الزركشي ( توفى 794هـ) في رأي علماء أصول الفقه: " أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا على أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ تَوْقِيفِيَّةٌ وَلا يَجُوزُ إطْلاقُ شَيْءٍ منها بِالقِيَاسِ وَإِنْ كان في مَعْنَى المَنْصُوصِ" (البحر المحيط في أصول الفقه ج1/ص404)
وهذا أكبر دليل على أن الإشتقاق يُخالف التوقيف
قال الإمام السيوطي: " اعلم أن أسماء الله تعالى توقيفية؛ بمعنى أنه لا يجوز أن يُطلق اسم ما لم يأذن له الشرع؛ وإن كان الشرع قد ورد بإطلاق ما يرادفه " (شرح سنن ابن ماجة 275) أي نفس اعتقاد الزركشي
راجع تفسير الإمام الشعراوي للآية 180 من سورة الأعراف " وإذا كان لله أسماءُ كثيرةٌ، فهل يجوز هنا لنا أن نأخذ من فعل الله في شيء اسماً له ؟ وخصوصاً انه القائل: " وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا... " [البقرة: 31] ، وهو القائل أيضاً: " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ.... " [النساء: 113] هل يمكن أن نقول: إن الله مُعَلِّم ؟ وهل يصح أن نأخذ من قوله: " وَأَكِيدُ كَيْداً " [الطارق: 16] اسماً هو كائد ؟
لا يجوز ذلك لأن أسماء الله توقيفية، وإن رأيت فعلاً منسوباً لله فقف عند الفعل فقط ولا تأخذ منه اسماً لله تعالى " إنتهى كلام الشيخ الشعراوي رحمه الله .
قال الرازي فخر الدين الرازي (متوفي سنة 604 هجرياً) في بيان إعتقاد فرقة الأشاعرة : «أن مذهبنا أن أسماء الله تعالى توقيفية لا قياسية، فقوله أولاً : (اذْكُرُوا اللَّهَ) أمر بالذكر، وقوله ثانيًا : (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ) أمر لنا بأن نذكره سبحانه بالأسماء والصفات التي بينها لنا وأمرنا أن نذكره بها، لا بالأسماء التي نذكرها بحسب الرأي والقياس» (تفسير الرازي،3/195) وبالتالي لا يصح قول البعض أنه طالما ثبت(الستير)كإسم لله في حديث صحيح فإنه يجوز تسميته عز وجل بالسَّتار قياساً لأن كلاهما دل على السّتر.
وقال فخر الدين الرازي أيضاً في التفسير الكبير " السؤال الثاني : هل يصح إطلاق إسم الفتَّان عليه سبحانه اشتقاقاً من قوله " وفَتَنَّاك فتونا " ؟ والجواب : لا لأنه صفة ذم في العُرْف وأسماء الله توقيفية لا سِيِّما فيما يُوهم ما لا ينبغي " أنتهى كلام الرازي في تفسيره جزء 22 ص 49
ولا أُبالِغ لو سَميَّت فخر الدين الرازي شيخ مشايخ الأشعرية فهو من أكثر العلماء الذي خاض في بيان علم الكلام الذي تُعَظِّمهُ فرقة الأشاعرة ، وها هو يقول أن التوقيف يُخالف الإشتقاق خصوصاً في الأسماء التي تدل على نقص ، مما يعنى أنها حتى لو كانت تتدل على كمال فلا يجوز فيها الإشتقاق لأن قوله " لا سيِّما " دليل على أنه تخصيص بعد تعميم ، بمعنى أنه إذا كان الإشتقاق غير جائز بصفة عامة ويخالف التوقيف، فهو غير جائز من باب أولى في الأسماء التي تدل على ما لا ينبغي إعتقاده في الله عز وجل
أبو الحسن الأشعري الذي تُنسَب إليه فرقة الأشاعرة : (وقد اشتهرت في ذلك مناظرة بين الإمام أبي الحسن الأشعري وشيخه أبي على الجبائي عندما دخل عليهما رجل يسأل: هل يجوز أن يُسَمَّى الله تعالى عاقلاً؟ فقال أبو علي الجبائي: " لا يجوز؛ لأن العقل مشتَق مِن العِقال وهو المانع، والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق " ، فقال له أبو الحسن الأشعري: " فعلى قياسك لا يُسَمَّى الله سبحانه حكيما؛ لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه : فنحكم بالقوافي من هجانا : ونضربُ حين تختلط الدماء .وقول الآخر: أبني حنيفة حَكِّموا سفهاءكم : إني أخاف عليكمُ أن أغضبا . والمعنى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم؛ فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال لَزِمَكَ أن تمنع إطلاق حكيم على الله تعالى " ، فلم يُجِبْ الجِبَائي إلا أنه قال لأبي الحسن لأشعري: " فلِمَ مَنَعْتَ أنت أن يسمى الله عاقلاً وأجَزْتَ أن يُسَمَّى حكيماً؟ " قال الأشعري: " لأن طريقي في مأخذ أسماء الله – عز وجل - الإذن الشرعي دون القياس اللغوي؛ فأطلقتُ حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعتُ عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقتُه " ) . المصدر : كتاب طبقات الشافعيَّة الكُبْرَى للسُّبكي الجزء الثالث صفحة 358
" واعلم أن جمهور المسلمين على انه لا يصح أن نطلق على الله تبارك و تعالى اسما أو وصفا لم يرد به الشرع , بقصد اتخاذه اسما له تعالى وإن كان يُشعر بالكمال ,
وقوله - رحمه الله – " وإن كان يُشعِر بالكمال " فيه دليل على أنه يعتقد أن الإشتقاق يُخالف التوقيف سواء كان الإشتقاق بشرط الكمال – كما قال أبو حامد الغزالي رحمه الله – أو بغير شرط الكمال ، وهو نفس اعتقاد السيوطي والزركشي والشافعي والرازي وابن حجر العسقلاني وابن القيِّم والشعراوي وأبو الحسن الأشعري رحمهم الله جميعاً .
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
بارك الله فيك يا شيخ عبد الله ، وأرجو أن يكون نقلك لكلام الأشاعرة اسئناسًا ، لأن الأشاعرة فرقة كلامية تنتحل الكلام الذي نهى عنه السلف رحمهم الله
فإن أئمة السلف قد نهوا عن مجالسة أهل الكلام والقدر ومفاتحتهم بالنظر والجدل. بارك الله فيك
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الله؛ وما نود أن نقوله للأخوة باختصار: هو أن الأئمة عليهم رحمة الله صرحوا بعدم جواز الاشتقاق كما هو منقول في ردك السابق، ثم إن بعضهم لما أخذ في جمع الأسماء اشتق بعض الأسماء، وهذا يدل على أن هذا وقع ممن فعل هذا على سبيل الذهول والخطأ، وإلا فكيف يقول قولا ثم هو يتعمد مخالفته؟ ثم نحن نقول بأن دلالة القول أقوى من دلالة الفعل، كما هو معلوم، ومما يدل على أن هذا وقع من بعضهم على سبيل الذهول والخطأ: أن بعضهم كأبي يزيد اللغوي أو الوليد ابن مسلم أو ابن القيم أو غيرهم تركوا أسماء صريحة ولم يضعوها فيما ذكروا من أسماء؛ فهل يمكن أن يقال بأن طريقتهم هي ترك الأسماء الصريحة؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
أما عن الجزء الأول المتعلق بنفي علة الاستئناس بذكر أقوال المخالف وإثبات علة إلزام المخالف بكلام أئمته فصحيح
وأما عن القول بأن الدافع لذكر كلام المخالف سببه سابقة حوار بيني وبين المخالف فخطأ
فما علمت هذه الأقوال - سواء لأئمة السلف كابن العثيمين وابن حجر وابن القيم والشافعي أو للمخالفين كالرازي والسيوطي والزركشي - إلا نقلاً عن شيخي
فهو الذي اجتهد وجمع كل هذه الأقوال من مصادر وكتب مؤلفيها ، والفضل يُنسَب لأهلِه .
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
بارك الله في الإخوة الأفاضل والشيوخ الكرام
أولا لم أجد ردا على سؤالي الذي وضعته في صدر الكلام غير هذه الكلمات
اقتباس:
وما نود أن نقوله للأخوة باختصار: هو أن الأئمة عليهم رحمة الله صرحوا بعدم جواز الاشتقاق كما هو منقول في ردك السابق، ثم إن بعضهم لما أخذ في جمع الأسماء اشتق بعض الأسماء،
وهذا يدل على أن هذا وقع ممن فعل هذا على سبيل الذهول والخطأ،
وإلا فكيف يقول قولا ثم هو يتعمد مخالفته؟
أفهم من هذا الكلام أن ما فعله ابن منده كان منه على سبيل الذهول والخطأ!!
كما أفهم منه أنه قال كلاما سابقا عكس ما فعل بعد ذلك!!
وليت الأخ الفاضل يدلني على كلام ابن منده الأول حتى أقف على هذا التناقض
ثانيا كلام الأخ عبد الله أظنه إجابة على سؤال آخر, كأن يكون مثلا:
هل الأئمة الذين جمعوا الأسماء التسعة وتسعين اشتقوا من الأفعال أسماء أم لا؟
فإن جل كلام الأخ متجه غير الوجهة التي أبحث عنها أو أناقشها
ولتوضيح الأمر أكثر من ذلك أقول:
هل منهج السلف منع الاشتقاق من الأفعال أسماء بإطلاق أم أنهم يجيزون ذلك بشروط وضوابط؟؟؟
وحتى لا نتوه في نقولات خارج نقطة البحث:
- أرجو أن ننقل منهج السلف من الكتب التي نص الأئمة على أنها المصادر المعتبرة لمنهج السلف كما ذكر ابن تيمية وغيره
- أرجو أن يكون النص صريحا على سؤالي السابق
- الأخ الكريم عبد الله نقل في كلام ابن القيم عبارة (ولونها بالأحمر) تدل على أنه يمنع الاشتقاق من كل الأفعال لأن ذلك سيفتح الباب لاشتقاق أسماء توهم النقص بينما شرط الاسم أن يكون حسنا يدل على الكمال والمدح, وعبارة ابن القيم (وقد أخطأَ أقبَح خطأ مَن إشتق له من كل فعل اسماً
) وإن تعجب فالعجب من الأخ الذي يستدل بهذا الكلام -عذرا- المبتور من سياقه ليؤكد كلامه وليته ذكر النص كاملا حتى نفهم كلام الإمام ونعلم موقفه من المسألة:
-------------
[فَصْلٌ حَدُّ الْوُجُودِ]فَصْلٌ
قَوْلُهُ: " الْوُجُودُ: اسْمٌ لِلظَّفَرِ بِحَقِيقَةِ الشَّيْءِ، هَذَا الْوُجُودُ الَّذِي هُوَ مَصْدَرُ وَجَدَ الشَّيْءَ يَجِدُهُ وُجُودًا، وَوَجَدَ ضَالَّتَهُ وِجْدَانًا، وَفِي الصِّحَاحِ: أَوْجَدَهُ اللَّهُ مَطْلُوبَهُ أَيْ أَظْفَرَهُ بِهِ، وَأَوْجَدَهُ أَيْ أَغْنَاهُ، أَيْ جَعَلَهُ ذَا جِدَةٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق: 6] وَيُقَالُ: وَجَدَ فُلَانٌ وُجْدًا وَوَجْدًا - بِضَمِّ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا - إِذَا صَارَ ذَا جِدَةٍ وَثَرْوَةٍ، وَوُجِدَ الشَّيْءُ فَهُوَ مَوْجُودٌ وَأَوْجَدَهُ اللَّهُ، وَيُقَالُ: وَجَدَ اللَّهُ الشَّيْءَ كَذَا وَكَذَا، عَلَى غَيْرِ مَعْنًى أَوْجَدَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102] فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَوْجَدَهُ عَلَى عِلْمِهِ، بِأَنْ يَكُونَ عَلَى صِفَةٍ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ إِيجَادِهِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ الَّتِي عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ عَلَيْهَا.
وَأَمَّا الْوَاجِدُ فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانهُ: فَهُوَ بِمَعْنَى ذُو الْوُجْدِ وَالْغِنَى، وَهُوَ ضِدُّ الْفَاقِدِ، وَهُوَ كَالْمُوْسِعِ ذِي السَّعَةِ، قَالَ تَعَالَى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47] أَيْ ذَوُو سَعَةٍ وَقُدْرَةٍ وَمُلْكٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمَتِّعُوهُنّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236] وَدَخَلَ فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ الْوَاجِدُ دُونَ الْمُوجِدِ فَإِنَّ الْمُوجِدَ صِفَةُ فِعْلٍ، وَهُوَ مُعْطِي الْوُجُودِ، كَالْمُحْيِي مُعْطِي الْحَيَاةِ وَهَذَا الْفِعْلُ لَمْ يَجِئْ إِطْلَاقُهُ فِي أَفْعَالِ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ، فَلَا يُعْرَفُ إِطْلَاقُ: أَوْجَدَ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّمَا الَّذِي جَاءَ خَلَقَهُ وَبَرَأَهُ، وَصَوَّرَهُ وَأَعْطَاهُ خَلْقَهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِعْلُهُ لَمْ يَجِئِ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ فِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، فَإِنَّ الْفِعْلَ أَوْسَعُ مِنَ الِاسْمِ، وَلِهَذَا أَطْلَقَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَفْعَالًا لَمْ يَتَسَمَّ مِنْهَا بِأَسْمَاءِ الْفَاعِلِ، كَأَرَادَ، وَشَاءَ، وَأَحْدَثَ، وَلَمْ يُسَمَّ بِالْمُرِيدِ وَالشَّائِي وَالْمُحَدِثِ، كَمَا لَمْ يُسَمِّ نَفْسَهُ بِالصَّانِعِ وَالْفَاعِلِ وَالْمُتْقِنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي أَطْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ، فَبَابُ الْأَفْعَالِ أَوْسَعُ مِنْ بَابِ الْأَسْمَاءِ.
وَقَدْ أَخْطَأَ - أَقْبَحَ خَطَأٍ - مَنِ اشْتَقَّ لَهُ مِنْ كُلِّ فِعْلٍ اسْمًا، وَبَلَغَ بِأَسْمَائِهِ زِيَادَةً عَلَى الْأَلْفِ، فَسَمَّاهُ الْمَاكِرُ، وَالْمُخَادِعُ، وَالْفَاتِنُ، وَالْكَائِدُ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ بَابُ الْإِخْبَارِ عَنْهُ بِالِاسْمِ أَوْسَعُ مِنْ تَسْمِيَتِهِ بِهِ، فَإِنَّهُ يُخْبَرُ عَنْهُ بِأَنَّهُ شَيْءٌ، وَمَوْجُودٌ، وَمَذْكُورٌ، وَمَعْلُومٌ، وَمُرَادٌ، وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ.
فَأَمَّا الْوَاجِد فَلَمْ تَجِئْ تَسْمِيَتُهُ بِهِ إِلَّا فِي حَدِيثِ تَعْدَادِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ، فَإِنَّهُ ذُو الْوَجْدِ وَالْغِنَى، فَهُوَ أَوْلَى بِأَنْ يُسَمَّى بِهِ مِنَ الْمَوْجُودِ وَمِنَ الْمُوجِدِ، أَمَّا الْمَوْجُودُ فَإِنَّهُ مُنْقَسِمٌ إِلَى كَامِلٍ وَنَاقِصٍ، وَخَيْرٍ وَشَرٍّ، وَمَا كَانَ مُسَمَّاهُ مُنْقَسِمًا لَمْ يَدْخُلِ اسْمُهُ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، كَالشَّيْءِ وَالْمَعْلُومِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُسَمَّ بِالْمُرِيدِ، وَلَا بِالْمُتَكَلِّم ِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ الْإِرَادَةُ وَالْكَلَامُ، لِانْقِسَامِ مُسَمَّى الْمُرِيدِ وَالْمُتَكَلِّم ِ، وَأَمَّا الْمُوجِدُ فَقَدْ سَمَّى نَفْسَهُ بِأَكْمَلِأَنْو َاعِهِ، وَهُوَ الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ فَالْمُوجِدُ كَالْمُحْدِثِ وَالْفَاعِلِ وَالصَّانِعِ.
وَهَذَا مِنْ دَقِيقِ فِقْهِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، فَتَأَمَّلْهُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
سؤال جانبي للأخ عبد الله
من خلال استدلالك بجمع الأئمة للأسماء الحسنى التسعة وتسعين هل ترى أن كل الأسماء الحسنى التي وردت لنا في الكتاب والسنة تسعة وتسعين اسما فقط؟؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
هذا العنوان :"هل خرج ابن منده من .,.. " عنوان شنيع، فمن نحن ؟ حتى نحكم على ابن منده إمام السلف أو نخرجه ، الله المستعان، وكان من الأولى أن يكون استفسارا أو سؤالا ، لا أن يطلب من العوام الحكم على أئمة السلف ؟، وهل بيد أحد منا الإدخال أو الإخراج من منهج السلف ؟؟؟؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
سؤال جانبي للأخ عبد الله
من خلال استدلالك بجمع الأئمة للأسماء الحسنى التسعة وتسعين هل ترى أن كل الأسماء الحسنى التي وردت لنا في الكتاب والسنة تسعة وتسعين اسما فقط؟؟
الذي ورد في القرآن والسنة الصحيحة 99 اسم مطلق و 99 اسم مقيد
ذكرتهم بأدلتهم في المشاركة رقم (20) بصدد ردي على الأخ الكريم أبو البراء محمد علاوة
وذلك في موضوع فيما يتعلق ببحث أسماء الله الحسنى "
ومن يَدَّعي الزيادة فعليه بالبرهان ، أي أن يذكر الإسم مع دليله من القرآن والسنة ومن غير اشتقاق
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
ولتوضيح الأمر أكثر من ذلك أقول:
هل منهج السلف منع الاشتقاق من الأفعال أسماء بإطلاق أم أنهم يجيزون ذلك بشروط وضوابط؟؟؟
وحتى لا نتوه في نقولات خارج نقطة البحث:
- أرجو أن ننقل منهج السلف من الكتب التي نص الأئمة على أنها المصادر المعتبرة لمنهج السلف كما ذكر ابن تيمية وغيره
- أرجو أن يكون النص صريحا على سؤالي السابق
[/CENTER]
لقد نقلت لك كلام كبار العلماء في التصريح بعدم جواز الإشتقاق كابن حجر مثلاً
فإن كان ابن حجر ليس بحجة عندك فلا أعرف من يعتبر عندك حجة
ونقلي لأسماء العلماء الذين جمعوا الأسماء من قبل ولم يأخذوا اسماً واحداً بالاشتقاق رداً كافياً على كلامك لأن الاسماء المشتقة كثيرة ، خصوصاً الواحد والعشرون اسماً التي حذفت من قبل
ابن حزم الظاهري وابن حجر العسقلاني وابن العثيمين وعبد الله بن عبد العزيز الغصن تلميذ ابن العثيمين وعبد المحسن العباد أستاذ الحديث بالمدينة المنورة وعلوي السقاف صاحب موقع الدرر السنية
فإن كان اتفاق كل هؤلاء العلماء على حذف نفس الواحد والعشرون اسم التي حذفت من قائمة الأسماء المشهورة لا يدل لك على منعهم للاشتقاق مطلقاً فلا أعرف كيف أقنعك إذن
ثم إن العلماء الذين أجازوا الاشتقاق بشرط الكمال - الذي هو شرط فضفاض غير قابل للتطبيق - اختلفوا فيما بينهم
فأفعال كذا وكذا وكذا المنسوبة لله ، هل يجوز أن نشتق اسماء لله عز وجل منها أم لا ؟؟
فتجد بعض مجيزي الاشتقاق يمنعون الاشتقاق من هذه الأفعال لأن فيها نقص
وتجد البعض الآخر من مجيزي الاشتقاق يجيزون الاشتقاق من هذه الأفعال لأن فيها كمال
فلو كان (شرط الكمال) شرط منضبط لما اختلف من وضعوه في تقريره وبيانه
ثم أنني بدأت كلامي بنقل قول الشافعي صراحة الذي قال فيه :
" لله أسماء وصفات جاء بها كتابه ، وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته ، لا يَسَع أحداً من خلق الله قامت عليه الحُجَّة رَدَّها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيم رَوَى عنه العدول، فإن خالف بعد ثبوت الحُجَّة فهو كافر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يُعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يُدْرَك بالعقل ولا الرَوِيَّة والفكر " (إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ص35)
وتقرير ما إذا كان هذا الاسم أو ذاك عند اشتقاقه يكون فيه كمال أو نقص هو إعمال للعقل
والله عز وجل لا يجوز اعمال العقل في اختيار اسم له لأنه - حاشاه - ليس مولوداً جديداً كي نختار له اسم فيستحسنه البعض ويستقبحه البعض الآخر .
ثم إن كنا لسنا على مقدرة لاستيعاب نعيم الجنة كما قال الرسول " ولا خطر على قلب بشر " فكيف مع كل ما نتصف به من نقص أن نكون قادرين على تحديد الكمال اللائق بالله بعقولنا ؟؟؟ وماذا حدث عندما اعتمدنا على العقل في تقرير الكمال والنقص ؟؟؟
نتج عن ذلك اختلاف العلماء
فأصبح التوقيف ، توقيف على كلام العلماء وليس توقيف على الكتاب والسنة
لأن هذا العالم يقول لك الاشتقاق في هذا الموضع جائز لأن فيه كمال ، وعالم آخر يقول لك الاشتقاق في نفس الموضع غير جائز لأن فيه نقص
فهل العقيدة اجتهادية مثل الفقه كي يختلف فيها عقول الرجال كل بحسب ما يترائا له من أدلة ؟؟؟؟؟
ثم إن علم الإنسان مكتسب ومتدرج وعُرضة للوقوع في الأخطاء وقد يظن الإنسان أن أمراً ما صواب ثم يتراجع ويُقر أنه خطأ ثم يتراجع ويُقر أنه صواب وأنه أخطأ عندما إعتبره خطأ، فهل يُوافِق من أجازوا إشتقاق أسماء لله عز وجل من صفاته وأفعاله التي نسبها الله لنفسه في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة بشرط الكمال أن يجعلوا أسماء الله لعبة في يد الإنسان الذي قال رسول الله فيه:"كل ابن آدم خَطَّاء،وخير الخَطَّائين:الت وَّابون"(رواه الترمذي وحَسَّنه الألباني)؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن الله عز وجل لم يُفَوِّضنا في ابتكار كيفية عبادته فقال : " فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ "
فكيف تدعي أنه فوضنا في ابتكار أسماء لم يتسمى هو بها سبحانه وتعالى ؟؟؟؟؟؟
على أسلوبك واسلوب من سبقك من مجيزي الاشتقاق فلا حرج على الصوفية عندما ابتدعوا أوراد وأذكار يتعبدون بها لم ترد في القرآن والسنة
طالما أن العبادات والعقيدة ليست توقيفية على كتاب الله وسنة رسوله عز وجل ؟؟؟
ثم دعني أقول لك شيئاً :
إذا كنت أنت رئيس شركة من الشركات، وكان عندك عامل في هذه الشركة إسمه (كارم)، وكان هذا العامل متقِن في عمله ومتفوق وعنده ضمير وكُفء وممتاز، فأرَدَّتَ أنت أن تُكافِأه فأخبرته أنك ستعطيه مال كثير مما عندك من أموال في أحد البنوك ، وبُناءً على ذلك قمت أنت بإحضار دفتر الشيكات، وكتبت فيه المبلغ الذي تريد أن يسحبه هذا العامل من أموالك التي في أحد البنوك ، وعندما وقعت عينك على خانة (المُسْتَلِم) ، وكان من المفروض أن تكتب (لحامله) أو إسم العامل (كارم) ، إلا أنك من شدة العَجَلَة لم تأخذ بالك فكتبت (كريم) بدلاً من (كارِم) ، ثم أعطيت للعامل الشيك ، ولم يُلاحِظ العامل هذا الخطأ ، وعندما وصل العامل إلى البنك وأراد أن يصرف الشيك ، طلب منه الموظف المختص أن يعطيه البطاقة الشخصية (بطاقة الرقم القومي) ، وعندما أعطى كارم بطاقته للموظف ، فقرأها الموظف ووجد أن المكتوب في البطاقة إسم (كارم) ، والموجود في الشيك إسم (كريم) ، فهل سيصرف الشيك ؟؟؟؟؟ بالطبع لا ، فهل يستطيع كارم أن يقول للموظف : " لا فرق بين كارم وكريم فكلاهما دل على وصف الكرم ، بل إن كريم أفضل وأحسن من كارم لأن كريم صيغة مبالغة أما كارم فهو مجرد إسم فاعل " ، هل سيقتنع الموظف بهذا الكلام وبالتالي سيصرف الشيك للعامل ؟؟؟؟؟؟؟ عندما يوافق الموظف على صرف الشيك في هذه الحالة (وهذا مستحيل) ، فهنا ، وهنا فقط ، يجوز إشتقاق أسماء لله من أفعاله وصفاته ، والقصد من هذا الكلام أنه إذا كان إسم الإنسان يُشتَرَط أن يكون ثابتاً بالنص (أي توقيفي) في بطاقة الرقم القومي ، بل إن تغيير إسم أي شخص ولو مجرد في نقطة يعد تزوير وإنتحال شخصية وجريمة جنائية (كتغيير بنت إسماها " بسمة " بإسم بنت أخرى إسمها " نسمة " ) ألا يُشترَط من باب أولى – ولله المثل الأعلى – أن يكون إسم الله ثابتاً بالنص في القرآن أو الأحاديث الصحيحة التي لا شك في صحتها ، لأن الموظف لن يقبل أن يصرف الشيك حتى لو كان مكتوب فيه (كارم) إذا إكتشف الموظف أن البطاقة مزورة ، والقصد أن إسم الله لابد لكي يثبت له سبحانه أن يأتي بصيغة الإسم في القرآن أو في حديث صحيح . وبناءً على مثال (كارم) و (كريم) و (بسمة) و (نسمة) ، فإننا لا نكون نتكلم في كلام فارغ أو تافه ، بل نتكلم في أصول العقيدة الإسلامية ، عندما نقول أن (السَتَّار) و (الساتر) ليسا من أسماء الله عز وجل لأنه لم يأتي أياً منهما في القرآن الكريم أو في الأحاديث الصحيحة منسوباً لله عز وجل بصيغة الإسم ، في حين أن (السِتِّير) من أسماء الله عز وجل لأنه جاء منسوباً إلى الله في حديث صحيح وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِب الحياء والستر " (جاء في كتاب " سنن أبي داود " الحديث رقم 3387 وصَحَّحَهُ الشيخ الألباني) وبناءً على ما سبق لا يستطيع أحد أن يقول (لا فرق بين الستار أو الستير لأن كلاهما يدل على وصف الستر وطالما جاء أحدهما في حديث صحيح فيجوز نسبة الإسم الآخر لله على سبيل القياس طالما كلاهما دل على وصف واحد) فهذه العبارة باطلة بكل الوجوه ، كذلك الدعاء التالي : " يا سامع النجوَى يا كاشف البَلْوَى يا مجيب الدعاء " ، وذلك لأن الكاشف من أسماء الله المقيدة التي جاءت في قول الله عز وجل: " إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) " سورة الدخان ، والمجيب من أسماء الله المطلقة : " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُ مْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوه ُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)" سورة هود، أما السامع فليس من أسماء الله لأن الذي ورد في وحي الله من القرآن والسنة الصحيحة هو إسم السميع في قول الله :" فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) " سورة يوسف، وإسم الله المُسْتَمِع كإسم مُقيَّد : " قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) " سورة الشعراء، أما السامع فلم يرد في القرآن ولا في السنة الصحيحة ومن يدَّعي غير ذلك فليأتي بالدليل لكن لا يجوز تسمية السامع وبالتالي الدعاء به "يا سامع النجوى" طالما أننا لم نجده في القرآن ولا في السنة الصحيحة لأن الله لا يُدْعَى إلا بأسمائه عز وجل التي جاء بها النص في القرآن أو السنة الصحيحة، ولذلك يجوز الجزء الثاني والثالث من الدعاء "يا كاشف البلوى يا مجيب الدعاء" طالما أن المجيب والكاشف وَرَدا كأسماء لله فيما أوحى الله لرسوله عليه الصلاة والسلام من القرآن .
وأرجو - إن كان له وزناً عندك - أن تعيد قراءة كلام ابن حجر الصريح في تحريم الاشتقاق السابق ذكره
أما عن ابن القيم فهذا كلامه الصريح
" ثم الجواب عن الجميع أنّا لا نعني بالإشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها - أي أسماء الله - متولدة منها - أي من أفعال الله وصفاته - تولد الفرع من أصله " (أنظر لإبن القيم: بدائع الفوائد الجزء الأول صفحة 26)
فعندما نقول أن الرحمن مشتق من الرحمة لا نعني أننا أتينا على فعل " يرحم " منسوباً لله في القرآن واشتققنا منه اسم " الرحمن " ، بل قولنا " الرحمن مشتق من الرحمة " معناها أن الرحمن يدل على اتصاف الله بالرحمة .
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياني
هذا العنوان :"هل خرج ابن منده من .,.. " عنوان شنيع، فمن نحن ؟ حتى نحكم على ابن منده إمام السلف أو نخرجه ، الله المستعان، وكان من الأولى أن يكون استفسارا أو سؤالا ، لا أن يطلب من العوام الحكم على أئمة السلف ؟، وهل بيد أحد منا الإدخال أو الإخراج من منهج السلف ؟؟؟؟
جزاك الله خيرا أخي زياني
أنا بالفعل وضعت الموضوع في صورة سؤال واستفسار
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
أشكر الأخ عبد الله على جهده الواضح في الرد على السؤال المطروح
ولكن أخي نريد أن نعمل بمقولة (ثبت العرش ثم انقش)
فأنت أخي تمحور الحديث عن التسعة وتسعين اسما وذلك لأنك ترى أنه لم يصح غير هذه الأسماء وأنا أقول إني أناقش موضوعا عاما عن أسماء الله الحسنى كلها (كلمة كلها عندك تعني تسعة وتسعين اسما, وعندي تعني أكثر من ذلك) فابن القيم منذ سطور ذكر أن اسم الواجد من أسماء الله الحسنى مع تقريره أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وتصريحه بأنه أثبته من أفعال الله الثابتة, ووازن بين مدلولات الأفعال فأخرج هذا وأدخل هذا, ثم انظر لفعل الإمام ابن منده واشتقاقه للأسماء من الأفعال (وابن منده كان يتحدث عن الأسماء كلها, ولم يكن يحصي تسعة وتسعين اسما) عند ذلك تستطيع أن تستنتج فرقا بين الحديث عن شروط إحصاء الأسماء, واشتقاق الأسماء.
وفي رعاية الله
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
أشكر الأخ عبد الله على جهده الواضح في الرد على السؤال المطروح
ولكن أخي نريد أن نعمل بمقولة (ثبت العرش ثم انقش)
فأنت أخي تمحور الحديث عن التسعة وتسعين اسما وذلك لأنك ترى أنه لم يصح غير هذه الأسماء وأنا أقول إني أناقش موضوعا عاما عن أسماء الله الحسنى كلها (كلمة كلها عندك تعني تسعة وتسعين اسما, وعندي تعني أكثر من ذلك) فابن القيم منذ سطور ذكر أن اسم الواجد من أسماء الله الحسنى مع تقريره أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وتصريحه بأنه أثبته من أفعال الله الثابتة, ووازن بين مدلولات الأفعال فأخرج هذا وأدخل هذا, ثم انظر لفعل الإمام ابن منده واشتقاقه للأسماء من الأفعال (وابن منده كان يتحدث عن الأسماء كلها, ولم يكن يحصي تسعة وتسعين اسما) عند ذلك تستطيع أن تستنتج فرقا بين الحديث عن شروط إحصاء الأسماء, واشتقاق الأسماء.
وفي رعاية الله
إطَّلِع من فضلك على الموضوع الموجود على هذا الرابط واقرأه كلمة كلمة ولا تكتفي بأخذ فكرة سريعة عنه كما فعلت من قبل
عنوان الموضوع : هل كذب ابن حجر أو علماء السعودية في نقل منهج السلف بمنع اشتقاق أسماء الله من أفعاله
رابط الموضوع على المنتدى :
http://majles.alukah.net/showthread....A7%D9%84%D9%87
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اطلعت أخي على رابط الموضوع ولكنه لا يختلف كثيرا عما تفضلت بكتابته هنا
ولتوضيح الأمر فأنا لا أقول أن منهج السلف الاشتقاق من الأفعال والصفات أسماء كما فهمت بل أنا أتساءل عن منهج السلف هل المسألة خلافية أم أنهم على قول واحد, ومن قال بجواز الاشتقاق ما شروط الجواز عنده
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
أضفت في النقولات السابقة:
1- اشتقاق ابن منده أسماء الله من الأفعال
2- اشتقاق ابن القيم لاسم الله الواجد من الأفعال وطريقته في ذلك وكيف وصل إلى هذه النتيجة
والأن أكمل النقولات عن ابن القيم رحمه الله:"فائدة جليلة ما يجري صفة أو خبرا على الرب
ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام
أحدها ما يرجع إلى نفس الذات كقولك ذات وموجود وشيء
..............
السادس صفة تحصل من اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو الغني الحميد العفو القدير الحميد المجيد وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن فإن الغنى صفة كمال والحمد كذلك واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما وكذلك العفو القدير والحميد المجيد والعزيز الحكيم فتأمله فإنه من أشرف المعارف تسليط صفات السلب على أسماء الله تعالى
وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوت كالأحد المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية
والسلام المتضمن لبراءته من كل نقص يضاد كماله وكذلك الإخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتا كقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم البقرة 255 فإنه متضمن لكمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعالى وما مسنا من لغوب ق 38 متضمن لكمال قدرته
وكذلك قوله وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة يونس 61 متضمن لكمال علمه وكذلك قوله لم يلد ولم يولد الإخلاص 3 متضمن لكمال صمديته وغناه
وكذلك قوله ولم يكن له كفوا أحد الإخلاص 4 متضمن لتفرده بكماله وأنه لا نظير له
وكذلك قوله تعالى لا تدركه الأبصار الأنعام 103 متضمن لعظمته وأنه جل عن أن يدرك بحيث يحاط به وهذا مطرد في كل ما وصف به نفسه من السلوب ويجب أن تعلم هنا أمور
أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا
الثاني أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا
الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها
الرابع أن أسماءه عز و جل الحسنى هي أعلام وأوصاف والوصف بها لا ينافي العلمية بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم لأن أوصافهم مشتركة فنافتها العلمية المختصة بخلاف أوصافه تعالى
الخامس أن الإسم من أسمائه له دلالات دلالة على الذات والصفة بالمطابقة ودلالة على أحدهما بالتضمن ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم
السادس أن أسماءه الحسنى لها اعتباران اعتبار من حيث الذات واعتبار من حيث الصفات فهي بالإعتبار الأول مترادفة وبالإعتبار الثاني متباينة
السابع أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع
الثامن أن الإسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ونحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو قد سمع الله المجادلة 1 وقدرنا فنعم القادرون المرسلات 23 هذا إن كان الفعل متعديا فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الإسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي
.......
الحادي عشر أن أسماءه كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك أصلا وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل نحو الخالق والرازق والمحيي والمميت وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ولم تكن أسماؤه كلها حسنى وهذا باطل فالشر ليس إليه فكما لا يدخل في صفاته ولا يلحق ذاته لا يدخل في أفعاله فالشر ليس إليه لا يضاف إليه فعلا ولا وصفا وإنما يدخل في مفعولاته
وفرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعوله المباين له لا بفعله الذي هو فعله
فتأمل هذا فإنه خفي على كثير من المتكلمين وزلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام وهدى الله أهل الحق لما اختلفوا فيه بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
.........
الخامس العشر أن الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة أمران لفظيان وأمران معنويان
فاللفظيان ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يشتق للموصوف منها اسم والسلبي أن يمتنع الإشتقاق لغيره والمعنويان ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه والسلبي أن لا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه وهي قاعدة عظيمة في معرفة الأسماء والصفات
فلنذكر من ذلك مثالا واحدا وهو صفة الكلام فإنه إذا قامت بمحل كانت هو التكلم دون من لم تقم به وأخبر عنه بها وعاد حكمها إليه دون غيره فيقال قال وأمر ونهى ونادى وناجى وأخبر وخاطب وتكلم وكلم ونحو ذلك وامتنعت هذه الأحكام لغيره فيستدل بهذه الأحكام والأسماء على قيام الصفة به وسلبها عن غيره على عدم قيامها به وهذا هو أصل السنة الذي ردوا به على المعتزلة والجهمية وهو من أصح الأصول طردا وعكسا"
بدائع الفوائد 1/159 وما بعدها
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
وقال رحمه الله أيضا في كتابه شفاء العليل (ص 271):فصل: والرب تعالى يشتق له من أوصافه وأفعاله أسماء ولا يشتق له من مخلوقاته وكل اسم من أسمائه فهو مشتق من صفة من صفاته أو فعل قائم به فلو كان يشتق له اسم باعتبار المخلوق المنفصل يسمى متكونا ومتحركا وساكنا وطويلا وأبيض وغير ذلك لأنه خالق هذه الصفات فلما لم يطلق عليه اسم من ذلك مع أنه خالقه علم إنما يشتق أسماءه من أفعاله وأوصافه القائمة به وهو سبحانه لا يتصف بما هو مخلوق منفصل عنه ولا يتسمى باسمه ولهذا كان قول من قال أنه يسمى متكلما بكلام منفصل عنه وخلقه في غيره ومريد بإرادة منفصلة عنه وعادلا بعدل مخلوق منفصل عنه وخالقا بخلق منفصل عنه هو المخلوق قولا باطلا مخالفا للعقل والنقل واللغة مع تناقضه في نفسه فإن اشتق له اسم باعتبار مخلوقاته لزم طرد ذلك في كل صفة أو فعل خلقه وإن خص ذلك ببعض الأفعال والصفات دون بعض كان تحكما لا معنى له وحقيقة قول هؤلاء أنه لم يقم به عدل ولا إحسان ولا كلام ولا إرادة ولا فعل البتة ومن تجهم منهم نفى حقائق الصفات وقال لم تقم به صفة ثبوتية فنفوا صفاته وردوها إلى السلوب والإضافات ونفوا أفعاله وردوها إلى المصنوعات المخلوقات وحقيقة هذا أن أسماءه تعالى ألفاظ فارغة عن المعاني لا حقائق لها وهذا من الإلحاد فيها وإنكار أن يكون حسنا وقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقد دل القرآن والسنة على إثبات مصادر هذه الأسماء له سبحانه وصفا كقوله تعالى: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} وقوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وقوله: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} وقوله صلى الله عليه وسلم: "لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" وقول عائشة: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات" وقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك" وقوله: "أسألك الغيب وقدرتك على الخلق" وقوله: "أعوذ بعزتك أن تضلني" ولولا هذه المصادر لانتفت حقائق الأسماء والصفات والأفعال فإن أفعاله غير صفاته وأسماءه غير أفعاله وصفاته فإذا لم يقم به فعل ولا صفة فلا معنى للاسم المجرد وهو بمنزلة صوت لا يفيد شيئا وهذا غاية الإلحاد
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
اطلعت أخي على رابط الموضوع ولكنه لا يختلف كثيرا عما تفضلت بكتابته هنا
ولتوضيح الأمر فأنا لا أقول أن منهج السلف الاشتقاق من الأفعال والصفات أسماء كما فهمت بل أنا أتساءل عن منهج السلف هل المسألة خلافية أم أنهم على قول واحد, ومن قال بجواز الاشتقاق ما شروط الجواز عنده
مسألة أن أسماء الله توقيفية لا تطلق على الله إلا بدليل صحيح من القرآن أو السنة فهذا أمر مجمع عليه بين الفرق الإسلامية لم يشذ عنهم إلا المعتزلة والكرامية كما في فتوى اللجنة الدائمة السعودية
إلا أنه وقع الخلاف بعد ذلك في قضية الاشتقاق وهل الاشتقاق يخالف التوقيف أم لا يخالفه ؟؟؟
فرأى البعض - كأبو حامد الغزالي الصوفي الأشعري - أن الاشتقاق لا يخالف التوقيف لأنه صرح في موضع أن أسماء الله توقيفية ، وأنه طالما لا يجوز لنا تسمية رسول الله - وكذا كل عظيم من الخلق بحسب قول الغزالي - إلا بما سماه به أبواه أو سمى به نفسه ، فلا يجوز ذلك في حق الله من باب أولى
لكن الغزالي في موضع آخر أباح الاشتقاق وأجاز تسمية الله بالواقي اشتقاقاً ومنع تسمية الله بالبنَّا
ومذهب مجيزي الاشتقاق - الذي ابتدعه المعتزلة وتأثر به من بعدهم من الفرق الأخرى - أن الاشتقاق لا يكون إلا من الفعل الذي يدل على الكمال ، فالفعل إذا كان ينقسم إلى كمال ونقص فإنه لا يجوز اشتقاق اسم لله منه ، لكن المشكلة التي وقعت :
أن مجيزي الاشتقاق بشطر الكمال اختلفوا في تحديد هذا الكمال !!!!
فتجد علماء قالوا عن الفعل الفلاني فيه كمال ويجوز اشتقاق اسم لله منه ، في حين علماء آخرون يقولون قالوا عن نفس الفعل الفلاني أن فيه نقص ولا يجوز اشتقاق اسم لله منه
بعد هذا الخلاف الواقع بين مجيزي الاشتقاق لنا أن نتساءَل :
هل توقيفية الاسماء على القرآن والسنة أم توقيفية على كلام العلماء المختلفين فيما بينهم ؟؟؟؟
عندما أسأل : هل المليك من أسماء الله عز وجل أم لا ؟؟؟
التوقيف يعني أن أرجع للقرآن والسنة الصحيحة وأرى هل ورد الاسم فيها أم لا
التوقيف عند مجيزي الاشتقاق بشرط الكمال يقتضي ألا أرجع للقرآن والسنة بل أرجع للعلماء لأن العلماء هم الذين يحددون الفعل الذي ينقسم لكمال ونقص والفعل الذي لا ينقسم ، والمشكلة أن العلماء مختلفون فيما بينهم في تحديد هذا الكمال
ذلك ان مذهب المعتزلة - مبتدعة الاشتقاق - مذهب باطل لاعتمادهم على العقل
هذا العقل هو أداة مجيزي الاشتقاق للتعرف على الكمال الواجب في حق الله والنقص المنزه عنه الله .
هذا العقل الذي اعتمد عليه الجهمية فضلوا
واعتمد عليه المعتزلة فضلوا
واعتمد عليه الأشاعرة والماتريدية فضلوا
هل نتبعهم على منهجهم ؟؟؟؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
وقال رحمه الله أيضا في كتابه شفاء العليل (ص 271):
فصل: والرب تعالى يشتق له من أوصافه وأفعاله أسماء ولا يشتق له من مخلوقاته وكل اسم من أسمائه فهو مشتق من صفة من صفاته أو فعل قائم به
هذه نتيجة عدم الالتزام بما قلته لك
وواضح أنك ستظل على ما أنت عليه
لأنني قلت لك مراراً أن كتاب الدكتور لا تغني عن محاضراته لأن العلم يؤخذ بالتلقي والمشافهة وليس من الكتب
وهذا بإقرار جميع الفرق فلا أعلم لماذا تخرج عن كل هؤلاء وتصر على جواز تلقي العلم من الكتب ؟؟؟؟؟؟
لو كنت التزمت بما قلته لك لكنت علمت الفرق بين الاشتقاق الشرعي والاشتقاق اللغوي
فكل كلام ابن القيم في أن اسماء الله مشتقة من أفعاله مقتصرة على الاشتقاق اللغوي
فعندما أراك كريماً في معاملتك فأشتق لك اسم - لغةً - هو كريم لدلاته على صفة الكرم فيك
لكن لا يمكن أن أجعله اسماً لك - على التحقيق - لأن اسمك هو المكتوب في بطاقة الرقم القومي
" ثم الجواب عن الجميع أنّا لا نعني بالإشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها - أي أسماء الله - متولدة منها - أي من أفعال الله وصفاته - تولد الفرع من أصله " (أنظر لإبن القيم: بدائع الفوائد الجزء الأول صفحة 26)
فعندما يقول لك أن الرحمن مشتق من الرحمة والغفور مشتق من المغفرة يعني أن هذه الأسماء دالة على مصادرها المشتقة منها لغة لا شرعاً ، أي من حيث دلالة الأسماء على الصفات ، وليس الاشتقاق بمعناه الشرعي أي أن أقرأ قوله تعالى في سورة القمر " وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قُدِر * وحملناه على ذات ألواح ودُسُر " صدق الله العظيم
فالاشتقاق الشرعي هو أن نعتقد أن المُفَجِّر والحامل من أسماء الله التي سَمَّى بها نفسه
أما الاشتقاق اللغوي هو أن نُخبِر عن الله بأفعاله وصفاته في سياق الكلام كأن نقول :
" سبحانه مدبر الأمر مفجر الأرض باطش بالكافرين "
فهذه المعاني صحيحة ، لكن المدبر والمفجر والباطش ليسوا من أسماء الله .
هذا الكلام الذي لم تفهمه أنت فهمه الشيخ الشعراوي رحمه الله ، ولنتأمَّل معاً ماذا قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه أسماء الله الحسنى الجزء الأول صفحة 17 نشر أخبار اليوم ، قال الشيخ الشعراوي تحت عنوان ( ولا يجوز إشتقاق أسماء من أفعال الحق عز وجل) : " يقول الحق جل وعلا " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " البقرة:47، وقال:"وَلَنَبْلُ وَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " البقرة:155، وقال:"وَيَمْكُرُ ونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال:30، وقال : " فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " إبراهيم:4 . والملاحَظ أن الآيات السابقة قد احتوت على أفعال للحق عز وجل مثل : أنعمت، لنبلونكم، يمكر الله، يضل من يشاء . ومن المعلوم أنه يصح لغوياً إشتقاق أسماء من الأفعال فنقول: إن منعم مشتق من أنعم ، ومبتلي من ابتلى، وماكر من مَكَرَ ، ومضل من أضلَّ . هذا من حيث اللغة أما فيما يتعلق بأسماء الله الحسنى ، فالقاعدة أنه لا يجوز أن نشتق من أفعال الله عز وجل أسماء له ، وبذلك لا يكون من أسمائه عز وجل المنعم ، أو المضل، أو المبتلي، أو الماكر إشتقاقاً من أفعال الحق تبارك وتعالى " انتهى كلام الشعراوي
هل فهمت الآن أن الاشتقاق اللغوي - الذي أجازه ابن القيم - هو الجائز شرعاً أما الاشتقاق الاعتقادي الشرعي لا يجوز شرعاً ؟؟؟
هل فهمت أن العلم لا يؤخذ من الكتب ولابد ان تدرسه على شيخ ؟؟؟؟ هل فهمت أنه لا يجوز لك أن تاخذ عبارة من هذا الكتاب وعبارة من ذاك الكتاب ثم تأتي وتحج عليّ بها وأنت أصلاً لم تفهم الفرق بين الاشتقاق اللغوي - الذي أجازه ابن القيم - والاشتقاق الشرعي والاعتقادي - الذي حرمه علماء السلف كما قالت لجنة الإفتاء السعودية وأنه من بدع المعتزلة - ؟؟؟؟
وحتى لا تقول أن الشعراوي أزهري أشعري صوفي وأنت ترفض كلام الأشاعرة فراجع ما كتبته لك - أيها السلفي - من كلام علماء السعودية في اللجنة الدائمة للإفتاء الذين قالوا أن المعتزلة هم مجيزي الاشتقاق
وابن حجر العسقلاني رفض الاشتقاق وأنكر على من اشتق وأكد في إحصائه للأسماء الحسنى أن الاسم لابد ان يُذكَر بالقرآن أو السنة الصحيحة بصيغة الاسم وليس الفعل ولا الوصف .
أجيبوا أيها العقلاء : قول اتفق عليه الشعراوي - الصوفي الأشعري - وعلماء السعودية - السلفية الوهابية - أي كلاهما طرفي نقيض ، ألا يكون الحق فيما قالوه ؟؟؟ ألا يكون بعد كل ذلك الاشتقاق الشرعي غير جائز وأنه بدعة من بدع المعتزلة كما صرح بذلك علماء السعودية أيها السلفي ؟؟؟؟؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
من الأمثلة التي وجدتها أيضا ما رواه الإمام مالك وغيره عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: "إِنَّ اللهَ هُوَ الْهَادِي وَالْفَاتِنُ"
وابن الزبير رضى الله عنه صحابي جليل إما أنه استخرج هذين الاسمين من القرآن عن طريق الاشتقاق أو أنهما في حكم المرفوع لأنهما لا يقالان بالرأي إذا قلنا بعدم جواز الاشتقاق.
ورد في شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 389)
(وَالْفَاتِنُ) بِمَعْنَى الْمُضِلِّ الْوَارِدِ فِي أَسْمَائِهِ، وَلَكِنَّ هَذَا وَارِدٌ أَيْضًا عَنْ صَحَابِيٍّ، فَهُوَ تَوْقِيفٌ، إِذْ لَا يُقَالُ بِالرَّأْيِ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ} [طه: 85] [سُورَةُ طه: الْآيَةُ 85] وَ {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] [سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الْآيَةُ 155] وَأَخْرَجَ أَبُو عُمَرَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ حَرَمَنِي الْهُدَى وَأَوْرَثَنِي الضَّلَالَةَ وَالرَّدَى أَتُرَاهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ أَوْ ظَلَمَنِي؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ الْهُدَى شَيْئًا كَانَ لَكَ عِنْدَهُ فَمَنَعَكَ فَقَدْ ظَلَمَكَ، وَإِنْ كَانَ الْهُدَى لَهُ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ فَمَا ظَلَمَكَ شَيْئًا وَلَا تُجَالِسْنِي بَعْدُ.
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
وورد في الاستذكار لابن عبد البر 8/ 276
1661 - مالك عن زياد بن سعيد عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِي وَالْفَاتِنُ
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ (تَعَالَى) (يضل من يشاء ويهدى من يشاء) الرعد 27 وَقَوْلُهُ (عَزَّ وَجَلَّ) حَاكِيًا عَنْ نَبِيِّهِ نُوحٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) هود 34
وقال (تبارك اسمه) (ولو شاء لهدكم أَجْمَعِينَ) الْأَنْعَامِ 149 وَلَا يَكُونُ فِي مُلْكِ اللَّهِ إِلَّا مَا يُرِيدُ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
ومن الأمثلة أيضا التي أسوقها للنقاش حول وجود خلاف بين السلف في جواز الاشتقاق وعدمه:
قول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 5/ 336
"وَوَقَعَ لَلْمُهَلَّبِ اسْتِبْعَادُ جَوَازِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَهِيَ حَابِسُ الْفِيلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ الْمُرَادُ حَبَسَهَا أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَجُوزُ إِطْلَاقُ ذَلِكَ فِي حَقِّ اللَّهِ فَيُقَالُ حَبَسَهَا اللَّهُ حَابِسُ الْفِيلِ وَإِنَّمَا الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُمْنَعَ تَسْمِيَتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَابِسَ الْفِيل وَنَحْوه كَذَا أجَاب بن الْمُنِيرِ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ أَنَّ الْأَسْمَاءَ تَوْقِيفِيَّةٌ وَقَدْ تَوَسَّطَ الْغَزَالِيُّ وَطَائِفَةٌ فَقَالُوا مَحَلُّ الْمَنْعِ مَا لَمْ يَرِدٍ نَصٌّ بِمَا يشتق مِنْهُ بِشَرْط أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ الِاسْمُ الْمُشْتَقُّ مُشْعِرًا بِنَقْصٍ فَيَجُوزُ تَسْمِيَتُهُ الْوَاقِي لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَنْ تق السَّيِّئَات يَوْمئِذٍ فقد رَحمته وَلَا يَجُوزُ تَسْمِيَتُهُ الْبِنَاءَ وَإِنْ وَرَدَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالسَّمَاء بنيناها بأيد" انتهى
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
وقال أيضا في الفتح 11/ 223
".. الْأَوَّلُ مَا يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ مُجَرَّدَةً كَالْجَلَالَةِ فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَيْهِ دَلَالَةً مُطْلَقَةً غَيْرَ مُقَيَّدَةٍ وَبِهِ يُعْرَفُ جَمِيعُ أَسْمَائِهِ فَيُقَالُ الرَّحْمَنُ مَثَلًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَلَا يُقَالُ اللَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ وَلِهَذَا كَانَ الْأَصَحُّ أَنَّهُ اسْمُ عَلَمٍ غَيْرُ مُشْتَقٍّ وَلَيْسَ بِصِفَةٍ الثَّانِي مَا يَدُلُّ عَلَى الصِّفَاتِ الثَّابِتَةِ لِلذَّاتِ كَالْعَلِيمِ وَالْقَدِيرِ وَالسَّمِيعِ وَالْبَصِيرِ الثَّالِثُ مَا يَدُلُّ عَلَى إِضَافَةِ أَمْرٍ مَا إِلَيْهِ كَالْخَالِقِ وَالرَّازِقِ الرَّابِعُ مَا يَدُلُّ عَلَى سَلْبِ شَيْءٍ عَنْهُ كَالْعَلِيِّ وَالْقُدُّوسِ وَهَذِهِ الْأَقْسَامُ الْأَرْبَعَةُ مُنْحَصِرَةٌ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ وَاخْتُلِفَ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى هَلْ هِيَ تَوْقِيفِيَّةٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْتَقَّ مِنَ الْأَفْعَالِ الثَّابِتَةِ لِلَّهِ أَسْمَاءً إِلَّا إِذَا وَرَدَ نَصٌّ إِمَّا فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ فَقَالَ الْفَخْرُ الْمَشْهُورُ عَنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ وَقَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ وَالْكَرَّامِيّ َةُ إِذَا دَلَّ الْعَقْلُ عَلَى أَنَّ مَعْنَى اللَّفْظِ ثَابِتٌ فِي حَقِّ اللَّهِ جَازَ إِطْلَاقُهُ عَلَى اللَّهِ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْغَزَالِيُّ الْأَسْمَاءُ تَوْقِيفِيَّةٌ دُونَ الصِّفَاتِ قَالَ وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ وَاحْتَجَّ الْغَزَالِيُّ بِالِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُسَمِّيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمٍ لَمْ يُسَمِّهِ بِهِ أَبُوهُ وَلَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ وَكَذَا كُلُّ كَبِيرٍ مِنَ الْخَلْقِ قَالَ فَإِذَا امْتَنَعَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْمَخْلُوقِينَ فَامْتِنَاعُهُ فِي حَقِّ اللَّهِ أَوْلَى وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ اسْمٌ وَلَا صِفَةٌ تُوهِمُ نَقْصًا وَلَوْ وَرَدَ ذَلِكَ نَصًّا فَلَا يُقَالُ مَاهِدٌ وَلَا زَارِعٌ وَلَا فَالِقٌ وَلَا نَحْوُ ذَلِكَ وَإِنْ ثَبَتَ فِي قَوْلِهِ فَنعم الماهدون أم نَحن الزارعون فالق الْحبّ والنوى وَنَحْوُهَا وَلَا يُقَالُ لَهُ مَاكِرٌ وَلَا بَنَّاءٌ وان ورد ومكر الله وَالسَّمَاء بنيناها وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ الْأَسْمَاءُ تُؤْخَذُ تَوْقِيفًا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ فَكُلُّ اسْمٍ وَرَدَ فِيهَا وَجَبَ إِطْلَاقُهُ فِي وَصْفِهِ وَمَا لَمْ يَرِدْ لَا يَجُوزُ وَلَوْ صَحَّ مَعْنَاهُ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ بِمَا لَمْ يَصِفْ بِهِ نَفْسَهُ وَالضَّابِطُ أَنَّ كُلَّ مَا أَذِنَ الشَّرْعُ أَنْ يُدْعَى بِهِ سَوَاءٌ كَانَ مُشْتَقًّا أَوْ غَيْرَ مُشْتَقٍّ فَهُوَ مِنْ أَسْمَائِهِ وَكُلُّ مَا جَازَ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ مِمَّا يَدْخُلُهُ التَّأْوِيل اولا فَهُوَ مِنْ صِفَاتِهِ وَيُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمًا أَيْضًا" انتهى
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
وقال أبو حامد الغزالي في المقصد الأسنى ص99
"فَهَذَا هُوَ الرَّمْز إِلَى تفهيم مبدأ الطَّرِيق إِلَى معرفَة هَذَا الِاسْم الْوَاحِد وَشَرحه يفْتَقر إِلَى مجلدات وَكَذَا شرح معنى كل اسْم من الْأَسَامِي فَإِن الْأَسَامِي المشتقة من الْأَفْعَال لَا تفهم إِلَّا بعد فهم الْأَفْعَال وكل مَا فِي الْوُجُود من أَفعَال الله تَعَالَى"
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
وفي الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 197)
" «الْوَفِيُّ» قَالَ الْحَلِيمِيُّ أَيِ الْمُوَفِّي مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} [آل عمران: 57] , وَقَوْلِهِ: {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40] وَمَعْنَاهُ لَا يُعْجِزُهُ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يَمْنَعُهُ مَانِعٌ مِنْ بُلُوغِ تَمَامِهِ وَلَا تُلْجِئُهُ ضَرُورَةٌ إِلَى النَّقْصِ مِنْ مِقْدَارِهِ" [ص:198]
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
قول نفيس جدا للحليمي في الأسماء والصفات للبيهقي 2/ 115
"وَمِنْهَا «الْجَمِيلُ» قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَهَذَا الِاسْمُ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَعْنَاهُ ذُو الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى , لِأَنَّ الْقَبَائِحَ إِذْ لَمْ تَلِقْ بِهِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشْتَقَّ اسْمُهُ مِنْ أَسْمَائِهَا , وَإِنَّمَا تُشْتَقُّ أَسْمَاؤُهُ مِنْ صِفَاتِهِ الَّتِي كُلُّهَا مَدَائِحُ , وَأَفْعَالُهُ الَّتِي أَجْمَعُهَا حِكْمَةٌ" انتهى
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
نقولات في الأسماء التي تطلق على الله مشتقةمن الصفات فتح الباري - ابن حجر [جزء 10 - صفحة 207 ][/center]قوله أنت الشافي يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين أحدهما أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصا والثاني أن يكون له أصل في القرآن
[/center]بدائع الفوائد [ جزء 1 - صفحة 169 ] الثاني:أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخلبمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسهمن ذلك أكمله فعلا وخبراالثالثأنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلطفيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قولهفإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أنيسمى بأسمائهافتح الباري - ابن حجر [ جزء 11 - صفحة 527 ] وفيالحديث دلالة على ان أعمال القلب من الارادات والدواعي وسائر الاعراض بخلق اللهتعالى وفيه جواز تسمية الله تعالى بما ثبت من صفاته على الوجه الذي يليق به فتح الباري - ابنحجر [ جزء 13 - صفحة 377 ] وفيه حجة لمن أجاز تسمية الله تعالى بما ثبت في الخبر ولو لميتواتر وجواز اشتقاق الاسم له تعالى من الفعل الثابتفتح الباري - ابنحجر [ جزء 11 - صفحة 216 ] وقد قالالغزالي في شرح الأسماء " .......... وأظنه- أي ابن حزم - لم يبلغه الحديثيعني الذي أخرجه الترمذي أو بلغه فاستضعف إسناده قلت:الثاني هو مراده فإنه ذكر نحوذلك في المحلى ثم قال والأحاديث الواردة في سرد الأسماء ضعيفة لا يصح شيء منهاأصلا وجميع ما تتبعته من القرآن ثمانية وستون اسما فإنه اقتصر على ما ورد فيهبصورة الاسم لا ما يؤخذ من الاشتقاق كالباقي من قوله تعالى ويبقى وجه ربك ولاما ورد مضافا كالبديع من قوله تعالى بديعالسماوات والأرض [تنبيه على مذهب ابن حزم في الصفات]
رواية الوليد بنمسلم1. صححها بعض أهل العلمكابن حبان وغيره ، والراجح أنها مدرجة2. كثير منها استخرجهاشيوخه من القرآن بالشتقاق3. رجح عامة المحدثينأنها ليست من كلام النبي صلى الله عليهوسلم ، ومع ذلك لم يعترضو على طريقة من جمعها بالاشتقاق ، مثل سفيان بن عيين ومحمدبن جعفر وأبي زيد وغيرهم [ انظر فتح الباري شرح حديث " إن لله تسعةوتسعين اسما "
مجموعالفتاوى [ جزء 22 - صفحة 482 ] وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذى الذى رواه الوليد بن مسلم عنشعيب عن ابى حمزة وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلمعن شيوخه من أهل الحديث وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه إبن ماجه وقد روى فىعددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلفمجموع الفتاوى(6/ 379) : وقد اتفق أهل المعرفةبالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كلمنهما من كلام بعض السلف فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرا فيبعض طرق حديثه .ولهذا اختلفت أعيانهما عنه ؛ فروي عنه في إحدى الروايات من الأسماءبدل ما يذكر في الرواية الأخرى ؛ لأن الذين جمعوها قد كانوا يذكرون هذا تارة وهذاتارة ؛ واعتقدوا - هم وغيرهم - أن الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليستشيئا معينا ؛ بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة أو أنها وإنكانت معينة فالاسمان اللذان يتفق معناهما يقوم أحدهما مقام صاحبه كالأحدوالواحد ؛ .......... ولهذا جمعها " قوم آخرون " على غير هذاالجمع واستخرجوها من القرآن منهم سفيان بن عيينة والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم ؛كما قد ذكرت ذلك فيما تكلمت به قديما على هذا ؛ وهذا كله يقتضي أنها عندهم ممايقبل البدل ؛ فإن الذي عليه جماهيرالمسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعينالاعتقاد للبيهقي- (ج 1 / ص 20) وزعم بعض أهل العلم بالحديثأن ذكر الأسامي في هذا الحديث من جهة بعض الرواة ، وأن الحديث الصحيح عن النبي صلىالله عليه وسلم في ذكر عددها دون تفسير العدد ، وهذه الأسامي مذكورة في كتابالله عز وجل ، وفي سائر الأحاديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مفردة نصا أودلالة ، فذكرناها في كتاب الأسماء والصفات ، شفاء العليل (ص:271) والرب تعالى يشتق له منأوصافه وأفعاله أسماء ولا يشتق له من مخلوقاته وكل اسم من أسمائه فهو مشتق منصفة من صفاته أو فعل قائم به ]الاشتقاقهو عمل أكثر السلف[/center][/center]مجموعالفتاوى [ جزء 8 - صفحة 94 ] و من هذاالباب أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع و الضار النافع المعز المذل الخافضالرافع فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه و لا الضار عن قرينه لأن إقترانهما يدلعلى العموم مجموع الفتاوى [ جزء 22 - صفحة 483 ] وقد قالالإمام أحمد رضى الله عنه لرجل ودعه قل يا دليل الحائرين دلنى على طريق الصادقينوإجعلنى من عبادك الصالحين وقد أنكر طائفة من أهل الكلام كالقاضى أبى بكروأبى الوفاء إبن عقيل أن يكون من أسمائه الدليل لأنهم ظنوا أن الدليل هوالدلالة التى يستدل بها والصواب ما عليه الجمهور لأن الدليل فى الأصل هوالمعرف للمدلول ولو كان الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضا فهو دليل منالوجهين جميعامجموع الفتاوى(2/ 17) ولهذا : كان عامة أهلالسنة من أصحابنا وغيرهم على أن الله يسمى دليلامجموعالفتاوى [ جزء 22 - صفحة 485 ] ومناسمائه التى ليست فى هذه التسعة والتسعين إسمه السبوح وفى الحديث عن النبى أنه كانيقول سبوح قدوس وإسمه الشافى كما ثبت فى الصحيح أنه كان يقول أذهب البأس رب الناسوإشف أنت الشافى لا شافى إلا أنت شفاء لا يغادر سقما وكذلك أسماؤه المضافة مثلأرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامعالناس ليوم لا ريب فيه ومقلب القلوب وغير ذلك مما ثبت فى الكتاب والسنة وثبت فىالدعاء بها بإجماع المسلمين وليس من هذه التسعة والتسعينبدائع الفوائد(1/ 171) المرتبة الثالثة دعاؤه بهاكما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وهو مرتبتان إحداهما دعاء ثناء وعبادة والثاني دعاء طلب ومسألة فلا يثنىعليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بهامجموع الفتاوى(1/ 111) قالوا :من أسمائه تعالى المغيث والغياث وجاء ذكر المغيث في حديث أبي هريرة قالوا واجتمعتالأمة على ذلكمجموعالفتاوى [ جزء 1 - صفحة 379 ] وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله كعبد الله وعبد الرحمنوعبد الغني والسلام والقاهر واللطيف والحكيم والعزيز والرحيم والمحسن والأحدوالواحد والقادر والكريم والملك والحقالتوحيد لابن مندة- (ج 1 / ص 319)242 -أخبرنا أحمد ................. عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : « لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنةإنه وتر يحب الوتر » وذكر فيه الجامع وهذا الاسم في كتاب الله عز وجل : ( إنك جامعالناس ليوم لا ريب فيه )بدائع الفوائد(1/ 177) :السابع عشر أن أسماءه تعالىمنها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره وهو غالب الأسماءفالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم وهذا يسوغ أن يدعى بهمفردا ومقترنا بغيره فتقول يا عزيز يا حليم يا غفور يارحيم وأن يفرد كل اسم وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع، ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونابمقابله كالمانع والضار والمنتقم فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالمعطيوالنافع والعفو فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل لأنالكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله لأنه يراد به أنه المنفردبالربوبي ة وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا ونفعا وضرا وعفوا وانتقاما ، وأماأن يثنى عليه بمجرد المنع والإنتقام والإضرار فلا يسوغ فهذه الأسماء المزدوجة تجريالأسماء منها مجرى الإسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض فهي وإن تعددتجارية مجرى الإسم الواحد ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنةفاعلمه فلو قلت يا مذل يا ضار يا مانعوأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ولا حامدا له حتى تذكر مقابلهامدارجالسالكين [ جزء 2 - صفحة 125 ] فصل :التوكل من أعم المقامات تعلقا بالأسماءالحسنى فإن له تعلقا خاصا بعامة أسماء الأفعال وأسماء الصفات فله تعلق باسم الغفاروالتواب والعفو والرؤوف والرحيم وتعلق باسم الفتاح والوهاب والرزاق والمعطيوالمحسن وتعلق باسم المعز المذل الحافظ الرافع المانع من جهة توكله عليه فيإذلال أعداء دينه وخفضهم ومنعهم أسباب النصر
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
لم أفهم من كثرة نقولاتك أخي الدمياطي شئ فإن الكلام ملتصق ببعضه وكأنك في كثير من المواضع نسيت ضغط على زر " المسافة " في لوحة المفاتيح الخاصة بجهازك
وعموماً إذا كنت بنقولاتك تحديداً عن فتح الباري تريد أن تقول أن ابن حجر العسقلاني يقول بجواز الاشتقاق
فهلا تفضلت مشكوراً بتفسير علة حذف ابن حجر 27 اسم من الأسماء المشهورة بسبب أنها لم ترد في القرآن بصيغة الإسم كالقابض الباسط الضار النافع المبدئ المعيد المعز المذل الباقي الرشيد الصبور مثلاً ؟؟؟
إن كان ابن حجر يقول بالاشتقاق فلماذا حذف هذه الأسماء من الأسماء المشهورة وأبدلها بغيرها لو كان الاسم المشتق عنده صحيح ؟؟؟؟؟
لماذا أنكر ابن حجر على سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي في إحصائهم للأسماء لأنهم أخذوا أسماء بالاشتقاق فقال ابن حجر عن جمعهم للأسماء :
(هَذَا آخِرُ مَا رُوِّينَاهُ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَبِي زَيْدٍ وَتَقْرِيرُ سُفْيَانَ مِنْ تَتَبُّعِ الْأَسْمَاءِ مِنَ الْقُرْآنِ وَفِيهَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَتَكْرَارٌ وَعِدَّةُ أَسْمَاءٍ لَمْ تَرِدْ بِلَفْظِ الِاسْمِ وَهِيَ " صَادِقٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مَنَّانٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ بَاعِثٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ بُرْهَانٌ مُعِينٌ مُمِيتٌ بَاقِي " ) انتهى كلام ابن حجر في فتح الباري الحديث رقم 6047
إن كان ابن حجر يأخذ بالاشتقاق فلماذا أنكر على سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي وجعفر الصادق اشتقاقهم لهذه الأسماء ؟؟؟؟
هذا واضح لأي عاقل أن ابن حجر لا يعترف بالاسم إلا لو كان وارد بصيغة الإسم وليس مشتقاً من الفعل أو الوصف ، هل فهمتم ؟؟
وقد يقول قائل : إذا كان ابن حجر لا يقول بالإشتقاق فإن سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي وجعفر الصادق - وهم من السلف الصالح - يقولوا بالإشتقاق ؟؟؟؟؟
أقول رداً على هذا الإدعاء : اقرأ كلام ابن حجر جيداً وهو يحكي لنا ما فعله سفيان وأبو زيد وجعفر وهم يُحصوا الأسماء ، قال ابن حجر عن إحصائهم للأسماء من القرآن :
" وَهَذَا سِيَاقُ مَا ذَكَرَهُ جَعْفَرٌ . وَأَبُو زَيْدٍ قَالَا فَفِي الْفَاتِحَةِ خَمْسَةٌ " اللَّهُ رَبٌّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ مَالِكٌ " وَفِي الْبَقَرَةِ " مُحِيطٌ قَدِيرٌ عَلِيمٌ حَكِيمٌ عَلِيٌّ عَظِيمٌ تَوَّابٌ بَصِيرٌ وَلِيٌّ وَاسِعٌ كَافٍ رَءُوفٌ بَدِيعٌ شَاكِرٌ وَاحِدٌ سَمِيعٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ حَيٌّ قَيُّومٌ غَنِيٌّ حَمِيدٌ غَفُورٌ حَلِيمٌ " وَزَادَ جَعْفَرٌ " إِلَهٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ عَزِيزٌ نَصِيرٌ قَوِيٌّ شَدِيدٌ سَرِيعٌ خَبِيرٌ " قَالَا : وَفِي آلِ عِمْرَانَ " وَهَّابٌ قَائِمٌ " زَادَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ " بَاعِثٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ " انتهى كلام ابن حجر
كلنا يحفظ الفاتحة ونقرأ فيها " صراط الذين أنعمت عليهم "
فلو كانوا يأخذوا بالاشتقاق لماذا لم يأخذوا بالاشتقاق اسم " المنعم " من فعل " أنعمتَ " ؟؟؟ في حين أنهم أخذوا المنعم من سورة آل عمران ؟؟؟
كلنا يعلم أن الفاتحة 7 آيات فقط
في حين أن آل عمران 200 آية
فأسألكم بالله : في أيهما وقوع السهو أسهل : في سورة آياتها سبعة فقط مكتوبة في صفحة واحدة فقط تستطيع عين الإنسان الإلمام بأولها وآخرها في آن واحد ، أم في سورة آياتها 200 مكتوبة في 26 صفحة ؟؟؟ في أيهما يُعقَل سهولة وقوع الباحث في سهو يجعله يحيد سهواً عن قاعدة لا يعتنقها ؟؟؟؟
وفي الختام أسألكم :
لماذا أجد جميع المشاركين في هذا الموضوع يتعامون - ولن أستخدم لفظ أكثر لباقة من ذلك لأني لم أجد منكم أي إنصاف في الرد على ما أذكره - عن فتوى اللجنة الدائمة السعودية للإفتاء برئاسة ابن باز في قضية الاشتقاق والتوقيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل علماء اللجنة الدائمة برئاسة ابن باز قالوا على الله قولاً بلا علم بدون دراسة عميقة للتعرف على حقيقة منهج السلف والتفرقة بين آحاد السلف الذين وقعوا في سهو أو خطأ وبين القاعدة التي يُقرها عموم السلف ؟؟؟؟
تقول اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية ما نصه :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا"، فقيل: يا رسول الله أفلا نتعلمها؟ فقال: "بلى، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها » صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (592)
فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلم بعض أسمائه، فلم يطلع عليها أحدا من خلقه، فكانت من الغيبيات التي لا يجوز لأحد أن يخوض فيها بخرص وتخمين؛ لأن أسماءه تعالى توقيفية، كما سيجيء إن شاء الله.
د- ومنها أن أسماء الله توقيفية، فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق القياس أو الاشتقاق من فعل ونحوه، خلافاً للمعتزلة والكَرَّامية ، فلا يجوز تسميته بناء، ولا ماكرا، ولا مستهزئا؛ أخذا من قوله تعالى: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } (1) وقوله: { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ } (2) وقوله: { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ }
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عضو ................. عضو .............. نائب رئيس اللجنة ................ الرئيس
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى : الجزء 11 صفحة 459 الفتوى رقم ( 3862 ) موسوعة فتاوى اللجنة الدائمة والإمامان ابن العثيمين وابن باز من موقع روح الإسلام .
السؤال : هل علماء السعودية الذين نسبوا القول بجواز اشتقاق أسماء لله من أفعاله إلى المعتزلة والكَرَّامية - وهما من الفرق الإسلامية الضالة - قد كذبوا على السلف الصالح حين نفوا عنهم القول بجواز الإشتقاق ونسبوا هذا القول للمعتزلة الذين عذبوا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على يد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد وأخوه المعتصم وابنه الواثق ؟؟؟؟؟
هل ابتدع علماء السعودية - منار السلفيين - عندما أفتوا بأن كون أسماء الله توقيفية على القرآن والسنة الصحيحة يتعارض مع اشتقاق أسماء لله عز وجل من أفعاله الواردة في القرآن والسنة ؟؟؟
هل ابتدع علماء السعودية عندما قالوا أن توقيفية أسماء الله وعدم اشتقاق أسماء لله من أفعاله قضية واحدة وليس قضيتان مختلفتان كما ادَّعى الشيخ علاء سعيد على قناة الرحمة الفضائية ، - أيَّد قول المعتزلة - بحسب فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية - في القول بجواز اشتقاق أسماء لله عز وجل من أفعاله وصفاته ؟؟؟؟؟؟
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
أكرر طلبي أيها الأخ الكريم أن تطلب من إدارة هذا المنتدى المبارك أن يغيروا لك عنوان هذا الاستفسار :" هل خرج ابن منده من منهج السلف ....." وإنه والله لاستفسار شنيع وإنقاص من أئمة السلف وبارك الله فيك
-
رد: هل خرج ابن منده عن منهج السلف في استخراج أسماء الله تعالى من أفعاله؟
[quote=عبد الله عمر المصري;637499]ألا تلاحظ أنك غريب ؟؟ لماذا تتجاهل تماماً بل - آسف - تتعامى عن كلام اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية التي قالت أن القول بالاشتقاق هو من بدع المعتزلة والكرامية ؟؟؟؟ ولماذا تتجاهل أيضاً أن ابن حجر حذف 27 اسم من الأسماء التسعة والتسعين المشهورة بين الناس بسبب أنها لم ترد في القرآن بصيغة الإسم ؟؟؟؟
يا أخي أنا أتجاهل من لا يناقش الأمر بموضوعية
أما كونك تحفظ عبارات لا تجيد غيرها سواء فهمتها أو لم تفهما التزاما منك بكلام شيخك فهذا شأنك
ذكرت نصوصا أقرب صلة بموضوع البحث لابن حجر ولكنك لا تحفظ ولا تعرف إلا ما استدل به شيخك
ذكرت نصوصا لابن منده والحليمي وغيرهما في صلب الموضوع ولكنك لا تحفظ إلا ما علمك شيخك
ذكرت نصوصا لابن القيم تشرح وتبين منهجه في المسألة فإذا بك تأتي بسطر أو سطرين مبتورين من السياق لأن شيخك ذكره في كتابك
ثم لما اتسع الأمر عليك لم يكن أمامك إلا تصدير فتوى اللجنة الدائمة في كلامك -لأن شيخك ذكرها أيضا- وهل شيخك يحترم قرارات اللجنة الدائمة إلا إذا وافقت رأيه -ولا أقول هواه- حتى تتشبث بها؟ (خذ مثلا رأيه في معنى الإحصاء في الحديث وقارنه بفتوى اللجنة الدائمة)
أنا لا ألزمك بالخروج عن شيخك -وإن كنت أنصحك بعدم التقيد بكلامه بهذه الصورة- ولكن أرجو أن تحترم عقولنا في طرحك وتشنجك غير المبرر
وأرجو إن تفضلت بالمشاركة في الموضوع أن ترد على ما أنقله من نقولات لا أن ترد عليّ فأنا لست طرفا وليس لي رأي في المسألة حتى الساعة
ومرة أخرى: يا أخي الكريم أنا لا أخالف ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة بل أنا على علم تام به ولكن المسألة تتعلق ببحث لي ولا ينبغي أن أورد كلام ابن منده وغيره هكذا بدون مناقشة أو وقوف على الخلاف في المسألة
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
لأنك سألت بالله أن يجيبك أحد فسأجيبك بالتفصيل على قدر علمي والله الهادي إلى سواءالسبيل
اقتباس:
فهلا تفضلت مشكوراً بتفسير علة حذف ابن حجر 27 اسم من الأسماء المشهورة
كما بينت لك قبل:
- ابن حجر لا يقول أن أسماء الله 99 اسما وكلامك يستقيم لو كان العكس
- ابن حجر يحصي الأسماء الظاهرة التي لا تحتاج إلى اشتقاق والتي وردت في القرأن فقط وهو يعلم أن في السنة أسماء كثيرة
- رأي ابن حجر في مسألة الاشتقاق مذكور في مواضع أخرى من كتبه فلا داعي للتمسك بفهم شيخك لكلام ابن حجر وأقبل على كلام ابن حجر نفسه في المسألة والمنصوص عليه مقدم على المفهوم (وهذه سقطة علمية من مدرس جامعي)
اقتباس:
إن كان ابن حجر يقول بالاشتقاق فلماذا حذف هذه الأسماء من الأسماء المشهورة وأبدلها بغيرها لو كان الاسم المشتق عنده صحيح ؟؟؟؟؟
استدلال معوج مع وجود التصريح في مواضع أخرى وإلا فما قولك في كلام ابن حجر:
قوله أنت الشافي يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين أحدهما أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصا والثاني أن يكون له أصل في القرآن"
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
اقتباس:
لماذا أنكر ابن حجر على سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي في إحصائهم للأسماء لأنهم أخذوا أسماء بالاشتقاق فقال ابن حجر عن جمعهم للأسماء :
(هَذَا آخِرُ مَا رُوِّينَاهُ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَبِي زَيْدٍ وَتَقْرِيرُ سُفْيَانَ مِنْ تَتَبُّعِ الْأَسْمَاءِ مِنَ الْقُرْآنِ وَفِيهَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَتَكْرَارٌ وَعِدَّةُ أَسْمَاءٍ لَمْ تَرِدْ بِلَفْظِ الِاسْمِ وَهِيَ " صَادِقٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مَنَّانٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ بَاعِثٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ بُرْهَانٌ مُعِينٌ مُمِيتٌ بَاقِي " ) انتهى كلام ابن حجر في فتح الباري الحديث رقم 6047
وقلت
اقتباس:
إن كان ابن حجر يأخذ بالاشتقاق فلماذا أنكر على سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي وجعفر الصادق اشتقاقهم لهذه الأسماء ؟؟؟؟
أنت هنا تعترف بأن ابن حجر أنكر على سفيان الثوري وأبي زيد اللغوي وجعفر الصادق اشتقاقهم الأسماء
ومع أن كلامك غير صحيح أيضا ولكن انظر ماذا تقول بعد ذلك
اقتباس:
وقد يقول قائل : إذا كان ابن حجر لا يقول بالإشتقاق فإن سفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي وجعفر الصادق - وهم من السلف الصالح - يقولوا بالإشتقاق ؟؟؟؟؟
أقول
رداً على هذا الإدعاء : اقرأ كلام ابن حجر جيداً
وهذا يدل على أنك غير مدرك لما تقول أو أن تصورك للمسألة غير صحيح
اقتباس:
أقول رداً على هذا الإدعاء : اقرأ كلام ابن حجر جيداً وهو يحكي لنا ما فعله سفيان وأبو زيد وجعفر وهم يُحصوا الأسماء ، قال ابن حجر عن إحصائهم للأسماء من القرآن :
"
وَهَذَا سِيَاقُ مَا ذَكَرَهُ جَعْفَرٌ . وَأَبُو زَيْدٍ قَالَا فَفِي الْفَاتِحَةِ خَمْسَةٌ " اللَّهُ رَبٌّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ مَالِكٌ " وَفِي الْبَقَرَةِ " مُحِيطٌ قَدِيرٌ عَلِيمٌ حَكِيمٌ عَلِيٌّ عَظِيمٌ تَوَّابٌ بَصِيرٌ وَلِيٌّ وَاسِعٌ كَافٍ رَءُوفٌ بَدِيعٌ شَاكِرٌ وَاحِدٌ سَمِيعٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ حَيٌّ قَيُّومٌ غَنِيٌّ حَمِيدٌ غَفُورٌ حَلِيمٌ " وَزَادَ جَعْفَرٌ " إِلَهٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ عَزِيزٌ نَصِيرٌ قَوِيٌّ شَدِيدٌ سَرِيعٌ خَبِيرٌ " قَالَا : وَفِي آلِ عِمْرَانَ " وَهَّابٌ قَائِمٌ " زَادَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ " بَاعِثٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ " انتهى كلام ابن حجر
فهمني أنت يا عبقري من أين أتى جعفر الصادق وأبو زيد اللغوي باسم القابض الباسط من سورة البقرة, قبل أن نستسلم لتحليلك الغريب بعد ذلك:
اقتباس:
كلنا يحفظ الفاتحة ونقرأ فيها " صراط الذين أنعمت عليهم "
فلو كانوا يأخذوا بالاشتقاق لماذا لم يأخذوا بالاشتقاق اسم " المنعم " من فعل " أنعمتَ " ؟؟؟ في حين أنهم أخذوا المنعم من سورة آل عمران ؟؟؟
كلنا يعلم أن الفاتحة 7 آيات فقط
في حين أن آل عمران 200 آية
فأسألكم بالله : في أيهما وقوع السهو أسهل : في سورة آياتها سبعة فقط مكتوبة في صفحة واحدة فقط تستطيع عين الإنسان الإلمام بأولها وآخرها في آن واحد ، أم في سورة آياتها 200 مكتوبة في 26 صفحة ؟؟؟ في أيهما يُعقَل سهولة وقوع الباحث في سهو يجعله يحيد سهواً عن قاعدة لا يعتنقها ؟؟؟؟
استدلال غريب منك مع وجود اسم الباسط القابض صراحة فيما نقلت عن ابن حجر, ومع احتمال أن يكون العالم قد اشتق من صفة لا من فعل!!!!!!!
المهم أنك ترد على نفسك وتناقض نفسك بسبب الدائرة الضيقة التي تقف فيها
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
أشكر الأخ أبا خالد الدماطي على هذه المشاركة المفيدة
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
وقلت
أنت هنا تعترف بأن ابن حجر أنكر على سفيان الثوري وأبي زيد اللغوي وجعفر الصادق اشتقاقهم الأسماء
ومع أن كلامك غير صحيح أيضا
لماذا تلزمني بأن أذعن وأتناقش لنقولاتك الكثيرة في حين أنك تتجاهل نقولاتي ؟؟؟؟
هل قول ابن حجر : " وَعِدَّةُ أَسْمَاءٍ لَمْ تَرِدْ بِلَفْظِ الِاسْمِ " يدل على أنه يأخذ بالاشتقاق يا مَن تفهم الفهم الصحيح وتُدرِك ما تقول ؟؟؟؟؟؟؟
ورد عليّ رد صريح : لماذا حذف ابن حجر العسقلاني - من ضمن ال 27 اسم التي حذفها من قائمة الأسماء المشهورة - 21 اسم
هل تفهم أم لا تفهم ؟؟؟
الواحد وعشرون اسم التي حذفت بسبب أنها مشتقة ولم ترد بصيغة الإسم
حذفها من قبله
ابن حزم
ابن حجر
ابن العثيمين
عبد الله بن عبد العزيز الغصن
علوي بن عبد القادر السقاف
عبد المحسن العباد
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
لماذا تصر على الحديث عن كلام ابن حجر في مسألة الإحصاء؟؟ وقد قلت لك مرارا أن ابن حجر ذكر رأيه في مسألة الاشتقاق في مواضع أخرى, ونقل لك
الأخ الدمياطي نقولا أخرى لابن حجر وأنت مصر على موضع ليس فيه شاهد على ما تريد!!!
سألتك عن اسمي الباسط والقابض من أين أتى بهما أبو جعفر الصادق وأبو زيد اللغوي من سورة البقرة فلم تجبني!!
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
وأنا سألتك عن سبب حذف ابن حجر للأسماء التالية :
الخافض المعز المذل المبدئ المعيد الجليل الباعث المحصي الضار النافع العدل المميت الواجد الماجد الوالي المغني المقسط المانع الباقي الرشيد الصبور
إن كان لا يأخذ بالإشتقاق لماذا حذف هذه الأسماء ؟؟؟؟
أين وردت هذه الأسماء في القرآن أو السنة بصيغة الإسم منسوبة لله ؟؟؟؟
الإجابة : لم ترد
فإذا كانت لم ترد ، وإذا كان ابن حجر يقر بالإشتقاق ، فلماذا تعمَّد حذفهم ؟؟؟ أم أنه حذفهم في لحظة سهو ؟؟؟
إحصاء ابن حجر مسألة جوهرية استند بعضهم عليها للرد على كل من يتهمه بأنه مبتدع عندما حذف 21 اسم من قائمة الأسماء التسعة والتسعين المشهورة ، فسيقال : إن كنت مبتدع فابن حجر سبقني بهذا الابتداع
وإن كنت مصيباً ، فلست إلا تابعاً لابن حجر في صوابه .
لذلك أنا أقول لك أن فهمك للنصوص التي نقلتها عن ابن حجر فهمك لها فهماً خاطئاً وإلا فعليك الرد على سؤالي :
لماذا حذف ابن حجر الاسماء السابق ذكرها عند إحصائه للأسماء إن كان فهمك للنصوص التي نقلتها عنه - مستدلاً بإجازته للإشتقاق - فهماً صحيحاً ؟؟؟؟؟؟؟
أنا لست مجادل ولا أجْتَر ما قاله بعضهم بل أنا اقتنعت به اقتناعاً كاملاً ولم أجد عاقل يرد عليه رداً علمياً
إن كان ابن حجر يجيز الإشتقاق فلماذا حذف الواحد وعشرين اسماً السابق ذكرهم عمداً ؟؟؟؟؟؟
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وقد أحسن من انتهى إلى ما علم
وقد ذكرت لك أكثر من مرة أننا لا نناقش رأي ابن حجر رحمه الله حتى تعيد كلامه في معظم مشاركاتك, وقد بينت لك أيضا أننا لسنا في حاجة لاستنباط منهج ابن حجر لأنه ذكر رأيه فيما نقلتُ سابقا, فلا تحجر واسعا, وتجرد للعلم بارك الله فيك
وقد سمعت رد على سؤال (حبسه حابس الفيل) ولم أر رده صوابا, وكذا في بعض الأسماء التي ذكرت له, فالدكتور -قبل أي شيء- يحتاج أولا أن يتراجع عن فهمه للعدد في حديث الإحصاء (99+99+1) بعد أن كشف البحث عن أسماء أخرى لم ينتبه لها أو لم يذكرها مادام أن فهمه للعدد نابع من إحصائه وقد تبين ما فيه, والله أعلم
أما موضوع الاشتقاق ففي حاجة لتوجيه كلام وأفعال الأئمة الذين ذكرت كلامهم قبل الحكم بعدم جواز الاشتقاق مطلقا, بل نسبة من اعتقد ذلك بأنه تابع للمعتزلة, فلا ينبغي أن يكون التأصيل للمسألة في واد وفعل هؤلاء الأئمة في واد آخر!!
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
وقد بينت لك أيضا أننا لسنا في حاجة لاستنباط منهج ابن حجر لأنه ذكر رأيه فيما نقلتُ سابقا, فلا تحجر واسعا, وتجرد للعلم بارك الله فيك
لا تشدد أنت لمفهومك لكلام ابن حجر وأجب على السؤال الذي تُكثر التهرب منه :
إذا كان ابن حجر يجيز الاشتقاق فلماذا حذف نفس الواحد وعشرون اسم التي حذفها ابن حزم وابن العثيمين وعبد الله بن عبد العزيز الغصن وعلوي السقاف وعبد المحسن العباد من قائمة الأسماء التي سردها الوليد بن مسلم في سنن الترمذي بدعوى أنها لم ترد في القرآن بصيغة الاسم ؟؟؟؟؟؟؟
لو أنك لم تتجاهل هذا السؤال أكثر من مرة لما قمت بنسخ كلام ابن حجر أكثر من مرة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبلغ
أما موضوع الاشتقاق ففي حاجة لتوجيه كلام وأفعال الأئمة الذين ذكرت كلامهم قبل الحكم بعدم جواز الاشتقاق مطلقا, بل نسبة من اعتقد ذلك بأنه تابع للمعتزلة, فلا ينبغي أن يكون التأصيل للمسألة في واد وفعل هؤلاء الأئمة في واد آخر!!
عندما يصل مستواك العلمي - في البحث والدراسة واستنباط أراء السلف والمنهجية في التفريق بين أحد رجال السلف الصادر عنه مقال يدل على معتقده الذي يعتبر حجة عند الاستشهاد به على عقيدة السلف وبين قول أحد رجال السلف الذي يدل على وقوعه في خطأ اجتهادي لأنه ليس معصوم - لعلم هيئة كبار العلماء بالسعودية برئاسة عبد العزيز بن باز رحمه الله فاحكم - وقتها ووقتها فقط - على قولهم بنسبة القول بالاشتقاق للمعتزلة ونسبة القول في أن آيات الصفات مجاز للمعتزلة ونسبة تسمية أهل السنة بالحشوية للمعتزلة كلها أو أحدها بالخطأ
فكما أنك تجاهلت دلالة حذف ابن حجر عمداً لـ 21 اسم من الأسماء المشهورة على تحريمه الاشتقاق وخطأك في تأويل كلامه الذي نقلته لي سابقاً
كذلك تجاهلت قول هيئة كبار العلماء صراحةً في تحريم الاشتقاق والذي وافقهم عليه بعض علماء الأشاعرة كالزركشي والشعراوي والسيوطي والفخر الرازي .
فأينا هو المتعصب لرأيه ؟؟؟
بل ما أسهل أن أجد أمثالك من مبيحي الاشتقاق يردون قول هؤلاء العلماء - السلفية والأشاعرة المجتمعين على هذا القول - بمقولة لا تدل إلا على ضعف المستوى العلمي لصاحبها وهي :
لا يصح أن تفرد عضلاتك بالاستدلال ببعض أقوال واردة في بعض الكتب والرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
وهذا الرد يدل على هروب صاحبه من الرد على أقوال هؤلاء العلماء بمثل هذه العبارة الساذجة
أنا آسف يا أخي " المبلغ " أنا لا أهاجم شخصك ولكن أهاجم فكرك الذي وجدته عند الكثيرين من منتديات أخرى لا أعلم ما إذا كان مسموح لي بذكرها أم لا
أصحاب هذه المنتديات قالوا نفس العبارات لما قلت لهم أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وافق على بحث وأجيز للنشر والتداول في عام 2005
فأجدهم يردون بهذا الرد الساذج الذي يستخدمه كل من يجد أقوال العلماء مخالفة لمعتقده ولا يريد أن يرى الحق إلا معه هو فقط .
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
للفائدة:
قال ابن الصلاح"رحمه الله": الحمد لله الهادي من استهداه, الواقي من اتقاه, الكافي من تحرى رضاه, حمدا بالغا أمد التمام و منتهاه.
قال ابن حجر "رحمه الله" معلقا:
قوله –في الخطبة- :الواقي
بالقاف, و هو مشتق من قوله تعالى: " فوقاه الله ", عملا بأحد المذهبين في الأسماء الحسنى. و الأصح عند المحققين: أنها توقيفية.
النكت العسقلانية
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
بغض النظر عن تحرير مذهب ابن حجر "رحمه الله" في جواز الاشتقاق من عدمه
فإنه لاشك عندي من أن القول بجواز الاشتقاق هو قول معتبر من أقوال السلف "رحمهم الله"
قال به الوليد بن مسلم "رحمه الله" و هو إمام علم, و أورد الترمذي حديثه في كتابه و لم ينكر فيه إلا الإدراج
و لم ينكر هذا الاشتاق أحد من أقرانه و تلامذته.
و قال به من قبل سفيان الثوري
و بعد قال به ابن منده
و به قال ابن تيمية و ابن القيم
و الذي يترجح عندي:
هو أن التوقيف الذي نقل الأئمة الإجماع عليه, هو بمعنى أنه لا يجوز للعبد أن يثبت لله إسما إلا إذا ورد دليل هذا الإسم في القرآن أو السنة.
و ليس بمعنى أنهم يمنعون من اشتقاق أسماء لله من صفات و أفعال وردت في الكتاب و السنة.
و الدليل على هذا هو ما نراه في كتاباتهم و مصنفاتهم في هذا الموضوع
فابن تيمية و ابن القيم يقولان بالتوقيف, و هما مع ذلك يثبتان لله أسماء مشتقة.
و كذا من قال بالتوقيف من السلف لم ينكر على من أثبت أسماء مشتقة من أفعال و صفات وردت في الكتاب و السنة.
والله الموفق
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبيدة المصري
بغض النظر عن تحرير مذهب ابن حجر "رحمه الله" في جواز الاشتقاق من عدمه
فإنه لاشك عندي من أن القول بجواز الاشتقاق هو قول معتبر من أقوال السلف "رحمهم الله"
قال به الوليد بن مسلم "رحمه الله" و هو إمام علم, و أورد الترمذي حديثه في كتابه و لم ينكر فيه إلا الإدراج
و لم ينكر هذا الاشتاق أحد من أقرانه و تلامذته.
وقال به من قبل سفيان الثوري
و بعد قال به ابن منده
و به قال ابن تيمية و ابن القيم
و الذي يترجح عندي:
هو أن التوقيف الذي نقل الأئمة الإجماع عليه, هو بمعنى أنه لا يجوز للعبد أن يثبت لله إسما إلا إذا ورد دليل هذا الإسم في القرآن أو السنة.
و ليس بمعنى أنهم يمنعون من اشتقاق أسماء لله من صفات و أفعال وردت في الكتاب و السنة.
و الدليل على هذا هو ما نراه في كتاباتهم و مصنفاتهم في هذا الموضوع
فابن تيمية و ابن القيم يقولان بالتوقيف, و هما مع ذلك يثبتان لله أسماء مشتقة.
و كذا من قال بالتوقيف من السلف لم ينكر على من أثبت أسماء مشتقة من أفعال و صفات وردت في الكتاب و السنة.
والله الموفق
بالنسبة لمنهج ابن حجر فلا داعي للتأويل والالتفاف
الرجل مذهبه واضح
ولو كان هناك شبهة لاعتقاده بجواز التوقيف لما أقدم على حذف 21 اسم عمداً عند إحصائه للأسماء الحسنى من قائمة الوليد بن مسلم ، فهذا ليس فعل من يقر بجواز الاشتقاق
خصوصاً وأن اسم " الجليل " الذي لم يرد التوقيف عليه إلا اشتقاقاً من " ذو الجلال والإكرام "
فيه كمال مطلق لله ، فحذف ابن حجر له لا يدل إلا على رفضه للاشتقاق وأن أي كلام له يُظن من خلاله إجازة الاشتقاق فإنه يُحمَل وجوباً على الاشتقاق اللغوي : فاسم الرحمن ممكن أقول عنه : مشتق من قول الرسول " الراحمون يرحمهم الله "
فلا يعني ذلك أنني أجيز الاشتقاق الشرعي بل يعني أنني أقول أن هذا الاسم يقابل مصدره اللغوي بمعنى دلالته على الصفة المتضمنة له
وأما عن قولك أن غير المجيزين للاشتقاق لم ينكروا على ميجيزي الاشتقاق فهذا خطأ
لأن ابن حجر أنكر على أبو زيد اللغوي وجعفر الصادق وسفيان الثوري ذكرهم أسماء بالاشتقاق فقال في فتح الباري تعقيباً على إحصائهم للأسماء الحسنى :
" هَذَا آخِرُ مَا رُوِّينَاهُ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَبِي زَيْدٍ وَتَقْرِيرُ سُفْيَانَ مِنْ تَتَبُّعِ الْأَسْمَاءِ مِنَ الْقُرْآنِ وَفِيهَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَتَكْرَارٌ وَعِدَّةُ أَسْمَاءٍ لَمْ تَرِدْ بِلَفْظِ الِاسْمِ وَهِيَ (صَادِقٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مَنَّانٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ بَاعِثٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ بُرْهَانٌ مُعِينٌ مُمِيتٌ بَاقِي ) "
هل يقول هذا الكلام مَن لا يرى غضاضة في الاشتقاق ؟؟؟؟؟؟
أما عن قولك أن الترمذي لم يُنكر على الوليد بن مسلم اشتقاق الأسماء بل أنكر عليه فقط كون الأسماء مدرجة
فهذا الكلام غير سديد
لأن الترمذي لم يكن بصدد تحقيق الاسماء الحسنى ما يصح منها وما لا يصح
بل كان بصدد تحقيق صحة وضعف الأحاديث التي أدخلها على سننه
فإما أن تأتي بقول صريح للترمذي بجواز الاشتقاق وإما أن تسكت عنه لأنه لم يكن مثل ابن حجر ، بمعنى أن ابن حجر تعرض لتحقيق الأسماء الحسنى صحيحها من ضعيفها فأخذ بكذا وكذا ورفض أخذ كذا وكذا
أما الترمذي فلم ينشغل بذلك في سننه ، بل اشتغل بتصحيح الحديث أو تضعيفه فقط فلا يصح الاستدلال على سكوته على اشتقاق الوليد بإجازته الاشتقاق لأنه لم يكن أصلاً بصدد الكلام عن الأسماء الحسنى من حيث صحيحها وضعيفها بل كان بصدد الكلام عن الأحاديث الواردة في سننه صحيحها من ضعيفها
وأما عن إجازة سفيان الثوري للاشتقاق ففيه نظر ، أولاً لأنه لم يرد عنه تصريح بجواز الاشتقاق ، ولم يشتق المنعم من سورة الفاتحة " صراط الذين أنعمت عليهم " مع أنها سورة صغيرة وواضحة ، والاسم فيه كمال مطلق ، فلماذا لم يشتقوه من الفاتحة بل اشتقوه من البقرة ؟؟؟ هذا يُوحي بأن اشتقاقهم ما هو إلا وقوع في سهو استدركه عليهم ابن حجر
أما عن إجازة ابن القيم وابن تيمية للاشتقاق ، فمعلوم أن ابن القيم رفض الاشتقاق بشكل صريح في مدارج السالكين الجزء الثالث باب الوجود صفحة 415 ، فقال " وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق لله من كل فعل له اسماً حتى بلغ بذلك آلاف الأسماء " ، فهذا قول صريح في تحريم الاشتقاق ، فلا يصح رده بأقوال غير صريحة في إجازة الاشتقاق
لأنه لو عندنا قولان لعالم واحد في نفس القضية ، أحدهما صريح والثاني غير صريح ممكن يتعدد فيه الأفهام ، فلابد تفسير غير الصريح في إطار الصريح ، خاصة وأن ابن القيم صَرَّح في كتاب " الفوائد " بقوله : " ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بجواز الاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها اللغوية ، لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله "
فهذا قول دامغ يؤكد - مع سابقه - على أن أي جملة يُفهَم منها إجازة ابن القيم - ومن ثم شيخه ابن تيمية الذي تعلم ابن القيم العقيدة والفقه على يديه خصوصاً وأن ابن تيمية أيضاً ليس عنده نص صريح بإجازة الاشتقاق - فلابد من حملها على الاشتقاق اللغوي وليس الاشتقاق الشرعي .
ولو كان ابن باز ومن معه في هيئة كبار العلماء - وهم أكثر من يوقرون ابن تيمية وابن القيم - يفهمون من كلام ابن القيم وابن تيمية ما فهمه البعض من إجازة الاشتقاق ، لقالوا وقتها أن الاشتقاق مسألة مختلف فيها ، ولم يجزموا - كما هو الواقع - بأن القول بالاشتقاق هو قول المعتزلة ، ومن المعلوم أن ابن تيمية وابن القيم محققان في الفرق والمذاهب سواء للمعتزلة أو غيرها ، وما كان لهم أن يتبعوا منهج المعتزلة فيما خالفوا فيه القرآن والسنة
ختاماً أقول :
أن القول بالاشتقاق - بشرط أن يكون المُشتَق منه من القرآن والسنة الصحيحة - يشترط فيه أصحابه أن يكون فيه كمال ولا يوهم نقص
والقول بإيهام اسم ما نقص أو عدم إيهامه نقصاً اختلف فيه مجيزي الاشتقاق ، فتجد الاسم الواحد المشتق يقول عنه بعض العلماء أن فيه كمال ، والبعض الآخر يقول فيه نقص
فهذا يعني إدخال العقل في تسمية الله وكأنه طفل - حاشاه - نستحسن ونستقبح أسماء له
وقد رد الشافعي على هذا الكلام بقوله :
" لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يُعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرَوِيَّة والفكر " (إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ص35.)
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبيدة المصري
للفائدة:
قال ابن الصلاح"رحمه الله": الحمد لله الهادي من استهداه, الواقي من اتقاه, الكافي من تحرى رضاه, حمدا بالغا أمد التمام و منتهاه.
قال ابن حجر "رحمه الله" معلقا:
قوله –في الخطبة- :الواقي
بالقاف, و هو مشتق من قوله تعالى: " فوقاه الله ", عملا بأحد المذهبين في الأسماء الحسنى. و الأصح عند المحققين: أنها توقيفية.
النكت العسقلانية
عجيب لك يا أخي
كيف تنقل هذا النقل عن ابن حجر العسقلاني الذي يُصَرح فيه بتعارض التوقيف مع الاشتقاق
ثم تقول أن مذهبه يحتاج إلى تحرير في جواز الاشتقاق من عدمه ؟؟؟
هل من عالم يعتقد أن الاشتقاق لا يتعارض مع التوقيف يقول مثل هذا الكلام الذي نقلته أنت الذي يعتبر حجة دامغة على كل من ادعى أن ابن حجر يجيز الاشتقاق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فقوله :
" و هو مشتق من قوله تعالى: " فوقاه الله ", عملا بأحد المذهبين في الأسماء الحسنى. و الأصح عند المحققين: أنها توقيفية. "
دليل دامغ على أنه يقول أن مفهومه الشخصي أن هناك مذهبين في الأسماء الحسنى :
الأول : مجيز للاشتقاق لا يلتزم بالتوقيف
الثاني : لا يجيز الاشتقاق ويعتقد وجوب التوقيف
والأصح عند ابن حجر المذهب الثاني
جزاك الله خيراً على هذا النقل
مع تسجيل عتابي عليك في اعتقادك أن ابن تيمية وابن القيم بالذات يجيزا الاشتقاق للأسباب سالفة الذكر في المشاركة السابقة التي أخطأت في نسخها مرتين
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
أولا: أنا وضعت هذه الفائدة -وهي فائدة غاية في النفاسة- لأبين بها مذهب و قول ابن حجر "رحمه الله" في هذه المسألة.
ثانيا: أما قولك "غفر الله لك": لا داعي للتأويل و الإلتفاف.
* فأقول: الحمد لله الذي عافاني من هذه الأخلاق, و هداني للإسلام و السنة.
ثالثا: قولك: "وأما عن قولك أن غير المجيزين للاشتقاق لم ينكروا على ميجيزي الاشتقاق فهذا خطأ
لأن ابن حجر أنكر على أبو زيد اللغوي -كذا, و الصواب: أبي زيد- وجعفر الصادق وسفيان الثوري ذكرهم أسماء بالاشتقاق فقال في فتح الباري تعقيباً على إحصائهم للأسماء الحسنى :
" هَذَا آخِرُ مَا رُوِّينَاهُ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَبِي زَيْدٍ وَتَقْرِيرُ سُفْيَانَ مِنْ تَتَبُّعِ الْأَسْمَاءِ مِنَ الْقُرْآنِ وَفِيهَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَتَكْرَارٌ وَعِدَّةُ أَسْمَاءٍ لَمْ تَرِدْ بِلَفْظِ الِاسْمِ وَهِيَ (صَادِقٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مَنَّانٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ بَاعِثٌ قَابِضٌ بَاسِطٌ بُرْهَانٌ مُعِينٌ مُمِيتٌ بَاقِي ) "
هل يقول هذا الكلام مَن لا يرى غضاضة في الاشتقاق ؟؟؟؟؟؟
* أقول لك:
1- المقصود من كلامي: السلف "رحمهم الله", فهم الذين يستدل بفهمهم, و ليس بكلام المتأخرين.
2- ابن حجر "رحمه الله" قال في اسم (الباقي): و هو مشتق من قوله تعالى: " فوقاه الله", عملا بأحد المذهبين في الأسماء الحسنى. و التحقيق عند المحققين: أنها توقيفية.
و فرق عظيم بين قوله: عملا بأحد المذهبين, و قوله: و الأصح, و بين قولكم ببدعية هذا القول, و كونه مذهب أهل البدع.
فإن استدللت بكلام ابن حجر "رحمه الله", فهو واضح في كون القول بالاشتقاق قول معتبر, و إن كان الراجح بخلافه عنده.
3- ابن حجر "رحمه الله" مع جلالة قدره, و قوة علمه, كان مضطربا جدا في باب الأسماء و الصفات.
و من راجع كتاباته في الفتح في باب الصفات تبين له هذا بجلاء, و راجع إن شئت تعليقات العلامة البراك على الفتح.
و هو في أغلب هذا الباب يقول بقول الاشاعرة, و من المعلوم أن الأشاعرة يقولون بالتوقيف, لأن الأسماء عندهم جامدة لا تدل على وصف.
فكان مما ينبغي عليك -خاصة و نحن نتكلم في باب الاعتقاد- أن تستدل على صحة مذهبك و فهمك بكلام السلف الأقحاح, من أهل القرون الثلاثة الأول, ثم من تبعهم من أكابر أهل العلم.
4- ما تفضلت بنقله لنا من قول ابن حجر "رحمه الله" غاية ما فيه: إنكار واحد من الخلف على تصرفات السلف "رحمهم الله", فأيهما يتبع السلفي و يقتدي ؟؟
رابعا: قولك "حفظك الله": أما عن قولك أن الترمذي لم يُنكر على الوليد بن مسلم اشتقاق الأسماء بل أنكر عليه فقط كون الأسماء مدرجة
فهذا الكلام غير سديد
لأن الترمذي لم يكن بصدد تحقيق الاسماء الحسنى ما يصح منها وما لا يصح
بل كان بصدد تحقيق صحة وضعف الأحاديث التي أدخلها على سننه
فإما أن تأتي بقول صريح للترمذي بجواز الاشتقاق وإما أن تسكت عنه لأنه لم يكن مثل ابن حجر ، بمعنى أن ابن حجر تعرض لتحقيق الأسماء الحسنى صحيحها من ضعيفها فأخذ بكذا وكذا ورفض أخذ كذا وكذا
أما الترمذي فلم ينشغل بذلك في سننه ، بل اشتغل بتصحيح الحديث أو تضعيفه فقط فلا يصح الاستدلال على سكوته على اشتقاق الوليد بإجازته الاشتقاق لأنه لم يكن أصلاً بصدد الكلام عن الأسماء الحسنى من حيث صحيحها وضعيفها بل كان بصدد الكلام عن الأحاديث الواردة في سننه صحيحها من ضعيفها .
* 1- هذا الذي ذكرته أخي الفاضل غير صحيح جملة و تفصيلا, و لازمه الطعن في السلف.
فلو اطلعت على كتاب الجامع للترمذي "رحمه الله" لعلمت مدى تحريره و تدقيقه لما ينقل, فقد أكثر جدا من التعليق على الروايات و الأحاديث المنقولة.
و لازم قولك هذا: أن السلف كان ينقلون و فقط, و لو كانت نقولاتهم فيها مخالفات عقدية, بل و لو كان المنقول هو مذهب المعتزلة.
و إن كنت أنت "حفظك الله" و كذا شيخك "حفظه الله" لا تستحلان أن تنقلا هذا النقل في كتبكم و في كلامكم إلا مع تبيين ما فيه من المخالفة لمذهب السلف, فما هو الظن بهم ؟ و هم القوم ؟؟؟
2- لو قلت لك: دعك من الترمذي و تصرفه في جامعه, و انظر إلى الوليد و ما جمع !
الوليد إمام علم جليل القدر جدا, جمع هذا الذي جمع, و تناقله الناس من شيوخه و أقرانه و تلامذته, فلو كان ما أتى به باطلا, فلماذا لم ينكره عليه السلف ؟
و لو كان هذا الذي ذكر موافقا لمنهج و قول المعتزلة, فلماذا سكت عليه القوم ؟
و لو كانوا أنكروا فانقل لنا "حفظك الله".
خامسا: قولك: وأما عن إجازة سفيان الثوري للاشتقاق ففيه نظر ، أولاً لأنه لم يرد عنه تصريح بجواز الاشتقاق ، ولم يشتق المنعم من سورة الفاتحة " صراط الذين أنعمت عليهم " مع أنها سورة صغيرة وواضحة ، والاسم فيه كمال مطلق ، فلماذا لم يشتقوه من الفاتحة بل اشتقوه من البقرة ؟؟؟ هذا يُوحي بأن اشتقاقهم ما هو إلا وقوع في سهو استدركه عليهم ابن حجر
* والله لا أدري !
هل صار المنهج معكوسا في هذا الزمان ؟!
منهجنا القرآن و السنة بفهم السلف, و أنتم تقولون: القرآن و السنة بفهم الخلف !
ابن حجر يرد على الثوري "رحمهما الله", و لم يرد عليه هذا أحد قبله قط, فالواجب أن نقول: فهم السلف هو ما قاله الثوري, و خالف ابن حجر.
أما أن نقول: ابن حجر استدرك على السلف, فهذا عجيب !!
و قولك أخي: هذا يوحي بأن اشتقاقهم ما هو إلا وقوع في سهو .
أقول لك: دع يوحي و لعل عند الكوكب, و عليك بالأدلة الواضحة البينة.
و السلف أجل قدرا و أعظم علما من الوقوع في مثل هذا.
سادسا: ما نقلته من قول ابن القيم "رحمه الله": " وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق لله من كل فعل له اسماً حتى بلغ بذلك آلاف الأسماء ", و تعليقك عليه ب: فهذا قول صريح في تحريم الاشتقاق ، فلا يصح رده بأقوال غير صريحة في إجازة الاشتقاق.
* لا أدري والله من أين فهمت هذا الذي ذكرت ؟
ابن القيم "رحمه الله" يقول: من اشتق لله من كل فعل له اسما.
ففي كلامه إشارة لجوازه من بعض الأفعال, لا كما تقول.
و كلامه هذا يرد به على من اشتق من كل فعل و صفة اسما, و هذا لا نقول به.
سابعا: يقول ابن القيم "رحمه الله": السابع عشر أن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ,وهو غالب الأسماء كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم , وهذا يسوغ أن يدعى به مفردا ومقترنا بغيره, فتقول : يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيم , وأن يفرد كل اسم , وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع
ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده , بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم , فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو , فهو المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل , لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله , لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا , ونفعا وضرا , وعفوا وانتقاما , وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والإنتقام والإضرار فلا يسوغ , فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الإسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض , فهي وإن تعددت جارية مجرى الإسم الواحد , ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه فلو قلت يا مذل , يا ضار , يا مانع , وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه , ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " بدائع الفوائد ( 1-177)
* ابن القيم يقول بالتوقيف و هذا معروف عنه ثابت, و مع هذا يثبت ( المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل ) و كلها لا تثبت إلا بالاشتقاق.
و هذا يدل على ما ذكرته لك من قبل من كون الاشتقاق لا ينافي التوقيف أصلا.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله": " قالوا من أسماء الله تعالى المغيث و الغياث , و قد جاء ذكر المغيث ي حديث أبي هريرة , قالوا و اجتمعت الأمة على ذلك " مجموع الفتاوى ( 1-111 )
* و معلوم ان هذه الأسماء لم ترد بسند صحيح بلفظ الاسم مطلقا , و انما استخرجها العلماء بالاشتقاق
و مع هذا يقول : قالوا و اجتمعت الامة على ذلك.
اسأل الله ان يوفقنا للحق و يمسكنا به, والله المستعان.
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
ولماذا لم تعلق على قول ابن القيم : " ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بجواز الاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها اللغوية ، لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله "
فمعنى كلامه : الرحمن يدل على الرحمن
الغفور يدل على المغفرة
المالك يدل على الملك
وليس المراد أن الغفور مشتق من المغفرة اشتقاق الفرع من الأصل
ولماذا لم تعلق على قول الشافعي : " لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يُعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرَوِيَّة والفكر " (إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ص35)
أم تريد أن تقول أن التقبيح والتحسين في الأسماء المشتقة لا دخل للعقل فيه ؟؟؟ خصوصاً مع وقوع مجيزي الاشتقاق في الخلاف في كون هذا الاسم المشتق أو ذاك فيه كمال وفيه نقص ؟
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
أما قول الشافعي "رحمه الله" فصحيح لا ريب فيه, و هو معنى التوقيف كما ذكرت لك في مشاركتي قبل السابقة.
فالتوقيف المجمع عليه هو: أن لا يثبت لله اسم لم يرد دليله في القرآن و السنة, فالعقل و الفكر لا مجال لهما في اثبات الأسماء.
و أما ابن القيم فمذهبه واضح, و لو راجعت كلامي السابق في المشاركة السابقة لتبين لك ذلك جيدا.
دمت لله حافظا.
-
رد: منهج ابن منده وغيره من السلف في اشتقاق أسماء الله تعالى من أفعاله
طالما أنك أقررت أن العقل والفكر لا مجال له في الأسماء فهذا يكفي لإبطال فكرة الإشتقاق القائمة على اشتراط التحسين والتقبيح العقلي بدعوى أن اسماً ما أوهم نقصاً وآخر يدل على الكمال
ولم يصلني منك رد منضبط على كلام ابن القيم
لو كان يقول بالإشتقاق فما معنى قوله الذي لم ترد أنت عليه ؟؟؟
المطلوب منك التوفيق بين النقولات التي نقلتها عن ابن القيم التي تستدل بها على إجازته للإشتقاق الشرعي وبين هذا النقل المذكور في مشاركتي الأخيرة رقم (45) الدال على أن الإشتقاق الجائز عند ابن القيم هو الاشتقاق اللغوي وليس الاشتقاق الشرعي
فإن لم تجتهد في التوفيق بينهما فكأني لم أقرأ شيئاً من نقولاتك السابقة عن ابن القيم
لأنني كما قلت لك :
لو وُجِدَ نصان متعارضان لنفس العالم أحدهما مختلف في فهمه والثاني متفق على فهمه فيتم تفسير الأول في ضوء الثاني
فالنص الصريح أنه مجيز للإشتقاق اللغوي بدلالة قوله " لا نعني بجواز الإشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها اللغوية " ويقول بحرمة الاشتقاق الشرعي بدلالة قوله " لا أنها - أي أسماء الله - متولدة منها - أي من الأفعال والصفات - تولد الفرع من أصله " .
وقد اتفقت معك أن المنهج المختار الذي يراه ابن حجر العسقلاني حق هو عدم الإشتقاق الشرعي
فهو يرى أن الإشتقاق الشرعي رأي من الآراء المرجوحة عنده
وأن الراجح عدم جواز الإشتقاق الشرعي
لكنه لا يرى الإشتقاق الشرعي رأي ضال بل فقط مرجوح ، والفرق بينهما شاسع
فالشافعي قد يرى أن أبو حنيفة جانبه الصواب في اجتهاد فقهي في مسالة معينة
لكنه لا يراه رأي ضال
فهذا هو الفرق .
فأرجو الاجتهاد في تحقيق مذهب ابن القيم
مع الإقرار بأن الشافعي يرى عدم جواز الإشتقاق الشرعي لأن الاشتقاق الشرعي يلزم منه إعمال العقل لاختيار الاسم الدال اشتقاقه على كمال وترك الاسم الدال اشتقاقه على نقص، وهو - أي العقل - لا يُعمَل في الأسماء والصفات على مذهب الشافعي السابق ذكره